You are on page 1of 7

‫‪81‬‬

‫مجلة علوم الرتبية‬

‫املدخل �إىل علوم الرتبية‬

‫عبد الكريم أطرحات‬

‫مقدمة عامة حول مفهوم علوم الرتبية‬

‫ظهرت النواة األوىل الصطالح «علوم الرتبية « يف أوربا سنة ‪1812‬م ‪ ،‬عندما نرش الباحث‬
‫الفرنســـــي « ‪»marc-antoine julien de paris‬كتابه «أساس الطريقة البيداغوجية لدى‬
‫بيستالوزي» ويف سنة ‪ 1816‬م‪ ،‬قدّم نفس الباحث رشحا وافيا لهذا االصطالح الجديد يف معرض‬
‫حديثه عن الرتبية املقارنة ‪ .‬ويف نفس السياق‪،‬ظهر كتاب جديد بعنوان»علوم الرتبية»من‬
‫توقيع الباحث االنجليزي ‪ »alexander bain‬الذي ّمتت ترجمت كتابه إىل اللغة الفرنسية سنة‬
‫‪ 1879‬م‪ ،‬من طرف « ‪ .»gabriel compayre‬ومع نهاية القرن التاسع عرش امليالدي (‪1887‬م)‬
‫رشعت كلية اآلداب بفرنسا يف تنظيم دروس تكميلية خاصة يف علوم الرتبية والبيداغوجيا تحت‬
‫إرشاف ‪ »»henri marion‬الذي يعترب أ ّول أستاذ ملادة «علوم الرتبية بفرنسا (‪1887‬م) حيث‬
‫ألح عىل الدور األسايس الذي تقوم به فلسفة الرتبية يف الحقل التعليمي لكونها تفسح املجال‬
‫ّ‬
‫أمام الباحثني لوضع مقارنات دقيقة حول املنظومات الرتبوية‪ ،‬لذلك اعترب»علم الرتبية « علام‬
‫تطبيقيا يختلف عن علم الرياضيات والفيزياء لكنّه يقرتب من العلوم األخالقية والسياسية‬
‫من حيث املوضوع واملصادر املتعددة(‪ )1‬ويف سنة ‪1902‬م‪،‬عينّ «‪ emille durkheim‬بجامعة‬
‫«السوربون» لتقديم مقاربة سوسيولوجية للفعل الرتبوي حيث اعترب أن املامرسة االجتامعية هي‬
‫التي تحدد موضوع الرتبية‪،‬ومن تم وجب عىل علم االجتامع أن يسعى إىل فهم طبيعة ونوعية‬
‫املؤسسات الرتبوية وغاياتها االجتامعية‪ .‬وبغض النظر عن ما يحمله مصطلح «علوم الرتبية « من‬
‫تحديدات ومواصفات مختلفة ‪،‬فإن البدايات الفعلية لنشأة املفهوم ارتبطت بالرغبة يف إعادة‬
‫مجلة علوم الرتبية‬ ‫‪82‬‬

