You are on page 1of 39

‫جامعة ّأم القرى‬

‫الكلّيّة الجامعيّة بالقنفذة‬


‫قسم المناهج وطرائق التدريس‬

‫بحث بعنوان‬

‫تقويم المنهج‬
‫‪Curriculum Evaluation‬‬

‫إعداد‬

‫د ‪ .‬غازي مفلح‬

‫تقويم المنهج‬
‫‪Curriculum Evaluation‬‬

‫‪1‬‬
‫األهداف ‪:‬‬
‫يتوقّع من الدارس بعد االطالع أن يكون قادراً على ‪:‬‬
‫ضح الدارس مفهوم تقويم المنهج ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يو ّ‬
‫الخارجي للمنهج ‪ ,‬التقويم‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬أن يشرح الدارس مفاهيم ( التقويم‬
‫الداخلي للمنهج ‪ ,‬جدارة المنهج ‪ ,‬جدوى المنهج ) ‪.‬‬
‫ّ‬
‫مسوغات تقويم المنهج ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يبيّن الدارس ّ‬
‫‪ -4‬أن يذكر الدارس جوانب تقويم المنهج ‪.‬‬
‫والشخصي‬
‫ّ‬ ‫التحصيلي‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬أن يشرح الدارس معايير تقويم الجانبين‬
‫للمتعلّمين ‪.‬‬
‫مكونات المنهج ‪.‬‬
‫مكون من ّ‬
‫كل ّ‬‫‪ -6‬أن يح ّدد الدارس معايير تقويم ّ‬
‫كل أساس من أسس المنهج ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يح ّدد الدارس معايير تقويم ّ‬
‫‪ -8‬أن يع ّدد الدارس مراحل تقويم المنهج بشكل متسلسل ‪.‬‬
‫ضح الدارس المقصود بتقويم تقويم المنهج ‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يو ّ‬

‫تقويم المنهج‬
‫‪Curriculum Evaluation‬‬

‫مق ّدمة ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الفلسفي الذي يتمثّل يف‬
‫ّ‬ ‫مر بنا سابقاً أ ّن املنهج يتأثّر مبجموعة من األسس كاألساس‬ ‫ّ‬
‫االجتماعي املتعلّق بقيم اجملتمع وثقافته ‪ ,‬واألساس‬
‫ّ‬ ‫فلسفة الرتبية وأهدافها ‪ ,‬واألساس‬
‫املعريف‬
‫ّ‬ ‫بنمو املتعلّمني ‪ ,‬وميوهلم ‪ ,‬واجّت اهاهتم ‪ ,‬وطبيعة تعلّمهم ‪ ,‬واألساس‬ ‫النفسي املتمثّل ّ‬
‫ّ‬
‫املتعلّق بطبيعة املعرفة ‪ ,‬وأساسيّاهتا ‪ ,‬ومصادرها ‪ ,‬واخلربة وجوانبها املختلفة ‪.‬‬
‫مكوناته املختلفة كاألهداف واحملتوى‪P‬‬‫ويعكس املنهج تلك األسس السابقة من خالل ّ‬
‫وطرائق التدريس ووسائل التعليم واألنشطة املدرسيّة وأساليب التقومي ‪.‬‬
‫يسمى بثورة‬‫املعريف ‪ ,‬وما ّ‬
‫ّ‬ ‫التفجر‬
‫تطور وتغرّي دائمني ‪ ,‬فهناك ّ‬ ‫ومن املعلوم أ ّن احلياة يف ّ‬
‫التطور‬
‫املعلومات يف خمتلف اجملاالت ‪ ,‬والثورة‪ P‬التكنولوجيّة‪ P‬يف جمال االتّصاالت‪ , P‬وكذلك ّ‬
‫منو األفراد ‪ ,‬وطبيعة‬
‫كل يوم مزيداً من أسرار ّ‬ ‫الدائم يف جمال علم النفس الذي يكشف ّ‬
‫تعلّمهم ‪ ,‬والطرائق والوسائل املساعدة على هذا التعلّم ‪ ,‬وأساليب قياسه وتقوميه ‪ ,‬وهناك‬
‫الثقايف املتسارع ‪ ,‬وحتطيم احلدود القطريّة يف‬
‫ّ‬ ‫املستمر ‪ ,‬واالنتشار‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫التفاعل‬
‫وجه الشركات االقتصاديّة العمالقة ‪ ,‬وظهور ما يعرف بالعوملة‪ P‬أو الكوننة‬
‫شك يف أ ّن هذه التغرّي ات‪ P‬بدأت تؤثّر بشكل أو بآخر يف‬ ‫‪ , Globalization‬وال ّ‬
‫أهداف الرتبية‪ P‬وسياساهتا ووسائلها ‪ ,‬فسارعت إىل إعداد خطط ‪ ,‬واخّت اذ إجراءات متع ّددة‬
‫للتكيّف وهذا الواقع ‪.‬‬
‫وكان من وسائل الرتبية‪ P‬ملواجهة التح ّديات اجلديدة ‪ ,‬والتكيّف معها تقومي املناهج القائمة‬
‫ومستمر ؛ أل ّن املنهج سيغدو غريباً وقاصراً بعد مرور‬ ‫ّ‬ ‫دوري‬
‫ّ‬ ‫‪ ,‬وحتديثها وتطويرها بشكل‬
‫التطورات السريعة ؛ حيث سيفتقر إىل كثري من‬ ‫م ّدة من الزمن على تطبيقه يف ضوء هذه ّ‬
‫املستج ّدات االجتماعيّة والنفسيّة والعلميّة والتكنولوجيّة اليت ظهرت بعد بنائه وتنفيذه ‪,‬‬
‫ولعل اخلطوة األوىل لتطوير املنهج املطبّق هي‬
‫مسوغ كاف للعمل على تطويره ‪ّ ,‬‬ ‫وهذا ّ‬
‫عمليّة تقوميه ‪ ,‬فما املقصود بتقومي املنهج ؟‬

‫ّأوالً – مفهوم تقويم المنهج ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الشافعي وزمياله تقومي املناهج بأهّن ا عمليّة " إصدار حكم على صالحيّة املناهج‬‫ّ‬ ‫عرف‬‫ّ‬
‫اخلاصة للحكم عليها ‪ ,‬وحتليلها ‪ ,‬وتفسريها يف ضوء‬ ‫الدراسيّة عن طريق جتميع البيانات ّ‬
‫معايري موضوعيّة تساعد على اخّت اذ قرارات مناسبة بشأن‪ P‬املنهج " ‪. 1‬‬
‫ّأما الوكيل واملفيت فرييان أ ّن تقومي املنهج عندمها هو عمليّة " مجع األدلّة اليت تساعد عل‬
‫حتديد مدى فاعليّة املنهج ‪ ,‬أي مدى حتقيق املنهج ألهدافه ‪ ,‬وذكرا أ ّن مثّة جانبني لتقومي‬
‫ويسمى‬
‫ومكوناته ‪ّ ,‬‬ ‫األول حيكم على املنهج من خالل توافر معايري أسسه ّ‬ ‫املنهج ‪ّ ,‬‬
‫الداخلي للمنهج ‪ّ ,‬أما اجلانب اآلخر من التقومي فهو ذلك الذي حيكم على فاعليّته‬ ‫ّ‬ ‫التقومي‬
‫اخلارجي للمنهج " ‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫ويسمى التقومي‬
‫يف إحداث التغرّي ات‪ P‬املطلوبة يف املتعلّمني ‪ّ ,‬‬
‫الداخلي للمنهج مصطلح جدارة املنهج العلميّة ‪Merit‬‬ ‫ّ‬ ‫غري أ ّن احلارثي يطلق على التقومي‬
‫‪ ,‬ويطلق على التقومي اخلارجي للمنهج مصطلح جدارة ‪ Worth‬املنهج العمليّة‪ ,‬فقد ذكر‬
‫أ ّن تقومي املنهج هو عمليّة هتدف إىل " تقدير جدارته أو جدواه أو كليهما معاً ؛ من أجل‬
‫املساعدة يف اخّت اذ قرار صائب بشأنه ‪ ,‬حذفاً ‪ ,‬أو تعديالً ‪ ,‬أو تغيرياً " ‪.3‬‬
‫احلارثي بتقومي املنهج من حيث جدارته ‪ ,‬تقوميه نظريّاً من حيث مراعاته‬ ‫ّ‬ ‫ويقصد‬
‫واملكونات والتنظيم ‪ّ ,‬أما تقويه من حيث جدواه‬ ‫ّ‬ ‫املواصفات واملعايري السليمة يف األسس‬
‫‪ ,‬فيعين تقوميه من حيث فائدته يف العمليّة التعليميّة عند تطبيقه على أرض الواقع ‪ ,‬يف بيئة‬
‫حم ّددة ‪.‬‬
‫ومن هنا نرى أ ّن مفهوم تقومي املنهج هو عمليّة مجع بيانات كميّة من خالل قياس مدى‬
‫تعلّم املتعلّمني من جهة ‪ ,‬ومدى توافر املعايري السليمة يف أسس املنهج ‪ ,‬وعناصره ‪,‬‬
‫وتنظيمه من جهة أخرى ‪ ,‬وتفسري تلك البيانات ‪ ,‬والوصول إىل قرارات يف ضوئها ‪.‬‬
‫ومن خالل ما تق ّدم من التعريفات يتبنّي ما يأيت ‪:4‬‬

‫املدرسي من منظور جديد ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‬


‫ّ‬ ‫الشافعي و زمياله ( ‪ : ) 1996‬املنهج‬
‫ّ‬ ‫حممد‬
‫‪ -‬إبراهيم ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪.367-366‬‬

‫حممد أمني املفيت (‪ : ) 1998‬املناهج ‪ :‬املفهوم ‪ ,‬العناصر ‪ ,‬األسس ‪ ,‬التنظيمات ‪,‬‬


‫‪ -‬حلمي أمحد الوكيل و ّ‬
‫‪2‬‬

‫التطوير ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬مكتبة األجنلو املصريّة ط‪ , 3‬ص ‪.10‬‬


‫واقعي ‪ ,‬مرجع سابق ص ‪.260‬‬
‫‪ -‬إبراهيم أمحد مسلم احلارثي (‪: ) 1998‬ختطيط املناهج وتطويرها من منظور ّ‬
‫‪3‬‬

‫املكاوي ( ‪ : ) 2006‬أساسيّات املناهج ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪. 265-264‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 4‬حممد أشرف‬

‫‪4‬‬
‫" ‪ -1‬تقومي املناهج عمليّة تبدأ جبمع البيانات ‪ ,‬وتنتهي‪ P‬باخّت اذ القرارات املناسبة‪ P‬يف ضوء‬
‫تفسري هذه البيانات‪. P‬‬
‫يصح اخّت اذ‬
‫تتم يف ضوء معايري موضوعيّة ‪ ,‬مبعىن أنّه ال ّ‬ ‫‪ -2‬عمليّة تقومي املنهج ال ب ّد أن ّ‬
‫قرارات مبنيّة على وجهات النظر الشخصيّة ‪ ,‬أو االنطباعات‪ P‬الذاتيّة ‪.‬‬
‫‪ -3‬إ ّن التقومي يعتمد أساساً على مجع البيانات‪ , P‬ومجع البيانات تعتمد على القياس ‪,‬‬
‫كل جانب من جوانب املنهج قياسات معيّنة ‪ ,‬ونتائج‬ ‫والقياس عمليّة جزئيّة ‪ ,‬إذ يتطلّب ّ‬
‫هذا القياس مقادير كميّة ‪ ,‬أي أرقام أو إحصاءات تصف اجلانب املقيس‪ P‬بلغة كميّة ‪.‬‬
‫صحة‬
‫‪ -4‬التقومي عمليّة إصدار األحكام ‪,‬واخّت اذا القرارات املناسبة‪ P‬يف ضوئها ‪ ,‬وتتوقّف ّ‬
‫هذه األحكام ‪ ,‬ودقّة تلك القرارات على مدى دقّة القياس ‪ ,‬ومدى صالح أدواته ‪.‬‬
‫ولكن هناك‬‫‪ -5‬التقومي ليس مقصوراً على قضايا احلكم على مدى تعلّم التالميذ‪ P‬فقط ‪ّ ,‬‬
‫معايري ‪ Standards‬يُتَّخذ يف ضوئها قرارات أخرى تتعلّق بعناصر املنهج وأسسه‬
‫وتنظيمه " ‪.‬‬
‫مسوغات تقويم المنهج ‪:‬‬
‫ثانياً – ّ‬
‫تعم العامل ‪ ,‬جعلت مناهج‬ ‫‪ -‬الثورة املعرفيّة والتكنولوجيّة يف خمتلف اجملاالت اليت ّ‬
‫التعليم اليت ال تسارع إىل مواكبتها‪ P‬من خالل التقومي والتطوير الدائمني متخلّفة‬
‫ملسوغات‬‫عما جيري يف العامل ‪ ,‬وعاجزة عن حتقيق أهدافها ‪ ,‬وبالتايل فاقدة ّ‬ ‫ّ‬
‫وجودها أصالً ‪.‬‬
‫‪ -‬التغرّي ات االجتماعيّة والثقافيّة‪ P‬واالقتصاديّة املتسارعة‪ , P‬وما يصاحبها من ظهور‬
‫مصطلحات وأفكار و اجّت اهات وقيم وعادات وأساليب‪ P‬تفكري جديدة ( دميقراطيّة‪P‬‬
‫واملهين‬
‫ّ‬ ‫التعليم ‪ ,‬تعليم اإلناث ‪ ,‬ربط التعليم بسوق العمل ‪ ,‬العناية بالتعليم الفيّن‬
‫دوري ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )....‬تستدعي حتليل املناهج وإثرائها هبذه املستج ّدات بشكل‬
‫املستمرة يف جمال علم النفس وتكنولوجيا التعليم ‪ ,‬ومن نتج عن ذلك‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬التطورات‬
‫من ظهور إسرتاتيجيّات تعليميّة جديدة ‪ ,‬ووسائل تعليم تكنولوجيّة حديثة‬
‫الرتبوي على التوجيه بضرورة‬ ‫ّ‬ ‫حث أصحاب القرار‬ ‫أسهمت إىل ح ّد كبري يف ّ‬

