Professional Documents
Culture Documents
بلاغة الاستعارة و دلالتها في فلسفة بول ريكور PDF
بلاغة الاستعارة و دلالتها في فلسفة بول ريكور PDF
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلاغة الاستعارة ودلالتها في فلسفة بول ر يكور
Rhetoric of the metaphor and its significance
in the philosophy of PaulRicoeur
.مختبر األبعاد القيمية للتحوالت الفكرية والسياسية بالجزائرـ فلسفة *Menia Hanene منيع حنان
ُ
mohamed.bendjelti@univ-biskra.dz : الباحث املرسل-*
189
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
ّ
لطاملا مثل اإلنسان تلك الذات العارفة ،التي تسعى للبحث واملعرفة سعيا وراء الحقيقة بمختلف
أبعادها ،لكن سرعان ما تحولت هذه الذات إلى موضوع للمعرفة بسبب تطور الحياة وازدياد
تعقيداتها ،األمر الذي دفع بهذه الذات إلى محاولة إثبات هويتها والتعبير عن حياتها السيكولوجية
والفكرية واألنطولوجية ،ويظهر أن اللغة وحدها أصبحت عاجزة أو قاصرة عن التعبير عن هذه
الهوية ونقلها لآلخر.
فوجدت الذات حاجتها في الفن بمختلف أنماطه ،فتذوق اإلنسان الفن ووجد فيه فسحة ومجاال
خصبا للتعبير والتأويل ،ويظهر أن اللغة تحولت إلى فن والذي أكسبها هذا الطابع ،هو ماتزخر به
من صور بيانية ومحسنات بديعية أضفت عليها أسلوبا جماليا ينقل للقارئ إبداعية صانعها.
عدة إشكاليات منها :عالم الحياة والتعبير والفهم والتأويل ّ اللغة انطوت تحتها ّ ّ ّ
والرمز إن إشكالية
إن مثل هذه املوضوعات تعكس واقع من واملعنى ...وغيرها من اإلشكاليات املرتبطة فيما بينهاّ ،
االغتراب وأزمة تعيشها الذات اإلنسانية بسبب تحوالت العصر ،لهذا سعت الدراسات على
مستوى الفلسفة والعلوم اإلنسانية إلى محاولة تخطي هذه األزمة بتأسيسها ملناهج تتناسب
ّ
وطبيعة الطرح .وإن كانت منطلقات الفالسفة واملفكرين مختلفة حول األدوات واألساليب املناسبة
لهذا اإلشكال ،فإن هدفها واحد وهو فهم الكينونة اإلنسانية.
ولقد كان "بول ريكور" أحد اإلرهاصات التي خاضت إشكالية الفهم ليس فقط من خالل كتاباته
حول املنهج التأويلي أو من خالل طرحه إلشكالية الذات وعالقتها باآلخر ...بل من خالل دراسته
لنمط لغوي بالغي وهو " االستعارة " .وتندرج هذه الدراسة ضمن حقل فلسفة اللغة ،وسنحاول
نحدد االستعارة؟ وماهي أغراضها وبالغتها؟ وكيف من خاللها اإلحاطة باإلستفهامات التالية :كييف ّ
تموقعت في فلسفة بول ريكور(لم يكن بول ريكور ،أول من طرح إشكالية االستعارة ،بل سبقه في
ويعرفها في قوله ":هي نقل اسم يدل على ش يء ما إلى ش يء ذلك "أرسطو" من خالل كتابه الشعرّ ،
آخر" وهذا النقل أنواع قد يتم من جنس إلى نوع ،أو من نوع إلى جنس ،أو من نوع إلى نوع أو
باعتماد املماثلة) ( إيكو ،أ ،سنة ، 2005 ،ص .) 246فهل هي مجرد صورة بالغية جمالية؟ أم ّأنها
تتجاوز ذلك؟ وإن كانت كذلك فكيف تخدم هذه الصورة إشكالية الفهم؟
1ـ ـ املناهج املعتمدة في الدراسة:
أ ـ ـ املنهج الجينيالوجي في ضبط مفهوم االستعارة.
ب ـ ـ املنهج التحليلي :في تحليل إشكالية االستعارة وآلية عملها وعالقتها بإشكالية الفهم.
جـ ـ ـ املنهج املقارن :اختالف الفالسفة في طرحهم إلشكالية االستعارة.
