You are on page 1of 106

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد بوضياف‬
‫كلية اآلداب واللغات‬
‫قسم اللغة واألدب العربي‬
‫الرقم التسلسلي‪........./....... :‬‬
‫رقم التسجيل‪ :‬ط‪1535110124 :1‬‬
‫ط‪1535110053 :2‬‬
‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر تخصص‪ :‬أدب حديث ومعاصر‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫إعداد‬
‫سميائية العنوان والشخصية في رواية "الخندق‬
‫الغميق" لسهيل إدريس"‪ .‬‬
‫الطالبتين‪:‬‬
‫زبيري أروى‬ ‫‪-‬‬
‫عاشوري يمينة‬ ‫‪-‬‬
‫أمام لجنة المناقشة المكونة من السادة األساتذة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫اسم ولقب األستاذ‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫رحمون بوزيد‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫واسيني بن عبد هللا‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫سمير براهم‬

‫السنة الجامعية‪2019/2020 :‬م‬


‫س ِم هللا ال َّر ْح َم ِن‬
‫بِ ْ‬
‫ال َّر ِحي ْم‬
‫شكر َو ِع ْرفَان‬
‫ُ‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات وتتحقق برضاه اآلمال والغايات اعترافا بفضله‬
‫وعمال بقوله تعالى {فَا ْذ ُك ُرونِي أَ ْذ ُك ْر ُك ْم َواش ُك ُروِلي َوال تَ ْكفُُرون}‬

‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫أوال نتقدم بجزيل الشكر واالمتنان والعرفان إلى كل األساتذة الكرام ونخص بالذكر األستاذ‬
‫الدكتور واسيني بن عبد اهلل الذي أشرف على هذه المذكرة ورافقنا طيلة مدة إنجازها‪،‬‬
‫فكان الموجه والناقد بنصائحه القيمة‪.‬‬

‫ألف شكر لكل من ساهم من قريب أو بعيد وأمدنا بيد العون ولو بكلمة طيبة مشجعة‪.‬‬

‫الحمد هلل دائما وأبدا‪.‬‬


‫إِ ْه َداء‬
‫إلى اإلنسان الذي علمني كيف يكون الصبر طريق النجاح‪ ...‬السد والقدوة والحياة‪...‬‬
‫والدي الحبيب أطال اهلل في عمره‪.‬‬

‫إلى صاحبة البصمة الصادقة في حياتي ‪ ...‬والدتي الغالية أطال اهلل في عمرها‪...‬‬

‫إلى رفقاء البيت الطاهر األنيق‪ ...‬أشقائي وشقيقاتي‪.‬‬

‫إلى مرام ‪...‬‬

‫أروى زبيري‬
‫إِهداء‬
‫باسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الم ْؤ ِمُنون}‪ E‬صدق اهلل العظيم‬


‫اع َملُوا فَ َسَي َرى اهلل َع َملَ ُكم َو َر ُسولُه َو ُ‬
‫{ ُقل ْ‬

‫إلهي ال يطيب الليل إال بشكرك‪ ،‬وال يطيب النهار إال بطاعتك وال تطيب اللحظات إال‬
‫بذكرك‪ ،‬إلى من بلّغ الرسالة ومن أدى األمانة‪،‬ونصح األمة إلى نبي الرحمة ونور العالمين‬
‫سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬إلى من كلله اهلل بالهيبة والوقار‪ ،‬إلى من علّمني العطاء‬
‫دون انتظار‪ ،‬إلى من أحمل اسمه بكل افتخار‪ ،‬إلى والدي العزيز‬

‫إلى مالكي في الحياة‪ ،‬إلى معنى الحب ومعنى الحنان والتفاني‪ ،‬إلى نسمة الحياة وسر‬
‫الوجود‪ ،‬إلى من كان دعائها سر نجاحي‪،‬وحنانها بلسم جراحي‪ ،‬إلى أغلى الحبايب أمي‬
‫الحبيبة‪.‬‬

‫إلى كل أفراد أسرتي…‬

‫وقدم لي يد العون‪...‬‬
‫إلى ابن أختي زهير قوران الذي رافقني ّ‬

‫إلى من تحلو باإلخاء وتميزوا بالوفاء والعطاء إلى ينابيع الصدق الصافي‪ ،‬إلى من برفقتهم‬
‫في دروب الحياة الحلوة والحزينة سرت‪ ،‬إلى من كانوا معي على طريق النجاح والخير‪،‬‬
‫إلى من عرفت كيف أجدهم وعلموني أال أضيعهم‪.‬‬

‫إلى صديقاتي نصيرة‪،‬خضراء‪،‬بهية‪،‬مريم‪،‬أمينة‪،‬أروى‪،‬سعيدة‪.‬‬

‫شكرا لكم جزيل الشكر‪.‬‬


‫مقدمة‬
‫مـقدمــة‬
‫حظي النص ال ‪EE‬روائي بمكان ‪EE‬ة هام ‪EE‬ة ض ‪EE‬من الحرك ‪EE‬ة النقدي ‪EE‬ة المعاص ‪EE‬رة وذل ‪EE‬ك لجماليت ‪EE‬ه‬
‫الس‪EE‬ردية والفني‪EE‬ة ال‪EE‬تي يتمت‪EE‬ع به‪EE‬ا وإلدراك تل‪EE‬ك األبع‪EE‬اد الجمالي‪EE‬ة نبحث في ق‪EE‬وانين ووظ‪EE‬ائف‬
‫النص الروائي‪.‬‬

‫ك‪EE E‬ثر الج‪EE E‬دل بين الدراس‪EE E‬ات النقدي‪EE E‬ة ح‪EE E‬ول اآللي‪EE E‬ات ال‪EE E‬تي تحكم النص ال‪EE E‬روائي وال‪EE E‬تي‬
‫فرض‪EE‬ت لفهم‪EE‬ه إلزامي‪EE‬ة الوق‪EE‬وف عن‪EE‬د ك‪EE‬ل عالم‪EE‬ة في بنيته‪EE‬ا الس‪EE‬طحية والعميق‪EE‬ة ومن بين تل‪EE‬ك‬
‫العالم‪EE‬ات انتقين‪EE‬ا العن‪EE‬وان والشخص‪EE‬يات باعتبارهم‪EE‬ا عنص‪EE‬رين فع‪EE‬الين في الرواي‪EE‬ة المعاص‪EE‬رة‬
‫فج‪EEE‬اءت دراس‪EEE‬تنا له‪EEE‬ذين العنص‪EEE‬رين بمثاب‪EEE‬ة خط‪EEE‬وة لرص ‪EE‬د تجلي ‪EE‬ات ك ‪EE‬ل منهم ‪EE‬ا في الرواي‪EEE‬ة‬
‫مح‪EE E‬ددين عن‪EE E‬وان موض‪EE E‬وعنا ب "س‪EE E‬ميائية العن‪EE E‬وان والشخص‪EE E‬ية في رواي‪EE E‬ة الخن‪EE E‬دق الغمي‪EE E‬ق‬
‫"لسهيل إدريس" انطالقا من إشكالية تساؤلنا فيها عن مفه‪EE‬ومي ك‪EE‬ل من العن‪EE‬وان والشخص‪EE‬ية؟‬
‫وكيف يمكن مقاربة هذين العنصرين وفقا للمنهج السميائي؟‬

‫وك ‪EE‬أي عم ‪EE‬ل أدبي يتطلب منهج ‪EE‬ا معين ‪EE‬ا عم ‪EE‬دنا في دراس ‪EE‬تنا إلى تب ‪EE‬ني المنهج الس ‪EE‬ميائي دليال‬
‫قاربن ‪EE‬ا ب ‪EE‬ه بحثن ‪EE‬ا وس ‪EE‬بب اختيارن ‪EE‬ا له ‪EE‬ذا المنهج يع ‪EE‬ود إلى الموض ‪EE‬وع بالدرج ‪EE‬ة األولى‪،‬وأيض ‪E‬ا‪E‬‬
‫بن‪E‬اءا على م‪E‬ا أثبت‪E‬ه ه‪E‬ذا المنهج من فعالي‪E‬ة في مقارب‪E‬ة النص‪E‬وص الروائي‪E‬ة من جه‪E‬ة وم‪E‬ا نال‪E‬ه‬
‫من اهتمام على الساحة النقدية المعاصرة من جهة أخرى‪.‬‬

‫إن اختيارنا لهذا األخير لم يكن وليد الصدفة وإ ّنم‪EE‬ا بع‪EE‬د قراءتن‪EE‬ا لعدي‪EE‬د من المؤلف‪EE‬ات المتعلق‪EE‬ة‬
‫بالس ‪EE‬مياء‪ ،‬إذ لفت انتباهن ‪EE‬ا تع ‪EE‬دد الدراس ‪EE‬ات ح ‪EE‬ول العن ‪EE‬وان والشخص ‪EE‬يات ق ‪EE‬ديما وح ‪EE‬ديثا‪.‬وق ‪EE‬د‬
‫اعتمدنا في فهمنا لطريقة التحليل الس‪EE‬ميائي ال‪E‬روائي وض‪EE‬بط الموض‪EE‬وع العدي‪E‬د من المص‪EE‬ادر‬
‫والمراجع نذكر منها‪:‬‬

‫عتبات لجيرار جينيت‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫سمياء العنوان للدكتور بسام قطوس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بنية النص السردي لحميد الحميداني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بنية الشكل الروائي لحسن بحراوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫مـقدمــة‬
‫وغيرها من المراجع التي كانت بمثابة اليد المساعدة لنا‪.‬‬

‫أما س‪E‬بب اختيارن‪E‬ا لرواي‪EE‬ة "الخن‪E‬دق الغمي‪EE‬ق" فإن‪EE‬ه يع‪E‬ود إلى قناع‪EE‬ة ذاتي‪E‬ة ورغب‪EE‬ة من‪E‬ا في‬
‫دراس‪EE‬ة العن‪EE‬وان في مدون‪EE‬ة لم تتناوله‪EE‬ا أقالم الب‪EE‬احثين إض‪EE‬افة إلى الغم‪EE‬وض وحب اإلكتش‪EE‬اف‬
‫في الرواية الغير المدروسة‪.‬‬

‫أما عن األسباب الموضوعية نذكر منها‪:‬‬

‫عدم توفر بعض الدراسات التي تناولت هذا العمل لسهيل إدريس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قل‪EE‬ة الدراس‪EE‬ات في ه‪EE‬ذا المج‪EE‬ال ‪-‬العن‪EE‬وان‪ -‬ك‪EE‬أول عتب‪EE‬ة للنص وتناوله‪EE‬ا في م‪EE‬ذكرات‬ ‫‪-‬‬
‫التخرج‪.‬‬

‫وال ننكر انه قد اعترض طريقنا مجموعة من الصعوبات والعراقيل نذكر منها‪:‬‬

‫قلة المصادر والمراجع خاصة فيما يتعلق بالدراسة السميائية للرواية إضافة إلى قل‪EE‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫خبرتنا كمبتدئين في مجال التحليل السميائي الروائي‪.‬‬

‫وق‪EEE‬د س‪EEE‬رنا لنس‪EEE‬ج خي‪EEE‬وط بحثن‪EEE‬ا ه‪EEE‬ذا على خط‪EEE‬ة معين ‪EE‬ة‪ ،‬فقس ‪EE‬منا منهجي ‪EE‬ة البحث إلى مقدم ‪EE‬ة‬
‫ومدخل وفصلين وخاتمة إضافة إلى ملحق‪.‬‬

‫الفص‪EE E‬ل األول‪ :‬خصص‪EE E‬ناه للج‪EE E‬انب النظ‪EE E‬ري وال‪EE E‬ذي حم‪EE E‬ل عن‪EE E‬وان (مف‪EE E‬اهيم ح‪EE E‬ول العن‪EE E‬وان‬
‫والشخص‪EE‬ية) تناولن‪EE‬ا في‪EE‬ه إش‪EE‬كالية وتع‪EE‬دد تعريف‪EE‬ات المص‪EE‬طلح (العن‪EE‬وان‪-‬الشخص‪EE‬ية) وأنواع‪EE‬ه‬
‫ووظائفه وأهميته وأبعاد الشخصية‪.‬‬

‫أم ‪EE‬ا الفص ‪EE‬ل الث ‪EE‬اني‪ :‬فه ‪EE‬و مقارب ‪EE‬ة س ‪EE‬ميائية للعن ‪EE‬وان والشخص ‪EE‬يات في رواي ‪EE‬ة الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق‬
‫وذلك بالكشف عن تعدد القراءات والتأويالت لهذين العنصرين في الرواية‪.‬‬

‫بالنسبة للعنوان الذي ض‪EE‬م دراس‪E‬ة تطبيقي‪EE‬ة ش‪E‬املة في مس‪E‬توياته األربع‪EE‬ة المعجمي‪EE‬ة والص‪E‬وتية‬
‫والنحوي‪EE E‬ة والداللي‪EE E‬ة‪ ،‬كم‪EE E‬ا تبعته‪EE E‬ا دراس‪EE E‬ة لشخص‪EE E‬يات الرواي‪EE E‬ة من ناحي‪EE E‬ة األن‪EE E‬واع واألبع‪EE E‬اد‬
‫‪9‬وتسمية أسماء الشخصيات سميائيا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مـقدمــة‬
‫وفي خاتم‪EE‬ة ه‪EE‬ذا البحث المتواض‪EE‬ع تعرض‪EE‬نا لمجموع‪EE‬ة من العناص‪EE‬ر ال‪EE‬تي تح‪EE‬وي نت‪EE‬ائج‬
‫مستخلص ‪EE‬ة من حق ‪EE‬ول ه ‪EE‬ذا البحث وتلته ‪EE‬ا قائم ‪EE‬ة المص ‪EE‬ادر والمراج ‪EE‬ع ثم المالح ‪EE‬ق وآخره ‪EE‬ا‬
‫فهرس ضم محتويات البحث‪.‬‬

‫وبه ‪EE‬ذا نرج ‪EE‬و أنن ‪EE‬ا ق ‪EE‬د ق ‪EE‬دمنا البحث به ‪EE‬ذه الدراس ‪EE‬ة ول ‪EE‬و بج ‪EE‬زء بس ‪EE‬يط عس ‪EE‬اها تفتح باب ‪EE‬ا‬
‫واسعا من أجل بحوث أوسع للنصوص األدبية‪.‬‬
‫ً‬

‫وأخ‪EE‬يرا نق‪EE‬ول إن الكم‪EE‬ال هلل ع‪EE‬ز وج‪EE‬ل وح‪EE‬ده‪ ،‬ف‪EE‬إن أص‪EE‬بنا فه‪EE‬ذا بتوفي‪EE‬ق من اهلل ومنت‪EE‬ه‪،‬‬
‫وإ ن أخطأنا فحسبنا أننا حاولنا واجتهدنا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مدخل‬
‫مـدخــل‬

‫لقد أصبحت الس‪EE‬يمياء حقال معرفي‪EE‬ا جدي‪EE‬دا على غ‪EE‬رار الحق‪EE‬ول المعرفي‪EE‬ة الش‪EE‬مولية ال‪EE‬تي‬
‫عرفها الفكر اإلنساني ق‪E‬ديما (الفلس‪E‬فة) وح‪E‬ديثا (الت‪E‬اريخ)‪ ،‬وأض‪E‬حى مفه‪E‬وم العالم‪E‬ة الس‪E‬ميائية‬
‫مفتاحا معرفيا لولوج كل مجاالت الدراسة والبحث و اإلستقصاء وذلك لم‪EE‬ا يت‪EE‬وفر علي‪EE‬ه ه‪EE‬ذا‬
‫المفه‪EE E E‬وم من ق‪EE E E‬درة على الوص‪EE E E‬ف والتفس‪EE E E‬ير والتجري‪EE E E‬د ولم‪EE E E‬ا ي‪EE E E‬وفره من إمكاني‪EE E E‬ات للفهم‬
‫والتحليل‪.1‬‬

‫‪)1‬تعريف السيمياء‪:‬‬

‫تنح ‪EE E‬در كلم ‪EE E‬ة س ‪EE E‬يميولوجيا من األص ‪EE E‬ل اليون ‪EE E‬اني (‪ )sémion‬ال ‪EE E‬ذي يع ‪EE E‬ني العالم ‪EE E‬ة و‬
‫‪ Logos‬ال‪EE E E‬ذي يع‪EE E E‬ني الخط‪EE E E‬اب وال‪EE E E‬ذي نج‪EE E E‬ده مس‪EE E E‬تعمال في كلم‪EE E E‬ات مث‪EE E E‬ل‪ :‬علم االجتم‪EE E E‬اع‬
‫‪ Sociologie‬وعلم األدي ‪EE‬ان ‪Théologie‬و‪ Biologie‬علم األحي ‪EE‬اء ‪ ...‬وبامت ‪EE‬داد أك ‪EE‬بر كلم ‪EE‬ة‬
‫‪ Logos‬تعني العلم‪ ،‬هكذا يصبح تعريف السيميولوجيا علم العالمة ‪.2‬‬

‫‪-‬لغة ‪:‬‬

‫لكلمة السيمياء ما يعادلها في اللغة العربي‪E‬ة حيث ي‪E‬ذكر ابن منظ‪E‬ور في تعريف‪E‬ه المعجمي في‬
‫لس‪EE E‬ان الع‪EE E‬رب لمف‪EE E‬ردة الس‪EE E‬يمياء يق‪EE E‬ول إنه‪EE E‬ا «‪ ...‬والس‪EE E‬ومة والس‪EE E‬يمة والس‪EE E‬يماء والس‪EE E‬يمياء‪.‬‬
‫الفر ُس جعل عليه السيمة‪ ،‬وقوله ع‪EE‬ز وج‪EE‬ل‪« :‬حج‪EE‬ارة من طين مس‪EE‬ومة عن‪EE‬د‬ ‫وس َوم‪َ ،‬‬
‫العالمة َ‬
‫رب‪EE‬ك للمس‪EE‬رفين»‪ 3‬ق‪EE‬ال َّ‬
‫الز ّج‪ E‬اج‪ :‬روي عن الحس‪EE‬ن أنه‪EE‬ا معلم‪EE‬ة ببي‪EE‬اض وحم‪EE‬رة ‪ .‬ق‪EE‬ال غ‪EE‬يره‬
‫مس ‪EE‬ومة بعالم ‪EE‬ة يعلم به ‪EE‬ا أنه ‪EE‬ا ليس ‪EE‬ت من الحج ‪EE‬ارة ال ‪EE‬دنيا ويعلم بس ‪EE‬يماها أنه ‪EE‬ا مم ‪EE‬ا ع ‪EE‬ذب اهلل‬
‫به‪EE‬ا ‪ ...‬مس‪EE‬ومة‪ :‬أي عليه‪EE‬ا أمث‪EE‬ال الخ‪EE‬واتيم‪ ...‬والس‪EE‬ومة بالض‪EE‬م‪ .‬العالم‪EE‬ة تجع‪EE‬ل الش‪EE‬اة‪ ،‬وفي‬
‫الح ‪EE‬رب أيض ‪EE‬ا تق ‪EE‬ول َس‪َّ E E‬وم ‪ ...‬واألص ‪EE‬ل في س ‪EE‬يما ِوس ‪EE‬مى فح ‪EE‬ولت ال ‪EE‬واو من موض ‪EE‬ع الف ‪EE‬اء‬
‫‪E‬اء‬
‫فوض‪EE‬عت في موض‪EE‬ع العين كم‪EE‬ا ق‪EE‬الوا‪ .‬م‪EE‬ا أطيب‪EE‬ه وأيطب‪EE‬ه‪ ،‬فص‪EE‬ار س‪EE‬ومى وجعلت ال‪EE‬واو ي‪ٌ E‬‬

‫‪1‬عبد الواحد مرابط‪ ،‬السيمياء العامة وسيمياء األدب (من أجل تصور شامل)‪ ،‬منشورات االختالف الجزائر‪ ،‬الدار‬
‫العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار اإليمان‪ ،‬الرباط ‪،‬ط‪ .2005 .1‬ص‪.5‬‬
‫ينظر برنار توسان‪ ،‬ماهي السميولوجيا‪ ،‬تر‪ .‬محمد نظيف‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪ ،2000 ،2‬ص ‪.9‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الذاريات‪ ،‬اآلية ‪.34-33‬‬ ‫‪3‬‬


‫مـدخــل‬

‫لسكونها وانكسار ما قبلها‪ ،1‬وجاء في الحديث عن رسول اهلل ص‪E‬لى اهلل علي‪E‬ه وس‪E‬لم أن‪E‬ه ق‪E‬ال‬
‫ألص‪EE‬حابه «تس‪EE‬وموا ف‪EE‬إن المالئك‪EE‬ة ق‪EE‬د تس‪Eّ E‬ومت»‪ 2‬أي اعمل‪EE‬وا لكم عالم‪EE‬ة يع‪EE‬رف به‪EE‬ا بعض‪EE‬كم‬
‫بعضا‪.3‬‬

‫‪-‬اصطالحا‪:‬‬

‫إن السميائيات علم واس‪E‬ع وش‪E‬امل وج‪E‬امع لكث‪E‬ير من العل‪E‬وم‪ .‬فمن الص‪E‬عب ج ًّ‪E‬دا وض‪E‬ع مفه‪E‬وم‬
‫مح‪EE‬دد للس‪EE‬ميائيات ال‪EE‬تي يعلم الك‪EE‬ل أنه‪EE‬ا تع‪EE‬ني علم العالم‪EE‬ات‪،‬رغم ه‪EE‬ذا س‪EE‬نحاول وض‪EE‬ع بعض‬
‫التعاريف التي اقتربت من السميائيات‪.‬‬

‫فنج‪EE E E‬د فردينان‪EE E E‬د دي سوس‪EE E E‬ير ع‪Eّ E E E‬رف الس‪EE E E‬مياء يق‪EE E E‬ول‪« :‬هي علم ي‪EE E E‬درس حي‪EE E E‬اة العالم‪EE E E‬ات‬
‫‪E‬ة‪.‬أم‪EE‬ا األم‪EE‬ريكي ش‪EE‬ارل ب‪EE‬يرس‬ ‫‪4‬‬
‫االجتماعية» أي دراس‪EE‬ة العالم‪EE‬ات اس‪EE‬تنادا بالمع‪EE‬ايير االجتماعي‪ّ E‬‬
‫فق ‪EE‬د رب ‪EE‬ط ه ‪EE‬ذا العلم ب ‪EE‬المنطق ق ‪EE‬ائال‪« :‬ليس المنط ‪EE‬ق‪ .‬المنط ‪EE‬ق بمفهوم ‪EE‬ه الع ‪EE‬ام إاّل اس ‪EE‬ما آخ ‪EE‬ر‬
‫للس‪EE‬ميوطيقا‪ ،‬والس‪EE‬ميوطيقا نظري‪EE‬ة‪ ،‬ش‪EE‬به ض‪EE‬رورية أو نظري‪EE‬ة ش‪EE‬كلية للعالم‪EE‬ات»‪5‬إذ رب‪EE‬ط ه‪EE‬ذا‬
‫العلم بالمنطق‪.‬‬

‫يعرف السميائيات قائال‪ :‬أنها علم جديد مس‪EE‬تقل تمام‪EE‬ا عن األس‪EE‬الف البعي‪EE‬دين‬ ‫ونجد غريماس ّ‬
‫وه‪EE‬و من العل‪EE‬وم األمه‪EE‬ات ذات الج‪EE‬ذور الض‪EE‬اربة في ِ‬
‫الق‪Eَ E‬دم"‪ ، 6‬بمع‪EE‬نى أن الس‪EE‬مياء علم جدي‪EE‬د‬
‫مرتبط بسوسير وبيرس‪.‬‬

‫وق ‪EE‬د ع ‪EE‬رف علم ‪EE‬اء الع ‪EE‬رب الس ‪EE‬مياء انطالق ‪EE‬ا من مفاهيمه ‪EE‬ا ال ‪EE‬تي ح ‪EE‬ددتها الدراس ‪EE‬ات األوربي ‪EE‬ة‬
‫الحديثة والمعاصرة فمن الباحثين العرب نجد‪:‬‬

‫ابن منظور لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪،‬بيروت لبنان‪ .‬ط ‪ ،1،1997‬ص‪.2158‬‬ ‫‪1‬‬

‫جمال الدين الزيلعي‪،‬تخريج األحاديث واآلثار في تفسير الكشاف للزمخشري‪ ،‬دار ابن خزيمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2014‬ص ‪.120‬‬
‫ابن منظور‪ .‬ص ‪.2159‬‬ ‫‪3‬‬

‫لطيف زيتوني‪ ،‬معجم المصطلحات‪ ،‬نقد الرواية ‪،‬دار النهار للنشر‪ ،‬لبنان‪ .‬ط‪ ، 2002 ، 1‬ص ‪.111‬‬ ‫‪4‬‬

‫فيصل األحمر‪ :‬معجم السميائيات‪ ،‬دار العربية للعلوم ناشرون ‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬ص ‪.17‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.17‬‬


‫مـدخــل‬

‫يعرف السميائيات يقول‪" :‬هي العلم الذي يدرس األنظم‪EE‬ة الرمزي‪EE‬ة في‬
‫الدكتور صالح فضل ّ‬
‫‪1‬‬
‫كل اإلشارات الدالة وكيفية هذه الداللة"‬

‫في حين نجد الدكتور سعيد علوش في تعريفه للسميولوجيا يق‪EE‬ول أنه‪EE‬ا‪" :‬دراس‪EE‬ة لك‪EE‬ل مظ‪EE‬اهر‬
‫الثقافة كما لو كانت أنظم‪EE‬ة للعالم‪EE‬ة‪ .‬اعتم‪EE‬ادا على اف‪EE‬تراض مظ‪EE‬اهر الثقاف‪EE‬ة كأنظم‪EE‬ة عالم‪EE‬ات‬
‫‪2‬‬
‫في الواقع"‬

‫ونس‪EE‬تنتج من ه‪EE‬ذه التع‪EE‬اريف ومن تع‪EE‬دد اآلراء ح‪EE‬ول مفه‪EE‬وم الس‪EE‬ميولوجيا أو الس‪EE‬ميائيات أنه‪EE‬ا‬
‫تصب في مفهوم العالمة‪.‬‬

‫وفي ص‪EE E‬ياغ التعري‪EE E‬ف بالس‪EE E‬ميائية يج‪EE E‬در بن‪EE E‬ا اإلش‪EE E‬ارة على أن هن‪EE E‬اك قس‪EE E‬مين من الس‪EE E‬ميائية‬
‫أولهما السميائية اللغوية وثانيها غير اللغوية وذلك إلمكانية التفريق بينهما‪.‬‬

‫‪-‬فالسميائية اللغوية تطورت بشكل كبير منذ القرن العشرين‪ .‬وقد أخذت الكث‪EE‬ير من مب‪EE‬ادئ‬
‫‪3‬‬
‫وقواعد اللسانيات وتتمثل في أشكال لسانية أهمها‪:‬‬

‫أ)الصــــوتيات (الفونولوجيا)‪ :‬وتهتم بأص‪EE E E‬وات اللغة (الفونيم‪EE E E‬ات) والتنس‪EE E E‬يق بينهم‪EE E E‬ا‪،‬يق‪EE E E‬ول‬
‫برنارتوسان‪":‬والفونولوجيا تمكنت من وض‪E‬ع أش‪E‬ياء جدي‪E‬دة منه‪E‬ا تص‪E‬نيف األص‪E‬وات وربطه‪E‬ا‬
‫بمجموع‪EE‬ات خاص‪EE‬ة وإ حص‪EE‬اء اإلمكاني‪EE‬ات التركيبي‪EE‬ة للفونيم‪EE‬ات ووض‪EE‬ع األل‪EE‬ف ب‪EE‬اء ص‪EE‬وتية‬
‫‪4‬‬
‫كونه تمكن من صقل أصوات كل لغات العالم "‬

‫فيصل األحمر‪ ،‬معجم السميائيات‪ ، ،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪.18‬‬


‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫برنار توسان‪ ،‬ماهي السميولوجيا‪،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪4‬‬
‫مـدخــل‬

‫‪ -‬التركيب‪" :‬علم لس‪EE‬اني ج‪EE‬د معق‪EE‬د ي‪EE‬درس بني‪EE‬ة الجم‪EE‬ل في اللغ‪EE‬ات (مكتوب‪EE‬ة أو منطوق‪EE‬ة) كم‪EE‬ا‬
‫ي ‪EE E‬درس ت ‪EE E‬رتيب الكلم ‪EE E‬ات‪ ،‬مك ‪EE E‬ان الص ‪EE E‬فات والمفع ‪EE E‬والت‪ ،‬تغ ‪EE E‬يرات المجم ‪EE E‬وع‪ ،‬اإلع ‪EE E‬راب‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫التصريف‪"... E‬‬

‫‪-‬التصريف‪:‬هو دراسة الهيئة الشكلية للكلمات وما يط‪E‬رأ عليه‪E‬ا من تغ‪EE‬يرات نحوي‪EE‬ة تنتج من‬
‫التحويالت التركيبية‪ ،‬من جمع وإ فراد وتذكير وتأنيث ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهو م‪EE‬ا ي‪EE‬ؤدي الى تغ‪EE‬ير في‬
‫‪2‬‬
‫الداللة نحو‪( :‬كتاب وكتب‪ ،‬سيارة وسيارات)‬

‫ح ّ‪E‬دد‬
‫‪ -‬الداللة‪:‬يهتم علم الدالل‪EE‬ة بالم‪EE‬دلوالت ودالالت اللغ‪EE‬ات‪ ،‬وب‪EE‬اقي أش‪EE‬كال التواص‪EE‬ل‪ E،‬وق‪EE‬د ُ‪E‬‬
‫علمها في التحليل البنيوي للنصوص محاولة الكشف في داللة التعبير غير مهتمة بشكله ‪.3‬‬

‫ب)السميائيات الغير اللغوية‪ :‬وقولن‪EE‬ا عنه‪EE‬ا بغ‪EE‬ير اللغوي‪EE‬ة فمعن‪EE‬اه ذل‪EE‬ك الكم الهائ‪EE‬ل من أنظم‪EE‬ة‬
‫التواصل التي تب‪E‬دو لن‪EE‬ا على ه‪E‬امش حياتن‪E‬ا في حين نج‪EE‬دها تحم‪EE‬ل من األنظم‪EE‬ة م‪E‬ا تس‪E‬اهم في‬
‫توض ‪EE‬يح اللغ ‪EE‬ة أو مس ‪EE‬اندتها‪ ،‬أو ق ‪EE‬ول م ‪EE‬ا يمكنن ‪EE‬ا قول ‪EE‬ه بواس ‪EE‬طتها‪ ،‬إنن ‪EE‬ا نقص ‪EE‬د به ‪EE‬ا م ‪EE‬ا يخص‬
‫الحواس الخمس‪ :‬السمع‪ ،‬البصر‪ ،‬الذوق‪ ،‬الشم‪ ،‬اللمس‪.4‬‬

‫‪)2‬موضوعها ومجال تطبيقها‪:‬‬

‫‪1‬برنار توسان‪ ،‬ماهي السميولوجيا‪ ،‬ص‪. 17‬‬


‫فيصل األحمر‪ ،‬معجم السميائيات‪ ،‬ص ‪. 72‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬
‫مـدخــل‬

‫إن الس ‪EE‬ميائيات ال تنف ‪EE‬رد بموض ‪EE‬وع خ ‪EE‬اص به ‪EE‬ا فهي تهتم بك ‪EE‬ل م ‪EE‬ا ينتمي إلى التجرب ‪EE‬ة‬
‫اإلنسانية العادية شريطة أن تكون هذه الموضوعات‪ E‬جزءا من سيرورة داللية‪.‬‬

‫إن كل مظاهر الوجود اليومي لإلنسان تشكل موضوعا للسميائيات‪ ،‬وبعبارة أخرى فان كل‬
‫م‪EE E‬ا تض‪EE E‬عه الثقاف‪EE E‬ة بين أي‪EE E‬دينا ه‪EE E‬و في األص‪EE E‬ل واالش‪EE E‬تغال عالم‪EE E‬ات تخ‪EE E‬بر عن ه‪EE E‬ذه الثقاف‪EE E‬ة‬
‫وتكش ‪EE E‬ف عن هويته ‪EE E‬ا‪ .‬فالض ‪EE E‬حك والبك ‪EE E‬اء والف ‪EE E‬رح واللب ‪EE E‬اس وطريق ‪EE E‬ة اس ‪EE E‬تقبال الض ‪EE E‬يوف‪،‬‬
‫وإ شارات المرور والطقوس االجتماعية واألشياء ال‪E‬تي نت‪E‬داولها فيم‪E‬ا بينن‪E‬ا وك‪E‬ذلك النص‪E‬وص‬
‫األدبي‪EEE‬ة واألعم ‪EE‬ال الفني‪EEE‬ة كله‪EEE‬ا عالم ‪EE‬ات تعقي‪EEE‬د تحت‪EEE‬اج إلى الكش ‪EE‬ف عن القواع ‪EE‬د ال ‪EE‬تي تحكم‬
‫طريقه ‪EE‬ا في إنت ‪EE‬اج معانيه ‪EE‬ا مس ‪EE‬تندة في ذل ‪EE‬ك وفي كث ‪EE‬ير من الح ‪EE‬االت إلى م ‪EE‬ا تقترح ‪EE‬ه العل ‪EE‬وم‬
‫األخ ‪EE E‬رى من مف ‪EE E‬اهيم ورؤى‪ ،‬باإلض ‪EE E‬افة إلى دراس ‪EE E‬تها للنس ‪EE E‬ق اللس ‪EE E‬اني ال ‪EE E‬ذي يع ‪EE E‬د من أهم‬
‫األنساق وأرقاها‪.‬‬

‫فإن الس‪E‬ميائيات وس‪EE‬عت من دائ‪E‬رة اهتمامه‪E‬ا لتجع‪E‬ل ك‪EE‬ل األنس‪E‬اق التواص‪E‬لية‪ E‬ال‪E‬تي يس‪EE‬تعين به‪E‬ا‬
‫‪1‬‬
‫اإلنسان في خلق الحوار مع اآلخر موضوعا لدراستها‬

‫لقد كان الموضوع الرئيس للسميائيات هو السيرورة المؤدية إلى إنت‪EE‬اج الدالل‪EE‬ة أي م‪EE‬ا يطل‪EE‬ق‬
‫علي ‪EE E‬ه في االص ‪EE E‬طالح الس ‪EE E‬ميائي الس ‪EE E‬ميوز(‪ ،)sémiasis‬والس ‪EE E‬ميوز في التص ‪EE E‬ور ال ‪EE E‬داللي‬
‫الغ‪EE‬ربي ه‪EE‬و الفع‪EE‬ل الم‪EE‬ؤدي إلى إنت‪EE‬اج ال‪EE‬دالالت وت‪EE‬داولها‪ ،‬إنه‪EE‬ا س‪EE‬يرورة يش‪EE‬تغل من خالله‪EE‬ا‬
‫ش‪EE‬يء م‪EE‬ا باعتب‪EE‬اره عالم‪EE‬ة‪ ،‬فالكلم‪EE‬ة أو الش‪EE‬يء أو الواقع‪EE‬ة ليس‪EE‬ت ك‪EE‬ذلك إال في ح‪EE‬دود إحالته‪EE‬ا‬
‫على س‪EE E‬يرورة‪ ،‬فال ش‪EE E‬يء يمكن أن ي‪EE E‬دل من تلق‪EE E‬اء ذات‪EE E‬ه ض‪EE E‬من وج‪EE E‬ود أح‪EE E‬ادي في الح‪EE E‬دود‬
‫واألبع‪EE‬اد‪ ،‬فالواح‪EE‬د المع‪E‬زول كي‪E‬ان ال متن‪EE‬اه‪ ،‬ووح‪EE‬ده التحق‪E‬ق من خالل محم‪E‬ول مض‪EE‬اف يمكن‬
‫أن ينتج داللة ‪.2‬‬

‫إذن فالسميائية علم يهتم بدراسة أنظمة العالمات ّأيا كان مصدرها‪.‬‬

‫سعيد بن كراد‪ ،‬السميائيات "مفاهيمها وتطبيقاتها"‪ ،‬منشورات الزمن مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دط‪ ،2003 ،‬ص ‪.29‬‬


‫ينظر سعيد بن كراد‪ ،‬السميائيات "مفاهيمها وتطبيقاتها"‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪2‬‬
‫مـدخــل‬
‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم حول العنوان والشخصية‬
‫أوال‪ :‬العنوان‬
‫تعريف العنوان‬
‫أنواع العنوان‬
‫وظائف العنوان‬
‫أهمية العنوان‬
‫ثانيا‪ :‬الشخصية‬
‫تعريف الشخصية‬
‫أنواع الشخصية‬
‫أبعاد الشخصية‬
‫سميائية أبعاد الشخصيات‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم حول العنوان والشخصية‬

‫لعل من المفاهيم التي نحن بصدد الحديث عنها في هذا البحث ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العنوان‬

‫لقد احتل العن‪EE‬وان مكان‪EE‬ة متم‪EE‬يزة في األعم‪EE‬ال األدبي‪EE‬ة والدراس‪EE‬ات النقدي‪EE‬ة المعاص‪EE‬رة باعتب‪EE‬اره‬
‫عتب‪EE‬ة له‪EE‬ا عالق‪EE‬ات جمالي‪EE‬ة ووظيفي‪EE‬ة م‪EE‬ع النص‪ ،‬وتبع‪EE‬ا له‪EE‬ذه األهمي‪EE‬ة ال‪EE‬تي حظي به‪EE‬ا العن‪EE‬وان‬
‫وجب الوقوف عنده وتحديد مفهومه اللغوي واالصطالحي‪.‬‬

‫‪ )1‬تعريف العنوان‪:‬‬

‫العن‪EE‬وان‪ ،‬بض‪EE‬م العين وكس‪EE‬رها أو‬


‫‪-‬لغــة‪:‬يه‪EE‬يئ الفض‪EE‬اء المعجمي طيف‪EE‬ا داللي‪EE‬ا شاس‪EE‬عا لمف‪EE‬ردة ُ‬
‫[عَن َن‪َ ،‬عَن‪EE E‬ا‪َ ،‬علَ َن] ويمكن لن‪EE E‬ا‬
‫العل‪EE E‬وان ع‪EE E‬بر انح‪EE E‬دارها النس‪EE E‬بي من ثالث وح‪EE E‬دات معجمي‪EE E‬ة َ‬
‫‪1‬‬
‫االقتراب من أسرار هذا الطيف الداللي باستثمار موسوعة ابن منظور اللغوية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫حيث ورد في لسان العرب البن منظور‪:‬‬

‫‪E‬ك‪،‬وع َّن‬
‫َ‬ ‫وعُنون ‪EE‬ا‪ :‬ظه ‪EE‬ر أمام ‪E‬‬ ‫"في ب ‪EE‬اب العين وفي م ‪EE‬ادة [ع ن]‪َ :‬ع َّن ال ّش‪EE‬يء َي َع ُّن َ‬
‫وي ُع ُن َعَنن ‪EE‬ا ُ‬
‫ِ‬
‫واعتَ َّن‪ :‬اعترض وعرض‪،‬ومنه قول امرئ القيس ‪:‬‬ ‫َيع ّن ويعن َعًّنا ُ‬
‫‪3‬‬
‫ونا ْ‬ ‫وعُن ً‬

‫كأن نعه‪.‬‬
‫سرب ّ‬
‫ٌ‬ ‫َف َع ّن لنا‬

‫وع َّن‬
‫وعَن ْنت الكت‪EE‬اب وأعننت‪EE‬ه لك‪EE‬ذا‪ ،‬أي عرض‪EE‬ته ل‪EE‬ه وص‪Eّ E‬رفته إلي‪EE‬ه َ‬
‫ويض‪EE‬يف ابن منظ‪EE‬ور‪َ " :‬‬
‫‪،‬وع ْن َو ْنته‪ E‬وعلونته بمعنى واحد مشتق من المعنى وعننت‬ ‫كعنونهُ َ‬
‫َ‬ ‫وعننه‬
‫عنا َ‬ ‫الكتاب َي ُعُّنه َ‬

‫‪ 1‬خالد حسين حسين‪ ،‬في نظرية العنوان (مغامرة تأويلية في شؤون العتمة النصية)‪ ،‬دار التكوين والترجمة والنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دمشق سوريا‪ ،‬د ت ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ص ‪.3139‬‬
‫‪3‬امرئ القيس‪،‬الديوان ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬دب ‪،‬د ط‪ ،1984 ،‬ص ‪.22‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫تعنين‪EE‬ا وعنيت‪EE‬ه تعني‪EE‬ة‪ ،‬إذا عنونت‪EE‬ه‪ ،‬أب‪EE‬دلوا من إح‪EE‬دى النون‪EE‬ات ي‪EE‬اءا‪،‬وس‪EE‬مي عنوان‪EE‬ا ألن‪EE‬ه‬
‫الكت‪EE‬اب ْ‬
‫َي ُع ُّن الكت ‪EE‬اب من ناحيتي ‪EE‬ه‪ ،‬وأص ‪EE‬له ُعّن ‪EE‬ان‪ ،‬فلم ‪EE‬ا ك ‪EE‬ثرت النون ‪EE‬ات قلبت إح ‪EE‬داها واواً‪،‬ومن‪ E‬ق ‪EE‬ال‬
‫الما‪،‬ألنه أخف وأظهر من النون‪.‬‬
‫علوان الكتاب جعل النون ً‬
‫‪1‬‬
‫ض َّر ِب‬
‫الم َ‬
‫قال ابن بري‪:‬والعنوان األثر‪ ،‬قال سوار بن ُ‬

‫جعلتها للتي أخفيت عنوانا‪.‬‬ ‫وحاجة دون أخرى قد سنحت بها‬

‫قال‪:‬وكلما استدللت شيء تظهره على غيره‪ ،‬فهو عنوان له‪ ،‬كما قال حس‪EE‬ان بن ث‪EE‬ابت ي‪EE‬رثي‬
‫عثمان (رضي اهلل تعالى عنهما)‪:‬‬

‫يقطع الليل تسبيحا وقرآنا‪.2‬‬ ‫ضح وا بأشمط عنوان السجود به‬


‫َ‬

‫وجاءت في مادة [عنا]‬

‫وعَّن ْي ُ‬
‫ت‪ ،‬وق‪EE‬ال‬ ‫ت َ‬‫وعَّن ْن ُ‬
‫ت َ‬‫وعن‪EE‬وان الكت‪EE‬اب مش‪EE‬تق فيم‪EE‬ا ذك‪EE‬روا من المع‪EE‬نى‪،‬وفي‪EE‬ه لغ‪EE‬ات‪َ ،‬ع ْن‪Eَ E‬و ْن ُ‬
‫الكتاب‪،‬واع ُننهُ‪،‬وأنشد يونس‪:‬‬
‫ْ‬ ‫األخفش‪ ،‬عنوت‬

‫ويكتما‪.‬‬
‫وأع ُن الكتاب لكي ُي َس َّر ُ‬
‫َ‬ ‫فطن الكتاب إذا أردت جوابه‬

‫أطن ِ‬
‫وأع َن أي عنون‪EE‬ه وأختم‪EE‬ه‪ ،‬ق‪EE‬ال ابن س‪EE‬يده‪:‬وفي جبهت‪EE‬ه‬ ‫ق‪EE‬ال يعق‪EE‬وب‪:‬وس‪EE‬معت من يق‪EE‬ول‪ِ ،‬‬

‫عنوان من كثرة السجود أي أثر (حكاه اللحياني) وأنشد‪:‬‬

‫كركب ‪EE E‬ة عن ‪EE E‬تر من عن ‪EE E‬ون ب ‪EE E‬ني‬ ‫وأش ‪EE E‬مط عن ‪EE E‬وان ب ‪EE E‬ه من س ‪EE E‬جوده‬
‫نصر‪.3‬‬

‫‪1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ص ‪.3142‬‬


‫حسان بن ثابت‪ ،‬الديوان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬تحقيق عبد اهلل تنره‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪.270‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ص‪.3147‬‬


‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫[علَ َن]‪:‬‬
‫أما في مادة َ‬

‫‪،‬وعِل َن‪َ ،‬ي ْعلَ ُن َعلًَن‪EE E E‬ا‬ ‫ِ‬


‫‪E‬ا‪،‬وي ْعل ُن َ‬
‫ون‪َ E E E‬‬
‫العالن والمعالن ‪EE E E‬ةواإلعالن‪:‬المج ‪EE E E‬اهرة‪َ ،‬علَن األم ‪EE E E‬ر َي ْعلُ ُن ُعلُ ً‬
‫وعالنية فيها‪.‬‬

‫لت من العالني‪EE‬ة يق‪EE‬ال‪َ :‬عْل‪EE‬ونت الكت‪EE‬اب إذا عنونت‪EE‬ه‬


‫وعل‪EE‬وان الكت‪EE‬اب يج‪EE‬وز أن يك‪EE‬ون فعل‪EE‬ه فَ َع‪Eَ E‬و ُ‬
‫‪1‬‬
‫وعلوان الكتاب عنوانه‬

