Professional Documents
Culture Documents
بعد دراسة هذه الوحدة التعليمية يجب أن يكون الطالب قاد ار على أن:
تعود وتعويد المشاهد العربي على الفيلم الوثائقي (غياب الثقافة الوثائقية) ،وبالتالي عدم
عدم ّ
احترام هذه النوعية من األفالم في المجتمع العربي بالرغم من اهتمامها بهموم اإلنسان
العربي وواقعه.
صعوبات في توفير التمويل واإلنتاج إضافةً إلى عوائق إدارية ورقابية.
التوترات السياسية والصعوبات االقتصادية وبالتالي عدم االستقرار االجتماعي الذي يدفع
السينمائيين العرب إلى الهجرة.
صعوبة فتح أبواب البحث والتحقيق ،فالوصول إلى الوثائق يبقى مغلقاً في وجه الباحث.
2
عدم استجابة األفالم لمعايير التلفزيون الفنية والتقنية أو لسياسات المحطة أو ألنظمة المراقبة
المحلية.
إنتاج اإلعالم الرسمي والمؤسسات الحزبية ألفالم تسجيلية كرست مفاهيم جعلت من السينما
الوثائقية أسيرة الدعاية السياسية الصرفة أو التحقيق الصحفي.
عدم اهتمام المؤسسات الثقافية العربية الرسمية واألهلية بهذا الفن الجاد.
قلة عدد القنوات المتخصصة باألفالم الوثائقية والتي بدأنا نشهد والدتها المتأخرة منذ فترة
قصيرة ،فغياب أو قلة القنوات التلفزيونية يشكل عائقاً أمام إنتاج أكثر كماً وأحسن جودة.
تهميش دور اإلنتاج العربي للفيلم الوثائقي مقابل اهتمام كبير بالفيلم الروائي المهيمن على
المشهد السمعي البصري العربي إضافة إلى عدم وجود سوق لألفالم الوثائقية العربية.
ُيضاف إلى ما تقدم من أسباب األزمة التي تعيشها السينما الوثائقية العربية العديد من المشكالت
منها الصناعي والفني والمادي والتقني والسياسي ،إذ ال توجد في معظم البلدان العربية حتى اآلن
استديوهات ومراكز مؤهلة لتصوير وتحقيق األفالم كما هو موجود في المغرب أو سورية أو
مصر.
من الناحية الصناعية ال توجد حتى اآلن صناعة للمعدات واألدوات الالزمة إلنجاز األفالم.
من الناحية الفنية اليزال الواقع السينمائي العربي مفتق اًر إلى الكوادر المتخصصة والمؤهلة في
المجال السينمائي ،وال تزال أغلب الشركات العربية الفنية تتخوف من األسواق العربية ومن عدم
فهم اللهجات المختلفة والمتنوعة الموجودة في الدول العربية مثل المغربية والجزائرية والخليجية،
إذ تلجأ بعض الدول العربية وبخاصة دول المغرب العربي إلى استخدام اللهجات المحلية في
التعليق (وغالباً الحوار في المقابالت) الخاص باألفالم الوثائقية مما يعوق تبادل هذه األفالم
3
خارج حدود البالد ،وذلك يستدعي ضرورة اللجوء إلى اللغة الفصحى المبسطة إذا أراد الفيلم
الوثائقي العربي تحقيق االنتشار العربي والعالمي بعد الترجمة عن اللغة العربية.
من حيث المضمون ،يتم التركيز بشكل كبير على المواضيع السياسية في األفالم العربية ألن
الفيلم الوثائقي يقدم تجارب وموضوعات متصلة بالواقع ،فهو مرتبط باألحداث يسجلها ويوثقها
ويتناولها على أرضية سياسية ،وبالتالي سيكون الفيلم الوثائقي انعكاساً لهذا كله ،ال فكاك للواقع
من السياسة وال فكاك للسياسة من الواقع ،وتبقى السياسة أكثر المواضيع التي تغري المخرجين
وذلك يعود إلى كوننا تعودنا أو ُع ِّودنا على مشاهدة هذه المواضيع في أفالمنا الوثائقية ،وأيضاً
ألن واقعنا هو الذي يفرض علينا أال نبتعد كثي اًر عن السياسة ،والسينمائي العربي حساس لواقعه،
وهو واقع المنطقة العربية التي تشهد الحروب والحروب األهلية واالحتالل والمؤامرات ،غير أن
الشارع العربي يكتظ اليوم بمخزون كبير من المواضيع الساخنة التي تشكل مواد خام للتسجيل،
والمثقف والسينمائي العربي وحده القادر على تفجيرها ،وعلى الرغم من أن هذا المثقف يعيش
حالة من االنغالق واالنحسار ومحدودية التحرك في كثير من المجاالت إال أن إثارة موضوع
الفيلم الوثائقي -كغاية ووسيلة -سيظل من مسؤولياته في سعيه إلى دعم مسيرة بناء اإلنسان
في المنطقة العربية.
