Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
الخاتمة
قائمة المراجع:
المقدمة
تعت بر الدعاي ة واإلش اعة من أهم الوس ائل ال تي يمكن االعتم اد عليه ا قص د تحقي ق ه دف
معين ،أال أن ه اتين الوس يلتين تع دان من الوس ائل الس لبية والم ؤثرة على الش عوب ،حيث
يمكن اس تخدام ه اتين الوس يلتين للوص ول إلى س دة الحكم أو إض فاء الش رعية عن عم ل
عس كري ض د دول ة م ا وألهمي ة ك ل من الدعاي ة واإلش اعة في الوس ط السياس ي حيث ك ان
ذلك دافعًا لنا للقيام بهذا البحث ،واإلشكالية المطروحة ما هي الدعاي ة واإلشاعة ؟ وم ا هي
أنوع الدعاية ؟ وما هي وظائف اإلشاعة ؟
المبحث األول :ماهية الدعاية
يع رف البعض الدعاي ة على أنه ا نش ر المعلوم ات ،والحق ائق أو المب ادئ أو إش اعات أو
أك اذيب وف ق اتج اه معين من ج انب ف رد أو جماع ة ،كم ا أن لدعاي ة ع دة تعريف ات أخ رى
2
منها:
وهو أن الدعاية تشير إلى كونها هي التعبئة القوى العاطفية والمصالح الفردية بقصد نشر
التشتت الذهني والغموض الفكري.
ويقصد بالدعاية تلك العملية النفسية والتي يقوم على أساسها الشخص إلى تغيير الرأي أو
الس لوك أو تع ديل أي منه ا أو كليهم ا عن طري ق إس تاد إلى الك ذب أو إلى خل ق ن وع من
اإلثارة بحيث أنه ما كان يمكن أن يميل الفرد إلى ذلك الرأي لو لم يخضع لعملية تشويه
للوق ائع أو لمنط ق الحقيق ة ،حيث وص فت الدعاي ة بأنه ا عب ارة عن أح د مس تويات التعام ل
النفسي بين الدول والموطن.
-أحمد محمد موسى:المدخل إلى االتصال الجماهيري ،ج ،1الناشر المكتبة العصرية ،جمهورية مصر العربية، 1
كم ا عرفه ا أيض ا ب راون :ب أن الدعاي ة هي محاول ة إلقن اع اآلخ رين في قب ول معتق د معين
بدون إعطاء أي دليل ذاتي أو أرضية منطقية لقبوله سواء أكان موجودًا أم ال.
فحين يرى السويل أن الدعاية هي تعبير المدروس عن اآلراء أو األفعال الذي يصدر عن
األف راد أو جماع ات وال ذي يه دف إلى الت أثير على اآلراء أو األفع ال أف راد أو جماع ات
أخرى ،وذلك من أجل أهداف محددة مسبقا ومن خالل تحكم نفسي.
كم ا ع رف الك اتب االيط الي أنطوني و ميوت و للدعاي ة على أنه ا :تكتي ك للض غط االجتم اعي
الذي يميل إلى خلق جماعات في بناء نفسي أو اجتماعي موحد عبر تجانس في الحاالت
3
العقلية والعاطفية لألفراد موضع االعتبار.
كم ا يمكن تعري ف الدعاي ة أيض ا بأنه ا :هي مجموع ة من الط رق ال تي تس تخدمها جماع ة
منظم ة ت رغب في عمله ا ه ذا أن تجع ل مجموع ة من األف راد موح دين نفس يًا ليقوم وا
بالمشاركة الفعالة أو السلبية خالل سيطرة نفسية ومؤتلفة في منظمة ما.
كما عرف عبد الطيف حمزة الدعاية بأنها :هي محاولة التأثير في اإلفراد والسيطرة على
4
سلوكهم ألغراض مشكوك فيها ،وذلك في مجتمع معّين وهدف معين.
