You are on page 1of 10

‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‬

‫قسم العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬


‫شعبة علم االجتماع‬

‫محاضرات في مقياس تكنولوجيا االتصال‬


‫مقدمة لطلبة السنة األولى ماستر علم اجتماع التربية‬

‫إعداد الدكتورة‪ :‬لدرع نعيمة‬

‫الموسم الجامعي‪2019/2020 :‬‬


‫تابع لمحاضرات تكنولوجيا االتصال‬

‫خامسا‪ :‬نماذج االتصال‬

‫مفهوم النموذج ‪ :‬النموذج هو أداة تصويرية تساعدنا على فهم عملية االتصال‪.‬‬
‫فنم اذج االتص ال تش رح وتفس ر عملي ة االتص ال وكي ف تتم ه ذه العملي ة؟ حيث تب دأ بالق ائم‬
‫باالتص ال ال ذي يض ع المع اني ال تي يري د ايص الها لآلخ رين في ق الب رم زي‪ ،‬ثم يض منها‬
‫رس الة مس تخدما الوس يلة إليص ال المع اني المطلوب ة إلى المس تقبل ثم يتلقى بع د ذل ك ردود‬
‫أفعال أو رجع الصدى أو ما تتعرض له الرسالة من تشويه أو تحريف‪ ،‬كل هذه العمليات‬
‫تش رحها نم اذج معين ة توص ل إليه ا العدي د من علم اء االتص ال من أمث ال‪ :‬ش رام وش انون‬
‫وويفرو وآخرون‪.‬‬
‫وتتم عملي ة الفهم بواس طة نم اذج رمزي ة نس تخدمها جميع ا في تفكيرن ا لكي تس هل علين ا‬
‫استيعاب وفهم الظواهر ومكوناتها األساسية والعالقة بين تلك المكونات‪.‬‬
‫يشير كل من دينيس وويندال إلى أن النموذج عبارة عن وصف مبسط في شكل تخطيطي‬
‫لجزء من الحقيقة بهدف بيان العناصر األساسية ألي تركيب في العملية االتصالية‪.‬‬
‫نموذج أرسطو‪:‬‬
‫يرى أرسطو في كتابه فن البالغة أن البالغة ويعني بها االتص ال هي البحث عن جميع‬
‫وسائل االعالم المتاحة‪ ،‬وقد نظم أرسطو الدراسة تحت العناوين اآلتية‪:‬‬
‫خطيب (مرسل)‪.‬‬
‫الخطبة (الرسالة)‪.‬‬
‫الجمهور (المستقبل)‪.‬‬
‫نظرا ألن الخطابة ك انت الوسيلة األساسية لالتص ال في المدن االغريقية فقد كان االقناع‬
‫الشفهي هو أقرب الشبه إلى االتصال الذي نعرفه اآلن‪.‬‬
‫ويفتق د نم وذج أرس طو إلى عناص ر هام ة كالوس يلة ورج ع الص دى حيث لم تكن ه ذه‬
‫العناصر معروفة آنذاك‪.‬‬
‫نموذج هارولد السويل‪:‬‬
‫من أوائ ل النم اذج وض عه ع الم السياس ة األم ريكي هارول د الس ويل ع ام ‪ 1948‬وق ال أن‬
‫الطريقة المناسبة لوصف عملية االتصال تكون باإلجابة على االسئلة التالية‪:‬‬
‫من؟ (المرسل)‪.‬‬
