You are on page 1of 16

‫الوحدة التعليمية الثامنة‬

‫استخدامات ووظائف الفيلم الوثائقي (‪)1‬‬

‫األهداف التعليمية‪:‬‬

‫بعد دراسة هذه الوحدة التعليمية يجب أن يكون الطالب قاد ار على أن‪:‬‬

‫‪ .1‬يشرح أسباب ظهور السينما الوثائقية واستخداماتها‪.‬‬


‫‪ .2‬يعدد استخدامات ووظائف الفيلم الوثائقي‪.‬‬
‫‪ .3‬يحدد دور الفيلم الوثائقي في اإلعالم واإلخبار‪.‬‬
‫‪ .4‬يشرح دور الفيلم الوثائقي في توثيق أحداث التاريخ وحفظ ذاكرة الشعوب‪.‬‬
‫‪ .5‬يشرح استخدام الشريط الوثائقي كمادة أرشيفية ووثيقة مصورة‪.‬‬
‫‪ .6‬يشرح استخدا‬
‫‪ .7‬م المادة األرشيفية في الشريط الوثائقي‪.‬‬
‫‪ .8‬يحدد دور الفيلم الوثائقي في التنمية واإلرشاد والتوجيه‪.‬‬
‫العناصر‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أسباب ظهور السينما الوثائقية وتعدد استخداماتها‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬استخدامات ووظائف الفيلم الوثائقي‬

‫‪ .1‬الفيلم الوثائقي في اإلعالم واإلخبار‪.‬‬


‫‪ .2‬توثيق أحداث التاريخ وحفظ ذاكرة الشعوب‪.‬‬
‫‪ .3‬استخدام الشريط الوثائقي كمادة أرشيفية ووثيقة مصورة‪.‬‬
‫‪ .4‬استخدام المادة األرشيفية في الشريط الوثائقي‪.‬‬
‫‪ .5‬دور الفيلم الوثائقي في التنمية واإلرشاد والتوجيه‪.‬‬
‫الخالصة‬

‫أوال‪ :‬أسباب ظهور السينما الوثائقية وتعدد استخداماتها‬


‫لم تظهر السينما الوثائقية في بداياتها بشكل صريح وواضح باعتبارها شكالً فنياً سينمائياً جديداً يتضمن‬
‫معاني وقيماً سياسية واجتماعية‪ ،‬وانما أدى اجتماع مجموعة من األسباب والعوامل إلى ظهورها وشجع‬ ‫َ‬
‫على استمرارها‪ ،‬ومن أبرز هذه العوامل واألسباب التي شجعت على اإلقبال واالهتمام بالسينما الوثائقية‪:‬‬

‫‪ .1‬التمويل المالي ‪ -‬المادي‪:‬‬


‫عدم توافرها يشكل عامالً أساسياً يقف وراء اإلقبال على أو‬ ‫إن توافر اإلمكانات المادية ‪ -‬المالية أو َ‬
‫اإلحجام عن اإلنتاج الوثائقي حيث إن كلفة إنتاج الفيلم الوثائقي تقل كثي اًر عن اإلنتاج الروائي الذي يمر‬
‫بخطوات ومراحل عديدة ويتطلب ميزانيات هائلة إلتمام عمليات التصنيع والتوزيع والعرض‪ ،‬لذلك يتجه‬
‫بعض المنتجين إلى إنتاج أفالم بعيدة عن االستديوهات والنجوم هروباً من أن يتكلفوا ميزانيات ضخمة‬
‫تفوق قدراتهم المادية واإلنتاجية‪ ،‬علماً أن كثي اًر من المؤسسات والمنظمات والجهات التي تتبنى اإلنتاج‬
‫الوثائقي تستخدمه لغايات وأهداف بعيدة عن السعي خلف الربح المادي مما يجعل اإلنفاق عليه – أي‬
‫اإلنتاج الوثائقي ‪ -‬غير مرتبط بالمردود المادي أو بالكسب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .2‬جهود ومبادرات هواة السينما‪:‬‬
‫جذب اختراع كامي ار التصوير السينمائي بعض الهواة من غير محترفي العمل السينمائي لتسجيل ما يلفت‬
‫َ‬
‫انتباههم من مظاهر الواقع والبيئة والحياة الطبيعية أو االجتماعية‪ ،‬وكان ذلك بدافع الفضول والتسلية‬
‫وليس بهدف الكسب المادي‪.‬‬

