Professional Documents
Culture Documents
األهداف التعليمية:
بعد دراسة هذه الوحدة التعليمية يجب أن يكون الطالب قاد ار على أن:
2
.2جهود ومبادرات هواة السينما:
جذب اختراع كامي ار التصوير السينمائي بعض الهواة من غير محترفي العمل السينمائي لتسجيل ما يلفت
َ
انتباههم من مظاهر الواقع والبيئة والحياة الطبيعية أو االجتماعية ،وكان ذلك بدافع الفضول والتسلية
وليس بهدف الكسب المادي.
اتسعت بعد ذلك دائرة استخدام السينما الوثائقية وتنوعت مجاالتها وخصوصاً في حقل الدعاية الممتد
والخصب شامالً العديد من النواحي االجتماعية والثقافية والتربوية والبيئية والصحية ..إلخ ،وفي ذلك قال
بول روثا -متنبئاً منذ عقود " :-إن عالم السينما الوثائقية هو عالم الصناعة والزراعة والمواصالت
والخدمات العامة مثل الصحة واإلسكان ،وانه عالم الرجال والنساء العاديين في عملهم وراحتهم ،إنه ذلك
العالم الذي َّ
تحدد فيه مسؤوليات الناس والتزاماتهم نحو مجتمعهم".
وهكذا فإن آفاق عمل الفيلم الوثائقي متعددة وتتسع لتشمل وظائف واستخدامات متعددة تساهم في بناء
اإلنسان وحركة المجتمع ،قد ال يجاريها في أي شيء أي شكل آخر من أشكال اإلنتاج الفني المرئي،
3
وهذه الوظائف واالستخدامات تلتقي في الكثير مع وظائف االتصال الجماهيري التي أجمع عليها وأوضح
معالمها الباحثون في مجال اإلعالم واالتصال ،وان هذا التالقي لهو تأكيد على الدور المهم الذي يضطلع
َ
به الفيلم الوثائقي مقارنةً بغيره من وسائل اإلعالم واالتصال العالمية واشارةٌ جلية إلى التأثير الكبير الذي
يمارسه في مختلف نواحي الحياة السياسية الثقافية واالجتماعية والتعليمية والتنموية ..إلخ.
بأسرع ما يمكن ،فمن البديهي أن السرعة في إيصال األخبار والمعلومات هي أحد المؤشرات التي تحدد
فعالية االتصال وتأثيره.
لكن
ومن مهام هذه المعلومات واألخبار إعالم الحكومات بالمتطلبات واعالم الجماهير بالمنجزاتّ ،
مشاركة جماهير المواطنين في الحياة السياسية واالقتصادية والثقافية ..إلخ سواء كان ذلك على الصعيد
4
المحلي أم على الصعيد الوطني ،تتطلب تدفقاً غزي اًر ومنتظماً من األخبار والمعلومات يصل إلى الجميع
دون استثناء.
.1قراءة ذاتية وقصيرة للتاريخ ألنها قراءة مقتصرة على المرحلة الزمنية التي ُولدت فيها السينما التي
المصور).
ّ ميزت القرن العشرين والذي اتسم بحضارة الصورة (التاريخ ّ
.2قراءة تاريخية للسينما تربط وجودها بأحداث التاريخ التي سجلتها السينما ،وهنا ستشكل السينما بكل
المعاد كتابته وتصويره).
أنواعها مادة للدراسة سواء كانت سينما روائية أم وثائقية (التاريخ ُ
ماهية التاريخ:
التساؤل عن ماهية التاريخ يثير العديد من القضايا ،حول ضرورته وحتميته وكيفية كتابته وتسجيله ،ولكن
ما يهمنا هنا -في مجال السينما الوثائقية كفن بصري -هو التاريخ الذي سجلته وتسجله الكامي ار
وتوثقه ،أي التاريخ المصور ،التاريخ الذي دخل دائرة التحقق البصري بعد مروره بدائرة التدوين ،وعليه
نجد أن الفيلم الوثائقي في البداية والنهاية يلعب دو اًر أساسياً ومهماً في مجال التوثيق والتسجيل التاريخي.