لدعاي ة أن واع عدي دة حيث يمكنن ا تقس يم الدعاي ة على مجموع ة من األن واع ال تي توض ح
جوانب الدعاية منها:
-مي العبداهلل :الدعاية وأساليب اإلقناع ،ط ،1دار النهضة العربية ،بيروت – لبنان ،سنة ،2006ص.ص 16 3
.19
-عبد اللطيف حمزة :اإلعالم والدعاية ،مجلد ،1ط ،1الهيئة المصرية العامة للكتاب ،سنة ،1984ص 38 4
)1الدعاية السياسية : Political Propagandaوهي تضم األساليب التي تستخدمها
الحكوم ة ،أو الح زب أو اإلدارة ،أو جماع ة الض غط به دف الت أثير لتغ ير س لوك الجمه ور
وموقفه السياسي .ومثاًال عن الدعاية السياسية نذكر منها :الدعاية تكتيكية التي تعمل على
الحص ول على النت ائج الفورية مثل المنشورات أثناء الحرب ،واستخدام مكبرات الصوت
للحصول على استسالم فوري للعدو.
-مي العبد اهلل :الدعاية وأساليب اإلقناع ،المرجع نفسه ،ص ص 27 23 5
)5الدعاي EEة التجاري EEة : Commercialsوهي اإلعالن ال ذي يس عى في ه ال دعائي الى
الترويج سلعة أو خدمة ما ،وتكون مدفوعة األجر ومعلن عنها.
الوس ائل المطبوع ة (كالص حيفة والمجل ة والكت اب والنش رة والمنش ور واإلعالن
الحائط والملصقات...الخ).
الوس ائل المنطوق ة أو الص وتية (ك الخطب واألغ اني واألناش يد الوطني ة ال تي تس تعين
ب الراديو في إذاعته ا ،كم ا تش مل ه ذه الوس ائل أيض ا ،الش ائعات وحمالت الهمس
وغيرها.)...
الوس ائل المرئي ة (كالتماث ل والص ور الفوتوغرافي ة والعالم ات اإلعالمي ة والرم وز
6
والشعارات...الخ).
الوس ائل المنطوق ة والمرئي ة وهي ال تي تجم ع الص وت والص ورة (مث ل الس ينما والتلفزي ون
والي وم االن ترنت والمس رحيات ،كم ا تش مل االستعراض ات والم واكب والمش اهد) ويمكن
التأثير أكبر إذا اجتمعت الصورة والصوت في وسيلة دعائية المستخدمة.
وإ ذا ك انت الوس ائل الس ابقة ق د اس تخدمت في أغ راض التس لية وال ترويج والتعليم والدعاي ة
التجارية واإلعالن ،فهي تستخدم كذلك في أغرض الدعاية السياسية.
كم ا ينبغي اإلش ارة إلى أن هن اك وس ائل أخ رى للدعاي ة كعق د االجتماع ات والم ؤتمرات
الص حفية ،كم ا ق د تنش ئ بعض ال دول مؤسس ات ثقافي ة أو جامع ات وم دارس ومكتب ات أو
معاه د رياض ية أو خ دمات مص رفية أو غيره ا في دول أخ رى ويك ون له ذه المؤسس ات
وأخيرًا ينبغي اختيار الوسيلة الدعائية المالئمة حتى تحقيق الدعاية الغرض المطلوب منها،
كم ا ينبغي أن تص اغ ال برامج الدعائي ة وأن تتن وع لتس تجيب للثقاف ات واألمزج ة المتباين ة
للجمهور المستهدف.
واإلشاعة يقصد به الخبر ينتشر وال تثبت فيه ،أي خبر ال صدق فيه وغير صحيح ،أما
الخبر ينتشر غير المتثبت منه ،فيقصد به خبر غير متأكد من صحته ،وعليه فإن اإلشاعة
والش ائعة كلمت ان لهم ا نفس الم دلول واختلفت ا في ال دال؛ أي أن لهم ا نفس المع نى ولكن
المبنى مختلف .ومنه فان استعمالنا لهذين الكلمتين سوف يكون لهما نفس المدلول.
المعني االصطالحي لإلشاعة :أن أكثر ما يختلف حوله علماء االجتماع هو تحديد المعنى
الدقيق للمفاهيم وإ يجاد مفهوم موحد جامع مانع وشامل .وهذا االختالف راجع إلى الرؤى
والزوايا التي يتناولون من خاللها تعريفهم لإلشاعة.
- 7ابن منظور ،لسان العرب ،ط ،4دار صادر ،بيروت لبنان2005 ،م ،مج ،1ص.93
فق د عرفه ا تش ارلز أن دال :بأنه ا عب ارة عن رواي ة تتناقله ا األف واه دون أن ترك ز على
المصدر موثوق يؤكد صحتها ،وفي قاموس علم النفس لجيمس دريفر حيث عرف اإلشاعة
بأنها :عبارة عن قصص غير متحقق منها تنتشر في المجتمع ويزعم فيها الحدوث واقعة
معينة.