190
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تحديد املجاز:
ّ
املجاز هو اللفظ املستعمل في غير ما وضع له في اصطالح التخاطب لعالقة مع قرينةلفظية أو
معنوية ،تمنع من إرادة املعنى الحقيقي( ألتوجي ،م ،سنة ، 2012ص ) 165فاملجاز بهذا املعنى هو
ّ
استعمال اللفظ في غير سياقه األصلي.
ّ
والعالقة بين اللفظ الحقيقي واملعنى املجازي ،قد تكون املشابهة أو غير املشابهة ،فإن كانت
ّ العالقة مشابهة فاملجاز استعارة ،وإن كانت غير ذلك كان املجاز املرسلّ .
إن في نقل اللفظ من
سياق إلى سياق آخر هناك ابتكاروإبداع وتكتمل جمالية الصورة .وبالتالي فإن االستعارة في أصلها
هي تشبيه حذف فيه املشبه وذكر فقط املشبه به ،ولقد جاء في تحديد االستعارة:
لغة :االستعارة من اإلعارة ،فنقول استعار املال أي طلبه (.الهاشمي ،أ ،سنة ،2011ص) 258
ّ
اصطالح البيانين :هي استعمال اللفظ في غير ما وضع له ،لعالقة املشابهة بين املعنى املنقول
واملعنى املستعمل فيه (.الهاشمي ،أ ،سنة ، 2011ص) 258فاالستعارة بهذا املعنى تحويل اللفظ
من سياق وإقحامه في سياق آخر لوجود عالقة مشابهة بينهما ،وإذا ما تساءلنا ملاذا هذا النقل
والتحويل؟ فنقول إليضاح املعنى وقوة التبليغ ،فالقول إن فالن شجاع وفالن أسد ،فالفرق بين
العبارتين واضح فالثانية ّأدت املعنى بشكل أبلغ وأقوى.
من الناحيةالسيميائية :تتضمن االستعارة مدلوال يعمل كدال يرجع إلى مدلول آخر( تشالز ،د،
سنة ، 2008ص ) 220بمعنى أن االستعارة ال تشير إلى املعنى الحرفي بل إلى معاني أخرى ،هذا
عدة أغراض قد تكون التوكيد أو اإليضاح أو أبعاد جمالية. االستعمااللالمباشر للمعاني ،له ّ
أجزاء االستعارة(أركانها):
ّ
وهو املشبه به. 1ـ مستعار منه
وهو ّ
املشبه. 2ـ مستعار له
ّ
اللفظ املنقول (.الهاشمي ،أ ،سنة ، 2011ص ) 258 3ـ مستعار
إن غياب أحد طرفي االستعارة املشبه أو املشبه به هو الذي يحدد نوع االستعارة:
صرح بها في ّ ّ
ألنه ّ
املشبه به ،ولقد ورد في املثال التالي: أ ـ االستعارة التصريحية :سميت تصريحية،
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضت على العناب بالبرد (.الهاشمي ،أ ،سنة ، 2011
ص )258
وصرح باملشبه به ،فاللؤلؤ يدل ّ فهذا نموذج عن االستعارة التصريحية ،حيث حذف املشبه
الدموع ،والنرجس على العيون ،والورد على الخدود ،العناب يدل على األنامل ،والبرد يدل على
األسنان.
191
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب ـاالستعارةاملكنية :على خالف االستعارة التصريحية يتم فيها ذكر املشبه ويحذف املشبه به،
لكن يتم اإلشارة إليه بأحد لوازمه ،كما ورد في املثال التالي:
وإذا املنية أنشبت أظافرها ألقيت كل تميمة ال تنفع( الهاشمي ،أ ،سنة ، 2011ص ) 258
فهنا شبهت املنية(املوت) باألسد (املشبه به) الذي حذف لكنه ّتمت اإلشارة إليه بأحد لوازمه وهي
األظفار.
ج ـ االستعارة التمثيلية :هي تركيب أستعمل في غير ما وضع له لعالقة املشابهة مع قرينة مانعة من
إرادة املعنى األصلي ،وسميت بالتمثيلية ألنها مبنية على تشبيه التمثيل ،لكن االستعارة التمثيلية
هي نوع من املجاز ،يحذف منها املشبه واألداة ،ويبقى منها فقط املشبه به (.ألتوجي ،م ،سنة ،2008
ص .) 182مثال :ومن ملك البالد بغير حرب يهون عليه تسليم البالد (.ألتوجي ،م ،سنة ،2008ص
.) 183
مشقة ،بالوريث الذي يرث الثروة ّ في هذا البيت مثل الشاعر الذي استولى على بلد بدون ّ ّ
ويبدرها
هباء ألنه لم يشقى في تحصيلها.
