Professional Documents
Culture Documents
ومنهجية التفكير الربحى ،حتى وإن لم تكن تلك المؤسسات الخدمية تقدم اعمال أو انشطة تتطلب منها استثمار أموالها أو أو
منتجاتها أو خدماتها ،وبالتالى هناك العديد من الجوانب تشهدها المؤسسات بمختلف أنواعها من حيث وجود تغيرات جذرية فى
منهجية اإلدارة وأساليب التطبيق فى المنافسة على التميّيز فى العمل واالبتكار وفى اتباع إدارة الجودة الشاملة بهدف الوصول
إلى درجات عالية من رضا العمالء أو المستفيدين.وتأتى المؤسسات االكاديمية والمعلوماتية لتدخل فى هذا السباق بهدف البحث
.عن رضا المستفيدين من خدمات المعلومات المتاحة والبحث عن خدمات مستقبلية تلبى احتياجاتهم البحثية والمعلوماتية
وانطالقا ً من هذا الدور وبعد تطبيق أسلوب ومنهجية 6سيجما فى الثمانينات من القرن العشرين على المؤسسات الصناعية
على الساحة ) (Six Sigmaواالنتاجية ،بدأت دراسات متخصصة من العقد األخير من نفس القرن فى ظهور 6سيجما
االدارية داخل مؤسسات المؤسسات االكاديمية والمعلوماتية وبدأ ذلك جليا ً فى العديد من الدراسات األجنبية لخلق فرص جديدة
لتحسين العمليات واالجراءات والخدمات التى تقدمها هذه المؤسسات االكاديمية ،ليس فقط لتلبية احتياجات المستفيدين الحالية بل
لتلبى توقعاتهم المستقبلية ،حيث تعد 6سيجما أح
ومن خالل هذا المفهوم فربما تعود جذور منهجيات تطوير وتحسين المنتجات على المستوى العام إلى الثورة الصناعية على يد
في أوائل القرن العشرين ،حيث نمت االفكار والطرق المرتبطة بتحسين المنتجات إلى أن جاءت Henry Fordهنري فورد
بعض التعديالت على تلك الطرق واالفكار عن طريق شركة تويوتا لصناعة السيارات باليابان ،حيث تغيرت وتطورت المفاهيم
واالتجاهات لمصطلح 6سيجما فى تحسين العمل ،وعليه امكن تصنيف مفهوم 6سيجما على أساس انها مبادرة تعتمد عليها
.المؤسسات الجراء عملية القياس والتحليل لمجموعة من العمليات بهدف الوصول إلى نسبة خطأ تكاد تكون معدومه
ونظرا ً لما تظهره تلك الدراسة من وجود عالقة بين 6سيجما والجودة الشاملة على اعتبار انها اداة من ادواتها ،فقط قام
االيزو( "انطونى وبانيلس" بدراسة تبين مدى قوة تلك العالقة التى تربط بين كل من إدارة الجودة الشاملة ونظم إدارة الجودة
ومنهجية 6سيجما ،حيث تم تطبيق دراسة استطالعية لعدد ( )45شركة ،وتبين من العينة أن هناك وبنسبة )ISO 9000
%37من هذه الشركات لعدد ( )16تقوم على تطبيق مبادئ 6سيجما ،و %71من عينة الدراسة كانت تقوم بتنفيذ كال إدارة
،وقد %14من الشركات لم تحقق أي وضع جودة على االطالق ISO 900،و االيزو TQMالجودة الشاملة
وهو أحد قيادى حركة Philip Crosbyأما فيما يتعلق بمفهوم وتطبيق 6سيجما يعود إلى عالم الجودة فيليب كروسبى
وذلك فى عام ،1979بينما بدايات النقل من Quality is Freeالجودة ،حيث طرح هذا العالم ذلك المفهوم فى كتابة الشهير
.مرحلة رسوخ االفكار والمفاهيم والنظريات إلى حيز التطبيق ترجع إلى عام 1980
وكانت المبادرة األولى على المستوى التطبيقى لتحسين أداء العمل بالشركات من المدير التنفيذى لشركة موتورال
بهدف التخطيط للوصول إلى تقليل نسبة الخطأ أو الفشل الوارد في المنتجات خالل خمس سنوات إلى صفر Motorola
تقريباً ،وقبل هذا التحدى المطلوب بالتنسيق مع موظفى الشركة ،وفى عام 1985طور وطبق كل من المهندس مايكل هاري
اللذين عمل معا ً بشركة موتوروال ،وقاموا بالتطبيق الفعلى Bill Smithوزميله المهندس بيل سميث Mikel Harry
واستخدموا 6سيجما كمبادرة إلجراء تحسينات على جودة المنتجات والتقليل من االخطاء .وقامت بعدها شركة
باستخدام 6سيجما فى عملية التصنيع مع تحقيق العديد General Electricوشركة جنرال الكتريك Honeywellهانيويل