‫‪5‬‬
‫تقومي املناهج ؛ لتطوير طرائق التدريس والتعلّم والتعليم واألنشطة املدرسيّة‬
‫وأساليب التقومي ‪ ,‬ووسائله ‪.‬‬
‫الثقايف‬
‫ّ‬ ‫عاملي ‪ ,‬وتسارع يف االنتشار‬
‫‪ -‬ثورة االتّصاالت‪ , P‬وما أحدثته من تواصل ّ‬
‫اضطر النظم الرتبويّة إىل العناية‪ P‬باللغات األجنبيّة ‪ ,‬وجعل كثرياً منها يعيد النظر يف‬
‫ويوسع دائرة تلك اللغات‬ ‫ويقوم مناهج تعليم اللغات األجنبيّة ‪ّ ,‬‬‫املناهج القائمة ‪ّ ,‬‬
‫لتشمل اللغات الصينيّة واليابانيّة والروسيّة واألملانيّة ‪ ,‬بعد أن كانت مقتصرة على‬
‫اللغتني اإلجنليزيّة والفرنسيّة ‪.‬‬
‫متخض‬
‫‪ -‬ازدياد عدد الدراسات والبحوث الرتبويّة املختلفة يف جمال املناهج ‪ ,‬وما ّ‬
‫املستمر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عنها من نتائج ‪ ,‬تظهر ثغرات املناهج القائمة ‪ ,‬وتوصي بضرورة تقوميها‬
‫البشري أفضل أنواع االستثمار دفع الرتبويني‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ثبوت مقولة إ ّن استثمار رأس املال‬
‫مؤهلة‬
‫إىل تقومي املناهج وتطويرها باستمرار للحصول على أفضل خمرجات بشريّة ّ‬
‫واالجتماعي ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫الوطين‬
‫ّ‬ ‫التطور‬
‫لدفع عجلة ّ‬
‫لكل‬
‫مهماً ّ‬‫كل بيت ‪ ,‬جعل هذا املنهج أمراً ّ‬ ‫‪ -‬انتشار التعليم ‪ ,‬ودخول املنهج إىل ّ‬
‫يشرحه ‪ ,‬ويكشف عيوبه ‪ ,‬ويثين على إجيابيّاته‪ , P‬ويبدي رأيه فيه‬
‫فرد يف اجملتمع ‪ّ ,‬‬
‫هتم اجلميع ‪,‬‬
‫مادة خصبة ّ‬ ‫يف وسائل اإلعالم املختلفة اليت رأت يف اخلوض فيه ّ‬
‫وترضي فضوهلم ؛ األمر الذي لفت األنظار إىل أمهيّته ‪ ,‬ودفع القائمني على‬
‫مستمر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمليّة الرتبويّة‪ P‬إىل العمل على تقوميه وتطويره بشكل‬
‫الرتبوي ‪ ,‬بل إ ّن‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬وال يعين البند السابق أ ّن عني الرتبية مغمضة ّ‬
‫عما جيري يف امليدان‪P‬‬
‫مثّة جلاناً مش ّكلة لغرض متابعة تطبيق املنهج القائم وتقوميه ‪ ,‬وتق ّدم هذه اللجان‬
‫القوة ‪ ,‬ونقاط‬
‫تقارير دوريّة عن عملها لصاحب القرار ‪ ,‬تظهر فيها جوانب ّ‬
‫الضعف يف املنهج ‪ ,‬فيختار الوقت املناسب إلجراء التطوير يف ضوء نتائج التقومي ‪.‬‬
‫ثالثاً – أهداف تقويم المنهج ‪:‬‬
‫يشمل التقومي أسس املنهج وعناصره كافّة ‪ ,‬وهو بذلك يسعى إىل حتقيق جمموعة من‬
‫الوظائف واألهداف منها ‪:5‬‬
‫‪ - 5‬إبراهيم مهدي الشبلي ( ‪ : ) 2000‬املناهج ‪ ,‬بناؤها ‪ ,‬تنفيذها ‪ ,‬تقوميها ‪ ,‬تطويرها ( باستخدام النماذج ) ‪,‬‬
‫عمان ‪ ,‬دار األمل للنشر والتوزيع ‪ ,‬ص ‪.143‬‬
‫ّ‬

‫‪6‬‬
‫" ‪ -‬معرفة ما ح ّققه ال‪PP P P P‬رتبويون‪ P‬من بن‪PP P P P‬اة للمنهج ومن ّ‪P‬ف ‪PP P P‬ذين له ‪ ,‬األمر ال‪PP P P P‬ذي يرفع من‬
‫مبؤشرات يستطيعون مبوجبها ختطيط عملهم الالحق ‪.‬‬ ‫ويزودهم ّ‬ ‫معنويّاهتم من جهة ‪ّ ,‬‬
‫‪ -‬التع‪Pّ P P‬رف إىل آث‪PP P‬ار املنهج ل‪PP P‬دى املتعلّمني يف ض‪PP P‬وء األه‪PP P‬داف الرتبويّة‪ P‬؛ األمر ال‪PP P‬ذي‬
‫يساعد يف تطوير املنهج ‪.‬‬
‫‪ -‬مجع البيان ‪PP P P P P‬ات اليت تس ‪PP P P P P‬اعد متّخذ الق ‪PP P P P P‬رار يف اخّت اذ موقف من املنهج تط ‪PP P P P‬ويراً أو‬
‫استمراراً أو إلغاء ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير أساليب التقومي وإجراءاته ونظريّاته نتيجة للخربة املباشرة يف املمارسة " ‪.‬‬
‫الشريفي وأمحد بعض األهداف التفصيليّة‪ P‬لعمليّة تقومي املنهج ‪ ,‬منها ‪:6‬‬ ‫ّ‬ ‫وقد ذكر‬
‫" ‪ -‬املساعدة يف تطوير األهداف التعليميّة واإلجرائيّة ‪.‬‬
‫التعليمي للمنهج ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املساعدة يف تطوير احملتوى‬ ‫‪-‬‬
‫املساعدة يف تطوير طرائق التدريس املستخدمة ‪ ,‬واختيار املناسب‪ P‬منها للمنهج‬ ‫‪-‬‬
‫وخصائص التالميذ ‪.‬‬
‫املساعدة يف تطوير الوسائل التعليميّة املستخدمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املساعدة يف تطوير األنشطة التعليميّة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬املساعدة‪ P‬يف تطوير أساليب‪ P‬التقومي املستخدمة وأدواته " ‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل ما ذكر من أهداف ‪ ,‬فإ ّن عمليّة تقومي املنهج هتدف أيضاً إىل ‪:‬‬
‫والتطور الذي أحدثه املنهج يف سلوك املتعلّمني بصورة صادقة‬ ‫ّ‬ ‫تعرف مدى التق ّدم‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪ ,‬األمر الذي يساعد على تطوير إجنازاهتم ‪ ,‬وتوفري أفضل الظروف – من خالل‬
‫والتفوق ‪.‬‬
‫التوجيه واإلرشاد – لألخذ بيدهم حنو التميّز ّ‬
‫‪ -‬التأ ّكد من توافر املعايري السليمة يف األسس اليت استند إليها املنهج ‪ ,‬كاألساس‬
‫املعريف ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النفسي ‪ ,‬واألساس‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي ‪ ,‬واألساس‬‫ّ‬ ‫الفلسفي ‪ ,‬واألساس‬
‫للمدرسني ‪ ,‬من خالل تنفيذ دورات‬ ‫‪ -‬العمل على زيادة الكفاية‪ P‬العلميّة واملهنيّة ّ‬
‫تدريبيّة تتناول احتياجاهتم التدريبيّة‪. P‬‬

‫حممد أمحد (‪ : ) 2004‬املناهج التعليميّة ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪. 79‬‬


‫‪ -‬شوقي السيّد الشريفي ‪ ,‬وأمحد ّ‬
‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫لكل من املشرفني‬
‫العلمي ّ‬‫ّ‬ ‫‪ -‬صقل املهارات اإلشرافيّة واإلداريّة وكفايات البحث‬
‫فعلي يف عمليّة تقومي املنهج اليت‬
‫واملديرين واملعلّمني من خالل إشراكهم بشكل ّ‬
‫تتضمن مجع البيانات وحتليلها وتفسريها‪ , P‬واخّت اذ القرارات املناسبة‪ P‬يف ضوئها ‪.‬‬
‫ّ‬
‫رابعاً – نماذج تقويم المنهج ‪:‬‬
‫النهائي للمنهج ‪ ,‬ويأيت‬
‫ّ‪P‬‬ ‫ويسمى التقومي‬
‫األول ‪ّ :‬‬ ‫يتم تقومي املنهج وفق أمنوذجني ‪ّ ,‬‬‫ّ‬
‫عقب تنفيذ املنهج ‪ ,‬سواء أكان املنهج جتريبيّاً أم منهجاً دائماً ‪ ,‬ويشمل خمتلف‬
‫مكوناته ‪ ,‬وبالتايل العمل على تطوير‬
‫مكونات املنهج للوصول إىل عوامل الضعف يف ّ‬ ‫ّ‬
‫املكونات ؛ وصوالً إىل درجة أكثر فاعليّة ‪.‬‬
‫تلك ّ‬
‫النهائي للمنهج بالشكل اآليت ‪:‬‬
‫ّ‪P‬‬ ‫وميكن متثيل مراحل أمنوذج التقومي‬
‫إعداد خطّة التقومي‬

‫تقومي أثر املنهج‬ ‫مكونات املنهج‬


‫تقومي ّ‬ ‫تقومي أسس املنهج‬
‫( املتعلّمني )‬

‫نتائج التقومي‬

‫اختاذ القرار‬

‫إلغاء املنهج‬ ‫اجلزئي للمنهج‬


‫ّ‬ ‫التطوير‬ ‫التطوير الشامل للمنهج‬

‫تتوصل عمليّة التقومي‬


‫وتتّصف عمليّة التقومي هذه بالتكلفة املرتفعة‪ , P‬وال سيّما إذا مل ّ‬
‫إىل نتائج واضحة عن أسباب ضعف املنهج ؛ ولذلك جلأ بعض الرتبويني ‪ ,‬وهبدف‬

‫‪8‬‬
‫الرتاجعي للمنهج ‪,‬‬
‫ّ‪P‬‬ ‫احل ّد من النفقات إىل أمنوذج آخر للتقومي ‪ ,‬هو أمنوذج التقومي‬
‫مر هبا املنهج ابتداء من املرحلة األخرية ‪,‬‬
‫ويقوم هذا األمنوذج على تقومي املراحل اليت ّ‬
‫وهي مرحلة تقومي املنهج ‪ ,‬فإذا ظهر خلل املنهج يف هذه املرحلة ‪ ,‬يتوقّف التقومي ؛‬
‫يتم التخفيف من نفقات التقومي بدرجة كبرية ‪ّ ,‬أما إذا مل يكشف تقومي‬ ‫وبذلك ّ‬
‫يتم االنتقال إىل تقومي مرحلة ما قبل التقومي ‪ ,‬وهي‬ ‫مرحلة التقومي عن ذلك اخللل ‪ّ ,‬‬
‫مرحلة تقومي املتعلّمني ‪ ,‬مثّ إىل تقومي املرحلة السابقة لتقومي املتعلّمني ‪ ,‬وهي مرحلة‬
‫الرتاجعي ‪,‬‬
‫ّ‪P‬‬ ‫تنفيذ املنهج ‪ ,‬وهكذا إىل أن نصل إىل املرحلة األخرية من مراحل التقومي‬
‫وهي مرحلة تقومي األهداف والفلسفة الرتبويّة‪. P‬‬
‫الرتاجعي للمنهج ‪:‬‬
‫ّ‪P‬‬ ‫وميثّل الشكل اآليت أمنوذج التقومي‬
‫األهداف التربويّة‬
‫‪)1( 7‬‬

‫األهداف التعليميّة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪6‬‬
‫المحتوى والخبرات‬
‫(‪)3‬‬
‫‪5‬‬

‫الرتاجعي للمنهج‬
‫ّ‬ ‫التقومي‬ ‫الكتب والوسائل‬
‫‪ 4‬واألنشطة‬
‫(‪)4‬‬

‫المعلّم وطرائق‬
‫التدريس‬
‫‪)5( 3‬‬

‫المتعلّم‬
‫(‪)6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬أساليب التقويم‬
‫(‪)7‬‬

