You are on page 1of 22

‫الوحدة التعليمية الثانية عشرة‬

‫السينما الوثائقية‪ ..‬قضايا واشكاليات (‪)2‬‬

‫األهداف التعليمية للوحدة الثانية عشرة‪:‬‬

‫بعد دراسة هذه الوحدة التعليمية يجب أن يكون الطالب قاد ار على أن‪:‬‬

‫‪ .1‬يعدد أسباب أزمة وتراجع الفيلم الوثائقي العربي‪.‬‬


‫‪ .2‬يحدد مشكالت السينما الوثائقية العربية‪.‬‬
‫‪ .3‬يشرح خطوات نشر السينما الوثائقية العربية‪.‬‬
‫‪ .4‬يحدد معطيات قبول الفيلم الوثائقي أو التسجيلي‪.‬‬
‫‪ .5‬يحدد أهمية السينما الوثائقية اليوم‪.‬‬
‫‪ .6‬يشرح عالقة الجمهور العربي بالسينما الوثائقية‪.‬‬
‫‪ .7‬يشرح عالقة السينما الوثائقية بالطفل‪.‬‬
‫‪ .8‬يعدد فوائد الفيلم الوثائقي للطفل وخصائصه‪.‬‬
‫‪ .9‬يعدد مميزات الفيلم الوثائقي بالنسبة للطفل‪.‬‬
‫‪ .11‬يعدد المبادئ الجمالية الرئيسة في سينما األطفال الوثائقية‪.‬‬
‫يعدد أهم المهرجانات السينمائية حول العالم‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫يعدد أهم المهرجانات السينمائية العربية المهتمة بالسينما الوثائقية‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫العناصر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب أزمة وتراجع الفيلم الوثائقي العربي‪.‬‬


‫ثانياً‪ :‬الجمهور وثقافة الفيلم الوثائقي‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الفيلم الوثائقي والطفل‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬المهرجانات السينمائية الدولية والعربية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب أزمة وتراجع الفيلم الوثائقي العربي‬


‫تجاهل السينما الوثائقية في معظم‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ومختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬ومن قبل‬
‫دور العرض التجاري‪ ،‬فاألفالم‬
‫الوثائقية ال تُعرض في دور السينما‬
‫كما هي حال األفالم الروائية‪،‬‬
‫والنتيجة أنها ال تحظى باهتمام‬
‫الجمهور والمنتجين والممولين‪.‬‬

‫تعود وتعويد المشاهد العربي على الفيلم الوثائقي (غياب الثقافة الوثائقية)‪ ،‬وبالتالي عدم‬
‫‪ ‬عدم ّ‬
‫احترام هذه النوعية من األفالم في المجتمع العربي بالرغم من اهتمامها بهموم اإلنسان‬
‫العربي وواقعه‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبات في توفير التمويل واإلنتاج إضافةً إلى عوائق إدارية ورقابية‪.‬‬
‫‪ ‬التوترات السياسية والصعوبات االقتصادية وبالتالي عدم االستقرار االجتماعي الذي يدفع‬
‫السينمائيين العرب إلى الهجرة‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة فتح أبواب البحث والتحقيق‪ ،‬فالوصول إلى الوثائق يبقى مغلقاً في وجه الباحث‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬عدم استجابة األفالم لمعايير التلفزيون الفنية والتقنية أو لسياسات المحطة أو ألنظمة المراقبة‬
‫المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬إنتاج اإلعالم الرسمي والمؤسسات الحزبية ألفالم تسجيلية كرست مفاهيم جعلت من السينما‬
‫الوثائقية أسيرة الدعاية السياسية الصرفة أو التحقيق الصحفي‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اهتمام المؤسسات الثقافية العربية الرسمية واألهلية بهذا الفن الجاد‪.‬‬
‫‪ ‬قلة عدد القنوات المتخصصة باألفالم الوثائقية والتي بدأنا نشهد والدتها المتأخرة منذ فترة‬
‫قصيرة‪ ،‬فغياب أو قلة القنوات التلفزيونية يشكل عائقاً أمام إنتاج أكثر كماً وأحسن جودة‪.‬‬
‫‪ ‬تهميش دور اإلنتاج العربي للفيلم الوثائقي مقابل اهتمام كبير بالفيلم الروائي المهيمن على‬
‫المشهد السمعي البصري العربي إضافة إلى عدم وجود سوق لألفالم الوثائقية العربية‪.‬‬

‫مشكالت السينما الوثائقية العربية‪:‬‬

‫ُيضاف إلى ما تقدم من أسباب األزمة التي تعيشها السينما الوثائقية العربية العديد من المشكالت‬
‫منها الصناعي والفني والمادي والتقني والسياسي‪ ،‬إذ ال توجد في معظم البلدان العربية حتى اآلن‬
‫استديوهات ومراكز مؤهلة لتصوير وتحقيق األفالم كما هو موجود في المغرب أو سورية أو‬
‫مصر‪.‬‬

‫من الناحية الصناعية‪:‬‬

‫من الناحية الصناعية ال توجد حتى اآلن صناعة للمعدات واألدوات الالزمة إلنجاز األفالم‪.‬‬

‫من الناحية الفنية‪:‬‬

‫من الناحية الفنية اليزال الواقع السينمائي العربي مفتق اًر إلى الكوادر المتخصصة والمؤهلة في‬
‫المجال السينمائي‪ ،‬وال تزال أغلب الشركات العربية الفنية تتخوف من األسواق العربية ومن عدم‬
‫فهم اللهجات المختلفة والمتنوعة الموجودة في الدول العربية مثل المغربية والجزائرية والخليجية‪،‬‬
‫إذ تلجأ بعض الدول العربية وبخاصة دول المغرب العربي إلى استخدام اللهجات المحلية في‬
‫التعليق (وغالباً الحوار في المقابالت) الخاص باألفالم الوثائقية مما يعوق تبادل هذه األفالم‬

