Professional Documents
Culture Documents
ليالن غروبا
ي
سبتمب 2021
ر أيلول/
1
السينما وحقوق اإلنسان والتطور :السينما كممارسة تربوية
ليالن غروبا | ترجمة :أحمد محمد بكر موىس
ي
ملخص
الكثب عن أهميةر التفكب يف أهمية السينما كمنهجية لتعليم القانون وتعلمه .يقال
ر يسىع هذ البحث إىل إعادة
الكثب عن سبب ى
المنهجيات المختلفة لتعليم القانون وتعلمه ،مثل السينما والموسيق واألدب .ولكن ال يقال
ر
أهميتها .بهذا المعن ،فإن السؤال الذي يجب اإلجابة عليه هو :لماذا نستخدم السينما كممارسة تربوية مهمة
سنختبها بطريقة بوبرية ،إىل أن النى
ر تشب الفرضية الرئيسية يلتعليم حقوق اإلنسان؟ لإلجابة عىل السؤال ،ر
السينما قادرة عىل إحداث مشاركة عاطفية من المشاهد ،بما يف ذلك الطالب .ونفرس هذه الفرضية من خالل
الن تخلقها الموضوعية العلمية يف ى ى
الن تقول إن السينما قادرة عىل إلغاء الفجوة ي تماه اإلسقاط ،ي
ي نظرية
الكثب من الحقيقة ،وتزيد من المشاركة العاطفية
ر الطالب .عالوة عىل ذلك ،يبدو أن أفالم حقوق اإلنسان تقدم
للطالب؛ لذلك ،يبدو أنها تزيد من إرادة الطالب لتعلم مواضيع جديدة واالنخراط يف قضايا حقوق اإلنسان.
كلمات مفتاحية :حقوق اإلنسان ،التطور ،السينما ،التعليم والتعلم ،المنهجية.
2
مقدمة
التفكب يف شخص ال يعرف معن كلمة سينما أو لم
ر ترتبط الثقافة الغربية ارتباطا وثيقا بالسينما بحيث يصعب
ر
ه الشكل العظيم للفن يشاهد أبدا نوعا من العروض السينمائية .وترسح فكرة السينما نفسها بنفسها ،واآلن ي
الشعن ،حيث تصل إىل قطاعات اجتماعية ال تستطيع الفنون اآلخرى ،مثل الرسم واألدب ،اقتحامها بهذه ري
الكثافة.
تغبات وانبثاقات ،حيث تكيفت مع ميول كل عرص وتقنياته ،باإلضافة إىل الثقافة شهدت السينما منذ بدايتها ر
الن كانت تعرض الحياة اليومية إىل تصوير القصص. ى
واالختالفات االجتماعية لكل عرص .من السينما الواقعية ،ي
من األفالم الصامتة إىل استخدام الصوت .من األبيض واألسود إىل مجموعة كاملة من األلوان والمؤثرات
الخاصة .وأتاح المونتاج تقلب الوقت .وتكيف السينما تقنيات اإلبداع وشكل اإلضاءة باإلضافة إىل الموضوعات
تغبت أيضا طريقة فهم السينما نظريا. محل التناول .وإىل جانب ر
تغيبات السينما ،ر
السينمان كموضوع بحث
ي ه الفن السابع .ويرتبط الفنكاريب ) (1995: 22يالسينما فن( .)1وكما يقول جان كلود ر
ى
علم بعمق بالمجاالت االجتماعية والثقافية .وإذا كان من الممكن التسليم بصحة مثل هذا االفباض ،فيمكن
ى ي
.
فهم السينما عىل أنها شكل من أشكال التواصل ( )Tudor, 2007وبافباض أن السينما وسيلة تواصل ،فمن
ر
والعرسين ،بما يف ذلك ر
تأثب التواصل ر
العرسين والحادي القرني
ر التأثبات السينمائية يف
ر المستحيل تجاهل
للجماهب وقابال للتكرار ،فقد ثورت نظام الفن من اإلنتاج
ر ر
الجماهبي .فباعتبار السينما "مرسوعا صناعيا موجها
ر
ر
إىل االنتشار" ) .(Kornis, 1992: 237يف الواقع ،جذبت السينما يف القرن الحادي والعرسين مليارات األشخاص
جماهبي أوسع من األدب ( .)Birman, 1996: 136ومن ربي مليارات ر تأثب
حول العالم ،حيث كانت ذات ر
المعلمي والطالب (.)Napolitano, 2015 ر األشخاص ،أثرت السينما يف آالف
أصبحت الدراسات حول التقاطعات ربي القانون واألفالم شائعة يف المقررات التعليمية القانونية التقليدية
درس( .)2()Brown, 2015: 28فمن ناحية ،ترتبط السينما بالقانون كممارسة تربوية .ومن ناحية أخرىُ ،ت َ
وف هذه الحالة ،يدرس األشخاص القانون ممثال يف أفالم (أفالم العلم .ي
ي السينما والقانون كمصدر للبحث
القانون) كما يدرسون إمكانية استخدام السينما يف الجامعات كممارسة تربوية.
يعتمد استخدام السينما كممارسة تربوية عىل الفكرة التالية :توفر الوسائط الشعبية ،مثل السينما ،بيئة أكاديمية
خبات التعلم الجماعية .وتتواجد يف هذه البيئة األكاديمية ثقة تزيد مشاركة الطالب يف يمكن من خاللها تبادل ر
المناقشات ( .)Brown, 2015, 34فمنذ البداية سىع استخدام السينما كممارسة تربوية يف دورات القانون إىل
استخدام المزيد من الموارد المالئمة للطالب ،فضال عن إنشاء مجاالت متعددة التخصصات ( Cornejo,
.)2009: 59
وأصبح من الشائع جدا يف األبحاث ر
البازيلية حول القانون والسينما ،تحليل القضايا القانونية يف األفالم ،خاصة
كب عىل مهن القانون ولغته ( .)Brown, 2015: 34وطور ستيفان ماتشورا (2007: ى
يف أفالم القانون ،مع الب ر
3
الن تقدم لغة قانونية ى
وه تلك األفالم ي
) 329عىل سبيل المثال أبحاثا تحلل عىل وجه التحديد أفالم القانون ،ي
القانون وسلطة القانون.
ي واللباس
ُ
بينما يمكن للفيلم تثقيف الطالب ،تستخدم األفالم القانونية يف الفصول الدراسية عادة لتكملة المحتوى
فالنتي كورنيجو (2009: ر الكم الذي أجراه أكاديم .ومع ذلك ،ر
يشب التحليل حن كمصدر بحث المطور أو ى
ي ي
) 60إىل أن هناك القليل من التنظب حول االستخدامات ى
الببوية الممكنة للسينما .فمن الشائع استخدام األفالم ر
األكاديم استخدام األفالم تمثيليا
ي .
لتمثيل الحاالت فحسب دون أي تصورات تربوية ويبدو من الشائع يف البحث
فقط ،دون أي تحليالت متعمقة للغة السينما.
لتحسي تعليم القانون
ر التفكب يف أهمية ومعن استخدام السينما كمنهجية
ر تهدف هذه الدراسة إىل إعادة
التفكب يف استخدام السينما يف أقسام وتعلمه ،وذلك كما ى
اقبح غارسيا كوستا ( .)2011فهدف الدراسة هو إعادة
ر
القانون ،وخاصة يف مقررات حقوق اإلنسان ،واعتبارها ممارسة تربوية مناسبة لتعليم موضوعات حقوق
اإلنسان وتعلمها.
للتأثب عىل الناس وتربيتهم
ر وه أن السينما أداة قويةانطالقا من فكرة تتواجد عادة يف النصوص العلمية ،ي
) ،(Freitas, 2005: 28-48سأتناول إشكالية السينما كممارسة تربوية ،وكوسيلة مهمة لتعليم حقوق اإلنسان
الن تخلقهاى ى وتعلمها .ى
يلىع الفجوة ي
فرضين أن السينما يمكنها إحداث مشاركة ىعاطفية للمشاهد ،ما ي ي تقبح
الن يفبض وجودها يف قراءة النصوص والمحاضات ى
الموضوعية العلمية يف طالب القانون ،تلك الفجوة ي
القانونية ( .)Cornejo, 2009: 137-157عالوة عىل ذلك ،يبدو أن أفالم حقوق اإلنسان تقدم قدرا ر
كببا من
ىسء يمكن أن يرتبط بما ر الصدق .ويميل المشاهدون إىل االعتقاد بأن المعلومات الواردة يف األفالم ر
تعب عن ي
عاطق ربي الطالب والمحتوى المراد
ي وف المجتمع .وهكذا ،تبدو السينما فعالة يف خلق تفاعل يحدث يف الواقع ي
تعلمه ،ويمكن استخدامها كأداة للتعليم والتعلم قادرة عىل تعزيز حقوق اإلنسان ).)Tascon, 2012: 870
ونختبها منطقيا يف سياق البحث الن ى
اقبحها كارل بوبر، ى
ر سنحلل الفرضية من خالل منهجية التجربة والخطأ ي
( .)Rodrigues, Grubba, 2012ونقسم البحث منهجيا إىل مراحل .أوال ،أحلل السينما كممارسة اجتماعية
التأثبات اللغوية المحتملة للسينما عىل المشاهد .ثانيا ،أفحص ر وكتواصل ،وذلك من أجل إلقاء نظرة عىل
ى ى
الن تفبض مسبقا مشاركة عاطفية ربي المشاهد (دارس القانون) والسينما .ر
أخبا ،أقوم الفرضية المقدمة ،ي
التفكب يف طرق تدريس قانون فعالة من أجل تعليم حقوق اإلنسان ر بتحليل المشاركة العاطفية كإمكانية إلعادة
وتعلمها من خالل األفالم.
