You are on page 1of 5

‫المقدمة‬ ‫‪.1.

0‬‬
‫نزلت على رسول اهلل ‪-‬ص لّى اهلل عليه وس لّم‪ -‬يف‬ ‫ُّ‬
‫تعد سورة العلق من السور املكية اليت ْ‬
‫الس الم‪ -‬على رسول‬
‫مكة املكرمة‪ ،‬وهي ّأول ما نزل من القرآن الكرمي‪ ،‬حني نزل جربيل ‪-‬عليه ّ‬
‫خلق اإلنسان من علق"‪،]١[ ،‬‬
‫ربك الذي خلق * َ‬ ‫والسالم‪ -‬وقال له‪ :‬اقرأ باسم َ‬
‫الصالة ّ‬
‫اهلل ‪-‬عليه ّ‬
‫ويبل غ ع دد آي ات س ورة العل ق (‪ )19‬آي ة‪ ،‬وتق ع يف اجلزء الثالثني‪ ،‬واحلزب (‪ )60‬من املص حف‬
‫الشريف‪.‬‬

‫ورد يف أح د الت اريخ أن أب و جه ل ق ال ذات م رة‪" :‬ه ل فتح حمم د وجه ه على األرض‬
‫أمامك؟" يف التجميع يربرها بعض الناس‪ .‬ومضى أبو جهل ليقول‪" :‬بالنسبة لالتا وأوزا سأرى ‪،‬‬
‫سأكسر رقبته وسأدفن وجهه يف األرض"‪ .‬لذلك هذه اآلية (سورة العلق‪ )19-6 :96 :‬مرتبطة‬
‫باحلادثة‪( .‬رواه ابن منذرداري أيب هريرة)‪.‬‬

‫يف أحد التاريخ ذكر أن جتميع النيب صلى اهلل عليه وسلم وأثناء الصالة وصل أبو جهل إىل‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬هذه اآلية (سورة العلق‪ )16-9 :96 :‬مرتبطة باحلادثة املذكورة أعاله‬
‫كتهديد ملن يستخدمون العبادة‪( .‬رواه ابن جرير عن ابن عباس)‪.‬‬

‫ورد يف روايات أخرى أن جمموعة النيب صلى اهلل عليه وسلم جاء ‪ ،‬وأتى أبو جهل وقال‪:‬‬
‫أمل مينعك أن تلبس هذه الصالة؟ مث أشاد به النيب أبو جهل مرة أخرى‪" :‬أال تعلم أنه مل يعد هناك‬
‫أتباع مين؟ "لذلك أرسل اهلل هذه اآلية (سورة العلق‪ )19-17 :96 :‬كتهديد ملن حيتاجون إىل‬
‫العبادة ألن لديهم الكثري من األتباع‪ .‬رواه الرتمزي وآخرون عن ابن عباس‪(.‬حسب الرتمذي هذا‬
‫حسن)‪.‬‬
‫احلديث ٌ‬
‫سورة العلق (‪)19-1‬‬