‫‪ .3‬األغراض اإلعالمية ‪ -‬الدعائية‪:‬‬


‫أدرك المشتغلون بالعالقات العامة والدعاية واإلعالن إمكانيات السينما وقدرتَها العظيمة كوسيلة إعالم‬
‫واتصال بالجماهير لطبيعتها القائمة على اإلبهار البصري ولِ َما لها من سمات وامكانيات عديدة ومتنوعة‬
‫في جذب االنتباه والتأثير واإلقناع‪ ،‬لذا لم يتردد هؤالء المختصون في استخدامها كوسيلة لإلعالم والدعاية‬
‫بهدف تكوين أو إعادة تشكيل الصور الذهنية على المستوى السياسي والثقافي من خالل ترويج أفكارهم‬
‫وعقائدهم‪ ،‬وعلى المستوى االقتصادي والتجاري للدعاية لمنتجاتهم وخدماتهم ومؤسساتهم‪.‬‬

‫اتسعت بعد ذلك دائرة استخدام السينما الوثائقية وتنوعت مجاالتها وخصوصاً في حقل الدعاية الممتد‬
‫والخصب شامالً العديد من النواحي االجتماعية والثقافية والتربوية والبيئية والصحية‪ ..‬إلخ‪ ،‬وفي ذلك قال‬
‫بول روثا ‪ -‬متنبئاً منذ عقود ‪" :-‬إن عالم السينما الوثائقية هو عالم الصناعة والزراعة والمواصالت‬
‫والخدمات العامة مثل الصحة واإلسكان‪ ،‬وانه عالم الرجال والنساء العاديين في عملهم وراحتهم‪ ،‬إنه ذلك‬
‫العالم الذي َّ‬
‫تحدد فيه مسؤوليات الناس والتزاماتهم نحو مجتمعهم"‪.‬‬

‫وهكذا فإن آفاق عمل الفيلم الوثائقي متعددة وتتسع لتشمل وظائف واستخدامات متعددة تساهم في بناء‬
‫اإلنسان وحركة المجتمع‪ ،‬قد ال يجاريها في أي شيء أي شكل آخر من أشكال اإلنتاج الفني المرئي‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫وهذه الوظائف واالستخدامات تلتقي في الكثير مع وظائف االتصال الجماهيري التي أجمع عليها وأوضح‬
‫معالمها الباحثون في مجال اإلعالم واالتصال‪ ،‬وان هذا التالقي لهو تأكيد على الدور المهم الذي يضطلع‬
‫َ‬
‫به الفيلم الوثائقي مقارنةً بغيره من وسائل اإلعالم واالتصال العالمية واشارةٌ جلية إلى التأثير الكبير الذي‬
‫يمارسه في مختلف نواحي الحياة السياسية الثقافية واالجتماعية والتعليمية والتنموية‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬استخدامات ووظائف الفيلم الوثائقي‬

‫‪ .1‬الفيلم الوثائقي في اإلعالم واإلخبار‪:‬‬


‫اإلعالم واإلخبار وظيفة من الوظائف الجوهرية‬
‫واألساسية التي يؤديها الفيلم الوثائقي وذلك من‬
‫خالل تقديم المعلومات واألخبار (وليس المقصود‬
‫هنا األخبار اآلنية الراهنة فقط)‪ ،‬فالفيلم الوثائقي معد‬
‫ومنتَج أساساً ليقدم ويشرح ويحلل معلومات وأخبا اًر‬
‫ُ‬
‫بهدف التأثير على المتفرج وتوجيهه وحثه وربما‬
‫تحريضه على أنه فيلم يحمل في طياته رسالة ويبيع‬
‫أفكاره في مجاالت المعرفة‬
‫أخباره ومعلوماته و َ‬
‫اإلنسانية المتنوعة‪ ،‬ويساعده في ذلك كون الفيلم‬
‫الوثائقي قصير المدة ويستطيع توصيل رسالته‬

‫بأسرع ما يمكن‪ ،‬فمن البديهي أن السرعة في إيصال األخبار والمعلومات هي أحد المؤشرات التي تحدد‬
‫فعالية االتصال وتأثيره‪.‬‬

‫لكن‬
‫ومن مهام هذه المعلومات واألخبار إعالم الحكومات بالمتطلبات واعالم الجماهير بالمنجزات‪ّ ،‬‬
‫مشاركة جماهير المواطنين في الحياة السياسية واالقتصادية والثقافية‪ ..‬إلخ سواء كان ذلك على الصعيد‬

‫‪4‬‬
‫المحلي أم على الصعيد الوطني‪ ،‬تتطلب تدفقاً غزي اًر ومنتظماً من األخبار والمعلومات يصل إلى الجميع‬
‫دون استثناء‪.‬‬

