You are on page 1of 16

‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫التباين يف الدين وأاثره املرتتبة على النفقة واملرياث‬

‫أ‪.‬دمحم دمحم دمحم رجب‬


‫قسم اللغة العربية و الدراسات اإلسالمية‬
‫كلية اآلداب والعلوم و العلوم قصر األخيار‪/‬جامعة املرقب‬

‫مقدمة‬
‫احلمد هللا رب العاملني والصالة والسالم على أشرف املرسلني سيدان دمحم النيب األمـني وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫وبعد ‪....‬‬
‫فإن الفقه اإلسالمي نظام شامل متكامل حيدد لإلنسان الطريق األمثل الذي ينبغي أن حيكم تصرفاته‪ ،‬سواء يف خاصة‬
‫مصدراً‬
‫ً‬ ‫نفسه‪ ،‬أو يف صلته ابهلل تعاىل‪ ،‬أو يف عالقاته ابجملتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬ولطاملا ظلت العديد من أبواب هذا الفقه‬
‫لصياغة مجلة من القوانني يف البالد العربية واإلسالمية بعدما تطورت النظم والتشريعات يف اجملتمعات املعاصرة خالل‬
‫القرنني املاضيني‪ ،‬ولعل أبواب النكاح خري دليل على ذلك‪ ،‬فهذه األبواب تشتمل على األحكام املتعلقة ابلزواج والطالق‬
‫وما يتفرع عنهما من عدة ونسب ونفقة ومرياث وما إىل ذلك مما ال ختفى أمهية معرفة حالله من حرامه يف حياة اإلنسان‪،‬‬
‫وقد صار يطلق يف الوقت احلاضر على هذه املسائل جمتمعة مصطلح األحوال الشخصية‪ ،‬وقد تسمى أيضاً أحكام‬
‫مصدرا متجدداً للتشريع على‬
‫ً‬ ‫األسرة‪ ،‬ومما ال شك فيه أن االستمرار يف دارسة هذه املسائل جبزيئاهتا املختلفة سيجعل منها‬
‫مر العصور‪ ،‬فإذا ما أخذان اجلزئية حمل هذا البحث فإننا سنجد أن العديد من مسائل الزواج وما يتفرع عنه ال ختلو من أثر‬
‫الختالف الدين على أحكامها‪ ،‬فمن ذلك اختالف الدين بني الرجل واملرأة املراد الزواج هبا‪ ،‬قد يكون له أثر يف مشروعية‬
‫العقد‪ ،‬قال تعاىل‪          ﴿ :‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪( ﴾   ‬البقرة‪ ،)250:‬واختالف الدين بني الويل واملرأة املراد تويل عقد زواجها‪ ،‬قد‬

‫يكون له أثر يف صحة العقد‪ ،‬قال ‪ -‬تعاىل‪     ﴿:-‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪( ﴾        ‬التوبة‪،)72:‬وقال‪-‬جلشأنه‪﴿:-‬‬

‫‪﴾            ‬‬

‫(األنفال‪ ،)71:‬واختالف الدين بني الوارث واملورث‪ ،‬والذي قد يكون له أثر يف منعه من اإلرث‪ ،‬يُروى أن النيب ‪ -‬صلى‬

‫)‪(297‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫اهللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪ " :‬ال يرث املسلم الكافر‪ ،‬وال الكافر املسلم "‪ ،‬متفق عليه ‪ ،‬وهكذا فاملوضوع جبزئياته كلها‬
‫حيتاج إىل عدة أحباث‪ ،‬وليس حبثاً واحداً؛ لذلك يرى الباحث االقتصار يف هذه البحث على أثر التباين يف الدين بني‬
‫املسلم وغري املسلم يف مسائلتني هي التباين الدين يف النفقة واملرياث‪ ،‬واملنع من اإلرث‪ ،‬وسينطلق يف عرض هذا املوضوع‬
‫من فرضية وتساؤل‪:‬‬
‫فأما الفرضية فهي أن االختالفات الفقهية كانت يف ٍ‬
‫أحيان كثرية حممودة؛ ألهنا أسهمت يف إثراء اختيارات أهل‬
‫االختصاص من مشرعني ومفتني وسوامها كل يف جماله‪.‬‬
‫أما التساؤل فهو اآليت‪ :‬هل تنوعت وتباينت نصوص املعروضة مثلما تعددت واختلفت آراء الفقهاء يف املسائل‬
‫املعروضة حمل البحث ؟ أم أن تلك النصوص انصبت على اجتهاد فقهي بعينه يف كل مسألة؟‬
‫سأحاول اإلجابة عن هذا التساؤل ضمن مطلبني‪ ،‬خيصص األول منهما لبيان التباين يف الدين بني املسلم‪ ،‬وغري املسلم و‬
‫أثره يف استحقاق النفقة‪ ،‬وأييت الكالم يف الثاين عن مدى التباينفي الدين بني املسلم‪ ،‬وغري املسلم و أثره يف املرياث‪،‬وذلك‬
‫على النحو اآليت‪:‬‬

‫الطلب األول‪:‬اآلاثر املرتتبة عن تباين الدين يف ﺍلنفقاﺕ‬


‫الفرعﺍألﻭل ‪ :‬أثر يف نفقة الزوجية‬
‫الطعام و الشرب و املسكن و امللبس كلها مقومات للحياة حيتاج إليها اإلنسان ‪ ،‬و ال يستطيع اال ستغناء عنها‬
‫لكي يستمر عيشه و يقدر على القيام أبعباء احللية اليومية من تشاطات خمتلفة ‪..‬‬
‫ﻭﺍلﺯﻭﺝ مسئول عن توفري هذه احلاجيات لزوجته و أوالده ‪ ،‬فيما يعرف ابلنفقة الزوجية ونفقة األوالد ‪.‬‬

‫‪ ( .‬اجلرجاين ‪ ،‬ﺍالتعريفات ‪،‬‬ ‫* ﺍلنفقة لغة‪ :‬اإلخراج و هي مشتقة من النفوق ‪ ،‬ونفوق أي هاللكها ‪ ،‬ونفق الشىء أي فين‬
‫‪،798/5‬ﺍلﺭﺍفعي‪ ،‬ﺍلمصباﺡ ﺍلمنيﺭ‪،819/2 ،‬ﺍالقونوي ‪ ،‬أنيس ﺍلفقهاﺀ‪.) 568 / 5،‬‬

‫و شرعاً ‪ :‬ما يلزم املرء صرفه ملن عليه مئونته (طعمه) من زوجته أو اوالده أو دابته و هي اسم للشيء الذي ينفقه الرجل‬
‫على عياله من طعام و كسوة وسكىن ‪( .‬اجلرجاين ‪ ،‬التعريفات ‪،798/5 ،‬ابن جنيم ‪ ،‬البحر الرائق ‪.)588 /1 ،‬‬

‫وامللك ‪( .‬السرخسي ‪ ،‬املبسوط‪( ، )589/ 1 ،‬الشربيين ‪،‬مغين‬ ‫والنفقة جتب لإلنسان على غريه ‪ ،‬وأسباب وجوبه ‪ :‬الزوجية و القرابة‬
‫احملتاج ‪ ، ) 121/ 3،‬وسنتكلم هنا عن نفقة الزوجة ونفقة األقارب ‪.‬‬
‫(الكاساين ‪ ،‬بدائع الصنائع‪( ،)51/1،‬السرخسي ‪،‬‬ ‫ال خالف بني الفقهاء يف وجوب نفقة الزوجة املسلمة على زوجها ااملسلم‬
‫املبسوط ‪ ( ،)589-585/ 1 ،‬ابن جزي ‪ ،‬القوانني الفقهية ‪(،)517-518 / 5 ،‬ﺍلنﻭﻭﻱ‪ ،‬روضة الطالبني ‪( ،)19/ 0 ،‬ﺍلشيﺭﺍﺯﻱ‪ ،‬املهذاب ‪،‬‬

‫‪(،) 510/2‬ابن قدامة ‪ ،‬املغين ‪ ، )516 / 8،‬و ثبت ذلك ابلقرآن الكرمي ‪ ،‬قال تعاىل ‪    :‬‬

‫)‪(298‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪[       ‬سورة الطالق آية ‪ ]1‬وقوله تعاىل ‪  :‬‬