‫‪3‬‬
‫خارج حدود البالد‪ ،‬وذلك يستدعي ضرورة اللجوء إلى اللغة الفصحى المبسطة إذا أراد الفيلم‬
‫الوثائقي العربي تحقيق االنتشار العربي والعالمي بعد الترجمة عن اللغة العربية‪.‬‬

‫من حيث المضمون‪:‬‬

‫من حيث المضمون‪ ،‬يتم التركيز بشكل كبير على المواضيع السياسية في األفالم العربية ألن‬
‫الفيلم الوثائقي يقدم تجارب وموضوعات متصلة بالواقع‪ ،‬فهو مرتبط باألحداث يسجلها ويوثقها‬
‫ويتناولها على أرضية سياسية‪ ،‬وبالتالي سيكون الفيلم الوثائقي انعكاساً لهذا كله‪ ،‬ال فكاك للواقع‬
‫من السياسة وال فكاك للسياسة من الواقع‪ ،‬وتبقى السياسة أكثر المواضيع التي تغري المخرجين‬

‫وذلك يعود إلى كوننا تعودنا أو ُع ِّودنا على مشاهدة هذه المواضيع في أفالمنا الوثائقية‪ ،‬وأيضاً‬
‫ألن واقعنا هو الذي يفرض علينا أال نبتعد كثي اًر عن السياسة‪ ،‬والسينمائي العربي حساس لواقعه‪،‬‬
‫وهو واقع المنطقة العربية التي تشهد الحروب والحروب األهلية واالحتالل والمؤامرات‪ ،‬غير أن‬
‫الشارع العربي يكتظ اليوم بمخزون كبير من المواضيع الساخنة التي تشكل مواد خام للتسجيل‪،‬‬
‫والمثقف والسينمائي العربي وحده القادر على تفجيرها‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذا المثقف يعيش‬
‫حالة من االنغالق واالنحسار ومحدودية التحرك في كثير من المجاالت إال أن إثارة موضوع‬
‫الفيلم الوثائقي ‪ -‬كغاية ووسيلة ‪ -‬سيظل من مسؤولياته في سعيه إلى دعم مسيرة بناء اإلنسان‬
‫في المنطقة العربية‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬إن هيمنة الموضوع السياسي على الفيلم الوثائقي العربي هو استسهال من‬
‫بعض المخرجين بسبب الخطوط الحمراء التي ال تسمح بمعالجة كثير من المواضيع غير‬
‫السياسية‪ ،‬فاألقل خط اًر هو الحديث عن الجانب السياسي‪ ،‬وال يستطيع المخرجون دائماً أن‬
‫يتوجهوا بالنقد إلى الجوانب االجتماعية والمسائل الدينية أو بالتحليل والتعرية ‪ -‬كما يحدث في‬
‫كثير من األفالم الوثائقية السياسية ‪ -‬إضافة إلى أننا لم نعتد على ثقافة مواجهة الذات والتفكير‬
‫فيها‪ ،‬وهذا يعمل على تفريغ السينما الوثائقية من محتواها وأهدافها الحقيقية ويقوم بحرف مسارها‬
‫نحو الدعاية واإلعالم‪ ،‬وبالرغم من ذلك هناك محاوالت جادة ومتواصلة في بعض البلدان العربية‬
‫لصنع أفالم تسجيلية تتمتع بفعالية المعالجة والتناول للموضوع غير أنها محدودة الحركة‬
‫ومحاصرة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫خطوات نشر السينما الوثائقية العربية‪:‬‬

‫لقد عرفت السينما العربية السينما الوثائقية جيداً‪ ،‬واستطاعت تقديم أفالم ذات مستوى عال‪،‬‬
‫تنوعت في أساليبها وتوجهاتها‪ ،‬واستطاعت فرض وجودها سويةً مع السينما الروائية العربية إال‬
‫أن السينما الوثائقية لم تستطع بلوغ الهدف األسمى‪ ،‬وهو التحاور والتخاطب مع الجمهور‬
‫العريض‪ ،‬فقد كان واليزال الحاجز الكبير أمام انتشارها واقترابها من الجمهور هو السياسات‬
‫الثقافية واإلعالمية في كثير من البلدان العربية‪ ،‬ولعل أولى الخطوات في سبيل انتشارها هي أن‬
‫ُيعرض ‪ -‬في صاالتنا وعلى شاشاتنا التلفزيونية ‪ -‬أكبر عدد ممكن من أهم األفالم الوثائقية‬
‫العالمية التي تُعرض في المهرجانات الدولية وعلى شاشات التلفزيون العالمية كي يستمتع‬
‫جمهورنا ويتعرف فنانونا ونقادنا على التطور التقني والجمالي والسياسي المذهل الذي تشهده‬
‫السينما الوثائقية في العالم‪ ،‬فإن غابت السينما الوثائقية العربية عن واقعنا فيجب أال يغيب‬
‫جمهورنا عن السينما الوثائقية العالمية وأال تغيب عنه‪.‬‬

‫وأخي اًر‪ ،‬فإن الكثير من التساؤالت تُطرح حول إنتاج األفالم الوثائقية العربية في الوقت الذي نرى‬
‫فيه قنوات تلفزيونية كالجزيرة والعربية تنتج وتعرض أفالماً تسجيلية لقضايا متعددة منها عالقة‬
‫العرب مع الغرب وخصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ‪ ،2111‬وهذا االهتمام ينعكس‬
‫على تنظيم العديد من ورشات العمل التي أخذت تشرف عليها بعض القنوات التلفزيونية العربية‬
‫لصانعي األفالم العرب‪ ،‬وُيضاف إلى ذلك إقامة مهرجانات لألفالم الوثائقية مثل مهرجان الجزيرة‬
‫لألفالم الوثائقية‪.‬‬