4
خلقت القواعد السينمائية عمليات رسد جديدة وانطباعات وإزاحات وارتباطات صور (.)Carrière 1995: 18
ومع ذلك ،ال يمكن للناس فهم اللغة السينمائية إال إذا كانوا يتشاركون نفس اللغة ،ألن السينما تعمل داخل
الثقاف ( .)Turner 1997: 129يف الواقع ،لكل لغة نظام
ي الثقافة وتجددها ،ولكنها أيضا من إنتاج نظام المعن
الثقاف .لهذا السبب يوجد
ي تخبنا دراسة السيميائية .ويفهم الناس اللغة إذا تشاركوا هذا المعن ثقاف ،كما ر
معن ي
المتحدثي ى
خطأ يف البجمة ،حن عندما يتحدث الناس نفس اللغة ،ولكنهم يعيشون يف ثقافات مختلفة ،مثل ى
ر
وغبها. ى ى
اإلنجلبية -الواليات المتحدة وإنجلبا ونيوزيلندا وأسباليا وجنوب إفريقيا ر
ر األصليي للغة
ر
سىع دراسات تتسم عملية فهم الفيلم بالتعقيد ألن الناس ال "يقرأون" األفالم بنفس الطريقة .وهذا هو سبب ي
والمرن ( Turner ي السينما إىل فهم كيفية قراءة الناس لألفالم :استخالص العناض األساسية لألسلوب الرسدي
.)1997: 155
فبة لك يوضح كاريب ) (1995: 17لغة السينما بشكل أفضل ،يذكرنا بعادات اإلدارة االستعمارية الفرنسية ف ى
ي ر ي
ى
نس يف ذلك الوقت يرغب يف البفيه الفر كان .إفريقيا ف األفالم عروض لتنظيم األوىل العالمية الحرب بعد ما
ي ُ ي ى
الفرنسيي .وقدمت العروض السينمائية يف األدغال األفريقية. ر َ
األفريق المستعمر وإظهار تفوق عن الشعب
ي
الدين
ي مسلمي؛ ولذلك فهم يؤمنون بالتحريم
ر ومع ذلك ،من المهم أن نذكر أن معظم السكان األفارقة كانوا
البرسية الذي تفعله األفالم .لذلك كان معظم الناس يغلقون أعينهم طوال المشهد لتصوير وتمثيل المالمح ر
الباث حن المشاهدين الذين أبقوا أعينهم مفتوحة لم يفهموا األفالم -لغة السينما .فمع ثقافة ى السينمان .لكن ى
ي
المنطوق ،لم يتمكنوا من التكيف مع الصور الصامتة أو فهمها (.)Carrière 1995: 11
افباض أن اللغة ليست مجرد نظام تسمية -أي أن األسماء ال يتم إنشاؤها ألشياء مكتشفة وإذا كان من الصحيح ى
تشبك بالرصورة يف نفس الموضوعات والمفاهيم ،ما يؤدي مخبعة -مع األخذ ف االعتبار أن الثقافات ال ى أو ى
ي
إىل صعوبة ترجمة اللغة؛ فكما يشب تبنر ) (1997: 52يبدو من الصحيح ى
االفباض أن السينما تقدم التواصل ر ر
الثقاف ربي العرض ي اللغوي بصعوبة يف سياقات ثقافية معينة ،كونها تعتمد بشكل أقوى أو أضعف عىل التقريب
السينمان والمشاهد.
ي
وه لغة يصعب عىل المشاهدين فهمها يف تبدع السينما لغة جديدة تسىع إىل تقديم الوقائع وإعادة تصويرها ،ي
ى
يعن أن وف سياق هذا التطور علمت المشاهد ،ما ي الن أبدعتها السينما تدريجيا ،ي بدايتها .وتطورت اللغة ي
الثقاف .وبزغت هذه اللغة ي المشاهد تطور مع هذه اللغة ،واللغة السينمائية والمشاهد كالهما يف نفس ر
الحب
أساىس عندما بدأ تقطيع األفالم إىل مشاهد بواسطة المونتاج .إن النسبية الزمنية عىل سبيل ي الجديدة بشكل
يأن خلفه ى
يلىع المشهد ي
الثان المشهد األول عندما ي كي ،مما يؤدي إىل أن ي المثال تنبع من تجاور مشهدين متحر ر
يومي أو ثالثة ( .)Carrière 1995: 14-15وعالوة عىل ذلك ،فإن الواقع الذي صنعته السينما يقدم أحيانا ر
الماض والحاض والمستقبل يف مشهد واحد؛ ي أيام متتالية بدون ليل وذلك بواسطة المونتاج؛ فيمكن دمج
األطلس ثوان فقط .أصبح الوقت متقلبا وعىل المشاهد أن يتعلم فهم هذه ي عب المحيط وتستغرق الرحالت ر
غب الخطية وقتيا. اللغة الجديدة ر
5
ر
تتالىس زوجي ،ثم
ر كاريب ) (1995: 9-10مثاال للوقت المتقلب :صورة رجل ينظر إىل الشارع باتجاه يعط ر
ي
. .
الصورة ثم يرى الرجل الشارع فارغا ويبدأ يف البكاء يف هذه الحالة "لم يكن المشهد األول حقيقيا ،ولكنه كان
تخيال .كان الزوج التعيس (أو ربما األرمل) يرى شيئا حدث يف ذلك المكان يف وقت مض" .ومثال آخر يمكن أن
"الماض والحاض" يف فيلم "جميلة النهار" ( .)1966فقد كرس المخرجي يعب عن الوقت المتقلب هو مشهد ر
لويس بونيل يف الفيلم المذكور مشهدا كانت فيه الممثلة (كاثرين دينوف) تتسلق درجا يف مبل مجهول .وعندما
تتغب دون أي نوع من عالمات التنبيه (تذبذب ،ضبابية ،إسوداد ،مرور منانكرس المشهد ،رأى المشاهد صورة ر
صغبة ،كانت نفس الممثلة عندما كانت أصغر سنا .بالنسبة إىل ر األلوان إىل األسود واألبيض) .ثم رأى فتاة
سيفبين ( Carrière
ر الصغبة
ر واألمريكيي ،كانت اللغة واضحة ،لقد كانت الطفلة
ر األوروبيي
ر المشاهدين
.)1995: 20-21
سفبين باسمها .لقد كان المشاهدون يف عام 1966اليمكن أيضا فهم هذا المشهد ألن صوتا نادى شخصية ر
الكثب من اللغة السينمائية ،لذلك كانت هناك حاجة لتسمية الفتاة للسماح للمشاهدين بفهم
ر يزالون ال يفهمون
الماض والحاض .أما اليوم فالمشهد واضح للغاية ،فالمشاهد يتكلم بالفعل لغة سينمائية.
ي العالقة ربي
التعببية
ر تبن أطرا للواقع من خالل الرموز واألعراف ،وكذلك من خالل الممارسات
يوضح المثاالن أن السينما ي
( .)Turner 1997: 129وأحد هذه الرموز هو الرسد .فترسد األفالم الروائية قصصا ،سواء أكانت خيالية أو
قائمة عىل الواقع .وللرسد تأثب كبب عىل المشاهد .وتقول الدراسات ر
األنبوبولوجية أن الرسديات موجودة يف ر ر
وغبها؛ ويعرف اإلنسان العالم من خالل القصص.األساطب والقصص والخرافات ر
ر جميع المجتمعات ،من خالل
ى بهذا المعن ،ال يمكننا استنتاج أن جميع القصص ر
ترسح العالم ،ولكن يبدو من الممكن أن نقبح أن "التاري خ
غب واعية وجذابة لبناء عالمنا .ويمكن وصف الرسد ( )4بأنه طريقة "لفهم" عالمنا يوفر لنا وسيلة ممتعة و ر
االجتماع ومشاركة هذا "المعن" مع اآلخرين (.)Turner 1997: 73
ي
المعان االجتماعية وإعادة إنتاجها من خالل لغتها ،أي بواسطة اإلضاءة
ي يمكن للسينما كوسيلة تواصل إنتاج
وأخبا تنقل أدوات المشهد رسالة إىل المشاهد ،أي تنقل
ر الكامبا والمونتاج،
ر والصوت وترتيب المشهد وموضع
ى
وبالتاىل ،يبدو أن هناك القليل جدا مما يمكن للمشاهد استنتاجه من الفيلم ،حيث ينقل البتيب المعن.
