You are on page 1of 62

‫شرح كتاب الصيام‬

‫من‬
‫) دليل الطالب (‬
‫إعداد‬
‫أنيس بن ناصر المصعبي‬

‫‪1‬‬
‫‪-1-‬‬
‫قوله ‪ ) :‬كتاب الصيام(‬
‫الصيام في اللغة ‪ :‬المإساك ‪ ،‬وُيقُال للساكت صائم ‪ ،‬ومإنه‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫و َ‬ ‫م ال ْي َ ْ‬ ‫ن أك َلِ ّ َ‬ ‫فلِ َ ْ‬ ‫وما ً َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ِللِّر ْ‬ ‫قوله تعالى )إّني ن َذَْر ُ‬
‫سي ّا ً ]مريم ‪ (26 :‬أي إمإساكا ً عن الكلم ‪ ،‬وفي‬ ‫ِإن ِ‬
‫الصطلحا‪ :‬التعبد لله بالمإساك عن أشياء مإخصوصة في‬
‫زمإن مإخصوص ‪ .‬وفضائل الصيام كثيرة ‪ ،‬فمنها ‪ :‬مإا أخرجه‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سعْد ٍ َر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سهْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مإسلم ع َ ْ‬
‫ن‬
‫ه الّرّيا ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ة َباًبا ي ُ َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ة َل ي َدْ ُ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫خ ُ‬
‫حد ٌ‬ ‫مأ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫صائ ِ ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ي َدْ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫خ َ‬ ‫ذا دَ َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫خُلِو َ‬ ‫في َدْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫صائ ِ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل أي ْ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫غي ُْر ُ‬ ‫َ‬
‫ل من ْ َ‬ ‫م أُ ْ‬
‫حد ٌ (‬ ‫هأ َ‬ ‫خ ْ ِ ُ‬ ‫م ي َدْ ُ‬ ‫فلِ َ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫غلِ ِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫خُر ُ‬ ‫آ ِ‬
‫ل‬‫قُو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ومإنها مإا رواه الشيخان ‪ :‬عن أبي هَُري َْرة َ َر ِ‬
‫ل‬‫م ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه كُ ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫َقا َ‬
‫فإن ّه ِلي َ َ‬
‫م‬‫صَيا ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫زيِ ب ِ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫وأَنا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ ِ ُ‬ ‫صَيا َ‬ ‫ه إ ِّل ال ّ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ِ‬ ‫اب ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫خ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫وَل ي َ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ف ْ‬ ‫فَل ي َْر ُ‬ ‫م َ‬ ‫دك ُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫وم ِ أ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ ٌ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذيِ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫ؤ َ‬ ‫مُر ٌ‬ ‫ل إ ِّني ا ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫فلِ ْي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قات َلِ َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫حد ٌ أ ْ‬ ‫هأ َ‬ ‫ساب ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عن ْدَ اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ب ِ‬ ‫صائ ِم ِ أطْي َ ُ‬ ‫فم ِ ال ّ‬ ‫ف َ‬ ‫خُلِو ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫د ِ‬ ‫د ب ِي َ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫فطََر‬ ‫ذا أ َ ْ‬ ‫ما إ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حَتا ِ‬ ‫فْر َ‬ ‫صائ ِم ِ َ‬ ‫ك ِللِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ال ْ ِ‬ ‫ري ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ه(‬ ‫م ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ي َرب ّ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ر َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬

‫قوله ) يجب صوم رمضان( بالكتاب والسنة والجماع ‪،‬‬


‫َ‬
‫م‬‫علِ َي ْك ُ ُ‬
‫ب َ‬ ‫مُنوا ْ ك ُت ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أمإا الكتاب فقُال تعالى ‪َ) :‬يا أي ّ َ‬
‫ن‬‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬ ‫علِ ّك ُ ْ‬
‫م لَ َ‬ ‫قب ْلِ ِك ُ ْ‬ ‫من َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫عَلِىَ ال ّ ِ‬‫ب َ‬‫ما ك ُت ِ َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫صَيا ُ‬‫ال ّ‬
‫ما‬
‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر َر ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬‫]البقُرة ‪ ([183 :‬وأمإا السنة ‪ :‬ع َ ْ‬
‫م‬‫سَل ُ‬ ‫ي اْل ِ ْ‬ ‫م ب ُ َن ِ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫َقا َ‬
‫شهاد َ‬
‫دا‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫وأ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل اللِ ّ ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫س َ َ َ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫خ ْ‬ ‫عَلِىَ َ‬ ‫َ‬
‫وم ِ‬ ‫ص ْ‬‫و َ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ء الّز َ‬ ‫وِإيَتا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫صَل ِ‬ ‫قام ِ ال ّ‬ ‫وإ ِ َ‬‫ه َ‬‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ن( متفق علِيه ‪ ،‬وأمإا الجماع فقُد حكاه ابن حزم‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫َر َ‬
‫وغير واحد مإن أهل العلم‬

‫‪2‬‬
‫قوله ) رمضان( كره بعض أهل العلم أن ُيقُال )رمإضان (‬
‫مإجردا ً دون إضافة شهر إليه ‪ ،‬وهم أصحاب مإالك ‪ ،‬والقُاضي‬
‫أبو يعلى مإن الحنابلة ‪ ،‬لن رمإضان مإن أسماء الله وذلك لما‬
‫أخرجه البيهقُي مإن حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ ) :‬ل تقولوا رمضان فإن رمضان من‬
‫أسماء اللِه تعالىَ( وهو حديث ضعفه البيهقُي والنووي‬
‫وغيرهما فالراجح جواز اطلقا رمإضان دون إضافة شهر‪،‬‬
‫لضعف الحديث الوراد في ذلك ‪ ،‬ولنأه جاء في السنة غير‬
‫صّلى‬ ‫مإضاف فعن أ َبي هُريرة َ رضي الل ّه ع َن َ‬
‫ل الل ّهِ َ‬‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ َْ َ ِ َ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ة(‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫جن ّ ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت أب ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫فت ِ َ‬‫ن ُ‬ ‫ضا ُ‬
‫م َ‬ ‫جاءَ َر َ‬‫ذا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َقا َ‬
‫ل إِ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫الل ّ ُ‬
‫متفق علِيه‬

‫م‬‫منك ُ ُ‬ ‫هدَ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫من َ‬ ‫ف َ‬ ‫قوله )برؤية هلله ( لقُول الله تعالى ) َ‬


‫ه ( ولما جاء في الصحيحين مإن حديث أبي‬ ‫م ُ‬ ‫ص ْ‬‫فلِ ْي َ ُ‬
‫هَر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫موا‬ ‫صو ُ‬ ‫م) ُ‬ ‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫سم ِ َ‬ ‫قُا ِ‬‫ل أ َُبو ال ْ َ‬‫هريرة َقا َ‬
‫ه ( ‪ ،‬وبالجماع حكاه ابن قدامإه ‪،‬‬ ‫فطُِروا ل ُِر ْ‬
‫ؤي َت ِ ِ‬ ‫وأ َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ؤي َت ِ ِ‬ ‫ل ُِر ْ‬
‫فهذا هو السبب الول لصيام رمإضان‬
‫والسبب الثاني لوجوب صيام رمإضان كمال شهر شعبان ‪،‬‬
‫وذلك لما جاء في الصحيحين مإن حديث أبي هريرة أن النبي‬
‫مُلِوا‬ ‫علِ َيك ُم َ َ‬
‫فأك ْ ِ‬ ‫ي َ ْ ْ‬ ‫غب ّ َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال ‪) :‬فإن ُ‬
‫ن(‬‫ن ث ََلِثي َ‬ ‫عَبا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫عدّةَ َ‬ ‫ِ‬
‫قوله ‪ ) :‬وعلِىَ من حال دونه ودون مطلِعه غيم ‪ ،‬أو‬
‫قتر ليلِة ثلثين( أي لو كانأت السماء غائمة ليلة الثلثاين‬
‫مإن الشعبان أو كان هناك مإانأعا مإن رؤية الهلل فيجب صيام‬
‫ذلك اليوم ‪ ،‬ولو لم ي َُر الهلل لما رواه الشيخان مإن حديث ابن‬
‫ه ع َل َي ْهِ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫عمر رضي الله عنهما َقا َ‬
‫حّتىَ‬ ‫موا َ‬ ‫صو ُ‬ ‫فَل ت َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ع ْ‬ ‫و ِ‬‫ع َ‬ ‫س ٌ‬ ‫هُر ت ِ ْ‬‫ش ْ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫م إ)ِن ّ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫دُروا‬ ‫ق ِ‬ ‫فا ْ‬‫م َ‬ ‫علِ َي ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫غ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫وهُ َ‬ ‫حّتىَ ت ََر ْ‬ ‫فطُِروا َ‬ ‫وَل ت ُ ْ‬ ‫وهُ َ‬ ‫ت ََر ْ‬
‫ه( فمعنى )اقدروا له ( أي ضيقُوا الشهر بأن يجعل شعبان‬ ‫لَ ُ‬
‫ن َأن ّلن‬ ‫تسعا وعشرين يومإا ‪ ،‬وقد جاء في القُرآن )فَظَ ّ‬
‫ه( أي أن لن نأضيق عليه ‪ ،‬وهو تفسير رواي‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫دَر َ‬ ‫ق ِ‬ ‫نّ ْ‬
‫‪3‬‬
‫الحديث ابن عمر– كما في البخاري‪ -‬أنه كان إذا مضىَ من‬
‫الشهر تسعة‬
‫وعشرون يوما يبعث من ينظر له الهلل ‪ ،‬فإن رأى‬
‫فذاك ‪ ،‬وإن لم يَر ولم يحل دون منظره سحاب ول‬
‫قتر أصبح مفطرا ‪ ،‬وإن حال دون منظره سحاب أو‬
‫قتر أصبح صائما ( ‪ ،‬ولن الصل أن الشهر تسعة وعشرون‬
‫يومإا ‪ ،‬والثلثاين مإشكوك فيه فوجب البقُاء على الصل ‪ ،‬ولنأه‬
‫جاء عن تسعة مإن الصحابة رضي الله عنهم صوم هذا اليوم‪،‬‬
‫ثالثاة مإنهم هم الذين رووا أحاديث النهي عن صيام يوم الشك ‪،‬‬
‫وهم ‪ :‬أبوهريرة وابن عمر وعائشة رضي الله عنهم جميعا‪.‬‬
‫والجمهور على إكمال العدة ثالثاين يومإا ‪ ،‬لما جاء في‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫سم ِ َ‬ ‫قُا ِ‬‫ل أ َُبو ال ْ َ‬‫الصحيحين مإن حديث أبي هريرة َقا َ‬
‫ي‬‫غب ّ َ‬ ‫ه فإن ُ‬ ‫ؤي َت ِ ِ‬‫فطُِروا ل ُِر ْ‬ ‫وأ َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ؤي َت ِ ِ‬ ‫موا ل ُِر ْ‬ ‫صو ُ‬ ‫م) ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫علِ َيك ُم َ َ‬
‫ن ( و أعل بعض أهل‬ ‫ن ث ََلِثي َ‬ ‫عَبا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫عدّةَ َ‬ ‫مُلِوا ِ‬ ‫فأك ْ ِ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫العلم قوله ) عدة شعبان( وحملها على )رمضان( ولما‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬‫ة قالت َ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫أخرجه أحمد مإن حديث َ‬
‫ما َل‬ ‫ن َ‬ ‫عَبا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫هَل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫غ ّ‬‫ن ُ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ة َر َ‬ ‫م ب ُِر ْ‬
‫ؤي َ ِ‬ ‫صو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ر ِ‬‫غي ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فظ ِ‬‫ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫م( وصححه الدارقطني وابن‬ ‫صا َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ث ُ ّ‬ ‫و ً‬‫ن يَ ْ‬ ‫عدّ ث ََلِثي َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫َ‬
‫خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم وابن عبدالهادي في )‬
‫تنقُيحه( وابن حجر في )تلخيصه( وأعله ابن الجوزي ‪ ،‬وتعقُبه‬
‫ابن عبدالهادي‬

‫ولما أخرجه أهل السنن والبخاري مإعلقُا عن عمار بن ياسر ‪ٌ) :‬‬
‫صىَ أ ََبا‬ ‫ع َ‬‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫ه الّنا ُ‬ ‫في ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ذيِ ي َ ُ‬ ‫م ال ّ ِ‬‫و َ‬‫م ال ْي َ ْ‬‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫دي ُ‬
‫ح ِ‬ ‫ل الترمإذي َ‬ ‫سّلِمَ (َقا َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫سم ِ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ع ََلى هَ َ‬
‫ل‬‫عن ْد َ أك ْث َرِ أهْ ِ‬‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َوال ْعَ َ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬‫مارٍ َ‬ ‫عَ ّ‬
‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬‫نأ ْ‬ ‫ال ْعِل ْم ِ ِ‬
‫مإ ْ‬
‫ولن الصل بقُاء مإا كان على مإا كان ‪ ،‬فالصل بقُاء شعبان ل‬
‫دخول رمإضان‬

‫‪4‬‬
‫والمذهب الثالث ‪ :‬وهو الراجح استحباب صيامإه لنأه عبادة‬
‫والعبادة إمإا واجبة أو مإستحبة وهو رواية عن أحمد حكاها ابن‬
‫عبدالهادي في) رسالة له ( واختار ابن تيمية الجواز وحكى‬
‫البعلي عنه أنأه مإذهب طوائف مإن السلف والخلف ‪ ،‬وتبعه‬
‫تلميذه ابن القُيم في) الزاد (‪ ،‬و المذهب الثالث هو الرجح‬
‫لن به تجتمع الثاار و الحاديث ‪ .‬ويحمل النهي عن صيام يوم‬
‫الشك إذا كان الجو صحوا ‪،‬وكذا مإا أخرجه الشيخان مإن‬
‫حديث أبي هريرة قال رسول اللِه صلِىَ اللِه علِيه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وسلِم )َل ي َت َ َ‬
‫و‬
‫وم ٍ أ ْ‬ ‫وم ِ ي َ ْ‬‫ص ْ‬
‫ن بِ َ‬
‫ضا َ‬‫م َ‬ ‫م َر َ‬‫حدُك ُ ْ‬‫نأ َ‬ ‫م ّ‬
‫قد ّ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫فلِ ْي َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫و َ‬‫ص ْ‬‫م َ‬‫صو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ن َر ُ‬‫كو َ‬‫ن يَ ُ‬‫ن إ ِّل أ ْ‬ ‫مي ْ ِ‬‫و َ‬
‫يَ ْ‬
‫م(‬ ‫ك ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫ذَل ِ َ‬
‫قوله ) احتياطا بنية رمضان( لغلبة الظن إنأه مإن رمإضان‬
‫كما تقُدم ‪ ،‬وسبق بيان الراجح‬

‫قوله ) ويجزئه إن ظهر منه( أي إن ثابت فيما بعد أن هذا‬


‫اليوم الغائم كان رمإضان فهل يحزىء صيامإه أم ل؟ا قولن‬
‫لهل العلم ‪ :‬الول ل يجزئه ‪ ،‬والثانأي يجزئه ‪ ،‬والخلف فيها‬
‫مإبني على جواز النية المطلقُة والمعلقُة أو أنأه لبد مإن تعيين‬
‫رمإضان ‪ ،‬والظأهر إنأه يجوز أن ينوي نأية مإعلقُة أو مإطلقُة إن‬
‫لم يكن يعلم أن غدا رمإضان ‪ ،‬فينوي إن كان مإن رمإضان فهو‬
‫عن فرضه ‪ ،‬وإن لم يكن مإن رمإضان فهو نأفل ‪ ،‬وهو اختيار ابن‬
‫تيمية رحمه الله ومإذهب أبي حنيفة جواز الصيام بينة مإعلقُة أو‬
‫مإطلقُة مإطلقُا ‪ ،‬ومإا ذكره ابن تيمية مإتجه في أنأه جائز في‬
‫حالة عدم علمه إن غدا رمإضان ‪ ،‬أمإا إن علم فلبد مإن التعيين‬
‫) مإجموع فتاوى ابن تيمية ‪(25/100‬‬

‫قوله ) وُتصلِىَ التروايح ( احتياطا لنأه صلى الله عليه‬


‫فَر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ساًبا ُ‬
‫غ ِ‬ ‫حت ِ َ‬
‫وا ْ‬
‫ماًنا َ‬
‫ن ِإي َ‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫م َر َ‬ ‫ن َ‬
‫قا َ‬ ‫م ْ‬ ‫وسلم قال ‪َ ) :‬‬
‫ه ( مإتفق عليه مإن حديث أبي هريرة ‪ ،‬ول‬ ‫ن ذَن ْب ِ ِ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ما ت َ َ‬
‫قدّ َ‬ ‫َ‬
‫يتحقُق قيامإه كله إل بذلك ‪ ،‬وذهب بعض الحنابلة إلى إنأها‬

‫‪5‬‬
‫ل تصلى اقتصارا على النص ‪ ،‬و المشهور مإن المذهب أقرب‬
‫والله أعلم‬

‫قوله ) ول تثبت بقية الحكام ‪ ،‬كوقوع الطلقا‬


‫والعتق ‪ ،‬وحلِول الجل( أي إن الحكام المعلقُة على‬
‫دخول شهر رمإضان ‪ ،‬كقُول رجل لزوجته إن جاء رمإضان‬
‫فأنأت طالق ‪ ،‬أو أجل يحل استفيائه بدخول رمإضان ‪ ،‬فإن هذه‬
‫الحكام ل تثبت بصيام اليوم الغائم ‪ ،‬لنأه لبد فيها مإن اليقُين ‪،‬‬
‫ول يوجد يقُين هنا إنأما احتياط‪.‬‬

‫قوله ‪) :‬وتثبت رؤية هلله بخبر مسلِم مكلِف عدل (‬


‫فل تصح شهادة الكافر ول الفاسق ول المميز ‪ ،‬لحتمال‬
‫الكذب مإن الكافر والفاسق واللعب بدين المسلمين ‪،‬‬
‫ولحتمال الغلط والخطأ مإن المميز‪.‬‬

‫ومإذهب الحنابلة أن رمإضان يثبت بشهادة واحد ‪ ،‬وهو أحد‬


‫قولي الشافعي وهو المذهب عندهم كما قاله النووي وابن‬
‫المبارك وهو الراجح وقيده أبو حنفية بإذا لم تكن في‬
‫السماء علة ُقبلت شهادة الواحد ‪ ،‬وإل فل ‪ ،‬وهو قول ابن عمر‬
‫‪،‬و ُيذكر عن عمر ول يصح‪.‬‬
‫والقول الخر ‪ :‬إنأه ل ٌيقُبل إل شاهدان عدلن كسائر‬
‫الشهور وهو قول مإالك والثوري والوزاعي والليث وإسحاقا ‪،‬‬
‫وُيذكر عن عن عثمان وعلي ول يصح عنهما ‪ ،‬وحجة هذا القُول‬
‫ن‬
‫ِ‬ ‫ن َزي ْد ِ ب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن بْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ح َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬ ‫مإا أخرجه أحمد والنسائي ع َ ْ‬
‫ل أ ََل‬ ‫ك ِفيهِ فَ َ‬
‫قُا َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ذي ي ُ َ‬ ‫س ِفي ال ْي َوْم ِ ال ّ ِ‬ ‫ب الّنا َ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ب أنأ ّ ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫جال َ ْ‬ ‫إ ِّنأي َ‬
‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬‫حد ُّثاوِنأي أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫م وَإ ِنأ ّهُ ْ‬ ‫ساَءل ْت ُهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫فإ ِ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫كوا ل َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫وان ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ؤي َت ِ ِ‬ ‫فطُِروا ل ُِر ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ه َ‬‫ؤي َت ِ ِ‬ ‫موا ل ُِر ْ‬ ‫صو ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فأ َ‬
‫ن‬‫دا ِ‬ ‫ه َ‬‫شا ِ‬ ‫هدَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ثي‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫لِوا‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫م َ‬ ‫علِ َي ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫غ ّ‬ ‫ُ‬
‫فطُِروا( فعلق الصوم على شهادة عدلين ‪ ،‬لكن‬ ‫وأ َ ْ‬‫موا َ‬ ‫صو ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫الحديث ضعيف ل يصح في إسناده الحجاج بن أرطأة ‪ ،‬قال‬
‫‪6‬‬
‫ابن عبدالهادي في التنقُيح ) وفيه كلم (أ‪.‬هـ ‪ ،‬ول تغرنأك طريق‬
‫النسائي الخالية مإن ذكر الحجاج ‪ ،‬فإن المحفوظ ذكره كما‬
‫في )مإسند أحمد(‬
‫ن‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫والراجح هو القُول الول لما أخرجه أبو داود وغيره ع َ ْ‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫خب َْر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫هَل َ‬
‫ِ‬
‫س ال ْ‬‫ءى الّنا ُ‬ ‫ل ت ََرا َ‬ ‫مَر َقا َ‬ ‫عُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫مَر الّنا َ‬ ‫وأ َ‬ ‫ه َ‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬‫ف َ‬ ‫ه َ‬‫م أّني َرأي ْت ُ ُ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ه( وصححه ابن خزيمةو ابن حبان والحاكم والنووي‬ ‫م ِ‬‫صَيا ِ‬
‫بِ ِ‬
‫واللبانأي وحسنه المنذري ‪ ،‬وقال الدارقطني )تفرد به مإروان‬
‫بن مإحمد عن ابن وهب وهو ثاقُة( وتابع مإروان هارون بن‬
‫سعيد اليلي عند الحاكم لكنها ل تصح هذه المتابعة ‪ ،‬وعلى‬
‫القُول بضعف الحديث ‪ ،‬فإنأه قد صح ابن عمر كما أخرجه‬
‫الطبري في ) تهذيبه( عن عبدالملك بن مإيسرة قال )‬
‫ت المدينة في عيد ‪ ،‬فلِم يشهد علِىَ الهلل إل‬ ‫شهد ُ‬
‫رجل واحد فأمرهم ابن عمر أن يجيزوا شهادته (‬

‫قوله ) ولو عبدا أو أنثىَ( قوله ) ولو ( إ شارة خلف‬


‫فهناك وجه عند الحنابلة وهو قول الشافعية أنأها ل تقُبل ‪ ،‬لنأها‬
‫شهادة والشهادة ل ٌيقُبل فيها إل إمإرأتان ورجل كسائر‬
‫الحقُوقا‪.‬‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬تقُبل شهادة المرأة لنأه مإن باب الرواية ‪،‬‬
‫والمرأة تقُبل روايتها للخبر الديني ‪ ،‬والول أرجح فإن هذا‬
‫ليس مإن باب الخبار بل مإن باب الشهادات ‪ ،‬لذلك ل ٌيقُبل في‬
‫باقي الشهور إل شهادة عدلين‬

‫قوله ) وتثبت بقية الحكام تبعا( لنأها ثابتت تبعا لهلل‬


‫رمإضان ‪ ،‬فمادام أن الهلل قد ثابت ‪ ،‬فتثبت الحقُوقا المترتبة‬
‫عليه‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬وهو مإذهب الشافعية ل تثبت بقُية الحكام‬
‫كالطلقا والعتق المعلق على رمإضان إذا ثابت الهلل بشهادة‬
‫واحد ‪ ،‬لنأه لبد في ثابوت هذه الحقُوقا مإن شهادة رجلين‬
‫عدلين والول أرجح‬
‫‪7‬‬
‫قوله ) ول ُيقبل في بقية الشهور إل رجلن عدلن(‬
‫ن‬‫مإ ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫جد َل ِ ّ‬ ‫ث ال ْ َ‬ ‫حارِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫سي ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫لما أخرجه أبوداود ‪ ) :‬عن ُ‬
‫ة قَيس أ َ َ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫هدَ إ ِل َي َْنا َر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ثا ُ ّ‬ ‫خط َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫مإك ّ َ‬ ‫مإيَر َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ديل َ َ ْ ٍ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ؤي َ ِ‬ ‫ك ِللِّر ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ن َن ْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫اللِ ّ ِ‬
‫ف َ‬
‫سأل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ما َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ِ‬ ‫هادَت ِ‬ ‫ش َ‬ ‫سك َْنا ب ِ َ‬ ‫ل نَ َ‬ ‫عدْ ٍ‬ ‫دا َ‬ ‫ه َ‬ ‫شا ِ‬ ‫هدَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫و َ‬ ‫ن ََرهُ َ‬
‫ل َل أ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ال ْحسين بن ال ْحارث من أ َ‬
‫م‬‫ريِ ث ُ ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫مي‬‫ِ‬ ‫َ ِ ِ َ ْ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫ن‬
‫د بْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫خو ُ‬ ‫بأ ُ‬ ‫حاطِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ث بْ ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫حا‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫عد ُ َ‬ ‫قي َِني ب َ ْ‬ ‫لَ ِ‬
‫م ِباللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫علِ َ ُ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫فيك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ميُر إ ِ ّ‬ ‫ل اْل َ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫حاطِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫هدَ َ‬ ‫شَ ِ‬‫و َ‬ ‫مّني َ‬ ‫ه ِ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قلِ ُ‬ ‫سي ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ه إ ِلىَ َر ُ‬ ‫د ِ‬ ‫مأ ب ِي َ ِ‬ ‫و َ‬‫وأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ميُر َ‬ ‫ه اْل ِ‬ ‫مأ إ ِل َي ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ذيِ أ ْ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جن ِْبي َ‬ ‫خ إ َِلىَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫شي ْ‬ ‫لِ َ‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ِباللِ ّ ِ‬ ‫علِ َ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫صدَقاَ َ‬ ‫و َ‬ ‫مَر َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه بْ ُ‬ ‫عب ْدُ اللِ ّ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ل بذَل ِ َ َ‬
‫م(‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَرَنا َر ُ‬ ‫كأ َ‬ ‫قا َ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫وصححه الدراقطني والنووي في )المجموع ( ‪ ،‬وبالجماع قال‬
‫الترمإذي ‪ ) :‬لم يختلف أهل العلم في الفطار أنأه ل يقُبل فيه‬
‫إل شهادة رجلين ( وحكى الجماع ابن عبدالبر أيضا ‪ ،‬ونأقُل‬
‫النووي الخلف عن أبي ثاور ‪ ،‬وقال ابن العربي في) القُبس(‬
‫)إن أبا ثاور مإسبوقا بالجماع (‬

