Professional Documents
Culture Documents
الإعلان التلفزيوني في الجزائر بين التصميم والدلالة PDF
الإعلان التلفزيوني في الجزائر بين التصميم والدلالة PDF
Résumé
Cet article traite de La publicité télévisée qui
aمقدمة une importance particulière par rapport
aux effets sur le consommateur. la puissance
يمكن تصور عالم اليوم وهو خال ال de ce media se manifeste à travers le volume
temps et l’ ampleur , car les téléspectateurs
من اإلعالن .ويعتبر اليوم عنصرا sont moins résistants à la manipulation ,
أساسيا في إستراتيجية المؤسسات ،إذ c’est pourquoi la télévision est décrite
تتخذه كأسلوب من أساليب الترويج، comme un media lourd .
La publicité télévisée qui est un produit
خصوصا ونحن نشهد تجليات العولمة complexe consiste à provoquer la passivité
االقتصادية من خالل غزو المنتجات par une combine délicate entre l’ image
األجنبية لألسواق المحلية ،ما أدى إلى surréaliste , la musique et un texte poétique
.Certes , Son effet éblouissant est redevable à
إطالق منافسة قوية بين مختلف cette spécificité .
المنشآت التي باتت مجبرة على Nous essayons à travers cet article d’analyser
عرض منتجها في أحسن صورة en critiquant le contenant et le contenu du
texte publicitaire ( spot ) livré aux
وبأفضل المواصفات ،وهو ما يستلزم téléspectateurs algériens à travers la chaine
اللجوء إلى اإلعالن .وأحسن الوسائل nationale à qui on reproche la faiblesse de
للحصول على فعالية أكثر ،وهو la qualité et ce au moment ou le discours
sur la promotion du produit national est un
لتلفزيون .وقد عرف تطورا ملحوظا mot d’ordre .
في الجزائر مقارنة بسنوات خلت ،حيث أدخلت التقنيات جديدة في إعداده وأصبحت
الرسائل اإلعالنية تقدم بأشكال ومضامين أفضل رغم النقائص.
واإلعالن اكتسب بعض األهمية في التلفزيون الجزائري لكن من دون أن
تواكبه دراسة علمية وافية سواء من حيث تحليل الرسالة اإلعالنية تحليال علميا أو
وصف الظاهرة اإلعالنية من حيث تطورها في التلفزيون .وبناء اإلعالن في حد ذاته
يشكل تحد آخر بالنسبة للمؤسسة الجزائرية؛ حيث وضعت صناعة اإلعالن على تقاطع
الطرق بين الفنون والعلوم اإلنسانية والبحوث العلمية التطبيقية التي تشمل نظريات
ومقاربات في تصميم اإلعالن.
اإلعالن أبرزها :ما وفي ظل هذه التحوالت تبرز العديد من التساؤالت حول
هو مضمون اإلعالن الذي يعرضه التلفزيون الجزائري؟
ما يالحظ هو قلة الدراسات في الجزائر التي تتناول مادة اإلعالن التي
يبثها التلفزيون من حيث عناصر اإلخراج و التشويق وشد االنتباه .وهي عناصر
تلعب دورا أساسيا بجعل الرسائل اإلعالنية التلفزيونية قادرة على الغرس أو المشاركة
في تدعيم بعض القيم والسلوكيات والعادات االقتصادية واالجتماعية .
إن إنتاج إعالن ،قبل أن يكون وسيلة للترويج يحفز على االستهالك هو عبارة
عن رسالة تتضمن دالالت تدعونا لتوظيف التحليل السيميائي .
-1بالغة اإلعالن وتعدد المعنى :
عمل اللغوي "رومان جاكبسون" على تحديد وظائف الصورة عند تحليله للفعل
االتصالي .
كوظيفة ما وراء اللغة تظهر في الصور التي تصف اللغة وتذكر عناصرها
وتعرف مفرداتها ،وهذا ما نجده في الصورة التي تحتوي معاني ورموز داللية ،وما ِّ
على المتلقي إال فكها .
والوظيفة الشعرية أو الجمالية التي تركز على الرسالة في حد ذاتها وعلى الجانب
الجمالي فيها ،وهي كذلك تضيف قيمة انفعالية ،وفي هذه الحالة فإن الرسالة تنتقل من
الخطاب المنطقي إلى الخطاب الرمزي ،كالصور اإلعالنية التي تع ُمد على الفنانين
الرياضيين)1( .