‫إذن فالعنوان هو السمة والعالمة‬

‫‪-‬اصـ ــطالحا‪:‬تع ‪EE E‬ددت وتن ‪EE E‬وعت التع ‪EE E‬اريف االص ‪EE E‬طالحية للعن ‪EE E‬وان ل ‪EE E‬دى العلم ‪EE E‬اء الغرب ‪EE E‬يين‬
‫والعرب‪:‬‬

‫الغربيين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪.1‬عند‬

‫أ) عند ليوهوك‪ :‬يع‪EE‬د المؤس‪EE‬س األول والفعلي لعلم العن‪EE‬وان ال‪EE‬ذي ق‪EE‬ام برص‪EE‬د العنون‪EE‬ة رص‪EE‬دا‬
‫س‪EEE‬يموطيقيا من خالل الترك‪EEE‬يز على بناه ‪EE‬ا ودالالته ‪EE‬ا ووظائفه ‪EE‬ا يق ‪EE‬ول‪":‬بكون ‪EE‬ه مجموع ‪EE‬ة من‬

‫ال‪EEE‬دالئل اللس‪EEE‬انية يمكنه‪EEE‬ا أن تُثََّب َ‬


‫ت في بداي‪EEE‬ة النص من أج ‪EE‬ل تعين ‪EE‬ه واإلش ‪EE‬ارة الى مض ‪EE‬مونه‬
‫الجمالي من أجل جذب الجمهور المقصود"‪2‬بمعنى أن العنوان عبارة عن إيح‪EE‬اءات ودالالت‬
‫تثبت في بداية النص وما يقوله للفت انتباه المتلقي‬

‫ب) عند أمبيرتو إيكو‪ :‬ال‪EE‬ذي يعرف‪EE‬ه على أن‪EE‬ه "مفتاح‪EE‬ا تأويلي‪EE‬ا يس‪EE‬عى إلى رب‪EE‬ط الق‪EE‬ارئ بنس‪EE‬يج‬
‫النص الداخلي والخارجي ربطا يجعل من العنوان الجس‪E‬ر ال‪E‬ذي يم‪E‬ر علي‪EE‬ه "‪3‬ويع‪EE‬ني به‪EE‬ذا أن‬
‫العنوان مفتاح أولي للدخول في أعماق النص‪.‬‬

‫‪1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ص‪.3086‬‬


‫‪2‬فيصل األحمر‪ ،‬معجم السميائيات‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪3‬مفيد نجم‪ ،‬العنونة في تجربة زكريا ثامر القصصية‪ ،‬مجلة نزوى‪،‬ع‪،47‬د ط ‪ ،‬عمان ‪ ،2006 ،‬ص ‪.67‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫ج) عند روالن بارت‪ :‬يرى أن العناوين عبارة عن أنظم‪EE‬ة داللي‪EE‬ة س‪EE‬ميائية تحم‪EE‬ل في طياته‪EE‬ا‬
‫‪1‬‬
‫قيمة أخالقية واجتماعية وإ يديولوجية "‬

‫د) عنــد جــيرار جيــنيت‪ :‬ف‪EE‬يرى أن العن‪EE‬وان من بين أهم عناص‪EE‬ر المن‪EE‬اص (النص الم‪EE‬وازي)‬
‫له‪EE‬ذا ف‪EE‬إن تعريف‪EE‬ه يط‪EE‬رح بعض األس‪EE‬ئلة ويلح علين‪EE‬ا في التحلي‪EE‬ل‪ ،‬فجه‪EE‬از العنون‪EE‬ة كم‪EE‬ا عرف‪EE‬ه‬
‫عص‪EE‬ر النهض‪EE‬ة أو قب‪EE‬ل ذل‪EE‬ك العص‪EE‬ر الكالس‪EE‬يكي لعنص‪EE‬ر مهم كون‪EE‬ه مجم‪EE‬وع معق‪EE‬د أحيان‪EE‬ا أو‬
‫‪2‬‬
‫مربك وهذا التعقيد ليس بطوله أو بقصره‪ ،‬لكن مرده مدى قدرتنا على تحويله وتأويله‬

‫فهو بهذا ُيقر بأن العنوان هوية النص‪.‬‬

‫‪.2‬عند العرب‪:‬‬

‫كانت المساهمة العربية في تحديد مفهوم العنوان تتمثل بمقاربة بعض الباحثين العرب ومن‬
‫بين الذين اهتموا به نجد‪:‬‬

‫أ) محمــد فكــري الجــزار‪:‬ال‪EE‬ذي يق‪EE‬ول‪ " :‬العن‪EE‬وان للكت‪EE‬اب كاالس‪EE‬م للش‪EE‬يء‪ ،‬ب‪EE‬ه يع‪EE‬رف وبفض‪EE‬له‬
‫يت‪EE‬داول‪ ،‬يش‪EE‬ار ب‪EE‬ه إلي‪EE‬ه وي‪EE‬دل ب‪EE‬ه علي‪EE‬ه‪ ،‬يحم‪EE‬ل َو َس ‪E‬م كتاب‪EE‬ة‪ ،‬وفي ال‪EE‬وقت نفس‪EE‬ه يس‪EE‬مه العن‪EE‬وان‬
‫بإيج‪EE‬از يناس‪EE‬ب البداي‪EE‬ة‪ ،‬عالم‪EE‬ة ليس‪EE‬ت من الكت‪EE‬اب ُجعلت لكي ت‪EE‬دل علي‪EE‬ه"‪3‬بمع‪EE‬نى أن العن‪EE‬وان‬
‫هو بطاقة تعريفية للنص‪.‬‬

‫ب) بسام قطوس‪:‬يعرف العنوان بقوله‪ ":‬يعد العن‪EE‬وان نظام‪EE‬ا س‪EE‬ميائيا ذا أبع‪EE‬اد داللي‪EE‬ة وأخ‪EE‬رى‬
‫رمزي ‪EE‬ة‪ ،‬تغ ‪EE‬ري الب‪EE‬احث بتتب ‪EE‬ع دالالت‪EE‬ه ومحاول‪EE‬ة ف ‪EE‬ك ش‪EE‬يفرته الرام ‪EE‬زة‪4‬أي جع ‪EE‬ل من العن ‪EE‬وان‬
‫نظاما سميائيا يحمل دالالت تجعله محل دراسة لدى المتتبعين ألنه يثير الفضول‪.‬‬

‫‪1‬جميل حميداوي‪ ،‬سميوطيقا العنوان‪ ،‬دار طوبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب ط ‪ .2015 ،1‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 2‬عبد الحق بلعابد‪ ،‬عتبات (جيرار جينيت من النص الى المناص) منشورات االختالف الجزائر‪ ،‬الدار العربية للعلوم‬
‫ناشرون‪ ،‬لبنان‪ .‬ط ‪ .2003 .1‬ص ‪.65‬‬
‫‪3‬محمد فكري الجزار‪ ،‬العنوان وسميوطيقا االتصال األدبي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬دط ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1998‬ص‪.15‬‬
‫‪4‬بسام قطوس‪ ،‬سمياء العنوان‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪ .2001 ،1‬ص ‪.33‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫ج) محمــد الهــادي المطــوي‪ :‬ف‪EE‬يرى العن‪EE‬وان عب‪EE‬ارة عن رس‪EE‬الة لغوي‪EE‬ة ع‪EE‬رف بهوي‪EE‬ة النص‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتحدد مضمونه‪ ،‬وتجذب القارئ إليه وتغويه به‬

‫وم‪EEE‬ا نستخلص‪EEE‬ه من ه‪EEE‬ذه المف‪EEE‬اهيم أن العن‪EEE‬وان عالم ‪EE‬ة لغوي ‪EE‬ة وس ‪EE‬مة تتص ‪EE‬در العم ‪EE‬ل األدبي‬
‫وتجذب انتباه القارئ بقراءته وبه تحدد هوية النص ومضمونه‪.‬‬

‫‪ )2‬أنواع العنوان‪:‬‬

‫إن العن‪EEE‬وان بوص‪EEE‬فه س‪EEE‬ليال ش‪EEE‬رعيا آللي‪EEE‬ة "العنون‪EEE‬ة"‪ ،‬أو نتاج ‪EE‬ا لممارس ‪EE‬تها س ‪EE‬رعان م ‪EE‬ا يب ‪EE‬دأ‬
‫ب‪EE E‬التفريع والتناس‪EE E‬ل ليب‪EE E‬دو كجه‪EE E‬از يم‪EE E‬ارس ش‪EE E‬ؤونه ووظائف‪EE E‬ه على نح‪EE E‬و متكام‪EE E‬ل من خالل‬
‫العناص ‪EE‬ر واألقس ‪EE‬ام ال ‪EE‬تي ينط ‪EE‬وي عليه ‪EE‬ا في س ‪EE‬ياق انش ‪EE‬غاالته النص ‪EE‬ية ‪2‬وب ‪EE‬ذلك يمكن تقس ‪EE‬يم‬
‫العنوان حسب جيرار جينيت إلى‪:‬‬

‫أ) العن ــوان ال ــرئيس األص ــلي‪ :‬وه‪EE E‬و م‪EEE‬ا يحت‪EEE‬ل واجه ‪EE‬ة الكت‪EE E‬اب‪ ،‬وي ‪EE‬برزه ص‪EE E‬احبه لمواجه‪EE E‬ة‬
‫المتلقي‪ ،‬ويسمى العنوان الحقيقي أو األساسي أو األصلي‪ ،‬ويعتبر بحق بطاقة تعري‪EE‬ف تمنح‬
‫النص هويته فتميزه عن غيره‪.3‬‬

‫ب) العنــوان الفــرعي‪ :‬يستش ‪EE‬ف من العن ‪EE‬وان الحقيقي وي ‪EE‬أتي بع ‪EE‬ده لتكمل ‪EE‬ة المع ‪EE‬نى وغالب ‪EE‬ا م ‪EE‬ا‬
‫يك‪EE‬ون عنوان‪EE‬ا لفق‪EE‬رات أو مواض‪EE‬يع أو تعريف‪EE‬ات داخ‪EE‬ل الكت‪EE‬اب‪ ،‬وينعت‪EE‬ه بعض العلم‪EE‬اء بالث‪EE‬اني‬
‫أو الثانوي‪.4‬‬

‫ج) المؤش ــر الجنس ــي‪ :‬وه‪EE E‬و المح‪EE E‬دد لطبيع‪EE E‬ة الكت‪EE E‬اب‪ ،‬أي تل‪EE E‬ك الكتاب‪EE E‬ة ال‪EE E‬تي نج‪EE E‬دها تحت‬
‫العنوان مثل (رواية‪ ،‬قصص‪ ،‬تاريخ‪ ،‬مذكرات‪.5 )...‬‬

‫‪ 1‬محمد الهادي المطوي‪ ،‬شعرية عنوان كتاب الساق على الساق فيما هو الفرياق‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬المجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلد ‪ ،28‬العدد‪ 1 E‬يوليو‪ /‬سبتمبر‪ ،1999،‬ص ‪.457‬‬
‫‪2‬خالد حسين‪ ،‬في نظرية العنوان‪ .‬ص ‪.78‬‬
‫‪3‬عبد القادر رحيم‪ ،‬العنوان في النص اإلبداعي‪ ،‬أهميته وأنواعه‪ ،‬قسم األدب العربي‪ ،‬جامعة محمد خيذر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،3-2‬جانفي‪/‬جوان ‪ ،2008،‬ص ‪.14‬‬
‫‪4‬عبد القادر رحيم‪ ،‬العنوان في النص اإلبداعي " أهميته وأنواعه "‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫عبد الحق بلعابد‪ ،‬عتبات ‪ ،‬ص ‪.68‬‬ ‫‪5‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫د) العناوين الفوقية أو العلوية‪:‬تعتبر من أكثر األجهزة العنوانية األك‪EE‬ثر تعقي‪EE‬دا‪ ،‬فهي تتعل‪EE‬ق‬
‫ًّ‬
‫عنوانيا مغ‪EE‬ايرا‪ ،‬فإم‪EE‬ا أن تحم‪EE‬ل ه‪EE‬ذه‬ ‫نظام‪EE‬ا‬
‫بمص‪EE‬نفات أو كتب ذات أج‪EE‬زاء أومجل‪EE‬دات فتأخ‪EE‬ذ ً‬
‫األجزاء عنوانا واحدا وهو العنوان الرئيسي‪ ،‬وإ ما أن يتفرد كل ج‪E‬زء بعنوان‪E‬ه الخ‪E‬اص وإ م‪E‬ا‬
‫‪1‬‬
‫أن تكون هذه األجزاء ذات عناوين مختلفة تحت عنوان واحد وهو عنوان المجموعة‬

‫‪ )3‬وظائف العنوان‪:‬‬

‫تع ‪EE‬د وظ ‪EE‬ائف العن ‪EE‬وان من المب ‪EE‬احث المعق ‪EE‬دة للعتب ‪EE‬ات النص ‪EE‬ية‪ ،‬وه ‪EE‬ذا م ‪EE‬ا نالحظ ‪EE‬ه من خالل‬
‫اختالف هذه الوظائف من باحث آلخر إذ يعتبر جيرار جينيت في كتابه عتبات من أهم َمن‬
‫فصلوا في العنوان ووظائفه‪ ،‬والوظائف من منظوره هي كاآلتي‪:‬‬

‫أ)الوظيفة التعيينية‪:‬ـ وهي الوظيفة التي تعين اسم الكتاب وتعرف به للق‪E‬راء بك‪E‬ل دق‪E‬ة وبأق‪E‬ل‬
‫م ‪EE E‬ا يمكن من احتم ‪EE E‬االت اللُّبس‪ ،‬فهي الوظيف ‪EE E‬ة الوحي ‪EE E‬دة اإللزامي ‪EE E‬ة والض ‪EE E‬رورية إال أنه ‪EE E‬ا ال‬
‫تنفصل عن باقي الوظائف ألنها دائمة الحضور ومحيطة بالمعنى‪.2‬‬

‫ب)الوظيفة الوصفية‪ :‬وهي التي يقول العنوان عن طريقها شيئا عن النص وهي‬

‫الوظيفة المسؤولة عن االنتقادات الموجهة للعنوان‪ ،‬وهذه الوظيفة ال منأى عنها له‪EE‬ذا أع‪EE‬دها‬
‫(أمبيرتو إيكو) كمفتاح تأويلي للعنوان‪.3‬‬

‫ج)الوظيفة اإليحائية‪:‬ـ هي أش‪EE‬د ارتباط‪EE‬ا بالوظيف‪EE‬ة الوص‪EE‬فية أراد الك‪EE‬اتب ه‪EE‬ذا أم لم ي‪EE‬رد‪ ،‬فال‬
‫يس‪EE‬تطيع التخلي عنه‪EE‬ا فهي كك‪EE‬ل ملف‪EE‬وظ له‪EE‬ا طريقته‪EE‬ا في الوج‪EE‬ود ولنق‪EE‬ل أس‪EE‬لوبها الخ‪EE‬اص إال‬
‫أنه‪EE‬ا ليس‪E‬ت دائم‪EE‬ا قص‪E‬دية له‪EE‬ذا يمكنن‪E‬ا الح‪EE‬ديث ال عن وظيف‪E‬ة إيحائي‪E‬ة ولكن قيم‪E‬ة إيحائي‪E‬ة‪،‬له‪EE‬ذا‬
‫دمجها "جينيت" في بادئ األمر مع الوظيفة الوصفية ثم فصلها عنها الرتباكها الوظيفي‪.4‬‬

‫‪1‬ينظر عبد الحق بلعابد‪ ،‬عتبات‪ ،‬ص‪.68‬‬


‫‪2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.87‬‬ ‫‪4‬‬


‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫د)الوظيفة اإلغرائية‪ :‬وهي الوظيفة التي يتس‪EE‬م فيه‪EE‬ا العن‪EE‬وان بتش‪EE‬ويق وإ غ‪EE‬راء الق‪EE‬ارئ‪ ،‬وهي‬
‫حسب "جينيت" وظيفة مشكوك في نجاعتها عن باقي الوظائف وهي في حض‪EE‬ورها وغيابه‪EE‬ا‬
‫تستقل بأفضليتها عن الوظيفة الثالثة دون الثانية أي الوظيفة الوصفية واإليحائية‪.1‬‬

‫وتبقى جمي‪EE‬ع وظ‪EE‬ائف العن‪EE‬وان تق‪EE‬ود دائم‪EE‬ا إلى النص س‪EE‬واءا الوظيف‪EE‬ة التعييني‪EE‬ة ال‪EE‬تي تعين‬
‫النص باالسم‪ ،‬أو الوظيف‪E‬ة الوص‪E‬فية ال‪E‬تي تح‪E‬دد النص وتوض‪E‬ح داخل‪E‬ه‪ ،‬أو الوظيف‪EE‬ة اإليحائي‪EE‬ة‬
‫التي تتيح للقارئ حرية التجول داخل النص‪ ،‬أو الوظيفة اإلغرائية التي تدعو القارئ بشتى‬
‫الوسائل إلى اإلقبال على النص‪.‬‬

‫أهمية العنوان‪:‬‬

‫العن‪EE‬وان على أهميت‪EE‬ه أص‪EE‬بح علم‪EE‬ا مس‪EE‬تقال ل‪EE‬ه أص‪EE‬وله وقواع‪EE‬ده ال‪EE‬تي يق‪EE‬وم عليه‪EE‬ا‪ ،‬فه‪EE‬و‬
‫ي‪EE‬وازي إلى ح‪EE‬د بعي‪EE‬د النص ال‪EE‬ذي يس‪EE‬مه له‪EE‬ذا ف‪EE‬إن أي ق‪EE‬راءة استكش‪EE‬افية ال ب‪EE‬د أن تنطل‪EE‬ق من‬
‫العن‪EE‬وان‪ ،‬كم‪EE‬ا أن‪EE‬ه لم يع‪EE‬د زائ‪EE‬دة لغوي‪EE‬ة يمكن استئص‪EE‬الها من جس‪EE‬د النص ب‪EE‬ل أص‪EE‬بح عض‪EE‬وا‬
‫أساسا‪.2‬‬

‫فق‪EE E E‬د أص‪EE E E‬بح العن‪EE E E‬وان في النص الح‪EE E E‬ديث ض‪EE E E‬رورة ملح‪EE E E‬ة ومطلب‪EE E E‬ا أساس‪EE E E‬يا ال يمكن‬
‫االس‪EE‬تغناء عن‪EE‬ه في البن‪EE‬اء الع‪EE‬ام للنص‪EE‬وص ل‪EE‬ذلك ن‪EE‬رى الش‪EE‬عراء يجته‪EE‬دون في وس‪EE‬م م‪EE‬دوناتهم‬
‫بعن ‪EE‬اوين يتفنن ‪EE‬ون في اختياره ‪EE‬ا كم ‪EE‬ا يتفنن ‪EE‬ون في تنميقه ‪EE‬ا بالخ ‪EE‬ط والص ‪EE‬ور‪ E‬المص ‪EE‬احبة وذل ‪EE‬ك‬
‫‪3‬‬
‫لعلمهم باألهمية التي يحظى بها العنوان‬

‫إن أهمية العنوان تنبثق ليس بوصفه إعالما عن محتوى الكتاب وإ خبارا له فحسب بقدر م‪EE‬ا‬
‫أن فع ‪EE‬ل الق ‪EE‬راءة يتوق ‪EE‬ف علي ‪EE‬ه‪ ،‬فالكت ‪EE‬اب يحق ‪EE‬ق كينون ‪EE‬ة بفع ‪EE‬ل الق ‪EE‬راءة وع ‪EE‬دم الق ‪EE‬راءة‪ ،‬ي ‪EE‬دفع‬

‫‪1‬ينظر عبد الحق بلعابد‪ .‬عتبات ‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪2‬عبد القادر رحيم‪ ،‬العنوان في النص األدبي ‪-‬أهميته وأنواعه‪، -‬ص‪.12‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫بالكت‪EE E‬اب أو النص إلى حاف‪EE E‬ة المجه‪EE E‬ول ومن هن‪EE E‬ا الوص‪EE E‬ف ب‪EE E‬أن العن‪EE E‬وان ناف‪EE E‬ذة النص على‬
‫العالم‪ ،‬ودليل القارئ إلى النص أي أن وجود النص من وجود العنوان‪.1‬‬

‫فالعنوان هو مفتاح تقني يجس به السميولوجي نبض النص ويقيس به تجاعيده أو يستكش‪EE‬ف‬
‫ترسباته وتضاريسه التركيبية على المستويين الداللي والرمزي‪.2‬‬

‫لقد بات العنوان هو أول شفرة رمزية يلتقي بها القارئ‪ ،‬ه‪EE‬و أول م‪EE‬ا يش‪EE‬د انتباه‪EE‬ه وم‪EE‬ا يجب‬
‫الترك‪EE‬يز علي‪EE‬ه وفحص‪EE‬ه وتحليل‪EE‬ه‪ ،‬بوص‪EE‬فه نص‪EE‬ا أولي‪EE‬ا يش‪EE‬ير‪ ،‬أو يخ‪EE‬بر‪ ،‬أو ي‪EE‬وحي بم‪EE‬ا س‪EE‬يأتي‪،‬‬
‫وعلى القراءة باعتبارها تلقيا منهجيا أن تلتفت إلى العنوان محاولة ربطه بجسد النص‪.3‬‬

‫ف‪EE‬العنوان ه‪EE‬و ال‪EE‬ذي يس‪EE‬مي النص ويعين‪EE‬ه‪ ،‬ويص‪EE‬فه ويثبت‪EE‬ه ويؤك‪EE‬ده ويعلن مش‪EE‬روعيته القرائي‪EE‬ة‬
‫فهو الذي يحقق للنص كذلك اتساقه وانسجامه وتشاكله ويزيل عنه كل غموض وإ بهام‪.4‬‬

‫ومم‪EE‬ا س‪EE‬بق يمكنن‪EE‬ا الق‪EE‬ول ب‪EE‬أن االس‪EE‬تغناء عن العن‪EE‬وان أم‪EE‬ر ص‪EE‬عب وال يوج‪EE‬د أي ب‪EE‬ديل ل‪EE‬ه في‬
‫العمل األدبي لذا ال يمكن تهميشه أو إهماله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشخصية‬

‫تع ‪EE‬د الشخص ‪EE‬ية من أهم عناص ‪EE‬ر ومكون ‪EE‬ات البن ‪EE‬اء الف ‪EE‬ني للخط ‪EE‬اب الس ‪EE‬ردي‪ ،‬حيث أولى له ‪EE‬ا‬
‫النق‪EE‬اد والب‪EE‬احثون اهتم‪EE‬امهم الكب‪EE‬ير‪ ،‬فال يمكن أن يق‪EE‬وم أي عم‪EE‬ل روائي دون حضورعنص‪EE‬ر‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫‪ )1‬تعريف الشخصية‪:‬‬

‫‪-‬لغة‪:‬ورد مصطلح الشخصية في العديد من المعاجم اللغوية نذكر منها‪:‬‬

‫‪-‬جاء في لسان العرب البن منظور‪":‬الشخص جماعة شخص اإلنسان وغيره‪.‬‬

‫‪1‬خالد حسين ‪ ،‬نظرية العنوان‪ ،‬ص‪.493‬‬


‫‪2‬جميل حميداوي‪ ،‬سميوطيقا العنوان‪ ،‬دار طوبقال للنشر ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪،2015 ،1‬ص‪.9‬‬
‫‪3‬بسام قطوس ‪ ،‬سيمياء العنوان‪ .‬ص‪. 52‬‬
‫‪4‬جميل حميداوي‪ ،‬سميوطيقا العنوان‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫مذكر‪،‬والجمع أشخاص وشخوص وشخاص‪.‬‬

‫والشخص‪:‬سواد اإلنسان وغيره‪،‬نراه من بعيد‪ ،‬نقول ثالث‪EE‬ة أش‪E‬خص وكلش‪EE‬يء رأيت جس‪EE‬مانه‬
‫فق‪EE‬د رأيت شخص‪EE‬ه‪،‬الش‪EE‬خص ك‪EE‬ل جس‪EE‬م ل‪EE‬ه ارتف‪EE‬اع وظه‪EE‬ور والم‪EE‬راد ب‪EE‬ه إثب‪EE‬ات ال‪EE‬ذات فاس‪EE‬تعير‬
‫له‪EE‬ا لف‪EE‬ظ الش‪EE‬خص"‪1.‬وعلى ه‪EE‬ذا فالشخص‪EE‬ية عن‪EE‬د ابن منظ‪EE‬ور إحالتن‪EE‬ا إلى دالالت كث‪EE‬يرة منه‪EE‬ا‬
‫أنها كل جسم له ظهور وارتفاع‪.‬‬

‫كم ‪EE‬ا وردت الشخص ‪EE‬ية في الق ‪EE‬اموس المحي ‪EE‬ط ف ‪EE‬يروز أب ‪EE‬ادي‪«:‬الش ‪EE‬خص‪:‬س ‪EE‬واد اإلنس ‪EE‬ان‬
‫وغ‪EE‬يره ت‪EE‬راه من بع‪EE‬د‪.‬ج‪.‬أش‪EE‬خص وأش‪EE‬خاص وش‪EE‬خوص‪ ،‬وش‪EE‬خص‪،‬كمن‪EE‬ع ‪،‬شخوص‪EE‬ا‪،‬ارتف‪EE‬ع و‬
‫‪2‬‬
‫الشخيص ‪ :‬الجسيم »‪.‬والمتشاخص‪ :‬المختلف والمتفاوت "‪.‬‬

‫هنا نجد أن الشخصية تدل على الصفات التي تميز كل إنسان عن غيره‪.‬‬

‫كم‪EE‬ا وردت الشخص‪EE‬ية في الق‪EE‬ران الك‪EE‬ريم بألف‪EE‬اظ ومع‪EE‬اني متع‪EE‬ددة ق‪EE‬ال تع‪EE‬الى‪":‬وال تحس‪EE‬بن اهلل‬
‫‪3‬‬
‫غافال عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه األبصار"‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪":‬واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلن ا ق د كن ا في‬
‫‪4‬‬
‫غفلة من هذا بل كنا ظالمين"‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق في تعريفها اللغوي جاء بمعاني كثيرة ومتعددة نذكر منه‪EE‬ا‪:‬الشخص‪EE‬ية‬
‫ك ‪EE‬ل جس ‪EE‬م ل ‪EE‬ه ارتف ‪EE‬اع وظه ‪EE‬ور وك ‪EE‬ذلك دلت على الص ‪EE‬فات ال ‪EE‬تي تم ‪EE‬يز ك ‪EE‬ل ف ‪EE‬رد عن غ ‪EE‬يره‬
‫كالشخيص والمتشاخص‪...‬‬

‫‪1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ص‪.36‬‬


‫‪ 2‬فيروز أبادي‪،‬القاموس المحيط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪ ،‬ط‬
‫‪ ،6،1998‬ص ‪.621‬‬
‫‪3‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية‪.44‬‬
‫‪4‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية ‪.96‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪-‬اصطالحا‪:‬‬

‫لق‪EE‬د تع‪EE‬رض مفه‪EE‬وم الشخص‪EE‬ية ع‪EE‬بر الت‪EE‬اريخ الى تح‪EE‬والت عميق‪EE‬ة‪،‬حيث ب‪EE‬ات من الص‪EE‬عب‬
‫على الباحثين الوصول الى مفهوم مضبوط للشخصية فاختلفت وتعددت المفاهيم عندهم‪.‬‬

‫‪.1‬عند الغربيين‪:‬‬

‫أ)عند فالديمير بروب‪":‬أن أولى المحاوالت التي عملت على التخلص من المفهوم‬

‫التقلي ‪EE‬دي للشخص ‪EE‬ية باعتباره ‪EE‬ا ج ‪EE‬وهرا س ‪EE‬يكولوجيا م ‪EE‬ا ق ‪EE‬ام ب ‪EE‬ه" فالديم ‪EE‬ير ب ‪EE‬روب" حيث ق ‪EE‬د‬
‫نموذجا‬

‫تحليلي ‪EE‬ا لمئ ‪EE‬ة حكاي ‪EE‬ة روس ‪EE‬ية عجيب ‪EE‬ة جمعه ‪EE‬ا في كتاب ‪EE‬ه المعن ‪EE‬ون بـ "مورفولوجي ‪EE‬ة الخراف ‪EE‬ة"أي‬
‫وص ‪EE‬ف للحكاي ‪EE‬ة حس ‪EE‬ب أقس‪EE‬امها المكون ‪EE‬ة‪،‬حس‪EE‬ب العالق‪EE‬ات م ‪EE‬ا بين مكوناته ‪EE‬ا وم‪EE‬ا بينه ‪EE‬ا وبين‬
‫الكل"‪ 1‬بمعنى االعتماد على األدوار أو الوظائف داخل الحكاية‪.‬‬

‫حيث تتم‪EE E‬يز "مورفولوجي‪EE E‬ة "ب‪EE E‬روب"من حيث الج‪EE E‬وهر بأنه‪EE E‬ا تمنح األولوي‪EE E‬ة للوظ‪EE E‬ائف على‬
‫حس‪EE‬اب الشخص ‪EE‬يات وه‪EE‬و يع ‪EE‬ني"بالوظ‪EE‬ائف أج ‪EE‬زاء الفع‪EE‬ل أو كلم‪EE‬ات أدت أش ‪EE‬كاال مح ‪EE‬ددة من‬
‫‪2‬‬
‫الفعل"‬

‫بمعنى التركيز على الوظيفة التي تؤديها كل شخصية داخل الحكاية ال على الشخصية‪.‬‬

‫فقد قام "بروب"بتحويل الشخصيات الى نمذجة بسيطة ال تق‪EE‬وم على نفس‪EE‬ية الشخص‪EE‬ية‪،‬ولكنه‪EE‬ا‬
‫تق‪EE‬وم على وح‪EE‬دة األفع‪EE‬ال ال‪EE‬تي يت‪EE‬وزع عليه‪EE‬ا داخ‪EE‬ل الحكاي‪EE‬ة"‪ 3‬فالشخص‪EE‬ية تتح‪EE‬دد في الحكاي‪EE‬ة‬
‫عن ‪EE‬ده من خالل مجم ‪EE‬وع األفع ‪EE‬ال ال ‪EE‬تي تق ‪EE‬وم به ‪EE‬ا ‪،‬فق ‪EE‬د الح ‪EE‬ظ "ب ‪EE‬روب"أن أس ‪EE‬ماء الشخص ‪EE‬ية‬
‫ووظائفها الفيزيولوجية وحاالته‪E‬ا النفس‪E‬ية تتغ‪E‬ير من حكاي‪E‬ة الى أخ‪E‬رى لكن الث‪E‬ابت والمتك‪E‬رر‬
‫باس‪EE‬تمرار في الحكاي‪EE‬ات ه‪EE‬و األفع‪EE‬ال ال‪EE‬تي تق‪EE‬وم به‪EE‬ا تل‪EE‬ك الشخص‪EE‬يات وه‪EE‬ذا م‪EE‬ا جعل‪EE‬ه يهم‪EE‬ل‬
‫‪1‬فالديمير بروب‪ ،‬مورفولوجية القصة‪ ،‬تر‪ :‬عبد الكريمحسن‪ ،‬سميرة بن عمو‪ ،‬شراع للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬ط‪ ،4،1996‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬بول ريكور‪ ،‬الزمان والسرد‪ ،‬التصوير في السرد القصصي‪ ،‬تر‪ :‬دار الكتاب الجديد إفرنجي‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪68‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫العناص‪EE E‬ر ال‪EE E‬تي ليس له‪EE E‬ا عالق‪EE E‬ة بتل‪EE E‬ك األفع‪EE E‬ال وك‪EE E‬ان الترك‪EE E‬يز منص‪EE E‬با على "تحدي‪EE E‬د هوي‪EE E‬ة‬
‫الشخص‪EE‬ية من خالل مجم‪EE‬وع أفعاله‪EE‬ا دون ص‪EE‬رف النظ‪EE‬ر عن العالق‪EE‬ة بينهم‪EE‬ا وبين مجموع‪EE‬ة‬
‫الشخصيات األخرى التي تحتوي بها الرواية "‪.1‬‬

‫لم يجع ‪EE‬ل"ب ‪EE‬روب"من الش ‪EE‬خوص عناص ‪EE‬ر مس ‪EE‬اهمة في البن ‪EE‬اء وال في إنت ‪EE‬اج الدالل ‪EE‬ة‪ ،‬لق ‪EE‬د اتك ‪EE‬أ‬
‫وه‪EE E E‬و يبحث في بني‪EE E E‬ة الحكاي‪EE E E‬ة عن النم‪EE E E‬وذج ال‪EE E E‬وظيفي ال‪EE E E‬ذي يرك‪EE E E‬ز على المالمح الق‪EE E E‬ارة‬
‫للخراف‪EEE‬ات‪ ،‬متنافي‪EEE‬ا للمالمح المتنوع‪EEE‬ة‪ ،‬مث‪EEE‬ل الشخص ‪EE‬يات ونعوته ‪EE‬ا أو ح ‪EE‬وافز األفع ‪EE‬ال"‪ 2‬أي‬
‫الترك ‪EE‬يز على ك ‪EE‬ل ش ‪EE‬يء ث ‪EE‬ابت وس ‪EE‬اكن في الخراف ‪EE‬ة‪ .‬أم ‪EE‬ا الشخص ‪EE‬يات والنع ‪EE‬وت أو ح ‪EE‬وافز‬
‫األفعال كما يسميه فهو متحول ومتغير‪،‬لذا ال قيمة له في دراسته‪.‬‬

‫وق‪EE‬د أولى "ب‪EE‬روب" في كتاب‪EE‬ه مورفولوجي‪EE‬ا الحكاي‪EE‬ة الخرافي‪EE‬ة مكان‪EE‬ة خاص‪EE‬ة ألول م‪EE‬رة ينظ‪EE‬ر‬
‫الى الشخص‪EE E E E‬ية بمنظ‪EE E E E‬ار جدي‪EE E E E‬د تج‪EE E E E‬اوز المقارب‪EE E E E‬ات التاريخي‪EE E E E‬ة واالجتماعي‪EE E E E‬ة والنفس‪EE E E E‬ية‬
‫واإليديولوجية‪ ،‬وتكمن أهمية هذه الدراسة في تجسيدها مقولتين رئيسيتين‪:‬‬

‫"مقول ‪EE‬ة الوظ ‪EE‬ائف فق ‪EE‬د خلص "ب ‪EE‬روب "الى تحدي ‪EE‬د إح ‪EE‬دى وثالثين وظيف ‪EE‬ة ال يمكن للشخص ‪EE‬ية‬
‫الحكائي‪EE E‬ة أن تخ‪EEE‬رج عنه‪EE E‬ا في أي حكاي‪EEE‬ة خرافي‪EEE‬ة روس‪EE E‬ية عجيب ‪EE‬ة‪،‬ثم عمم ذل‪EE E‬ك على جمي‪EE E‬ع‬
‫الحكايات الشعبية في العالم "‪.3‬‬

‫"مقول‪EE‬ة دائ‪EE‬رة أفع‪EE‬ال الشخص‪EE‬يات الحكائي‪EE‬ة بوض‪EE‬ع س‪EE‬بع دوائ‪EE‬ر األفع‪EE‬ال الشخص‪EE‬ية الحكائي‪EE‬ة ال‬
‫‪4‬‬
‫يمكن للدور الذي تؤديه الشخصية الحكائية أن تخرج عنه"‬

‫‪1‬شعبان عبد الحكيم محمد‪ ،‬الرواية العربية الجديدة‪ E،‬دراسة آليات السرد وقراءات نصية‪ ،‬الراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬ط‪ ،2،2013‬ص‪.69‬‬
‫‪2‬غيبوب باية‪ ،‬بناء الشخصية األنثروبولوجيا العجائبية‪ ،‬مائة عام من العزلة لغبلاير غارسيا ماركيز‪ ،‬األمل للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪ ،2012،‬ص‪.44‬‬
‫‪3‬أمينة قزازي‪ ،‬سميائية الشخصية في تغريبه بني هالل‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1،2012‬ص‪.53‬‬
‫‪4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫"وه ‪EE‬ذه ال ‪EE‬دوائر الس ‪EE‬بع تتمث ‪EE‬ل فيم ‪EE‬ا يلي‪ :‬المعت ‪EE‬دي أو الش ‪EE‬رير –ال ‪EE‬واهب‪E-‬المس ‪EE‬اعد‪-‬األم ‪EE‬يرة‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫الباعث‪-‬البطل‪-‬البطل الزائف"‪1‬وهي بالشرح‪:‬‬

‫الشخصــية المعتــدي أوالشــريرة‪:‬تق ‪EE‬وم ه ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية بإلح ‪EE‬اق األذى بالبط ‪EE‬ل أو أح ‪EE‬د‬ ‫‪‬‬
‫أفراد العائلة‪ ،‬كما تقوم باستدراج البطل ليقع في فخها فتعتدي عليه‪.‬‬
‫الشخصـــية المانحـــة أو الواهبـــة‪:‬تتمث ‪EE E‬ل وظيفته ‪EE E‬ا في اختب ‪EE E‬ار البط ‪EE E‬ل ومنح ‪EE E‬ه األداة‬ ‫‪‬‬
‫"الحرية التي تساعده على إنجاز فعل ما‪.‬‬
‫الشخصـ ــية المسـ ــاعدة‪ :‬وظيفته‪EE E E‬ا مس‪EE E E‬اعدة البط‪EE E E‬ل للقض‪EE E E‬اء على اإلس‪EE E E‬اءة وتحقي‪EE E E‬ق‬ ‫‪‬‬
‫المشاريع التي تنوي القيام بها‪.‬‬
‫الشخصــية األمــيرة‪:‬أو شخص ‪EE‬ية المبح ‪EE‬وث عنه ‪EE‬ا وظيفته ‪EE‬ا موزع ‪EE‬ة بينه ‪EE‬ا وبين أبيه ‪EE‬ا‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كان يأمر البطل بإنجاز مهم صعبة‪.‬‬
‫الشخصية المرسل أو الباعث‪ :‬من مهامها إرسال البطل في مهمة صعبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شخصيةـ البطل‪:‬تنطلق في أداء المهمة الصعبة المكلفة بها‪ ،‬تستجيب لمطالب‬ ‫‪‬‬

‫الشخص‪EE‬ية المانح‪EE‬ة‪،‬ومن ثم تقض‪EE‬ي على الق‪EE‬وة المتعدي‪EE‬ة لتكاف‪EE‬أ في النهاي‪EE‬ة ب‪EE‬الزواج أو بج‪EE‬ائزة‬
‫مالية‪.‬‬

‫شخصــيةـ البطــل الزائــف‪ :‬تنطل ‪EE‬ق به ‪EE‬دف البحث معتم ‪EE‬دة على االدع ‪EE‬اءات الكاذب ‪EE‬ة من‬ ‫‪‬‬
‫أج‪EE‬ل الحص‪EE‬ول على المكاف‪EE‬أة بع‪EE‬د أن ت‪EE‬وزع الوظ‪EE‬ائف على س‪EE‬بع شخص‪EE‬يات‪ ،‬ال يع‪EE‬ني‬
‫بالضرورة أن كل شخصية تنفرد بوظيفة معينة‪ ،‬بل بإمكان شخصية واحدة أن تق‪EE‬وم‬
‫بعدة وظائف‪ ،‬كما يمكن أن تقوم عدة شخصيات بوظيفة واحدة‪.‬‬

‫فمفهوم "بروب"للشخصية حصرها في أفعالها أي وظائفها‪ ،‬ال في ذاتها‪.‬‬

‫‪ 1‬حميد لحميداني‪ ،‬النص السردي من منظور النقد األدبي المركز الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع بيروت‪ ،‬ط‪،1991 ،1‬‬
‫ص‪.24‬‬
‫‪ 2‬محمد القاضي‪ ،‬معجم السرديات‪ ،‬الرابطة الدولية للناشرين المستقلين‪ ،‬دار محمد علي للنشر‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،1،2010‬ص‬
‫‪.270‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫بن ‪EE E‬اءا على م ‪EE E‬ا تق ‪EE E‬دم ذك ‪EE E‬ره نس ‪EE E‬تنتج أن م ‪EE E‬ا ق ‪EE E‬ام ب ‪EE E‬ه "ب ‪EE E‬روب"ه ‪EE E‬و محاول ‪EE E‬ة فص ‪EE E‬ل الح ‪EE E‬دث‬
‫والشخص ‪EE‬ية‪،‬حيث س ‪EE‬عى الى تعري ‪EE‬ف الخراف ‪EE‬ة من خالل ت ‪EE‬رتيب وتسلس ‪EE‬ل األح ‪EE‬داث إال أن ‪EE‬ه‬
‫اض‪EE‬طر الى تعري‪EE‬ف تل‪EE‬ك األح‪EE‬داث بإس‪EE‬نادها الى الشخص‪EE‬يات موزع‪EE‬ا إياه‪EE‬ا الى س‪EE‬بع دوائ‪EE‬ر‬
‫وه ‪EE‬ذا التص ‪EE‬نيف‪ E‬في حقيقت ‪EE‬ه تص ‪EE‬نيف مخ ‪EE‬تزل لألح ‪EE‬داث أك ‪EE‬ثر من ‪EE‬ه إب ‪EE‬راز لمفه ‪EE‬وم الشخص ‪EE‬ية‬
‫وقيمتها‪.‬‬

‫ب)عند تودوروف‪:‬يرى تودوروف أن‪ ":‬الشخصية محض خيال وأنها ليست أكثرمن قض‪EE‬ية‬
‫لسانية‪،‬وبهذا فان" تودوروف" يجردها من محتواها الداللي‪،‬من أجل إب‪EE‬راز وظيفته‪EE‬ا النحوي‪EE‬ة‬
‫حيث يجعله‪EEE‬ا(ف‪EEE‬اعال) في الس‪EEE‬رد‪ ،‬بخالف التحلي‪EEE‬ل الب ‪EE‬نيوي ال ‪EE‬ذي يعت ‪EE‬بر الشخص ‪EE‬ية دليال ذا‬
‫وجهين‪:‬أحدهما (دال)واألخر (مدلول)"‪"1‬أي أن تودوروف ينظ‪EE‬ر نظ‪EE‬رة لس‪EE‬انية بتجري‪EE‬دها من‬
‫محتواه‪EE‬ا ال‪EE‬داللي ويتوق‪EE‬ف عن‪EE‬د وظيفته‪EE‬ا النحوي‪EE‬ة لتس‪EE‬هل علي‪EE‬ه بع‪EE‬د ذل‪EE‬ك المطابق‪EE‬ة بين الفاع‪EE‬ل‬
‫‪2‬‬
‫واالسم الشخصي(الشخصية)"‬

‫«وه‪EE‬و ب‪EE‬ذلك يجع‪EE‬ل الشخص‪EE‬ية تتح‪EE‬دد من خالل وظيفته‪EE‬ا النحوي‪EE‬ة في الجمل‪EE‬ة وباإلض‪EE‬افة الى‬
‫االعتم‪EE‬اد على ه‪EE‬ذه الخلفي‪EE‬ة اللس‪EE‬انية رك‪EE‬ز ت‪EE‬ودوروف في تعريف‪EE‬ه أيض‪EE‬ا على ثالث منطلق‪EE‬ات‬
‫‪3‬‬
‫أساسية هي‪:‬‬

‫‪-‬أن الشخص ‪EE E‬ية تش ‪EE E‬غل في الرواي ‪EE E‬ة –بوص ‪EE E‬فها حكاي ‪EE E‬ة‪ -‬دورا حاس ‪EE E‬ما وأساس ‪EE E‬يا بحكم أنه ‪EE E‬ا‬
‫المك ‪EE E‬ون ال ‪EE E‬ذي تنظم انطالق ‪EE E‬ا من ‪EE E‬ه عناص ‪EE E‬ر الرواي ‪EE E‬ة‪،‬ت ‪EE E‬ودوروف‪ E‬هن ‪EE E‬ا على ق ‪EE E‬در كب ‪EE E‬ير من‬
‫الصواب‪" E،‬أن الشخصية البد أن تحت‪E‬ل مكان‪E‬ة مهم‪E‬ة ‪ ،‬أن الشخص‪E‬ية هي ال‪E‬تي تك‪E‬ون واس‪E‬طة‬
‫البع‪E‬د بين جمي‪E‬ع المش‪E‬كالت األخ‪E‬رى ‪،‬حيث أنه‪E‬ا هي ال‪E‬تي تص‪E‬طبغ اللغ‪E‬ة ‪،‬وهي ال‪E‬تي تبث أو‬
‫تس ‪EE‬تقبل الح ‪EE‬وار‪،‬وهي تص ‪EE‬طبغ المناج ‪EE‬اة ‪،‬وهي ال ‪EE‬تي تض ‪EE‬يف معظم المن ‪EE‬اظر ال ‪EE‬تي تس ‪EE‬تهويها‬