5
االهتمام بالفيلم الوثائقي:
إن االهتمام الشديد بالفيلم الوثائقي نشأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ،ولكنه في العقود الثالثة األخيرة
أخذ يحتل مكانة استثنائية بسبب الرغبة اإلنسانية العارمة في المعرفة وفي اإلحاطة بدوافع ووقائع
التحول في مجتمعاتهم ،وحتى في أثناء الحرب العالمية الثانية
ّ األحداث المتصلة بحياة الناس وظروف
فإن الوثائقيات التي وضعها الحلفاء المنتصرون بالحرب كانت طافحة بالغرض الدعائي والسياسي،
ولكنها مع ذلك كان لها فضل التنبه لخطورة التسجيل الفيلمي الوثائقي وأهميته ،وكثيرةٌ هي األفالم
الوثائقية التي طرحت مواضيع الحرب العالمية الثانية التي كان لها الدور األكبر في ازدياد أهمية الوثيقة
السينمائية ،فمن خالل الفيلم الوثائقي يمكن تسجيل جميع األحداث والوقائع التي ُيراد االحتفاظ بها كمستند
تاريخي ،فيتم توثيقها سينمائياً بأساليب التصوير السينمائي أو تلفزيونياً بأساليب التصوير اإللكتروني،
وهذه الوظيفة طبيعية يقوم بها الفيلم أو البرنامج الوثائقي سواء كان هذا يدخل أم ال في تخطيط من
ُي ِع ّدون هذه األفالم.
هذه الوظيفة تؤدي غرضين في غاية األهمية ،فمن خالل هذا التسجيل التاريخي الذي يحفظ لنا أحداث
وواقع أي فترة زمنية بالصور المتحركة يمكن للدارسين تقويم هذه الفترة لالستفادة من خبراتها بما يخدم
الحاضر والمستقبل ،كما أن التسجيل يفيد كثي اًر في حفظ ذاكرة الشعوب والربط بين األجيال ونقل التراث
والوصل بين الماضي والحاضر بما يساعد على عملية التطبيع والتنشئة االجتماعية.
ولكن ،في تعاملنا مع الوثائق يجب علينا أال نحكم على صور الماضي هذه على ضوء معلوماتنا
ومعرفتنا الحالية ،ألن الصور تعبر عن اآلخرين ،عمن قام بالتقاطها وربما حفظها وكذلك عن األفكار
والسلوكيات التي كانت سائدة عند الناس في العصر الذي تم أخذ الصور فيه ،فهي تعبر عن وجودهم
في العالم وعن عالقاتهم باآلخرين ،عن حياتهم وحياة اآلخرين.
6
.3استخدام الشريط الوثائقي كمادة أرشيفية ووثيقة مصورة:
منذ تَ ُّ
مكن اإلنسان من آلة
التصوير مادياً وتقنياً ووالدة الفن
السينمائي ،تم تصوير وانتاج
كميات ضخمة من األفالم
والوثائق المصورة التي غدت اليوم
مصد اًر أرشيفياً مذهالً ومنبعاً ال
ينضب ينهل منه ويستثمره المؤرخون لكتابة أحداث التاريخ الحديث ووقائعه ،ومنذ ذلك الحين إلى اللحظة
الراهنة ارتبطت عالقة الناس بماضيهم وتاريخهم ارتباطاً عضوياً بهذا األرشيف المرئي والسمعي -
البصري.
وبذلك أصبحت تلك األشرطة المصورة هي الذاكرة السمعبصرية والفليمية للشعوب ،وأصبحت المراكز
وعصبها ،فكلما ازدادت واتسعت الهيئات والمراكز التي
َ التي تحوي هذه األشرطة هي مركز هذه الذاكرة
اء
تُنتج وتسجل وتحفظ األشرطة المصورة من أفالم وغيرها اتسعت وكبرت ذاكرة الشعوب وازدادت ثر ً
ومنعة ،وغدت مستقبالً مو ّاد أرشيفيةً ووثائق مصورة في غاية األهمية ،فغالباً ما تشمل المادة أو الوثيقة
حدثاً ذا محتوى ال يمكن تك ارره.
وال غرابة في أن أصبحت السينما ذاتُها في نهاية القرن العشرين – وخصوصاً السينما الوثائقية – من أهم
مصادر المعلومات والموضوعات واألحداث التاريخية في جميع بقاع األرض بل ولجزء مهم من المجال
عتبرة لتصوير وتسجيل ما نريد من األحداث والتفاصيل الجليلة
الفضائي ،ألن للسينما الوثائقية إمكانيةً ُم َ
والدقائق الصغيرة ،كما أن لها إمكانية كبيرة للحفاظ والمحافظة على هذه الوثائق والمواد المصورة في
شروط وأجواء مالئمة ومساعدة.