ي
السينمان رسائل محددة.
ي
وأكب من ذلك ،يقول رتبنر إنه عىل مستوى الداللة ،طورت السينما مجموعة غنية من الرموز واألعراف. ر
يشب إىل انفعال قوي أو أزمة .ي
وف نهاية مشهد الحب ،يمكننا أن نرى اختفاءا بطيئا، الكامبا ،فهذا ر
ر
ى
فعندما تقرب
العاشقي .ونظام عكس اللقطة هو عرف لتقديم
ر كب أو لقطة بانورامية محتشمة فوق جسدي أو فقدانا بطيئا للب ر
ى
وه أيضا عرف ،ألنه ال يوجد سبب لتطور األوركسبا ى حوارُ .
التعبب عن العاطفة ،ي
ر ويقصد باستخدام الموسيق
إىل تصعيد أثناء العناق .وغالبا ما يستخدم تتابع الحركة البطيئة للتجميل (.)Turner 1997: 55
الكامبا ونوع
ر الكامبا واحدة من أهم أدوات الفيلم .تسىع زاوية
ر من أجل إيصال رسالة إىل المشاهد ،تعد
الكامبا
ر الفيلم وشكل الشاشة وعمق المجال البؤري وحركة المشهد واإلطار إىل توصيل رسالة .يمكن أن تكون
األفقى أىس (التحريك) ،أو المحور ر
ي "موجهة مبارسة أو بميل إىل الهدف ،مع إمكانية الدوران حول المحور الر ي
6
العرض (التدحرج/التأرجح)" ( .)Turner 1997: 58وبينما يسىع التحريك لتقليد حركة
ي (اإلمالة) ،أو المحور
الكامبا األخرى ،مثل التقريب ،عن ى
الن تتفحص المشهد ،ويسبب التأرجح التوهم .وتتأن حركات ى
ر
ر عي المشاهد ي ر
للكامبا
ر اف معينة ،والمعروفة أكب باسم عدسات زوم .وتسم الحركة الفعلية طريق معالجة عدسات تليفوتوغر ي
لألمام أو الجانب بالتتبع وتستخدم عادة لتتبع الحركة أو لقطة وجهة النظر (.)Turner 1997: 58
ويعط استخدام اللون
ي الماض؛
ي كبب عىل فهم المشاهد للرسد .فتدل أفالم األبيض واألسود عىل تأثب رللكامبا ر
ر
.
الكامبا لغة اتصال معينة بشكل عام ،تأخذر كب .
األزرق انطباعا بالعمق والهدوء وباإلضافة إىل ذلك ،يخلق تر ر
عي المشاهد ،ما يخلق شعور المتلصص ،ويزيد اإلحساس بالواقع ويخلق لدى المشاهد الشعور الكامبا موقع ر
ر
بأنه يتجسس ويشارك يف الرسد كشخصية خارجية.
التاىل :عندما ُيصور رجل من وجهة نظر المرأة "من ي الكامبا يف المثال
ر يمكن أيضا مالحظة أهمية موضع
الكامبا فقط ،بغض النظر عن مشاعرنا.ر أسفل إىل أعىل ،فإنه يبدو مهددا وقويا جدا .ويحدث هذا ر
التأثب وموضع
ومن ناحية أخرى ،إذا شوهدت المرأة من وجهة نظر الرجل ،من أعىل إىل أسفل فإنها تبدو خائفة وضعيفة
االجتماع الذي تلعبه المرأة يف السينما،
ي ومذنبة "( .)Carrier 1995: 16هذا المثال مهم لتحليل ممكن للدور
وكذلك لفهم بناء النوع وإعادة إنتاجه.
التعببي إىل إقامة حالة
ر التأثب
ر وواقىع .يهدف
ي تأثبان عظيمان :ر
تعببي واإلضاءة أداة تواصل أيضا .ولإلضاءة ر
الواقىع ،وهو األسلوب
ي التأثب
ر عاطفية ( )5ربي الفيلم والمشاهد ،باإلضافة إىل المساهمة يف الرسد .وي هدف
للممثلي والمشهد .وتختار اإلضاءة عناض الرسد وتؤكد عليها ،ما ر
األكب استخداما ،إىل تهيئة إضاءة طبيعية
ر
معي من الصورة (.)Turner 1997: 62 يشكل وسيلة فعالة لتوجيه انتباه المشاهد إىل لحظة معينة أو عنرص ر
الكامبا واإلضاءة ،الصوت عنرص آخر يلعب دورا خاصا يف التواصل ،حيث يوفر "مرافقة ر باإلضافة إىل
عاطفية قوية للحظات الحاسمة يف الفيلم" ( .)Turner 1997: 63يمكن للصوت زيادة إحساس المشاهد
الن تصاحب عادة الحركات الممثلة برصيا .فعندما بالواقع الذي يصنعه الفيلم عن طريق إعادة إنتاج األصوات ى
ي
نرى سالحا ناريا أو عندما نرى زجاجا يسقط ويتحطم ،فإننا ى
نفبض سماع الصوت المصاحب .وعندما نرى
نفبض سماع صوت صفارات اإلنذار .رفبتبط تخيل الواقع باالستعمال سيارة ررسطة تسب برسعة عالية ،فأننا ى
ر
الرسدي للصوت.
ى
الموسيق. (غب روائية) ،كشكل من أشكال الجو العام ،معغب واقعية رلكن الصوت يستخدم أيضا بطريقة ر
الموسيق التصويرية بكفاءة وظيفة إيجاد مشاركة عاطفية للمشاهد ،ما يضخم حالته العاطفية، ى وتؤدي
الن تصاحب لحظة حزينة أو سعيدة يف الفيلم .وتلعب ى ى ى ى
الن تصاحب قبلة أو عناق ،أو الموسيق ي كالموسيق ي
ى
غبها مناألغان بشكل منفصل للمشاهد عىل أقراص مضغوطة أو ر ي الموسيق التصويرية دورا مهما لدرجة بيع
الوسائط المتاحة.
7
الن تسىعى
واإلضاءة ،لغتها الخاصة ي
ى
والكامبا
ر تخلق العناض المهمة للسينما ،مثل الرسد والمونتاج والصوت
إىل توصيل قصة الفيلم ورسائل أخرى إىل المشاهد .وإذا كان بإمكان المرء أن يفبض صحة الحجة الواردة يف
هذا القسم ،فإن الفيلم بأكمله ينقل رسائل معينة ويخلق مشاركة عاطفية للمشاهد.
8
"كامبا
ر البرسي المتضخم للعالم ،وذلك مثل تشب ليليان فرومنغ ( )2012; 17تكشف السينما التصور ر وكما ر
اك ينصب عىل شبكية ُ الفلك" .ومن زاوية التحليل
النفس ،ينظر إىل السينما عىل أنها "وهم إدر ي
ي ي المصور ومنظار
العي ر
البرسية يف شكل االستمرار ،أي أننا نرى حركات الصورة وليس اإلطارات ،وهذا ما يعطينا فكرة االستمرارية" ر
(.)2012: 17
حن لو كانت السينما خيالية وال تعكس العالم السينما ه تمثيل للتمثيل ،وبالتاىل ه خيالية .ومع ذلك ،ى
ي ي ي
.
تماه اإلسقاط وتنبع هذه المشاركة من ي الخارج ،فإنها تحقق مشاركة عاطفية للناس ،وتسم هذه المشاركةر ي
االعتقاد أو الشعور بأن السينما تمثل الواقع أو أجزاء منه ،ما يخلق نسخة مطابقة .وهذا ي
يعن أن الناس يميلون
إىل االعتقاد بأن السينما تعكس العالم ،ألنهم يميلون أيضا إىل االعتقاد بأنهم جزء من هذا العالم باعتبارهم
الشخص الثالث.
الكامبا الذي يأخذ يف معظم األحيان موضع عيون المشاهد (التلصص ر ويرجع ذلك أساسا إىل موضع
ى
الن تتفاعل (والسمع أيضا يف السينما الناطقة).