‫أساليب لإلعالم ال غنى عنها لتطوير المجتمع والدولة‪،‬‬


‫َ‬ ‫وبإمكان السينما الوثائقية أن تقترح وتقدم طرقاً و‬
‫الحث‬
‫ّ‬ ‫وهذه الطرق واألساليب ضرورية لمشاركة الجماهير في الحراك األهلي والحكومي‪ ،‬وباستطاعتها‬
‫على المساهمة في عمليات التنمية والتطوير‪ ،‬وايجاد مناهج وأفق جديدة في العمل والتفكير‪.‬‬

‫‪ .2‬توثيق أحداث التاريخ وحفظ ذاكرة الشعوب‬


‫القراءات السينمائية للتاريخ‪:‬‬

‫بدايةً‪ ،‬هناك قراءتان سينمائيتان للتاريخ‪:‬‬

‫‪ .1‬قراءة ذاتية وقصيرة للتاريخ ألنها قراءة مقتصرة على المرحلة الزمنية التي ُولدت فيها السينما التي‬
‫المصور)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ميزت القرن العشرين والذي اتسم بحضارة الصورة (التاريخ‬ ‫ّ‬
‫‪ .2‬قراءة تاريخية للسينما تربط وجودها بأحداث التاريخ التي سجلتها السينما‪ ،‬وهنا ستشكل السينما بكل‬
‫المعاد كتابته وتصويره)‪.‬‬
‫أنواعها مادة للدراسة سواء كانت سينما روائية أم وثائقية (التاريخ ُ‬

‫ماهية التاريخ‪:‬‬

‫التساؤل عن ماهية التاريخ يثير العديد من القضايا‪ ،‬حول ضرورته وحتميته وكيفية كتابته وتسجيله‪ ،‬ولكن‬
‫ما يهمنا هنا ‪ -‬في مجال السينما الوثائقية كفن بصري ‪ -‬هو التاريخ الذي سجلته وتسجله الكامي ار‬
‫وتوثقه‪ ،‬أي التاريخ المصور‪ ،‬التاريخ الذي دخل دائرة التحقق البصري بعد مروره بدائرة التدوين‪ ،‬وعليه‬
‫نجد أن الفيلم الوثائقي في البداية والنهاية يلعب دو اًر أساسياً ومهماً في مجال التوثيق والتسجيل التاريخي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫االهتمام بالفيلم الوثائقي‪:‬‬

‫إن االهتمام الشديد بالفيلم الوثائقي نشأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولكنه في العقود الثالثة األخيرة‬
‫أخذ يحتل مكانة استثنائية بسبب الرغبة اإلنسانية العارمة في المعرفة وفي اإلحاطة بدوافع ووقائع‬
‫التحول في مجتمعاتهم‪ ،‬وحتى في أثناء الحرب العالمية الثانية‬
‫ّ‬ ‫األحداث المتصلة بحياة الناس وظروف‬
‫فإن الوثائقيات التي وضعها الحلفاء المنتصرون بالحرب كانت طافحة بالغرض الدعائي والسياسي‪،‬‬
‫ولكنها مع ذلك كان لها فضل التنبه لخطورة التسجيل الفيلمي الوثائقي وأهميته‪ ،‬وكثيرةٌ هي األفالم‬
‫الوثائقية التي طرحت مواضيع الحرب العالمية الثانية التي كان لها الدور األكبر في ازدياد أهمية الوثيقة‬
‫السينمائية‪ ،‬فمن خالل الفيلم الوثائقي يمكن تسجيل جميع األحداث والوقائع التي ُيراد االحتفاظ بها كمستند‬
‫تاريخي‪ ،‬فيتم توثيقها سينمائياً بأساليب التصوير السينمائي أو تلفزيونياً بأساليب التصوير اإللكتروني‪،‬‬
‫وهذه الوظيفة طبيعية يقوم بها الفيلم أو البرنامج الوثائقي سواء كان هذا يدخل أم ال في تخطيط من‬
‫ُي ِع ّدون هذه األفالم‪.‬‬