من جانب آخر ،إن هيمنة الموضوع السياسي على الفيلم الوثائقي العربي هو استسهال من
بعض المخرجين بسبب الخطوط الحمراء التي ال تسمح بمعالجة كثير من المواضيع غير
السياسية ،فاألقل خط اًر هو الحديث عن الجانب السياسي ،وال يستطيع المخرجون دائماً أن
يتوجهوا بالنقد إلى الجوانب االجتماعية والمسائل الدينية أو بالتحليل والتعرية -كما يحدث في
كثير من األفالم الوثائقية السياسية -إضافة إلى أننا لم نعتد على ثقافة مواجهة الذات والتفكير
فيها ،وهذا يعمل على تفريغ السينما الوثائقية من محتواها وأهدافها الحقيقية ويقوم بحرف مسارها
نحو الدعاية واإلعالم ،وبالرغم من ذلك هناك محاوالت جادة ومتواصلة في بعض البلدان العربية
لصنع أفالم تسجيلية تتمتع بفعالية المعالجة والتناول للموضوع غير أنها محدودة الحركة
ومحاصرة.
4
خطوات نشر السينما الوثائقية العربية:
لقد عرفت السينما العربية السينما الوثائقية جيداً ،واستطاعت تقديم أفالم ذات مستوى عال،
تنوعت في أساليبها وتوجهاتها ،واستطاعت فرض وجودها سويةً مع السينما الروائية العربية إال
أن السينما الوثائقية لم تستطع بلوغ الهدف األسمى ،وهو التحاور والتخاطب مع الجمهور
العريض ،فقد كان واليزال الحاجز الكبير أمام انتشارها واقترابها من الجمهور هو السياسات
الثقافية واإلعالمية في كثير من البلدان العربية ،ولعل أولى الخطوات في سبيل انتشارها هي أن
ُيعرض -في صاالتنا وعلى شاشاتنا التلفزيونية -أكبر عدد ممكن من أهم األفالم الوثائقية
العالمية التي تُعرض في المهرجانات الدولية وعلى شاشات التلفزيون العالمية كي يستمتع
جمهورنا ويتعرف فنانونا ونقادنا على التطور التقني والجمالي والسياسي المذهل الذي تشهده
السينما الوثائقية في العالم ،فإن غابت السينما الوثائقية العربية عن واقعنا فيجب أال يغيب
جمهورنا عن السينما الوثائقية العالمية وأال تغيب عنه.
وأخي اًر ،فإن الكثير من التساؤالت تُطرح حول إنتاج األفالم الوثائقية العربية في الوقت الذي نرى
فيه قنوات تلفزيونية كالجزيرة والعربية تنتج وتعرض أفالماً تسجيلية لقضايا متعددة منها عالقة
العرب مع الغرب وخصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ،2111وهذا االهتمام ينعكس
على تنظيم العديد من ورشات العمل التي أخذت تشرف عليها بعض القنوات التلفزيونية العربية
لصانعي األفالم العرب ،وُيضاف إلى ذلك إقامة مهرجانات لألفالم الوثائقية مثل مهرجان الجزيرة
لألفالم الوثائقية.
إضافةً إلى ما تقدم تجب إثارة انتباه كل المهتمين بالسينما أوالً ،وثانياً كل الذين يديرون دفة
العمل السينمائي في المؤسسات الفنية ،وأول المعنيين هي وزارات الثقافة ومؤسساتها التي تُعنى
بشؤون السينما لكون السينما الوثائقية وسيلة فكرية جماهيرية تعتمد العالم الموضوعي مادة لها،
وملزمة بأن تساعد المشاهد على تفسير وضعه وتحليله ،فالسينما الوثائقية هي النموذج
السينمائي األكثر صلة بالواقع الملموس واألكثر صدقاً للوصول إلى خلق مواطن يتمتع بفهم
صائب لمجريات التغيرات الحاصلة في العالم وفي المجتمع العربي.