‫خامساً ‪ -‬جوانب تقويم المنهج ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫يتم باالعتماد‬
‫يتّصف التقومي بالشموليّة والتكامل‪ , P‬ولذلك فإ ّن احلكم على منهج ما ال ّ‬
‫على تقومي جانب واحد منه ‪ ,‬كتقومي أسسه ‪ ,‬أو تقومي عناصره ‪ ,‬أو تقومي أثره ‪ ,‬بل‬
‫ككل ؛ وانطالقاً من ذلك فإ ّن تقومي‬
‫من خالل النظرة الشاملة إىل املنهج ‪ ,‬وتقوميه ّ‬
‫املنهج يشتمل تقومي اجلوانب‪ P‬اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقويم أثر المنهج ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقويم األسس المعتمدة في بناء المنهج ‪.‬‬
‫ومكوناته ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقويم عناصر المنهج ّ‬
‫وذلك من خالل المعايير اآلتية‬
‫معايري تقومي أثر املنهج‬

‫مدى توافر املعيار‬ ‫املعيار‬ ‫العنصر‬


‫غري متوافر‬ ‫متوافر إىل‬ ‫متوافر‬
‫ح ّد ما‬
‫تناول تقومي حتصيل املتعلّمني اجلوانب‬ ‫حتصيل‬
‫املعرفيّة واملهاريّة والوجدانيّة‪ P‬مبختلف‬ ‫املتعلّمني‬
‫مستوياهتا وبشكل متوازن ‪.‬‬
‫استخدمت يف تقومي حتصيل املتعلّمني‬
‫خمتلف أساليب التقومي املباشر‬
‫كاالختبارات التحصيليّة العمليّة والشفويّة‬
‫والتحريريّة ‪ ,‬واملالحظة ‪ ,‬واملقابلة ‪,‬‬
‫واالستفتاء‪ , P‬والتقومي الذايتّ ‪ ,‬واألساليب‪P‬‬
‫غري املباشرة‪ P‬كأخذ رأي املعلّمني‬
‫واملرشدين وأويل األمر والرجوع إىل‬
‫التقارير البطاقات والسجالّت ‪.‬‬
‫اشتملت االختبارات التحريريّة على‬
‫االختبارات املقاليّة واملوضوعيّة وشبه‬
‫املوضوعيّة‪. P‬‬

‫‪10‬‬
‫أعدت االختبارات التحصيليّة وفق شروط‬
‫املواصفات الرتبويّة‪ P‬املعروفة ‪.‬‬
‫ارتبطت االختبارات التحصيليّة بشكل‬
‫واضح بأهداف املنهج وحمتواه ‪.‬‬
‫اتّسمت األسئلة بالوضوح ودقّة الطباعة‬
‫والبعد عن التعجيز ‪.‬‬
‫بالتدرج والشمول‬
‫اتّسمت األسئلة ّ‬
‫ومراعاة الفروق الفرديّة ‪.‬‬
‫بكل دقّة‬
‫متّ تصحيح استجابات املتعلّمني ّ‬
‫بعيداً عن التحامل أو التحيّز ‪.‬‬
‫منح املتعلّمون‪ P‬الوقت املناسب‪ P‬لإلجابة عن‬
‫أسئلة االختبارات ‪.‬‬
‫هتيّأت للمتعلّمني الشروط الصحيّة‬
‫والنفسيّة والرتبويّة السليمة عند قياس‬
‫حتصيلهم ‪.‬‬
‫جاءت نتائج تقومي أثر املنهج يف املتعلّمني‬
‫حم ّققة لألهداف املوضوعة‪ P‬بنسبة تصل إىل‬
‫‪ % 70‬فما فوق ‪.‬‬
‫اجلوانب اشتملت أساليب‪ P‬تقومي اجلوانب‪ P‬الشخصيّة‬
‫الشخصيّة للمتعلّم على خمتلف األساليب‪ P‬املباشرة مثل‬
‫والسلوكيّة املالحظة واملقابلة واالستفتاء والتقومي‬
‫الذايتّ واألساليب غري املباشرة كأخذ رأي‬ ‫للمتعلّم‬
‫املعلّمني واملرشدين وأويل األمر والرجوع‬
‫إىل البطاقات والسجالّت ‪...‬وغريها ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اتّسمت أساليب تقومي املتعلّمني الشخصيّة‬
‫بالدقّة والسالمة العلميّة من حيث الصدق‬
‫والثبات واملوضوعيّة ‪.‬‬
‫استخدمت يف حتليل استجابات املتعلّمني‬
‫األساليب العلميّة واإلحصائيّة املناسبة ‪.‬‬
‫لوحظ تعديل يف سلوك املتعلّمني إجيابيّاً بنا‬
‫يتوافق وأهداف املنهج ‪.‬‬
‫استخدمت األساليب املناسبة لتعديل‬
‫سلوك املتعلّمني ‪ ,‬وال سيّما أسلوب‬
‫القدوة احلسنة ‪.‬‬
‫استخدم أسلوب التوجيه واإلرشاد‬
‫املناسب‪ , P‬وال سيّما التوجيه غري املباشر ‪.‬‬
‫موجهني‬
‫متّ إعداد الكوادر البشريّة من ّ‬
‫ومتخصصني اجتماعيني‬
‫ّ‬ ‫ومرشدين‬
‫ونفسيني للتعامل مع مشكالت الطلبة يف‬
‫املرحلة العمريّة اليت يطبّق فيها املنهج ‪.‬‬
‫تطور واضح يف تناقص املشكالت‪P‬‬ ‫ظهر ّ‬
‫إجيايب يف‬
‫اليت يواجهها املتعلّمون ‪ ,‬وتعديل ّ‬
‫سلوك املتعلّمني من حيث العالقة فيما‬
‫بينهم من جهة ‪ ,‬وعالقتهم باملدرسنّي‬
‫اإلداري يف املدرسة من جهة‬
‫ّ‬ ‫واجلهاز‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫إجيايب واضح يف اجّت اهات‬
‫تطور ّ‬ ‫ظهر ّ‬
‫املتعلّمني وميوهلم وقيمهم مبا ينسجم‬
‫وأهداف املنهج ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫معايير تقويم أسس المنهج‬
‫مدى توافر املعيار‬ ‫املعايري‬ ‫األسس‬
‫غري متوافر‬ ‫متوافر إىل‬ ‫متوافر‬
‫ح ّد ما‬
‫الفلسفة الرتبويّة‪ P‬اليت يتبناها املنهج هي‬ ‫األساس‬
‫الفلسفة املنبثقة عن العقيدة‪ P‬اليت يؤمن هبا‬ ‫الفلسفي‬
‫ّ‬
‫أفراد اجملتمع ‪.‬‬ ‫والعقدي‬
‫ّ‬
‫يتبىّن املنهج القيم الوطنيّة والدميقراطيّة‬
‫والعقديّة واالجتماعيّة السائدة يف اجملتمع ‪.‬‬
‫بث روح اإلخاء‬ ‫يسهم املنهج يف ّ‬
‫والتماسك واالحرتام بني أفراد اجملتمع‬
‫بغض النظر عن الدين والعرق واجلنس‬
‫السياسي ‪.‬‬
‫ّ‪P‬‬ ‫واالجّت اه‬
‫يعمل املنهج على تعزيز اهلويّة الوطنيّة‬
‫القومي واإلنساينّ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واالنتماء‬
‫يغرس املنهج يف نفوس املتعلّمني شعور‬
‫االعتزاز بالشخصيّات الوطنيّة والدينيّة‪P‬‬
‫والعلميّة واألدبيّة والتارخييّة‪ P‬اليت أسهمت‬
‫يف تعزيز القيم اليت يؤمن هبا اجملتمع ‪.‬‬
‫يعمل املنهج على تعزيز روح التسامح‬
‫التعصب‪ P‬والظلم واالستكبار‬
‫واحملبة ونبذ ّ‬
‫الديين ‪.‬‬
‫العرقي أو ّ‬
‫ّ‬ ‫واالستعالء‪P‬‬
‫جلي‬
‫األساس يعكس املنهج ثقافة اجملتمع بشكل ّ‬
‫االجتماعي وواضح ‪ ,‬ويعمل على تعزيز العموميّات‬
‫ّ‬
‫الثقافيّة مع االعرتاف‪ P‬باخلصوصيّات ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يليّب املنهج طموحات اجملتمع ‪ ,‬وتطلّعاته ‪,‬‬
‫ويالمس هواجسه ومشكالته‪. P‬‬
‫يعرف املنهج أفراد اجملتمع حبقوقهم العلميّة‬
‫ّ‬
‫والصحيّة واحلياتيّة ‪ ,‬وواجباهتم‬
‫ومسؤوليّاهتم جتاه أنفسهم وأسرهم‬
‫وأرحامهم وجرياهنم وسائر أفراد اجملتمع ‪.‬‬
‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫يسعى املنهج إىل نشر الوعي‬
‫ملواجهة اخلرافة وبعض العادات والتقاليد‬
‫اليت جتايف احلقيقة‪ P‬وتناقضها ‪.‬‬
‫الصح ّي ‪,‬‬
‫يسعى املنهج إىل نشر الوعي ّ‬
‫والثقافة الصحيّة واإلجنابيّة‪. P‬‬
‫يسعى املنهج إىل مالمسة بعض املشكالت‬
‫االجتماعيّة ‪ ,‬ووضع احللول العلميّة هلا ‪.‬‬
‫يسعى املنهج إىل نشر ثقافة ترشيد‬
‫االستهالك‪ P‬يف املأكل واملشرب والطاقة ‪.‬‬
‫يسعى املنهج إىل تعزيز اجّت اهات املتعلّمني‬
‫اإلجيابيّة حنو احلفاظ على نقاء البيئة‪P‬‬
‫وتوازهنا ومصادرها الطبيعيّة واحليويّة‪. P‬‬
‫يعمل املنهج على إشاعة ثقافة العدل‬
‫واملساواة‪ P‬بني اجلنسني ‪.‬‬
‫يعمل املنهج على حفز املتعلّمني حنو العمل‬
‫املهين‬
‫اليدوي ّ‬
‫ّ‬ ‫وإتقانه ‪ ,‬وال سيّما العمل‬
‫والفيّنّ ‪.‬‬
‫يراعي املنهج املراحل العمريّة ومتطلّباهتا‬ ‫األساس‬
‫النمائيّة ‪.‬‬ ‫النفسي‬
‫ّ‬

‫‪14‬‬
‫يعمل املنهج إشباع حاجات املتعلّمني ‪,‬‬
‫وتلبية ميوهلم ‪ ,‬وتنمية اجّت اهاهتم اإلجيابيّة‪, P‬‬
‫وحل مشكالهتم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫يراعي املنهج الفروق الفرديّة بني املتعلّمني‬
‫يف أهدافه ‪ ,‬وحمتواه‪ , P‬وطرائق تدريسه ‪,‬‬
‫ووسائله ‪ ,‬وأنشطته ‪ ,‬وأساليب‪ P‬تقوميه ‪.‬‬
‫يأخذ املنهج بأساليب‪ P‬التعلّم اليت أ ّكدت‬
‫فاعليّتها نظريّات التعلّم ‪ ,‬والبحوث‬
‫العلميّة‬
‫يراعي املنهج املبادئ األساسيّة‪ P‬للتعلّم‬
‫كاالستعداد ‪ ,‬والدافعيّة‪ , P‬والتعزيز‬
‫والتكرار ‪ ,‬وبذل اجلهد ‪ ,‬والوظيفيّة ‪,‬‬
‫والتنويع ‪.‬‬
‫يعمل املنهج على إكساب املتعلّمني‬ ‫األساس‬
‫اخلربات مبختلف أشكاهلا ‪ ,‬خصوصاً‬ ‫املعريف‬
‫ّ‬
‫اخلربات املربية ‪.‬‬
‫يق ّدم املنهج احلقائق واملفاهيم والتعميمات‬
‫والنظريّات بصورة متوازنة‪. P‬‬
‫ير ّكز املنهج على تقدمي أساسيّات املعرفة ‪,‬‬
‫ويتيح اجملال للمتعلّم لالطالع‪ P‬على‬
‫تفاصيلها ‪.‬‬
‫كل ما هو جديد‬
‫حيرص املنهج على تقدمي ّ‬
‫ودقيق يف خمتلف فروع املعرفة ‪.‬‬
‫يربز املنهج الطبيعة‪ P‬املتكاملة للمعارف ‪,‬‬
‫ويعمل على م ّد اجلسور فيما بينها ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫متنوعة من املعارف ‪,‬‬
‫يق ّدم املنهج باقة ّ‬
‫وحيرص على التوازن فيما بينها ‪.‬‬
‫ير ّكز املنهج على تنمية مهارات التفكري‬
‫وحل املشكلة ‪,‬‬
‫واإلبداعي ّ‬
‫ّ‪P‬‬ ‫العلمي والناقد‬
‫ّ‬
‫املعريف للمتعلّمني ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النمو‬
‫على أهّن ا سبل ّ‬
‫ير ّكز املنهج على طبيعة املعرفة وكيفيّة‬
‫اكتساهبا من خالل مهارات البحث‬
‫العلمي وأخالقيّاته ‪.‬‬
‫ّ‬