7
لكن هل يستطيع المؤرخ االعتماد
على الوثيقة المصورة سينمائياً عن
حدث حصل في زمن ما -سواء
كان بعيداً تاريخياً أم قريباً نسبياً -
كمصدر توثيقي ودليل حاسم في
واقعية وحقيقة الحدث المروي أو المدون تاريخاً؟ خصوصاً إذا علمنا أن تلك الوثيقة السينمائية كانت قد
صورت بمنهجية معينة وأسلوب خاص واختيار محدد ومتعمد أو مقصود؟ ولنا في وثائق الحرب العالمية
ُ
الثانية و(إبادة اليهود) ومعسكرات االعتقال وجرائم النازية وبطوالت المقاومة أكبر منجم للتحليل والدراسة
الموضوعية لصدق التاريخ أو زيفة لتثبيته أو مراجعته جذرياً من أجل التوصل إلى الحقائق الموضوعية،
فالفيلم الوثائقي ُ -يفترض -لكي يصح اعتباره وثيقة أن يتمتع بمستوى معقول ومقبول من الموضوعية
والنزاهة العلمية والتاريخية والبعد ما أمكن عن االنتقائية وتعسف التفسير واستهداف الدعاية بما يتوافق
الممول.
ّ ورغبة الكاتب والمخرج أو
ويبقى من المفارقات المهمة التي تجب اإلشارة إليها هي أن في متناول الجميع االطالع على أي وثيقة
ِ
يمض عليها الوقت الكافي لتُن َشر علنياً للناس -بينما نجد تاريخية مكتوبة -عدا أسرار الدول التي لم
على العكس من ذلك أنه ليس بوسع أحد أن يطال الوثائق السينمائية المصورة وأفالم المعلومات
والريبورتاجات بسهولة إال إذا كان غنياً وبإمكانه أن يدفع ثمناً سخياً ،ولن يتم ذلك بالسهولة المتصورة
وذلك ألنها خاضعة كلها لهيمنة واحتكار التلفزيونات والشركات اإلنتاجية المتخصصة.
8
ِ
المعتمدة في صنعها على المادة معالجة األحداث الواقعية الجارية بأسلوب مبدع وخالق ،فاألفالم
األرشيفية جزئياً أو كلياً يمكن أن تزودنا بدراسة مفصلة وشاملة عن مالمح الحياة في حقبة معينة وعلى
أكثر من صعيد :كالصعيد االجتماعي واالقتصادي والثقافي ..إلخ.
الطريقة األولى:
االعتماد على المادة األرشيفية كلياً والمتوافرة في األشرطة المكتبية دون الحاجة للخروج بالكامي ار وتصوير
نجز على طاولة المونتاج،
وي َ
جمعاً ُيرّكب ُ
صورة سابقاً ومحفوظة ،وهذا يعطينا شريطاً ُم ّ
الوقائع فهي ُم َّ
وبهذا الصدد يقول بيتر بيليس في مذكراته" :أعتقد أنه إذا تناول ِّ
مركب (أو مونتير) الفيلم ست لقطات في
طبيعتها وموضوعها الستطاع الحصول منها على عدد من التركيبات (أو المونتاجات) المختلفة مع
التعليق المناسب في كل مرة بحيث يكون لكل منها معنى سينمائياً مختلفاً" ،وتكمن خصوصية الشريط
جمع في اعتماده على مادة صادقة غالباً وشاهدة على العصر ،وأنه بإمكانه تغيير الموضوع
الم ّ
الوثائقي ُ
المطروح في الشريط أو معنى اللقطات األرشيفية من خالل طريقة االستخدام وزمانه ومكانه.
وابداع (أفالم التجميع) ليس تطو اًر جديداً في مجال الفيلم الوثائقي ،ومن بين رواده دزيغا فيرتوف ،واسفير
شوب مع فيلم سقوط "بيت رومانوف" ،ومن بين األمثلة األكثر حداثةً ) Point of Order (1964إلميل
نجز بكامله من أفالم دعائية أُنتجت عن طريق وكاالت حكومية
الم َ
دو أنطونيو ،وُ The Atomic Café
أمريكية عدة حول الحماية من اإلشعاعات النووية ،ولم يتردد هذا الفيلم -على سبيل المثال -في أن
يشرح للجنود أنهم سيكونون في أمان لو أغمضوا عيونهم وأغلقوا أفواههم ،ويجمع فيلم "السيجارة األخيرة"
شهادات من مديري شركات التبغ أمام مبنى الكونغرس األمريكي مع الدعاية القديمة التي تعلن عن فوائد
التدخين.
الطريقة الثانية:
دمج المادة األرشيفية مع المادة المصورة حديثاً (أي التسجيل الحي) وذلك لعقد المقارنة أو المقابلة بين
الماضي والحاضر وأيضاً لتعميق الفكرة المطروحة والمدروسة ،كما هو الحال في فيلم "فاشية عادية"
9
للمخرج ميخائيل روم والمصنوع من مواد أرشيفية عن الحرب العالمية الثانية ولقطات حية مصورة من
الحياة المعاصرة.