‫‪8‬‬
‫مسائل في رؤية الهلل ‪:‬‬
‫الولىَ‪ :‬حكم اتفاقا المطالع واختلفها‪:‬‬
‫قالت هيئة كبار العلماء في )أبحاثاها ( )اختلف مإطالع الهلة‬
‫مإن المإور التي علمت بالضرورة حسا وعقُل ولم يختلف فيها‬
‫أحد ‪ ،‬وإنأما وقع الختلف بين العلماء في اعتبار المطالع‬
‫من عدمه ( ‪.‬‬
‫والبلدان في ذلك تنقُسم إلى ثالثاة أقسام الول ‪ :‬أن تتباعد‬
‫البلدان كالنأدلس وخرسان فبالتفاقا ل ُيراعى فيها اتحاد‬
‫الرؤية حكى التفاقا ابن عبدالبر وأقره ابن تيمية‬
‫الثانأي‪ :‬أن تتقُارب البلدان كالبلد الواحد فهذه رؤيتهم واحدة ‪،‬‬
‫وأشار ابن عبدالبر إلى التفاقا في ذلك‬
‫الثالث ‪ :‬مإا تقُارب مإن البلدان ولم يتباعد جدا ‪ ،‬فلهل العلم‬
‫في ذلك مإذهبان‬
‫الول ‪ :‬أنأه إذا رأى أهل بلد الهلل لزم سائر البلدان الصيام‬
‫‪,‬هو قول الليث وأحمد وأبي حنيفة ومإالك‬
‫فطُِروا‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ؤي َت ِ ِ‬ ‫موا ل ُِر ْ‬ ‫صو ُ‬ ‫وحجتهم مإا جاء في الصحيحين ) ُ‬
‫ه( والحديث خطاب عام لجميع المسلمين‬ ‫ؤي َت ِ ِ‬ ‫ل ُِر ْ‬
‫والمذهب الثانأي ‪ :‬أن لكل أهل بلد رؤية وهو قول ابن عباس‬
‫وعكرمإة والقُاسم بن مإحمد وسالم بن عبدالله ‪ ،‬وإسحاقا‬
‫م‬ ‫عن ك ُريب أ َ ُ‬
‫نأ ّ‬ ‫ّ‬ ‫والحجة في ذلك مإا أخرجه مإسلم ) َ ْ َ ْ ٍ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫شام ِ َ‬ ‫ة ِبال ّ‬ ‫وي َ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه إ َِلىَ ُ‬ ‫عث َت ْ ُ‬ ‫ث بَ َ‬ ‫ر ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ل ب ِن ْ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫علِ َ ّ‬
‫ي‬ ‫ل َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ست ُ ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ها َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ضي ْ ُ‬
‫فرأ َ‬
‫ق َ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫شا َ‬ ‫ت ال ّ‬
‫ضان وأ َ‬
‫م ُ‬ ‫د ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ة ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫ل ل َي ْلِ َ َ‬ ‫هَل َ‬ ‫ِ‬
‫ت ال ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫شا‬ ‫ّ‬ ‫بال‬ ‫ِ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫م َ ُ َ‬ ‫َر َ‬
‫ن‬‫ه بْ ُ‬ ‫عب ْدُ اللِ ّ ِ‬ ‫سأ َل َِني َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ر ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫في آ ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫دين َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫د ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫َ‬
‫مَتىَ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫هَل َ‬ ‫ِ‬
‫م ذَك ََر ال ْ‬ ‫ما ث ُ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫س َر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عّبا‬ ‫َ‬
‫قا َ َ‬ ‫ت َرأ َي َْناهُ ل َي ْلِ َ َ‬ ‫َرأ َي ْت ُ ْ ْ‬
‫ت‬ ‫ل أن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫قلِ ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫هَل َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫وي َ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫صا َ‬ ‫و َ‬ ‫موا َ‬ ‫صا ُ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬ ‫وَرآهُ الّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت نَ َ‬ ‫قلِ ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫َرأي ْت َ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ل َكّنا رأ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫حّتىَ‬ ‫م َ‬ ‫صو ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫زا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫لِ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫قا َ ِ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قلِ ْت أ َ‬ ‫ل ث ََلِثين أ َ‬
‫ة‬‫وي َ َ‬ ‫ِ‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ؤ‬‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫را‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫م َ‬ ‫ن ُك ْ ِ‬
‫هك َ َ َ‬
‫ه‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مَرَنا َر ُ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ِ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫و‬
‫في أ ْ‬ ‫في ن َك ْت َ ِ‬ ‫حَيىَ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حَيىَ ب ْ ُ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫‪9‬‬
‫في( وقد اجتهد المعارضون في دفع هذا الحديث أن هذا‬ ‫ت َك ْت َ ِ‬
‫مإجمل فسره فهم ابن عباس رضي الله عنه ‪ ،‬والراجح هو‬
‫القول باختلف المطالع قال ابن عبدالبر في التمهيد‬
‫) ولن فيه أثارا مإرفوعا ‪ ،‬وهو قول صاحب كبير ل مإخالف له‬
‫مإن الصحابة(‬

‫الثانية من المسائل ‪ :‬من رأى الهلل وحده ولم يصم‬


‫الناس بقوله قولن لهل العلِم‬
‫هد َ‬ ‫من َ‬
‫ش ِ‬ ‫الول‪ :‬يصوم وهو قول الجمهور لقُوله تعالى َ)ف َ‬
‫ه(‬ ‫م ُ‬‫ص ْ‬‫فلِ ْي َ ُ‬ ‫هَر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ال ّ‬‫منك ُ ُ‬ ‫ِ‬
‫والثانأي‪ :‬ل يصوم وهو قول عطاء وإسحاقا ورواية عن أحمد‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫واختيار ابن تيمية وذلك لما رواه الترمإذي عن أبي هريرة أ ّ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫صو ُ‬‫م تَ ُ‬‫و َ‬
‫م يَ ْ‬‫و ُ‬‫ص ْ‬
‫ل ال ّ‬‫قا َ‬ ‫م َ‬‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬‫الن ّب ِ ّ‬
‫ن قَا َ‬
‫ل‬ ‫حو َ‬ ‫ض ّ‬
‫م تُ َ‬‫و َ‬
‫حىَ ي َ ْ‬ ‫واْل َ ْ‬
‫ض َ‬ ‫ن َ‬ ‫فطُِرو َ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫و َ‬‫فطُْر ي َ ْ‬ ‫وال ْ ِ‬‫َ‬
‫ب( وجود إسناده ابن مإفلح ‪ ،‬وجاء عن‬ ‫ري ٌ‬‫ن غَ ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫الترمإذي ) َ‬
‫ابن عمر أنأه قال )صومإوا مإع الجماعة ( وسنده حسن خرجه‬
‫حنبل في مإسائله –كما في زاد المعاد – وجاء عن عائشة بسند‬
‫ضعيف كما في البيهقُي ‪ ،‬وهو الراجح‬

‫الثالثة‪ :‬حكم من رأى هلل شوال لوحده ‪ ،‬هل يفطر‬


‫أم يتم صومه ؟‬
‫قولن لهل العلم أصحهما أنأه ل يفطر لنأه لبد مإن شهادين‬
‫عدلين في رؤية هل شوال ‪ ،‬ولحديث أبي هريرة السابق‬

‫الرابعة ‪ :‬من رأى هلل رمضان بمفازة لوحده ‪ ،‬صام‬


‫وقدم يقُينه في الرؤية على شكه مإخالفة الجماعة‬

‫الخامسة ‪ :‬لو أن رجل صام رمضان في بلِد ثم سافر‬


‫م‬
‫و َ‬
‫م يَ ْ‬
‫و ُ‬
‫ص ْ‬
‫إلىَ بلِد آخر فإنأه يتم صومإه مإعهم لحديث )ال ّ‬
‫ن( أشبه مإا لو سافر إلى بلد فتأخر غروب شمسها ‪،‬‬ ‫مو َ‬‫صو ُ‬‫تَ ُ‬
‫وكذا لو عكس إل أنأه ل ينقُص صومإه عن ‪ 28‬يومإا لن لشهر‬
‫‪10‬‬
‫ل ينقُص فيفطر مإع أهل البلد إن أفطروا ويقُضي مإا فاته ‪ ،‬وهو‬
‫مإذهب الشافعية و فتوى اللجنة الدائمة واختيار ابن عثيمين ‪،‬‬
‫فإن قيل والشهر ل يكون )‪ (31‬يومإا ‪ ,‬وأنأتم توجبون عليه‬
‫صيام اليوم الزائد؟ا‬
‫فالجواب‪ :‬فرقا بين المإرين فإنأه هنا تحقُق صيام الشهر‬
‫وزيادة بخلف صيام )‪ (28‬فأنأه لم يصم شهرا والشهر ل يكون‬
‫)‪ (28‬واليوم الزائد فوقا الثلثاين فإنأه ثابت صومإه تبعا ل‬
‫استقُلل والله أعلم‬

‫السادسة ‪ :‬إن إثبات دخول الشهر معتبر بالرؤية ل‬


‫بالحساب ‪ ،‬لن الحديث علق الصوم على الرؤية ‪ .‬قال ابن‬
‫تيمية في الفتاوى الكبرى ‪) :‬ول ريب أنأه ثابت بالسنة الصحيحة‬
‫واتفاقا الصحابة أنأه ل يجوز العتماد على حساب النجوم ‪ ,‬كما‬
‫ثابت عنه في الصحيحين أنأه قال ‪ } :‬إنأا أمإة أمإية ل نأكتب ‪ ,‬ول‬
‫نأحسب ‪ ,‬صومإوا لرؤيته ‪ ,‬وأفطروا لرؤيته { " ‪ .‬والمعتمد‬
‫على الحساب في الهلل ‪ ,‬كما أنأه ضال في الشريعة ‪ ,‬مإبتدع‬
‫في الدين ‪ ,‬فهو مإخطئ في العقُل وعلم الحساب ( ا‪ .‬هـ‬
‫كلمإه‬
‫السابعة ‪ :‬من كان في بلِد كافرة فينبغي أن يتبع‬
‫جماعة المسلِمين هناك إن كان لهم هيئة أو مإركز ‪ ،‬وعليه‬
‫فتوى جماعة مإن المحقُقُين مإن أهل العلم ‪ ،‬حتى ل يزيدوا‬
‫تفرقا إلى فرقتهم‬
‫الثامنة ‪ :‬إذا قامت البينة علِىَ أنه رمضان في أثناء‬
‫النهار ‪ :‬قولن لهل العلم‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنأه يمسك بقُية اليوم ‪ ،‬ثام يقُضي وهو قول عامإة أهل‬
‫العلم ‪ ،‬لنأه ل صيام لم يبيت النية مإن الليل‬
‫الثانأي ‪ :‬أنأه يصوم بقُية اليوم ول يقُضي نأسبه ابن حزم لعمر‬
‫بن عبدالعزيز ‪ ،‬وهو مإذهب ابن حزم واختيار ابن تيمية ‪ ،‬ودليل‬
‫ة ب ْن اْل َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫م َ ِ‬ ‫سلِ َ َ‬
‫ن َ‬‫ع ْ‬‫ذلك ‪ :‬مإا أخرجه الشيخان َ‬
‫جًل‬ ‫قا َ َ‬
‫م َر ُ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫ه َ‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫مَر الن ّب ِ‬‫لأ َ‬ ‫ه َ‬
‫عن ْ ُ‬
‫ه َ‬‫اللِ ّ ُ‬
‫م‬
‫ص ْ‬‫فلِ ْي َ ُ‬‫ل َ‬ ‫ن أ َك َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن َ‬ ‫سأ ّ‬
‫َ‬
‫في الّنا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫من أ َسلِ َم أ َ َ‬
‫ن أذ ّ ْ‬‫ْ َ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫‪11‬‬
‫م‬
‫و ُ‬‫م يَ ْ‬ ‫ن ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫م َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫فلِ ْي َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ن أ َك َ َ‬
‫ل َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬
‫م ِ‬
‫و ِ‬
‫ة يَ ْ‬
‫قي ّ َ‬
‫بَ ِ‬
‫شوَراءَ( فصيام عاشوراء كان فرضا ‪ٌ ،‬نأسخ فرضه ‪ ،‬وبقُيت‬ ‫عا ُ‬ ‫َ‬
‫الحكام الخرى ‪ ،‬والجمهور على أن أحكام عاشوراء مإنسوخة‬
‫جميعا مإنها التخيير بين صيام الفرض والفدية لمن أطاقه ‪،‬‬
‫وكلم شيخ السلم مإتجه مإن جهة القُواعد ‪ ،‬وقول عامة‬
‫أهل العلِم أحوط واللِه أعلِم‬
‫تنبيه ‪ :‬الحنفية ل يوافقُون ابن تيمية في هذه المسألة كما قد‬
‫يظن البعض ‪ ،‬لن مإذهبهم جواز إنأشاء نأية رمإضان مإن النهار‬
‫إذا لم يأكل مإطلقُا ‪ ،‬وهو مإذهب مإرجوحا‬
‫فائدة ‪ :‬ل يتثبت في رؤية الهلل دعاء قاله أبو داود‬

‫)وشروط وجوب الصوم أربعة أشياء السلم ( فل‬


‫يجب على الكافر إذا أسلم قضاء رمإضان أصليا كان أو مإرتدا‬
‫لن الصوم عبادة شرطها اليمان والكفر ينافي اليمان‬
‫ن‬‫ع ْ‬‫قوله ) والبلِوغ والعقل( لما أخرجه أبوداود وغيره َ‬
‫عن ْها أ َ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬
‫لِىَ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ه َ َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬‫َ‬
‫حّتىَ‬ ‫ن الّنائ ِم ِ َ‬ ‫ع ْ‬‫ة َ‬ ‫ن ث ََلث َ ٍ‬‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫قلِ َ ُ‬
‫ع ال ْ َ‬ ‫ف َ‬
‫ل ُر ِ‬‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫حّتىَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي َ‬ ‫صب ِ ّ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬ ‫حّتىَ ي َب َْرأ َ‬ ‫مب ْت َلِىَ َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ع ْ‬‫و َ‬‫قظ َ‬ ‫ست َي ْ ِ‬‫يَ ْ‬
‫ي َك ْب َُر( وقال البخاري أنأه غير مإحفوظ وصححه اللبانأي في‬
‫) الرواء(وله شواهد والله أعلم‬

‫فسا ً ِإل ّ‬ ‫ه نَ ْ‬‫ف اللِ ّ ُ‬


‫) والقدرة علِيه( لقُوله تعالى )ل َ ي ُك َلِ ّ ُ‬
‫م(‬ ‫ست َطَ ْ‬
‫عت ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا اللِ ّ َ‬
‫فات ّ ُ‬
‫ها( وقوله تعالى ) َ‬
‫ع َ‬
‫س َ‬
‫و ْ‬
‫ُ‬

‫قوله ) فمن عجز عنه لكبر ‪ ،‬أو مرض ل ُيرجىَ زواله‬


‫أفطر ‪ ،‬وأطعم عن كل يوم مسكين مد بر أو نصف‬
‫صاع من غيره( أمإا المريض الذي يرجى زوال مإرضه‬
‫فيأتي الكلم عليه ‪ ،‬وأمإا الذي ل ُيرجى زوال مإرضه ‪ ،‬فقُد‬
‫اختلف العلماء على قولين ‪ -،‬بعد إجماعهم على أنأه يفطر‪، -‬‬
‫في فدية الصيام‬

‫‪12‬‬
‫فالقُول الول ‪ :‬إن عجز عن الصيام فل فدية ‪ ،‬لنأه ترك‬
‫الصيام لعجزه ‪ ،‬فلم تجب عليه الفدية وهو مإذهب المالكية ‪،‬‬
‫وقول للشافعية‪.‬‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬يفدي عن صيام كل يوم إطعام مإسكينا وهو‬
‫ه‬ ‫طي ُ‬
‫قون َ ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫عَلِىَ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫و َ‬
‫مإذهب الحنابلة ‪ ،‬لقُوله تعالىَ) َ‬
‫ن( قال ابن عباس) ليست مإنسوخة هي‬ ‫كي ٍ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ة طَ َ‬
‫عا ُ‬ ‫فدْي َ ٌ‬
‫ِ‬
‫للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة ل يستطيعان أن يصومإا‬
‫فيطعمان مإكان كل يوم مإسكين ( رواه البخاري ‪ ،‬وفي لفظ‬
‫للحاكم والبيهقُي عن ابن عباس – بسند صحيح –‬
‫قال ابن عباس ) ولم يرخص في هذه الية إل للشيخ الكبير‬
‫الذي ل يطيق الصيام ‪ ،‬والمريض الذي علم أنأه ل يشفى( ‪،‬‬
‫وقال ثاابت البنانأي ) كبر أنأس بن مإالك ‪ ،‬حتى كان ل يطيق‬
‫الصيام ‪ ،‬فكان يفطر ويطعم ( أخرجه عبدالرزاقا وسنده‬
‫صحيح وهذا هو الراجح واللِه أعلِم‬

‫قوله )مد بر أو نصف صاع من غيره( اختلف أهل العلم‬


‫في مإقُدار الطعام فالقُول الول مإا ذكره المصنف ‪ ،‬والقُول‬
‫الخر أنأه ) مإد( سواء كان حنطة أو شعير أو غيره مإن قوت‬
‫البلد لما جاء عن ابن عباس أنأه قال في الطعام ) مإد ( وعن‬
‫ابن عمر ) مإد حنطة( وهو مإذهب الشافعية وهو الراجح‬

‫وله أيضا أن يصنع طعامإا ويدعو ثالثاين مإسكينا ‪ ،‬يأكلونأه وهو‬


‫مإطبوخ فقُد صح عن أنأس بن مإالك رضي الله عنه) أنأه صنع‬
‫جفنة مإن ثاريد فدعا ثالثاين مإسكينا(‬

‫قوله ‪) :‬وشروط صحته ستة ( والفرقا بين شرط‬


‫الوجوب وشرط الصحة أن المإر قد ل يجب لكنه يصح مإن‬
‫فاعله كصوم المميز‬

‫قوله ) انقطاع دم الحيض والنفاس( لما أخرجه‬


‫َ‬
‫ما َبا ُ‬
‫ل‬ ‫قلِ ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫ف ُ‬
‫ة َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش َ‬ ‫سأل ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫عاذَةَ َ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬
‫ع ْ‬
‫مسلِم َ‬
‫‪13‬‬
‫قال َ ْ‬
‫ت‬ ‫ف َ‬ ‫صَلةَ َ‬ ‫ضي ال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ضي ال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ض تَ ْ‬‫ِ‬ ‫حائ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت‬‫قال َ ْ‬
‫ل َ‬‫سأ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ول َك ِّني أ ْ‬ ‫ة َ‬‫ري ّ ٍ‬
‫ِ‬ ‫رو‬ ‫ُ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫لِ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫ة أَ‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫رو‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫أَ‬
‫مُر‬‫ؤ َ‬ ‫َ‬
‫ول ن ُ ْ‬‫وم ِ َ‬
‫ص ْ‬‫ء ال ّ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫مُر ب ِ َ‬ ‫ؤ َ‬‫فن ُ ْ‬ ‫َ‬
‫صيب َُنا ذَل ِك َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ة ( وأخرجه البخاري مإقُتصرا على نأفي المإر‬ ‫صَل ِ‬ ‫ء ال ّ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫بِ َ‬
‫بقُضاء الصلة‬
‫وأيضا بالجماع أن الحائض ل تصوم ‪ ،‬حكاه النووي وابن قدامإة‬
‫وابن تيمية وغيرهم ‪ ،‬و قيل في الحكمة أن الحائض تقُضي‬
‫الصيام ول تقُضي الصلة أن الصوم ل يشق قضاؤه لنأه ل‬
‫يتكرر بخلف الصلة‬

‫مسألة ‪ :‬مإتى وجد الحيض في أي جزء مإن أجزاء النهار ‪ ،‬فإنأه‬


‫يفسد الصوم ‪ ،‬ولو كان قبل غروب قرص الشمس بدقيقُة‬

‫مإسألة ‪ :‬و إن انأقُطع الدم قبل الفجر ونأوت الصيام وأخرت‬


‫الغسل صح الصوم بخلف الوزاعي الذي قال بعدم الصحة ‪،‬‬
‫لن الغسل ليس شرطا لصحة الصوم‬

‫قوله ) التمييز ( قيل هي السن التي يعرف فيها الصبي‬


‫مإنافعه ومإضاره ‪ ،‬قيل الذي يفهم الخطاب ويعرف الجواب‬
‫قوله )فيجب علِىَ ولي المميز المطيق للِصوم أمره‬
‫به ‪ ،‬وضربه علِيه ليعتاده( وذلك لما أخرج الشيخان‬
‫َ‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ت أْر َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫وٍذ َ‬ ‫ع ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ع ب ِن ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن الّرب َي ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫) َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ر َ‬ ‫صا ِ‬‫قَرى اْلن ْ َ‬ ‫شوَراءَ إ َِلىَ ُ‬ ‫عا ُ‬ ‫داةَ َ‬ ‫م َ‬
‫غ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫صائ ِ ً‬‫ح َ‬ ‫صب َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫قي ّ َ‬‫م بَ ِ‬ ‫فلِ ْي ُت ِ ّ‬
‫فطًِرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫صب َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ع ُ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫صب َْيان ََنا َ‬ ‫م ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ون ُ َ‬ ‫عد ُ َ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫صو ُ‬ ‫فك ُّنا ن َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ص ْ‬ ‫فلِي َ ُ‬ ‫َ‬
‫عَلِىَ الطّ‬ ‫كىَ أ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ذا ب َ َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫عب َ َ‬ ‫م اللِ ّ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ر(‬ ‫طا‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫تىَ‬ ‫ّ‬ ‫ح‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أمإا ضربه على الصوم فقُياسا على الصلة ‪ ،‬وقيده صوم‬
‫الصبي بالطاقة ‪ ،‬والجمهور على أنأه ُيعلم الصوم لسبع‬
‫ويضرب عليه لعشر قياسا على الصلة ‪ ،‬ومإذهب الحنابلة‬
‫‪14‬‬
‫أرجح لن الصوم أشق مإن الصلة فاعتبرت له الطاقة ‪ ،‬والله‬
‫أعلم‬

‫قوله ‪ ) :‬العقل ( بالجماع قوله ) لكن لو نوى ليل ثم‬


‫جن ‪ ،‬أو أغمي علِيه جميع النهارو أفاقا منه قلِيل‬ ‫ُ‬
‫صح( لنأه جمع بين النية والمإساك ‪ ،‬ولما أخرجه الشيخان‬
‫عن ِ أ َِبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم )ي َت ُْر ُ‬
‫ك‬
‫وأ ََنا‬‫م ِلي َ‬ ‫صَيا ُ‬
‫جِلِي ال ّ‬
‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬‫وت َ ُ‬
‫ه َ‬‫ش ْ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫شَراب َ ُ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫م ُ‬
‫عا َ‬‫طَ َ‬
‫ش َ‬ ‫َ‬
‫ها(‬ ‫مَثال ِ َ‬
‫رأ ْ‬ ‫ع ْ ِ‬ ‫ة بِ َ‬‫سن َ ُ‬
‫ح َ‬ ‫وال ْ َ‬‫ه َ‬‫زيِ ب ِ ِ‬‫ج ِ‬‫أ ْ‬

‫قوله ) النية ( بالتفاقا قوله ) من اللِيل ( كل ليلة ‪،‬‬


‫والشافعية والقُول الخر ‪ :‬أن النية تكفي في بداية شهر‬
‫رمإضان وهو قول المالكية ‪ ،‬والخلف في ذلك مإبني هل شهر‬
‫رمإضان عبادة واحدة ‪ ،‬أو أنأه ثالثاون عبادة؟ا الثانأي هو الراجح‬
‫ه ع َل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫ص َ‬‫ف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫لما أخرجه أهل السنن َ‬
‫م‬
‫صَيا َ‬ ‫فَل ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ج ِ‬‫ف ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫صَيا َ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م ْ‬‫ج ِ‬‫م يُ ْ‬‫ن لَ ْ‬‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫م َقا َ‬‫سل ّ َ‬‫وَ َ‬
‫ه( لكن هذا الحديث ل يثبت مإرفوعا والراجح وقفه َقا َ‬
‫ل‬ ‫لَ ُ‬
‫ذا‬‫ن هَ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫عا إ ِّل ِ‬‫مإْرُفو ً‬ ‫ه َ‬ ‫ث َل نأ َعْرِفُ ُ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ح ِ‬‫ة َ‬‫ص َ‬‫ف َ‬‫ح ْ‬‫ث َ‬‫دي ُ‬‫ح ِ‬
‫الترمإذي َ‬
‫َ‬
‫ح ( وهو‬ ‫ص ّ‬‫ه وَهُوَ أ َ‬ ‫مَر قَوْل ُ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫جهِ وَقَد ْ ُروِيَ ع َ ْ‬
‫ن َنأافٍِع ع َ ْ‬ ‫ال ْوَ ْ‬
‫قول ابن عمر أيضا قال ابن تيمية و)ليس لهما مإخالف مإن‬
‫الصحابة(‬

‫قوله ) لكل يوم واجب( دخل فيه صيام رمإضان والكفارة‬


‫وصوم النذر ‪ ،‬وخرج به صيام النفل فيجزيء إنأشاء نأية مإن‬
‫م‬ ‫ش َ ُ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ةأ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫النهار إن لم يأكل شيئا لما أخرج مإسلم ع َ ْ‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ِلي َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫عن ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م‬ ‫عن ْدَك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫وم ٍ َيا َ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫يءٌ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫عن ْدََنا َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ل اللِ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫ْ‬
‫قلِ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬ ‫يءٌ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ج َر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫فإ ِّني َ‬ ‫َ‬
‫هدي ٌ َ‬ ‫فأ ُ ْ‬
‫ع‬
‫ج َ‬ ‫ما َر َ‬ ‫فلِ َ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫وٌر َ‬ ‫جاءََنا َز ْ‬ ‫و َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ت ل ََنا َ ِ ّ‬ ‫دي َ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قلِ ْ ُ‬‫م ُ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫‪15‬‬
‫ت لَ َ‬ ‫قد َ ْ‬ ‫هدي ٌ َ‬ ‫أُ ْ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫ك َ‬ ‫خب َأ ُ‬ ‫و َ ْ‬ ‫وٌر َ‬ ‫جاءََنا َز ْ‬ ‫و َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ت ل ََنا َ ِ ّ‬ ‫دي َ ْ‬ ‫ه ِ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫ل ثُ ّ‬‫فأ َك َ َ‬‫ه َ‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه َ‬ ‫هاِتي ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫س َ‬ ‫حي ْ ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫قلِ ْ ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫دا‬ ‫ه ً‬ ‫جا ِ‬‫م َ‬
‫ت ُ‬ ‫حدّث ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل طَلِ ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ما َ‬‫صائ ِ ً‬ ‫ت َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫قدْ ك ُن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ق َ‬‫صد َ َ‬ ‫ج ال ّ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬‫ل يُ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ة الّر ُ‬ ‫زل َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ْ‬ ‫ذا َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬‫ث َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ها( ولما‬ ‫سك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫شاءَ أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ضا َ‬‫م َ‬ ‫شاءَ أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫ه َ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫أخرجه عبدالرزاقا وغيره عن أنأس ) أن أبا طلحة كان يأتي‬
‫أهله مإن الضحى ‪ ،‬فيقُول هل عندكم غداء فإن قالوا ل‪ .‬صام ‪،‬‬
‫وقال إنأي صائم ( وسنده صحيح ‪ ،‬وصح عن أبي هريرة أخرجه‬
‫البيهقُي في الكبري ‪ ،‬وعن ابن عباس أخرجه الطحاوي في‬
‫)مإعانأي الثاار( وهو مإذهب الشافعية والحنفية ‪.‬‬
‫والقُول الخر ‪ :‬لبد مإن تبيت النية مإن الليل في صيام النفل ‪،‬‬
‫لعموم حديث حفصة السابق ‪ ،‬وقول الجمهور أرجح لن هذا‬
‫الحديث مإخصص لحديث حفصة‬