‫‪1‬محمد عزام‪ ،‬فضاء النص الروائي مقاربة بنيوية تكوينية‪ E‬في أدب نبيل سليمان‪ ،‬دار الحوار للنشر والتوزيع‪ ،‬الالذقية‪،‬‬
‫سوريا‪ ،‬ط‪ ،9،1996‬ص‪.85‬‬
‫‪ 2‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي "الفضاء‪ ،‬الزمن‪ ،‬الشخصية"‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪،1،1990‬‬
‫ص‪.213‬‬
‫‪3‬جويدة حماشي‪ ،‬بناء الشخصية مقاربة في السرديات‪ ،‬منشورات األوراس‪ ،‬د ط‪ ،2007 ،‬ص‪.58‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪،‬وهي التي تنجز الح‪EE‬دث ‪ ،‬وهي ال‪EE‬تي تنهض ب‪EE‬دور تض‪EE‬ريم الص‪EE‬راع أو تنش‪EE‬يطه ‪،‬من خالل‬
‫س‪E‬لوكها و أهواءه‪E‬ا و عواطفه‪E‬ا‪،‬وهي ال‪E‬تي تق‪E‬ع عليه‪E‬ا المص‪E‬ائب أو تش‪E‬تار النت‪E‬ائج‪،‬وهي ال‪E‬تي‬
‫تعم ‪EE‬ر المك ‪EE‬ان ‪،‬وهي ال ‪EE‬تي تمال الوج ‪EE‬ود ص ‪EE‬ياحا وض ‪EE‬جيجا‪ ،‬وهي ال ‪EE‬تي تتفاع ‪EE‬ل م ‪EE‬ع ال ‪EE‬زمن‬
‫فتس‪EE‬مه مع‪EE‬نى جدي‪E‬دا‪ ،‬وهي ال‪EE‬تي تتكي‪EE‬ف م‪EE‬ع ه‪EE‬دا ال‪E‬زمن في أهم أطراف‪EE‬ه الثالث‪E‬ة ‪:‬الماض‪E‬ي‪،‬و‬
‫‪1‬‬
‫الحاضر ‪،‬والمستقبل"‬

‫‪-‬أن الشخصية تعرف بعالقتها مع الشخصيات األخرى‪.‬‬

‫‪-‬أن العالقات القائمة والمتغيرة بين الشخصيات في األعمال السردية الروائية تبدو‬

‫متع‪EE E‬ددة‪،‬وق‪EE E‬د ح‪EE E‬اول ت‪EE E‬ودوروف تجري‪EE E‬د الشخص‪EE E‬ية من محتواه‪EE E‬ا الس‪EE E‬يكولوجي متوقف‪EE E‬ا عن‪EE E‬د‬
‫وظيفته‪EE E‬ا النحوي‪EE E‬ة داخ‪EE E‬ل الجمل‪EE E‬ة الس‪EE E‬ردية‪،‬وعن‪EE E‬د النظ‪EE E‬ام العالئقي ال‪EE E‬ذي يمكن أن تلعب في‪EE E‬ه‬
‫الشخص‪EE‬ية الحكائي‪EE‬ة ال‪EE‬دور األول على مس‪EE‬توى الخط‪EE‬اب‪ ،‬فانطالق‪E‬ا من الشخص‪EE‬ية يمكن لبقي‪EE‬ة‬
‫عناص‪EE E E‬ر الحكي أن تنخ‪EE E E‬رط في نظ‪EE E E‬ام يب‪EE E E‬دو للوهل‪EE E E‬ة األولى كث‪EE E E‬ير التن‪EE E E‬وع‪ ،‬نتيج‪EE E E‬ة لتع‪EE E E‬دد‬
‫الشخص‪EE E E‬يات‪ ،‬ولكن‪EE E E‬ه يمكن أن يخ‪EE E E‬تزل الى ثالث عالق‪EE E E‬ات فق‪EE E E‬ط هي‪":‬الرغب‪EE E E‬ة والتواص‪EE E E‬ل‬
‫‪2‬‬
‫والمشاركة"‬

‫"كم‪EE‬ا أن ت‪EE‬ودوروف ق‪EE‬د ذك‪EE‬ر أن هن‪EE‬اك نمذج‪EE‬ة ش‪EE‬كلية للشخص‪EE‬ية الحكائي‪EE‬ة متجس‪EE‬دة في ن‪EE‬وعين‬
‫من الشخصيات"‪.3‬‬

‫الشخصية الثابتة أوالسكونية‪:‬التي ال تتغير مع القص‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الشخصية النامية أو الديناميةـ "الحركية"‪:‬التي تتغير بحسب ما يطرأ على النص‬ ‫‪‬‬

‫من تحول كما توج‪E‬د في النمذج‪E‬ة الش‪EE‬كلية تقس‪EE‬يمات أخ‪EE‬رى كالشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية والشخص‪EE‬ية‬
‫الثانوية والشخصية المعقدة والشخصية البسيطة‪.‬‬

‫‪1‬عبد الملك مرتاض‪ ،‬في نظرية الرواية ن بحث في تقنيات السرد‪ ،‬سلسلة كتب ثقافية المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬د ط‪ ،1998 ،‬ص‪.91‬‬
‫‪2‬جويدة حماشي‪ ،‬بناء الشخصية مقاربة في السرديات‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫جويدة حماشي‪ ،‬بناء الشخصية مقاربة في السرديات ‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫‪3‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫نس‪EE E E E E E‬تنتج من خالل م ‪EE E E E E‬ا س ‪EE E E E E‬بق ذك ‪EE E E E E‬ره أن الشخص ‪EE E E E E‬ية عن‪EE E E E E E‬د ت ‪EE E E E E‬ودوروف هي قض‪EE E E E E E‬ية‬
‫لسانية‪،‬فالشخص‪E‬يات ال وج‪EE‬ود له‪EE‬ا خ‪E‬ارج الكلم‪E‬ات ألنه‪E‬ا ليس‪E‬ت س‪EE‬وى كائن‪E‬ات من ورق وهي‬
‫بذلك تكون مجرد شخصيات تخييلية‪.‬‬

‫ج)عند جوليان غريماس‪:‬إن"غريماس" حينما ميز بين العامل والممثل قدم في الواقع‬

‫فهما جديدا للشخصية في الحكي‪ ،‬هو ما يمكن تسميته بالشخصية المج‪EE‬ردة‪ ،‬وهي قريب‪EE‬ة من‬
‫م‪EE‬دلول‪» ‬الشخص‪EE‬ية المعنوي‪EE‬ة" في ع‪EE‬الم االقتص‪EE‬اد‪،‬فليس من الض‪EE‬روري أن تك‪EE‬ون الشخص‪EE‬ية‬
‫هي ش‪EE E‬خص واح‪EE E‬د ذل‪EE E‬ك أن العام‪EE E‬ل في تص‪EE E‬ور "غريم‪EE E‬اس" يمكن أن يك‪EE E‬ون ممثال وممثلين‬
‫متعددين‪ ،‬كما أنه ليس من الضروري أن يكون العامل شخصا ممثال‪ ،‬قد يكون مجرد فكرة‬
‫كفك‪EE‬رة ال‪EE‬دهر‪،‬أو الت‪EE‬اريخ‪ ،‬وق‪EE‬د يك‪EE‬ون جم‪EE‬ادا أو حيوان‪EE‬ا‪...‬الخ‪ ،‬هك‪EE‬ذا تص‪EE‬بح الشخص‪EE‬ية مج‪EE‬رد‬
‫دور مايؤدى في الحكي بغض النظر عمن يؤدي‪ ،1 « ‬إن مفهوم الشخصية عن‪EE‬د "غريم‪EE‬اس"‬
‫‪2‬‬
‫يمكن التمييز فيه بين مستويين‪:‬‬

‫‪-‬مستوىـ عاملي‪:‬تتخذ فيه الشخصية مفهوما شموليا مجردا يهتم باألدوار وال يهتم بالذوات‬
‫المنجزة لها‬

‫‪-‬مس ــتوى ممثلي (نس ــبةـ للممث ــل)‪:‬تتخ‪EE E‬ذ في‪EE E‬ه الشخص‪EE E‬ية ص‪EE E‬ورة ف‪EE E‬رد يق‪EE E‬وم ب‪EE E‬دور م‪EE E‬ا في‬
‫الحكي‪،‬فه ‪EE‬و ش ‪EE‬خص فاع ‪EE‬ل يش ‪EE‬ارك م ‪EE‬ع غ ‪EE‬يره في تحدي ‪EE‬د دور ع ‪EE‬املي واح ‪EE‬د أو ع ‪EE‬دة أدوار‬
‫عامليه‪» .‬إن عدد العوامل في ك‪EE‬ل حكي مح‪EE‬دود على ال‪EE‬دوام في س‪EE‬تة هي‪ :‬المرس‪EE‬ل‪،‬المرس‪EE‬ل‬
‫إليه‪ ،‬الذات‪ ،‬الموضوع‪،‬المساعد‪ ،‬المعارض أم‪EE‬ا ع‪EE‬دد الممثلين فال ح‪EE‬دود ل‪EE‬ه‪،3 « ‬ولق‪EE‬د ح‪EE‬اول‬
‫غريم‪EE E‬اس إلى إيج‪EE E‬اد ص‪EE E‬لة بين أدوار الشخص‪EE E‬ية ووظائفه‪EE E‬ا اللغوي‪EE E‬ة‪ ،‬في عالق‪EE E‬ات عاملي‪EE E‬ه‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫تشكل نماذج محددة وهذه العوامل هي‪:‬‬

‫‪1‬حميد لحمداني‪ ،‬بنية النص السردي من منظور نقدي‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫حميد لحمداني‪ ،‬بنية النص السردي من منظور نقدي ‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬محمد عزام‪ ،‬فضاء النص الروائي‪ ،‬ص ‪.87‬‬


‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫الذات ‪ /‬والموضوع‪E.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المرسل ‪ /‬والمرسل إليه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المساعد ‪ /‬والمعاكس‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وكتحلي‪EE‬ل دقي‪EE‬ق للعوام‪EE‬ل الس‪EE‬ابقة وف‪EE‬ق العالق‪EE‬ات الثالث المكون‪EE‬ة للنم‪EE‬وذج الع‪EE‬املي من تص‪EE‬ور‬
‫"غريم‪EE‬اس" "عالق‪EE‬ة الرغب‪EE‬ة‪،‬التواص‪EE‬ل‪ ،‬عالق‪EE‬ة الص‪EE‬راع " يمكن أن نوض‪EE‬حه من خالل الرس‪EE‬م‬
‫‪1‬‬
‫التالي‪:‬‬

‫الشكل ( )‪1‬‬ ‫غاية الفعل‬

‫الصر ‪EE‬اع‬ ‫محو‪EE‬ر‬

‫المساعدو‪E‬ن‬ ‫المضادو‪EE‬ن‬

‫الفاعل‬

‫نس ‪EE‬تنتج مم ‪EE‬ا س ‪EE‬بق أن مفه ‪EE‬وم الشخص ‪EE‬ية يختل ‪EE‬ف من ناق ‪EE‬د آلخ ‪EE‬ر‪،‬فلك ‪EE‬ل واح ‪EE‬د منهم طريقت ‪EE‬ه‬
‫الخاصة في رسم شخصيات روائية فقد الحظنا من خالل المفاهيم الغربية للشخص‪EE‬ية ق‪E‬دمت‬
‫على أنه‪EE‬ا عالم‪EE‬ة لغوي‪EE‬ة وقض‪EE‬ية لس‪EE‬انية‪ ،‬ولكن ح‪EE‬تى وان ك‪EE‬انت به‪EE‬ذا المفه‪EE‬وم فهي تبقى ذات‬
‫ص ‪EE E‬يغة إنس ‪EE E‬انية تحم ‪EE E‬ل مالمح التجدي ‪EE E‬د واإلب ‪EE E‬داع‪ ،‬ف ‪EE E‬رغم محاول ‪EE E‬ة المن ‪EE E‬اهج النقدي ‪EE E‬ة تحلي ‪EE E‬ل‬
‫الشخصية الروائية وتقديم مفاهيم عنها إال أنها تبقى فجوات يصعب تداركها‪.‬‬

‫‪.2‬عند العرب‪:‬‬
‫‪1‬نصيرة زوز‪ ،‬سيمياء الشخصية في رواية حارسة الظالل لواسيني األعرج ن مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬ع‪ ،9‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫أ)عند محمد عزام‪:‬يقول"الواقع إذ الشخصية الروائي‪EE‬ة هي محض خي‪EE‬ال يبدع‪EE‬ه المؤلف لغاي‪E‬ة‬
‫فني ‪EE‬ة مح ‪EE‬ددة‪ ،‬وتخل ‪EE‬ط الق ‪EE‬راءة الس ‪EE‬اذجة بين (الشخص ‪EE‬ية التخيلي ‪EE‬ة)‪ ،‬و (الشخص ‪EE‬ية الحي ‪EE‬ة) في‬
‫حين أن الشخص‪EE E E E E E‬ية التخيلي‪EE E E E E E‬ة (ك‪EE E E E E E‬ائن من ورق)‪ ،‬وأنه‪EE E E E E E‬ا ليس‪EE E E E E E‬ت أك‪EE E E E E E‬ثر من قض‪EE E E E E E‬ية‬
‫لسانية"‪ 1‬فالشخصية عنده هي مجرد شخصية خيالية يبدعها القاص لبناء نصه الفني‪.‬‬

‫ب)عند حميد الحميداني‪" :‬أن الشخصية في الرواية أوالحكي هامة ال ينظر إليه‪EE‬ا من وجه‪EE‬ة‬
‫نظ‪EEE‬ر التحلي‪EEE‬ل البن‪EEE‬ائي المعاص‪EEE‬ر‪،‬إال أنه‪EEE‬ا بمثاب‪EEE‬ة دلي ‪EE‬ل (‪ )signe‬ل ‪EE‬ه وجه ‪EE‬ان أح ‪EE‬دهما دال (‬
‫‪ )signifiant‬واآلخر مدلول (‪ ،)signifie‬وتكون الشخصية بمثابة دال من حيث أنها تتخذ‬

‫ع ‪EE‬دة أس ‪EE‬ماء أو ص ‪EE‬فات تلخص هويته ‪EE‬ا‪،‬أم ‪EE‬ا الشخص ‪EE‬ية كم ‪EE‬دلول فهي مجم ‪EE‬وع م ‪EE‬ا يق ‪EE‬ال عنه ‪EE‬ا‬
‫بواس‪EE‬طة جم‪EE‬ل متفرع‪EE‬ة في النص أو بواس‪EE‬طة تص‪EE‬ريحاتها‪ ،‬وأقواله‪EE‬ا‪ ،‬وس‪EE‬لوكها‪ ،‬وهك‪EE‬ذا ف‪EE‬ان‬
‫‪2‬‬
‫صورتها ال تكتمل إال عندما يكون النص الحكائي قد بلغ نهايته"‬

‫فالحميداني ربط الشخصية بعلم الداللة الذي له قطبين الدال والمدلول‪.‬‬

‫ج)عنــد محمــد غــنيمي هالل‪:‬ج‪EE‬اء عن‪EE‬د محم‪EE‬د غ‪EE‬نيمي هالل إن‪":‬األش‪EE‬خاص في القص‪EE‬ة م‪EE‬دار‬
‫المعاني اإلنسانية ومحور األفكار واآلراء العامة ولهذه المعاني واألفكار المكان‪EE‬ة األولى في‬
‫القص‪EE‬ة من‪EE‬ذ أن انص‪EE‬رفت إلى دراس‪EE‬ة اإلنس‪EE‬ان وقض‪EE‬اياه‪ ،‬إذ ال يس‪EE‬وق الق‪EE‬اص أفك‪EE‬اره العام‪EE‬ة‬
‫منفص ‪EE‬لة عن محيط ‪EE‬ه الحي ‪EE‬وي ب ‪EE‬ل ممثل ‪EE‬ة في األش ‪EE‬خاص ال ‪EE‬ذين يعيش ‪EE‬ون في مجتم ‪EE‬ع م ‪EE‬ا‪،‬وإ ال‬
‫كانت مجرد دعاية‪ ،‬وفقدت بذلك أثرهااالجتماعي وقيمتها الفنية معا‪،‬فال مناص من أن تحي‪E‬ا‬
‫األفك ‪EE‬ار في األش ‪EE‬خاص‪ ،‬وتحي ‪EE‬ا األش ‪EE‬خاص وس ‪EE‬ط مجموع ‪EE‬ة من القيم اإلنس ‪EE‬انية يظه ‪EE‬ر فيه ‪EE‬ا‬
‫‪3‬‬
‫الوعي الفردي"‬

‫فالشخصية إذن هي التي تمثل لنا محور المعاني واألفكار اإلنسانية‪.‬‬

‫‪1‬محمد عزام‪ ،‬فضاء النص الروائي‪ ،‬ص‪.85‬‬


‫‪2‬عبد الملك مرتاض‪ ،‬تحليل الخطاب السردي‪ ،‬معالجة تفكيكية‪ E‬سميائية مركبة لرواية زقاق المدق‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الساحة المركزية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ط‪ ،1995 ،‬ص‪.126‬‬
‫‪3‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي الحديث‪ ،‬دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر ‪ ،2001،‬ص‪.526‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪)2‬أنواع الشخصيات‪:‬‬

‫تتعدد معايير التمييز بين الشخصيات بحكم اختالف األشكال الروائية‪ ،‬وكذلك تغي‪EE‬ير مع‪EE‬ايير‬
‫تقس‪EE E‬يم الرواي‪EE E‬ة له‪EE E‬ا‪"،‬حيث تعتم‪EE E‬د على ع‪EE E‬دد من التحدي‪EE E‬دات الدقيق‪EE E‬ة المرتبط‪EE E‬ة بكيفي‪EE E‬ة بن‪EE E‬اء‬
‫الشخصية ووظيفتها داخل السرد الروائي "‪ 1‬فالشخصية الروائية تصنف حسب أدواره‪EE‬ا في‬
‫العمل الروائي ويمكن تقسيم أنواع الشخصيات كالتالي‪:‬‬

‫أ)الشخص ــية الرئيس ــية‪:‬ـ تمث ‪EE E‬ل العنص ‪EE E‬ر الفع ‪EE E‬ال في الرواي ‪EE E‬ة و "هي ال ‪EE E‬تي تس ‪EE E‬تأثر باهتم ‪EE E‬ام‬
‫السارد‪ ،‬حيث يخص‪EE‬ها دون غيره‪EE‬ا من الشخص‪EE‬يات األخ‪EE‬رى بق‪EE‬در من التم‪EE‬يز‪ ،‬حيث يمنحه‪EE‬ا‬
‫حض‪EE E E‬ورا طاغي‪EE E E‬ا‪ ،‬وتحظى بمكان‪EE E E‬ة متفوق‪EE E E‬ة‪ ،‬وه‪EE E E‬ذا االهتم‪EE E E‬ام يجعله‪EE E E‬ا في مرك‪EE E E‬ز اهتم‪EE E E‬ام‬
‫‪2‬‬
‫الشخصيات األخرى وليس السارد فقط"‬

‫كما أن "الشخصية الفنية التي يص‪EE‬طفيها الق‪EE‬اص لتمث‪EE‬ل م‪EE‬ا أراد تص‪EE‬ويره‪ ،‬أو م‪EE‬ا أراد التعب‪EE‬ير‬
‫عن ‪EE‬ه من أفك ‪EE‬ار وأحاس ‪EE‬يس‪ ،‬وتك ‪EE‬ون ه ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية قوي ‪EE‬ة ذات فاعلي ‪EE‬ة كلم ‪EE‬ا منحه ‪EE‬ا الق ‪EE‬اص‬
‫حرية‪ ،‬وجعلها تتحرك وتنمو وفق قدراتها وإ رادتها‪ ،‬بينما يختفي هو بعيدا يراقب ص‪EE‬راعها‬
‫‪3‬‬
‫وانتصارها‪،‬أو إخفاقها وسط المحيط االجتماعي أو السياسي الذي رمي بما فيه"‬

‫وبه‪EE‬ذا يتض‪EE‬ح لن‪EE‬ا من خالل م‪EE‬ا ذك‪EE‬ر أن الشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية هي ال‪EE‬تي يمكنن‪EE‬ا االعتم‪EE‬اد عليه‪EE‬ا‬
‫في فهم مضمون العمل الروائي‪.‬‬

‫ب)الشخصــيةـ الثانويــة‪" :‬وهي الشخص ‪EE‬ية ال ‪EE‬تي تش ‪EE‬ارك في نم ‪EE‬و الح ‪EE‬دث القصص ‪EE‬ي وبل ‪EE‬ورة‬
‫معن‪EE‬اه واإلس‪EE‬هام في تص‪EE‬وير الح‪EE‬دث‪ ،‬ويالح‪EE‬ظ أن وظيفته‪EE‬ا اق‪EE‬ل قيم‪EE‬ة من وظيف‪EE‬ة الشخص‪EE‬ية‬
‫الرئيس‪EE‬ية‪ ،‬رغم أنه‪EE‬ا تق‪EE‬وم ب‪EE‬أدوار مص‪EE‬يرية أحيان‪EE‬ا في حي‪EE‬اة الشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية "‪.4‬وتنهض‬
‫الشخص‪EE‬يات الثانوي‪EE‬ة ب‪EE‬أدوار مح‪EE‬دودة إذا م‪EE‬ا ق‪EE‬ورنت ب‪EE‬أدوار الشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية‪ ،‬وق‪EE‬د تق‪EE‬وم‬

‫‪1‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.215‬‬


‫‪2‬محمد بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي‪ ،‬تقنيات ومفاهيم‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬الجزائر العاصمة‪ ،‬ط‪ ،1،2010‬ص‪.215‬‬
‫‪3‬شريط احمد شريط‪ ،‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة "‪ ،"1985-1947‬اتحاد كتاب العرب‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.33‬‬
‫‪4‬شريط احمد شريط‪ ،‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫ب ‪EE‬دور تكميلي مس ‪EE‬اعد للبط ‪EE‬ل أو معي ‪EE‬ق ل ‪EE‬ه‪،‬وغالب ‪EE‬ا م ‪EE‬ا تظه ‪EE‬ر في س ‪EE‬ياق أح ‪EE‬داث أو مش ‪EE‬اهد ال‬
‫أهمية لها في الحكي وهي بصفة عامة أقل تعقي‪EE‬دا وعمق‪EE‬ا من الشخص‪EE‬يات الرئيس‪EE‬ية‪ ،‬فهي ال‬
‫تحظى باهتم‪EE‬ام الس‪EE‬ارد في ش‪EE‬كل بناءه‪EE‬ا الس‪EE‬ردي‪،‬وغالب‪EE‬ا م‪EE‬ا تق‪EE‬دم جانب‪EE‬ا من ج‪EE‬وانب التجرب‪EE‬ة‬
‫‪1‬‬
‫اإلنسانية "‬

‫ج)الشخصية المعارضة‪" :‬هي الشخصية التي تمثل الق‪E‬وى المعارض‪E‬ة في النص القصص‪EE‬ي‪،‬‬
‫وتق‪EE‬ف في طري‪EE‬ق الشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية أو الشخص‪EE‬ية المس‪EE‬اعدة‪ ،‬وتح‪EE‬اول ق‪EE‬در جه‪EE‬دها عرقل‪EE‬ة‬
‫مس ‪EE‬اعيها‪ ،‬وتع ‪EE‬د أيض ‪EE‬ا شخص ‪EE‬ية قوي ‪EE‬ة ذات فعالي ‪EE‬ة في القص ‪EE‬ة‪ ،‬وفي بني ‪EE‬ة ح ‪EE‬دثها ال ‪EE‬ذي يعظم‬
‫ش ‪EE‬أنها كلم ‪EE‬ا اش ‪EE‬تد الص ‪EE‬راع بين الشخص ‪EE‬ية الرئيس ‪EE‬ية والق ‪EE‬وى المعارض ‪EE‬ة وتظه ‪EE‬ر هن ‪EE‬ا ق ‪EE‬درة‬
‫الك‪EE E‬اتب الفني‪EE E‬ة في الوص ‪E E‬ف‪ E‬وتص‪EE E‬وير المش‪EE E‬اهد ال‪EE E‬تي تمث‪EE E‬ل ه‪EE E‬ذا الص‪EE E‬راع "‪ 2‬وتتمث‪EE E‬ل ه‪EE E‬ذه‬
‫الشخص‪EE‬ية في الق‪EE‬وى المعاكس‪EE‬ة ال‪EE‬تي تق‪EE‬ف في وج‪EE‬ه الشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية ومحاول‪EE‬ة منعه‪EE‬ا من‬
‫الوصول إلى مبتغاها‪.‬‬

‫د)الشخصــية المرجعيــة‪ :‬وهي" الفئ ‪EE‬ة األولى من الشخص ‪EE‬يات ض ‪EE‬من تص ‪EE‬نيف فيليب ه ‪EE‬امون‬
‫للشخص ‪EE E‬ية‪ ،‬فق ‪EE E‬د نظ ‪EE E‬ر إلى الشخص ‪EE E‬ية الروائي ‪EE E‬ة من حيث دوره ‪EE E‬ا في النص ووظيفته ‪EE E‬ا في‬
‫عالقته‪EE‬ا الش‪EE‬كلية"‪3‬والشخص‪EE‬ية المرجعي‪EE‬ة هي "ال‪EE‬تي تتض‪EE‬من الشخص‪EE‬يات التاريخي‪EE‬ة (كن‪EE‬ابليون‬
‫في رواية دوماس) والشخصيات االجتماعي‪E‬ة (كالعام‪EE‬ل أو الف‪EE‬ارس أوالمحت‪EE‬ال) والشخص‪E‬يات‬
‫األس‪EEE‬طورية(كفين‪EEE‬وس‪ E‬أوزوس)‪ E‬والشخص‪EEE‬يات المجازي ‪EE‬ة (ك ‪EE‬الحب والكراهي ‪EE‬ة)"‪ ،4‬وك ‪EE‬ل ه ‪EE‬ذه‬
‫األنواع تميل الى معنى ثابت تفرضه ثقافة يشارك القارئ في تشكيلها ‪.‬‬

‫ه)الشخصـ ــية الواصـ ــلة "اإلشـ ــارية"‪ :‬إن ه‪EE E E‬ذا الن‪EE E E‬وع من الشخص‪EE E E‬يات كم‪EE E E‬ا عرف‪EE E E‬ه فيليب‬
‫ه‪EE E‬امون‪":‬تك‪EE E‬ون عالم‪EE E‬ات على حض‪EE E‬ور المؤل‪EE E‬ف والق‪EE E‬ارئ‪ ،‬أو م‪EE E‬ا ين‪EE E‬وب عنهم‪EE E‬ا في النص‬
‫وتص ‪EE E‬نيف ه ‪EE E‬امون ض ‪EE E‬من ه ‪EE E‬ذه الفئ ‪EE E‬ة الشخص ‪EE E‬يات الناطق ‪EE E‬ة باس ‪EE E‬م المؤل ‪EE E‬ف والمنش ‪EE E‬دين في‬

‫‪1‬محمد بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي تقنيات ومفاهيم‪ ،‬ص‪.57‬‬


‫‪2‬شريط احمد شريط‪ ،‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪3‬محمد عزام‪ ،‬فضاء النص الروائي‪ ،‬ص‪.88-87‬‬
‫‪4‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.217-216‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫التراجي‪EEE‬ديات القديم‪EEE‬ة‪ ،‬والمح ‪EE‬اورين الس ‪EE‬قراطيين‪ ،‬والكت ‪EE‬اب ثرث ‪EE‬ارين والفن ‪EE‬انين‪ ،‬وفي بعض‬
‫األحي‪EE E‬ان يك‪EE E‬ون من الص‪EE E‬عب الكش‪EE E‬ف عن ه‪EE E‬ذا النم‪EE E‬ط من الشخص‪EE E‬يات بس‪EE E‬بب ت‪EE E‬دخل بعض‬
‫‪1‬‬
‫العناصر المشوشة أو المقنعة التي تأتي لتربك الفهم المباشر لمعنى هذه الشخصية أو تل‪EE‬ك"‬
‫فهي بأبسط عبارة الشخصيات الناطقة باسم المؤلف أو العالمات الدالة على حضوره‪.‬‬

‫و)الشخصـ ــية المتكـ ــررة"اإلسـ ــتذكارية‪":‬وه ‪EE E‬ذا الن‪EE E E‬وع من الشخص ‪EE E‬يات تك ‪EE E‬ون في‪EE E E‬ه اإلحال‪EE E E‬ة‬
‫ض‪EE‬رورية فق‪EE‬ط للنظ‪EE‬ام الخ‪EE‬اص بالعم‪EE‬ل األدبي‪،‬فالشخص‪EE‬يات تنس‪EE‬ج داخ‪EE‬ل الملف‪EE‬وظ ش‪EE‬بكة من‬
‫‪2‬‬
‫االستدعاءات والتذكيرات‪ E‬لمقاطع من الملفوظ منفصلة وذات طول متفاوت "‬

‫"وهي ذات وظيف‪EE E E‬ة تنظيمي‪EE E E‬ة في تقوي‪EE E E‬ة ذاك‪EE E E‬رة الق‪EE E E‬ارئ من مث‪EE E E‬ل الشخص‪EE E E‬يات المباش‪EE E E‬رة‪،‬‬
‫والمؤول‪EE‬ة‪ ،‬والمن‪EE‬ذرة‪...‬إلخ"‪ "3.‬وتظه‪EE‬ر ه‪EE‬ذه النم‪EE‬اذج من الشخص‪EE‬يات في الحلم المن‪EE‬ذر بوق‪EE‬وع‬
‫ح‪EE‬ادث أو في مش‪EE‬اهد االع‪EE‬تراف والب‪EE‬وح‪ ،‬وبواس‪EE‬طة ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬يات يع‪EE‬ود العم‪EE‬ل ليستش‪EE‬هد‬
‫‪4‬‬
‫بنفسه وينشئ طوطولوجيته الخاصة‬

‫ز)الشخصــية المســطحة‪:‬وهي"الشخص‪EE‬ية الثابت‪EE‬ة ال‪EE‬تي تبقى على حاله‪EE‬ا من بداي‪EE‬ة القص‪EE‬ة إلى‬
‫نهايته‪EE E E‬ا ‪،‬فال تتط‪EE E E‬ور حيث تول‪EE E E‬د مكتمل‪EE E E‬ة على ال‪EE E E‬ورق وال تغ‪EE E E‬ير لألح‪EE E E‬داث طبائعه‪EE E E‬ا ‪،‬أو‬
‫مالمحه‪EE E‬ا‪،‬وال تزي‪EE E‬د وال تنقص من مكوناته‪EE E‬ا الشخص‪EE E‬ية "‪،5‬وهي "شخص‪EE E‬ية ذات بع‪EE E‬د واح‪EE E‬د‬
‫يمكن التنب ‪EE‬ؤ بس ‪EE‬لوكها بس ‪EE‬هولة "‪ 6‬ويق ‪EE‬ول فورس ‪EE‬تر‪":‬أن الشخص ‪EE‬ية المس ‪EE‬طحة هي الشخص ‪EE‬ية‬
‫التي تكون في الغالب منمذج‪E‬ة وب‪EE‬دون عم‪E‬ق س‪E‬يكولوجي ‪ ،‬وق‪EE‬د جع‪EE‬ل فورس‪EE‬تر مقي‪E‬اس الحكم‬
‫عليه‪EE‬ا عم‪EE‬ق شخص‪EE‬ية م‪EE‬ا أو على س‪EE‬طحيتها ‪ ،‬يكم‪EE‬ل في الوض‪EE‬ع ال‪EE‬ذي تتخ‪EE‬ذه تل‪EE‬ك الشخص‪EE‬ية‬
‫تجاهن‪EE E E‬ا فهي إم‪EE E E‬ا أن تفاجئن‪EE E E‬ا بطري‪EE E E‬ق مقنع‪EE E E‬ة ‪،‬و إم‪EE E E‬ا ال تفاجئن‪EE E E‬ا مطلق‪EE E E‬ا"‪ 7‬يمكن الق‪EE E E‬ول أن‬

‫‪1‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪،‬ص ‪.217‬‬


‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.217‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬محمد عزام‪ ،‬فضاء النص الروائي‪ ،‬ص‪.88‬‬


‫‪4‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪5‬شريط احمد شريط‪ ،‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪6‬جير الدبرنس‪ ،‬قاموس السرديات‪ ،‬تر‪ :‬السيد إمام‪ ،‬ميريت للنشر والمعلومات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪70‬‬
‫‪7‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫الشخص‪EE E‬ية المس‪EE E‬طحة هي شخص‪EE E‬ية بس‪EE E‬يطة بحيث يمكن التع‪EE E‬رف عليه‪EE E‬ا بس‪EE E‬هولة من خالل‬
‫النص ال‪EE‬روائي ك)الشخصــية الناميـة‪ :‬وهي "الشخص‪EE‬ية ال‪EE‬تي تتط‪EE‬ور من موق‪EE‬ف الى موق‪EE‬ف‬
‫بحس ‪EE‬ب تط ‪EE‬ور األح ‪EE‬داث‪ ،‬وال يكتم ‪EE‬ل تكوينه ‪EE‬ا ح ‪EE‬تى تكتم ‪EE‬ل القص ‪EE‬ة‪ ،‬بحيث تنكش ‪EE‬ف مالمحه‪EE‬ا‬
‫ش‪EEE‬يئا فش‪EEE‬يئا خالل الرواي‪EEE‬ة أو الس‪EEE‬رد أو الوص‪EEE‬ف وتتط ‪EE‬ور ت ‪EE‬دريجيا خالل القص ‪EE‬ة‪ ،‬وت ‪EE‬أثير‬
‫األحداث فيها أو الظروف االجتماعية "‪ " ، 1‬فتكشف للقارئ كلما تقدمت في القصة وتفاجئه‬
‫بما تع‪E‬نى ب‪E‬ه من جوانبه‪E‬ا وعواطفه‪EE‬ا اإلنس‪EE‬انية المعق‪EE‬دة ويق‪EE‬دمها الق‪E‬اص على نح‪E‬و مقن‪EE‬ع فني‪E‬ا‪،‬‬
‫فال يع ‪EE‬زو إليه ‪EE‬ا من الص ‪EE‬فات إلى م ‪EE‬ا ي ‪EE‬برر موقفه ‪EE‬ا ت ‪EE‬بريرا موض ‪EE‬وعيا في محي ‪EE‬ط القيم ال ‪EE‬تي‬
‫‪2‬‬
‫تتفاعل معها‪،‬وهي خاصة الحديثة التي تثير جوانب وعي الفرد في ظل الوعي اإلنساني "‬

‫إذا فالشخص ‪EE E‬ية النامي ‪EE E‬ة هي الشخص ‪EE E‬ية المتغ ‪EE E‬يرة والمتط ‪EE E‬ورة ويظهرذل ‪EE E‬ك من خالل تغ ‪EE E‬ير‬
‫مالمحها خالل الرواية‪ ،‬أو السرد‪.‬‬

‫من خالل م ‪EE‬ا تق ‪EE‬دم ذك ‪EE‬ره نس ‪EE‬تنتج أن للشخص ‪EE‬ية الروائي ‪EE‬ة أن ‪EE‬واع كث ‪EE‬يرة ومتع ‪EE‬ددة‪ ،‬وأن ‪EE‬ه‬
‫يمكن أن نلتمس شخص‪EE‬ية واح‪EE‬دة تن‪EE‬درج على أك‪EE‬ثر من ن‪EE‬وع‪ ،‬وه‪EE‬ذا م‪EE‬ا تقتض‪EE‬يه وظائفه‪EE‬ا في‬
‫النص‪.‬‬

‫‪)3‬أبعاد الشخصية‪:‬ـ‬

‫الشخص ‪EE‬ية هي نس ‪EE‬يج م ‪EE‬ركب من ثالث مقوم ‪EE‬ات وهي‪:‬الج ‪EE‬انب النفس ‪EE‬ي ال ‪EE‬ذي يش ‪EE‬مل الحي ‪EE‬اة‬
‫الباطني ‪EE‬ة الخاص ‪EE‬ة بالشخص ‪EE‬ية‪ ،‬والج ‪EE‬انب االجتم ‪EE‬اعي ال ‪EE‬ذي يعكس واق ‪EE‬ع الشخص ‪EE‬ية‪ ،‬وأخ ‪EE‬يرا‬
‫الج‪E‬انب الجس‪E‬مي ال‪E‬ذي يش‪E‬مل المظ‪E‬اهر الخارجي‪E‬ة من مالمح ومم‪E‬يزات وعي‪E‬وب‪".‬ومن خالل‬

‫‪1‬شريط احمد شريط‪ ،‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪2‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي‪ ،‬ص ‪.530‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫األفعال التي تقوم بها أو الصفات التي تصف بها نفسها‪ ،‬أو تستند لها من شخصيات أخرى‬
‫أو من ط ‪EE‬رف الس ‪EE‬ارد‪ ،‬وال ‪EE‬تي يتم به ‪EE‬ا التمي ‪EE‬يز بين ه ‪EE‬ذه الملفوظ ‪EE‬ات بحس ‪EE‬ب طبيع ‪EE‬ة المعرف ‪EE‬ة‬
‫(المعلومات) التي تقدمها عن الشخصية‪ ،‬إجرائيا يمكن التمييز بين ثالثة أبعاد"‪.1‬‬

‫أ)البعد الجسمي‪:‬‬

‫يتمث‪EE E‬ل في الجنس(ذك‪EE E‬ر أو أن‪EE E‬ثى)‪ ،‬وفي ص‪EE E‬فات الجس‪EE E‬م المختلف‪EE E‬ة من ط‪EE E‬ول وقص‪EE E‬ر وبدان‪EE E‬ة‬
‫ونحاف‪EE‬ة‪...‬وعي‪EE‬وب وش‪EE‬ذوذ‪ ،‬وق‪EE‬د ترج‪EE‬ع الى وراث‪EE‬ة أو أح‪EE‬داث "‪"، 2‬يهتم الق‪EE‬اص في ه‪EE‬ذا البع‪EE‬د‬
‫برس ‪EE‬م شخص ‪EE‬يته من حيث طوله ‪EE‬ا وقص ‪EE‬رها‪ ،‬ونحافته ‪EE‬ا وب ‪EE‬دانتها‪ ،‬ول ‪EE‬ون بش ‪EE‬رتها‪ ،‬والمالمح‬
‫األخ ‪EE E‬رى المم ‪EE E‬يزة لها‪ 3‬وب ‪EE E‬ذلك يك ‪EE E‬ون البع ‪EE E‬د الجس ‪EE E‬مي ه ‪EE E‬و مجموع ‪EE E‬ة الص ‪EE E‬فات الخارجي ‪EE E‬ة‬
‫للشخصية‪.‬‬

‫ب) البعد االجتماعي‪:‬‬

‫يتمثل البعد االجتماعي في انتماء الشخصية إلى طبقة اجتماعي‪EE‬ة‪ ،‬وفي عم‪EE‬ل الشخص‪EE‬ية وفي‬
‫ن ‪EE‬وع العم ‪EE‬ل ولياقت ‪EE‬ه يطبقه ‪EE‬ا في األص ‪EE‬ل ‪ ،‬وك ‪EE‬ذلك في التعليم ومالبس ‪EE‬ات العص ‪EE‬ر ‪،‬و ص ‪EE‬لتها‬
‫بتك‪EEE‬وين الشخص‪EEE‬ية ‪ ،‬ثم حي‪EEE‬اة األس‪EEE‬رة في داخله‪EEE‬ا ‪ ،‬الحي ‪EE‬اة الزوجي ‪EE‬ة والمالي ‪EE‬ة والفكري ‪EE‬ة في‬
‫ص‪EE E‬لتها بالشخص‪EE E‬ية ‪ ،‬و يتب‪EE E‬ع ذل‪EE E‬ك ال‪EE E‬دين والجنس‪EE E‬ية ‪ ،‬و التي‪EE E‬ارات السياس‪EE E‬ية ‪ ،‬و الهواي‪EE E‬ات‬
‫السائدة في إمكان تأثيرها في تكوين الشخص‪EE‬ية "‪ ، 4‬كم‪EE‬ا "يهتم بتص‪EE‬وير الشخص‪EE‬ية من حيث‬
‫مركزه‪EE‬ا االجتم‪EE‬اعي و ثقافته‪EE‬ا ‪ ،‬وميوله‪EE‬ا و الوس‪EE‬ط ال‪EE‬ذي تتح‪EE‬رك في‪EE‬ه "‪ ، 5‬يتعل‪EE‬ق بمعلوم‪EE‬ات‬
‫ح ‪EE‬ول وض ‪EE‬ع الشخص ‪EE‬ية االجتماعي ‪EE‬ة وأي ‪EE‬ديولوجيتها ‪،‬عالقاته ‪EE‬ا االجتماعي ‪EE‬ة (المهن ‪EE‬ة‪ ،‬طبقته ‪EE‬ا‬
‫االجتماعي ‪EE E‬ة‪:‬عام ‪EE E‬ل ‪/‬طبق ‪EE E‬ة متوس ‪EE E‬طة ‪/‬برج ‪EE E‬وازي ‪/‬إقط ‪EE E‬اعي‪ ، )...‬وض ‪EE E‬عها االجتم ‪EE E‬اعي ‪:‬‬
‫(فقير ‪/‬غني )‪ ،‬أيديولوجيتها (رأسمالي ‪/‬أصولي ‪/‬السلطة)‪ ،‬لذلك يقتضي التمييز بين كينونة‬

‫‪1‬محمد بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي تقنيات ومفاهيم‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪2‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي‪ ،‬ص‪.573‬‬
‫‪3‬شريط احمد شريط‪ ،‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪4‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي‪ ،‬ص ‪.573‬‬
‫‪5‬شريط احمد شريط‪ ،‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫الشخص‪EE‬يات وأفعاله‪EE‬ا ‪ ،‬بين المواص‪EE‬فات ( الص‪EE‬فات) و الوظ‪EE‬ائف (أفع‪EE‬ال)أو بين الملفوظ‪EE‬ات‬
‫‪1‬‬
‫الوصفية والملفوظات السردية‬

‫نخلص مما سبق أن البعد االجتماعي هو المرأة العاكسة لواقع الشخصية‪.‬‬

‫ج) البعد النفسي‪:‬‬

‫"ه‪EE‬و ثم‪EE‬رة البع‪EE‬دين الس‪EE‬ابقين في االس‪EE‬تعداد والس‪EE‬لوك والرغب‪EE‬ات واآلم‪EE‬ال‪ ،‬والعزيم‪EE‬ة والفك‪EE‬ر‪،‬‬
‫وكفاي ‪EE‬ة الشخص ‪EE‬ية بالنس ‪EE‬بة له ‪EE‬دفها‪ ،‬ويتب ‪EE‬ع ذل ‪EE‬ك الم ‪EE‬زاج‪ ،‬من انتع ‪EE‬ال وه ‪EE‬دوء‪ ،‬ومن انط ‪EE‬واء‬
‫وانبس‪EE‬اط‪ ،‬وم‪EE‬ا ورائهم‪EE‬ا من عق‪EE‬د نفس‪EE‬ية محتمل‪EE‬ة "‪ ،2‬كم‪EE‬ا " يتعل‪EE‬ق بكينون‪EE‬ة الشخص‪EE‬ية الداخلي‪EE‬ة‬
‫"‪3‬‬
‫(األفكار‪،‬المشاعر‪،‬االنفعاالت‪ ،‬العواطف)‬

‫يهتم الق‪EE E E E E E E E‬اص من خالل ه‪EE E E E E E E E‬ذا البع‪EE E E E E E E E‬د بتص‪EE E E E E E E E‬وير الشخص‪EE E E E E E E E‬ية من حيث مش‪EE E E E E E E E‬اعرها‬
‫وعواطفها‪،‬وطبائعها‪ ،‬وسلوكها‪،‬ومواقفها من القضايا المحيطة بها‪،‬وبهذا يتجلى البعد النفسي‬
‫في ترك ‪EE E E‬يز الق ‪EE E E‬اص على المواص ‪EE E E‬فات الس ‪EE E E‬يكولوجية من رغب ‪EE E E‬ات وس ‪EE E E‬لوكات وانفع ‪EE E E‬االت‬
‫الشخصية ‪.‬‬

‫نستنتج من خالل ما س‪EE‬بق أن للشخص‪E‬ية أبع‪EE‬اد ثالث"البع‪E‬د الجس‪EE‬مي‪ ،‬البع‪E‬د االجتم‪E‬اعي‪،‬‬


‫البع ‪EE‬د النفس ‪EE‬ي‪،‬ويمكن للشخص ‪EE‬ية أن تت ‪EE‬وفر على ه ‪EE‬ذه األبع ‪EE‬اد مجمل ‪EE‬ة كم ‪EE‬ا يمكن أن تتغاض ‪EE‬ى‬
‫على بعد أو بعدين منها‪.‬‬

‫‪)4‬سميائية أسماء الشخصيات‪:‬‬

‫لق‪EE E‬د س‪EE E‬عى الدارس‪EE E‬ون والمحلل‪EE E‬ون للخط‪EE E‬اب ال‪EE E‬روائي إلى تأكي‪EE E‬دهم على أهمي‪EE E‬ة إرف‪EE E‬اق‬
‫الشخصية باسم يميزها ويعطيها بعدها الداللي الخاص على مستوى المتن الروائي‪.‬‬