‫معايير تقويم عناصر المنهج‬

‫مدى توافر املعيار‬ ‫املعيار‬ ‫العنصر‬


‫غري متوافر‬ ‫متوافر إىل‬ ‫متوافر‬
‫ح ّد ما‬
‫تعرّب عن أهداف املنهج و فلسفته الرتبويّة‪P,‬‬ ‫األهداف‬
‫وتعكس حاجاته التنمويّة ‪.‬‬
‫متّ اشتقاقها‪ P‬من طبيعة اجملتمع ‪ ,‬وطبيعة‬
‫املادة‬
‫العصر ‪ ,‬وطبيعة‪ P‬املتعلّم ‪ ,‬وطبيعة‪ّ P‬‬
‫الدراسيّة ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫العام‬
‫تتدرج األهداف من املستوى‪ّ P‬‬ ‫ّ‬
‫العريض ( األهداف الرتبويّة ) مروراً‬
‫اخلاص‬
‫ّ‬ ‫باألهداف التعليميّة ‪ ,‬إىل املستوى‪P‬‬
‫الضيّق(األهداف‪ P‬التدريسيّة أو السلوكيّة) ‪.‬‬
‫تراعي األهداف خمتلف جوانب شخصيّة‬
‫املتعلّم املعرفيّة واملهاريّة‪ P‬والوجدانيّة بشكل‬
‫متوازن ‪.‬‬
‫متّ استيفاء‪ P‬األهداف الشروط واملعايري‬
‫املعروفة لصوغها كالوضوح ‪ ,‬والدقة‬
‫والقابليّة للتح ّقق ‪ ,‬والقابليّة للمالحظة‬
‫والقياس ‪ ,‬واالرتباط بواقع املتعلّمني ‪.‬‬
‫يرتبط ارتباطاً وثيقاً باألهداف ‪ ,‬ويعمل‬ ‫احملتوى‬
‫على حت ّققها ‪.‬‬
‫يسمح باكتساب املتعلّمني اخلربة على‬
‫خمتلف أشكاهلا ‪ ,‬وال سيّما اخلربة املربّية ‪.‬‬
‫النمو الشامل للمتعلّم من خمتلف‬ ‫يراعي ّ‬
‫اجلوانب العقليّة واجلسميّة واالنفعاليّة‪. P‬‬
‫يتسم احملتوى‪ P‬باالستمراريّة والتتابع‬
‫واألفقي يف‬
‫ّ‪P‬‬ ‫العمودي‬
‫ّ‬ ‫والتكامل واالمتداد‬
‫خمتلف موضوعاته ‪.‬‬
‫منو املتعلّمني‬
‫يراعي احملتوى مراحل ّ‬
‫ومتطلّباهتم النمائيّة وميوهلم وحاجاهتم‬
‫ومشكالهتم واجّت اهاهتم اإلجيابيّة‪.‬‬
‫يتسم احملتوى‪ P‬بالوظيفيّة‪ P‬واالرتباط حبياة‬
‫املتعلّم ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫يسمح باستخدام الطرائق واألساليب‬
‫واملتنوعة ‪.‬‬
‫التدريسيّة املناسبة‪ّ P‬‬
‫يتسم باحلداثة واجل ّدة من جهة ‪ ,‬والسالمة‬
‫العلميّة والدقّة من جهة أخرى ‪.‬‬
‫النظري فيه باجلانب‬
‫ّ‬ ‫يرتبط اجلانب‬
‫العلمي باجلانب‬
‫ّ‬ ‫التطبيقي ‪ ,‬واجلانب‬
‫ّ‪P‬‬
‫العملي ‪.‬‬
‫ّ‬
‫يساعد على تعديل سلوك املتعلّمني مبا‬
‫ينسجم وأهداف املنهج ‪.‬‬
‫يتح ّقق يف تنظيمه التوازن بني التنظيمني‬
‫والسيكولوجي ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املنطقي‬
‫ّ‬
‫يعرض احملتوى‪ P‬بطريقة واضحة وشائقة ‪.‬‬
‫املادة العلميّة للمحتوى بشكل‬
‫توثّق ّ‬
‫يضمن هلا املصداقيّة العلميّة ‪.‬‬
‫تنسجم وأهداف املنهج ‪ ,‬وتسهم يف‬ ‫طرائق‬
‫فعال ‪.‬‬
‫حتقيقها بشكل ّ‬ ‫التدريس‬
‫تناسب مستوى التالميذ ‪ ,‬وتراعي خرباهتم‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫تسمح باملشاركة اإلجيابيّة للمتعلّم يف‬
‫العمليّة التعليميّة التعلّميّة ‪.‬‬
‫تسمح بالتفاعل بني املتعلّم وزمالئه من‬
‫جهة ‪ ,‬وبينه وبني املعلّم ومصادر التعلّم‬
‫من جهة ثانية ‪.‬‬
‫تثري احلماسة والدافعيّة‪ P‬عند املتعلّم لإلقبال‬
‫على التعلّم ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫والتنوع حبيث تنسجم‬
‫تتسم باملرونة ّ‬
‫ومتطلّبات احملتوى‪ P‬من جهة ‪ ,‬و الفروق‬
‫الفرديّة بني التالميذ من جهة أخرى ‪.‬‬
‫العلمي والناقد‬
‫ّ‬ ‫تساعد على تنمية التفكري‬
‫واإلبداعي لدى املتعلّمني ‪.‬‬
‫ّ‪P‬‬
‫تساعد على تنمية مهارات التعلّم لدى‬
‫املتعلّمني ‪ ,‬وال سيّما مهارات التعلّم ضمن‬
‫فريق ‪ ,‬ومهارات التعلّم الذايتّ ‪.‬‬
‫ترتبط باحملتوى ‪ ,‬وتسهم يف حتقيق أهداف‬ ‫الوسائل‬
‫املنهج ‪.‬‬ ‫التعليميّة‬
‫حواس املتعلّم‬
‫ّ‬ ‫تتنوع حبيث ختاطب خمتلف‬ ‫ّ‬
‫‪ ,‬وتليّب حاجاته واهتماماته ‪.‬‬
‫تتسم باجلاذبيّة والسالمة العلميّة والوضوح‬
‫والرتكيز على النقاط العلميّة احمل ّددة ‪,‬‬
‫كل ما من شأنه تشتيت الذهن‬ ‫والبعد عن ّ‬
‫‪.‬‬
‫تتسم بسالمة االستخدام وسهولته ‪ ,‬وقلّة‬
‫التكلفة يف املال واجلهد ‪.‬‬
‫تستخدم يف الوقت املناسب حبيث تنجح‬
‫يف حتقيق أغراض استخدامها ‪.‬‬
‫تتسم باملرونة حبيث ميكن استخدامها يف‬
‫خمتلف البيئات واملواقف‪ P‬التعليميّة ‪.‬‬
‫ترتبط بأهداف املنهج ‪ ,‬وتغين حمتواه‪, P‬‬ ‫األنشطة‬
‫وتسهم يف حتقيق أهدافه ‪.‬‬ ‫التعليميّة‬

‫‪19‬‬
‫تسهم يف إكساب املتعلّمني املهارات‬
‫العلميّة والثقافيّة‪ P‬واالجتماعيّة ‪.‬‬
‫تساعد على تنمية االجتاهات التعاونيّة‪P‬‬
‫بعيداً عن التنافس القائم على األنانيّة‪. P‬‬
‫تساعد على تنمية االجّت اهات اإلجيابيّة حنو‬
‫اليدوي وإتقانه‪. P‬‬
‫ّ‬ ‫العمل‬
‫تتنوع حبيث تراعي الفروق الفرديّة بني‬
‫ّ‬
‫املتعلّمني ‪ ,‬وتليّب ميوهلم واهتماماهتم ‪,‬‬
‫وتشبع حاجاهتم ‪.‬‬
‫وحل‬
‫تسهم يف تنمية مهارات التفكري ّ‬
‫املشكلة واخّت اذ القرار ‪.‬‬
‫يبدو الكتاب ج ّذاباً من حيث من حيث‬ ‫الكتاب‬
‫ط عنوانه‬
‫شكل غالفه ‪ ,‬وألوانه‪ ,‬وحجم خ ّ‬ ‫املدرسي‬
‫ّ‬
‫ط‪.‬‬‫‪ ,‬ونوع هذا اخل ّ‬
‫يبدو الكتاب متيناً من حيث متاسكه ونوع‬
‫ورقه ‪.‬‬
‫يناسب حجم الكتاب ووزنه املستوى‬
‫العمري للمتعلّم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫يشتمل الكتاب على أشكال وصور‬
‫توضيحيّة ج ّذابة وواضحة وكافية ‪.‬‬
‫كل موضوع يف الكتاب على‬ ‫يشتمل ّ‬
‫أنشطة وتدريبات وأسئلة تقومييّة تسمح‬
‫للمتعلّم بإغناء خرباته وتعزيزها ‪ ,‬وتوطيد‬
‫تعلّمه املوضوع ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫املدرسي على قائمة‬
‫ّ‬ ‫يشتمل الكتاب‬
‫باملراجع ومصادر التعلّم اليت ميكن العودة‬
‫إليها يف حال الرغبة يف االستزادة العلميّة ‪.‬‬
‫يتناسب سعر الكتاب – يف حال شرائه‬
‫‪ -‬والقدرة الشرائيّة ألولياء األمور ‪.‬‬
‫تتوافر يف الغرف الصفيّة‪ P‬املواصفات‬ ‫املرافق‬
‫املعتمدة من حيث التهوية‪ P‬واإلنارة وحجم‬ ‫املدرسيّة‬
‫لكل متعلّم ‪.‬‬
‫اهلواء املناسب‪ّ P‬‬
‫تتوافر يف املدرسة املختربات العلميّة‬
‫والورش التعليميّة واملكتبة‪ P‬املشتملة على‬
‫املراجع العلميّة ومصادر التعلّم ووسائل‬
‫االتّصال بالشبكة العنكبوتيّة‪ P‬والدارات‬
‫التلفازيّة املغلقة واملفتوحة ‪.‬‬
‫تشتمل املدرسة على الساحات واملالعب‪P‬‬
‫املكشوفة واملغلقة واحلدائق املزروعة والربك‬
‫املائيّة التعليميّة ‪.‬‬
‫يتوافر يف املدرسة العدد الكايف من الغرف‬
‫الصفيّة واإلداريّة وقاعات االحتفاالت‬
‫املدرسي ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعات واملسرح‬
‫ترتبط ارتباطاً وثيقاً باألهداف ‪ ,‬وتعمل‬ ‫أساليب‬
‫على قياس مدى حت ّققها ‪.‬‬ ‫التقومي‬
‫ترتبط ارتباطاً وثيقاً باحملتوى ‪ ,‬وتغطّي‬
‫خمتلف نقاطه العلميّة ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تتسم بالصدق والثبات واملوضوعيّة‬
‫والتنوع‬
‫والشمول واالستمرار والتكامل ّ‬
‫وسهولة التطبيق واالقتصاد يف اجلهد‬
‫والكلفة والوقت ‪.‬‬
‫تقيس خمتلف جوانب شخصيّة املتعلّم‬
‫مبجاالهتا املعرفيّة واملهاريّة‪ P‬والوجدانيّة ‪,‬‬
‫كل جمال ‪.‬‬ ‫وباملستويات املتع ّددة يف ّ‬
‫تتسم بالوضوح والدقّة والبعد عن‬
‫الغموض وتع ّدد احتماالت اإلجابة‬
‫الصحيحة ‪.‬‬
‫تساعد على تشخيص املشكالت‪P‬‬
‫والصعوبات التعليميّة ‪.‬‬
‫تستكمل االختبارات التحصيليّة خمتلف‬
‫املواصفات العلميّة كدرجات السهولة‬
‫والصعوبة‪ P‬والتمييز ‪.‬‬
‫الشخصي‬
‫ّ‬ ‫يتناول تقومي أثر املنهج اجلانبني‬
‫والتحصيلي للمتعلّمني ‪.‬‬
‫ّ‬
‫تشتمل على أغراض تعليميّة إضافة إىل‬
‫أغراضها التقومييّة ‪.‬‬
‫تتناول خمتلف عناصر املنهج من األهداف‬
‫إىل أساليب التقومي ‪.‬‬
‫يتم حتليل نتائج التقومي وتفسريها وفق‬ ‫ّ‬
‫األساليب العلميّة املعتمدة ‪ ,‬واإلفادة منها‬
‫يف العمليّة الرتبويّة ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫املستمر‬
‫ّ‬ ‫ختضع أدوات التقومي إىل التقومي‬
‫هبدف تطويرها ‪.‬‬