‫أهمية التسجيل التاريخي للفيلم الوثائقي‪:‬‬

‫هذه الوظيفة تؤدي غرضين في غاية األهمية‪ ،‬فمن خالل هذا التسجيل التاريخي الذي يحفظ لنا أحداث‬
‫وواقع أي فترة زمنية بالصور المتحركة يمكن للدارسين تقويم هذه الفترة لالستفادة من خبراتها بما يخدم‬
‫الحاضر والمستقبل‪ ،‬كما أن التسجيل يفيد كثي اًر في حفظ ذاكرة الشعوب والربط بين األجيال ونقل التراث‬
‫والوصل بين الماضي والحاضر بما يساعد على عملية التطبيع والتنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬في تعاملنا مع الوثائق يجب علينا أال نحكم على صور الماضي هذه على ضوء معلوماتنا‬
‫ومعرفتنا الحالية‪ ،‬ألن الصور تعبر عن اآلخرين‪ ،‬عمن قام بالتقاطها وربما حفظها وكذلك عن األفكار‬
‫والسلوكيات التي كانت سائدة عند الناس في العصر الذي تم أخذ الصور فيه‪ ،‬فهي تعبر عن وجودهم‬
‫في العالم وعن عالقاتهم باآلخرين‪ ،‬عن حياتهم وحياة اآلخرين‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .3‬استخدام الشريط الوثائقي كمادة أرشيفية ووثيقة مصورة‪:‬‬
‫منذ تَ ُّ‬
‫مكن اإلنسان من آلة‬
‫التصوير مادياً وتقنياً ووالدة الفن‬
‫السينمائي‪ ،‬تم تصوير وانتاج‬
‫كميات ضخمة من األفالم‬
‫والوثائق المصورة التي غدت اليوم‬
‫مصد اًر أرشيفياً مذهالً ومنبعاً ال‬

‫ينضب ينهل منه ويستثمره المؤرخون لكتابة أحداث التاريخ الحديث ووقائعه‪ ،‬ومنذ ذلك الحين إلى اللحظة‬
‫الراهنة ارتبطت عالقة الناس بماضيهم وتاريخهم ارتباطاً عضوياً بهذا األرشيف المرئي والسمعي ‪-‬‬
‫البصري‪.‬‬

‫وبذلك أصبحت تلك األشرطة المصورة هي الذاكرة السمعبصرية والفليمية للشعوب‪ ،‬وأصبحت المراكز‬
‫وعصبها‪ ،‬فكلما ازدادت واتسعت الهيئات والمراكز التي‬
‫َ‬ ‫التي تحوي هذه األشرطة هي مركز هذه الذاكرة‬
‫اء‬
‫تُنتج وتسجل وتحفظ األشرطة المصورة من أفالم وغيرها اتسعت وكبرت ذاكرة الشعوب وازدادت ثر ً‬
‫ومنعة‪ ،‬وغدت مستقبالً مو ّاد أرشيفيةً ووثائق مصورة في غاية األهمية‪ ،‬فغالباً ما تشمل المادة أو الوثيقة‬
‫حدثاً ذا محتوى ال يمكن تك ارره‪.‬‬

‫وال غرابة في أن أصبحت السينما ذاتُها في نهاية القرن العشرين – وخصوصاً السينما الوثائقية – من أهم‬
‫مصادر المعلومات والموضوعات واألحداث التاريخية في جميع بقاع األرض بل ولجزء مهم من المجال‬
‫عتبرة لتصوير وتسجيل ما نريد من األحداث والتفاصيل الجليلة‬
‫الفضائي‪ ،‬ألن للسينما الوثائقية إمكانيةً ُم َ‬
‫والدقائق الصغيرة‪ ،‬كما أن لها إمكانية كبيرة للحفاظ والمحافظة على هذه الوثائق والمواد المصورة في‬
‫شروط وأجواء مالئمة ومساعدة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لكن هل يستطيع المؤرخ االعتماد‬
‫على الوثيقة المصورة سينمائياً عن‬
‫حدث حصل في زمن ما ‪ -‬سواء‬
‫كان بعيداً تاريخياً أم قريباً نسبياً ‪-‬‬
‫كمصدر توثيقي ودليل حاسم في‬

‫واقعية وحقيقة الحدث المروي أو المدون تاريخاً؟ خصوصاً إذا علمنا أن تلك الوثيقة السينمائية كانت قد‬
‫صورت بمنهجية معينة وأسلوب خاص واختيار محدد ومتعمد أو مقصود؟ ولنا في وثائق الحرب العالمية‬
‫ُ‬
‫الثانية و(إبادة اليهود) ومعسكرات االعتقال وجرائم النازية وبطوالت المقاومة أكبر منجم للتحليل والدراسة‬
‫الموضوعية لصدق التاريخ أو زيفة لتثبيته أو مراجعته جذرياً من أجل التوصل إلى الحقائق الموضوعية‪،‬‬
‫فالفيلم الوثائقي ‪ُ -‬يفترض ‪ -‬لكي يصح اعتباره وثيقة أن يتمتع بمستوى معقول ومقبول من الموضوعية‬
‫والنزاهة العلمية والتاريخية والبعد ما أمكن عن االنتقائية وتعسف التفسير واستهداف الدعاية بما يتوافق‬
‫الممول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ورغبة الكاتب والمخرج أو‬