5
ثانيا :الجمهور وثقافة الفيلم الوثائقي
ويحظى بقبول واسع نتيجة شغف العالم بمعرفة التطورات واألبعاد التاريخية لألزمات
والمشكالت التي أصبحت سمة هذا الكوكب في أنحائه المترامية األطراف ،وقد ساعد على
تنامي هذا القبول معطيات عدة منها:
6
وهكذا ،أصبح اإلنسان المعاصر محاطاً بشكل لم يسبق له مثيل بعالم وفيض كثيف من الصور،
سواء كانت فوتوغرافية أم تلفزيونية أم سينمائية (تلفزيون -سينما -أغان مصورة -إعالنات)،
وهو أمر ال مجال للهروب منه ،ألن الصورة لديها القدرة على تشكيل أو إعادة الوعي ،وليس هذا
فقط بل إن التاريخ يعاد تقديمه بشكل مرئي ،وللصورة تأثيرها الفعال في حياة الجمهور من حيث
تغيير السلوك والقيم ،وأيضاً الموروثات ،فنحن في عصر يعتمد بشكل كبير على
ُ تعديل أو
الصورة في تلقي المعلومات واإلدراك والمعرفة حيث يتلقى اإلنسان نحو %81من المعلومات
والمعارف عن طريق البصر.
فالصورة السينمائية هي لغة تعبيرية واضحة تتميز بسهولة إدراك واستيعاب اإلنسان لها على
النقيض من الكلمة المكتوبة التي تعتمد أساساً على قدرة المتلقي على القراءة والفهم ،إضافةً إلى
مستوى تعلمه ،والصورة السينمائية هي اقتطاع جزء أو أجزاء من الواقع تُوضع أمام المشاهد
وهي بديل بصري للواقع ،إنها تحول العالم إلى مشهد مرئي -بصري يمكن استراجعه واإلمساك
بأدق تكويناته.
أصبحت السينما الوثائقية اليوم أحد أهم المصادر أو المراجع البصرية التي يستخدمها ويعتمد
عليها األفراد في مختلف شؤون حياتهم (التاريخ -الدين -االقتصاد -الحياة -السياسة..
إلخ) ،بالطبع ،فالسينما -التي هي من بين وسائل االتصال الجماهيري -لها جمهورها الخاص
بها ،ويمكننا القول أيضاً إن للفيلم الوثائقي جمهوره ومحبيه ومتابعيه ،وهذا األخير -أي جمهور
الفيلم الوثائقي -كان مقتص اًر على المهتمين بالسينما من المتخصصين والمثقفين ومن رواد
7
النوادي السينمائية على قلتهم ،وبقي هذا النوع من األفالم بعيداً عن الجماهير الواسعة عاج اًز
عن القيام بدوره في عصر أصبحت فيه السينما -والوثائقية بشكل خاص -إحدى أهم وسائل
االتصال في العصر الحديث.
ومع مرور األيام أخذت السينما الوثائقية تحتل مكاناً أكثر أهمية وحساسية في السينما المحلية
والعالمية ،وأخذ االهتمام بها من ِقبل الجمهور يزداد ،فلم تعد حك اًر على الطبقة النخبوية ،ولربما
أصبحت حاجة جماهيرية أكثر من أي وقت مضى ألنها تنقل إلى متابعيها صو اًر حقيقية
وتفصيلية لجوانب من الحياة قد يصعب إدراكها بوسائل أخرى.
وأصبحت السينما الوثائقية التي تستخدم الصورة والصوت في توجهها إلى الجمهور تتركز بين
أيدي القلة لكنها تتوجه إلى الكثرة معبرةً عن نفسها كوسيلة اتصال قوية وفعالة.
وبالرغم من اتساع دائرة الفيلم الوثائقي نوعاً ما واختالف النظرة الفكرية والجمالية والفنية إليه لم
يتواصل مع الجمهور الذي بقي عند رؤيته المحدودة للفيلم الوثائقي ،فمازالت الفكرة السائدة هي
نفسها وملخصها أن الفيلم الوثائقي يرتبط بالواقع وخاصةً الواقع أو الحدث السياسي ،وعليه التزال
عالقة الجمهور أو المشاهد بالسينما الوثائقية مترددة ومهتزة.