‫سادساً‪ -‬خطوات التقويم ‪:‬‬


‫متر عمليّة تقومي املنهج جبملة من اخلطوات املتتالية ‪ ,‬وهي ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬وضع أهداف التقومي ‪:‬‬
‫تع ّد مرحلة وضع أهداف تقومي املنهج من أكثر املراحل أمهيّة ‪ ,‬حيث تبىن املراحل‬
‫التالية على أساسها ‪ ,‬وكلّما كانت أهداف تقومي املنهج حم ّددة بدقّة ‪ ,‬وواضحة يف‬
‫املقومني ‪ ,‬كلّما آتت عملية التقومي أكلها ‪.‬‬ ‫أذهان ّ‬
‫وقد تك‪PP P P‬ون‪ P‬عمليّة تق‪PP P P‬ومي املنهج ش‪PP P P‬املة ألسس املنهج وعناص‪PP P P‬ره كافّة ‪ ,‬وقد تقتصر و‬
‫ومكوناته ‪ ,‬وه ‪PP‬ذا يعين‬
‫‪P‬ب على أس ‪PP‬اس واحد أو مك ‪Pّ P‬ون‪ P‬واحد أو أك ‪PP‬ثر من أسسه ّ‬ ‫تنص ‪Pّ P‬‬
‫أ ّن أهداف عمليّة التقومي ختتلف باختالف طبيعة التقومي ‪ ,‬ومدى مشوليّته ‪.‬‬
‫‪ -2‬حتديد أدوات التقومي وبناؤها‪ P‬وحتكيمها ‪:‬‬
‫تتح ّدد أدوات تقومي املنهج وفقاً ألهداف تقوميه ‪ ,‬فقد تتناول خمتلف أدوات التقومي يف‬
‫حال التقومي الشامل ‪ ,‬وقد تقتصر على عدد منها يناسب‪ P‬اجملال املراد تقوميه ‪ ,‬فإذا‬
‫مكونات املنهج ‪ ,‬فإ ّن‬ ‫مكون‪ P‬بعينه من ّ‬‫كان هذا اجملال يتعلّق باجّت اهات املتعلّمني حنو ّ‬
‫األداة املناسبة‪ P‬للتقومي يف هذه احلال هي مقياس االجّت اهات ‪ ,‬وإذا كان اجملال يتعلّق‬
‫بتقومي أثر املنهج ‪ ,‬فإ ّن اختبارات التحصيل مبختلف أشكاله تكون أنسب األدوات ‪.‬‬
‫املتخصصون واخلرباء ببناء‬
‫ّ‬ ‫وبعد حتديد أدوات التقومي املناسبة‪ P‬ألهداف التقومي يقوم‬
‫تعرف درجة صدقها وثباهتا‬ ‫يتم حتكيمها من خالل ّ‬ ‫تلك األدوات بشكل ّأويل ‪ ,‬مثّ ّ‬
‫ومالءمتها اجملال املستهدف من التقومي ‪.‬‬
‫‪ -3‬تطبيق أدوات التقومي ‪:‬‬
‫يتم إعداد العناصر البشريّة اليت ستتوىل اإلشراف على تطبيق أدوات‬ ‫ويف هذه املرحلة ّ‬
‫البحث من خالل إقامة الدورات التدريبيّة‪ P‬اليت تتناول أهداف التقومي ‪ ,‬واألدوات‬
‫املستخدمة فيه ‪ ,‬وأساليب تطبيق هذه األدوات ‪ ,‬والشروط املوضوعيّة‪ P‬املساعدة على‬
‫جناح عمليّة التطبيق ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وبعد إعداد العناصر البشريّة يبدأ تطبيق أدوات التقومي مع احلرص الكامل على التحلّي‬
‫وحتمل املسؤوليّة‪. P‬‬
‫العلمي ‪ّ ,‬‬
‫ّ‬ ‫احلس‬
‫بأعلى درجات ّ‬
‫‪ -4‬معاجلة نتائج التقومي وتفسريها ‪:‬‬
‫بعد االنتهاء‪ P‬من عمليّة تطبيق أدوات التقومي ‪ ,‬تبدأ مرحلة جديدة ‪ ,‬حيث جتمع نتائج‬
‫ويتم التعامل معها ‪,‬وحتليلها ومعاجلتها باألساليب اإلحصائيّة‪ P‬املناسبة‪P‬‬
‫التقومي ‪ّ ,‬‬
‫متخصصني من الرتبويني واألكادمييني وذوي اخلربة يف هذا اجملال مع‬ ‫ّ‬ ‫بإشراف‬
‫يتم‬
‫االستعانة‪ P‬بتكنولوجيا‪ P‬املعلومات للوصل إىل نتائج تتّصف بالسالمة والدقّة ‪ ,‬مثّ ّ‬
‫املتخصصني لتفسري تلك النتائج ‪ ,‬حبيث تكون‬ ‫ّ‬ ‫عرض تلك النتائج على جلنة من‬
‫دالالهتا واضحة لدى صاحب القرار ‪.‬‬
‫‪ -5‬اخّت اذ القرار ‪:‬‬
‫يقوم صاحب القرار باالطالع‪ P‬على نتائج التقومي ودالالهتا ‪ ,‬مثّ يتّخذ القرار املناسب‪P‬‬
‫بشأن املنهج من حيث العمل على تطويره كلّيّاً أو جزئيّاً أو اإلبقاء على وضعه ‪.‬‬
‫وبذلك فإ ّن عمليّة تقومي املنهج تع ّد مرحلة أساسيّة ال ميكن االستغناء عنها عند وضع‬
‫خطّة لتطوير املنهج القائم ‪ ,‬كما أنّه ليس غاية يف ح ّد ذاته ‪ ,‬وإمّن ا هو وسيلة للتطوير ‪.‬‬
‫سادبعاً‪ -‬تقويم التقويم ‪:‬‬
‫مكوناته‪ , P‬وهذا يعين أ ّن‬
‫يتمخض التقومي عن مجلة من الثغرات يف أسس املنهج أو ّ‬ ‫قد ّ‬
‫التقومي قد ح ّقق بعضاً من أهدافه ‪ ,‬غري أ ّن هناك إشكاليّة من عدم إظهار نتائج التقومي‬
‫التعليمي له يشري إىل خلل ما ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السلبيّات املتوقّعة‪ P‬يف املنهج ‪ ,‬على الرغم من أ ّن الناتج‬
‫إ ّن تفسري ذلك يعود بالدرجة األوىل إىل خلل عمليّة التقومي ذاهتا ‪ ,‬ومن هنا ال ب ّد من‬
‫إجراء تقومي للتقومي ذاته " ولتقومي التقومي يضع ( هارلن وأليوت ) مجلة من األسئلة‬
‫منها ‪:7‬‬
‫‪ -1‬ما القرارات اليت متّ اخّت اذها نتيجة للتقومي ؟‬

‫‪ - 7‬إبراهيم مهدي الشبلي ( ‪ : ) 2000‬املناهج ‪ ,‬بناؤها ‪ ,‬تنفيذها ‪ ,‬تقوميها ‪ ,‬تطويرها ( باستخدام النماذج ) ‪,‬‬
‫مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪. 248-247‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -2‬هل متّ فهم التقومي وترمجته إىل إجراءات ن ّفذت كما ينبغي ‪ ,‬وكما كان خمطّطاً له‬
‫؟‬
‫‪ -3‬هل كانت املعلومات اليت متّ مجعها مناسبة خلدمة الغرض من التقومي ؟‬
‫واملتعصبة واملخالفة‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬ما اخلطوات اليت استخدمت للسماح لوجهات النظر املتحيّزة‬
‫وغري املمثّلة بالظهور ؟‬
‫املقومون‪ P‬بأحسن أحواهلم لتنفيذ التقومي ؟‬
‫‪ -5‬هل كان ّ‬
‫‪ -6‬هل كانت الطرائق املستخدمة مالئمة لنوعيّة املعلومات املطلوبة ؟‬
‫‪ -7‬هل كانت الطرائق نظاميّة وواضحة ؟‬
‫‪ -8‬هل وافق املشمولون بالتقومي على الطرائق املستخدمة يف مجع املعلومات ؟‬
‫‪ -9‬هل كان الوقت املسموح به جلمع املعلومات مناسباً ؟ " ‪.‬‬

‫جامعة ّأم القرى‬


‫الكلّيّة اجلامعيّة بالقنفذة‬
‫قسم املناهج وطرائق التدريس‬

‫حبث بعنوان‬

‫‪25‬‬
‫تطوير املنهج‬
‫‪Curriculum Development‬‬

‫إعداد‬

‫د ‪ .‬غازي مفلح‬

‫تطوير املنهج‬
‫‪Curriculum Development‬‬

‫األهداف ‪:‬‬
‫يتوقّع من الدارس بعد االطالع‪ P‬أن يكون قادراً على ‪:‬‬
‫يوضح مفهوم تطوير املنهج ‪.‬‬‫‪ -1‬أن ّ‬
‫مسوغات تطوير املنهج ‪.‬‬‫‪ -2‬أن يشرح ّ‬
‫‪ -3‬أن يبنّي أساليب تطوير املنهج ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر أسس تطوير املنهج ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يع ّدد بعض أساليب‪ P‬تطوير املنهج التقليديّة ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يقارن بني األساليب‪ P‬التقليديّة لتطوير املنهج واألسلوب احلديث ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يع ّدد خطوات تطوير املنهج ‪.‬‬
‫‪ -8‬أن مييّز بني جتريب املنهج وتعميم املنهج ‪.‬‬
‫املطور وتقوميه ‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يعلّل متابعة املنهج ّ‬

‫‪26‬‬
‫تطوير املنهج‬
‫‪Curriculum Development‬‬

‫مق ّدمة ‪:‬‬


‫تطورات علميّة مذهلة‬ ‫يشهد علمنا املعاصر ومنذ النصف الثاين من القرن املاضي ّ‬
‫الصحة واهلندسة الوراثيّة‪ P‬وارتياد‬
‫ومتسارعة يف خمتلف اجملاالت وال سيّما يف جماالت ّ‬
‫حولت العامل إىل قرية صغرية ‪.‬‬ ‫الفضاء ‪ ,‬واالتّصاالت وتكنولوجيا‪ P‬املعلومات اليت ّ‬
‫وقد تركت هذه االنتصارات العلميّة والتكنولوجيّة بصماهتا على خمتلف مناحي احلياة يف‬
‫اجملتمع ‪ ,‬ومنها بطبيعة احلال املدرسة بوصفها مؤسسة اجتماعيّة ‪ ,‬فتنادى الرتبويّون‪ P‬إىل‬
‫اإلفادة من مستج ّدات علم النفس وتكنولوجيا االتّصاالت‪ P‬يف النهوض‪ P‬بواقع العمل‬
‫املؤسسات‬
‫الرتبوي ‪ ,‬وتطوير الوسائل والطرائق واملعلومات والعالقات اإلنسانيّة‪ P‬يف ّ‬ ‫ّ‬
‫التعليميّة مواكبة للمستج ّدات ‪ ,‬وهتيئة للناشئة لالخنراط فيها ‪ ,‬واملسامهة الفاعلة يف اطّراد‬
‫تق ّدمها ‪ ,‬هنوضاً باجملتمع ‪ ,‬وحتقيقاً ألهدافه ‪.‬‬
‫فكانت الدعوة إىل تطوير العمليّة الرتبويّة‪ P‬شكالً ومضموناً ‪ ,‬أهدافاً ووسائل ‪ ,‬نظاماً‬
‫وتشرب القيم ‪,‬‬‫وعالقات إنسانيّة لتغدو بيئة صاحلة الكتساب اخلربات واملهارات‪ّ , P‬‬
‫وممارسة احلياة الدميقراطيّة ‪.‬‬
‫يتضمنه من معارف‬ ‫املدرسي مبا ّ‬
‫ّ‬ ‫وكانت وسيلة الرتبويني إلجراء التغيري املنشود املنهج‬
‫ومهارات واجّت اهات وقيم تنسجم وخصائص املتعلّم ‪ ,‬وطموحات اجملتمع ‪ ,‬متسلّحني‬
‫بفلسفة تربويّة متج ّددة ترى يف املنهج كائناً متج ّدداً جت ّدد احلياة ذاهتا ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ملحة ‪ ,‬متليها املسؤوليّة‪P‬‬
‫ومن هنا كانت عمليّة تطوير املنهج بصورة مطّردة حاجة ّ‬
‫األخالقيّة ‪ ,‬واملصلحة الوطنيّة والقوميّة ‪ ,‬ألهّن ا تستهدف صاحل أغلى ما ميلكه اجملتمع ‪,‬‬
‫وهو متعلّم اليوم ‪ ,‬باين الغد ‪.‬‬
‫مفهوم تطوير املنهج ‪:‬‬
‫حتول من طور إىل‬ ‫وتطور ‪ّ :‬‬ ‫حوله من طور إىل طور ‪ّ ,‬‬ ‫طوره ‪ّ :‬‬ ‫ورد يف املعجم الوجيز ‪ّ ":‬‬
‫التدرجيي الذي حيدث يف بنية الكائنات‪ P‬احليّة وسلوكها ‪ ,‬ويطلق‬ ‫ّ‬ ‫والتطور ‪ :‬التغرّي‬
‫ّ‬ ‫طور ‪,‬‬
‫التدرجيي الذي حيدث يف تركيب اجملتمع ‪ ,‬العالقات ‪ ,‬أو النظم ‪ ,‬أو القيم‬ ‫ّ‬ ‫أيضاً على التغرّي‬
‫السائدة فيه " ‪.‬‬
‫أماّ اصطالحاً ‪ ,‬فإ ّن مصطلح تطوير املنهج يشري إىل عمليّة ‪Process‬تتناول منهجاً قائماً‬
‫هبدف الوصول إىل رفع كفايته وفاعليّته ‪ ,‬وكان هذا املصطلح يعين لدى بعض الرتبويني‬
‫كل‬
‫حتسني املنهج القائم جزئيّاً أو كلّيّاً أو تغيريه‪ P‬واالستعاضة بغريه ‪ ,‬وهذا ما أشار إليه ّ‬
‫من جماور والديب ‪ ,‬فقد ذكرا أ ّن تطوير املنهج هي عمليّة يقصد هبا " إجراء تعديالت‬
‫كل عناصر املنهج وجماله ‪ ,‬وفق خطّة مدروسة من أجل حتسني العمليّة‬ ‫مناسبة يف بعض أو ّ‬
‫الرتبويّة ‪ ,‬ورفع مستواها " ‪.‬‬
‫ويرى مصطفى أ ّن تطوير املنهج هو " إعادة النظر يف مجيع عناصر املنهج من األهداف إىل‬
‫التقومي ‪ ,‬كما يتناول مجيع العوامل‪ P‬اليت تتّصل باملنهج ‪ ,‬وتؤثّر فيه ‪ ,‬وتتأثّر به " ‪.‬‬
‫وليس بعيداً عن ذلك ما ذكره سرحان بأ ّن املقصود بعمليّة تطوير املناهج " إدخال‬
‫جتديدات ومستحدثات يف جماهلا ؛ بقصد حتسني العمليّة الرتبويّة ‪ ,‬ورفع مستواها ‪ ,‬حبيث‬
‫تؤدي يف النهاية‪ P‬إىل تعديل سلوك التالميذ ‪ ,‬وتوجيه هذا السلوك يف االجّت اهات املطلوبة ‪,‬‬ ‫ّ‬
‫ووفق األهداف املنشودة " ‪.‬‬
‫وربط شوق بني تقومي املنهج وتطويره ‪ ,‬فذكر أ ّن تطوير املنهج " هو حتسني ما أثبت‪P‬‬
‫تقومي املنهج حاجته إىل التحسني من عناصر املنهج أو املؤثّرات‪ P‬فيه ‪ ,‬ورفع كفاية املنهج‬
‫املرجوة " ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على وجه العموم يف حتقيق األهداف‬
‫ويأيت تعريف لبيب ومينا مربزاً مصطلح التغيري عند حديثه عن مفهوم تطوير املنهج ‪ ,‬مبيّناً‬
‫مكونات املنهج ‪ ,‬حيث ذكرا أ ّن تطوير املنهج هو "‬ ‫أ ّن ذلك التغيري قد يقتصر على أحد ّ‬