الدارس لالستعارة يالحظ أنها اتخذت عدة صور وأنماط ،فنصادفها في الكتابات األدبية ّ ـ إن ّ
بربهم عذاب ّ وللذين كفروا ّ ّ
جهنم الشعرية ،وحتى في النصوص الدينية ،فقد جاء في قوله تعالى":
وبأس املصير ،إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور ،تكاد تميز من الغيظ"( إبن عبد هللا ،ش،
شدة الغليان ،فهذه االستعارةتجعل القارئ سنة ، 2004ص .) 183فاستعارة الغيظ تدل على ّ
جهنم. شدة هول ّ يتصور ّ
واقتحمت االستعارة مجال السينما واإلعالنات أو مايعرفباستعارةالصورة مثل تتابع لقطتين
في فيلم كلقطة الطائرة التي تتبعها لقطة عصفور يطير ،فالطائرة كالعصفور فوظيفة االستعارات
الصفات من إشارة إلى أخرى (تشالز،د ،سنة ،2008ص .) 220أما في مجال املرئية هي نقل ّ
قدمت "جوديتويليامسون" ،في كتابها [فك ترميز اإلعالنات] معتبرة أن اإلعالن يعتمد في اإلعالنّ ،
تعبيره عن منتوج على مدلوالت متعددة ،وتقدم مثاال واضحا عن إعالن لعطر فرنس ي( تشالز ،د،
سنة ، 2008ص ،)220فاإلعالن ينقل صورة لرأس وأكتافاملمثلة الفرنسية "كاثرين دونوف" يظهر
اسمها بحروف صغيرة ،وفي الجزء األيمن واألسفل من اإلعالن صورة لقنينة [عطر شانيل]5
أن الجمال واألناقة واألنوثة مرتبطة بعطر ّ
محدد وهو Chanelفاإلعالن هو دال يحمل مدلوال وهو ّ
أن هذا اإلعالن يجعل املتلقي ينقل مواصفات الجمال إلى [شانيل] ،ووظيفة النقل هنا تتجلى في ّ
منتوج العطر.
ّ
مما تقدم يمكن أن نستنتج أن االستعارة ليست مجرد صورة بالغية جمالية ،بل تتعدى ذلك ّ
لتحقق أغراض وأهداف أخرى ،فهي تشرح املعنى وتبين عنه ،وهذا ما أوضحه عبد القادر
192
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلية"( إبن عبد هللا ،ش ،سنة ،2004 الجرجاني حينما قال ":في االستعارة نرى املعانيالخفية بادية ّ
ّ
ص ،) 183بمعنى أن االستعارة تجعل املعنى أكثر وضوحا وقوة مقارنة مع اللغة العادية لهذا
نجدها في الكثير من اآليات والنصوص القرآنية ،من حيث ّأنها توصل املعنى للقارئ بصورة ّ
جلية،
ّ ّ
تجعله يتصور الواقعة في ذهنه وكأنه يعيشها ،وتكمن بالغة االستعارة أيضا في اللفظ واالبتكار،
فاملشتغل باالستعارة يمكنه التركيب بين ألفاظ متباعدة وبين سياقات مختلفة في عبارة واحدة،
إلدراكه لعالقة املشابهة بين هذه األلفاظ .
إن في عملية التركيب هذه هناك إبداع وتجاوز للمألوف ،إنه قدرة على الربط بين الصور واأللفاظ
املختلفة ،وأثر ما يحدثه هذا الربط في ذهنية ونفسية القارئ من تأثير وش ّد لالنتباه وتقريب
للمعنى ،ومن هنا كان اإلبداع االستعاري إبداعا خاصا وليس عاما.
