You are on page 1of 12

)Journal of Social and Human Science Studies ( ‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية‬

2022/ 04/ 16 / 02 ‫ ع‬11 ‫ المجلد‬/02‫جامعة وهران‬


ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫الخلفية الفكر ية لمساهمة جوتلوب فر يجه في تأسيس الفلسفة التحليلية‬
‫والنزعة المنطقانية‬
Intellectual Background for Gottlob Frege's contribution to the
establishment of Analytic Philosophy and Logicism.
‫ حوار‬:‫ مختبر‬،‫ الجزائر‬/1 ‫جامعة الحاج لخضر باتنة‬ ‫فلسفة‬ Bensalmi messaoud * ‫بن سلمي مسعود‬
.‫الحضارات والعوملة‬ mbenselmi@yahoo.fr
DOI : 10.46315/ 1714-011-002-006
2022/04/16 :‫ النشر‬2021 /04/12 :‫ القبول‬2021 /01 /20 :‫اإلرسال‬

Gottlob ( ‫ منهم غوتلوب فريجه‬،‫ وأعالمها بصفة خاصة‬،‫ إن القراءة التاريخية للفلسفة التحليلية بصفة عامة‬:‫ملخص‬
‫ ومن‬.‫ تثير جدال بين املختصين في هذه الفلسفات‬،‫ هذه القراءة مازالت تكشف عن حقائق جديدة‬،Frege 1848-1925)
،‫أعمال فريجه‬Michael dummett 1925-2011) ( ‫هذه القراءات نجد تلك القراءة التي خص بها مايكل دوميت‬
‫ وقد نسب هذه الخلفية إلى مناهضة‬،‫ من خالل املنعطف اللغوي‬،‫وتحديد خلفيته الفكرية في تأسيس الفلسفة التحليلية‬
‫ خطأ في قراءة‬Hans D. Sluga 1939-((‫ هذا ما رأي فيه هانز سلوغا‬،‫ ودفاعه عن الواقعية‬،‫فريجه للمثالية الهيجلية‬
،‫ هي الدفاع عن أهمية الفلسفة ضد النزعة الطبيعية العلمية‬،‫ لينتهي سلوغا إلى أن الخلفية الفكرية لـفريجه‬.‫فريجه تاريخيا‬
.1830 ‫التي حدد بداية تاريخها بسنة‬
.‫ فريجه؛ املنعطف اللغوي؛ املثالية؛ الو اقعية؛ املنطقانية‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract: The historical reading of analytic philosophy in general, and its original figures in particular, including Frege,
this reading is still revealing new facts that stir controversy among specialists in these philosophies. Among these
readings, we find that reading that Michael Dummett singled out for Frege's works, and identifying his intellectual
background in establishing analytic philosophy, through the linguistic turn, and he attributed this background to Frege's
opposition to Hegelian idealism and his defense of realism. This is what Hans Sluga thought wrongly about Frege read
historically. Sluga concludes that the intellectual background of Frege, is the defense of the importance of philosophy
against scientific naturalism, which, He determined the beginning of its history in the year 1830.
Key words: Frege; linguistic turn, idealism ; realism ; Logicism.

mbenselmi@yahoo.fr :‫ الباحث ال ُمرسل‬-*


69
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يذهب سلوغا إلى أنه نظرا للصلة بين فريجه وراسل(‪ )1970 -1872 Bertrand Russell‬فإنه من‬
‫السهل االفتراض أنهما وقفا ضد الهيجيلية‪ ،‬وأقاما ضدها الواقعية الفلسفية‪ ،‬لكن فريجه‪ ،‬وراسل‬
‫ال ينتميان إلى الحقبة نفسها في تطور التقليد التحليلي‪ ،‬وأن فريجه لم يكن معنيا‪ ،‬ال بصياغة‬
‫فلسفة ضد املثالية‪ ،‬وال مدافعا عن الواقعية‪.‬‬
‫إذن ما الخلفية الفكرية ملساهمة فريجه في تأسيس ما يسمى بالفلسفة التحليلية والنزعة‬
‫املنطقانية؟ بتعبير آخر‪ ،‬هل منطق فريجه كان موجها ضد النزعة املثالية الهيجلية‪ ،‬كما ذهب إلى‬
‫ذلك دوميت‪ ،‬أم أنه كان موجها ضد النزعة الطبيعية العلمية‪ ،‬كما يشرح ذلك سلوغا؟‬
‫أوال‪ :‬مكانة فريجه في تاريخ املنطق والفلسفة‬
‫لم يكن القدر إلى جانب فريجه وعمله‪ .‬إن إنجازاته املنطقية‪ ،‬التي طغت على كل ما قام به‬
‫املنطقيون على مدى ألفي سنة سابقة‪ ،‬بقيت متجاهلة من قبل معاصريه‪ .‬لقد قام بتحرير املنطق‬
‫من علم النفس‪ .‬شرح نظريته في عمل ضخم من مجلدين‪ ،‬رغم ما تضمنته من أخطاء في األسس‬
‫كما بين ذلك راسل‪ .‬نجح في تحدي صعود شكلية دفيد هيلبرت (‪ )1943-1862 David Hilbert‬في‬
‫املنطق‪ .‬أن األفكار يمكن أن تعيش مع عدم االعتراف بها‪ .‬حتى الذين يتم تجاهلهم ورفضهم‪ ،‬فهم ال‬