‫‪28‬‬
‫يؤدي إىل‬
‫مكونات املنهج أو يف بعضها ‪ ,‬أو مجيعها والذي ّ‬ ‫الكيفي يف أحد ّ‬ ‫ّ‪P‬‬ ‫ذلك التغيري‬
‫التعليمي من أجل التنمية الشاملة " ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رفع كفاءة املنهج يف حتقيق غايات النظام‬
‫ويرى املؤلّف أ ّن التعاريف السابقة لعمليّة تطوير املنهج جتعل يف معظمها غاية التطوير‬
‫حتسني املنهج القائم‪ Improvement‬؛ أو تغيريه‪ Change P‬؛ ألهّن ا تتح ّدث عن‬
‫املدرسي ‪ ,‬وهي‬
‫ّ‬ ‫مكونات املنهج‬
‫إجراء حتسينات أو تغيريات‪ P‬جزئيّة أو كلّيّة منتخبة فن ّ‬
‫بذلك تندرج ضمن عمليّات التطوير التقليديّة ‪ ,‬فاملنهج احلديث يتش ّكل من مجلة من‬
‫وأي تغيري أو تطوير ينال أحدها ‪ ,‬الب ّد‬ ‫املكونات واألسس املتكاملة املتفاعلة فيما بينها ‪ّ ,‬‬ ‫ّ‬
‫أن يطال العناصر األخرى ‪ ,‬فتطوير املنهج احلديث ال ميكن أ ّن يتّصف باجلزئيّة أو‬
‫أي استثناء‬ ‫واملاديّة ‪ ,‬دون ّ‬
‫ومكوناته وبيئته‪ P‬البشريّة ّ‬
‫االصطفائيّة ‪ ,‬بل ميت ّد إىل أسس املنهج ّ‬
‫‪ ,‬ولذلك يرى املؤلّف أ ّن مفهوم تطوير املنهج ‪ Development‬يعين إعادة النظر يف‬
‫مكوناته وأسسه وجماالته ‪ ,‬وبشكل يتناسب‪ P‬ونتائج التقومي ؛ هبدف‬ ‫املنهج القائم بكل ّ‬
‫االرتقاء جبدارته العلميّة ‪ , Merit‬وجدواه العمليّة ‪ Worth‬؛ لتحقيق النمو الشامل‬
‫واملتكامل للمتعلّمني ‪ ,‬مبا ينسجم وأهداف التنمية الشاملة للمجتمع ‪.‬‬
‫دواعي‪ P‬تطوير املنهج ‪:‬‬
‫• الرغبة يف تاليف نواحي القصور اليت أظهرهتا نتائج تقومي املناهج القائمة ‪ ,‬للوصول هبا‬
‫إىل درجة عاليّة من الكفاءة والفاعليّة‪ P‬الداخليّة واخلارجيّة ‪.‬‬
‫• مواكبة التغرّي ات‪ P‬واملستج ّدات اليت طرأت يف جمال العلوم األساسيّة والنفسيّة‪P‬‬
‫واالجتماعيّة والرتبويّة‪. P‬‬
‫البشري‬
‫ّ‬ ‫• االستجابة ملتطلّبات التنمية‪ P‬االقتصاديّة واالجتماعيّة ‪ ,‬ومن بينها تنمية العنصر‬
‫القادر على اإلسهام بفاعليّة يف هذه التنمية‪ , P‬وقيادهتا ‪.‬‬
‫• الرغبة يف االرتقاء بواقع العمليّة الرتبويّة‪ P‬؛ للّحاق بركب احلضارة اإلنسانيّة ‪ ,‬واإلسهام‪P‬‬
‫فيها ‪ ,‬أسوة بالدول املتق ّدمة‪. P‬‬
‫• االستجابة لنتائج البحوث والدراسات العلميّة الرصينة اليت تقوم هبا اإلدارات التعليميّة‬
‫الرتبوي أو الباحثون من ذوي االهتمام ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أو مراكز البحث‬

‫‪29‬‬
‫العام الذي تعكسه وسائل اإلعالم املقروءة واملسموعة‪ P‬واملرئيّة‬ ‫• االستجابة لرغبة الرأي ّ‬
‫حول املناهج ‪ ,‬فهي تعرّب عن رأي قطاع من أفراد اجملتمع ال ميكن جتاهله ‪.‬‬
‫حتوالت اقتصاديّة واجتماعيّة على املستويات‪ P‬احملليّة‬‫تطورات سياسيّة ‪ ,‬أو ّ‬ ‫• حدوث ّ‬
‫التحوالت ‪.‬‬
‫واإلقليميّة والدوليّة تستوجب تطوير املناهج القائمة مبا ينسجم وتلك ّ‬
‫تطورات‬ ‫• وأخرياً االستجابة لتوقّعات مراكز األحباث والدراسات ملا ميكن أن حيدث من ّ‬
‫الوقائي للمنهج ‪ ,‬حبيث يكون‪ P‬قادراً‬ ‫ّ‪P‬‬ ‫يف املستقبل القريب ‪ ,‬وإجراء التطوير االحرتازي أو‬
‫يتم تطويره بعد‬ ‫التطورات – فيما إذا حدثت – ريثما ّ‬ ‫على استيعاب‪ P‬الصدمة األوىل لتلك ّ‬
‫حدوثها ‪.‬‬
‫أساليب تطوير املنهج ‪:‬‬
‫ذكرنا يف معرض حديثنا عن مفهوم تطوير املنهج أ ّن هناك مفهوماً للتطوير يرى فيه إجراء‬
‫مكونات املنهج – قلّت أم كثرت ‪ -‬دون أن يطال هذا التعديل‬ ‫تعديالت على بعض ّ‬
‫مفاهيمه األساسيّة أو هيكله العام ‪ ,‬وهذا التطوير هو أقرب ما يكون‪ P‬للتحسني منه‬
‫للتطوير الذي يشمل املنهج بوصفه نظاماً متكامالً‪ , P‬وكذلك رأينا أ ّن هناك من يرى‬
‫ولكن مثّة فرقاً بني التغيري والتطوير ‪ ,‬إذ ميكن أن يكون‬
‫التطوير تغيرياً‪ P‬للمنهج القائم ‪ّ ,‬‬
‫تغيري املنهج سلبيّاً بالدرجة نفسها اليت ميكن أن يكون‪ P‬فيها إجيابيّاً ‪ ,‬بينما ال يكون‪ P‬تطوير‬
‫مكوناته كافّة ‪.‬‬
‫املنهج إالّ تغيرياً إجيابيّاً يف ّ‬
‫وتأسيساً على ما سبق ميكن أن نقسم أساليب تطوير املنهج إىل ‪:‬‬
‫ّأوالً – أساليب التطوير التقليديّة ‪ ,‬ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬احلذف ‪ Deletion‬واإلضافة ‪ ,Addition‬ويعين هذا األسلوب حذف موضوع‬
‫مادة بأكملها ‪ ,‬لسبب من األسباب اليت يراها‬ ‫أو جزء منه ‪ ,‬أو وحدة دراسيّة ‪ ,‬أو ّ‬
‫املسؤولون‪ P‬واملشرفون الرتبويّون‪ , P‬إضافة معلومات معيّنة‪ P‬إىل موضوع أو موضوع بكامله‬
‫مادة دراسيّة كاملة ‪.‬‬
‫مادة أو ّ‬ ‫أو وحدة دراسيّة إىل ّ‬
‫مادة ‪ ,‬فتق ّدم بعض‬ ‫‪ -2‬التقدمي‪Offering‬والتأخري ‪ Delaying‬حيث يع ّدل تنظيم ّ‬
‫ويؤخر بعضها اآلخر ؛ لدواعي تعليميّة أو سيكولوجيّة‪ P‬أو منطقيّة ‪.‬‬ ‫املوضوعات ‪ّ ,‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -3‬التنقيح ‪ Modification‬وإعادة الصوغ‪ , ReformP‬ويف هذا األسلوب خيلّص‬
‫املنهج من بعض األغالط الطباعيّة أو العلميّة اليت علقت به ‪ ,‬أو يعاد النظر يف أسلوب‬
‫عرضه ‪ ,‬ولغته ؛ كي يسهل استيعابه‪ , P‬ويزول غموضه ‪.‬‬
‫‪ -4‬االستبدال‪Substitution P‬والتعديل ‪ , Modification‬ويعين هذا األسلوب‬
‫ملخصة مبوضوعات مشاهبة يف‬ ‫موسعة أو ّ‬ ‫استبدال معلومات أو موضوعات حم ّدثة أو ّ‬
‫املتضمنة يف املنهج ‪ ,‬وإعادة النظر فيها‬
‫ّ‬ ‫املنهج ‪ ,‬أو العودة إىل تلك املعلومات واملوضوعات‪P‬‬
‫‪ ,‬وتعديلها مبا ينسجم واملعطيات احلديثة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تطوير واحد أو أكثر من عناصر املنهج ‪ ,‬كتطوير أساليب‪ P‬التقومي أو تطوير طرائق‬
‫مواد منفصلة إىل مواد مرتابطة ‪ ,‬أو مندجمة ‪.‬‬ ‫التدريس ‪ ,‬أو تطوير تنظيم املنهج من ّ‬
‫ثانياً – أساليب‪ P‬التطوير احلديثة ‪:‬‬
‫وترى يف التطوير عمليّة شاملة تتناول املنهج عموماً ‪ ,‬بدءاً من فلسفته وأهدافه ‪ ,‬وانتهاء‬
‫بعمليّة تقوميه " وعليه فإ ّن خطّة التطوير الشامل للمنهج جيب أن تبدأ بتطوير األهداف ؛‬
‫حتديداً وصياغة وتنويعاً‪ , P‬ويف ضوء ذلك يعاد النظر يف اختيار احملتوى‪ , P‬وأساليب تنظيمه‬
‫املادة ‪ ,‬وأساليب‪ P‬الرتبية ‪ ,‬ونظريّات علم النفس ‪ ,‬مثّ‬ ‫‪ ,‬بناء على أحدث ما وصل إليه جمال ّ‬
‫يتم اختيار طرائق التدريس وأساليب التعلّم اليت قد تتغرّي بعض الشيء عن األساليب‪P‬‬ ‫ّ‬
‫يتم على سبيل املثال الرتكيز على‬ ‫القدمية ؛ نظراً حلداثة احملتوى واخلربات التعليميّة ‪ ,‬فق ّ‬
‫الطريقة الكلّيّة يف تدريس القراءة بدالً من الطريقة اجلزئيّة اليت كانت سائدة يف املنهج‬
‫الفردي ؛ نظراً لزيادة أعداد‬
‫ّ‬ ‫اجلمعي بدالً من‬
‫ّ‬ ‫السابق ‪ ,‬أو تستخدم أساليب التدريس‬
‫يتم إدخال تقنيّات حديثة ؛ لزيادة قدرة املعلّم على ضبط‬ ‫التالميذ يف املدارس ‪ ,‬وقد ّ‬
‫الفروق الفرديّة بني املتعلّمني ‪ ,‬وينتج عن ذلك كلّه تطوير يف أساليب القياس والتقومي‬
‫كل تلميذ يف‬‫النمو الذي ح ّققه ّ‬
‫واالمتحانات ‪ ,‬حبيث تصبح قادرة على تقومي مقدار ّ‬
‫خمتلف اجملاالت العقليّة واملهاريّة والوجدانيّة‪. P‬‬
‫ويع ّد هذا التطوير ناقصاً إذا مل يصاحبه تطوير يف التوجيه واإلشراف الفيّنّ ‪ ,‬ال سيّما إذا‬
‫كان نظام التعليم مركزيّاً ‪ ,‬كما ينبغي‪ P‬أن يشمل التطوير تدريب املعلّمني على تطبيق‬
‫املطور ‪ ,‬بل جيب أن ميت ّد إىل برامج اإلعداد يف كلّيّات الرتبية‪ , P‬وكلّيّات املعلّمني ؛‬‫املنهج ّ‬