8
إن غياب الفيلم الوثائقي قاد إلى نقطة ميتة ،إلى أرض خراب وانعدام التفاعل الجدي في ظاهرة
السينما العربية وفي ظاهرة الجمهور المستهلك لهذه السينما ،وقد تكون ثمة بدايات عديدة وجديدة
للسينما العربية لالبتعاد عن هذا الركام الممسوخ الذي يصنع دائماً ومن جديد عالماً وهمياً غريباً
من دون أن يلتفت إلى الواقع الثري الذي يحيط به ،لكن يجب أن تكون البداية الحقيقية والوحيدة
للسينما العربية البديلة هي االلتفات إلى الواقع الصارخ وامكانية نقله إلى الشاشة ،وليس سوى
الفيلم الوثائقي من وسيلة وسالح للقيام بهذا الدور المهم والفعال.
وان القائم على إنتاج األفالم الوثائقية العربية ومتلقّي هذه األفالم أيضاً ال يملكان ثقافة الوثائقي،
العتيادهما على ثقافة الخطاب أو الكالم وهو أولى سمات الفيلم الوثائقي ،كيف ال وأغلب
المخرجين أو الوثائقيين العرب ال يحوزون المعارف والدراية الكافية بتقنيات الفيلم الوثائقي وآليات
عمله المختلفة تماماً عن الفيلم الروائي ،إضافةً إلى أن الفجوات الموجودة في فهم آلية اإلنتاج
الوثائقي من الفكرة وحتى التسويق والعرض تقود – ويقود كل ما سبق -بالضرورة إلى فجوات
في الثقافة الوثائقية ،فاإلنتاج مرتبط بالسوق التي هي الممول الرئيس إلنتاج وثائقي أصيل يكون
فيه الكم سبيالً إلى النوعية ،فزيادة عدد األفالم سيؤدي إلى البحث لرفع مستوى نوعيتها وتحسين
شكلها ومضمونها ،ويتحول ذلك بالتالي إلى نقطة البداية لبناء ثقافة وثائقية حقيقية.
ومع ذلك ،فإن شروط الفيلم الوثائقي العامة -في المنطقة العربية -في تحسن مستمر ،مع
األمل في أن يترافق ذلك مع تحسن في نوعية اإلنتاجات ،لكن تقليدياً ال يوجد في المنطقة
العربية ثقافة صورة أو ثقافة بصرية بل ثقافة كلمة أو ثقافة شفهية ،ونعتقد أنه مازال الحديث
9
مبك اًر عن تعميم ثقافة الفيلم الوثائقي ،هذه الثقافة التي ربما كان أحد السبل لنشوئها أن ُيعرض
على الجمهور أهم األفالم الوثائقية العالمية التي تُعرض في المهرجانات المختلفة كي يتعرف هذا
الجمهور وأيضاً الفنانون والنقاد على التطور التقني والجمالي والسياسي الذي تشهده السينما
الوثائقية في العالم.
يبدو فقد ظهرت عالقة السينما الوثائقية بالطفل من خالل الفيلم الوثائقي التعليمي ،وكما رأينا
فهو نوع من األفالم تُستخدم عادةً كأداة أو وسيلة تعليمية تساعد المدرس على تقديم وشرح
الدرس وايصال المعلومات واألفكار للتالميذ خصوصاً األطفال وعرض الحقائق بطريقة سمعية
-بصرية شيقة وجذابة تعين التالميذ على فهم ما صعب عليهم ،ويرى الناقد السينمائي
البريطاني الدكتور روجر مانفل أن "سحر األفالم على األطفال موضوع دائم للتعقيب فإن من
الطبيعي أن تلقى الصورة المتحركة من الطفل إعجاباً يفوق مثله للقصة التي تقتصر حكايتها
على كلمات وحوار ألن في الكلمات قد اًر من الصعوبة لدى الطفل والسيما إذا ما كان مستواه
في القراءة ضئيالً" ،ومن العبارة السابقة حدد مانفل أن سحر السينما على األطفال ال ينافسه فن
آخر.