‫مإسألة واختلِفوا إلىَ أيِ وقت من النهار له أن‬


‫ينشىَء النية؟‬

‫الول نأيته جميع النهار وهو مإذهب الشافعية ‪ ،‬وقال الحنابلة‬


‫بعد الزوال وقبله‬
‫والثانأي ‪ :‬إلى وقت الضحى ‪ ،‬لنأها نأصف النهار ‪ ،‬فوجب أن‬
‫يمتد الصوم إليها ‪ ،‬والراجح في ذلك مإذهب الشافعية‬
‫والحنابلة للثاار السابقُة ‪ ،‬ولما جاء عن حذيفة أنأه بدا له الصوم‬
‫بعدمإا زالت الشمس ‪ ،‬فصام( أخرجه ابن أبي شيبة وغيره‬
‫وسنده صحيح‬

‫مسألة‪ :‬استثنى بعض أهل العلم صيام النفل المعين‬


‫المقُصود كصوم عرفة وعاشوراء ‪ ،‬فقُالوا لبد مإن تبيبت النية‬
‫لها حتى يحصل الفضل والجر ‪ ،‬والذي يظهر لي – أن الثاار لم‬
‫تفرقا في ذلك والله أعلم – وإن كان الحوط تبييت النية لها‬
‫والله أعلم‬
‫‪16‬‬
‫) قوله فمن خطر بقلِبه ليل أنه صائم فقد نوى ( لن‬
‫النية ل يلزم النطق بها بل هو بدعة‬
‫قوله ) وكذا الكل والشرب بنية الصوم( لن الكل دليل‬
‫على أنأه مإريد للصوم‬
‫قوله ) ول يضر إن أتىَ بعد النية بمناف للِصوم( فل‬
‫تبطل نأيته ‪ ،‬لن الله سبحانأه وتعالى أباحا الكل والشرب‬
‫والجماع إلى آخر الليل ‪.‬قوله ) أو قال إن شاء اللِه غير‬
‫متردد( لنأه أراد التبرك أو التحقُيق ‪ ،‬وإنأما يبطلها لو قالها‬
‫شاكا غير جازم‬
‫بينة الصوم ‪.‬‬
‫قوله ) وكذا لو قال ليلِة الثلثين من رمضان ‪ ) :‬إن‬
‫كان غدا من رمضان ففرضي ‪ ،‬وإل فمفطر ويضر‬
‫إن قاله في أوله(‬
‫المسألة لها صورتان الولى ‪ :‬كما قال الماتن أن يقُول ذلك‬
‫ليلة الثلثاين مإن رمإضان فصيامإه صحيحه ‪ ،‬لن الصل هو‬
‫الصيام ‪ ،‬ولم يثبت زوال هذا الصل فصح صيامإه‬
‫والصورة الثانأية ‪ :‬أن يقُول ذلك في أول رمإضان بإن يقُول لو‬
‫كان غدا ً رمإضان فهو فرضي ‪ ،‬فإن صيامإه ل يصح على‬
‫المذهب ‪ ،‬لن نأيته هنا مإترددة ‪ ،‬وليس هنا إن الصل هو‬
‫الصوم بخلف الصورة الولى ‪ ،‬والرواية الخرى ‪:‬صيامإه‬
‫صحيح وهو اختيار ابن تيمية وهو الراجح لن لتردد ليس في‬
‫النية ‪ ،‬إنأما في ثابوت شهر رمإضان ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله ‪ ) :‬وفرضه المساك عن المفطرات ( أي ركن‬


‫الصيام المإساك عن المفطرات بالجماع ‪ ،‬ولقُوله‬
‫َ‬ ‫خي ْ ُ‬
‫م ال ْ َ‬
‫ض‬
‫ط الب ْي َ ُ‬ ‫ن ل َك ُ ُ‬
‫حّتىَ ي َت َب َي ّ َ‬ ‫شَرُبوا ْ َ‬ ‫وا ْ‬ ‫وك ُُلِوا ْ َ‬
‫تعالى) َ‬
‫ر( ‪.‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫م َ‬‫وِد ِ‬‫س َ‬‫ط ال ْ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫قوله ) من طلِوع الفجر إلىَ غروب الشمس( وقت‬
‫الصيام يمتد إلى غروب الشمس بالجماع لقُوله تعالى ‪) :‬ث ُ ّ‬
‫م‬

‫‪17‬‬
‫َ‬
‫ل( وصلة المغرب مإن الليل‬ ‫م إ َِلىَ اّللِي ْ ِ‬ ‫صَيا َ‬‫موا ْ ال ّ‬ ‫أت ِ ّ‬
‫بالجماع كما حكاه ابن عبدالبر ‪.‬‬
‫ي الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫ولما أخرجه الشيخان مإن حديث عمر بن الخطاب َر ِ‬
‫م إ َِذا أ َ ْ‬
‫قب َ َ‬
‫ل‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َقا َ‬‫ه َقا َ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫ت‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫اللِ ّي ْ ُ‬
‫غَرب َ ْ‬ ‫هَنا َ‬ ‫ها ُ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫هاُر ِ‬ ‫وأدْب ََر الن ّ َ‬ ‫هَنا َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬
‫م( و بالجماع ‪ ،‬نأقُله عبدالبر‬ ‫صائ ِ ُ‬ ‫فطََر ال ّ‬ ‫قدْ أ َ ْ‬‫ف َ‬‫س َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫وابن حزم والنووي وغيرهم‬

‫قوله ) من طلِوع الفجر الثاني ( احترازا ً مإن الفجر الول‬


‫ن‬
‫‪ ،‬وهو المسمى الفجر الكاذب وذلك لما أخرجه الشيخان ع َ ْ‬
‫سال ِم بن ع َبد الل ّه ع َن أ َبيه أ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ْ ِ ْ ِ‬
‫حّتىَ‬ ‫شَرُبوا َ‬ ‫وا ْ‬ ‫فك ُُلِوا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ب ِلِ َي ْ ٍ‬ ‫ؤذ ّ ُ‬ ‫ن ب َِلًل ي ُ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫مىَ َل‬ ‫ع َ‬ ‫جًل أ َ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫مك ُْتوم ٍ ث ُ ّ‬ ‫م َ‬
‫ُ‬
‫نأ ّ‬ ‫يِ اب ْ ُ‬ ‫ي َُناِد َ‬
‫َ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫حّتىَ ي ُ َ‬
‫ت(‬ ‫ح َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫قا َ ُ‬ ‫ي َُناِديِ َ‬
‫ن ب َِلًل َ‬ ‫َ‬
‫ؤذ ّ ُ‬
‫ن‬ ‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه ع َن َْها أ ّ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ولما أخرجاه عن عائ ِ َ‬
‫م ك ُُلِوا‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ِلِ َي ْ ٍ‬
‫ه َل ي ُ َ‬ ‫مك ُْتوم ٍ َ‬ ‫ُ‬ ‫حّتىَ ي ُ َ‬ ‫وا ْ‬
‫حّتىَ‬ ‫ن َ‬ ‫ؤذ ّ ُ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ن اب ْ ُ‬ ‫ؤذ ّ َ‬ ‫شَرُبوا َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫نأ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫جُر( َقا َ‬ ‫ْ‬
‫ع ال َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ما إ ِل أ ْ‬ ‫ه َ‬‫ذان ِ ِ‬ ‫ن ب َي ْ َ‬ ‫م ي َك ْ‬ ‫ول ْ‬ ‫م) َ‬ ‫س ُ‬ ‫قُا ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ي َطلِ َ‬
‫ذا(‬ ‫ل َ‬ ‫ز َ‬ ‫وي َن ْ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫قىَ َ‬ ‫ي َْر َ‬

‫وقد اختلِف أهل العلِم متىَ يبدأ الصيام بطلِوع‬


‫الفجر؟ أو طلِوع الشمس!؟‬
‫القول الول ‪ :‬مإن طلوع الشمس لن الخيط البيض هو‬
‫ضوء الشمس ‪ ،‬والخيط السود هو سواد الليل و حجتهم كما‬
‫أن الجماع قام على أن آخر النهار هو غروب فكذلك يكون‬
‫أوله هو طلوع الشمس! وهذا القُول نأسبه ابن جرير في‬
‫تفسيره)‪/3/257‬ط التركي( لطائفة مإن السلف ‪ ،‬وأمإا‬
‫الحافظ في الفتح)‪ (4/166‬فجعل قولهم جواز السحور حتى‬
‫يتضح الفجر والذي وقفت علِيه من الثار – واللِه أعلِم –‬
‫فيه جواز السحور وإن اتضح الفجر مادام أنهم لم‬
‫يصلِوا الفجر ‪ ،‬فكأن السحور مربوط عندهم بإقامة‬
‫‪18‬‬
‫الصلة واللِه أعلم ‪.‬لكن قال إسحاقا بن راهوية – رحمه‬
‫الله‪ -‬عندمإا ساقا آثاار الصحابة ‪ ،‬قال ) وهؤلء لم يروا فرقا‬
‫بين الكل وبين الصلة المكتوبة( ) تهذيب السنن لبن القُيم‬
‫‪ (3/334‬والثاار الورادة في ذلك هي ‪:‬‬

‫عن أبي بكر الصديق رضي اللِه عنه ‪ ،‬قال سالم بن‬ ‫‪-1‬‬
‫عبيد قال كنت في حجر أبي بكر الصديق ‪ ،‬فصلى ذات‬
‫ليلة مإا شاء الله ‪ ،‬ثام قال اخرج فانظر هل طلِع‬
‫الفجر ‪ ،‬قال فخرجت ثام رجعت فقُلت ‪ :‬قد ارتفع في‬
‫السماء أبيض ‪ ،‬فصلى مإا شاء ‪ ،‬ثام قال ‪ :‬اخرج فأنظر‬
‫ت قد اعترض‬ ‫هل طلِع الفجر ‪ ،‬فخرجت ثام رجعت فقُل ُ‬
‫في السماء أحمر ‪ ،‬فقال هيت الن ‪ ،‬فأبلِغني‬
‫سحوريِ ( أخرجه الدارقطني ‪ ،‬وخرجه بسند آخر نأحوه‬
‫وقال ) إسناده صحيح( ‪ ،‬وصححه الحافظ في الفتح ‪ ،‬وله‬
‫لفظ آخر عن أبي بكر أخرجه ابن أبي شيبة عن سالم بن‬
‫عبيد الشجعي أن أبا بكر قال) قم فاسترني من‬
‫الفجر ‪ ،‬ثم أكل ( صححه ابن حزم والحافظ في الفتح‬

‫عن علِي بن أبي طالب رضي اللِه عنه ‪ ،‬أخرج‬ ‫‪-2‬‬


‫وابن جرير عن حبان بن الحارث ‪ ،‬أتيت علِيا هو‬
‫معكسر بدير أبي موسىَ فقال ) ادن( فقلِت‬
‫أني أريد الصيام ‪ ،‬قال ‪ ,‬أنا أريد الصيام ‪ ،‬فلِما‬
‫فرغ قال للِمؤذن أقم الصلة( وفي سند حبان بن‬
‫الحارث ذكره ابن حبان في )ثاقُاته ( وقال الشيخ أحمد‬
‫شاكر ) تابعي ثاقُة(‬

‫عن عبد اللِه بن مسعود رضي اللِه عنه ‪ ،‬أخرج ابن‬ ‫‪-3‬‬
‫أبي شيبة وغيره عن عامإر بن مإطر قال أتيت عبداللِه‬
‫في داره فأخرج لنا فضل سحوره فتسحرنا معه‬
‫فأقيمت الصلة فخرجنا فصلِينا( قال الشيخ أحمد‬
‫شاكر في تعليقُه على تفسير ابن جرير ) سنده صحيح(‬
‫‪19‬‬
‫عن حذيفة رضي اللِه عنه ‪ ،‬أخرج ابن ابي شيبة عن‬ ‫‪-4‬‬
‫إبراهيم التيمي عن ابيه ‪ ،‬قال ) خرجت مإعه في رمإضان‬
‫إلى الكوفة ‪ ،‬فلما طلع الفجر ‪ ،‬قال هل كان أحد مإنكم‬
‫آكل أو شاربا؟ا قلنا أمإا رجل يريد الصوم ‪ ،‬فل ‪ ،‬فقُال‬
‫لكني ‪ .‬ثام سرنأا ‪ ،‬حتى إذا استبطأته بالصلة ‪ ،‬فقُال هل‬
‫مإنكم أحد آكل أو شاربا؟ا قلنا أمإا رجل يريد الصوم ‪ ،‬فل‬
‫قال لكني ‪ ،‬فنزل ثم تسحر فصلِىَ( وصححه الحافظ‬
‫في الفتح‬

‫عن أبي الضحىَ مسلِم بن صبيح قال قال لم‬ ‫‪-5‬‬


‫يكونوا يعدون الفجر فجركم ‪ ،‬إنما يعدون الفجر‬
‫الذيِ يمل البيوت والطرقا ( أخرجه ابن أبي شيبة‬
‫بسند صحيح ‪ ،‬وذكر النووي في )المجموع( و ابن تيمية‬
‫في )شرحا العمدة( ‪ ،‬و ابن مإفلح في )فروعه( عن‬
‫مإسروقا مإثله ‪.‬ومإسلم بن الصبيح الكوفي مإن أواسط‬
‫ثاقُات التابعين قال ابن المنذر ) وكان إسحق‬
‫يميل إلىَ هذا القول من غير أن يطعن علِىَ‬
‫الخرين ( ذكره النووي في المجموع ) ‪ (6/324‬وقال‬
‫النووي رحمه الله ) وحكى أصحابنا عن العمش ‪،‬‬
‫وإسحاقا بن راهوية أنأهما جوزا الكل وغيره إلى طلوع‬
‫ت بل صح عن‬ ‫الشمس ‪ ،‬ول أظنه يصح عنهما( ‪ .‬قل ُ‬
‫العمش قال) لول الشهرة لصليت ثام تسحرت( ‪ ،‬خرجه‬
‫إسحاقا عن وكيع أنأه سمع العمش فذكره وسنده صحيح‬
‫ذكره ابن القُيم في حاشية سنن أبي داود)‪(3/233‬‬

‫والقول الثاني ‪ :‬يحل الكل إلى وقت طلوع الفجر‬


‫الثانأي ‪ ،‬وهو مإذهب جمهور أهل العلم كم حكاه ابن المنذر‬
‫فيما نأقُله النووي عنه ‪ ،‬وحكاه ابن عبدالبر إجماعا ‪ ،‬وٌنأقُل‬
‫عن عمر بن الخطاب وابن عباس نأقُله عنهم ابن المنذر ‪،‬‬
‫ذكره النووي في )شرحا المهذب( ‪ ،‬وهو الراجح لما‬
‫‪20‬‬
‫ن ب َِلًل‬ ‫َ‬
‫ي الل ّ ُ‬
‫ه ع َن َْها أ ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫أخرجه الشيخان مإن حديث َ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬‫ن ب ِلِ َي ْ ٍ‬
‫ؤذ ّ ُ‬‫ن يُ َ‬ ‫كا َ‬‫َ‬
‫ُ‬
‫ه‬
‫فإ ِن ّ ُ‬‫مك ُْتوم ٍ َ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ن اب ْ ُ‬ ‫ؤذ ّ َ‬‫حّتىَ ي ُ َ‬ ‫شَرُبوا َ‬ ‫وا ْ‬ ‫م ك ُُلِوا َ‬ ‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫جُر(‬ ‫ف ْ‬‫ع ال ْ َ‬
‫حّتىَ ي َطْلِ ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ؤذ ّ ُ‬ ‫َل ي ُ َ‬

‫ل َقا َ‬
‫ل‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ َقا َ‬‫مإسألة ‪ :‬أخرج أبو دواد وأحمد ع َ ْ‬
‫ذا سم َ‬
‫حدُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫عأ َ‬ ‫م) إ ِ َ َ ِ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ي‬
‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫حّتىَ ي َ ْ‬ ‫ه َ‬
‫ع ُ‬ ‫ض ْ‬‫فَل ي َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫عَلِىَ ي َ ِ‬ ‫واْل َِناءُ َ‬‫داءَ َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫ه ( هذا الحديث قال أبو حاتم) ليس بصحيح(‬ ‫من ْ ُ‬
‫ه ِ‬‫جت َ ُ‬
‫حا َ‬ ‫َ‬
‫كما في ) العلل( وأعله ابن القُطان بالشك في رفعه‪،‬‬
‫وضعفه صاحب )المنار( كما حكاه المناوي في الفيض ‪ ،‬وقد‬
‫صححه الحاكم و اللبانأي ‪ ،‬والجمهور على خلف الحديث‬
‫لضعفه ‪ ،‬فإنأه بمجرد طلوع الفجر الصادقا حرم الكل ‪ ،‬ولو‬
‫كان النأاء في يده ‪ ،‬وهو ظأاهر حديث عائشة في آذان بلل‬
‫كما سبق أن نأهي الرسول صلى الله عليه وسلم عام لم‬
‫يستثن صورة دون أخرى ‪ ،‬وهذا هو الراجح ‪ ،‬أمإا آثاار‬
‫الصحابة فهي ل تشهد لحديث أبي هريرة ‪ ،‬لن الثاار تدل‬
‫على جواز الكل مإطلقُا مإا لم يصل الفجر ‪ ،‬أو حتى السفار‬
‫جدا أمإا حديث أبي هريرة السابق فإن الجواز فيه في صورة‬
‫واحدة فقُط حال كون النأاء في اليد أو على المائدة فقُط‪،‬‬
‫والله أعلم‬

‫قوله ) وسننه ستة ‪ :‬تعجيل الفطر ‪ ،‬وتأخير‬


‫السحور ‪ ،‬والزيادة في أعمال الخير ‪ ،‬وقوله جهرا‬
‫شتم ‪ ) :‬إني صائم( وقوله عند فطره ‪:‬‬ ‫إذا ُ‬
‫ت‪،‬‬‫ت ‪ ،‬وعلِىَ رزقك أفطر ُ‬
‫)) اللِهم لك صم ُ‬
‫سبحانك ‪ ،‬وبحمدك ‪ ،‬اللِهم تقبل مني إنك أنت‬
‫السميع العلِيم( ‪ ،‬وفطره علِىَ رطب ‪ ،‬فإن عدم‬
‫فتمر ‪ ،‬فإن عدم فماء(‬

‫‪21‬‬
‫قوله)) وسننه ستة ‪ :‬تعجيل الفطر( ل خلف بين‬
‫أهل العلم في جواز الفطر بعدد تحقُق غروب الشمس ‪،‬‬
‫كما حكاه ابن جرير وغيره ‪ ،‬وإنأما اختلفوا في وقت‬
‫الستحباب على قولين‬
‫الول ‪ :‬بعد الصلة وهو قول بعض أهل العلم مإنهم ابن‬
‫مي ْد ِ‬
‫ح َ‬‫ن ُ‬ ‫حبيب مإن المالكية ‪ ،‬ودليل ذلك مإا أخرجه مإالك ع َ ْ‬
‫خ ّ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫بن ع َبد الرحم َ‬
‫ن‬
‫ن بْ َ‬ ‫ما َ‬‫عث ْ َ‬
‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ع َ‬
‫ن ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ْ ِ ْ ِ ّ ْ َ ِ‬
‫ن إ َِلىَ اللِ ّي ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ن ي َن ْظَُرا ِ‬ ‫حي َ‬
‫ب ِ‬ ‫ر َ‬ ‫غ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫صلِ َّيا ِ‬
‫كاَنا ي ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫فا َ‬ ‫ع ّ‬‫َ‬
‫قب َ َ‬ ‫َ‬
‫صَل ِ‬
‫ة‬ ‫عدَ ال ّ‬ ‫ن بَ ْ‬
‫فطَِرا ِ‬ ‫م يُ ْ‬‫فطَِرا ث ُ ّ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫وِد َ ْ‬‫س َ‬‫اْل ْ‬
‫ن( قال ابن عبدالبر ) صحيح( ) التمهيد‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫في َر َ‬ ‫ك ِ‬ ‫وذَل ِ َ‬ ‫َ‬
‫‪ / 7/185‬الفاروقا( وصححه النووي في المجموع ‪ .‬لكن فيه‬
‫نأزاع في سماع حميد بن عبدالرحمن مإن عمر وعثمان ‪،‬‬
‫وقال ابن عبدالبر ) إن عمر خشي أن يطول المكث على‬
‫العشاء فقُدم العشاء على العشاء ( ونأقُل عن عثمان مإثل‬
‫ذلك ‪ ،‬وقال الشافعي ) كانأا يريان تأخير الفطر واسعا ‪ ،‬ل‬
‫أنأهما يتعمدان( المجموع ) ‪ (6/406‬وظأاهر الثار يرد تفسير‬
‫الشافعي والله أعلم‬

‫الثاني وهو قول أكثر أهل العلم ‪،‬يفطر قبل الصلة وبعد‬
‫مإغيب قرص الشمس وهو الراجح‪ ،‬وذلك لما أخرجه‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫عن سهل بن سع َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫دأ ّ‬ ‫الشيخان من حديث َ ْ َ ْ ِ ْ ِ َ ْ ٍ‬
‫ر‬
‫خي ْ ٍ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ل َل ي ََزال ُ الّنا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫اللِ ّ ِ‬
‫فطَْر( ‪ ،‬ولما أخرجه الشيخان مإن حديث عمر‬ ‫جُلِوا ال ْ ِ‬ ‫ع ّ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫بن الخطاب رضي الله عنه َ‬
‫هَنا َ‬ ‫ل اللِ ّي ْ ُ‬ ‫ذا أ َ ْ‬
‫هاُر‬ ‫وأدْب ََر الن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫م(‬ ‫صائ ِ ُ‬ ‫فطََر ال ّ‬ ‫قد ْ أ َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫غَرب َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫هَنا َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ولهما مإن حديث اب َ‬
‫ل ك ُّنا َ‬
‫مإعَ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أِبي أوَْفى َر ِ‬ ‫ْ َ‬
‫ل‬
‫ج ٍ‬ ‫ل ل َِر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫فرٍ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫س َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ح ِلي َ‬ ‫جد َ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ز ْ‬ ‫ان ْ ِ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫س َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ح ِلي َ‬ ‫جد َ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ز ْ‬ ‫ان ْ ِ‬
‫مىَ‬ ‫م َر َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫جد َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫فن ََز َ‬ ‫ح ِلي َ‬ ‫جد َ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ز ْ‬ ‫ان ْ ِ‬
‫‪22‬‬
‫هَنا‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫م اللِ ّي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ذا َرأي ْت ُ ْ‬ ‫ل إِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫هَنا ث ُ ّ‬ ‫ها ُ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫ب ِي َ ِ‬
‫م ( وجاء في صحيح مسلِم عن أ َِبي‬ ‫صائ ِ ُ‬ ‫فطََر ال ّ‬ ‫قدْ أ َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قُل َْنا َيا أ ّ‬
‫م‬ ‫ة فَ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫سُروقاٌ ع ََلى َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ت أَنأا وَ َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ل دَ َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ع َط ِي ّ َ‬
‫ال ْمؤ ْمإِنين رجَلن مإ َ‬
‫م‬‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫مد ٍ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫مإ َ‬
‫ب ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ َ َ ُ ِ ِ ْ‬
‫طاَر‬‫خُر اْل ِفْ َ‬ ‫خُر ي ُؤ َ ّ‬ ‫صَلة َ َواْل َ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫طا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫أَ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فطاَر‬ ‫َ‬ ‫ل ال ِ ْ‬‫ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صلة َ َ‬ ‫َ‬ ‫وَي ُؤ َ ّ‬
‫ع ّ‬ ‫ذيِ ي ُ َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت أي ّ ُ‬ ‫قال ْ‬ ‫خُر ال ّ‬
‫عوٍد‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عِني اب ْ َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫عب ْدُ اللِ ّ ِ‬ ‫قلِ َْنا َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫صَلةَ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع ّ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫َ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ع َر ُ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ك َذَل ِ َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫َ‬
‫سى( ‪.‬‬ ‫وسلِ ّم واْل َ َ‬
‫مإو َ‬ ‫خُر أُبو ُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫وأما الثار ‪ :‬فعن ابن عباس كان يفطر قبل الصلة ‪،‬‬
‫ومإثله عن أنأس ‪ ،‬وعن أبي برزة السلمي ‪ ،‬وعن ابن عمر ‪،‬‬
‫وعن أبي سعيد رواهن الفريابي في ) الصيام ( بأسانأيد‬
‫صحيحة ‪ ،‬وعن ابن مإسعود كما تقُدم في صحيح مإسلم‬

‫قوله ‪ ) :‬وتأخير السحور ( لما أخرجه الشيخان مإن‬


‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫حديث أ َنأس بن مإال ِك أ َن زيد بن َثابت حدث َه أ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ٍ َ ّ ُ‬ ‫َ ِ ْ ِ َ ٍ ّ َ ْ َ ْ َ‬
‫موا‬ ‫قا ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫ع الن ّب ِ‬ ‫م َ‬ ‫حُروا َ‬ ‫س ّ‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫و‬
‫نأ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫قدُْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ب َي ْن َ ُ‬ ‫ت كَ ْ‬ ‫قلِ ْ ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫صَل ِ‬ ‫إ َِلىَ ال ّ‬
‫ة(‬ ‫عِني آي َ ً‬ ‫ن يَ ْ‬
‫سّتي َ‬ ‫ِ‬
‫ل ‪:‬‬ ‫ه َقا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سعْد ٍ َر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫ل بْ‬ ‫سهْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ولما في البخاري ع َ ْ‬
‫عِتي أ َ ُ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫في أ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ر َ‬
‫ك‬ ‫ن أدْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫سْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫هِلِي ث ُ ّ‬ ‫حُر ِ‬ ‫س ّ‬ ‫ت أت َ َ‬ ‫)ك ُن ْ ُ‬
‫م( وعن‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ع َر ُ‬ ‫م َ‬ ‫جودَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ال ّ‬
‫بن ميمون قال كان أصحاب محمد صلِىَ اللِه علِيه‬
‫وسلِم‬
‫أعجل الناس فطرا ‪ ،‬وأبطأوه سحورا ( أخرجه‬
‫الفريابي في )الصيام( بسند صحيح‬

