You are on page 1of 112

‫ﻛﺘﺎب‬

‫اﻟﻨﻴﺎت‬

‫ﺟﻤﻌﻪ اﻟﺴﻴﺪ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻮي ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻌﻴﺪروس‬
‫اﻟﻤﻠ ﱠﻘﺐ ﺑـ )ﺳﻌﺪ (‬
‫ُ‬

‫ﺗﺮﻳﻢ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ‬


‫رﻗﻢ اﻹﻳﺪاع ﺑﺪار اﻟﻜﺘﺐ ﺻﻨﻌﺎء ‪٢٠٠٣/١١٩‬‬

‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ١٤٢٤‬ﻫـ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ‪ ٢٠٠٣‬م‬

‫ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬

‫ﺗﺮﻳﻢ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ‬


‫ت ‪ – ٤١٨٨٨٨ :‬ﺗﺮﻳﻢ – ﺣﻀﺮﻣﻮت‬
‫اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ‬
‫المؤلف يف سطور‬

‫هو السيد الشريف الفاضل محمد بن علوي بن عمر العيدروس الملقب (سعد)‬
‫ولد برتيم سنة ‪ 1351‬هجرية ونشأ هبا وأخذ عن جملة من علمائها وخصوصًا يف‬
‫رباط تريم‪ ،‬ثم انتقل إلى مدينة عدن لكسب المعيشة ولقي هبا قسوة من حكومة‬
‫ذلك الوقت الشيوعية الحمراء حيث احتجزته يف السجن بال ذنب وال احرتام كما‬
‫عملت مع كثير من الصالحين‪ ،‬ومع تلك المحنة التي مر هبا قدر اهلل له أن يحفظ‬
‫كتابه الكريم يف غياهب السجن‪ .‬ثم خرج منه بعد أن قضى فيه قرابة أربع سنوات‬
‫وذلك عام ‪ 1395‬هجرية ورجع إلى تريم وأقام هبا إمامًا يف مسجد اإلمام السقاف‬
‫ومعلمًا للقرآن الكريم الذي وهبه اهلل إياه يف معالمة أبي مر ّيم وتوالى عليه الطالب‬
‫مع شدة ظلمة الشيوعية يف ذلك الزمن وال زال المعين جار‪.‬‬

‫شغف المؤلف بالقراءة والمطالعة والجمع حتى بلغت مؤلفاته قرابة المائة كتاب‪،‬‬
‫وشارك يف العديد من الندوات والمؤتمرات وإحياء دروس العلم يف مسجدي‬
‫السقاف وباعلوي وكان بحق عالما وأديبا ومربيا وباحثا ومعينا لطلبة العلم‪.‬‬
‫عاش زاهدا متواضعا بعيدا عن األضواء لكنه كان عند الناس ظاهرا بما أخرجهم‬
‫من حفاظ لكتاب اهلل تعالى‪ ،‬وبما ألفه من كتب وصلت قرابة المائة عنوان بين‬
‫الدينية والعلمية والثقافية أثرت المكتبة المعرفية الحضرمية واليمنية‪.‬‬
‫طبعت له العديد من الكتب التي عمت الفائدة والنفع والربكة هبا‪ ،‬منها‪:‬‬

‫)‪(۱‬‬
‫* اآليات المتشاهبات والمتماثالت والتقاربات‪..‬‬
‫* النيات ‪..‬‬
‫* مختارات من كالم اإلمام الحداد ‪..‬‬
‫* خواص أسماء اهلل الحسنى‬
‫* فضائل (ال إله إال اهلل(‬
‫* عالج النسيان‪..‬‬
‫* كيف تكون غنيًا‪.‬‬
‫* السنن المهجورة‪.‬‬
‫* نتف الزمان يف أخبار ما قد كان‪.‬‬
‫* ثناء الغربيين على سيد المرسلين‪..‬‬
‫* فوائد من اإلعجاز القرآين ‪..‬‬
‫* خمسمائة سنة من سنن الصالة ‪..‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫تويف الحبيب محمد بن علوي العيدروس (سعد) ظهر يوم الخميس ‪ 8‬ذي القعدة‬
‫‪ 1432‬هـ الموافق ‪ 6‬أكتوبر ‪2011‬م ودفن عصر يوم الجمعة السابع من أكتوبر يف‬
‫مقربة زمبل الشهيرة بمدينة تريم‪.‬‬

‫رحمه اهلل تعالى رحمه واسعة ونفع بتالميذه وبمؤلفاته المسلمين‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫المقدمة‬

‫الحمد هلل رب العالمين وصلى اهلل وسلم على سيدنا محمد سيد األنبياء والمرسلين‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫أما بعد ‪...‬‬
‫يف البدء أحمد اهلل تعالى على ما وفقني وأعانني يف جمع هذا الكتاب (النيات)‬
‫والذي أسأل اهلل أن يكون مقبوال عنده ‪ ..‬ومن فضل اهلل أن ُترجم هذا الكتاب إلى‬
‫خمس لغات مختلفة والقى إقباال كبيرا يف الداخل والخارج ؛ وقد دفعني ذلك إلى‬
‫طبعه مرة ثانية ‪ ،‬وت ُعترب طبعة مصححة ومنقحة وفيها زيادات ‪.‬‬
‫أسأل اهلل أن يعم هبا النفع والخير ( إنما األعمال بالنيات ‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى )‬

‫)‪(۳‬‬
‫النيـــات الصالحة‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ ( :‬إنما األعمال بالنيات ‪ ،‬وإنما لكل‬
‫امرئ ما نوى )‪،‬‬
‫وقال عليه الصالة والسالم‪ (( :‬إنما ُيبعث الناس على نياهتم)) ‪،‬‬
‫و عليه الصالة والسالم ‪(( :‬من غزا ولم ِ‬
‫ينو إال عقاال فله ما نوى )) ‪،‬‬
‫وقال عليه الصالة والسالم‪ (( :‬نية المؤمن خير من عمله )) وذلك ألن النية عمل‬
‫القلب والقلب أشرف الجوارح فكان عمله خير ًا من عملها ؛ وألن الن ّية تنفع‬
‫بمجردها وأعمال الجوارج بدون النية ال نفع لها ‪ ،‬ويف الحديث ‪ (( :‬من هم بحسنة‬
‫فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة ‪، ))..‬‬
‫فعليك ‪ -‬رحمك اهلل ‪ -‬بحسن النية وبإخالصها هلل‪ ،‬وال تعمل شيئًا من الطاعات إال‬
‫أن تكون نتويًا هبا التقرب إلى اهلل وابتغاء وجهه وطلب رضاه‪ ،‬وإرادة الثواب‬
‫األخروي الذي وعد به سبحانه على تلك الطاعة من باب الفضل والمنة‪.‬‬
‫وال تدخل يف شيء من المباحات حتى األكل والشرب والنوم ‪ ،‬إال وتقصد بذلك‬
‫االستعانة على طاعة اهلل‪ ،‬وحصول التقوي به على عبادته تعالى‪ ،‬فبذلك تلحق‬
‫المباحات بالطاعات‪ ،‬فإن للوسائل أحكام المقاصد‪ .‬والمغبون من غبن يف حسن‬
‫النية‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫واجعل لك يف طاعاتك ومباحاتك نيات كثيرة صالحة‪ ،‬يحصل لك بكل واحدة منها‬
‫ثواب تام من فضل اهلل‪ ،‬وما عجزت عنه من الطاعات والخيرات‪ ،‬ولم تتمكن من‬
‫فعله فانوه واعزم على عند االستطاعة‪ ،‬وقل بصدق وعزم وصالح نية‪ :‬لو استطعته‬
‫لفعلته‪ ،‬فقد يحصل لك بذلك ثواب الفاعل‪ ،‬كما بلغنا أن رجالً من بني إسرائيل مر‬
‫يف وقت مجاعة على كثبان من رمل‪ ،‬فقال يف نفسه‪ :‬لو كانت هذه طعامًا‪ ،‬وكان لي‪،‬‬
‫لقسمته على الناس‪ ،‬فأوحى اهلل إلى نبيهم ((قل لفالن‪ :‬قد قبل اهلل صدقتك‪ ،‬وشكر‬
‫اهلل حسن نيتك))‪.‬‬
‫ويف المأثور‪(( :‬أن المالئكة إذا صعدوا بصحيفة العبد إلى اهلل تعالى‪ ،‬يقول اهلل تعالى‬
‫لهم سبحانه ‪ :‬اكتبوا له كذا وكذا‪ .‬فيقولون‪ :‬إنه لم يعمله‪ .‬فيقول تعالى‪ :‬إنه نواه))‬
‫)‪.(۱‬‬
‫وبه صدر البخاري كتابه الصحيح فأقامه مقام الخطبة ‪،‬‬
‫ويقول الشيخ عبد الرحمن بن مهدي ‪ .. :‬لو صنفت كتابا يف األبواب لجعلت‬
‫حديث عمر بن الخطاب يف األعمال بالنيات يف كل باب ‪.‬‬
‫وهذا الحديث أحد األحاديث التي يدور الدين عليها ‪ ،‬وروي عن الشافعي أنه قال ‪:‬‬
‫( هذا الحديث ثلث العلم ويدخل يف سبعين باب من الفقه )‪.‬‬

‫(‪)1‬كتاب النصائح الدينية لإلمام احلداد مبحث املنجيات ‪.‬‬


‫)‪(٥‬‬
‫من أقوال العلماء يف النية ‪:‬‬
‫عن يحيى ابن كثير قال ‪ :‬تعلموا النية فإهنا أبلغ من العمل ‪،‬‬
‫وعن زيد الشامي قال ‪ :‬إين ألحب أن تكون لي نية يف كل شيء حتى الطعام‬
‫والشراب ‪،‬‬
‫وعن داود الطائي قال رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية ‪،‬‬
‫وعن بعض السلف قال ‪ :‬من سره أن يكمل له عمله فيحسن نيته ‪،‬‬
‫وعن ابن المبارك قال ‪ :‬رب عمل صغير تعظمه النية ؛ ورب عمل كبير تصغره النية ‪.‬‬
‫وقال اإلمام الحداد ‪:‬‬
‫مستكثرا منها وراقب وأخش ِع‬ ‫ولصالح النيات كن متحريا‬
‫وقد شرح البيت شرحا وافيا اإلمام أحمد بن زين الحبشي العينية فمن أراد ذلك‬
‫فليطالعه ‪،‬‬
‫وقد كان السلف يعلمون أوالدهم النية كما يعلموهنم الفاتحة ‪.‬‬

‫)‪(٦‬‬
‫نية االختالف إلى المسجد‬

‫واالختالف إلى المساجد هو من فواضل أعمال المتقين ‪ ،‬وبه أظهر اهلل إيمان‬
‫المؤمنين ‪ ،‬وينبغي للعبد المؤمن إذا خرج من منزله يريد أن يدخل المسجد أن‬
‫يحصل له ثمان نيات مستحبات ‪ ،‬ليكتب له بذلك الفضل العظيم ‪ ،‬وينال به غدا من‬
‫الثواب الجسيم ‪ .‬فإن األعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ‪ ،‬ويؤت كل ذي فضل‬
‫فضله ‪.‬‬

‫أولها ‪ :‬ينوي زيارة الجليل جل جالله يف بيته ‪ ،‬ألن المسجد بيت اهلل ‪ ،‬وأنت عبد‬
‫اهلل ‪ ،‬وإذا أراد العبد صاحب البيت ليلتقي معه ‪ ،‬قصده إلى بيته ‪ ،‬وطلبه هناك ‪ ،‬وقد‬
‫أخرب الرسول صلى اهلل عليه وسلم بفضل ذلك فقال يف حديث سلمان ‪ .. ( :‬ما من‬
‫مسلم توضأ فأحسن وضوءه ثم أتى مسجد من مساجد اهلل إال كان زائرا هلل ‪ ،‬وحق‬
‫على المزور أن يكرم الزائر ) ولو أن عبدا مثلك عاملته بالقبيح من فعلك ثم قصدته‬
‫إلى بيته معتذر ًا إليه ألكرمك وقربك وعفا عنك ‪ ،‬ولم يرض الجفا عند ذلك فكيف‬
‫باهلل العظيم ‪ ،‬وهو أكرم األكرمين ‪ .‬ينبغي أن يتعين أن تمضيه إلى بيت ربه وهو‬
‫بتوفيق اهلل عنايته ‪ ،‬ولوال أن اهلل يريد هبذا العبد الكرامة واأللفة لما كان يوفقه لزيارته‬
‫يف بيته ‪.‬‬

‫)‪(۷‬‬
‫وقد جاء عن الموفق الزاهد حكاية لطيفة يف معنى هذا القول ‪ .. ،‬لما تم لي ستون‬
‫حجة قعدت بحذاء الميزاب يف المسجد الحرام وجعلت أتفكر وأقول ‪ :‬إلى كم‬
‫أتردد إلى هذا البيت ؟ فغلبتني عيناي ‪ ،‬فإذا قائل يقول ‪ :‬يا موفق لو كان لك بيت‬
‫تجمع فيه أضيافك هل كنت تدعو إال من كنت تحبه ويحبك فسرى عني ما كنت‬
‫أجده ‪.‬‬
‫وعن ابن عمر رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬إذا دخل‬
‫المسلم المسجد ‪ ،‬فقال ‪ :‬بسم اهلل وباهلل والصالة والسالم على رسول اهلل ‪ ،‬وعليه‬
‫السالم ورحمة اهلل ‪ ،‬قال له ملكاه ‪ :‬وأنت فصلى اهلل عليك ‪ ،‬وقد جئت بأحسن‬
‫الكالم بعد ال إله أال اهلل ‪.‬‬

‫النية الثانية ‪ :‬ينوي أن يحصل له بفعله ذلك ربه عهد فيكون من أهل الكرام‬
‫والشفاعة عند اهلل تعالى ‪ .‬كما قيل يف معنى قوله ‪ :‬ال يملكون الشفاعة إال من اتخذ‬
‫عند الرحمن عهدا ‪ ،‬قال ‪ :‬الصالة يف الجماعة ‪ .‬وقد روي عن ابن سعيد الخدري‬
‫رضي اهلل عنه قال ‪ :‬خرج علينا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬ونحن سبعة فقال ‪:‬‬
‫هل تريدون ما قال ربكم ‪ ،‬قلنا ‪ :‬اهلل ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬فإن ربكم يقول ‪ :‬من تطهر‬
‫يف بيته ثم مشى إلى الصالة تعظيما لحقها ورغبة فيها و إيثارا لها على غيرها فله‬
‫عندي عهدا أال أعذبه أبدا ‪.‬‬

‫)‪(۸‬‬
‫النية الثالثة ‪ :‬ينوي االزدياد فيما يتحسر أهل الجنة عليه يف الميعاد ‪ ،‬كما روى يف‬
‫األثر أنه قيل البن العباس رضي اهلل عنه ‪ :‬هل يتحسر أهل الجنة إذا دخلوها على‬
‫شيء ؟ قال ‪ :‬ال يتحسرون إال على الغدو والرواح إلى المسجد ‪ ،‬ليت أهنم ازدادوا‬
‫من ذلك ألهنم كسبوا دخول الجنة والنعيم المقيم ‪.‬‬

‫فيا أيها العامل ‪ :‬تقدم قبل أن تندم فال ينفعك الندم ‪ ،‬ماذا تظن بسعي أقوام يتحسر‬
‫أهل الجنان على فوات ذلك منهم انقطاعهم عنه مع ما هم فيه من النعيم و الكرامة‬
‫يف جوار الملك العظيم ‪ ،‬وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬من غدا أو راح‬
‫إلى المساجد أعد اهلل له يف الجنة منزال كلما غدا أو راح ))‬

‫وكان بعض الصالحين إذا راح بعد صالة العشاء إلى منزله كثيرا ما يقول ‪ :‬نروح‬
‫ونغدو كل يوم وليلة فعما قريب ال نروح وال نغدو ‪.‬‬
‫وقال اهلل ليلة المعراج للرسول صلى اهلل عليه وسلم هل تدري يف ماذا يختصم‬
‫المأل األعلى ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال يف الكفارات والدرجات ‪ .‬قيل فما هي ؟ قال أما‬
‫الكفارات الوضوء بالماء البارد عند السربات ‪ ،‬ونقل األقدام إلى المساجد‬
‫للجماعات ‪ ،‬وانتظار الصالة بعد الصالة ‪ .‬قيل إذا خرج العبد من بيته يريد المسجد‬
‫جعل اهلل له مواضع أقدامه من األرض إلى التخوم السفلي يف كفة حسناته يوم‬
‫القيامة ‪.‬‬

‫)‪(۹‬‬
‫النية الرابعة ‪ :‬ينوي المسابقة إلى بيت الملى وسرعة اإلجابة للنداء والمبادرة إلى‬
‫إقامة العبودية ليحصل له عظيم األجر والمثوبة ‪ ،‬إذ ليس من أتى زائرا قبل الدعوة ‪.‬‬

‫وقيل يف معنى قوله (( سابقوا إلى مغفرة من ربكم )) يعني سابقوا إلى المساجد‬
‫فإن فيها تنالون مغفرة ربكم ‪ ،‬ويقال ال تكونن كالعبد السوء ال يأيت مواله إال أذا‬
‫دعاه ‪ ،‬ولكن ايتوا الصالة قبل الدعوة ‪ .‬وشرار أمتي الذين ينتظرون اإلقامة ‪ ،‬وخيار‬
‫أمتي الذين يأتون الصالة قبل النداء ‪.‬‬
‫وقالت عائشة رضي اهلل عنها ‪ " :‬كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يتحدث معنا‬
‫ويعمل يف البيت كأحدنا فإذا سمع األذان قام كأنه لم يعرفنا قط ‪ .‬اشتغاال بحرمة‬
‫الصالة " ‪.‬‬
‫وقال علي رضي اهلل عنه ‪ " :‬من سمع النداء حي على الصالة فلم يجبه من غير‬
‫عذر فال تقبل صالته " ‪.‬‬

‫ويقال إذا كان يوم القيامة أمر بطبقات المصلين إلى الجنة زمرا ‪ ،‬فتأيت الزمرة‬
‫األولى ووجوههم كالكواكب الدرية فتتلقاهم المالئكة فيقولون ‪ :‬من أنتم ؟‬
‫فيقولون ‪ :‬نحن المصلون ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬وما كانت صالتكم ؟ فيقولون ‪ :‬كنا إذا سمعنا‬
‫األذان قمنا إلى الطهارة وال يشغلنا غيرها ‪ ،‬فتقول المالئكة يحق لكم ذلك ثم يأيت‬

‫)‪(۱۰‬‬
‫الزمرة الثانية فوق أولئك يف الحسن والجمال كأن وجوههم القمر ليلة البدر فيقول‬
‫المالئكة ‪ :‬من أنتم ؟ فيقولون ‪ :‬نحن المصلون ‪ .‬فيقولون ‪ :‬وما كانت صالتكم ؟‬
‫فيقولون ‪ :‬كنا نتوضأ للصالة قبل دخول الوقت ‪ ،‬فيقول المالئكة يحق لكم ذلك ثم‬
‫تأيت الزمرة الثالثة فوق هؤالء يف المنزلة من الحسن والجمال ووجوههم كالشمس‬
‫الضاحية ‪ ،‬فيقول المالئكة ‪ :‬أنتم أحسن وجوها و أعلى مقاما وأعظم نورا فمن‬
‫أنتم؟ فيقولون ‪ :‬نحن المصلون ‪ .‬فيقولون ‪ :‬ما كانت صالتكم فيقولون ‪ :‬كنا نسمع‬
‫األذان ونحن يف المسجد فيقول المالئكة ‪ :‬يحق لكم ذلك ‪.‬‬