‫‪1‬محمد بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي‪ ،‬ص‪.40‬‬


‫‪2‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي‪ ،‬ص‪.573‬‬
‫محمد بوعزة‪ ،‬تحليل النص السردي‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪3‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫يس ‪EE‬عى ال ‪EE‬روائي وه ‪EE‬و يض ‪EE‬ع األس ‪EE‬ماء لشخص ‪EE‬ياته أن تك ‪EE‬ون متناس ‪EE‬بة ومنس ‪EE‬جمة بحيث تحق ‪EE‬ق‬
‫للنص مقروئيت‪EE E‬ه و للشخص‪EE E‬ية احتماليته‪EE E‬ا و وجوده‪EE E‬ا ‪ ،‬و من هن‪EE E‬ا مص‪EE E‬در ذل‪EE E‬ك التن‪EE E‬وع و‬
‫االختالف ال‪EE‬ذي يطب‪EE‬ع أس‪EE‬ماء الشخص‪EE‬يات الروائي‪EE‬ة"‪ ، 1‬وه‪EE‬ذه المقص‪EE‬دية ال‪EE‬تي تض‪EE‬بط اختي‪EE‬ار‬
‫المؤل‪EE‬ف الس‪EE‬م الشخص‪EE‬ية ليس‪EE‬ت دائم‪EE‬ا من دون خلفي‪EE‬ة نظري‪EE‬ة ‪ ،‬فهي ال تنفي القاع‪EE‬دة اللس‪EE‬انية‬
‫ح ‪EE‬ول اعتباطي ‪EE‬ة العالم ‪EE‬ة ‪" ،‬إذا ك ‪EE‬انت الشخص ‪EE‬ية م ‪EE‬دلوال أي عنص ‪EE‬را في عالق ‪EE‬ة ( كم ‪EE‬ا ه ‪EE‬و‬
‫الش‪EE E‬أن م‪EE E‬ع العالم‪EE E‬ة اللس‪EE E‬انية ) ‪ ،‬فإنه‪EE E‬ا ال تظه‪EE E‬ر إال من خالل دال متقط‪EE E‬ع ‪ ،‬أي من خالل‬
‫مجموع‪EE‬ة من اإلش‪EE‬ارات نطل‪EE‬ق عليه‪EE‬ا الس‪EE‬مة ‪ ،‬أو مجم‪EE‬وع اس‪EE‬م شخص‪EE‬ية معين‪EE‬ة‪ ،‬انطالق‪EE‬ا من‬
‫‪2‬‬
‫الواقع الذي يحدثه المظهر الصوتي للدال ‪ ،‬أي من خالل إيحاءاته السلبية أو اإليجابية "‬

‫االس‪EE‬م الشخص‪EE‬ي عالم‪EE‬ة لغوي‪EE‬ة بامتي‪EE‬از‪،‬فه‪EE‬و يتح‪EE‬دد بكون‪EE‬ه اعتباطي‪EE‬ا إال أنن‪EE‬ا نعلم أيض‪EE‬ا درج‪EE‬ة‬
‫‪3‬‬
‫اعتباطية عالمة ما أو درجة مقصديتها يمكن أن تكون مغايرة ومتفاوتة "‬

‫"ومن الواض‪EE‬ح أن‪EE‬ه ليس هن‪E‬اك م‪EE‬ا يج‪EE‬بر ال‪EE‬روائي على وض‪EE‬ع أس‪EE‬ماء شخص‪EE‬ية ألبطال‪EE‬ه ‪ ،‬فه‪EE‬و‬
‫بإمكان‪EEE‬ه مثال أن يطل‪EEE‬ق عليهم ألقاب‪EEE‬ا مهني‪EEE‬ة (األس‪EEE‬تاذ‪ ،‬المق ‪EE‬دم ‪ ،‬الخم ‪EE‬اس ) أو يعينهم بألف ‪EE‬اظ‬
‫القرابة ( األب‪ ،‬األم ‪،‬الجد‪...‬الخ )‪ ،‬كما يكون في وسعه كذلك أن يسميهم نسبة الى م‪EE‬واطن‬
‫إقامتهم (التدالوي ‪ ،‬الحسناوي‪ ،)...‬ونجده في بعض األحيان يطلق عليهم أسماء ص‪EE‬فات أو‬
‫عاه‪EE‬ات تم‪EE‬يزهم أو تجعلهم مختلفين عن غ‪EE‬يرهم ( العرج‪EE‬اء‪،‬األبل‪EE‬ه‪، )...‬أو يض‪EE‬ع لهم أس‪EE‬ماء‬
‫مجازي ‪EE‬ة أبع ‪EE‬د م ‪EE‬ا تك ‪EE‬ون في الدالل ‪EE‬ة عليهم "‪ ، 4‬لق ‪EE‬د أص ‪EE‬ر الكث ‪EE‬ير من الدارس ‪EE‬ين على أهمي ‪EE‬ة‬
‫إرفاق الشخصية باسم يميزها ‪ ،‬وتعلي‪E‬ل ذل‪EE‬ك عن‪E‬دهم أن الشخص‪E‬يات الب‪EE‬د وأن تحم‪E‬ل اس‪EE‬ما ‪،‬‬
‫وأن هذا األخير هو ميزتها األولى ‪ ،‬ألن االس‪EE‬م ه‪EE‬و ال‪EE‬ذي يعين الشخص‪EE‬ية ويجعله‪EE‬ا معروف‪EE‬ة‬
‫وفردية ‪ ،‬وقد يرد االسم الشخصي مصحوبا بلقب يميزه عن اآلخرين ال‪EE‬ذين يش‪EE‬تركون مع‪EE‬ه‬
‫في االس ‪EE‬م نفس ‪EE‬ه ‪ ،‬كم ‪EE‬ا يزي ‪EE‬د في تحدي ‪EE‬د ال ‪EE‬تراتب االجتم ‪EE‬اعي للشخص ‪EE‬ية ال ‪EE‬ذي تخبرن ‪EE‬ا عن ‪EE‬ه‬

‫‪1‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.247‬‬


‫‪2‬عبد الفتاح كيليطو‪ ،‬سيميولوجيا الشخصيات الروائية لفيليب هامون‪ ،‬مجلة األدب رقم ‪ ،1972، 6‬ص‪.8‬‬
‫‪3‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي ‪ ،‬ص‪.248‬‬ ‫‪4‬‬
‫مفاهيم حول العنوان والشخصية‬ ‫الفصل األول‬
‫المعلوم‪EE‬ات ‪ ،...‬ب‪EE‬ل أن المعلوم‪EE‬ات ال‪EE‬تي يق‪EE‬دمها ال‪EE‬روائي عن المظه‪EE‬ر الخ‪EE‬ارجي للشخص‪EE‬ية‬
‫وعن لباس‪EE‬ها و طبائعه‪EE‬ا وعن أراءه‪EE‬ا ال‪EE‬تي ت‪EE‬أتي كله‪EE‬ا ت‪EE‬دعم تل‪EE‬ك الوح‪EE‬دة ال‪EE‬تي يؤش‪EE‬ر عليه‪EE‬ا‬
‫االس‪EE‬م الشخص‪EE‬ي ‪ ،‬بحيث تش‪EE‬كل معه‪EE‬ا مجموع‪EE‬ة من المعلوم‪EE‬ات تتكام‪EE‬ل م‪EE‬ع بعض‪EE‬ها و تق‪EE‬ود‬
‫القارئ في قراءته للرواية "‪.1‬‬

‫"وهن‪E‬اك تعلي‪E‬ل أفض‪E‬ل وربم‪E‬ا أك‪E‬ثر إقناع‪E‬ا عن أهمي‪E‬ة االس‪E‬م يس‪E‬وقه أولئ‪E‬ك ال‪E‬ذين يط‪E‬ابقون بين‬
‫تحدي ‪EE‬د مع ‪EE‬الم الشخص ‪EE‬ية ومس ‪EE‬ألة تعري ‪EE‬ف الف ‪EE‬رد‪ ،‬وذل ‪EE‬ك عن ‪EE‬دما يربط ‪EE‬ون ربط ‪EE‬ا منطقي ‪EE‬ا بين‬
‫الشخصية واسم العلم الذي يدل عليها ويحاولون مثلما فع‪EE‬ل "اي‪EE‬ان وات"‪،‬أن يدرس‪EE‬وا الطريق‪EE‬ة‬
‫الخاص‪EE‬ة ال‪EE‬تي يعلن به‪EE‬ا ال‪EE‬روائي عن قص‪EE‬ده تق‪EE‬ديم شخص‪EE‬ية م‪EE‬ا على أنه‪EE‬ا ف‪EE‬رد معين‪ ،‬وذل‪EE‬ك‬
‫‪2‬‬
‫بتسميته الشخصية بالطريقة ذاتها التي يسمى بها األفراد في الحياة االعتيادية"‬

‫من خالل م‪EE‬ا تق‪EE‬دم ذك‪EE‬ره ح‪EE‬ول أهمي‪EE‬ة أس‪EE‬ماء الشخص‪EE‬يات في النص ال‪EE‬روائي يمكن الق‪EE‬ول‬
‫ب‪EE‬أن االس‪EE‬م يش‪EE‬كل أو اإلرتب‪EE‬اط بين الشخص‪EE‬ية وبين المجتم‪EE‬ع ال‪EE‬تي تعيش ض‪EE‬منه‪ ،‬كم‪EE‬ا يمكنن‪EE‬ا‬
‫القول بأن األسماء التي يختارها الروائي لشخصياته يمكن أن تتالءم وتتوافق مع الشخصية‬
‫من جهة‪ ،‬كما يمكن أن تتنافى داللتها مع الشخصية التي يقدمها الروائي‪.‬‬

‫‪1‬ينظر حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.248‬‬


‫‪2‬حسن بحراوي‪ ،‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫إدريس "‬
‫الفصــل الثــاني‪ :‬س ‪EE‬ميائية العن ‪EE‬وان تمظه ‪EE‬رات الشخص ‪EE‬ية في رواي ‪EE‬ة الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق " لس ‪EE‬هيل‬
‫‪ :‬سميائية العنوان تمظهرات الشخصية في رواية الخندق الغميق لسهي‬
‫أوال‪ :‬سميائية‬
‫‪.‬قراءة في سميائي‬
‫‪.‬داللة العنوان ف‬
‫ثانيا‪ :‬تمظهرات ال‬
‫‪.‬أنواع الشخصية‬
‫‪.‬سميائية أبعاد ال‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫‪)1‬سميائية العنوان‪:‬‬

‫‪)1-1‬قراءة في سميائيةـ الغالف‪:‬‬

‫يش ‪EE‬كل الغالف عتب ‪EE‬ة مهم ‪EE‬ة لول ‪EE‬وج العم ‪EE‬ل األدبي ومفتاح ‪EE‬ا للق ‪EE‬ارئ يحق ‪EE‬ق ب ‪EE‬ه ال ‪EE‬دخول‬
‫ألغوار النص‪ ،‬فتص‪E‬ميم الغالف في رواي‪E‬ة الخن‪E‬دق الغمي‪E‬ق حم‪E‬ل أرب‪E‬ع وح‪E‬دات هي‪ :‬ص‪E‬ورة‬
‫الغالف واسم الكاتب وعنوان الكتاب واسم دار النشر‪.‬‬

‫فنج‪EE‬د س‪EE‬ميائية الغالف في ه‪EE‬ذه الرواي‪EE‬ة تمثلت في لوح‪EE‬ة تش‪EE‬كيلية أب‪EE‬دعتها ي‪EE‬د المص‪EE‬مم‬
‫"نج ‪EE‬اح ط ‪EE‬اهر" و ال ‪EE‬تي تمثلت في فت ‪EE‬اة ذات مالمح و تقاس ‪EE‬يم جميل ‪EE‬ة ذات ش ‪EE‬عر أس ‪EE‬ود طوي ‪EE‬ل‬
‫بأص‪EE‬ابع مطلي‪EE‬ة ب‪EE‬اللون األحم‪EE‬ر تب‪EE‬دو لن‪EE‬ا وكأنه‪EE‬ا داخ‪EE‬ل إط‪EE‬ار ب‪EE‬ني بجانبه‪EE‬ا ش‪EE‬ق مزهري‪EE‬ة ب‪EE‬ه‬
‫أزهار عديدة ‪ ،‬و إذا انتقلنا إلى مضمون النص الروائي و حاولنا أن نج‪EE‬د خي‪EE‬وط تجم‪EE‬ع بين‬
‫اللوح ‪EE‬ة المرس ‪EE‬ومة و المتن يمكن أن نق ‪EE‬ول أن ه ‪EE‬ذه اللوح ‪EE‬ة مثلت األس ‪EE‬رة ال ‪EE‬تي ك ‪EE‬انت تعيش‬
‫حي ‪EE‬اة هنيئ ‪EE‬ة جميل ‪EE‬ة بق ‪EE‬در جم ‪EE‬ال ه ‪EE‬ذه الفت ‪EE‬اة و ال ‪EE‬تي د ّل فيه ‪EE‬ا الل ‪EE‬ون األس ‪EE‬ود على الح ‪EE‬زن و‬
‫التش‪EE‬اؤم ال‪EE‬ذي س‪EE‬اد حي‪EE‬اة ه‪EE‬ذه األس‪EE‬رة في حين الل‪EE‬ون األحم‪EE‬ر ال‪EE‬ذي ت‪EE‬زينت ب‪EE‬ه أص‪EE‬ابع الفت‪EE‬اة‬
‫يرم‪EE E‬ز إلى الحب و العاطف‪EE E‬ة ال‪EE E‬تي عاش‪EE E‬ها البط‪EE E‬ل وال‪EE E‬تي ك‪EE E‬انت من أس‪EE E‬باب ال‪EE E‬نزاع داخ‪EE E‬ل‬
‫األسرة ‪ ،‬أما اللون الب‪E‬ني ال‪E‬ذي تل‪E‬ون ب‪E‬ه اإلط‪E‬ار فه‪E‬و دالل‪E‬ة للحال‪E‬ة ال‪E‬تي س‪E‬ادت األس‪E‬رة وك‪E‬أن‬
‫اإلطار هو المجتمع المتعصب المتمسك بالقيم و التقاليد و الذي مثله والد سامي‪.‬‬

‫أما األزهار الموجودة بجانب الفتاة فهي تالمس وتعانق األزهار الخارجية التي توحي على‬
‫أم‪EE‬ل بط‪EE‬ل الرواي‪EE‬ة ب‪EE‬الخروج من ه‪EE‬ذه العقب‪EE‬ات‪ ،‬في حين نج‪EE‬د الل‪EE‬ون األص‪EE‬فر ال‪EE‬ذي تل‪EE‬ون ب‪EE‬ه‬
‫ش‪EE‬ق المزهري‪EE‬ة يحي‪EE‬ل على الم‪EE‬رض وال‪EE‬ذبول والم‪EE‬وت‪،‬وك‪EE‬أن ه‪EE‬ذا الش‪EE‬كل مثّ‪EE‬ل لن‪EE‬ا األس‪EE‬رة في‬
‫جراء الثورة التي أقامها األبناء وتأثر بها األب ومرض ثم مات‬
‫مشاكلها واضطراباتها ّ‬

‫ومن س‪EE‬ميائية الغالف أيض‪EE‬ا جنس الكت‪EE‬اب (رواي‪EE‬ة) على يمين الص‪EE‬ورة وبخ‪EE‬ط مخ‪EE‬الف لخ‪EE‬ط‬
‫اس ‪EE‬م المؤل ‪EE‬ف والرواي ‪EE‬ة كبي ‪EE‬ان إيض ‪EE‬احي ي ‪EE‬دل على م ‪EE‬دى اح ‪EE‬ترام العم ‪EE‬ل األدبي لخص ‪EE‬ائص‬
‫الجنس الروائي‪.‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫ليعلو هذه الص‪E‬ورة اس‪E‬م الك‪E‬اتب "س‪E‬هيل إدريس" بخ‪E‬ط أزرق ووج‪E‬ود االس‪E‬م في ه‪E‬ذا الموض‪E‬ع‬
‫‪E‬مو‬
‫يع‪EE‬ني تع‪EE‬الي المؤل‪EE‬ف عن تفاص‪EE‬يل الغالف األخ‪EE‬رى‪ ،‬ويرم‪EE‬ز الل‪EE‬ون األزرق هن‪EE‬ا إلى الس‪ّ E‬‬
‫والعلو ّوالرفعة و الوقار التي ينالها الكاتب‪.‬‬

‫ه ‪EE‬ذا عن الج ‪EE‬زء العل ‪EE‬وي للغالف‪ ،‬أم ‪EE‬ا القس ‪EE‬م الس ‪EE‬فلي فنالح ‪EE‬ظ أن ‪EE‬ه يحت ‪EE‬وي على اس ‪EE‬م الرواي ‪EE‬ة‬
‫"الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق" وال‪EE‬ذي كتب بخ‪EE‬ط أك‪EE‬ثر س‪EE‬م ًكا من ال‪EE‬ذي كتب ب‪EE‬ه اس‪EE‬م الك‪EE‬اتب وبل‪EE‬ون أزرق‬
‫يش‪EE‬ير الى النق‪EE‬اء والص‪EE‬فاء واالمت‪EE‬داد‪،‬والمتطل‪E‬ع‪ E‬ألعم‪EE‬ال الك‪EE‬اتب يستش‪EE‬ف وكأن‪EE‬ه دالل‪EE‬ة المت‪EE‬داد‬
‫أدبي أو تمهيد لعمل قادم‪.‬‬

‫تمام‪EE E‬ا وعلى اليمين نالح ‪EE E‬ظ وج ‪EE E‬ود اس ‪EE E‬م دار النش ‪EE E‬ر وهي دار اآلداب‬
‫و إلى أس ‪EE E‬فل الغالف ً‬
‫وإ لى جانبها الرمز المميز لدار النشر وذلك من أجل التسويق واإلشهار‪.‬‬

‫ه ‪EE‬ذا بالنس ‪EE‬بة للواجه ‪EE‬ة األمامي ‪EE‬ة للغالف أم ‪EE‬ا الواجه ‪EE‬ة الخلفي ‪EE‬ة فتب ‪EE‬دو لن ‪EE‬ا على خالف الواجه ‪EE‬ة‬
‫األمامية خالية من اللوحات واألشكال والرسومات واأللوان‪ ،‬ففي ظهر الغالف نج‪EE‬د فق‪EE‬رتين‬
‫انطباعيتين آلراء نقدية لكل من رئيف خوري وميخائيل نعيمة التي تقيم الرواية وتنتقدها‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫أم‪EE‬ا الل‪EE‬ون األبيض ال‪EE‬ذي وش‪EE‬ح ب‪EE‬ه الواجه‪EE‬ة األمامي‪EE‬ة والواجه‪EE‬ة الخلفي‪EE‬ة إيم‪EE‬اء وإ يح‪EE‬اء للص‪EE‬فاء‬
‫والنق ‪EE‬اء والبس ‪EE‬اطة والوض ‪EE‬وح‪ E،‬فس ‪EE‬هيل إدريس انطل ‪EE‬ق من ه ‪EE‬ذه القيم في بن ‪EE‬اء روايت ‪EE‬ه ال ‪EE‬ذي‬
‫والسعادة واأللم بأسلوب بين واضح‪.‬‬
‫طرح مواقف الحزن والفرح ّ‬

‫‪ )1-2‬داللة العنوان في الرواية‪:‬‬

‫يعتبر العنوان من أهم عناص‪EE‬ر النص الم‪EE‬وازي‪ ،‬فه‪EE‬و أول عنص‪EE‬ر يواج‪EE‬ه الق‪EE‬ارئ أثن‪EE‬اء‬
‫تفاعل‪EE‬ه م‪EE‬ع النص ال‪EE‬روائي‪ ،‬حيث يق‪EE‬وم بتق‪EE‬ديم العم‪EE‬ل اإلب‪EE‬داعي والتعري‪EE‬ف ب‪EE‬ه وتوس‪EE‬يمه دالل‪EE‬ة‬
‫‪E‬ورا‪ ،‬فه ‪EE E E‬و بمثاب ‪EE E E‬ة بطاق ‪EE E E‬ة ض ‪EE E E‬يافة للنص‪ ،‬حيث يمنح للمتلقي مجموع ‪EE E E‬ة من‬
‫‪E‬اءا وتص ‪ً E E E‬‬
‫وبن ‪ً E E E‬‬
‫كليا‪ ،‬أو ال‬ ‫اإلش ‪EE‬ارات وال ‪EE‬دالالت ح ‪EE‬ول مض ‪EE‬مون ه ‪EE‬ذا العم ‪EE‬ل فيص ‪EE‬فه ل ‪EE‬ه ويعكس ‪EE‬ه جزئي ‪EE‬ا أو ًّ‬
‫‪1‬‬
‫يعكسه بطريقة مباشرة‬

‫وبن‪EE E‬اءا على ه‪EE E‬ذا التمهي‪EE E‬د البس‪EE E‬يط للعن‪EE E‬وان يمكنن‪EE E‬ا تق‪EE E‬ديم مقارب‪EE E‬ة للعن‪EE E‬وان ب‪EE E‬المتن ال‪EE E‬روائي‪E‬‬
‫(الرواية)‬

‫فعن‪EE‬وان الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق يحت‪EE‬وي على العدي‪EE‬د من ال‪EE‬دالالت واإليح‪EE‬اءات ولكن قب‪EE‬ل تن‪EE‬اول ه‪EE‬ذا‬
‫الجانب ارتأينا تناول المستوى المعجمي والصوتي‪ E‬والنحوي‪:‬‬

‫أ) المستوى المعجمي‪:‬عندما نبحث عن الداللة اللغوية والمعجمية التي يحملها عنوان‬

‫الرواية وجب علينا الرجوع لبعض المعاجم العربية لمعرفة معنى كل من الكلمتين‪.‬‬

‫جاءت كلمة الخندق كاآلتي‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬الخندق‪:‬الوادي‪،‬والخندق‪:‬الحفير‪،‬وخندق حوله‪ :‬حفر خندقا‪،‬والخندق‪ :‬المحفور‬

‫‪1‬ينظر جميل حميداوي‪ ،‬سميوطيقا العنونة‪ ،‬ص‪51‬‬


‫‪2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ص ‪.1273‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫‪-‬الخن ‪EE‬دق‪ :‬حف ‪EE‬ير ح ‪EE‬ول المك ‪EE‬ان‪،‬وأخ ‪EE‬دود عمي ‪EE‬ق مس ‪EE‬تطيل يحف ‪EE‬ر في مي ‪EE‬دان القت ‪EE‬ال‪ :‬ليت ‪EE‬ق ب ‪EE‬ه‬
‫الجنود‪،‬والوادي‪( E‬ج) فنادق‪.1‬‬

‫وخندق يخندق خندقة‪ ،‬فهو مخندق والمفعول مخندق (للمتعدي) خندق الجن‪E‬دي خن‪E‬دقا‪:‬حف‪E‬ره‪،‬‬
‫خن‪EE‬دق (مف‪EE‬رد) ج (خن‪EE‬ادق) حف‪EE‬رة عميق‪EE‬ة مس‪EE‬تطيلة ح‪EE‬ول المك‪EE‬ان وق‪EE‬د تُحف‪EE‬ر في مي‪EE‬دان القت‪EE‬ال‬
‫لتحصين الجنود‪(،‬حرب الخنادق) " ملج‪EE‬أ‪ ،‬مك‪E‬ان م‪EE‬أمون تحت األرض ُيتّقى ب‪EE‬ه من الغ‪EE‬ارات‬
‫الجوية‪.2‬‬

‫وبهذا فكلمة الخندق لها عدة معاني هي‪:‬الوادي‪ ،‬المكان المحفور‪ ،‬الملجأ‪.‬‬

‫أما كلمة الغميق وردت في المعجم الوسيط كاآلتي‪:‬‬


‫ّ‬

‫غمقت األرض غمق ‪EE‬ا‪:‬ركبه ‪EE‬ا الن ‪EE‬دى ‪،‬و (غمقت) األرض أو النب ‪EE‬ات غمق ‪EE‬ا‪:‬غمقت البل ‪EE‬د‪ :‬ك ‪EE‬ان‬
‫ّ‬
‫كثير الماء فهو غمق كغمق األرض غمقا غمقت ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(الغامق) من األلوان‪ :‬المائل إلى السواد (مج)(الغمق)‪ :‬الندى‬

‫فتوحي كلمة الغميق لعدة دالالت منها‪:‬الندى‪،‬كثرة الماء‪ ،‬اللون المائل للسواد‪.‬‬

‫ب) المستوى الصوتي‪:‬‬

‫ي‪EE‬تركب العن‪EE‬وان من كلم‪EE‬تين هي‪" :‬الخن‪EE‬دق"‪ ،‬و "الغمي‪EE‬ق" وك‪EE‬ل كلم‪EE‬ة تتك‪EE‬ون من مجموع‪EE‬ة من‬
‫‪4‬‬
‫األصوات‪ :‬سنحاول تصنيفها حسب صفة الجهر والهمس كما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ابراهيم انس وآخرون ‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،2004- 4‬ص‪.258‬‬
‫‪2‬أخمد عمر مختار‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪،‬القاهرة‪ ،‬ط(‪ ،2008 ،)1‬ص ‪.701‬‬
‫‪3‬ابراهيم انس وآخرون‪،‬المعجم الوسيط ‪ ،‬ص ‪.663‬‬
‫‪4‬أحمد عمر مختار‪ ،‬دراسة الصوت اللغوي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص‪320‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫الخندق‪ :‬مؤلفة من ستة أحرف كاآلتي‪:‬‬

‫األلف‪ :‬مجهور‪.‬‬

‫الالم‪ :‬مجهور‪.‬‬

‫الخاء‪ :‬مهموس‪.‬‬

‫النون‪ :‬مجهور‪.‬‬

‫الدال‪ :‬مجهور‪.‬‬

‫القاف‪ :‬مهموس‪.‬‬

‫الغميق‪ :‬مؤلفة من ستة أحرف كاآلتي‪:‬‬

‫األلف‪ :‬مجهور‪.‬‬

‫الالم‪ :‬مجهور‪.‬‬

‫الغين‪:‬مجهور‪.‬‬

‫الميم‪:‬مجهور‪.‬‬

‫الياء‪:‬مجهور‪.‬‬

‫القاف‪ :‬مهموس‪.‬‬

‫نالح‪EE‬ظ أن هن‪EE‬اك م‪EE‬زج بين األص‪EE‬وات المجه‪EE‬ورة واألص‪EE‬وات‪.‬المهموس‪EE‬ة‪،‬وكم‪EE‬ا ه‪EE‬و مع‪EE‬روف‬


‫فإن الجهر يدل على القوة أما الهمس يدل على الضعف‪ ،‬فوج‪EE‬ود األص‪EE‬وات المجه‪EE‬ورة أك‪EE‬ثر‬
‫من المهموسة في الرواية يميل إلى القوة وهي في الرواية قوة األحداث والمآس‪EE‬ي فيه‪EE‬ا ال‪EE‬تي‬
‫تتالت على العائلة في هذا الحي وقوة السلطة األبوي‪EE‬ة ال‪EE‬تي ك‪EE‬ان يفرض‪EE‬ها على عائلت‪EE‬ه‪،‬وب‪EE‬رز‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫دالالت الق‪EE‬وة أيض‪EE‬ا في ق‪EE‬وة المص‪EE‬ائب ال‪EE‬تي ح‪EE‬دثت لشخص‪EE‬ية الرواي‪EE‬ة الرئيس‪EE‬ية ومواجهته‪EE‬ا‬
‫بثبات وقوة‬

‫أما األصوات المهموسة فنجد حرفين مهموسين يميالن إلى حاالت الضعف والسيطرة ال‪EE‬تي‬
‫تعيشها بعض شخصيات الرواية‪.‬‬

‫ج) المستوى النحوي‪:‬‬

‫إن عن ‪EE‬وان رواي ‪EE‬ة الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق ه ‪EE‬و عن ‪EE‬وان ب ‪EE‬تركيب خ ‪EE‬ارجي يل ‪EE‬تزم بالص ‪EE‬ياغة اإلس ‪EE‬مية‬
‫المركب ‪EE‬ة تركيب ‪EE‬ا وص ‪EE‬فيا‪ ،‬غ ‪EE‬اب عنه ‪EE‬ا الفع ‪EE‬ل وه ‪EE‬ذا دلي ‪EE‬ل على الثب ‪EE‬ات والس ‪EE‬كون فمن دالالت‬
‫االس ‪EE‬م االس ‪EE‬تقرار والثب ‪EE‬ات‪ ،‬وه ‪EE‬ذا تأكي ‪EE‬د لمض ‪EE‬مون النص وإ ثب ‪EE‬ات لألح ‪EE‬داث ووقائعه ‪EE‬ا تت ‪EE‬ألف‬
‫بنيت‪EE‬ه من مس‪EE‬ند (خ‪EE‬بر) يتمث‪EE‬ل في لف‪EE‬ظ (الخن‪EE‬دق) أم‪EE‬ا المس‪EE‬ند إلي‪EE‬ه (مبت‪EE‬دأ) مح‪EE‬ذوف لوض‪EE‬وحه‬
‫وسهولة تقديره (هنا الخندق الغميق)‪.‬‬

‫ويكون إعرابها كاآلتي‪:‬‬

‫الخنــدق‪ :‬خ ‪EE‬بر مرف ‪EE‬وع وعالم ‪EE‬ة رفع ‪EE‬ه الض ‪EE‬مة الظ ‪EE‬اهرة على آخ ‪EE‬ره لمبت ‪EE‬دأ مح ‪EE‬ذوف‬ ‫‪‬‬
‫تقديره هنا‪.‬‬
‫الغميق‪ :‬صفة مرفوعة وعالمة رفعها الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د) المستوىـ الداللي‪:‬‬

‫وردت رواي ‪EE E‬ة الخن ‪EE E‬دق الغمي ‪EE E‬ق في قس ‪EE E‬مين لك ‪EE E‬ل منهم ‪EE E‬ا فص ‪EE E‬ول مرقم ‪EE E‬ة وخالي ‪EE E‬ة من‬
‫العن ‪EE‬اوين تحم ‪EE‬ل أفك ‪EE‬ارا وإ ش‪EE‬ارات مرتبط‪EE‬ة ببعض ‪EE‬ها البعض ومرتبط‪EE‬ة ب‪EE‬العنوان دون مقدم‪EE‬ة‬
‫وخاتمة‪.‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫إن س ‪EE‬ميائية العن ‪EE‬وان تحفّ ‪EE‬ز الق ‪EE‬ارئ للبحث عن دالالت ‪EE‬ه وم ‪EE‬دى ص ‪EE‬لته ب ‪EE‬المتن ال ‪EE‬روائي حيث‬
‫تعب ‪EE‬ر عن مض ‪EE‬مون العم ‪EE‬ل ال ‪EE‬روائي س ‪EE‬طحيا ب ‪EE‬ل تث ‪EE‬ير دهش ‪EE‬ة‬
‫نالح ‪EE‬ظ أن العن ‪EE‬اوين أحيان ‪EE‬ا ال ّ‬
‫واستغرابا‪ ،‬فبهذا تحتاج إلى قراءة معمقة لفك دالالت هذه العناوين وربطها بالعمل األدبي‪.‬‬
‫ً‬

‫الخندق الغميق عنوان قد يكون خاليا من الغرابة سطحيا‪ ،‬لكن نج‪EE‬ده مفتوح‪EE‬ا على احتم‪EE‬االت‬
‫عدي ‪EE‬دة‪ ،‬فه ‪EE‬ذه العب ‪EE‬ارة (الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق)من ‪EE‬ذ الوهل ‪EE‬ة األولى وبغض النظ ‪EE‬ر على أنه ‪EE‬ا عن ‪EE‬وان‬
‫لنص روائي تفرض في أفق توقعات المتلقي دالالت على أن الخندق يميل الى مكان القت‪EE‬ال‬
‫والح‪EEE‬رب‪ ،‬أم الغمي‪EEE‬ق فيع‪EEE‬ني العم‪EEE‬ق‪ ،‬عم‪EEE‬ق ه‪EEE‬ذا المك ‪EE‬ان‪ ،‬فيك ‪EE‬ون مظلم ‪EE‬ا مخيف ‪EE‬ا‪ ،‬فت ‪EE‬أويالت‬
‫واحتماالت القراءة تختلف من قارئ آلخر‪.‬‬

‫وبعد قراءة الرواية وكلما توغلنا في القراءة ازداد سطوع داللة العنوان بحموالتها المختلفة‬
‫يعد المحور ال‪EE‬رئيس ال‪EE‬ذي ج‪EE‬رت‬
‫فنرى أن سرد أحداث هذه الرواية كان في الخندق الغميق ّ‬
‫في‪EEE‬ه وقائعه‪EEE‬ا‪ ،‬فداللت‪EEE‬ه أدركناه‪EEE‬ا في بعض المق‪EEE‬اطع الموج ‪EE‬ودة في النص وال ‪EE‬تي تتالقى م ‪EE‬ع‬
‫ظا ومعنى‪،‬وذلك من خالل المقاطع السردية التالية‪:‬‬
‫العنوان لف ً‬
‫‪1‬‬
‫«‪ ...‬حي الخندق الغميق ‪»...‬‬
‫‪2‬‬
‫«‪...‬شارع الخندق الغميق ‪»...‬‬
‫‪3‬‬
‫«‪ ...‬يهبط الخندق الغميق‪»...‬‬
‫‪4‬‬
‫«‪ ...‬يحبون الخندق الغميق‪»...‬‬
‫‪5‬‬
‫«‪ ...‬إذ يدنو من الخندق الغميق‪»...‬‬

‫‪1‬سهيل إدريس‪ ،‬الخندق الغميق‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫سهيل إدريس‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫‪1‬‬
‫«‪ ...‬سيخسر الخندق الغميق‪»...‬‬

‫الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق ال‪EE‬ذي ش‪EE‬ارك البط‪EE‬ل و أس‪EE‬رته تفاص‪EE‬يل حي‪EE‬اتهم (حلوه‪EE‬ا ‪ ،‬مره‪EE‬ا ‪ ،‬طف‪EE‬ولتهم ‪،‬‬
‫ش ‪EE‬بابهم ‪ ،‬ن ‪EE‬زاعتهم ‪ ) ...‬فبمج ‪EE‬رد ق ‪EE‬راءة الرواي ‪EE‬ة ينفتح ب ‪EE‬اب تأوي ‪EE‬ل العن ‪EE‬وان أم ‪EE‬ام الق ‪EE‬ارئ و‬
‫يتبلور المعنى ‪ ،‬فيشكل عالم الخندق الغمي‪E‬ق في البداي‪E‬ة مجتمع‪E‬ا ثقافي‪E‬ا تع‪E‬ددت في‪E‬ه األفك‪E‬ار و‬
‫الرؤى بين أفراد األسرة البيروتية الملتزمة دينيا التي كان يأمل رب األسرة أن يص‪EE‬بح أح‪EE‬د‬
‫األبن ‪EE‬اء ش ‪EE‬يخا يفتخ ‪EE‬ر ب ‪EE‬ه ‪ ،‬و ال ‪EE‬ذي تحق ‪EE‬ق فيه ‪EE‬ا ه ‪EE‬ذا األم ‪EE‬ل في بداي ‪EE‬ة الرواي ‪EE‬ة في ق ‪EE‬الب ذو‬
‫دالالت ثقافية و اجتماعية ودينية ‪ ،‬جمعت كل مبادئ األسرة و النشأة التي قام عليها البطل‬
‫"سامي"‪.‬‬

‫المحب‪EE‬ة واأللف‪EE‬ة له‪EE‬ذا المك‪EE‬ان‬


‫ّ‬ ‫فق‪EE‬د حم‪EE‬ل العن‪EE‬وان في بنيت‪EE‬ه ع‪EE‬دة دالالت بداي‪EE‬ة من دالالت‬
‫والتآلف االجتماعي الذي كان في‪EE‬ه‪،‬وال‪E‬تي ابت‪E‬دأها الك‪EE‬اتب في افتتاحي‪E‬ة روايت‪E‬ه‪«:‬ك‪EE‬ان ذل‪EE‬ك ي‪E‬وم‬
‫حيهم ويج‪EE E‬دون فرح‪EE E‬ة كب‪EE E‬يرة في‬
‫جمع‪EE E‬ة‪ ،‬يلتقي في‪EE E‬ه الص‪EE E‬بية في ذل‪EE E‬ك الش‪EE E‬ارع من ش‪EE E‬وارع ّ‬
‫‪2‬‬
‫وصعودا»‬
‫ً‬ ‫طا‬
‫سلوكه هبو ً‬

‫كما يثير النص عالقة قوية تربط بينه وبين العنوان عالقة قائمة من بداية الرواية ووس‪EE‬طها‬
‫ثم نهايته‪EE‬ا‪ ،‬ف‪EE‬العنوان ش‪EE‬كل لجمل‪EE‬ة من األفك‪EE‬ار تناولته‪EE‬ا الرواي‪EE‬ة‪ ،‬وه‪EE‬ذا م‪EE‬ا نستش‪EE‬فه حين أعلن‬
‫الك ‪EE‬اتب في البداي ‪EE‬ة عن م ‪EE‬دى اس ‪EE‬تقرار األس ‪EE‬رة في الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق‪،‬وفي وس ‪EE‬ط الرواي ‪EE‬ة حين‬
‫«فيحس بعض كآبة ويحن إلى إخوته‬
‫ّ‬ ‫حيه وحنينه إليه‬
‫عبر عن حبه ورغبته في العودة إلى ّ‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫ورفاقه في حي الخندق الغميق»‬

‫‪1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.13 .12‬‬
‫سهيل إدريس‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫‪3‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫أم‪EE‬ا في نهاي‪EE‬ة الرواي‪EE‬ة ال‪EE‬تي أعلن فيه‪EE‬ا عن تفتت األس‪EE‬رة بع‪EE‬د تل‪EE‬ك الخالف‪EE‬ات والمآس‪EE‬ي‬
‫بين أفراد األس‪EE‬رة ال‪EE‬تي أس‪E‬فرت عن م‪E‬رض األب وموت‪E‬ه وتش‪E‬تت األس‪EE‬رة وه‪EE‬ذا م‪E‬ا س‪E‬رده في‬
‫‪4‬‬
‫كنا نحبه ونكرهه في آن واحد»‬
‫مقطع «لقد تزعزع بيتنا في الخندق الغميق لموت إنسان ّ‬

‫فق‪E‬د ك‪E‬ان الخن‪E‬دق الغمي‪E‬ق مص‪E‬ب نزاع‪E‬اتهم وأح‪E‬زانهم فك‪E‬ل س‪E‬رد ألح‪E‬داث الرواي‪E‬ة ال‪E‬تي ج‪E‬رت‬
‫في ه‪EE‬ذا الحي زادت من قيمت‪EE‬ه الداللي‪EE‬ة‪،‬وبه‪EE‬ا حق‪EE‬ق العن‪EE‬وان دورا كب‪EE‬يرا وحض‪EE‬ورا مم‪EE‬يزا في‬
‫الترابط بين العنوان والنص‪.‬‬

‫‪)2‬تمظهرات الشخصية‪:‬‬

‫‪)2-1‬أنواع الشخصيةـ وأبعادها‪:‬‬

‫أ) الشخصية الرئيسية‪:‬‬

‫شخصيةـ سامي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن س‪EEE‬امي ه ‪EE‬و ص ‪EE‬احب المق‪EEE‬ام األول في الحض ‪EE‬ور الس ‪EE‬ردي بالقي ‪EE‬اس إلى ك ‪EE‬ل الشخص ‪EE‬يات‬
‫األخ‪EE‬رى‪ ،‬وه‪EE‬ذا م‪EE‬ا جعل‪EE‬ه ي‪EE‬تربع على الشخص‪EE‬ية المحوري‪EE‬ة‪ ،‬كم‪EE‬ا أن ال‪EE‬راوي ق‪EE‬د خص‪EE‬ها بق‪EE‬در‬
‫من التميز عن باقي الشخصيات‪.‬‬

‫س‪EE‬امي ه‪EE‬و ش‪EE‬خص متم‪EE‬يز‪ ،‬طم‪EE‬وح وحس‪EE‬اس وه‪EE‬ذا م‪EE‬ا يتناس‪EE‬ب م‪EE‬ع داللت‪EE‬ه اللغوي‪EE‬ة ال‪EE‬تي تش‪EE‬ير‬
‫إلى انه في اللغة العربية هو صفة تدل على السمو واالرتف‪EE‬اع‪،‬تب‪EE‬دأ رحل‪EE‬ة ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية م‪EE‬ذ‬
‫ق‪EE‬راره إلعت‪EE‬اق المش‪EE‬يخة وه‪EE‬و في ع‪EE‬ز ص‪EE‬باه‪«:‬أبي‪...‬أرج‪EE‬وك‪...‬أرج‪EE‬وك‪ E‬ي‪EE‬ا أبي إني أري‪EE‬د أن‬
‫أصبح شيخا»‪ ،2‬لينتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني الذي س‪EE‬رعان م‪EE‬ا انغم‪EE‬ر في ج‪EE‬وه‪ ،‬وص‪EE‬ار‬
‫يؤثره على الحي والبيت‪ .‬كان شغوفا بمطالعة الكتب‪....« :‬ينفقان الساعات الطوال منك‪EE‬بين‬
‫فوق الكتب ح‪E‬تى ك‪EE‬اد يص‪EE‬بح ج‪EE‬زءا منه‪EE‬ا»‪ ،3‬كتب بعض القص‪EE‬ص وت‪EE‬رجم بعض الكتب مث‪EE‬ل‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪2‬ينظر ‪،‬سهيل ادريس ن الخندق الغميق ‪،‬ص ‪.40‬‬


‫‪3‬جميل حميداوي‪ ،‬سميوطيقا العنوان‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫ترجمته لرواية مولن الكب‪EE‬ير‪ .‬تحص‪EE‬ل على الش‪EE‬هادة الثانوي‪EE‬ة الحكومي‪EE‬ة‪ ،‬ليتخلى بع‪EE‬د ذل‪EE‬ك عن‬
‫ال‪EE E‬زي ال‪EE E‬ديني ال‪EE E‬ذي ص‪EE E‬ار م‪EE E‬ع م‪EE E‬رور ال‪EE E‬وقت يمث‪EE E‬ل دالالت تق‪EE E‬ف كع‪EE E‬ائق في وج‪EE E‬ه تحقي‪EE E‬ق‬
‫أحالم‪EE‬ه‪ ،‬عم‪EE‬ل في ص‪EE‬حيفة‪ ،‬اكتس‪EE‬ب خ‪EE‬برة في ه‪EE‬ذا المج‪EE‬ال لي‪EE‬درك في النهاي‪EE‬ة أن الص‪EE‬حافة‬
‫هي الوسيلة التي سوف تحقق أحالمه‪ ،‬ليق‪EE‬رر بع‪EE‬د ذل‪EE‬ك أن ينتق‪EE‬ل الى فرنس‪EE‬ا لمتابع‪EE‬ة دراس‪EE‬ته‬
‫العالية في الصحافة‪.‬‬

‫أم‪EE‬ا الحي‪EE‬اة العاطفي‪EE‬ة فلم يس‪EE‬لم ه‪EE‬و اآلخ‪EE‬ر منه‪EE‬ا‪ ،‬فق‪EE‬د أحب فت‪EE‬اة ت‪EE‬دعى س‪EE‬ميا‪ ،‬ه‪EE‬ذا الحب‬
‫الذي بات يستأثر بكل وجوده والذي أيقظ مدلوالت كانت مكبوت‪E‬ة للشخص‪EE‬ية وال‪EE‬تي انتص‪EE‬بت‬
‫ضده جبهات معارضة أدت إلى فشله‪.‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لق ‪EE‬د رس ‪EE‬م لن ‪EE‬ا س ‪EE‬هيل إدريس بعض المالمح الخارجي ‪EE‬ة للشخص ‪EE‬ية‪،‬وه ‪EE‬ذا م ‪EE‬ا نج ‪EE‬ده في بعض‬
‫المق‪EE E‬اطع من النص‪ ،‬فق‪EE E‬د ك‪EE E‬ان البط‪EE E‬ل س‪EE E‬لمي قص‪EE E‬ير القام‪EE E‬ة وص‪EE E‬غير الس‪EE E‬ن‪« :‬فه‪EE E‬و لم يكن‬
‫ص‪EE‬غيرا في الس‪EE‬ن بق‪EE‬در م‪EE‬ا ك‪EE‬ان قص‪EE‬يرا في القام‪EE‬ة»‪، 1‬كم‪EE‬ا أورد لن‪EE‬ا الس‪EE‬ارد بعض ال‪EE‬دالالت‬
‫األخرى لهذا البعد مثل وصفه لصوت سامي الرقيق والجميل الذي كان يترنم به في اآلذان‬
‫وق ‪EE‬راءة الق ‪EE‬ران‪« :‬إن ل ‪EE‬ك ص ‪EE‬وت جمي ‪EE‬ل ي ‪EE‬ا عف ‪EE‬ريت»‪، 2‬كم ‪EE‬ا نج ‪EE‬د أن الق ‪EE‬اص ق ‪EE‬د راح يرس ‪EE‬م‬
‫مالمح وج ‪EE‬ه س ‪EE‬امي عن ‪EE‬د تعرض ‪EE‬ه لبعض المواق ‪EE‬ف مث ‪EE‬ل‪ :‬الش ‪EE‬فتان المرتعش ‪EE‬تان من الخ ‪EE‬وف‪،‬‬
‫والوجه الذي كان يحمر كلما تعرض لموقف مخجل وجحوظ العينين‪.‬‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لق‪EE‬د أغ‪EE‬دق س‪EE‬هيل إدريس في تق‪EE‬ديم الشخص‪EE‬ية بجمي‪EE‬ع انفعاالته‪EE‬ا وس‪EE‬لوكاتها ورغباته‪EE‬ا فطبيع‪EE‬ة‬
‫الشخصية فرضت عليه ذلك‪ ،‬الن هذه األخيرة قد مرت عبر حياته‪EE‬ا بمجموع‪EE‬ة من التقلب‪EE‬ات‬