‫ماذا يقول؟ (الرسالة)‪.‬‬
‫في أية قناة؟ (الوسيلة)‪.‬‬
‫لمن يقول؟ (مستقبل)‪.‬‬
‫بأي تأثير؟ (التأثير)‪.‬‬
‫حيث أن اإلجابة على هذه األسئلة تمثل عناصر العملية االتصالية مما يتيح للقائم باالتص ال‬
‫التعرف من خالل االجابة على األسئلة على المحددات األساسية لعملية االتصال‪.‬‬
‫واهتم السويل بتأثير العملية االتصالية على المستقبل وذلك ألن تركيزه انصب على دراسة‬
‫وتحليل محتوى الدعاية السياسية والرأي العام في أمريكا‪.‬‬
‫نق د النم وذج‪ :‬حيث أن المن اخ االجتم اعي ال ذي تم في ه االتص ال يف ترض ان الرس ائل‬
‫االتصالية دائما لها تأثير‪.‬‬
‫استبعد عنصر أساسي وهو رجع الصدى حيث أن االتصال يسير في اتجاه واحد‪.‬‬
‫نموذج شانون ووفر‪:‬‬
‫وضع شانون هذا النموذج حيث كان يعمل في شركة بل األمريكية للهاتف هو ومساعده‬
‫ويفر عام ‪ ،1949‬يصف هذا النموذج عملية االتصال بأنها خطية أي تسير في اتجاه واح د‬
‫وحدد ثالث خطوات لسير عملية االتصال كما نوه لعملية التشويش الذي يعيقها‪.‬‬
‫الخطوة ‪ :1‬هي مصدر المعلومات الذي يقوم بإنتاج رسالة أو سلسلة رسائل اتصالية‪:‬‬
‫تحويلها بواسطة إشارات إلكترونية إلى جهات البث أو االرسال‪.‬‬
‫االستقبال يحولها إلى رسالة اتصالية‪.‬‬
‫تتعرض الرسالة إلى تشويش‬
‫نقد النموذج‪:‬‬
‫هذا النموذج يهتم بفهم المشكالت الفنية الخاصة باالتصال‬
‫ثم يوضح كيف يمكن معالجة المشكالت الخاصة بالمعاني‬
‫ال يحتوي على رجع الصدى أو االستجابة‬
‫يسير في طريق واحد‬
‫نموذج برلو‪:‬‬
‫قدم ديفيد برلو نموذجه عام ‪ 1960‬ويتكون من أربع عناصر‪ :‬المرسل‪ ،‬المستقبل‪ ،‬القناة‪،‬‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫ي رى برل و أن ه دف الق ائم باالتص ال أن يحص ل على اس تجابة وله ذا فه و يأم ل أن تك ون‬
‫مقدرة اتصاله عالية‪ ،‬وظهور التشويش يقلل من هذه الفاعلية‪.‬‬
‫المصدر يجب أن تكون لديه القدرة على استخدام اللغة في شكل جيد بحيث يصبح المعنى‬
‫واضحا للمستقبل‪.‬‬
‫المستقبل مثله مثل المصدر‪.‬‬
‫الرسالة‪ :‬هي النتاج المادي الفعلي للمصدر الذي يضع فكرته في كود‪.‬‬
‫ثالث أم ور يجب أن نأخ ذها في االعتب ار هي ك ود الرس الة‪ ،‬مض مون الرس الة‪ ،‬طريق ة‬
‫معالجة الرسالة‪.‬‬
‫الوسيلة‪ :‬هي القناة التي تحمل الرسالة إلى المتلقي‪.‬‬