‫‪[     ‬سورة البقرة آية ‪ ،]235‬وقوله تعاىل ‪  :‬‬

‫‪                 ‬‬

‫‪[      ‬سورة الطالق آية ‪]6‬‬

‫وقد ثبت ابلسنة أيضا حق الزوجة ابلنفقة و وجوهبا على الزوج ‪ ،‬فعن عائشة – رضي هللا عنعا – قالت ‪( :‬‬
‫جاءت هند بنت بن ربيعة فقالت ‪ :‬اي رسول هللا إأناب سفيان رجل شحيح ال يعطيين من النفقة ما يكفيين ويكفي بين إال‬
‫ما أخذت من ماله بري علمه ‪ .‬فهل علي يف ذلك جناح ؟ فقال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ : -‬خذي من ماله ابملعروف ما‬
‫‪ (.‬مسلم ‪ ،‬صحيح مسلم‪)5338 /3،‬‬ ‫يكفيك و يكفي بنيك )‬
‫وعن جابر هنع هللا يضر – أن رسوهللا – ملسو هيلع هللا ىلص خطب الناس فقال ‪ ( :‬اتقوا اله يف النساء ‪ ...‬إىل قوله –وهلن! عليكم رزقهن‬
‫) ‪ (.‬مسلم ‪ ،‬صحيح مسلم ‪)809 /2 ،‬‬ ‫وكسوهتن ابملعروف‬
‫وقد أمجع أهل العلم على وجوب نفقة الزوجة على زوجها ‪( .‬الكاساين ‪ ،‬بدائع الصنائع‪ (،) 1/56 ،‬ابن قدامة ‪ ،‬املغين‬
‫‪)8/516،‬‬
‫مث إن املرأة قد قرغت نفسها حلق زوجها فكانت كفايتها عليه ‪( .‬الكاساين ‪ ،‬بدائع الصنائع‪.)56 /1 ،‬كما أنه ال‬
‫خالف يف وجوب نفقة الزوجة الكتابية علة زوجها املسلم ‪ ،‬والدليل على ذلك العموم يف النصوص السابقة ‪ ،‬فإهنا ليست‬
‫مقيدة إبسالم الزوجة ‪ ،‬و ابلتايل تدخل الكتابية بعموم النص و تكون نفقتها واجبة على زوجها ‪( ..‬السرخسي‪ ،‬ﺍلمبسﻭﻁ‪/1 ،‬‬

‫‪.)562 /8،‬‬ ‫‪(،)226‬النووي‪،‬روضة الطالبني‪( ،)19 /0 ،‬ابن قدامة ‪ ،‬املغين‬


‫لكن اخلالف بني الفقهاء يف وجوب النفقة على الزوجة يف حالة ردة أحد الزوجني أو إسالم أحدمها دون اآلخر على‬
‫النحو التايل ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬يف حالة إسالم الزوجة و إابء الزوج اإلسالم‬
‫الرأي األول ‪ :‬إذا وقعت الفرقة بني الزوجني بسبب إسالم املرأة و إابة الزوج اإلسالم فإن النفقة واجبة للزوجة‬
‫مدة العدة ‪ ،‬سواء أسلم الزوج أو انتهت العدة بعدم إسالمه ‪ ،‬وهو رأي احلنفية ‪ ،‬والقول املختار عند املالكية ‪ ،‬والصحيح‬
‫عند االفعية ‪ ،‬واحلنابلة ‪(..‬السرخسي ‪ ،‬املبسوط ‪( ، )299 / 1 ،‬املواق ‪ ،‬التاج و اإلكليل ‪(،)178 / 3 ،‬الشرازي‪ ،‬املهذب‪،)569 /2‬‬
‫(الشربيين ‪،‬مغين احملتاج ‪( ،)193 / 3 ،‬ابن قدامة ‪،‬عبد هللا بن أمحد ‪ ،‬عمدة الفقه‪.)553 /5 ،‬‬
‫و استدلوا مبا يلي ‪:‬‬

‫)‪(299‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫‪ -5‬أن الزوج ارتكب معصية إبابئه اإلسالم ‪ ،‬و إابوه كان السبب يف حصول الفرقة بني الزوجني ‪ ،‬مع قدرته على‬
‫إبقاء زوجته يف عصمته لو أنه أسلم ‪ ،‬مث إن حترمي استمتاعه هبا كان بسبب معصية كان هو سببها فوجبت نفقتها‬
‫عليه ‪ (.‬الشرازي‪ ،‬املهذب ‪.)569 / 2 ،‬‬

‫‪-2‬إن الزوج إبابئه اإلسالم قد فوت إمساك زوجته ابملعروف ‪ ،‬فكان واجباً عليه تسرحيها إبحسان ‪ ،‬على زوجته من‬
‫التسريح إبحسان ‪( .‬السرخسي ‪ ،‬املبسوط ‪.)295 / 1 ،‬‬

‫ﺍلﺭﺃﻱ ﺍلثاني‪ :‬إذا وقعت الفرقة بني الزوجني بسبب إسالم املرأة و إابء زوجها اإلسالم فإنه النفقة هلا على‬
‫‪(.‬املواق ‪ ،‬التاج و اإلكليل ‪( ، )178 / 3 ،‬الشرازي‪ ،‬املهذب ‪/2،‬‬ ‫زوجها ‪ ،‬وهو رأي الشافعية يف قول واملالكية يف قول و ابن القيم‬
‫‪(.)569‬ابن القيم ‪ ،‬أحكام أهل الذمة ‪.)662 / 2 ،‬‬

‫و استدلوا مباا يلي ‪:‬‬


‫‪-5‬إن الفرقة حصلت بسبب الزوجة ‪ ،‬وهو إسالمها ‪ ،‬وبه حيرم متكنيه منها ‪ ،‬حىت ولو كان إسالمها طاعة ‪ ،‬فإن‬
‫حج الزوجة بغري إذن زوجها طاعة أيضاً وهو كذلك مسقط للنفقة ‪ (.‬الشرازي‪ ،‬املهذب ‪.)569 / 2 ،‬‬

‫‪-2‬ﺇﻥ ﺍلمﺭﺃﺓ إبسالمها تبني من زوجها ‪ ،‬واالئن النفقة هلا ‪( .‬املواق ‪ ،‬التاج و اإلكليل ‪.)168 / 3 ،‬‬

‫وقد ردَّت هذه األدلة مب يلي ‪:‬‬


‫قياس‪ (.‬الشرازي‪ ،‬املهذب ‪( ، )569/2 ،‬الشربيين ‪،‬مغين احملتاج‬ ‫‪-5‬إن إسالم الزوجة وقته مضيق ‪ ،‬أما احلج فوقته موسع فال‬
‫‪.)3/295،‬‬
‫‪-2‬إنه عند إابء الزوج اإلسالم تنتظر املرأة فرتة العدة ‪ ،‬مع حرمة املعاشرة ‪ ،‬فإن أسلم قبل انقضائها فالنكاح ابقٍعلى حاله‬
‫دون حاجة إىل عقد ومهر جديدين ‪ ،‬فتكون كاملطلقة طالقاً رجعياً و ابلتايل جتب هلا النفقة ‪( .‬املراجع السابقة)‪.‬‬

‫وقد ارأتى ابن القيم – رمحه هللا – أن املرأة يف حال إسالمها هلا اخليار يف أن تنتظر إسالم زوجها مهما طالت املدة مع‬
‫حرمة املعاشرة الزوجية – فال نفقة هلا يف هذهاحلالة ‪ ،‬ويعلل ابن القيم رأيه قائالً‪ ( :‬ألنه – أي الزوج – ليس زوجاً ماكاً‬
‫لعصمتها من كل وجه ‪ ،‬وال حيتاج إذا أسلم إىل ابتداء عقد حيتاج فيه إىل ويل وشهود ومهر بل إسالمه مبنزلة قبوله للنكاح‬
‫و انتضارها مبنزلة اإلجياب )‪ (.‬ابن القيم ‪ ،‬أحكام أهل الذمة ‪.)662 / 2 ،‬‬

‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫بعد استعراض أدلة كل فريق يتبني يل أن أدلة الفريق األول أقوى و ابلتايل جتب نفقة العدة للزوجة على زوجها يف حال‬
‫إسالم الزوجة و إابء الزوج اإلسالم و هللا أعلم ‪.‬‬
‫اثنياً‪:‬يف حالة إسالم الزوج و إابء الزوجة اإلسالم‬
‫ﺍلﺭﺃﻱ ﺍألﻭل‪ :‬إذا أسلم الزوج و كانت زوجته من غري أهل الكتاب و أبت اإلسالم‪ ،‬فقد ذهب احلنفية و املالكية و‬
‫الشافعية يف قول‪ ،‬واحلنابلة إىل عدم وجوب النفقة على الزوجة‪ ،‬أما السكىن فال تستقط ؛ ألهنا حق للزوج على زوجته ‪(.‬‬
‫السرخسي ‪ ،‬املبسوط ‪( ،)299 / 1 ،‬املواق ‪ ،‬التاج و اإلكليل ‪( ،)178 / 3 ،‬الدرير‪ ،‬الشرح الكبري‪( ،)268 / 2،‬الشرازي‪ ،‬املهذب ‪/ 2،‬‬
‫‪(،)569‬ابن قدامة‪ ،‬عمدة الفقه ‪.)553 / 5 ،‬‬