‫قال أبو أمامة ‪ :‬إن هلل مالئكة سياحين يف األرض معهم رايات فيركزوهنا على أبواب‬
‫المساجد ويكتبون الناس على قدر منازلهم يف التقدم والتأخر ‪.‬‬

‫النية الخامسة ‪ :‬ينوي أداء األمانة إلى اهلل تعالى فيما إفرتاض اهلل عليه الميثاق يوم‬
‫الذر وأشهد عليه فيؤدي إليه الفرض يف أحب البقاع إليه ‪ .‬وذلك المساجد ‪.‬‬
‫وقال النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول اهلل عز وجل ثناؤه الينجو مني عبدي إال‬
‫بأداء ما افرتضته عليهم ‪.‬‬
‫ويف الحديث األخر يقول اهلل تعالى ‪ (( :‬ما تقرب المتقربون بمثل أداء ما افرتضت‬
‫عليهم)) ‪.‬‬

‫)‪(۱۱‬‬
‫وكان علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه إذا سمع النداء بالصالة تغير لونه وتقلقل يف‬
‫موضعه ف ُيقال له يف ذلك ! فيقول‪ :‬حضر وقت أداء األمانة العظيمة التي عرضها اهلل‬
‫على السموات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اإلنسان‬
‫إنه كان ظلوما جهوال ‪ .‬بقدر األمانة فال ندري هل نقوم بأداء ذلك أم ال ‪.‬‬

‫وكان أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه يقول ‪ :‬ما حضر وقت صالة قط إال نادت‬
‫المالئكة ‪ :‬معاشر المؤمنين قوموا إلى ناركم التي أشعلتموها على أنفسكم فأطفئوا‬
‫ما عليكم بالصالة ‪ .‬وقيل إذا أذن المؤذن أصغت الدواب وذوات األجنة بأسماعها‬
‫إلى ذلك وخشع لذلك كل شيئ إال اإلنس والجن ‪.‬‬

‫وكان علي كرم اهلل وجهه إذا دخل يف الصالة وقع عليه الرعدة والخوف فيقال له يف‬
‫ذلك فيقول فريضة من فرائض اهلل تعالى ال أدري أيتقبلها مني أم يضرب هبا وجهي ‪.‬‬

‫النية السادسة ‪ :‬ينوي عمارة المسجد بصالته ليكون ممن شهد اهلل له باإليمان وبما‬
‫أوعد ووعد فيصير من خواصه وأهله كما قال الرسول عليه السالم ‪ (( :‬إذا رأيتم‬
‫الرجل يعتاد المسجد فأشهدوا له باإليمان )) ألن اهلل تعالى يقول (( إنما يعمر‬
‫مساجد اهلل من آمن باهلل واليوم اآلخر )) وقال صلى اهلل عليه وسلم (( إن عمار‬
‫بيوت اهلل هم أهل اهلل )) ‪.‬‬

‫)‪(۱۲‬‬
‫وعن عبد اهلل بن عمر قال ينادي المنادي يوم القيامة أين دعاة الشمس ؟ فيؤتى‬
‫بالمؤذنين ثم ينادي أين جيراين ؟ فيقول المالئكة ومن ينبغي أن يكون جارا فيقول ‪:‬‬
‫أين عمار مساجدي ؟ فيغشون النور ويجلسون على منابر من النور ‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك عن النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬إن اهلل تبارك وتعالى يقول ‪:‬‬
‫إين ألهم بعذاب خلقي فإذا نظرت إلى عمار بيويت والمتحابين يف والمستغفرين‬
‫باألسحار أصرف عنهم العذاب )) ويف رواية (( إذا نظرت إلى عمار المساجد‬
‫بذكري وجلساء القرآن وولدان اإلسالم سكن عند ذلك غضبي )) ويف رواية (( فإذا‬
‫نظرت إلى أهل الجوع والعطش من أجلي صرفت عنهم العذاب )) ‪.‬‬

‫النية السابعة ‪ :‬ينوي األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكون من خواص عباد‬
‫اهلل الذين باعوا أنفسهم لطلب مرضاة اهلل فتأتيه البشارة غدا من عند اهلل كما قال اهلل‬
‫ود اهللِ َو َب ِّش ِر‬
‫ون لِحدُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َع ِن ا ْل ُمنْ َك ِر َوا ْل َحاف ُظ َ ُ‬
‫اه َ‬ ‫ون بِا ْلمعر ِ‬
‫وف َوالن ُ‬ ‫تعالى ‪ (( :‬ا ْ ِ‬
‫آلم ُر َ َ ْ ُ‬
‫ا ْل ُم ْؤمِنِي َن )) (التوبة‪ :‬من اآلية‪ )112‬فإذا أمر العبد إخوانه من أهل المسجد بتسوية‬
‫الصفوف وبإتمام الركوع والسجود وبالتقدم إلى الصف األول وبخلع النعل عند‬
‫باب المسجد وبوضع اليمين على الشمال ونحو هذا ‪ .‬وهناهم عن اإللتفات يف‬
‫الصالة ورفع الصوت يف القراءة وترك الخشوع والتخطي لرقاب الناس ‪ ،‬وعن‬
‫إنشاد الضالة يف المسجد ‪ ،‬والتحدث بأحاديث الدنيا ‪ ،‬والضحك ‪ ،‬والهزل ‪،‬‬
‫والمزاح ‪ ،‬والسخرية والشراء والبيع والخصومة ونحو هذا ‪.‬‬

‫)‪(۱۳‬‬
‫فإذا استعمل هذا فقد أخذ بحظ وافر من حظوظ اآلمرين بالمعروف والناهون عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن أبي أمامة يقول ‪ :‬سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول على‬
‫المنرب ‪ (( :‬جنبوا مساجدكم الصبيان ومجانينكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم‬
‫وسل سيوفكم وإقامة حدودكم يف الجمع ‪ ،‬وهنى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫عن إنشاد الضالة يف المسجد وقوله الشعر فيه ‪ ،‬وأمر بأن يرد على منشد الضالة (( ال‬
‫رد اهلل ضالتك )) ‪ ،‬وعلى قائل الشعر (( فض اهلل فاك )) وأتى عيسى ابن مريم على‬
‫قوم يتبايعون يف السجد فجعل رداءه لنا ثم جعل يسعى عليهم ضربا وهو يقول ( يا‬
‫أبناء األفاعي اتخذتم مساجد اهلل أسواقا هي سوق اآلخرة ) ‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬ال يتقي هذه المساجد إال من رضي اهلل عنه ومن‬
‫رضي اهلل عنه فله الجنة ‪ .‬وسيأيت على الناس زمان يتخلفون ومساجدهم ليست لهم‬
‫همة إال ذكر الدنيا فإذا كان ذلك الزمان فال تجالسوهم فإنه ليس هلل فيهم حاجة )) ‪.‬‬
‫وسمع عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قوما يذكرون تجارهتم يف المسجد فقال ‪:‬‬
‫( إنما بنيت هذه المساجد لذكر اهلل ‪ ،‬فإذا ذكرتم تجارتكم ودنياكم فأخرجوا إلى‬
‫البقيع ) ‪.‬‬

‫)‪(۱٤‬‬
‫النية الثامنة ‪ :‬ينوي الهرب من الدنيا إلى اآلخرة ومن تجارة الهوى إلى تجارة‬
‫التقى ومن سوق الخسران إلى سوق الرضوان ومن أبناء الدنيا إلى إخوانه من أبناء‬
‫العقبى ‪ ،‬قال اهلل تعالى ‪َ (( :‬ف ِف ُّروا إِ َلى اهللِ )) (الذريات‪ :‬من اآلية‪. )50‬‬

‫َان آمِنًا )) (آل عمران‪ :‬من‬


‫وقال بعضهم يف معنى قوله تعالى ‪َ (( :‬و َم ْن َد َخ َل ُه ك َ‬
‫اآلية‪ )97‬قال هي المساجد وقيل هي مكة والحرم وقيل هي الجنة ‪ .‬وال ينجو العبد‬
‫من المخاطرة وال يتخلص من الهلكة إال إذا حصل بقديه يف الجنة ‪ .‬وقال صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪ (( :‬خير البقاع المساجد ‪ ،‬وخيير الناس أهلها ‪ ،‬أولهم دخوال وأخرهم‬
‫خروجا )) ‪.‬‬

‫َان آمِنًا )) قيل المساجد من دخلها‬


‫وقال بعضهم يف معنى قوله (( َو َم ْن َد َخ َل ُه ك َ‬
‫فهو آمنا من فتنة إبليس وجنوده ال يستطيع أن يوقعه يف المعصية فيهلك هبا وليس‬
‫للعين بعد حصول العبد يف المسجد إال الوسوسة بعده ‪ ،‬فإذا دفع العبد ذلك كله ‪،‬‬
‫وبكر حصل له الفوز العظيم ‪ .‬وقيل حصون المؤمن من إبليس أربعة ‪ :‬المساجد ‪،‬‬
‫وقراءة القرآن بالتفكير فيه ‪ ،‬والصالة ‪ ،‬والنظر إلى وجه العالم الزاهد وخيرهن النظر‬
‫يقع عند الوسوسة ويف القراءة ال يكاد ينجو من ذلك ‪.‬‬

‫)‪(۱٥‬‬
‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬إذا خرج العبد من المسجد ووضع رجله على بساط‬
‫الباطل إنتشرت حالوة الدنيا يف ثالثمائة وستين عرقا من جسده ذات سم من لدغ‬
‫من جسد الملدوغ ‪ ،‬ال يشهد لك إال أهل المعرفة باهلل تعالى ‪.‬أ‪.‬هـ من علم القلوب‬
‫ألبي طالب المكي ‪.‬‬

‫ملخص نية االختالف إلى المسجد ‪:‬‬

‫نويت زيارة الجليل جل جالله يف بيته ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أن يحصل لي عهد فأكون من أهل الكرام والشفاعة عند اهلل تعالى ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫االزدياد فيما يتحسر أهل الجنة عليه يف الميعاد ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المسابقة إلى بيت الملى وسرعة اإلجابة للنداء والمبادرة إلى إقامة‬ ‫‪-4‬‬
‫العبودية ‪.‬‬
‫أداء األمانة إلى اهلل تعالى فيما افرتاض اهلل عليه الميثاق يوم الذر‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫عمارة المسجد بصالته ألكون ممن شهد اهلل له باإليمان وبما أوعد‬ ‫‪-6‬‬
‫ووعد فأصير من خواصه وأهله ‪.‬‬
‫األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ألكون من خواص عباد اهلل الذين‬ ‫‪-7‬‬
‫باعوا أنفسهم لطلب مرضاة اهلل ‪.‬‬
‫الهرب من الدنيا إلى اآلخرة ومن تجارة الهوى إلى تجارة التقى ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫)‪(۱٦‬‬
‫دعاء الذهاب إلى المسجد ‪ " :‬اللهم اجعل يف قلبي نور ًا ويف لساين نور ًا‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ ،‬ويف سمعي نور ًا ويف بصري نور ًا ومن فوقي نور ًا ومن تحتي نور ًا وعن يميني‬
‫نور ًا وعن شمالي نور ًا ومن أمامي نور ًا ومن خلفي نور ًا ‪ ،‬واجعل يف نفسي‬
‫نور ًا ‪ ،‬وأعظم لي نور ًا ‪ ،‬وعظم لي نور ًا ‪ ،‬واجعل لي نور ًا وواجعلني نور ًا ‪،‬‬
‫اللهم أعطني نور ًا ‪ ،‬واجعل يف عصبي نور ًا ‪ ،‬ويف لحمي نور ًا ويف دمي نور ًا ‪،‬‬
‫ويف شعري نور ًا ‪ ،‬ويف بشري نور ًا " ‪ " ،‬اللهم إين أسألك بحق السائلين عليك‬
‫وبحق ممشاي هذا إليك ‪ ،‬وبحق الراغبين إليك فإين لم أخرج أشر ًا وال بطر ًا‬
‫وال رياء وال سمعة ‪ ،‬ولكن خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أن‬
‫تدخلني الجنة وتبعدين عن النار " ‪.‬‬
‫دعاء دخول المسجد ‪ " :‬أعوذ باهلل العظيم ‪ ،‬وبوجهه الكريم ‪ ،‬وسلطانه‬ ‫‪-10‬‬
‫القديم ‪ ،‬من الشيطان الرجيم ‪ ،‬بسم وباهلل والصالة والسالم على رسول اهلل ‪،‬‬
‫اللهم افتح لي أبواب رحمتك " ‪.‬‬

‫)‪(۱۷‬‬
‫نية الجلوس يف المسجد‬

‫القعود يف المساجد من أفضل شأن الدين وفضائل أعمال المتقين ورفيع درجات‬
‫المحسنين ‪ ،‬وال يدوم على ذلك إال أهل اإلخالص من المؤمنين ‪ ،‬كما قال النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم المساجد بساتين المؤمنين ‪ ،‬والمنافق يف المسجد كالطير يف‬
‫القفص ‪ ،‬وكما قال الحكيم الصرب يف الخلوة من خصال المخلصين وهو عالمة‬
‫وجود الطريق‬

‫وينبغي للمؤمن إذا قعد يف المسجد أن ينوي بقعوده أثنى عشر نية مستحبة ليكتب‬
‫لكل نية جزاءا وافرا ويعطى ثوابا عظيما ويفوز به فوزا كبيرا فإن األعمال بالنيات‬
‫ولكل امرئ مانوى ‪.‬‬

‫النية األولى ‪ :‬ينوي الصالة يف الجماعة والمحافظة عليها يحصل تضعيف األجر‬
‫والثواب كما جاء يف الخرب عن الناطق بالصواب رسول اهلل الوهاب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ (( :‬صالة الرجل يف جماعة تزيد على صالة وحده بسبعة وعشرين‬
‫صالة )) فينوي بجلوسه طلب المزيد ‪.‬‬
‫قال أبو هريرة رضي اهلل عنه ‪ (( :‬خطب الرسول صلى اهلل عليه وسلم على المنرب‬
‫وكانت أخر خطبة خطبها فقال ‪ :‬يا أيها الناس من صلى الصلوات الخمس يف‬

‫)‪(۱۸‬‬
‫الجماعة حيث ما كان يف أوقاهتا جاز على الصراط كالربق الالمع يف أول زمرة مع‬
‫السابقين ‪ ،‬وجاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر ‪ ،‬وكان له بكل يوم حافظ عليها‬
‫فيه أجر قتيل يف سبيل اهلل )) ‪ .‬وقال كعب ( إنا لنجد يف التوراة أن صالة العبد‬
‫لتضعف يف الجماعة كعدد من يشدها إال كانوا ألفا فألف درجة ) ‪.‬‬
‫وقال الشعبي ‪ ( :‬يف الجماعة أربع خصال ‪ :‬إتباع السنة ‪ ،‬وتضعيف الثواب ‪،‬‬
‫والخروج من السهو ‪ ،‬والرباءة من الرياء )‬

‫النية الثانية ‪ :‬ينوي موافقة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حيث قال ‪ :‬إن اهلل سن‬
‫لنبيكم سنن الهدى ‪ ،‬وأهنى من سنن الهدى ‪ ،‬لو صليتم يف بيوتكم كما صلى هذا‬
‫المتخلف إذا لرتكتم سنة نبيكم ولضللتم ‪.‬‬

‫وقال عليه الصالة والسالم ( من أحيى سنة من سنني فأنا شفيعه يوم القيامة ) ‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ( ينادي كل يومملك من المدينة من ترك سنة رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم حرم عليه شفاعته يوم القيامة )‬

‫النية الثالثة ‪ :‬ينوي مكاثرة جمع المسلمين ليحصل له الفضل العظيم فيصير من‬
‫جملتهم وأن كان عند نفسه من المخلصين كما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫( من كثر سواد قوم فهو منهم ) وقال صلى اهلل عليه وسلم ( عليكم بالسواد األعظم‬

‫)‪(۱۹‬‬
‫فإن الذئب يأخذ القاصية الشاردة ) على معنى الحديث ‪ .‬ويف خرب ( مجالس الذكر‬
‫يف المساجد يقول اهلل تعالى ‪ :‬مالئكتي هم القوم ال يشقى جليسهم ) ‪.‬‬

‫النية الرابعة ‪ :‬ينوي المرابطة بانتظار الصالة بعد الصالة كما قيل يف تفسير قوله‬
‫اهلل َل َعل ُك ْم ُت ْفلِ ُح َ‬ ‫ِ‬
‫ون ))‬ ‫اصبِ ُروا َو َصابِ ُروا َو َرابِ ُطوا َوات ُقوا َ‬
‫تعالى ‪َ (( :‬يا َأ ُّي َها الذي َن آ َمنُوا ْ‬
‫(آل عمران‪ )200:‬يعني المرابطة يف المساجد بانتظار الصالة بعد الصالة ‪.‬‬
‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪ ( :‬أال أدلكم على ما يمحو اهلل به الخطايا ويرفع‬
‫الدرجات)‪ ،‬قالوا ‪ :‬بلى يا رسول اهلل ‪ :‬قال‪( :‬كثرة الخطى إلى المساجد‪ ،‬وإسباغ‬
‫الوضوء على المكاره وانتظار الصالة بعد الصالة فذلكم الرباط فذلكم الرباط)‪.‬‬
‫و قال صلى اهلل عليه وسلم ( منتظر الصالة بعد الصالة كفارس يشد به فرسه يف‬
‫سبيل اهلل على كشحه صلى ومالئكة السموات ما لم يحدث أو يقوم يف الرباط‬
‫األكرب) ‪.‬‬

‫النية الخامسة ‪ :‬ينوي به كف سمعه وبصره ولسانه وجوارحه عن النهي وترهبه‬


‫بالجلوس يف المسجد كما جاء يف الخرب أن عثمان بن مطعون رضي اهلل عنه جاء‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول اهلل إن األرض قد ضاقت بي إلى ما‬
‫تدعوين إليه نفسي و تأمرين به ‪ ،‬قال‪ :‬وماذا تأمرك به نفسك ؟‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول اهلل إهنا‬
‫تأمرين بالرتهب‪ ،‬قال‪ :‬فمهال ياعثمان فإن الرتهيب من أمتي انتظار الصالة بعد‬

‫)‪(۲۰‬‬
‫الصالة ‪ .‬ويف رواية أخرى أنه تويف لعثمان بن مطعون ابن فجلس يف البيت فنصب‬
‫محرابا وترك المسجد فتفقده النبي صلى اهلل عليه وسلم فدعاه فقال‪ :‬يا عثمان أو‬
‫علمت أن اهلل قد حرم على أمتي الرهبانية ! وأن رهبانية أمتي الجلوس يف المساجد ‪.‬‬
‫وقال أنس بن مالك رضي اهلل عنه ‪ :‬يا رسول اهلل ترك الغيبة أحب إليك أم صالة‬
‫ألف ركعة ؟ قال‪( :‬ترك الغيبة أفضل من صالة ألف ركعة )‪.‬‬

‫النية السادسة‪ :‬ينوي االعتكاف يف المسجد إلى حين خروجه منه‪ ،‬وقال أنس بن‬
‫مالك‪ :‬إن من األعمال ما ال يحصى ثواهبا وإهنا االعتكاف ‪ ،‬وكان صلى اهلل عليه‬
‫وسلم يعتكف يف العشر األواخر من شهر رمضان ‪.‬‬
‫ودخل رجل بعض المساجد فرأى فيها بعض الصالحين من الفقراء معتكفا فقال‬
‫له‪ :‬ما جلوسك هذه الساعة ؟ قال‪ :‬عصيت صاحب الدار فلزمت الجلوس يف بيته و‬
‫آليت ال أخرج حتى يغفر لي ‪.‬‬
‫ودخل رجل آخر إلى بعض المساجد فرأى فقيرا معتكفا فقال‪ :‬جالسنا هاهنا ؟‬
‫قال ‪ :‬دعاين إلى بابه فأجبته فأنا أنتظر اإلذن بالدخول ‪.‬‬