‫نقد النموذج‪ :‬هذا النموذج يقترح فقط عالقات محددة دون أن يوضع التفاعالت‬

‫نموذج ولبر شرام‪:‬‬


‫قدم شرام ثالثة نماذج لكيفية عمل االتصال وتتلخص هذه العناصر في‪:‬‬
‫المصدر أو المرمز‪.‬‬
‫المستقبل أو محلل الرمز‪.‬‬
‫اإلشارة‪.‬‬
‫الهدف‪.‬‬
‫مجال الخبرة أو االطار المرجعي‪.‬‬
‫نموذج نيوكمب‪:‬‬
‫النقط ة األساس ية في ه ذا النم وذج هي االهتم ام ب دور االتص ال في المجتم ع وفي تحدي د‬
‫العالق ات االجتماعي ة‪ ،‬وتتح دد نظ رة ني وكمب لوظيف ة االتص ال في الحف اظ على الت وازن‬
‫داخل النسق االجتماعي‪.‬‬
‫والعناصر األساسية في النموذج‪ :‬المرسل والمستقبل‪.‬‬
‫يرى نيوكمب أنه من المهم أن يكون لدى المرسل والمتلقي اتجاهات متشابهة نحو الناس‪،‬‬
‫فإذا تحقق ذلك فإن النظام سوف يكون في توازن وإ ذا كان العكس فإنهما سيكونان تحت‬
‫ضغط االتصال حتى يصال إلى اتجاه متشابه‪.‬‬
‫ويرى نيوكمب أن توازن النظام يزيد الحاجة إلى االتصال ويخلص إلى أن اعتماد الناس‬
‫إلى أجه زة االعالم يتزاي د بص فة مس تمرة كم ا أن الحكوم ة يتزاي د اعتماده ا على أجه زة‬
‫االعالم لدعم سياستها‪ ،‬وطالما أن السياسة في تغير مستمر نتيجة لتغير الظروف ووقائع‬
‫الحياة فإن الحكومة والشعب في حاجة إلى اتصال مستمر من خالل أجهزة االعالم‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تطبيقات تكنولوجيا المعلومات و االتصال في التعليم‬