كالعي ي
ر البرصي) ،ويسىع إىل وضع المشاهد كجزء من الفيلم -
لسينمان هو مرآة ممكنة للواقع ألنه يستخدم آليات تحاول جعل المتفرج يعتقد أنه جزء من
ي ويبدو أن العرض ا
هذا الواقع.
تماه اإلسقاط بالنسبة للمشاهد ،من الرصوري أن أذكر أن الدراسات حول الطرق ي لمناقشة تعريف
ر
الن يتفاعل بها البرس مع الوسائط ،وخاصة دراسة اإلسقاط ،تجري بواسطة مجاالت معرفية ى
المختلفة ي
ر
بتغيبات تؤدي إىل
ر مختلفة .وكما تؤكد آنا فونسيكا و ماريا ماريانو )" (2008: 2هناك منظور إزاحة ي
ىسء ما يمر
األصىل". ر
السء ر
ي يشب إىل يىسء"جديد" ،مع بعض التشابه الذي ر ي
يعتب عملية "يتم من خاللها إزاحة حدث من البيئة
ويرتبط اإلسقاط بدراسات الفسيولوجيا العصبية ،فهو ر
الخارجية ووضعه يف البيئة الداخلية ،بما يتوافق مع استجابات الجسد لألحاسيس والتصورات العصبية المثارة"
وترسح فونسيكا وماريانو اإلسقاط يف نطاق الفسيولوجيا العصبية عىل( .)Fonseca, Mariano 2008: 2ر
التاىل:
النحو ي
العصن المركزي جنبا إىل جنب
ري ترتبط االستجابة للمنبهات الحسية من البيئة بالمناطق المالئمة للجهاز
التجارب السابقة ،وتتحول إىل استجابات سلوكية .بدأت الدراسات المتعلقة باإلسقاط من زاوية علم األعصاب
تثبها المحفزات الخارجية والداخلية
الن رى
باألسئلة المتعلقة بالجهاز البرصيُ ،وتمددت إىل النواقل الحسية ي
وف اإلسقاط البرصي ،س يىع لفهم كيفية حدوث معالجة الصورة المأخوذة من البيئة الخارجية الح .يللكائن ي
تشفب المعلومات بواسطة الدماغ من خالل أعصاب الجهاز ر العي وفكالعي ،والتسجيل يف شبكية ر بواسطة ر
العصن
ري تاىل ،عندما يكون هناك بعض الضعف البرصي ،وتنفيذ عملية البلورة البرصية للصورة الخارجية .وبال ي
يتغب إسقاط الصورة يف الدماغ ،ما يؤدي إىل ر
تغيب المعرف يف أي من الخطوات الالزمة لمعالجة المعلومات ،ري أو
تصور الواقع .وهكذا ،عندما نتحدث عن اإلسقاط ،يفكر المرء أوال يف العالقة القائمة ربي جوانب نقل الصور
تفسب بعض
ر العصن بمثابة مرجع لعلم النفس لمحاولة ري تشفبها .وقد كانت معلومات طب العيون ر أو فك
ر
السلوكيات البرسية يف مواجهة المحفزات البيئية (.)2008: 2
9
التماه مهم،
ي النفس فيما يتعلق بعمليات
ي باإلضافة إىل أهمية الفسيولوجيا العصبية ،فإن االهتمام بالتحليل
يشب رتبنر:
وكما ر
النفس جدا باألحالم ،وتجعل التشابهات ربي السينما واألحالم النظريات الفرويدية حول طريقة
ي يهتم التحليل
الالوع جولة ال مفر منها للبحث .فسحر طبيعة السينما -قدرتها عىل تفكيك حدود الواقع -هو دعوة ي عمل
ى
الحقيق والخيال (ما نراه وما النفس .فقد جادل فرويد بأن الرغبة تقع يف الفجوة ربي أخرى الستدعاء التحليل
ي ي
يمكن أن نتخيله ألنفسنا) ،والسينما تشغل هذه الفجوة .وما أنتجته معظم اإلجابات عىل هذه األسئلة هو
وينظر إىل هذه الن يتماه من خاللها الجمهور مع ما يرونه عىل الشاشةُ .ى
سلسلة من النظريات حول العمليات ي
يبن بها أفراد هذا الجمهور هوياتهم الخاصة يف المجتمع ى
الن ي العمليات عىل أنها مماثلة للطرق المتنوعة ي
(.)1997: 113
يجادل روبرت ستببرغ ( )2001بأن علم النفس ( )6يرى اإلسقاط استجابة للعالقة ربي الذات والعالم.
العاطق" ( ،)Fiuza et all 2015: 375ما يخلق عملية
ي لذلك يبدو أن السينما كفن يمكنها ترجمة "التعقيد
روساتيىل ) (2007إىل أنه مع هذا المظهر للواقع يعتقد المشاهد
ي ويشب لويز
ر تماه ( )7ربي الفن ومظهر الواقع.
ي
أنه يستطيع تصور قصة حياته.
وعب هذه لتماه إسقاط ،ري ويصور إدغار موران ) (1970: 13عملية اإلسقاط هذه عىل أنها عملية تحويل
يماه نفسه مع قصة الفيلم .ونرصب مثاال عىل ما صوره ي العملية يصور المشاهد نفسه كشخصية فيلم أو
الروىس ليف كوليشوف يف أحد ي تماه إسقاط صوره المخرج ي تأثب"تأثب كوليشوف" ،وهو ر ر موران هو ما يسم ب
ى ُ
وجبة عرض بتعبب محايد هادئ .وبعد فبة ر ر الكامبا ممثال
ر التأثب ،تظهرفق هذا المشهد الذي يصور ر مشاهده .ي
مواقف مختلفة أخرى .وعاء حساء وامرأة ميتة يف نعش وفتاة تلعب بدب.
القصب عىل المشاهدين وأعجبوا بقدرة الممثل عىل نقل المشاعر المختلفة .اعتقد الجمهور ر ُعرض الفيلم
أن الممثل كان ينظر إىل الحساء بعناية؛ واىل النعش بحزن وإىل الفتاة بفرح .ومع ذلك يف كل حالة كانت نفس
الن فهم بها الجمهور رد فعله ،إنها ى اللقطة للممثل .فلم يكن ر
تغب ،ولكن تغ ربت الطريقة ي تعبب الممثل هو الذي ر
تماه اإلسقاط.
ي آلية
تماه اإلسقاط .عالوة عىل ي المعان يف اللغة السينمائية ،إىل جانب نظرية ي تأثب كوليشوف يظهر بناء يبدو أن ر
ى ى
التأثب يمثل تحليل مونسب رببغ يف مقالته "الفيلم :دراسة نفسية" فوفقا لهذه المقالة ال تلبم ذلك ،يبدو أن هذا ر
ر ى
الوع البرسي ( Froemming ي بقواني العقل وتتكيف مع أشكال ر ر ي
الخارج ،بل تلبم بقواني العالم
ر السينما
.)2012: 19
ُ
التماه ال نسقط أنفسنا يف العالم؛ فلدينا ميل الستيعاب جزء من العالم ،ودمج البيئة ي يشب موران إىل أننا يف ر
تماه بيننا
ي :
والتماه عندما نضع أنفسنا يف مكان اآلخرين هناك ي .
عاطفيا يف هويتنا وتظهر العالقة ربي اإلسقاط
التماه ،ألنه من الرصوري
ي يكق عزل اإلسقاط عنوبي اآلخر ،مع استيعاب اآلخر .ويقول موران أيضا إنه ال ي ر
تماه اإلسقاط ،الذي ينطوي عىل نفس عمليات التحول" ( .)1970: 107إن عملية التحول ي "النظر يف مركب
10
ى
الن يمكن أن تخلق الواقع الظاهري لألشياء
ه المسئولة عن الظواهر النفسية الذاتية ( ،)8ي
تماه اإلسقاط ي
ي يف
وتشوهه (.)Morin 1970: 107
تماه اإلسقاط عىل أنه مشاركة عاطفية تتطور يف حياة الناس اليومية ،يف الصداقات
ي يمكن أيضا وصف
والمشاعر األخرى .وتسقط هذه المشاركات العاطفية عىل كائنات أخرى وعىل األشياء الجامدة ،مثل األشياء
ويشب موران ( (1970:ر الن يودع فيها ر
البرس المشاعر .وتحدث هذه المشاركة أيضا يف العروض السينمائية. ى
ي
واقىع) ويشارك بإنشاء
ي التماه ،يرى المشاهد اإلسقاطات السينمائية كواقع (انطباع
ي 110إىل أنه من خالل
نسخة مطابقة للواقع.