‫إضافةً إلى ما تقدم تجب إثارة انتباه كل المهتمين بالسينما أوالً‪ ،‬وثانياً كل الذين يديرون دفة‬
‫العمل السينمائي في المؤسسات الفنية‪ ،‬وأول المعنيين هي وزارات الثقافة ومؤسساتها التي تُعنى‬
‫بشؤون السينما لكون السينما الوثائقية وسيلة فكرية جماهيرية تعتمد العالم الموضوعي مادة لها‪،‬‬
‫وملزمة بأن تساعد المشاهد على تفسير وضعه وتحليله‪ ،‬فالسينما الوثائقية هي النموذج‬
‫السينمائي األكثر صلة بالواقع الملموس واألكثر صدقاً للوصول إلى خلق مواطن يتمتع بفهم‬
‫صائب لمجريات التغيرات الحاصلة في العالم وفي المجتمع العربي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجمهور وثقافة الفيلم الوثائقي‬

‫أ‪ .‬معطيات قبول الفيلم الوثائقي أو التسجيلي‪:‬‬


‫ارتبطت السينما الوثائقية في الماضي‬
‫بالواقع السياسي أساساً ولم تكن متاحة‬
‫للجمهور عملياً إال من خالل عرضها‬
‫أحياناً في صاالت السينما أو في عروض‬
‫وتظاهرات خاصة‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬
‫األفالم الوثائقية ال تبتغي الربح في الغالب‬
‫صناعها إلرضاء الجماهير‬
‫ّ‬ ‫وال يلهث‬
‫وأذواقهم ‪ -‬كما يفرض منطق السوق ‪-‬‬
‫من المالحظ أن مفهوم الفيلم الوثائقي أو‬
‫التسجيلي أصبح مصطلحاً منتش اًر في‬
‫مختلف طبقات المجتمع في أنحاء العالم‪،‬‬

‫ويحظى بقبول واسع نتيجة شغف العالم بمعرفة التطورات واألبعاد التاريخية لألزمات‬
‫والمشكالت التي أصبحت سمة هذا الكوكب في أنحائه المترامية األطراف‪ ،‬وقد ساعد على‬
‫تنامي هذا القبول معطيات عدة منها‪:‬‬

‫‪ .1‬انتشار القنوات الفضائية‪.‬‬


‫‪ .2‬انتشار البؤر الملتهبة في أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪ .3‬ترابط االقتصاد العالمي واالتفاقيات االقتصادية العالمية‪.‬‬
‫‪ .4‬تنامي الحركات التحررية والديموقراطية وحقوق اإلنسان في أرجاء العالم‪.‬‬
‫‪ .5‬توفر أحدث أجهزة التكنولوجيا واالتصاالت (التلفزيون وأجهزة االستقبال ‪ -‬الرسيفر ‪ -‬الراديو)‬
‫لدى الجميع نظ اًر ألسعارها التي أصبحت في متناول األغلبية العظمى من سكان العالم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وهكذا‪ ،‬أصبح اإلنسان المعاصر محاطاً بشكل لم يسبق له مثيل بعالم وفيض كثيف من الصور‪،‬‬
‫سواء كانت فوتوغرافية أم تلفزيونية أم سينمائية (تلفزيون ‪ -‬سينما ‪ -‬أغان مصورة ‪ -‬إعالنات)‪،‬‬
‫وهو أمر ال مجال للهروب منه‪ ،‬ألن الصورة لديها القدرة على تشكيل أو إعادة الوعي‪ ،‬وليس هذا‬
‫فقط بل إن التاريخ يعاد تقديمه بشكل مرئي‪ ،‬وللصورة تأثيرها الفعال في حياة الجمهور من حيث‬
‫تغيير السلوك والقيم‪ ،‬وأيضاً الموروثات‪ ،‬فنحن في عصر يعتمد بشكل كبير على‬
‫ُ‬ ‫تعديل أو‬
‫الصورة في تلقي المعلومات واإلدراك والمعرفة حيث يتلقى اإلنسان نحو ‪ %81‬من المعلومات‬
‫والمعارف عن طريق البصر‪.‬‬

‫فالصورة السينمائية هي لغة تعبيرية واضحة تتميز بسهولة إدراك واستيعاب اإلنسان لها على‬
‫النقيض من الكلمة المكتوبة التي تعتمد أساساً على قدرة المتلقي على القراءة والفهم‪ ،‬إضافةً إلى‬
‫مستوى تعلمه‪ ،‬والصورة السينمائية هي اقتطاع جزء أو أجزاء من الواقع تُوضع أمام المشاهد‬
‫وهي بديل بصري للواقع‪ ،‬إنها تحول العالم إلى مشهد مرئي ‪ -‬بصري يمكن استراجعه واإلمساك‬
‫بأدق تكويناته‪.‬‬

‫ب‪ .‬أهمية السينما الوثائقية اليوم‪:‬‬

‫أصبحت السينما الوثائقية اليوم أحد أهم المصادر أو المراجع البصرية التي يستخدمها ويعتمد‬
‫عليها األفراد في مختلف شؤون حياتهم (التاريخ ‪ -‬الدين ‪ -‬االقتصاد ‪ -‬الحياة ‪ -‬السياسة‪..‬‬
‫إلخ)‪ ،‬بالطبع‪ ،‬فالسينما ‪ -‬التي هي من بين وسائل االتصال الجماهيري ‪ -‬لها جمهورها الخاص‬
‫بها‪ ،‬ويمكننا القول أيضاً إن للفيلم الوثائقي جمهوره ومحبيه ومتابعيه‪ ،‬وهذا األخير ‪ -‬أي جمهور‬
‫الفيلم الوثائقي ‪ -‬كان مقتص اًر على المهتمين بالسينما من المتخصصين والمثقفين ومن رواد‬

‫‪7‬‬
‫النوادي السينمائية على قلتهم‪ ،‬وبقي هذا النوع من األفالم بعيداً عن الجماهير الواسعة عاج اًز‬
‫عن القيام بدوره في عصر أصبحت فيه السينما ‪ -‬والوثائقية بشكل خاص ‪ -‬إحدى أهم وسائل‬
‫االتصال في العصر الحديث‪.‬‬