داللة االستعارة في فلسفة بول ريكور:
تؤديها االستعارة ،جعل منها محل دراسات واهتمامات فلسفية إن هذه امليزات واألغراض التي ّ ّ
كثيرة ،ويعتبر بول ريكور( 1913ـ ) 2005أحد هذه النماذج الفلسفية ،من خالل طرحه إلشكالية
إن املعنى بالنسبة لهيتخذ طابعا رمزيا ،لكن توظيفه ل ّلرمز يختلف عن توظيف سابقيه له، الرمزّ ،
ّ
أن كلما أنتجه اإلنسان من "فأرنست كاسيرر"( 1874ـ ـ ) 1945من خالل فلسفته الرمزية اعتبر ّ
ّ لغة وفن وأسطورة ودين رموزا أبدعها اإلنسان ّ
ليعبر من خاللها عن نفسه وعن تجاربه ،فالرمز
ّ
مهما كان نمطه هو فقط الذي ينقل اإلنسان من حالة الغياب إل الحضور ،فاللغة على سبيل
فإنها ليست في األخير سوى عملية املثال وإن كانت وسيلة الفرد في التواصل مع أفراد مجتمعهّ ،
ّ
رمزيةّ .أما "بول ريكور" ،فقد اعتبر أن الرمز هو كل بنية دالة ،يشير فيها املعنى املباشر واألولي إلى
معنى آخر غير مباشر( ريكور ،ب ،سنة ، 2006ص ،) 44وهذا املعنى املختفي وراء املعنى الظاهر
حدين أساسيان ،ويتخذ فإن الرمز واملعنى يشكالن ّ يتم الكشف عنه من خالل التأويل ،وهكذا ّ
متعددة[ أسطورة ،مجاز ،استعارة ،الشعر ]...وتحمل هذه الصور في طياتها معاني الرمز صورا ّ ّ
محايثة للخبرات املعايشةّ ،إنها انعكاس للوجود اإلنساني وعالقة الذات باآلخر وبالوجود أيضا.
فسر "بول (ريكور ،ب ،سنة ، 2006ص ) 50وبالتالي فإن االستعارة هي صورة رمزية ،فكيف ّ
ريكور" هذه الصورة وما موقعها من إشكالية الفهم؟
لقد ّميز "بول ريكور" بين نوعين من الخطاب :الخطاب التأملي والخطاب الشعري ،يهدف
الخطاب ا لتأملي إلى إقامة عالقة مطابقة بين العالقات اللغوية الداخلية ومطابقتها مع الواقع
الخارجي ،في حين أن الخطاب الشعري يكتفي باملعنى وحده وإحالته تكون في العالقات اللغوية
الداخلية ،وهنا يكمن دور االستعارة ألنها تحيل املعنى إلى معنى آخر ،فاملعنى املجازي يتحول إلى
دال له مدلول آخر.
193
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالنسبة "لبول ريكور" ،الخطاب التأملي في األصل بدأ خطابا شعريا ،ألن السؤال الذي طرحه
حد تعبير جاك "أرسطو" ( 384ـ 322ق .م) ما الوجود؟ تخطى الواقع فهو مدلول متعالي على ّ
دريدا( ريكور ،ب ،سنة ،1999ص ،) 14ضف إلى هذا فإن أرسطو وجد معاني كثيرة تحيط
ّ ّ
التعدد للمعاني ومحاولة إقامة عالقة إحالة فيما بينها تتشكل بمفهوم الوجود ،في هذا
ّ
االستعارة(االستعارة في اللغات األوروبية Métaphoreومعناها ما وراء املعنى= ما وراء الظاهر،
وهذا ما أكده هيدخر حين اعتبر أن االستعاري يوجد في قلب امليتافيزيقا ،فما وراء املعنى هو ما وراء
الطبيعة بالنسبة لهيدخر) (ريكور ،ب ،سنة ،1999ص ) 13في هذه اإلحالة هناك مستويين:
مستوى املعنى اللغوي ألن االستعارة تحيل إلى معاني أخرى ،وهناك مستوى ما وراء الطبيعة ألن
مدلوالت االستعارة قائمة على املماثلة املتعالية.
وضح "بول ريكور" فاعلية االستعارة في صياغة املفاهيم ،فاالنتقال من املعنى الحرفي إلى ولقد ّ
املعنى املجازي ،يعني اختفاء معنى األول وإظهار معنى آخر بديل هو املفهوم (ريكور ،ب ،سنة
،1999ص ) 22وهكذا فإن املفهوم الفلسفي هو هذه الحركة التي بدأت باستعارة أي بعملية
انتقال من مستوى لغوي إلى آخر ،لتنتهي عند معنى واحد.