‫ويبقى من المفارقات المهمة التي تجب اإلشارة إليها هي أن في متناول الجميع االطالع على أي وثيقة‬
‫ِ‬
‫يمض عليها الوقت الكافي لتُن َشر علنياً للناس ‪ -‬بينما نجد‬ ‫تاريخية مكتوبة ‪ -‬عدا أسرار الدول التي لم‬
‫على العكس من ذلك أنه ليس بوسع أحد أن يطال الوثائق السينمائية المصورة وأفالم المعلومات‬
‫والريبورتاجات بسهولة إال إذا كان غنياً وبإمكانه أن يدفع ثمناً سخياً‪ ،‬ولن يتم ذلك بالسهولة المتصورة‬
‫وذلك ألنها خاضعة كلها لهيمنة واحتكار التلفزيونات والشركات اإلنتاجية المتخصصة‪.‬‬

‫‪ .4‬استخدام المادة األرشيفية في الشريط الوثائقي‪:‬‬


‫كما رأينا سابقاً‪ ،‬يلجأ الشريط أو الفيلم الوثائقي إلى المادة األرشيفية أكثر مما يفعل الفيلم الروائي‪ ،‬وذلك‬
‫وتعبر عنها‬
‫اء مقتطعة من الحياة الواقعية ّ‬
‫ألن المواد األرشيفية تقوم على أحداث المواد الحياتية وتُعد أجز ً‬
‫بكثير من الصدق‪ ،‬وكل ما ُذ ِكر يخدم ويفيد الفيلم الوثائقي والذي هو كما عبر عنه جون غريرسون‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫ِ‬
‫المعتمدة في صنعها على المادة‬ ‫معالجة األحداث الواقعية الجارية بأسلوب مبدع وخالق‪ ،‬فاألفالم‬
‫األرشيفية جزئياً أو كلياً يمكن أن تزودنا بدراسة مفصلة وشاملة عن مالمح الحياة في حقبة معينة وعلى‬
‫أكثر من صعيد‪ :‬كالصعيد االجتماعي واالقتصادي والثقافي‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫وتُستخدم المادة األرشيفية في الشريط الوثائقي بطريقتين‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪:‬‬

‫االعتماد على المادة األرشيفية كلياً والمتوافرة في األشرطة المكتبية دون الحاجة للخروج بالكامي ار وتصوير‬
‫نجز على طاولة المونتاج‪،‬‬
‫وي َ‬
‫جمعاً ُيرّكب ُ‬
‫صورة سابقاً ومحفوظة‪ ،‬وهذا يعطينا شريطاً ُم ّ‬
‫الوقائع فهي ُم َّ‬
‫وبهذا الصدد يقول بيتر بيليس في مذكراته‪" :‬أعتقد أنه إذا تناول ِّ‬
‫مركب (أو مونتير) الفيلم ست لقطات في‬
‫طبيعتها وموضوعها الستطاع الحصول منها على عدد من التركيبات (أو المونتاجات) المختلفة مع‬
‫التعليق المناسب في كل مرة بحيث يكون لكل منها معنى سينمائياً مختلفاً"‪ ،‬وتكمن خصوصية الشريط‬
‫جمع في اعتماده على مادة صادقة غالباً وشاهدة على العصر‪ ،‬وأنه بإمكانه تغيير الموضوع‬
‫الم ّ‬
‫الوثائقي ُ‬
‫المطروح في الشريط أو معنى اللقطات األرشيفية من خالل طريقة االستخدام وزمانه ومكانه‪.‬‬

‫وابداع (أفالم التجميع) ليس تطو اًر جديداً في مجال الفيلم الوثائقي‪ ،‬ومن بين رواده دزيغا فيرتوف‪ ،‬واسفير‬
‫شوب مع فيلم سقوط "بيت رومانوف"‪ ،‬ومن بين األمثلة األكثر حداثةً )‪ Point of Order (1964‬إلميل‬
‫نجز بكامله من أفالم دعائية أُنتجت عن طريق وكاالت حكومية‬
‫الم َ‬
‫دو أنطونيو‪ ،‬و‪ُ The Atomic Café‬‬
‫أمريكية عدة حول الحماية من اإلشعاعات النووية‪ ،‬ولم يتردد هذا الفيلم ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬في أن‬
‫يشرح للجنود أنهم سيكونون في أمان لو أغمضوا عيونهم وأغلقوا أفواههم‪ ،‬ويجمع فيلم "السيجارة األخيرة"‬
‫شهادات من مديري شركات التبغ أمام مبنى الكونغرس األمريكي مع الدعاية القديمة التي تعلن عن فوائد‬
‫التدخين‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪:‬‬

‫دمج المادة األرشيفية مع المادة المصورة حديثاً (أي التسجيل الحي) وذلك لعقد المقارنة أو المقابلة بين‬
‫الماضي والحاضر وأيضاً لتعميق الفكرة المطروحة والمدروسة‪ ،‬كما هو الحال في فيلم "فاشية عادية"‬