ى إال بعد مرحلة االنتقاء والمونتاج ،فقبل هذه المرحلة يمكن أن تأخذ
وال يصبح للقطات األرشيفية مغز ً
معاني عدة مختلفة ،وان مصداقية وموضوعية المادة األصلية ال يضمنان أن يكون التأثير َ اللقطات
يعطينا رأياً صادقاً عن موضوعه فيجب أن
َ جمع أن
الم ّ
النهائي للفيلم تأثي اًر صادقاً ،واذا أردنا للشريط ُ
نشترط على صانعيه أن يعالجوا موضوعاتهم بمنتهى اإلخالص.
أخي اًر ،يبدو أن السينما الوثائقية ستبتعد كثي اًر في المستقبل عن االستعانة بالوثيقة واألرشيف وستركز
اهتمامها على الواقع التي هي نتاجه.
تُعد السينما من وسائل اإلعالم التي يستخدمها العديد من الحكومات لدعم جهودها من أجل التنمية ،وقبل
السينما استخدمت الحكومات الكلمة المكتوبة بواسطة الصحافة ،والمطبوعات على اختالف أنواعها،
ويعد الفيلم الوثائقي هو أقرب هذه الوسائل إلى الصدق والموضوعية،
والكلمة المسموعة بواسطة اإلذاعةُ ،
وذلك العتماده على الصورة الواقعية ،فمقدرة السينما على السعي والبحث عن المالحظة واالختيار
المستخلَصين من الحياة نفسها وأن تتحول إلى نوع جديد وحيوي من الفن ،كل ذلك يتوافق مع مطلب
وحقيقة أن الفيلم الوثائقي هو أداة من أدوات التنمية في المجتمع؛ ألن الحقائق والمعلومات الدقيقة هي
التي تساعد على كشف النواقص والسلبيات وبالتالي العمل على تالفيها واصالحها.
10
دور الفيلم الوثائقي في اإلرشاد والتوجيه الخاص:
ويمكن للسينما الوثائقية أن تنشر نوعاً من اإلرشاد والتوجيه الخاص في مجاالت الصحة العامة والزراعة
ويستخدم هذا الشكل من األفالم بشكل خاص في البالد النامية ،حيث ال
والنظافة وترشيد الطاقة ..إلخُ ،
يوجد ما يكفي من المرشدين الصحيين أو الزراعيين ،ففي هذه الحالة يصبح الفيلم ضرورياً لنشر المعارف
واإلرشادات العامة ،ويمكن لها أيضاً المساهمة في طرح ومعالجة كثير من المشكالت والقضايا التي تهم
مجتمعاتنا والتي تواجه التنمية فيها ومحاولة إيجاد حلول لها مثل :فكرة االنفجار السكاني ،ودور المرأة
الريفية ،والحاجة إلى شق وتعبيد الطرق في المناطق النائية ،وظاهرة التسرب من التعليم في القرى ..إلخ،
فعلى سبيل المثال قُدم في برنامج عروض األفالم الصينية لمهرجان اليبزغ في دورته الرابعة واألربعين
فيلم "آخر حصان القافلة" للمخرج الصيني الشاب هاو ياو ين والذي تم إنتاجه عام ،1111وفي هذا
صد لقافلة ترحل من المدينة إلى أقوام يسكنون في أطراف الصين على سفوح الجبال يحتاجون في
الفيلم ر ٌ
حياتهم إلى أدوية أو مواد غذائية ،تسافر القافلة إليهم خمس عشرة مرة في العام حسب اتفاق بين الحكومة
والتجار حيث يتعذر على الحكومة أن تقوم بمثل هذه المهام التي تحصل ألكثر من قوم في أكثر من
منطقة حدودية فتترك ذلك ألصحاب المصالح يخففون عنها عبء المسؤولية.
وبعد أن تم توثيق الرحلة في هذا الفيلم بدأت الدولة الصينية بتنفيذ مشروع المواصالت الجبلية لتأمين ما
تحتاج إليه القرى واألعراق الساكنة في مناطق نائية من األطعمة والغذاء ،وبهذا أصبح الفيلم وثيقةً نادرة
للمناطق النائية ولكنه أيضاً قيمة كبيرة ومدهشة عن قدرة اإلنسان في العيش الصعب وتجاوز ما يشبه
المستحيل ،وقد لعب هذا الفيلم دو اًر مهماً في مباشرة عملية التنمية في هذه المناطق.