‫قب ل التط رق إلى تطبيق ات تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال في التعليم س نتحدث عن‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال للدور الذي تلعبه في مجال التعليم سواء التعليم الحضوري‬
‫داخل القاعات أو التعليم عن بعد‪.‬‬
‫‪-1‬تكنولوجيا المعلومات‬
‫التكنولوجيا‪ :‬إن كلمة تكنولوجيا‪ " "Technologie‬مكونة من قسمين هما ‪Techno‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫وتعني فن ومهارة‪ ،‬أما القسم الثاني من الكلمة هو ‪ logos‬والتي تعني علم‪ ،‬وتعرف‬
‫بأنها مختلف أنواع الوسائل التي تستخدم إلنتاج المستلزمات الضرورية لراحة‬
‫اإلنسان واستمرارية وجوده‪ .‬أو هي التنظيم أو االستخدام الفعال والمؤثر لمعرفة‬
‫اإلنسان وخبرته من خالل وسائل ذات كفاءة تطبيقية عالية‪.‬‬
‫المعلومات‪ :‬هي الحقائق والمفاهيم واألفكار التي يتبادلها الناس في حياتهم العامة‬ ‫ب‪.‬‬
‫ويتم التبادل عادة عبر وسائل االتصال المختلفة وعبر مراكز ونظم المعلومات‬
‫المختلفة في المجتمع‪ .‬كذلك هي مجموعة من البيانات المنظمة والمنسقة التي يعود‬
‫إليها اإلنسان عند الحاجة لالستفادة منها ومشاركتها مع اآلخرين باالستعانة‬
‫بالتكنولوجيا‪.‬‬
‫ج‪ .‬تكنولوجيا المعلومات‪ :‬هي كل التقنيات المتطورة التي تستخدم في تحويل البيانات‬
‫بمختلف أشكالها إلى معلومات بمختلف أنواعها التي تستخدم من قبل المستفيدين منها‬
‫في مجاالت الحياة كافة‪.‬‬
‫ويعرفها قاموس ماكميالن لتكنولوجيا المعلومات بأنها‪" :‬تكنولوجيا المعلومات هي‬
‫حيازة‪ ،‬معالجة‪ ،‬تخزين وبث معلومات ملفوظة‪ ،‬مصورة‪ ،‬متنية‪ ،‬ورقمية بواسطة‬
‫مزيج من الحاسب اإلليكتروني واالتصاالت السلكية والالسلكية ومبني على أساس‬
‫‪1‬‬
‫اإلليكترونيات الدقيقة‪".‬‬
‫فتكنولوجيا المعلومات هي كل ما أنتج من تقنيات حديثة تعمل على معالجة وحفظ‬
‫واسترجاع وبث ونشر المعلومات بصورة سريعة ومكثفة‪ .‬وعصبها هو الحاسوب‬
‫وشبكة االنترنت‪.‬‬
‫‪ -2‬تكنولوجيا االتصال‪:‬‬
‫ونع ني به ا مجم ل الوس ائل واألدوات ال تي طوره ا اإلنس ان لخدمت ه وخدم ة المجتم ع في‬
‫جمي ع المج االت‪ ،‬حيث يتم بواس طتها جم ع المعلوم ات ومعالجته ا وإ نتاجه ا وتخزينه ا ثم‬
‫اس ترجاعها عن د الحاج ة ونش رها وتبادله ا س واء بين األف راد أو المؤسس ات بقص د التفاع ل‬
‫والتأثير المعرفي أو اإلقناع بأمور معينة‪.‬‬
‫فتفجر المعومات وزيادتها أدي إلى تطور واسع في تكنولوجيا االتصال وتكنولوجيا‬
‫المعلومات في نفس الوقت‪ ،‬فكلما زادت المعلومات زادت معها الحاجة إلى استحداث‬
‫‪1‬‬
‫محمود علم الدين‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال الجماهيري‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1990 ،‬ص ‪38‬‬
‫وسائل اتصالية جديدة ‪ ،‬فظهرت أجيال جديدة من الحاسب اآللي‪ ،‬واألقمار الصناعية‬
‫وغيرها من الوسائل‪.‬‬
‫أما تكنولوجيا المعلومات واالتصال فتعرف بأنها "مجموع التقنيات أو األدوات أو الوسائل‬
‫أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوي الذي يراد توصيله من‬
‫خالل عملية االتصال الجماهيري أو الشخصي أو التنظيمي‪ ،‬والتي يتم من خاللها جمع‬
‫المعلومات والبيانات المسموعة أو المكتوبة أو المصورة أو المرسومة أو المسموعة‬
‫المرئية أو المطبوعة أو الرقمية من خالل الحاسبات اإللكترونية ثم تخزين هذه البيانات‬
‫والمعلومات‪ ،‬ثم استرجاعها في الوقت المناسب‪ ،‬ثم عملية نشر هذه المواد االتصالية أو‬
‫‪2‬‬
‫الرسائل أو المضامين‪"...‬‬
‫نتحدث هنا عن مجموعة من العمليات التي تقوم بها تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬
‫وهي‪ - :‬جمع المعلومات والبيانات‬
‫‪-‬معالجتها‬
‫‪-‬تخزينها‬
‫‪-‬استرجاعها‬
‫‪-‬نشرها‬
‫وتتم هذه العمليات بواسطة الحاسب اآللي إضافة إلى شبكة اإلنترنت التي تزيد في تسريع‬
‫عملية النشر وعلى نطاق واسع‪.‬‬