‫‪9‬‬
‫للمخرج ميخائيل روم والمصنوع من مواد أرشيفية عن الحرب العالمية الثانية ولقطات حية مصورة من‬
‫الحياة المعاصرة‪.‬‬

‫ى إال بعد مرحلة االنتقاء والمونتاج‪ ،‬فقبل هذه المرحلة يمكن أن تأخذ‬
‫وال يصبح للقطات األرشيفية مغز ً‬
‫معاني عدة مختلفة‪ ،‬وان مصداقية وموضوعية المادة األصلية ال يضمنان أن يكون التأثير‬ ‫َ‬ ‫اللقطات‬
‫يعطينا رأياً صادقاً عن موضوعه فيجب أن‬
‫َ‬ ‫جمع أن‬
‫الم ّ‬
‫النهائي للفيلم تأثي اًر صادقاً‪ ،‬واذا أردنا للشريط ُ‬
‫نشترط على صانعيه أن يعالجوا موضوعاتهم بمنتهى اإلخالص‪.‬‬

‫أخي اًر‪ ،‬يبدو أن السينما الوثائقية ستبتعد كثي اًر في المستقبل عن االستعانة بالوثيقة واألرشيف وستركز‬
‫اهتمامها على الواقع التي هي نتاجه‪.‬‬

‫‪ .5‬دور الفيلم الوثائقي في التنمية واإلرشاد والتوجيه‪:‬‬


‫دور الفيلم الوثائقي في التنمية‪:‬‬

‫تُعد السينما من وسائل اإلعالم التي يستخدمها العديد من الحكومات لدعم جهودها من أجل التنمية‪ ،‬وقبل‬
‫السينما استخدمت الحكومات الكلمة المكتوبة بواسطة الصحافة‪ ،‬والمطبوعات على اختالف أنواعها‪،‬‬
‫ويعد الفيلم الوثائقي هو أقرب هذه الوسائل إلى الصدق والموضوعية‪،‬‬
‫والكلمة المسموعة بواسطة اإلذاعة‪ُ ،‬‬
‫وذلك العتماده على الصورة الواقعية‪ ،‬فمقدرة السينما على السعي والبحث عن المالحظة واالختيار‬
‫المستخلَصين من الحياة نفسها وأن تتحول إلى نوع جديد وحيوي من الفن‪ ،‬كل ذلك يتوافق مع مطلب‬
‫وحقيقة أن الفيلم الوثائقي هو أداة من أدوات التنمية في المجتمع؛ ألن الحقائق والمعلومات الدقيقة هي‬
‫التي تساعد على كشف النواقص والسلبيات وبالتالي العمل على تالفيها واصالحها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫دور الفيلم الوثائقي في اإلرشاد والتوجيه الخاص‪:‬‬

‫ويمكن للسينما الوثائقية أن تنشر نوعاً من اإلرشاد والتوجيه الخاص في مجاالت الصحة العامة والزراعة‬
‫ويستخدم هذا الشكل من األفالم بشكل خاص في البالد النامية‪ ،‬حيث ال‬
‫والنظافة وترشيد الطاقة‪ ..‬إلخ‪ُ ،‬‬
‫يوجد ما يكفي من المرشدين الصحيين أو الزراعيين‪ ،‬ففي هذه الحالة يصبح الفيلم ضرورياً لنشر المعارف‬
‫واإلرشادات العامة‪ ،‬ويمكن لها أيضاً المساهمة في طرح ومعالجة كثير من المشكالت والقضايا التي تهم‬
‫مجتمعاتنا والتي تواجه التنمية فيها ومحاولة إيجاد حلول لها مثل‪ :‬فكرة االنفجار السكاني‪ ،‬ودور المرأة‬
‫الريفية‪ ،‬والحاجة إلى شق وتعبيد الطرق في المناطق النائية‪ ،‬وظاهرة التسرب من التعليم في القرى‪ ..‬إلخ‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال قُدم في برنامج عروض األفالم الصينية لمهرجان اليبزغ في دورته الرابعة واألربعين‬
‫فيلم "آخر حصان القافلة" للمخرج الصيني الشاب هاو ياو ين والذي تم إنتاجه عام ‪ ،1111‬وفي هذا‬
‫صد لقافلة ترحل من المدينة إلى أقوام يسكنون في أطراف الصين على سفوح الجبال يحتاجون في‬
‫الفيلم ر ٌ‬
‫حياتهم إلى أدوية أو مواد غذائية‪ ،‬تسافر القافلة إليهم خمس عشرة مرة في العام حسب اتفاق بين الحكومة‬
‫والتجار حيث يتعذر على الحكومة أن تقوم بمثل هذه المهام التي تحصل ألكثر من قوم في أكثر من‬
‫منطقة حدودية فتترك ذلك ألصحاب المصالح يخففون عنها عبء المسؤولية‪.‬‬