‫يزالون مستعدين إلشراك عقول أولئك الذين يجدون طريقهم إليهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنهم يواجهون‬
‫خطر الطمس إذا تم توجيههم لخدمة املفاهيم واألغراض التي ال تتوافق معهم‪ .‬هذا ما كان يحدث‬
‫إلرث فريجه الفكري رغم أنه في العقود األخيرة‪ ،‬أصبح‪ ،‬مبدعا في مجالي املنطق والفلسف ـة )‪preface‬‬
‫‪ .(P. Tichy- 1988‬والسؤال ما هي مكانة فريجه في مجالي املنطق والفلسفة املعاصرة؟‬
‫‪ -1‬مكانة فريجه في تاريخ املنطق‪ :‬تظهر مكانة فريجه في مجال املنطق من خالل النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفصل بين املنطق وعلم النفس‪" :‬يظهر أن فريجه قد اطلع على الدراسات املنطقية‬
‫املعروفة في أيامه فوجد خلطا بين املنطق وعلم النفس‪... ،‬واعتاد املناطقة السيكولوجيون على‬
‫تناول القوانين املنطقية من زاوية نفسية‪ .‬إن هذا االتجاه يقف من دون شك حائال بين فريجه‬
‫وتحقيق برنامجه في اشتقاق علم الحساب من املنطق‪ ،‬فكان عليه أن يخلص املنطق من اآلثار‬
‫السيكولوجية وامليتافيزيقية ويضع الحدود الفاصلة بين علم املنطق وعلم النفس‪(".‬ياسين خليل‬
‫‪.)30-2012‬‬

‫‪70‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫لقد تنبه فريجه إلى الخلط بين العناصر املنطقية والعناصر النفسية‪ ،‬خلط نجده خاصة‬
‫عند أنصار النزعة التجريبية واملنطق االستقرائي‪ ،‬ومنهم جون ستوارت مل(‪John Stuart Mill‬‬
‫‪" .)1873-1806‬يخلط مل بين التطبيق الذي يمكن إجراؤه بشأن قضية حسابية؛ التي ً‬
‫غالبا ما‬
‫مسبقا وقائع مالحظة‪ ،‬مع القضية الرياضية البحتة نفسها")‪.G-1960- 13‬‬ ‫ً‬ ‫تكون مادية وتفترض‬
‫‪ .)Frege‬ومن هنا حاول فريجه أوال تخليص املنطق من العناصر التجريبية النفسية من جهة‪،‬‬
‫وإقامة املنطق على أسس رياضية واستبعاد األسس التجريبية امليتافيزيقية من جهة أخرى‪(.‬رشيد‬
‫الحاج صالح ‪".)118-117-2005‬وقد جاءت هذه اآلراء في كتابه أسس علم الحساب املنشور سنة‬
‫‪ 1884‬وهو البحث الرياض ي املنطقي في مفهوم العدد‪ .‬الذي تناول فيه فريجه طبيعة قضايا علم‬
‫الحساب‪ ،‬وهل قوانين الحساب حقائق استقرائية‪ ،‬وكان بذلك يرد على قول جون ستوارت مل بأن‬
‫القضايا الحسابية استقرائية"(ياسين خليل ‪ .)31-2012‬إن نقد فريجه لالتجاه التجريبي كشف له‬
‫أن املعرفة حكم واملنطق يبدأ من الحكم أصادق هو أم كاذب؟‪ .‬فاملنطق يتناول العالقة أي؛‬
‫الحكم الذي تحمله العبارة‪ ،‬والعالقة مفهوم منطقي وليس تجريبيا إذن املنطق يقام على العالقة‬
‫وليس على الش يء (رشيد الحاج صالح‪" .)118-2005 ،‬وكان فريجه مؤسسا لنظرية املعنى وباألخص‬
‫في تمييزه بين املعنى والداللة‪ ،‬فقد ّبين أن تعدد املعنى ال يعني تعدد الداللة‪ ،‬وقد ضرب لذلك أمثلة‬
‫كثيرة منها‪ :‬نجمة الصباح‪ ،‬ونجمة املساء يحمالن معنيين مختلفين ولكنهما يشيران إلى موضوع‬
‫واحد أو لهما الداللة نفسها وهي كوكب الزهرة"(أحمد موساوي ‪.)197-2015‬‬
‫ب‪ -‬إبداع رمزية خاصة‪ ،‬وبناء لغة منطقية دقيقة‪:‬كانت محاوالت فريجه العديدة‬
‫تستهدف تحقيق غاية أساسية هي إرجاع علم الحساب إلى املنطق‪ ،‬ولكن منهج كهذا يحتاج إلى‬
‫منطق متطور من حيث املفاهيم والطريقة‪ .‬وهو أمر لم يكن قد نضج بعد‪ .‬رغم املحاوالت العديدة‬
‫التي قام بها مناطقة مشهورين في هذا االتجاه إال أن ذلك لم يف بالغرض مثل محاوالت جورج‬
‫بول(‪ ،)1865-1815 George Boole‬وأرنست شرودر(‪ .(1902 -1815 Ernst Schröder‬حاول‬
‫فريجه تحقيق برنامج ليبنتز(‪ )1716-1646( Gottfried Wilhelm Leibniz‬في بناء حساب منطقي‬
‫أو فلسفي‪ ،‬يحول الفلسفة من طريقتها التقليدية في الجدل العقيم إلى فلسفة تصبح لغتها مكتوبة‬
‫على هيئة حسابية‪(.‬ياسين خليل ‪.)28-2012‬‬
‫لقد كان فريجه أصال رياضيا من حيث التكوين ولكن الحاجة إلى إيجاد لغة مصورنة‬
‫للرياضيات دفعته إلى تجديد املنطق‪ .‬فاملنطق بالنسبة إلى فريجه ليس غاية في ذاته بل هو وسيلة‬
‫ضرورية لبلوغ الدقة في امليدان الرياض ي‪ ،‬وقد انتبه إلى إن تلك الدقة تتطلب إيجاد رمزية مناسبة‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـــــــــــــــــ ــ ــ ـــ ــــــــــ ـــــــــــــــ ـ ـــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ــــ ـــــ ــ ــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫فإذا كانت الرياضيات تمتلك رمزيتها الخاصة فاألمر يختلف بالنسبة إلى االستدالل‬