‫)‪(300‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫و استدلوا‪:‬‬
‫أبن الفرقة حصلت بسبب إابء لزوجة اإلسالم والزوج يف هذه احلال الُميكن من امرأته فتكون الزوجة يف حكم الناشز و‬
‫الناشز ال نفقة هلا ال رتكاهبا معصية أوجبت الفرقة‪ (.‬املراجع السابقة)‪.‬‬

‫الرأي الثاين ‪ :‬أن النفقة جتب للزوجة يف حال إسالم الزوج و إابئها اإلسالم ‪ ،‬وهو راي الشافعية يف قول آخر ‪ ،‬والسبب‬
‫‪ (.‬الشربيين ‪،‬مغين احملتاج ‪/ 3 ،‬‬ ‫أنه الذنب هلا إبسالم زوجها و الفرقة حصلت بسببه ‪ ،‬مث إن هناك أمالً إبسالمها يف العدة‬
‫‪.)295‬‬
‫أما ابن القيم فريى أنه يف حالة إسالم الزوج و إابء املرأة اإلسالم فإنه يفرق بينهما إن اختارت الفرقة وعدم االنتظار لقوله‬
‫تعاىل ‪           :‬‬

‫‪[          ‬سورة الممتحنة آية ‪ ]59‬فال نفقة‬
‫أعلم‪(.‬ابن القيم ‪ ،‬أحكام أهل الذمة‪. )663 / 2 ،‬‬ ‫‪ ،‬وهو راحج وهللا‬
‫اثلثاً‪ :‬يف حالة ردة أحد الزوجني وكان الزوج هو املرتد‬
‫ﺍلﺭﺃﻱ ﺍألﻭل‪ :‬جتب النفقة للزوجة على زوجها حىت تنقضي العدة ما دام الزوج مل يقتل‪ ،‬وهو رأي اجلمهور من احلنفية‬
‫واحلنابلة‪(.‬الكاساين ‪ ،‬بدائع الصنائع ‪، 57- 56 / 1،‬الشريازي ‪ ،‬املهذاب ‪،569 /2،‬الشربيين ‪ ،‬مغين احملتاج ‪، 192/ 3،‬ابن قدامة‬ ‫والشافعية‬
‫‪ ،‬عمدة الفقه‪.)553 /5 ،‬‬

‫و استدلوا مبا أييت ‪:‬‬


‫إن الفرقة وقعت بسبب من الزوج وهو هنا سبب حمظور و الذنب للزوجة حىت حترم من النفقة ‪ ،‬ومع كون‬
‫املعاشرة الزوجية حمرمة بينهما إأل أنه ميلك معاشرهتا يف أي وقت يرجع فيه عن ردته مادامت يف فرتة العدة ‪ (.‬املراجع السابقة‬
‫)‪.‬‬
‫الرأي الثاين ‪ :‬الجتب نفقة الزوجة على زوجها يف حال ردته إال إذا كانت املرأة حامالً ‪ ،‬و دليلهم أن املرأة تبني من زوجها‬
‫حال ردته و البائن ال نفقة هلا وهو رأي املالكية‪(.‬الدسوقي ‪ ،‬حاشية الدسوقي ‪ ، 121 / 2 ،‬املواق ‪ ،‬التاج و اإلكليل‪.)566 /1 .،‬‬

‫الرأي الراجح ‪:‬‬


‫يتبني يل مما سبق أانلرأي الراجح هو ما ذهب إليه مجهور الفقهاء وهو استحقاق الزوجة للنفقة فهي ام ترتكب‬
‫ذنباً ‪ ،‬والفرقة حصلت بسبب معصية الزوج و اله تعاىل أعلم ابلصواب‪.‬‬
‫رابعاً‪:‬يف حالة ردة أحد الزوجني وكانت الزوجة هي املرتدة‬
‫الرأي األول ‪ :‬ان الزوجة املرتدة الحق هلا يف النفقة على زوجها ‪ ،‬وهو رأي اجلمهور احلنفية واملالكية والشافعية‬
‫واحلنابلة‪( .‬الكاساين ‪ ،‬بدائع الصنائع ‪ ، 57/ 1 ،‬املواق ‪ ،‬الناج و اإلكليل ‪ ،566 /1 ،‬الشريازي ‪ ،‬املهذاب ‪، 569/2،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪/7،‬‬
‫‪، 533‬ابن قدامة ‪ ،‬عمدة الفقة‪.) 551-553/5 ،‬‬

‫)‪(301‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫و استدلوا مبا يلي ‪:‬‬


‫‪-5‬إن املرأة ابرتدادها منعت زوجها من التمكن منها ‪ ،‬فتكون يف الناشز فال نفقة هلا ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الفرقة ةقعت بسبب معصية الزوجة ‪ ،‬وهي بذلك تستحق العقوبة واحلرمان كالقاتل حيرم من املرياث بسبب قتله‬
‫مورثه ؛ ألن من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب حبرمانه ‪.‬‬
‫الرأي الثاين ‪ :‬إن الزوجة تستحق النفقة ؛ ألهنا مزالت يف عصمته خالل فرتة العدة ‪ ،‬وال يسمح هلا ابلزواج ِبخر فيي‬
‫‪.)57 / 1 ،‬‬ ‫حمبوسة على زوجها ‪ ،‬وهو القول الثاين للحنفية‪ (.‬الكاساين ‪ ،‬بدائع الصنائع‬
‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫و الرأي الراجح هو رأي اجلمهور لقوة أدلتهم ‪ ،‬وألن الزوجة ارتكبت حمظوراً بردهتا فناسب ذلك حرماهنا من النفقة وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬

‫)‪(302‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫الفرع ﺍلثاني‬
‫أثره يف نفقه األقارب‬
‫اختلف الفقهاء يف طبيعة القرابة املوجبة للنفقة على النحو اآليت ‪:‬‬
‫ﺃﻭالً‪ :‬ﺍلحنفية‪:‬‬
‫جتب النفقة عند احلنفية على األقارب احملرمني للزواج ‪ ،‬أي لكل ذي رحم حمرم ‪ ،‬لقﻭله تعاىل‪   :‬‬

‫‪[          ‬سورة النساء آية ‪، ]36‬وقوله تعاىل‪:‬‬

‫‪[      ‬سورة البقرة آية ‪]235‬ومعىن اآليةأن النفقة واجبة لكل ذي رحم فقري على من‬
‫(السرخسي ‪ ،‬املبسوط ‪، 998 / 5،‬ابن عابدين ‪ ،‬حاشية رد احملتار ‪،620/3،‬ابن جنيم ‪ ،‬البحر الرائق‬ ‫يرثونه ‪ ،‬وكلمة (على) لإلجياب ‪.‬‬
‫‪.) 233 / 1،‬‬

‫اثنياً‪:‬ﺍلمالكية‪:‬‬
‫جتب ﺍلنفقة عند ﺍلمالكية لألصول ﻭﺍلفﺭﻭﻉ املباشرين فقط ‪ ،‬فتجب للوالدين على أوالدمها ‪ ،‬ولألولد على‬
‫والديهم ‪ ،‬والجتب لألجداد والدات وال ألوالود (ﺍلﺩﺭﺩيﺭ‪،‬ﺍلشﺭﺡﺍلكبيﺭ‪ ،) 121-122/2،‬لقﻭله تعاىل ‪  :‬‬

‫‪    ‌ ‬‬ ‫‪[  ‬سورة النساء آية ‪ ، ]36‬و قوله تعاىل ‪:‬‬

‫‪[       ‬سورة البقرة آية ‪]235‬‬

‫اثلثاً‪ :‬ﺍلشافعية‪:‬‬
‫(ﺍلشيﺭﺍﺯﻱ‪،‬‬ ‫جتب النفقة عند الشافعية لألصول و إن علوا و للفروع و إن نزاوا ‪ ،‬ألن اسم الوالدين يشمل اآلابء واألجداد‬
‫‪      ‬‬ ‫احملتاج‪ ،)117-116/3،‬قال تعاىل ‪ :‬‬ ‫املهذب‪،566/2،‬الشربيين‪،‬مغين‬

‫‪ ‬وعن أيب هريرة هنع هللا يضر ‪ ( :‬أن‬ ‫‪ ‌ ‬‬ ‫‪[‬سورة الحج آية ‪ ]76‬و قوله تعاىل‪:‬‬ ‫‪   ‬‬