‫س ا َن ِم ْن َعلَ ٍق‪   ‬ا ْق َرأْ‬ ‫ك الذي َخلَ َق‪َ    ‬خلَ َق اإْلِ نْ َ‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم ‪ ‬ا ْق رأْ بِاس ِم ربِّ َ َّ ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ َّ ِ‬
‫س ا َن‬ ‫س ا َن َم ا لَ ْم َي ْعلَ ْم‪َ    ‬كاَّل إ َّن اإْلِ نْ َ‬
‫ك اأْل َ ْك َر ُم‪   ‬الذي َعل َم ب الْ َقلَ ِم‪َ    ‬عل َم اإْلِ نْ َ‬‫َو َربُّ َ‬
‫ت الَّ ِذي َي ْن َهى‪َ    ‬ع ْب ًدا إِذَا‬ ‫ك ال ُّر ْج َعى‪   ‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫اس َت ْغنَى‪   ‬إِ َّن إِلَى َربِّ َ‬
‫لَيَطْغَى‪   ‬أَ ْن َرآَهُ ْ‬
‫ب َوَت َولَّى‪   ‬‬
‫ت إِ ْن َك َّذ َ‬
‫الت ْق َوى‪   ‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫ت إِ ْن َكا َن َعلَى ال ُْه َدى‪   ‬أ َْو أ ََم َر بِ َّ‬
‫صلَّى‪     ‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫َ‬
‫اذب ٍة َخ ِ‬
‫اطئَ ٍة‪   ‬‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن اللَّهَ َي َرى‪َ    ‬كاَّل لَئ ْن لَ ْم َي ْنتَ ه لَنَ ْس َف َع ْن بِالنَّاص يَة‪   ‬نَاص يَة َك َ‬ ‫أَلَ ْم َي ْعلَ ْم بِ أ َّ‬
‫ِ‬ ‫َفلْي ْدعُ نَ ِ‬
‫ب‪   ‬‬ ‫الزبَانِيَةَ‪َ    ‬كاَّل اَل تُط ْعهُ َو ْ‬
‫اس ُج ْد َواقْتَ ِر ْ‬ ‫اديَهُ‪َ    ‬سنَ ْدعُ َّ‬ ‫َ‬

‫العناصر البالغية‬ ‫‪.2.0‬‬


‫علم المعاني‬ ‫‪.2.1‬‬

‫العناصر البالغية الذي يوجد يف السورة العلق من علم املعين هو الإلطناب‪ .‬اإلطناب هو أداء‬

‫املعاين بأكثر من عبارة سواء أكانت الزيادة كلم أم مجلة بشرط أن تكوين هلا فائدة‪ .‬فإذا خلت‬

‫الزيادة من الفائدة فال يسمى الكالم معها اإلطناب‪ .‬اإلطناب يف السورة العلق تقع يف األية إقرأ‬

‫بسم ربك الذي خلق‪ ...‬إقرأ وربك األكرم‪ .‬هذا التكرار يدل على أمهية القراءة‪ ,‬والقرءان حيثنا‬

‫هبا حثا شديدا منذ أوائل نزوله‪.‬‬


‫علم البيان‬ ‫‪.2.2‬‬

‫العناصر البالغية الذي يوجد يف السورة العلق من علم البيان هو الكناية‪ .‬الكناية هو لفظ أريد‬

‫به غري معناه الذي ُوضع له‪ ،‬مع جواز إرادة املعىن األصلي لعدم وجود قرينة مانع ة من إرادته‪.‬‬

‫الكناية يف السورة العلق تقع يف األية أرأيت الذي ينهى عبدا ‪ .....‬كىن بالعبد عن رسول اهلل ومل‬

‫يقل ينهاك تفخيما لشأنه وتعظيما لقدره‬

‫العناصر البالغية الذي يوجد يف السورة العلق من علم البيان هو اجملاز العقلي‪ .‬اجملار العقلي هو‬

‫ما يكون يف اإلسناد‪ ,‬أي يف إسناد الفعل أو ما يف معناه إىل غري ما هو له‪ .‬ويسمى اجملاز احلكمي‪,‬‬

‫واإلس ناد اجملازي‪ ,‬وال يك ون إال يف ال رتاكيب‪ .‬اجملاز العقلي يف الس ورة العل ق تق ع يف األي ة ناص ية‬

‫كاذبة خاطئة‪ .‬أي كاذب صاحبها خاطئ فأسند الكذب إليها جمازا‪.‬‬

‫العناص ر البالغية ال ذي يوجد يف السورة العل ق من علم البيان هو االستعارة املكنية‪ .‬االستعارة‬

‫املكنية ه و وهي ال يت ُح ِذ َ‬
‫ف فيه ا املش به ب ه (ال ركن الث اين) وبقيت ص فة من ص فاته ترم ز إلي ه ‪.‬‬