‫النية السابعة ‪ :‬ينوي استماع العلم إن اتفق له ذلك والجلوس يف حلق الذكر كي‬
‫يحصل له الثواب العظيم ‪ .‬كما جاء يف الخرب عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‬
‫‪ ( :‬من غدا إلى المسجد يذكر اهلل أو يذكر ربه كان كالمجاهد يف سبيل اهلل ) ‪،‬‬

‫)‪(۲۱‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬كن عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا وال تكن‬
‫الخامس فتهلك)‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬جلوس ساعة عند العالم أحب إلى اهلل من عبادة‬
‫سنة ال يعصي اهلل فيها طرفة عين ) ‪،‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬من أدرك مجلس علم فكأنما أدرك مجلسي ومن‬
‫أدرك مجلسي فليس له يوم القيامة شدة عذاب ) ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اهلل عنه ‪ (( :‬يقول اهلل تعالى يوم القيامة ‪ :‬أين المتحابون‬
‫بجاللي اليوم أظلهم يف ظلي حيث ال ظل إال ظلي )) ‪.‬‬
‫وقال أبو طالب رحمه اهلل ( معنى بجاللي أي إجالال لي وتعظيما ) أي تعاونوا‬
‫على طاعتي وتألفوا على محبتي وتحابوا من أجلي وإنما ذلك ألين أحب ذلك ‪،‬‬
‫وقد عظمت وأجللت فعله ‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬تحابوا يف اهلل وكونوا‬
‫عباد اهلل إخوانًا فإن من آخى أخًا يف اهلل رفعه اهلل درجة ال ينالها شئ من عمله )) ‪.‬‬
‫وقال عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه ‪ " :‬ما أعطى عبدٌ بعد اإلسالم خير ًا من أخ‬
‫صالح ‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬من أراد اهلل به خير ًا رزقه خليالً صالحًا إن‬
‫نسي ذكره وإن ذكر أعانه )) ‪.‬‬

‫وقال ثابت البناين رضي اهلل عنه ‪ " :‬ونحن وقوف بجبال عرفة إذ أقبل شابان‬
‫عليهما العباء القطواين فقال أحدهما لآلخر ‪ :‬ياحبيب ‪ ،‬فأجابه اآلخر لبيك يا محب‬

‫)‪(۲۲‬‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬أال ترى الذي تحابينا فيه وتواددنا له يعذبنا ؟ فسمعت صوتًا وهو يقول ‪:‬‬
‫نعم ليس يفعل ذلك " ‪.‬‬

‫النية الثامنة ‪ :‬ينوي لعله يصادف أخًا يف اهلل فيستفيد أخاه لينفعه أيام حياته‬
‫ويشفع له إلى اهلل بعد وفاته ‪.‬‬

‫النية التاسعة ‪ :‬ينوي انتظار نزول الرحمة من عند اهلل فيحصل يف جملة من‬
‫يغشاهم ذلك ‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬ماجلس قوم يذكرون اهلل إال غشيتهم‬
‫الرحمة وحفتهم المالئكة وذكرهم اهلل فيمن عنده وناداهم مناد أن قوموا مغفور ًا‬
‫لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات )) ‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬المساجد ميمونة ميمون أهلها محفوظة محفوظ‬
‫أهلها مزينة مزين أهلها هم يف صالهتم واهلل يف حوائجهم هم يف مساجدهم واهلل من‬
‫ورائهم )) ‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬إن أحدكم تصلي عليه المالئكة مادام يف مصاله‬
‫التي صلى فيها وتنزل عليه الرحمة وتقول المالئكة ‪ :‬اللهم ارحمه مالم يحدث فيها‬
‫فإذا أحدث لم تقبل صالته حتى يتوضأ )) ‪.‬‬

‫)‪(۲۳‬‬
‫النية العاشرة ‪ :‬ينوي لعله يرتك الذنوب حياء من اإلخوان خشية من مقتهم كما‬
‫جاء عن النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬استحي من اهلل كما تستحي من الرجل‬
‫الصالح من قومك )) ‪.‬‬

‫وقال عيسى عليه السالم ‪ ( :‬جالسوا من تذكركم اهلل رؤيته ويزيد يف عملكم‬
‫منطقه ويرغبكم يف اآلخرة عمله ) ‪،‬‬
‫وقال حاتم األصم رحمه اهلل ( عليك بمجالسة من إذا رأيته وقع على باطنك‬
‫هيبته وأنساك األهل والولد رؤيته وال تعصني موالك ما دمت قريبا منه ) ‪،‬‬
‫وقال بعض أهل المعرفة ‪ :‬إين ألستحيي من الرجل الصالح كما أستحي من اهلل ‪.‬‬

‫وقال ‪ ( :‬ولما دخل عثمان بن عفان على النبي صلى اهلل عليه وسلم غطى النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فخذه وكانت مكشوفة وعنده أبي بكر وعمر ‪ ،‬فقيل له يف ذلك‬
‫‪ ،‬فقال‪ :‬أفال أستحيي ممن تستحي منه المالئكة ) ‪.‬‬

‫النية الحادية عشر ‪ :‬ينوي المخلص من عذاب اهلل أن ينزل فيكون مقصرا يف أمله‬
‫زاهدا يف عمارة وقته الدنياوي فاضال يف حالة ‪ ،‬وقال مالك بن دينار ‪ :‬لو نزل من‬
‫السماء عذاب عويف من ذلك أهل المساجد ‪ ،‬وقيل الصواعق ال تصيب ذاكر اهلل ‪.‬‬

‫)‪(۲٤‬‬
‫النية الثانية عشر ‪ :‬ينوي مالقاة األخوان يف اهلل فزيارته هلل والنظر إليه يف بيت اهلل‬
‫فيحصل له ثواب اهلل ‪.‬‬

‫كما روي عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال ‪ :‬ألبي رزين العقيلي أشعرت أن‬
‫الرجل إذا دخل من بيته زائرا أخا يف اهلل شيعه سبعون ألف ملك ويصلون عليه‬
‫ويقولون (( ربنا إنه وصل فيك فصله )) فإن استطعت أن تستعمل جسدك يف ذلك‬
‫فأفعل ‪ .‬فهذا أمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بزيارة األخ يف اهلل ‪ .‬وقال صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ( يقول اهلل تعالى حقت محبتي للمتزاورين يف والمتحابين يف والمتباذلين‬
‫يف )‬

‫وحكى يف األثر ( إمش ميال وصل خلف إمام تقي و إمش ميلين وعد مريضا‬
‫وإمش ثالثة أميال وشيع جنازة رجل صالح وإمش أربعة أميال لحضور مجلس علم‬
‫يذكر اهلل و إمش خمسة أميال وأصلح بين إثنين متقطعين وإمش ستة أميال وزر أخا‬
‫يف اهلل ‪ .‬فهذه النيات كلها تجمع للعبد يف عمل واحد إذا كان عالما عارفا يعطى بكل‬
‫نية أجرا عظيما وثوابا جسيما فشتان بين من يحصل له يف عمل واحد أجور كثيرة‬
‫لما يحصل يف ذلك من النيات الحسنة وعامل ال يحصل له أجر واحد يف أعمال‬

‫)‪(۲٥‬‬
‫كثيرة لسهوه عنى إصالح النية لقد خاب سعي هذا أو بطء عمله إال أن يتداركه اهلل‬
‫برحمته وال قوة إال باهلل ‪ .‬أ‪.‬هـ من علم القلوب ‪.‬‬

‫ملخص نية الجلوس يف المسجد ‪:‬‬


‫نويت الصالة يف الجماعة والمحافظة عليها ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ونويت موافقة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ومكاثرة جمع المسلمين ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫والمرابطة بانتظار الصالة بعد الصالة ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وكف سمعي وبصري ولساين وجوارحي عن النهي وترهبي بالجلوس‬ ‫‪-5‬‬
‫يف المسجد ‪.‬‬
‫االعتكاف يف المسجد إلى حين خروجي من المسجد ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫االستماع العلم ‪ ،‬والجلوس يف حلق الذكر ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫لعلني أصادف أخًا يف اهلل فيستفيد مني وينفعني أيام حيايت ويشفع لي‬ ‫‪-8‬‬
‫إلى اهلل بعد وفايت ‪.‬‬
‫انتظار نزول الرحمة من عند اهلل ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫ترك الذنوب حيا ًء من اإلخوان خشية من مقتهم ‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫التخلص من عذاب اهلل أن ينزل فأكون مقصر ًا يف أملي زاهد ًا يف عمارة‬ ‫‪-11‬‬
‫وقتي الدنيوي ‪.‬‬

‫)‪(۲٦‬‬
‫مالقاة اإلخوان يف اهلل ‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫دعاء الخروج ‪ :‬بسم اهلل والصالة والسالم على رسول اهلل ‪ ،‬اللهم إين‬ ‫‪-13‬‬
‫أسألك من فضلك ‪ ،‬اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم ‪.‬‬

‫)‪(۲۷‬‬
‫زيارة اإلخوان‬

‫وزيارة األخوان يف اهلل من فواضل األعمال للمؤمنين فينبغي للعبد أن يخلص‬


‫نيته ‪ ،‬وفيها ست نيات فاضالت وخمس نيات مذمومات وعلى العارف أن‬
‫يعرف المذموم من المحمود ليجتنب المذموم ويتبع المحمود وال حول وال قوة‬
‫إال باهلل ‪.‬‬

‫ويقال نظر بعض الصوفية إلى بعض تالميذه فقال إلى أين عزمت ؟ فقال ‪:‬‬
‫أزور فالنا قال وتعرف آفة الزيارة ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال إعلم أن من زار أخاه لقبل‬
‫خمسة أشياء فليس هلل زيارته مرضى ‪.‬‬

‫أولها ‪ :‬يزور لقبل األكل والنهمة ‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ( بئس العبد عبدا‬
‫طمع يقوده ‪ ،‬بئس العبد عبدا هوى يضله ) ‪ .‬وقال سهل ‪ :‬يخرج يف آخر الزمان‬
‫قوم يكون معبودهم بطوهنم ودينهم لباسهم وحليتهم كالمهم ‪.‬‬
‫وزار بعض الفقراء أخا يف اهلل فلما جلس وعرض عليه الطعام و ألح عليه أبى‬
‫وقال‪ :‬إنما زرتك لشهوة الروح الشهوة الهوى والبطن فلم يأكل ‪.‬‬

‫)‪(۲۸‬‬
‫وزار بعض المريدين أستاذ له يسأل عنه المعرفة فلما جلس المريد قدم إليه‬
‫الطعام ‪ ،‬فقال يا أستاذ أنا على غير هذا أحوج مني إلى هذا وأنت على غير هذا‬
‫أوجب عليك من هذا ‪ ،‬زرناك ألجل النكتة ولم نزرك ألجل اللقمة ‪ ،‬ولو أردنا‬
‫هذا لوجدناه عند غيرك ‪ ،‬وإنما جئناك نطلب منك شيئا ال نجده عند غيرك هذه‬
‫قوت النفس عهدنا به من الليلة ‪ ،‬وقد انقطع عنا قوت الروح منذ أربعين يوما ‪،‬‬
‫وقوت الروح أعز علينا من قوت النفس فأبدا باألعز أعزلك اهلل فإين سمعت مثال‬
‫تحكى عن مشائخك عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال (( المؤمن هو الذي‬
‫يؤثر دينه على هواه )) فقال األستاذ مجيبا له كل حتى أروي لك فضيلة األكل‬
‫وإجابة اإلخوان بأربعة عشر حديثا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ياأستاذ إذا كان يف فضيلة األكل أربعة‬
‫عشر حديثا فينبغي أن يكون يف فضيلة ترك األكل أرعة وعشرون حديثا فرتك ولم‬
‫يأكل ‪.‬‬

‫وقصد جماعة من الفقراء بعض أهل العلم يف بيته فلما حصلوا يف منزله أم أن‬
‫يقدم إليهم الطعام ‪ ،‬من قبل أن يحضر معهم فلما قدم إليهم الطعام قام من بينهم‬
‫رجل فقيل له إلى أين ؟ قال إنما حاجتي مع صاحب الطعام قالوا إجلس فإذا‬
‫فرغنا جمعنا بينك وبينه ‪ ،‬قال حاشا أن أجعل بطني ولجة لديني ‪.‬‬

‫)‪(۲۹‬‬
‫اآلفة الثانية ‪ :‬يزور أخاه ألجل والعز والسمعة والمباهاة ‪ ،‬حكي أن الفضيل بن‬
‫عياض ‪ ،‬وسفيان الثوري إجتمعا فوعظ أحدهما صاحبه فبكى هذا وبكى هذا ‪،‬‬
‫فقال الثوري ‪ :‬أين أرجو أنّا لم نجلس مجلسًا أكثر فتنة من هذا ‪ ،‬قال الفضيل ‪:‬‬
‫ألست عهدت إلى أحسن ماعندك فحدثتني به وعهدت إنا إلى أحسن ماعندي‬
‫فحدثتك به ؟ فصرنا مرائيين ‪.‬‬

‫اآلفة الثالثة ‪ :‬يزوره لقبل المعرفة والمنزلة حتى يكرمه ويعظمه ‪ ،‬وقيل أن‬
‫جماعة من الصوفية دخلوا على أبي علي الروزباري وفيهم شاب لم يعرفه أبو‬
‫علي ‪ ،‬فقال للقوم ‪ :‬من أين الشاب فإين ال أعرفه ؟ فقال الشاب ‪ :‬وما أنا زرتك‬
‫ألعرفك إنما زرتك إجال ً‬
‫ال لمن تقدمت معرفتي معه منذ ثالثين سنة ‪ ،‬قال ‪ :‬فما‬
‫علي ثواب كذا ‪ ،‬فقدم إليه‬
‫االسم ؟ قال ‪ :‬معرفتك باسمي أخاف أن تبطل ّ‬
‫ماحضر عنده من طعام فقام الشاب وقال ‪ :‬هنينا أن نخلط الخبيث بالطيب (( َوال‬
‫يث بِالطيِّ ِ‬
‫ب )) (النساء‪ :‬من اآلية‪.. )2‬‬ ‫َت َت َبد ُلوا ا ْل َخبِ َ‬

‫اآلفة الرابعة ‪ :‬يزوره لقبل محمدة الناس ‪ ،‬وقيل الصادق هو الذي يخفي‬
‫حسناته كما يخفي غيره سيئاته ويكون خوفه على حسناته أال تقبل منه أشد من‬
‫خوفه على سيئاته أال تغفر له ‪.‬‬

‫)‪(۳۰‬‬
‫اآلفة الخامسة ‪ :‬يزور لقبل األخذ يقال أن الفقراء من أصحاب الشبلي كانوا إذا‬
‫أتسع وقتهم معه لم يفارقوه وإذا ضاق الوقت تفرقوا عنه ‪ ،‬وتركوه فقال ‪ :‬يومًا‬
‫انظروا إلى هؤالء السفلة عنه أنا أريدهم هلل وهم يريدونني للدنيا والنفس ‪ /‬فبينما‬
‫هو جالس إذ دخل عليه قريب مصري ومعه مائتا دينار فوضعها بين يديه ‪ ،‬وسمع‬
‫الفقراء بذلك فبادروا إليه فلما دخلوا عليه فطن لهم فقام وأخذ الدنانير وجعل‬
‫يخرج من سكه إلى سكه حتى قام على شط الدجلة ثم رفعها على كفه وقال ‪(( :‬‬
‫ا ْن ُظ ْر إِ َلى إِ َل ِه َك ال ِذي َظ ْل َت َع َل ْي ِه َعاكِفًا َلنُ َح ِّر َقن ُه ُثم َلنَن ِْس َفن ُه فِي ا ْل َي ِّم ن َْسفًا ))‬
‫(طـه‪ :‬من اآلية‪ ، )97‬ثم قال ‪ :‬من يريدين فليتبعني ومن يريد الدنانير فليتبع‬
‫الدنيانير ‪ .‬وقال عمر ابن عبد العزيز رحمه اهلل ‪ :‬احذر من مودته على قدر حاجته‬
‫إليك ‪ ،‬فإذا اقتصر حاجته انقضت مودته ‪.‬‬

‫وينبغي للمؤمن أن يزور أخاه لسبعة أشياء حتى يحصل على جزيل الثواب‬
‫والجزاء ‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬يزور أخاه لحرمته ولجالله وقدره ‪ .‬كما روى عن النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أنه نظر إلى الكعبة فقال ‪( :‬لقد شرفك اهلل وعظمك وحرمك والمؤمن‬
‫أعظم حرمة منك )‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬من أكرم عالمًا فكأنما أكرم سبعين نبيًا ‪ ،‬ومن‬
‫أكرم متعلمًا فكأنما أكرم سبعين شهيد ًا ‪ ،‬ومن آذى مؤمنًا فقد آذى األنبياء ‪ ،‬ومن‬

‫)‪(۳۱‬‬
‫آذى األنبياء فقد آذى اهلل ‪ ،‬ومن آذى اهلل فهو ملعون يف التوراء واإلنجيل‬
‫والفرقان ‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬من أكرم أخاه المؤمن فإنما يكرم اهلل " ‪.‬‬
‫وعن جعفر الصادق رضي اهلل عنه ‪ " :‬إمش ميالً وشيع جنازة رجالً صالحًا ‪،‬‬
‫وإمش سنة أميال وزر أخاك يف اهلل ‪ .‬ويقال ‪ :‬لما أخذ الذئب الذي كذبوا عليه يف‬
‫أكل يوسف بن يعقوب ‪ ،‬وأوقفوا بين يدي نبي اهلل يعقوب عليهما السالم فسأله‬
‫عما أراد منه فأخربه خرب صدق ثم قال يف آخره ‪ :‬من أين جئت ؟ قال ‪ :‬من مصر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فأين عزمك ؟ قال ‪ :‬إلى جرجان ‪ ،‬وقال ‪ :‬فما حاجتك ؟ قال ‪ :‬أزرو أخًا يف‬
‫اهلل ألين سمعت آبائي يحدثون عن أجدادي عنكم معاشر األنبياء أن من زار أخًا‬
‫يف اهلل كتب له ألفي ألف حسنة ‪ ،‬ومحي عنه ألفي ألفي سيئة ‪ ،‬ورفع له ألفي ألف‬
‫درجة ‪.‬‬

‫قال ابن المبارك رحمه اهلل ‪ " :‬خمسة أشياء ال تصعد من األرض إلى السماء إال‬
‫بالتمام ‪ :‬حرمة المؤمن ‪ ،‬وشكر نعمة الرب ‪ ،‬وحق الوالدين ‪ ،‬وإكرام العالم‬
‫الزاهد ‪ ،‬وعبادة الجبار " ‪.‬‬

‫)‪(۳۲‬‬
‫وحكي أن أخوين يف اهلل التقيا فقال أحدهما لآلخر من أين أقبلت ؟ قال ‪:‬‬
‫حججت بيت اهلل الحرام وزرت قرب الرسول عليه السالم ‪ ،‬فأنت من أين أقبلت ؟‬
‫قال ‪ :‬من زيارة أخ أح ّيه يف اهلل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل هتب لي فضل زيارتك حتى أهب لك‬
‫فضل حجتي ؟ فأطرق اآلخر مليًا فإذا هباتف يسمع صوته وال يرى شخصه وهو‬
‫يقول ‪ :‬زيارة أخ يف اهلل أفضل عند اهلل من مائة حجة سوى حجة اإلسالم ‪.‬‬