‫ن‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫مسألة فضل السحور ‪ :‬أخرج الشيخان عن أ َ‬


‫نأ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬‫ل َقا َ‬‫ه َقا َ‬
‫ه ع َن ْ ُ‬‫ي الل ّ ُ‬
‫ض َ‬
‫ك َر ِ‬‫مإال ِ ٍ‬
‫َ‬
‫ة( قوله ) بركة ( قال‬ ‫ر ب ََرك َ ً‬ ‫ِ‬ ‫حو‬ ‫س ُ‬
‫في ال ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫حُروا َ‬ ‫س ّ‬‫)ت َ َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫كة ال ِّتي ِفيهِ فَ َ‬ ‫مإا ال ْب ََر َ‬‫َ‬
‫ظاه َِرة ٌ ; ِلنأ ّ ُ‬ ‫النووي في شرحا مإسلم )وَأ ّ‬
‫‪23‬‬
‫سب َب ِهِ الّرغ َْبة ِفي‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ص ُ‬‫ح ُ‬ ‫ه ‪ ,‬وَت َ ْ‬ ‫شط ل َ ُ‬ ‫صَيام ‪ ,‬وَي ُن َ ّ‬ ‫وي ع ََلى ال ّ‬ ‫قُ ّ‬‫يُ َ‬
‫حر ‪ ,‬فَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫س ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫قُة ِفيهِ ع ََلى ال ْ ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫م َ‬ ‫فةِ ال ْ َ‬ ‫خ ّ‬‫صَيام ; ل ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مإ ْ‬ ‫اِلْزد َِياد ِ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫ض ّ‬‫ه ي َت َ َ‬ ‫ل ‪ِ :‬لنأ ّ ُ‬ ‫مإعَْناه ُ ‪ ,‬وَِقي َ‬ ‫مد ِفي َ‬ ‫معْت َ َ‬ ‫واب ال ْ ُ‬ ‫ص َ‬‫هُوَ ال ّ‬
‫ريف ‪ ,‬وَْقت‬ ‫ِ‬ ‫ك ال ْوَْقت ال ّ‬
‫ش‬ ‫عاء ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫كر َوالد ّ َ‬ ‫قُاظ َوالذ ّ ْ‬ ‫سِتي َ‬ ‫اِل ْ‬
‫َ‬
‫حبه‬ ‫صا ِ‬ ‫ََ‬ ‫ضأ‬ ‫ما ت َوَ ّ‬ ‫فار ‪ ,‬وَُرب ّ َ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫عاء َواِل ْ‬ ‫مة ‪ ,‬وَقَُبول الد ّ َ‬ ‫ح َ‬‫زل الّر ْ‬ ‫ت َن ْ ِ‬
‫َ‬
‫صَلة ‪ ,‬أوْ الت ّأ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هب‬ ‫عاء َوال ّ‬ ‫قُاظ ِللذ ّك ْرِ َوالد ّ َ‬ ‫سِتي َ‬‫م اِل ْ‬ ‫صّلى ‪ ,‬أوْ أَدا َ‬ ‫وَ َ‬
‫رو‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫جر(‪ .‬وأخرج مإسلم في صحيحه عَ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫حّتى ي َط ُْلع ال ْ َ‬ ‫ل ََها َ‬
‫َ‬
‫قال‪َ) :‬‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫صأ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال َْعا‬ ‫ِ‬ ‫بْ‬
‫ر(‬
‫ح ِ‬ ‫س َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ب أ َك ْلِ َ ُ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫صَيام ِ أ َ ْ‬ ‫و ِ‬ ‫مَنا َ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬

‫مسألة ‪ :‬حكم السحور ‪ :‬مإستحب بالجماع حكاه ابن‬


‫المنذر والنووي وابن قدامإة وغيرهم مإن أهل العلم‬

‫مسألة ‪ :‬بما يحصل السحور ‪ :‬الظاهر أنأه يحصل بكل أكل‬


‫وشرب ‪ ،‬وبه تحصل فضيلة السحور ‪ ،‬قال ابن تيمية ‪ ) :‬وإن‬
‫قدر على الكل فهو السنة لما جاء عن عمرو بن العاص ‪َ) :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هل ال ْكَتاب أ َ‬ ‫ل ما بين صيامَنا وصيام أ َ‬ ‫َ‬
‫ر(‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫لِ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ َ ِ‬ ‫ص ُ َ َ ْ َ ِ َ ِ‬‫ف ْ‬
‫رواه مإسلم‬

‫مسألة حكم الوصال ‪:‬الوصال ‪ :‬هو صوم يومإين فأكثر مإن‬


‫غير أكل أو شرب في الليل قاله النووي المجموع‬
‫واختلف أهل العلم في حكمه على قولين ‪:‬‬
‫الول‪ :‬التحريم وهو ظأاهر مإذهب الشافعي وذلك لما في‬
‫ل نأ ََهى‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر َر ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ّ‬
‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫الصحيحين ع َ ْ‬
‫ك‬‫ل َقاُلوا إ ِنأ ّ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ْوِ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قُى( ولهما مإن‬ ‫س َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫م إ ِّنأي أط ْعَ ُ‬ ‫مإث ْل َك ُ ْ‬‫ت ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل إ ِّنأي ل َ ْ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫ص ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫تُ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫حديث أبي هَُري َْرة َ َر ِ‬
‫ص ُ‬
‫ل‬ ‫وا ِ‬ ‫ك تُ َ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫قي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫صا َ‬ ‫و َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل إ ِّياك ُ ْ‬ ‫قا َ‬‫م َ‬
‫ل إّني أ َ‬
‫سل ّ َ‬‫وَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫فوا ِ‬ ‫فاك ْلِ َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫قي‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫بي‬ ‫ّ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ت ي ُطْ‬ ‫ُ‬ ‫بي‬‫ِ‬ ‫قا َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن(‪.‬‬ ‫قو َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ما ت ُ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪24‬‬
‫القُول الثانأي ‪ :‬الكراهة وهو مإذهب الحنابلة وهو القوى لما‬
‫صّلِىَ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫هىَ َر ُ‬ ‫ت) ن َ َ‬ ‫ه ع َن َْها َقال َ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫جاء َ‬
‫ة ( مإتفق عليه ‪ .‬فإنأما‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ل َر ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫اللِ ّ ُ‬
‫كان النهي لجل المشقُة ‪ ،‬ولن الصحابة لم يفهموا التحريم‬
‫بدليل أنأهم واصلوا بعد نأهي الرسول صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫هىَ َر ُ‬ ‫ل نَ َ‬‫قا َ‬ ‫فقُد أخرج الشيخان عن ابي هَُري َْرة َ َ‬
‫ص ُ‬
‫ل‬ ‫وا ِ‬ ‫ك تُ َ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬‫قاُلوا َ‬ ‫ل َ‬ ‫صا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ت ي ُطْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫قي َِ‬ ‫س ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫مِني َرّبي َ‬ ‫ع ُ‬ ‫مث ِْلِي إ ِّني أِبي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ل أي ّك ُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا‬
‫م َرأ ْ‬ ‫ما ث ُ ّ‬ ‫و ً‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ما ث ُ ّ‬ ‫و ً‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫وا َ‬ ‫هوا َ‬ ‫ن ي َن ْت َ ُ‬ ‫وا أ ْ‬ ‫ما أب َ ْ‬ ‫فلِ َ ّ‬ ‫َ‬
‫م(‬‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫من َك ّ ِ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫زدْت ُك ُ ْ‬ ‫خَر ل َ ِ‬ ‫و ت َأ َ ّ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫هَل َ‬ ‫ال ِ‬
‫ْ‬

‫مسألة‪ :‬وأمإا الوصال إلى السحر فجائز بل كراهة وهو مإذهب‬


‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫أحمد وإسحاقا لما أخرجه البخاري ع َ َ‬
‫خد ْرِيّ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫رضي الل ّه ع َن َ‬
‫م‬‫سل ّ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬‫سو َ‬ ‫معَ َر ُ‬
‫س ِ‬
‫ه َ‬
‫ه أنأ ّ ُ‬
‫ُ ْ ُ‬ ‫َ ِ َ‬
‫َ‬ ‫فأ َيك ُ َ‬
‫حّتىَ‬
‫ل َ‬ ‫ص ْ‬‫وا ِ‬ ‫فلِ ْي ُ َ‬
‫ل َ‬ ‫ص َ‬‫وا ِ‬ ‫ن يُ َ‬
‫م أَرادَ أ ْ‬‫صُلِوا َ ّ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل َل ت ُ َ‬‫قُو ُ‬
‫يَ ُ‬
‫ر(‬ ‫ح ِ‬
‫س َ‬‫حّتىَ ال ّ‬ ‫َ‬

‫قوله ) والزيادة في أعمال الخير( مإن قراءة قرآن‬


‫س‬
‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وصدقة ‪ ،‬وصلة ‪ ،‬واعتكاف ‪ ،‬وعمرة ‪ ،‬لما جاء ع َ ْ‬
‫علِ َيه وسلِ ّ َ‬
‫ود َ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه َ ْ ِ َ َ َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫َقا َ‬
‫ن ي َلِ ْ َ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬
‫قاهُ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫في َر َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫ود ُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ه‬
‫س ُ‬
‫ر ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫في ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬‫ل ل َي ْلِ َ ٍ‬
‫في ك ُ ّ‬ ‫قاهُ ِ‬ ‫ن ي َلِ ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ال ُ‬‫ْ‬
‫ود ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سلِ َ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫علِي ْ ِ‬ ‫ه َ‬‫صلِىَ اللِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ِ‬ ‫فلَِر ُ‬ ‫قْرآ َ‬
‫ن‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫ة( وفي الصحيحين ع َ ْ‬ ‫سلِ َ ِ‬‫مْر َ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ن الّري ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫وسلِم‬
‫َ‬ ‫ضي عنهما عن النبي صلِىَ اللِه علِيه‬ ‫س َر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ع َّبا‬
‫قضي حج ً َ‬
‫عي‬ ‫م ِ‬‫ة َ‬ ‫ج ً‬ ‫ح ّ‬ ‫و َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ن تَ ْ ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫في َر َ‬ ‫مَرةً ِ‬ ‫ع ْ‬‫ن ُ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫(‬

‫شتم ‪ ) :‬إني صائم(( لما في‬ ‫قوله )وقوله جهرا إذا ُ‬


‫ل‬ ‫ل َ‬
‫قا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬
‫عن ْ ُ‬‫ه َ‬‫ي اللِ ّ ُ‬‫ض َ‬‫الصحيحين عن أبي هَُري َْرة َ َر ِ‬
‫ل‬
‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫ل َ‬ ‫ل اللِ ّ ُ‬
‫ه كُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬‫ه َ‬‫علِ َي ْ ِ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سو ُ‬
‫َر ُ‬
‫‪25‬‬
‫فإن ّه ِلي وأ ََنا أ َ‬
‫م‬
‫صَيا ُ‬‫وال ّ‬ ‫ه َ‬‫زيِ ب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ ِ ُ‬ ‫صَيا َ‬‫ه إ ِّل ال ّ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ن آد َ َ‬‫ِ‬ ‫اب ْ‬
‫َ‬
‫ب‬‫خ ْ‬‫ص َ‬‫وَل ي َ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ف ْ‬ ‫فَل ي َْر ُ‬ ‫م َ‬‫دك ُ ْ‬‫ح ِ‬ ‫وم ِ أ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬‫ن يَ ْ‬
‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ة َ‬‫جن ّ ٌ‬ ‫ُ‬
‫فلِ ْي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م(‬ ‫صائ ِ ٌ‬‫ؤ َ‬ ‫مُر ٌ‬ ‫ل إ ِّني ا ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫قات َلِ َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫حد ٌ أ ْ‬‫هأ َ‬ ‫ساب ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫َ‬

‫قوله ) جهرا( لظاهر الحديث وهو اختيار النووي وابن تيمية‬


‫‪.‬‬
‫والقُول الثانأي لبعض أهل العلم ‪ :‬أنأه يقُول ذلك في نأفسه‬
‫سرا ً ‪ ،‬لجل دفع الرياء ‪ ،‬وزجر نأفسه عن السب ‪.‬‬
‫والقُول الثالث ‪ :‬التفصيل بين صوم الفرض ‪ ،‬وصوم النفل‬
‫ففي النفل يسر ‪ ،‬وفي الفرض يجهر ‪ ،‬وهو قول لبعض‬
‫الحنابلة ‪ ،‬والظأهر هو القُول الول والله أعلم‬

‫ت‪،‬‬ ‫قوله ‪ ) :‬وقوله عند فطره ‪ )) :‬اللِهم لك صم ُ‬


‫ت ‪ ،‬سبحانك ‪ ،‬وبحمدك ‪ ،‬اللِهم‬ ‫وعلِىَ رزقك أفطر ُ‬
‫تقبل مني إنك أنت السميع العلِيم( أخرج هذا الحديث‬
‫بهذا اللفظ الطبرانأي في ) الدعاء ( وفي مإعجمه الصغير مإن‬
‫حديث أنأس ‪ ،‬وفي إسناده داود بن الزبرقان ) مإتروك الحديث‬
‫( وله شاهد مإن حديث ابن عباس أخرجه الدارقطني وفي‬
‫سنده عبدالملك بن هارون مإتروك الحديث ‪ ،‬وشاهد آخر مإن‬
‫مإرسل مإعاذ بن زهرة أخرجه أبو داود وفي سنده مإقُال وهناك‬
‫ن‬‫ن ي َعِْني اب ْ َ‬ ‫مإْرَوا ُ‬ ‫حديث آخر أخرجه أبو داود والدراقطني عن َ‬
‫ل رأ َ‬
‫قُط َعُ َ‬
‫مإا‬ ‫ض ع ََلى ل ِ ْ‬
‫حي َت ِهِ فَي َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫قُ‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫فعَ َقا َ َ‬ ‫قُ ّ‬
‫م َ‬ ‫سال ِم ٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬
‫ف َ‬ ‫َزاد َ ع ََلى ال ْك َ ّ‬
‫هب الظّ ُ‬ ‫ذا أ َ ْ‬
‫عُروقاُ‬ ‫ت ال ْ ُ‬‫واب ْت َلِ ّ ْ‬‫مأ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ذَ َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فطََر َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه( وقال الدراقطني ) إسناده‬ ‫شاءَ اللِ ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جُر إ ِ ْ‬ ‫ت اْل ْ‬ ‫وث َب َ َ‬ ‫َ‬
‫حسن ( وفي سنده مإروان بن سالم ‪ ،‬لم يوثاقُه غير ابن حبان ‪،‬‬
‫ولم يرو عنه إل ابن واقد ‪ ،‬وضعفه ابن مإنده فقُال )غريب( كما‬
‫في) تهذيب الكمال(‬

‫قوله ‪) :‬وفطره علِىَ رطب ‪ ،‬فإن عدم فتمر ‪ ،‬فإن‬


‫ن‬ ‫ل َ‬
‫ك َقا َ‬ ‫عدم فماء( لما أخرجه الترمإذي ع َ َ‬
‫كا َ‬ ‫مإال ِ ٍ‬
‫ن َ‬‫س بْ ِ‬
‫ن أنأ َ ِ‬
‫ْ‬
‫‪26‬‬
‫عَلِىَ‬ ‫ّ‬ ‫ل أَ‬
‫ي َ‬ ‫َ‬ ‫لِ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫فطُِر َ‬
‫قب ْ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫م يُ ْ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلى اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ن‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫ت َ‬ ‫مي َْرا ٌ‬ ‫ت َ‬
‫فت ُ َ‬ ‫ن ُرطََبا ٌ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫ت َ‬ ‫ُرطََبا ٍ‬
‫ن‬‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ء ( قال الترمإذي ) َ‬ ‫ما ٍ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬‫وا ٍ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬‫مي َْرا ٌ‬ ‫تُ َ‬
‫ب ( وقال الدرقطني ) إسناده صحيح ( و أعله المإامإان‬ ‫ري ٌ‬ ‫غَ ِ‬
‫أبو حاتم وأبو زرعة‬

‫والقُول الخر ‪ :‬أنأه يستحب الفطر على تمر وهو مإذهب‬


‫مإرٍ ي َب ْل ُغُ ب ِهِ‬‫عا ِ‬ ‫ن َ‬‫ن ب ْ َِ‬
‫ما َ‬ ‫سل ْ َ‬
‫الجمهور و أخرج أهل السنن عن َ‬
‫فطِْر‬‫فلِ ْي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حدُك ُ ْ‬ ‫فطََر أ َ‬ ‫ذا أ َ ْ‬ ‫م َقا َ‬
‫ل إِ َ‬ ‫سل ّ َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ه‬‫فإ ِن ّ ُ‬‫ماءُ َ‬ ‫فال ْ َ‬‫مًرا َ‬ ‫جد ْ ت َ ْ‬‫م يَ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫فإ ِ ْ‬‫ة َ‬ ‫ه ب ََرك َ ٌ‬ ‫ر َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫عَلِىَ ت َ ْ‬
‫م ٍ‬ ‫َ‬
‫هوٌر ( وصححه أبو حاتم الرزاي والترمإذي وابن خزيمة‬ ‫طَ ُ‬
‫وابن حبان و قال النسائي) هذا الحرف ) فإنأه بركة( ل أعلم‬
‫أحدا ذكره غير ابن عيينة ‪ ،‬ول أحسبه مإحفوظأا ( ‪.‬‬
‫والذي يظهر أنأه ل فرقا بين الرطب والتمر كما قال الحنابلة ‪،‬‬
‫كما هو قول الجمهور ‪ ،‬والله أعلم ‪ ،‬فإن كان هناك فرقا‬
‫فالتمر مإقُدم على الرطب‬

‫تنبيه ‪ :‬ذكر بعض أهل العلم أن السنة للصائم في مإكة أن‬


‫يفطر على مإاء زمإزم ‪ ،‬ثام تمر ‪ ،‬والصحيح أنأه خلف السنة‬
‫والحديث ‪ ،‬وأيضا مإا ذكره بعضهم أن الصائم يفطر على حلوة‬
‫‪ ،‬إن لم يجد تمرا ً ‪ ،‬لن المقُصود الحلة ‪ ،‬خلف السنة ‪ ،‬لن‬
‫الحديث جعل الماء في حال عدم وجود التمر ‪.‬‬
‫وكره بعض أهل العلم مإج الماء إذا أفطر عليه الصائم ‪ ،‬لنأه‬
‫أثار عبادة ‪ ،‬والتعليل ضعيف ‪ ،‬والكراهة مإنتفية لعدم وجود‬
‫الدليل عليها ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله ‪ ) :‬ويحرم علِىَ من ل عذر له الفطر برمضان(‬


‫لنأه صوم واجب وتركه مإحرم‬
‫قوله ‪ ) :‬ويجب الفطرعلِىَ الحائض والنفساء( لما‬
‫َ‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬‫قا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬
‫خد ْرِيّ َ‬ ‫أخرجه البخاري عن أِبي َ‬
‫َ‬
‫ص ّ‬
‫ل‬ ‫ت لَ ْ‬
‫م تُ َ‬ ‫ض ْ‬‫حا َ‬‫ذا َ‬ ‫م) أل َي ْ َ‬
‫س إِ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫َ‬
‫‪27‬‬
‫ها(‬
‫ن ِدين ِ َ‬
‫صا ِ‬ ‫ن نُ ْ‬
‫ق َ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ل َ‬
‫فذَل ِ ِ‬ ‫ن ب ََلِىَ َ‬
‫قا َ‬ ‫قلِ ْ َ‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫َ‬
‫وبالجماع حكاه ابن قدامإة وابن تيمية وغيرهما‪.‬‬

‫قوله ) وعلِىَ من يحتاجه لنقاذ معصوم من مهلِكة (‬


‫لنأه يمكنه تدارك الصوم بالقُضاء ‪ ،‬ول يمكنه تدارك انأقُاذ‬
‫الغريق ونأحوه‪.‬‬

‫قوله ) وُيسن لمسافر ُيباح له القصر( اعلم أن‬


‫المسافر له عدة أحوال ‪:‬‬
‫الولىَ ‪ :‬أن يلحق المسافر بصيامإه ضرر فهذا حرام عليه‬
‫الصوم ‪ ،‬أو يلحقُه مإشقُة بصيامإه فهذا يكره في حقُه الصيام‬
‫م‬
‫ه ع َن ْهُ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ َر ِ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫لما أخرجه الشيخان ع َ ْ‬
‫ر‬
‫ف ٍ‬ ‫س َ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫قاُلوا‬ ‫فر َ‬
‫ف َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قدْ ظُلِ ّ َ‬ ‫جًل َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫حا ً‬ ‫ز َ‬ ‫ِ‬ ‫أى‬ ‫َ َ‬
‫ر ( ولما‬ ‫ف ِ‬ ‫س َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ل َي ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫َ‬
‫هّ‬
‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ّ‬
‫ن ع َب ْد ِ اللهِ َر ِ‬ ‫جاب ِرِ ب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أخرجه مإسلم في صححيه ع َ ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫عا َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫ع َن ْهُ َ‬
‫غ ك َُرا َ‬
‫ع‬ ‫حّتىَ ب َلِ َ َ‬ ‫م َ‬ ‫صا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫في َر َ‬ ‫ة ِ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ح إ َِلىَ َ‬ ‫فت ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‬
‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫فَر َ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫قد َ ٍ‬ ‫عا ب ِ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫س ثُ ّ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫صا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ميم ِ َ‬ ‫غ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬‫ك إِ ّ‬ ‫عدَ ذَل ِ َ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫م َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫س إ ِل َي ْ ِ‬ ‫حّتىَ ن َظََر الّنا ُ‬ ‫َ‬
‫صاةُ ُأول َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ع َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫صا َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ض الّنا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ق‬
‫ش ّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫صاةُ وفي لفظ ‪َ ) :‬‬ ‫ع َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ح‬
‫قد َ ٍ‬ ‫عا ب ِ َ‬ ‫فد َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫علِ ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ما َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي َن ْظُُرو َ‬ ‫وإ ِن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫صَيا ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫علِي ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ر(‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫عدَ ال ْ َ‬ ‫ء بَ ْ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬أن يتساوى الفطر والصيام في حق الصائم ‪:‬‬


‫فقُولن لهل العلم الول ‪ :‬فالجمهور على أن الفضل الصوم ‪،‬‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬وهو قول الحنابلة على أن الفضل الفطر‬
‫ودليل الجمهور مإا أخرجه الشيخان ع َ َ‬
‫ي الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬‫ن أِبي الد ّْرَداِء َر ِ‬ ‫ْ‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫ع الن ّب ِ ّ‬‫م َ‬
‫جَنا َ‬‫خَر ْ‬‫ل َ‬‫ه َقا َ‬
‫ع َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ل ي َدَهُ‬ ‫ع الّر ُ‬ ‫ض َ‬ ‫حّتىَ ي َ َ‬ ‫حاّر َ‬‫وم ٍ َ‬ ‫في ي َ ْ‬ ‫ه ِ‬
‫ر ِ‬
‫فا ِ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫‪28‬‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫فيَنا َ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ة ال ْ َ‬‫شدّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫س ِ‬ ‫عَلِىَ َرأ ِ‬ ‫َ‬
‫حة َ( وفي‬ ‫وا َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫واب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مإسلم ) في شهر رمضان( فهذا فعل النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وفعله أفضل لنأه ل يفعل إل الكمل ‪ ،‬ولما رواه مإسلم‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫جا‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫عي‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫بي‬ ‫أَ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫سلِ َ‬‫ّ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫علِي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫صلِىَ اللِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ل اللِ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ع َر ُ‬ ‫م َ‬‫فْرَنا َ‬ ‫سا َ‬ ‫قال َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ب بَ ْ‬ ‫عي ُ‬ ‫فَل ي َ ِ‬ ‫فطُِر َ‬ ‫م ْ‬ ‫فطُِر ال ْ ُ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫م َ‬‫صائ ِ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫صو ُ‬ ‫في َ ُ‬ ‫َ‬
‫ض ( ولنأه أسرع في إبراء الذمإة ‪ ،‬وأسهل إذا صام‬ ‫ع ٍ‬ ‫عَلِىَ ب َ ْ‬ ‫َ‬
‫الناس‬

‫وحجة الحنابلة مإا تقُدم مإن الحاديث في أنأه ليس مإن البر‬
‫رو‬‫م ٍ‬‫ن عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مَزة َ ب ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫الصيام في السفر مإا رواه مإسلم عن َ‬
‫جدُ ِبي‬ ‫ل اللِ ّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫اْل َسل َمي رضي الل ّه ع َن َ‬
‫هأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ه أنأ ّ ُ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ْ ِ ّ َ ِ َ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ف َ‬‫ح َ‬ ‫جَنا ٌ‬ ‫ي ُ‬ ‫علِ َ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ‬‫ر َ‬ ‫ف ِ‬ ‫س َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫صَيام ِ ِ‬ ‫عَلِىَ ال ّ‬ ‫وةً َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ُ‬
‫ن اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫خ َ‬ ‫ي ُر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ِ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬
‫جَنا َ‬‫فَل ُ‬ ‫م َ‬ ‫صو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ها َ‬
‫ف َ‬ ‫خذ َ ب ِ َ‬‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ي َذْك ُْر ِ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫خ َ‬ ‫ي ُر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ديث ِ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬‫هاُرو ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫ه( ولن الله يحب أن تؤتى رخصة كما ُيكره أن تؤتى‬ ‫اللِ ّ ِ‬
‫مإعاصيه ‪ ،‬ومذهب الجمهور أقوى ‪ ،‬لنه فعل الرسول‬
‫صلِىَ اللِه علِيه وسلِم‬

‫وذهبت طائفة إلى تحريم الصوم في السفر مإنهم أبو هريرة ‪،‬‬
‫فقُد أخرج الفريابي في )الصيام ( وابن أبي شيبة وغيرهما عن‬
‫ت رمضان في‬ ‫مإحرر بن أبي هريرة ‪ ،‬عن أبيه قال ) صم ُ‬
‫السفر ‪ ،‬فأمرني أبو هريرة أن أعيد في أهلِي (‬
‫ومإحرر مإن التابعين ذكره ابن حبان في الثقُات وروى عنه‬
‫جماعة ‪ ،‬وهو يروي عن والده ‪ ،‬ويروي قصة وقعت له ‪ ،‬فهذا‬
‫إسناد حسن ‪ ،‬والله أعلم ‪ ،‬ولكن هذا الثار مإقُابل بغيره مإن‬
‫الثاار ‪ ،‬فقُد أخرج ابن أبي شيبة‬