‫ومع مرور األيام أخذت السينما الوثائقية تحتل مكاناً أكثر أهمية وحساسية في السينما المحلية‬
‫والعالمية‪ ،‬وأخذ االهتمام بها من ِقبل الجمهور يزداد‪ ،‬فلم تعد حك اًر على الطبقة النخبوية‪ ،‬ولربما‬
‫أصبحت حاجة جماهيرية أكثر من أي وقت مضى ألنها تنقل إلى متابعيها صو اًر حقيقية‬
‫وتفصيلية لجوانب من الحياة قد يصعب إدراكها بوسائل أخرى‪.‬‬

‫وأصبحت السينما الوثائقية التي تستخدم الصورة والصوت في توجهها إلى الجمهور تتركز بين‬
‫أيدي القلة لكنها تتوجه إلى الكثرة معبرةً عن نفسها كوسيلة اتصال قوية وفعالة‪.‬‬

‫وبالرغم من اتساع دائرة الفيلم الوثائقي نوعاً ما واختالف النظرة الفكرية والجمالية والفنية إليه لم‬
‫يتواصل مع الجمهور الذي بقي عند رؤيته المحدودة للفيلم الوثائقي‪ ،‬فمازالت الفكرة السائدة هي‬
‫نفسها وملخصها أن الفيلم الوثائقي يرتبط بالواقع وخاصةً الواقع أو الحدث السياسي‪ ،‬وعليه التزال‬
‫عالقة الجمهور أو المشاهد بالسينما الوثائقية مترددة ومهتزة‪.‬‬

‫ج‪ .‬السينما الوثائقية في الواقع العربي‪:‬‬


‫بما أن السينما الوثائقية تغيب إلى حد كبير عن واقعنا‬
‫العربي فال عجب أن يغيب الجمهور عن السينما‬
‫الوثائقية‪ ،‬فالسينما العربية تعاني من أمراض مزمنة‬
‫ناتجة عن عزلتها شبه المطلقة عن الواقع اليومي‬
‫للجماهير‪ ،‬ولعل من أحد األساليب الفعالة في ترسيخ‬
‫هذه األمراض على مر الزمن عدم وجود تجربة سينمائية‬
‫تسجيلية عربية عند السينمائيين العرب أو عند الجمهور‬
‫السينمائي الغفير‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إن غياب الفيلم الوثائقي قاد إلى نقطة ميتة‪ ،‬إلى أرض خراب وانعدام التفاعل الجدي في ظاهرة‬
‫السينما العربية وفي ظاهرة الجمهور المستهلك لهذه السينما‪ ،‬وقد تكون ثمة بدايات عديدة وجديدة‬

‫للسينما العربية لالبتعاد عن هذا الركام الممسوخ الذي يصنع دائماً ومن جديد عالماً وهمياً غريباً‬
‫من دون أن يلتفت إلى الواقع الثري الذي يحيط به‪ ،‬لكن يجب أن تكون البداية الحقيقية والوحيدة‬
‫للسينما العربية البديلة هي االلتفات إلى الواقع الصارخ وامكانية نقله إلى الشاشة‪ ،‬وليس سوى‬
‫الفيلم الوثائقي من وسيلة وسالح للقيام بهذا الدور المهم والفعال‪.‬‬

‫د‪ .‬عالقة الجمهور العربي بالسينما الوثائقية‪:‬‬


‫إن عالقة الجمهور أو المتفرج العربي بالسينما الوثائقية ومستوى ثقافته الوثائقية خاضعة على‬
‫األغلب لواقع الثقافة العام في المجتمع ولواقع إنتاج وعرض‪ ،‬وبالتالي مشاهدة ومتابعة السينما‬
‫عموماً والفيلم الوثائقي بشكل خاص‪ ،‬ألن أنماط الشخصية تتحدد بالعوامل الثقافية وليس عن‬
‫طريق العوامل البيولوجية كما تقول مرغريت ميد ‪ )1978-1911( Margaret Mead‬وكان‬
‫ذلك من أهم نتائج بحوثها وأخطرها‪.‬‬

‫وان القائم على إنتاج األفالم الوثائقية العربية ومتلقّي هذه األفالم أيضاً ال يملكان ثقافة الوثائقي‪،‬‬
‫العتيادهما على ثقافة الخطاب أو الكالم وهو أولى سمات الفيلم الوثائقي‪ ،‬كيف ال وأغلب‬
‫المخرجين أو الوثائقيين العرب ال يحوزون المعارف والدراية الكافية بتقنيات الفيلم الوثائقي وآليات‬
‫عمله المختلفة تماماً عن الفيلم الروائي‪ ،‬إضافةً إلى أن الفجوات الموجودة في فهم آلية اإلنتاج‬
‫الوثائقي من الفكرة وحتى التسويق والعرض تقود – ويقود كل ما سبق ‪ -‬بالضرورة إلى فجوات‬
‫في الثقافة الوثائقية‪ ،‬فاإلنتاج مرتبط بالسوق التي هي الممول الرئيس إلنتاج وثائقي أصيل يكون‬
‫فيه الكم سبيالً إلى النوعية‪ ،‬فزيادة عدد األفالم سيؤدي إلى البحث لرفع مستوى نوعيتها وتحسين‬
‫شكلها ومضمونها‪ ،‬ويتحول ذلك بالتالي إلى نقطة البداية لبناء ثقافة وثائقية حقيقية‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن شروط الفيلم الوثائقي العامة ‪ -‬في المنطقة العربية ‪ -‬في تحسن مستمر‪ ،‬مع‬
‫األمل في أن يترافق ذلك مع تحسن في نوعية اإلنتاجات‪ ،‬لكن تقليدياً ال يوجد في المنطقة‬
‫العربية ثقافة صورة أو ثقافة بصرية بل ثقافة كلمة أو ثقافة شفهية‪ ،‬ونعتقد أنه مازال الحديث‬

‫‪9‬‬
‫مبك اًر عن تعميم ثقافة الفيلم الوثائقي‪ ،‬هذه الثقافة التي ربما كان أحد السبل لنشوئها أن ُيعرض‬
‫على الجمهور أهم األفالم الوثائقية العالمية التي تُعرض في المهرجانات المختلفة كي يتعرف هذا‬
‫الجمهور وأيضاً الفنانون والنقاد على التطور التقني والجمالي والسياسي الذي تشهده السينما‬
‫الوثائقية في العالم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفيلم الوثائقي والطفل‬