‫النية الثانية ‪ :‬ينوي بزيارته تألفه وإبدال قلبه له كي يتولد بينهما المحبة ‪ ،‬واهلل‬
‫اهلل‬ ‫ن‬ ‫ض ج ِميعًا ما َأل ْف َت بين ُق ُلوبِ ِهم و َلكِ‬
‫ِ‬ ‫َر‬‫ْ‬ ‫أل‬‫ا‬ ‫ي‬‫تعالى يقول ‪َ (( :‬لو َأ ْن َف ْق َت ما فِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ف َب ْين َُه ْم )) (األنفال‪ :‬من اآلية‪. )63‬‬ ‫َأل َ‬
‫وقال ابن مسعود رضي اهلل عنه ‪ :‬نزلت هذه اآلية يف المتحابين يف اهلل ‪ ،‬وقيل‬
‫أربع خصال تؤكد مودة األخ ألخيه ‪ :‬الزيارة ‪ ،‬والسالم ‪ ،‬والمصافحة ‪ ،‬والهدية ‪،‬‬
‫ولو لم يكن اآلن إال أن يحصل له هبذه الزيارة إدخال السرور على قلب المؤمن‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬فضل األخوة األلفة والمالزمة والمحبة الدائمة ‪ ،‬وقال الرشيد‬
‫لعلي بن الجهم ‪ :‬أنشدين قولك يف القربة ‪ ،‬قال نعم يا أمير المؤمنين ‪:‬‬
‫ويف كل يوم أرى تربـــة‬ ‫ألفت التوحيد والقربـــة‬
‫ويوم مقيــم على نكبــــة‬ ‫فيـوم مطيل على نعمــــة‬
‫حبيب تطيب به الصحبة‬ ‫ومما يطلب عين الحبيب‬

‫)‪(۳۳‬‬
‫وقال عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه ‪ :‬ما أعطى عبد بعد اإلسالم خير ًا من أخ‬
‫صالح ‪ ،‬فإذا رأى أحدكم ود ًا من أخيه فليتمسك ‪ .‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬ما‬
‫التقى مؤمنان قط إال أفاد أحدهما خير ًا وأن مثل المؤمن كمثل الكفين تغسل‬
‫أحدهما األخرى البُد لها منها )) ‪.‬‬

‫النية الثالثة ‪ :‬يزور أخاه لقبل سنة الرسول صلى اهلل عليه وسلم واستحبابه لذلك‬
‫كما روى الحسن قال ‪ :‬قال النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬يا أبا رزين أشعرت أن‬
‫الرجل إذا خرج من بيته زائر ًا أخاه يف اهلل شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه‬
‫يقولون ‪ :‬ربنا أنه وصل فيك فصله ‪ ،‬فإن استطعت أن تعمل جسدك يف ذلك فأفعل‬
‫)) ‪ ،‬قال أبو طالب المكي رحمه اهلل ‪ :‬فهذا أمر من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بتفضيل زيارة اإلخوان ‪ ،‬وقال أنس بن مالك كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا‬
‫غاب الرجل عن المسجد ثالثًا سأل عنه فإن كان مريضًا عاده وإن كان مسافر ًا دعا‬
‫له وإن كان حاضر ًا زاره ‪.‬‬

‫ويف الخرب ‪ :‬إن اإلخوان إذا تصافحا قسمت بينهما مائة رحمة تسعة وتسعون منهما‬
‫ألنسهما بصاحبه ‪ ،‬ويف رواية ‪ :‬فضحك أحدهما يف وجه صاحبه تساقطت ذنوهبما‬
‫بينهما ‪ ،‬وقال مجاهد ‪ :‬أن المتحابين يف اهلل والمتزاورين يف اهلل إذا قاموا غد ًا من‬
‫قبورهم بعث اهلل جل جالله إليهم نجائب وقد خلقت من نور وسرجت من نور‬

‫)‪(۳٤‬‬
‫والجمت من نور ‪ ،‬رحائلها من نور يقودها المخلدون فيخرجون من القبور وهم‬
‫يلبون الجليل جل جالله فيؤتون من ياقوت أحمر وأصفر فيها من الكافور ‪،‬‬
‫والشراب والتسنيم ‪ ،‬والرحيق المختوم ‪ ،‬وقد ضربت بالرضا والرحمة ‪ ،‬والرضوان‬
‫فيسقون بحضرة الملك القدوس ‪ ،‬فيركبون النجائب ويتحلون الحلي تحليالً حتى‬
‫يأتون إلى كراس لهم قد وضعت وينظرون إلى رهبم بعين البقاء وهم مسرورون ‪.‬‬

‫وقال عمرو بن العال ‪ :‬يستحب للرجل أن يزور أخاه يف اهلل كل يوم مرتين ‪ .‬وقال‬
‫أبو طالب رحمه اهلل ‪ :‬كأنه تأول قول الجليل يف أهل الجنة ‪َ (( :‬و َل ُه ْم ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها‬
‫ُب ْك َر ًة َو َع ِش ّيًا )) (مريم‪ :‬من اآلية‪ ، )62‬فقد أدخل فيه الزيارة وغيره ‪ ،‬وأنشد يف ذلك‬
‫‪:‬‬
‫ولم أرين أهالً لبعــث رســـــال‬ ‫إذا غبت يومًا عن صديق وليلة‬
‫وأن كان ذا مال وأن كان ذا حال‬ ‫فقد ضل عقلي أن طلبت إخاءه‬

‫ويف الخرب ‪ :‬ما زار رجل أخاه شوقًا إليه ورغبة يف لقائه إال ناداه ملك من خلفه‬
‫طبت وطابت الجنة ‪ ،‬وقال أبو طالب ‪ :‬وروينا عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أنه رأى ابن عمر يتلفت يمينًا وشما ً‬
‫ال فسأله فقال ‪ :‬يا رسول اهلل أحببت رجالً فأنا‬
‫أطلبه وال أراه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عبد اهلل إذا أحببت أحد ًا فسأله عن اسمه وعن اسم أبيه‬
‫وعن منزله ‪ ،‬فإن كان غائبًا زرته ‪ ،‬وإن كان مريضًا عدته ‪ ،‬وإن كان مشغو ً‬
‫ال أعنته ‪.‬‬

‫)‪(۳٥‬‬
‫النية الرابعة ‪ :‬ينوي بزيارته كفارة الذنوب وحط الخطايا كما جاء يف الخرب ‪ " :‬إذا‬
‫زار األخ أخاه يف اهلل ثم تصافحا فضحك أحدهما يف وجه صاحبه تساقطت ذنوهبما‬
‫بينهما " ‪ ،‬وعن أبي أمامة رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫(( إذا نظر المؤمن إلى المؤمن ففرح بعضهم إلى بعض ناداهم ملك من بطنان‬
‫العرش استأنفا العمل فقد غفر اهلل لكما من ذنوبكما ‪ ،‬فإن ماتوا من يومهم أو ليلتهم‬
‫ماتوا موت الصديقين )) ‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬من أخذ بيد مؤمن فصافحه يف اهلل أعطاه اهلل من‬
‫الثواب مثل مايعطي إبراهيم الخليل وكتب له بكل إصبع عبادة سنة وال يفرتقا حتى‬
‫يغفر لهما )) ‪.‬‬

‫النية الخامسة ‪ :‬ينوي بزيارته نيله بركات النظر إلى أخيه وفائدته للتقرب منه‬
‫فيداوي بذلك قلبه ‪ ،‬كما جاء يف الخرب ‪ :‬أن اهلل جل ثناؤه ليحاسب العبد يوم القيامة‬
‫فيوقع عليه الحجة فيؤمر به إلى النار ‪ ،‬فيبقى العبد حيران فيقول اهلل عزوجل ‪ :‬هل‬
‫رأيت وليًا يف دار الدنيا فأحببته لي أو زرته من أجلي أو أحبك لي ولي من أوليائي ‪،‬‬
‫فأهبك اليوم له ؟ ‪ ،‬وقيل لما دنت وفاة الحسن البصري قيل له ‪ :‬هل تشتهي شهوة ؟‬

‫)‪(۳٦‬‬
‫قال نعم ‪ ،‬نظرة إلى وجه يوسف ابن أسباط ‪ .‬وقال جعفر ابن سليمان كنت إذا‬
‫وجدت يف نفسي فرتة نظرت إلى محمد بن واسع نظرة فأعمل على ذلك ‪.‬‬
‫وقال موسى بن عقبة ‪ :‬كنت ألقى األخ من إخواين مرة فأقيم عامالً بلقائه أيامًا ‪.‬‬
‫وقال ابن عباس رضي اهلل عنه ‪ " :‬سبعة أشياء النظر إليها عبادة ‪ :‬نظر األخ إلى أخبه‬
‫عبادة ‪ ،‬والنظر يف المصحف ‪ ،‬والنظر إلى الكعبة ‪ ،‬وإلى وجه الوالدين ‪ ،‬وإلى العالم‬
‫ويف كتب العلم ‪.‬‬

‫وقال الفضيل ‪ :‬النظر إلى وجه األخ يف اهلل على الشوق والمحبة عبادة ‪ .‬وقال‬
‫الحسن البصري ‪ :‬لقاء إخواننا يف اهلل أحب إلينا من لقاء أهلينا وأوالدنا ألن أهلنا‬
‫يذكروننا بالدنيا ‪ ،‬وإخواننا يذكروننا باآلخرة ‪.‬‬

‫النية السادسة ‪ :‬يزور ليعرض حاله على أخيه ‪ ،‬ويستنصحه يف دينه ‪ ،‬وقال بالل بن‬
‫سعد ‪ :‬أخ لك يف اهلل كلما لقيك وعظك باهلل ‪ ،‬خير لك من أخ لك كلما لقيك وضع‬
‫يف كفك دينار ًا ‪ .‬وقال أبو طالب المكي رحمه اهلل ‪ :‬كان األخوان يف اهلل من السلف‬
‫يلتقيان فيقول أحدهما لصاحبه ‪ :‬كيف أنت وكيف حالك ؟ يقول ‪ :‬كيف أنت مع‬
‫نفسك وهواك ؟ هل تطاوعك ماتدعوها إلى من الخير أم ال ؟ وكيف حال قلبك مع‬
‫اهلل يف اإلقبال واإلدبار عنه ؟‬

‫)‪(۳۷‬‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬ماكان أكثر موجيدنا إال لقاء اإلخوان ‪ ،‬كنا نلتقي فيعرض أحوالنا‬
‫بعضنا على بعض ونأخذ المزيد بعضنا من بعض ‪.‬‬

‫ويف حكمة آل داود ‪ :‬وينبغي للعاقل أن يكون له أربع ساعات ‪ :‬ساعة يناجي فيها‬
‫ربه ‪ ،‬وساعة يحاسب فيها نفسه ‪ ،‬وساعة يجلس مع إخوانه الذين يذكرونه عيوب‬
‫نفسه ‪ ،‬ويرغبون يف اآلخرة ‪ ،‬وساعة يخلي بين نفسه وبين حظوظها من لذات الدنيا‬
‫‪ ،‬فإن هذه الساعة عونًا لتلك الساعات ‪ ،‬وإجماعًا للنفوس وفضالً تلقاه ‪ .‬وقال‬
‫بعضهم سمعت الداراين يقول ‪ :‬إن أجئ من دارنا أطلب قلبي عندكم ‪ ،‬ليس يف دارنا‬
‫أحد يسألني عن شئ ‪ .‬وبعض أهل المحبة قال ‪ :‬غلب علي حال فخرجت من‬
‫منزلي أطلب إنسانًا أتنفس معه وأعرض عليه حالي فلقيني الثوري فتفرس يف وقال‬
‫‪ :‬مالك ؟ قلت معي متاع أريد من يبايعني ‪ ،‬فقال ‪ :‬متاع الدنيا أم متاع اآلخرة ؟ قلت‬
‫‪ :‬بل متاع اآلخرة ‪ ،‬فأخذ بيدي فأخرجني إلى المقابر ‪ ،‬فلما وقفنا على القبور قال ‪:‬‬
‫قد نقل من مكان يحسن المعاملة بمتاع اآلخرة إلى هذه البقعة منذ دهر ‪ ،‬فإن كان‬
‫معك صدق فأعرض عليهم متاعك وإال فأحفظه معك إلى يوم الجمع ‪.‬‬

‫النية السابعة ‪ :‬ينوي بزيارته التماس محبة اهلل ‪ ،‬وتصديق وعد اهلل الذي وعد لزائر‬
‫عبد من عبيده من فرط محبته له أن ذلك يكون كما روى عن رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪ (( :‬إن رجالً زار أخاه يف قرية أخرى فأرسل اهلل يف مدرجته ملكًا فقال ‪:‬‬

‫)‪(۳۸‬‬
‫أين تريد ؟ قال ‪ :‬أردت أخًا لي يف هذه القرية ‪ ،‬قال ‪ :‬هل بينك وبينه رحم تصلها أو‬
‫له عليك نعمة ترهبا ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬إال إين أحببته يف اهلل ‪ ،‬قال ‪ :‬فإين رسول اهلل إليك (‬
‫يحبك كما أحببته فيه ) ‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬يقول اهلل جل ذكره خلقت‬
‫محبتي للمتاحبين يفّ )) ‪.‬‬

‫ومعناه حقيقة االستغفار ‪ ،‬يقال أن عبد الواحد بن زيد سمع رجل يستغفر اهلل فقال‪:‬‬
‫أيها الرجل هل تدري ما معنى االستغفار ؟ قال ال أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬أعلم أن االستغفار‬
‫توبة والتوبة اسم واقع لمعان ست ‪:‬‬
‫أولها‪ :‬الندم على الماضي ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ترك العود يف الباقي ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أداء كل فرض ضيعته فيما بينك وبين اهلل ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أداء المظالم يف األعراض واألموال ‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬إذابة كل لحم وشحم نبت من حرام حتى يعود العظم والجلد إلى‬
‫مكانه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬إذاقة البدن ألم الطاعات ومرارهتا كما ذاقت حالوة المعاصي‪ ،‬فقال‬
‫الرجل‪ ،‬ومن يستطيع هذا ؟ قال ‪ :‬وإن كان ثوبك خلقًا فما ينفع خلق بخلق ‪،‬‬
‫واالستغفار هو الرقعة وقل مع االستغفار ‪ " :‬اللهم إين استقيلك فأقلني " ‪ .‬انتهى‬
‫النص من كتاب علم القلوب ألبي طالب ‪.‬‬

‫)‪(۳۹‬‬
‫ملخص نية زيارة اإلخوان‪:‬‬
‫نوايا مذمومة ينبغي الحذر منها ‪:‬‬
‫لألكل والنهمة ‪ ،‬وللباس والحلية والكالم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أنه يزوره للسمعة والعز والمباهاة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن يزوره لقبل المعرفة والمنزلة حتى يكرمه ويعظمه ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن يزوره لقبل محمدة الناس ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يزور لقبل األخذ ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫نوايا محمودة فيها األجر والثواب ‪:‬‬


‫أن يزور أخاه لحرمته ولجالله وقدره ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تألفه وإبدال قلبه له كي يتولد بينهما محبة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إدخال السرور على قلب المؤمن ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اتباع سنة الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أن ينوي بزيارته كفارة الذنوب وحط الخطايا ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫نيل بركات النظر إلى أخيه وفائدته للتقرب منه فيداوي بذلك قلبه ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ليعرض حاله على أخيه ويستنصحه يف دينه ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫التماس محبة اهلل ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫)‪(٤۰‬‬
‫األدعية عند زيارة اإلخوان ‪:‬‬
‫إذا أكلت عنده ‪ " :‬اللهم بارك لهم فيما رزقتهم ‪ ،‬واغفر لهم وارحمهم‬ ‫‪-1‬‬
‫"‪.‬‬
‫وإذا سقاك ‪ " :‬اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاين " ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وإذا أفطرت عندهم ‪ " :‬أفطر عندكم الصائمون ‪ ،‬وأكل طعامكم‬ ‫‪-3‬‬
‫األبرار‪ ،‬وصلت عليكم المالئكة " ‪.‬‬

‫)‪(٤۱‬‬
‫نية الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‬

‫اللهم إين نويت بالصالة على النبي امتثا ً‬


‫ال ألمرك ‪ ،‬وتصديقًا لكتابك واتباعًا لسنة‬
‫نبيك محمد صلى اهلل عليه وسلم ومحبة فيه وشوقًا وتعظيمًا لحقه ‪ ،‬وشرفًا له‬
‫وكونه أهالً لذلك فأقبلها مني بفضلك وإحسانك وأزل حجاب الغفلة عن قلبي‬
‫‪،‬واجعلني من عبادك الصالحين ‪ .‬اللهم زده شرفًا على شرفه الذي أوليته وعز ًا على‬
‫عزه الذي أعطيته ‪ ،‬وأعلي مقامه يف مقامات المرسلين ودرجته يف درجات النبيين ‪،‬‬
‫أسألك رضاك والجنة يارب العالمين مع العافية يف الدين والدنيا واآلخرة ‪ ،‬والموت‬
‫على الكتاب والسنة والجماعة وكلمة الشهادة من غير تبديل وتغيير ‪ ،‬واغفر لي‬
‫علي إنك أنت التواب الرحيم وصلى اهلل على سيدنا‬
‫ماارتكبته بفضلك وإحسانك ّ‬
‫محمد وآله وصحبه وسلم ‪..‬‬

‫)‪(٤۲‬‬
‫نية حزب القرآن وتدارسه يف المسجد‬

‫إن ِحلق الذكر من أعظم ما يبهي به اهلل ومالئكته ‪ ،‬وإن تالوة القرآن وتدارسه من‬
‫أهم العبادات التي يتقرب هبا العبد إلى مواله ‪ ،‬لهذا أهتم السلف والخلف من‬
‫صالحي هذه األمة برتتيب حزوب القرآن وعمارة المساجد بذلك ‪.‬‬
‫وينبغي لكل مؤمن حضور هذه الحزوب بنيات صالحة يتقرب هبا إلى ربه سبحانه‬
‫وتعالى ‪ .‬كما قال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬إنما األعمال بالنيات ‪ ،‬وإنما لكل امرئ‬
‫مانوى )) فلينو المؤمن بحضور حزب القرآن ‪:‬‬

‫إحياء سنة السلف الصالح ‪ ،‬عمارة المسجد واالعتكاف فيه ‪ ،‬تكثير سواد‬
‫المؤمنين ‪ ،‬تشجيعهم على عمارة المسجد وتالوة القرآن الكريم ‪ ،‬حفظ الوقت ‪،‬‬
‫عمارته بالعمل الصالح ‪، ،‬مساعدة غيره يف حفظ القرآن والتعاظ بكالم اهلل ‪،‬‬
‫واالستفادة من االستماع ‪ ،‬وتقوية روابط األخوة بين المؤمنين ‪ ،‬إحياء الليل إن‬
‫كانت القراءة ليالً ‪ ،‬تعظيم ماعظم اهلل ‪ ،‬ترسيخ حفظ القرآن لمن لم يحفظه وإسماعه‬
‫لهم ‪ ،‬حضور مجلس تحفه المالئكة ‪ ،‬زيادة اإليمان بسماع التالوة ‪ ،‬إدخال البشر‬
‫والسرور على اإلخوان ‪ ،‬تنوير القلب ‪ ،‬شرح الصدر ‪ ،‬األجر والثواب على تالوة‬
‫القرآن واالستماع له ولمن أرشده وأعانه ‪ ،‬التعرض لرحمة اهلل ونفحاته النازلة عند‬
‫ذكر اهلل ‪ ،‬االستماع لآليات المذكرة بالدار اآلخرة تحفيز ًا للعمل الصالح ‪ ،‬معرفة‬