‫النظر يف طرق التكوين البيداغوجي واملهني لألساتذة العاملني يف الحقل الرتبوي عىل ضوء‬
‫املستجدات العلمية التطبيقية ‪ ،‬لكن يبدو أن هذه الرغبة تعاملت مع موضوع علوم الرتبية‬
‫بنوايا ايديولوجية معقدة تتوق إىل تعزيز سلطة الرتبية وتوطيد آليات العالقات االجتامعية‬
‫مثلام حدث يف املجتمع الفرنيس‪،‬وعليه عجزت «علوم الرتبية»عن تقديم مقاربة مقنعة للواقع‬
‫التعليمي‪.‬وبوفاة «‪ »durkheim‬تراجع درس «علوم الرتبية « بالجامعات الفرنسية خصوصا‬
‫بعد الحرب العاملية األوىل‪،‬لكن مع ذلك تأسست مجموعة من املراكز املهتمة أو املتخصصة‬
‫يف «علوم الرتبية « مثل ‪ :‬معهد «جون جاك روسو» بسويرسا(‪1912‬م) و»معهد البيداغوجيا»‬
‫بباريس(‪1920‬م) و»املدرسة التطبيقية للسيكولوجيا والبيداغوجيا»بليون (‪1945‬م)‪.‬أما بعد‬
‫الحرب العاملية الثانية ‪ ،‬فقد بدأت رشعية «علوم الرتبية « تتقوى بعدما أقر النظام التعليمي‬
‫الفرنيس (‪ )1966-1967‬بخلق شهادة اإلجازة واملرتيز يف شعبة «البسيكوبيداغوجيا»‪.‬ومع ظهور‬
‫الحاجة إىل الرفع من أداء املؤسسات التعليمية والرتبوية ‪ ،‬ازداد اإلقبال عىل درس «علوم الرتبية‬
‫« يف الجامعات األوربية (‪.)2‬‬
‫وإذا انتقلنا إىل الثقافة الربيطانية ‪،‬سنالحظ شيوع عبارة»دراسة الرتبية» ‪studies of‬‬
‫‪ ”»education‬بدل من عبارة»علوم الرتبية»بالرغم من ظهور االهتامم املبكر بالبيداغوجيا‬
‫من طرف الجامعات االسكتلندية منذ سنة ‪1872‬م‪.‬وقد عرفت «دراسة الرتبية»مراحل مختلفة‬
‫يف بريطانيا ‪:‬فمن سنة ‪1820‬م إىل سنة ‪1914‬م اهتمت الجامعات بتطوير التعليم الثانوي‬
‫عىل ضوء املراجع النظرية املستوحاة من الفيلسوف األملاين ‪ ”»herbart‬كام استحدثت شعب‬
‫أساسية يف تاريخ الرتبية والسيكولوجيا والطفولة‪،‬ومن ثم تأثرت املحتويات الرتبوية بالجوانب‬
‫التقنية املرتبطة بقياس الذكاء‪.‬وبعد الحرب العاملية الثانية تنامى اإلقبال عىل الدراسات الرتبوية‬
‫خصوصا مع أواسط الستينات التي عرفت تطورا يف البحث الرتبوي املعتمد عىل منظور العلوم‬
‫توجهت الدراسات الرتبوية‬‫اإلنسانية كعلم االجتامع وعلم النفس والفلسفة والتاريخ‪...‬وعليه ّ‬
‫نحو قراءة وفحص فعل التدريس وفق تصورات سوسيولوجية الرتبية‪.‬‬
‫أ ّما يف أملانيا‪،‬فقد استعمل مفهوم البيداغوجيا يف البداية للداللة عىل التكوين املستقبيل‬
‫للمدرسني‪،‬لكن بعد ذلك سيعرف اصطالح “علوم الرتبي ّة « حضورا بعد إنشاء كرايس جامعية‬
‫للبيداغوجيا منذ سنة ‪1912‬م‪.‬كام ستتطور فلسفة الرتبية والبحث الرتبوي وسيزداد اإلقبال عىل‬
‫درس «علوم الرتبية « وسريتفع عدد املدرسني واملهتمني بعد الحرب العاملية الثانية ‪،‬يف حني‬
‫سيتجه البحث نحو العمل عىل إقامة مقارنة بني وضعية علوم الرتبية بأملانيا وفرنسا (‪)3‬‬
‫‪83‬‬
‫مجلة علوم الرتبية‬
‫انطالقا من هذا املدخل التاريخي املؤطر لوالدة اصطالح “علوم الرتبي ّة”ميكن تل ّمس بعض‬
‫الدالالت التي تفيدنا يف رسم الحدود والوظائف والعالقات التي يتميز بها هذا االصطالح ‪،‬وعليه‬
‫ميكن حرص الحقل املفاهيمي للمصطلح يف التحديدات والتعريفات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مادة للتعليم والبحث يف جميع الظواهر الرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬معارف نظرية وتطبيقية حول املامرسة الرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬نشاط عقيل يدرس الوجود الرتبوي الفعيل‪.‬‬
‫‪ -‬تصور معياري حول الحياة الرتبوية الخاصة والعامة‪.‬‬
‫‪ -‬مجال تأميل يرتبط بالفعل الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسة املنهجية والبحث العقيل حول الرتبية‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع تفكري وتأمل حول سريورة الرتبية والتكوين‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية تطبيقية توجه الفعل الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬حقول معرفية تدرس الوقائع واألفعال الرتبوية ضمن سياق معني‪.‬‬
‫‪ -‬علوم تدرس مجموعة من الظواهر والوضعيات الرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مشرتكة بني مجموعة من العلوم التي تدرس رشوط الوجود اإلنساين‪.‬‬
‫‪ -‬علم تطبيقي يندرج ضمن العلوم اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬فرع من علوم املجتمع واإلنسان‪.‬‬
‫لعل املتأ ّمل لهذه التعريفات والتحديدات املختلفة يلمس بوضوح مدى اتساع الحقل‬ ‫ّ‬
‫االبستيمولوجي الخاص باصطالح “علوم الرتبي ّة « اليشء الذي يؤدّي إىل بروز العديد من‬
‫اإلشكاالت املرتبطة مبوضوع ومنهج هذا الحقل املعريف املستحدث ومكانته ضمن صنّافة‬
‫العلوم املختلفة ‪،‬لكن أول ما يلفت االنتباه يف هذا السياق ‪ ،‬هو التساؤل عن ما مييز “علوم‬
‫الرتبية « عن غريها من العلوم األخرى؟‬
‫من الواضح أّ ّن علوم الرتبية تتم ّيز بتعدّد الحقول واملسالك املعرفية وتداخل مجموعة‬
‫من املجاالت والطرق واملناهج لذلك يصعب الحديث عن»علوم الرتبية»بصيغة املفرد نظرا‬
‫لتع ّقد مظاهر النشاط اإلنساين‪،‬غري ّأن اإلشكال ال يرتبط أساسا بخاصية التعدد املالزمة ملكونات‬
‫مجلة علوم الرتبية‬ ‫‪84‬‬

