You are on page 1of 5

‫األستاذة بن يحي فرح‬

‫أستاذة مساعدة قسم ب‬


‫قسم علم النفس ‪-‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية –جامعة تلمسان‬

‫المحور الثالث‪ :‬الصعوبات المدرسية‬

‫لقد تحدثنا سابقا عن مجاالت علم النفس المدرسي ومعالجته لمشكالت متنوعة ترتبط بالنمو وأخرى تتعلق‬
‫بالذكاء ومشكالت أخرى ترتبط بالتعلم‪...‬الخ‬

‫في هذا المحور سنركز اهتمامنا على أربعة جوانب‪ :‬في الجانب النمائي سندرس مشكلة التبول الالإرادي‬
‫والهروب من المدرسة في الجانب الشخصي وسنعرج على التفوق العقلي والموهبة في الجانب العقلي‬
‫ونختم بصعوبات التعلم فيما يخص المشكالت المرتبطة بالتعلم‬

‫لذا يرجى من الطلبة الكرام االطالع على الدروس الخاصة بالنمو والفروق الفردية فهناك بعض المظاهر‬
‫السلوكية التي تعتبر مقبولة في مرحلة نمائية معينة ومنظمة لعملية النمو السليم وتأخذ مظه ار‬
‫سيكوباثولوجيا في مرحلة أخرى شرط التكرار واستم اررية هذا النوع من السلوكات كفرط النشاط الحركي‬
‫قلق االنفصال والعناد فمظاهر العناد كالرفض لدى الطفل بين عمر ‪ 2‬إلى ثالث سنوات تعبر عن‬
‫شخصية مستقلة مستقبال والعكس صحيح فغياب مظاهر السلوك العنادي قد تشير إلى تكوين شخصية‬
‫اتكالية تابعة غير قادرة على اتخاذ الق اررات ولكن استمرار العناد إلى ما بعد ‪ 6‬سنوات يعيق عملية‬
‫التواصل االجتماعي فيجعل منه سلوك غير عادي ومؤشر إنذار الضطراب المعارضة والتحدي أو‬
‫الشخصية المضادة للمجتمع‬

‫ّأوال‪ :‬التبول الالإرادي‬

‫‪Enurésie nocturne‬‬

‫التبول الالإرادي يعتبر من أكثر االضطرابات انتشا ار وهو ظاهرة مرضية عامة تعرف بسلس البول يسبب‬
‫الكثير من اإلزعاج الطفل واألهل على السواء‬

‫تعريفه‪:‬‬

‫هو عبارة عن اإلنسياب التلقائي للبول ليال أو نهار أو ليال ونها ار معا لدى طفل تجاوز عمره أربعة سنوات‬
‫وهي السن التي يتوقع فيها أن يكون قد تحكم في مثانته وقد يكون التبول أوليا حيث يظهر في عدم قدرة‬
‫األستاذة بن يحي فرح‬
‫أستاذة مساعدة قسم ب‬
‫قسم علم النفس ‪-‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية –جامعة تلمسان‬

‫الطفل منذ والدته وحتى سن متأخرة من ضبط عملية التحكم في التبول وثانويا وهي عودة الطفل للتبول‬
‫بعدما تحكم فيه لفترة من الزمن(الجبلي‪،‬بت)‬

‫ويعرفه (الزغول‪ )126 :2006،‬على أنه عدم القدرة على التحكم بالمثانة مما يتسبب في انسياب البول‬
‫على نحو غير إرادي ويأخذ شكالن التبول في الفراش أثناء النوم(الليلي) والتبول أثناء اليقظة (النهاري)‬

‫أما (حجازي‪ )255 :2018،‬فيعرفه على أنه تبول الطفل دون وعي منه لمرتين في األسبوع أو أكثر‬
‫ولمدة ثالثة أشهر أو ما يزيد عنها ويمكن أن يحدث ليال أو نهارا‪.‬‬