‫)‪(٤۳‬‬
‫نعم اهلل علينا عند استماع اآليات المتعلقة بذلك ‪ ،‬التفكر يف معجزة القرآن وعظمته‬
‫‪ ،‬الدخول يف أهل اهلل أهل القرآن ‪ ،‬الرفعة واالرتفاع بكالم اهلل ‪ ،‬ترتيل القرآن‬
‫وتجويده ‪ ،‬التفرغ من أشغال الدنيا ‪ ،‬االطمئنان بذكر اهلل ‪ ،‬التحصن من الشياطين‬
‫والمردة ‪ ،‬االتباع للنبي صلى اهلل عليه وسلم يف مدارسة القرآن كما كان يفعل مع‬
‫جربيل عليه السالم ‪ ،‬وعظ نفسه بالقرآن ‪ ،‬تقوية حفظه وقراءته للقرآن ‪ ،‬وتبليغ‬
‫القرآن لغيره لقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬فليبلغ الشاهد منكم الغائب )) ‪،‬‬
‫والتجارة التي ال هتلك والثواب والزيادة من فضله وغفران ذنوبه ‪ ،‬وحوز الشكر من‬
‫َاب اهللِ َو َأ َقا ُموا الصال َة َو َأ ْن َف ُقوا مِما‬ ‫اهلل لطاعته لقوله تعالى ‪ (( :‬إِن ال ِذين ي ْت ُل َ ِ‬
‫ون كت َ‬ ‫َ َ‬
‫َاهم ِسر ًا و َعالنِي ًة يرج َ ِ‬
‫ور )) (فاطر‪ ، )29:‬والهداية له‬ ‫ون ت َج َار ًة َل ْن َت ُب َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َر َز ْقن ُ ْ ّ َ‬
‫دى ل ِ ْل ُمت ِقي َن )) (البقرة‪ :‬من اآلية‪ )2‬وعدم هجران‬ ‫والحاضرين ‪ ،‬قال تعالى ‪ُ (( :‬ه ً‬
‫القرآن الكريم ‪..‬‬

‫)‪(٤٤‬‬
‫نيات قيام الليل‬

‫أن يرزقه اهلل الوالية الخاصة ‪ ،‬امتثال أمر اهلل ورسوله يف قوله تعالى ‪َ (( :‬ومِ َن الل ْي ِل‬
‫َفت ََهجدْ بِ ِه نَافِ َل ًة َل َك )) (االسراء‪ :‬من اآلية‪ . )79‬وقول رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ (( :‬ياعبد اهلل ال تكن مثل فالن كان يقوم الليل ثم تركه )) ‪ ،‬أن اهلل يرفع‬
‫بسبب قيامه العذاب عن أهل األرض ‪ ،‬مجاهدة النفس ‪ ،‬االقتداء بالسلف الصالح ‪،‬‬
‫وأن اهلل يفتح عليه فتوح العارفين ‪ ،‬والتقليل من النوم ‪ ،‬والدعاء للمؤمنين‬
‫والمؤمنات ‪ ،‬وتالوة القرآن ‪ ،‬ودعاء اهلل بتضرع وخشوع ‪ ،‬وموافقة ساعة اإلجابة ‪،‬‬
‫أن يقع يف العبادة التي هي إلى اإلخالص أقرب ‪ ،‬إحياء هذه السنة العظيمة ‪،‬‬
‫االستغفار يف األسحار ‪ ،‬والتقاط مايفيضه الحق على العارفين ‪..‬‬

‫)‪(٤٥‬‬
‫نيات الدعوة إلى اهلل‬

‫التقرب إلى اهلل تعالى ‪ ،‬وامتثال أمره ‪ ،‬واتباع الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫والسلف الصالح وامتثال أمرهم ‪ ،‬القيام بفرض الكفاية ‪ ،‬نشر ما يعرفه من العلم‬
‫ومن سنة المصطفى صلى اهلل عليه وسلم والتصرب على اإليذاء والمشقة ‪ ،‬وتحمل‬
‫الناس على الجفا واإلعراض ‪ ،‬وأن يكون محبوبًا عند اهلل وعند رسول اهلل ‪ ،‬القيام‬
‫ببعض حقوق الناس ونشر شريعته صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬ودفع اآلفات عن األمة ‪،‬‬
‫تعلم حسن الخلق والتلطف بالعوام ‪ ،‬إصالح المجتمع ‪ ،‬والنفع لنفسك وللمنصوح‬
‫‪ ،‬أن اهلل يبصرك بعيوب نفسك ‪ ،‬واالستفادة منه واالستمداد من كل الوجوه ‪..‬‬

‫)‪(٤٦‬‬
‫ن ّيات التزويج‬

‫للشيخ العارف باهلل علي بن أبي بكر السكران رضي اهلل عنه ‪ " :‬نويت هبذا التزويج‬
‫والزوجة محبة اهلل عزوجل ‪ ،‬والسعي يف تحصيل الولد لبقاء جنس اإلنسان ‪ ،‬ونويت‬
‫محبة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف تكثير مباهاته لقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪" :‬‬
‫تناكحوا تكاثروا فإين مباه بكم األمم يوم القيامة " ‪.‬‬
‫نويت هبذا التزويج وما يصدر مني من قول وفعل التربك بدعاء الولد الصالح ‪،‬‬
‫وطلب الشفاعة بموته صغير ًا إذا مات قبلي ‪ ،‬ونويت هبذا التزويج التحصن من‬
‫الشيطان وكسر التوقان وكسر غوائل الشر ‪ ،‬وغض البصر ‪ ،‬وقلة الوسواس ‪ ،‬نويت‬
‫حفظ الفرج من الفواحش ‪.‬‬
‫نويت هبذا التزويج ترويح النفس وإيناسها بالمجالسة والنظر والمالعبة ‪ ،‬وإراحة‬
‫القلب وتقوية له على العبادة ‪ .‬نويت به تفريغ القلب عن تدبير المنزل والتكفل‬
‫بشغل الطبخ والكنس والفرش ‪ ،‬وتنظيف األواين وهتيئة أسباب المعيشة ‪ .‬ونويت به‬
‫مجاهدة النفس ورياضتها بالرعاءة والوالية والقيام بحقوق األهل والصرب على‬
‫أخالقهن واحتمال األذى منهن والسعي يف إصالحهن وإرشادهن إلى طريق الخير‬
‫واالجتهاد يف طلب الحالل لهن ‪ ،‬واألمر برتبية األوالد وطلب الرعاية من اهلل على‬
‫ذلك والتوفيق له واالنطراح بيت يديه واالفتقار إليه يف تحصيله ‪ ،‬ونويت هذا كله هلل‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫)‪(٤۷‬‬
‫ونويت هبذا التزويج مانوى به عبادك الصالحون والعلماء العاملون ‪ ،‬اللهم وفقنا‬
‫كما وفقتهم وأعنا كما أعنتهم ‪ ،‬وأتمم لنا تقصيرنا وتقبل منا ‪ ،‬وال تكلنا إلى أنفسنا‬
‫طرفة عين وأصلح لنا ذلك كله بمنك وكرمك يف خير وعافية ‪.‬‬
‫اللهم اغفر لنا وارحمنا وأرض عنا وتقبل منا ‪ ،‬وأدخلنا الجنة ونجنا من النار‬
‫وأصلح لنا شأننا كله ‪ .‬اللهم أجعل لي يف هذا التزويج ويف جميع أشيائي العون‬
‫والربكة والسالمة ‪ ،‬وسلمني من أن تشغلني عنك وأن ال تحول بيني وبين طاعتك‬
‫واجعل لي يف الكفاف والعفاف ‪ .‬اللهم إين وحركتي وسكوين وديعة فاحفظني أينما‬
‫كنت وتولني عني بتوليتك التي توليت هبا عبادك الصالحون ‪.‬‬
‫اللهم أعنا ووالدينا وأوالدنا وأزواجنا ومشائخنا وإخواننا ‪ ،‬وجميع قراباتنا‬
‫وأرحامنا وجميع أصحاب الحقوق ومن له أدين حق ‪ ،‬اللهم أعنّا وإياهم على ذكرك‬
‫وشكرك وحسن عبادتك يارب العالمين ‪.‬‬
‫اللهم أهدنا ووفقنا وإياهم يارب العالمين ‪ ،‬اللهم أحينا وإياهم على الكتاب‬
‫والسنة ياذا الجالل واإلكرام ‪ ،‬اللهم إنا نسألك لنا ولهم القبول منا وما قربنا إليك‬
‫آمين ‪ ،‬وصل بجاللك على أشرف المرسلين محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم ‪ .‬والحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬

‫)‪(٤۸‬‬
‫األدعية من المتزوج وله ‪:‬‬
‫وتدعو للمتزوج ‪ " :‬بارك اهلل لك ‪ ،‬وبارك عليك وجمع بينكما يف خير " ‪..‬‬
‫ويدعو المتزوج ‪ " :‬اللهم إين أسألك خيرها وخير ماجبلتها عليه وأعوذ بك من‬
‫شرها وشر ماجبلتها عليه " ‪ ،‬بسم اهلل ‪ .‬اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان‬
‫مارزقتنا " ‪..‬‬

‫)‪(٤۹‬‬
‫نيات التعلم والتعليم‬

‫نويت التع ُّلم والتعليم ‪ ،‬والتذ ُّكر والتذكير ‪ ،‬والنفع واالنتفاع واإلفادة واالستفادة‬
‫والحث على التمسك بكتاب اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم والدعاء إلى‬
‫الهدى والدالله على الخير ابتغاء وجه اهلل ومرضاته وقربه وثوابه سبحانه وتعالى ‪..‬‬
‫اللهم ِّ‬
‫صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪ ،‬اللهم ألهمنا علمًا نفقه به‬
‫أوامرك ونواهيك وارزقنا فهمًا نعرف به كيف نناجيك يا أرحم الراحمين ‪..‬‬
‫اللهم إنا نسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين ‪ ،‬وإلهام المالئكة المقربين ‪ ،‬اللهم‬
‫أغننا بالعلم وزينا بالحلم وأكرمنا بالتقوى وجملنا بالعافية يا أرحم الراحمين ‪..‬‬

‫)‪(٥۰‬‬
‫نيات الخلوة‬

‫السالمة من آفات اللسان والنظر ‪ ،‬وحفظ القلب وإصالحه ‪ ،‬والتعرض للفتح من‬
‫اهلل ‪ ،‬واعتزال الناس ‪ ،‬وصفاء الباطن ‪ ،‬وإخالص العمل هلل تعالى ‪ ،‬وصونه عن‬
‫الرياء والمداهنة وأمراض القلوب الظاهرة والباطنة ‪ ،‬وحصول الزهد يف الدنيا‬
‫والقناعة منها ‪ ،‬والسالمة من صحبة األشرار ومخالطة األرذال ‪ ،‬والتفرغ للعبادة‬
‫والذكر وأن يقبلني اهلل ‪ ،‬وكف الناس عن شري ‪ ،‬والعزم على التقوى والرب وإيجاد‬
‫حالوة الطاعة ‪ ،‬وراحة القلب والبدن وصيانة نفسه ودينه من التعرض للشرور‬
‫والخصومات ‪ ،‬والتمكن من عبادة التفكر ‪ ،‬والهداية للسبيل ‪ ،‬والتقرب إلى اهلل‬
‫تعالى ‪ ،‬وطلب رضى اهلل عزوجل ‪..‬‬

‫)‪(٥۱‬‬
‫نيات الجوع هلل‬

‫والجوع من أجل خصال المؤمن وأكثرها تبعًا إذا صح له فيه النية ‪ ،‬وفيه نيات‬
‫مستحبات تبلغ العبد إلى رفيع الدرجات ‪.‬‬
‫أولها ‪ :‬ينوي بجوعته تذليل النفس وتكسيرها ‪ ،‬وإيثار مخالفتها لتدخل تحت‬
‫الطاعات ‪ ،‬ويستحب ألداء أمر جبار السماوات ‪ ،‬فينال به من اهلل الرضا ورفيع‬
‫اف َم َقا َم َر ِّب ِه َون ََهى الن ْف َس َع ِن ا ْل َه َوى ))‬
‫الدرجات ‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ (( :‬و َأما َم ْن َخ َ‬
‫(النازعـات‪ )40:‬وقال يحيي بن معاذ ‪ :‬لو تشفعت بمالئكة سبع السماوات وبمائة‬
‫وأربعة وعشرين ألف نبي ‪ ،‬بكل كتاب وحكمة وولي على أن تصالحك النفس يف‬
‫ترك الدنيا والدخول تحت الطاعة لم تجبك ولو تشفعت إليها بالجوع ألجابتك‬
‫وانقادت لك ‪.‬‬

‫وقال سهل بن عبد اهلل ‪ :‬واهلل الذي ال إله إال هو ماتحول المتحولون عما يكره اهلل‬
‫إلى مايحب اهلل إال بالجوع ‪ ،‬وما صار الصديقيون الصديقيين إال بالجوع ‪.‬‬
‫وقال الحجاج بن غرافضة ‪ :‬أتيت طائفة من السياحين بمكة ‪ ،‬فقلت لهم ‪ :‬أخربوين‬
‫لماذا أمر اهلل أولياءه بتجويع النفوس ؟ قالوا ‪ :‬أما رأيت الدابة الصعبة أو البعير‬
‫الصعب يشرد على أهله وأهنم ال يقدرون عليه إال أن يجيعوه ‪ ..‬إال أن العبد إذا‬
‫أجاع نفسه وأعطشها باهى اهلل به المالئكة ومامن عبد باهى اهلل به يف موضع إال على‬

‫)‪(٥۲‬‬
‫رأسه غد ّا تاجًا من نور وبعث اهلل مالئكته من نور مع نجائب قد حليت بالياقوت‬
‫األحمر واألصفر وأزمتها اللؤلؤ المنظوم ورحالها الزبرجد األخضر يقودها‬
‫المخلدون حتى يوقفوها بحذاء قبور أهل الجوع والعطش يف الدنيا فيركبون من‬
‫قبورهم إلى اهلل ‪.‬‬

‫وعن إبرهيم بن أدهم رحمة اهلل عليه قال ‪ :‬بلغني أن إبليس رأى عيسى عليه السالم‬
‫ذات ليلة وذات يوم وهو يتلوى فقال ‪ :‬مالي أراك تتلوى أفال أتيك طعامًا ؟ قال‬
‫عيسى ‪ :‬إنك تعلم أين لو قلت لهذه الجبال واألودية كوين طعامًا بإذن اهلل لكانت‬
‫ولكن أنت عدوي والنفس جاسوسك معي فأنا أجوع جاسوسك وأضعفه حتى ال‬
‫تكون له قوة توصل خربي إليك إن جوعي يغيظك ويذيبك وال أريد من الدنيا غير‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫وأنشد يف الجوع ‪:‬‬
‫وملئ القعب من ماء الفرات‬ ‫رأيت الجوع يغلب من رغيف‬
‫رأيت الشبع عونًا للسبـــات‬ ‫رأيت الجوع عونًا للمصلــــي‬

‫النية الثانية ‪ :‬ينوي مرافقة الحبيب صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه يف حالهم وحاله‬
‫ليكون غد ًا يف زمرهتم ‪ ،‬لقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬من تشبه بقوم فهو‬
‫منهم )) ‪ ،‬وقال علي بن أبي طالب كرم اهلل وجهه ‪ (( :‬دخلت على رسول اهلل صلى‬

‫)‪(٥۳‬‬
‫اهلل عليه وسلم فرأيته قد انكب على وجهه وتحته حصير وهو يتلوى من الجوع وهو‬
‫يقول ‪ :‬بجوعي وعطشي هب لي ذنوب أمتي )) ‪ .‬وقالت عائشة رضي اهلل عنه ‪" :‬‬
‫كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه يجوعون من عوز ‪ .‬وقال أبو هريرة ‪:‬‬
‫" لقد رأيتني وأنا أصرخ من الجوع بين القرب والمنرب حتى يقول الناس إنه لمجنون‬
‫ومابي من جنون إال الجوع ‪ .‬وكان صلى اهلل عليه وسلم ربما يصلي فيتساقط‬
‫أصحابه من القيام إلى األرض لما هبم من الجوع فإذا فرغ من صالته إلتفت إليهم‬
‫وقال ‪ (( :‬لو تعلمون ما لكم عند اهلل الزددتم )) ‪ .‬وعن ابن عباس رضي اهلل عنهما‬
‫قال ‪ " :‬عاد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم رجالً من األنصار فقال ‪ :‬هل تشتهي‬
‫شيئًا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬من كان عنده فليأت به فقام رجل فجاء بكسرة خبز فأطعمه‬
‫فقال صلى اهلل عليه وسلم ألبي ذر أقل الطعام والكالم تكن معي يف الجنة كهاتين ‪،‬‬
‫وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة من طال جوعه‬
‫وعطشه وحزنه " ‪ .‬ودخل أبو هريرة رضي اهلل عنه وابن مسعود يف خمسة من‬
‫الصحابة على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وقد مسهم الجوع فقالوا ‪ :‬يارسول‬
‫اهلل هل من خبز ؟ فإنا جائعون فلم يجد لهم إال سويقًا من شعير فأكلوه فلم يقع‬
‫منهم موقعًا ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يارسول اهلل حتى متى نحن يف المجاعة ؟ قال ‪ :‬لم تزكوا فيها‬

‫)‪(٥٤‬‬
‫ولكن اتقوا اهلل وأحدثوا الشكر فإين لم أجد قومًا يدخلون الجنة بغير حساب إال‬
‫الصابرين ‪.‬‬

‫النية الثالثة ‪ :‬ينوي بجوعه قلة التزود من عرض الدنيا فيكون بمعنى ماقال‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬يأيت على الناس زمان أفضل درعهم الجوع‬
‫وأفضل علومهم الصمت وأفضل عبادهتم النوم )) ‪.‬‬
‫وبمعنى ماقيل ‪ " :‬من رضي من اهلل بالقليل من الرزق رضي عنه بالقليل من‬
‫العمل " ‪.‬‬
‫تنج من‬
‫تنج من خدمة أهل الدنيا ودع اللذات ُ‬
‫وقال حاتم األصم ‪ :‬دع الشهوات ُ‬
‫تنج من الغم ‪ .‬وذلك العبد يسعى لطلب الدنيا بقدر إرسال بطنه يف‬
‫اإلثم ودع الطمع ُ‬
‫أكل الشهوات فيحسب برتك أكله وتجويعه نفسه متقلل من الدنيا ‪ .‬وقيل لبعض‬
‫العارفين ‪ :‬ما الدنيا ؟ قال ‪ :‬الدنيا بطنك فبقدر زهد بطنك كذلك زهدك يف الدنيا ‪.‬‬

‫النية الرابعة ‪ :‬ينوي بجوع بطنه وجود الراحة يف عرصة القيامة غد ًا يف ذلك اليوم‬
‫الذي بمقدار خمسون ألف سنة ‪ .‬ال يوجد فيها طعام وال شراب وال راحة وال‬
‫سكون ‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬الناس يحشرون يوم القيامة عطاشًا وإن أهل الجوع‬
‫يف الدنيا هم أهل الشبع يف اآلخرة )) ‪ .‬وقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬إن‬

‫)‪(٥٥‬‬
‫استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك عطشان فأفعل تنال بذلك أشرف‬
‫المنازل وتحل مع النبيين ‪ ،‬وتفرح المالئكة بقدوم روحك عليهم )) ‪ ،‬وقال صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬أخوف ما أخاف عليكم شهوات ما ألقي يف بطونكم‬
‫وفروجكم)) ‪.‬‬