‫‪31‬‬
‫تؤهلهم للتعامل مع املنهج‬
‫اخلرجيني املهارات واملعلومات واالجّت اهات اليت ّ‬
‫بغية إكساب ّ‬
‫بكل كفاءة واقتدار " ‪.‬‬
‫املطور ّ‬
‫ّ‬
‫ويوضح الشكل اآليت أساليب تطوير املنهج ‪:‬‬
‫ّ‬

‫أسس تطوير املنهج ‪:‬‬


‫• • أن يستند التطوير إىل فلسفة تربويّة منبثقة عن أهداف اجملتمع وطموحاته ‪ ,‬ورؤية‬
‫املطورين على اختالف مستوياهتم ألهداف العمليّة الرتبويّة ومراميها ‪.‬‬
‫واضحة يف أذهان ّ‬

‫‪32‬‬
‫املطور اليوم على درجة عالية من الكفاءة‬ ‫• • أن يتسم باالستمرار ‪ ,‬فحصول املنهج ّ‬
‫والفاعليّة ال يعين حصوله على الدرجة ذاهتا بعد مرور أكثر من سنتني على تطويره ‪,‬‬
‫كل يوم جبديد ‪.‬‬‫حيث تطلع علينا مراكز البحث العلمي ‪ ,‬وميادين التطبيق التكنولوجي‪ّ P‬‬
‫• • أن يتسم التطوير بالعلميّة ‪ ,‬واالبتعاد عن العشوائيّة ‪ ,‬وذلك من خالل اعتماد‬
‫التخطيط السليم لعمليّة التطوير ‪ ,‬واستخدام األساليب العلميّة املعتمدة على أدوات تتوافر‬
‫فيها الشروط العلميّة ‪ ,‬والتعامل مع النتائج مبنتهى‪ P‬الصدق واملوضوعيّة‪. P‬‬
‫• ‪.‬أن يفيد من التجارب السابقة لتطوير املناهج احملليّة واألجنبيّة‪ , P‬ونتائج الدراسات‬
‫والبحوث العلميّة املتعلّقة بالتعلّم وطرائقه وإسرتاتيجيّاته ومبادئه وأسسه ‪ ,‬وأثر التعزيز‬
‫وحتمل املسؤوليّة‪ P‬يف جناحه ‪.‬‬
‫والدافعيّة ّ‬
‫• ‪ " .‬أن يكون‪ P‬التطوير مواكباً‪ P‬االجّت اهات الرتبويّة‪ P‬احلديثة ‪ ,‬من مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬التعلّم عن طريق النشاط واملشاركة ‪.‬‬
‫‪ -‬انتقال االهتمام من الكم إىل الكيف ‪.‬‬
‫األساسي يف التعلّم " ‪.‬‬
‫ّ‪P‬‬ ‫‪ -‬دور تكنولوجيا‪ P‬الرتبية‬
‫خطوات تطوير املنهج ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إثارة الشعور باحلاجة إىل التطوير ‪:‬‬

‫وذلك من خالل تسليط األضواء على نواحي القصور اليت تعانيها املناهج القائمة ‪ ,‬وما‬
‫يرتتّب على هذا القصور من نتائج سلبيّة ‪ ,‬وعرض دعوات التجديد والتطوير املنبعثة من‬
‫املؤسسة‪ P‬الرتبويّة ومن خارجها ‪ ,‬وعرض أهداف التطوير ‪ ,‬وما ميكن أن حي ّققه‬
‫داخل ّ‬
‫للناشئة والوطن ‪ ,‬واالستمرار على هذا النهج فرتة من الزمن إىل أن تتش ّكل لدى كثري من‬
‫الناس القناعة بضرورة التطوير ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حتديد األهداف وترمجتها إىل معايري ‪:‬‬
‫توجه العمل ‪ ,‬وحت ّدد‬
‫لكل عمل يطمح إىل النجاح ‪ ,‬من حتديد ألهدافه ؛ فهي اليت ّ‬ ‫ال ب ّد ّ‬
‫آليّة تنفيذه‪ , P‬مع هتيئة الظروف املواتية لنجاح هذا التنفيذ ‪ ,‬وحتديد أهداف التطوير هي‬
‫اخلطوة اإلجرائيّة األوىل للتطوير بعد إشاعة الشعور باحلاجة إليه من خالل اخلطوة السابقة‬
‫‪ ,‬فهي اليت ترسم لنا معامل خطّة التطوير ومراحلها ‪ ,‬وهي اليت حت ّدد حمتوى املنهج وطرائقه‬

‫‪33‬‬
‫املطور ‪ ,‬ومتابعته ‪, Following - Up‬‬ ‫ووسائله وأساليب‪ P‬جتريب املنهج‪ّ Testing‬‬
‫وتقوميه ‪.‬‬
‫وال ب ّد أن تكون‪ P‬األهداف مستوفية الشروط السليمة يف دقّة صوغها ‪,‬وتكامل مصادرها ‪,‬‬
‫وتوازن جماالهتا ومستوياهتا ‪ ,‬وواقعيّة تنفيذها‪ , P‬وإمكانيّة مالحظتها وقياسها ‪ ,‬ووصفها‬
‫السلوك الذي تسعى إىل إحداثه لدى املتعلّمني بشكل واضح ال يقبل اللبس يف املنهج‬
‫املطور ‪.‬‬
‫ّ‬
‫املطور ‪:‬‬
‫ثالثاً ‪:‬اختيار حمتوى املنهج ّ‬
‫املطور يف ضوء األهداف اليت متّ حتديدها يف اخلطوة السابقة ‪,‬‬ ‫يتم اختيار حمتوى املنهج ّ‬ ‫ّ‬
‫املطور باملراحل ذاهتا اليت سبقت اإلشارة إليها عند احلديث عن‬ ‫ومير اختيار حمتوى املنهج ّ‬ ‫ّ‬
‫مكونات املنهج ‪ ,‬وال بأس هنا من التذكري باملعايري اليت ينبغي أن يتّصف‬ ‫احملتوى ‪ ,‬يف باب ّ‬
‫هبا ‪ ,‬كارتباطه باألهداف ‪ ,‬وواقع املتعلّم ‪ ,‬ومراعاته مستواه‪ P‬وميوله ‪ ,‬وأمهيّته له ‪ ,‬إضافة‬
‫إىل صدقه ‪ ,‬وتوازنه من حيث الشمول والعمق ‪ ,‬ومناسبته‪ P‬الوقت املتاح لتعلّمه ‪.‬‬
‫املطور ‪:‬‬
‫رابعاً – تنظيم حمتوى املنهج ّ‬
‫يتم تنظيم احملتوى‪ , P‬وترتيب موضوعاته بشكل يتح ّقق يف هذا التنظيم‬ ‫ويف هذه املرحلة ّ‬
‫هدفان ‪:‬‬
‫املادة وترابطها وتكاملها ‪.‬‬
‫األول ‪ :‬متاسك ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬الثاين ‪ :‬سهولة تعلّمها من قبل املتعلّم ‪.‬‬
‫للمادة‪.‬‬
‫والسكولوجي ّ‬
‫ّ‪P‬‬ ‫املنطقي‬
‫ّ‬ ‫وهذا يعين حتقيق نوع من التوازن بني التنظيمني‬
‫وهنا الب ّد من التذكري مبعايري تنظيم احملتوى‪ , P‬كاالستمرار والتتابع والتكامل‪ P‬واملرونة ‪.‬‬
‫خامساً – اختيار طرائق التدريس ‪:‬‬
‫لكل موضوع‬ ‫يتم حتديد طرائق التدريس وأساليبه وإسرتاتيجيّاته املناسبة ّ‬ ‫ويف هذه املرحلة ّ‬
‫املادة ‪ ,‬على أن تتسم تلك الطرائق واألساليب‪ P‬واالسرتاتيجيّات مبناسبتها‪P‬‬ ‫من موضوعات ّ‬
‫للمحتوى ‪ ,‬وانسجامها مع األهداف ‪ ,‬وإثارهتا لدافعيّة املتعلّمني ‪ ,‬وإتاحتها الفرصة‬
‫ملشاركة املتعلّم اإلجيابيّة يف التعلّم ‪ ,‬واحلرص على إكسابه اخلربات املربية ‪ ,‬ومهارات‬

