Professional Documents
Culture Documents
إن المهمة الرئيسة لإلدارة هي أن تعمل على تحقيق األهداف التي قامت من اجلها المؤسسة ,حيث ال
يتم الوصول إلى هذه الغاية إال من خالل توفير* مجموعة الموارد الالزمة و العمل على تنسيقها و توجيهها
بما يجعلها قادرة على تحقيق النتائج التي تبتغيها اإلدارة.
تأتي الموارد البشرية في المقدمة حيث تلعب الدور األساسي في تحريك باقي الموارد األخرى المادية منها
و المالية وتفعيلها إيجابا أو سلبا.
فالبتالي* فكفاءة أداء المؤسسات* يتوقف على كفاءة فاعلية العنصر البشري* بها ,ب**ل ذهب البعض إلى الق**ول
أن مهمتها الرئيسة هي تكوين و تنمية اإلفراد* العاملين في مختلف ميادين النشاط بها.
فعلى أساس قدرة اإلدارة على اختيار أعض**اء الفري**ق و تنمي**ة ق**دراتهم و عالق**ات التع**اون بينهم و تنمي**ة
مش**اعر ال**والء تح**دد م**دى النج**اح ال**ذي تحقق**ه ,و ب**ذلك أص**بح الم**ورد البش**ري رأس**مال حي**وي داخ**ل
المؤسسة يعمل على تحريك باقي الموارد* األخرى.
فقد أصبح هناك ما يعرف بإدارة الموارد البشرية التي تعنى بدراسة السياس**ات المتعلق**ة باختي**ار* و تعين و
تنمية قدرات األفراد* بمختلف مستوياتهم* و تنظيم القوى العاملة داخل المؤسسة و خل**ق روح تعاوني**ة بينه**ا
للوصول* بالمؤسسة إلى تحقيق أهدافها.
و أصبحت بذلك أهمية العنصر البشري حقيقة تفرض نفسها بكل قوة و تأكيد ,بحيث أصبح العامل البشري
بمثاب**ة ق**وة محرك**ة تعم**ل عل**ة تحري**ك ميك**انيزم اإلدارة ,من ثم**ة أص**بحت عملي**ة تس**ير الحي**اة المهني**ة
للموظفين متعلقة بجانب القدرات والمؤهالت الخاصة بكل موظف* و بالتالي افتراض وجود تقييم للمعارف
المهنية وحتى* الجوانب الخاصة بشخصيته و صفاته االجتماعية.
حيث تترتب على هذه العملية قرارات* كثيرة منها أهلية العاملين للبق**اء في العم**ل و اس**تحقاقهم* للترقي**ة ,و
تنزيل درجاتهم* أو رواتبهم* أو حتى االستغناء عنهم.
وعلى هذا األساس فان دراسة نظام التقييم الحالي للموظفين داخل الوظيف*ة العمومي*ة أم*ر الب*د من*ه وذل*ك
للوقوف على أهميته فيما يخص تثمين مكانة الموظف* و إبراز إمكانيات**ه المهني**ة داخ**ل الوظيف**ة العمومي**ة
هذا من جهة,ومن جهة أخرى محاولة اكتشاف الجوانب السلبية له**ذا النظ**ام الح**الي في ظ**ل التط**ورات و
األشواط* المتقدمة التي تسجلها اإلدارة الجزائرية مسايرة في ذل**ك معطي**ات العص*ر* وك**ذا التط**ور* الس**ريع
ألس**اليب التس**يير الحديث**ة داخ**ل اإلدارة ,بحيث تج**د اإلدارة نفس**ها مج**برة على الرف**ع من مس**توى أداء
مستخدميها باعتبار المقتضيات الجديدة و التحديات الكبرى ال**تي يفرض**ها المجتم**ع وه**ذا من خالل إع**ادة
ترتيب أولوياتها* و تحسين استراتيجياتها* وفقا لما تحدده من أهداف للتحقيق مستقبال.
كما ان أهمية تقييم األداء تزداد أكثر فأكثر* في المؤسسات* العمومية ذات البنية المغلق*ة,وه*و ح*ال الوظيف*ة
العمومية الجزائرية ,أين يكون الموظف في عالقة دائمة مع اإلدارة التي تستخدمه و ذلك من خالل تس**يير
حياته المهنية.
إن عملية تقييم األداء لدى عديد المستخدمين فى المؤسسة التربوية من حيث ماهيته**ا,محتواه**ا,معاييره*ا* و
أسسها كما ان ه*ذا الموض*وع يس*مح ب*الحكم وعلى م*دى فعالي*ة اإلدارة من خالل الحكم على م*دى اتف*اق
األداء الفعلي مع األداء المستهدف من حيث الحجم ,الكمية,السرعة,الجودة هذا من جه**ة ومن جه**ة أخ**رى
محاولة معرفة واقع عملية تقييم مس**تخدمي قط**اع التربي**ة باعتب**اره يحت**وى تش**كيلة متش**عبة من الم**وارد
البشرية .
وما طبيعة المكانة التي توليها المؤسسات التربوية لمواردها* البشرية,كون إن تق**ييم األداء ي**دفع ب**الموظفين
إلى مسايرة مستويات* التطور* وكذا تدفع المستخدمين إلى السعي بصفة مستمرة لتجديد كف**اءاتهم و تحس**ين
أدائهم وبذل اكبر المجهودات طيلة حياتهم المهنية.
إن االرتباط الوثيق بين عملية التقييم و مختلف جوانب تسيير الحي**اة المهني**ة أك**د أهمي**ة التق**ييم في إرس**اء
سياسة تكوينية فعالة,وإعداد نظام تحفيزي ناجع خاصة في مجال الترقية و التقدم في الدرجات.