‫التعليم عن بعد ‪Distance Learning‬‬ ‫‪-1‬‬


‫لقد استفاد التعليم كثيرا من تكنولوجيا االتصال التي أعطت صيغا جديدة للتعليم تعتمد‬
‫على المتعلم بذات ه باس تخدامه للوس ائط التكنولوجي ة الحديث ة‪ ،‬م ا أذى إلى ظه ور التعليم‬
‫عن بعد عكس التعليم الحضوري في الصف مع معلم وتالميذ وجها لوجه‪ ،‬فهذا النوع‬
‫من التعليم ال يتقي د بع املي الزم ان والمك ان‪ ،‬وال ح تى ب أفراد معي نين‪ ،‬فالط الب ي درس‬
‫بمف رده بعي دا عن المؤسس ة التعليمي ة وباس تخدام التكنولوجي ا الحديث ة من حاس وب‬
‫إلكتروني وشبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ماهر عودة الشمايلة وآخرون‪ ،‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬دار اإلعصار العلمي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2015 ،1‬ص ‪66‬‬
‫ويعرف " مور" التعليم عن بعد بأنه تعليم مخطط يحدث بصورة طبيعية في مكان غير‬
‫مك ان الت دريس‪ ،‬ونتيج ة ل ذلك يتطلب تقني ات خاص ة لتص ميم المنهج وتقني ات تعليمي ة‬
‫خاص ة وط رق خاص ة للتواص ل باإللكتروني ات وباس تخدام التكنولوجي ات األخ رى كم ا‬
‫‪3‬‬
‫يتطلب ترتيبات إدارية وتنظيمية خاصة‪.‬‬
‫إن التعليم عن بع د ه و التعليم ال ذي يعطي أنماط ا مختلف ة من الدراس ة على ك ل‬
‫المس تويات التعليمي ة ال تي ال تخض ع لإلش راف من األس اتذة على الطالب‪ ،‬وال يوج د‬
‫بينهم تفاع ل مباش ر‪ ،‬وال بين الطالب بعض هم البعض وإ نم ا يس تفيد الطالب من خالل‬
‫التنظيم ات اإلرش ادية والتعليمي ة غ ير المباش رة‪ ،‬وه و نظ ام بعي د ك ل البع د عن نظ ام‬
‫‪4‬‬
‫المواجهة الحقيقية بين األستاذ والطالب‪.‬‬
‫وحسب "طوني بيتس" فإن التعليم عن بعد هو نهج في التعليم وليس فلسفة تعليمية‪ ،‬أي‬
‫يس تطيع الطلب ة أن يتعلم وا وفق ا لم ا يتيح ه لهم وقتهم وفي المك ان ال ذي يخت ارون (في‬
‫ال بيت أو في مك ان العم ل أو في مرك ز تعليمي)‪ ،‬ودون تواص ل مباش ر م ع األس تاذ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ومن هنا فالتكنولوجيا عنصر مهم في التعليم عن بعد‪.‬‬
‫‪-‬نشأة وتطور التعليم عن بعد‬
‫مر التعليم عن بعد بعدة مراحل قبل أن يصبح على ما هو عليه اآلن فكانت البدايات‬
‫األولى بالتعليم بالمراسلة حيث كانت تنتقل المواد الدراسية إما مطبوعة أو مكتوبة من‬
‫ط رف المعلم إلى المتعلم الغ ير ق ادر على مواص لة دراس ته النظامي ة بس بب بع ده عن‬
‫المدرس ة‪ ،‬أو بس بب ظروف ه المهني ة‪ ،‬أو لس بب إعاقت ه ال تي تمنع ه من ال ذهاب إلى‬
‫المدرس ة وذل ك عن طري ق خدم ة البري د‪ ،‬وفي مرحل ة أخ رى ك ان الرادي و ه و وس يلة‬
‫انتقال المعارف إلى المتعلمين‪ ،‬ومع ظهور التلفزيون أصبح التعليم يأخذ شكال آخر من‬
‫خالل الصورة والصوت‪ ،‬بعدها انتشر الفيديو التعليمي‪ ،‬ازدادت أهمية التعليم عن بعد‬
‫مع التطور التكنولوجي في مجال األقمار الصناعية والحواسيب‪ ،‬وشبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ 3‬كمال عبد الحميد زيتون‪ ،‬تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات واالتصاالت‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪ ،2004 ،2‬ص‪281‬‬
‫‪ 4‬عامر طارق عبد الرؤوف‪ ،‬التعليم عن بعد والتعليم المفتوح‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص ‪17‬‬
‫‪ 5‬طوني بيتس‪ ،‬تر‪ :‬وليد شحادة‪ ،‬التكنولوجيا والتعليم اإللكتروني والتعليم عن بعد‪ ،‬نشر وتوزيع العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2007 ،2‬ص ‪30‬‬
‫‪6‬‬
‫التعليم عن بعد في الجزائر‬ ‫‪‬‬
‫كان على الجزائر بعد حصولها على االستقالل أن تواجه تحديات على مستويات عديدة‬