‫أ‪ .‬عالقة السينما الوثائقية بالطفل‪:‬‬

‫ال أحد يشك في مدى حب‬


‫األطفال للسينما‪ ،‬وال يوجد‬
‫طفل يمكن أن يقول إنني ال‬
‫أريد مشاهدة فيلم سينمائي‬
‫عالقة‬ ‫تجسدت‬ ‫وبذلك‬
‫السينما بالطفل‪ ،‬وعلى ما‬

‫يبدو فقد ظهرت عالقة السينما الوثائقية بالطفل من خالل الفيلم الوثائقي التعليمي‪ ،‬وكما رأينا‬
‫فهو نوع من األفالم تُستخدم عادةً كأداة أو وسيلة تعليمية تساعد المدرس على تقديم وشرح‬
‫الدرس وايصال المعلومات واألفكار للتالميذ خصوصاً األطفال وعرض الحقائق بطريقة سمعية‬
‫‪ -‬بصرية شيقة وجذابة تعين التالميذ على فهم ما صعب عليهم‪ ،‬ويرى الناقد السينمائي‬
‫البريطاني الدكتور روجر مانفل أن "سحر األفالم على األطفال موضوع دائم للتعقيب فإن من‬
‫الطبيعي أن تلقى الصورة المتحركة من الطفل إعجاباً يفوق مثله للقصة التي تقتصر حكايتها‬
‫على كلمات وحوار ألن في الكلمات قد اًر من الصعوبة لدى الطفل والسيما إذا ما كان مستواه‬
‫في القراءة ضئيالً"‪ ،‬ومن العبارة السابقة حدد مانفل أن سحر السينما على األطفال ال ينافسه فن‬
‫آخر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫لقد بلغت سينما األطفال درجةً ع ظيمة من التطور خصوصاً أفالم التحريك ومنها أفالم الرسوم‬
‫المتحركة التي هي نوع من أنواع األفالم الوثائقية‪ ،‬إضافةً إلى األفالم التي تصور حياة الشعوب‬
‫وطقوسهم وعاداتهم أو مشاهد من عالم الحيوان في البر والبحر والجو‪.‬‬

‫وفي نوعيات أفالم األطفال يعتقد البعض أن هناك أنواعاً وأشكاالً سينمائية محددة تناسب‬
‫األطفال إال أن التجارب والدراسات التي أُجريت على سينما األطفال أكدت أن بمقدور السينمائي‬
‫أن يخاطب جماهير األطفال عن طريق جميع األنواع واألشكال الفيلمية كالفيلم الروائي أو الفيلم‬
‫الوثائقي (الفيلم التعليمي أوالتربوي والتدريبي وأفالم التحريك والفيلم العلمي)‪ ،‬وهذه النوعيات‬
‫جميعها قد تخاطب الكبار والصغار وتخاطب خيالهم ووجدانهم‪.‬‬
‫ُ‬

‫ب‪ .‬فوائد الفيلم الوثائقي للطفل‪:‬‬

‫تركيز االنتباه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫التشويق واثارة االهتمام‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫توفير الوقت وبخاصة في سرعة‬ ‫‪.3‬‬
‫التعلم‪.‬‬
‫التعلم أكثر في زمن أقصر‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تعليم ضعاف العقول والشواذ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫إسعاف الطفل بالتخيل وبالتالي توسيع‬ ‫‪.6‬‬
‫مداركه‪.‬‬
‫المساهمة في تكوين مشاعر الطفل‬ ‫‪.7‬‬
‫ووجدانه‪.‬‬
‫تمكين الطفل من استطاعته الفعلية وابراز قدراته‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫تقوية ذاكرة الطفل‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫‪11‬‬
‫ج‪ .‬مميزات الفيلم الوثائقي بالنسبة للطفل‪:‬‬

‫‪ .1‬غنى عناصر التكوين السينمائي من لغة وصوت ولون وحركة‪ ..‬إلخ‪.‬‬


‫‪ُ .2‬يسر السينما في استيعاب المهمات المطروحة على صانعيها وجمهورها‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة الموضوع بالتفصيل وتوضيح دقائقه ما أمكن‪.‬‬
‫‪ .4‬التغلب على القيود الزمانية بعرض العصور التاريخية المختلفة‪.‬‬
‫‪ .5‬التغلب على القيود المكانية بتقديم األماكن الغريبة والنائية‪.‬‬
‫‪ .6‬وفرة وغنى الموضوعات واتساع عوالمها‪.‬‬
‫تجاوز حدود مدى النظر وتقديم أشياء غير معتادة بصرياً كعرض حركات النجوم واألجرام‬ ‫‪.7‬‬
‫السماوية وصور الكائنات الحية التي ال تراها العين المجردة‪.‬‬
‫‪ .8‬تعدد وتنوع طرق عرض الفيلم الوثائقي على جمهور األطفال بفضل الوسائط واألجهزة‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المبادئ الجمالية الرئيسة في سينما األطفال الوثائقية‪:‬‬ ‫د‪.‬‬
‫‪ .1‬خلق الحركة السينمائية وتنميتُها‬
‫هو الجوهر الذي ُيبنى عليه‬
‫تكتيك فيلم الطفل‪.‬‬
‫‪ .2‬اعتناق مبدأ رفض الحوار ألنه‬
‫إذا سيطر الحوار على فيلم‬
‫الطفل فإن الملل سيتسرب إلى‬

‫النفوس مما يؤدي إلى احتمال عدم متابعة الفيلم‪.‬‬

‫‪ .3‬أفالم كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الطفل ينبغي أن تنكب على معالجة أهم مشكالته في هذه‬
‫المرحلة المعينة‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يتناسب التكتيك السينمائي في كل فيلم مع طبيعة الطفل في هذه المرحلة‪.‬‬
‫‪ .5‬من المفيد أن تكون الطبيعة الجميلة والزهور والخضرة هي الخلفية التشكيلية لمعظم أفالم األطفال‪.‬‬