‫‪1‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪،‬ص‪.29‬‬


‫‪2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫النفسية ‪،‬نس‪E‬تهلها من ت‪E‬أثير ذل‪E‬ك الج‪E‬و ال‪E‬ذهبي ال‪E‬ذي ك‪E‬انت تخلق‪E‬ه تل‪E‬ك الجماع‪E‬ة ال‪E‬تي تقص‪E‬دهم‬
‫لل ‪EE‬ذكر و ق ‪EE‬راءة بعض الص ‪EE‬فحات من الكت ‪EE‬اب الم ‪EE‬ذهب وال ‪EE‬ذي ظلت في أص ‪EE‬ابع س ‪EE‬امي من ‪EE‬ه‬
‫رعش‪EE E‬ة ‪ ،‬وت‪EE E‬ركت في عيني‪EE E‬ه ظالل عن‪EE E‬د مالمس‪EE E‬ته‪ ،‬لي‪EE E‬أتي بع‪EE E‬د ذل‪EE E‬ك موق‪EE E‬ف يبث في كي‪EE E‬ان‬
‫الشخصية كل مظاهر ومعاني الخوف وال‪EE‬رعب ذل‪EE‬ك عن‪EE‬د رؤيت‪EE‬ه للش‪EE‬يخ المعمم ‪ ،‬فرج‪EE‬ع إلى‬
‫بيتهم خائفا م‪E‬ذعورا ‪ ،‬ولق‪EE‬د ب‪E‬دت عالم‪EE‬ات ودالالت ه‪E‬ذا الخ‪EE‬وف تظه‪EE‬ر على جس‪E‬مه و ص‪E‬ار‬
‫ذل‪EE‬ك الش‪EE‬يخ المخي‪EE‬ف ي‪EE‬راوده كلم‪EE‬ا أغمض عيني‪EE‬ه لينتج عن ه‪EE‬ذه الحال‪EE‬ة النفس‪EE‬ية ق‪EE‬رار اعتن‪EE‬اق‬
‫المش‪EEE‬يخة واإللتح ‪EE‬اق بالمعه ‪EE‬د ال ‪EE‬ديني ‪ ،‬أض‪EEE‬فى ه‪EEE‬ذا المك ‪EE‬ان على الشخص ‪EE‬ية ع ‪EE‬دة دالالت و‬
‫مع‪EE‬اني داخلي‪EE‬ة ‪ ،‬فنالح‪EE‬ظ أن س‪EE‬امي ك‪EE‬ان يش‪EE‬عر في‪EE‬ه بالوحش‪EE‬ة والح‪EE‬نين للعائل‪EE‬ة والحي ‪ ،‬لكن‪EE‬ه‬
‫في الوقت نفسه تكونت له دالالت توحي بالحدة والفضول ‪ ،‬وعند تتبعنا للحالة النفسية لهذه‬
‫الشخصية نجد أنها قد تأزمت بعد ارتدائه للزي الديني في المعه‪EE‬د‪،‬ال‪EE‬ذي س‪EE‬رعان م‪EE‬ا اكتش‪EE‬ف‬
‫ان‪EEE‬ه ق‪EEE‬د أص‪EEE‬بح مح‪EEE‬ل للص‪EEE‬خرية من قب‪EEE‬ل أص‪EEE‬دقائه‪،‬وان الجمي ‪EE‬ع ص ‪EE‬ار ينظ ‪EE‬ر إلي ‪EE‬ه نظ ‪EE‬رات‬
‫استغراب ‪ ،‬ال كأنما كان يشعر انه لم يعد بإنسان بل ظاهرة غريبة ‪ ،‬ومع توالي الصفحات‬
‫نالح‪EE E E‬ظ أن س‪EE E E‬لوكات الشخص‪EE E E‬ية ق‪EE E E‬د ب‪EE E E‬دأت تتغ‪EE E E‬ير‪« :‬وإ ذ أوى إلى فراش‪EE E E‬ه ‪ ،‬ش‪EE E E‬عر بال‪EE E E‬ذل‬
‫واالحتقار لنفسه ‪ ،‬فهو قد كذب ودخ‪EE‬ل مكان‪EE‬ا مش‪EE‬وها واغض‪E‬ب أب‪E‬اه و أه‪EE‬ان جبت‪EE‬ه‪ ،‬وأوش‪E‬كت‬
‫دمعة أن تظفر إلى عينيه من شعور بتلك الغصة الشديدة في حلقه»‪.1‬‬

‫تأثر بموت زميله بالمعهد يدعى عزيز الذي ترك في نفسه حرقة وأس‪EE‬ى عمي‪EE‬ق وم‪EE‬ع م‪EE‬رور‬
‫األح‪EE‬داث و التط‪EE‬ورات في النص نالح‪EE‬ظ أن الشخص‪EE‬ية ق‪EE‬د اكتس‪EE‬بت نفس‪EE‬ية جدي‪EE‬دة وذل‪EE‬ك بع‪EE‬د‬
‫مجيء العطل‪EE‬ة الص‪EE‬يفية ‪ ،‬لتغ‪EE‬دو الس‪EE‬عادة مك‪EE‬ان الح‪EE‬زن و الكآب‪EE‬ة و خصيص‪EE‬ا بع‪EE‬د علم س‪EE‬امي‬
‫بأنهم سيقضون عطلتهم الصيفية في قرية المريجات ‪ ،‬من هنا تبدأ مغامرات البطل المفعمة‬
‫بمش ‪EE‬اعر وعواط ‪EE‬ف وحال ‪EE‬ة نفس ‪EE‬ية لم يعرفه ‪EE‬ا من قب ‪EE‬ل وال ‪EE‬تي يمكن تلخيص ‪EE‬ها في قص ‪EE‬ة حب ‪EE‬ه‬
‫لجارت ‪EE‬ه س ‪EE‬ميا و ال ‪EE‬تي أدرك م ‪EE‬ع م ‪EE‬رور ال ‪EE‬وقت وع ‪EE‬دد من اللق ‪EE‬اءات أن ه ‪EE‬ذا الحب ق ‪EE‬د ص ‪EE‬ار‬
‫يس‪EE‬تأثر بك‪EE‬ل وج‪EE‬وده‪ ،‬ويس‪EE‬تغرق جمي‪EE‬ع ذرات كيان‪EE‬ه ‪ ،‬فق‪EE‬د ظه‪EE‬رت علي‪EE‬ه عالم‪EE‬ات الس‪EE‬عادة و‬

‫‪1‬سهيل ادريس‪،‬الخندق الغميق‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫الفرح ‪ ،...‬لكنه س‪EE‬رعان م‪E‬ا انتص‪E‬بت جه‪E‬ات ض‪EE‬د ه‪E‬ذا الحب أوله‪EE‬ا الجب‪E‬ة و العم‪EE‬ة ‪ ،‬والث‪E‬اني‬
‫عائلتيهما ليجد نفسه في األخير أنه قد بات على صراع مع نفسه ومع م‪E‬ا يحي‪E‬ط ب‪E‬ه ك‪E‬ل ه‪E‬ذا‬
‫أدى إلى تشكل إض‪E‬طرابات نفس‪E‬ية ب‪E‬دت جلي‪E‬ة من خالل إش‪E‬ارات و عالم‪E‬ات أورده‪E‬ا الس‪E‬ارد‬
‫في النص من ذل‪E‬ك أن س‪E‬امي ب‪E‬دا يحس ب‪E‬الكره والنف‪E‬ور من بيتهم ‪ ،‬وص‪E‬ار ينف‪E‬ق معظم وقت‪E‬ه‬
‫في التفكير و الشرود في س‪E‬مية ورس‪E‬ائلها ال‪EE‬تي ك‪E‬ان يترقبه‪EE‬ا بع‪E‬د انفص‪EE‬الهما ‪ ،‬اخ‪EE‬ذ في كتاب‪EE‬ة‬
‫القص‪EE‬ص ال‪EE‬تي ك‪EE‬ان يس‪EE‬تمد أح‪EE‬داثها من معين قلب‪EE‬ه ‪ ،‬ازداد انطوائ‪EE‬ه على نفس‪EE‬ه ‪ ،‬ب‪EE‬ذل ك‪EE‬ل م‪EE‬ا‬
‫في وس‪EE‬عه للنج‪EE‬اح في الش‪EE‬هادة الحكومي‪EE‬ة ال‪EE‬تي ك‪EE‬ان ي‪EE‬رى فيه‪EE‬ا الملج‪EE‬أ الوحي‪EE‬د ال‪EE‬ذي سيخلص‪EE‬ه‬
‫من العامل الذي ك‪EE‬ان س‪E‬ببا في ت‪E‬أجج حالت‪EE‬ه النفس‪E‬ية "الجب‪E‬ة و العم‪EE‬ة" ‪،‬ه‪E‬ذه األخ‪E‬يرة ال‪E‬تي ك‪EE‬ان‬
‫يش‪EE‬عر باالختن‪EE‬اق كلم‪E‬ا ارت‪E‬داهما و ان‪EE‬ه ق‪E‬د أص‪E‬بح ش‪E‬ديد الك‪EE‬ره لهم‪EE‬ا‪،‬بع‪E‬د نجاح‪E‬ه في االمتح‪E‬ان‬
‫راح يش ‪EE‬ق طريق ‪EE‬ه بنفس ‪EE‬ه نح ‪EE‬و تحقي ‪EE‬ق آمال ‪EE‬ه و رغبات ‪EE‬ه وق ‪EE‬د اخت ‪EE‬ار أن تك ‪EE‬ون انطالقت ‪EE‬ه ع ‪EE‬بر‬
‫إرس ‪EE‬ال قص ‪EE‬ة عاطفي ‪EE‬ة لإلذاع ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي ك ‪EE‬ان يع ‪EE‬دها الوس ‪EE‬يلة ال ‪EE‬تي تجمع ‪EE‬ه بحبيبت ‪EE‬ه س ‪EE‬ميا ه ‪EE‬ذه‬
‫األخ‪EE‬يرة ال‪EE‬تي ق‪EE‬امت باالتص‪EE‬ال ع‪EE‬بر اإلذاع‪EE‬ة ‪ ،‬أيقظت مش‪EE‬اعر البط‪EE‬ل من جدي‪EE‬د وأدخلت‪EE‬ه في‬
‫حال ‪EE‬ة نفس‪EEE‬ية ممتزج ‪EE‬ة بين الخ‪EEE‬وف والف ‪EE‬رح ‪ ،‬لكن س ‪EE‬رعان م ‪EE‬ا انقلبت تل ‪EE‬ك اللهف ‪EE‬ة والش ‪EE‬وق‬
‫بلقائهم‪EE‬ا إلى إض‪EE‬فاء دالالت الخيب‪EE‬ة والدهش‪EE‬ة والح‪EE‬زن وذل‪EE‬ك من‪EE‬ذ ظه‪EE‬ور س‪EE‬ميا ال‪EE‬تي لم يكن‬
‫ليعرفه‪EE‬ا ألنه‪EE‬ا تغ‪EE‬يرت كلي‪EE‬ا عن‪EE‬ه‪ ،‬كم‪EE‬ا أن معرفت‪EE‬ه لزواجه‪EE‬ا ق‪EE‬د تس‪EE‬بب في ص‪EE‬دمة عنيف‪EE‬ة على‬
‫نفس ‪EE‬يته فق ‪EE‬د تحطمت ك ‪EE‬ل مش ‪EE‬اعره وأحالم ‪EE‬ه‪« :‬كنت أعيش على األم ‪EE‬ل‪...‬ولم أكن أعتق ‪EE‬د أن‬
‫الواقع ‪ ...‬سيكون بشعا إلى هذا الحد»‪ 1‬ليبحث بعد ذلك على ملجأ يخلصه من الض‪EE‬غوطات‬
‫النفسية المتراكمة عليه‪ ،‬ويجد في حياته القلم والكتابة يخلصانه من واقع‪EE‬ه المظلم وي‪EE‬ذهبا ب‪EE‬ه‬
‫لتحقيق أحالمه‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ع‪EE‬اش س‪EE‬امي في حي الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق‪ ،‬بين أس‪EE‬رة بس‪EE‬يطة مكون‪EE‬ة من األب واألم و األخ‪EE‬وين‬
‫"ف ‪EE‬وزي و وس ‪EE‬يم" واألخت "ه ‪EE‬دى"‪ «،‬حين التقى ه ‪EE‬و و أخوت ‪EE‬ه م ‪EE‬ع أم ‪EE‬ه في المطبخ لم يج ‪EE‬دوا‬

‫‪1‬سهيل ادريس‪،‬الخندق الغميق‪ ،‬ص‪.119‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫شيئا يأكلون‪EE‬ه فأخ‪EE‬ذ وس‪EE‬يم يبكي ‪،‬وب‪EE‬دت على قس‪EE‬اماتهم جميع‪EE‬ا عالئم الح‪EE‬زن والغي‪EE‬ظ»‪،1‬اعتن‪EE‬ق‬
‫س ‪EE‬امي المش ‪EE‬يخة و ه ‪EE‬و ص ‪EE‬غير‪ ،‬التح ‪EE‬ق بالمعه ‪EE‬د ال ‪EE‬ديني ال ‪EE‬ذي انغم ‪EE‬ر بج ‪EE‬وه ‪ ،‬و اكتس ‪EE‬ب من‬
‫خالله صداقات جديدة و توسعت ثقافته ‪ ،‬صار أكثر طموحا و فض‪EE‬وال‪ ،‬ك‪EE‬ان محب‪EE‬ا و مهتم‪EE‬ا‬
‫بالمطالع ‪EE‬ة‪ ،‬فق ‪EE‬د ك ‪EE‬ان كث ‪EE‬يرا م ‪EE‬ا يقص ‪EE‬د مكتب ‪EE‬ة المعه ‪EE‬د ليمض ‪EE‬ي فيه ‪EE‬ا وقت ‪EE‬ه‪ ،‬ل ‪EE‬ه مي ‪EE‬ل خ ‪EE‬اص‬
‫للمجالت األدبي‪EE‬ة ال‪EE‬تي وس‪EE‬عت أف‪EE‬ق خيال‪EE‬ه و ك‪EE‬ونت ل‪EE‬ه فك‪EE‬رة كتاب‪EE‬ة أقصوص‪EE‬ة‪ ،‬من هن‪EE‬ا أدرك‬
‫البطل سامي بأن الكت‪E‬اب و القلم س‪E‬يكونان وح‪E‬دهما في عالم‪E‬ه الجدي‪E‬د‪ ،‬ش‪E‬هد في حيات‪E‬ه العدي‪E‬د‬
‫من المش‪EE‬اكل ال‪EE‬تي س‪EE‬ببت ل‪EE‬ه اإلحب‪EE‬اط و االنكس‪EE‬ار و الح‪EE‬زن‪ ،‬من بين اإلش‪EE‬ارات و ال‪EE‬دالالت‬
‫ال‪EE‬تي أورده‪EE‬ا الق‪EE‬اص في النص تجربت‪EE‬ه العاطفي‪EE‬ة ال‪EE‬تي آلت للخيب‪EE‬ة و الفش‪EE‬ل‪ ،‬و ك‪EE‬ذلك تحدي‪EE‬ه‬
‫لعائلته بتخليه عن الجبة و العمة التي كانت حاجزا يعرقل حرك‪EE‬ة أحالم‪EE‬ه‪ .‬نجح في الش‪EE‬هادة‬
‫الثانوي‪EE‬ة الحكومي‪EE‬ة‪ ،‬عم‪EE‬ل في ص‪EE‬حيفة ألح‪EE‬د أقارب‪EE‬ه‪ ،‬اخ‪EE‬ذ على عاتق‪EE‬ه مس‪EE‬ؤولية عائلت‪EE‬ه ال‪EE‬تي‬
‫عانت وشهدت العديد من المشاكل "زواج األب‪ ،‬انحراف فوزي‪ "...‬لكنه من خالل عزيمت‪EE‬ه‬
‫وحبه لعائلت‪E‬ه اس‪E‬تطاع أن يلم العائل‪E‬ة ويرج‪E‬ع أخي‪E‬ه إلى حض‪E‬ن العائل‪E‬ة‪ ،‬وبع‪E‬د م‪E‬رور ف‪E‬ترة من‬
‫وفاة أبيه وقف سامي يودع عائلته متجها لفرنسا حيث ينتظ‪EE‬ره حلم‪EE‬ه وه‪EE‬و الدراس‪EE‬ات العالي‪EE‬ة‬
‫في الصحافة‪.‬‬

‫نس‪EE E‬تنتج من خالل م‪EE E‬ا س‪EE E‬بق ذك‪EE E‬ره أن الس‪EE E‬ارد ق‪EE E‬د خص ه‪EE E‬ذه الشخص‪EE E‬ية "س‪EE E‬امي" بق‪EE E‬در من‬
‫التم ‪EE‬يز‪ ،‬وق ‪EE‬د منحه ‪EE‬ا حض ‪EE‬ورا طاغي ‪EE‬ا ونق ‪EE‬ل من خالله ‪EE‬ا ك ‪EE‬ل األفك ‪EE‬ار واألحاس ‪EE‬يس ال ‪EE‬تي أراد‬
‫التعبير عنها‪.‬‬

‫ب) الشخصيات الثانوية‪:‬ـ‬

‫شخصيةـ سميا‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪EE‬اهمت الشخص‪EE‬ية في نم‪EE‬و الح‪EE‬دث القصص‪EE‬ي‪ ،‬وق‪EE‬د أورده‪EE‬ا الس‪EE‬ارد كوس‪EE‬يلة لتص‪EE‬وير بعض‬
‫األحداث في النص الروائي‪ ،‬سميا هي حبيبة سامي‪ ،‬فتاة جميلة وحساسة وقوي‪EE‬ة الشخص‪E‬ية‪،‬‬

‫‪1‬المصدر نفسه ‪، ،‬ص ‪.8‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫تحب الص ‪EE‬يد كم ‪EE‬ا أنه ‪EE‬ا ك ‪EE‬انت مغرم ‪EE‬ة بالموس ‪EE‬يقى وال ‪EE‬رقص والرس ‪EE‬م‪» ‬ك ‪EE‬انت تبتس ‪EE‬م ل ‪EE‬ه وهي‬
‫تحدث ‪EE E‬ه عن حياته ‪EE E‬ا وطفولته ‪EE E‬ا‪ ،‬ومدرس ‪EE E‬تها ومعلماته ‪EE E‬ا‪،‬زميالته ‪EE E‬ا‪ ...‬وق ‪EE E‬الت ل ‪EE E‬ه أنه ‪EE E‬ا تحب‬
‫الموس ‪EE‬يقى وال ‪EE‬رقص والرس ‪EE‬م «‪ ،1‬تغ ‪EE‬يرت شخص ‪EE‬يتها بع ‪EE‬د االنفص ‪EE‬ال عن س ‪EE‬امي‪ ،‬وبس ‪EE‬فرها‬
‫لمصر حيث تزوجت هناك ابن عمها وأنجبت طفل‪.‬‬

‫‪ -‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لق‪EE‬د حض‪EE‬ت ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية بق‪EE‬در معين من التص‪EE‬وير الخ‪EE‬ارجي في النص‪ ،‬فق‪EE‬د أورد الس‪EE‬ارد‬
‫أن شخص‪EE‬ية س‪EE‬ميا ذات وج‪EE‬ه مس‪EE‬تدير ناص‪EE‬ع‪ ،‬مش‪EE‬رب الوجن‪EE‬تين بحم‪EE‬رة طبيعي‪EE‬ة رقيق‪EE‬ة ذات‬
‫عي‪EE‬نين س‪EE‬وداوين كب‪EE‬يرتين‪ ،‬وذات ش‪EE‬عر اس‪EE‬ود طوي‪EE‬ل‪ ":‬ف‪EE‬رأى عي‪EE‬نين كب‪EE‬يرتين س‪EE‬وداوين‪،‬وال‬
‫يلبث رأس صاحبتهما ذو الشعر الطويل األسود ينحني انحن‪EE‬اءة يس‪EE‬يرة‪،‬كأنم‪EE‬ا ليحيي‪EE‬ه"‪2.‬وراح‬
‫الس‪EE‬ارد هنيه‪EE‬ة يص‪EE‬ف جس‪EE‬مها بقول‪EE‬ه‪":‬ك‪EE‬انت ترت‪EE‬دي ثوب‪EE‬ا ع‪EE‬اري الكتفين والص‪EE‬در‪ ،‬فتب‪EE‬دوا في‪EE‬ه‬
‫ممش‪EE‬وقة الجس‪EE‬م ملتف‪EE‬ة الق‪EE‬وام‪ ،‬وك‪EE‬ان ش‪EE‬عرها مس‪EE‬رحا على طريق‪EE‬ة الممثالت األجنبي‪EE‬ات‪،‬وك‪EE‬ان‬
‫‪3‬‬
‫يتدلى من أذنيها قرطان مذهبان كبيران"‪.‬‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫من خالل الرصدات التي اقتطعناها من النص حول البناء ال‪EE‬داخلي للشخص‪EE‬ية ‪ ،‬ت‪EE‬بين لن‪EE‬ا أن‬
‫هذه األخيرة في بداي‪E‬ة ظهوره‪E‬ا في النص ك‪E‬انت فت‪E‬اة مرهف‪E‬ة الحس و ه‪E‬ذا م‪E‬ا الحظن‪E‬اه أثن‪E‬اء‬
‫سرد القاص على لسان البطل سامي بأنها في إح‪EE‬دى لقاءاتهم‪EE‬ا الس‪EE‬رية وأثن‪EE‬اء اطالعه‪EE‬ا على‬
‫الرواي ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي يق ‪EE‬وم بترجمته ‪EE‬ا اكتس ‪EE‬ت قس ‪EE‬مات وجهه ‪EE‬ا بط ‪EE‬ابع الح ‪EE‬نين و األس ‪EE‬ى و ذل ‪EE‬ك حين‬
‫أضاع بطل هذه الرواية "مولن"اثر حبيبته "ايبوندوغالي"‪،‬كم‪E‬ا راح الس‪E‬ارد يرك‪E‬ز على حس‪E‬ها‬
‫الشفاف و ذلك حينما رسم الدموع التي ذرفتها أثناء س‪EE‬ماع س‪EE‬امي و ه‪EE‬و يحكي بحرق‪EE‬ة عن‬
‫‪1‬ينظر ‪ ،‬سهيل ادريس ‪،‬الخندق الغميق ‪،‬ص‪.79‬‬
‫‪2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 61‬‬
‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص‪. 117‬‬ ‫‪3‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫ص‪EE‬ديقه الراح‪EE‬ل عزي‪EE‬ز ‪ ،‬هن‪EE‬ا نالح‪EE‬ظ أن الشخص‪EE‬ية المركزي‪EE‬ة ق‪EE‬د س‪EE‬اهمت في ب‪EE‬روز ج‪EE‬انب‬
‫من البناء الداخلي لهذه الشخصية ‪ .‬واجهت صدا من قبل عائلتها ح‪EE‬ول حياته‪EE‬ا العاطفي‪EE‬ة م‪EE‬ع‬
‫البطل سامي ما أدى بها بأن تخضع لسلطة العائلة و تخبر سامي بأنه‪E‬ا س‪E‬تظل تحب‪E‬ه لألب‪E‬د ‪،‬‬
‫و بأنه‪EE‬ا س‪EE‬تحتفظ برس‪EE‬ائله كثمن ك‪EE‬نز تملك‪EE‬ه ‪ ،‬و طلبت من‪EE‬ه ب‪EE‬أن ال ينس‪EE‬ى حبه‪EE‬ا مهم‪EE‬ا ح‪EE‬اول‬
‫ذويه‪EE‬ا أن يفرق‪EE‬وا بينهم‪EE‬ا‪ ،‬و م‪EE‬ع م‪EE‬رور الص‪EE‬فحات واألح‪EE‬داث في النص الحظن‪EE‬ا تناقض‪EE‬ا في‬
‫الرسم ال‪E‬داخلي للشخص‪E‬ية حيث ق‪E‬دم لن‪E‬ا الس‪E‬ارد شخص‪E‬ية س‪E‬ميا بانفع‪E‬االت و تص‪E‬رفات جدي‪E‬دة‬
‫لم نلمس ‪EE E‬ها من قب ‪EE E‬ل‪ ،‬فق ‪EE E‬د ب ‪EE E‬دت س ‪EE E‬مياغير مبالي ‪EE E‬ة‪ ،‬مس ‪EE E‬تهترة وه ‪EE E‬ذا م ‪EE E‬ا نالحظ ‪EE E‬ه من خالل‬
‫قوله‪«:‬كانت عيناها العميقتان‪ ،‬تطل منها نظرات سافرة ليس فيها إثارة‪ «،1»...‬قالت بلهج‪EE‬ة‬
‫ال مب‪EE‬االة ‪ :‬أوه‪،...‬لس‪EE‬ت ص‪EE‬ديقا ق‪EE‬ديما‪ ‬؟ ثم إن‪EE‬ني س‪EE‬معت قص‪EE‬تك ف‪EE‬أردت أن أب‪EE‬دي ل‪EE‬ك رأيي‬
‫‪2‬‬
‫فيها‪...‬الم تكن تعجبك أرائي السابقة ؟»‬

‫من المالح ‪EE‬ظ أن ك ‪EE‬ل ه ‪EE‬ذه التناقض ‪EE‬ات ال ‪EE‬تي ش ‪EE‬هدتها شخص ‪EE‬ية س ‪EE‬ميا ك ‪EE‬انت نتيج ‪EE‬ة لتغ ‪EE‬ير في‬
‫وض ‪EE‬عها االجتم‪EE‬اعي حيث ت ‪EE‬زوجت ب‪EE‬ابن عمه ‪EE‬ا في مص ‪EE‬ر وأص ‪EE‬بحت ذا مكان‪EE‬ة مرموق ‪EE‬ة من‬
‫خالل انتمائها للمجتمع األرستقراطي‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫س ‪EE‬ميا هي شخص ‪EE‬ية طموح ‪EE‬ة‪،‬تحص ‪EE‬لت على ش ‪EE‬هادة الكف ‪EE‬اءة‪ ،‬تعيش في قري ‪EE‬ة المريج ‪EE‬ات في‬
‫عائل ‪EE E E‬ة مكون ‪EE E E‬ة من األب واألم‪ ،‬وأخت وأخ‪ ،‬ك ‪EE E E‬انت تحب اإلص ‪EE E E‬طياد في الغاب ‪EE E E‬ة ومن بين‬
‫ميولتها كانت تميل للموس‪EE‬يقى والرس‪EE‬م‪ ،‬وقعت في حب س‪E‬امي لكن آل ه‪EE‬ذا الحب بالفش‪EE‬ل في‬
‫نهايت‪EE E‬ه‪،‬س‪EE E‬افرت لمص‪EE E‬ر م‪EE E‬ع أبيه‪EE E‬ا‪ ،‬وت‪EE E‬زوجت هن‪EE E‬اك من ابن عمه‪EE E‬ا الغ‪EE E‬ني‪،‬دخلت المجتم‪EE E‬ع‬
‫األرستقراطي‪ ،‬وأصبح لها فيه مركز مرموق‪.‬‬

‫شخصيةـ هدى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 117‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 118‬‬ ‫‪2‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫لق‪EE‬د س‪EE‬اهمت ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية في رس‪EE‬م أح‪EE‬داث النص م‪EE‬ع الس‪EE‬ارد نظ‪EE‬را لعالقته‪EE‬ا الوطي‪EE‬دة م‪EE‬ع‬
‫البط‪EE‬ل س‪EE‬امي‪ ،‬فه‪EE‬دى هي أخت س‪EE‬امي‪ ،‬فت‪EE‬اة متم‪EE‬يزة‪ ،‬ملتزم‪EE‬ة بالقواع‪EE‬د الديني‪EE‬ة‪،‬متحجب‪EE‬ة‪ ،‬له‪EE‬ا‬
‫تطلع‪EE‬ات للمس‪EE‬تقبل‪ ،‬ذات إرادة وعزيم‪EE‬ة قوي‪EE‬ة‪،‬مت‪EE‬أثرة بأس‪EE‬رتها وخاص‪EE‬ة بأخيه‪EE‬ا بط‪EE‬ل الرواي‪EE‬ة‬
‫"سامي" الذي كان قدوتها «إن‪E‬ني اع‪E‬تز ب‪E‬ك ي‪E‬ا أخي‪ ،‬والب‪E‬د أن تع‪E‬تز بي أنت أيض‪E‬ا حين أف‪E‬وز‬
‫بالشهادة‪ ،‬ونتابع معا دراستنا الجامعية»‪ ،1‬لقد اتخذها السارد في نصه ليع‪EE‬بر به‪EE‬ا عن الواق‪EE‬ع‬
‫االجتماعي الذي كان يعيشه البطل‪.‬‬

‫‪ -‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد ورد في النص الذي بين أي‪E‬دينا ""الخن‪E‬دق الغمي‪E‬ق" بعض‪E‬ا من المواص‪E‬فات الخارجي‪E‬ة‬
‫للشخص‪EE‬ية ه‪EE‬دى «ارت‪EE‬دت آ ن‪EE‬ق أثوابه‪EE‬ا فب‪EE‬دت على جم‪EE‬ال لم يعه‪EE‬ده فيه‪EE‬ا‪ ،‬وك‪EE‬ان في عينيه‪EE‬ا‬
‫بري‪EE‬ق ينم عن س‪EE‬عادة خبيث‪EE‬ة‪ ،‬وعلى وجنتيه‪EE‬ا حم‪EE‬رة ناعم‪EE‬ة»‪ ،2‬ون‪EE‬راه يص‪EE‬فها في مقط‪EE‬ع آخ‪EE‬ر‬
‫بقول ‪EE‬ه‪«:‬ثم ت ‪EE‬دني ش ‪EE‬فتيها من أذن ‪EE‬ه لتهمس ل ‪EE‬ه وعيناه ‪EE‬ا تلتمع ‪EE‬ان بري ‪EE‬ق الفرح ‪EE‬ة والفض ‪EE‬ول‪،...‬‬
‫‪3‬‬
‫وللمرة األولى يشعر بجمال قسماتها والحظ نمو جسمها»‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد امتزجت الحالة النفسية لهدى في النص الروائي بين الفرح والحزن‪،‬اإلرادة واإلصرار‪،‬‬
‫وكذلك الخوف‪ ،‬هذا األخير الذي نالحظ بأنه قد سيطر على جمي‪E‬ع أف‪E‬راد ه‪E‬ذه العائل‪E‬ة وال‪E‬ذي‬
‫ك‪EE‬ان مص‪EE‬دره الس‪EE‬لطة العلي‪EE‬ا للعائل‪EE‬ة وه‪EE‬واألب‪ ،‬فق‪EE‬د راح الس‪EE‬ارد يص‪EE‬ور لن‪EE‬ا ه‪EE‬ذا اإلنفع‪EE‬ال في‬
‫شخص ‪EE‬ية ه ‪EE‬دى وذل ‪EE‬ك من خالل ع ‪EE‬دة مق ‪EE‬اطع ن ‪EE‬ذكر قول ‪EE‬ه على لس ‪EE‬ان البط ‪EE‬ل س ‪EE‬امي‪«:‬ورأى‬
‫‪4‬‬
‫أخته ترتعش من الخوف»‬

‫‪1‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص‪. 106‬‬


‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪، ،‬ص‪. 127‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر نفسه ‪، ،‬ص‪. 82‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 125‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫لق‪EE‬د ك‪EE‬ان للعن‪EE‬ف ال‪EE‬ذي يتلق‪EE‬اه أف‪EE‬راد األس‪EE‬رة ت‪EE‬أثير س‪EE‬لبي على البن‪EE‬اء ال‪EE‬داخلي للشخص‪EE‬ية ‪ ،‬فق‪EE‬د‬
‫الحظن‪EE‬ا أن ه‪EE‬ذا العام‪EE‬ل خل‪EE‬ف األس‪EE‬ى والكآب‪EE‬ة عليه‪EE‬ا ‪ ،‬حيث نج‪EE‬د أن ه‪EE‬دى في الرواي‪EE‬ة ك‪EE‬انت‬
‫غالب ‪EE‬ا م ‪EE‬ا تل ‪EE‬زم الص ‪EE‬مت ‪ ،‬و تنص ‪EE‬رف إلى دروس ‪EE‬ها تك ‪EE‬اد ال تغ ‪EE‬ادر غرفته ‪EE‬ا ‪ ،‬لكن عالقته ‪EE‬ا‬
‫المتين ‪EE‬ة بأخيه ‪EE‬ا "س ‪EE‬امي" أكس ‪EE‬بتها الثق ‪EE‬ة بنفس ‪EE‬ها و بقراراته ‪EE‬ا «أفقت ذات ص ‪EE‬باح ‪ ،‬فأحسس ‪EE‬تني‬
‫ممتلئ ‪EE‬ة الع ‪EE‬زم على أن أنف ‪EE‬ذ تص ‪EE‬ميمي»‪ 1‬في ه ‪EE‬ذا المقط ‪EE‬ع نالح ‪EE‬ظ أن ه ‪EE‬دى ق ‪EE‬د اتخ ‪EE‬ذت ق ‪EE‬رار‬
‫الصمود من جهة والمواجهة من جهة أخ‪EE‬رى حيث ق‪EE‬الت ‪ « :‬ولقيت جه‪EE‬دا في أن أن‪EE‬زع ي‪EE‬ده‬
‫من ش ‪EE‬عري ‪ ،‬ح ‪EE‬تى أني رأيت خص ‪EE‬لة ص ‪EE‬غيرة من ‪EE‬ه تبقى في ي ‪EE‬ده ‪ ،‬وت ‪EE‬راجعت مرتاع ‪EE‬ة ‪ ،‬و‬
‫لكنني كنت مصممة على أال أخضع له »‪ ، 2‬أدى اشتداد صراعها مع أبيها إلى انهيار قوته‬
‫و إص‪EE‬ابته بم‪EE‬رض ألزم‪EE‬ه الف‪EE‬راش م‪EE‬ا أدى إلى ت‪EE‬أنيب الض‪EE‬مير و الحس‪EE‬رة ل‪EE‬دى الشخص‪EE‬ية و‬
‫ذل‪EE E‬ك يب‪EE E‬دو واض‪EE E‬حا من خالل قوله‪EE E‬ا ‪» :‬كنت واقف‪EE E‬ة يمألني رعب هائ‪EE E‬ل وتص‪EE E‬طك أس‪EE E‬ناني‬
‫وترتج ‪EE‬ف ركبت ‪EE‬اي ‪...‬كنت أحس بن ‪EE‬ار تلتهب في رأس ‪EE‬ي و ص ‪EE‬دري و أردد من غ ‪EE‬ير وعي‬
‫‪3‬‬
‫‪:‬أنا السبب في ذلك يا أبي ‪...‬أنا السبب ‪ ،‬أنا المجرمة ‪ ،...‬ثم يأخذني بكاء شديد »‬

‫بي‪EE‬د أن ه‪EE‬ذا الح‪EE‬زن ق‪EE‬د أطف‪EE‬أ لهيب‪EE‬ه نب‪EE‬أ أفعم كيانه‪EE‬ا ب‪EE‬الفرح والس‪EE‬عادة وال‪EE‬ذي مض‪EE‬مونه خطبته‪EE‬ا‬
‫من رج ‪EE‬ل أحالمه ‪EE‬ا"رفي ‪EE‬ق" ص ‪EE‬ديق أخيه ‪EE‬ا‪ ،‬فق ‪EE‬د ألفى ه ‪EE‬ذا النب ‪EE‬أ على نف ‪EE‬وس األس ‪EE‬رة غبط ‪EE‬ة و‬
‫رضى‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد صور لنا السارد الواقع االجتماعي للشخصية والتي كانت تعيش فيه تحت سيطرة األب‬
‫المتش ‪EE‬دد ال ‪EE‬ذي ك ‪EE‬ان يف ‪EE‬رض تعليمات ‪EE‬ه و أوام ‪EE‬ره على الشخص ‪EE‬ية مث ‪EE‬ل إجباره ‪EE‬ا على ارت ‪EE‬داء‬
‫الحجاب و أن تمتثل بالسلوك السوي عند بلوغها الشارع‪ ،‬و أن تل‪EE‬تزم ك‪EE‬ل ح‪EE‬دود الحش‪EE‬مة و‬
‫الرصانة ألنها صارت صبية ‪ ،‬هذا من جه‪E‬ة‪ ،‬و من جه‪E‬ة أخ‪E‬رى الحظن‪E‬ا أن شخص‪E‬ية ه‪E‬دى‬

‫المصدر نفسه‪، ،‬ص ‪. 161‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر نفسه ‪،‬ص ‪.162‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬ينظر‪ ،‬سهيل ادريس‪ ،‬الخندق الغميق‪ ،‬ص ‪.163‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫هي شخصية مفعمة بالحب و روح التضحية و اإليثار‪ ،‬و ذلك تجلى نتيجة تأثره‪EE‬ا الق‪EE‬وي و‬
‫حبها ألخيها سامي‪ ،‬و قد مثل لنا السارد ذلك من خالل قول‪EE‬ه‪« :‬و ص‪EE‬ممت على أن أض‪EE‬حي‬
‫بنفس‪EE‬ي إذا ل‪E‬زم األم‪E‬ر ألتيح لس‪EE‬امي أن يحق‪E‬ق هدف‪E‬ه‪ ،‬و فك‪E‬رت في أن‪EE‬ه لن يك‪E‬ون عس‪EE‬يرا علي‬
‫أن أج ‪EE‬د وظيف ‪EE‬ة للت ‪EE‬دريس بحيث أعين األس ‪EE‬رة على نفقاته ‪EE‬ا‪ ،‬و ق ‪EE‬د أس ‪EE‬اعد س ‪EE‬امي إذا احت ‪EE‬اج‬
‫لمس‪EE‬اعدتي»‪«، 1‬و انقطعت عن المدرس‪E‬ة عازم‪E‬ة على أن ال أتق‪EE‬دم المتح‪E‬ان الش‪E‬هادة‪ ،‬و على‬
‫أن انصرف لخدمة أبي و رعايته حتى يتم له الشفاء»‪ ، 2‬إال أن عالقته‪EE‬ا الوطي‪EE‬دة م‪EE‬ع أخيه‪EE‬ا‬
‫البطل سامي ق‪E‬د خلص‪E‬تها من ه‪E‬ذه األعب‪E‬اء بحيث ق‪E‬ام س‪E‬امي بتش‪E‬جيعها بالمض‪E‬ي نح‪E‬و ه‪E‬دفها‪،‬‬
‫و ه‪E‬ذا م‪E‬ا لمس‪E‬ناه خالل المض‪E‬ي في ه‪E‬ذا النص ال‪E‬روائي‪ E‬بحيث تق‪E‬دمت ه‪E‬دى لتق‪E‬ديم االمتح‪E‬ان‬
‫و ق‪EE‬در له‪EE‬ا النج‪EE‬اح في‪EE‬ه‪،‬كم‪EE‬ا أنه‪EE‬ا ق‪EE‬امت بخل‪EE‬ع الحج‪EE‬اب ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان يش‪EE‬عرها بض‪EE‬يق ش‪EE‬ديد‪ ،‬و‬
‫االنتق‪EE‬ال بتفكيره‪EE‬ا إلى المس‪EE‬تقبل ال‪EE‬ذي ينتظره‪EE‬ا م‪EE‬ع س‪EE‬فرها لمص‪EE‬ر إلع‪EE‬داد ش‪EE‬هادة عالي‪EE‬ة في‬
‫التربي ‪EE‬ة‪ ،‬باإلض ‪EE‬افة لحياته ‪EE‬ا الجدي ‪EE‬دة ال‪EE‬تي ستعيش‪EE‬ها برفق‪EE‬ة ف‪EE‬ارس أحالمه‪EE‬ا "رفي ‪EE‬ق" ال‪EE‬ذي ق‪EE‬ام‬
‫بخطبتها في القسم األخير من الرواية‪.‬‬

‫شخصيةـ األم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وال‪EE‬دة البط‪EE‬ل س‪EE‬امي هي ام‪EE‬رأة مثالي‪EE‬ة‪،‬ج‪EE‬اء به‪EE‬ا الس‪EE‬ارد كدالل‪EE‬ة عن ص‪EE‬ورة الم‪EE‬رأة األم ال‪EE‬تي‬
‫أفنت حياته‪EE‬ا من اج‪EE‬ل الحف‪EE‬اظ على أس‪EE‬رتها‪،‬حمله‪EE‬ا الس‪EE‬ارد العدي‪EE‬د من ال‪EE‬دالالت ال‪EE‬تي تعكس‬
‫شخصيتها ليتبين لنا في األخير أنها المرأة الصبورة‪ E‬والعادل‪EE‬ة والمكافح‪EE‬ة ال‪EE‬تي تس‪EE‬عى لتوف‪EE‬ير‬
‫العيشة الهنية والمملوءة بالدفء والحنان لكل أفراد أسرتها‪.‬‬

‫‪ -‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم نلمس في المتن الروائي أي إشارة أو عالمة للبعد الجسمي الخاص بهذه الشخصية‪.‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.160‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.164‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ينهض البناء الداخلي لهذه الشخص‪EE‬ية على مجموع‪EE‬ة من االض‪E‬طرابات و التقلب‪EE‬ات النفس‪E‬ية و‬
‫ذل ‪EE‬ك نتيج ‪EE‬ة للواق ‪EE‬ع األس ‪EE‬ري المت ‪EE‬أجج‪،‬فمن خالل المش ‪EE‬اكل و األزم ‪EE‬ات ال ‪EE‬تي م ‪EE‬ر به ‪EE‬ا أف ‪EE‬راد‬
‫أسرتها الحظنا أنها غالبا ما كانت تعيش حاالت قل‪E‬ق و خ‪E‬وف‪ «،‬و حين ض‪E‬مته إليه‪E‬ا‪ ،‬و ق‪E‬د‬
‫أخ ‪EE‬ذها ال ‪EE‬رعب من مظهره ‪EE‬ا و بك ‪EE‬اءه المف ‪EE‬اجئ‪،...‬فأس ‪EE‬رعت ب ‪EE‬ه أم ‪EE‬ه إلى فراش ‪EE‬ه تغطي ‪EE‬ه و‬
‫تدفئ ‪EE‬ه»‪، 1‬كم ‪EE‬ا نج ‪EE‬د أن الس ‪EE‬ارد ق ‪EE‬د راح يص ‪EE‬ف بعب ‪EE‬ارات م ‪EE‬ؤثرة ص ‪EE‬ورة األم الحن ‪EE‬ون ال ‪EE‬تي‬
‫تعط‪EE‬ف و تخ‪EE‬اف على أبنائه‪EE‬ا مهم‪EE‬ا ك‪EE‬انت ص‪EE‬فتهم‪ ،‬و ه‪EE‬ذا م‪EE‬ا نج‪EE‬ده في مقط‪EE‬ع أورده الس‪EE‬ارد‬
‫يتض‪EE‬من خوفه‪EE‬ا على ابنه‪EE‬ا "ف‪EE‬وزي" ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان يعيش ف‪EE‬ترة ض‪EE‬ياع و طيش ‪«:‬ك‪EE‬انت أمي م‪EE‬ا‬
‫تنف‪EE‬ك تنتق‪EE‬ل من غرف‪EE‬ة إلى غرف‪EE‬ة ‪ ،‬مض‪EE‬طربة قلق‪EE‬ة ‪،‬ال ت‪EE‬دري م‪EE‬ا ينبغي أن تفعل‪EE‬ه‪...‬س‪EE‬ارعت‬
‫تفتح‪EE‬ه و تتلقى ف‪EE‬وزي بين ذراعيه‪EE‬ا و هي تجهش بالبك‪EE‬اء»‪ ،2‬عالوة على ذل‪EE‬ك فق‪EE‬د تعرض‪EE‬ت‬
‫‪E‬اء‬
‫لص‪EE‬دمة قوي‪EE‬ة من ط‪EE‬رف زوجه‪EE‬ا ال‪EE‬ذي ق‪EE‬ام ب‪EE‬الزواج من ام‪EE‬رأة أخ‪EE‬رى ‪«:‬انفج‪EE‬رت تبكي بك‪ً E‬‬
‫متفجعا‪،‬الئعا‪،‬تحول معه ذعرنا إلى خنق وضيق شديدين»‪ ، 3‬لكن بالرغم من ك‪EE‬ل المش‪EE‬اكل‬
‫والمت ‪EE‬اعب ال ‪EE‬تي ك ‪EE‬انت تعيش ‪EE‬ها ك ‪EE‬انت دائم ‪EE‬ا م ‪EE‬ا تحي ‪EE‬ق أبنائه ‪EE‬ا ب ‪EE‬دعوات التوفي ‪EE‬ق والس ‪EE‬عادة‪:‬‬
‫«ولحقت بنا أمي تودعنا بدعوة توفيق وتبتهل إلى اهلل أن ينير أمامي الطريق»‪.4‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هي األم الحن‪E‬ون ال‪E‬تي تس‪E‬عى بك‪E‬ل قواه‪E‬ا توف‪E‬ير الحي‪E‬اة الطيب‪E‬ة والكريم‪E‬ة ألس‪E‬رتها‪ ،‬كم‪E‬ا ق‪E‬دمها‬
‫لن‪EE‬ا الس‪EE‬ارد على أنه‪EE‬ا تل‪EE‬ك الزوج‪EE‬ة المخلص‪EE‬ة والوفي‪EE‬ة والممتثل‪EE‬ة ألوام‪EE‬ر زوجه‪EE‬ا‪« :‬إن‪EE‬ك ِ‬
‫أنت‬
‫وحدك رفيقة العمر‪ ،‬الزوجة الفاضلة المخلصة»‪.5‬‬