‫نسبة االنتشار‪ :‬تنتشر ظاهرة التبول الالإرادي بين الذكور أكثر من اإلناث وتحدث بنسبة ‪٪12‬لدى‬
‫األطفال بعمر ‪5‬و‪ 6‬سنوات وبنسبة ‪ ٪8‬لدى األطفال بعمر ‪8‬سنوات في حين تبلغ نسبة انتشار التبول‬
‫الالإرادي ‪ ٪5‬لدى األفراد بعمر ‪12‬و‪ 15‬سنة وتقل لتصل إلى‪ ٪1‬لدى األفراد فوق ‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫أنواعه‪:‬‬

‫التبول الالإرادي منذ الوالدة‪ :‬نتيجة عدم اكتمال عمليات النضج فمن الطبيعي أال يتحكم األطفال في‬
‫سنواتهم األولى بعملية التبول‬

‫التبول الالإرادي المؤقت(االنتكاسي)‪ :‬يحدث هذا النوع عندما يصل الطفل إلى مرحلة التحكم في عمليات‬
‫التبول لمدة تتراوح بين ‪6‬أشهر والسنة ثم يعود لتبليل نفسه نتيجة ظروف نفسية أو بيئية‪.‬‬

‫التبول الالإرادي الليلي‪ ٪66 :‬من األطفال يبللون ثيابهم ليال في مراحل نموهم المبكرة نتيجة البرد أو‬
‫األحالم والكوابيس‬

‫التبول الالإرادي النهاري‪ :‬يحدث هذا النوع عندما يواجه األطفال مواقف جديدة مقلقة وغير مألوفة‬
‫ّ‬
‫بالنسبة لهم مثل تغيير السكن أو الدخول للمدرسة‪.‬‬

‫التبول الالإرادي العرضي(المزمن)‪ :‬هو أكثر األنواع خطورة وتأثي ار على نفسية األفراد يظهر في التكرار‬
‫الغير العادي للتبول وانتكاس الحالة بعد شفائها‬
‫األستاذة بن يحي فرح‬
‫أستاذة مساعدة قسم ب‬
‫قسم علم النفس ‪-‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية –جامعة تلمسان‬

‫التبول الالإرادي المصاحب لألحداث‪ :‬وهذا الشكل يحدث في مواقف معينة مثل غياب أحد الوالدين أو‬
‫الغيرة من قدوم طفل جديد للعائلة أو بسبب الحرمان والقلق‪.‬‬

‫التبول الالإرادي الغير منتظم‪ :‬يحدث هذا النوع في فترات متباعدة ومتقطعة(الزغول‪)128 :2006،‬‬

‫أسباب التبول الالإرادي‪:‬‬

‫لخص (الختاتنة‪ )113-109 :2013،‬أسباب التبول الالإرادي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬األسباب العضوية‪ :‬وهو نتيجة لخلل في الجهاز البولي مثل إلتهاب مجرى البول أو وجود حصى‬
‫في الكلى أو المثانة أو قد يحدث التبول الالإرادي نتيجة اإلصابة بمرض السكري‪.‬‬
‫األسباب االنفعالية النفسية‪ :‬تعود معظم الحاالت لمشكلة التبول الالإرادي إلى عوامل نفسية‬ ‫‪-‬‬
‫كالغيرة ويرى ‪ freuid‬أن التبول الالإرادي عرض نكوصي يشير إلى صراع نفسي يعيشه الطفل بعد إدراكه‬
‫لتحول والديه من االهتمام به إلى اإلهتمام بطفل جديد فتظهر لديه هذه المشكلة لجذب انتباههما إليه‬

‫كما يؤدي الخوف من الظالم أو من الحيوانات أو من التهديد بشكل عام إلى التبول الالإرادي وزيادة على‬
‫ذلك فإن اضطراب العالقة األسرية من شأنه هو اآلخر أن يؤدي إلى التبول الالإرادي ونفس األمر يحدث‬
‫عند تغير البيئة واالنتقال إلى بيئة جديدة‬

‫أما كولب فيرى أن عقاب الطفل يؤدي إلى ظهور مشكلة التبول الالإرادي لديه كسلوك انتقامي(عدوان‬
‫رمزي) موجه نحو اللذين يمارسون عليه العقاب‬