أما تعريف اإلشاعة كما أشار إليه أنجلش :فهي عبارة عن رواية كالمية ليست محققة أو
8
بدون تحقق من الحادثة التي تتداول بين الناس عن طريق الكالم.
أما ألبورت وبوستمان :فيقوالن إن مصطلح اإلشاعة يعني كل قضية أو عبارة نوعية أو
موض وعية مقدم ة للتص ديق تتناق ل من ش خص إلى ش خص أخ رى ع ادة بالكلم ة المنطوق ة
وذلك دون أن تكون هناك معايير أكيدة للتصديق.
أم ا م يزينوف في ذهب إلى أن اإلش اعة عب ارة عن نب إ أو ح ديث مج رد من أي قيم ة يقيني ة
9
وتنقل من شخص إلى أخرى وقادر على زعزعة الرأي العام أو تجميده.
كم ا يع رف مخت ار حم زة اإلش اعة بأنه ا :هي ح ديث واألق وال واألخب ار والرواي ات ال تي
يتناقلها الناس إلى تصديق ما يسمعونه دون محاولة التأكد من صحته.
فحين يعرف حس نين عب د الق ادر ب ان اإلش اعة :هي فك رة خاص ة ي ؤمن به ا الن اس ،وتنتق ل
من ش خص إلى أخ رى ،ويتم ه ذا الع ادة بواس طة الكلم ة ال تي يتف وه به ا اإلنس ان دون أن
يستند إلى دليل شاهد.
أم ا اإلم ام إب راهيم وأبوزي د محم ود ف يركزان على قض ية تزيي ف األنب اء ال ذي ي ؤدي إلى
ظهور اإلشاعات واألسس التي تجعل الجماهير تتقبلها دون نقد.
-ميلودي سفاري وآخرون :اإلشاعة والرأي العام ،مؤسسة الزهراء للفنون المطبعية – الخروب – قسنطينة ،سنة 8
،2003ص . 19
-ميلودي سفاري وآخرون :اإلشاعة والرأي العام ،المرجع السابق ،ص .20 9
المطلب الثاني :خصائص اإلشاعة:
أوًال :اإلش اعة تع د عملي ة االتص ال ونق ل الش فوي من خالل الكلم ة المس موعة ،وهي أول
صورة من صور االتصال الجماعي قبل أن توجد أساليب نقل الرسالة بطريقة الكتابة أو
أجه زة اإلعالم الجم اهيري األخ رى ،كم ا أن من خص ائص اإلش اعة الهمس والس رية في
نقل األخبار.
ثانيًا :من الخصائص أيضا الغموض وعدم اإلعالم الكافي بالنسبة للواقع وبهذا فإن النقص
اإلعالمي واإلخباري هو الظرف المالئم لظهور اإلشاعات وانتشارها.
ثالثEEا :إن أهمي ة الواقع ة أو الش خص أو الص فة أو ال رأي موض ع التعلي ق اإلش اعي ،وبه ذا
فأهمية الحدث هي التي تدعو إلى خلق اإلشاعة أو تقبل على األقل سريانها.
رابعًEا :تتص ل اإلش اعة ب الرأي الع ام المك ون مس بقا ،وتس تند إلي ه وتس تطيع تعديل ه جزئي ا
ومؤقت ا وته دف إلى الت أثير النفس ي في ال رأي الع ام المحلي أو اإلقليمي أو الع المي أو
القومي أو النوعي بهدف تحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعي ة أو عس كرية على
نطاق دولة ما أو حتى عدة دول.
خامسًEا :كم ا ق د تك ون اإلش اعة تعب يرا عن حال ة الكبت ،وهي ال تع دو أن تك ون من حيث
س ريانها انتق اال من حال ة ال رأي الع ام الب اطن ال ذي ال يس تطيع التعب ير عن نفس ه تعب يرا
واض حا إلى أس لوب خفي وملت و إلثب ات وج وده من خالل عملي ة تع ويض وتوفي ق غ ير
10
مباشر.
