Professional Documents
Culture Documents
العصور
تقديم
الكثير من األشخاص وباألخص في العالم العربي ال يعرفون ما هي السينما،
بالرغم من وجود الكثير من األكاديميات والمعاهد ا3لتي تدرس هذا الفن كمنهج
أساسي أو فرعي ،لكن ما زال هذا 3المفهوم غامضاً على الصعيد العام ،حيث
إن العديد من ا3ألشخاص يعتبرون ّ
أن ال3سينما هي فن أدنى من غيره وال يمكن ّ
اعتباره فنا ً قائما ً بذاته؛ وهذا ألنّه يعتمد على غيره من الفنون واقتباسه من
المسرح واألدب واعتماده على الرقص والموسيقى والعمارة ،كما ّ
أن هذه
.الظاهرة أيضا ً واجهتها السينما الغربية في التشكيك هل هي فن أم ليست كذلك
كان رودلف آرنهايم األلماني يدافع عن السينما على أنّها ّ
فن بحد ذاته ،لكن
كان ينفي عالقة السينما بال3واقع بل أنّها تخل3ق واقعها الخاص ،وقد أيد فكرة
الفيلم الصامت وصوره بمفهوم جمالي خالص ،لكن في المقابل كان أندريه
أن أهمية السينما تكون في تجسيدها للواقع لذل3ك يبرز هنا المفهوم بازان يرى ّ
االجتماعي على المفهوم الجمالي
نشأة السينما
يرجع البعض بدايات السينما ،أو بتعبير أدق ما قبل البدايات إلى ما د َّونه الفنان والمهندس والعالم اإليطالي،
ليوناردو دافنشي Leonardo da vinci من مالحظات ذكرها جيوفاني باتستا دي البورتا ،في كتابه السحر
الطبيعي Natural Magic عام ،1558فقد الحظ دافنشي أن اإلنسان إذا جلس في حجرة تامة الظالم ،بينما
تكون الشمس ساطعة خارجها ،وكان في أحد جوانبها ثقب صغير ج ًدا في حجم رأس الدبوس ،فإن الجالس في
الحجرة المظلم ة ،يمكن ه أ ن يرى عل ى الحائ ط الذي ف ي مواجه ة هذا الثق ب الص غير ظالالً أ و خياالت لم ا ه و
خارج الحجرة ،مث ل األشجار ،أ و العربات ،أ و اإلنس ان الذي يع بر الطري ق ،نتيج ة شعاع م ن الضوء ينف ذ م ن
الثقب الصغير.
أما البداية الحقيقية لميالد صناعة السينما ،فتعود إلى حوالي عام 1895م ،نتيجة للجمع بين ثالثة مخترعات
سابقة هي اللعبة البصرية ،والفانوس السحري ،والتصوير الفوتوغرافي ،فقد سجل األخوان أوجست ولويس
لوميي ر Auguste & Louis Lumiere اختراعهم ا ألول جهاز يُم ِّك ن م ن عرض الص ور المتحرك ة عل ى
الشاشة في 13فبراير 1895في فرنسا ،على أنه لم يتهيأ لهما إجراء أول عرض عام إال في 28ديسمبر من
نفس العام ،فقد شاهد الجمهور أول عرض سينماتوغرافي في قبو الجراند كافيه ،Grand Café الواقع في
شارع الكابوسين Capucines بمدينة باريس .لذلك فالعديد من المؤرخين يعتبرون لويس لوميير المخترع
الحقيق ي للس ينما ،فق د اس تطاع أ ن يص نع أول جهاز اللتقاط وعرض الص ور الس ينمائية ،وم ن هذا التاري خ
أصبحت السينما واقعا ً ملموس ا ً .وقد شاهدت نيويورك في أبريل ،1895عرضا ً عاما ً للصور المتحركة .ثم ما
لب ث آرمان وجينكين ز ،أ ن تمكن ا م ن اختراع جهاز أفض ل للعرض ،اس تخدماه ف ي تقدي م أول عرض لهم ا ف ي
