Professional Documents
Culture Documents
وقد تضمن اجلوابان ذكر اختالف العلماء يف نكاح احلامل من الزىن ،وذكرنا ما نرجحه من
أن محل الزىن ال ينسب إىل هذا الزاين ولو تزوج من الزانية.
أن اجلمهور على أن ولد الزنا ال ينسب إىل الزاين حبال ،وخالف يف ذلك عروة وإسحاق بن
راهويه وسليمان بن يسار وأبو حنيفة فأجازوا إحلاق الولد بالزاين يف حال زواجه بالزانيةF.
قال أبو حنيفة رمحه اهلل :ال أرى بأساً إذا زىن الرجل باملرأة فحملت منه أن يتزوجها ويسرت
عليها ،والولد ولد له.
وإمنا رجحنا مذهب اجلمهور واكتفينا بذكره يف بعض الفتاوى ،ملا رواه أمحد وأبو داود وابن
ماجه والدارمي أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قضى أنه ال يلحق الولد "إذا كان أبوه الذي
يُ ْدعى له أنكره ،وإن كان من أمة مل ميلكها أو من حرة عاهر هبا فإنه ال يلحق به وال يرث؛
وإن كان الذي يدعى له هو ادعاه ،فهو ولد زنية من حرة كان أو أمة ".واحلديث حسنه
األلباين ،وهو صريح يف أن ولد احلرة املزين هبا ال ينسب Fإىل الزاين وال يرثه وإن ادعاه الزاين.
وال شك أن إثبات أبوة الزاين هلذا احلمل يرتتب Fعليه أحكام عظيمة كإرثه منه ،وكون الولد
حمرماً ألم الزاين وأخته وبناته من غري املزين هبا.
وأما حديث أيب داود :ال توطأ حامل حىت تضع .فقد صححه األلباين يف صحيح أيب داود.
وحنن ال نلتزم ذكر من نص على صحة احلديث اكتفاء بوقوفنا على صحته.
واحلاصل أن الولد من الزىن ال ينسب إىل الزاين يف مجيع األحوال ،سواء ولد قبل زواج الزاين
بأمه ،أو كان محالً حني حصل هذا الزواج.