‫الرياض ي الذي يعتمد في جانب كبير منه على استعمال اللغة الطبيعية مع ما تتضمنه من غموض‬
‫ونقائص من ناحية البنية املنطقية‪ ،‬وعدم دقة الحدود واملفاهيم‪.‬‬
‫إن تلك النقائص ال تضمن دقة االستدالل الرياض ي وهي تلك التي أوحت لـفريجه بضرورة‬
‫اختراع رمزية أطلق عليها اسم "االيدوغرافيا"‪.‬‬
‫ومصطلح االيدوغرافيا يتكون من شقين(‪ )idéo‬أي "الفكرة" و(‪ )graphie‬يعني الكتابة‪ ،‬أي‬
‫الكتابة بواسطة الرموز الخطية التي تمثل معنى الكلمة وال تمثل الصوت أو األصوات‪ ،‬وهذا هو‬
‫الهدف األساس ي ملا سماه(‪ )begriffsschrift‬وهو من املصادر األساسية في تاريخ املنطق‪ .‬إن‬
‫ايدوغرافيا فريجه سمحت ألول مرة في تاريخ املنطق بعرض هذا األخير في صورة نسق‬
‫استنباطي(أحمد موساوي ‪.)197-196 -2015‬‬
‫وتمكن فريجه فعال من بناء لغة منطقية دقيقة قادرة على التعبير املنطقي والرياض ي‬
‫الدقيق‪ ،‬بحيث يكون باإلمكان التعبير عن جميع القضايا املنطقية‪..... .‬وفي سبيل تحقيق بناء اللغة‬
‫اختار فريجه بعض األفكار املنطقية لتكون قاعدة في بناء البديهيات واملبرهنات‪ ،‬واختار بديهيات‬
‫وبين جدارة طريقته الرمزية في التعبير عن بعض القضايا املنطقية‬ ‫وقوانين استنتاجية‪ّ ،‬‬
‫والرياضية‪ .‬وبذلك يكون فريجه املؤسس األول للنظرية املنطقية للقضايا وداالت القضايا‪ .. .‬إن‬
‫اختيار فريجه لطريقة رمزية جديدة تختلف عن الطريقة املعمول بها في الرياضيات هو الذي جعل‬
‫نظريته غير معروفة في األوساط املنطقية والرياضية‪( .‬ياسين خليل ‪.)30-29-2012‬‬
‫ج‪ -‬حل مشكالت رياضية ورد الرياضيات إلى املنطق‪:‬لقد كان فريجه مؤسسا ملا يعرف‬
‫بالنزعة املنطقانية(‪ )Logicism‬في تأسيس الرياضيات على املنطق‪ ،‬وكان أول منطقي قام بعرض‬
‫نظرية متسقة للحساب املنطقي للقضايا وللحساب املنطقي للمحموالت(أحمد موساوي ‪-2015‬‬
‫‪.)197‬‬
‫يذكر روبير بالنش ي(‪ (1898-1975 Robert Blanché‬في حديثه عن تاريخ املنطق "أن املنطق‬
‫الرياض ي الحديث ظهر في شكلين متتاليين‪ :‬األول هو الشكل الذي أعطاه له جورج بوول عندما‬
‫أسس جبر املنطق؛ والثاني الذي سيأتي لتغطية األول‪ ،‬دون إلغائه‪ ،‬هو املنطق الذي وضعه فريجه‬
‫والذي سيسمى الحقا باسم اللوجستيك‪ .‬ويواصل بالنش ي قائال‪":‬كتب كوتيرا )‪Louis‬‬
‫‪ )1914-1868Couturat‬أن جبر املنطق هو منطق رياض ي‪ ،‬بشكله ومنهجه‪ ،‬ولكن ال يجوز اعتباره‬
‫وكأنه منطق الرياضيات" ففي جبر املنطق كان الهدف هو بناء نظرية منطقية على مثال‬
‫‪72‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫الرياضيات‪ ،‬وتكون الرياضيات هنا مساعدة لحل مسائل منطقية‪ ...‬لكن مع النزعة اللوجيستقية‬
‫يصبح املنطق مساعدا لحل مسائل رياضية‪( .‬بدون تاريخ‪" .)410-409-‬لقد فهم فريجه العالقة بين‬
‫املنطق والرياضيات‪ ،‬حيث اكتشف أن نظرية األعداد الطبيعية والتي تعد القاعد األساسية لعلم‬
‫الحساب هي مجرد امتداد للمنطق‪ ،‬بل إن اشتقاق الرياضيات من املنطق أمر طبيعي إذا عرفنا‬
‫القوانين املنطقية التي يقوم عليها االستنتاج والبرهان وأدركنا أن األفكار الرياضية يمكن تعريفها‬
‫بأفكار منطقية؛ وهذا يعني أن الرياضيات تفترض املنطق بالضرورة سواء أكان ذلك في العمليات‬
‫البرهانية أم في بناء األفكار وفهم معانيها‪ .‬وعلى ضوء هذا الفهم بدا فريجه في اشتقاق الرياضيات‬
‫من املنطق في كتابه املعروف أسس علم الحساب"‪( .‬ياسين خليل ‪" .)327-1967‬وقد عمل فريجه في‬
‫رد الرياضيات إلى املنطق على مستويين‪:‬األول تحليل األفكار الرياضية ملعرفة األساس املنطقي الذي‬
‫تقوم عليه كما هو واضح في تحليله للعدد والدالة مثال‪ .‬واملستوى الثاني إبراز القوانين‬
‫االستنتاجية التي يعمل بها عالم الرياضيات في البرهان وإخضاعها منطقيا إلى قضايا أو بديهيات‬
‫منطقية قليلة تكون النظرية االستداللية للرياضيات"(ياسين خليل ‪.)217-216-1967‬‬
‫د‪ -‬توظيف مفاهيم رياضية لحل مشكالت منطقية‪:‬في مقالته مفهوم الدالة والفكرة‬
‫ناقش فريجه مفهوم الدالة في الدراسات الرياضية وأعطى أخيرا مفهومه األساس ي للدالة والذي‬