‫رج الً جاء إىل النيب صلى هللا عليه و سلم فقال ‪ :‬اي رسول هللا عندي دينار فقال ‪ :‬أنفقه على نفسك‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬عندي آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنفقه عل ى ولدك ‪ ،‬قال ‪ :‬عندي آخر ‪ ،‬فقال ‪:‬أنفقه على أهلك‬
‫(ﺍلبيهقي‪ ،‬سنن ﺍلبيهقي ﺍلكبﺭﻯ‪، 166 / 7 ،‬أيب داود ‪ ،‬سنن ايب داود‪، 532/2،‬قال عنه األلباين حديث حسن ‪ ،‬األلباين ‪ ،‬خمتصر‬ ‫‪. ) ...‬‬
‫إرواء الغليل ‪‌ .)572 /5،‬‬
‫رابعاً‪:‬ﺍلحنابلة‪:‬‬
‫جتب ﺍلنفقة عند ﺍلحنابلة لكل قريب يرث قريبه ابلفرض أو التعصيب ‪ ،‬وال يشرتط احملرمية ‪ ،‬فتجب النفقة على‬
‫األصول والفروع ‪،‬ﻭﺍلحﻭﺍشي كاخوة وأبنائهم و األعمام و أبنائهم ‪ ،‬فابن العم مثال يستحق النفقة على ابن عمه ألنه‬
‫وارث عند احلنابلة‪ (.‬احلواشي ‪ :‬األقار من غري ذوي عمودي_ األصول والفروع –كاالخوة و أبناء اإلخوة ‪ ،‬السرطاي‪،‬شرح قانون األحوال‬

‫)‪(303‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫الشخصية‪( ، )651/ 3 ،‬ابن قدامة‪،‬املغين ‪)579-568 / 8 ،‬و ودليلهم قوله تعاىل‪[       :‬سورة‬

‫البقرة آية ‪.]235‬‬


‫ومن النفقة أحتاد الدين ‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء يف اشرتاط احتاد الدين لإلنفاق على القريب على النحو التايل ‪:‬‬
‫القول األول ‪ :‬ال يشرتط احتاد الدين يف وجوب نفقة القريب على قريبه‪ ،‬فينفق املسلم على قريبه الكافر ويننفق الكافر‬
‫على قريبه املسلم ‪ ،‬وهو قول مجهور الفقهاء من احلنفية واملالكية و الشافعية و أحد قويل احلنابلة واستدلوا عليه مبا يلي ‪:‬‬
‫‪(:‬ﺍلمﺭغيناني‪،‬اهلداية ‪، /19-30 /2 ،‬الكاساين‪،‬بدائعﺍلصنائع‪،36-39 / 1،‬ﺍلسرخسي ‪ ،‬املبسوط ‪، 226-222/ 1،‬ابن اجلزي ‪ ،‬القوانني‬
‫الفقهية ‪،518/5،‬الدردير ‪ ،‬الشرح الكبري‪، 122 / 2،‬النووي ‪ ،‬روضة الطالبني‪،83 / 0 ،‬الشربيين ‪،‬مغين احملتاج‪،117/ 3 ،‬ابن قدامة ‪،‬‬
‫املغين‪.)579/ 8،‬‬

‫تعاىل‪      :‬‬ ‫‪ -1‬عمﻭﻡ ﺍألﺩلة ﺍلتي تدل على وجوب اإلنفق كقوله‬
‫‪              ‬‬

‫‪[‌      ‬سورة اإلسراء آية ‪،]23‬ﻭال شك ﺃﻥ ﺍإلنفاق عليهما من ﺍإلحسان‪ ،‬كما‬
‫اإلنفاق‪ (.‬الكاساين‪،‬بدائعﺍلصنائع ‪)39 / 1 ،‬‬ ‫أهنما يتأذاين برتك‬
‫‪ -2‬قﻭله تعاىل‪               :‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪[   ‬سورة لقمان آية ‪، ]51‬وليس من املعروف ترك الوالدين الفقريين من غري نفقة ‪.‬‬
‫‪-3‬ما روته السيدة عائشة – رضي هللا غنها – أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص – قال ‪ :‬هلند زوجة أيب سفيان حني شكت اإىل رسواله‬
‫شح زوجها ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬خذي من ماله ابملعروف ما يكفيك ويكفي بنيك )(سبق خترجيه)‪،‬وجه الداللة أنه مطلق سواء كان‬
‫الولد مسلماً أو كافراً ‪.‬‬
‫‪-1‬قول الرسول ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ( :‬أطيب ما أيكل الرجل من كسبه و ولده من كسبه )‪( .‬أبو داود ‪ ،‬سنن أيب داود ‪، 288/ 3 ،‬قال عنه‬

‫االلباين ‪ :‬حديث صحيح)‪،‬مما يدل على أن الولد ملك لوالده ‪ ،‬فتجب نفقته عليه سواء كان مسلماً أو كافراً ‪.‬‬
‫‪ -1‬إمجاع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقرين واجبة على أوالدمها وهو مطلق سواء اختلف الدين بني‬
‫اآلابءو أوالدهم أم ال ‪(.‬ابن قدامة ‪،‬املغين‪.)560 / 8 ،‬‬

‫بعض من قريبه ‪ ،‬واإلنسان ال مينع نفقة نفسه بسبب الكفر وكذلك ال مينع نفقة جزئه أو بعضه مبانع‬ ‫‪ – 6‬مث إن القريب ٌ‬
‫ﺍلكفﺭ‪ (.‬املرغيناين‪،‬اهلداية‪. )16 / 2 ،‬‬

‫‪-7‬قياساً على نفقة الزوجة ‪ (.‬املرغيناين‪،‬اهلداية‪. )16 / 2 ،‬‬

‫ﻭقﺩ رجح ابن القيم هذا الرأي قائالً‪( :‬ﺍلصحيح وجوهبا مع اختالف الدين ) ‪ (.‬ابن القيم ‪ ،‬أحكام أهل الذمة‪.)097 / 2 ،‬‬

‫ﻭ قد استثىن احلنفية األقار من غري األصول و الفروع ‪ ،‬فاشرتطوا احتاد الدين لعدم أهلية اإلرث‪ (.‬السرخسي ‪ ،‬املبسوط‪/ 1 ،‬‬
‫‪.)226‬‬

‫)‪(304‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫يلي‪(:‬ابن قدامة ‪،‬‬ ‫ﺍلقﻭل ﺍلثاين‪ :‬يشرتط احتادالدين لوجوب النفقة عل األقارب وهو قول املعتمد عند احلنابلة و استدلوا مبا‬
‫ﺍلمغني‪. )579 / 8 ،‬‬

‫‪‬‬ ‫‌‪‌ ‬ايل قوله تعاىل‬ ‫تعاىل‪     ‌  :‬‬ ‫قوله‬ ‫‪-1‬‬
‫‪[‬سورة البقرة آية ‪، ]235‬‬ ‫‪   ‬‬

‫الرب والصلة ‪ ،‬فال جتب مع‬ ‫فال جتب ﺍلنفقة للقريب مع اختالف دينه لعدم اإلرث تعد من ابب ً‬ ‫‪-2‬‬

‫اختالف الدين‪(..‬ابن قدامة ‪ ،‬ﺍلمغني‪،) 579 / 8 ،‬أمنا ابلنسبة للنفقة على القريب احملارب فإهنا غري واجبة مع اختالف‬
‫الدين ‪ ،‬وذلك ؛ألن هللا تعاىل هناان عن بر من يقاتلنا ‪ ،‬وهو رأي اجلمهور ابستثناء الكاساين من احلنفية الذي مل‬
‫جيعل اختالف الدار مسقطاً للنفقة ‪ ،‬وابلتايل جتب النفقة للمسلم على قريبه الذمي واحلريب وابلعكس ‪(.‬الكاساين ‪ ،‬بدائع‬
‫ﺍلصنائع‪ ، 37 -36 / 1 ،‬الشربيين‪،‬مغيناحملتاج‪ ، 117/3،‬ابن قدامة‪،‬املغين ‪.)533 / 7،‬‬

‫ﺍلﺭﺃﻱ ﺍلﺭﺍجح‪:‬‬
‫يرتجح يل ﺭﺃﻱ مجهوﺭ ﺍلفقهاﺀ ﻭهﻭ وجوب ﺍلنفقة مع اختالف الدين لقوة أدلتهم ‪ ،‬فالنصﻭﺹ ﺍلتي استدلوا هبا بعضها‬
‫‪ ‬‬ ‫مطلقة وبعضها ورادة يف بر الوالدين الكافرين‪ ،‬وقد ﺭﺩ على استدالل بعض احلنابلة بقول تعاىل‬

‫‪ [‬سورة البقرة آية ‪ ،]981‬أبن املراد بـ ـ ـ ـ ـ (مثل ذلك) نفي ﺍلمضاﺭﺓﻭهﻭ ﺭﺃﻱابن عباﺱ ﻭهللا‬ ‫‪  ‬‬