‫وبعد أن تم توثيق الرحلة في هذا الفيلم بدأت الدولة الصينية بتنفيذ مشروع المواصالت الجبلية لتأمين ما‬
‫تحتاج إليه القرى واألعراق الساكنة في مناطق نائية من األطعمة والغذاء‪ ،‬وبهذا أصبح الفيلم وثيقةً نادرة‬
‫للمناطق النائية ولكنه أيضاً قيمة كبيرة ومدهشة عن قدرة اإلنسان في العيش الصعب وتجاوز ما يشبه‬
‫المستحيل‪ ،‬وقد لعب هذا الفيلم دو اًر مهماً في مباشرة عملية التنمية في هذه المناطق‪.‬‬

‫دور الفيلم الوثائقي في إعداد الرأي العام‪:‬‬

‫يتم اللجوء إلى الفيلم الوثائقي من أجل إعداد الرأي العام لقبول السياسة التي تنتهجها الحكومات أو الدول‬
‫للمساعدة وخصوصاً في عملية التنمية أو إلجراء التغييرات المطلوبة‪ ،‬فالفيلم الوثائقي من وسائل اإلعالم‬
‫التي تتيح للقادة السياسيين وألصحاب القرار االتصال بكل فئات المجتمع‪ ،‬كما تلجأ الحكومات إلى هذه‬
‫الوسيلة من أجل تحقيق التماسك االجتماعي ودعم الوحدة الوطنية وتدعيم القيم التي تخدم التنمية‪ ،‬ففي‬
‫البالد المتعددة اللغات مثالً تعمل وسائل اإلعالم ومنها الفيلم الوثائقي على نشر اللغة المشتركة بين كل‬

‫‪11‬‬
‫األقاليم مما يساعد على إنجاز هذه الوحدة الوطنية‪ ،‬وكثيرة هي الهيئات والمنظمات المحلية واإلقليمية‬
‫والدولية التي تعتمد على اإلنتاج الوثائقي في أساليب عملها ونشاطاتها في مختلف المجاالت وفي جميع‬
‫البلدان‪.‬‬

‫السينما األنثروبولوجية والتنمية‪:‬‬

‫معقود على السينما األنثروبولوجية أو اإلثنوغرافيا لإلسهام وبقوة في عملية‬


‫ٌ‬ ‫على الرغم من أن األمل‬
‫التنمية إال أن السمة الغالبة على األفالم األنثروبولوجية الحالية (اإلثنوغرافيا) هي الندرة الشديدة لموضوع‬
‫وقضايا التنمية في هذه األفالم‪ ،‬كما لو كانت هناك حدود فاصلة تفرق بين عالمين مختلفين‪ :‬عالم‬
‫أساليب األسالف العتيقة‪ ،‬وطقوس التكريس‪ ،‬وطقوس الوشم‪ ،‬والرقصات االحتفالية من ناحية‪ ،‬وعالم‬
‫المدارس والمستوصفات ومضخات وصنابير المياه والمستودعات ونقل التكنولوجيا من ناحية أخرى‪،‬‬
‫ويبدو أن المتخصصين في األنثروبولوجيا المرئية كانوا يفضلون عدم التعرض لمفردات هذا المجال الثاني‬
‫(الحديث)‪ ،‬وآثروا أن يتركوه للسينمائيين المحترفين الذين يعملون في هيئات التنمية أو للعاملين في ميدان‬
‫التحقيقات التلفزيونية‪.‬‬

‫دور الفيلم الوثائقي في التوعية واإلرشاد‪:‬‬

‫وفي مجال التوعية واإلرشاد يبرز دور الفيلم الوثائقي بمختلف أشكاله في نشر الوعي الجماهيري بين‬
‫مختلف فئات الشعب لتغيير نمط سلوكي أو الكتساب مهارات جديدة أو تبني أفكار مستحدثة تدفع بحياة‬
‫المستهدفَة إلى ما هو أحسن‪ ،‬فكثير من األفالم الوثائقية هو من النوعية التحريضية التي عندما‬
‫َ‬ ‫الجماهير‬
‫يراها المشاهد ال يمكن أن يبقى كما كان من قبل‪ ،‬فهي تحرك المشاعر والعقل وتدفع المشاهد إلى‬
‫التساؤل والتفكير والعمل‪ ،‬فلم تقتصر السينما النازية مثالً على دور الدعاية والفكر بل تجاوزتها إلى‬
‫أحد منظري النازية غوبلز يمضون‬
‫ممارسة دور اإلعالم واإلرشاد والتوجيه‪ ،‬وكان هتلر ووز ُير إعالمه و ُ‬
‫الساعات الطوال في مشاهدة األفالم السينمائية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الخالصة‬