وبهذا المعنى اإلشاعة هي خلفية نفسية لمفهوم السلوك الجماعي فاختالف اإلشاعة أو هو
تعبير عن إحدى صفات الطابع القومي.
-ميلودي سفاري و آخرون:اإلشاعة والرأي العام ،المرجع السابق ،ص ص 23 22 10
المطلب الثالث :أهداف اإلشاعة:
11
تهدف اإلشاعة إلى تحقيق عدة أغراض منها:
تقس يم ال رأي الع ام وتفتيت ه ح تى تس هل عملي ة الس يطرة علي ه ك إطالق اإلش اعات المتعلق ة
بإح داث الص راعات بين الفئ ات االجتماعي ة أو السياس ية وهي على ق در س رعة انتش ارها
يزداد تأثيرها في الرأي العام .
إثارة البلبلة و الرعب و افتعال األزمات كإشاعات قيام حرب أهلية ،أو حدوث صدام بين
فئات مسلحة أو انقطاع مادة غذائية أساسية أو تسريح العمال من طرف مؤسسة معينة.
وكذلك اإلساءة إلى سمعة بعض القادة أو الحكومات أو بعض الشخصيات قص د التقلي ل من
شأنها أو سمعتها و بالتالي تخفيض تعلق األفراد بها ،وأخطر إشاعة في التاريخ اإلسالمي
تل ك ال تي أرادت أن تن ال من س معة الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم وزوج ه وال تي تس مى
بح ديث اإلف ك ،حيث اس تهدفت اته ام الس يدة عائش ة رض ي اهلل عنه ا في ش رفها أثن اء قي ام
الرسول (ص) بإحدى الغزوات.
كم ا ته دف اإلش اعة أيض ا إلى تح وير االتجاه ات نح و أو ض د بعض األش خاص أو
المواقف.
وبما أننا قمنا بعرض الجانب السلبي في اإلشاعة هذا ال يمنع من وجود الجانب االيجابي
لإلشاعات كأن نقول :أن اإلشاعة تستعمل أيضا لرفع المعنويات وتوحيد الصفوف ،وذلك
بنشر األخبار أو المعلومات المرغوب فيها .
فحين أن الت أثير الس لبي أو االيج ابي لإلش اعة قي قض ية نس بية .ف إن مص ادر ت رويج
اإلشاعات بهدف تحطيم المعنويات العدو فهي من هذه الوجهة إيجابية ،ولكن الوسط الذي
-ميلودي سفاري وآخرون :اإلشاعة والرأي العام ،المرجع السابق ،ص ص .62 61 11
فتكت ب ه ه ذه اإلش اعات تعت بر س لبية تمام ا ،ألنه ا قض ت على معنويات ه،و له ذا نس تطيع
القول بأن اإلشاعة هي سالح ذو حدين.
الخاتمة
نس تنتج في خت ام بحثن ا أن اإلش اعة والدعاي ة من أهم الوس ائل ال تي يمكن االعتم اد عليه ا
وذلك لتحقيق غاية معينة ومهم تكن تلك الغاية سوء أكانت ايجابية أو سلبية،ولهذا فاإلشاعة
والدعاي ة س الح ذو ح دين ،كم ا نس تنتج أيض ا أن الدعاي ة واإلش اعة تحق ق الكث ير من
اإلغراض والتي في مجملها أغراض سلبية.
قائمة المراجع:
أحم د محم د موس ى :الم دخل إلى االتص ال الجم اهيري ،ج،1الناش ر المكتب ة .1
العصرية ،جمهورية مصر العربية-المنصورة ،ط .2009
منال طلعت محمود :مدخل إلى علم االتصال ،ج - 1ط .2002،2001 .2
مي العبد اهلل :الدعاية وأساليب اإلقناع ،ط ،1دار النهضة العربية ،بيروت – لبن ان، .3
سنة 2006
ميلودي سفاري وآخرون :اإلشاعة والرأي العام ،مؤسسة الزهراء للفنون المطبعية .4
–الخروب– قسنطينة ،سنة .2003
عب د اللطي ف حم زة :اإلعالم والدعاي ة ،مجل د ،1ط ،1الهيئ ة المص رية العام ة .5
للكتاب ،سنة .1984
ابن منظور ،لسان العرب ،ط ،4دار صادر ،بيروت لبنان2005 ،م ،مج ،1ص .6
.93