‫ه‪ .‬خصائص الفيلم الوثائقي المنتَج للطفل‪:‬‬

‫‪ .1‬يعتمد موضوع الفيلم على إبراز القيم األخالقية والدينية‬


‫واإلنسانية‪.‬‬

‫‪ .2‬يفضل التصوير في أماكن خارج االستديوهات واالنتقال‬


‫إلى المواقع الخارجية أو حتى الحقيقية مما يزيد من‬
‫مدارك الطفل الم ِ‬
‫شاهد‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪ .3‬إبراز التقنيات السينمائية كلها من خالل توفير عنصري‪:‬‬


‫تنشيط الخيال والتشويق‪.‬‬

‫‪ .4‬التنويع في الموضوعات المطروحة والتي تصور فيها الكامي ار تصوي اًر تسجيلياً مجرى الحياة وبذلك‬
‫تزيد معارف الطفل عن العالم المحيط به‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫و‪ .‬إنتاج أفالم األطفال الوثائقية على مستوى الوطن العربي‪:‬‬

‫تفتقر معظم األقطار العربية إلى وحدات إنتاج أفالم األطفال‪ ،‬وان ُوجدت فهي مخصصة‬
‫لصناعة األفالم العلمية والتعليمية أوالً وأفالم التحريك ثانياً‪ ،‬ويكاد يقتصر اإلنتاج السينمائي على‬
‫تعريب األفالم (الدبلجة) وصناعة األفالم الوثائقية‪ ،‬وقد كان الفيلم الوثائقي األول للطفل العربي‬
‫لمدة ‪ 11‬دقائق فقط للمخرجة فلاير كامل (من مصر) عام ‪ 1973‬وبعنوان "ألف عام بين أيديهم"‬
‫حول األطفال الذين يتعلمون الفنون العربية األصيلة في أحد المراكز التعليمية الفنية مع قدر‬
‫مناسب من اللقطات للمساجد والعمارة العربية إلبراز واقع الجمال للفن العربي في العمارة وغيرها‪.‬‬

‫وبالنسبة ألفالم األطفال الوثائقية في سورية‪ ،‬نذكر بعضاً من اإلنتاجات األولى‪:‬‬

‫‪ ‬شهادات األطفال الفلسطينيين‪ ،1972 ،‬إخراج قيس الزبيدي‪.‬‬


‫‪ ‬األطفال والعيد‪ ،1972 ،‬إخراج خالد حمادة‪.‬‬
‫‪ ‬طفولة‪ ،1975 ،‬إخراج مروان مؤذن‪.‬‬
‫‪ ‬لعب أطفالنا الجديدة‪ ،1973 ،‬إخراج فيصل الياسري‪.‬‬
‫‪ ‬الطالئع‪ ،1975 ،‬إخراج محمد شاهين‪.‬‬
‫‪ ‬اللعبة‪ ،1979 ،‬إخراج هيثم حقي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫رابعا‪ :‬المهرجانات السينمائية الدولية والعربية‬

‫تكون المهرجانات السينمائية عادةً بمثابة مظاهرات ثقافية وطنية أو دولية على جانب كبير من‬
‫األهمية‪ ،‬وهي فرص غنية متاحة لعرض األفالم الوثائقية المختلفة وتداولها سواء داخل‬
‫المسابقات أم خارجها‪ ،‬ومنذ تلك األفالم الوثائقية األولى ‪ -‬التي صاحبها الكثير من التنظير‬
‫السينمائي ‪ -‬استطاع الفيلم الوثائقي أن يبسط نفوذه في الساحة السينمائية‪ ،‬وأخذ يحتل مواقع‬
‫متقدمة في معترك الحياة السينمائية فأصبح مشاركاً فعاالً في المهرجانات السينمائية حتى‬
‫أصبحت له مهرجاناته الخاصة‪ ،‬ففي عام ‪ 1955‬اجتمع عدد من رواد السينما الوثائقية في العالم‬
‫من مخرجين ونقاد من أجل إقامة مهرجان سنوي خاص بالفيلم الوثائقي‪ ،‬وقد كان الهدف من‬
‫ذلك جعل مثل هذه النوعية من األفالم تسعى من أجل فضح دعاة الحروب واالستغالل من أجل‬
‫حياة سعيدة للناس انطالقاً من مفهوم أن السينما هي كشف للواقع الموضوعي فحسب‪ ،‬وكان ذلك‬
‫العام تاريخ ميالد مهرجان اليبزغ‪ ،‬وقد أيد غريرسون هذه الفكرة حيث قال‪" :‬أنا غريرسون أقف‬
‫إلى جانب هؤالء السينمائيين الذين ينتجون أفالماً في بلدان نامية‪ ،‬هؤالء يرهقونني بأساليبهم‬
‫وطريقة تفكيرهم‪ ،‬ولكني سآتي إلى اليبزغ كل عام إذا كان ذلك يوفر لي فرص االطالع على‬
‫تجاربهم"‪.‬‬

‫أ‪ .‬المهرجانات السينمائية حول العالم‪:‬‬

‫ثمة عدد كبير من هذه المهرجانات التي تُعقد بشكل دوري كل عام أو كل عامين في مناطق‬
‫مختلفة من العالم نذكر أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬مهرجان اليبزغ لألفالم الوثائقية‪ :‬ويعقد خالل تشرين الثاني من كل عام في مدينة اليبزغ في‬
‫ألمانيا‪ ،‬وهو من أبرز المهرجانات السينمائية الوثائقية العالمية‪ ،‬وتأسس عام ‪ 1955‬على يد‬