‫يمثل تطورا في مفهومه املنطقي ألنه سبق أن ناقش مفهوم الدالة في كتابه اللغة الرمزية وتبين له‬
‫من خالل املناقشة أن مفهوم الدالة في الرياضيات ال يختلف عن مفهوم الفكرة في املنطق‪ ،‬وبهذه‬
‫الطريقة أراد أن يبرهن أن بين الرياضيات واملنطق عالقة متينة‪ ،‬وأن الرياضيات ليست إال منطقا‬
‫متطورا‪ ،‬وفي هذه املقالة بالذات يقدم لنا فريجه تعبيرا منطقيا جديدا وهو قيمة الصدق الذي‬
‫يعتبر العصب الضروري في الدراسات املنطقية والفلسفية املعاصرة‪ .‬وأوضح كذلك الفرق بين‬
‫الداالت واألفكار‪ ،‬إذ من الضروري أن ال نخلط بين دالة من الدرجة األولى مع دالة أخرى من‬
‫الدرجة الثانية‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة لألفكار التي تعتبر داالت لها حد واحد وبين األفكار التي تعتبر‬
‫داالت لها حدان أو أكثر (ياسين خليل ‪.)31-2012‬‬
‫وفي مقالة أخرى تحت عنوان حول املعنى والداللة يناقش فريجه األسماء والعبارات‬
‫والقضايا واضعا بذلك نظريته في اللغة وتحليل املعنى‪ .‬لقد أدرك فريجه أن الفالسفة وعلماء اللغة‬
‫يخلطون بين املعنى والداللة‪ ،‬فكان عليه أن يميز بينهما من جهة ويبين أهمية هذا التمييز في‬
‫الدراسات املنطقية من جهة أخرى‪.. .‬ولهذه املقالة أهمية كبيرة في الدراسات املنطقية والفلسفية‬
‫فقد استفاد منها راسل في نظريته في العبارة الوصفية واستفاد منها فتجنشتاين )‪Ludwig‬‬
‫‪73‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫‪)1951-1889 Wittgenstein‬في نظريته اللغوية‪ ،‬وطورها رودولف كارناب(‪1891- Rudolf. Carnap‬‬
‫‪ )1970‬في كتابه املعنى والضرورة بعد إجراء بعض التعديالت عليها (ياسين خليل ‪ .)31-2012‬حيث‬
‫أن كارناب يستفيد من هذا التمييز في تعليل املنهج املاصدقي الذي تبناه في الفترة األولى من تطور‬
‫تفكيره املنطقي ويطوره في كتابه املعنى والضرورة ليبرر فيه كذلك املنهج املفهومي أو نظرية الداللة‬
‫(كارناب‪.)209 ،2011 ،‬‬
‫‪ -1‬مكانة فريجه في تاريخ الفلسفة‬
‫أ‪ -‬فلسفة التحليل واالنعطاف اللغوي‪ :‬إن مساهمة فريجه في تاريخ الفلسفة يمكن تتبعها‬
‫من خالل مواقفه من املشكالت التي عالجها مثل موقفه من لغة الحياة أو اللغة الطبيعية‪ ،‬واللغة‬
‫الرمزية (ياسين خليل‪.)34 ،2012 ،‬‬
‫ما يسمى باالنعطاف اللغوي ‪-‬والذي يعتبر ميزة أساسية للفلسفة التحليلية‪ -‬يرجع حسب‬
‫الكثير من أعالم الفكر الفلسفي املعاصر إلى فريجه‪ .‬يذكر دوميت أن "ما يميز الفلسفة التحليلية‪،‬‬
‫ً‬
‫في مظاهرها املتنوعة‪ ،‬عن املدارس األخرى هو االعتقاد‪ ،‬أوال‪ ،‬أنه يمكن الوصول إلى تقرير فلسفي‬
‫عن الفكر من خالل تقرير فلسفي عن اللغة‪ ،‬و ً‬
‫ثانيا‪ ،‬أنه ال يمكن الوصول إلى تقرير شامل إال بهذه‬
‫نظرا الختالفهم عن بعضهم البعض على نطاق واسع‪ ،‬فإن الوضعيين املنطقيين‪،‬‬ ‫الطريقة‪ً .‬‬
‫فيتجنشتاين في مراحل حياته الفكرية‪ ،‬وفلسفة أكسفورد ''فلسفة اللغة العادية'' وفلسفة ما بعد‬
‫كارناب في الواليات املتحدة التي مثلها كل من كواين(‪،)Willard Van Orman Quine 1908-2000‬‬
‫جميعا بهاتين البديهيتين"( ‪M.‬‬‫ً‬ ‫وديفيدسون(‪ ،)2003-2017 Donald Davidson‬التزموا‬
‫‪.)Dummett-2014-5‬‬
‫‪":‬بناء على التوصيف السابق‪ ،‬ولدت‬ ‫يضيف دوميت مبينا بداية التحول اللغوي فيقول ً‬
‫ً‬
‫الفلسفة التحليلية مع "االنعطاف اللغوي"‪ .‬لم يكن هذا‪ ،‬بالطبع‪ ،‬مأخوذا بشكل موحد من قبل‬
‫أي مجموعة من الفالسفة في أي وقت‪ :‬ولكن أول مثال واضح معروف ّلدي حدث عام‪ 1884‬مع‬
‫فريجه في كتابه أسس الحساب في نقطة حاسمة في الكتاب‪ ،‬أثار فريجه السؤال الكانطي‪" ،‬كيف‬
‫ُ‬
‫تعطى األعداد لنا‪ ،‬إذا لم يكن لدينا أدنى فكرة أو حدس عنها؟‪.(M. .Dummett-2014-6(".‬‬
‫يقول أنطوني كيني(‪)--1931 Anthony Kenny‬مؤيدا فكرة بداية االنعطاف اللغوي مع‬
‫فريجه‪":‬إذا كانت الفلسفة التحليلية قد ولدت مع بداية املنعطف اللغوي‪ ،‬فيجب أن يرجع تاريخ‬
‫قرر فريجه أن الطريق إلى بحث طبيعة العدد‬ ‫والدتها إلى نشر أسس الحساب في عام ‪ 1884‬عندما ّ‬
‫هو تحليل الجمل التي تظهر في ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها األعداد"(‪ .)A. Kenny 2000-211‬والفكرة نفسها يؤكدها‬