‫‪29‬‬
‫وغيره عن عثمان بن العاص رضي الله عنه ‪ ،‬أنأه قال )‬
‫الصوم أفضل ( ومإثله عن أنأس بسند صحيح خرجه ابن أبي‬
‫شيبة‬

‫وقول آخر حكاه ابن جرير عن قوم ‪ ،‬أنأه يجب الصيام في‬
‫السفر! وهذا أغرب القوال‬

‫وأرجح هذا القوال هو مإذهب الجمهور –على التفصيل الذي‬


‫تقُدم ‪ ، -‬لنه فعل الرسول صلِىَ اللِه علِيه وسلِم‬
‫‪.‬واللِه أعلِم‬

‫من‬ ‫ف َ‬‫قوله ) ولمريض يخاف الضرر ( لقُول الله تعالى ) َ‬


‫خَر(‬ ‫ن أ َّيام ٍ أ ُ َ‬ ‫م ْ‬
‫عدّةٌ ّ‬ ‫ر َ‬
‫ف ِ‬ ‫ف ٍ‬‫س َ‬ ‫عَلِىَ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ريضا ً أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫من ُ‬
‫كم ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫وبالجماع حكاه ابن قدامإة رحمه الله تعالى‪.‬‬
‫مإسألة ضابط المرض الذي يبيح الفطر أقوال لهل العلم‬
‫الول ‪ :‬أنأه المرض الذي يطيق صاحبه مإعه القُيام لصلته ‪،‬‬
‫حكاه ابن جرير عن الحسن وإبراهيم بن مإسلم‬
‫الثانأي‪ :‬كل مإرض ُيسمى مإرضا ‪ ،‬لن الية أطلقُت ‪ ،‬فكل مإا‬
‫وقع عليه اسم المرض ‪ ،‬فلصاحبه أن يفطر ‪ ،‬وإن كان الصيام‬
‫ل يشق عليه ‪ ،‬كمن كان به جرحا في اصبعه أو نأحوه ‪ ،‬وهو‬
‫مإذهب ابن سيرين ‪ ،‬والظاهرية‬
‫الثالث‪ :‬هو مإا يلحق به المريض مإشقُة في صيامإه ‪ ،‬سواء مإن‬
‫زيادة مإرض أو تأخر برء ‪ ،‬وهو الراجح‬
‫سَر(‬‫ع ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫ريدُ ب ِك ُ ُ‬‫ول َ ي ُ ِ‬‫سَر َ‬ ‫م ال ْي ُ ْ‬ ‫ريدُ اللِ ّ ُ‬
‫ه ب ِك ُ ُ‬ ‫لقُوله تعالى )ي ُ ِ‬
‫‪.‬‬
‫واعلم أن المريض الذي يخشى المرض بالصيام ‪ ،‬كالمريض‬
‫الذي يخاف زيادته في إباحة الفطر ‪ ،‬لن المريض إنأما أبيح له‬
‫الفطر خوفا مإما يتجدد بصيامإه مإن زيادة المرض ‪ ،‬فالصحيح‬
‫الخائف مإن المرض بالصيام في مإعناه ‪ ،‬والله أعلم‬

‫‪30‬‬
‫مسألة ‪ :‬أصحاب المهن الشاقة ‪ ،‬يجب عليه الصيام ‪،‬‬
‫فإن لم يطق عمل بالليل ‪ ،‬وصام بالنهار ‪ ،‬فإن لم يستطع ‪،‬‬
‫ترك مإهنته هذه في رمإضان وصام ثام عاد إليها فإن لم‬
‫يستطع ذلك كله ‪ ،‬وخشي على نأفسه التلف مإع الصوم ‪ ،‬أفطر‬
‫‪ ،‬وقضى ‪ ،‬قال الجري – رحمه الله تعالى – ) مإن صنعته‬
‫شاقة ‪ ،‬فإن خاف تلفا ‪ ،‬أفطر وقضى ‪ ،‬وإن لم يضره تركها أثام‬
‫‪ ،‬وإل فل هذا قول الفقُهاء( ) الفروع ‪ / 437 /4‬تركي(‬

‫مسألة ‪:‬و إن خاف على نأفسه مإن غلبة الجوع والعطش‬


‫فخاف الهلك لزمإه أن يفطر ‪ ،‬وإن كان صحيحا لقُوله تعالى‬
‫حيما ً (‬ ‫ن ب ِك ُ ْ‬
‫م َر ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن اللِ ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫قت ُُلِوا ْ َأن ُ‬
‫ف َ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬
‫تعالى ) َ‬
‫المجموع )‪(6/262‬‬

‫قوله ) و ٌيباح لحاضر سافر أثناء النهار ( صورة‬


‫المسألة مإقُيم شرع في السفر وهو صائم ‪ ،‬فله الفطر أو ل ؟ا‬
‫قولن لهل العلم‪ :‬الول ‪ :‬أنأه ل يجوز له الفطر ‪ ،‬لنأه اجتمع‬
‫في حقُه الحظر ‪ -،‬وهي القامإة‪ ، -‬والباحة – وهي السفر –‬
‫فُغلب جانأب الحظر الحظر ‪ ،‬هو عدم الفطر‬

‫الثانأي‪ :‬أن له الفطر وهو مإذهب أحمد وإسحاقا لما أخرجه أبو‬
‫صَرةَ‬ ‫ل ك ُن ْت م َ‬ ‫قا َ‬ ‫ر َ‬ ‫ع َ‬
‫ع أِبي ب َ ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫جب ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫فٌر اب ْ ُ‬ ‫ج ْ‬‫داود وأحمد عن َ‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ب الن ّب ِ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫يِ َ‬ ‫ر ّ‬ ‫فا ِ‬ ‫غ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ب‬
‫قّر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ع ثُ ّ‬ ‫ف َ‬‫فُر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫في َر َ‬ ‫ط ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫فين َ ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫حّتىَ‬ ‫ت َ‬ ‫وْز ال ْب ُُيو َ‬ ‫جا ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫فلِ َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ديث ِ ِ‬ ‫ح ِ‬‫في َ‬ ‫فٌر ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ج ْ‬
‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫داهُ َ‬ ‫غ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ت ت ََرى ال ْب ُُيو َ‬ ‫س َ‬ ‫ت أل َ ْ‬ ‫قلِ ْ ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫ر ْ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ة َ‬ ‫فَر ِ‬ ‫س ْ‬ ‫عا ِبال ّ‬ ‫دَ َ‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ة َر ُ‬ ‫سن ّ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ب َ‬ ‫غ ُ‬ ‫صَرةَ أ َت َْر َ‬ ‫ل أُبو ب َ ْ‬
‫قا َ َ‬ ‫َ‬
‫ل( وفي سنده‬ ‫فأ َك َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ديث ِ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫في َ‬ ‫فٌر ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫كليب بن ذهيل ‪ ،‬قال ابن خزيمة ) ل أعرفه بعدالة( وقال ابن‬
‫حجر ) مإقُبول ( أي إذا توبع ‪ ،‬والراجح وهو جواز الفطر لن‬
‫السفر سبب مإبيح للفطر والله أعلم ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫مإسألة مإتى يفطر الصائم الذي يريد السفر ؟ا ‪ :‬قولن لهل‬
‫العلم‬
‫الول ‪ :‬بعد خروجه مإن البيوت ‪ ،‬وهو رواية عن أحمد قياسا‬
‫على الصلة‬
‫الثانأي ‪ :‬في المنزل هو قول بعض أهل العلم – كما حكاه‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ب أن ّ ُ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫د بْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫الترمإذي – مإنهم إسحاقا ‪ ،‬لما جاء َ‬
‫فًرا‬ ‫س َ‬ ‫ل أ َت َيت أ َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ريدُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ضا‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫س‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ ُ‬
‫عا‬ ‫فد َ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ف ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫س ث َِيا َ‬ ‫ول َب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫حلِ َت ُ ُ‬ ‫ه َرا ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫حلِ َ ْ‬ ‫قدْ ُر ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب(‬ ‫م َرك ِ َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ة َ‬ ‫سن ّ ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫قلِ ْ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫فأك َ َ‬ ‫عام ٍ َ‬ ‫ب ِطَ َ‬
‫أخرجه الترمإذي وحسنه ‪ ،‬وصححه ابن القُطان ‪ ،‬واللبانأي‬
‫م‬ ‫ل ال ْعِل ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫)جزء في تصحيحه( قال الترمإذي ) وقَد ذ َهَب بعض أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫لأ ْ‬ ‫فط َِر ِفي ب َي ْت ِهِ قَب ْ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫سافِرِ أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ث وََقاُلوا ل ِل ْ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫إ َِلى هَ َ‬
‫خرج ول َيس ل َ َ‬
‫دين َةِ‬ ‫م ِ‬ ‫دارِ ال ْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫صَلة َ َ‬ ‫صَر ال ّ‬ ‫قُ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫يَ ْ ُ َ َ ْ َ ُ‬
‫ي( وهو‬ ‫حن ْظ َل ِ ّ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قُ‬ ‫أ َوْ ال ْ‬
‫ِ‬
‫الراجح واللِه أعلِم‬

‫قوله ‪) :‬ولمرضع وحامل خافتا علِىَ أتفسهما ‪ ،‬أو‬


‫علِىَ الولد ‪ ،‬لكن إن أفطرتا خوفا علِىَ الولد لزم‬
‫وليه إطعام مسكين ( الحامإل والمرضع إمإا أن تفطر‬
‫رمإضان لخوفها على نأفسها ومإشقُة الصيام عليها ‪ ،‬فهذه عليها‬
‫القُضاء فقُط ‪ ،‬لنأها في حكم المريض ‪ ،‬وإمإا أن تفطر خوفا‬
‫على ولدها لن الجوع يضر بالطفل أو نأحوه ‪ ،‬فهذه عليها‬
‫القُضاء ‪ ،‬وعلى ولي الطفل الفدية ‪ ،‬لن الفطر حصل بسبب‬
‫الولد وهو مإذهب الشافعية والحنابلة‪ ،‬و جواز فطر المرضع‬
‫والحامإل في هاتين الصورتين بل خلف بين أهل العلم قاله‬
‫ابن قدامإة‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬تفطران وتقُضيان ول تفديان وهو قول عطاء‬
‫وأصحاب الرأي وابن المنذر‬

‫‪32‬‬
‫والثالث‪ :‬التفريق بين الحامإل والمرضع ‪ ،‬فالمرضع تفطر‬
‫وتقُضي وتفدي ‪ ،‬والحامإل تفطر وتقُضي ول فدية وهذا مإذهب‬
‫مإالك‪.‬‬
‫والرابع ‪ :‬يفطران ويفديان ول قضاء عليهما وهو قول ابن‬
‫عمر وابن عباس رضي الله عنهما ‪ ،‬ومإذهب سعيد بن جبير‬
‫وإسحق‬
‫ل ال ْعِل ْم ِ و َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ل ع ََلى هَ َ‬
‫ل‬ ‫عن ْد َ أهْ ِ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫قال الترمذيِ ‪َ) :‬وال ْعَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ضَيا ِ‬ ‫قُ ِ‬ ‫ن وَت َ ْ‬ ‫فط َِرا ِ‬ ‫ضعُ ت ُ ْ‬ ‫مْر ِ‬ ‫ل َوال ْ ُ‬ ‫مإ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل ال ْعِل ْم ِ ال ْ َ‬ ‫ض أهْ ِ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬
‫مد ُ و َقا َ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬ ‫ي وَأ ْ‬ ‫شافِعِ ّ‬ ‫ك َوال ّ‬ ‫مإال ِ ٌ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫فَيا ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫قُو ُ‬ ‫ن وَب ِهِ ي َ ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫وَت ُط ْعِ َ‬
‫ضَتا‬ ‫شاَءَتا قَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما وَإ ِ ْ‬ ‫ضاَء ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ن وََل قَ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن وَت ُط ْعِ َ‬ ‫فط َِرا ِ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫حقُ( وهو الراجح وذلك لما‬ ‫س َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قُو ُ‬ ‫ما وَب ِهِ ي َ ُ‬ ‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫وََل إ ِط َْعا َ‬
‫رواه الترمإذي‬
‫ت‬‫غاَر ْ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫ن ك َ َعْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ن ب َِني ع َب ْد ِ الل ّ‬ ‫ْ‬ ‫مإ‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ك‬‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫مإا‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫نأ‬‫عَن أ َ‬
‫ْ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫م فَأت َي ْ ُ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫خي ْ ُ‬ ‫ع َل َي َْنا َ‬
‫ت‬ ‫قُل ْ ُ‬‫ل فَ ُ‬ ‫ن فَك ُ ْ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫قُا َ‬ ‫دى فَ َ‬ ‫ه ي َت َغَ ّ‬ ‫جد ْت ُ ُ‬ ‫م فَوَ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫حدّث ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫قُا َ‬ ‫م فَ َ‬
‫صَيام ِ إ ِ ّ‬ ‫و ال ّ‬ ‫وم ِ أ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ك َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫إ ِّنأي َ‬
‫صَل ِ‬
‫ة‬ ‫شطَْر ال ّ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ر ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ض َ‬ ‫و َ‬ ‫عاَلىَ َ‬ ‫ه تَ َ‬ ‫اللِ ّ َ‬
‫ه لَ َ‬ ‫عن ال ْحامل أ َو ال ْمرضع الصو َ‬
‫قد ْ‬ ‫واللِ ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫صَيا َ‬ ‫و ال ّ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫َ ِ ِ ْ‬ ‫و َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫سلِ ّ َ ْ‬
‫و‬‫ما أ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ك ِلِت َي ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ما الن ّب ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قال َ ُ‬ ‫َ‬
‫ما ( وحسنه الترمإذي واللبانأي وغيرهما ‪ ،‬وقد أعله‬ ‫ه َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ابن التركمانأي بالضطراب ‪ ،‬وقول مإن حسن الحديث أولىَ‬
‫بالصواب ‪ ،‬والله أعلم‬
‫ولما جاء عن ابن عمر ) الحامل إذا خشيت علِىَ نفسها‬
‫في رمضان تطعم ‪ ،‬وتفطر ول قضاء علِيها ( أخرجه‬
‫عبدالرزاقا بسند صحيح عنه ‪ ،‬وكذا أخرجه الشافعي وفيه )‬
‫تطعم كل يوم مسكينا مدا من حنطة(‬
‫وصح عن ابن عباس أخرج ابن جرير عنه أنأه قال ) إذا‬
‫خافت الحامل علِىَ نفسها والمرضع علِىَ ولدها في‬
‫رمضان‪ .‬قال يفطران ويطعمان مكان كل يوم‬
‫مسكينا ول يقضيان صوما ( قال ابن قدامإة و ابن تيمية‬
‫) وليس لهما مإخالف مإن الصحابة (‬
‫‪33‬‬
‫قوله ) و إن أسلِم الكافر ‪ ،‬وطهرت الحائض ‪ ،‬وبرىء‬
‫المريض ‪ ،‬وقدم المسافر ‪ ،‬وبلِغ الصغير ‪ ،‬وعقل‬
‫المجنون في أثناء النهار ‪ ،‬وهم مفطرون ‪ ،‬لزمهم‬
‫المساك والقضاء(‬

‫قوله ) وإن أسلِم الكافر ( أمإا اليام التي مإضت قبل‬


‫إسلمإه فل يقُضيها بالتفاقا ‪ ،‬و مإا استقُبله مإن أيام فإنأه‬
‫يصومإها بالجماع ‪ ،‬حكاهما ابن قدامإة ‪ .‬وأمإا إن اسلم أثاناء‬
‫النهار ‪ ،‬فهل يقُضيه قولن لهل العلم‬
‫الول ‪ :‬أنأه يقُضي ‪ ،‬لنأه أدرك جزءا مإن وقت العبادة ‪ ،‬كما لو‬
‫أدرك جزءا مإن وقت الصلة ‪ ،‬وهو قول أحمد وإسحاقا‪.‬‬
‫الثانأي ‪ :‬أنأه ل يقُضي هذا اليوم ‪ ،‬لنأه لم يدرك مإا يمكنه‬
‫التلبس به ‪ ،‬وهو قول مإالك وأبي ثاور ومإذهب الشافعي على‬
‫الصحيح ورواية عن أحمد وابن المنذر وهو الراجح ومإثله‬
‫الصغير إذا بلغ ‪ ،‬والمجنون إذا أفاقا والله أعلم‬

‫أمإا المإساك فقُولن لهل العلم ‪ :‬يجب عليه المإساك وهو‬


‫مإذهب الحنابلة ‪ ،‬والرواية الخرى وهو قول مإالك والشافعي‬
‫ل يمسك ‪ ،‬وهو الراجح وذلك لما أخرجه ابن أبي شيبة بسند‬
‫صحيح عن ابن مإسعود ) من أكل أول النهار فلِيأكل‬
‫آخره( وهذا كله في حق مإن أفطر بعذر ثام زال عذره في‬
‫أثاناء نأهار رمإضان ‪ ،‬كالصبي إذا بلغ والحائض إذا طهرت ‪،‬‬
‫والمسافر إذا قدم ‪ ،‬والمجنون إذا أفاقا ‪.‬‬

‫مإسألة ‪ :‬أمإا مإن أفطر بغير عذر ‪ ،‬فليزمإه المإساك بقُية اليوم‬
‫بل خلف قاله ابن قدامإة رحمه الله تعالى‬

‫قوله ‪ ) :‬وليس لمن جاز الفطر برمضان أن يصوم‬


‫غيره فيه ( كرجل مإسافر ‪ ،‬فأراد أن يصوم نأذرا أو قضاء أو‬

‫‪34‬‬
‫تطوعا بدل مإن رمإضان لن الله رخص له في الفطر فيه ‪ ،‬فل‬
‫يصح صيامإه لن الوقت مإعين لشهر رمإضان‬

‫قوله )فصل في المفطرات ( أي في مإفسدات الصوم‬


‫ومإبطلته ‪ ،‬واعلم أن بعض الفقُهاء جعلها على قسمين ‪ ،‬الول‬
‫مإفطرات يجب فيها القُضاء فقُط ‪ ،‬والثانأي مإفطرات يجب‬
‫فيها القُضاء مإع الكفارة ‪ ،‬والراجح – كما يأتي إن شاء الله‬
‫تعالى – أن كل المفطرات ل كفارة فيها عدا الجماع ‪.‬‬
‫والمفطرات بالنسبة لبدن الصائم على نأوعين ‪ :‬الول ‪ :‬مإا‬
‫يخرج مإن البدن على سبيل الستفراغ كالقُىء والحجامإة ‪،‬‬
‫ويأتي الكلم على ذلك إن شاء الله تعالى‪ .‬الثانأي ‪ :‬مإا دخل‬
‫إلى البدن ‪ ،‬وقد اختلف أهل العلم في ضابط المفطر الداخل‬
‫إلى البدن ‪ :‬فمنهم مإن قال ) كل مإا وصل مإن عين إلى مإا‬
‫يسمى جوفا ( وهو مإذهب الشافعية وشرطه أن يكون‬
‫بواسطة مإنفذ مإفتوحا ل بمسام( ‪ ،‬وعند الحنابلة ) أن الواصل‬
‫إلى الجوف وشرطه أن يصل إلى البطن أو مإا كان بينه وبين‬
‫البطن مإجرى( وظأاهر كلم شيخ السلم هو ما يصل إلىَ‬
‫المعدة ويغذيه‬
‫أو يغنيه عن الغذاء ‪ ،‬وهو الراجح والله أعلم‬

‫قوله ‪ ) :‬خروج دم الحيض والنفاس ‪ ،‬الموت ‪ ،‬والردة‬


‫( بالجماع ‪ ،‬وقد تقُدم الكلم على الحيض والنفاس عند‬
‫شروط صحة الصوم ‪ ،‬والموت هو انأقُطاع التكليف ‪ ،‬ولو أرتد‬
‫المسلم – والعياذ بالله – ثام عاد إلى السلم في نأفس اليوم ‪،‬‬
‫قضى ذلك اليوم بل خلف قاله ابن قدامإة‬

‫قوله )والعزم علِىَ الفطر ( أي لو نأوى الصائم الفطر‬


‫جازمإا بذلك ‪ ،‬فإنأه يفطر ‪ ،‬ولو لم يفعل شيئا مإن المفطرات‬
‫وهذا هو قول المالكية والحنابلة ‪ ،‬والقُول الخر ‪ :‬أنأه ل يفطر‬
‫وهو مإذهب الحنفية ‪ ،‬وجماعة مإن الشافعية ‪ ،‬وحجتهم في‬
‫ه‬
‫عن ْ ُ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أ َِبي ُ‬
‫هَري َْرةَ َر ِ‬ ‫ع ْ‬
‫ذلك مإا أخرجه الشيخانأ َ‬
‫‪35‬‬
‫وَز‬ ‫جا َ‬ ‫ه تَ َ‬ ‫ن اللِ ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ها ما ل َم ت َعم ْ َ‬ ‫ُ‬
‫لأ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫دوُر َ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬ ‫و ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مِتي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ِلي َ‬
‫م( واللفظ للبخاري ‪.‬ولن نأية الفطر لم يتصل بها فعل‬ ‫ت َك َلِ ّ ْ‬
‫فلم تعتبر ‪.‬‬
‫والقول الول هو الراجح لما أخرجه الشيخان –‬
‫ي اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫واللِفظ للِبخاريِ ‪ -‬عن ُ‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫من ْب َ‬ ‫عَلِىَ ال ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ما ل ِك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫وإ ِن ّ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ِبالن ّّيا ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ما اْل َ ْ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫و‬
‫ها أ ْ‬ ‫صيب ُ َ‬ ‫ه إ َِلىَ دُن َْيا ي ُ ِ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫وى َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫ر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ا ْ‬
‫َ‬
‫ه(‬ ‫جَر إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إ َِلىَ َ‬ ‫جَرت ُ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ها َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة ي َن ْك ِ ُ‬ ‫مَرأ ٍ‬ ‫إ َِلىَ ا ْ‬
‫ولن الصوم عبادة والصل أن تكون النية في كل جزء مإن‬
‫أجزاء الصوم ‪ ،‬إل أنأه رخص في استصحابها فيه ‪ ،‬لمشقُته ‪،‬‬
‫وفرقا بين الصوم وغيره مإن الفعال ‪ ،‬فإن الصوم كف عن‬
‫المفطرات فلبد فيه مإن النية‪،‬‬
‫والله أعلم‬

‫قوله ) والتردد فيه( أي التردد في الصوم وإتمامإه يبطل‬


‫الصوم لن التردد قطع نأية ‪ ،‬والوجه الثانأي في مإذهب الحنابلة‬
‫‪ ،‬وهو الراجح أنأه ل يبطل بالتردد ‪ ،‬لنأه دخل بنية مإتيقُنة ‪ ،‬فل‬
‫تزول بالشك والتردد‬

‫مسألة ‪ :‬أمإا صيام التطوع فإنأه وإن قطعه بنيته له أن‬


‫يستأنأفه مإرة أخرى مإا لم يأكل شيئا أو يفعل شيئا مإن‬
‫المفطرات لنأه يجوز إنأشاء النية فيه مإن النهار والله أعلم‬

‫ن أ َِبي‬‫ع ْ‬ ‫قوله ) القىَء عمدا( لما رواه أهل السنن َ‬


‫هريرةَ أ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل) َ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫لِ‬‫ع‬‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬
‫لِىَ‬ ‫ص‬ ‫ي‬
‫ِ ّ َ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ُ َ ْ َ‬
‫دا (‬
‫م ً‬‫ع ْ‬
‫قاءَ َ‬ ‫ست َ َ‬‫نا ْ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫ضاءٌ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫س َ‬ ‫فلِ َي ْ َ‬
‫يءُ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫ع ُ‬‫ذََر َ‬
‫والحفاظ على ضعف هذا الحديث كأحمد والبخاري والدارمإي‬
‫والترمإذي و أبو داود والبيهقُي ‪ ،‬وأعلوه بتفرد هشام بن حسان‬
‫‪ ،‬وإن كان ظأاهر السناد الصحة ‪ ،‬ولم يعتدوا بمن تابع هشام‬
‫‪36‬‬
‫بن حسان ‪ .‬وصح عن أبي هريرة خلف مإا رواه أنأه قال ) إذا‬
‫فطُِر ( رواه البخاري ‪ ،‬لكن قد ٌيحمل على أنأه إذا‬ ‫فَل ي ُ ْ‬ ‫قاءَ َ‬‫َ‬
‫لم يفعل ذلك عمدا ‪ ،‬لنأه قال ) قاء( وهذا في غير المتعمد ‪،‬‬
‫ولم يقُل )استقُاء( ‪.‬‬
‫ول َي ْ َ‬
‫س‬ ‫خ َ‬
‫ل َ‬ ‫ما دَ َ‬
‫م ّ‬
‫م ِ‬
‫و ُ‬
‫ص ْ‬
‫ة )ال ّ‬
‫م ُ‬ ‫عك ْ ِ‬
‫ر َ‬ ‫و ِ‬
‫س َ‬‫ن ع َّبا ٍ‬
‫ل اب ْ ُ‬‫ََو َقا َ‬
‫ج (أخرجه البخاري في صحيحه مإعلقُا‪ .‬وصحح‬ ‫خَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫الحافظ في ) الفتح ( ذلك عن ابن مإسعود أيضا ‪.‬‬

‫ن‬ ‫ّ‬
‫وجاء َعن ابن عمر خلف ذلك فقُد أخرج مإالك ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ف َ‬‫م َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬‫قاءَ َ‬ ‫ست َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫مَر أن ّ ُ‬‫عُ َ‬
‫ضاءُ( ‪ .‬وقد‬ ‫ق َ‬‫ه ال ْ َ‬‫علِ َي ْ ِ‬‫س َ‬ ‫فلِ َي ْ َ‬‫يءُ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ن ذََر َ‬
‫ع ُ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬‫ضاءُ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫انأعقُد الجماع عليه كما حكاه ابن المنذر ‪ ،‬والترمإذي ‪ ،‬وهو‬
‫الراجح ‪ ،‬وأن القُيء عمدا يفطر به صاحبه والله أعلم‬

‫قوله ) والحتقان من الدبر( لنأه وصل إلى الجوف‬


‫باختياره ‪ ،‬فأشبه الكل ‪ ،‬وقال القُاضي عبدالوهاب المالكي‬
‫في ) الشراف( أنأها ل تفطر لن داخل الدبر مإوضع حصول‬
‫اللبن فيه ل يوجب الرضاع ‪ ،‬فلم يوجب الفطر ‪ ،‬ولنأها ليست‬
‫بمغذية ‪ ،‬ول يحصل بها غذاء ‪ ،‬وهو اختيار ابن تيمية وهو‬
‫الراجح‬