‫‪15‬‬
‫العديد من رواد السينما الوثائقية في العالم من مخرجين ونقاد أمثال ألبرتو كافالكانتي‪،‬‬
‫ورومان كارمن ومحمد األخضر حامينا‪.‬‬
‫‪ .2‬مهرجان أوبرهاوزن‪ :‬ويعقد في نيسان كل عام في ألمانيا‪.‬‬
‫‪ .3‬مهرجان براغ ألفالم وبرامج التلفزيون‪ :‬ويعقد خالل تموز من كل عام في جمهورية التشيك‪.‬‬
‫‪ .4‬مهرجان كارلو فيفاري‪ :‬ويعقد في شهر حزيران كل عامين في جمهورية سلوفاكيا‪.‬‬
‫‪ .5‬مهرجان موسكو‪ :‬ويعقد في شهر حزيران كل عامين في روسيا االتحادية‪.‬‬
‫‪ .6‬مهرجان كان‪ :‬ويعقد في أيار كل عام في فرنسا‪.‬‬
‫‪ .7‬بينالي السينما العربية في باريس – فرنسا‪.‬‬
‫‪ .8‬مهرجان األفالم القصيرة في ليموج – فرنسا‪.‬‬
‫‪ .9‬المهرجان الدولي لألفالم الوثائقية في مرسيليا – فرنسا‪.‬‬
‫المهرجان الدولي للفيلم اإلثنوغرافي واالجتماعي (سينما الواقع)‪ :‬في مركز جورج بومبيدو‬ ‫‪.11‬‬
‫منذ عام ‪ ،1979‬باريس ‪ -‬فرنسا‪.‬‬
‫مهرجان كليرمون فيران لألفالم القصيرة ‪ -‬فرنسا‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫المهرجان الدولي للكتاب واألفالم ‪ -‬سانت مالو‪ ،‬فرنسا‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫مهرجان ملبورن‪ :‬ويعقد في حزيران كل عام في أستراليا‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫مهرجان فينسيا‪ :‬ويعقد في آب وأيلول كل عام في إيطاليا‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫مهرجان بيزارو‪ :‬ويعقد في أيلول كل عام في إيطاليا‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫مهرجان سان سباستيان‪ :‬ويعقد في حزيران وتموز كل عام في إسبانيا‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫مهرجان قرطاج‪ :‬ويعقد في تشرين األول كل عام في تونس‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫مهرجان كراكوف‪ :‬ويعقد في حزيران كل عام في بولندا‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫مهرجان تامي ار‪ :‬ويعقد في شباط كل عام في فنلندا‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫مهرجان مارديل بالتا‪ :‬ويعقد في آذار كل عام في األرجنتين‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫مهرجان لوس أنجلوس‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫مهرجان لندن‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫مهرجان أمستردام‪.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫مهرجان روتردام الدولي ‪ -‬هولندا‪.‬‬ ‫‪.24‬‬

‫‪16‬‬
‫مهرجان الفيلم العربي في روتردام ‪ -‬هولندا‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫مهرجان سندانس السينمائي ‪ -‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫مهرجان سان فرانسيسكو ‪ -‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪.27‬‬
‫مهرجان شيكاغو ‪ -‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫مهرجان نيويورك ‪ -‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪.29‬‬
‫مهرجان ترايبيكا ‪ -‬الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫مهرجان جنيف الدولي السينمائي لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫مهرجان األمل الدولي للفيلم العربي األوربي ‪ -‬إسبانيا‪.‬‬ ‫‪.32‬‬

‫ب‪ .‬المهرجانات السينمائية العربية المهتمة بالسينما الوثائقية‪:‬‬


‫من المهرجانات السينمائية العربية ‪-‬‬
‫الدولية التي تهتم أو تختص بالسينما‬
‫الوثائقية‪:‬‬

‫‪ .1‬مهرجان أيام قرطاج السينمائية –‬


‫تونس‪ :‬بدأ عام ‪ 1966‬وهو أول‬
‫مهرجان سينمائي يقام في البالد‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ .2‬مهرجان دمشق السينمائي الدولي‬
‫‪ -‬سورية‪.‬‬
‫‪ .3‬مهرجان اإلسماعيلية الدولي لألفالم الوثائقية‪ :‬ويعقد في تموز من كل عام في مصر‪.‬‬
‫‪ .4‬مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ‪ -‬مصر‪.‬‬
‫‪ .5‬مهرجان مراكش السينمائي الدولي ‪ -‬المغرب‪.‬‬
‫‪ .6‬مهرجان مسقط السينمائي الدولي ‪ُ -‬عمان‪.‬‬
‫‪ .7‬مهرجان مسقط لألفالم الوثائقية والقصيرة ‪ُ -‬عمان‪.‬‬
‫‪ .8‬مهرجان دبي السينمائي الدولي ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .9‬مهرجان أفالم من اإلمارات ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة ‪ -‬أبو ظبي‪.‬‬
‫‪ .11‬المنتدى القطري األول للسينما ‪ -‬قطر‪.‬‬
‫‪ .11‬مهرجان بيروت الدولي لألفالم الوثائقية ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .12‬مهرجان األردن الدولي لألفالم القصيرة‪.‬‬
‫‪ .13‬مهرجان الجزيرة الدولي لإلنتاج التلفزيوني في قطر‪ :‬تأسس عام ‪ 2115‬بمبادرة من قناة‬
‫الجزيرة التلفزيونية‪ ،‬واشترك في هذا المهرجان ‪ 145‬فيلماً تسجيلياً وتتضمن التحقيقات‬
‫والتقارير الصحفية والتنويهات‪ ،‬و‪ 251‬فيلماً تجريبياً‪.‬‬
‫‪ .14‬مهرجان الجزيرة الدولي لألفالم الوثائقية في قطر‪ :‬تأسس عام ‪ 2116‬بمبادرة من قناة‬
‫الجزيرة التلفزيونية‪.‬‬
‫‪ .15‬مهرجان بيروت لألفالم الوثائقية (‪.)DocuDays‬‬
‫‪ .16‬مهرجان الشاشة العربية المستقلة لألفالم الوثائقية والقصيرة – لندن‪.‬‬
‫‪ .17‬وسابقاً كان المهرجان الدولي ألفالم وبرامج فلسطين (حيث ُعقدت أولى دوراته في بغداد في‬
‫آذار عام ‪ ،)1973‬فأثناء انعقاد مهرجان اليبزغ الدولي عام ‪ 1969‬التقت مجموعة من‬
‫السينمائيين العرب المشتركين‪ ،‬و أروا ضرورة إقامة مهرجان مماثل لمهرجان اليبزغ يكرس‬
‫حضور القضية الفلسطينية على الساحة الدولية‪.‬‬
‫ومصنعة جيداً يساعدان‬
‫ّ‬ ‫إن االشتراك والمساهمة في المهرجانات الدولية بأفالم تسجيلية إبداعية‬
‫كثي اًر في تقديم الدول بعضها لبعضها اآلخر‪ ،‬وتعريف المجتمعات والثقافات ببعضها‪ ،‬وكسب‬
‫ِ‬
‫المساهمة‪.‬‬
‫األنصار واألصدقاء حول القضايا الوطنية للدول المشاركة و‬