‫ﺃعلم‪(.‬الشربيين‪ ،‬مغين احملتاج‪ . ) 449/ 8 ،‬املطلب الثاين‪:‬أآلاثر املرتتبة عنتباين الدين يف ﺍلميﺭﺍﺙ‬

‫ينشأ اختالف الدين بني املسلم وغري املسلم إما بكفر أصلي أو ارتداد املسلم أو إ سالم ﺍلكافﺭ‪،‬ﻭ نظام ﺍإلﺭﺙ‬
‫املورثله ؟‬
‫حيتل ﺃهمية كبرية يف التشريع االسالمي ‪،‬فما حكم التوارث بني ﺍألقاﺭﺏ فيحال إختالف الدين بني الوارث و َّ‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم املرياث‪:‬‬
‫يثبت ملستحقه بعد موت منكان له ذلك لقرابة بينهما أو حنوها ) (ﺍلنفﺭﺍﻭﻱ‪ ،‬ﺍلفﻭﺍكه الدواين‪،‬‬
‫حق فابل للتجزي‬
‫ﺍلميﺭﺍﺙ شﺭعاً‪ً ( :‬‬
‫( ابن عابدين ‪،‬‬ ‫‪،() 210 / 2‬ﻭعلم ﺍلميﺭﺍﺙﺃﻭعلم الفرائض ‪ :‬هو علم أبصول من فقه وحساب تعرف حق كل يف الرتكة)‪.‬‬
‫حاشية ﺭﺩ ﺍلمحتاﺭ‪) 717 / 6 ،‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املريﺍﺙ بني ﺍلكافﺭ و املسلم‪:‬‬
‫انعقد ﺍإلمجاﻉ على عﺩﻡ جواز ﺇﺭﺙ ﺍلكافﺭ من املسلم لقﻭله عليه ﺍلصالﺓ ﻭﺍلسالﻡ‪ ( :‬اليرﺙ املسلم ﺍلكافر‬
‫ﻭال الكفر املسلم )(مسلم ‪،‬صحيح مسلم‪ )5338/ 3،‬ﻭهﻭ قﻭل ﺍلحنفية ﻭﺍلمالكية ﻭﺍلشافعية ﻭﺍلحنابلة‪،‬ﻭ مروي عن ايب بكر‬
‫ﻭعمﺭ ﻭعثماﻥ ﻭعلي ﻭغريهم من الصاحبة والتعابني رضون هللا عليهم أمجعني‪(.‬ﺍلسرخسي‪ ،‬ﺍلمبسﻭﻁ‪، 39/39 ،‬ﺍلجصاﺹ‪ ،‬ﺃحكام‬
‫ﺍلقﺭﺁﻥ‪ ،36 / 3 ،‬ابن عبد الرب ‪ ،‬ﺍلتمهيﺩ‪،561 / 0 ،‬ﺍألﺯهﺭﻱ‪ ،‬صاحل عبﺩ ﺍلسميع‪ ،‬الثمر الداين ‪ ،‬شرح رسالة القريوين ‪ ،615 / 5 ،‬الشربيين ‪،‬‬
‫مغين احملتاج ‪ ، 23/ 3،‬ﺍلنﻭﻭﻱ‪ ،‬شرح ﺍلنﻭﻭﻱ على صحيح مسلم ‪ ،12 /55 ،‬ابن قدامة ‪ ،‬ﺍلمغني‪ ، 216/ 6 ،‬ﺍلبهﻭيت‪ ،‬كشاف ﺍلقناﻉ‪/ 1 ،‬‬
‫‪.)176‬‬

‫)‪(305‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫لكن إذا أسلم الكافر قبل قسمة تركة املسلم املتوىف‪ ،‬فقد ذهب مجهور الفقهاء وهم احلنفية ورأي للمالكية‬
‫والشافعية إىل أن الكافر ال يرث املسلم حىت ولو أسلم الكافر قبل قسمة الرتكة‪ ،‬ودليلهم قوله صلى اهللا عليه وسلم‪( :‬ال‬
‫يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم)( سبق خترجيه)‪ ،‬وقوله تعاىل‪(        :‬‬
‫‪(.‬القرطيب‪ ،‬الكايف‪ ، 169/5 ،‬اجلصاص‪ ،‬أحكام‬ ‫النساء ‪ ،)52:‬فملكية اإلرث تتحدد من وقت موت املورث وال عربة بتقسيم الرتكة‬
‫القرآن‪ ،15/3 ،‬الشرواين‪ ،‬عبد احلميد‪ ،‬حواشي الشرواين‪،156/6 ،‬زكراي األنصاري‪ ،‬فتح الوهاب‪) 51/2 ،‬‬

‫أما احلنابلة واملالكية يف الرواية الثانية فقد ذهبوا إىل أن الكافر إذا أسلم قبل قسمة الرتكة فإنه يرث مورثه‪ ،‬أما إذا‬
‫قسمت الرتكة مث أسلم فإنه ال يرث شيئاً‪ ،‬فإذا قسم بعض الرتكة قبل إسالمه وبقي البعض اآلخر من غري تقسيم وأسلم‪،‬‬
‫ورث مما بقي‪ ،‬ودليلهم قول النيب صلى اهللا عليه وسلم‪( :‬كل قسم قسم يف اجلاهلية فهو على ما قسم له‪ ،‬وكل قسم‬
‫اإلسالم) (أبو داود‪ ،‬سنن أيب داود‪ ، 526/3 ،‬ابن ماجه‪ ،‬سنن ابن ماجه‪، 835/2 ،‬قال عنه األلباين حديث‬ ‫أدركه اإلسالم فَـ ُه َو على قسم‬
‫اإلسالمي‪(.‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪،‬‬ ‫صحيح‪ ،‬األلباين‪ ،‬خمتصر إرواء الغليل‪ ،) 330/5 ،‬مث إنه يف احلكم بتوريثه ترغيباً له يف الدخول يف الدين‬
‫‪ ، 12/2‬البهويت‪ ،‬كشاف القناع‪ ، 177/1 ،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪)210-218/6 ،‬‬
‫وقد روى ابن عبد الرب يف التمهيد عن يزيد بن قتادة قال‪( :‬إا ان إنساانً من أهله مات على غري دين اإلسالم‪،‬‬
‫فورثته ابنيت دوين‪ ،‬وكانت على دينه‪ ،‬مث إا ان جدي أسلم‪ ،‬وشهد مع النيب صلى اهللا عليه وسلم حنيناً فتوىف وترك‬
‫فحدث عبد اهللا بن أرقم أن عمر قضى أا ان من أسلم‬
‫خنالً‪ ،‬مث إن أخيت أسلمت فخاصمتين يف املرياث إىل عثمان‪ ،‬ا‬
‫(ابن عبد الرب‪،‬‬ ‫على مرياث قبل أن يقسم فإنه يصيبه‪ ،‬فقضى له عثمان‪ ،‬فذهبت ابألوىل وشاركتين يف اآلخرة)‪.‬‬
‫التمهيد‪.)17/2،‬‬
‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫يرتجح يل قول اجلمهور بعدم أحقية الكافر إذا أسلم برتكة مورثه حىت ولو قبل التقسيم‪ ،‬لقوةأدلة اجلمهور‪ ،‬وألن‬
‫اجلصاص‪(.‬اجلصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪)15/ 3،‬‬ ‫املواريث يف اإلسالم ال عربة فيها للقسمة أو عدمها كما قال‬
‫الفرع الثالث‪ :‬املرياث بني املسلم والكافر‪:‬‬
‫‪(.‬السرخسي‪ ،‬املبسوط‪،‬‬ ‫الرأي األول‪ :‬ذهب مجهور الفقهاء من احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة إىل أن املسلم ال يرث الكافر‬
‫‪ ،39/39‬الزرقاين‪ ،‬شرح الزرقاين‪ ، 511/3 ،‬الشافعي‪ ،‬األم‪ ، 86/1 ،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪ ، 216/6 ،‬البهويت‪ ،‬كشاف القناع‪.)176/1 ،‬‬
‫وقد أورد اإلمام مالك اإلمجاع على منع املسلم مرياث الكافر فقال‪( :‬األمر اجملتمع عليه عندان‪ ،‬والسنة اليت ال اختالف‬
‫فيه‪ ،‬والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدان أنه ال يرث املسلم الكافر بقرابة وال والء وال رحم) ‪( .‬مالك‪ ،‬املوطأ‪) 129/2 ،‬‬