‫مسألة ‪ :‬أمإا البر المعروفة اليوم فهي قسمان ‪ :‬قسم مإغذي‬


‫ويحصل به الغذاء فهي مإفطرة لنأها قائمة مإقُام الطعام ‪،‬‬
‫وقسم آخر في العضل أو الوريد فهي ليست بمفطرة لنأها‬
‫ليست طعام ول شراب ول في مإعناهما ‪ ،‬وهو اختيار ابن باز‬
‫واللبانأي وابن عثيمين – رحمهم الله جميعا –‬
‫قوله ) وبلِع النخامة ( مإفطرة لنأه أمإكن التحرز مإنها ‪،‬‬
‫ولنأها مإن غير الفم ‪ ،‬والرواية الخرى عن أحمد أنأه ل تفطر‬
‫لنأها كالريق وليست طعامإا ول شرابا ‪ ،‬ولنأها ليست مإن خارج‬
‫البدن ‪ ،‬وهو الراجح‬

‫‪37‬‬
‫قوله ) والحجامة خاصة حاجما كان أو محجوما ( لما‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع بْ ِ‬‫ف ِ‬‫ن َرا ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫رواه الترمإذي َ‬
‫م( قال‬ ‫جو ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬‫وال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ج ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫فطََر ال ْ َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫حيح ونأقُل ع َن أ َحمد بن حنبل أ َنأه َقا َ َ‬
‫ص ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫ْ ْ َ َ ْ ِ َ َْ ٍ ّ ُ‬ ‫ص ِ ٌ‬ ‫الترمإذي )حسن َ‬
‫يٍء ِفي الباب( وقد أخرج أبو داود هذا الحديث مإن حديث‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ثاوبان وصححه ابن المديني ‪ ،‬وهو مإذهب أكثر أهل الحديث‪.‬‬
‫والقُول الخر ‪ :‬وهو مإذهب جمهور الفقُهاء أن الحجامإة ل‬
‫تفطر ‪ ،‬وذهبوا إلى أن حديث ثاوبان مإنسوخ ‪،‬واستدلوا بما‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫ه َ‬‫عن ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫عّبا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫رواه البخاري ‪) :‬اب ْ ِ‬
‫م‬‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ر ٌ‬‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫و ُ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬ ‫م َ‬ ‫ج َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫م( وأنأكر المإام كلمة ) صائم ( كما حكاه ابن تيمية‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫والحافظ ‪ ،‬وذكر أن يحي بن سعيد القُطان كان ينكرها كذلك ‪،‬‬
‫واستدلوا على النسخ أيضا بما أخرجه النسائي في ) الكبرى(‬
‫مإن حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم )‬
‫رخص في الحجامة للِصائم ( والرخصة ل تكون إل بعد‬
‫عزيمة النهي ‪ ،‬لكن هذا الحديث رجح حفاظ أهل الحديث كأبي‬
‫حاتم وأبي زرعة والترمإذي و‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬وابن خزيمة على أنأه‬
‫مإن قول أبي سعيد ‪ ،‬أنأه هو الذي رخص في الحجامإة للصائم‬

‫وأمإا آثاار الصحابة فهي مإتعارضة في ذلك ‪ ،‬فالراجح في ذلك‬


‫أن الحجامإة مإفطرة للحاجم والمحجوم ‪ ،‬كما هو مإذهب أكثر‬
‫أهل الحديث وأمإا دعوى نأسخ حديث رافع وثاوبان فل تثبت‬
‫بمجرد الحتمال‪ ،‬وقد أجاد المإام ابن قيم الجوزية في بحث‬
‫هذه المسألة في ) حاشيته على سنن أبي داود(‬

‫مإسألة ‪ :‬علة الفطر في الحجامإة اختلف فيها أهل العلم على‬


‫قولين ‪ :‬الول أنأها تعبدية وهو مإذهب الحنابلة ‪ ،‬والثانأي أنأهما‬
‫مإعقُولة المعنى ‪ ،‬وهو اختيار ابن تيمية ‪ ،‬وثامرة الخلف في أن‬
‫الدم لو لم يصل إلى فم الحاجم فإنأه ل يفطر ‪ ،‬لنأه جعل‬
‫فطره مإظنة وصول الدم إلى فمه ‪ ،‬والراجح مذهب‬
‫الحنابلة في ذلك أنأها تعبدية‪ ،‬لنأه صلى الله عليه وسلم لم‬
‫‪38‬‬
‫يستفصل هل وصل الدم لفم الحاجم أم ل ‪ ،‬ولنأه لو وصل إلى‬
‫فمه لسهل دفعه ومإجه ‪ ،‬وأيضا لو دخل الدم إلى حلقُه بدون‬
‫قصد وعمد لم يفطر‪.‬‬

‫مإسألة ‪ :‬وعليه تعلم حكم الفصد وسحب الدم لجل التحليل‬


‫أنأه ل يفطر وهو اختيار ابن باز ‪ ،‬أمإا دم تبرع وهو الدم الكثير‬
‫فقُد أفتى الشيخان ابن باز وابن عثيمين ‪ ،‬أنأه يفطر صاحبه‪،‬‬
‫لجل مإا يلحق صاحبه مإن الضعف ‪ .‬ولنأه في مإعنى الحجامإة‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬تغيير الدم لمرض الكلِىَ أفتى الشيخ ابن باز‬
‫رحمه الله تعالى بأنأه يفطر ‪ ،‬لجل مإا زود به الصائم مإن الدم‬
‫النقُي ‪.‬‬

‫قوله ) إنزال المني بتكرار النظر ‪ ،‬ل بنظرة ‪ ،‬و ل‬


‫بتفكر ‪ ،‬ول احتلم ‪ ،‬ول بالمذيِ( فيه مإسائل‬
‫الولىَ ‪ :‬إن فكر في زوجته فأنأزل ‪ ،‬قولن لهل العلم‪:‬‬
‫الول ‪ :‬يفطر وهو اختيار بعض الحنابلة مإنهم ابن عقُيل ‪ ،‬لن‬
‫الفكرة يمكن السيطرة عليها ودفعها‬
‫ن‬‫ع ْ‬‫الثانأي‪ :‬أنأه ل يفطر هو قول الجمهور لما رواه الشيخانأ َ‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬‫قا َ‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ه َ‬‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫هَري َْرةَ َر ِ‬ ‫أ َِبي ُ‬
‫ُ‬
‫ت‬‫س ْ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬
‫و ْ‬‫ما َ‬‫مِتي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ع ْ‬‫وَز ِلي َ‬ ‫جا َ‬
‫ه تَ َ‬ ‫ن اللِ ّ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫م إِ ّ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫َ‬
‫ها ما ل َم ت َعم ْ َ‬
‫م( واللفظ للبخاري ‪.‬‬ ‫و ت َك َلِ ّ ْ‬
‫لأ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫دوُر َ َ‬ ‫ص ُ‬‫ه ُ‬ ‫بِ ِ‬
‫فل نأص ول إجماع على الفطر ‪ ،‬ول ٌيقُاس تكرار النظر على‬
‫المباشرة ‪ ،‬لنأه دونأها في استدعاء الشهوة ‪ ،‬هو الراجح والله‬
‫أعلم‬

‫الثانية‪:‬لو نأظر فجأة فأنأزل ‪ ،‬قولن لهل العلم‬


‫الول ‪:‬يفسد صومإه وهو قول مإالك لنأه أنأزل بالنظر كما لو‬
‫كرر النظر أنأزل‬
‫والثانأي‪ :‬ل يفسد صومإه وهو مإذهب الحنفية والشافعية‬
‫والحنابلة ‪ ،‬لنأه ل يمكن التحرز مإن النظرة الولى فل يفسد بها‬
‫‪ ،‬وهو الراجح‬
‫‪39‬‬
‫الثالثة ‪:‬إنأزال المني بتكرار‪ ،‬النظر قولن لهل العلم‬
‫الول ‪ :‬يفطر وهو قول مإالك والحنابلة ‪ ،‬لنأه إنأزال بفعل‬
‫التلذذ يمكن الحتراز مإنه‬
‫الثانأي‪ :‬ل يفطر وهو قول الشافعية والحنفية ‪ ،‬لنأه إنأزال عن‬
‫غير مإباشرة كما لو أنأزل بالتفكر‬

‫قوله ) والحتلم( أي انأه ل يفسد صومإه ‪ ،‬ولو قع في نأهار‬


‫رمإضان ‪ ،‬بالجماع حكاه ابن عبدالبر والقُاضي عبدالوهاب‬
‫المالكي‬

‫قوله ) ل بالمذيِ( أي لو أمإذى نأتيجة النظر لنأه ل يمكن‬


‫التحرز مإنه ‪ ،‬ولنأه ل يمكن قياسه على إنأزال المني‬

‫قوله ) خروج المني أو المذيِ بتقبيل أو لمس أو‬


‫استمناء أو مباشرة دون الفرج ( فيه مإسائل ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬التقُبيل بل إنأزال ‪ ،‬بالجماع أنأه ل يفسد الصوم‬
‫الثانأية ‪ :‬حكم التقُبيل يختلف باختلف المقُبل فقُد يجوز ‪،‬‬
‫ن‬
‫ع ْ‬
‫ويكره ‪ ،‬ويحرم ‪ ،‬بحسب مإلكه لنفسه لما رواه الشيخان َ‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬‫ّ‬ ‫ن الن ّب ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬
‫ها َ‬‫عن ْ َ‬‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬‫َ‬ ‫ض‬
‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ملِ َك َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫نأ ْ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬‫شُر َ‬‫وي َُبا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قب ّ ُ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫م يُ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ة ( واللِفظ‬ ‫ج ٌ‬‫حا َ‬ ‫ب َ‬ ‫ر ُ‬‫مآَ ِ‬
‫س َ‬ ‫عّبا ٍ‬‫ن َ‬ ‫ل اب ْ ُ‬ ‫قا َ‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫ِل ِْرب ِ ِ‬
‫للِبخاريِ‬

‫الثالثة ‪ :‬خروج المني بالتقُبيل أو اللمس أو المباشرة ‪،‬‬


‫بالجماع أنأه يفطر ‪ ،‬حكاه صاحب ) الحاوي (و ابن قدامإة في )‬
‫المغني ( ‪ ،‬وخالف في ذلك الظاهرية ومإن المتأخرين‬
‫الصنعانأي والشوكانأي ‪ ،‬واحتجوا بإنأه ل نأص ‪ ،‬ولن الجماع لم‬
‫ينعقُد ‪ ،‬لخلف بعض الصحابة ‪ ،‬والراجح في ذلك هو‬
‫مذهب عامة أهل العلِم ‪ ،‬لن آثاار الصحابة كلها خالية مإن‬
‫‪40‬‬
‫ذكر النأزال ‪ ،‬وإنأما الكلم فيها على المباشرة ‪ ،‬والمباشرة ل‬
‫كلم في جوزاها إأنأها ثاابتة‪ ،‬عن الرسول صلى عليه وسلم في‬
‫َ‬
‫ه (‪ ،‬إنأما‬ ‫ملِ َك َك ُ ْ‬
‫م ِل ِْرب ِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫الصحيح ‪ ،‬وقالت عائشة ( َ‬
‫النزاع في النأزال مإعها‬

‫الرابعة ‪:‬خروج المني بالستمناء ‪ ،‬يفطر قياسا على‬


‫المباشرة لنأه في مإعناها ‪ ،‬وقد ذهب الميرغانأي مإن‬
‫المتأخرين مإن الحنفية أنأه ل يفطر ‪ ،‬والرجح أنأه يفطر‬

‫الخامإسة ‪ :‬المذي الصحيح أنأه ل يفطر لو أمإذى بسبب‬


‫المباشرة ‪ ،‬لنأه ل دليل على ذلك ‪ ،‬ول ٌيقُاس على على‬
‫الستمناء ‪ ،‬وهو قول الحنفية والشافعية ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله) الثاني عشر ‪ :‬كل ما وصل إلىَ الجوف أو‬


‫الحلِق أو الدماغ من مائع أو غيره ( هذا هو ضابط‬
‫المفطرات التي تصل إلى الجوف عند الحنابلة ‪ ،‬وقد تقُدم أن‬
‫الراجح مإا قرره ابن تيمية هو كل مإا وصل إلى المعدة وكان‬
‫طعامإا أو مإغنيا عن طعام ‪ ،‬ومإن هذه المفطرات‬

‫‪ -‬الكل والشرب مإن المفطرات ‪ ،‬لقُوله تعالى ) وكلِوا‬


‫واشربوا حتىَ يتبين لكم الخيط البيض من الخيط‬
‫السود( وبالجماع ‪ ،‬واختلف أهل العلم في البرد ‪،‬‬
‫والدرهم والحصى ‪ ،‬فأمإا البرد فقُد جاء عن عن أبي طلحة‬
‫أنأه كان يأكل البرد ‪ .‬أخرجه البزار) الكشف ‪ (1022‬وقال‬
‫ابن قدامإة في المغني ) ل يثبت( ‪ ،‬وفيه عنعنة قتادة ‪ ،‬وأمإا‬
‫التراب ‪ ،‬فقُد قال الحسن بن صالح بن حي أنأه ل يفطر‬

‫وقال ابن الصلحا في ) مإشكل الوسيط( أن الجماع انأعقُد‬


‫بعدهما على خلف مإا قاله ‪ .‬وهو قول بعض المالكية أن مإا ل‬
‫ُيغذي ول انأماع في الجوف كالحصاة والدرهم فإنأها ل تفطر ‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫والراجح خلف ذلك لنأها مإغنية عن الطعام وإن كانأت هذه‬
‫المإور ضارة لكنها مإفطرة ‪ ،‬كأكل السموم ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله ) فيفطر إن قطر في أذنه ما وصل إلىَ‬


‫دماغه( لنأه وصل إلى جوف الدمإاغ ‪.‬‬
‫والقُول الخر ‪ :‬أنأه ل يفطر لنأه ليس بطعام ولشراب ول في‬
‫مإعناهما ‪ ،‬وهو قول الليث والوزاعي وداود وهو الظأهر‬

‫قوله ) أو دواى الجائفة فوصل إلىَ جوفه ( الجائفة ‪:‬‬


‫الجراحة التي تصل إلى الجوف ‪ ،‬فإن داوى هذه الجائفة بدواء‬
‫نأفذ مإن خللها فإنأه يفطر ‪ ،‬لنأه وصل إلى الجوف‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬أنأه ل يفطر لنأه ليس بطعام ول في مإعناه‬
‫وهو قول المالكية وهو الراجح‬

‫قوله ‪) :‬أو اكتحل بما علِم وصوله إلىَ حلِقه ( فإن لم‬
‫يجد طعم الكحل في حلقُه جاز ‪ ،‬لنأه لم يصل إلى الجوف‪.‬‬
‫وإن وجد طعم الكحل في حلقُه فقُولن لهل العلم‪:‬‬
‫الول‪ :‬يفطر وهو مإذهب الحنابلة والمالكية ‪ ،‬لنأه وصل إلى‬
‫حلقُه‪.‬‬
‫الثانأي ل يفطر ولو وجد طعمه في حلقُه ‪ ،‬لنأه ليس بطعام ول‬
‫في مإعناهما وهو الراجح ‪ ،‬لنأه ليس بطعام ول في مإعناهما ‪،‬‬
‫وهو مإروي عن عطاء والحسن والنخعي وغيرهم ‪ ،‬كما في‬
‫) البناية للعيني(‬

‫قوله ‪) :‬أو مضغ علِكا ( دون وصول الطعم إلى الحلق ‪،‬‬
‫فقُولن لهل العلم ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الكراهة ‪ ،‬وهو مإذهب جماعة مإن أهل العلم لنأه يصيب‬
‫الصائم بالعطش‬
‫الثانأي‪ :‬الجواز ‪ ،‬لنأه ل دليل على الكراهة ‪ ،‬وحكاه ابن قدامإة‬
‫عن عائشة وعطاء‬

‫‪42‬‬
‫فإن وصل طعمه إلىَ الحلِق ‪ :‬فقُولن لهل العلم وهما‬
‫وجهان عندالحنابلة ‪ ،‬والراجح في ذلك هو قول مإن قال أنأه ل‬
‫يفطر ‪ ،‬لنأه لم ينزل مإنه شىء ‪ ،‬ومإجرد وجود الطعم في‬
‫الحلق ل يفطر ) المغني ‪(4/351/‬‬
‫تنبيه‪ :‬إن وصل مإن العلك إلى جوفه بل شك أنأه يفطر‬

‫قوله ‪ ) :‬أو ذوقا الطعام ووجد الطعم بحلِقه ( قولن‬


‫لهل العلم ‪ :‬الول الكراهة ‪ ،‬وهو قول الشافعية والمالكية‬
‫والحنفية ‪.‬‬
‫والثانأي ‪ :‬الجواز وهو مإذهب الحنابلة وهو الراجح لما أخرجه‬
‫البخاري في صحيحه مإعلقُا عن ابن عباس بصغية الجزم أنأه‬
‫قُد َْر أ َوْ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يَء (‬
‫ش ْ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫ن ي َت َط َعّ َ‬
‫سأ ْ‬‫قال ‪َ) :‬ل ب َأ َ‬
‫مإسألة ‪ :‬فإن وجد الطعم في حلقُه فقُولن لهل العلم ‪ ،‬أنأه‬
‫يفطر‪.‬‬
‫والثانأي ‪ :‬أنأه ل يفطر وهو قول بعض الحنفية ‪ ،‬لنأه لم ينزل‬
‫مإنه شيء إلى جوفه ‪ ،‬وهو الظأهر ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله ‪) :‬أو بلِع ريقه بعد أن وصل إلىَ ما بين شفتيه (‬


‫لنأه ابتلعه مإن غير فمه ‪ ،‬كما مإا لو بلع ريق غيره ‪ ،‬فإنأه يفطر‬
‫بالجماع كما قاله النووي في ) شرحا المهذب(‬

‫قوله ‪ ) :‬ول يفطر إن فعل شيئا من جميع‬


‫ن أ َِبي‬ ‫ع ْ‬ ‫المفطرات ناسيا أو مكرها ( لما رواه الشيخان َ‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬‫عن ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫هَري َْرةَ َر ِ‬ ‫ُ‬
‫فأ َك َ َ َ‬
‫ب‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬‫و َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ي َ‬ ‫س ََ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫َ‬
‫قاهُ ( و أمإا المكره‬ ‫س َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه اللِ ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ما أطْ َ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬‫ه َ‬‫م ُ‬ ‫و َ‬ ‫ص ْ‬ ‫م َ‬ ‫فلِ ْي ُت ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ن(‬ ‫ما‬ ‫لي‬ ‫با‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫لِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫لقُوله تعالى )إل ّ من أ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬

‫قوله ) قوله ل إن دخل الغبار حلِقه أو الذباب بغير‬


‫قصده( لنأه ل يمكن التحرز مإنه ‪ ،‬و كذلك مإن نأزل شيء‬
‫الماء في أثاناء وضوءه إلى حلقُه بغير قصده‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫قوله ‪) :‬ول إن جمع ريقه فبلِعه( لنأه ليس بطعام ول‬
‫شراب ول في مإعناهما‬

‫‪ -‬ول بأس بشم البخور وإن قصده لنأه ليس بطعام ول في‬
‫مإعناه ‪ ،‬قاله ابن تيمية في )شرحا العمدة( وهو قول بعض‬
‫المالكية كما في ) الذخيرة(‬
‫‪ -‬حكم البخاخ لمريض ضيق التنفس ‪ ،‬جائز وهو اختيار‬
‫الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – لنأه ليس بطعام‬
‫ول في مإعناه ول يصل إلى الجوف‬
‫‪ -‬ومإعجون السنان ل بأس به لنأه ل ينزل إلى الجوف وهي‬
‫فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى‬

‫قوله ) ومن جامع نهار رمضان في قبل ( فأنأه يفطر‬


‫ه‬
‫عن ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫هَري َْرةَ َر ِ‬ ‫لما رواه الشيخان ‪ :‬عن أبي ُ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫عن ْدَ الن ّب ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫جُلِو ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ل ب َي ْن َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ت َ‬ ‫هلِ َك ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاءَهُ َر ُ‬ ‫م إ ِذْ َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما ل َ‬ ‫َ‬
‫صائ ِ ٌ‬ ‫وأَنا َ‬ ‫مَرأِتي َ‬ ‫علِىَ ا ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫قب َ ً‬ ‫جدُ َر َ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫صو‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ل ت َست َطيع أ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ها َ‬ ‫عت ِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ق َ‬ ‫تُ ْ‬
‫ن‬‫سّتي َ‬ ‫م ِ‬ ‫عا َ‬ ‫جدُ إ ِطْ َ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫عي ْ ِ‬ ‫مت ََتاب ِ َ‬ ‫ُ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ث ُالن ّب ِ ّ‬ ‫مك َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫قا َ‬ ‫كيًنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫ي الن ّب ِ‬ ‫َ‬ ‫ك أت ِ‬ ‫عَلِىَ ذَل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫فب َي َْنا ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫مك ْت َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ل أي ْ َ‬ ‫عَرقاُ ال ِ‬ ‫وال َ‬ ‫مٌر َ‬ ‫ها ت َ ْ‬ ‫في َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عَر‬ ‫م بِ َ‬ ‫سلِ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ج ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ها َ‬ ‫خذْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل أَنا َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫سائ ِ ُ‬
‫ل الّر ُ‬ ‫صدّقاْ ب ِ ِ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ها‬ ‫ن َلب َت َي ْ َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫واللِ ّ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫مّني َيا َر ُ‬ ‫قَر ِ‬ ‫ف َ‬ ‫عَلِىَ أ َ ْ‬ ‫أَ َ‬
‫ح َ‬
‫ك‬ ‫ض ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ل ب َي ِْتي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قُر ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ل ب َي ْ ٍ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫حّرت َي ْ‬ ‫ريدُ ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫يُ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ت أن َْياب ُ ُ‬ ‫حّتىَ ب َدَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫َالن ّب ِ ّ‬
‫ك(‬ ‫هلِ َ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫َ‬ ‫أطْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ع ْ‬

‫‪ -‬سواء أنأزل أو لم ينزل فإنأه يفطر بالجماع حكاه ابن قدامإة‬


‫‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫قوله ) أو دبر ( لم أجد خلفا بين الفقُهاء أنأه مإن‬
‫المفطرات فيما وقفت عليه مإن الكتب والله أعلم ‪ .‬واختلفوا‬
‫في في وجوب الكفارة عليه ‪ :‬قولن لهل العلم الول ‪ :‬تجب‬
‫الكفارة عليه وهو مإذهب الجمهور قياسا على الجماع في‬
‫القُبل ‪ .‬والقُول الثانأي ‪ :‬ل تجب الكفارة وهو قول أبي حنيفة‬
‫لن الدبر ليس مإحل الستمتاع ‪ ،‬وجعله ابن مإفلح مإتجه‬
‫تخريجا له على الحد‬

‫قوله ) ولو لميت ( أي لو جامإع مإيتا فإنأه يفطر ‪ ،‬لنأه جماع‬


‫وهل عليه كفارة ؟ا وجهان في مإذهب أحمد الول أنأه ليس‬
‫عليه كفارة لنأه ليس بجماع ‪.‬‬
‫والوجه الخر ‪ :‬عليه كفارة لنأه أوجب الغسل ‪.‬‬
‫قوله ) أو بهيمة( لنأه كالجماع ‪ .‬والوجه الخر ‪ :‬ل يفسد‬
‫الصوم ول كفارة عليه ‪ ،‬لنأه ل نأص فيه وليس في مإعنى‬
‫الجماع وهو مإتجه‬

‫قوله ‪ ) :‬في حالة يلِزمه فيها المساك ( وهو الذي‬


‫أفطر بل عذر – كما تقُدم – فإنأه يجب عليه المإساك بالتفاقا‬
‫كما حكاه ابن قدامإة ‪ ،‬فلو أنأه أكل بدون عذر ثام جامإع ‪ ،‬فإن‬
‫عليه الكفارة ‪ ،‬والرجح أنأها ل تجب لنأه قد أفسد صومإه بالكل‬
‫وهو مإذهب الجمهور ‪ ،‬إل أن يقُصد الفطر بالكل احتيال حتى‬
‫يصل إلى الجماع‬

‫قوله ) مكرها كان أو ناسيا ( لن النبي صلى الله عليه‬


‫وسلم لم يستفصل الذي جامإع أهله ‪ ،‬وترك الستفصال في‬
‫مإقُام الحتمال ينزل مإنزلة العموم في المقُال ‪ ،‬والقُول الخر‬
‫وهو مإذهب الجمهور أنأه ل شيءعلى الناسي لن السائل قال‬
‫ت( فدل ذلك على أنأه تعمد الفعل ووقوع النسيان بعيد‬ ‫‪ ):‬هلك ُ‬
‫‪ ،‬وهو الراجح والله أعلم‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬والمكره قولن لهل العلم الول يفطر وهل عليه الكفارة‬
‫قولن و قولن لحمد أيضا‬
‫‪ . -‬والقُول الثانأي‪ :‬ل يفطر وهو مإذهب الشافعي وهو‬
‫الراجح‪.‬‬

‫قوله ‪ ) :‬لزمه القضاء والكفارة( أمإا القُضاء ‪ ،‬فقُولن‬


‫لهل العلم ‪:‬‬
‫الول‪ :‬ل يقُضي اليوم الذي أفطره ‪ ،‬وهو داخل في الكفارة‬
‫وهو قول الشافعي والوزاعي وبعض أهل العلم ‪.‬‬
‫والثانأي ‪ :‬يقُضي وهو قول جمهور أهل العلم لما رواه أبو‬
‫ه( وهذه الزيادة ضعفها‬ ‫فْر اللِ ّ َ‬
‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫وا ْ‬
‫ما َ‬
‫و ً‬
‫م يَ ْ‬
‫ص ْ‬‫و ُ‬
‫داود ) َ‬
‫البخاري والبزار وابن خزيمة‬
‫وقال الخليلي في الرشاد ) أنأكره الحفاظ قاطبة( وابن‬
‫عبدالبر وابن تيمية ‪ ،‬لكن مإذهب الجمهور أرجح قياسا على‬
‫مإن استقُاء عمدا فإنأه يقُضي ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله ‪ ) :‬والكفارة عتق رقبة مؤمنة ( خرجت به الرقبة‬


‫الكافرة فل تجزىء ‪ ،‬والقُول الثانأي ‪ :‬أنأها تجزىء الرقبة‬
‫الكافرة لطلقا الحكم ‪ ،‬والجمهور على خلفه لن الطلقا‬
‫قيد بحديث الجارية ) أعتقها فإنها مؤمنة ( رواه مإسلم ‪،‬‬
‫وقياسا على كفارة القُتل ‪ ،‬وهو الراجح‬