10
لقد بلغت سينما األطفال درجةً ع ظيمة من التطور خصوصاً أفالم التحريك ومنها أفالم الرسوم
المتحركة التي هي نوع من أنواع األفالم الوثائقية ،إضافةً إلى األفالم التي تصور حياة الشعوب
وطقوسهم وعاداتهم أو مشاهد من عالم الحيوان في البر والبحر والجو.
وفي نوعيات أفالم األطفال يعتقد البعض أن هناك أنواعاً وأشكاالً سينمائية محددة تناسب
األطفال إال أن التجارب والدراسات التي أُجريت على سينما األطفال أكدت أن بمقدور السينمائي
أن يخاطب جماهير األطفال عن طريق جميع األنواع واألشكال الفيلمية كالفيلم الروائي أو الفيلم
الوثائقي (الفيلم التعليمي أوالتربوي والتدريبي وأفالم التحريك والفيلم العلمي) ،وهذه النوعيات
جميعها قد تخاطب الكبار والصغار وتخاطب خيالهم ووجدانهم.
ُ
11
ج .مميزات الفيلم الوثائقي بالنسبة للطفل:
12
المبادئ الجمالية الرئيسة في سينما األطفال الوثائقية: د.
.1خلق الحركة السينمائية وتنميتُها
هو الجوهر الذي ُيبنى عليه
تكتيك فيلم الطفل.
.2اعتناق مبدأ رفض الحوار ألنه
إذا سيطر الحوار على فيلم
الطفل فإن الملل سيتسرب إلى
.3أفالم كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الطفل ينبغي أن تنكب على معالجة أهم مشكالته في هذه
المرحلة المعينة.
.4أن يتناسب التكتيك السينمائي في كل فيلم مع طبيعة الطفل في هذه المرحلة.
.5من المفيد أن تكون الطبيعة الجميلة والزهور والخضرة هي الخلفية التشكيلية لمعظم أفالم األطفال.
.4التنويع في الموضوعات المطروحة والتي تصور فيها الكامي ار تصوي اًر تسجيلياً مجرى الحياة وبذلك
تزيد معارف الطفل عن العالم المحيط به.
13
و .إنتاج أفالم األطفال الوثائقية على مستوى الوطن العربي:
تفتقر معظم األقطار العربية إلى وحدات إنتاج أفالم األطفال ،وان ُوجدت فهي مخصصة
لصناعة األفالم العلمية والتعليمية أوالً وأفالم التحريك ثانياً ،ويكاد يقتصر اإلنتاج السينمائي على
تعريب األفالم (الدبلجة) وصناعة األفالم الوثائقية ،وقد كان الفيلم الوثائقي األول للطفل العربي
لمدة 11دقائق فقط للمخرجة فلاير كامل (من مصر) عام 1973وبعنوان "ألف عام بين أيديهم"
حول األطفال الذين يتعلمون الفنون العربية األصيلة في أحد المراكز التعليمية الفنية مع قدر
مناسب من اللقطات للمساجد والعمارة العربية إلبراز واقع الجمال للفن العربي في العمارة وغيرها.
14
رابعا :المهرجانات السينمائية الدولية والعربية
تكون المهرجانات السينمائية عادةً بمثابة مظاهرات ثقافية وطنية أو دولية على جانب كبير من
األهمية ،وهي فرص غنية متاحة لعرض األفالم الوثائقية المختلفة وتداولها سواء داخل
المسابقات أم خارجها ،ومنذ تلك األفالم الوثائقية األولى -التي صاحبها الكثير من التنظير
السينمائي -استطاع الفيلم الوثائقي أن يبسط نفوذه في الساحة السينمائية ،وأخذ يحتل مواقع
متقدمة في معترك الحياة السينمائية فأصبح مشاركاً فعاالً في المهرجانات السينمائية حتى
أصبحت له مهرجاناته الخاصة ،ففي عام 1955اجتمع عدد من رواد السينما الوثائقية في العالم
من مخرجين ونقاد من أجل إقامة مهرجان سنوي خاص بالفيلم الوثائقي ،وقد كان الهدف من
ذلك جعل مثل هذه النوعية من األفالم تسعى من أجل فضح دعاة الحروب واالستغالل من أجل
حياة سعيدة للناس انطالقاً من مفهوم أن السينما هي كشف للواقع الموضوعي فحسب ،وكان ذلك
العام تاريخ ميالد مهرجان اليبزغ ،وقد أيد غريرسون هذه الفكرة حيث قال" :أنا غريرسون أقف
إلى جانب هؤالء السينمائيين الذين ينتجون أفالماً في بلدان نامية ،هؤالء يرهقونني بأساليبهم
وطريقة تفكيرهم ،ولكني سآتي إلى اليبزغ كل عام إذا كان ذلك يوفر لي فرص االطالع على
تجاربهم".