‫علوم الرتبية فقط‪،‬بل يتعدّاه إىل رضورة التفكري يف كيفية بناء االنسجام بني مختلف الحقول‬
‫واملجاالت وفق مقاربة متعددة املستويات و املرجعيات متاشيا مع خصوصية الفعل الرتبوي‬
‫يف مظاهره الرصيحة والضمنية‪،‬وعليه اعترب هذا املنظور االبستيمولوجي تصورا خاصا بعلوم‬
‫الرتبية‪.‬وبغض النظر عن طبيعة هذا النقاش العلمي القائم حول تأرجح علوم الرتبية بني‬
‫الوحدة والتعدد‪،‬فإن املميزات النوعية لهذا التخصص املعريف ينبغي أن تنهض عىل التحديد‬
‫الدقيق للمباحث الرتبوية املدروسة مبا يف ذلك الطرق واملناهج املستعملة‪،‬ومن ثم ميكن توزيع‬
‫األقطاب واملحاور التي تتناولها علوم الرتبية يف ّ‬
‫الظواهر التّالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬ظواهر تربوية كربى تتصل بالقيم االقتصادية والتاريخية واملؤسساتية و االسرتاتيجية‬
‫ذات الطابع الغايئ و القصدي التي تسعى إىل تحديد املواصفات املطلوبة ملجتمع الغد عىل‬
‫ضوء التأ ّمل الفلسفي والتفكري السيايس ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ظواهر تربوية صغرى ترتبط بالحقول املعرفية ذات الصلة بالعلوم اإلنسانية والتجريبية‬
‫التي تساعد عىل تحديد العمليات السيكولوجية والتواصلية املتعلقة بسريورة التعلم‪.‬‬
‫‪ - 3‬ظواهر نسقية نوعية تأخذ بعني االعتبار مجموع التعقيدات والتحوالت والوسائل‬
‫املمكنة لقراءة النشاط الرتبوي (‪)4‬‬
‫يف الواقع‪،‬إن تعدد الظواهر املدروسة من طرف علوم الرتبية‪،‬يجعل من إشكالية الوحدة‬
‫والتعدد قضية شكلية بالنظر إىل تنوع وتعقد خبايا الشخصية اإلنسانية‪،‬ومام الشك فيه ‪،‬أن تطور‬
‫الهندسة الوراثية وغريها من العلوم املختلفة(علم النفس املعريف‪ )...‬سيساعد عىل توضيح بعض‬
‫آليات التعلم والذكاء واللغة‪...‬كام سيفسح املجال الجتهادات الباحثني الديداكتيكيني يف صنّافة‬
‫علوم الرتبية‪.‬ويف سياق هذه اإلشكاليات‪،‬ينبغي التمييز بني عدة أنواع من الصنّافات املتعلقة‬
‫بعلوم الرتبية اليشء الذي يؤكد بوضوح مدى تداخل الحقول واملراجع املعرفية واملنهجية‬
‫املكونة لبنية النسق الرتبوي‪،‬ونتيجة لذلك تعددت معايري التصنيف تبعا لنوعية وطبيعة‬
‫التدخل الرتبوي والنشاط السلويك والغايات املستهدفة‪...‬ومن أهم الصنّافات املتداولة‪،‬نقرتح‬
‫ما ييل ‪:‬‬
‫‪ - 1‬صنّافة علوم الرتبية بفرنسا (‪)1967‬‬
‫ذكرنا سابقا ّأن النظام التعليمي الفرنيس استحدث شهادة التربيز يف علوم الرتبية‪،‬وقد كان‬