إن الخطاب الفلسفي يلجأ لالستعارات ألجل الحصول على دالالت جديدة ،وفسح املجال ملعرفة
مظاهر جديدة للواقع بواسطة هذا التجديد ،ولهذا تحظى االستعارة بأهمية في فلسفة "بول
ريكور" ،على نحو ما يحظاه الشعر من أهمية في فكر "الهيدخري"( 1889ـ ،) 1976فماهو الشعر
ّ
الحقيقي بالنسبة له؟ ،إنه ذلك الذي يحقق الرؤية األكثر اتساعا ،الذي يجعل الكالم يعيد
الصعود انطالقا من أصله ،الذي يجعل العالم يظهر( ريكور ،ب ،سنة ، 2016ص ،) 443وهذا ما
"حية" ّإنها تظهر العالم وتعكس الواقع وتعيد صياغته. يجعل االستعارة ّ
ّ
وهو نفس األمر الذي ذهب إليه "أمسترونغ ريتشارد"( 1893ـ ،)1979حين اعتبر ّأن اللغة األدبية
التعدد ،فالكلمة تدل على أكثر من معنى ،هنا يأتي دور البالغة ،فإذا كانت البالغة كما ّ هي لغة
عرفها ريتشارد":دراسة سوء الفهم و الوصفات التي يمكن وصفها له"( ريكور ،ب ،سنة ،2016ص ّ
فإن الوصف بهذا املعنى هو القدرة على التحكم في التحوالت الداللية ،ومن التحوالت التي ّ ،)151
إن أعظم ش يء تنظر فيها البالغة " االستعارة" ،حيث يقول في ترجمته لكتاب الشعرية ألرسطوّ ":
هو القدرة على صياغة االستعارة وهذا وحده ال يمكن أن ينتقل لآلخر ألنه عالمة العبقريةّ ،
ألن
صياغة استعارات جيدة يعني القدرة على رؤية التشابهات"( ريكور ،ب ،سنة ، 2016ص )151
فاالستعارة بالنسبة له ليست مجرد صورة جمالية تضفي على اللغة زخرفة جمالية أو إمتاع ،بل
هي أبعد من ذلك إنها نمط لغوي تواصلي ،ويتجلى هذا في آلية عملها فهي تجمع بين فكرتين
194
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مختلفتين الشتراكهمافي التفاعل ،وبالتالي فهي كما يقول بول ريكور ":ليست مجرد نقل للكلمات بل
تواصل بين األفكار"(ريكور ،ب ،سنة ، 2016ص ).152
وهكذا فإن املقاربة بين "ريتشارد “و"بولريكور" ،تكمن في أن كالهما تجاوزا النظرة األحادية
لالستعارة من حيث أنها مجرد صورة بالغية جمالية ،بل هي نمط لغوي رمزي يتميز بقدرته على
متعددة وعلى خاصية الربط بين مختلف الدالالت والسياقات لوجود عالقة مشابهة صياغة معاني ّ
بينها ،وإن آلية عمل هذا النمط الرمزي (االستعارة) يفتح املجال على إشكالية التأويل نظرا ملا
تحمله هذه الصورة من حمولة أنطولوجية ،ألنها تنقل عاملا بصورة أكثر وضوحا وقوة مقارنة بما
تقدمه اللغة العادية ،وهذا ما لخصته عبارة ريتشارد القائلة ":إن التمكن من االستعارة هو التمكن ّ
من العالم الذي نصنعه كي نعيش فيه"( ريكور ،ب ،سنة ، 2016ص ،) 157أي كيف تساهم
االستعارة في فهم الكينونة.
ّ ّ وهكذا فإن االستعارة ّ
والرمز يشكالن وجهين لعملة واحدة ،فاالستعارة تزود اللغة بعلم داللي
تؤدي لتجديد وخلق داللي ،ومن جهة أخرى فاالستعارة هي ضمني للرمز ،ألن آلية عمل االستعارة ّ
تخزن في داخله قوة رمزية( ريكور ،أ ،سنة ، 2006ص ص 115ـ ـ ،) 116 شكل من أشكال اإلسناد ّ
فاملعنى املجازي أو املستعار يعمل كدال رمزي يحمل مدلول آخر محايث.
ّ
قدمه بول ريكورلالستعارة ،يخالف تماما لنظرية التبادلية الطرح الذي ّ إن من املالحظ ّأن هذا
تعوض عبارة حرفية ،أي بدل أن يستخدم "ملاكس بالك"( 1909ـ ـ ،) 1988فاالستعارة هي عبارة ّ
املتحدث هذه العبارة يستبدلها بعبارة أخرى لوجود قواسم مشتركة بين املعنى األصلي واملعنى ّ
املستعار ،وبالتالي فإن هتين العبارتين على حساب "ماكس بالك" متعادلتان (ريكور ،أ ،سنة 2006
ص ) 160وكأن االستعارة هنا تشرح وتترجم ،وعليه فهي ال تحمل حمولة معرفية بل هي ّ
مجرد
زخرفة وصورة جمالية وهنا يكمن أثرها.