‫وترتبط أيضا عملية ضبط التبول بدرجة الذكاء حيث تتأخر لدى األطفال المتخلفين ذهنيا‪.‬‬

‫‪ -‬األسباب اإلجتماعية‪ :‬يشير أصحاب نظرية التعلم إلى أن التحكم في التبول سلوك مكتسب ففشل‬
‫بعض األطفال في ذلك حتى سن ‪ 6‬وما بعدها يعود إما إلهمال الوالدين في تدريب الطفل أو ألخطاء في‬
‫عملية التدريب‬
‫األستاذة بن يحي فرح‬
‫أستاذة مساعدة قسم ب‬
‫قسم علم النفس ‪-‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية –جامعة تلمسان‬

‫وأساليب المعاملة الوالدية الخاطئة مثل القسوة أو اإلهمال ينميان شعور بعدم األمان لدى الطفل وفقدان‬
‫الثقة بمن حوله فتظهر لديه مشكلة التبول الالإرادي‬

‫وحتى التدليل الزائد ينتج لنا طفال اتكاليا متعودا على األخذ دون العطاء ال يستطيع حل صراعاته بنفسه‬
‫وهو ما يؤدي إلى النكوص (ظاه ار في التبول الالإرادي)‬

‫أيضا المقارنة السلبية بين األشقاء في المنزل أو بين األصدقاء في المدرسة تنمي لدى البعض الشعور‬
‫باإلحباط والحقد والغضب فيلجؤون إلى التبول الالإرادي لجلب االنتباه‬

‫العالج‪ :‬نذكر فيما يلي بعض اإلجراءات للحد من عملية التبول الالإرادي‬

‫أوال‪ :‬يجب القيام بالكشف الطبي وإجراء كافة التحاليل الالزمة للتأكد من السالمة العضوية والفيزيولوجية‬
‫للطفل وبعدها يمنك القيام ب‪:‬‬

‫‪-‬تدريب الطفل على التحكم في عملية التبول ومكافئته مع التقليل من شرب المياه والعصائر‬

‫‪-‬تخفيض مستوى التوتر والقلق لدى الطفل‬

‫‪-‬اشباع حاجات الطفل وتوفير له الحب واألمن‬

‫‪-‬تعزيز ثقة الطفل بنفسه‬

‫‪-‬االبتعاد عن التهكم والسخرية وعقاب الطفل‬

‫‪-‬استخدام الجرس الكهربائي‪ :‬ويعرف أيضا باسم الجرس والوسادة وهي عبارة عن وسادة سلكية موصولة‬
‫بجرس كهربائي يوضع بجانب السرير وعند نزول أول قطرة من البول تتوقف الدائرة الكهربائية ويرن‬
‫الجرس وهذا يدفع الطفل إلى التوقف واالستيقاظ والذهاب إلى الحمام حيث أثبتت الدراسات أن ‪٪70‬من‬
‫األطفال الذين خضعوا لهذا اإلجراء تم شفاؤهم بعد شهرين فقط(الزغول‪)131 :2006،‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪-‬الزغول‪،‬عماد‪.)2006(.‬االضطرابات اإلنفعالية والسلوكية لدى األطفال‪.‬األردن ‪:‬دار المنهل‬


‫األستاذة بن يحي فرح‬
‫أستاذة مساعدة قسم ب‬
‫قسم علم النفس ‪-‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية –جامعة تلمسان‬

‫‪-‬الختاتنة‪ ،‬سامي‪.)2013(.‬مشكلة طفل الروضة‪.‬األردن‪ :‬دار المنهل‪.‬‬

‫‪-‬الجبلي‪ ،‬سوسن‪(.‬بت)‪.‬اكتشاف ومعالجة األطفال النفسية ‪.‬سوريا‪:‬دار رسالن‬

‫‪-‬حجازي‪،‬أحمد‪.)2018(.‬تربية الطفل سلوكيا واجتماعيا‪.‬األردن‪ :‬عالم الثقافة‬

You might also like