‫شخصيةـ رفيق‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪1‬ينظر‪،‬سهيل ادريس‪،‬الخندق الغميق‪،‬ص ‪.17‬‬
‫‪2‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫لق ‪EE‬د ك ‪EE‬انت ه ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية مالزم ‪EE‬ة ومرافق ‪EE‬ة للشخص ‪EE‬ية المحوري ‪EE‬ة من ‪EE‬ذ انتقاله ‪EE‬ا إلى المعه ‪EE‬د‬
‫ال ‪EE‬ديني إال مابع ‪EE‬د المعه ‪EE‬د‪ ،‬س ‪EE‬اهمت الشخص ‪EE‬ية في تق ‪EE‬ديم معلوم ‪EE‬ات ح ‪EE‬ول الشخص ‪EE‬ية البطل ‪EE‬ة‬
‫خاصة في مجال عالقاتها اإلجتماعية‪.‬‬

‫لقد ورد عن السارد أن "رفي‪EE‬ق" ه‪EE‬و ص‪E‬ديق للبط‪EE‬ل "س‪E‬امي"‪ ،‬وال‪E‬ذي نس‪EE‬جت خي‪EE‬وط ص‪E‬داقتهما‬
‫في المعهد الديني‪ ،‬كما قد أورد لنا الس‪EE‬ارد عالم‪EE‬ات وإ ش‪EE‬ارات ت‪EE‬دل على أن رفي‪EE‬ق ه‪EE‬و ش‪EE‬اب‬
‫ك ‪EE‬ادح خل ‪EE‬وق اخ ‪EE‬ذ على عاتق ‪EE‬ه ت ‪EE‬ولي ش ‪EE‬ؤون أس ‪EE‬رته‪ ،‬ومن نت ‪EE‬ائج العالق ‪EE‬ة الوطي ‪EE‬دة بين ‪EE‬ه وبين‬
‫البط‪EE‬ل س‪EE‬امي تش‪EE‬كلت عالق‪EE‬ة أخ‪EE‬رى ع‪EE‬ززت روح ص‪EE‬داقتهما وإ خالص‪EE‬هما وال‪EE‬تي تمثلت في‬
‫خطبة رفيق "لهدى" أخت "سامي"‪.‬‬

‫‪ -‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم يورد لنا السارد معلومات كثيرة حول المواصفات الخارجية لشخصية "رفيق"‪ ،‬س‪EE‬وى في‬
‫مقط ‪EE‬ع ص ‪EE‬ور في ‪EE‬ه الس ‪EE‬ارد مظه ‪EE‬ر "رفي ‪EE‬ق" وذل ‪EE‬ك عن ‪EE‬د ارت ‪EE‬داءه للجب ‪EE‬ة والعم ‪EE‬ة ألول م ‪EE‬رة في‬
‫المعهد الديني‪« :‬فإذا هو شيخ أنيق تبدو المهاب‪EE‬ة على وجه‪EE‬ه‪ ،‬وق‪EE‬د خي‪EE‬ل إلي‪EE‬ه ان‪EE‬ه ازداد ط‪EE‬وال‬
‫‪1‬‬
‫ورشاقة»‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقوم البناء الداخلي لشخصية رفيق على جملة من االضطرابات التي كانت غالبا ما تعتري‪EE‬ه‬
‫وذل‪EE‬ك رؤي‪EE‬ة "ه‪EE‬دى" أخت "س‪EE‬امي "وال‪EE‬تي ك‪EE‬ان يكن له‪EE‬ا مش‪EE‬اعر الحب‪،‬فق‪EE‬د ك‪EE‬انت تص‪EE‬در عن‪EE‬ه‬
‫انفعاالت غير إرادية‪ ،‬وقد وضح لنا السارد هذا االضطراب في قول‪E‬ه‪« :‬ولك‪E‬ني م‪E‬ا لبثت أن‬
‫رأيت الفنجان يتعثر بين أصابعه‪ ،‬فيسقط منه السائل على ثيابه ومقع‪EE‬ده‪،‬وس‪EE‬رعان م‪EE‬ا يع‪EE‬روه‬

‫سهيل ادريس ‪،‬الخندق الغميق‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪1‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫االرتباك‪ ،‬ويسارع إلى إخراج منديله من جيب‪E‬ه وه‪E‬و يح‪E‬اول أن يبتس‪E‬م‪ ،‬بينم‪E‬ا ك‪E‬ان االحم‪E‬رار‬
‫يصطبغ وجهه»‪.1‬‬

‫عند تتبعنا للبعد النفسي لشخصية "رفيق"استنتجنا بأنه كان مرتبط دائما بعالقته مع هدى‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لق‪EE‬د اعتم‪EE‬د الس‪EE‬ارد على ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية لتك‪EE‬ون كنم‪EE‬وذج لمع‪EE‬نى الص‪EE‬داقة الحقيقي‪EE‬ة‪ ،‬فق‪EE‬د حمل‪EE‬ه‬
‫السارد مجموعة من الدالالت التي تترجم شخصيته وال‪EE‬تي ك‪EE‬انت واض‪EE‬حة من خالل عالقت‪EE‬ه‬
‫بمن حول‪EE‬ه‪ ،‬لق‪EE‬د ت‪EE‬أثر البط‪EE‬ل "س‪EE‬امي" بشخص‪EE‬ية رفي‪EE‬ق ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان غالب‪EE‬ا م‪EE‬ا يالزم‪EE‬ه ويك‪EE‬اد ال‬
‫‪2‬‬
‫ينفصل عنه «كأنما أصبح رفيق مستودع عواطفه»‬

‫فق‪EE‬د ك‪EE‬ان بط‪EE‬ل الرواي‪EE‬ة كث‪EE‬يرا م‪EE‬ا ينفث لرفي‪EE‬ق أس‪EE‬راره وعواطف‪EE‬ه وأفك‪EE‬اره‪ ،‬باإلض‪EE‬افة إلى أن‬
‫الس‪E‬ارد ق‪E‬د ق‪E‬دم ه‪E‬ذه الشخص‪E‬ية على أنه‪E‬ا ذل‪E‬ك الش‪E‬اب الك‪E‬ادح ال‪E‬ذي ب‪E‬ذل ش‪E‬بابه وحيات‪E‬ه لت‪E‬امين‬
‫اللقم‪EE‬ة ألس‪EE‬رته‪ ،‬فق‪EE‬د ك‪EE‬ان المعي‪EE‬ل األول ألس‪EE‬رته ال‪EE‬تي ك‪EE‬انت تعيش في ض‪EE‬يق بع‪EE‬د أبيهم‪ ،‬عين‬
‫كإمام لمسجد في حيهم من قبل دائرة األوقاف‪ ،‬ثم بعد ذلك تخلى على ه‪EE‬ذا المنص‪EE‬ب ليش‪EE‬غل‬
‫منص‪EE‬با آخ‪EE‬را وه‪EE‬و العم‪EE‬ل في متج‪EE‬ر ل‪EE‬دى ق‪EE‬ريب البط‪EE‬ل"س‪EE‬امي" عق‪EE‬د خطبت‪EE‬ه في األخ‪EE‬ير من‬
‫أخت سامي "هدى"‪.‬‬

‫شخصيةـ عزيز‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لق ‪EE‬د ك ‪EE‬ان له ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية ت ‪EE‬أثير على الشخص ‪EE‬ية البط ‪EE‬ل‪ ،‬بحيث أكس ‪EE‬بتها ثقاف ‪EE‬ة واس ‪EE‬عة ونمت‬
‫ق ‪EE‬دراتها و تطلعاته ‪EE‬ا‪ .‬عزي ‪EE‬ز ه ‪EE‬و ط ‪EE‬الب من طالب الص ‪EE‬ف المنتهي‪ ،‬ص ‪EE‬ديق "س ‪EE‬امي" ‪ ،‬ه ‪EE‬و‬
‫شخص‪EE‬ية متم‪EE‬يزة تنم عن س‪EE‬عة من الثقاف‪EE‬ة ورهاف‪EE‬ة ال‪EE‬ذوق ‪ ،‬ك‪EE‬ان لترجمت‪EE‬ه وكتابات‪EE‬ه للقص‪EE‬ص‬
‫تأثير كبير على البطل "سامي" الذي كان له ميل خاص للمجالت األدبية ‪ ،‬فيمكن القول بأن‬
‫الرواية التي كان يترجمها عزيز" م‪E‬ولن الكب‪E‬ير" هي بمثاب‪E‬ة الوص‪E‬ل بينهم‪E‬ا ‪ ،‬أص‪E‬يب عزي‪E‬ز‬

‫‪1‬المصدر نفسه ‪،‬ص ‪.147‬‬


‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ص ‪.91‬‬ ‫‪2‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫بنكس‪EE‬ة أدت إلى نهاي‪EE‬ة حيات‪EE‬ه م‪EE‬ا أدى بس‪EE‬امي أن يعيش ف‪EE‬ترة محرق‪EE‬ة و مؤلم‪EE‬ة و ذل‪EE‬ك لفق‪EE‬دان‬
‫شخص عزيز وغالي عليه «كان هو أشدهم أسى وأعمقهم حزنا ‪ ،‬وأحس‪EE‬ب أن ه‪EE‬ذا الح‪EE‬ادث‬
‫س‪EE‬يكون أك‪EE‬ثر ذكري‪EE‬ات المعه‪EE‬د في نفس‪EE‬ه إيالم‪EE‬ا‪ ،‬وأيقن ان‪EE‬ه فق‪EE‬د ص‪EE‬ديقا كب‪EE‬يرا لن يحظى بمثل‪EE‬ه‬
‫‪1‬‬
‫بعد‪ .‬وكتب قطعة رثاء صادقة ‪»...‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد النفسي و الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم يرد في الرواية أي عالمات تدل على البناء الداخلي والخارجي لشخصية عزيز‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عزيز هو طالب من طالب الصف المنتهي‪ ،‬أو الجيل األول من المشايخ‪ ،‬يعم‪EE‬ل ل‪EE‬دى مجل‪EE‬ة‬
‫مص‪EE‬رية‪ .‬ك‪EE‬ان بق‪EE‬وم بكتاب‪EE‬ة القص‪EE‬ص ‪ ،‬ق‪EE‬ام بترجم‪EE‬ة رواي‪EE‬ة للك‪EE‬اتب الفرنس‪EE‬ي االن فورني‪EE‬ه "‬
‫مولن الكبير"‪ ،‬كان محبوبا بين جميع رفاقه وذلك لما كان يتمتع به من خل‪E‬ق رفي‪EE‬ع ‪ ،‬و خف‪E‬ة‬
‫روح ‪ ،‬ل‪EEE‬ه أخ ي‪EEE‬دعى زه‪EEE‬ير ال‪EEE‬ذي ك ‪EE‬ان يع‪EEE‬اني من مش ‪EE‬اكل نفس ‪EE‬ية وال ‪EE‬ذي اخ ‪EE‬ذ على عاتق‪EEE‬ه‬
‫مسؤولية حمايته « البد أن أوليه مزيدا من العناية حين اش‪EE‬في ‪. 2»...‬أص‪EE‬يب بنكس‪EE‬ة ألزمت‪EE‬ه‬
‫فراشه مدة من الزمن ليشيع فيما بعد نبأ وفاته الذي اهتز المعهد له‪ ،‬والذي خلف في نفوس‬
‫أصدقائه حرقة وحسرة عميقة‪.‬‬

‫‪1‬ينظر المصدر نفسه ‪،‬ص ‪.59‬‬


‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫‪2‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫من خالل م ‪EE E‬ا س ‪EE E‬بق ذك ‪EE E‬ره عن الشخص ‪EE E‬يات الثانوي ‪EE E‬ة وأبعاده ‪EE E‬ا نس ‪EE E‬تنتج أن ه ‪EE E‬ذا الن ‪EE E‬وع من‬
‫الشخص ‪EE‬يات ق ‪EE‬د ق ‪EE‬امت ب ‪EE‬أدوار تكميلي ‪EE‬ة ومس ‪EE‬اعدة للبط ‪EE‬ل‪ ،‬كم ‪EE‬ا أنه ‪EE‬ا ق ‪EE‬د س ‪EE‬اهمت في تجس ‪EE‬يد‬
‫األفكار واألحاسيس التي كان السارد بصدد التعبير عنها‪.‬‬

‫ج) الشخصيات المعارضة‪:‬‬

‫شخصيةـ األب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد ارتأينا أن نمثل لهذا النوع من الشخصيات بشخصية أب البطل "سامي" ‪،‬فق‪EE‬د ك‪EE‬انت ع‪EE‬بر‬
‫روايتن‪EE‬ا‪ -‬الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق – تمث‪EE‬ل الق‪EE‬وة المعارض‪EE‬ة ال‪EE‬تي تعرق‪EE‬ل طري‪EE‬ق الشخص‪EE‬ية البطل‪EE‬ة ‪،‬‬
‫ولق‪EE E‬د التمس‪EE E‬نا ل‪EE E‬ذلك دالالت وردت من ط‪EE E‬رف الس‪EE E‬ارد ص‪EE E‬ور فيه‪EE E‬ا مش‪EE E‬اهد ومق‪EE E‬اطع ت‪EE E‬بين‬
‫الص‪EE‬راع ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان موج‪EE‬ودا بين ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية والشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية ‪ ،‬لق‪EE‬د ق‪EE‬دمها الق‪EE‬اص‬
‫على أنها تلك الشخصية القوية و المتسلطة والتي ال تجاب‪EE‬ه في قراراته‪EE‬ا‪ ،‬س‪E‬اهمت في س‪EE‬ير‬
‫بنية الحدث في الرواية ‪ ،‬شكلت العنصر المعارض وذلك من خالل معارضته لسامي ال‪EE‬ذي‬
‫ق‪EE‬رر أن يخل‪EE‬ع ال‪EE‬زي ال‪EE‬ديني ‪«:‬ان‪EE‬ك لن تخلعه‪EE‬ا أب‪EE‬دا‪...‬لن تخلعه‪EE‬ا أيه‪EE‬ا الش‪EE‬قي‪...‬س‪EE‬تبقى ش‪EE‬يخا‬
‫أيه‪EE‬ا الض‪EE‬ال»‪ ، 1‬كم‪EE‬ا نالح‪EE‬ظ أن ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية لم تق‪EE‬ف عن‪EE‬د معارض‪EE‬ة الشخص‪EE‬ية الرئيس‪EE‬ية‬
‫فقط بل تعدت للشخصيات المس‪E‬اعدة‪ ،‬وه‪E‬ذا م‪E‬ا الحظن‪E‬اه في ع‪E‬دة مق‪E‬اطع من الرواي‪E‬ة ‪ ،‬ن‪E‬ذكر‬
‫معارض‪EE‬ته له‪EE‬دى في قراره‪EE‬ا لخل‪EE‬ع الحج‪EE‬اب ‪«:‬لن ت‪EE‬نزعي الحج‪EE‬اب أيته‪EE‬ا الفاس‪EE‬قة‪ ،‬لن اس‪EE‬مح‬
‫لك بإظهار وجهك و شعرك للرجال ‪...‬أتسمعين؟»‪ ،2‬لقد ب‪E‬اتت ه‪E‬ذه الشخص‪E‬ية تش‪E‬كل عالق‪E‬ة‬
‫الصراع في النص الروائي الذي ساهم في تشكيل البعد النفسي للشخصيات‪.‬‬

‫‪ -‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫لق‪EE‬د وق‪EE‬ف الس‪EE‬ارد على بعض المالمح الجس‪EE‬مية له‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية‪ ،‬فق‪EE‬د راح الق‪EE‬اص في مقط‪EE‬ع‬
‫من النص يرسم قسمات وجهه المشرقة وذلك عند سماعه لقرار اعتناق "سامي" المشيخة‪:‬‬

‫«فأشرق وجه أبيه‪ ،‬ثم شده إلى صدره‪.1»...‬كما وصف لنا السارد صورة ش‪EE‬فتي األب عن‪EE‬د‬
‫ت ‪EE‬أثره بكالم ابن ‪EE‬ه البط ‪EE‬ل "س ‪EE‬امي"«ف ‪EE‬إذا أب ‪EE‬وه ت ‪EE‬رتعش ش ‪EE‬فتاه من الت‪E E‬أُثر‪ ،‬ويض ‪EE‬مه إلي ‪EE‬ه ض ‪EE‬ما‬
‫عنيفا»‪ ،2‬وهناك مقطع آخ‪E‬ر أورده الس‪E‬ارد يص‪E‬ف في‪E‬ه ي‪E‬دي الشخص‪E‬ية‪« :‬ولكن ه‪E‬اتين الي‪E‬دين‬
‫الكبيرتين الضخمتين تغلبانه على أمره‪ ،‬ثم ترتفعان بصفعتين أخريين اعنف و اقسى»‪.3‬‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫من خالل تتبعن‪EE‬ا للبن‪EE‬اء ال‪EE‬داخلي للشخص‪EE‬ية اس‪EE‬تنتجنا أن ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية ق‪EE‬د ب‪EE‬ني داخله‪EE‬ا‬
‫على مبدأ القوة والتسلط والتي بدت جلية من خالل عالق‪EE‬ة الشخص‪EE‬ية بالشخص‪EE‬يات المحيط‪EE‬ة‬
‫به‪EE‬ا ‪ ،‬ولق‪EE‬د أورد لن‪EE‬ا الس‪EE‬ارد بعض المق‪EE‬اطع ال‪EE‬تي تص‪EE‬ور الحال‪EE‬ة النفس‪EE‬ية المتأجج‪EE‬ة للشخص‪EE‬ية‬
‫وذلك نتيجة لصراعها القائم مع القوى المضادة لها في األسرة ‪ ،‬فقد افتقرت هذه الشخص‪EE‬ية‬
‫لها في الحب و ال‪E‬ود األب‪EE‬وي وتبنت مع‪E‬اني القس‪E‬وة والعن‪E‬ف‪ ،‬و يمكن أن نمث‪EE‬ل ه‪E‬ذه ال‪E‬دالالت‬
‫في المقطع التالي‪«:‬فإذا بصورة من الغضب تجتاحه ‪ ...‬منه‪EE‬ا أطراف‪EE‬ه ‪ ،‬وينبعث الش‪EE‬رر من‬
‫عينيه ‪ ،‬ويتهدد ويتوعد بأنه يعرف كيف يرد "س‪EE‬امي"إلى الطري‪EE‬ق المس‪EE‬تقيم»‪ ، 4‬كم‪EE‬ا الحظن‪EE‬ا‬
‫أن ه‪EE‬ذا الص‪EE‬راع الن‪EE‬اتج عن عص‪EE‬يان أوالده ألوام‪EE‬ره ق‪EE‬د اض‪EE‬فى في نفس‪EE‬ه الض‪EE‬يق وان الج‪EE‬و‬
‫في هذه األسرة قد بات يبعث في نفسه االشمئزاز و الكره و النفور مم‪EE‬ا أدى إلى انهي‪EE‬اره و‬
‫إصابته بمرض أدى الى موته في نهاية الرواية‪.‬‬

‫‪1‬المصدر نفسه‪، ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪4‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪107‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد قدم لنا القاص هذه الشخصية على انه كان ش‪EE‬يخا معتم‪EE‬ا ورع‪EE‬ا‪ ،‬وك‪EE‬ان ي‪EE‬ؤم المص‪EE‬لين‪ E‬ك‪EE‬ل‬
‫يوم‪ ،‬كما انه كان يعمل تاجرا‪ ،‬ه‪EE‬و أب الشخص‪EE‬ية البطل‪EE‬ة تم‪EE‬يز بحدت‪EE‬ه وص‪EE‬رامته خاص‪EE‬ة في‬
‫معاملت‪EE‬ه م‪EE‬ع أف‪EE‬راد أس‪EE‬رته مم‪EE‬ا أدت إلى تف‪EE‬اقم المش‪EE‬اكل والص‪EE‬راعات في األس‪EE‬رة وال‪EE‬تي من‬
‫بينه ‪EE E‬ا زواج األب من ام ‪EE E‬رأة أخ ‪EE E‬رى‪ ،‬وانح ‪EE E‬راف االبن األك ‪EE E‬بر "ف ‪EE E‬وزي" ليص ‪EE E‬اب األب في‬
‫النهاية بانفجار عرق في دماغه والذي أعقبه نزيف شديد أدى لموته‪.‬‬

‫من خالل ما تق‪EE‬دم ذك‪E‬ره نس‪E‬تنتج أن شخص‪E‬ية األب ق‪E‬د ك‪E‬انت شخص‪E‬ية قوي‪E‬ة وذات فعالي‪E‬ة في‬
‫النص القصصي‪ ،‬حيث حاولت قدر جهدها في نص الرواي‪EE‬ة أن تع‪EE‬زز قوته‪EE‬ا وس‪EE‬لطتها على‬
‫الشخصيات المحيطة بها‪.‬‬

‫د)الشخصيات المرجعية‪:‬‬

‫لق‪EE E‬د احت‪EE E‬وى ه‪EE E‬ذا النص الس‪EE E‬ردي على مجموع‪EE E‬ة من الشخص‪EE E‬يات المرجعي‪EE E‬ة‪ ،‬وال‪EE E‬تي يمكن‬
‫حص‪EE E E‬رها في الشخص‪EE E E‬يات المجازي‪EE E E‬ة "المعنوي‪EE E E‬ة"‪ ،‬وذل‪EE E E‬ك من خالل العالق‪EE E E‬ات القائم‪EE E E‬ة بين‬
‫الشخص‪EE‬يات‪ ،‬وك‪EE‬ذا من خالل أق‪EE‬وال وأفع‪EE‬ال ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬يات ال‪EE‬تي تض‪EE‬منت ص‪EE‬فات معنوي‪EE‬ة‬
‫معينة‪ ،‬شكل في مجموعها شخصية مجازية‪.‬‬

‫فمن خالل م ‪EE‬ا س ‪EE‬بق ذك ‪EE‬ره يمكن أن نق ‪EE‬ف عن ‪EE‬د بعض الص ‪EE‬فات المعنوي ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي تس ‪EE‬اعدنا في‬
‫رصد الشخصيات المرجعية‪.‬‬

‫‪-‬الحب والكراهية‪:‬‬

‫يمكنن ‪EE‬ا رص ‪EE‬د ص ‪EE‬فتي الحب والكراهي ‪EE‬ة من خالل عالق ‪EE‬ة الشخص ‪EE‬ية المحوري ‪EE‬ة بالشخص ‪EE‬يات‬
‫‪،‬األخرى والتي يمكن استنتاجها من خالل أقوال و أفعال الشخص‪EE‬ية ‪ ،‬فمن خالل روايتن‪EE‬ا –‬
‫الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق‪-‬وج‪EE‬دنا أن ص‪EE‬فة الحب ق‪EE‬د تجس‪EE‬دت عن‪EE‬د البط‪EE‬ل "س‪EE‬امي" ال‪EE‬ذي ع‪EE‬اش قص‪EE‬ة‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫حب مش ‪EE‬حونة ب ‪EE‬دالالت األحالم و المفاج ‪EE‬آت ‪ ،‬ه ‪EE‬ذا الحب ال ‪EE‬ذي ك ‪EE‬ان يس ‪EE‬تأثر جمي ‪EE‬ع ذرات‬
‫كيان‪EE‬ه و ال‪EE‬ذي أيق‪EE‬ظ في‪EE‬ه بع‪EE‬د ردح من ال‪EE‬زمن تطلع‪EE‬ات و رغب‪EE‬ات جدي‪EE‬دة لم يكتش‪EE‬فها إال بع‪EE‬د‬
‫عالقته العاطفية مع الشخصية "سميا" ‪ ،‬فقد خلق لنفسه من هذا الحب جوا خاص‪EE‬ا يعيش في‪EE‬ه‬
‫األدب و المطالعة ‪ ،‬و يأخذ في كتابة األقاصيص ال‪EE‬تي ك‪EE‬ان يس‪EE‬تمد أح‪EE‬داثها من معين قلب‪EE‬ه ‪،‬‬
‫والذي جسد "سميا" في بطالته ‪.‬‬

‫وفي مقطع آخر نجد أن ص‪EE‬فة الحب ق‪EE‬د تجس‪EE‬دت عن‪EE‬د شخص‪EE‬ية "رفي‪EE‬ق"وشخص‪EE‬ية"ه‪EE‬دى"‪ ،‬فق‪EE‬د‬
‫ك‪EE‬ان حبهم‪EE‬ا رم‪EE‬زا للحب ال‪EE‬ذي يتس‪EE‬م بالص‪EE‬دق والص‪EE‬بر‪،‬ذل‪E‬ك‪ E‬الن قص‪EE‬ة حبهم‪EE‬ا ق‪EE‬د تش‪EE‬كلت من‬
‫خالل نظ‪EE‬رات ص‪EE‬امتة أدت إلى انعق‪EE‬اد عاطف‪EE‬ة الحب بينهم‪EE‬ا‪« :‬ه‪EE‬و ذل‪EE‬ك الش‪EE‬اب األث‪EE‬ير ال‪EE‬ذي‬
‫انعق‪EE‬د بي‪EE‬ني وبين‪EE‬ه اتف‪EE‬اق ص‪EE‬امت على أن يك‪EE‬ون ش‪EE‬ريك حي‪EE‬اتي في مس‪EE‬تقبل ق‪EE‬ريب ال يفص‪EE‬لنا‬
‫عن‪EE‬ه إال زمن مح‪EE‬دود س‪EE‬نعرف كي‪EE‬ف ننفق‪EE‬ه في رض‪EE‬ى وص‪EE‬بر‪ 1»...‬ل‪EE‬يرد في نهاي‪EE‬ة الرواي‪EE‬ة‬
‫أن هذا الحب الصامت قد أصبح معلنا وذلك من خالل عقد خطبتهما‪.‬‬

‫أم‪EE‬ا ص‪EE‬فة الك‪EE‬ره فق‪EE‬د وردت في النص مرتبط‪EE‬ة بك‪EE‬ره البط‪EE‬ل س‪EE‬امي للج‪EE‬و ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان يع‪EE‬تري‬
‫أس‪EE‬رته وال‪EE‬ذي تجلى من خالل تف‪EE‬اقم المش‪EE‬اكل والص‪EE‬راعات في األس‪EE‬رة«وحين رج‪EE‬ع لقض‪EE‬اء‬
‫نهاي‪EE‬ة األس‪EE‬بوع في الم‪EE‬نزل‪ ،‬احس‪EE‬ب أن‪EE‬ه ب‪EE‬ات يكره‪EE‬ه وال يج‪EE‬د ماك‪EE‬ان يج‪EE‬د من الش‪EE‬وق لرؤي‪EE‬ة‬
‫أبويه وأخوته»‪.2‬‬

‫‪-‬العنف‪:‬‬

‫يمكن أن نمثل لهذه الصفة بشخصية األب‪ ،‬فقد كانت هذه األخ‪E‬يرة في النص الس‪E‬ردي تفتق‪E‬ر‬
‫ل‪EE‬دالالت الحب و ال‪EE‬دفء األس‪EE‬ري ‪ ،‬ولع‪EE‬ل الس‪EE‬بب الرئيس‪EE‬ي وراء ه‪EE‬ذه الص‪EE‬فة ه‪EE‬و عص‪EE‬يان‬
‫األوالد ألبيهم وع ‪EE‬دم امتث ‪EE‬الهم ألوام ‪EE‬ره ‪ ،‬يق ‪EE‬ول الس ‪EE‬ارد في مقط ‪EE‬ع يص ‪EE‬ف في ‪EE‬ه العن ‪EE‬ف‪«:‬لكن‬
‫ه‪EE E‬اتين الي‪EE E‬دين الكب‪EE E‬يرتين الض‪EE E‬خمتين تغلبان‪EE E‬ه على أم‪EE E‬ره ‪ ،‬ثم ترتفع‪EE E‬ان بص‪EE E‬فعتين اعن‪EE E‬ف و‬

‫‪1‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪،‬ص ‪.140‬‬


‫‪2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫أقصى‪ ، 1»...‬ويمكن القول أن شخصية األب في رواية الخندق الغميق ق‪EE‬د ارتب‪EE‬ط ظهوره‪EE‬ا‬
‫ب‪EE‬القوة و التج‪EE‬بر ‪ ،‬يق‪EE‬ول الس‪EE‬ارد في مقط‪EE‬ع آخ‪EE‬ر يص‪EE‬ف في‪EE‬ه واق‪EE‬ع أس‪EE‬رة البط‪EE‬ل "س‪EE‬امي" ال‪EE‬ذي‬
‫بات بؤرة للمشاكل و الصراعات بين أفرادها ‪«:‬ك‪EE‬انت الس‪EE‬اعة تج‪EE‬اوز الحادي‪EE‬ة عش‪EE‬ر‪...‬حين‬
‫اس ‪EE‬تيقظنا م ‪EE‬ذعورين على ص ‪EE‬وت ص ‪EE‬رخة عظيم ‪EE‬ة تنبعث من غرف ‪EE‬ة أبوين ‪EE‬ا‪ ،...‬و رأين ‪EE‬ا أبي‬
‫مندفعا حتى إذا بل‪E‬غ المقع‪E‬د ال‪E‬ذي ك‪E‬انت أمي جالس‪E‬ة علي‪E‬ه‪ ،‬رف‪E‬ع ذراع‪E‬ه فص‪E‬فعها ص‪E‬فعة قوي‪E‬ة‬
‫وهو يصيح‪ :‬يا فاجرة لعنة اهلل عليك»‪.2‬‬

‫لق ‪EE E‬د س ‪EE E‬اهمت ه ‪EE E‬ذه الص ‪EE E‬فات المعنوي ‪EE E‬ة"المجازي ‪EE E‬ة" في رس ‪EE E‬م بعض المحط ‪EE E‬ات من حي ‪EE E‬اة‬
‫الشخص‪EE‬ية المحوري‪EE‬ة‪،‬وال‪EE‬تي يمكن الق‪EE‬ول بأنه‪EE‬ا ق‪EE‬د ت‪EE‬أرجحت بين الحب من جه‪EE‬ة وبين الك‪EE‬ره‬
‫والنفور من جه‪EE‬ة أخ‪EE‬رى‪ ،‬مم‪EE‬ا أدى إلى معاناته‪EE‬ا وتعرض‪EE‬ها للكث‪EE‬ير من الص‪EE‬عوبات والعقب‪EE‬ات‬
‫التي كانت تقف في وجه أحالمه ورغباته‪..‬‬

‫‪-‬شخصيات ذات مرجعية أدبية ‪:‬‬

‫لقد ورد في النص بعض الشخصيات ذات مرجعية أدبية وهي كالتالي‪:‬‬

‫شخصيةـ االن فورنيه‪:‬ـ‬ ‫‪‬‬

‫ه‪EE‬و اس‪EE‬م الش‪EE‬هرة للك‪EE‬اتب الفرنس‪EE‬ي ه‪EE‬نري آلي‪EE‬ان فورني‪EE‬ه‪ ،‬وردت في الرواي‪EE‬ة من خالل‬
‫إعج ‪EE‬اب شخص ‪EE‬ية عزي ‪EE‬ز به ‪EE‬ذه الرواي ‪EE‬ة وال ‪EE‬تي اخ ‪EE‬ذ في ترجمته ‪EE‬ا البط ‪EE‬ل "س ‪EE‬امي" بع ‪EE‬د م ‪EE‬وت‬
‫صديقه عزيز «وكان قد ابتاع في هذه األثناء نسخة أخرى من رواية "م‪EE‬ولن الكب‪EE‬ير" فقرأه‪EE‬ا‬
‫بشغف وأسى‪ ،‬وبدأ في ترجمتها‪.3»...‬‬

‫شخصيةـ أندريجيد‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬ينظر‪ ،‬المصدر نفسه‪، ،‬ص ‪.154‬‬


‫‪3‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫ورد ذك‪EE‬ره في الرواي‪EE‬ة من خالل الهدي‪EE‬ة ال‪EE‬تي ق‪EE‬دمها رفي‪EE‬ق له‪EE‬دى وال‪EE‬تي ك‪EE‬انت عب‪EE‬ارة‬
‫عن مجموع ‪EE‬ة كامل ‪EE‬ة لمؤلف ‪EE‬ات "أندري ‪EE‬ه جي ‪EE‬د"‪« :‬وق ‪EE‬د لي هدي ‪EE‬ة لطيف ‪EE‬ة‪ ،‬هي مجموع ‪EE‬ة كامل ‪EE‬ة‬
‫لمؤلفات "أندريه جيد" الذي كنت مغرمة بقراءته »‪.1‬‬

‫ه)الشخصيات الواصلة (اإلشارية)‪:‬ـ‬

‫لق‪EE‬د س‪EE‬بق الق‪EE‬ول إن ه‪EE‬ذا الن‪EE‬وع من الشخص‪EE‬يات ه‪EE‬و عب‪EE‬ارة عن عالم‪EE‬ات ت‪EE‬دل على حض‪EE‬ور‬
‫المؤل‪EE‬ف والق‪EE‬ارئ أو م‪EE‬ا ين‪EE‬وب عنهم‪EE‬ا‪ ،‬ومن خالل دراس‪EE‬تنا لنص رواي‪EE‬ة –الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق‪-‬‬
‫الحظن‪EE‬ا أن الس‪EE‬ارد ق‪EE‬د وق‪EE‬ع اختي‪EE‬اره على شخص‪EE‬ية ه‪EE‬دى‪ ،‬فق‪EE‬د جعله‪EE‬ا ناطق‪EE‬ة على م‪EE‬ا أراد أن‬
‫يفصح ب‪E‬ه‪ ،‬مح‪E‬اوال من خالله‪E‬ا أن ينق‪E‬ل لن‪E‬ا أح‪E‬داثا نابع‪E‬ة من الواق‪E‬ع ال‪E‬تي ك‪E‬انت تعيش ض‪E‬منه‬
‫شخصيات الرواية‪.‬‬

‫لق‪EE E‬د اس‪EE E‬ند لشخص‪EE E‬ية ه‪EE E‬دى في القس‪EE E‬م الث‪EE E‬اني من الرواي‪EE E‬ة مهم‪EE E‬ة س‪EE E‬رد األح‪EE E‬داث نياب‪EE E‬ة عن‬
‫الك‪EE‬اتب ‪ ،‬فنالح‪EE‬ظ أن ه‪EE‬دى ق‪EE‬د راحت تس‪EE‬رد مقتطف‪EE‬ات من الواق‪EE‬ع المري‪EE‬ر ال‪EE‬ذي ك‪EE‬انت تعيش‪EE‬ه‬
‫بعض الشخص‪E‬يات ‪ ،‬وك‪E‬ل ه‪E‬ذا ج‪E‬اء من خالل توظي‪E‬ف ض‪E‬مير المتكلم "أن‪E‬ا"‪ « ،‬حين خ‪E‬رجت‬
‫من المدرسة بعد ظهر ذلك اليوم ‪ ،‬كنت أوش‪EE‬ك أن أع‪EE‬دو في الطري‪EE‬ق ع‪EE‬دوا ‪ ،‬و لكن‪EE‬ني حين‬
‫بلغت منعطف الشارع الرئيس‪E‬ي في حين‪E‬ا ‪ ،‬تمهلت في س‪E‬يري خش‪E‬ية أن ألفت إلي األنظ‪E‬ار ‪،‬‬
‫و الواقع إنني كنت اشعر بضيق شديد كلما بلغت ذلك الشارع فقد كان اقل م‪EE‬ا يت‪EE‬وجب علي‬
‫هو أن احكم الحجاب على وجهي‪ ...‬وما كان لي أنسى توصيات أبي في ذلك»‪.2‬‬

‫فهذا المقطع يعكس لنا خلفية المجتمع و األسرة المتحفظة التي يبدو تأثيرها جليا على البناء‬
‫ال‪EE‬داخلي للشخص‪EE‬ية ‪ ،‬لتنتق‪EE‬ل بع‪EE‬د ذل‪EE‬ك لوص‪EE‬ف واق‪EE‬ع أس‪EE‬رة البط‪EE‬ل "س‪EE‬امي" ال‪EE‬تي ك‪EE‬انت عب‪EE‬ارة‬
‫عن مجمع لنوازع مختلفة ‪ ،‬ورغبات متناقضة ‪ ،‬والتي وضحتها لن‪EE‬ا الس‪EE‬اردة في العدي‪EE‬د من‬
‫المواق‪EE‬ف ن‪EE‬ذكر منه‪EE‬ا ‪ :‬معارض‪EE‬ة األب للبط‪EE‬ل "س‪EE‬امي" في ق‪EE‬راره لخل‪EE‬ع ال‪EE‬زي ال‪EE‬ديني ‪ ،‬وك‪EE‬ذا‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.166‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬ينظر سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫قرار هدى لنزع الحجاب‪ «:‬واقب‪E‬ل علي وبين عيني‪E‬ه آي‪E‬ات الش‪E‬ر و الغض‪E‬ب و ه‪E‬و يق‪E‬ول‪ :‬لن‬
‫تنزعي الحجاب أيتها الفاسقة»‪ ، 1‬كما الحظنا أن الساردة قد راحت تعبر عن صور الحزن‬
‫و األلم ال‪EE E E‬تي خيمت على األس‪EE E E‬رة وال‪EE E E‬تي أض‪EE E E‬افت ص‪EE E E‬متا عميق‪EE E E‬ا لم يقطع‪EE E E‬ه إال النحيب و‬
‫الزفرات«مات أبي بين أيدينا الملهوفة وتحت أنظارنا الواجفة «‪. 2  ‬‬

‫«وخرجنا بعد شهرين من موت أبي نودع سامي وداعا ص‪EE‬امتا ش‪EE‬فافا‪،...‬م‪EE‬ددت ذراعي إلى‬
‫أعلى أه‪EE‬ز كتفي المقبوض‪EE‬ة أود ل‪EE‬و أطل‪EE‬ق منه‪EE‬ا حظ‪EE‬ا طيب‪EE‬ا يراف‪EE‬ق الس‪EE‬نونو الراحل‪EE‬ة ال‪EE‬تي الب‪EE‬د‬
‫أن تعود مع الربيع‪.3»...‬‬

‫من خالل ماسبق يمكننا القول بأن السارد قد أبدع شخصية هدى لينقل لنا موقف‪EE‬ه وأفك‪EE‬اره و‬
‫أيديولوجيت‪EE‬ه ‪ ،‬لتغ‪EE‬دو شخص‪EE‬ية ه‪EE‬دى ب‪EE‬ذلك قن‪EE‬اة االتص‪EE‬ال بين الق‪EE‬ارئ و النص ‪ ،‬أم‪EE‬ا بالنس‪EE‬بة‬
‫للق ‪EE‬ارئ فنج ‪EE‬د أن الس ‪EE‬ارد ق ‪EE‬د اعتم ‪EE‬د على جمل ‪EE‬ة من المرجعي ‪EE‬ات والمص ‪EE‬ادر ال ‪EE‬تي رأى بأنه ‪EE‬ا‬
‫كفيل ‪EE‬ة بجع ‪EE‬ل الق ‪EE‬ارئ أك ‪EE‬ثر اس ‪EE‬تيعابا للنص ‪ ،‬وال ‪EE‬تي يمكن أن تس ‪EE‬اعده في تحليل ‪EE‬ه و قراءت ‪EE‬ه‬
‫للنص ‪ ،‬وبالت‪EE E‬الي يك‪EE E‬ون هن‪EE E‬ا الس‪EE E‬ارد ق‪EE E‬د أش‪EE E‬رك الق‪EE E‬ارئ في العملي‪EE E‬ة اإلبداعي‪EE E‬ة ‪ ،‬ومن بين‬
‫المرجعي‪EE‬ات ال‪EE‬تي رص‪EE‬دناها في ه‪EE‬ذا النص الس‪EE‬ردي –الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق –ه‪EE‬و اعتم‪EE‬اد الس‪EE‬ارد‬
‫على بعض االقتباسات منها ‪،‬اقتباسه من الحديث النبوي نذكر قول‪E‬ه ‪«:‬م‪E‬ا خلى رج‪E‬ل ب‪EE‬امرأة‬
‫إال وك ‪EE‬ان الش ‪EE‬يطان ثالثهم ‪EE‬ا »‪ ، 4‬كم ‪EE‬ا نج ‪EE‬ده في مق ‪EE‬اطع أخ ‪EE‬رى ق ‪EE‬د استحض ‪EE‬ر بعض اآلي ‪EE‬ات‬
‫القرآني ‪EE‬ة مث ‪EE‬ل قول ‪EE‬ه تع ‪EE‬الى ‪«:‬و انكح ‪EE‬وا م ‪EE‬ا ط ‪EE‬اب لكم من النس ‪EE‬اء مث ‪EE‬نى وثالث ورب ‪EE‬اع و أن‬
‫خفتم أال تع‪EE‬دلوا فواح‪EE‬دة »‪ ، 5‬كم‪EE‬ا الحظن‪EE‬ا من خالل نص الرواي‪EE‬ة أن الس‪EE‬ارد لم يعتم‪EE‬د على‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 162‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬المصدر نفسه ص ‪. 163‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬ينظر‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪،‬ص ‪.125‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫المص‪EE‬ادر الديني‪EE‬ة فق‪EE‬ط ‪ ،‬ب‪EE‬ل وق‪EE‬د راح ينه‪EE‬ل من روائ‪EE‬ع األدب الع‪EE‬ربي ‪ ،‬فق‪EE‬د وظ‪EE‬ف في نص‪EE‬ه‬
‫‪1‬‬
‫بعض النماذج الشعرية كقول عنترة ‪:‬‬

‫حتى يواري جارتي مأواها‪.‬‬ ‫وأغض طرفي ما بدت لي جارتي‬

‫كما اعتمد الس‪EE‬ارد على توظي‪E‬ف الض‪E‬مائر المنفص‪E‬لة بك‪EE‬ثرة كالض‪E‬مير"نحن" ‪،‬و الض‪EE‬مير"أنت"‬
‫ال ‪EE‬تي تحيلن ‪EE‬ا على أن الس ‪EE‬ارد ق ‪EE‬د أولى اهتمام ‪EE‬ا للق ‪EE‬ارئ ‪ ،‬وجعل ‪EE‬ه ج ‪EE‬زءا يك ‪EE‬اد ال يخ ‪EE‬رج عن‬
‫النص ‪ ،‬كما أورد السارد بعض المقاطع التي تدل على حضور القارئ و تفاعله م‪EE‬ع النص‬
‫مث‪EE‬ل قول‪EE‬ه في المقط‪EE‬ع الت‪EE‬الي ‪«:‬و ق‪EE‬د ق‪EE‬ررت إدارة المعه‪EE‬دان تخطب أنت في ه‪EE‬ذه الحفل‪EE‬ة م‪EE‬ع‬
‫سائر الخطباء‪،...‬ولزم المنزل في العاصمة يعد كلمته ‪ ،‬وحين ألقاها فوجئ ه‪EE‬و نفس‪EE‬ه بأن‪EE‬ه‬
‫ق ‪EE‬د خص ص ‪EE‬ديقه الراح ‪EE‬ل"عزي ‪EE‬ز" بقس ‪EE‬م كب ‪EE‬ير منه ‪EE‬ا ‪ ،‬وأنه ‪EE‬ا ق ‪EE‬د أث ‪EE‬ارت اللوع ‪EE‬ة والش ‪EE‬جى في‬
‫‪2‬‬
‫نفوس الحضور ‪ ،‬حتى لقد رأى بعض المناديل ترتفع بها إلى األيدي إلى العيون»‬