‫‪74‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫جون سورل في كتابه ما هي اللغة؟ بقوله‪":‬أعتقد أن أعظم االنجازات في الفلسفة خالل املائة العام‬
‫املاضية‪ ،‬أو املائة وخمس وعشرين عاما كانت في فلسفة اللغة‪ .‬وبداية من فريجه الذي ابتكر‬
‫املوضوع‪(.‬إسماعيل صالح‪.")17 -2017‬‬
‫ب‪ -‬موقف فريجه من لغة الحياة أو اللغة الطبيعية‪ ،‬واللغة الرمزية‪ :‬يرى فريجه أن‬
‫اللغة الطبيعية تثبت كل يوم أنها غير كافية لحفظ الفكر من الخطأ‪ .‬فهي ليست أحادية املعنى‪،‬‬
‫ولهذا تعتبر أداة ليست دقيقة للفكر وللمنطق‪ ،‬وعلى عكس ذلك فإن اللغة الرمزية أو لغة‬
‫الرياضية تكون أكثر فائدة للفكر وللمنطق‪ .‬ويقدم فريجه تشبيها يوضح فيه الفرق بين اللغة‬
‫الطبيعية واللغة الرمزية‪ ،‬يب ّين فيه قصور اللغة الطبيعية ودقة اللغة الرمزية‪ .‬فيشبه األولى بالعين‬
‫اإلنسانية والثانية باملجهر(زكريا‪.‬ع ‪.)98-97 -2012‬‬
‫وقد وصف فريجه لغته املنطقية بأنها ليست مجرد حساب عقلي بل هي لغة ذات خصائص‬
‫بمفهوم ليبنتز(زكريا‪.‬ع ‪ .)99-98 -2012‬ويقصد هنا لغة عاملية‪ .‬ولعل هذا الوصف للغة الرمزية‬
‫يدفعنا للتساؤل حول املرجعية الفكرية أو األصول التاريخية لفلسفة فريجه التحليلية ونزعته‬
‫املنطقانية‪ .‬هل كان فريجه واقعيا ضد النزعة املثالية أم أن منطق فريجه كان موجها ضد النزعة‬
‫الطبيعية العلمية؟‬
‫ثانيا‪:‬فريجه بين النزعة الو اقعية والرد على النزعة الطبيعية‬
‫لقد تميزت الفلسفة التحليلية بالتحليل املنطقي للغة وأهملت الجانب التاريخي لألفكار‪ .‬لقد حاول‬
‫كل من دوميت وسلوغا إعادة االعتبار للجانب التاريخي لنشأة الفلسفة التحليلية‪ .‬يقول دوميت‪" :‬من املهم‬
‫للفلسفة التحليلية أن تفهم تاريخها الخاص‪ ،‬وأن ترى نفسها في سياق التاريخ العام للفلسفة خالل‬
‫القرنين التاسع عشر والعشرين‪ :‬هذا صحيح بشكل خاص في وقت يمر بتغييرات عميقة‪ .‬سأحاول فيما يلي‬
‫استكشاف أصول الفلسفة التحليلية‪ .‬لكن هذا لن يكون تحقيقا تاريخيا حقيقيا لسببين‪...‬ويواصل أنه‬
‫سيهتم فقط بالفالسفة الذين كتبوا باللغة األملانية)‪ .)M. Dummett-2014-1‬ومنهم فريجه خاصة‪.‬‬
‫يقول سلوغا‪":‬أحاول أن أوضح أن كتابي يركز على نطاق أوسع مما هو معتاد في الكتابات على‬
‫فريجه‪ .‬بالنظر إلى الدور الذي لعبته االعتبارات الفريجية وما زالت تلعبه في املنطق وفلسفة الرياضيات‬
‫ً‬
‫وفلسفة اللغة‪ ،‬فمن الصعب الكتابة بشكل شامل عن فكر فريجه ويضيف‪":‬سعيا وراء مثل هذه الصورة‬
‫الشاملة‪ ،‬حاولت أن آخذ في االعتبار أكبر قدر ممكن من الكتابات املوجودة‪ ،‬لكنني لم أحاول تفصيل‬
‫ومناقشة جميع القضايا املهمة التي أثيرت فيها" ويشير إلى أنه في هذا ‪":‬الكتاب‪ ،‬كان من الضروري العودة‬
‫ً‬
‫وأيضا‪ ،‬ألنني‬ ‫إلى كتابات دوميت حول فريجه‪ ،‬ألنها تعكس مرحلة مهمة في املناقشة الحالية للموضوع‪،‬‬

‫‪75‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫ً‬
‫مسبقا معرفة تفصيلية بكتاباته‬ ‫أعتبر أوجه القصور في تقريره العرض ي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن نقاش ي ال يفترض‬
‫الواسعة والصعبة"(‪(Hans D. Sluga-1999- x‬‬
‫ويوضح سلوغا اختالفه مع دوميت في قراءة فريجه فيقول‪":‬أحد االختالفات الرئيسية في عالجي‬
‫لـفريجه مقارنة بمعالجة دوميت ومعالجة معظم الكتابات هو توجهها التاريخي األكبر‪ .‬آمل أن أوضح أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وضوحا وتماسكا لفكر فريجه‪ ،‬وهي الصورة التي تختلف عن الصورة السائدة‬ ‫هذا النهج يولد صورة أكثر‬
‫ً‬
‫في الجوهر وليس فقط في اإلضافات واملراجعات البسيطة‪ .‬آمل أيضا أن تكون إعادة التقييم هذه أكثر من‬
‫ً‬
‫تاريخيا فقط‪ ،‬أي كمخلوقات‬ ‫أهمية تاريخية‪ .‬يبدو لي أنه من املعقول أن نفترض أننا ً‬
‫دائما ما نفهم أنفسنا‬
‫وصلت إلى اللحظة الحالية عبر طريق معين‪ .‬إذا كان بإمكان املرء أن ُيظهر أننا وصلنا إلى تلك اللحظة على‬
‫طول مسار مختلف عن املسار الذي نعتقد أننا سلكناه‪ ،‬فإن ذلك سيغير بشكل عميق فهمنا ملن نحن‪.‬‬
‫هدفي في محاولة إعادة تقييم جذور التقليد التحليلي هو تغيير التفسير الذاتي الحالي لذلك التقليد‪.‬‬
‫ويصرح سلوغا في نهاية مقدمة الكتاب‪ ،‬بالصعوبات التي واجهته في محاولته قراءة فريجه من وجهة نظر‬