يتم اللجوء إلى الفيلم الوثائقي من أجل إعداد الرأي العام لقبول السياسة التي تنتهجها الحكومات أو الدول
للمساعدة وخصوصاً في عملية التنمية أو إلجراء التغييرات المطلوبة ،فالفيلم الوثائقي من وسائل اإلعالم
التي تتيح للقادة السياسيين وألصحاب القرار االتصال بكل فئات المجتمع ،كما تلجأ الحكومات إلى هذه
الوسيلة من أجل تحقيق التماسك االجتماعي ودعم الوحدة الوطنية وتدعيم القيم التي تخدم التنمية ،ففي
البالد المتعددة اللغات مثالً تعمل وسائل اإلعالم ومنها الفيلم الوثائقي على نشر اللغة المشتركة بين كل
11
األقاليم مما يساعد على إنجاز هذه الوحدة الوطنية ،وكثيرة هي الهيئات والمنظمات المحلية واإلقليمية
والدولية التي تعتمد على اإلنتاج الوثائقي في أساليب عملها ونشاطاتها في مختلف المجاالت وفي جميع
البلدان.
وفي مجال التوعية واإلرشاد يبرز دور الفيلم الوثائقي بمختلف أشكاله في نشر الوعي الجماهيري بين
مختلف فئات الشعب لتغيير نمط سلوكي أو الكتساب مهارات جديدة أو تبني أفكار مستحدثة تدفع بحياة
المستهدفَة إلى ما هو أحسن ،فكثير من األفالم الوثائقية هو من النوعية التحريضية التي عندما
َ الجماهير
يراها المشاهد ال يمكن أن يبقى كما كان من قبل ،فهي تحرك المشاعر والعقل وتدفع المشاهد إلى
التساؤل والتفكير والعمل ،فلم تقتصر السينما النازية مثالً على دور الدعاية والفكر بل تجاوزتها إلى
أحد منظري النازية غوبلز يمضون
ممارسة دور اإلعالم واإلرشاد والتوجيه ،وكان هتلر ووز ُير إعالمه و ُ
الساعات الطوال في مشاهدة األفالم السينمائية.
12
الخالصة
تُعد جهود هواة السينما ومبادراتُهم وقلة تكاليف اإلنتاج الوثائقي وادراك المختصين ألهمية السينما الوثائقية
لتحقيق األغراض اإلعالمية والدعائية من أبرز العوامل واألسباب التي شجعت على ظهور السينما
الوثائقية واإلقبال واالهتمام بها ،من جانب آخر تتعدد استخدامات الفيلم الوثائقي ووظائفُه ،فالفيلم الوثائقي
يقوم باإلعالم واإلخبار ويوثق أحداث التاريخ ويحفظ ذاكرة الشعوب ،ويمكن استخدام الشريط الوثائقي
كمادة أرشيفية ووثيقة مصورة لمختلف مجريات األحداث والموضوعات ،كما يمكن استخدامه في عمليات
التنمية واإلرشاد والتوجيه.
13
المراجع
1963. & - Paul London, Faber and Faber, Paul Rotha: Documentary film, .1
London and Braford, A survey of world cinema, Rotha: The film till now,
1963. Humphries and Co. Ltd, Percy Lund,
.2جورج حدادن ،الوثائقي وفلسفة تشرتشل في كتابة التاريخ ،الدستور .2007-7-2
.3جواد بشارة ،مراجعات في السينما التاريخية -التحول من نصوص التاريخ الى الخطاب المرئي،
الحوار المتمدن ،العدد .2004-12-8 ،1041
.4فورسيث هاردي ،السينما الوثائقية عند غريرسون ،ترجمة صالح التهامي ،المؤسسة المصرية العامة
للتأليف واألنباء ،القاهرة.1965 ،
.5كارل رايس ،فن المونتاج السينمائي ،ترجمة أحمد الحضري ،القاهرة ،الدار المصرية للتأليف .1164
.6قاسم حول ،األفالم الوثائقية الصينية تكشف عالماً غريباً ال نعرف عنه شيئاً2002-01-01 ،
موقع.)www.azzaman.com( :
Jean-Paul Colleyn: Le fond du problème, in Demain le cinéma .7
éthnographique, Revue CinémAction, N° 64, ed. Corlet–télérama, 1992.
14
التمارين
ٍ
بشكل تام بالنزاهة العلمية والتاريخية. اإلجابة الصحيحة .C :يتمتع
15
.3يبرز دور الفيلم الوثائقي في مجال التوعية واإلرشاد:
.Aفي عدم تغيير النمط السلوكي.
.Bفي اكتساب مهارات جديدة.
.Cفي تبني أفكار تقليدية.
.Dفي نشر الوعي الفردي.
16