‫وراء هذه املبادرة الباحث «‪« maurice debesse‬الذي ساهم يف بلورة األسس األولية لصنّافة‬
‫‪85‬‬
‫مجلة علوم الرتبية‬
‫علوم الرتبية معتربا أن هذه املادة تهتم بجميع املوضوعات املتعلقة بالرتبية‪.‬وتتأسس صنّافة‬
‫علوم الرتبية بفرنسا عىل ضوء مجموعة من املعطيات املختلفة ذات الصلة بخصوصية املجتمع‬
‫الفرنيس وموقعه الحضاري‪،‬ومن أهم عنارص ومواد هذه الصنّافة نذكر ما ييل ‪:‬‬
‫‪ - 7‬تكوين الراشدين‬ ‫‪ - 1‬اقتصاديات الرتبية‬
‫‪ - 8‬تربية ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫‪ - 2‬سوسيولوجيا الرتبية‬
‫‪ - 9‬تكوين املكونني‬ ‫‪ - 3‬الرتبية املقارنة‬
‫‪ - 10‬الفشل الدرايس ‪11‬‬ ‫‪ - 4‬فلسفة الرتبية‬
‫‪ - 11‬التكوين املهني و املقاواليت‪)5(...‬‬ ‫‪ - 5‬تاريخ الرتبية‬
‫‪ - 6‬ديداكتيك املواد‬
‫ومع تطور مجاالت العلوم والحياة‪،‬أضيفت مجموعة من الحقول املعرفية واملواد الدراسية‬
‫لهذه الصنّافة انسجاما مع حركية البحث الرتبوي بصفة خاصة والبحث العلمي بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ - 2‬صنّافة كلية علوم الرتبية باملغرب‪:‬‬
‫تتحدّد صنّافة كلية علوم الرتبية باملغرب انطالقا من طبيعة ونوعية الشعب واملسالك‬
‫واملواد الدراسية كام أنها تستجيب من الناحية التاريخية لتطلعات النخبة الرتبوية التي درست‬
‫بالخارج ومتكنت من اإلطالع عىل اإلنتاج الرتبوي الغريب‪،‬وأ ّكدت من خالل مامرستها للتدريس‬
‫عىل أهمية التفكري بجدية يف مجتمع الغد عن طريق الدعوة إىل خلق أشكال تواصلية جديدة‬
‫من أجل إعادة النظر يف طبيعة العالقات الرتبوية السائدة يف املؤسسة التعليمية‪،‬غري أن اإلشكال‬
‫الذي فرض نفسه عىل املهتمني مبجال الرتبية والتكوين باملغرب يتمثل يف العالقة امللتبسة بني‬
‫النظرية واملامرسة ‪ :‬بني الوعي املمكن والوعي القائم ‪ ،‬بني ما يدرس وما يعاش‪...‬ولعل البحث‬
‫الرتبوي يف هذا السياق‪،‬اتجه نحو التجريب شأنه شأن بداية كل املحاوالت اإلصالحية‪،‬لذلك اتسم‬
‫الخطاب الرتبوي بنوع من الطوباوية الحاملة وسقط يف سوء تقدير الفعل الرتبوي دون االهتامم‬
‫بخاصية التعدد األرسي واالجتامعي التي متيز شبكة العالقات يف املجتمع املغريب وتحدد سلم‬
‫منظومة القيم السائدة‪.‬ويف خضم هذا السياق املثقل بأسئلة االختيارات والتوجهات‪،‬حاولت‬
‫األطر الرتبوية الصاعدة بكلية علوم الرتبية االعتامد عىل التصنيف التايل ‪:‬‬
‫مجلة علوم الرتبية‬ ‫‪86‬‬