كما اهتم "روالن بارت" بالصورة وخاصة اإلعالنية منها وبالغتها؛ حيث كانت
األهم في تحديده لطبيعة العالقة بين الرسالة اللغوية والبصرية .والتي تعني الوصول
إلى النهاية ،فهي تعني في اللغة " :إيصال المعنى كامال إلى ذهن القارئ والسامع،
بالتالي هي حسن استخدام األلفاظ "(. )2
والواقع أنه ال يمكن الحديث عن الخطاب البصري دون التطرق إلى جهود "
266
اإلعالن التلفزيوني في الجزائر بين التصميم والداللة
روالن بارث" الذي كان يقول أنه "ينبغي إعادة التفكير في البالغة الكالسيكية
بمفاهيم بنيوية وسيكون ،حينئذ من الممكن وضع بالغة عامة أو لسانية لدوال
التضمين ،صالحة للصوت المنطوق ،والصورة واإليماء)3(...
وفي دراسة حول الصورة ذهب" بارت" إلى أن البالغة ال تنحصر فقط في
اللغة بل هي موجودة كذلك في الصورة الفنية والصور الشعرية التي تنطوي على
إيحاءات متعددة رمزية ال يمكن إغفالها ألن تفاعل مدلوالتها هو الذي يخلق ميزة و
ثراء الصورة .وقد عرف بالغة الصورة على أنها ذلك "العلم الذي يدرس أساليب
التضمين" وهي في الصورة اإلعالنية العلم الذي يدرس الكيفيات التي تثير االنتباه
وتدفع المتلقي إلى اقتناء منتج معين ،أي علم توظيف الخيال)4 (.
بالتالي ،فإن الصورة اإلعالنية حسب هذا المضمون تتفاعل مكوناتها من أجل
تحديد الصيغة الوظيفية للدالئل .وفي الحديث عن تأثير الصورة اإلعالنية وفي مقارنة
ل "روالن بارث" بين الصورة العادية والصورة المتحركة ،يرى في زمن
الفوتوغرافيا نوعا جديدا من الزمان – المكان ،وجمعا غريبا بين "هنا" و"السابق"،
الصورة تضعنا اآلن أمام حدث أو شخص وموضوع كان موجود قبل اآلن ،أما
الصورة اإلعالنية تبعدنا عن الشعور اآلتي بالزمن الماضي والمكان الماضي وت ُ ِّ
دخلنا
في وهم عيش الحدث فعليا (. )9
la هي النوع األكثر شيوعا في داللـة الصورة اإلعالنية وهي تعددية المعنـى
polysémieمقارنة ب :أحا دية المعنى .إذ يرى "روالن بارث" في هذا الصدد" :إذا
265
اإلعالن التلفزيوني في الجزائر بين التصميم والداللة
كانت الصورة تحتوي على العديد من الدالئل فنحن متأكدون أن هذه الدالئل كثيرة جدا
في اإلعالن ،وأن هذه الصورة تكون مشكلة ؛ حيث أنها مبنية على أساس يُمكن من
القراءة الجيدة لها" .كما أن تعددية المعنى تمتاز بأهميتها في عملية توصيل الرسالة
وإقناع الجمهور بها.
ولم يُحدد " بارث" طريقة معينة لتحليل الرسائل البصرية ،وإنما جاء ذلك متضمنا
في طيات أبحاثه العلمية المختلفة .وقد حاول تحليل صورة إعالنية فقط "صورة
البانزاني" ألنها قصديه ،وألن عالماتها مشبعة وغير مفخمة و تتكون من " :العجينة
وعلبة وكيس طماطم ،وبصل وفلفل وفطر .وكل هذه العناصر تظهر من شبكة نصف
مفتوحة بألوان صفراء وخضراء ،وعلى ركيزة بلون أحمر" .هذه الصورة تعطي
رسالة أولى ،جوهرها لساني يفاضل اللغة الفرنسية .ويستشف بارث من لفظ مدلوال
إضافيا يشير إلى اإليطالية« L’italianité » .