من النتائج االيجابية والوفورات المالية اال أن االخيرة قامت على تطوير 6سيجما وحققت نجاحا ً كبيرا ً فيها ،حيث وصل فى
عام 2001عدد الخبراء العاملين بالشركة الحاصلين على أحزمة 6سيجما إلى 4000خبير ،و 10000عامل تحت التدريب،
ومنذ ذلك الحين تبنت مئات الشركات حول العالم 6سيجما النجاز اعمالها حتى توسع تطبيق منهجية 6سيجما إلى العديد من
المجاالت المتنوعة بخالف التصنيع ومنها قطاع الرعاية الصحية وقطاع التعليم وقطاع المؤسسات االكاديمية والمعلوماتيةوما
.إلى ذلك من المؤسسات الخدمية أو المعلوماتية
وبدأ تطبيق معايير 6سيجما ينمو ويتحرك وصوال إلى كافة القطاعات المرتبطة بمجال المعامالت واإلدارة والمبيعات
والتسويق وخاصة في العمليات المرتبطة والمؤثرة بشكل مباشر على العميل ،حيث تبدأ وتنتهى تطبيق استراتيجية العمل من
أعلى إلى أسفل لكل العمليات التى تحتاج إلى تحسين فى جانب من جوانبها مع التركيز على تحسين فهم متطلبات العمالء ،سواء
كانت مؤسسات كبيرة أو متوسطة أو حتى صغيرة الحجم من حيث الميزانية أو عدد العاملين فيها لمعالجة أنواع مختلفة من
.باألعمال التجارية والمشاكل المتعلقة بالعملية
فعالية القرارات االدارية بشكل قوى اعتمادا ً على البيانات والحقائق واالرقام بدال من 1.
.التخمينات وبالتالى تقلل التكاليف مع تضافر الجهود بين العاملين
زيادة فهم احتياجات العمالء وتوقعاتهم ،خصوصا االحتياجات الحرجة والملحة ،وهذه من 2.
الخصائص ذات األهمية فى قياس الخدمة المقدمة للمستفيدين والسعى على رضائهم وانتمائهم
.للمؤسسة
الموثوقية والفعالية فى العمليات والخدمات واالنشطة الداخلية ،مما يساهم فى خدمة كافة 3.
.االطراف ذات العالقة بالمؤسسة
تحسن المعرفة عبر استخدام المؤسسة مجموعة من الدوات والتقنيات التى تساهم فى حل 4.
.المشكالت التى تؤدى إلى خلق نوع من الرضى الوظيفى للعاملين
انخفاض عدد العمليات غير الهامة من خالل التخلص منها باسلوب علمى منهجى ،مما يؤدى 5.
.إلى تقديم الخدمات بشكل اسرع من ذى قبل
تقليل التباين في أداء الخدمات بالمؤسسة ،مما يؤدي إلى مستوى مرتفع لتوقعات المستفيدين 6.
.وبالتالى ثبات فى تقديم الخدمات المعلومات المقدمة لهم
تحول الثقافة التنظيمية بالمؤسسة من كونها تتبع أسلوب رد الفعل فى حل المشكالت إلى 7.
.اسلوب التفكير االستباقي والمنطقى
ويمكن القول بأن النموذج األول فى 6سيجما يعتبر األشهر فى االستخدام والتطبيق لكافة المؤسسات ،مع مناسبته بشكل كبير
من وجهة نظر الباحث المؤسسات االكاديمية العامة محل الدراسة ،وهذا ما اثبتته الدراسات السابقة فى تطبيقات 6سيجما فى
.لقطاع المؤسسات االكاديمية ومراكز المعلومات ) (DMAICاتباع نموذج ديماك
:وستم شرح مختصر لهذا النموذج بناء على الخمس مراحل التالية وهى
االطالع على حركة االعارة وتحديد مصادر المعلومات األكثر أو األقل استخداما من المستفيدين ،كما يمكن االعتماد
على قياسات قواعد المعلومات المشتركة بها المؤسسة ومنها اكثر المستفيدين لتحميل المصادر المعلومات وما هى اكثر
الموضوعات اهتماما ً لفئات محددة بالمؤسسة ،أو قياس احصاءات لحركة التزويد والتعامل مع دور النشر ومدى االلتزام فى
مواعيد التوريد للمصادر ،أو قياس رضا المستفيدين عن الوقت المستغرق فى تقديم الخدمات أو طول الفترة الزمنية للرد على
االستفسارات أو الحصول على مخرجات نتائج بحوث ومقاالت يرغبها المستفيد ....وغيرها من االحصاءات التى تساعد على
.الوقوف على الحجم الحقيقى للمشكلة
تهدف تلك المرحلة إلى قراءة القياسات واالحصاءات فى مرحلة القياس السابقة عن طريق فريق المشروع والسعى نحو ايجاد
تفسيرات للقراءات المختلفة باستخدام األدوات والتقنيات المختلفة ومنها العصف الذهني والسبب والنتيجة والرسم البياني،
للتعرف على (KPIVs) Identifying key process input variablesوالسعى نحو تحديد العمليات الداخلية الرئيسية