‫النية الخامسة ‪ :‬ينوي بجوعه تقليل االختالف إلى الخالء إذا كان صائمًا فيحصل‬
‫له بذلك درجة أهل الصدق والحياء كما قال الرسول صلى اهلل عليه وسلم ألصحابه‬
‫‪ (( :‬استحيوا من اهلل حق الحياء ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يارسول اهلل كيف نستحي من اهلل ؟ قال ‪:‬‬
‫من استحيى من اهلل حق الحياء فليحفظ البطن وما وعى ‪ ،‬والرأس وماحوى ‪،‬‬
‫وليذكر الموت والبالء )) فأخرب صلى اهلل عليه وسلم أن حقيقة الحياء هذه الثالث‬
‫الخصال ‪ ،‬وإحداهن حفظ البطن وذلك هو التجويع هلل ليقل دخله وخرجه ‪ ،‬وقال‬
‫مالك بن دينار رحمه اهلل ‪ :‬لقد استحييت من ربي كثرة ما خلقت إلى الخالء حتى‬
‫تمنيت أن اجعل اهلل رزقي حصاه فكنت أمصها حتى يأتيني الموت ‪ .‬وقال الحسن‬
‫البصري يف وصف أصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬إنه كانت أحدهم ليأكل‬
‫األكلة فيتمنى أن لو بقيت يف جوفه كما تبقى اآلجرة يف الماء فتكون زاده يف الدنيا ‪.‬‬

‫النية السادسة ‪ :‬الخالص من مقت اهلل والتباعد من بغضه ‪ ،‬قال أبو طالب المكي‬
‫رحمه اهلل ‪ :‬من شبع شبعة بين جوعتين فقد أخذ بسيرة أصحاب الرسول صلى اهلل‬

‫)‪(٥٦‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وهذا إذا صام العبد دهره فيفطر بالليل ويصوم يومًا بعده ‪ ،‬فهذا شبع‬
‫بين جوعتين فجوع هذا أكثر من شبعه ‪.‬‬

‫النية السابعة ‪ :‬يخدع نفسه كي يكون ذاكر ًا لما ينال أهل الجوع من األلم والضر ‪،‬‬
‫ويقال لما ملك يوسف بن يعقوب عليهما السالم خزائن مصر ما كان يشبع من‬
‫الطعام نفسه فقيل له يف ذلك فقال ‪ :‬أخاف أن أشبع فأنسى الجائع ‪.‬‬
‫وقيل خمسة أشياء ال يعرف مقدارها إال خمسة أنفس ‪ " :‬نعمة العافية ال يعرفها إال‬
‫المرضى ‪ ،‬وال قيمة العمر إال أهل المقابر ‪ ،‬وال قيمة الشبع إال أهل الجوع ‪ ،‬وال لذة‬
‫نعمة النوم إال من به ألم ‪ ،‬وال نعمة الضوء إال من هو يف الظلمة " ‪.‬‬

‫ملخص نيات الجوع هلل ‪:‬‬


‫‪ -1‬نويت تذليل النفس وتكسيرها ‪ ،‬وإيثار مخالفتها لتدخل تحت الطاعات ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومرافقة الحبيب صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه يف حالهم وحاله ألكون يف‬
‫زمرهتم ‪.‬‬
‫‪ -3‬وقلة التزود من عرض الدنيا ‪.‬‬
‫‪ -4‬ووجود الراحة يف عرصة القيامة ‪.‬‬
‫‪ -5‬وتقليل االختالف إلى الخالء ‪.‬‬
‫‪ -6‬والخالص من مقت اهلل والتباعد من بغضه ‪.‬‬
‫‪ -7‬وخداع نفسي كي أكون ذاكر ًا لما ينال أهل الجوع من األلم والضر ‪.‬‬

‫)‪(٥۷‬‬
‫نيات القراءة والتحصيل‬

‫نويت يف تحصيلي الكتب هلل تعالى ‪ ،‬والتقرب إليه ابتغاء مرضاته ومحبة هلل تعالى ‪،‬‬
‫والسعي يف بقاء العلم وعدم اندراسه ‪ ،‬ومحبة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف‬
‫نشر شريعته وإشاعتها وكثرة غتباعه والتربك بدعاء العلماء واألولياء والصالحين ‪،‬‬
‫وسائر المسلمين وطلب شفاعتهم بنشر علومهم ونقلها إلى من لم تبلغه ووقوف‬
‫من وقف عليها بعد مويت ليدعو لي ‪ ،‬والتحصن من الشيطان باالنتساب إلى أهل‬
‫العلم والدين والدخول يف سوادهم ‪ ،‬وشغل النفس ‪ ،‬والتعرض للنفحات والذكر‬
‫والتذكير هبا ابتغاء الوسيلة والسعي فيما أراد ونوى مصنفها وقصد ماقصد وأحياء ما‬
‫أراد ‪ ،‬وتبلغها إلى من لم تبلغه ومن سمعها وانتفع هبا وانتفاع المنتفعين هبا من‬
‫جميع المسلمين ونويت هبا وبتحصيها إظهار شعائر اإلسالم ونشر العلم والمعاونة‬
‫على الرب والتقوى ‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪..‬‬

‫ونويت الحق وقول الحق وقبول ماهو حق وإسماع الحق ‪ ،‬ونشر العلم وخدمته ‪،‬‬
‫ونفي الجهل عن نفسي والتشبه بالصالحين واالنتماء إليهم والتزين بزيهم ونويت‬
‫شكر اهلل تعالى كما جعلنا على ظاهر خير ونويت الدراية دون مرد الرواية ودفع شر‬
‫الدارين ‪ ،‬وجلب نفع الدارين لي وألحبابي ولجميع المسلمين ‪ ،‬ونويت بذلك‬
‫استنزال الرحمة بذكر الصالحين ‪ ،‬وإرغام الشياطين ومحاربته ومجاهدة النفس‬
‫األمارة بالسوء ‪ ،‬والتحلي بالصدق ونويت غفران الذنوب بذكر الصالحين ‪ ،‬وبذكر‬
‫)‪(٥۸‬‬
‫حكاياهتم تقوية القلب وتثبيته ‪ ،‬ونويت اإليمان والتصديق بطريق الصوفية ‪ ،‬وتكثير‬
‫سواد الصوفية والحال والعمل ‪ ،‬والنظر لفضل اهلل ورحمته ‪ ،‬واإلعانة من اهلل‬
‫والتوفيق واالنطراح بين يديه واإلضرار واالفتقار هلل تعالى ‪..‬‬

‫ونويت مانوى به عبادك الصالحون والعلماء والعاملون اللهم تقبل منا وأتمم‬
‫تصيرنا وال تكلنا إلى أنفسنا طرفة وأصلح لنا شأننا كله بمنك وكرمك يف خير وعافية‬
‫‪ ،‬اللهم أغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا وذرياتنا وقراباتنا وأزواجنا وأصحاب الحقوق‬
‫ومن علمنا أو من علمناه ‪ ،‬ومن أوصانا بالدعاء ومن أوصيناه ‪ ،‬وارحمنا وارض عنا‬
‫وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله ‪.‬‬

‫اللهم اجعل لي يف هذا التحصيل والمطالعة ويف جميع أسبابي وحركايت وسكنايت‬
‫وجميع تصرفايت العون والربكة والسالمة وتيسير األمور مع الراحة للقلب والبدن‬
‫وسلمني من أن تشغلني عنك وأن ال تحول بيني وبين طاعتك ‪ ،‬واجعل لي الكفاف‬
‫والعفاف ‪.‬‬
‫اللهم إين وحركتي وسكوين وديعة عندك فاحفظني أينما كنت ‪ ،‬وتولني بواليتك‬
‫التي توليت هبا فاحفظني أينما كنت ‪ ،‬وتولني بواليتك التي توليت هبا عبادك‬
‫الصالحين ‪ .‬اللهم ال يأس من رحمتك ‪ ،‬وال أمن من مكرك ‪ .‬اللهم إنا نسألك من‬
‫فضلك ونعوذ بك من عدلك ‪ ،‬ونرغب إليك يف أفضل وجهل كلمتك ‪ .‬اللهم ال‬

‫)‪(٥۹‬‬
‫علم إال ماعلمتنا وال عمل إال ماوفقتنا وال حا ً‬
‫ال إال ما وهبتنا سبحانك ال إله إال‬
‫أنت ياذا الجالل واإلكرام ‪ ،‬نسألك حسن الخاتمة يف خير وعافية وانفعنا بالمقبول‬
‫منّا وماقبنا إليك ‪ ،‬آمين يارب العالمين بجاه سيد المرسلين ‪ ،‬خاتم النبيين صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وعلى سائر األنبياء والمرسلين وآل كل وسائر الصالحين ‪..‬‬

‫)‪(٦۰‬‬
‫نيات المستمع أو الدارس أو الزائر المرتاد‬
‫لمواضع وأماكن الصالحين وحلق العلم والذكر‬

‫نويت التربك بمواضع الصالحين والتعرض لنفحات اهلل والذكر والتذكير وابتغاء‬
‫الفضل والسعي فيما أراد الصالحين إحياؤه وأن أصلي على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وطلب العلم ونية االعتكاف والتعفف عن المسألة وانتظار الصالة وأن أسمع‬
‫حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأبلغه للمستمع والزيارة لإلخوان يف اهلل ‪،‬‬
‫والدعاء واالستغفار ‪ ،‬وأن أتلوا القرآن وإظهار شعائر اإلسالم ونشر العلم ونية ما‬
‫نواه الواقف والموقوف عليه ‪ ،‬واحتساب حجة يف شهود الجمعة وعمرة يف صالة‬
‫العصر يف الجامع ‪،‬‬
‫نويت الرباط يف انتظار الصالة بعد الصالة ‪ ،‬ونويت المعاونة على الرب والتقوى‬
‫واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬وخدمة العلم ونشره ونفي الجهل عن‬
‫نفسي‪ ،‬وتجديد اإليمان والتشبه بالصالحين ‪ ،‬والدراية دون مجرد الرواية واستنزال‬
‫رحمة اهلل بذكر الصالحين وإرغام ومحاربة ومجاهدة النفس ‪ ،‬واالتعاظ والوعظ ‪،‬‬
‫وغفران الذنوب بذكر الصالحين وحكاياهتم وتقوية القلب وتنبيهه ورضاء اهلل تعالى‬
‫والجنة ونعوذ باهلل من سخطه والنار واإليمان والتصديق واحتساب جميع ذلك‬
‫والنظر لفضل اهلل ورحمته دون األعمال والعلوم واألحوال ‪،‬‬

‫)‪(٦۱‬‬
‫اللهم ال يأس من رحمتك وال أمن من مكرك ‪ ،‬اللهم عدلك ونرغب إليك يف‬
‫وجهتي كلمتك ‪ ،‬اللهم ال علم إال ما علمتنا وال عمل إال ما وفقتنا ‪ ،‬وال حال إال ما‬
‫وهبتنا سبحانك ال إله إال أنت يا ذا الجالل واإلكرام ‪..‬‬

‫)‪(٦۲‬‬
‫نوايا األموال والعقار والمصالح العامة الموقوفة على المسلمين‬

‫الحمد هلل رب العالمين وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫نويت التقرب بحفر البئر إلى اهلل تعالى وابتغاء مرضاته ‪ ،‬ونفع المسلمين وطلب‬
‫دعائهم ونفع الدواب وإعانة المسلمين وتصديق الوعد عليها العاجل واآلجل ‪،‬‬
‫ونويت ببناء المصلى وبناء المسجد النفع واالنتفاع والصالة فيها وصالة من يصلي‬
‫فيها وطلب الدعاء من المسلمين ونفعهم وإعانتهم ‪ ،‬ونويت الجميع هلل تعالى ‪.‬‬
‫ونويت تكثير شعائر اإلسالم ونويت به الدخول يف اإلسالم والمسلمين ‪ ،‬وأن‬
‫ينفعني بالجميع يف الدنيا واآلخرة ويدفع عني شر الدنيا واآلخرة ‪،‬‬
‫ونويت بذلك استنزال الرحمة ‪،‬‬
‫ونويت بالجميع التعرض لنفحات اهلل وابتغاء الوسيلة إلى اهلل والسعي يف ما أراد اهلل‬
‫ورسوله ‪،‬‬
‫ونويت بذلك الشكر هلل كما جعلني على ظاهر خير على أي حال كنت ‪،‬‬
‫ونويت ما نواه العلماء واألولياء يف ما فعلوه من ذلك ‪،‬‬
‫ونويت هبذا كله إرغام الشيطان ومجاهدة النفس األمارة بالسوء ‪،‬‬
‫ونويت التشبه بالمسلمين يف ذلك والتزين بزي الصالحين ‪،‬‬
‫ونويت رضا اهلل ورسوله والعلماء واألولياء ‪،‬‬

‫)‪(٦۳‬‬
‫ونويت بما أصرفه فيها التقرب إلى اهلل ومحبة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬
‫ونويت األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪،‬‬
‫ونويت تجديد اإليمان ‪،‬‬
‫ونويت المعاونة على الرب والتقوى ‪،‬‬
‫ونويت الحق وقبول الحق وفعل الحق ورضا الحق ‪،‬‬
‫ونويت اشتغال النفس بما هو أحق ‪،‬‬
‫ونويت هبذا كله وغيره من جميع ما أتصرف فيه وأتردد فيه وأفعله يف هذا كله من‬
‫بناء ‪ ،‬وعزب وسيرة ومناظرة وجميع اآلالت التي تتعلق به وجميع ما أنفقته فيه هلل‬
‫تعالى ‪،‬‬
‫ونويت بذلك اإليمان والتصديق وتقوية القلب وتنبيهه ‪،‬‬
‫ونويت النيابة عن جميع من أهمل ذلك وإسقاط الحرج عنهم ‪،‬‬
‫ونويت احتساب ذلك ‪،‬‬
‫ونويت النظر لفضل اهلل ورحمته دون عملي ‪،‬‬
‫ونويت بذلك طلب اإلعانة من اهلل والتوفيق واالنطراح بين يديه واالضطرار‬
‫واالفتقار ‪.‬‬
‫اللهم تقبل منا ذلك وأتمم تقصيرنا وال تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وال أقل من‬
‫ذلك‪.‬‬
‫انتهى منقو ً‬
‫ال من مجموعة وصايا الشيخ‪ /‬علي بن أبي بكر السكران ‪.‬‬

‫)‪(٦٤‬‬
‫نيات زيارة الشيوخ‬

‫نويت االستفادة منه يف دينه ودنياه ‪ ،‬وامتثال أمر الحبيب صلى اهلل عليه وسلم يف‬
‫قوله ‪ " :‬جالسوا الكرباء " ‪ ،‬وأن ينال من الرحمة التي تنزل عليهم ‪ ،‬وأن ينال نظره‬
‫منه يصلح اهلل له حاله كله ‪ ،‬وينوي أن يجالس الصالحين ‪ ،‬وأن يطهر اهلل قلبه ‪ ،‬وأن‬
‫يربط ما بينه يف الباطن كما ربطه يف الظاهر ‪..‬‬

‫)‪(٦٥‬‬
‫نيات حضور مجلس الخير‬

‫نويت حفظ الوقت وامتثال أمر الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وأال يفقدين اهلل‬
‫حيث أمرين ‪ ،‬والتقرب إلى اهلل عزوجل وتصفية باطنه ‪ ،‬وتكثير سوادهم وأن أكون‬
‫علي الموت ‪ ،‬واالرتباط بأهل الخير والتغلب على الشيطان‬
‫على حال طيبة إذا نزل ّ‬
‫والنفس والهوس والدنيه ‪ ،‬ومشاهبة المالئكة ‪ ،‬ورفع درجته عند اهلل تعالى ‪..‬‬

‫نيات حضور مجلس المولد‬

‫نويت حضور مجلس الصالة على الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وحضور‬
‫مارغبوا فيه العلماء ‪ ،‬وسماع سيرة المصطفى صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وحضور‬
‫مجلس الوعظ واإلرشاد ‪ ،‬وأن أطبق ماأسمع من الشمائل المحمدية ‪ ،‬وإشغال‬
‫الوقت بالخير ‪ ،‬وتكثير سواد أهل الحق ‪ ،‬وأن يرزقني اهلل أخالق النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وأوصافه كما سمعتها ‪ ،‬وأن أقوم ببعض مايجب لهذا الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وأن يكرمني اهلل برؤية النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪..‬‬

‫)‪(٦٦‬‬
‫نيات زيارة القبور‬

‫نويت اتباع الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وتذكرة اآلخرة والقرب وحالة الموت‬
‫وأن أدعو إلخواين وأقاربي والمسلمين واالتعاظ ‪ ،‬وأن أؤأدي بعض الحقوق‬
‫للموتى ‪ ،‬واالتصال بالموتى وامتثال أمر الحبيب صلى اهلل عليه وسلم " فزروها " ‪،‬‬
‫ويدعو عند الزيارة بما شاء ويستحب قول ‪ " :‬السالم عليكم أهل الدِّ يار ‪ ،‬من‬
‫المؤمنين والمسلمين ‪ِّ ،‬‬
‫وإنَا إن شاء اهلل بكم الحقون ‪ ،‬ويرحم اهلل المستقدمين من‬
‫والمستأخرين ‪ ،‬أسأل اهلل لنا ولكم العافية "‪.‬‬

‫)‪(٦۷‬‬
‫نيات سواقة السيارة‬

‫نويت المحافظة على الدعاء دائمًا ‪ ،‬وان أساعد ذوو الحاجة والضعفاء وأن أسلم‬
‫على المشاة والجالسين كلهم وأن أتبع النظام يف ذلك ‪..‬‬

‫)‪(٦۸‬‬
‫نيات تنظيف المسجد‬

‫نويت أن أكون ممن يعمر المساجد هلل وأنال ثوابًا من اهلل عظيمًا ‪ ،‬وأن أكون من‬
‫المحبوبين عند اهلل ‪ ،‬ونويت دخول الجنة ‪ ،‬وترغيب المصلين وتكثيرهم وأن ينظف‬
‫اهلل باطني وظاهري ‪ ،‬وتكفير السيئات وتكثير الحور العين لي يف الجنة ‪ ،‬ومساعدة‬
‫إخواين المسلمين يف الشئون االجتماعية ‪..‬‬

‫)‪(٦۹‬‬
‫نيات الجلوس يف البيت‬

‫نويت االشتغال بالنفس عن الناس ومؤانسة أهل البيت ‪ ،‬ومساعدة األهل يف‬
‫أعمال البيت ‪ ،‬والسالمة من الفتن ‪ ،‬وامتثال أمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم يف‬
‫قوله لسيدنا حذيفة " وليسعك بيتك " ومذاكرة أهل البيت ‪..‬‬

‫)‪(۷۰‬‬
‫نيات المصافحة‬

‫نويت اتباع الحبيب صلى اهلل عليه وسلم والتودد إلى اإلخوان والتعرف عليهم ‪،‬‬
‫وإظهار السرور لإلخوان والسؤال عن حالهم ‪ ،‬وإحياء هذه السنة ‪ ،‬وتفريج الكرب‬
‫عنهم والتواضع لإلخوان ‪..‬‬

‫)‪(۷۱‬‬
‫نيات زيارة األقارب‬

‫نويت التودد والتقرب إليهم ‪ ،‬والسؤال عن أحوالهم وإدخال السرور عليهم ‪،‬‬
‫وطلب الدعاء منهم ‪..‬‬