‫االستعارة املكنية يف السورة العلق تقع يف األية الذي خلق‪ .‬كل ما أسند إىل اهلل من فعل اخللق هو‬

‫االستعارة املكنية‪ .‬ومثاله " أمل يعلم بأن اهلل يرى " وكان الرأية من أفعال اخللق ال يليق إسناده إىل‬

‫اهلل‪ .‬إال جمازا ألن اهلل خمالف خللقه فعال وصفة وذاتا‪.‬‬
‫العناصر البالغية الذي يوجد يف السورة العلق من علم البيان هو االستعارة التصرحيية‪ .‬االستعارة‬

‫التصرحيية هي اليت ُح ِذ َ‬
‫ف فيها املشبه (الركن األول) وصرح باملشبه به ‪ .‬االستعارة التصرحيية يف‬

‫السورة العلق تقع يف األية خلق اإلنسان من علق‪ .‬شبه مكان خلقة الناس بالعلق جبميع لوازمه‪.‬‬

‫علم البديع‬ ‫‪.2.3‬‬

‫العناصر البالغية الذي يوجد يف السورة العلق من علم البديع هو السجع‪ .‬السجع هو ما‬

‫اتفقت في ه الف اظ إح دى الفق رتني أو أكثره ا يف ال وزن والتفقيه‪ .‬الس جع يف الس ورة العل ق تق ع يف‬

‫سا َن ِم ْن َعلَ ٍق‪. ‬‬


‫‪....‬خلَ َق اإْلِ نْ َ‬
‫َ‬ ‫األية اقرأ‪ ‬بسم ربك الذي‪ ‬خلق‬

‫العناصر البالغية الذي يوجد يف السورة العلق من علم البديع هو الطباق السليب‪ .‬الطباق‬

‫وس ْلباً‪ ،‬يأيت بكلمة علم مث بعد ذلك يأيت بضدها يعين ما مل‬ ‫اخَتلَف فِيه ِّ ِ‬
‫الضدان إجيَاباً َ‬ ‫السليب ُهو ما ْ‬

‫يعلم‪ .‬الطب اق الس ليب يف الس ورة العل ق تق ع يف األي ة علم‪ ‬اإلنس ان م ا‪ ‬لم يعلم‪ .‬الكلم ة علم ض د‬

‫الكلمة مل يعلم‪.‬‬

‫العناصر البالغية الذي يوجد يف السورة العلق من علم البديع هو اجلناس الناقص‪ .‬اجلناس‬

‫الناقص ُه و إذ كان التشابه يف بعض احلروف أو اختلف ترتيبها‪ .‬اجلناس الناقص يف السورة العلق‬

‫تقع يف األية خلق و علق‪.‬‬


‫المراجع‬

‫إبراهيم حممد عطاء‪ .)2005( .‬املراجع يف تدريس اللغة العربية‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز الكتاب للنشر‪.‬‬

‫جودة الركايب‪ .)2002( .‬طرق تدريس اللغة العربية‪ .‬دمشيق‪ :‬دار الفكر املعاصر‪.‬‬

‫علي اجلارم‪ ,‬مصطفى أمني‪ .)2004( .‬البالغة الواضحة‪ .‬بريوت‪ :‬املكتبة العلمية‪.‬‬

‫قدري مايو‪ .)2000( .‬املعني يف البالغة‪ .‬عامل الكتب‪.‬‬

‫يوسف الصميلي‪ .)2000( .‬اللغة العربية وطرق تدريسها كنظريات وتطبيق‪ .‬املكتبة العصرية‬
‫سيدا‪.‬‬

‫عتيق‪ ,‬ا‪ .‬ع‪ .).n.d( .‬اللغة والبالغة‪ .‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪.‬‬

‫علي اجلارم‪ .)2008( .‬البالغة الواضحة ودليل البالغة الواضحة‪ .‬دار املعارف‪.‬‬

You might also like