بعي االعتبار المشاهد السينمائية ثالثية األبعاد ،حيث تزداد المشاركة
ويكون انطباع الواقع أقوى إذا أخذنا ر
ر
العاطفية نتيجة لتجربة "الواقع الزائف"؛ فكلما زادت مشاركة الحواس البرسية ،زاد إدراك الواقع المعيش.
وباإلضافة إىل عروض البعد الثالث والمؤثرات الخاصة ،فإن األعمال طويلة المدى ،مثل الروايات والمسلسالت،
تخلق مشاركة عاطفية شديدة.
وتشب إىل أن المسلسالت كب عىل الرسد. ى
ر أنجزت أندريا اسكوديرو تحليال لتماهيات اإلسقاط مع الب ر
التيلفزيونية الطويلة جدا تخلق إحساسا زائفا باأللفة نظرا لطول مدتها:
فبة تمتد يف المتوسط لمدة ثمانية أشهر ،وتمتد [ ]...تدخل الشخصيات مبل الناس بصفة يومية ،وه ى
ى ي
الفبة عالقة ألفة من جانب المشاهد للشخصية ،ألن الفرد لسنوات يف بعض المسلسالت .وتنشأ خالل هذه
يستقبلها يوميا يف مبله ويشارك الشخصية يف الدراما والمخاوف واألحالم واإلنجازات دائما يف نفس المكان
الخياىل الذي طوره الرسد ،ما يخلق
ي وف نهاية المسلسل الطويل يتم إدراج المشاهد يف هذا السياق والزمان .ي
روابط ،عىل الرغم من كونها رسيعة الزوال ،إال أنها قوية جدا مع بطل الرواية أو الشخصيات األخرى الصديقة
له يف حبكة الرواية (.)2014: 126-127
وهكذا ،بالنظر إىل األفالم الروائية ،فعىل الرغم من افتقارها إىل القوة اإلثباتية للواقع ،إال أنها تتمتع بقوة
ويعن سحر الصورة أنه عىل الرغم من أن المشاهد ال ي وه حقيقة يسميها موران "سحر الصورة". عاطفية ،ي
ُ
يشارك (كممثل) ،إال أن هناك مشاركة عاطفية شديدة تحدث "انتقاالت حقيقية ربي روح المشاهد والمشهد"
فه مقصودة يشب موران ) (1970:120فإن السمة الجمالية للسينما مهمة أيضا :ي ( .)Morin 1970: 117وكما ر
الواع بغياب الواقع يف التمثيل .وبالرغم من ذلك ،يصبح اإلسقاط بالنسبة للمشاهد ذاتية ومشاعر. للمشاهد ُ ي
تماه اإلسقاط ،كما ذكرت يف القسم السابق، ي السينمان بالكامل من زاوية
ي يف الواقع ،ينظر إىل تكوين المشهد
الن تتحد وتتداخل وتسىع للتواصل: ى ى
الكامبا ،والموسيق والعناض األخرى ير بما يف ذلك إيقاع الحركة ،وحركة
يمكن أن ترتبط جميع األدوات السينمائية بنمط الحركة ،وتميل جميع تقنيات الحركة نحو الحدة .يف الواقع،
المثب وتشدد عليه ،إما من خالل حركاتها الخاصة أو من خالل حركات اللقطات المتتالية. الكامبا العنرص رر تؤطر
ى
الكامبا وطرق حملها المتعددة وزوايار
ُ
تهء التفافات كب عىل أشد حدة .من ناحية أخرى ،ي يمكنك دائما الب ر
التصوير المتنوعة بيئة عاطفية أصيلة .وجنبا إىل جنب التقنيات الحركية ،تستخدم تقنيات زيادة الحدة عن
11
المكان (التقريب) .كل من تكثيف الوقت يف القبلة وتكثيف الرؤية يف
ي الزمن (الحركة البطيئة) أو
ي طريق التمدد
يثبان نوعا من االفتتان الممتص ،ويطمحان للمشاركة وينومان مغناطيسيا. لقطة مقربة لهذه القبلة نفسها ،ر
[.)Morin, 1970: 122-123(]...
وتشب ليليان فرومنغ) (2012: 16إىلر النفس.
ي يبدو أن الحجة المذكورة أعاله تستند إىل دراسات التحليل
تكبب الصورة يف الوقت المناسب؛تكبب الصورة يف الفضاء؛ والحركة البطيئة مع ر أنه يمكن اعتبار التقريب مع ر
تأثب تقنية السينما عىل المتفرج.الزمن مع التدفق المستمر لألحداث أمثلة عىل كيفية ري والتسلسل
كب عىل دور الصوت يف السينما لخلق ى
للتماه ،مع الب ر
ي وتطور أندريا إسكوديرو ) (2004: 120نفس المنظور
ى
والن تؤدي إىل االعتقاد بأن بيئة الصور ر ى
الن يلتقطها الدماغ البرسي ،ي مشاركة عاطفية ،ويعود ذلك للمحفزات ي
ه جزء من سياق الواقع الذي يندمج فيه الشخص. واألصوات ي
الكامبا اتجاه نظر المشاهد .عىل
ر األكب موجه نحو المشاركة العاطفية .ي
فق السينما تأخذ التأثب ر
ر واألهم أن
الكامبا ما تراه شخصية يف الفيلم ،إال أنها تتبن دائما منظور سلطة
ر الرغم من وجود لقطات منظور ،حيث تصور
النفس ،إىل أن
ي يشب التحليل
التماه يف أهمية التحديق ،حيث ر ي الرسد (المبدأ المنظم) وهو المشاهد .ويكمن
هذا التحديق يحول جمهور السينما من مشاهد إىل متلصص -الشخص الذي يستخلص سعادته األوىل من
التوقع (.)Turner 1997: 114-115
كما ذكرت سابقاُ ،يعتقد أن غرض كل إبداعات الفيلم ،من القصة والشخصيات إىل المؤثرات الخاصة ،هو
خلق المشاركة العاطفية للمشاهد ،الشخص الذي يمكن أن يشعر بالرسد من تجربة خاصة به ويتفاعل مع هذا
الرسد عاطفيا .وب هذا المعن يظهر استخدام العروض السينمائية الروائية كمحفز للتعليم والتعلم :ي
فه قادرة
ى
الن سنطورها
ه الحجة ي توفب مشاركة عاطفية من قبل الطالب المشاهدين مع المحتويات المبلورة .وهذه ي
عىل ر
تماه اإلسقاط (المشاركة العاطفية) لتعليم وتعلم حقوق اإلنسان.
ي ( )9يف القسم ي
التاىل الذي يتناول أهمية
سينما من أجل حقوق اإلنسان :التعليم والتعلم
تماه إسقاط للمشاهد .وهذه المشاركة العاطفية ال ي كما حللت يف القسم السابق ،استطاعت السينما تهيئة
الن تحفز التواصل ربي الفيلم والمشاهد :الرسد ى يهيئها الرسد وحده .فمجموعة
ه ي أدوات السينما جميعها ي
ى
الكامبا والموسيق التصويرية والكالم والصمت ،باإلضافة إىل تالصق اللقطات،أي الزمنية.
ر واإلضاءة وحركات
النفس للمشاهد ،الذي يتضمن عالقة عاطفية ربي المشاهد ي يؤكد ماركوس نابوليتانو عىل نفس الموقف
ى
معي لدى الطالب (وحن المعلم) عن تجربة اجتماع ر نفس والفيلم" :ينتج االتجاه نحو إعادة إنتاج موقف
ي ي
وبالتاىل ،يمكن للمعلم (األستاذ أو الباحث) أن يقوم
ي اىس"(.)Napolitano 2015: 14 اإلسقاط يف الفصل الدر ي
توفب التعليم والتعلم.
بدور الوسيط ربي الفيلم والطالب ،من أجل ر
الغرض من هذا القسم مناقشة أهمية السينما لتعليم حقوق اإلنسان وتعلمها ،وذلك استنادا إىل
تماه اإلسقاط
ي االستنتاجات المستخلصة يف القسم السابق ،الذي تناولت فيه فرضية البحث -نظرية
12
والمشاركة العاطفية للمشاهد .ويبدو أن الصلة ربي القانون والسينما يمكنها "استحضار المواقف والرصاعات
وغب ملموسة ،ولكنها موجودة يف المجتمع" (.)Almeida 2015: 62 الن تبدو بعيدة رى
ي
وتسمح لنا الصلة المذكورة ،يف حالة حقوق اإلنسان ،بالتحقيق من خالل السينما يف أحداث تاريخية ،مثل
األصليي والنضال من أجل
ر الجنسي والدمج القرسي للسكان
ر والتميب ربي
ر اإلبادة الجماعية والفصل العنرصي
ى
والن تظهر أحيانا انتهاكات لإلنسان وكذلك تحقيق الكرامة والحقوق .يف كلتا
الحقوق ،من ربي مواضيع أخرى ،ي
الن تبدو ملموسة ى
أكب للطالب والشعور بالقرب من الموضوعات ي الحالتي ،يبدو أنها تسمح بمشاركة عاطفية رر
إىل حد ما.