‫سياس ية‪ ،‬اقتص ادية‪ ،‬اجتماعي ة وثقافي ة‪ ،‬وله ذا أعطيت أهمي ة كب يرة للتعليم لل دور ال ذي‬
‫يق وم ب ه لنهض ة األمم‪ ،‬فعملت الدول ة الجزائري ة على بن اء مؤسس ات تعليمي ة وانته اج‬
‫ديمقراطي ة التعليم ومجانيت ه‪ ،‬وب الرغم من األه داف الكب يرة المس طرة إال أن اإلمكاني ات‬
‫كانت محدودة‪ ،‬وانطالقا من هذا جاءت فكرة إنشاء مركز يعمل على تعميم التعليم عن‬
‫طري ق المراس لة‪ ،‬موج ه لك ل من ي رغب في ه بغض النظ ر عن العم ر‪ ،‬المك ان والزم ان‬
‫مس تعملة الوس ائل المتاح ة‪ ،‬كالوث ائق المطبوع ة‪ ،‬اإلذاع ة والتلفزي ون‪ ،‬فأنش أ المرك ز‬
‫الوطني للتعليم المعمم والمتمم بالمراسلة عن طريق اإلذاعة والتلفزيون بمقتضى األمر‬
‫رقم ‪ 67-69‬الم ؤرخ في ربي ع األول ع ام ‪1389‬ه الموافق لـ ‪ 22‬م اي ‪1969‬م وهي‬
‫مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬مهمتها األساسية توفير‬
‫التعليم بواس طة المراس لة والوس ائل التقني ة الس معية والبص رية لألش خاص ال ذين ال‬
‫يمكنهم أن يت ابعوا ال دروس في إح دى المؤسس ات المدرس ية أو الجامعي ة وال ذين هم‬
‫مقي دون في مؤسس ة تعليمي ة ويري دون أن يحس نوا مع ارفهم‪ ،‬م ع تنظيم دروس اللغ ة‬
‫العربية لكي يتقدم التعريب بكيفية سريعة وتنظيم ك ل تعليم تكميلي أو نوعي في إطار‬
‫التثقي ف االجتم اعي‪ .‬وتعتم د وزارة التعليم الع الي والبحث العلمي الي وم التعليم عن بع د‬
‫وذل ك عن طري ق فتح مش اريع ماس تر عن بع د في الجامع ات الجزائري ة وفي بعض‬
‫التخصص ات وذل ك لفتح المج ال أم ام الطلب ة الراغ بين في الحص ول على ش هادات‬
‫تؤهلهم إليجاد وظائف أو التكوين في التخصصات تناسب طموحاتهم وقدراتهم‪.‬‬
‫إن الع الم الي وم يم ر بمرحل ة ص عبة أجبرت ه أن يعيش حج را منزلي ا بع د تفش ي جائح ة‬
‫كورون ا فيروس ‪ ،COVID 19‬ه ذا الحج ر من ع التالمي ذ والطالب من ارتي اد الم دارس‬
‫والجامع ات الس تكمال المق رر الدراس ي‪ ،‬م ا جع ل أص حاب الق رار في البالد وك ل دول‬
‫الع الم إلى اللج وء إلى التعليم عن بع د ح تى ال يتوق ف التحص يل األك اديمي للتالمي ذ‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.onefd.edu.dz‬‬
‫معتم دة على التط ور التكنول وجي في مج ال وس ائل اإلعالم واالتص ال وش بكة اإلن ترنت‬
‫وم ا تس هله للوص ول إلى العلم والمعرف ة‪ ،‬ففي الجزائ ر ق ررت وزارة التربي ة الوطني ة‬
‫ووزارة التعليم الع الي والبحث العلمي متابع ة الفص ل الث الث والسداس ي الث اني عن بع د‬
‫ع بر األرض يات الرقمي ة والوس ائط التكنولوجي ة المتع ددة‪ ،‬فه ذه الق رارات ستس اعد على‬
‫أن يأخ ذ التعليم عن بع د مكان ة مهم ة وانتش ار واس ع في الجزائ ر رغم العوائ ق ال تي‬
‫تعترضه‪.‬‬
‫خصائص التعليم عن بعد‬ ‫‪‬‬
‫الق درة على تلبي ة االحتياج ات االجتماعي ة‪ ،‬الوظيفي ة والمهني ة للملتحقين ب ه لم ا‬ ‫‪‬‬
‫‪7‬‬
‫يتمتع به من مرونة وحداثة‪.‬‬
‫يعتم د التعليم عن بع د على ك ل م ا توص ل إلي ه التق دم التكنول وجي من وس ائط‬ ‫‪‬‬
‫إلكترونية وشبكة إنترنت‪.‬‬
‫يتميز ببعد المسافة بين المتعلم والمعلم‬ ‫‪‬‬
‫اس تقاللية الط الب واعتم اده على نفس ه في اختي ار المق ررات وط رق التعلم ال تي‬ ‫‪‬‬
‫تتناسب وظروف البعد المكاني عن المعلم‬
‫تعدد وتنوع في مصادر المعرفة‬ ‫‪‬‬
‫التحديث والتجديد المستمر في المقررات التعليمية والمناهج بما يناسب قدرات‬ ‫‪‬‬
‫وميول المتعلمين‬
‫تعدد وتنوع في فئات المتعلمين‬ ‫‪‬‬
‫التفاعلية‬ ‫‪‬‬

‫‪7‬‬
‫كمال عبد الحميد زيتون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪287‬‬

You might also like