‫مسألة ‪ :‬هل الكفارة على الترتيب أو التخيير قولن لهل‬


‫العلم‬
‫الول أنأها على الترتيب ‪.‬‬
‫والثانأي ‪ :‬أنأها على التخيير لما جاء في مإسلم عن أبي ا هَُري َْرة َ‬
‫في‬ ‫فطََر ِ‬ ‫جًل أ َ ْ‬ ‫مَر َر ُ‬
‫حدثا َه أ َن النبي صّلى الل ّه ع َل َيه وسل ّم أ َ‬
‫ْ ِ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ ُ ّ ِّ ّ َ‬
‫م‬ ‫و ي ُطْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضان أ َ‬
‫ع َ‬ ‫َ ِ ْ‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ر‬‫ه‬‫ْ‬ ‫ش‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫صو‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م َ َ‬ ‫َر َ‬
‫كيًنا ( والراجح أنأها على الترتيب لن رواية‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫سّتي َ‬‫ِ‬
‫الترتيب أصح ‪ ،‬فقُد روى الترتيب عن الزهري أكثر مإن ثالثاين‬
‫نأفسا كما قاله الحافظ في ) الفتح(‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫قوله ‪) :‬فإن لم يستطع انتقل إلىَ صيام شهرين‬
‫متتابعين ( للحديث الذي تقُدم ‪ ،‬وشرط الصيام أن يقُع‬
‫مإتتابعا فإن أفطر مإن غير عذر استأنأف مإن جديد والله أعلم‬

‫قوله ‪ ) :‬فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا(‬


‫للحديث ‪ ،‬واختلفوا في مإقُدار الطعام والراجح أنأه مإد مإن‬
‫طعام ‪.‬لما جاء عن ابن عمر وابن عباس وليس لهما مإخالف‬
‫مإن الصحابة كما قاله ابن قدامإة‪.‬‬
‫‪ -‬ويجزئه أيضا إن جمعهم فأطعمهم لثار أنأس المتقُدم في‬
‫صيام الشيخ الذي ل يطيق ‪ ،‬وهو رواية عن أحمد‬

‫قوله ) فإن لم يجد سقطت( لن النبي صلى الله عليه‬


‫وسلم قال للرجل ) أطعمه أهلِك ( ولم يأمإره بكفارة أخرى‬
‫‪.‬‬
‫والقُول الثانأي ‪:‬أنأها ل تسقُط ‪ ،‬وهو قول الشافعي والول‬
‫أرجح لنأه ل واجب مإع العجز‬

‫قوله ) بخلف غيرها من الكفارات ( فهي ل تسقُط‬


‫بالعجز ككفارة القُتل وظأهار ويمين بل تبقُى في الذمإة‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬أنأها تسقُط وهو رواية عن أحمد وهو الراجح‬
‫لنأه ل واجب مإع العجز‬

‫قوله ) ول كفارة في رمضان بغير الجماع والنزال‬


‫بالمساحقة(‬
‫أمإا الجماع بالجماع تجب فيه الكفارة ‪.‬‬
‫وأمإا المساحقُة فوجهان في مإذهب الحنابلة ارجحهما أنأه ل‬
‫كفارة فيه مإع النأزال ‪ ،‬لنأه ليس جماع ول في مإعناه‬
‫‪ -‬وذهب الحنفية أن الكفارة تجب بالكل والشرب عمدا في‬
‫رمإضان‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬والمالكية تجب الكفارة عندهم بكل مإا كان هتكا للصوم بل‬
‫عذر إل الردة نأسأل الله العافية‬
‫‪ -‬والراجح هو مإذهب الشافعية أنأها ل تجب إل بالجماع‬

‫مسألة ‪ :‬أن أكل شاكا في طلوع الفجر‪ ،‬ولم يتبين ‪ .‬قولن‬


‫لهل العلم‬
‫الول ‪ :‬يجب القُضاء لن الصل بقُاء الصوم في ذمإته ‪ ،‬فل‬
‫يسقُط بالشك ‪ ،‬وهو قول مإالك‬
‫الثانأي‪ :‬ل يجب عليه القُضاء وهو قول الشافعي وأحمد‬
‫وجماعة مإن أهل العلم ‪ ،‬لن الصل بقُاء الليل ‪ ،‬ولما خرجه‬
‫عبدالرزاقا بسند صحيح عن ابن عباس ) أحل الله لك الشراب‬
‫‪ ،‬مإا شككت حتى ل تشك( وهو الراجح‬

‫مسألة ‪ :‬وإن أكل شاكا في غروب الشمس فعليه القُضاء‬


‫لن الصل بقُاء النهار هذا مإا لم يتبين له شىء ‪ ،‬فإن بان أن‬
‫أكله كان بعد غروب الشمس فصيامإه صحيح‬

‫مسألة ‪ :‬وإن أكل يظن الفجر لم يطلع ‪ ،‬وقد طلع أو أن‬


‫الشمس قد غابت ولم تغب والمراد هنا غلِبة الظن الراجح‬
‫ل الظن المساويِ للِشك ‪ .‬قولن لهل العلم ‪:‬‬

‫الول ‪:‬عليه القُضاء هو قول جمهور أهل العلم‬


‫الثانأي ‪ :‬ل يقُضي وهو قول عروة ومإجاهد والحسن واختيار‬
‫ابن تيمية‬
‫وسبب الخلف في ذلك هو الخلف في فهم حديث أسماء ‪،‬‬
‫وأثار عمر بن الخطاب ‪ ،‬أمإا حديث أسماء فقُد أخرجه البخاري‬
‫ة ع َن أ َسماَء بنت أ َ‬
‫ما‬‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ِ َ‬ ‫ق‬ ‫دي‬
‫ّ‬ ‫ص‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫بي‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ َ ِْ ِ‬ ‫م َ‬‫عن َفاط ِ َ‬
‫قال َت أ َ‬
‫م‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫لِىَ‬‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مإُروا ِبال ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ضاِء‬ ‫قُ َ‬ ‫شام ٍ فَأ ِ‬ ‫ل ل ِهِ َ‬ ‫س ِقي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ع ْ‬‫م طَلِ َ َ‬ ‫غي ْم ٍ ث ُ ّ‬ ‫م َ‬‫و َ‬‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا‬
‫ض ْ‬ ‫مإا َل أد ِْري أقَ َ‬ ‫شا ً‬‫ت هِ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫مٌر َ‬ ‫مإعْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ضاٍء وََقا َ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫مإ ْ‬‫ل َل ب ُد ّ ِ‬‫َقا َ‬
‫م َل ( فاستدل الجمهور بهذا الحديث على وجوب القُضاء‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫‪48‬‬
‫لفهم الرواي هشام بن عروة ‪ ،‬واستدل الفريق الثانأي بقُول‬
‫هشام بإنأه ل يدري قضوا أمإا ‪ ،‬فل قضاء فيه ‪ ،‬لنأهم لو قضوا‬
‫لذكرته أسماء رضي الله عنها‪ .‬وهو الظأهر‬

‫ن َزي ْد ِ‬‫مإاِلك ع َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حَيى ع َ ْ‬ ‫حد ّثا َِني ي َ ْ‬ ‫أمإا أثار عمر فقُد أخرجه مإالك َ‬
‫َ‬
‫ب أفْط ََر‬ ‫خ ّ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫خال ِد ب َ‬ ‫بن أ َسل َم ع َن أ َ‬
‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ َ‬
‫ن عُ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫سل َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫خي‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سى‬ ‫مإ َ‬ ‫ه قَد ْ أ ْ‬‫ن ِفي ي َوْم ٍ ِذي غ َي ْم ٍ وََرأى أنأ ّ ُ‬ ‫ضا َ‬ ‫مإ َ‬ ‫ت ي َوْم ٍ ِفي َر َ‬ ‫َذا َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ن ط َل َعَ ْ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مإِني َ‬ ‫مإيَر ال ْ ُ‬
‫ل َيا أ ِ‬ ‫قُا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاَءه ُ َر ُ‬ ‫س فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫وَ َ‬
‫غاب َ ْ‬
‫سيٌر ( وقد جاءت بألفاظ‬ ‫ب يَ ِ‬ ‫خط ْ ُ‬ ‫مُر ال ْ َ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قُا َ‬ ‫س فَ َ‬‫م ُ‬ ‫ش ْ‬‫ال ّ‬
‫أخرى عن عمر مإختلفة ‪ ،‬عند عبدالرزاقا والبيهقُي ‪ .‬وخلصة‬
‫هذه الختلف أن الثار ورد بثلثاة ألفاظ عن عمر أنأه قال‬
‫الول ‪ ) :‬الخطب يسير نقضي يوما ( ورجح هذا اللفظ‬
‫البيهقُي وهو ظأاهر كلم ابن عبدالبر في الترجيح‬
‫الثانأي‪ :‬أنأه قال) ل نقضي ( ورجح هذا اللفظ ابن تيمية‬
‫وتلميذه ابن كثير في ) مإسند الفاروقا( وهو الرجح لن رجاله‬
‫أقوى وأحفظ ‪ ،‬مإن رجال باقي السانأيد‬
‫الثالث‪ :‬أنأه قال ) الخطب يسير( تأوله الجمهور على أن‬
‫مإراده القُضاء ‪ ،‬والفريق الخر تأوله على أن المراد عدم‬
‫القُضاء ‪ ،‬والراجح في ذلك هو عدم القضاء والله أعلم‬
‫كما هو اختيار ابن تيمية رحمه الله تعالى‬

‫قوله ) ومن فاته رمضان قضىَ عدد أيامه (‬


‫المفطرون في رمإضان قسمان‪ :‬بعذر وبغير عذر ‪ ،‬أمإا مإن‬
‫أفطر بعذر كسفر وحائض فل خلف في قضاءه لقُوله تعالى‬
‫خَر(‬ ‫ن أ َّيام ٍ أ ُ َ‬‫م ْ‬ ‫عدّةٌ ّ‬ ‫ف ِ‬‫) َ‬
‫أمإا مإن أفطر بغير عذر ‪ ،‬فقُولن لهل العلم‬
‫الول ‪ :‬عدم القُضاء وأنأه ل يجزيء القُضاء وهو قول ابن حزم‬
‫واختيار ابن تيمية ‪ ،‬لن القُضاء يحتاج إلى أمإر جديد وليس هنا‬
‫أمإر جديد ‪ ،‬ولما رواه أهل السنن إل النسائي مإن حديث أبي‬
‫ما‬
‫و ً‬‫فطََر ي َ ْ‬‫ن أَ ْ‬‫م ْ‬‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫عن ْ ُ‬
‫ض َ‬‫ق ِ‬ ‫م يَ ْ‬‫ض لَ ْ‬ ‫مَر ٍ‬ ‫وَل َ‬ ‫ة َ‬‫ص ٍ‬‫خ َ‬ ‫ر ُر ْ‬‫غي ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضا َ‬‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪49‬‬
‫ه (وسنده ضعيف ضعفه‬ ‫م ُ‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫وإ ِ ْ‬ ‫ر ك ُلِ ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ه ِ‬
‫م الدّ ْ‬
‫و ُ‬
‫ص ْ‬
‫َ‬
‫الترمإذي والبخاري وابن عبدالبر وقال ابن حجر في )الفتح(‬
‫) في سنده اختلف واضطراب وجهل بحال أبي المطوس( ‪،‬‬
‫وأيضا لما جاء عن ابن مإسعود أنأه قال ) مإن أفطر يومإا في‬
‫رمإضان مإن غير رخصة لم يجزه صيام الدهر كله( أخرجه‬
‫عبدالرزاقا وابن أبي شيبة بسند صحيح وجاء عن علي بن أبي‬
‫طالب بسند ضعيف‬

‫والقُول ‪ :‬الثانأي ‪ :‬وجوب القُضاء قال ابن قدامإة ) بغير خلف‬


‫نأعلمه( ‪ ،‬ولنأه كان ثاابتا في الذمإة فل تبرأ إل بادائه ‪ ،‬وقياسا‬
‫على مإن إستقُاء عمدا ‪ ،‬فإنأه يجب عليه القُضاء بالجماع ‪ ،‬وأمإا‬
‫أثار ابن مإسعود فيحمل على التغليظ ‪ .‬وهو الراجح واللِه‬
‫أعلِم‬

‫مإسألة المغمى عليه إن أفاقا جزءا مإن النهار صح صيامإه على‬


‫الراجح ‪ ،‬لنأه جمع بين ركني الصيام ‪ ،‬النية والمإساك عن‬
‫المفطرات ‪ , .‬وإن لم يفق فإنأه يقُضي بل خلف قاله ابن‬
‫قدامإة‬

‫قوله )ويسن القضاء علِىَ الفور( لنأه أسرع في ابراء‬


‫الذمإة ‪ ،‬ولن وقت القُضاء مإمتد حتى رمإضان الخر أمإا كونأه‬
‫خَر(‬ ‫ن أ َّيام ٍ أ ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عدّةٌ ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫على التراخي لقُول الله عز وجل قال ) َ‬
‫فدلت الية على جواز التراخي لن الله تعالى أوجب القُضاء‬
‫في عدة مإن اليام المطلقُة غير مإقُيدة بزمإن ‪ ،‬بخلف مإن‬
‫نأسي الصلة فأنأها تجب عليه فور تذكرها‬
‫ن‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قُو ُ‬ ‫ه ع َن َْها ت َ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬‫ولما أخرجه الشيخان عن عائشة َر ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫علِ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫عأ ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫و ُ‬‫ص ْ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫كو ُ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫أَ‬
‫يأ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫غ‬
‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫يىَ‬‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ش‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫إ‬
‫َ ِ‬ ‫ي‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ق‬
‫ي أوْ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫مإ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫شغْ ُ‬ ‫حَيى ال ّ‬ ‫ه قال ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫علِي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫صلِىَ اللِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ِبالن ّب ِ ّ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ِبالن ّب ِ ّ‬

‫‪50‬‬
‫وهذا هو الراجح ‪ ،‬ول يرد عليه أن تأخير عائشة رضي الله‬
‫عنها كان خاصا لجل النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فإنأه مإدفوع‬
‫‪ ،‬بإن الصل عدم الخصوصية ‪ ،‬وقولها ) الشغل بالنبي‬
‫صلِىَ اللِه علِيه وسلِم ( مإدرج مإن كلم يحي ليس مإن كلم‬
‫عائشة ‪ ،‬ولن النبي صلى الله عليه وسلم نأهى المرأة عن‬
‫صيام النفل وزوجها حاضر إل بأذنأه‪ ،‬فدل على جواز صومإها‬
‫الفرض بغير أذنأه ‪ ،‬ولن عائشة تستطيع الصيام في غير نأوبتها‬
‫والله أعلم‬

‫قوله ) إل إذا بقي من شعبان بقدر ما علِيه فيجب (‬


‫لما سبق‬
‫مإسألة ‪ :‬إن أخر القُضاء حتى رمإضان الخر لعذر فلشيء‬
‫عليه‬

‫مإسألة ‪ :‬إن أخره لغير عذر قولن لهل العلم‬


‫الول القُضاء فقُط ول يلزمإه شيء وهو قول الحنفية‬
‫الثانأي عليه القُضاء وإطعام عن كل يوم مإسكين وهو مإذهب‬
‫الحنابلة والمالكية وهو الراجح ‪ ،‬لما جاء عن ابن عباس وابن‬
‫عمر وأبي هريرة قال يحي بن أكثم ) وليس لهم مإخالف مإن‬
‫الصحابة( وقاله ابن قدامإة في المغني والله أعلم‬

‫مإسألة مإن مإات وعليه صوم له صورتان‬


‫الولى أن يموت عن صيام رمإضان ‪ ،‬وإما أن يكون معذروا‬
‫في عدم القضاء ‪ ،‬كأن يموت في ثاانأي يوم شوال فقُولن‬
‫لهل العلم ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬يطعم عنه وهو قول قتادة وطاوس‪.‬‬
‫والثانأي ل شيء عليه وهو قول أكثر أهل العلم لنأه ل واجب‬
‫مإع العجز ‪.‬‬
‫وإمإا إن كان بإمكانه القضاء قولن لهل العلم ‪ :‬الول‬
‫يصام عنه وهو قول الشاقعي وطاوس والحسن وقتادة‬

‫‪51‬‬
‫َ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ن َر ُ‬‫ه ع َن َْها أ ّ‬‫ي الل ّ ُ‬
‫ض َ‬
‫ة َر ِ‬‫ش َ‬‫عائ ِ َ‬
‫ن َ‬‫لما جاء في الصحيحين ع َ ْ‬
‫م‬
‫صَيا ٌ‬‫ه ِ‬‫علِ َي ْ ِ‬
‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬‫ن َ‬‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫ه(‬ ‫ول ِي ّ ُ‬‫ه َ‬‫عن ْ ُ‬
‫م َ‬‫صا َ‬‫َ‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬يطعم عنه كل يوم مإسكين مإن تكرته وهو‬
‫قول مإالك وأحمد وأكثر أهل العلم كما قاله ابن قدامإة ‪ ،‬وذلك‬
‫لما قاله ابن عمر ) مإن مإات وعليه صيام رمإضان أطعم عن‬
‫كل يوم مإدا حنطة للمسكين( رواه البيهقُي وعن ابن عباس‬
‫أيضا عن عائشة ‪ ،‬ول يعرف لهم مإخالف مإن الصحابة قاله ابن‬
‫تيمية‬
‫وهو الراجح لفهم السلِف‬

‫الصورة الثانأية ‪ :‬أن يموت عليه وصيام نأذر‬


‫الول ‪ :‬يطعم عنه وهو قول جماعة مإن الفقُهاء مإنهم‬
‫الشافعي‬
‫الثانأي ‪ :‬يصوم عنه وليه وهو مإذهب الحنابلة وهو الراجح لفهم‬
‫عاشة وابن عباس وليس مإخالف مإن الصحابة رضي الله عنهم‬

‫الولي ‪ :‬قيل هو الوراث وهو مإذهب الحنابلة ‪ ،‬وقال ابن‬ ‫‪-‬‬


‫حجر كل قريب ‪ ،‬وقيل هم العصبة ‪ ،‬ويرده حديث التي‬
‫صامإت عن أمإها‬
‫ول يجب الصيام على الولي لنأه النبي صلى الله عليه‬ ‫‪-‬‬
‫وسلم شبهه بالدين ول يجب على الولي قضاء دين الميت‬
‫وهل يختص بالولي قولن لهل العلم‪ :‬الول ل يختص به‬ ‫‪-‬‬
‫بل كل مإن تبرع بالقُضاء جاز لنأه كقُضاء دين ‪ ،‬والثانأي ‪:‬‬
‫أنأه خاص بالولي لظاهر الحديث‬
‫ول بأس بصيامإهم جميعا في يوم واحد‬ ‫‪-‬‬

‫قوله ) ول يصح ابتداء تطوع علِيه من قضاء من‬


‫رمضان ( لما أخرجه ابن ابي شيبة عن أبي بكر رضي الله‬
‫عنه أنأه قال ) اعلم أن الله ل يقُبل النافلة حتى تؤدى الفريضة‬
‫( وفي سنده انأقُطاع ‪ ،‬وأخرج عبدالرزاقا بسند صحيح أن رجل‬
‫‪52‬‬
‫سأل أبا هريرة ) إن علي أيامإا مإن رمإضان ‪ ،‬أفأصوم العشر‬
‫تطوعا؟ا ‪ .‬قال ل‪ ،‬أبدأ بحق الله ثام تطوع مإا شئت (‬

‫والقُول الخر يصح أداء النافلة قبل قضاء رمإضان ‪ ،‬وهو قول‬
‫المالكية والحنفية ‪ ،‬لن قضاء رمإضان على التراخي ‪ ،‬وعائشة‬
‫رضي الله عنها كانأت تقُضي في شعبان ‪ ،‬ويبعد أن ل تتطوع‬
‫بشىء مإن صيام النافلة‬
‫وهذا الثار مإحتمل ‪ ،‬وأثار أبي هريرة نأص ‪ ،‬فهو أحوط والله‬
‫أعلم‬

‫قوله ) فإن نوى صوما واجبا أو قضاء ثم قلِبه نفل‬


‫صح ( هذا في غير رمإضان ‪ ،‬وذلك أن الصوم اشتمل على‬
‫نأيتين ‪ ،‬نأية الصوم المطلقُة ‪ ،‬ونأية التعين ‪ ،‬فإذا قلبه نأفل ذهبت‬
‫نأية التعيين ‪ ،‬وبقُية نأية الطلقا‬
‫والله أعلم ‪.‬‬

‫قوله ) ‪ ،‬ويسن صوم التطوع ( لما في فضل الصيام مإن‬


‫ه ع َل َي ْهِ‬‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫أخبار مإنها مإا جاء عن أبي هَُري َْرة َ ع َ ْ‬
‫م ِلي‬ ‫و ُ‬ ‫ص ْ‬
‫وال ّ‬ ‫فاَرةٌ َ‬ ‫ل كَ ّ‬ ‫م ٍ‬‫ع َ‬‫ل َ‬ ‫ل ل ِك ُ ّ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م َقا َ‬ ‫م ي َْرِويهِ ع َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬‫عن ْدَ اللِ ّ ِ‬ ‫ب ِ‬‫صائ ِم ِ أطْي َ ُ‬ ‫فم ِ ال ّ‬ ‫ف َ‬ ‫خُلِو ُ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ه َ‬‫زيِ ب ِ ِ‬‫ج ِ‬ ‫وأَنا أ ْ‬ ‫َ‬
‫ك( مإتفق عليه‬ ‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫ح ال ْ ِ‬ ‫ري ِ‬ ‫ِ‬

‫قوله ) وأفضلِه يوم ويوم ( لما أخرجه الشيخان عن ع َب ْد َ‬


‫َ‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ما أ أ ّ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال َْعا‬ ‫ِ‬ ‫رو ب ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ن عَ ْ‬ ‫الل ّهِ ب ْ َ‬
‫ل لَ َ‬
‫ة إ َِلىَ اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫صَل ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫هأ َ‬ ‫قا َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬‫صَيا ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫صَيام ِ إ َِلىَ اللِ ّ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫وأ َ‬ ‫سَلم َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬‫ود َ َ‬ ‫دا ُ‬ ‫صَلةُ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫س ُ‬ ‫سدُ َ‬ ‫م ُ‬ ‫وي ََنا ُ‬‫ه َ‬ ‫ُ‬
‫م ث ُلِث َ ُ‬‫قو ُ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ّ‬
‫ف اللِي ْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫ن ي ََنا ُ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ود َ َ‬ ‫دا ُ‬ ‫َ‬
‫ما(‬ ‫و ً‬‫فطُِر ي َ ْ‬ ‫وي ُ ْ‬‫ما َ‬ ‫و ً‬ ‫م يَ ْ‬ ‫صو ُ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬

‫قوله ) ويسن صيام أيام البيض‪ :‬وهي ثلثة عشر‪،‬‬


‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ‬
‫وأربعة عشر ‪ ،‬وخمسة عشر( لما جاءع َ ْ‬
‫‪53‬‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ث َل أ َدَ ُ‬
‫ع ُ‬ ‫خِلِيِلِي ب ِث ََل ٍ‬
‫صاِني َ‬ ‫و َ‬
‫رضي الل ّه ع َنه قَا َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صَل ِ‬
‫ة‬ ‫و َ‬ ‫ر َ‬ ‫ه ٍ‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬‫م ْ‬ ‫ة أّيام ٍ ِ‬ ‫وم ِ ث ََلث َ ِ‬‫ص ْ‬
‫ت َ‬ ‫مو َ‬ ‫حّتىَ أ ُ‬‫َ‬
‫ر( متفق علِيه‬ ‫وت ْ ٍ‬‫عَلِىَ ِ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ون َ ْ‬
‫حىَ َ‬ ‫ض َ‬‫ال ّ‬

‫أمإا كونأها ثالثاة و أربعة وخمسة عشر لما رواه الترمإذي‬


‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬‫ل َقا َ‬ ‫قُو ُ‬
‫وصححه ابن حبان وابن خزيمة عن أبي ذ َّر ي َ ُ‬
‫ر‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫با‬ ‫الل ّه صّلى الل ّه ع َل َيه وسلِ ّم يا أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬
‫س‬ ‫ع ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ث ََل َ‬ ‫َ‬
‫ة أّيام ٍ َ‬‫ث ََلث َ َ‬
‫م َ‬ ‫خ ْ‬ ‫و َ‬ ‫شَرةَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأْرب َ َ‬ ‫شَرةَ َ‬ ‫ث َ‬ ‫ص ْ‬
‫ف ُ‬
‫شَرةَ (‬ ‫ع ْ‬
‫َ‬

‫ة‬
‫ش َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ن َ‬
‫ع ْ‬ ‫قوله ) وصو الثنين الخميس( لما جاء َ‬
‫م‬
‫و َ‬‫ص ْ‬
‫حّرى َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫م ي َت َ َ‬ ‫و َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ي َ‬‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬‫ت َ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫َ‬
‫س ( رواه الترمإذي وقال ) حسن غريب (‬ ‫مي ِ‬ ‫خ ِ‬‫وال ْ َ‬‫ن َ‬‫اِلث ْن َي ْ ِ‬
‫والنسائي‬

‫قوله ) وستة من شوال( في استحبابها قولن لهل العلم‬


‫الول ‪ :‬أنأه يكره وهو مإالك لنأه لم ير أحدا مإن أهل الفقُه مإن‬
‫صامإها ‪ ،‬ولنأه خشي أن يلحق برمإضان مإا ليس مإنه‪.‬‬
‫ن‬
‫الثانأي ‪ :‬يستحب هو قول أكثر أهل العلم لما رواه مإسلم ع َ ْ‬
‫صّلِىَ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫سو‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ َبي أ َيوب اْل َنأصاري رضي الل ّه ع َنه أ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ْ َ ِ ّ َ ِ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫سّتا‬‫ه ِ‬ ‫ع ُ‬
‫م أت ْب َ َ‬ ‫ن ثُ ّ‬
‫ضا َ‬‫م َ‬‫م َر َ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫م َ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬‫اللِ ّ ُ‬
‫ر(‬ ‫ه ِ‬ ‫ن كَ ِ‬
‫صَيام ِ الدّ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫مسألة‪ :‬سبق الكلم على مإن تقُديم صيام التطوع ومإنها‬