س بتمبر م ن الس نة نفس ها -األم ر الذي حدا بتوماس إديس ون Thomas Edison لدعوتهم ا لالنضمام إل ى
الشرك ة الت ي كان ق د أس سها الس تغالل الكينيتوس كوب .Kinetoscope وف ي العام التال ي تمك ن إديس ون م ن
صنع جهاز للعرض يجمع بين مزايا الجهازين ،وأقام أول عرض عام له في أبريل 1896فلقي نجاحا ً كبيراً
مراحل تطور السينما
مرت السينما بالعديد من المراحل وقد أثرت كل مرحة من تلك المراحل في صناعة السينما تأثي ًرا ملحوظ،
سم المؤرخ السينمائي فيليب كونجليتون مراحل بدايةً من عصر الريادة وصواًل إلى العصر الحديث ،وقد ق ّ
:تطور الفيلم السينمائي إلى المراحل اآلتية
عصر الريادة
عصر الريادة هو العصر الممتد من الفترة 1895إلى 1910م ،وهنا بدأت صناعة األفالم بكاميرا واحدة وممثل واحد ومخرج
واحد ،وكانت أفالم صامتة ،وكان معظمها إما وثائقي أو خبري أو تسجيل لبعض المسرحيات ،وبدأت أولى ال3محاوالت لصنع
دراما روائية في العام ،1902حيث ُأنتج فيلم مدته 5دقائق عن رواية رحلة إلى ا3لقمر لألديب الفرنسي جورج ميلييه ،وأ3بطال
الصناعة في هذه المرحلة هم :إديسون ،ل3وميير ،ميلييه.
العصر الحديث
نظريًا يبدأ هذا العصر في العام 1980وينتهي في العام ،1995لكنه عمليًا قد بدأ بالفعل في العام 1977عندما تم إنتاج فيلم حروب النجوم الذي أسهم في إنتاج
المؤثرات الخاصة به بشكل ملحوظ تقنيات الكمبيوتر الحديثة .واعتمد تطور السينما خالل تلك المرحلة على الميزانيات المالية الضخمة بغض النظر عن
االهتمام بالنص المكتوب أو أداء الممثلين
تطور الزمني السينما ما بين القرنين التاسع عشر و الواحد
والعشرين
صورة فوتوغرافية لسينما تعود للقرن التاسع
صورة فوتوغرافية لسينما حاليا
عشر
أين وصل بنا تطور السينما ؟
من بعد العام 1995كانت قد انتشرت في كل منزل ألعاب الفيديو والطالئع األولى ألجهزة الكمبيوتر
في شكلها الحديث خاصةً مع تسهيل استخدامها بابتكار شركة مايكروسوفت ألنظمة التشغيل ويندوز
.المعتمدة على النوافذ المنبثقة
هذا التطور التكنولوجي الهائل ألقى بظالله على تطور السينما ،فقد أصبح ال ُمشاهد يرفض الفيلم الذي3
تقل أو تنعدم فيه التقنيات الحديثة التي يستخدم مبادئها في منزله ،ومن هنا اتجهت شركات
واستوديوهات اإلنتاج وبخاصة الهوليودية إلى االع3تماد المكثف ع3لى المؤثرات البصرية والسمعية
في األفالم ،فأصبح من 3الممكن أن تكون بنية الفيلم السينمائي كلها بعيدة عن الممثلين 3من البشر ،بأن3
.تكون القصة منذ كتابتها وحتى تنفيذها النهائي تتمحور حول كائنات فضائية أو حيوانية غريبة
هذا التطور في الصناعة يُضاف إليه العولمة وإمكانية وصول مخرجات الثقافات األخرى 3إلى
المنازل في كل أرجاء األرض دون حواجز ،هذه العناصر مجتمعة جعلت السينما ذات تأثير مباشر
وقوي 3على أساسيات الثقافة واألعراف االجتماعية في المجتمعات ،وأصبح الفيلم السينمائي عنصر