األسباب الجوهرية للمشكلة للقضاء على جذورها بهدف الوصول إلى الحد المقبول من تقديم الخدمات أو العمليات سواء كانت
.داخل المؤسسة أو خارجها
وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان وإضفاء الطابع المؤسسي على التحسين والتطوير سواء كان قبل أو بعد إجراء مرحلة التحليل،
:وتتم هذه المرحلة من خالل ثالث خطوات كما يلى
.دراسة طريقة العمل والتنفيذ فى اطار الميزانية والمتطلبات التى تم تحديدها سلفا ً )(2
ويتضح فى هذه المرحلة االخيرة انه البد من توافر نظام يقوم على ضمان استمرارية التحسين والتطوير من خالل توثيق العمل
ووضع معايير وإجراءات لتنفيذ العملية اإلحصائية وعمل خطط للرقابة والمتابعة لتحقق الفوائد المرجوه وتقديم الوفورات في
.التكاليف المالية وتوفير الوقت المستغرق فى المشروع المراد تحسينة بالمؤسسة
تعتبر المؤسسات االكاديمية من المؤسسات التى تحتاج إلى الكثير من االهتمام سواء من الناحية االدارية أو الفنية أو التقنية
والمالية والبشرية ،وتساعد منهجية تطبيق 6سيجما فى تلك المؤسسات االكاديمية على خلق أسلوب غير تقليدى فى تحسين
االداء وتطوير الخدمات التى تقد م لمجتمع المستفيدين ،باالضافة إلى ضرورة االهتمام بتنميو الموارد البشرية وتأهيلهم ،وهذا ما
تهدفه منهجية 6سيجما ومن ضمن مبادئها وهو التركيز على العميل سواء كان الموظف بالمؤسسة أو المستفيد.وبناء على ما تم
طرحة بالدراسة الحالية يقترح الباحث تصور مبسط تجاه إمكانية تطبيق المؤسسات االكاديمية العامة لمنهجية 6سيجما على
:النحو التالى
.تقديم مقترحات بمزايا تطبيق منهجية 6سيجما وعالقتها بالجودة الشاملة وااليزو واالعتماد المؤسسى -
.عرض المقترح على االدارة العليا بالمشاركة مع مديرى المؤسسات االكاديمية العامة -
قيام االدارة العليا بتطبيق طرق غير تقليدية :ربط التحفيز المإلى بتطبيق منهجية 6سيجما 1.
لنظم الترقيات والتحفيز وصرف المكافآت التشجيعية ومزايا التدريب الخارجى بناء على مدى
.مساهمة المؤسسة فى سرعة تطبيق منهجية 6سيجما
:اعداد الهيكل التنظيمى لفرق عمل 6سيجما 2.
يتم تشكيل فريق عمل متخصص على مستوى كل قسم اكاديمى او كلية او مركز معلومات حاصلين على االحزمة المتنوعة
على إختالف تدرجها المهنى لمساعدة كافة المؤسسات االكاديمية العامة الواقعة تحت دائما العمل بها ،وذلك لتقليل التكلفة المالية
لتقديم الدعم الفنى واالدارى واالشراف على المشروعات التى تقوم بها المؤسسات االكاديمية الجراء عمليات التحسين
.والتطوير فى العمل ،مع اعداد خطط المساعدة لكل قسم اثناء مرحلة التنفيذ
وهناك بعض الدراسات تشير إلى ضرورة أن يكون هناك حزام اسود رئيس لالشراف على عشرة عاملين حاصلين على
الحزام االسود ،أو لكل 1000موظف البد على األقل من توافر حزام اسود رئيس ،على أن يشرف الحزام االسود على 5إلى 7
مشروعات بالمؤسسات االكاديمية سنويا ً على االكثر لضمان التركيز واالنجاز .وأن يكون رئيس الفريق حاصل على الحزام
األخضر على األقل لكل مشروع بالمؤسسة .مع تميز الحاصلين على كل من الحزام االسود الرئيس أو الحزام االسود بدوام
.جزئى فقط بالعمل
ويرى الباحث امكانية تشكيل فرق عمل متخصصة وحاصلة على االحزمة المناسبة بناء على تقسيم إلى خمس مناطق جغرافية
حسب التقارب المكانى ،مع تنوع االحزمة :الراعى /القيادة والحزام االسود الرئيس على اساس ان يكون هناك حزام اسود على
االقل لكل منطقة وحزام أخضر على االقل لكل قسم لالشراف على مشروعات المؤسسة وكرئيس فريق للمشروعات مع باقى
االعضاء الفنيين سواء من الداخل المؤسسة أو الخارج مع امكانية االستعانة بأحد بشكل تطوعى بالمستفيدين واعتباره عضواً
.فى الفريق وفق الهتمامه بموضوع وتخصص المشروع