الماض. حن أفالم القانون) "حقيقية" أو نسخة مطابقة ألحداثال يمكن اعتبار أفالم حقوق اإلنسان (أو ى
ي
تغب الواقع وتعيد بناءه ،وتوضحه عن طريق الصورة والرسد والصوت والحركة" .فعناض الفيلم فالسينما ر
ه عناض واستخدام اللون أو عدم استخدامه -ي
ُ الكامبا ،واإلضاءة،
ر المختلفة -المونتاج ،واإلطار ،وحركات
يعط الفيلم معن محددا يحول ما أعيد إبداعه من الواقع ويفرسه"( Kornisي جمالية تشكل اللغة السينمائية ،ما
.)1992: 239
أطروحتي ضوري رتي( :أ) ما الذي تعكسه الصورة؟ و (ب) هل
ر تثب مونيكا كورنيس ()1992: 237-238 ر
تعبب عن الواقع أم مجرد عرض له؟ ووفقا لها ،ال يمكن اعتبار الصورة استنساخ واقع .يبدو أن الصورة
الصورة ر
ى
وبالتاىل ،إذا كان بإمكان المرء افباض الصورة كوثيقة ،فيمكن للمرء ى
تاريح مفبض. تعيد البناء اللغوي لسياق
ي ي
اف .بهذا المعن ،تقول المؤلفة أيضا ى
التاريح والجغر ي
ي افباض أن هذه الوثيقة ناتجة عن عرض صورة للسياق
معي.
نفسها أنه ال توجد يف الواقع وثيقة تاريخية "حقيقية" ،حيث أن جميعها تمثل صورة محتملة لسياق ر
عىل الرغم من أن الصور السينمائية ليست انعكاسات حقيقية لعرص ما ،إال أن مونيكا كورنيس ( 1992:
تفبض أنها مصادر ثمينة لفهم السلوكيات ووجهات النظر العالمية والقيم واأليديولوجيات لمجتمع )239ى
التاريح ،بقدر ما ر
يعب عن السياق ي معي ولحظة تاريخية معينة .ويمكن للفيلم أن يصبح "وثيقة مهمة للبحث ر
واالجتماع الذي أنتجه".
ي التاريح
ي
بهذا المعن ومن خالل االستنتاجات المتحصل عليها يف القسم السابق ،باإلضافة إىل اعتبارات مونيكا
كورنيس ،يبدو من الممكن استخدام السينما كمصدر للبحث والدراسة .فعىل الرغم من أن العروض السينمائية
خيالية ،إال أنها تستطيع لفت انتباه (تخلق مشاركة عاطفية من خالل مظهر الواقع) الطالب لفهم الموضوعات
ى ُ
والن تصور بشكل شائع يفالمهمة ،ال سيما الموضوعات المتعلقة بحقوق اإلنسان ( )10وأمثلتها التاريخية ،ي
السينما.
لقد قدم ماركوس نابوليتانو ( )2015: 7التنبيه الشديد الستخدام السينما كوسيلة تعليم وتعلم ،حيث
الخبات األكاديمية من الفيلم بالرسديات ،وفشلت يف مناقشة الجوانب األخرى للعروض ر ترتبط معظم
السينمائية:
13
تكمن المشكلة ف أن األفالم تحدث ف قلوبنا وف أذهاننا بشكل أقل تشابها مع التاري خ المجرد ،ر
وأكب تشابها مع ي ي ى ي
ه البنية الجمالية والتواصلية الحقيق المنشأ من لغات وتقنيات ليست مجرد لوازم تواصلية ،بل ي ي الخياىل
ي العالم
والن غالبا ما تحدد معن القصة المصورة (.)Napolitano 2015: 7 ى
الحقيقية للفيلم ،ي
عي لفهم الفيلم بشكل صحيح ،ى
الكامبا ،أي ر
ر يقبح غرايم تورنر ) (1997: 115أن يأخذ المرء منظور
َ ُ .
وينتج المعن لجمهور يشب رتبنر ) (1997: 122يقدم فهم الفيلم عناض نصية وفوق نصية المشاهد .وكما ر
المعان يف أي نص ي معي" .وعندما ندرك ذلك ،يمكننا قبول أن الجمهور يمكنه إيجاد مجموعة متنوعة من ر
معان الفيلم عىل أنها ُ
للتغيب" .وهكذا ينظر إىل غب قابل
ي ر السينمان ليس بالرصورة ثابتا أو ر
ي سينمان؛ فالمعن
ي
السينمان ذاته.
ي للنص كخاصية وليست - للفيلم معن يعط
ي الذي التفسب
ر ذلك - نفسه المشاهد تفسب
ر نتاج
غب قاطع .فهدف العروض السينمائية -النص الرسدي والشخصيات التفسب ر
ر ومع ذلك ،يبدو أن مثل هذا
المعرف.
ي التفسب
ر معي من
الكامبا واإلضاءة وما إىل ذلك -توجيه المشاهد إىل نوع رر كبوالمالبس وتر ر
أساىس من
ي يبدو أن استخدام السينما التجارية كمصدر للبحث ،وخاصة هوليوود ،أمر مهم ،وذلك بشكل
ه المجال الذي ُيجمع فيه الجماليات أجل "إعادة اكتشاف الثقافة العادية والعالية عىل حد سواء ،ألن السينما ي
الفن"(.)Napolitano 2015: 11-12 ى
والبفيه واأليديولوجيا والقيم االجتماعية األوسع نطاقا يف نفس العمل ي
وب هذه الطريقة ،لن يقترص البحث عىل رسد الفيلم فحسب ،بل يشمل أيضا عناض مهمة مثل اللغة وتجميع
والموسيق التصويريةى اف
اللقطات والحوارات ربي الشخصيات وبناء الشخصيات نفسها والتصوير الفوتوغر ي
واإلضاءة وكذلك مكونات المشهد األخرى.
رئيسيي.
ر نهجي
ر يشب ماركوس نابوليتانو إىل أن استخدام العروض السينمائية يمكن أن يتبع يف ضوء ذلك ،ر
النهج األول يسم المصدر ،حيث يمكن استخدام الفيلم لتحليل المشاكل والقضايا الناشئة عن الحجة والنص
الثان، الن يتكون منها الرسد .ويتبعوالقيم األخالقية والقيم األيديولوجية والشخصيات والعناض األخرى ى
النهج ى ي
الباما بالفيلم نفسه ،ر ي
المسم مولد النص"،نفس مبادئ النهج السابق ،مع اختالف [ ]...أنه أقل ى
وأكب الباما
يثبها"(.)Napolitano 2015: 28 الن رى
بالقضايا والموضوعات (السياسية والوجودية والتاريخية إلخ) ي
ينبىع التأكيد عىل أن المعلم (الباحث أو األستاذ) يجب أن ريبز فهما للعملية السينمائية ،أي
ي ومع ذلك،
لك يكون قادرا عىل توجيه الطالب
والكامبا وما إىل ذلك – ي
ر معرفة باللغة السينمائية -اإلضاءة والرسد واألصوات
ى ُ
اىس .وإال فإن الفيلم سيكون مجرد لحظة توضيحية ،دون ي ر الد الفصل ف
ي حلل ت إىل فهم متعمق للمشكلة حن
أن يؤدي وظيفته ى
الببوية.
يمكن للفيلم ،باإلضافة إىل إتاحة فهم األيديولوجيات والرؤى الكونية ،أن يكون وثيقة مهمة لتحليل القانون
الدوىل ،كما هو الحال بالنسبة لحقوق اإلنسان .فقضايا مثل كرامة
ي يف مجتمعات معينة وأيضا عىل المستوى
ر
والمالج والحقوق المدنية الجنسي والهجرة العرف وعدم المساواة ربيى والتميب اإلنسان والفصل العنرصي
ر ي ر
ر
والسياسية يف العالم والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وقضايا التنمية البرسية وظهور األمم المتحدة
نورمبغ والمحكمة المخصصة ليوغوسالفيا السابقة ومحكمة رواندا والمحكمة الجنائية الدولية ر ومحاكمات
14
ى
الن يمكن
ه بعض األمثلة عىل الموضوعات يلسباليون ومحكمة العدل الدولية ي والمحكمة الجنائية الخاصة ر
ى
والن تحدث يف العالم. ى
الن حدثت يالتأمىل ربي الطالب واألوضاع ي
ي مشاهدتها سينمائيا ،مما يسمح بالنهج
من المهم أن تظهر السينما ،كممارسة تربوية ،كآلية تعليم وتعلم لحقوق اإلنسان ،بفضل المشاركة العاطفية
الن تنشأ ربي الفيلم والمشاهد الطالب ،مما يسمح بالهروب من الموضوعية العلمية الموجودة يف الكتب ى
ي
والفصول الدراسية.