‫تاريخية‪ .‬ويذكر إحداها‪ ،‬والتي تتمثل‪ ،‬في الكتابات الهائلة التي يجب دراستها لتحقيق هذا الهدف ‪(Hans D.‬‬
‫)‪.Sluga-1999- x-xi‬‬
‫ُ‬
‫املقارنة بين القراءتين تظهر اختالفا بين دوميت وسلوغا في قراءتهما التاريخية لـفريجه‪ ،‬فإذا كان‬
‫األول يرى أن الخلفية التاريخية لتأسيس الفلسفة التحليلية والنزعة املنطقانية عند فريجه‪ ،‬ترجع إلى‬
‫موقفه ضد املثالية الهيجلية‪ .‬فإن الثاني يبطل هذه األطروحة‪ ،‬ويؤكد على أن الخلفية التاريخية تأسيس‬
‫الفلسفة التحليلية والنزعة املنطقانية‪ ،‬إنما تعود إلى موقف فريجه من النزعة الطبيعية العلمية‪ .‬لن‬
‫أعرض موقف دوميت كما عرضه في كتابه فريجه وفلسفة اللغة‪ ،‬سأعرض مباشرة موقفه ورده كما‬
‫لخصهما هانز سلوغا في كتابه‪ :‬جوتلوب فريجه‪ :‬حجج الفالسفة‪ ،‬يقول سلوغا‪":‬اهتمامي فيما يأتي هو‬
‫إلقاء الضوء على بعض هذه الصراعات وال تحوالت من خالل التركيز على مساهمة فريجه في تشكيل‬
‫التقليد التحليلي‪ .‬وتحت عنوان املراحل الثالث لفلسفة القرن التاسع عشر من الكتاب نفسه‪ ،‬يعرض‬
‫سلوغا موقف دوميت وقراءته للخلفية الفكرية لـفريجه فيقول‪":‬اليوم يمكننا أن نرى أن تقليدا فلسفيا‬
‫ً‬ ‫قويا له جذوره في أعمال فريجه‪ .‬لم يكن هذا ً‬
‫شيئا أدركه فريجه نفسه‪ .‬عندما توفي عام ‪ 1925‬كان رجال‬
‫يشعر باملرارة وخيبة األمل لعدة أسباب‪ :‬بعضها شخص ي‪ ،‬وبعضها منهي‪ ،‬وبعضها تاريخي‪.‬‬
‫ً‬
‫مشابها ملصير فيلسوفين رياضيين آخرين‪،‬‬ ‫نواح معينة‪ ،‬كان مصيره‬
‫ويشرح سلوغا "أن فريجه من ٍ‬
‫كانتور(‪ ،)1918-1845 Cantor Georg‬وديدكند(‪ .)1916-1831 Richard Dedekind‬في الربع األخير من‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬شرع ال ثالثة في تقديم أسس أعمق لنظرية األعداد الطبيعية والحقيقية‪ .‬كان الثالثة‬
‫مدفوعين بمعارضة املناخ الفلسفي السائد‪ ،‬وكان الثالثة يأملون في تغييره من خالل أبحاثهم التأسيسية‪.‬‬
‫واكتشف الثالثة قوة املعارضة لهم‪ .‬سوف نهتم بمصير فريجه أكثر‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫ويتساءل سلوغا ما الذي كان عائقا في استقبال أفكارهم وقبولها؟ ويجيب أما فريجه‪ ،‬فقد افترض‬
‫دوميت أن هيمنة املثالية الهيجلية هي التي أعاقت االعتراف بانجازاته‪ .‬ويستشهد بقول دوميت‪":‬في تاريخ‬
‫الفلسفة‪ ،‬كان يجب تصنيف فريجه كعضو في الثورة الواقعية ضد املثالية الهيجلية‪ ،‬وهي ثورة حدثت في‬
‫تقريبا مما حدث في بريطانيا"‪ .‬االقتراح هو أن فريجه كان رد فعل ضد الهيجيلية‬ ‫أملانيا قبل ثالثة عقود ً‬
‫األملانية املهيمنة في سبعينيات القرن التاسع عشر بنفس الطريقة التي رد بها مور ‪George Edward‬‬
‫)‪ ،)Moore-1873-1958‬وراسل ضد الهيجلية البريطانية حوالي عام ‪ .1900‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬جادل‬
‫دوميت بأن النزعة النفسية التي يهاجمها فريجه بشكل متكرر وبهذه القوة كانت مرتبطة بالفلسفة املثالية‪.‬‬
‫ويواصل سلوغا قائال على لسان دوميت‪":‬املثالية بطبيعتها عرضة لالنزالق إلى النزعة النفسية‪ ،‬على‬
‫ً‬
‫تحديدا على إمكانية مقاومة هذا‬ ‫الرغم من أن إمكانية وجود نظرية مثالية قابلة للتطبيق للمعنى تعتمد‬
‫اإلغراء‪ .‬ولكن على أي حال‪ ،‬في أيام فريجه‪ ،‬كان نوع املثالية التي كانت سائدة في كل مكان في املدارس‬
‫الفلسفية تحمل النزعة النفسية من خالل أنه لم يكن من املمكن تصور نسخة غير نفسية من املثالية إال‬
‫بعد اإلطاحة بها بشكل حاسم‪.‬‬
‫يصل سلوغا إلى ملخص موقف دوميت‪":‬من ثم فمن شبه املؤكد أن الثورة التي جعلت من نظرية‬
‫أساسا للفلسفة هي ضرورة تاريخية يجب أن يقوم بها شخص مثل فريجه الذي لم يكن لديه ذرة من‬ ‫املعنى ً‬
‫التعاطف مع املثالية)‪ .(Hans D. Sluga-1999- 8-9‬هذه قراءة دوميت لفريجه كما عرضها سلوغا‪.‬‬
‫يعلق سلوغا معترضا على موقف دوميت فيقول‪":‬هذه هي الكلمات األخيرة في كتاب فريجه‬
‫لـدوميت‪ ،‬وبالتالي من املفترض أن تؤخذ على محمل الجد كتعليقات على املوقف التاريخي والفكري لـفريجه‬
‫كفيلسوف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يكشف الفحص الدقيق للحقائق أن فرضية دوميت ال تعكس الوضع الفعلي؛ ألنه‬
‫من الخطأ االعتقاد بأن الهيجلية (أو أي شكل آخر من أشكال املثالية) كانت سائدة في فترة نشاط فريجه‬