‫واستدلوا مبا يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬قول الرسول عليه الصالة والسالم‪( :‬ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم)‪( .‬سبق خترجيه)‬
‫اآلخر(السرخسي‪ ،‬املبسوط‪،‬‬ ‫‪ -9‬مث إن الوالية منتفية بني الكفار واملسلمني‪ ،‬واإلرث فيه معىن والية ونصرة‪ ،‬فال يرث أحدمها‬
‫‪،35-39/39‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪،15-19/52 ،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪ ،)216/6 ،‬لقوله تعاىل‪      :‬‬

‫)‪(306‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫‪( ‌       ‬املائدة ‪)15:‬‬

‫الرأي الثاين‪ :‬وقد ذهب بعض الصحابة والتابعني إىل أحقية املسلم يف مرياث الكافر‪،‬منهم معاذ بن جبل ومعاوية بن أيب‬
‫‪(.‬السرخسي‪ ،‬املبسوط‪،‬‬ ‫سفيان من الصحابة‪ ،‬وسعيد بن املسيب ودمحم بن احلنفية من التابعني رضوان اهللا عليهم أمجعني‬
‫‪ ،39/39‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪ ،216/6 ،‬الصنعاين‪ ،‬سبل السالم‪)08/3 ،‬‬
‫واستدل هذا الفريق مبا يلي‪:‬‬
‫ما روي عن معاذ بن جبل رضي اهللا عنه أنهُ أيت يف مرياث يهودي وله وارث مسلم فورثه وقال‪ :‬مسعت رسول‬ ‫‪-1‬‬
‫(أبو داود‪ ،‬سنن أيب داود‪،526/2 ،‬احلاكم‪ ،‬املستدرك على الصحيحني‪،‬‬ ‫اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول‪( :‬اإلسالم يزيد وال ينقص)‪.‬‬
‫‪،383/1‬سنن البيهقي‪،291/6 ،‬ابن أيب شيبة‪ ،‬مصنف ابن أيب شيبة‪،281/6 ،‬قال عنه األلباين حديث ضعيف‪ ،‬األلباين‪ ،‬السلسلة الضعيفة‪، 212/3 ،‬‬
‫ضـعيف أبـي داود‪.)287/5 ،‬‬
‫(سبق خترجيه)‬ ‫قول الرسول عليه الصالة والسالم‪( :‬اإلسالم يعلو وال يعلى)‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫املسلمني‪(.‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪،‬‬ ‫قياساً على إابحة زواج املسلمني بنساء أهل الكتاب وحرمة نكاح أهل الكتاب لنساء‬ ‫‪-8‬‬
‫‪)216/6‬‬
‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫الرأي الراجح هو رأي اجلمهور‪ -‬واهللا أعلم‪ -‬لقوة أدلتهم‪ ،‬فحديث الرسول عليه الصالة والسالم‪( :‬ال يرث املسلم‬
‫(‪)1‬‬
‫صريح يف منع توريث املسلم من غري املسلم‪ ،‬قال النووي‪( :‬ولعل هذه الطائفة –يقصد‬ ‫الكافر وال الكافر املسلم)‬
‫(النووي‪ ،‬شرح النووي على صحيح مسلم‪) 12/55 ،‬‬ ‫القائلني أبن املسلم يرث الكافر‪ -‬مل يبلغها هذا احلديث)‪.‬‬
‫و إن ما استدلوا به أصحاب الرأي الثاين من أحاديث ميكن الرد على ذلك على حنو االيت‪:‬‬
‫إن املقصود من حديث (اإلسالم يزيد وال ينقص) (سبق خترجيه) ‪ ،‬فيحتمل أن املقصود به أن اإلسالم يزيد لكثرة من‬
‫قدامة‪(.‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪) 216/6 ،‬‬ ‫يدخل فيه‪ ،‬وال ينقص لقلة من يرتدون عن هذا الدين كما قال ابن‬
‫مث إن املقصود حبديث‪( :‬اإلسالم يعلو وال يعلى) (سبق خترجيه)‪ ،‬أنه من حيث القوة والغلبة والعاقبة‪ ،‬وأن املرادفيه فضل‬
‫غريه‪(.‬السرخسي‪ ،‬املبسوط‪)39/39 ،‬‬ ‫اإلسالم على‬
‫(مالك‪ ،‬موطأ مالك‪ ، 150/2 ،‬البيهقي‪ ،‬سنن البيهقي‬ ‫وقد روي عن عمر قوله عن أهل الدايانت األخرى‪( :‬ال نرثهم وال يرثوان) ‪.‬‬
‫عمر)‪( .‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪216(/6 ،‬‬ ‫الكربى‪ ،)258/6 ،‬و قال ابن قدامة‪( :‬وهو الصحيح عن‬
‫أما قياسهم على إابحة زواج املسلم ابلكتابية وحرمة زواج الكتايب ابملسلمة فهو قياس مع الفارق‪ ،‬فالتوارث مبين على‬
‫املواالة‪ ،‬وال مواالة بني الكافر واملسلم‪ ،‬أما النكاح فهو نوع استخدام‪( .‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪ ،15-19/52 ،‬الشربيين‪ ،‬مغين احملتاج‪،‬‬
‫‪) 21/3‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬املرياث بني املسلم واملرتد‪:‬‬
‫فـرق العلماء يف توريث مال الكافر واملرتد وسبب ذلك خالفهم يف كون املرتد هل يعترب مسلما قد مات أو كافراً؛فمن قال‬
‫مبرياث املسلم من املرتد اعترب املرتد مسلماً قد مات واملسلم يرث املسلم ومن قال بعدم التوارث بينهما اعترب املرتد كافراً‬
‫واملسلم ال يرث الكافر‪.‬‬

‫)‪(307‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫أحداً(السرخسي‪ ،‬املبسوط‪،39/39 ،‬املرغيناين‪ ،‬اهلداية‪،6/2 ،‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪-561/0 ،‬‬ ‫وقد اتفق الفقهاء على أن املرتد ال يرث‬
‫‪،561‬الشربيين‪ ،‬مغين احملتاج‪،21/3 ،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪، )218/6 ،‬لكنهم اختلفوا يف مصري تركته ومن يرثها على النحو اآليت‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬تركة املرتد كلها يفء للمسلمني‪ ،‬فال يرث أح ٌد املرتَ َد‪ ،‬سواء اكتسب ماله حال إسالمه أو حال ردته‪ ،‬وهو‬
‫‪( .‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪،567/0 ،329/1 ،‬ابن أنس‪ ،‬املدونة‪،380/8 ،‬الشربيين‪ ،‬مغين‬ ‫قول املالكية والشافعية ورواية عن أمحد والظاهرية‬
‫احملتاج‪،21/3 ،‬النووي‪ ،‬روضة الطالبني‪،39/6 ،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪،219/6 ،‬ابن حزم‪ ،‬احمللى‪.) 391/0 ،‬‬
‫الردة)‪(.‬النووي‪ ،‬روضة الطالبني‪،‬‬ ‫قال النووي‪( :‬ال يرث املرتد أحداً وال يرثه أحد‪ ،‬وماله يفء سواء كسبه يف اإلسالم أو يف‬
‫‪. )39/6‬‬
‫واستدل هذا الفريق مبا يلي‪:‬‬
‫أن املرتد كافر‪ ،‬واملسلم ال يرث الكافر حلديث الرسول عليه الصالة والسالم‪( :‬ال يرث املسلم الكافر وال‬ ‫‪-1‬‬
‫(سبق خترجيه)‬ ‫الكافر املسلم)‪.‬‬
‫أن النيب صلى اهللا عليه وسلم بعث إىل رجل عرس (أي تزوج) ابمرأة أبيه أن يضرب عنقه وخيمس‬ ‫‪-9‬‬
‫ماله‪(.‬البيهقي‪ ،‬سنن البيهقي الكربى‪. )298/8 ،‬‬
‫اخلمس‪(.‬ابن‬ ‫وجه الداللة‪ :‬إن الرجل أصبح مرتداً الستحالله أمراً حمظوراً فاستحق القتل‪ ،‬وأصبحماله فيئاً ولذلك أخذ منه‬
‫اهلمام‪ ،‬شرح فتح القدير‪.265(/1 ،‬‬
‫(السرخسي‪ ،‬املبسوط‪ 39/39 ،‬و‬ ‫القول الثاين‪ :‬إن املسلم يرث مورثه املرتد‪ ،‬وهو قول احلنفية والرواية الثانية عن أمحد‪.‬‬
‫‪،599/59‬املرغيناين‪ ،‬اهلداية‪،568/2 ،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪. ) 219/6 ،‬‬
‫واستدلوا مبا يلي‪:‬‬
‫توريث النيب‪ -‬صلى اهللا عليه وسلم ‪ -‬تركة عبد اهللا بن أيب بن سلول رئيس املنافقني لورثته املسلمني‪ ،‬مث إن قرابة‬ ‫‪-1‬‬
‫املرتد أوىل إبرثه ألهنم مجعوا بني سبيب القرابة واإلسالم ‪(.‬السرخسي‪ ،‬املبسوط‪ ،599/59 ،‬ابن عبد الرب‪ ،‬التمهيد‪.) 561/0،‬‬