ّ أما الفيلسوف اإليطالي" أمبرتو إيكو"( 1932ـ )2016يصف االستعارة ّ
بأنها حيلة تمكن من
الحديث مجازيا( إيكو ،أ ،سنة ،2005ص ،) 235فهي ال تقول الصدق وال يمكن للمتلقي أن يقبلها
حرفيا ،فهي نوع من أكذوبة( إعتبرأمبرتو إيكو أن اإلستعارةأكدوبة ،ألنها تخالف قواعد املحادثة
فهي ليست صادقة ،وليست إخبارية ،وليست واضحة) ( إيكو ،أ ،سنة ،2005ص ) 238فاملرأة
ليست بجعة واملحارب ليس أسدا ،كما ورد في التعبيرات االستعارية ،وهذا ما يفتحها على التأويل
ّ
الذي بدوره يرتبط بدرجة الحمولة الثقافية للمؤولين بمعنى أن املعاني املتولدة عن املمارسة
االستعارية ،يجب أن تتالءم مع ثقافة العصر حتى ال تنتج حلقة مفتوحة من التأويالت.
195
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضح اختالفات الفالسفة حول االستعارة ،فهناك من اعتبرها مجردّ إن هذه املقاربة الفلسفية ّ ّ
ترادف للعبارتين األصلية واملجازية (ماكس بالك) ،وهناك من اعتبرها صورة كاذبة وتحريف للمعنى
(أمبرتو إيكو).
يميز من خاللها بين االستعارة ـ ـ في كتاب االستعارة الحية ( )1975يقدم بول ريكور دراسة مقارنة ّ
حسن" ،فاالستعارة" تحتوي جميع أصناف الكلمة ،فليس االسم فقط مجالها بل حتى والكناية وامل ّ
الصفة ،والفاعل وكل أصناف الكلمة ،في حين أن الكناية واملجاز ال تمس إال األسماء"( ريكور ،ب، ّ
ّ
سنة ،2016ص ،)122وهذه األصناف كلها تصلح لالستعماالالستعاري ،ألنها كلها تدخل في تركيب
جملة متكونة من كلمتين أحدهما أصلية والثانية مستعارة ،والكلمة املستعارة تؤدي وظيفة
التخصص(ريكور ،ب ،سنة ،2016ص ،) 123بمعنى الذات تستعير تلك املفردات التي فقط ّ
املسمى بشكل أكثر عمقا وأشد إثارة. ّ تخص وتصف ّ
وتقتبس االستعارة من كل ما يحيط بنا من املوضوعات الذهنية أو املعنوية أو املادية ،ويصف
ّ
"نيلسون غودمان" )Nilsongoodman1906ـ ) 1989ـهذا املجال أي الواقع بأنه مجموعة من
البطاقات ،فتصبح االستعارة حسب تعريفه" إعادة وصف بواسطة هجرة البطاقات"( ريكور ،ب،
سنة ، 2016ص ،) 125أي كيفية استعارة املوجودات سواء كانت ذهنية ،معنوية ،مادية...
إلقامة املشابهة بينها وبين املستعار له ،وهذا اإلسناد ال يتم في شكل اعتباطي بل لوجود عالقة
قدم نيلسون غودمان صورة واضحة عن وظيفة االستعارة مشابهة قوية وواضحة بينهما .لقد ّ
ّ ّ ّ
عندما مثلها باللوحة ،فلما كان الهدف من اللوحة كإبداع فني هو نقل فكرة أكثر حيوية وواقعية
من خالل حركة التالعب باألشكال واأللوان وهذا بالضبط ما تفعله االستعارة .في حين أن "بول
ّ
ريكور" يصف العالقة بين املتشابهات بأنها عالقة توثر ،وليس الجمع بين املفردات والسياقات
املتباعدة هو ما يشكل االستعارة ،بل هي حاصل التوتر بين مفردتين في قول استعاري( ريكور ،ب،
جراء تركيب بين سنة ،2006ص ،)90واملقصود بالتوتر هنا هو لحظة االنفعال التي تتولد ّ
نتفطن له إن ّّ
صح املوجودات واملفردات متباعدة وهذا التركيب يخرج عن نطاق املألوف ،أو لم
التعبير،واالستعارة توجد في التأويل الذي من خالله نستطيع إدراك املعنى املحايث لهذا الجمع أو
حل لغز"( ريكور ،ب ،سنة ، 2006ص ّ ،) 93
ألنها التركيب ،لهذا يصف بول ريكوراالستعارة بأنها " ّ
قائمة على التنافر الداللي ،أي الجمع بين الدالالت املتنافرة واملتباعدة ،إلدراك عالقة املشابهة
فيما بينها،ومن جهة أخرى فإن في لحظة التفاعل بين املتشابهات املختلفة ،تقدم االستعارة وصفا
جديدا للواقع.