‫‪34‬‬
‫حل املشكلة ‪ ,‬كما ينبغي أن تتسم باملرونة‬ ‫واإلبداعي ‪ ,‬ومهارات ّ‬
‫ّ‬ ‫العلمي والناقد‬
‫ّ‬ ‫التفكري‬
‫‪ ,‬حبيث ميكن تطويرها أو تعديلها ‪ ,‬حبسب ظروف البيئة‪ P‬التعليميّة ‪.‬‬
‫سادساً‪ -‬اختيار األنشطة الرتبويّة‪: P‬‬
‫تعزز تعلّم التعلّم وتثبّته‪,‬‬
‫يتم اختيار األنشطة الص ّفيّة‪ P‬وغري الص ّفيّة اليت ّ‬ ‫ويف هذه املرحلة ّ‬
‫وتثري اخلربة ‪ ,‬وتساعد على تعديل السلوك ‪ ,‬واكتساب االجّت اهات اإلجيابيّة‪ , P‬وتشبع‬
‫وتنمي امليول واهلوايات املفيدة‪ , P‬ونشري يف هذا املقام‪ P‬إىل مواصفات النشاط‬ ‫احلاجات ‪ّ ,‬‬
‫وتنوعه‪ , P‬ومناسبته للمتعلّمني ‪ ,‬ومراعاة مبدأ‬ ‫اهلادف ‪ ,‬كارتباطه بأهداف املنهج وحمتواه ‪ّ ,‬‬
‫الفروق الفرديّة ‪ ,‬وتوفري الفرص املساعدة على اكتساب القيم واالجّت اهات اإلجيابيّة ‪,‬‬
‫واملهارات التعليميّة املنسجمة مع طبيعة العصر ‪ ,‬وال سيّما مهارات التعلّم الذايتّ ‪,‬‬
‫والتعامل مع تكنولوجيا التعليم ‪ .‬إضافة إىل املهارات االجتماعيّة املستندة إىل املبادئ‬
‫الدميقراطيّة‪ , P‬وثقافة التسامح وقبول اآلخر ‪.‬‬
‫سابعاً – حتديد الوسائل التعليميّة ‪:‬‬
‫املطور منظومة من الوسائل والتقنيات‪ P‬التعليميّة اليت تساعد كالًّ من املعلّمني‬ ‫يتطلّب املنهج ّ‬
‫املطور‬
‫و املتعلّمني على حتقيق أهداف املنهج ‪ ,‬فقد تدخل موضوعات جديدة على املنهج ّ‬
‫مصورات أو أفالم أو تسجيالت أو أقراص مدجمة أو بطاقات ولوحات‬ ‫تستدعي استخدام ّ‬
‫جديدة تسهم يف تسهيل تعليمها وتعلّمها ‪ ,‬وهذا ما يتطلّب توفري األجهزة التقنية‬
‫واملتحركة‪ ,‬والربامج واألفالم‪P‬‬
‫ّ‬ ‫املواد التعليميّة ‪ ,‬كأجهزة العرض الثابتة‪P‬‬
‫الضروريّة لبعض ّ‬
‫التعليميّة ‪ ,‬والشافّات وعريها ‪.‬‬
‫إ ّن جتاهل مثل هذه الوسائل واألجهزة والتقنيّات‪ P‬ال يعطي مصداقيّة لعمليّات تقومي املنهج‬
‫املطور ؛ ولذلك فإ ّن توفريها بني أيدي املتعلّمني واملعلّمني واملشرفني الرتبويني الذين‬ ‫ّ‬
‫املطور ومتابعته‪ P‬وتقوميه أمر بالغ األمهيّة ‪ ,‬وال غرو يف ذلك ‪,‬‬ ‫يشاركون يف تطبيق املنهج ّ‬
‫مكونات املنهج‬ ‫يقل أمهيّة عن سائر ّ‬ ‫مكون ال ّ‬
‫فالوسائل واألجهزة والتقنيّات‪ P‬التعليميّة ّ‬
‫احلديث ‪.‬‬
‫ثامناً‪ -‬اختيار أساليب‪ P‬التقومي ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫املطور من‬
‫يتم حتديد أساليب تقومي تعلّم املتعلّمني ‪ ,‬وما أحدثه املنهج ّ‬ ‫يف هذه اخلطوة ّ‬
‫الدراسي ‪,‬‬
‫ّ‬ ‫تعديل يف سلوكهم ؛ ويندرج ضمن تلك األساليب‪ P‬أساليب تقومي التحصيل‬
‫واالنفعايل على أن تتوافر يف تلك األساليب‪ P‬املواصفات‬
‫ّ‬ ‫الشخصي‬
‫ّ‬ ‫النمو‬
‫وأساليب تقومي ّ‬
‫العلميّة من مثل االرتباط باألهداف ‪ ,‬واالستمرار ‪ ,‬والوضوح ‪ ,‬والصدق ‪ ,‬والثبات ‪,‬‬
‫واملوضوعيّة‪ , P‬والشمول ‪ ,‬واالقتصاد يف الوقت والتكلفة‪ P‬واجلهد ‪ ,‬وغري ذلك من‬
‫مواصفات ‪.‬‬
‫وهنا ال ب ّد من اإلشارة إىل ضرورة تنويع أساليب االختبارات التحصيليّة ‪ ,‬كاالختبارات‬
‫الشفويّة ‪ ,‬والكتابيّة ( موضوعيّة‪ P‬وشبه موضوعيّة ومقاليّة ) إضافة إىل االختبارات العمليّة ‪,‬‬
‫واالنفعايل للمتعلّم كاملالحظة واملقابلة واالستفتاء ‪,‬‬
‫ّ‬ ‫الشخصي‬
‫ّ‬ ‫وأساليب تقومي اجلانب‬
‫وغريها ‪.‬‬
‫املطور ‪:‬‬
‫تاسعاً – التهيئة لتجريب املنهج ّ‬
‫وتكون التهيئة من خالل صدور قرارات وزاريّة بتحديد نسبة احملافظات واملدارس‬
‫كل حمافظة وتسميتها ‪ ,‬وتشكيل اللجان املركزيّة والفرعيّة املشرفة على‬ ‫التجريبيّة يف ّ‬
‫املطور ‪,‬‬
‫التجريب ‪ ,‬وإقامة دورات تدريبيّة مركزيّة للمشرفني الرتبويني حول املنهج ّ‬
‫وتكليف هؤالء املشرفني الذين اتّبعوا الدورات املركزيّة بتنفيذ‪ P‬دورات تدريبيّة للمعلّمني‬
‫تتضمن القرارات تشكيل جلان‬ ‫املطور يف املدارس التجريبيّة ‪ ,‬كما ّ‬‫الذين سين ّفذون‪ P‬املنهج ّ‬
‫مواد تعليميّة و أدلّة معلّمني ( بشكل‬
‫املطور‪ ,‬وما يلحق هبا من ّ‬‫مقررات املنهج ّ‬ ‫تأليف ّ‬
‫واملواد التعليميّة وأدلّة املعلّمني ‪ ,‬على‬
‫ّ‬ ‫جترييب )‪ ,‬وتشرع تلك اللجان بتأليف‪ P‬كتب التلميذ‬ ‫ّ‬
‫املتضمنة‪P‬‬
‫ّ‬ ‫يتم التأ ّكد من تغطية املعلومات واحلقائق واملفاهيم والتعميمات والنظريّات‬ ‫أن ّ‬
‫املقررة لتدريسها ‪ ,‬واتّسامها باملصداقيّة ‪,‬‬
‫فيها خمتلف األهداف ‪ ,‬ومناسبتها‪ P‬لألوقات ّ‬
‫ط‪,‬‬‫والصحة العلميّة ‪ ,‬واحلداثة ‪ ,‬والسالمة اللغويّة ‪ ,‬وسهولة األسلوب ‪ ,‬ومجال اخل ّ‬‫ّ‬
‫ومناسبة حجمه للفئة املستهدفة من املتعلّمني ‪ ,‬وجاذبيّة ألوانه‪ , P‬وغناه بالصور والرسوم‬
‫واجلداول اإليضاحيّة‪. P‬‬
‫النفسي للعناصر البشريّة اليت ستشارك يف التجريب ‪ ,‬إلظهار‬ ‫ّ‬ ‫هذا باإلضافة إىل توفري املناخ‬
‫قدر عال من احلماسة والشعور باملسؤوليّة األخالقيّة والوطنيّة لفي أثناء تنفيذ التجريب ‪,‬‬

‫‪36‬‬
‫املطور ‪ ,‬كتهيئة‬
‫ويدخل ضمن هذه املرحلة هتيئة البيئة‪ P‬املاديّة املناسبة لتجريب املنهج ّ‬
‫املعامل والورش وخمتربات اللغة ‪ ,‬ومستلزماهتا الضروريّة ‪.‬‬
‫املطور ‪:‬‬
‫عاشراً – جتريب املنهج ّ‬
‫املطور إىل‪:‬‬
‫هتدف عمليّة جتريب املنهج ّ‬
‫لكل من احملتوى‪ P‬واخلربات والطرائق والوسائل‬ ‫‪-‬التأ ّكد من توافر الشروط واملعايري احمل ّددة ّ‬
‫واملواد التعليميّة ‪ ,‬واتّساقها مع األهداف احمل ّددة للمنهج ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والكتب‪P‬‬
‫املطور لتذليلها قبل التنفيذ ‪.‬‬
‫‪-‬التعرف إىل املشكالت‪ P‬والعوائق اليت تواجه املنهج ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-‬التأ ّكد من امتالك‪ P‬املعلّمني واملشرفني الكافيات األكادمييّة والرتبويّة‪ P‬اليت تكفل حتقيق‬
‫املطور ‪.‬‬
‫أهداف املنهج ّ‬
‫لعل أمهّها ‪:‬‬
‫ومير جتريب املنهج جبملة من اخلطوات ‪ّ ,‬‬ ‫ّ‬
‫متضمنة‬
‫‪ -‬وضع اخلطّة اإلجرائيّة لتنفيذ عمليّة التجريب وفق الشروط العلميّة املعروفة ‪ّ ,‬‬
‫استصدار القرارات ‪ ,‬وتشكيل اللجان املركزيّة والفرعيّة‪ P‬لإلشراف على العمليّة ومتابعتها ‪.‬‬
‫األصلي حتديد وفق ع ّدة متغرّي ات‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اختيار عينة التجريب حبيث تكون ممثّلة للمجتمع‬
‫( ريف ‪ ,‬مدينة ) ‪( ,‬مدارس ذكور ‪ ,‬مدارس إناث ‪,‬مدارس خمتلطة ) ‪ ( ,‬مدارس رمسيّة ‪,‬‬
‫مدرسي مستأجر ) ‪ ( ,‬مدارس ذات دوام‬ ‫ّ‬ ‫حكومي ‪ ,‬بناء‬
‫ّ‬ ‫مدارس أهليّة ) ( بناء مدرسي‬
‫ثلثي ) وغري ذلك من املتغرّي ات‪ P‬املمثّلة للواقع ‪.‬‬ ‫نصفي ‪ ,‬أو ّ‬‫ّ‪P‬‬ ‫كامل ‪ ,‬مدارس ذات دوام‬
‫‪ -‬إعداد األدوات واالختبارات واملقاييس‪ P‬املختلفة الضروريّة لتقومي عمليّة التجريب وفق‬
‫الشروط العلميّة السليمة ‪.‬‬
‫واملواد‬
‫ّ‬ ‫‪-‬توفري املستلزمات الضروريّة للتجريب كالكتب التجريبيّة‪ ,‬وأدلّة املعلّمني ‪,‬‬
‫التعليميّة والوسائل ‪ ,‬وتوفري البيئة املاديّة والبشريّة لنجاح عمليّة التجريب ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق التجريب يف املدارس التجريبيّة وفق الشروط التجريبيّة املوضوعيّة‪ , P‬والعمل على‬
‫وتشوه نتائج التجريب ‪.‬‬ ‫تتدخل ّ‬ ‫استبعاد خمتلف العوامل واملتغرّي ات اليت ميكن أن ّ‬
‫‪ -‬إجراء حتليل شامل لعمليّة التجريب تستخدم فيه خمتلف األساليب العلميّة ‪ ,‬وعقد‬
‫ندوات يشارك فيها معلمو التجريب ‪ ,‬و مشرفوهم ‪ ,‬وعينة من أولياء األمور وتالميذ‬
‫واملهتمون بالعمليّة الرتبويّة يف اجلامعات ومراكز‬ ‫ّ‬ ‫املدارس التجريبيّة ‪ ,‬ووسائل اإلعالم ‪,‬‬

‫‪37‬‬
‫البحث ؛ ملناقشة نتائج التجريب ‪ ,‬وتشخيص الصعوبات‪ , P‬وحتديد أوجه القصور يف‬
‫املطور وتعميمه ‪.‬‬
‫التجرييب ‪ ,‬وتالفيها استعداداً‪ P‬ملرحلة تنفيذ املنهج ّ‬
‫ّ‬ ‫خمتلف جوانب املنهج‬
‫املطور ثانية ‪ ,‬وثالثة ؛ لتخليصه من الشوائب ‪ ,‬والوصول به‬ ‫‪ -‬ميكن إعادة جتريب املنهج ّ‬
‫أعلى درجة من الكفاية‪ P‬الداخليّة واخلارجيّة ‪.‬‬
‫املطور ‪:‬‬
‫حادي عشر – االستعداد لتعميم املنهج ّ‬
‫املطور ‪ ,‬إذ ال ب ّد من االستعداد هلذا التنفيذ ‪ ,‬وقد‬
‫التسرع يف تنفيذ املنهج ّ‬ ‫ليس من احلكمة ّ‬
‫تستغرق هذه االستعدادات سنة أو سنتني أو أكثر ‪ ,‬ومن االستعدادات لتنفيذ املنهج‬
‫املطور القيام‪ P‬مبا يأيت ‪:‬‬
‫ّ‬
‫" – توفري امليزانيّة الالزمة لذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬إجناز الكتب الدراسيّة ( كتب التلميذ ‪ ,‬كتاب املعلّم ‪ ,‬كتب النشاط ‪ ,‬النشرات ) ‪.‬‬
‫‪ -‬جتهيز املدارس مبا يلزم من معامل وأجهزة وأدوات ‪.‬‬
‫‪ -‬اتّباع املعلّمني دورات تدريبيّة ليصبحوا قادرين على تنفيذ املنهج اجلديد ‪ ,‬واستخدام‬
‫الطرائق والوسائل واألجهزة التعليميّة احلديثة ‪ ,‬وما يناسبها‪ P‬من وسائل التقومي ‪.‬‬
‫املوجهني واملشرفني دورات تدريبيّة ملعرفة الطرائق والوسائل حلديثة يف اإلشراف‬ ‫‪ -‬اتّباع ّ‬
‫والتوجيه واإلرشاد ‪ ,‬تبعا ًللمنهج املقرتح ‪.‬‬
‫‪ -‬هتيئة التالميذ‪ P‬وأولياء األمور وأفراد اجملتمع ؛ بعقد ندوات ومؤمترات إلقناعهم بضرورة‬
‫وأمهيّة التطوير للمناهج ‪.‬‬
‫املتنوعة واملختلفة الضروريّة لعمليّة متابعة املنهج املقرتح وتقوميه " ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الوسائل ّ‬
‫املطور ‪:‬‬
‫ثاين عشر ‪ -‬تعميم املنهج ّ‬
‫املطور ‪ ,‬تصدر القرارات املتعلّقة بتعميم املنهج ‪,‬‬
‫بعد االنتهاء‪ P‬من االستعداد لتعميم املنهج ّ‬
‫حم ّددة موعد بدء تعميمه على خمتلف مدارس الدولة ‪ ,‬وتنشر هذه القرارات عرب وسائل‬
‫املطور يف بداية‬
‫اإلعالم املسموعة واملقروءة‪ P‬واملرئيّة ‪ ,‬وعادة ما يكون بدء العمل يف املنهج ّ‬
‫الدراسي ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العام‬
‫املطور ‪:‬‬
‫ثالث عشر ‪ -‬تقومي املنهج ّ‬

‫‪38‬‬
‫املطور االنتهاء من العمل ‪ ,‬وإمّن ا يعين بدء مرحلة جديدة من املتابعة‬
‫ال يعين تعميم املنهج ّ‬
‫والتقومي ؛ حيث يع ّد منهجاً قائماً حيتاج إىل كشف ثغراته وأوجه قصوره ‪ ,‬استعداداً‬
‫لعمليّة تطوير جديدة ‪ ,‬فعمليّة تطوير املنهج ال تتوقّف ‪ ,‬وإمّن ا هي عمليّة مستمرة متج ّددة‬
‫جت ّدد احلياة ‪.‬‬

‫‪39‬‬

You might also like