.من عناصر التأثير السياسي والتاريخي والفكري على البشرية
وإذا ما أردنا الجواب على السؤال األزلي أين سيصل بنا تطور السينما؟! فلن نجد ردًا حاك ًما أو شافيًا،
طبقًا لعدم القدرة على السيطرة ع3لى تطورها من 3ناحية ،وال على منع تأثيرها من ناحية أخرى،
فصناعة السنيما لن تتوقف عن التطور ولن 3يكون لها نهاية وستأتي بمفاجئات لمشاهديها على مر
.تاريخها ال يُمكن 3الوقوف عليها والقول بأن تلك هي نهاية ما وصلت له السينما في التطور
تاريخ السينما العربية
العالم العربي .ال يوجد وصف واحد للسينما العربية ألنها تضمأفال ًم ا من مختلف البلدان والثقافات في العالم العربي ،وبالتالي ليس لها شكل أو
. السينما][3هيكل 3أ3و أ3سل3وب واحد .كانت السينما العربية في بدايتها تقلي ًد ا للسينما الغربية .ومع ذلك؛ لقد كانت وما زالت تتغير وتتطور باستمرار
تونس ، و المغرب ، الجزائر ، الكويت ، العراق ، سوريا ، لبنان ، مصرالعربية صناعة متغيرة ومتطورة باستمرار .ويتضمن معظمها أفالما في
. إال أن مصر رائدة بين الدول العربية في مجال السينما
إنتاج األفالم في السينما العربية
لم تزدهر السينما العربية قبل االستقالل الوطني لكل منها ،وحتى بعد ذلك اقتصر إنتاج السينما العربية على ا3ألفالم القصيرة .ومع ذلك ،كانت هناك
استثناءات لبعضها .على سبيل المثال ،سجلت مصر أعلى رقم في إنتاج األفالم السينمائية بين العرب وأنتجت أكثر من 2500فيلم روائي
طويل .أنتج لبنان خالل الخمسينيات والستينيات 180فيلما ً روائياً .تم إنتاج فيلمين كويتيين كامل3ين في نهاية السبعينيات ،وتم إنتاج فيلم بحريني كامل
في عام .1989أنتجت سوريا حوالي 150فيل ًما ،وتونس ما يقرب من 130فيل ًما ،أنتجت كل من الجزائر و 100فيل ًما .العراق ،المغرب ما يقرب
. من ،70و األردن كانت ال3صورة اإلنتاج أقل من 12
السينما العربية :دورها النهضوي
بشكل مغاير لحال بقية الفنون واآلداب واإلنتاجات اإلبداعية بشكل عام ،تج ّدد السينما تياراتها وأساليبها وتقنياتها تجديداً متواصالً ،بحيث ما إن
تستقر األمور على نحو ما ،حتى يصيبها من التب ّدل ما قد يكون في بعض األحيان جذريا ً .والالفت حقا ً في العقود األخيرة أن التغيّرات التي
طاولت معظم ما يتعلق بشؤون السينما ،تبدو متسارعة على الصعد كافة ما يدفع دائما ً إلى إعادة النظر .ومن نافل القول هنا ،أن السينما تعيش
متغيّراتها في الممارسة وعلى وقع تحوالت العصر وا3ألفكار والتكنولوجيا والتبدالت االجتماعية والسيكولوجية .وذلك ألن السينما تكاد تحتوي
كل شيء ،من اآلداب إلى الفنون إلى العلوم إلى البحث في نظريات التلقي وشؤون االستعراض وصوالً إلى ما يدفع في اتجاه دراسات ميدانية
حول الطبيعة التي تخلقها ل3عبة التماهي – بين المشاهد وعناصر عديدة من ال3فيل3م من أهمها النجوم ،-لدى الجمهور العريض وتسمى بـ”الطبيعة
الثانية