‫العلوم التطبيقــية‬ ‫العلوم املساعــدة‬ ‫العلوم النظريـــــــة‬


‫‪ -‬منهجية تدريس العلوم‬ ‫‪ -‬تكنولوجية الرتبية‬ ‫‪ -‬علم النفس الرتبوي‬
‫‪ -‬الوسائل السمعية البرصية الدقيقة‬ ‫‪-‬أسس الرتبية أو علم‬
‫‪ -‬اإلحصائيات املطبقة عىل ‪ -‬منهجية تدريس العلوم‬ ‫االجتامع الرتبوي‪.‬‬
‫اإلنسانية‬ ‫‪-‬اإلدارة والتنظيم املدرسيان‪ .‬التعليم ‪.‬‬
‫‪ -‬منهجية تدريس اللغات‬ ‫‪ -‬اإلعالميات الرتبوية‬
‫عن الدكتور محمد الدريج (‪)6‬‬
‫‪ - 3‬صنافة «مياالري» «‪»gaston mialaret‬‬
‫انطلق “مياالري”يف تصنيفه لعلوم الرتبية من مبدأ التمييز بني ثالثة رشوط أساسية تحدد‬
‫الوضعية الرتبوية‪:‬وهي الرشوط العامة والرشوط املحلية والرشوط الرتبوية‪،‬وتبعا لذلك‬
‫يتطلب البحث العلمي الرتبوي تحديد الحقول املعرفية املالمئة لتلك الوضعيات والرشوط ‪،‬‬
‫وعليه يقرتح “مياالري” صنّافة تتكون من ثالثة أقطاب معرفية متنوعة تنسجم وخاصية التعدد‬
‫التي متيز مكونات علوم الرتبية‪،‬وللتوضيح نقرتح الجدول التايل‪:‬‬
‫الدراسة التأملية املستقبلية‬ ‫دراسة العالقات البيداغوجية‬ ‫دراسة الرشوط العامة‬
‫والنشاط الرتبوي‬ ‫واملحلية للمؤسسة التعليمية‬
‫‪ -‬فلسفة الرتبية‬ ‫‪ -‬فسيولوجيا الرتبية‬ ‫‪ -‬تاريخ الرتبية‬
‫‪ -‬علوم التخطيط‬ ‫‪ -‬سيكولوجيا الرتبية‬ ‫‪ -‬سوسيولوجيا الرتبية‬
‫‪ -‬نظرية املناهج‬ ‫‪ -‬علوم التواصل‬ ‫‪ -‬الدميوغرافيا املدرسية‬
‫‪ -‬ديداكتيك تدريس املواد‬ ‫‪ -‬اقتصاديات الرتبية‬
‫‪ -‬علوم التقويم الرتبوي‬ ‫‪ -‬الرتبية املقارنة‬
‫‪ -‬دينامية الجامعات الصغرى‬ ‫‪ -‬اثنوغرافيا الرتبية‬
‫‪ -‬علوم الطرائق واملناهج‬ ‫‪ -‬اإلدارة الرتبوية‬
‫‪87‬‬
‫مجلة علوم الرتبية‬
‫‪- 4‬صنافة أفانزيني «‪»avansini guy‬‬
‫يرتكز “أفانزيني “ يف صنافته لعلوم الرتبية عىل ثالثة أقطاب تختلف عن الرشوط التي‬
‫اعتمدها “مياالري” يف تصنيفه السابق‪،‬وتتمثل هذه األقطاب يف‪ :‬الغايات والنشاط التعليمي‬
‫و التعلمي‪،‬وتجسد هذه العنارص يف نظر الباحث أساس الفعل الرتبوي لذلك م ّيز بني مجموعة‬
‫من العلوم واملقاربات ذات الصلة بالنسق الرتبوي ‪ ،‬كام اقرتح بعض الحقول املعرفية املنسجمة‬
‫مع تصوره لعلم الصنّافة يف املجال الرتبوي‪،‬وباختصار نختزل مساهمة “أفانزيني” يف الجدول‬
‫الوصفي التايل(‪) 8‬‬
‫الدراسة العلمية للفعل التعلمي‬ ‫الدراسة املعيارية للفعل الرتبوي‬
‫‪ -‬بيولوجيا الرتبيــــة‬ ‫‪ -‬فلسفة الرتبيــــة‬
‫‪ -‬سيكولوجيا الرتبيـة‬ ‫‪ -‬جغرافية الرتبية‬
‫‪ -‬سوسيولوجيا الرتبية‬ ‫‪ -‬الرتبية املقارنة‬
‫‪ -‬اثنوغرافيا الرتبيـــة‬
‫‪-‬صنّافة «أرتيو»‪l.g aretio S‬‬
‫حاول «أرتيو»أن يقدم تصنيفا لعلوم الرتبية عىل ضوء املعايري املتداولة يف تصنيف العلوم‬
‫املعارصة‪،‬لذلك اعتمد عىل البعد املنهجي متجاهال نصائح فلسفة العلوم التي تشدد عىل قاعدة‬
‫«طبيعة املوضوع تحدد نوعية املنهج» لكن مع ذلك استطاع هذا الباحث اإلسباين أن يقدم صنّافة‬
‫تركيبية تختزل أهم العلوم املتداولة‪،‬وفيام ييل جدول يلخص صنّافة «أرتيو»لعلوم الرتبية (‪)9‬‬

You might also like