‫ومن الخطأ اآلخر اعتبار النزعة النفسية مرتبطة بمثل هذه املثالية املهيمنة‪ .‬إذن ينفي سلوغا أن تكون‬
‫الخلفية الفكرية لـفريجه هي مناهضته للمثالية الهيجلية كما ذهب إلى ذلك دوميت‪ .‬إذن ما هي الخلفية‬
‫الفكرية لـفريجه حسب سلوغا؟‬
‫يواصل سلوغا قائال‪":‬توقفت املثالية في الواقع عن كونها قوة حقيقية في الفكر األملاني بحلول عام‬
‫‪ً 1830‬‬
‫تقريب ا‪ .‬ما انتهى في ذلك الوقت لم يكن مجرد مجموعة معينة من األفكار الفلسفية‪ ،‬ولكن التقليد‬
‫الذي بدأ مع بداية الفلسفة األملانية الحديثة من قبل ليبنتز‪ .‬كان التطور أحد نتائج تحول عميق في نمط‬
‫الثقافة األوروبية في نصف القرن بين (‪ 1775‬و‪ .)1825‬لم يكن التحول سطحيا بل كان عميقا‪ ،‬كما هو‬
‫الحال في أملانيا‪ .‬النمو املتسارع للعلوم الطبيعية‪ ،‬والظهور السريع للتكنولوجيات الجديدة‪ ،‬وزيادة حجم‬
‫السكان مع التغيرات املصاحبة لها في العالقات االجتماعية والسياسية‪ ،‬والتوسع الحضري‪ ،‬والتصنيع‪،‬‬
‫والقومية والديمقراطية‪ ،‬وتفكك العقيدة املسيحية‪ ،‬والعلوم الجديدة لإلنسان التي بدت أنها تفسر‬
‫‪77‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫فورا على مكانة الفلسفة وتضعها‬ ‫الحياة البشرية بمصطلحات طبيعية بحتة‪ -‬كل هذه األفكار تنعكس ً‬
‫موضع شك‪.‬‬
‫السؤال الذي طرحته هذه التطورات لم يكن فقط أي الفلسفات املمكنة املختلفة هي األكثر‬
‫إرضاء‪ ،‬ولكن ما إذا كانت هناك حاجة‪ ،‬أو أي مكانة للفلسفة على اإلطالق‪ .‬منذ عام ‪ ،1830‬كان موقع‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هامشيا‪ ،‬وأحيانا يواجه تحديات علنية‪ .‬قبل ذلك‪،‬‬ ‫الفلسفة في الثقافة غير آمن في أفضل األحوال‪ ،‬وأحيانا‬
‫ن ً‬
‫أحيانا في إمكانية وجود الفلسفة ً‬
‫جنبا إلى جنب مع إمكانية وجود أي معرفة على اإلطالق‪،‬‬ ‫شكك املشككو‬
‫وكان املؤمنون قد شككوا في ضرورتها بالنسبة للوحي اإللهي(الدين)‪ .‬ولكن كان هناك اتفاق على أنه إذا‬
‫كانت هناك حاجة للمعرفة البشرية وإمكانية ذلك‪ ،‬فهل للفلسفة مكانة مهمة في هذا املشروع‪ .‬كان هذا‬
‫االعتقاد بالذات هو ما قوضته التطورات التي حدثت في أوائل القرن التاسع عشر‪ .‬منذ ذلك الحين‪ ،‬واصل‬
‫الفالسفة صراعهم مع مسألة كيف تكون الفلسفة ممكنة وملاذا ال تزال ضرورية في عالم التكنولوجيا‬
‫العلمية؟‬
‫في السنوات ما بين ‪1830‬و‪ 1870‬كانت الفلسفة بالكامل في موقف دفاعي في الفكر األملاني‪ .‬لم يجد‬
‫الفالسفة بعض األمان مرة أخرى إال بعد عام ‪ .1870‬كانت إحدى الطرق التي حاولوا بها إثبات فائدة‬
‫الفلسفة هي القول بأن مهمتها كانت التحقيق في البنية املنطقية للرياضيات والعلوم واللغة‪ .‬كانت الفلسفة‬
‫ممكنة في العالم املعاصر كمنطق صوري)‪.( Hans D. Sluga-1999- 9-10‬‬
‫وهنا ينتهي سلوغا إلى أن الخلفية الفكرية لـ فريجه هي الدفاع عن أهمية الفلسفة ضد النزعة‬
‫الطبيعية العلمية التي حدد بداية تاريخها بسنة ‪ .1830‬وعودة فريجه إلى املناطقة األملان بدءا بفكر ليبنتز‪.‬‬
‫لكن هل كان لـدوميت ردا على قراءة سلوغا؟ يرد دوميت قائال‪":‬يصر سلوغا في مقالتين على أنني في كتابي‬
‫فريجه وفلسفة اللغة أسأت تماما فهم مكانة فريجه في تاريخ الفلسفة ونتيجة لذلك أسأت تفسير مذاهب‬
‫فريجه كذلك‪ .‬ويضيف موضحا موقف سلوغا‪":‬يتحدث سلوغا عن إدعائي املتكرر بأن منطق فريجه كان‬
‫موجها ضد هيمنة النزعة املثالية‪ ،‬والتي كانت بشكل أو بآخر مرتبطة بالنزعة النفسية‪ .‬ويعترض دوميت‬
‫على سلوغا ألنه أسس نقده على قراءة ثالث صفحات فقط من كتابه‪:‬فريجه وفلسفة اللغة‪ ،‬إلثبات هذا‬
‫اإلسناد‪ .‬وفي املقابل يقول دوميت أن سلوغا يقول أن املثالية الهيجلية في أملانيا انهارت تماما قبل أن يكتب‬
‫فريجه أي ش يء بخمس وعشرين عاما‪ ..‬بينما النزعة النفسية ال يجب أن ترتبط بالتقليد املثالي‪ .‬ويختم‬
‫دوميت رده بقوله‪":‬في واقع األمر‪ ،‬ومع ذلك فمن املراجع الثالثة التي قدمها سلوغا من كتبي فقط منها واحد‬
‫تقريبا في آخر الكتاب يذكر على وجه التحديد املثالية الهيجلية‪ .‬ويصل في نهاية املقال إلى القول‪:‬إن ما‬
‫يكرهه سلوغا هو وصفي لـفريجه بأنه واقعي )‪.(M.Dummett-1996-79-80‬‬