‫تُعد جهود هواة السينما ومبادراتُهم وقلة تكاليف اإلنتاج الوثائقي وادراك المختصين ألهمية السينما الوثائقية‬
‫لتحقيق األغراض اإلعالمية والدعائية من أبرز العوامل واألسباب التي شجعت على ظهور السينما‬
‫الوثائقية واإلقبال واالهتمام بها‪ ،‬من جانب آخر تتعدد استخدامات الفيلم الوثائقي ووظائفُه‪ ،‬فالفيلم الوثائقي‬
‫يقوم باإلعالم واإلخبار ويوثق أحداث التاريخ ويحفظ ذاكرة الشعوب‪ ،‬ويمكن استخدام الشريط الوثائقي‬
‫كمادة أرشيفية ووثيقة مصورة لمختلف مجريات األحداث والموضوعات‪ ،‬كما يمكن استخدامه في عمليات‬
‫التنمية واإلرشاد والتوجيه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المراجع‬

‫‪1963. & - Paul London, Faber and Faber, Paul Rotha: Documentary film, .1‬‬
‫‪London and Braford, A survey of world cinema, Rotha: The film till now,‬‬
‫‪1963. Humphries and Co. Ltd, Percy Lund,‬‬
‫‪ .2‬جورج حدادن‪ ،‬الوثائقي وفلسفة تشرتشل في كتابة التاريخ‪ ،‬الدستور ‪.2007-7-2‬‬
‫‪ .3‬جواد بشارة‪ ،‬مراجعات في السينما التاريخية ‪ -‬التحول من نصوص التاريخ الى الخطاب المرئي‪،‬‬
‫الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪.2004-12-8 ،1041‬‬
‫‪ .4‬فورسيث هاردي‪ ،‬السينما الوثائقية عند غريرسون‪ ،‬ترجمة صالح التهامي‪ ،‬المؤسسة المصرية العامة‬
‫للتأليف واألنباء‪ ،‬القاهرة‪.1965 ،‬‬
‫‪ .5‬كارل رايس‪ ،‬فن المونتاج السينمائي‪ ،‬ترجمة أحمد الحضري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار المصرية للتأليف ‪.1164‬‬
‫‪ .6‬قاسم حول‪ ،‬األفالم الوثائقية الصينية تكشف عالماً غريباً ال نعرف عنه شيئاً‪2002-01-01 ،‬‬
‫موقع‪.)www.azzaman.com( :‬‬
‫‪Jean-Paul Colleyn: Le fond du problème, in Demain le cinéma .7‬‬
‫‪éthnographique, Revue CinémAction, N° 64, ed. Corlet–télérama, 1992.‬‬

‫‪14‬‬
‫التمارين‬

‫اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬

‫‪ .1‬لكي يصح اعتبار الفيلم الوثائقي وثيقة يجب أن‪:‬‬


‫‪ .A‬يتمتع بشكل كامل بالموضوعية‪.‬‬
‫‪ .B‬يتمتع باالبتعاد الكامل عن االنتقائية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل تام بالنزاهة العلمية والتاريخية‪.‬‬ ‫‪ .C‬يتمتع‬
‫‪ .D‬كل اإلجابات خاطئة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بشكل تام بالنزاهة العلمية والتاريخية‪.‬‬ ‫اإلجابة الصحيحة‪ .C :‬يتمتع‬

‫المصورة وأفالم المعلومات بسهولة وذلك بسبب‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ .2‬ال يمكن الحصول على الوثائق السينمائية‬
‫‪ .A‬عدم إمكانية شرائها مادياً‪.‬‬
‫‪ .B‬خضوعها الحتكار التلفزيونات‪.‬‬
‫الموزعة المتخصصة‪.‬‬
‫‪ .C‬خضوعها لهيمنة الشركات ّ‬
‫‪ .D‬اإلجابتان ‪ B‬و‪ C‬صحيحتان‪.‬‬

‫اإلجابة الصحيحة‪ .D :‬اإلجابتان ‪ B‬و‪ C‬صحيحتان‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ .3‬يبرز دور الفيلم الوثائقي في مجال التوعية واإلرشاد‪:‬‬
‫‪ .A‬في عدم تغيير النمط السلوكي‪.‬‬
‫‪ .B‬في اكتساب مهارات جديدة‪.‬‬
‫‪ .C‬في تبني أفكار تقليدية‪.‬‬
‫‪ .D‬في نشر الوعي الفردي‪.‬‬

‫اإلجابة الصحيحة‪ .B :‬في اكتساب مهارات جديدة‪.‬‬

‫‪16‬‬

You might also like