‫من خالل م‪EE‬ا س‪EE‬بق ذك‪EE‬ره نس‪EE‬تنتج أن الس‪EE‬ارد ك‪EE‬ان يه‪EE‬دف من خالل توظيف‪EE‬ه له‪EE‬ذا الن‪EE‬وع من‬
‫الشخص ‪EE‬يات الى تعمي ‪EE‬ق فك ‪EE‬ر وخي ‪EE‬ال وثقاف ‪EE‬ة الق ‪EE‬ارئ‪ ،‬وه ‪EE‬ذا م ‪EE‬ا جعل ‪EE‬ه يمث ‪EE‬ل عنص ‪EE‬را فع ‪EE‬اال‬
‫وإ يجابيا يتلقى النص ثم يتفاعل معه ثم ينتج نصا‪.‬‬

‫و)الشخصيات المتكررة‪:‬‬

‫لق ‪EE‬د تجس ‪EE‬دت الشخص ‪EE‬يات المتك ‪EE‬ررة من خالل مجموع ‪EE‬ة من االس ‪EE‬تذكارات ال ‪EE‬تي وردت عن‬
‫شخص ‪EE‬يات الرواي ‪EE‬ة ‪ ،‬نس ‪EE‬تهلها بالشخص ‪EE‬ية المحوري ‪EE‬ة"س ‪EE‬امي" فنالح ‪EE‬ظ أن ه ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية ق ‪EE‬د‬
‫راحت في العديد من المقاطع تنفث لنا بعضا من ذكرياتها ‪ ،‬فقد ع‪EE‬اد في مقط‪EE‬ع من الرواي‪EE‬ة‬
‫بذاكرت ‪EE‬ه إلى أي ‪EE‬ام الطفول ‪EE‬ة و الص ‪EE‬با‪ ،‬ه ‪EE‬ذه المرحل ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي ت ‪EE‬ركت في نفس الشخص ‪EE‬ية الحب‬
‫والش‪EE‬وق‪ ،‬فق‪EE‬د ت‪EE‬ذكر في بره‪EE‬ة من ال‪EE‬زمن ذل‪EE‬ك الح‪EE‬انوت ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان يقص‪EE‬ده م‪EE‬ع ص‪EE‬بية حي‪EE‬ه‬
‫ليش‪EE‬تروا م‪EE‬ا ط‪EE‬اب من الس‪EE‬كاكر ‪ ،‬وال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان ص‪EE‬احبه م‪EE‬دير الكت‪EE‬اب ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان ي‪EE‬درس في‪EE‬ه‪ ‬و‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫‪1‬‬

‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق‪ ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪2‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫ال‪EE‬ذي تم‪EE‬يز بقس‪EE‬وته وعنف‪EE‬ه في معامل‪EE‬ة الص‪EE‬بيان ‪ ،‬إال أن‪EE‬ه لم يكن يكره‪EE‬ه وك‪EE‬ان دائم‪EE‬ا يت‪EE‬ذكر‬
‫صوته الجميل ‪« :‬وبالرغم من أنه قد ذاق هو أيضا هذا الفلق‪ ،‬فنه لم يكن يك‪EE‬ره المعلم" أب‪EE‬و‬
‫محم ‪EE E‬ود " فه ‪EE E‬و ي ‪EE E‬ذكر ص ‪EE E‬وته الجمي ‪EE E‬ل حينم ‪EE E‬ا يطل ‪EE E‬ق آذان ‪EE E‬ه الع ‪EE E‬ذب‪ ،‬فيق ‪EE E‬ف دق ‪EE E‬ائق يره ‪EE E‬ف‬
‫أذنه‪،‬ويتمايل أحيانا مع أنغام اآلذان‪ ، 1»...‬لينتقل بنا الس‪EE‬ارد إلى المرحل‪EE‬ة الموالي‪EE‬ة من حي‪EE‬اة‬
‫البطل وهي مرحلة المراهقة والتي خلفت له الكثير من األوجاع‪ ،‬منها عودة البط‪EE‬ل "س‪EE‬امي"‬
‫إلى الماض ‪EE‬ي وت ‪EE‬ذكره لقص ‪EE‬ة حب ‪EE‬ه الموجع ‪EE‬ة وال ‪EE‬تي أض ‪EE‬فت على نفس ‪EE‬ه ك ‪EE‬ل مع ‪EE‬اني االنكس ‪EE‬ار‬
‫واأللم والخيب‪EE‬ة«وق‪EE‬د ت‪EE‬دفقت علي‪EE‬ه دفع‪EE‬ة واح‪EE‬دة ذكري‪EE‬ات حب‪EE‬ه لس‪EE‬ميا‪ ،‬واس‪EE‬تعاد ذك‪EE‬رى س‪EE‬عادته‬
‫‪2‬‬
‫الخالية‪»...‬‬

‫وإ ن ك‪EE‬انت ه‪EE‬ذه األخ‪EE‬يرة ق‪EE‬د أت‪EE‬احت ل‪EE‬ه أن يش‪EE‬ق لنفس‪EE‬ه طريق‪EE‬ا جدي‪EE‬دا مفعم‪EE‬ا ب‪EE‬العزم والتص‪EE‬ميم‪E‬‬
‫ويتخ ‪EE‬ذ من القلم المه ‪EE‬دى ل ‪EE‬ه من ط ‪EE‬رف قريب ‪EE‬ه خطوت ‪EE‬ه األولى نح ‪EE‬و هدف ‪EE‬ه لدراس ‪EE‬ة الص ‪EE‬حافة‬
‫ال‪EEE‬تي ك ‪EE‬ان ي‪EEE‬ؤمن برس‪EEE‬التها وي‪EEE‬رى أن‪EEE‬ه من خالله‪EEE‬ا يمكن أن يق ‪EE‬دم لب ‪EE‬ني قوم ‪EE‬ه عمال مفي ‪EE‬دا‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫«أتذكر القلم الذي أهديتني؟ من يدري؟ فلعله كان قدري‪»...‬‬

‫وهناك شخصيات أخرى في هذه الرواي‪E‬ة ق‪E‬امت بالوظيف‪E‬ة االس‪E‬تذكارية كشخص‪E‬ية ه‪E‬دى ال‪E‬تي‬
‫راحت ب‪EE‬ذاكرتها لتس‪EE‬رد لن‪EE‬ا مقتطف‪EE‬ات من واق‪EE‬ع أس‪EE‬رتها‪« :‬وذك‪EE‬رت م‪EE‬ا ح‪EE‬دث ه‪EE‬ذه الليل‪EE‬ة‪ ،‬لق‪EE‬د‬
‫استيقظنا أنا وأمي وسامي على صوت فوزي حوالي منتص‪EE‬ف اللي‪EE‬ل يتح‪EE‬دث بص‪EE‬وت مرتف‪EE‬ع‬
‫م‪EE E E‬ع نفس‪EE E E‬ه‪،‬ورأين‪EE E E‬اه مم‪EE E E‬ددا على األرض ي‪EE E E‬رغي ويزب‪EE E E‬د‪ ،‬وبينم‪EE E E‬ا ك‪EE E E‬انت أمي ت‪EE E E‬نزع عن‪EE E E‬ه‬
‫ثيابه‪،‬رأيناه‪EE‬ا ت‪E‬تراجع خط‪E‬وتين وتق‪E‬ول‪ :‬ان‪EE‬ه س‪E‬كران‪...‬إن رائح‪E‬ة الخم‪EE‬ر تنبعث من فم‪EE‬ه قوي‪EE‬ة‬
‫كريهة»‪.4‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.128‬‬ ‫‪2‬‬

‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.143‬‬ ‫‪4‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫ولم تكن لمش‪EE‬اكل ه‪EE‬ذه األس‪EE‬رة أن تنتهي‪ ،‬ف‪EE‬نرى شخص‪EE‬ية ه‪EE‬دى تع‪EE‬ود لتت‪EE‬ذكر تل‪EE‬ك الليل‪EE‬ة ال‪EE‬تي‬
‫اس‪EE E‬تيقظوا م‪EE E‬ذعورين على ص‪EE E‬وت ص‪EE E‬رخة أمهم وال‪EE E‬تي ك‪EE E‬ان س‪EE E‬ببها زواج أبيهم من ام‪EE E‬رأة‬
‫أخرى‪« :‬كانت الساعة تجاوز الحادية عش‪E‬ر‪ ،‬تل‪E‬ك الليل‪E‬ة حين اس‪E‬تيقظنا على ص‪E‬وت ص‪E‬رخة‬
‫عظيمة‪...‬يا خ‪EE‬راب بي‪EE‬تي وبيتكم ي‪EE‬ا أوالدي‪...‬وع‪EE‬ادت تلتفت إلين‪EE‬ا و هي جاحظ‪EE‬ة العي‪EE‬نين؟ آه‬
‫إنني ال أكاد أن اصدق‪...‬لقد‪...‬لقد تزوج علي ‪...‬تزوج امرأة أخ‪E‬رى » ‪ ،1‬وق‪E‬د أض‪E‬فت ه‪E‬ذه‬
‫الذكرى على األسرة الذعر الذي تحول بعد ذلك إلى خنق وغيض شديدين‪.‬‬

‫كم ‪EE‬ا نج ‪EE‬د شخص ‪EE‬ية س ‪EE‬ميا ال ‪EE‬تي ق ‪EE‬امت بت ‪EE‬ذكرها للبط ‪EE‬ل "س ‪EE‬امي" وذل ‪EE‬ك في المقط ‪EE‬ع الت ‪EE‬الي «‬
‫وت ‪EE E‬ذكرتك وأن ‪EE E‬ا أق ‪EE E‬رأ في إح ‪EE E‬دى الص ‪EE E‬حف فقلت الب ‪EE E‬د أن أراك‪...‬إن ‪EE E‬ك على األق ‪EE E‬ل ص ‪EE E‬ديق‬
‫‪2‬‬
‫قديم‪»...‬‬

‫باإلض‪EE‬افة إلى شخص‪EE‬ية ف‪EE‬وزي ال‪EE‬تي راحت تس‪EE‬ترجع ذك‪EE‬رى من طفولته‪EE‬ا وذل‪EE‬ك عن‪EE‬د قول‪EE‬ه‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫«أتذكر كم فلقا أكلنا على يد" أبو محمود"»‬

‫من خالل م‪EE E‬ا س‪EE E‬بق ذك‪EE E‬ره يمكن الق‪EE E‬ول إن الشخص‪EE E‬يات اإلس‪EE E‬تذكارية ال‪EE E‬تي ق‪EE E‬دمها لن‪EE E‬ا‬
‫السارد كانت بمثابة ترجمان لماضي وواقع الشخصيات‪.‬‬

‫ز)الشخصيات المسطحة‪:‬‬

‫شخصيةـ أبومحمود‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هي شخص ‪EE E‬ية بس ‪EE E‬يطة في الرواي ‪EE E‬ة ج ‪EE E‬اء ذكره ‪EE E‬ا في القس ‪EE E‬م األول من الرواي ‪EE E‬ة‪ ،‬لم يض ‪EE E‬ف‬
‫حضورها تطورا للرواية‪.‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬ينظر المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.118‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫لم نرص ‪EE‬د معلوم ‪EE‬ات كث ‪EE‬يرة عن المظه ‪EE‬ر الخ ‪EE‬ارجي له ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية س ‪EE‬وى أنه ‪EE‬ا ك ‪EE‬انت‬
‫تمتلك صوتا جميال وذلك حينما يطلق آذنه العذب في مئذنة المسجد الملتصق بالكتاب‪.‬‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم يورد السارد أي عالمات تدل على البناء الداخلي للشخصية‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد ورد في النص أن الشخصية أبو محم‪EE‬ود ك‪EE‬ان معلم‪EE‬ا لص‪EE‬بية حي الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق وم‪EE‬ديرا‬
‫للكت‪EE‬اب كم‪E‬ا أن‪EE‬ه ك‪E‬ان يمتل‪E‬ك حانوت‪EE‬ا ب‪E‬الحي‪ ،‬أم‪E‬ا فيم‪E‬ا يخص عالقات‪EE‬ه االجتماعي‪EE‬ة‪ ،‬فق‪E‬د ك‪E‬ان ذا‬
‫قسوة وعنف في معاملة الصبيان‪.‬‬

‫شخصيةـ ناديا‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمكن الق‪EE‬ول ب‪EE‬أن شخص‪EE‬ية نادي‪EE‬ا هي شخص‪EE‬ية ع‪EE‬ابرة لم يح‪EE‬دث ظهوره‪EE‬ا تط‪EE‬ورا في أح‪EE‬داث‬
‫الرواية‪ ،‬فقد جاءت في الرواية على أنها أخت رفيق‪.‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد وقف السارد على بعض المواصفات الخارجي‪EE‬ة لشخص‪E‬ية نادي‪EE‬ا‪ :‬هي فت‪E‬اة جذاب‪EE‬ة س‪E‬مراء‪،‬‬
‫ممشوقة القوام‪ ،‬دقيقة الخصر‪ ،‬وكان في مالمحها ما يشابه مالمح أخيها رفيق‪.‬‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم يرد في النص وصفا للبعد السيكولوجي للشخصية‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫أخت رفي‪EE‬ق تنتمي لعائل‪EE‬ة بس‪EE‬يطة‪ ،‬مكون‪EE‬ة من األم وإ خوته‪EE‬ا لثالث‪EE‬ة‪ ،‬ن‪EE‬الت الش‪EE‬هادة التكميلي‪EE‬ة‪،‬‬
‫لكنها اضطرت فيما بعد للتوقف عن الدراس‪E‬ة‪ ،‬وذل‪E‬ك إث‪EE‬ر وف‪E‬اة وال‪EE‬دها‪ ،‬ف‪E‬وجب عليه‪E‬ا العناي‪EE‬ة‬
‫م ‪EE‬ع أمه ‪EE‬ا بإخوته ‪EE‬ا‪ ،‬التحقت بع ‪EE‬د ف ‪EE‬ترة بمدرس ‪EE‬ة حكومي ‪EE‬ة ت ‪EE‬درس فيه ‪EE‬ا األوالد‪ ،‬ومن هواياته ‪EE‬ا‬
‫حب المطالعة‪ ،‬واالستماع للموسيقى من الراديو‪.‬‬

‫شخصيةـ الشيخ المعمم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ك‪EE‬ان له‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية ظه‪EE‬ور مح‪EE‬دود وث‪EE‬ابت في نص‪EE‬نا الس‪EE‬ردي وذل‪EE‬ك في القس‪EE‬م األول‪ ،‬قدم‪EE‬ه‬
‫الس‪EE E‬ارد في هيئ‪EE E‬ة ش‪EE E‬يخ معمم‪ ،‬وه‪EE E‬و الشخص‪EE E‬ية ال‪EE E‬تي أث‪EE E‬ار منظره‪EE E‬ا الغ‪EE E‬ريب الخ‪EE E‬وف عن‪EE E‬د‬
‫الشخصية المحورية‪.‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو شيخ معمم ذا لحية بيضاء‪ ،‬يعتمد على عكاز أثن‪E‬اء مش‪E‬يته‪ ،‬وق‪E‬د أض‪E‬اف لن‪E‬ا الس‪E‬ارد‬
‫بعض المواص‪EE‬فات الخارجي‪EE‬ة له‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية بقول‪EE‬ه‪« :‬ولكن م‪EE‬ا لبث أن ثقب س‪EE‬معه ص‪EE‬وت‬
‫هادر عميق‪ ،...‬فإذا به يرى الش‪EE‬يخ المعمم ذا اللحي‪EE‬ة البيض‪EE‬اء‪ ،‬يع‪EE‬دو خلف‪EE‬ه‪ ،‬ولكن قف‪EE‬زا على‬
‫عكازه‪ ،‬باسطا ذراعه نحوه‪ ،‬فاغرا فاه يردد‪...‬السارق‪...‬أوقفوه‪.1»...‬‬

‫البعدين النفسي واالجتماعي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بالنسبة للبعدين النفسي واالجتماعي فلم يتطرق إليهما السارد في نصه‪.‬‬

‫شخصيةـ الشيخ فرفور‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬ينظر ‪،‬سهيل ادريس ‪،‬الخندق الغميق ‪،‬ص ‪16‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫شخصية بسيطة جاءت في الرواية كعنصر للضحك والتسلية‪.‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي والنفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم يورد السارد أي معلومات حول هاذين البعدين‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الش‪E‬يخ فرف‪E‬ور في بداي‪E‬ة ظه‪E‬وره في النص ج‪E‬اء على أن‪E‬ه معلم بحيث أس‪E‬ندت إلي‪E‬ه من ط‪E‬رف‬
‫إدارة المعه ‪EE‬د ال ‪EE‬ديني وظيف ‪EE‬ة ت ‪EE‬دريس األدب لطالب المعه ‪EE‬د‪ ،‬تص ‪EE‬رفاته جعلت من ‪EE‬ه عنص ‪EE‬را‬
‫يبعث للتس‪EE‬لية والض‪EE‬حك ليتض‪EE‬ح بع‪EE‬د ذل‪EE‬ك أن ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية ليس‪EE‬ت إال نج‪EE‬ارا في دمش‪EE‬ق‪ ،‬تم‬
‫إعف‪EE‬اؤه بع‪EE‬د ف‪EE‬ترة من مهم‪EE‬ة الت‪EE‬دريس‪ ،‬وأنيطت ل‪EE‬ه مهم‪EE‬ة المحافظ‪EE‬ة على خ‪EE‬زائن الم‪EE‬ؤن في‬
‫المعهد‪ «:‬كان شيخنا قيما على غذاء عقولنا فأصبح اآلن قيما على غذاء بطوننا»‪.1‬‬

‫شخصيةـ وسيم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو األخ األصغر للبطل "سامي" لم يكن له دور بارز في الرواية‪.‬‬

‫شخصيةـ سميح‪:‬ـ‬ ‫‪‬‬

‫هو األخ األصغر لسميا‪ ،‬لم يكن لهذه الشخصية دورا ملحوظا في الرواية‪.‬‬

‫نستنتج من خالل ما تقدم ذكره أن الشخصيات المسطحة ال‪E‬تي ق‪E‬دمها لن‪E‬ا الس‪E‬ارد في الرواي‪EE‬ة‬
‫هي شخصيات ثابتة‪ ،‬ولم يضف حضورها أي إضافات جديدة في بنية الحدث‪.‬‬

‫ك)الشخصيات النامية‪:‬‬

‫شخصيةـ فوزي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سهيل ادريس ‪،‬الخندق الغميق ‪،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪1‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫شخص ‪EE‬ية معق ‪EE‬دة‪ ،‬وذات طب ‪EE‬اع متغ ‪EE‬يرة‪ ،‬شخص ‪EE‬ية متناقض ‪EE‬ة في س ‪EE‬لوكاتها‪،‬فت ‪EE‬ارة يحيلن ‪EE‬ا‬
‫السارد إلى إشارات ت‪E‬دل على طيبت‪E‬ه‪ ،‬ولكن‪E‬ه م‪E‬ا يك‪E‬اد أن ي‪E‬ذكر دالالت متناقض‪E‬ة تمام‪E‬ا وذل‪E‬ك‬
‫م‪EE‬ا نلمح‪EE‬ه في المقط‪EE‬ع اآلتي‪« :‬وجع‪EE‬ل يتس‪EE‬اءل في ح‪EE‬يرة عن طبيع‪EE‬ة ف‪EE‬وزي المتناقض‪EE‬ة‪ ،‬فه‪EE‬و‬
‫يب‪EE E E‬دو ل‪EE E E‬ه ت‪EE E E‬ارة ش‪EE E E‬ريرا يس‪EE E E‬عى إلى األذى‪،‬ويب‪EE E E‬دو ل‪EE E E‬ه ت‪EE E E‬ارة أخ‪EE E E‬رى عطوف‪EE E E‬ا يب‪EE E E‬ذل ال‪EE E E‬ود‬
‫والمحبة ‪.1»...‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم يردن‪EE‬ا الكث‪E‬ير عن البن‪E‬اء الخ‪EE‬ارجي للشخص‪EE‬ية‪ ،‬ورد في مقط‪E‬ع وص‪EE‬ف وج‪EE‬ه ف‪E‬وزي وعين‪EE‬اه‬
‫وهو سكران «خرج فوزي ممتقع الوجه‪ ،...‬رفع إلينا عينين محمرتين شاردتين»‪.2‬‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن أول ما بدا لنا من تن‪E‬اقض في الرس‪E‬م ال‪E‬داخلي للشخص‪E‬ية ‪ ،‬ه‪E‬و م‪E‬ا الحظن‪E‬اه في تص‪E‬رفات‬
‫و سلوكيات الشخصية ‪ ،‬فتارة نجد في شخص‪EE‬ية ف‪E‬وزي ذل‪EE‬ك الش‪E‬اب ال‪EE‬ذي يمتأل كيان‪E‬ه ب‪EE‬روح‬
‫األخ ‪EE‬وة و المحب ‪EE‬ة ‪ «:‬ولع ‪EE‬ل أخ ‪EE‬اه ق ‪EE‬رأ في عيني ‪EE‬ه العج ‪EE‬ز و االس ‪EE‬تنجاد و الش ‪EE‬كوى ‪ ،‬ف ‪EE‬إذا ه ‪EE‬و‬
‫يهجم على جماعة الصبيان‪،‬و بك‪E‬ل الض‪E‬ربات و الص‪E‬فعات بك‪E‬ل م‪E‬ا أتت ي‪E‬داه»‪،3‬ليتن‪E‬اقض م‪E‬ع‬
‫مرور األحداث في الرواية مع نفس‪E‬ه و يستش‪EE‬عر دالل‪E‬ة الغ‪E‬يرة اتج‪E‬اه أخي‪EE‬ه س‪EE‬امي ال‪E‬ذي أحس‬
‫انه استعلى عليه حينما أصبح شيخا‪،‬كما انه قد صار محل اهتمام كل األسرة و المجتم‪EE‬ع م‪EE‬ا‬

‫‪1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪2‬ينظر سهيل ادريس‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫تس‪EE‬بب في ت‪EE‬راكم االض‪EE‬طرابات النفس‪EE‬ية ل‪EE‬دى الشخص‪EE‬ية‪ ،‬فمن خالل تتبعن‪EE‬ا للمس‪EE‬ار ال‪EE‬داخلي‬
‫للشخص‪EE‬ية اكتش‪EE‬فنا أنه‪EE‬ا ق‪EE‬د أص‪EE‬بحت تص‪EE‬در س‪EE‬لوكات س‪EE‬لبية‪ ،‬فنج‪EE‬د أن البط‪EE‬ل س‪EE‬امي ق‪EE‬د راح‬
‫يص‪EE‬فه بالدس‪EE‬اس و الحق‪EE‬ير‪«:‬ففاج‪EE‬أ أخ‪EE‬اه ف‪EE‬وزي واقف‪EE‬ا عن‪EE‬ده يتلص‪EE‬ص و يتس‪EE‬مع‪،‬فق‪EE‬ذف وجه‪EE‬ه‬
‫يقول‪ :‬دس‪E‬اس حق‪E‬ير»‪، 1‬و أثن‪E‬اء تق‪E‬دمنا في الرواي‪E‬ة‪،‬الحظن‪E‬ا أن شخص‪E‬ية ف‪E‬وزي هي شخص‪E‬ية‬
‫حساسة تحمل في جوهرها معاني للحب و التأثر و هذا ما بدا جلي‪EE‬ا في المقط‪EE‬ع ال‪EE‬ذي أورده‬
‫لن ‪EE‬ا الس ‪EE‬ارد بقول ‪EE‬ه ‪«:‬س ‪EE‬امحني ي ‪EE‬ا أخي لق ‪EE‬د كنت قاس ‪EE‬يا مع ‪EE‬ك‪ ،‬و فتح عيني ‪EE‬ه ينظ ‪EE‬ر إلى أخي ‪EE‬ه‬
‫ف‪EE‬يرى في عيني‪EE‬ه الحن‪EE‬و و االنكس‪EE‬ار»‪، 2‬لق‪EE‬د ك‪EE‬ان لج‪EE‬و األس‪EE‬رة و مش‪EE‬اكلها الت‪EE‬أثير األك‪EE‬بر على‬
‫تصرفات و سلوكات الشخصية‪،‬فقد اخذ من المالهي و المراقص ملج‪EE‬أ يقص‪EE‬ده لله‪EE‬روب من‬
‫مش‪EE‬اكلهم الشخص‪EE‬ية‪،‬لكن‪EE‬ه س‪EE‬رعان م‪EE‬ا أدرك أن ه‪EE‬ذا الن‪EE‬وع من األم‪EE‬اكن المش‪EE‬بوهة م‪EE‬ا ه‪EE‬و إال‬
‫ش ‪EE E E‬بكة ال متناهي ‪EE E E‬ة من المش ‪EE E E‬اكل ‪،‬و أن العائل ‪EE E E‬ة هي المق ‪EE E E‬ر الوحي ‪EE E E‬د لل ‪EE E E‬دفيء و األم ‪EE E E‬ان و‬
‫الس‪E‬كينة ‪ «:‬و م‪E‬ا لبثت أن رأيت أخي األك‪E‬بر يحي‪E‬ط بذراعي‪E‬ه عن‪E‬ق س‪E‬امي ويجذب‪E‬ه إلي‪E‬ه ليقبل‪E‬ه‬
‫في وجنتيه‪،‬ثم يلتفت إلينا و الدموع في عينيه‪...‬إنني خجل مما قمت ب‪E‬ه‪،‬و م‪EE‬ا س‪EE‬ببته لكم من‬
‫‪3‬‬
‫متاعب و هموم»‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ه‪EE‬و األخ األك‪EE‬بر للشخص‪EE‬ية المحوري‪EE‬ة "س‪EE‬امي"‪ ،‬يعم‪EE‬ل في متج‪EE‬ر‪ ،‬شخص‪EE‬ية متناقض‪EE‬ة‪ ،‬ع‪EE‬اش‬
‫فترة قاس‪E‬ية في حيات‪EE‬ه وذل‪E‬ك عن‪E‬دما قادت‪EE‬ه نفس‪E‬ه نح‪E‬و طري‪EE‬ق المحرم‪E‬ات «ان‪E‬ه يظن أن‪EE‬ك ش‪E‬اب‬
‫صالح‪...‬وال يعلم أنك وحدك الفاسد الذي يشرب الخمر‪ ،‬ويعاشر الراقصات وينفق ماله في‬
‫المواخ ‪EE‬ير‪ ،4»...‬ولكن بفض ‪EE‬ل أس ‪EE‬رته ال ‪EE‬تي أم ‪EE‬دت ل ‪EE‬ه ي ‪EE‬د المس ‪EE‬اعدة اس ‪EE‬تطاع أن يخ ‪EE‬رج من‬

‫‪1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 71‬‬


‫‪2‬المصدر نفسه ‪،‬ص‪. 82‬‬
‫‪3‬ينظر‪ ،‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪، ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪4‬ينظر‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫قوقعة الفساد‪ ،‬ليعود إلى حضن العائلة بشخصية متغيرة‪« :‬أما فوزي فقد الحظنا جميعا أن‪EE‬ه‬
‫هدوءا‪ ،‬ومالزمة للبيت‪ ،‬وحرصا على إرضاء أبي وأمي»‪.1‬‬
‫ً‬ ‫قد أصبح أكثر‬

‫شخصيةـ عبد الكريم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫طالب في المعهد الديني وزميل للشخصية البطلة "سامي"‪،‬قدمها لنا الس‪EE‬ارد في ص‪EE‬ورة‬
‫غريب‪EE‬ة ومعق‪EE‬دة‪،‬و ذل‪EE‬ك من خالل التص‪EE‬رفات و الس‪EE‬لوكات ال‪EE‬تي ك‪EE‬انت تق‪EE‬وم به‪EE‬ا في الرواي‪EE‬ة‪،‬‬
‫وال‪EE‬تي أش‪EE‬ار لن‪EE‬ا فيم‪EE‬ا بع‪EE‬د الس‪EE‬ارد ب‪EE‬أن ه‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية تع‪EE‬اني من أم‪EE‬راض عقلي‪EE‬ة‪ ،‬ولكن بع‪EE‬د‬
‫تسارع األحداث والمضي في الرواية تماثل للشفاء ورجع لجو الدراسة‪ ،‬بشخصية مختفلة‪.‬‬

‫‪-‬أبعادها‪:‬‬

‫البعد الجسمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد جاء في نص الخندق الغمي‪EE‬ق أن عب‪EE‬د الك‪EE‬ريم ك‪EE‬ان ش‪EE‬رها غاي‪EE‬ة الش‪EE‬راهة يلتهم طعام‪EE‬ه في‬
‫دق ‪EE‬ائق‪ ،‬ولق ‪EE‬د أورد الس ‪EE‬ارد ب ‪EE‬ان ه ‪EE‬ذا النهم يتجلى في عيني ‪EE‬ه‪« :‬إذ كانت ‪EE‬ا تجحظ ‪EE‬ان‪ ،‬وتتس ‪EE‬عان‪،‬‬
‫وينبعث منهما نور غريب»‪.2‬‬

‫البعد النفسي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يب ‪EE‬دو من خالل نص ه ‪EE‬ذه الرواي ‪EE‬ة أن ه ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية‪ .‬ك ‪EE‬انت تع ‪EE‬اني من اض ‪EE‬طرابات نفس ‪EE‬ية‬
‫وعقلية وهذا ما يبرر تلك الحرك‪E‬ات العجيب‪E‬ة والغريب‪E‬ة ال‪E‬تي لم يج‪E‬د له‪E‬ا تفس‪E‬ير‪،‬كخروج‪E‬ه من‬
‫منتص‪EE‬ف ال‪EE‬درس من غ‪EE‬ير إذن‪،‬ونوم‪EE‬ه أثن‪EE‬اء ال‪EE‬درس ‪ ،...‬لكن‪EE‬ه عن‪EE‬دما نق‪EE‬ل لمش‪EE‬فى األم‪EE‬راض‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.159‬‬ ‫‪1‬‬

‫سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬


‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫العقلي‪EE‬ة وتلقي‪EE‬ه للعالج‪ ،‬ب‪EE‬دت علي‪EE‬ه عالم‪EE‬ات الراح‪EE‬ة النفس‪EE‬ية‪« :‬ك‪EE‬ان يب‪EE‬دو ان‪EE‬ه ق‪EE‬د ه‪EE‬دأ‪ ،‬و خب‪EE‬ا‬
‫ذلك النور الغريب الذي كان ينبعث من عينيه»‪.1‬‬

‫البعد االجتماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ط ‪EE E‬الب في المعه ‪EE E‬د ال ‪EE E‬ديني ك ‪EE E‬ان يع ‪EE E‬اني من بعض المش ‪EE E‬اكل النفس ‪EE E‬ية والعقلي ‪EE E‬ة‪،‬نق ‪EE E‬ل لمش ‪EE E‬فى‬
‫األم‪EE‬راض العقلي‪EE‬ة‪ ،‬وبع‪EE‬د ف‪EE‬ترة س‪EE‬رى نب‪EE‬أ تخريج‪EE‬ه من المفش‪EE‬ى وتعافي‪EE‬ه تمام‪EE‬ا‪،‬وأن‪EE‬ه س‪EE‬يلتحق‬
‫بزمالئ‪EE‬ه بع‪EE‬د بض‪EE‬عة أي‪EE‬ام‪،‬وأن‪EE‬ه ق‪EE‬د ت‪EE‬زوج‪« :‬حين ع‪EE‬اد عب‪EE‬د الك‪EE‬ريم‪ ،‬ك‪EE‬ان يحم‪EE‬ل م‪EE‬ع محفظت‪EE‬ه‬
‫كيسا كبيرا‪ ،‬وزع عليهم منه ملبس العرس»‪.2‬‬

‫من خالل م‪EE‬ا س‪EE‬بق ذك ‪EE‬ره نس‪EE‬تنتج أن الشخص‪EE‬يات النامي ‪EE‬ة هي شخص‪EE‬يات متغ ‪EE‬يرة ومتط ‪EE‬ورة‬
‫بحيث تنكشف مالمحها شيئا فشيئا‪ ،‬من خالل الرواية‪.‬‬

‫‪)2-2‬سميائيةـ أسماء الشخصيات( الرئيسيةـ و الثانوية )‪:‬‬

‫شخصيةـ سامي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لق‪EE‬د اخت‪EE‬ار الس‪EE‬ارد ه‪EE‬ذا االس‪EE‬م له‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية ليحمل‪EE‬ه مجموع‪EE‬ة من ال‪EE‬دالالت‪ ،‬فالتس‪EE‬مية في‬
‫تراثنا العربي سمات ودالالت‪.‬‬

‫ورد مع‪EE E E E‬نى ه‪EE E E E‬ذا االس‪EE E E E‬م في ق‪EE E E E‬اموس األس‪EE E E E‬ماء العربي‪EE E E E‬ة لش‪EE E E E‬فيق األرن‪EE E E E‬اؤوط على ان‪EE E E E‬ه‬
‫الشخص‪«:‬العالي رفيع المستوى »‪، 3‬كما تم توضيح اسم سامي في ق‪EE‬اموس مع‪EE‬اني األس‪EE‬ماء‬
‫على انه‪ «:‬اسم من أصول عربية يتم إطالقه على المولود الذكر ‪،‬و معن‪EE‬اه الش‪EE‬يء الع‪EE‬الي و‬
‫المرتف‪EE‬ع ‪،‬ويطل‪EE‬ق كص‪EE‬فة للش‪EE‬خص من ب‪EE‬اب التف‪EE‬اخر ‪،‬إض‪EE‬افة إلى ذل‪EE‬ك ف‪EE‬إن مع‪EE‬نى اس‪EE‬م س‪EE‬امي‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫لمصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬شفيق االرناؤوط ‪،‬قاموس األسماء العربية "دراسة شاملة لألسماء العربية و معانيها"‪،‬دار العلم للماليين مؤسسة ثقافية‬
‫للتأليف و الترجمة و النشر‪،‬بيروت لبنان ‪،‬ط ‪،2،1989‬ص ‪.52‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫أيض ‪EE E‬ا الش ‪EE E‬خص النبي ‪EE E‬ل ‪،‬و في اللغ ‪EE E‬ة العربي ‪EE E‬ة ه ‪EE E‬و ص ‪EE E‬فة من الفع ‪EE E‬ل يس ‪EE E‬مو أي ‪«:‬ارتف ‪EE E‬ع و‬
‫عال‪،‬يتم‪EE‬يز حام‪EE‬ل ه‪EE‬ذا االس‪EE‬م بقدرت‪EE‬ه على تحم‪EE‬ل مش‪EE‬اق الحي‪EE‬اة ‪،‬و بأن‪EE‬ه طم‪EE‬وح يس‪EE‬عى دائم‪EE‬ا‬
‫لتحقي‪E‬ق ك‪E‬ل م‪E‬ا يحلم ب‪E‬ه‪،‬شخص‪E‬ية ذكي‪E‬ة و متفائل‪E‬ة و إيجابي‪E‬ة و ه‪E‬ذا م‪E‬ا يس‪E‬اعده في إنج‪E‬اح ك‪E‬ل‬
‫ما يخطط له»‪.1‬‬

‫من خالل م‪E‬ا س‪E‬بق ذك‪E‬ره من دالالت اس‪E‬م ه‪E‬ذه الشخص‪E‬ية ‪،‬يمكنن‪E‬ا الق‪E‬ول ب‪E‬أن الق‪E‬اص لم‬
‫يكن اختي ‪EE‬اره الس ‪EE‬م ه ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية إعتباطي ‪EE‬ا‪،‬و يمكن توض ‪EE‬يح ذل ‪EE‬ك من خالل مجموع ‪EE‬ة من‬
‫ال ‪EE‬دالالت ال ‪EE‬تي تض ‪EE‬منها النص الس ‪EE‬ردي ح ‪EE‬ول الشخص ‪EE‬ية ‪،‬فق ‪EE‬د ك ‪EE‬ان س ‪EE‬امي ش ‪EE‬غوفا بمطالع ‪EE‬ة‬
‫الكتب خاص ‪EE‬ة األدبي ‪EE‬ة منه ‪EE‬ا ال ‪EE‬تي ك ‪EE‬اد أن يص ‪EE‬بح ج ‪EE‬زءا منه ‪EE‬ا مم ‪EE‬ا نم ‪EE‬ا س ‪EE‬عة ثقافت ‪EE‬ه و زاده‬
‫المعرفي فقام بكتاب‪EE‬ة بعض القص‪EE‬ص ‪،‬كم‪E‬ا ق‪E‬ام بترجم‪E‬ة رواي‪EE‬ة فرنس‪EE‬ية "م‪EE‬ولن الكب‪E‬ير"‪،...‬بع‪EE‬د‬
‫تحص‪EE‬له على الش‪EE‬هادة الجامعي‪EE‬ة عق‪EE‬د تص‪EE‬ميمه على االلتح‪EE‬اق بإح‪EE‬دى الكلي‪EE‬ات الكب‪EE‬يرة ليت‪EE‬ابع‬
‫دراسته المدنية ‪،‬من هنا أحس ب‪E‬ان ق‪E‬دره أص‪E‬بح في ي‪E‬ده و أن علي‪E‬ه أن يش‪E‬ق طريق‪E‬ه بأظ‪E‬افره‬
‫في ال ‪EE‬دروب المجهول ‪EE‬ة ‪،‬عم ‪EE‬ل بص ‪EE‬حيفة ت ‪EE‬درب من خالله ‪EE‬ا على ترجم ‪EE‬ة بعض المق ‪EE‬االت و‬
‫على تص ‪EE‬حيح التج ‪EE‬ارب‪ ،‬لي ‪EE‬درك بع ‪EE‬د ذل ‪EE‬ك أن الص ‪EE‬حافة ب ‪EE‬اتت هي هدف ‪EE‬ه ال ‪EE‬ذي ك ‪EE‬ان يص ‪EE‬بو‬
‫له ‪«:‬إنني أحب الصحافة و اؤمن برس‪EE‬التها و أتم‪E‬نى يوم‪EE‬ا أن أك‪E‬ون نص‪E‬احب ص‪EE‬حيفة أؤدي‬
‫فيه‪EE‬ا عمال مفي‪EE‬دا لب‪EE‬ني ق‪EE‬ومي‪...‬و له‪EE‬ذا تس‪EE‬اورني رغب‪EE‬ة ش‪EE‬ديدة في أن أس‪EE‬افر لفرنس‪EE‬ا لدراس‪EE‬ة‬
‫الصحافة في العام القادم‪ ،2»...‬عق‪E‬د س‪E‬امي عزم‪EE‬ه على أن ال يث‪E‬ني عن هدف‪EE‬ه وال يق‪E‬ف دون‬
‫بلوغ‪EE E E‬ه‪ «.‬و وقفن‪EE E E‬ا على رص‪EE E E‬يف المرف‪EE E E‬أ نتطل‪EE E E‬ع الى الب‪EE E E‬اخرة ال‪EE E E‬تي س‪EE E E‬تحقق ل‪EE E E‬ه الرحل‪EE E E‬ة‬
‫المنشودة»‪. 3‬‬

‫نالح ‪EE‬ظ من خالل م ‪EE‬ا تق ‪EE‬دم ذك ‪EE‬ره أن الس ‪EE‬ارد ق ‪EE‬د ق ‪EE‬ام بمطابق ‪EE‬ة الشخص ‪EE‬ية م ‪EE‬ع دالالته ‪EE‬ا‬
‫اللغوية في هذا النص السردي‪.‬‬

‫‪www.almaany.com1‬‬
‫‪2‬ينظر‪ ،‬سهيل ادريس الخندق الغميق ‪.160،‬‬
‫‪3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫شخصيةـ سميا‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ورد في قاموس األسماء العربية والمعرب‪EE‬ة وتفس‪EE‬ير معانيه‪EE‬ا مع‪EE‬نى س‪E‬ميا‪،‬و ال‪EE‬ذي ج‪E‬اء‪«:‬بأنه‪E‬ا‬
‫تص ‪EE E‬غير اس ‪EE E‬م رفع‪EE E‬ة»‪، 1‬كم‪EE E‬ا ورد لق ‪EE E‬اموس األس ‪EE E‬ماء العربي ‪EE E‬ة ألرن ‪EE E‬اؤوط بأن‪EE E‬ه ‪ «:‬تص‪EE E‬غير‬
‫سامية‪،‬و هي العالية‪،‬و اسم صحابية »‪"، 2‬سميا هو اسم علم مؤنث أصله عربي ‪،‬و ه‪E‬و اس‪EE‬م‬
‫مصغر من سمة و هي العالمة المميزة ‪ ،‬وه‪EE‬و من الفع‪EE‬ل وس‪EE‬م‪ ،‬و وس‪EE‬م أي م‪EE‬يز و علم ‪ ،‬و‬
‫س‪EE‬ميا هي المم‪EE‬يزة ‪ ،‬و اش‪EE‬رف من تس‪EE‬مت بس‪EE‬مية في الت‪EE‬اريخ اإلس‪EE‬المي "هي س‪EE‬مية أم عم‪EE‬ار‬
‫بن ياسر رضي اهلل عنهم أول شهيدة في اإلسالم" ‪ ،‬و س‪E‬يمة هي إنس‪E‬انة مم‪E‬يزة تحب التم‪E‬يز‬
‫في كل شيء ‪ ،‬عميقة التفكير و ال تحب السطحيين "‪.3‬‬

‫من خالل نص الرواي‪EE‬ة يمكن الق‪EE‬ول ب‪EE‬ان الس‪EE‬ارد جس‪EE‬د مع‪EE‬اني ودالالت ه‪EE‬ذا االس‪EE‬م في البع‪EE‬د‬
‫الف‪EE‬يزيولوجي للشخص‪EE‬ية‪ ،‬فق‪EE‬د راح يرس‪EE‬م الق‪EE‬اص العالم‪EE‬ات المم‪EE‬يزة لجم‪EE‬ال س‪EE‬ميا‪« :‬إذ ارتف‪EE‬ع‬
‫من ش ‪EE E E‬رفة الط ‪EE E E‬ابق األعلى ص ‪EE E E‬وت رقي ‪EE E E‬ق‪ ،...‬ورف ‪EE E E‬ع نظ ‪EE E E‬ره‪ ،‬ف ‪EE E E‬رأى عي ‪EE E E‬نين كب ‪EE E E‬يرتين‬
‫س ‪EE E‬وداوين‪ ،...‬وال يلبث رأس ص ‪EE E‬احبتهما ذو الش ‪EE E‬عر الطوي ‪EE E‬ل األس ‪EE E‬ود أن ينح ‪EE E‬ني انحن ‪EE E‬اءة‬
‫يسيرة‪ ،‬ثم تشجع ونظر إليها نظرة أطول‪ ،‬فاخ‪EE‬ذ بجم‪EE‬ال وجهه‪EE‬ا المس‪EE‬تدير الناص‪EE‬ع‪ ،‬المش‪EE‬رب‬
‫الوجنتين بحمرة طبيعية رقيقة»‪. 4‬‬

‫مما سبق يمكن القول بأنه يوجد توافق بين الشخصية ودالالتها اللغوية‪.‬‬

‫شخصيةـ هدى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫«توج‪EE E‬د الكث‪EE E‬ير من المع‪EE E‬اني الخاص‪EE E‬ة باس‪EE E‬م ه‪EE E‬دى وال‪EE E‬تي ورد ذكره‪EE E‬ا في ق‪EE E‬اموس مع‪EE E‬اني‬
‫األس‪EE‬ماء‪ ،‬فمع‪EE‬نى اس‪EE‬م ه‪EE‬دى ه‪EE‬و الرش‪EE‬اد والبي‪EE‬ان والطري‪EE‬ق الق‪EE‬ويم والطاع‪EE‬ة والتق‪EE‬وى والح‪EE‬ق‪،‬‬
‫ويستحض ‪EE‬ر االس ‪EE‬م كاس ‪EE‬م علم م ‪EE‬ؤنث وه ‪EE‬و من أص ‪EE‬ل ع ‪EE‬ربي‪ ،‬باإلض ‪EE‬افة الى كون ‪EE‬ه ذا ط ‪EE‬ابع‬

‫‪1‬حنة نصر الحي‪ ،‬قاموس األسماء المعربة وتفسير معانيها‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪ ،2002 ،3‬ص ‪.87‬‬
‫‪2‬شفيق االرناؤوط ‪،‬قاموس األسماء العربية "دراسة شاملة لألسماء العربية و معانيها"‪. 123.‬‬
‫‪.https/www.thakafnasak.com3‬‬
‫‪4‬ينظر‪ ،‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.62-61‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫إس‪EE‬المي‪ ،‬تتم‪EE‬يز حامل‪EE‬ة ه‪EE‬ذا االس‪EE‬م بكونه‪EE‬ا شخص‪EE‬ية طموح‪EE‬ة ودائم‪EE‬ا تس‪EE‬عى لتحس‪EE‬ين حياته‪EE‬ا‪،‬‬
‫طيب‪EE‬ة القلب وال تت‪EE‬أخر في مس‪E‬اعدة اآلخ‪EE‬رين‪ ،‬ص‪E‬بورة وتتحم‪EE‬ل المس‪E‬ؤولية ح‪E‬تى و إن ك‪E‬انت‬
‫صعبة‪ ،‬شخصية هادئة ولينة الطباع‪ ،‬كما أنها تتميز بعقلها الراجح وآرائها الصائبة»‪.1‬‬