‫‪78‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫*‪ -‬خاتمة‬
‫املالحظة التي ربما تجلب االنتباه ملاذا ركز سلوغا على النتيجة التي وصل إليها دوميت وأهمل كل‬
‫املقدمات التي انطلق منها؟ اإلجابة هي أن سلوغا قرأ الكتاب وعرف أن املقدمات التي انطلق منها دوميت‬
‫توصل إلى هذه النتيجة وعليه انصب نقده على النتيجة‪ .‬إن اعتبار منطق فريجه كان موجها للمثالية‬
‫الهيجلية يعني أن العصر الذي كتب فيه فريجه كانت الفلسفة املثالية هي الفلسفة السائدة وهو ما يفنده‬
‫سلوغا‪ ..‬ومنه فمنطق فريجه لم يكن موجها ضد املثالية الهيجلية بل ضد النزعة الطبيعية العلمية‪ ،‬وهي‬
‫النظرة التي كانت تهيمن على الساحة الفكرية آنذاك‪.‬‬
‫يبدو أن رأي سلوغا أقرب إلى الصواب إذا أخذنا بعين االعتبار املدرسة الوضعية املنطقية‪ ،‬بدءا بتلك‬
‫الحلقة النواة‪ ،‬والتي تأسست سنة ‪ 1907‬وكانت تتكون من ثالثة رياضيين فليب فرانك( ‪(1884-1966‬‬
‫‪( ،Philipp, Frank‬هانز هان‪ ،)1879-1934 Hans, Hahn‬وأتو نويراث( ‪.(1882-1945 Otto,‬‬
‫‪Neurath‬والتي كان معظم أعالمها درسوا الرياضيات في فيينا‪ ،‬وفي أملانيا‪ .‬والذين أجمعوا على استبعاد‬
‫امليتافيزيقا‪.‬‬
‫ونقد الفلسفة املثالية باعتبارها فلسفة ميتافيزيقية هي التي أدت إلى ظهور النزعة الطبيعية العلمية‪،‬‬
‫والتي رفضت الفلسفة‪ .‬ومقاومة هذه النزعة وإعادة االعتبار للفلسفة ولكن بطرح جديد هو ما ظهر مع‬
‫فريجه‪ .‬إذن منطق فريجه كان موجها ضد النزعة الطبيعية كما ذهب إلى ذلك سلوغا‪ ،‬وليس ضد املثالية‬
‫الهيجلية‪ ،‬كما زعم دوميت‪ .‬وكان منهج فريجه الذي يستند إلى التحليل اللغوي ولغة الرموز‪ ،‬بداية‬
‫التأسيس لفلسفة جديدة‪ ،‬تقوم على التحليل املنطقي للغة العلم‪ .‬وهو ما جسدته الوضعية املنطقية‬
‫حيث استبدلت بالفلسفة مصطلح منطق العلم‪.‬‬
‫******‬

‫‪79‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( ‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022/ 04/ 16 / 02‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫املصادر‬
‫‪1-Gottlob Frege, (1960), the foundations of arithmetic, (2ed edition) transl by J. L. Austin, Harper‬‬
‫‪torchbooks, New York.‬‬
‫املراجع‬
‫‪2-Anthony kenny, (2000), Frege :an introduction to The Founder of Modern Analytic Philosophy,‬‬
‫‪Blackwell pub, USA.‬‬
‫‪3-Hans D. Sluga, (1999), Gottlob Frege:The Arguments of the Philosophers, by Routledge,‬‬
‫‪London and New York.‬‬
‫‪4-Michael, Dummett, (2014), Origins of Analytical philosophy , Bloomsbury Academic, UK.‬‬
‫‪5-Michael Dummett, (1996), Frege and Other Philosophers, Oxford Unv Press,.‬‬
‫‪6-Pavel, Tichy(1988), The Foundations of Frege 's Logic, Walter de Gruyter • Berlin • New York.‬‬
‫‪-7‬أحمد موساوي‪ ،)2015( ،‬معجم املناطقة‪( ،‬الطبعة الثانية) موفم للنشر‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪-8‬روبير بالنش ي‪( ،‬بدون تاريخ)‪ ،‬املنطق وتاريخه من أرسطو حتى راسل‪ ،‬تر‪ ،‬خليل أحمد خليل‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-9‬رودولف كارناب‪ .)2011( ،‬البناء املنطقي للعالم واملسائل الزائفة في الفلسفة (الطبعة األولى)‪ ،‬تر‪ ،‬يوسف‬
‫تيبس‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫‪-10‬صالح إسماعيل‪ ،)2017( ،‬نظرية املعنى عند بول غرايس‪( ،‬الطبعة األولى) الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪-11‬عصام زكريا جميل‪ .)2012( ،‬اتجاهات معاصرة في نظرية املعرفة‪( ،‬الطبعة األولى) دار املسيرة‪ ،‬األردن ‪.‬‬
‫‪-12‬ياسين خليل‪ .)2012( ،‬مقدمة في الفلسفة املعاصرة‪( ،‬الطبعة الثانية) دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫املجالت‬
‫‪-13‬رشيد الحاج صالح‪ ،)2005( ،‬أثر تطبيق النظريات املنطقية والرياضية في الفلسفة املعاصرة‪ ،‬مجلة عالم‬
‫الفكر‪ ،‬مج ‪ ،33‬ع‪ ،4‬أفريل‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪-14‬ياسين خليل‪ ،)1967( ،‬نظرية جوتلوب فريج املنطقية‪ ،‬مجلة اآلداب‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬ع ‪.10‬‬

‫‪80‬‬

You might also like