ّ ّ ـ والذي ّ
يميز االستعارة عن املحسن ،هو على مستوى اللغة ،يقول بول ريكور ":يكمن املجاز
يختص أيضا بفكرة جديدة لم تكن ّ الضروري على وجه اإلجمال في كون دليل اختص بفكرة أولى،
196
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ّ
له أو ليس لها دليل خاص في اللغة"( ريكور ،ب ،سنة ، 2006ص ،) 128فاملجاز بهذا املعنى يقدم
قرينة خاصة بالفكرة األولى أي املعنى األصلي ويربطها بفكرة ثانية أي املعنى املجازي ،في حين أن
تقدم دائما فكرتين إثنين ّإما مقترنتين أو إحدى الفكرتين تحت صورة فكرة أخرى. املحسنات ّ
ّ
الجيدة وهي املناسبة ،الوضوح ،والتماسك. إن هذا التمييز يقودنا إلى تحديد معايير االستعارة ّ ّ
ّ
إن املستعار يكون (مناسبا) أي في محله ويؤدي املعنى املطلوب ،وإن كان كذلك فهو يخلق ترابطا
سيتحقق الهدف وهو (الوضوح) أي نقل معنى ّ (تماسكا) بين املعنى األصلي واملعنى املجازي ،هنا
شد وضوحا وقوة. أ ّ
إن اإلمتاع والتشويق الذي يحفل به الخطاب ،ما هو املحسن في عنصر اإلمتاعّ ، ّ ويتميز املجاز عن
ّ
في الحقيقة إال تجلي من تجليات اإلبداع الذي تحفل به لغة الشاعر ،وإن كنا نجد هذه املتعة في
فإنها تحتل وظيفة ثانوية بعد الوضوح (الوضوح بالدرجة األولى ثم اإلمتاع). املجازاتّ ،
-2النتائج:
أ ـ االستعارة كإنتاج نحوي ،وظفت في البالغة الكالسيكية كصورة جمالية.
ب ـ تحقق االستعارة عدة وضائف :توضيح املعنى ،قوة املعنى ،تأكيد املعنى.
ج ـ مجاالت االستعارة متعددة :الكتابات الشعرية ،النصوص الدينية ،الصورة السينمائية.
د ـ االستعارة إنتاج إبداعي :ألن صانعها جمع بين سياقات متباعدة إلدراكه عالقة املشابهة القوية
بينها.
ه ـ االستعارة في فلسفة بول ريكور تتحول إلى نمط رمزي يحتاج إلى ممارسة تأويلية ،لتحقيق عملية
الفهم.واالستعارة تثري الحقل الداللي ،ألنها تولد شبكة من املفاهيم الجديدة.
-3مناقشة النتائج:
أ ـ البالغة الكالسيكية اعتمدتاالستعارة في النمط الشعري.
ب ـ توظف االستعارة في الخطاب الفلسفي كأسلوب حجاجي.
ج ـ تحولت االستعارة من مجال الكتابة إلى مجال الصورة اإلشهارية ،فكلما كانت االستعارة اإلشهارية قوية
كلما كان التسويق جيد.
د ـ تعتبر االستعارة إنتاج خاص وليس عام.
ه ـ تجاوز بول ريكور في طرحه إلشكالية االستعارة النظرة األحادية لها أي مجرد زخرفة جمالية ،فهي تعمل
كرمز تأويله يكشف عن الخبرات األنطولوجية .وتجسد االستعارة النظرية التوليدية،أي قدرتها على إنتاج
مفاهيم جديدة.