مالحظات ختامية
الن ى ى ى
تفبض سىع هذا البحث إىل تحليل العالقة الببوية ربي القانون والسينما .بالنظر إىل الفكرة الشائعة ي
مسبقا أن السينما مكونا منهجيا قويا لتعليم القانون وتعلمه ،وأردت أن أتساءل حول هذه الحجة ،وأتعامل مع
إشكالية سبب اعتبار السينما وسيلة تربوية مهمة وأيضا سبب أهميتها لتعليم حقوق اإلنسان وتعلمها.
بعد بضعة أشهر من البحث يف مجاالت التواصل وعلم النفس ،ال سيما يف دراسة اإلعالنات التلفزيونية
واالرتباطات العاطفية ،أعرض الفرضية التالية :استنادا إىل أبحاث علم النفس وعلم األعصاب وطب العيون
الن أظهرت أن للسينما القدرة عىل خلق مشاركة عاطفية للمشاهد ،بما يف ذلك المشاهد الطالب، ى
العصن ،ي
ري
الن تخلقها الموضوعية العلمية للقانون.يبدو أن السينما تستطيع القضاء عىل المسافة ى
ي
ه شكل جيد من أشكال التعليم والتعلم ،ولكن يمكن للسينما المساهمة تعن الفرضية أن مشاهدة األفالم ي
ال ي
تشب الفرضية إىل أن أفالم القانون ،وخاصةوبالتاىل ،ر
ي تماه اإلسقاط أو المشاركة العاطفية للمشاهد.
ي تربويا يف
أفالم حقوق اإلنسان ،تقدم شحنة صدق ،تسم المصداقية ،وتزيد المشاركة العاطفية ،ومعها تزيد فعالية
التفاعل ربي الطالب والمحتوى المطلوب تطويره.
بمجرد صياغة فرضية البحث ،حاولت اختبارها بوسائل جدلية ،عن طريق منهجية التجربة والخطأ لكارل
الن ى
اقبحتها .يف ى
وه نتيجة تدعم الفرضية ي بوبر .ويمثل هذه البحث النتيجة الوصفية لالختبار الذي أجريته ،ي
منهح إىل أرب ع مراحل رئيسية .حاولت يف المرحلة األوىل تقديم فكرة السينما
ر ي ضوء ذلك ،قسمت المقال بشكل
كممارسة اجتماعية ووسيلة تواصل موجودة يف الدراسات الحالية المتعلقة باللغة والثقافة .يف ظل هذا المظور
ُ
المعان وتوصيلها.
ي المهم ،أصبحت السينما تفهم عىل أنها مجموعة من تفاصيل لغة مهمتها خلق
الباحثي يف الدراسات الثقافية واللغوية أقل بالسينما نفسها وزاد االهتمام بفكرة التواصل ،أي
ر أصبح اهتمام
المعان
ي اف والصوت وخلق عملية صنع الرسد وأدوات اللغة السينمائية األخرى ،مثل التصوير الفوتوغر ي
عاطق مع
ي وتوصيلها .وخلص المفكرون من دراسات الفيلم بشكل عام إىل أن السينما قادرة عىل خلق رابط
الن يجب توصيلها عن طريق أدوات المشهد. ى
المشاهد -الرسالة ي
إن هذا االرتباط والمشاركة العاطفية من طرف المشاهد هما تحديدا اللذان أديا إىل ظهور فرضية البحث
ى
والن رتبر فكرة أن السينما يمكن أن تكون ممارسة تربوية مهمة لتعليم القانون وتعلمه ،وخاصة ى
الن قدمتها ،ي
ي
15
تماه اإلسقاط ،من أجل
ي بعي االعتبار نظريةحقوق اإلنسان .لذلك قمت بتحليل فرضية البحث ،مع األخذ ر
اكتشاف ما إذا كان من الممكن تعزيز إيجاد مشاركة عاطفية ربي السينما والمشاهد.
تماه اإلسقاط آلية النفس وعلم األعصاب ،أن ى
الن أجراها علماء النفس والتحليل
ي ي ويتضح من الدراسات ي
تماه اإلسقاط عىل أنه
ي التماه يف التفاعل ربي السينما واإلنسان .ويمكن تعريف
ي مالئمة لإلنسان ،ويحدث هذا
السينمان بأكمله، ى
مشاركة عاطفية ،يرتبط فيها المشاهد عاطفيا بالفيلم .ومع ذلك تثبت الدراسات أن البتيب
ي
العاطق.
ي بما يف ذلك الرسد واإلضاءة والصوت وما إىل ذلك ،هو ما يخلق هذا االرتباط
أخبا ،يبدو من الممكن اإلشارة إىل أن السينما كممارسة تربوية يمكنها المساعدة يف تعليم القانون وتعلمه،
ر
ى
الن تنشأ ربي
ما يساهم يف زيادة إرادة الطالب لفهم المحتويات القانونية ،وذلك استنادا إىل العالقة العاطفية ي
أساىس ،يبدو أن السينما قادرة عىل زيادة
ي الطالب و المحتوى المراد تطويره .وبالنظر إىل حقوق اإلنسان بشكل
فهم اإلنسانية للقضايا المحلية والعالمية.
16
الهوامش
بالتعاىل فيما يتعلق بعالم الكائنات واألشياء ي (" )1يقول إيتيان سوريو يف كتابه تقابل الفنون :يتمثل الفن يف حثنا عىل االنطباع
التأثبات" ( (Agel, ر الن يضعها من خالل الوسيط الحرصي للعبة حساسية يدعمها جسد مادي مأمور بإحداث هذه ى
ي
.1986: 7
الباحثي يف كال
ر ( )2كان تعليم القانون وحقوق اإلنسان وتعلمهما من خالل األفالم موضوعا للدراسة من قبل العديد من
المجالي (انظر Sealey 2008؛ Russell III 2009؛ Osborn and Hobson 2010 ،Greenfield؛ & Hagin ر
ه ما حددته مجلة السينما ي األفالم اسات ر لد التخصصات ومتعددة الجديدة األساليب هذه ومثل .) Wagner 2014
عىل أنها مهمتها منذ البداية ([ )Akser 2011مالحظة المحرر].
ى
(" )3بالنسبة لعلماء السيميائية مثل روالن بارت ( (1973تشمل" اللغة "كل تلك األنظمة ال ين يمكن للمرء من خاللها اختيار
تغيب طريقة لبسنا (اختيار المالبس ودمجها وبالتاىل يمكن أن تكون المالبس لغة؛ ر ىسء ما. ر
ي عناض والجمع بينها لتوصيل ي
تغيب ما تقوله أزياءنا عنا وعن مكانتنا يف الثقافة"( Turner 1997: الن تنسبها الثقافة للمالبس) يمكنها ر ى
المعان ي ي ومعها
الن يمكنها اختيار عناض التواصل والجمع ى .)52وكما ر
وه األنظمة ي يشب رتبنر يجب فهم اللغة من وجهة نظر بارت ،ي
المعان االجتماعية الثقافية (.)Turner 1997: 51 ي ه اآللية الرئيسية إلنتاج وإعادة إنتاج بينها .يبدو أن اللغة ي
ه نظام ى
الن ي السينمان يمكن تحديدها من خالل األنواع ،ي ي ( )4من المهم أن تتذكر أن األشكال واألنواع المختلفة من الرسد
ترمب يجعل من الممكن تحديد نوع الرسد. ر
الن تمس المشاهدين عاطفيا ،ولكن ما يسم ى ه وحدها األفالم ليست أنه إىل تحليله ف ) 1996: 65-74 ( برن خلص ()5
ي ي ي يي
تسويق األفالم (اإلعالن) يمس المشاهد عاطفيا أيضا ،ما يخلق رابطة عاطفية تجعل الناس روادا للسينما .لهذا السبب
والممثلي والممثالت وأمور أخرى. معي من األشخاص ،بناء عىل نوع الفيلم ُ
ر يراع يف اإلعالنات نوع ر
المرتبطي بالصورة. ر عرس إىل أهمية األحالم والخيال يشب ظهور السينما والتحليل النفس معا ف نهاية القرن التاسع ر ( )6ر
ي ي
النفس سيغموند فرويد أن الحلم مرتبط بالصور المرئية ،رابطا تحليله باألشياء المرئية" .إن دراسة ي وضح أبو التحليل
ر
النفس ،ودمج هذه الدراسة مع المرسوعات األخرى أهمية اإلدراك البرصي يف تكوين الذات منذ بداية تطور التحليل
ي
للتفكب يف تكوين الذاتية الحديثة مع ظهور السينما ر طريقا المرض للنظرة ،يميل إىل أن يكون ي والتفكب يف علم النفس ر
النفس" .تقول فرومينغ إنه إذا كان المرض الرسيريون ،يف وقت فرويد ،يتحدثون بحرية عن األحالم ،فإنهم ي والتحليل
الحس لموقف ي اك ر اإلد إىل لإلشارة ، بفيلم" أشبه األمر "كان غالبا يقولون كما الفيلم، انطباعات عن يتحدثون أيضا
معي. ر
التماه ،وأشارا عىل أن هذه العملية عملية عىل كب ى
الب مع فرويد نظريات ) ( سيليس و ايس ر غيما حلل ()7
ي ر 2007: 342-346
التماه. ال غن عنها يف تكوين الكائن البرسي ،وأن العالقات ربي األشخاص تصبح فعالة من خالل ر
ي
النفس ،فوجدت 232 ي والتحليل ( )8تتبعت ليليان فرومينغ ( )2012: 22الدراسات حول العالقة ربي السينما وعلم النفس
ُ بحثا ف ى
حن ،1997ووجدت 47استطالعا ن ررست يف قاعدة بيانات الجمعية األمريكية لعلم النفس الفبة من 1991ى
ي
عام 1998و .2000واستخدمت هذه االستطالعات دراسات يونغ ووينكوت والكان وفرويد. ربي ي
( )9أثار أراوجو و فوس ( )2009: 119-130أهمية استخدام المصادر السينمائية يف الفصول الدراسية كمحفز للتعليم
األكاديميي.