‫)‪(۷۲‬‬
‫نية الدخول إلى المكتبة‬

‫نويت طلب العلم وتلقيه من مصادر صحيحة ‪ ،‬والسعي يف طلب الحق والعلم‬
‫الصحيح ‪ ،‬واالستمداد من آثار العلماء خاصة ماكتبوا وما دونوا من كتب العلم ‪،‬‬
‫وتقوية اإليمان ‪ ،‬وتقدير أهل العلم وآثارهم وتعظيم اهلل والتعرض لفيوضاته وكرمه‬
‫واألخذ والتلقي والتبليغ ‪ ،‬واالستفادة والتذكر واالطالع على مادون من العلم‬
‫واالقتداء ‪ ،‬واالستفادة ممن يرتاد هذا المكان من أهل العلم والصالح والدراية‬
‫والرواية ‪ ،‬وقصد األماكن المباركة وأماكن الخير ‪ ،‬والتعرض لفضل اهلل ورحمته‬
‫ونية أخذ الموعظة وتربية النفس وحملها على أخالق السلف الصالح ومعرفة‬
‫حقوق اهلل والمخلوقين ‪..‬‬

‫)‪(۷۳‬‬
‫نيات الصدقة‬

‫نويت التقرب إلى اهلل تعالى ‪ ،‬واتقاء غضب الرب جل جالله واتقاء نار جهنم ‪،‬‬
‫والرتحم على إخوانه وصلة الرحم ‪ ،‬ومعاونة الضعفاء ومتابعة النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وإدخال السرور على إخوانه ‪ ،‬ودفع البالء عنه وعن سائر المسلمين ‪،‬‬
‫واإلنفاق مما رزقه اهلل ‪ ،‬وقهر النفس والشيطان ‪..‬‬

‫)‪(۷٤‬‬
‫نيات شراء الكتاب‬

‫نويت االنتفاع به ظاهر ًا وباطنًا وإشغال الوقت بالخير ونويت به تعليم الخير‬
‫وحفظ العلم نشر العلم واالشتغال به حتى يبعد عن القال والقيل ‪ ،‬وإذا طلب‬
‫استعارته المساعدة يف ذلك ‪..‬‬

‫)‪(۷٥‬‬
‫نيات اتخاذ سبحة‬

‫نويت االقتداء بالصالحين وأن تعينني على الخير ‪ ،‬وحفظ الوقت أن أكون من‬
‫علي أنواع الذكر ‪ ،‬وأن‬ ‫ً‬
‫الذاكرين اهلل كثيرا ومتابعة السلف والصحابة ‪ ،‬وأن تحفظ ّ‬
‫أشغل جوارحي بالطاعة ‪..‬‬

‫)‪(۷٦‬‬
‫نيات اتخاذ الرداء‬

‫نويت متابعة النبي صلى اهلل عليه وسلم وفعل سنة من سنن الصالة واالقتداء‬
‫علي وإكمال‬
‫باألخيار والتشبه بالصالحين وتكثير سواد األخيار ‪ ،‬وإظهار نعمة اهلل ّ‬
‫اللباس واتخاذ زينة عند كل مسجد ‪ ،‬وسرت العورة ‪..‬‬
‫ويدعو ويقول ‪ " :‬الحمد هلل الذي كساين هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني وال‬
‫قوة " ‪.‬‬

‫)‪(۷۷‬‬
‫نيات اتخاذ الساعة‬

‫نويت هبا ضبط مواعيدي ألجل أعمال الخير وضبط أوقات الصلوات ‪ ،‬وتوزيع‬
‫الوقت ‪ ،‬وضبط مواعيدي ‪..‬‬

‫)‪(۷۸‬‬
‫نيات المداد والمنادر والنزهات‬

‫نويت إدخال السرور على أصحابي وترويح عن النفس وتعلم مساعدة اإلخوان‬
‫وتقوية ارتباط األصحاب ‪ ،‬وزيادة األصحاب ‪..‬‬

‫)‪(۷۹‬‬
‫نيات األذان‬

‫نويت فعل الخير ‪ ،‬ورفع الصوت بذكر اهلل ‪ ،‬والحث على حضور الصالة وأن‬
‫يشهد لي كل من سمع صويت أنه يذكر اهلل وإزالة المنكر عن التخلف عن الصالة ‪،‬‬
‫وأن يشهد لي كل من سمع صويت بالشهادة واألمر بالمعروف واالشتغال بذكر اهلل‬
‫وذكر اهلل يف الغافلين وإظهار شعيرة من شعائر اإلسالم ‪ ،‬ومعاونة المسلمين على‬
‫أمور الخير ‪ ،‬واتباع سنة الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ‪..‬‬

‫أدعية سماع األذان ‪:‬‬


‫بعض إخوانِنا أنه‬
‫يحيى وحدثني ُ‬ ‫ٰ‬ ‫وإذا سمع األذان فليقل كما يقول المؤذن قال‬
‫الحول وال قو َة إال باهلل‪ .‬وقال ‪ٰ :‬هكذا َس ِم ْعنا‬
‫َ‬ ‫قال‪« :‬لما قال حي على الص ِ‬
‫الة قال ‪:‬‬
‫نبيكم صلى اهلل عليه وسلم يقول»‪ .‬وإذا قال ‪ " :‬قد قامت الصالة " فقل ‪ " :‬أقامها‬
‫اهلل وأدامها ما دامت السموات واألرض ويف التثويب صدقت وبررت ونصحت " ‪،‬‬
‫رسول اهللِ صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬من‬
‫َ‬ ‫عبد ال ّل ِه رضي اهلل عنه ‪ :‬أن‬
‫جابر بن ِ‬
‫وعن ِ‬

‫آت محمد ًا‬ ‫القائمة ِ‬


‫ِ‬ ‫الدعوة التامة والص ِ‬
‫الة‬ ‫ِ‬ ‫سمع النِّدا َء ‪ :‬اللهم رب ٰهذه‬ ‫ِ‬
‫قال حي َن َي ُ‬
‫الوسيل َة والفضيل َة ‪ ،‬وابع ْثه َمقامًا محمود ًا الذي َوعدْ َته‪ ،‬حل ْت ل َه َشفا َعتِي يو َم‬
‫القيامة» ‪ " ،‬رضيت باهلل ربًا وبسيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم نبيًا ورسو ً‬
‫ال‬
‫وباإلسالم دينًا " ‪.‬‬

‫)‪(۸۰‬‬
‫ن ّيات شرب العصيرات‬

‫نويت التقوي على طاعة اهلل والتذكر لما يف الجنة من أشباه ذلك ‪ ،‬والتفكر يف‬
‫عظيم صنع اهلل وبديع قدرته ‪ ،‬واالكل والشرب من رزق اهلل واألكل من طيبات اهلل ‪،‬‬
‫ونية النشاط لمايحب اهلل وتقوية الهمة للخير وبعث الهمة يف النفس إذا فرتت عن‬
‫طلب العلم أو حفظ القرآن أو الدروس ‪ ،‬وحفظ أمانة الجسد وكسب القوة‬
‫واالستعداد دائمًا للجهاد ‪ ،‬ومانواه عباد اهلل الصالحين ‪ ،‬وإغاثة الملهوف‬
‫والمساعدة يف قضاء الحوائج ونية المساهمة واالشرتاك يف األعمال المصعبة الذي‬
‫يحتاجها المسلمين ‪ ،‬وصرف همتي وقويت يف عون إخواين وصرف اإلذاء عنهم ‪،‬‬
‫والتكرب على األعداء والكافرين ‪ ،‬ونويت ذكر اهلل وتعظيمه والتفكر يف نوه ماخلق‬
‫علي ‪ ،‬والتقوي على إبعاد‬
‫من مأكول ومشروب والتقوي على آداء ماافرتض اهلل ّ‬
‫الظلم عن المظلومين وقهر الظالمين ‪ ،‬وأخذ المرزوق رزقه من خالقه وأداء الحق‬
‫يف الحمد والشكر ‪..‬‬

‫)‪(۸۱‬‬
‫ن ّيات السواك‬

‫نويت العمل بالسنة وأمر النبي بالسواك ‪ ،‬وتطهير فمي لقراءة القرآن الكريم وذكر‬
‫اهلل يف الصالة وتطييب رائحة فمي ‪ ،‬وتبييض أسناين والنظافة ‪..‬‬
‫ويستحب قول ‪ " :‬اللهم ب ّيض به أسناين ‪ ،‬وشدّ به لثايت ‪ ،‬وبارك لي فيه يا أرحم‬
‫الراحمين " ‪.‬‬

‫)‪(۸۲‬‬
‫ن ّيات الجهر إذا لم يخف الرياء‬

‫نويت إيقاظ قلبي وجمع همي إلى الفكر ‪ ،‬وصرف سمعي إليه وطرد النووم وزيادة‬
‫النشاط وإيقاظ غيري من نائم وغافل وتنشيطه ‪..‬‬

‫)‪(۸۳‬‬
‫نية الصالة يف الصفوف األخيرة‬

‫قال سعيد بن عامر ‪ :‬صليت خلف أبي الدرداء فجعل يتأخر يف الصفوف حتى كنا‬
‫آخر صف فلما صلينا قلت له ‪ :‬أليس يقال خير الصفوف أولها ن قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إال أن‬
‫هذه األمة مرحومة منظور إليها من بين األمم فإن اهلل تعالى إذا نظر إلى عبد يف‬
‫الصالة غفر له ولمن وراءه من الناس ‪ ،‬فإنما تأخرت رجاء أن يغفر لي بواحد منهم‬
‫ينظر اهلل إليه ‪.‬‬
‫وروى بعض الرواة أنه قال سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ذلك ‪.‬‬
‫أ‪.‬هـ‪ .‬إحياء علوم الدين جـ‪1‬ــ صـ ‪183‬ــ ‪.‬‬
‫فينوي بذلك ترجي المغفرة المذكورة يف الحديث السابق وقبول صالته بمن قبله‬
‫يف الصفوف المتقدمة عليه ‪.‬‬

‫)‪(۸٤‬‬
‫نية الخروج إلى المسبح‬

‫نويت غسل الظاهر والباطن ‪ ،‬واتباع سنة الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬والتقوي‬
‫على طاعة اهلل وقضاء ما فاتني من الغسالت المسنونة والواجبة وإدخال السرور‬
‫على الجالسين وماعلمه اهلل من النيات الصالحة ‪..‬‬

‫)‪(۸٥‬‬
‫ن ّيات حضور الدروس‬

‫نويت العمل بما يستفاد منه ‪ ،‬وتبليغه للناس واالستماع واإلنصات حتى يكرمني‬
‫اهلل بالفهم واالستمداد من المشائخ ‪ ،‬والتعرض لنفحات اهلل وإيقاظ الهمة ‪..‬‬

‫)‪(۸٦‬‬
‫ن ّيات النصيحة لإلخوان‬

‫نويت النفع لنفسي وللمنصوح ‪ ،‬وأن اهلل يبصرين بعيوب نفسي واالستفادة منه‬
‫واالستمداد من كل الوجوه وامتثال أمر المشائخ وخدمة العلم وطلبته ‪ ،‬والمحافظة‬
‫على سير النظام والشعور بالمسؤولية ‪..‬‬

‫)‪(۸۷‬‬
‫ن ّيات تقييد المسائل‬

‫نويت حفظ العلم ومسائله ودقائقه وأن ينتفع هبا من اطلع عليها وتكون صدقة‬
‫جارية ‪..‬‬

‫)‪(۸۸‬‬
‫ن ّيات الوضوء‬

‫نويت امتثال أمر اهلل تعالى ‪ ،‬وأن يدخلني اهلل الجنة من باب الوضوء وأداء السنن‬
‫وأن يحشرين اهلل مع الغر المحجلين وأن أحضر يف الوضوء حتى أحضر يف الصالة ‪،‬‬
‫وأن يطهرين اهلل من المعاصي ظاهر ًا وباطنًا ‪،‬‬

‫ومن األدعية الواردة يف الوضوء ‪( :‬من كتاب إحياء علوم الدين لإلمام أبو حامد‬
‫الغزالي )‪.‬‬
‫عند بدء الوضوء ‪ :‬اللهم إين أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن‬ ‫•‬

‫يحضرون ‪.‬‬
‫عند غسل الكفين ‪ :‬اللهم إين أسألك اليمن والربكة وأعوذ بك من الشؤم‬ ‫•‬

‫والهلكة ‪.‬‬
‫عند المضمضة ‪ :‬اللهم أعني على تالوة كتابك وكثرة الذكر لك ‪.‬‬ ‫•‬

‫ٍ‬
‫راض ‪.‬‬ ‫عند االستنشاق ‪ :‬اللهم أوجد لي رائحة الجنة وأنت عني‬ ‫•‬

‫عند االستنثار ‪ :‬اللهم إين أعوذ بك من روائح النار ومن سوء الدار‪.‬‬ ‫•‬

‫عند غسل الوجه ‪ :‬اللهم بيض وجهي بنورك يوم تبيض وجوه أوليائك وال‬ ‫•‬

‫تسود وجهي بظلماتك يوم تسود وجوه أعدائك ‪.‬‬


‫عند غسل اليد اليمنى ‪ :‬اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حسابا يسير ًا ‪.‬‬ ‫•‬

‫)‪(۸۹‬‬
‫عند غسل اليد اليسرى ‪ :‬اللهم إين أعوذ بك أن تعطيني كتابي بشمالي أو من‬ ‫•‬

‫وراء ظهري ‪.‬‬


‫عند مسح الرأس ‪ :‬اللهم اغشني برحمتك وأنزل علي من بركاتك وأظلني‬ ‫•‬

‫تحت ظل عرشك يوم ال ظل إال ظلك ‪.‬‬


‫عند غسل األذنين ‪ :‬اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‬ ‫•‬

‫اللهم أسمعني منادي الجنة مع األبرار ‪.‬‬


‫عند مسح الرقبة ‪ :‬اللهم فك رقبتي من النار وأعوذ بك من السالسل واألغالل‪.‬‬ ‫•‬

‫عند غسل الرجل اليمنى ‪ :‬اللهم ثبت قدمي على الصراط المستقيم يوم تزل‬ ‫•‬

‫األقدام يف النار ‪.‬‬


‫عند غسل الرجل اليسرى ‪ :‬أعوذ بك أن تزل قدمي عن الصراط يوم تزل فيه‬ ‫•‬

‫أقدام المنافقين ‪.‬‬


‫بعد الوضوء ‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا عبده‬ ‫•‬

‫ورسوله سبحانك اللهم وبحمدك ال إله إال أنت عملت سوءا وظلمت نفسي‬
‫أستغفرك اللهم وأتوب إليك فاغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم‬
‫اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادك‬
‫الصالحين واجعلني عبدا صبورا شكورا واجعلني أذكرك كثيرا وأسبحك بكرة‬
‫وأصيال يقال إن من قال هذا بعد الوضوء ختم على وضوئه بخاتم ورفع له‬

‫)‪(۹۰‬‬
‫تحت العرش فلم يزل يسبح اهلل تعالى ويقدسه ويكتب له ثواب ذلك إلى يوم‬
‫القيامة ‪.‬‬

‫)‪(۹۱‬‬
‫نية لبس الثوب الجديد‬

‫نويت سرت العورة وإظهار النعمة والحمد والشكر هلل عزوجل ‪ ،‬واالنكسار‬
‫والخضوع هلل وعدم التكرب على أحد من الخلق واستشعار الحلل التي يكسيها اهلل‬
‫فأحسن نفسي لمثلها فتدفعني لفعل األعمال الصالحة حتى‬
‫ّ‬ ‫عزوجل أهل الجنة‬
‫أكون من أهل الجنة ‪..‬‬

‫وأما دعاء لبس الثوب الجديد ‪ " :‬اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه ‪ ،‬أسألك من خيره‬
‫ماصنع له " ‪ ،‬ولمن لبس ثوبًا جديدا ‪" :‬‬
‫شره وشر ُ‬
‫ماصنع له ‪ ،‬وأعوذ بك من ِّ‬
‫وخير ُ‬
‫ُتبلي و ُي ُ‬
‫خلف اهلل تعالى " ‪.‬‬

‫)‪(۹۲‬‬
‫ن ّيات دخول السوق‬

‫نويت ذكر اهلل سبحانه يف الغافلين والسالم على من ألقى وطلب الرزق ورؤية نعم‬
‫اهلل والشكر عليها واالقتداء بالحبيب صلى اهلل عليه وسلم واألمر بالمعروف والنهي‬
‫عن المنكر وإعانة الضعيف ونصرة المظلوم وإزالة المنكر ولو بالقلب ‪..‬‬

‫وأما دعاء دخول السوق ‪ " :‬ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد‬
‫حي ال يموت ‪ ،‬بيده الخير وهو على كل شئ قدير " ‪.‬‬
‫‪ ،‬يحيي ويميت وهو ٌّ‬

‫)‪(۹۳‬‬
‫ن ّيات دخول الخالء‬

‫نويت االعرتاف بضعف اإلنسان وعجزه عن إخراج الخارج بسهولة وامتثال أمر‬
‫اهلل يف التخلص مما يضر وتطبيق السنن الخاصة بالخالء والطهارة من النجاسات‬
‫الحسية والمعنوية وعدم الغفلة عن ذكر اهلل بالقلب ومراقبة اهلل يف الخالء كمراقبته‬
‫يف المأل واالنكسار تحت الهيبة ‪..‬‬
‫عند دخول الخالء ‪ :‬يقدم رجله اليمنى ويقول " بسم اهلل ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من‬
‫الخبث والخبائث ‪ ،‬الرجس النجس الشيطان الرجيم "‪.‬‬
‫عند الخروج من الخالء ‪ :‬يقدم رجل اليسرى ويقول " غفرانك ثالثًا ‪ ،‬الحمد هلل‬
‫الذي أذاقني لذته ‪ ،‬وأبقى منفعته ‪ ،‬وأخرج عني أذاه " ‪ ،‬الحمد هلل الذي أذهب عني‬
‫األذى وعافاين " ‪.‬‬

‫)‪(۹٤‬‬
‫ن ّيات األكل‬

‫نويت التقوي على طاعة اهلل ‪ ،‬واالمتثال ألمر اهلل وتذاكر أكل أهل الجنة للتشمير‬
‫يف الطاعة وتذكر أهل النار لالبتعاد عن المعاصي وشكر اهلل عزوجل على تيسيره ‪،‬‬
‫والعمل بآداب األكل وإدخال السرور على اإلخوان وحفظ صحة اإلنسان وأمانة‬
‫الجسد ‪..‬‬
‫ويدعو قبل األكل ‪ " :‬بسم اهلل ‪ ،‬اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خير ًا منه " ‪ ،‬وإذا نسي‬
‫‪ " :‬بسم اهلل يف أوله وآخره " وعند االنتهاء ‪ " :‬الحمد هلل الذي أطعمني هذا ورزقنيه‬
‫من غير حول مني وال قوة " ‪.‬‬

‫ن ّيات شرب القهوة والشاي‬

‫نويت االقتداء ببعض السلف الصالح يف شرهبم لهما ‪ ،‬وللنشاط للعبادة ‪،‬‬
‫وإدخال السرور لصاحب البيت المزار ‪ ،‬وتطبيق اآلداب والسنن ‪.‬‬

‫)‪(۹٥‬‬
‫نيات التجارة‬

‫نويت العفاف وتحصيل الكفاف وكف النفس عن مسألة الناس ‪ ،‬والقيام بمن‬
‫يلزمه القيام هبم من األهل واألوالد ‪ ،‬وصلة األرحام والتصدق على الفقراء‬
‫والمساكين وإعانة الضعفاء والمساكين ‪ ،‬والصرب على معاملة الناس واحتماالهتم‬
‫وإكرام الضيف وإقالة المستقيل ‪ ،‬والقيام بفرض الكفاية ومساعدة الناس يف‬
‫حوائجهم ‪ ،‬والنصح للمسلمين واتباع طريق العدل واإلحسان يف معاملتي ‪ ،‬واألمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر يف كل ما يراه يف السوق والقيام بفروض الكفاية‬
‫واالستعانة بما أكسبه على الدين وأن أحب لسائر المسلمين ما أحب لنفسي ‪..‬‬