ثمة عدد كبير من هذه المهرجانات التي تُعقد بشكل دوري كل عام أو كل عامين في مناطق
مختلفة من العالم نذكر أهمها:
.1مهرجان اليبزغ لألفالم الوثائقية :ويعقد خالل تشرين الثاني من كل عام في مدينة اليبزغ في
ألمانيا ،وهو من أبرز المهرجانات السينمائية الوثائقية العالمية ،وتأسس عام 1955على يد
15
العديد من رواد السينما الوثائقية في العالم من مخرجين ونقاد أمثال ألبرتو كافالكانتي،
ورومان كارمن ومحمد األخضر حامينا.
.2مهرجان أوبرهاوزن :ويعقد في نيسان كل عام في ألمانيا.
.3مهرجان براغ ألفالم وبرامج التلفزيون :ويعقد خالل تموز من كل عام في جمهورية التشيك.
.4مهرجان كارلو فيفاري :ويعقد في شهر حزيران كل عامين في جمهورية سلوفاكيا.
.5مهرجان موسكو :ويعقد في شهر حزيران كل عامين في روسيا االتحادية.
.6مهرجان كان :ويعقد في أيار كل عام في فرنسا.
.7بينالي السينما العربية في باريس – فرنسا.
.8مهرجان األفالم القصيرة في ليموج – فرنسا.
.9المهرجان الدولي لألفالم الوثائقية في مرسيليا – فرنسا.
المهرجان الدولي للفيلم اإلثنوغرافي واالجتماعي (سينما الواقع) :في مركز جورج بومبيدو .11
منذ عام ،1979باريس -فرنسا.
مهرجان كليرمون فيران لألفالم القصيرة -فرنسا. .11
المهرجان الدولي للكتاب واألفالم -سانت مالو ،فرنسا. .12
مهرجان ملبورن :ويعقد في حزيران كل عام في أستراليا. .13
مهرجان فينسيا :ويعقد في آب وأيلول كل عام في إيطاليا. .14
مهرجان بيزارو :ويعقد في أيلول كل عام في إيطاليا. .15
مهرجان سان سباستيان :ويعقد في حزيران وتموز كل عام في إسبانيا. .16
مهرجان قرطاج :ويعقد في تشرين األول كل عام في تونس. .17
مهرجان كراكوف :ويعقد في حزيران كل عام في بولندا. .18
مهرجان تامي ار :ويعقد في شباط كل عام في فنلندا. .19
مهرجان مارديل بالتا :ويعقد في آذار كل عام في األرجنتين. .21
مهرجان لوس أنجلوس. .21
مهرجان لندن. .22
مهرجان أمستردام. .23
مهرجان روتردام الدولي -هولندا. .24
16
مهرجان الفيلم العربي في روتردام -هولندا. .25
مهرجان سندانس السينمائي -الواليات المتحدة. .26
مهرجان سان فرانسيسكو -الواليات المتحدة. .27
مهرجان شيكاغو -الواليات المتحدة. .28
مهرجان نيويورك -الواليات المتحدة. .29
مهرجان ترايبيكا -الواليات المتحدة. .31
مهرجان جنيف الدولي السينمائي لحقوق اإلنسان. .31
مهرجان األمل الدولي للفيلم العربي األوربي -إسبانيا. .32
17
.9مهرجان أفالم من اإلمارات -اإلمارات العربية المتحدة -أبو ظبي.
.11المنتدى القطري األول للسينما -قطر.
.11مهرجان بيروت الدولي لألفالم الوثائقية -لبنان.
.12مهرجان األردن الدولي لألفالم القصيرة.
.13مهرجان الجزيرة الدولي لإلنتاج التلفزيوني في قطر :تأسس عام 2115بمبادرة من قناة
الجزيرة التلفزيونية ،واشترك في هذا المهرجان 145فيلماً تسجيلياً وتتضمن التحقيقات
والتقارير الصحفية والتنويهات ،و 251فيلماً تجريبياً.