‫قوله تعاىل‪                :‬‬ ‫‪-9‬‬

‫(األنفال ‪.)76 :‬‬


‫ما نسب إىل أيب بكر وعلي بن أيب طالب وغريهم من الصحابة ‪ -‬رضوان اهللا عليهم ‪ -‬أهنم كانوا يورثون املسلم‬ ‫‪-8‬‬
‫من قريبه املرتد‪(.‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪.) 219/6 ،‬‬
‫لكن أبو حنيفة فـرق بني املال يف حال اكتسابه قبل الردة أو بعدها‪ ،‬فقال‪ :‬بتوريث ما كسبه املرتد قبل ارتداده‪ ،‬أما ما‬
‫كسبه بعد ارتداده فهو يفء للمسلمني‪ ،‬أما الصاحبان فلم يفرقا بني احلالني‪( .‬السرخسي‪ ،‬املبسوط‪ ،35/39 ،‬املرغيناين‪ ،‬اهلداية‪،‬‬
‫‪.) 568/2‬‬
‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫بعد استعراض األدلة أرى أن حجة القائلني أبن املسلم ال يرث املرتد أقوى‪ ،‬وحديث‪( :‬ال يرث املسلم الكافر وال الكافر‬
‫املسلم) صحيح وصريح يف الداللة على ذلك ‪ ،‬واملرتد كافر بال خالف‪ ،‬واهللا أعلم‪.‬‬

‫)‪(308‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫اخلامتة‬
‫احلمد هللا الذي تتم بنعمته الصاحلات‪ ،‬والصالة والسالم على املبعوث رمحة للعاملني وعلى آله وصحبه إىل يوم الدين‪ ،‬فهذا‬
‫ما تيسر مجعه يف هذا البحث فإن يكن صواب فمن اهللا وإن يكن فيه خطأ فمن نفسي والشيطان‪ ،‬واستغفر اهللا وأتوب‬
‫إليه‪ ،‬ويف اخلتام هذه مجلة من النتائج والتوصيات اليت توصلت إليها ضمن ثنااي هذا البحث‪.‬‬
‫النتائج‬
‫أن أقوال الفقهاء قد اختلفت يف أحكام مسائل هذا البحث ٕوإن تفاوت هذا االختالف فهو يف استحقاق النفقة‬ ‫‪.5‬‬
‫ليس كما يف صحة الوصية أو املنع من املرياث ‪.‬‬
‫جتب نفقة الزوجة الكتابية على زوجها املسلم‪ ،‬ولكن اخلالف يف وجوب النفقة على الزوجة يف حالة ردة أحد‬ ‫‪.2‬‬
‫الزوجني أو إسالم أحدمها دون اآلخر‪.‬‬
‫اختلف الفقهاء يف اشرتاط احتاد الدين لإلنفاق على القريب‪ ،‬والراجح أنه ال يشرتط احتاد الدين يف وجوب نفقة‬ ‫‪.3‬‬
‫القريب على قريبه‪.‬‬
‫أمجع العلماء على عدم جواز إرث الكافر من املسلم بال خالف‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اختلف الفقهاء يف إرث املسلم من الكافر على قولني والراجح أن املسلم ال يرث الكافر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫املرتد ال يرث أحداً ابتفاق أهل العلم‪ ،‬لكن اخلالف يف مصري تركته إذا مات‪ ،‬والراجح أن تركة املرتد كلها يفءٌ‬ ‫‪.6‬‬
‫للمسلمني‪ ،‬فال يرث أح ٌد املرتد‬
‫توصيات‬
‫‪ -5‬أوصي إبعطاء مزيد من العناية واالهتمام ملواجهة هذه التحدايت ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة تفعيل متابعة اهليئات األوقاف ودار اإلفتاء واملؤسسات اإلسالمية املختصة ملستجدات املسائل الفقهية يف‬
‫جمتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -3‬كم أوصي طلبة العلم والباحثني بعمل املزيد من الدراسات واألحباث يف مجيع اجملاالت اإلسالمية عامة‪ ،‬وجمال‬
‫األحوال الشخصية خاصة ‪،‬نظراً ألمهيته ابلنسبة للفرد واجملتمع‪ ،‬وذلك ضمن إطار خاص ومبيزان حيقق مقاصد‬
‫الشريعة‪.‬‬
‫املصادر و املراجع‬
‫‪ .5‬القرآن الكرمي‬
‫‪ .2‬اجلصاص ‪ ،‬أمحد بن علي الرازي ‪ :‬أحكام القرآن ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار إحياء الرتاث العربـي ‪ 5191 ،‬هـ ‪ ،‬حتقيق دمحم‬
‫الصادق قمحاوي ‪.‬‬
‫‪ .3‬الرازي ‪ ،‬دمحم الرازي فخر الدين ‪ :‬تفسري الفخر الرازي ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكـر ‪5001 – 5151‬م ‪.‬‬
‫‪ .1‬القرطيب ‪ ،‬دمحم بن أمحد األنصاري ‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن ‪ .‬ط‪. 2‬القاهرة ‪ :‬دار الشـعب ‪5372،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .1‬األلباين ‪ ،‬دمحم انصر الدين ‪ :‬إرواء الغليل ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بريوت ‪ :‬املكتب اإلسالمي ‪5191 ،‬هـ‪5081-‬م ‪.‬‬

‫)‪(309‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫‪ .6‬السلسلة الصحيحة ‪ ،‬الرايض ‪ :‬مكتبة املعارف ‪.‬‬


‫‪ .7‬السلسلة الضعيفة ‪ ،‬الرايض ‪ :‬مكتبة املعارف ‪.‬‬
‫‪ .8‬صحيح سنن أيب داود ‪ ،‬ط‪ ، 5‬بريوت ‪ :‬املكتب اإلسالمي ‪5080‬م ‪.‬‬
‫‪ .0‬صحيح سنن ابن ماجة ‪ ،‬ط‪ ، 3‬الرايض ‪ :‬مكتبة الرتبية العريب لدول اخلليج ‪ 5198‬هـ ‪5088‬م ‪.‬‬
‫‪ .59‬صحيح سنن ابن ماجة‪،‬ط‪ ،3‬بريوت‪:‬املكتب االسالمي‪ 5198‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .55‬البيهقي ‪ ،‬امحد بن احلسني ‪ :‬سنن البيهقي الكربى ‪ ،‬مكة املكرمة ‪ :‬مكتبة دار الباز ‪5151،‬هـ‪5001-‬م ‪.‬‬
‫‪ .52‬الرتمذي ‪ ،‬دمحم بن عيسى ‪ :‬سنن الرتمذي ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب ‪.‬‬
‫‪ .53‬ابن حجر‪ ،‬امحد بن علي‪ :‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار املعرفة ‪5370 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .51‬الدارمي‪ ،‬عبداهللا بن عبد الرمحن‪ :‬سنن الدارمي‪ ،‬بيـروت ‪ :‬دار الكتـاب العربـي‪ ،‬ط ‪5197 ،5‬هـ‪.‬‬
‫‪ .51‬أبو داود ‪ ،‬سليمان بن األشعث ‪ :‬سنن أيب داود ‪ .‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .56‬ابن أيب شيبة ‪ ،‬عبد اهللا بن دمحم ‪ :‬مصنف بن أيب شيبة ‪،‬ط‪ . 5‬الرايض ‪ :‬مكتبة الرشد ‪5190 ،‬هـ ‪ ،‬حتقيق‬
‫كمال يوسف احلوت ‪.‬‬
‫‪ .57‬ابن عبد الرب ‪ ،‬يوسف بن عبد اهللا ‪ :‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واملسانيد ‪ ،‬املغرب ‪ :‬وزارة عموم‬
‫األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪ 5387‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .58‬املباركفوري ‪ ،‬دمحم عبد الرمحن بن عبد الرحيم ‪ :‬حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫‪ .50‬مسلم ‪ ،‬مسلم بن حجاج ‪ :‬صحيح مسلم ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب ‪.‬‬
‫‪ .29‬النسائي ‪ ،‬أمحد بن شعيب ‪ :‬السنن الكربى ‪ ،‬ط‪ . 5‬بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫‪5155‬هـ‪5005-‬م حتقيق عبد الغفار سليمان البنداري والسيد كسروي حسن ‪.‬‬
‫‪ .25‬النووي ‪ ،‬حميي الدين حيي بن شرف النووي ‪ :‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث‬
‫العريب ‪5302‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .22‬النيسابوري ‪ ،‬دمحم بن عبد اهللا احلاكم ‪ :‬املستدرك على الصحيحني ‪ ،‬ط‪. 5‬بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫‪5155‬هـ‪5009-‬م ‪.‬‬
‫‪ .23‬السرخسي ‪ ،‬دمحم بن أمحد بن أيب سهل ‪ :‬املبسوط ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار املعرفة ‪5196‬هـ ‪ 5086‬م ‪.‬‬
‫‪ .21‬الشيباين ‪ ،‬دمحم بن احلسن ‪ :‬شرح كتاب السري الكبري ‪ ،‬حتقيق صالح الدين املنجد ‪ ،‬مطبعة شركة اإلعالانت‬
‫الشرفية ‪5075‬م ‪.‬‬
‫‪ .21‬ابن عابدين ‪ ،‬دمحم أمني بن عمر ‪ :‬حاشية رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار ‪ ،‬ط‪ ،2‬بريوت ‪:‬‬
‫دار الفكر ‪5386‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .26‬الكاساين ‪ ،‬عالء الدين أبو بكر بنُ ُسعود ‪ :‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع ‪،‬ط‪ . 2‬بريوت ‪ :‬دار الكتاب‬