‫‪18‬‬
‫الخالصة‬

‫من أهم أسباب أزمة الفيلم الوثائقي العربي وتراجعه‪ :‬تجاهلُه من قبل دور العرض التجاري وعدم توافر‬
‫التمويل‪ ،‬وعدم اهتمام المؤسسات الثقافية العربية الرسمية واألهلية بهذا الفن‪ ،‬وصعوبة فتح أبواب البحث‬
‫والتحقيق‪ ،‬فالوصول إلى الوثائق يبقى مغلق ًا في وجه الباحث‪ ،‬والتزال عالقة الجمهور العربي بالسينما‬
‫الوثائقية مترددة ومهتزة‪ ،‬فمستوى ثقافته الوثائقية الضحل خاضع لواقع الثقافة العام في المجتمع ولواقع‬
‫إنتاج وعرض‪ ،‬وبالتالي مشاهدة ومتابعة السينما عموماً‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬ظهرت عالقة السينما الوثائقية بالطفل من خالل الفيلم الوثائقي التعليمي وأفالم‬
‫الرسوم المتحركة التي هي نوع من أنواع األفالم الوثائقية‪ ،‬إضافةً إلى األفالم التي تصور حياة‬
‫الشعوب وطقوسهم وعاداتهم أو مشاهد من عالم الحيوان في البر والبحر والجو‪ ،‬وكثيرة هي فوائد‬
‫القيمة‪،‬‬
‫الفيلم الوثائقي للطفل‪ ،‬وكثيرة هي مميزات الفيلم الوثائقي التي تعود على الطفل بالفائدة ّ‬
‫وعليه فمن المهم جداً تحديد الخصائص الواجب مراعاتها في األفالم الوثائقية التي تُنتج للطفل‪.‬‬

‫وبالحديث عنها‪ ،‬نقول إن المهرجانات السينمائية الدولية والعربية تُعد بمثابة مظاهرات ثقافية‬
‫وطنية أو دولية على جانب كبير من األهمية‪ ،‬وهي فرص غنية متاحة لعرض األفالم الوثائقية‬
‫المختلفة وتداولها سواء داخل المسابقات أم خارجها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .1‬قيس الزبيدي‪ ،‬المرئي والمسموع في السينما‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة‪ ،‬سلسلة الفن السابع‬
‫‪ ،111‬سورية‪ ،‬دمشق‪.1002 ،‬‬
‫‪ .1‬موسوعة علم اإلنسان‪ ،‬ترجمة محمد الجوهري وزمالئه‪ ،‬المشروع القومي للترجمة‪ ،‬المجلس‬
‫األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ .3‬أحمد فؤاد درويش‪ ،‬سينما األطفال‪ ،‬مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ .4‬السينما في عالم الطفل‪ ،‬مجلة الصدى‪ ،‬العدد ‪( ،111‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪ .5‬الفيلم التسجيلي في مسيرة مهرجان اليبزغ‪ ،‬موقع وصال العرب ‪.www.arabslink.net‬‬

‫‪20‬‬
‫التمارين‬

‫اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬

‫‪ .1‬من أسباب أزمة وتراجع الفيلم الوثائقي العربي‪:‬‬


‫‪ .A‬وقوع السينما التسجيلية أسيرة الدعاية السياسية‪.‬‬
‫‪ .B‬استجابة األفالم لمعايير التلفزيون الفنية والتقنية‪.‬‬
‫‪ .C‬صعوبة الوصول إلى الوثائق للبحث والتحقيق‪.‬‬
‫‪ .D‬اإلجابتان ‪ A‬و‪ C‬صحيحتان‪.‬‬

‫اإلجابة الصحيحة‪ .D :‬اإلجابتان ‪ A‬و‪ C‬صحيحتان‪.‬‬

‫‪ .2‬من المبادئ الجمالية الرئيسة في سينما األطفال الوثائقية‪:‬‬


‫‪ .A‬تقليص الحركة السينمائية في تكتيك الفيلم‪.‬‬
‫‪ .B‬اعتناق مبدأ االعتماد على الحوار في الفيلم‪.‬‬
‫‪ .C‬أن يتناسب التكتيك السينمائي في كل فيلم مع طبيعة الطفل في كل المراحل‪.‬‬
‫‪ .D‬أن تكون الطبيعة الجميلة هي الخلفية التشكيلية لمعظم األفالم‪.‬‬

‫اإلجابة الصحيحة‪ .D :‬أن تكون الطبيعة الجميلة هي الخلفية التشكيلية لمعظم األفالم‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ .3‬لديها القدرة على تشكيل أو إعادة الوعي‪:‬‬
‫‪ .A‬الصورة الفوتوغرافية‪.‬‬
‫‪ .B‬الصورة السينمائية وبخاصة التسجيلية‪.‬‬
‫‪ .C‬الصورة التلفزيونية‪.‬‬
‫‪ .D‬كل ما ُذكر صحيح‪.‬‬

‫اإلجابة الصحيحة‪ .D :‬كل ما ُذكر صحيح‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like