الخالصة:
اللغة وما تسخر به من ّّ
تعدد الحقل الداللي ،ويمكن ـ ّإن االستعارة كإنتاج نحوي بالغي ،هي تجسيد لثراء
القول ّأنها بصورة أخرى إثبات إلمكانية اإلنسان من حيث أنه حيوان رمزي ،إنها القدرة على إحالة املعنى
197
مجلةدراساتإنسانيةواجتماعية()JournalofSocialandHumanScienceStudiesجوهران /2المجلد10ع2خ2021/03/16/
ISNN:2253-0592EISSN : 2588-199X/Prefix:10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
األصلي على معاني جديدة ،بهدف تبليغ ونقل الفكرة بشكل أكثر قوة ووضوحا ،إن في هذه اإلحالة قدرات
تخيلية خصبة ألن مبدعها استطاع الربط بين موضوعات مختلفة وسياقات متباعدة ،فقط ألنه أدرك
عالقات املشابهة بينها.
ـ ـ لقد استطاع بول ريكور ،من خالل دراسته لالستعارة أن يتجاوز النظرة األحادية لها ،فهي أبعد من أن
مجرد صورة جمالية كما تصورتها البالغة الكالسيكية ،بل هي خلق وإبداع يعيد صياغة العالم بعد تكون ّ
أن تكون قد عكست واقعه من خالل معاني جديدة ّ
ولعل هذا ما عبرت عنه دراسة القواعد التوليدية
ل"تشومسكي" ،حول قدرة الذات على خلق عدد غير متناهي من املعاني والجمل في ظروف مناسبة قائال" :
ّ
اللسانية ،متكلمين ّ
كنا أم مستمعين يتجلى في جمل جديدة ،فنحن ما إن إن الجزء األعظم من تجربتنا
ّ
نتمكن من اكتساب اللغة ،حتى نجد أن طبقة الجمل التي نستطيع أن نتعامل معها اعتياديا واسعة إلى
درجة نستطيع معها أن ننظر إليها بأنها ال تتناها على كل األصعدة"( ريكور ،ب ،سنة ، 2005ص ،) 127
كما أن هذه االستعارات تتحول إلى رموز تفتح املجال نحو املمارسة التأويلية ،ألنها تحمل خبرات معاشة
وتجارب أنطولوجية وسيكولوجية ،األمر الذي جعل االستعارة تتقاطع مع الفلسفة والسيمائيات
والسيكولوجيا.
********
قائمة املصادرواملراجع
املصادر:
ـ ريكور بول ،)2006( ،االستعارة الحية ،تر :محمد الولي ،ط ،1بيروت ،دار الكتاب الجديدة املتحدة.
ـ ريكوربول ،)1999( ،الوجود والزمان والسرد ،تر :سعيد الغانمي ،ط ،1بيروت ،الناشر املركز الثقافي العربي.
ـ ريكوربول ،)2006( ،بعد طول تأمل ،تر :فؤاد مليت ،ط ،1بيروت ،الدار العربية للعلوم ناشرون.
ـ ـ ريكور بول ،)2005( ،صراع التأويالت ـ دراسات هيرمونيطيقيةــ ،تر :منذر العياش ي ،ط ،1بيروت ،دار الكتاب
الجديدة املتحدة.
ـ ـ ريكور بول ،)2006( ،نظرية التأويل ،الخطاب وفائض املعنى ،تر :سعيد الغانمي ،ط ،2املغرب ،الناشر :املركز
الثقافي العربي.
املراجع:
ّ
ـ ابن عبد ّللا شعيب ،)2004( ،بحوث منهجية في عوم البالغة العربية ،ط ،1ابن خلدون للنشر والتوزيع.
ـ أحمد الهاشمي ،)2011( ،جوهر البالغة في املعاني والبيان والبديع ،ط ،1بيروت ،شركة أبناء شريف األنصاري
للطباعة والنشر.
ـ ألتوجي محمد ،)2012( ،الجامعة في علوم البالغة ـ املعاني ،البيان ،البديع ــ ،ط ،1الجزائر ،دار العزة والكرامة.
ـ إيكو امبيرتو ،)2005( ،السيميائية وفلسفة اللغة ،تر :أحمد الصمعي ،ط ،1بيروت ،توزيع مركز دراسات الوحدة
العربية.
ـ تشاندلزدانيال ،)2008( ،أسس السيميائية ،تر :طالل وهبة ،ط ،1بيروت ،املنظمة العربية للترجمة.
198