أما الصورة األيقونية المسننة ،فهي بدورها تفصح عن مجموعة من العالمات:
فالصورة المعروضة توحي بالعودة من السوق ،وهو مدلول يوحي بدوره إلى قيمتين
مثيرتين للغبطة:
طراوة المنتجات واالستعداد للطبخ ،أما الدال فهو تلك الشبكة نصف المفتوحة التي
تسمح بتبعثر المشتريات على الطاولة ،وتجمعها المكتظ والذي يقوم بخدمة مطبخية،
هي التي تُكمل ما هو ضروري إلعداد طبق مركب ،كما ترمز األلوان الثالث
(األحمر ،األصفر واألخضر) إلى إيطاليا مكان إنتاج هذه العجائن (. )11
وانطالقا مما سبق فإن هذه الصورة اإلعالنية وحسب تحليل "بارث" تعرض ثالث
رسائل رسالة لسانية ورسالتين أيقونتين :أما اللسانية فتنفصل بسهولة ،أما الرسالتين
األيقونتين فإن التمييز بينهما ال يتم على مستوى القراءة الشائعة ،فمشاهد الصورة
يتلقى الرسالة اإلدراكية والثقافية في نفس الوقت.
– 2تسطيح الرسالة اإلعالنية في التلفزيون الجزائري:
إن اإلعالن اليوم ظاهرة أكثر انتشارا تميز المجتمعات االستهالكية و بخاصة مع
التطور التكنولوجي للوسائل االتصالية ،ويعتبر اإلعالن التلفزيوني أكثر األنواع تأثيرا
في المستقبل سواء كان مستهلكا حاليا أو مرتقبا نظرا القتران الصوت بالصورة ما
يزيد من مصداقية خصائص السلعة المعلن عنها .فعن طريق هذه الوسيلة يكتسب
الكثير من قدراته التأثيرية من خالل استعمال إشارات و رموز صريحة و أخرى
ضمنية إيحائية.
وإذا ما ألقينا نظرة على اإلعالنات الجزائرية الحظنا الفرق بين اإلعالن الموجه
واإلعالن القائم على أساس المنافسة فقد أصبح الزما عليها االهتمام باإلعالن من
خالل التحكم في البناء العلمي للرسالة اإلعالنية وكذا االهتمام بوسائل االتصال
265
مريم زعتر
األلسنية خاصة إذا ما تحدثنا عن المضمون اللغوي ومدى أهميته إلى جانب المضمون
الداللي.
التلفزيون الجزائري يعرض المضامين المختلفة لإلعالنات المحلية شكال
ومضمونا بمقتضى الصالحيات الموكلة للتلفزة الوطنية عن طريق المديرية التجارية
والتي أصبحت لها الحق بموجب المرسوم المؤرخ في 21أفريل 1991إبرام
وتوزيع جميع العقود المتعلقة باإلنتاج اإلعالني .أصبح لزاما على المؤسسات التي
ترغب في اإلعالن عن منتجاتها وخدماتها االتصال بالمصلحة التجارية للتلفزيون من
أجل تصميم و بث رسائلها اإلعالنية.
تبين أن الومضات اإلعالنية عبر القناة الوطنية تركز فقط على خصائص السلع
والخدمات دون االعتماد على األسس العلمية في المخاطبة اإلعالنية ،كما أن أغلب
السلع التجارية المعلن عنها كانت سلعا غير معمرة ودائمة فأغلبها مواد سريعة
االستهالك (.)11
كما أن توظيف الصورة في اإلخراج لم يكن بالشكل المناسب سواء في اإلعالنات
الت جارية،الخدماتية أو اإلدارية،إذ تظهر مجرد شكل مرئي يستعمل كنداء يجدب الناس
إلى المضمون المعروض مما يفسح المجال للكلمة ،وهذا ما يقودنا بالضرورة إلى
معرفة خصوصية إعداد اإلعالن التلفزيوني حتى يظهر بهذه الطريقة.
- 3اإلعالن المنتج في الجزائر و االغتراب عن الذات :
يقوم العمل اإلعالني في الجزائر على مراحل أساسية هي على التوالي:
(: )Phase de pré -production أ -مرحلة ما قبل اإلنتاج
وهي المرحلة التي تبدأ باتصال المعلن بالمصلحة التجارية للتلفزيون وتنتهي باتفاق
الطرفين و إعداد العناصر التصويرية إلنتاج اإلعالن ويرتكز إعداد هذه األخيرة على
عنصرين أساسيين:
تحديد الهيكل القاعدي للفيلم اإلعالني :نقصد بذلك إعداد الملخص synopsis
يتضمن مختلف األفكار األولية الخاصة (: )12
● بتحديد الفكرة األساسية لإلعالن :وهي مسألة تتوقف على طبيعة المنتوج
وليس عما أفرزته بحوث التسويق عن المستهلكين الحاليين والمرتقبين وال عن ظروف
وأحوال المنافسة وسياسات التوزيع ...باختصار كل ما يمكن أن يتعلق بظروف
اقتصاد السوق التي يمر بها البالد.