‫)‪(310‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫العريب ‪5082‬م ‪.‬‬


‫‪ .27‬املرغيناين ‪ ،‬علي بن أيب بكر ‪ :‬اهلداية شرح بداية املبتدي ‪ ،‬بريوت ‪ :‬املكتبة اإلسالمية‬
‫‪ .28‬بداية املبتدي‪ ،‬ط‪ . 5‬القاهرة‪ :‬مطبعة دمحم علي صبيح ‪5311‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .20‬ابن جنيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم ‪ :‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار املعرفة ‪.‬‬
‫‪ .39‬ابن اهلمام السيواسي‪ ،‬كمال الدين بن عبد الواحد ‪ :‬شرح فتح القدير وهبامشه شرح العناية على اهلداية حملمد‬
‫البابريت‪ ،‬ط‪ . 5‬املطبعة الكربى األمريية‪5351‬هـ ‪ .‬شرح فتح القدير‪ ،‬ط‪ ،2‬بريوت‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .35‬ابن أنس ‪ ،‬مالك ‪ :‬املدونة الكربى ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار صادر ‪.‬‬
‫‪ .32‬موطأ مالك‪،‬دار إحياء الرتاث العريب مبصر حتقيق دمحم فؤاد عبد الباقي ‪.‬‬
‫‪ .33‬اآليب ‪ ،‬صاحل عبد السميع ‪ :‬الثمر الداين يف تقريب املعاين شرح رسالة ابن أيب زيد القريواين ‪ ،‬بريوت ‪:‬‬
‫املكتبة الثقافية‪.‬‬
‫‪ .31‬ابن جزي ‪ ،‬دمحم بن أمحد ‪ ،‬القوانني الفقهية ‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫‪ .31‬احلطاب ‪ ،‬أبو عبد اهللا دمحم ‪ :‬مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بريوت‪ :‬دار الفكر ‪5308 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .36‬الدردير ‪ ،‬أبو الربكات أمحد بن دمحم ‪ :‬الشرح الكبري ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .37‬الشرح الصغري على أقرب املسالك إلممذهب اإلمام مالك وهبامشه حاشية الشيخ أمحد بن دمحم الصاوي ‪،‬‬
‫دار املعارف مبصر ‪.‬‬
‫‪ .38‬الدسوقي‪ ،‬دمحم بن أمحد بن عرفة‪ :‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪ ،‬بريوت‪:‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .30‬الزرقاين ‪ ،‬عبد الباقي ‪ :‬شرح الزرقاين على خمتصر سيدي خليل ‪ ،‬ط‪ ، 5‬بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫‪5155‬هـ‪.‬‬
‫‪ .19‬العبدري(املواق )‪ ،‬دمحم بن يوسف ‪ :‬التاج واإلكليل ملختصر خليل ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪5308‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .15‬العدوي ‪ ،‬علي ‪ :‬حاشية العدوي على شرح اخلرشي ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪5152‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .12‬النفراوي ‪ ،‬أمحد بن غنيم ‪ :‬الفواكه الدواين ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .13‬الشافعي‪ ،‬دمحم بن إدريس ‪ :‬األم ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بريوت ‪ :‬دار املعرفة ‪5303‬هـ – ‪5073‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬الشربيين ‪ ،‬دمحم بن أمحد ‪ :‬اإلقناع يف ألفاظ أيب شجاع ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪5151‬هـ حتقيق مكتب البحوث‬
‫والدراسات – دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .11‬مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .16‬الشرواين ‪ ،‬عبد احلميد ‪ :‬حواشي الشرواين على حتفة احملتاج بشرح املنهاج‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .17‬الشريازي‪ ،‬إبراهيم بن علي بن يوسف ‪ :‬املهذب ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ .18‬الغزايل ‪ ،‬أبو حامد دمحم بن دمحم بن دمحم ‪ :‬الوسيطفي املذهب‪ ،‬ط‪ ، 5‬القاهرة ‪ :‬دار السالم ‪5157‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .10‬النووي ‪ ،‬حيىي بن شرف ‪ :‬روضة الطالبني وعمدة املفتني‪ ،‬ط‪ ، 2‬بريوت ‪ :‬املكتب اإلسالمي ‪5191‬هـ ‪.‬‬

‫)‪(311‬‬
‫‪ISSN: 2706-9087‬‬

‫‪ .19‬اجملموع شرح املهذب ‪ ،‬ط‪ ، 5‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪5157‬هـ‪5006 -‬م ‪.‬‬
‫‪ .15‬منهاج الطالبني ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار املعرفة ‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن قدامة ‪ ،‬موفق الدين عبد اهللا ‪ :‬عمدة الفقه ‪ ،‬الطائف ‪ :‬مكتبة الطرفني ‪.‬‬
‫‪ .13‬الكايف يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بريوت ‪ :‬املكتب اإلسالمي ‪5198‬هـ‪5088، -‬م حتقيق زهري‬
‫الشاويش‪.‬‬
‫‪ .11‬املغين ‪ ،‬ط‪ ، 5‬بريوت ‪ :‬دار الفكر ‪5190‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .11‬ابن قيم اجلوزية ‪ ،‬مشس الدين أيب عبد اهللا دمحم بن أيب بكر ‪ :‬أعالم املوقعني عن رب العاملني ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار‬
‫اجليل ‪5073‬م ‪.‬‬
‫‪ .16‬أحكام أهل الذمة ‪،‬ط‪ ، 2‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني ‪5195‬هـ‪5085-‬م حتقيق صبحي الصاحل ‪.‬‬
‫‪ .17‬ابن مفلح ‪ ،‬برهان الدين بن دمحم ‪ :‬املبدع شرح املقنع ‪ ،‬بريوت ‪ :‬املكتب اإلسالمي ‪5199‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .18‬ابن حزم ‪ ،‬علي بن أمحد بن سعيد ‪ :‬احمللى ‪ ،‬حتقيق جلنة إحياء الرتاث العريب يف دار اآلفاق اجلديدة ‪ ،‬بريوت ‪:‬‬
‫دار اآلفاق اجلديدة ‪.‬‬
‫‪ .10‬اجلرجاين ‪ ،‬علي بن دمحم ‪ :‬التعريفات ‪ ،‬ط‪ ،5‬بريوت‪ :‬دار الكتاب العريب ‪5191‬هـ حتقيق إبراهيم األبياري‪.‬‬
‫‪ .69‬الرافعي ‪ ،‬أمحد بن دمحم بن علي ‪ :‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري ‪ ،‬ط‪ ، 6‬القاهرة ‪ :‬املطبعة األمريية‬
‫‪ 5021‬م ‪.‬‬
‫‪ .65‬القونوي‪ ،‬قاسم بن عبداهللا‪ :‬أنيس الفقهاء ‪ ،‬ط‪ .5‬جدة‪ :‬دار الوفاء ‪5196‬هـ حتقيق أمحد الكبيسي‪.‬‬
‫‪ .62‬املطرزي‪ ،‬انصر بن عبد السيد أبو املكارم‪ :‬املغرب‪ ،‬دار الكتاب العريب‪.‬‬
‫‪ .63‬السرطاوي‪ ،‬حممود‪ :‬شرح قانون األحوال الشخصية ‪،‬ط‪ .5‬عمان‪ :‬دار الفكر‪ 5197،‬هـ‪5007 -‬م‪ .‬ط‪.5‬‬
‫عمان‪ :‬دار العدوي ‪5192‬هـ‪5085 -‬م‬

‫)‪(312‬‬

You might also like