‫الست مإن شوال ‪ ،‬على قضاء رمإضان ‪ ،‬ومإن خشي فوات‬
‫شوال بقُضاء رمإضان ‪ ،‬فل حرج عليه أن يصوم ستة أيام مإن‬
‫غير شوال ‪ ،‬إذ التضعيف ل يختص بشوال ‪ ،‬فالحسنة بعشر‬
‫ل‬‫سو ِ‬ ‫مإوَْلى َر ُ‬ ‫ن َ‬‫ن ثا َوَْبا َ‬
‫أمإثالها ‪ ،‬وذلك لما أخرجه ابن مإاجة ع َ ْ‬
‫ه ع َل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م عَ ْ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫ل من صام ست ّ َ َ‬ ‫وسل ّ َ‬
‫م‬
‫ما َ‬‫ن تَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ر َ‬ ‫فط ْ ِ‬‫عدَ ال ْ ِ‬ ‫ة أّيام ٍ ب َ ْ‬ ‫قا َ َ ْ َ َ ِ‬ ‫ه َ‬‫م أنأ ّ ُ‬
‫َ َ َ‬
‫‪54‬‬
‫َ‬
‫مَثال ِ َ‬
‫ها( وصححه أبو‬ ‫ع ْ‬
‫شُر أ ْ‬ ‫فلِ َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ة َ‬
‫سن َ ِ‬ ‫جاءَ ِبال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ة َ‬
‫سن َ ِ‬
‫ال ّ‬
‫حاتم الرزاي والله أعلم‬

‫هَري َْرةَ‬ ‫ن أ َِبي ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫قوله ) يسن صوم المحرم ( لما جاء َ‬


‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫حّر ُ‬ ‫م َ‬‫ه ال ْ ُ‬ ‫هُر اللِ ّ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬‫م َ‬‫عدَ َر َ‬ ‫صَيام ِ ب َ ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ض ُ‬‫ف َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سلِ ّ َ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل( رواه‬ ‫صَلةُ اللِ ّي ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ض ِ‬‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫عدَ ال ْ َ‬ ‫صَل ِ‬
‫ة بَ ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ض ُ‬‫ف َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫مسلِم‬

‫ي‬ ‫ر‬ ‫صا‬ ‫ْ‬ ‫نأ‬ ‫قوله ) وآكده عاشوراء( لما جاء عن أ َبي قََتاد َة َ اْل َ‬
‫َ ِ ّ‬ ‫ِ‬
‫رضي الل ّه ع َنه أ َ‬
‫م‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫لِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫لِىَ‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫سو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ ِ َ‬
‫فطََر‬ ‫وَل أ ْ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫صا َ‬ ‫ل َل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر َ‬ ‫ه ِ‬ ‫صَيام ِ الدّ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫س‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫فط َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫صا‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ق ذَل ِ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ر يَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫طا‬ ‫ف َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫واَنا‬ ‫ق ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن اللِ ّ َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ل ل َي ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ر يَ ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫وم ِ ي َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ر يَ ْ‬ ‫فطا ِ‬ ‫َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫وم ِ ي َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ِذَل ِ َ‬
‫ن‬
‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫سَلم َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ود َ َ‬ ‫دا ُ‬ ‫خي َ‬ ‫م أَ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ذا َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫و ٌ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ول ِدْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫و ٌ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِ اِلث ْن َي ْ ِ‬ ‫و‬‫وم ِ ي َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ث ََلث َ ٍ‬ ‫و ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫علِ َ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ز َ‬ ‫و أن ْ ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫عث ْ ُ‬ ‫بُ ِ‬
‫سئ ِ َ‬
‫ل‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ر َ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الدّ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن إ َِلىَ َر َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫وَر َ‬ ‫ر َ‬ ‫ه ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫ضي َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫سن َ َ‬ ‫فُر ال ّ‬ ‫ل ي ُك َ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫ف َ‬ ‫عَر َ‬ ‫وم ِ َ‬ ‫وم ِ ي َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫شوَراءَ َ‬ ‫عا ُ‬ ‫وم ِ َ‬ ‫وم ِ ي َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة َ‬ ‫قي َ َ‬ ‫وال َْبا ِ‬ ‫َ‬
‫ة ( رواه مسلِم‬ ‫ضي َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ْ‬ ‫سن َ َ‬ ‫فُر ال ّ‬ ‫ي ُك ّ‬ ‫َ‬
‫وعاشوراء هو اليوم العاشر مإن مإحرم ‪ ،‬ويستحب لمن صامإه‬
‫ن‬ ‫أن يصوم مإعه التاسع لما أخرجه مإسلم عن ع َب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قُو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫ع َّبا ٍ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ل الل ّهِ إ ِنأ ّ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫مإهِ َقاُلوا َيا َر ُ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫مإَر ب ِ ِ‬ ‫شوَراَء وَأ َ‬ ‫عا ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قُا َ‬ ‫صاَرى فَ َ‬ ‫ه ال ْي َُهود ُ َوالن ّ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ت ُعَظ ّ ُ‬ ‫ي َوْ ٌ‬
‫م‬ ‫و َ‬ ‫مَنا ال ْي َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫شاءَ اللِ ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫عا ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ْ‬
‫ي‬ ‫ف َ‬ ‫و ّ‬ ‫حّتىَ ت ُ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫عا ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫م ي َأ ِ‬ ‫فلِ َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ع َ‬ ‫س َ‬ ‫الّتا ِ‬
‫م‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫‪55‬‬
‫) وصوم عشر من ذيِ الحجة ( لدخولها في عموم‬
‫العمال الصالحة‬
‫قوله ) وآكده يوم عرفة وهو كفارة سنتين( لما جاء‬
‫ل أَ‬ ‫عنْ أ َ‬
‫سلِ ّ َ‬
‫م‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫لِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫لِ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬
‫لِىَ‬ ‫ص‬ ‫ي‬
‫ِ ّ َ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫تىَ‬‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫د‬ ‫تا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫بي‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عَر َ‬ ‫ل ك َي ْ َ‬‫قا َ‬ ‫ف َ‬‫َ‬
‫هأ ْ‬ ‫علِىَ اللِ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫س ُ‬
‫حت َ ِ‬‫ةأ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫وم ِ َ‬ ‫م يَ ْ‬
‫صَيا ُ‬‫ف ِ‬
‫عدَهُ ( رواه‬ ‫ة ال ِّتي ب َ ْ‬
‫سن َ َ‬‫وال ّ‬ ‫ه َ‬‫قب ْلِ َ ُ‬‫ة ال ِّتي َ‬ ‫سن َ َ‬ ‫فَر ال ّ‬ ‫ي ُك َ ّ‬
‫مسلِم‬

‫قوله ) وكره إفراد رجب( لما أخرجه ابن أبي شيبة بسند‬
‫صحيح أن عمر كان يضرب أيد المترجبين ‪ ،‬ويقُول) إنأما هو‬
‫شهر كانأت تعظمه الجاهلية( ‪ ،‬وعلم مإن كلم المؤلف أنأه لو‬
‫لم يفرد جاز صومإه ‪ ،‬لنأه داخل في جملة الشهر الحرم وهو‬
‫مإا قاله ابن رجب في )اللطائف( وصح عن ابن عمر أنأه كان‬
‫يصوم الشهر الحرم‬

‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ‬‫قوله ) والجمعة ( مإراده إفراد الجمعة لما جاء عَ ْ‬
‫م‬‫سل ّ َ‬
‫ه ع َل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬‫ي َ‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬‫معْ ُ‬‫س ِ‬‫ل َ‬‫ه َقا َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ض َ‬‫َر ِ‬
‫قبلِ َ َ‬ ‫َ‬
‫و‬‫هأ ْ‬ ‫ما َ ْ ُ‬ ‫ة إ ِّل ي َ ْ‬
‫و ً‬ ‫ع ِ‬
‫م َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫و َ‬‫م يَ ْ‬ ‫حدُك ُ ْ‬‫نأ َ‬ ‫م ّ‬
‫صو َ‬ ‫ل َل ي َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫عدَهُ(‬‫بَ ْ‬

‫والقُول الخر ‪ :‬ل يكره وهو مإذهب مإالك وأبي حنيفة ‪ ،‬والول‬
‫أرجح‬
‫تنبيه ‪ :‬لم أَر مإن صرحا بتحريم إفراده إل ابن حزم – رحمه الله‬
‫تعالى –‬

‫مإسألة هناك صورة جائزة في إفراد الجمعة ‪ ،‬إذا كان يوافق‬


‫ن أ َِبي‬‫صوم أحد ‪ ،‬كصيام يوم وترك يوم ‪ ،‬لما رواه مإسلم ع َ ْ‬
‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬‫ض َ‬‫هَري َْرةَ َر ِ‬
‫ُ‬
‫ن‬‫ن ب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫قَيام ٍ ِ‬ ‫ة بِ ِ‬
‫ع ِ‬
‫م َ‬ ‫ة ال ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫صوا ل َي ْلِ َ َ‬ ‫خت َ ّ‬‫ل َل ت َ ْ‬‫قا َ‬‫م َ‬‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫َ‬

‫‪56‬‬
‫من ب َي ْن اْل َ‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫يا‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫صَيام ٍ ِ ْ‬ ‫ة بِ ِ‬
‫ع ِ‬‫م َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫و َ‬
‫صوا ي َ ْ‬ ‫وَل ت َ ُ‬
‫خ ّ‬ ‫اللِ َّياِلي َ‬
‫في صوم يصوم َ‬ ‫َ‬
‫م(‬‫حدُك ُ ْ‬
‫هأ َ‬ ‫َ ْ ٍ َ ُ ُ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫إ ِّل أ ْ‬
‫ن يَ ُ‬

‫قوله ) والسبت ( أي كره إفراده لما رواه أهل السنن إل‬


‫َ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ل اللِ ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫خت ِهِ أ ّ‬ ‫سرٍ ع َ ْ‬ ‫ن بُ ْ‬ ‫ّ‬
‫النسائي عن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ت إ ِّل‬‫سب ْ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫و َ‬‫موا ي َ ْ‬ ‫صو ُ‬ ‫ل َل ت َ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حاءَ‬ ‫م إ ِّل ل ِ َ‬
‫حدُك ُ ْ‬ ‫جد ْ أ َ‬ ‫م يَ ِ‬‫ن لَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫علِ َي ْك ُ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ض اللِ ّ ُ‬ ‫فت ََر َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫في َ‬‫ِ‬
‫عن َب َ‬
‫ه(‬ ‫غ ُ‬ ‫ض ْ‬‫م ُ‬ ‫فلِ ْي َ ْ‬
‫ة َ‬ ‫جَر ٍ‬ ‫ش َ‬ ‫عودَ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ةأ ْ‬‫ِ َ ٍ‬

‫والقُول الثانأي ‪ :‬التحريم وهو قول بعض الفضلء المعاصرين‬


‫والقُول الثالث ‪ :‬الجواز ‪ ،‬وهو قول أكثر أهل العلم وهو الراجح‬
‫‪ ،‬لن علة النهي كون يوم السبت عيدا لليهود‪ ،‬واليهود ل‬
‫تصومإه بل تأكل فيه ‪ ،‬فبصيام السبت تحصل مإفارقة اليهود ‪،‬‬
‫وبترك صيامإه تحصل مإشابهة اليهود ‪ ،‬ثام إن النهي شديد جدا‬
‫أشد مإن نأهي صوم يوم العيدين ‪ ،‬وهي مإحرمإة بالجماع‬
‫بخلف صوم السبت ‪ .‬ولذك ضعف هذا الحديث الئمة الوائل‬
‫كالزهري والوزاعي ومإالك ويحي بن سعيد القُطان ‪ ،‬وأحمد‬
‫والنسائي ‪ ،‬والثارم وابن تيمية ‪ ،‬وابن القُيم ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله ) وكره صوم يوم الشك وهو الثلثون من‬


‫شعبان إذا لم يكن غيم أو قتر ( وقد تقُدم الكلم عليه‬

‫ن أ َِبي‬ ‫قوله ) يحرم صوم العيدين ( لما رواه البخاري ع َ ْ‬


‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫هىَ الن ّب ِ ّ‬ ‫ل نَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬‫ي الل ّ ُ‬
‫ض َ‬‫سِعيد ٍ َر ِ‬‫َ‬
‫ر(‬‫ح ِ‬
‫والن ّ ْ‬ ‫فط ْ ِ‬
‫ر َ‬ ‫وم ِ ال ْ ِ‬‫وم ِ ي َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬‫م َ‬‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫َ‬

‫ة‬
‫ش َ‬ ‫ن ن ُب َي ْ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫قوله ) وايام التشريق( لمارواه مسلِم َ‬
‫سلِ ّ َ‬
‫م‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه َ‬‫ل اللِ ّ ِ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل َ‬
‫قا َ‬ ‫ي َ‬
‫قا َ‬ ‫ّ‬ ‫هذَل ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫شريق أ َيا َ‬ ‫َ‬
‫ب(‬ ‫شْر ٍ‬ ‫و ُ‬
‫ل َ‬‫م أك ْ ٍ‬‫م الت ّ ْ ِ ِ ّ ُ‬ ‫أّيا ُ‬

‫‪57‬‬
‫قوله ‪ ) :‬ومن دخل في تطوع لم يجب إتمامه ( لما‬
‫ش َ ُ‬
‫علِ َ ّ‬
‫ي‬ ‫ل َ‬ ‫خ َ‬ ‫ت دَ َ‬ ‫قال َ ْ‬
‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ةأ ّ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫رواه مإسلم َ‬
‫ه ْ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ت يَ ْ‬‫ذا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫الن ّب ِ‬
‫م أ ََتاَنا‬ ‫م ثُ ّ‬‫صائ ِ ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ِّني إ ِذَ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫قلِ َْنا َل َ‬ ‫ف ُ‬ ‫يءٌ َ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫م َ‬ ‫عن ْدَك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫حي ْ ٌ‬ ‫يِ ل ََنا َ‬‫د َ‬‫ه ِ‬‫هأ ْ‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫قلِ َْنا َيا َر ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما آ َ‬ ‫و ً‬‫يَ ْ‬
‫ل(‬‫فأك َ َ‬‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫فلِ َ َ‬‫ه َ‬ ‫أَ‬
‫صائ ِ ً‬ ‫ت َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫قدْ أ ْ‬ ‫ريِني ِ‬ ‫ِ‬

‫قوله) وفي فرض يجب ما لم يقلِبه نفل( قال المجد‬


‫ابن تيمية ) بغير خلف نأعلمه ( وجوزه الشيخ ابن عثيمين إن‬
‫قطع الفرض لمصلحة أكبر ‪ ،‬كمنفرد شرع في فريضة ‪،‬‬
‫فأحس بالجماعة فله القُطع ‪ ،‬واستدل له بما أخرجه أبو داود‬
‫أَ‬
‫ه إ ِّني‬ ‫ل اللِ ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬‫ح َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫م ال ْ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قا‬ ‫ل‬ ‫ج ً‬ ‫ُ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫في ب َي ْ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫صلِ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ّ‬
‫مك َ‬ ‫َ‬
‫علِي ْك َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح اللِ ّ ُ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه إِ ْ‬‫ت ل ِلِ ّ ِ‬ ‫ن َذَْر ُ‬
‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ف َ‬‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬
‫عادَ َ‬ ‫م أَ َ‬ ‫هَنا ث ُ ّ‬ ‫ها ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫عت َي ْ‬ ‫س َرك ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫د‬
‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ( وصححه‬ ‫ك إ ِذَ ْ‬ ‫شأ ْن ُ َ‬‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫عادَ َ‬ ‫م أَ َ‬ ‫هَنا ث ُ ّ‬ ‫ها ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫ابن دقيق العيد‬

‫قوله )العتكاف ( وهو لزوم مإسجد لطاعة ‪ ،‬قوله ) هو‬


‫سنة ( لثبوته مإن فعله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وبالجماع‬
‫حكاه ابن المنذر قوله )وشروط صحته ستة أشياء ‪:‬‬
‫السلم ‪ ،‬والنية ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬والتمييز( لنأها شرط في‬
‫صحة جميع العبادات كما تقُدم مإرارا‬
‫قوله ) وعدم ما يوجب الغسل ( وهذا مإبني على عدم‬
‫جواز لبث الحائض والجنب في المسجد ‪ ،‬وهما قولن لهل‬
‫العلم ‪ .‬الول ‪ :‬المنع قال ابن قدامإة في المغني ) بلخلف (‬
‫‪ ،‬والثانأي الجواز وهو قول الظاهرية ‪ ،‬و الول أرجح‬

‫قوله ) وكونه بمسجد(بالتفاقا حكاه ابن قدامإة والقُرطبي ‪.‬‬


‫قوله ) ويزاد في حق من تلِزمه الجماعة( وهو قول‬
‫الحنفية أيضا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫والقُول الثانأي ‪ :‬تصح في كل مإسجد ولو تقُام فيه الجماعة‬
‫وهو قول المالكية والشافعية‬
‫والقُول الثالث‪ :‬ل تصح إل في مإسجد تقُام فيه الجمعة وهو‬
‫قول حماد وبعض أهل العلم‬
‫القُول الرابع‪ :‬ل تصح إل في المساجد الثلثاة وهو قول حذيفة‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ول َ ت َُبا ِ‬
‫شُرو ُ‬ ‫والراجح مإذهب الحنابلة ‪ ،‬لقُوله تعالى ) َ‬
‫َ‬
‫د( ‪ ،‬ولما جاء عن ابن عباس )‬ ‫ج ِ‬
‫سا ِ‬
‫م َ‬‫في ال ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫فو َ‬‫عاك ِ ُ‬
‫م َ‬
‫وأنت ُ ْ‬‫َ‬
‫ل اعتكاف إل في مإسجد تجمع فيه الصلوات( خرجه عبدالله‬
‫في ) مإسائله(‬
‫وأمإا دليل حديث حذيفة ) ل إعتكاف إل في المساجد‬
‫الثلثة( فالراجح أنأه مإوقوف وحذيفة مإخالف بغيره مإن‬
‫الصحابة ‪ ،‬والله أعلم‬

‫مإسألة هل يشترط الصوم للعتكاف؟ا قولن لهل العلم‬


‫الول ‪ :‬ليس شرطا وهو قول الشافعية والحنابلة‬
‫الثانأي‪ :‬شرط وهو قول المالكية واختيار ابن تيمية‬
‫َ‬
‫م‬‫وأنت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫شُرو ُ‬ ‫ول َ ت َُبا ِ‬ ‫ودليل القُول الول ‪ :‬قوله تعالى ) َ‬
‫د( فلم يشترط صومإا ‪ ،‬وثابت عن‬ ‫ج ِ‬
‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َ‬ ‫عاك ِ ُ‬ ‫َ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنأه أعتكف في شوال ‪ ،‬ولم يذكر‬
‫ن‬‫جاء في الصحيحين اب ْ ِ‬ ‫أنأه صام صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولما‬
‫صّلِىَ اللِ ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّب ِ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫مَر َ‬ ‫ع َ‬
‫ن ُ‬ ‫َ‬
‫ما أ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ي اللِ ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر َر ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫عت َك ِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫هلِ ِي ّ ِ‬‫جا ِ‬‫في ال ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت ن َذَْر ُ‬ ‫ل ك ُن ْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سلِ ّ َ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علِ َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ك( ومإا جاء‬ ‫ر َ‬ ‫ف ب ِن َذْ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫حَرام ِ َ‬ ‫د ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ل َي ْلِ َ ً‬
‫في بعض ) روايات الحديث () صم واعتكف ( فل يصح ‪ ،‬وقد‬
‫أعلها هذه اللفظة جماعة مإن أهل العلم مإنهم البيهقُي قال‬
‫)ذكر نأذر الصوم مإع العتكاف غريب ‪ ،‬تفرد به سعيد بن بشير(‬
‫وكذا أنأكره عبدالحق الشبيلي ‪ ،‬وضعفه ابن الجوزي في‬
‫) التحقُيق( ‪ ،‬وايضا مإا جاء عن ابن عباس أنأه قال ) ليس على‬
‫المعتكف صيام إل أن يجعله على نأفسه ( خرجه البيهقُي بسند‬
‫صحيح عن طاوس عن ابن عباس ‪ ،‬خرج الفاكهي)‪(2/149‬‬
‫بسند صحيح عن عطاء أن ابن عمر وابن عباس لم يجعل‬
‫‪59‬‬
‫الصوم إل على مإن اعتكف مإن أهل مإكة وجاء عن ابن عباس‬
‫أيضا اشتراط الصيام ‪ ،‬وابن عمر فيحمل على توجيه عطاء‬
‫ش َ َ‬
‫ة أنأ َّها َقال َ ْ‬
‫ت‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫وأدلة القُول الثانأي ‪ :‬مإا أخرجه أبو داود عن َ‬
‫جَناَزة ً وََل‬ ‫ضا وََل ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ة ع ََلى ال ْمعتكف أ َ‬
‫شهَد َ َ‬ ‫ري ً‬‫ِ‬ ‫مإ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ُ َْ ِ ِ‬ ‫سن ّ ُ‬
‫ال ّ‬
‫ه وََل‬ ‫َ‬
‫ما َل ب ُد ّ ِ‬
‫مإن ْ ُ‬ ‫جةٍ إ ِّل ل ِ َ‬
‫حا َ‬‫ج لِ َ‬ ‫خُر َ‬ ‫ها وََل ي َ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫مإَرأة ً وََل ي َُبا ِ‬‫سا ْ‬‫م ّ‬ ‫يَ َ‬
‫مإٍع ( قال‬ ‫جا ِ‬‫جد ٍ َ‬ ‫س ِ‬ ‫مإ ْ‬‫ف إ ِّل ِفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫صوْم ٍ وََل اع ْت ِ َ‬ ‫ف إ ِّل ب ِ َ‬‫كا َ‬ ‫اع ْت ِ َ‬
‫البيهقُي ‪ ) :‬قد ذهب كثير مإن الحفاظ أن هذا الكلم مإن قول‬
‫مإن دون عائشة ‪ ،‬وأن مإن أدرجه في الحديث وهم فيه( ‪ ،‬لكن‬
‫صح عن ابن عمر وابن عباس وعن عائشة أنأهم قالوا‬
‫) لإعتكاف إل بصوم( والحوط الصيام ‪ ،‬والثاار مإتعارضة ‪،‬‬
‫وايضا أثار يعلي بن أمإية رضي الله عنه أنأه كان يعتكف ساعة‬
‫في المسجد يدل على عدم اشتراط الصيام ‪ ،‬والله أعلم‬

‫قوله ) ومن المسجد ما زيد فيه ( كالمسجد النبوي فإن‬


‫مإا زيد فيه في عهد عمر مإنه بالجماع حكاه النووي ‪ ،‬لنأه جزء‬
‫مإن المسجد قوله ) ومنه سطحه ( وهو قول جمهور أهل‬
‫العلم ‪ ،‬وعند المالكية ل يصح العتكاف هناك لعدم صحة‬
‫الجمعة عليه ‪ ،‬وفيه نأظر ‪ ،‬وقول الجمهور أرجح ‪ .‬قوله‬
‫) ورحبته المحوطة( أي ساحته إذا كانأت مإتصلة بالمسجد ‪،‬‬
‫هن َ‬
‫في‬ ‫ن ِ‬
‫فو َ‬‫عاك ِ ُ‬
‫م َ‬
‫وأنت ُ ْ‬ ‫ول َ ت َُبا ِ‬
‫شُرو ُ ّ َ‬ ‫وإل فل لقُوله تعالى ) َ‬
‫د( وهي جزء مإن المسجد ‪ ،‬إمإا أن لم تكن مإتصلة فل‬ ‫ج ِ‬
‫سا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫يصح قوله ) ومإنارته التي هي أو بابها فيه( أي في المسجد أو‬
‫في رحبته‬
‫فأنأها مإن المسجد‬

‫قوله ) ومن عين العتكاف بمسجد غير الثلثة لم‬


‫يتعين( لنأه ليس قصد مإسجد بعينه دون غيره طاعة ‪ ،‬إل‬
‫المساجد الثلثاة‬

‫‪60‬‬
‫قوله ) ويبطل العتكاف بالخروج من المسجد لغير‬
‫عذر ( لنأه مإناف لمقُصود العتكاف ‪ ،‬وهوقول جمهور أهل‬
‫العلم ‪ ،‬قوله ) وبنية الخروج ولو لم يخرج( لحديث‬
‫) إنما العمال بالنيات( قوله ) وبالوطء في الفرج‬
‫وبالنزال بالمباشرة دون الفرج( بالجماع ‪ ،‬قوله‬
‫) بالردة والسكر(أمإا الول فلعدم صحة اعتكافه ‪ ،‬والثانأي‬
‫لمنافته مإقُصود العتكاف‬
‫قوله ) وحيث بطل العتكاف ‪ .‬وجب استئناف النذر‬
‫المتتابع غير المقيد بزمن ول كفارة( كرجل نأذر أن‬
‫يعتكف لله عشرة أيام مإتتالية ‪ ،‬ولم يقُيده بشهر مإعين ‪ ،‬فإن‬
‫بطل اعتكافه في اليوم الخامإس ‪ ،‬أعاد مإرة أخرى‪ ،‬لنأه لم‬
‫يأت بنذره ‪ ،‬ول كفارة ‪ ،‬للنأه يمكن استدراكه للنذر‬

‫قوله ) وإن كان مقيدا بزمن معين استأنفه ‪ ،‬وعلِيه‬


‫كفارة ‪ ،‬لفوات المحل ( كرجل نأذر أن يعتكف آخر عشرة‬
‫أيام مإن رجب فبطل اعتكافه في اليوم الثالث ‪ ،‬فعليه كفارة‬
‫النذر لنأه لنأه فات مإوضع نأذره وهو شهر رجب واستئناف مإن‬
‫جديد ولو دخل في شهر شعبان‬

‫قوله ) ول يبطل العتكاف إن خرج من المسجد لبول‬


‫أو غائط أو طهارة واجبة ‪ ،‬أو لزالة نجاسة ‪ ،‬أو‬
‫لجمعه تلِزمه ‪ ،‬ول إن خرج للتيان بمأكل ومشرب‬
‫لعدم خادم( بالجماع حكاه ابن المنذر ‪ ،‬لنأه لبد له مإن هذه‬
‫المإور‬
‫قوله ) وله المشي علِىَ عادته ( إذا خرج فل يلزم‬
‫بالسراع في المشي لن فيه مإشقُة‬

‫قوله ‪ ) :‬وينبغي لمن قصد المسجد أن ينويِ‬


‫العتكاف مدة لبثه فيه ‪ ،‬لسيما إن كان صائما( لما‬
‫جاء عن يعلِىَ بن أمية بسند صحيح أنه قال إني أمكث‬

‫‪61‬‬
‫في المسجد الساعة ما أريد إل أن أعتكف ( أمإا مإن‬
‫قال باشتراط الصوم فأقله يومإا بل ل يجزيء حتى ليلة‬

‫والحمدالله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف‬


‫المرسلين‬

‫‪62‬‬

You might also like