وهكذا بناء على ما قدمه ال معلن من معلومات يقوم المصمم بوضع فكرة أولية
يسعى من خاللها إلى جذب انتباه الجمهور المستهدف وإثارة دوافع الشراء ،وقد تكون
271
اإلعالن التلفزيوني في الجزائر بين التصميم والداللة
270
مريم زعتر
تحليال يأخذ أهمية ذلك دون أن تواكبه دراسة علمية لتحليل الرسالة اإلعالنية
سميولوجيا ،إذ يقول "كريستيان ميتز " في هذا الصدد « :بسيط أن نستغل الرسالة
اإلعالنية خارجيا ونعلق عليها ولكنه صعب جدا أن نستنطقها على مستوى داخلي
ونغوص في أعماق بصريتها ،فما بصرية الصورة اإلعالنية إال بنيات غير بصرية »
( . )13والسؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة لتجربة الجزائر:
هل اإلعالن في التلفزيون الجزائري مبني على الدالالت و المعاني التي تعكس قيم
المجتمع الجزائري أم أنه يحاول تغيير نمطه االستهالكي بصورة غريبة عنه ،وهل
اعتمدت بذلك الرسالة اإلعالنية على الجانب الشكلي السطحي فحسب ؟
إن اإلجابة على هذه األسئلة نوجزها في عبارة قالها Georges Péninou:مؤلف
«ذكاء اإلعالن» وهو مرجع أساسي في سميولوجيا اإلعالن «:إن اإلعالن ملزم
بإعادة إنتاج الواقع وإنه على الرسالة أن تتضمن نظامين :تعييني ملخصا في
الخصائص والصيغ الفنية ،تضميني ممثال في الصيغ الداللية التي تزيد من تعميق
معنى أي إعالن»(. )14
وكنتيجة لتركيز اإلعالن التلفزيوني الجزائري على التعريف بالسلعة والتأكيد على
خصائصها مع إهمال رمزية الرسالة انعكس عليه سلبا بمجموعة ميزات أفقدته
خصوصيته من حيث :
-إن االنطالق من المرجعية الثقافية للمجتمع هو الذي يحدد طبيعة الرسالة
اإلعالنية وهذا ما يجعل اإلعالن ناجح ،بالمقابل فإن الرسالة اإلعالنية المبثة عبر
التلفزيون الجزائري تركز على المنتج ما يؤدي إلى االغتراب عن الذات والمرجعية
الثقافية .فالمجتمع الذي ال يملك صورة عن ذاته هو مجتمع ال يعرف نفسه ،وبما أن
الرسالة اإلعالنية الجزائرية ال تخاطب األفراد بلغتهم وال تعكس القيم الثقافية للمجتمع
المحلي فلن تكون مصدر اهتمام للمستهلك.
-اإلعالن الجزائري يغلب عليه الطابع اإلخباري من خالل تقديم البيانات الخاصة
بالمؤسسة المنتجة في آخر الومضة .وكذا عدم وجود بناء للعالمة عن طريق تركيز
اإلعالن على وجود سلعة جديدة دون إتاحة فرصة لالختيار.
-الرسالة اإلعالنية الجزائرية تكتسي طابع التقليد والترجمة ،وهو الشيء الذي
يعاب في العمل اإلعالني كونه فكرة إبداعية تتكيف والمرجع الثقافي الذي تمثله.
-اإلعالن الجزائري ال يهتم بفكرة اإلبداع بالتالي فهو يغفل جانبا مهما من هذه
الرسالة كونه اتصاال محفزا وليس أداة للتعبير فقط.
-إن استخدام الفضاء السيكولوجي الفردي في الخطاب اإلعالني يتنافى والقيم
االجتماعية الجزائرية العائلية ،ما يجعله يعكس صورة غريبة عن المستهلك الجزائري
المرتقب سواء تعلق ذلك باللباس أو األكل أو الشرب أو قيم األخالقية الخاصة ،بالتالي
275
اإلعالن التلفزيوني في الجزائر بين التصميم والداللة
المراجع
-1الطبال بركة فاطمة ،النظرية األلسنية عند رومان جاكبسون ،المؤسسة الجامعية للدراسات
والنشر والتوزيع ،الجزائر ،1994 ،ص .66
273
مريم زعتر
275