.14مهرجان الجزيرة الدولي لألفالم الوثائقية في قطر :تأسس عام 2116بمبادرة من قناة
الجزيرة التلفزيونية.
.15مهرجان بيروت لألفالم الوثائقية (.)DocuDays
.16مهرجان الشاشة العربية المستقلة لألفالم الوثائقية والقصيرة – لندن.
.17وسابقاً كان المهرجان الدولي ألفالم وبرامج فلسطين (حيث ُعقدت أولى دوراته في بغداد في
آذار عام ،)1973فأثناء انعقاد مهرجان اليبزغ الدولي عام 1969التقت مجموعة من
السينمائيين العرب المشتركين ،و أروا ضرورة إقامة مهرجان مماثل لمهرجان اليبزغ يكرس
حضور القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
ومصنعة جيداً يساعدان
ّ إن االشتراك والمساهمة في المهرجانات الدولية بأفالم تسجيلية إبداعية
كثي اًر في تقديم الدول بعضها لبعضها اآلخر ،وتعريف المجتمعات والثقافات ببعضها ،وكسب
ِ
المساهمة.
األنصار واألصدقاء حول القضايا الوطنية للدول المشاركة و
18
الخالصة
من أهم أسباب أزمة الفيلم الوثائقي العربي وتراجعه :تجاهلُه من قبل دور العرض التجاري وعدم توافر
التمويل ،وعدم اهتمام المؤسسات الثقافية العربية الرسمية واألهلية بهذا الفن ،وصعوبة فتح أبواب البحث
والتحقيق ،فالوصول إلى الوثائق يبقى مغلق ًا في وجه الباحث ،والتزال عالقة الجمهور العربي بالسينما
الوثائقية مترددة ومهتزة ،فمستوى ثقافته الوثائقية الضحل خاضع لواقع الثقافة العام في المجتمع ولواقع
إنتاج وعرض ،وبالتالي مشاهدة ومتابعة السينما عموماً.
من جانب آخر ،ظهرت عالقة السينما الوثائقية بالطفل من خالل الفيلم الوثائقي التعليمي وأفالم
الرسوم المتحركة التي هي نوع من أنواع األفالم الوثائقية ،إضافةً إلى األفالم التي تصور حياة
الشعوب وطقوسهم وعاداتهم أو مشاهد من عالم الحيوان في البر والبحر والجو ،وكثيرة هي فوائد
القيمة،
الفيلم الوثائقي للطفل ،وكثيرة هي مميزات الفيلم الوثائقي التي تعود على الطفل بالفائدة ّ
وعليه فمن المهم جداً تحديد الخصائص الواجب مراعاتها في األفالم الوثائقية التي تُنتج للطفل.
وبالحديث عنها ،نقول إن المهرجانات السينمائية الدولية والعربية تُعد بمثابة مظاهرات ثقافية
وطنية أو دولية على جانب كبير من األهمية ،وهي فرص غنية متاحة لعرض األفالم الوثائقية
المختلفة وتداولها سواء داخل المسابقات أم خارجها.
19
المراجع
.1قيس الزبيدي ،المرئي والمسموع في السينما ،منشورات و ازرة الثقافة ،سلسلة الفن السابع
،111سورية ،دمشق.1002 ،
.1موسوعة علم اإلنسان ،ترجمة محمد الجوهري وزمالئه ،المشروع القومي للترجمة ،المجلس
األعلى للثقافة ،القاهرة.1991 ،
.3أحمد فؤاد درويش ،سينما األطفال ،مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة.1999 ،
.4السينما في عالم الطفل ،مجلة الصدى ،العدد ( ،111بتصرف).
.5الفيلم التسجيلي في مسيرة مهرجان اليبزغ ،موقع وصال العرب .www.arabslink.net
20
التمارين
اإلجابة الصحيحة .D :أن تكون الطبيعة الجميلة هي الخلفية التشكيلية لمعظم األفالم.
21
.3لديها القدرة على تشكيل أو إعادة الوعي:
.Aالصورة الفوتوغرافية.
.Bالصورة السينمائية وبخاصة التسجيلية.
.Cالصورة التلفزيونية.
.Dكل ما ُذكر صحيح.
22