ر التماه واإلسقاط كحجة قوية لصالح ي والتعلم ،وبالنسبة لهما يظهر ارتباط
ازيىل. ر .
الب ي بحن للقانون ر دوىل ومع ذلك علينا االنتباه إىل استخدام السينما كمصدر ي موضوع حقوق اإلنسان شأن ي ()10
الن أنتجها الن تغط موضوعات قانونية مربحة ،وانتجتها هوليوود منذ زمن بعيد .تقدم مثل هذه األفالم ،ى األفالم ى
ي ي ي
البازيل وكذلك يف القارة العرف ،وهو نظام يختلف عن النظام المعتمد يف ر ي للقانون القانون
ي النظام األمريك
ي الثقاف
ي النظام
الن تهدف إىل تحليل ى ى .
المدن يقبح براون أنه يف حالة ىالتقاطعات ربي القانون والسينما ي ي األوروبية وهو نظام القانون
المنطق لألفالم ،الذي يسمح بنقل المفاهيم القانونية ذات ي االختيار وري الرص من )،المدن ي المحىل (القانون ي القانون
17
ى
الن تتحدث عنها ضيقة وهذا ي.القانونيي
يعن "ضورة تجاهل بعض األفالم ألن القضايا القانونية ي ر بالنظامي
ر الصلة
.)Brown 2015: 31( " أو خاصة بوالية قضائية معينة،جدا
BIBLIOGRAPHY
Agel, H. (1986). Estética do cinema. São Paulo: Cultrix.
Akser, M. (2011). Reinvigorating film studies: an immodest proposal. CINEJ Cinema Journal, 1(1), 1-
3.
Almeida, P.W. (2015). Direito internacional e cinema: uma experiência didática. Cadernos FGV
Direito Rio. Educação e Direito 11: 62-86.
Altman, R. (2004). Silent film sound. New York: Columbia University Press. de Araujo, A. R., & Voss,
R. D. C. R. (2009). Cinema em sala de aula: identificação e projeção no ensino / aprendizagem da
língua inglesa. Conexão – comunicação e cultura (Caxias do Sul – UCS), v. 8, n. 15.
Birman, J. (1996). Por uma estilística da existência. São Paulo: Ed. 34.
Brée, J. (1996). Le placement de produit dans les films: une communication originale. Décisions
Marketing 8: 65-74.
Brown, K. (2015). Reflexões sobre o ensino de direito e cinema. Cadernos FGV Direito Rio. Educação
e Direito 11: 27-40.
Carrière, J.C. (1995). A linguagem secreta do cinema. Rio de Janeiro: Nova Fronteira.
Cornejo, V. T. (2009). El cine, ? nos aporta algo diferente para la enseñanza del derecho? Revista
sobre la enseñanza del derecho 14: 59-81.
Deshpande, A. (2007). Indian cinema and the bourgeois nation state. Economic and political weekly,
v. 42, n. 50: 95-101.
Escudero, A. P. (2014). Espelhos midiáticos: uma reflexão sobre projeções e identificações através
de técnicas e narrativas. Revista Lumen et Virtus. v. 5, n. 10: 118-129.
Fiuza, J., D’Oliveira, M.C., Brutti, T. A. and Camargo, M. A. S. (2015). A influência do cinema para os
jovens. Revista Eletrônica Unicruz, v. 3, n. 1: 374-385.
Fonseca, A. L. B. D., & Mariano, M. D. S. S. (2008). Desvendando o mecanismo da projeção. Psicologia
em foco, 1(1), 1-8.Freitas, M. (2015). Human rights films: issues and definitions. Journal of islamic
state practices in internacional law: 28-48.
Froemming, L. S. (2012). A montagem no cinema e a associação-livre na psicanálise. Porto Alegre:
Curso de Pós-Graduação em Psicologia do Desenvolvimento (Tese de Doutorado).
18
Costa, F. G. (2011). El cine como metodologia docente en la asignatura derecho constitucional. In.
Ybanéz, Maria Teresa Tortosa; Teruel, José Daniel Álvarez; Buades Neus Pellin. IX Jornada de xarxes
d'investigació en docència universitària: disseny de bones pràctiques docents en el context atual.
Alicante.]
Greenfield, S., Osborn, G., & Robson, P. (2010). Film and the law: The cinema of justice. Hart
Publishing.
Grubba, L.S. (2015). O essencialimso nos direitos humanos. Florianópolis: Empório do Direito.
Guimarães, V. C. and Celes, L.A.M. (2007). O psíquico e o social numa perspectiva metapsicológica:
o conceito de identificação em Freud. Psicologia: teoria e prática. v. 23, n. 3: 342-346.
Hagin, B., & Wagner, R. (2014). The Occupation-Image: A Deleuzian Analysis of Videos from the
Israeli Occupation of Palestine. Journal of Film and Video, 66(4), 19-33.
Kornis, M.A. (1992). História e cinema: um debate metodológico. Estudos Históricos. v. 5, n. 10: 237-
250.
Machura, S. (2007). An analysis scheme for law films. University of Baltimore Law Review 36: 329-
345.
Morin, E. (2005). The Cinema, or The Imaginary Man, An Essay in Sociological Anthropology. Trans.
Lorraine Mortimer. Minneapolis: University of Minnesota Press.
Napolitano, M. (2015). Como usar o cinema na sala de aula. São Paulo: Contexto. Rivaya, B. (2009).
El cine de los derechos humanos. Sociologia del diritto: 137-157.
Rodrigues, H. W. and Grubba, L. S. (2012). Conhecer Direito I: a teoria do conhecimento no século
XX e a Ciência do Direito. Florianópolis: Fundação Boiteux.
Rorty, R. (2009). Philosophy and the Mirror of Nature. Princeton University Press.
Rorty, R. (1999). A world without substances or essences. Philosophy and social hope, 47-71.
Rosatelli, L.A.C. (2007). Atêlie de vídeo e cultura juvenil: um estudo de caso sobre aprendizagem e
socialização de jovens urbanos de segmentos populares através das tecnologias de vídeo digital.
[Dissertação de Mestrado em Educação]. São Paulo: Faculdade de Educação, Universidade de São
Paulo.
Russell III, W. B. (2009). Teaching social issues with film. Charlotte: IAP.
Sanil, V. (2003). Mathematical idea and cinematic image. Economic and Political Weekly, v. 38. n.
35: 3657-3661.
19
Sealey, K. S. (2008). Film, politics, & education: Cinematic pedagogy across the disciplines. Peter
Lang.
Sherwin, R.K. (2000-2001). Nomos and cinema. UCLA Law Review 48: 1519-1543.
Stemberg, R. J., & Stenberg, K. (2012). Cognitive psychology. Harcourt Brace College Publishers,
1(996), 225-227.
Tascon, S. (2012). Considering human rights films, representation, and ethics: whose face? Human
rights quarterly 34: 864-883.
Tudor, A. (1974). Theories of film. Viking Press.
Turner, G. (2012). Film as social practice. London: Routledge.
20