‫)‪(۹٦‬‬
‫نيات قضاء حوائج الناس ومساعدتهم‬

‫نويت امتثال أمر الحبيب صلى اهلل عليه وسلم وأن يكون اهلل تعالى يف عوين‬
‫ومتابعة النبي صلى اهلل عليه وسلم وإدخال السرور عليهم والتواضع وأن يقيض اهلل‬
‫لي أعوانًا لحاجتي ‪..‬‬

‫)‪(۹۷‬‬
‫ن ّيات شراء البهائم‬

‫نويت العطف والشفقة عليها ‪ ،‬وأن اهلل يرحمني بسببها ‪ ،‬ومراعاة حقوقها والتصرب‬
‫عليها وأن أكون سببًا يف رزق اهلل لها ‪ ،‬وتعلم الرحمة والشفقة ‪ ،‬والتفكر يف‬
‫مخلوقات اهلل تعالى ‪.‬‬
‫ويف الحديث عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬إذا سمعتم صياح‬ ‫•‬

‫الديكة فاسألوا اهلل من فضله ‪ ،‬فإهنا رأت ملكًا وإذا سمعتم هنيق الحمار‬
‫فتعوذوا باهلل من الشيطان الرجيم ؛ فإنه رأى شيطانًا " ‪.‬‬
‫وقال أيضًا ‪ " :‬إذا سمعتم نباح الكالب وهنيق الحمير بالليل فتعوذوا باهلل‬ ‫•‬

‫منهن فإهنن يرين ما ال ترون "‪.‬‬

‫)‪(۹۸‬‬
‫ن ّيات شراء سيارة ونحوها‬

‫علي ‪ ،‬ومساعدة العاجزين عن ذلك ‪ ،‬وتعينه يف الخير ‪ ،‬وقضاء‬


‫نويت إظهار نعم اهلل ّ‬
‫حوائج الناس ‪.‬‬
‫ان ال ِذي َسخ َر َلنَا َه َذا َو َما ُكنا َل ُه‬
‫وأما دعاء ركوبها ‪ " :‬بسم اهلل ‪ ،‬الحمد هلل (( ُس ْب َح َ‬
‫ون )) الحمد هلل ‪ ،‬الحمد هلل ‪ ،‬الحمد هلل ‪ ،‬اهلل أكرب ‪ ،‬اهلل‬ ‫ُم ْق ِرنِي َن ‪َ ،‬وإِنا إِ َلى َر ِّبنَا َل ُمنْ َقلِ ُب َ‬
‫أكرب ‪ ،‬اهلل أكرب ‪ ،‬سبحانك اللهم إين ظلمت نفسي فاغفر لي ‪ ،‬فإنه ال يغفر الذنوب إال‬
‫أنت " ‪..‬‬

‫)‪(۹۹‬‬
‫نيات زيارة المرضى‬

‫نويت أداء حق المسلم ‪ ،‬وامتثال أمر الحبيب صلى اهلل عليه وسلم واتباع سنته وأن‬
‫يدعو لي بالعافية وإدخال السرور عليه وأن يساعده يف بعض ما يحتاجه ‪..‬‬
‫ويدعو للمريض ‪ " :‬ال بأس طهور إن شاء اهلل " ‪ " ،‬أسأل اهلل العظيم رب العرش‬
‫العظيم أن يشفيك " سبع مرات ‪..‬‬

‫)‪(۱۰۰‬‬
‫ن ّيات حضور الحول وغيره من الزيارات‬

‫نويت زيارة القبور ‪ ،‬وإتباع النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وتكثير سواد أهل الحق ‪،‬‬
‫وإتباع السلف الصالح ‪ ،‬واالجتماع على الخير ‪ ،‬ومشاركة الحاضرين الدعاء ‪،‬‬
‫والتعرف على اإلخوان ‪ ،‬وأن ينال نفحة من اهلل عزوجل‪.‬‬

‫)‪(۱۰۱‬‬
‫ن ّيات دخول العيادة‬

‫نويت طلب الشفاء والعافية من اهلل ‪ ،‬والتطبب وأن اهلل خلق لكل داء دواء ‪،‬‬
‫والتعرض لفضل اهلل وجوده وبدائع قدرته ‪ ،‬ومواساة المرضى والمصابين وإدخال‬
‫السرور عليهم والتعاون على الرب والتقوى والنصيحة وطلب الدعاء ‪ ،‬والخضوع‬
‫لقدر اهلل والرضا بقضائه ‪ ،‬والتذكر والتذكير لعظيم فضل اهلل وقدرته وذكر اهلل‬
‫والتعرض له ودخول األماكن التي تذكر بقدرة اهلل ‪ ،‬والمساعدة والمؤاساة الحسية‬
‫والمعنوية ‪ ،‬وعلى مانواه عباد اهلل الصالحين ‪ ،‬وإفادهتم واالستفادة منهم ونشر العلم‬
‫‪ ،‬والدعوة إلى اهلل ‪ ،‬والتخلق مع الخلق وإرشاد الناس ونصحهم والصرب على أذاهم‬
‫‪ ،‬وهبة عرضي للناس وهم مني يف حل ‪ ،‬وتعلم العلم والعمل به واتباع الحبيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يف يومي كله ‪ ،‬وإطراق الرأس خشية من الناس وجمع الهم ‪،‬‬
‫ودوام الصمت وسكون الجوارح والمبادرة لألوامر وقلة االعرتاض على القدر‬
‫ودوام الفكر والتوكل على فضل اهلل تعالى ‪..‬‬

‫قال اإلمام الحداد ‪:‬‬


‫فعليك رحمك اهلل بحسن النية وبإخالصها هلل ‪.‬‬
‫كما قال يف كتابه ( الحكم ) ‪ (( -:‬من أصلح نيته بلغ أمنيته )) ‪ ،‬وقال أيضًا يف هذا‬
‫المعنى ‪ (( -:‬إذا صلحت المقاصد لم يخب القاصد )) ‪ ،‬والعوام عندنا يقولون (‬
‫النية مطية ) والمطية جمعها مطايا وهي الجمال التي تشد للرحال ‪.‬‬
‫)‪(۱۰۲‬‬
‫نيات السفر‬

‫نويت امتثال أمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم بسفره ‪ ،‬وطلب الرزق الظاهر‬
‫والباطن وطلب الحالل واستحضار رضا اهلل يف جميع ذلك ‪ ،‬وزيارة الصالحين من‬
‫أهل تلك الجهات وإلتماس بكرهتم ‪ ،‬ونفع العباد بما عرفه من العلم وتعليم‬
‫الجاهلين وإرشاد الضالين واستجالب الصحة المذكورة يف الحديث ‪ ،‬والشفا من‬
‫األمراض الظاهرة والباطنة ‪..‬‬
‫من كالم الحبيب علي بن محمد الحبشي من كتاب وقفات تأملية على جانب‬
‫الوصايا واإلجازات الحبشية‬

‫ودعاء السفر ‪ :‬اهلل أكرب ‪ ،‬اهلل أكرب ‪ ،‬اهلل أكرب‪ (( ،‬سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنّا‬
‫له مقرنين ‪ ،‬وإنّا إلى ربنا لمنقلبون )) ‪ ،‬اللهم إنّا نسألك يف سفرنا هذا الرب والتقوى ‪،‬‬
‫ومن العمل ماترضى ‪ ،‬اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ‪ ،‬اللهم أنت‬
‫الصاحب يف السفر والخليفة يف األهل ‪ ،‬اللهم إين أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة‬
‫المنظر ‪ ،‬وسوء المنقلب يف المال واألهل )) وإذا رجع قالهن وزاد " آيبون ‪ ،‬تائبون‬
‫‪ ،‬عابدون ‪ ،‬لربنا حامدون"‪.‬‬

‫)‪(۱۰۳‬‬
‫نيات زيارة نبي اهلل هود عليه السالم‬

‫عليك أيها القاصد إذا قصدت أن تحسن الظن وتكرب المشهد وتكثر من صالح‬
‫النيات مما يقربك إلى رب الربيات ‪.‬‬
‫فقد حرر السلف يف زيارة نبي اهلل هود عليه السالم نيات صالحة كثيرة ‪ ،‬ومقاصد‬
‫حسنة شهيرة ‪ ،‬فلتنظرها يف كتبهم ومن جد وجد وال يكون عزمك ألجل النزهة‬
‫والتفرج ‪ ،‬بل لتنال الدرجات الرفيعة والمطالب المنيعة ‪.‬‬

‫فإين بحمد اهلل أقول ‪ ،‬وبعد أستعين ‪ ،‬وعليه أتوكل ‪-:‬‬


‫ال لقوله تعالى ‪َ (( :‬فا ْم ُشوا فِي َمنَاكِبِ َها )) (الملك‪ :‬من‬ ‫قد نويت بعزمي هذا امتثا ً‬
‫ض )) (يونس‪ :‬من‬ ‫اآلية‪ ، )15‬وقوله ‪ُ (( :‬ق ِل ا ْن ُظروا ما َذا فِي السماو ِ‬
‫ات َواألْ َْر ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫اق )) ( فصلت‪ :‬من اآلية‪.. ) 53‬‬ ‫يه ْم آ َياتِنَا فِي ا ْ‬
‫آل َف ِ‬ ‫اآلية‪ )101‬وقوله ‪َ (( :‬سنُ ِر ِ‬

‫ونويت زيارة النبي المرسل هود عليه السالم ‪ ،‬واستحضار روحانية الحبيب‬
‫األعظم يف المكان الشريف ولطلب العلم والتعليم وسماع المواعظ ‪ ،‬والنظر يف‬
‫وجوه العارفين باهلل واالستمداد منهم ‪ ،‬والجلوس بين يدي العلماء ولحضور‬
‫والدي‬
‫ّ‬ ‫مجالس العلم ‪ ،‬ولنفع المسلمين واالنتفاع وطاعة من أمرين ‪ ،‬وامتثال أمر‬
‫والعبادة يف األماكن المباركة ولشهود األرض لي بالعبادة عليها ولسماع األوصاف‬

‫)‪(۱۰٤‬‬
‫المحمدية ولقراءة القرآن وللتهليل والتسبيح واالستغفار والصالة على النبي محمد‬
‫ّ‬
‫وهود يف تلك الناحية وللصالة الجماعة خلف العلماء الكرام ولزيارة العلماء‬
‫واألولياء ليظهر تعليمهم بإحياء مشاهدهم ولتعود بركتهم ‪ ،‬وللصدقة يف الموضع‬
‫الشريف وللسالم على األنبياء والمالئكة والصالحين ولحضور الجمع الذي قال‬
‫فيه عليه السالم ‪ (( :‬ال تجتمع أمتي على ضالل )) ‪ ،‬ولألذان واإلقامة ولخدمة‬
‫الزوار ولقيادة األعمى ولذكر اهلل سر ًا وعالنية وتقديم الصالتين وتأخيرهما ‪ ،‬وإزالة‬
‫األذى من الطريق وتعظيم شعائر الزيارة ولالجتماع بأصحاب ومحبين يف اهلل من‬
‫بالد شتى ال يجمعهم إال ذكر اهلل ‪ ،‬ولعيادة المرضى ولتشيع الجنائز ولزيارة‬
‫اإلخوان يف اهلل ولصلة من يف صلتهم بر اآلباء وللتفكر يف أرض اهلل ومصنوعاته‬
‫وللدخول يف األماكن التي حل هبا األبرار وجلس فيها األخيار ولقاء إخواين‬
‫المسلمين وتكثير سوادهم وإعانة الضعفاء والمساكين وللعمل بمن يقول ‪" :‬‬
‫السكوت تسبيح ‪ ،‬والضحك عبادة ‪ ،‬والعيش رياضة يف زيارة نبي اهلل هود عليه‬
‫تصحوا " ‪ ،‬وللعمل بقوله ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫السالم ‪ ،‬وامتثا ً‬
‫ال لقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬سافروا‬
‫" مزاح الرجل يف السفر مع أخيه عبادة " أو كما قال ‪.‬‬
‫نويت هذا كله هلل تعالى ونويت ما نواه السلف الصالحين ‪ ،‬اللهم أدخل نياتنا يف‬
‫نياهتم وأعمالنا يف أعمالهم يا أرحم الراحمين ‪..‬‬

‫)‪(۱۰٥‬‬
‫وهذا آخر ما يسر اهلل جمعه للعبد الفقير إلى اهلل ‪ :‬محمد (سعد) بن علوي‬
‫العيدروس من النيات المأثورة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم وكذا عن‬
‫السلف الصالحين ومن بعدهم من الخلف ‪ .‬نسأل اهلل أن ينفع هبا وأن يجعلها‬
‫خالصة لوجهه الكريم إنه سميع الدعاء ‪.‬‬

‫)‪(۱۰٦‬‬
‫إضافة ‪ :‬نية استخدام اإلنترنت ‪..‬‬

‫ومع نية التعلم والتعليم ‪ ،‬نويت ما نواه سيدي الحبيب عبدالقادر السقاف وما‬
‫نواه سيدي الحبيب عمر بن حفيظ وما نواه سيدي الحبيب علي الجفري ومانواه‬
‫ساداتنا من السلف الصالح ‪ ،‬وزيارة إخواين يف اهلل يف كل مكان والسؤال عنهم وعلى‬
‫أحوالهم وعيادة المريض منهم وتعزية أهل من مات منهم ‪ ،‬والتعرف على أهل اهلل‬
‫علي يف سلوكي‬
‫وكل ما يوصلني إلى اهلل من معلومات وفوائد دنيوية وأخروية ترد ّ‬
‫إلى اهلل واإلنتفاع باإلنرتنت فيما يرضي اهلل ورسوله و أن ُنذكر عند حضرة الرب‬
‫جل وعال ‪..‬‬
‫وعلى تقدير واحرتام العلماء وآل البيت المشاركين يف اإلنرتنت وانزالهم منزلتهم‬
‫الالئقة هبم ومحبتهم ‪ ،‬وترويح القلوب فإن القلوب تكل وتمل وتبين الحق ونصرته‬
‫ما أمكن ‪ ،‬والتعاون على الرب والتقوى ‪ ،‬ودرء الباطل والتحذير منه ‪ ،‬وتكثير سواد‬
‫أهل الحق ‪ ،‬والدعاء لحضور مجالس أهل الخير والجلوس يف مجلس علم وذكر‬
‫تحفه المالئكة ‪..‬‬
‫وعلى نية إحياء الليل وقيامه ‪ ،‬والوصول إلى ما يعينني على حسن المتابعة لشيخي‬
‫‪ ،‬والبحث عن حقيقة هذا الدين والتعلم والتبصر ‪ ،‬وأن يرقق اهلل قلوبنا وبنية االلتقاء‬
‫بأهل الصدق والوفاء على المحبة والصفاء بربكة سيدنا المصطفى صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪..‬‬

‫)‪(۱۰۷‬‬
‫وعلى نية اإلكثار من اإلخوان يف اهلل من البشر والمالئكة وهبم نرتقي درجة عند‬
‫اهلل ‪ ،‬ونتقابل إن شاء اهلل تحت ظل العرش يوم ال ظل إال ظله ‪ ،‬واالبتسامة يف وجه‬
‫أخي وتفريج الكروب وإدخال الفرح والسرور إلخواين المسلمين ‪ ،‬وتسخير ما‬
‫وصلنا إليه من تكنولوجيا يف رضا اهلل ورضا الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬
‫واستخدام أصابعي يف الكتابة على تكفير سيئات يدي وأصابعي وأن يغفر اهلل لنا‬
‫بكل حرف نكتبه سيئة ويكتب لنا بدالها حسنة ‪ ،‬وعلى نية الدعوة لذكر اهلل والصالة‬
‫على المصطفى صلى اهلل عليه وآله وصحبه وسلم ‪ ،‬والخروج يف سبيل اهلل بمراد‬
‫الدعوة إلى اهلل والعمل بآداب الخارجين يف سبيل اهلل وتبليغ أحاديث المصطفى‬
‫والتربك بكتابة األحاديث النبوية ‪..‬‬
‫وأن اهلل يرفعني إلى منازل الصالحين ويعلي من قدري هبم ويقربني إلى اهلل‬
‫ورسوله وينزل من قلبي حب الدنيا ‪ ،‬ويحبب لي العمل للدار االخرة ويصب يف‬
‫قلبي حب الحبيب لننال منها شفاعة على الحوض وعلى الصراط ‪..‬‬
‫وعلى نية أن اهلل ينور األبصار والبصائر ويصلح الشأن باطنًا وظاهر ويهيئنا للرتقي‬
‫ويرفعنا إلى مراتب السعود ويجعلنا يف المكان األسمى ويذيقنا حالوة أسماءه‬
‫الحسنى ‪..‬‬
‫وعلى نية أن اهلل يكفيني والمسلمين شر أذى المؤذين ويجنبني وإياهم كل ما يضر‬
‫العقل والدين ويدفع عنّا يف كل وقت وحين عيون الحاسدين ‪ ،‬والدفاع عن الشريعة‬
‫وترقية مقام اإلحسان ومراقبة اهلل يف نفسي ‪..‬‬

‫)‪(۱۰۸‬‬
‫وأن اهلل يعمر قلوب األمة ويصلح شباب وشابات المسلمين ويوفق جميع إخواننا‬
‫على السير على هنج المصطفى ويكشف اهلل به الغمة ويفرج على األمة ويرفع لنا‬
‫راية الدين ‪ ،‬ومعرفة أحوال المسلمين يف أقطار األرض قال صلى اهلل عليه آله وسلم‬
‫‪ (( :‬من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )) ‪ ،‬وأن يرضى عنا سيدنا محمد صلى‬
‫اهلل عليه وسلم و إدخال الفرح والسرور لقلبه الشريف مما تصعد من أعمالنا فننال‬
‫الرضا ‪..‬‬
‫وأن يتوب اهلل علينا مما يعلم إنه عالم الغيوب و ستار العيوب وأن يجمعنا يف‬
‫القريب العاجل مع حبيبه و مختاره وهو راض عنا مبتسم لنا مقبل علينا يبشرنا‬
‫برضى اهلل عز و جل ‪ ،‬وإهداء ما تقبل منا ربنا من صالح األعمال إلى سيدنا محمد‬
‫وآله وصحبه والتابعين واألئمة الهداة المهتدين وأن يجعل اهلل أعمالنا خالصة‬
‫لوجهه الكريم ‪ ،‬وأن يختم بالصالحات أعمالنا و ال يقبضنا إال وهو راض عنا ‪..‬‬
‫اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك فوثق‬
‫اللهم رابطتها وأدم ودها وأهدها سبلها وامألها بنورك الذي ال يخبو واشرح‬
‫صدورها بفيض اإليمان بك وجميل التوكل عليك وأحيها بمعرفتك وأمتها على‬
‫الشهادة يف سبيلك ‪ ،‬اللهم هذه نوايانا فتقبلها منا بفضلك و جودك وكرمك يا أرحم‬
‫الراحمين واجعلها صادقة لك وحدك ال نبتغي هبا إال رضاك واجعل ثواهبا دائم ما‬
‫أحييتنا وعد بربكاهتا علينا وعلى من أحاطت هبم شفقة قلوبنا وعلى المسلمين‬
‫أجمعين ‪..‬‬

‫)‪(۱۰۹‬‬
‫اللهم يسر لنا خدمة الدعوة المحمدية وتقبلنا خدام لسيدنا النبي وييسر لنا‬
‫السيرعلى قدمه وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا و موالنا محمد و على آله‬
‫عدد نعم اهلل و أفضاله وعلى كل نية بسر أسرار الفاتحة وإلى حضرة النبي ‪ ..‬ثم‬
‫أدخل على بركة اهلل ‪..‬‬

‫)‪(۱۱۰‬‬

You might also like