‫من خالل دراس‪EE E‬تنا للرواي‪EE E‬ة الحظن‪EE E‬ا ب‪EE E‬ان الس‪EE E‬ارد ق‪EE E‬د أرف‪EE E‬ق ال‪EE E‬دالالت الس‪EE E‬ابق ذكره‪EE E‬ا‬
‫بالشخص‪EE‬ية الروائي‪EE‬ة‪ ،‬فق‪EE‬د ك‪EE‬انت شخص‪EE‬ية ه‪EE‬دى في النص الس‪EE‬ردي ممتثل‪EE‬ة لألخالق الحس‪EE‬نة‪،‬‬
‫شخص ‪EE‬ية رص ‪EE‬ينة وتل ‪EE‬تزم ك ‪EE‬ل ح ‪EE‬دود الحش ‪EE‬مة‪ ،‬له ‪EE‬ا عالق ‪EE‬ات طيب ‪EE‬ة م ‪EE‬ع من حوله ‪EE‬ا‪ ،‬كم ‪EE‬ا أن‬
‫الس‪EE‬ارد ق‪EE‬د أض‪EE‬اف ص‪EE‬فات أخ‪EE‬رى له‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية وهي الحب وروح التض‪EE‬حية «وص‪EE‬ممت‬
‫على أن أضحى بنفسي أن لزم األمر‪،‬ألتيح لسامي أن يحقق هدفه وفكرت في ان‪EE‬ه لن يك‪EE‬ون‬
‫عسيرا على أن أجد وظيفة للتدريس بحيث أعين األسرة على نفقاتها‪ ،‬وقد أس‪EE‬اعد س‪EE‬امي إذا‬
‫احتاج مساعدتي»‪.2‬‬

‫مما سبق يتضح لنا أن هناك تناسق وتطابق بين الشخصية ومعناها اللغوي‪.‬‬

‫شخصيةـ رفيق‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ورد مع‪EE E‬نى اس‪EE E‬م رفي‪EE E‬ق في المعجم الوس‪EE E‬يط على ان‪EE E‬ه «اللين الج‪EE E‬انب‪:‬نق‪EE E‬ول ه‪EE E‬و رفي‪EE E‬ق ب‪EE E‬ه‬
‫والمراف ‪EE‬ق أو الص ‪EE‬احب‪ ،‬من ‪EE‬ه رفق ‪EE‬اء‪،‬ورف ‪EE‬اق‪ ،‬ومرت ‪EE‬ع رفي ‪EE‬ق‪ ،‬ليس بكث ‪EE‬ير‪،‬ويق ‪EE‬ال‪ :‬ه ‪EE‬ذا األم ‪EE‬ر‬
‫رفي‪EE‬ق ب‪EE‬ك وعلي‪EE‬ك‪:‬ن‪EE‬افع‪،‬والمراف‪EE‬ق‪ :‬من يراف‪EE‬ق ال‪EE‬رئيس أو القائ‪EE‬د ويالزم‪EE‬ه‪،‬و المرتف‪EE‬ق‪ :‬ك‪EE‬ل م‪EE‬ا‬
‫يرتف‪EEE‬ق ب‪EEE‬ه وينتف‪EEE‬ع‪،‬المرف‪EEE‬ق‪ :‬م‪EEE‬ا يرتف‪EEE‬ق ب‪EEE‬ه وينتف‪EEE‬ع ويس ‪EE‬تعان ب ‪EE‬ه»‪ .3‬كم ‪EE‬ا وردت داللت ‪EE‬ه في‬
‫ق‪EE‬واميس أخ‪EE‬رى مث‪EE‬ل‪ :‬ق‪EE‬اموس األس‪EE‬ماء العربي‪EE‬ة والمعرب‪EE‬ة وتفس‪EE‬ير معانيه‪EE‬ا «ب‪EE‬أن رفي‪EE‬ق ه‪EE‬و‬
‫صديق‪ ،‬مرافق‪ ،‬لطيف رحيم»‪.4‬‬

‫‪http/www.mouhtwa.com1‬‬
‫‪ ،2‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪3‬إبراهيم مصطفى ‪،‬عبد القادر و غيرهما ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪ ،‬المكتبة اإلسالمية للطباعة و النشر ‪ ،‬تركيا ‪ ،‬ج ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت‬
‫‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫‪4‬حنة نصر الحي‪ ،‬قاموس األسماء المعربة وتفسير معانيها‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫من خالل النص السردي الذي بين أيدينا– الخن‪E‬دق الغمي‪EE‬ق – نج‪E‬د أن توظي‪EE‬ف ال‪E‬راوي‬
‫لهذا االسم كان مطابق‪E‬ا للشخص‪E‬ية‪ ،‬فق‪E‬د جع‪E‬ل منه‪E‬ا الق‪E‬اص مج‪E‬اال رحب‪E‬ا للدالل‪E‬ة على الص‪E‬داقة‬
‫المثلى‪ ،‬ويمكن أن نوض ‪EE‬ح ذل ‪EE‬ك في مقط ‪EE‬ع أورده الس ‪EE‬ارد عن ه ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬ية بقول ‪EE‬ه‪«:‬كأنم ‪EE‬ا‬
‫أصبح رفيق مستودع عواطفه»‪.1‬‬

‫شخصيةـ عزيز‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪E‬اء مع‪E‬نى اس‪EE‬م عزي‪E‬ز في ق‪E‬اموس مع‪E‬اني األس‪EE‬ماء على أن‪E‬ه‪« :‬اس‪EE‬م علم م‪E‬ذكر ع‪EE‬ربي‪،‬‬
‫معن ‪EE‬اه الق ‪EE‬وي‪،‬الم ‪EE‬نيع‪ ،‬ذو األنف ‪EE‬ة‪،‬األبي‪،‬المل ‪EE‬ك‪،‬والش ‪EE‬يء الن ‪EE‬ادر الوج ‪EE‬ود‪،‬والعزي ‪EE‬ز لقب لبعض‬
‫المل‪EE‬وك ق‪EE‬ديما‪ ،‬مث‪EE‬ل العزي‪EE‬ز باهلل ن‪EE‬زار بن مع‪EE‬د‪ ،‬وع‪EE‬ادة م‪EE‬ا يك‪EE‬ون حام‪EE‬ل له‪EE‬ذا االس‪EE‬م ص‪EE‬احب‬
‫شخصية هجومية ومبادرة‪ ،‬محب للتسلية والفرفشة»‪.2‬‬

‫باالس‪EE‬تناد على نص‪EE‬نا الس‪EE‬ردي يمكن الق‪EE‬ول ب‪EE‬ان الس‪EE‬ارد ق‪EE‬د وف‪EE‬ق في اختي‪EE‬ار ه‪EE‬ذا االس‪EE‬م له‪EE‬ذه‬
‫الشخص ‪EE‬ية‪ ،‬فق ‪EE‬د تط ‪EE‬ابقت ه ‪EE‬ذه األخ ‪EE‬يرة م ‪EE‬ع دالالت س ‪EE‬ابقة ال ‪EE‬ذكر‪«:‬ك ‪EE‬ان محبوب ‪EE‬ا بين جمي ‪EE‬ع‬
‫رفاقه‪ ،‬لما كان يتمتع به من خلق رفيع‪ ،‬وخفة روح‪،‬وطالقة وجه »‪.3‬‬

‫شخصيةـ األم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم يض‪EE‬ع ال‪EE‬راوي له‪EE‬ذه الشخص‪EE‬ية اس‪EE‬ما‪ ،‬ب‪EE‬ل ق‪EE‬دمها للق‪EE‬ارئ بلف‪EE‬ظ القراب‪EE‬ة "األم "‪ ،‬وق‪EE‬د وردت‬
‫مع‪EEE‬اني كث ‪EE‬يرة عن األم‪ ،‬منه ‪EE‬ا م ‪EE‬ا ج ‪EE‬اء في ق‪EEE‬اموس المع ‪EE‬اني الج ‪EE‬امع‪ «:‬األم‪ :‬اس ‪EE‬م‪ .‬والجم ‪EE‬ع‬
‫أم‪EE E‬ات‪ .‬وأمه‪EE E‬ات الوال‪EE E‬دة‪ .‬وتطل‪EE E‬ق على الج‪EE E‬دة‪ ،‬م‪EE E‬تى اس‪EE E‬تعبدتم الن‪EE E‬اس وق‪EE E‬د ول‪EE E‬دتهم أمه‪EE E‬اتهم‬
‫أحرار"‪،.4‬فكلمة األم معناها الوالدة‪،‬و أم الش‪E‬يء أص‪E‬له‪ :‬فهي األص‪E‬ل ال‪E‬ذي يب‪E‬ذأ من‪E‬ه المجتم‪E‬ع‬
‫واألس ‪EE‬رة وال ‪EE‬وطن‪ :‬غالب ‪EE‬ا م ‪EE‬ا يرتب ‪EE‬ط لف ‪EE‬ظ األم ب ‪EE‬الحب والحن ‪EE‬ان والعط ‪EE‬ف‪ ،‬فهي س ‪EE‬ر الوج ‪EE‬ود‬
‫الذي يحملنا في جسده‪ ،‬وهي الحريصة دائما على بقاءنا والحفاظ على حياتنا»‪.‬‬

‫‪1‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪http/meaningnames.net2‬‬
‫‪ 3‬سهيل ادريس ‪ ،‬الخندق الغميق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪www.almaany.com4‬‬
‫سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬ ‫الفصل‬

‫من خالل نص رواي ‪EE‬ة الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق يمكن الق ‪EE‬ول ب ‪EE‬ان الق ‪EE‬اص ق ‪EE‬د ب ‪EE‬رع في تق ‪EE‬ديم دالالت‬
‫تتناسب وتتناسق مع هذه الشخصية‪ ،‬فق‪E‬د ك‪E‬انت طيل‪E‬ة ظهوره‪E‬ا في المتن الس‪E‬ردي تش‪E‬كل ك‪E‬ل‬
‫مع‪E‬اني األم اإليجابي‪E‬ة والحن‪E‬ون ال‪E‬تي تح‪E‬رص على أف‪E‬راد أس‪E‬رتها وتس‪E‬عى ق‪E‬در جه‪E‬دها لتوف‪E‬ير‬
‫حياة كريمة ممتلئة بالدفء والطمأنينة‪.‬‬

‫صفوة القول‪ :‬إن السارد في رواي‪E‬ة الخن‪E‬دق الغمي‪E‬ق ق‪E‬د اعتم‪E‬د على أس‪E‬ماء عربي‪E‬ة أي‬ ‫‪‬‬
‫ليست بغريبة على القارئ‪،‬وانه قد جعل لهذه الشخصيات أسماء دالالت متناس‪EE‬قة م‪EE‬ع‬
‫ما تؤديه في المتن الروائي‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬
‫بفض ‪EE E‬ل اهلل الواح ‪EE E‬د األح ‪EE E‬د أوال وبمجهودن ‪EE E‬ا المتواض‪E E E‬ع‪ E‬ثاني ‪EE E‬ا نك ‪EE E‬ون ق ‪EE E‬د وص ‪EE E‬لنا لطي‬
‫صفحات هذه الدراسة ليرسي قاربنا على جملة من النقاط‪:‬‬

‫ارتب‪EE E‬اط العن‪EE E‬وان بالس‪EE E‬يمائيات ألن‪EE E‬ه عالم‪EE E‬ة ‪ ،‬و الس‪EE E‬يميائيات كم‪EE E‬ا نعلم تهتم بعلم‬ ‫‪‬‬
‫العالمات‪.‬‬
‫استطاع العنوان أن يثبت أنه عالمة سميائية‪،‬وبالتالي كان المنهج المناسب لق‪EE‬راءة‬ ‫‪‬‬
‫هذه العالمة هو المنهج السميائي‪.‬‬
‫تنوعت الشخصيات الواردة في النص‪ ،‬وتفاوتت صفاتها وأفعالها وسلوكاتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اهتم الس ‪EE‬ارد في تقديم ‪EE‬ه لشخص ‪EE‬يات روايت ‪EE‬ه أك ‪EE‬ثر على الج ‪EE‬انب النفس ‪EE‬ي س ‪EE‬اهمت‬ ‫‪‬‬
‫وتنوعها في خلق عالقة فيما بينها ذات داللة سميائية‪.‬‬ ‫كثرة الشخصيات ّ‬
‫ق ‪EE E‬امت بعض الشخص ‪EE E‬يات بوظ ‪EE E‬ائف متع ‪EE E‬ددة داخ ‪EE E‬ل الس ‪EE E‬رد‪ ،‬فمن خالل الرواي ‪EE E‬ة‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق‪ -‬نج‪EE‬د أن الشخص‪EE‬ية المحوري‪EE‬ة وبعض الشخص‪EE‬يات الثانوي‪EE‬ة ق‪EE‬د‬
‫نهضت بدور الشخصية اإلستذكارية والنامية و الواصلة وكذا المتكررة‪.‬‬
‫إن الشخص‪EE‬يات داخ‪EE‬ل الرواي‪EE‬ة ك‪EE‬انت ذات تركيب‪EE‬ة بس‪EE‬يطة متداول‪EE‬ة في بيئتن‪EE‬ا‪ ،‬وق‪EE‬د‬ ‫‪‬‬
‫اخت ‪EE‬ار ال ‪EE‬راوي له ‪EE‬ذه الشخص ‪EE‬يات أس ‪EE‬ماء ذات دالالت متناقض ‪EE‬ة م ‪EE‬ع م ‪EE‬ا تؤدي ‪EE‬ه في‬
‫النص‪.‬‬
‫اس‪EE E‬تطاع الس‪EE E‬ارد من خالل المرجعي‪EE E‬ات والتقني‪EE E‬ات ال‪EE E‬تي وظفه‪EE E‬ا في نص‪EE E‬ه في أن‬ ‫‪‬‬
‫يعطي للق ‪EE‬ارئ حقّ ‪EE‬ه‪ ،‬كم‪EE‬ا وفّ ‪EE‬ر ل ‪EE‬ه ك ‪EE‬ل الظ ‪EE‬روف ال ‪EE‬تي تس ‪EE‬اعده على تفكي ‪EE‬ك النص‬
‫وملئ فراغه بعد القراءة والتحليل‪.‬‬
‫لق ‪EE‬د ص ‪Eّ E‬ور لن ‪EE‬ا س ‪EE‬هيل إدريس في روايت ‪EE‬ه‪-‬الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق‪ -‬انتق ‪EE‬اال اجتماعي ‪EE‬ا من‬ ‫‪‬‬
‫خالل تجربته الخاصة أو تجربة األسرة التي اتخذها له نموذج‪EE‬ا‪،‬ويمكن الق‪EE‬ول إن‪EE‬ه‬

‫ق‪EE‬د ُوفِّ َ‬
‫ق في تص‪EE‬وير ه‪EE‬ذا االنتق‪EE‬ال ذل‪EE‬ك بأن‪EE‬ه ق‪EE‬د ش‪Eّ E‬بع روايت‪EE‬ه بالحرك‪EE‬ة وباللّمس‪EE‬ات‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪‬رواي‪EE‬ة الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق هي تص‪EE‬وير حي ألجي‪EE‬ال عاش‪EE‬رت خل‪EE‬ق س‪EE‬جق كثيف‪EE‬ة من‬
‫أن‬
‫العادات القديمة والتقاليد المتحج‪EE‬رة لتنفتح بغت‪EE‬ة على الع‪E‬الم األوس‪EE‬ع في‪E‬درك ّ‬
‫م‪EE E E E‬ا من مقدس‪EE E E E‬ات في األرض غ‪EE E E E‬ير أش‪EE E E E‬واق اإلنس‪EE E E E‬ان إلى المعرف‪EE E E E‬ة‪ ،‬إلى‬
‫االنطالق‪ ،‬إلى الحرية‪.‬‬

‫و في األخ‪EE‬ير نتم‪EE‬نى أن نك‪EE‬ون ق‪EE‬د ألممن‪EE‬ا بك‪EE‬ل ج‪EE‬وانب الموض‪EE‬وع‪ ،‬ف‪EE‬اتحين المج‪EE‬ال لدراس‪EE‬ات‬
‫أخرى على هذه الرواية ‪ ،‬فمهما وصل اإلنسان إلى درجات العلم يبقى فقيرا إلى اهلل يسعى‬
‫إلى تحص‪EE E‬يل ال‪EE E‬زاد المع‪EE E‬رفي ‪ ،‬و يبقى الكم‪EE E‬ال هلل وح‪EE E‬ده ع‪EE E‬ز وج‪EE E‬ل ‪ ،‬فنس‪EE E‬أل اهلل الثب‪EE E‬ات‬
‫والتوفيق‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪)1‬القرآن الكريم برواية ورش‪.‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )2‬اب‪EE‬راهيم انس و آخ‪EE‬رون ‪ ،‬المعجم الوس‪EE‬يط ‪ ،‬مكتب‪EE‬ة الش‪EE‬روق الدولي‪EE‬ة ‪ ،‬الق‪EE‬اهرة ‪ ،‬ط‪، 4‬‬
‫‪.2004‬‬

‫‪ )3‬اب‪EE‬راهيم مص‪EE‬طفى و آخ‪EE‬رون ‪ ،‬المعجم الوس‪EE‬يط ‪ ،‬المكتب‪EE‬ة اإلس‪EE‬المية للطباع‪EE‬ة والنش‪EE‬ر و‬


‫التوزيع ‪ ،‬تركيا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬دط‪ ،‬د ت ‪.‬‬

‫‪ )4‬أبي الفض ‪EE‬ل جم ‪EE‬ال ال ‪EE‬دين بن مك ‪EE‬رم ابن منظ ‪EE‬ور اإلف ‪EE‬ريقي‪ ،‬لس ‪EE‬ان الع ‪EE‬رب‪ ،‬دار ص ‪EE‬ادر‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1،1997‬‬

‫‪ )5‬أحمد عمر مختار ‪ ،‬دراسة الصوت اللغوي ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دط ‪. 1987 ،‬‬

‫‪ )6‬أحمد عمر مختار‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

‫‪)7‬لف‪EE‬يروز آب‪EE‬ادي ‪ ،‬الق‪EE‬اموس المحي‪EE‬ط ‪ ،‬مؤسس‪EE‬ة الرس‪EE‬الة تحقي‪EE‬ق مكتب ال‪EE‬تراث في مؤسس‪EE‬ة‬
‫الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان أ ط‪. 1978 ، 6‬‬

‫‪ )8‬امرئ القيس ‪ ،‬الديوان ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬د ب ‪ ،‬د ط ‪. 1984 ،‬‬

‫‪ )9‬أمين‪EE‬ة ف‪EE‬زازي‪ ،‬س‪EE‬يميائية الشخص‪EE‬ية في تغريب‪EE‬ة ب‪EE‬ني هالل ‪ ،‬دار الكتب الح‪EE‬ديث ‪،‬الق‪EE‬اهرة‬
‫ط‪. 2012 ، 1‬‬

‫‪)10‬برن‪EE‬ار توس‪EE‬ان ‪ ،‬م‪EE‬اهي الس‪EE‬يميولوجيا ‪ ،‬ت‪EE‬ر‪ :‬محم‪EE‬د نظي‪EE‬ف ‪ ،‬إفريقي‪EE‬ا الش‪EE‬رق ‪ ،‬المغ‪EE‬رب ‪،‬‬
‫ط‪. 2000 ،2‬‬

‫‪)11‬بسام قطوس ‪ ،‬سيمياء العنوان ‪ ،‬وزارة الثقافة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪،‬ط‪. 2001 ، 1‬‬

‫‪ )12‬بول ريكور ‪ ،‬الزمان و السرد ‪ ،‬التصوير في القصص الس‪EE‬ردي ‪ ،‬ت‪EE‬ر ‪ :‬فالح رحيم ‪،‬‬
‫دار الكتاب الجديدة إفرنجي ‪ ،‬ط‪.2006 ، 1‬‬

‫‪ )13‬جم‪EE‬ال ال‪EE‬دين ال‪EE‬زيلعي‪ ،‬تخ‪EE‬ريج األح‪EE‬اديث الواقع‪EE‬ة في تفس‪EE‬ير الكش‪EE‬اف للزمخش‪EE‬ري‪ ،‬دار‬
‫بن خزيمة‪،‬الرياض‪ ،‬ط‪.1،2006‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )14‬جميل حميداوي ‪ ،‬سيميوطيقا العنوان ‪ ،‬دار طوبقال للنشر ‪ ،‬ال‪E‬دار البيض‪E‬اء ‪ ،‬المغ‪E‬رب‬
‫‪ ،‬ط‪. 2015 ، 1‬‬

‫‪ )15‬جويدة حماشي ‪ ،‬بناء الشخصية مقاربة في الس‪EE‬رديات ‪ ،‬منش‪EE‬ورات األوراس ‪ ،‬د ب ‪،‬‬
‫د ط ‪. 2007،‬‬

‫‪ )16‬جيرالد الدبرنس ‪ ،‬قاموس السرديات ‪ ،‬تر‪ :‬السيد إمام ‪ ،‬ميريت للنش‪EE‬ر و المعلوم‪EE‬ات ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2003 ، 4‬‬

‫‪ )17‬حس‪EE‬ان ابن ث‪EE‬ابت‪ ،‬ال‪EE‬ديوان‪ ،‬دار المعرف‪EE‬ة‪ ،‬تحقي‪EE‬ق عب‪EE‬د اهلل ت‪EE‬نره‪ ،‬ب‪EE‬يروت‪ ،‬لبن‪EE‬ان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دت‪.‬‬

‫‪ )18‬حس‪EEE‬ن بح‪EEE‬راوي ‪ ،‬بني‪EEE‬ة الش‪EEE‬كل ال‪EEE‬روائي " الفض ‪EE‬اء ‪ ،‬ال ‪EE‬زمن ‪ ،‬الشخص ‪EE‬ية "‪ ،‬المرك ‪EE‬ز‬
‫الثقافي العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان أ ط‪. 1990 ، 1‬‬

‫‪ )19‬حمي ‪EE E‬د حمي‪EE E‬داوي ‪ ،‬بني ‪EE E‬ة النص الس ‪EE E‬ردي من منظ ‪EE E‬ور النق‪EE E‬د األدبي ‪ ،‬المرك‪EE E‬ز الثق‪EE E‬افي‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1991 ، 1‬‬

‫الحي‪ ،‬ق ‪EE E‬اموس األس ‪EE E‬ماء المعرب ‪EE E‬ة وتفس ‪EE E‬ير معانيه ‪EE E‬ا‪ ،‬دار الكتب العلمي ‪EE E‬ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )20‬حن ‪EE E‬ة نص ‪EE E‬ر‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬ط ‪.2002 ،3‬‬

‫‪ )21‬خال‪EE E‬د حس‪EE E‬ين‪ ،‬في نظري‪EE E‬ة العنون‪EE E‬ة (مغ‪EE E‬امرة تأويلي‪EE E‬ة في ش‪EE E‬ؤون العتب‪EE E‬ة النص‪EE E‬ية)‪ ،‬دار‬
‫التكوين والترجمة والنشر‪،‬دمشق‪،‬سوريا‪ ،‬ط‪،1‬د ت ‪.‬‬

‫‪ )22‬س ‪EE‬عيد بن ك ‪EE‬راد‪ ،‬الس ‪EE‬يميائيات مفاهيمه ‪EE‬ا وتطبيقاته ‪EE‬ا‪ ،‬منش ‪EE‬ورات ال ‪EE‬زمن مطبع ‪EE‬ة النج ‪EE‬اح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬المغرب‪.2003 ،‬‬

‫‪ )23‬سهيل إدريس‪ ،‬الخندق الغميق‪،‬منشورات دار اآلداب‪،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪،‬ط‪.1993 ،6‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪)24‬ش ‪EE‬ريبط أحم ‪EE‬د ش ‪EE‬ريبط‪ ،‬تط ‪EE‬ور البني ‪EE‬ة الفني ‪EE‬ة في القص ‪EE‬ة الجزائري ‪EE‬ة المعاص ‪EE‬رة ‪-1947‬‬
‫‪ ،1985‬اتحاد كتاب العرب‪ ،‬دب‪ ،‬د ط‪.1998 ،‬‬

‫‪ )25‬ش ‪EE E‬عبان عب ‪EE E‬د الحكيم محم ‪EE E‬د‪ ،‬الرواي ‪EE E‬ة العربي ‪EE E‬ة الجدي ‪EE E‬دة‪ ،‬دراس ‪EE E‬ات في آلي ‪EE E‬ات الس ‪EE E‬رد‬
‫وقراءات نصية‪ ،‬الوراق للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2013 ،2‬‬

‫‪ )26‬ش ‪EE E‬فيق األرن ‪EE E‬اؤوط‪ ،‬ق ‪EE E‬اموس األس ‪EE E‬ماء العربي ‪EE E‬ة‪" ،‬دراس ‪EE E‬ات ش ‪EE E‬املة لألس ‪EE E‬ماء العربي ‪EE E‬ة‬
‫ومفاهيمها"‪ ،‬دار العلم للماليين ‪ ،‬مؤسسة ثقافية للت‪E‬أليف والترجم‪E‬ة والنش‪E‬ر‪،‬ب‪EE‬يروت‪،‬لبن‪E‬ان‪ E،‬ط‬
‫‪.1989 ،2‬‬

‫‪ )27‬عب‪EE E E‬د الح‪EE E E‬ق بلعاب‪EE E E‬د‪ ،‬عتب‪EE E E‬ات (ج‪EE E E‬يرار جي‪EE E E‬نيت من النص إلى المن‪EE E E‬اص)‪ ،‬منش‪EE E E‬ورات‬
‫االختالف‪،‬الجزائر‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬

‫‪ )28‬عب‪EE‬د الفت‪EE‬اح كيليط‪EE‬و‪ ،‬س‪EE‬يميولوجية الشخص‪EE‬يات الروائي‪EE‬ة لفيليب ه‪EE‬امون‪ ،‬مجل‪EE‬ة األدب ‪،‬‬
‫رقم‪.1972 ،06‬‬

‫‪ )29‬عبد القادر رحيم‪ ،‬العنوان في النص اإلب‪EE‬داع‪ -‬أهميت‪EE‬ه وأنواع‪EE‬ه‪ ،‬قس‪EE‬م األدب الع‪EE‬ربي‪،-‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬بس‪EE‬كرة‪ ،‬الجزائ‪EE‬ر‪ ،‬ع (‪ ،)2/3‬ج‪EE‬انفي‪-‬‬
‫جوان‪.2009 ،‬‬

‫‪ )30‬عبد المل‪E‬ك مرت‪E‬اض‪ ،‬تحلي‪EE‬ل الخط‪E‬اب الس‪EE‬ردي معالج‪E‬ة تفكيكي‪EE‬ة س‪E‬يميائية مركب‪EE‬ة لرواي‪E‬ة‬
‫زق‪EE‬اق الم‪EE‬دق ‪ ،‬دي‪EE‬وان المطبوع‪EE‬ات الجامعي‪EE‬ة‪ ،‬الس‪EE‬احة المركزي‪EE‬ة‪ ،‬بن عكن‪EE‬ون‪،‬الجزائ‪EE‬ر‪ E،‬دط‪،‬‬
‫‪.1995‬‬

‫‪ )31‬عب‪EE‬د المل‪EE‬ك مرت‪EE‬اض‪ ،‬في نظري‪EE‬ة الرواي‪EE‬ة‪ ،‬بحث في تقني‪EE‬ات الس‪EE‬رد‪ ،‬سلس‪EE‬لة كتب ثقافي‪EE‬ة‬
‫المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪،‬الكويت‪ ،‬د ط‪.1998 ،‬‬

‫‪ )32‬عب ‪EE E‬د الواح ‪EE E‬د مراب ‪EE E‬ط‪ ،‬الس ‪EE E‬يمياء العام ‪EE E‬ة وس ‪EE E‬يمياء األدب (من أج ‪EE E‬ل تص ‪EE E‬ور ش ‪EE E‬امل)‪،‬‬
‫منشورات االختالف‪ ،‬دار العربية للعلوم ناشرون‪،‬لبنان‪ ،‬دار األمان‪،‬الرباط‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )33‬غيب‪EE‬وب باي‪EE‬ة‪،‬الشخص‪EE‬ية األنتربولوجي‪EE‬ة العجائبي‪EE‬ة"مائ‪EE‬ة ع‪EE‬ام من العزل‪EE‬ة لغبريال غارس‪EE‬يا‬


‫ماركيز"‪ ،‬األمل للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬د ط ‪. 2012 ،‬‬

‫‪ )34‬فالديم‪EE‬ير ب‪EE‬روب‪ ،‬مورفولوجي‪EE‬ة القص‪EE‬ة ‪،‬ترجم‪EE‬ة‪ :‬عب‪EE‬د الك‪EE‬ريم حس‪EE‬ن‪ ،‬س‪EE‬ميرة بن عم‪EE‬و ‪،‬‬
‫شراع للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬

‫‪ )35‬لطي‪EE E‬ف زيت‪EE E‬وني‪ ،‬معجم المص‪EE E‬طلحات نق‪EE E‬د الرواي‪EE E‬ة‪ ،‬دار النه‪EE E‬ار للنش‪EE E‬ر‪ ،‬لبن‪EE E‬ان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2010‬‬

‫‪ )36‬محم ‪EE‬د القاض ‪EE‬ي‪ ،‬معجم الس ‪EE‬رديات‪ ،‬الرابط ‪EE‬ة الوطني ‪EE‬ة للناش ‪EE‬رين المس ‪EE‬تقبلين‪ ،‬دار محم ‪EE‬د‬
‫للنشر‪،‬تونس‪ E،‬ط‪.2010 ،1‬‬

‫‪ )37‬محم‪EE‬د اله‪EE‬ادي المط‪EE‬وي‪ ،‬ش‪EE‬عرية عن‪EE‬وان‪ ،‬كت‪EE‬اب الس‪EE‬اق على الس‪EE‬اق فيم‪EE‬ا ه‪EE‬و التري‪EE‬اق‪،‬‬
‫مجلة عالم الفكر المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلد ‪ ،28‬ع‪ ،1‬يوليو‪/‬‬
‫سبتمبر‪.‬‬

‫‪ )38‬محمد بوعزة ‪ ،‬تحلي‪E‬ل النص الس‪E‬ردي تقني‪E‬ات ومف‪E‬اهيم‪ ،‬منش‪E‬ورات االختالف‪،‬الجزائ‪E‬ر‪،‬‬


‫ط‪.2010 ،1‬‬

‫‪ )39‬محمد عزام‪ ،‬فضاء النص الروائي‪ ،‬مقاربة بنيوي‪EE‬ة تكويني‪EE‬ة في أدب نبي‪EE‬ل س‪EE‬ليمان‪ ،‬دار‬
‫الحوار للنشر والتوزيع‪،‬الالذقية‪،‬بيروت‪ E،‬ط‪.1996 ،3‬‬

‫‪ )40‬محم‪EE E E E E E‬د غ‪EE E E E E E‬نيمي هالل‪ ،‬النق‪EE E E E E E‬د األدبي الح‪EE E E E E E‬ديث‪ ،‬دار نهض‪EE E E E E E‬ة مص‪EE E E E E E‬ر للطباع‪EE E E E E E‬ة‬
‫والنشر‪ ‬والتوزيع‪،‬مصر‪ ،‬د ط‪.2001 ،‬‬

‫‪ )41‬محم ‪EE‬د فك‪EE‬ري الج ‪EE‬زار‪ ،‬العن‪EE‬وان وس ‪EE‬ميوطيقا االتص‪EE‬ال األدبي‪ ،‬الهيئ‪EE‬ة المص ‪EE‬رية العام‪EE‬ة‬
‫للكتاب‪،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪.1998 ،‬‬

‫‪ )42‬مفي ‪EE‬د نجم‪ ،‬العنون ‪EE‬ة في تجرب ‪EE‬ة زكري ‪EE‬ا ث ‪EE‬امر القصص ‪EE‬ية‪ ،‬مجل ‪EE‬ة ن ‪EE‬زوى‪ ،‬ع‪،47‬عم ‪EE‬ان‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )43‬نص ‪EE‬يرة زوز‪ ،‬س ‪EE‬يمياء الشخص ‪EE‬ية في رواي ‪EE‬ة حارس ‪EE‬ة الظالل لواس ‪EE‬يني األع ‪EE‬رج‪ ،‬مجل ‪EE‬ة‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪.9‬‬

‫‪44https:// meaningnames.net.‬‬
‫‪45) https://www.muhtwa.com.‬‬
‫‪46) https://www.thaqafnafsak.com.‬‬
‫‪47) www.almaany.com.‬‬
‫المالحق‬
‫المـالحـق‬
‫سهيل إدريس‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو أديب وصحافي لبناني‪ ،‬من مواليد بيروت س‪EE‬نة ‪ ،1925‬درس في الكلي‪EE‬ة الش‪EE‬رعية‬
‫وخ‪EE‬رج منه‪EE‬ا ش‪EE‬يخا وعالم‪EE‬ا ورج‪EE‬ل دين‪ ،‬وبع‪EE‬د تخرج‪EE‬ه س‪EE‬نة ‪1940‬م تخلى عن زي‪EE‬ه ال‪Eّ E‬ديني‬
‫وعاد إلى وضعه المدني‪ ،‬ثم سافر ليتابع دراساته العليا في باريس قص‪EE‬د تحض‪EE‬ير ال‪EE‬دكتوراه‬
‫في األدب الع ‪EE‬ربي بجامع ‪EE‬ة الس ‪EE‬وربون‪ ،‬ون ‪EE‬ال فعال ش ‪EE‬هادة ال ‪EE‬دكتوراه واس ‪EE‬توعب جي ‪EE‬دا الفك ‪EE‬ر‬
‫الع ‪EE‬ربي وتيارات ‪EE‬ه الفلس ‪EE‬فية‪ ،‬وعن ‪EE‬د عودت ‪EE‬ه أنش ‪EE‬أ س ‪EE‬هيل إدريس مجل ‪EE‬ة اآلداب س ‪EE‬نة ‪1953‬م‪،‬‬
‫توفي في بيروت سنة ‪2008‬‬

‫أعماله‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫في س ‪EE‬نة ‪1956‬م أس ‪EE‬س س ‪EE‬هيل إدريس دار اآلداب باالش ‪EE‬تراك م ‪EE‬ع ن ‪EE‬زار قب ‪EE‬اني وعم ‪EE‬ل‬
‫في سلك التعليم مدرسا للغة العربية والنقد والترجمة في عدة معاهد وجامعات وأسس اتحاد‬
‫الكت ‪EE‬اب اللبن ‪EE‬انيين م ‪EE‬ع قس ‪EE‬طنطين زري ‪EE‬ق ومغ ‪EE‬يزل ومن ‪EE‬ير البعلبكي وأدونيس‪ ،‬وانتخب أمين ‪EE‬ا‬
‫عاما لهذا االتحاد ألربع دورات متتالية‬

‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫قصص‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬أشواق ‪.1947‬‬

‫‪ -‬نيران وثلوج ‪.1948‬‬

‫‪-‬كلهن نساء ‪.1949‬‬

‫‪ -‬الدمع المر ‪.1956‬‬

‫‪ -‬رحماك يا دمشق ‪.1965‬‬

‫‪-‬أقاصيص أولى ‪.1977‬‬

‫‪-‬أقاصيص ثانية ‪.1977‬‬


‫المـالحـق‬
‫مسرحيات‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬الشهداء‪.‬‬

‫‪-‬زهرة من دم‪.‬‬

‫روايات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬الحي الالتيني ‪.1953‬‬

‫‪-‬الخندق الغميق ‪. 1958‬‬

‫‪ -‬أصابعنا التي تحترق ‪.1962‬‬

‫ملخص الرواية‬ ‫‪‬‬

‫رواي‪EE‬ة الخن‪EE‬دق الغمي‪EE‬ق للك‪EE‬اتب س‪EE‬هيل إدريس هي رواي‪EE‬ة ص‪EE‬راع حض‪EE‬اري تتح‪EE‬دث عن ف‪EE‬ترة‬
‫األربعينيات والخمسينات من القرن الماضي ‪.‬‬

‫ت‪EE‬دور أح‪EE‬داث الرواي‪EE‬ة ح‪EE‬ول عائل‪EE‬ة مكون‪EE‬ة من أب ال‪EE‬ذي يش‪EE‬غل م‪EE‬ؤذن في أح‪EE‬د المس‪EE‬اجد في‬
‫مدين‪EE‬ة دمش‪EE‬ق ‪ ،‬باإلض‪EE‬افة إلى تج‪EE‬ارة متواض‪EE‬عة بحلب ‪ ،‬و ثالث‪EE‬ة أوالد و بنت واح‪EE‬دة وأم ‪،‬‬
‫فتخبرنا الرواية بحرص األب على أن يشغل أحد األبناء وظيف‪EE‬ة المش‪EE‬يخة كاس‪EE‬تمرار لإلرث‬
‫عام‪E‬ا إلى‬
‫األبوي في العائلة ‪ ،‬و من هن‪E‬ا يتم إرس‪E‬ال االبن س‪E‬امي ال‪E‬ذي لم يتج‪E‬اوز اثن‪E‬ا عش‪E‬ر ً‬
‫أحد المعاهد الدينية ليدرس األصول و العلوم الدينية ‪ ،‬فيلبس الجبة و العمامة و تبدأ رحلت‪EE‬ه‬
‫في ع ‪EE‬الم المش ‪EE‬يخة فيتع ‪EE‬رف على رف ‪EE‬اق ويلتقي بهم دائم ‪EE‬ا في المعه ‪EE‬د و يتفق ‪EE‬وا على ال ‪EE‬ذهاب‬
‫إلى الس‪EE‬ينما خفي‪EE‬ة عن دراي‪EE‬ة المعه‪EE‬د و األه‪EE‬ل ‪ ،‬فيش‪EE‬اركم خططهم إلى أن يكش‪EE‬ف أم‪EE‬ره عن‪EE‬د‬
‫الوال ‪EE‬د ‪ ،‬ال ‪EE‬ذي ال يت ‪EE‬وانى عن تأنيب ‪EE‬ه و مه ‪EE‬ددا إي ‪EE‬اه إذا أع ‪EE‬اد الك ‪Eّ E‬رة إلى ذل ‪EE‬ك المك ‪EE‬ان ‪ ،‬مك ‪EE‬ان‬
‫‪E‬وبخ و يه‪EE‬دد س‪EE‬امي له‪EE‬ذا الفع‪EE‬ل ‪ ،‬إال‬
‫الفس‪EE‬ق و الفج‪EE‬ور ‪ ،‬و أيض‪EE‬ا م‪EE‬دير المعه‪EE‬د ال‪EE‬ذي ب‪EE‬دوره ي‪ّ E‬‬
‫أنه ال ينتهي هو و رفاقه عن هذه األفعال ‪.‬‬
‫المـالحـق‬
‫في العطلة الصيفية يقرر األب الذهاب إلى إحدى القرى في رحلة استجمام مع عائلته‬
‫وهن‪EE‬اك يلتقي س‪EE‬امي م‪EE‬ع محبوبت‪EE‬ه س‪EE‬ميا وتب‪EE‬دأ مغ‪EE‬امرة جدي‪EE‬دة معه‪EE‬ا‪ ،‬وينكش‪EE‬ف أم‪EE‬ره والفت‪EE‬اه‬
‫ويخض‪EE‬ع لعملي‪EE‬ة الحبس داخ‪EE‬ل الم‪EE‬نزل إال أن‪EE‬ه يس‪EE‬تغل ذه‪EE‬اب األه‪EE‬ل من الم‪EE‬نزل فيخ‪EE‬رج من‬
‫النافذة ويتسلق جدران منزل المحبوبة وهناك يلتقي بها بكل حرية‪ ،‬فتأخذهم متعة اللقاء إلى‬
‫أ يحين موع‪EE‬د وص‪EE‬ول األه‪EE‬ل‪ ،‬فيع‪EE‬اود س‪EE‬امي الع‪EE‬ودة إلى منزل‪EE‬ه بنفس طريق‪EE‬ة دخول‪EE‬ه إالّ أن‪EE‬ه‬
‫يقع ويصاب بكسور ويغمى عليه‪.‬‬

‫أم ‪EE‬ا األخ األك ‪EE‬بر ف ‪EE‬وزي فه ‪EE‬و يمث ‪EE‬ل دور األخ ال ‪EE‬ذي يقل ‪EE‬د األب ‪ :‬إالّ أن ‪EE‬ه أيض ‪EE‬ا يح ‪EE‬اول‬
‫اكتشاف العالم اآلخر من خالل المالهي الليلية و شرب المكس‪EE‬رات ‪ ،‬و يتم كش‪EE‬ف أم‪EE‬ره من‬
‫خالل س ‪EE E‬امي و األم اللّ ‪EE E‬ذان يعمالن على إخف ‪EE E‬اء األم ‪EE E‬ر عن األب ‪ ،‬أم ‪EE E‬ا البنت فإنه ‪EE E‬ا تنفتح‬
‫عيونها على صديق سامي الذي تعجب به و يعجب بها ‪ ،‬إلى أن تتطور األم‪EE‬ور إلى عالق‪EE‬ة‬
‫‪E‬ائرا أم ‪EE‬ام ه ‪EE‬ذا الوض‪EE‬ع ال‪EE‬ذي يمث‪EE‬ل ه ‪EE‬دم األس ‪EE‬رة فيق ‪EE‬رر‬
‫حب بينهم‪EE‬ا ‪ ،‬أم ‪EE‬ا األب فإن ‪EE‬ه يق ‪EE‬ف ح‪ً E‬‬
‫ال ‪EE‬ذهاب إلى حلب و ي ‪EE‬تزوج هن ‪EE‬اك ‪ ،‬و من هن ‪EE‬ا تأخ ‪EE‬ذ الرواي ‪EE‬ة التح ‪EE‬ول العكس ‪EE‬ي في مس ‪EE‬يرة‬
‫األسرة ‪ ،‬حيث يتصدى جميع أفراد األسرة لألب و يخضع لهم و يطلق زوجته الحلبي‪EE‬ة ‪ ،‬و‬
‫يق‪EE E‬رر س‪EE E‬امي خل‪EE E‬ع الجب‪EE E‬ة ‪ ،‬و البنت ت‪EE E‬رك الحج‪EE E‬اب ‪ ،‬فيح‪EE E‬دث االنقالب الث‪EE E‬اني م‪EE E‬ع األب ‪،‬‬
‫فيص‪EE‬اب بجلط‪EE‬ة توقف‪EE‬ه عن الحرك‪EE‬ة و الكالم ‪ ،‬إال أن االبن س‪EE‬امي و االبن‪EE‬ة يرفض‪EE‬ان الع‪EE‬ودة‬
‫عن قرارهم‪EEE‬ا و الخض‪EEE‬وع لألب ح‪EEE‬تى و ه‪EEE‬و في حالت ‪EE‬ه المرض ‪EE‬ية المزمن ‪EE‬ة ‪ ،‬و يبقى األب‬
‫طريح الفراش إلى أن يتوفى ‪ ،‬و بعدها يسافر االبن سامي تحقيقا ألحالمه و طموحاته‪.‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس‬
‫شكر و عرفان‪........................................................................................‬‬
‫اإلهداء‪...................................................................................................‬‬
‫المقدمة‪1.................................................................................................‬‬
‫المدخل‪5..................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم حول العنوان والشخصية‪.‬‬

‫أوال العنوان‬ ‫‪‬‬

‫‪)1‬تعريف العنوان‪12................................................................................... .‬‬


‫‪)2‬أنواع العنوان ‪16....................................................................................‬‬
‫‪)3‬وظائف العنوان ‪17....................................................................... ............‬‬
‫‪)4‬أهمية العنوان‪19 ........................................................................ ............‬‬

‫ثانيا الشخصية‬ ‫‪‬‬

‫‪)1‬تعريف الشخصية‪20..................................................................................‬‬
‫‪)2‬أنواع الشخصية ‪30...................................................................................‬‬
‫‪)3‬أبعاد الشخصية‪34................................................................................... .‬‬
‫‪ )4‬سيميائية أبعاد الشخصيات‪36.......................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬سيميائيةـ العنوان وتمظهرات الشخصية في رواية‬


‫فهرس‬
‫"الخندق الغميق "‬

‫أوال سيميائية العنوان‬ ‫‪‬‬

‫‪ )1‬قراءة في سيميائية الغالف‪39.....................................................................‬‬


‫‪)2‬داللة العنوان في الرواية‪41........................................................................‬‬

‫ثانيا تمظهرات الشخصية‬ ‫‪‬‬

‫‪ )1‬أنواع الشخصيةو أبعادها‪47.........................................................................‬‬


‫‪ )2‬سيميائية اسماء الشخصيات‪78......................................................................‬‬
‫الخاتمة‪84................................................................................................‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪87............................................................................‬‬
‫المالحق‪93................................................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪79.....................................................................................‬‬
‫‪.‬‬
‫ملخــص‬
‫ملـخــص‬
‫عن ‪EE‬وان دراس ‪EE‬تنا ه ‪EE‬و س ‪EE‬ميائية العن ‪EE‬وان والشخص ‪EE‬ية في رواي ‪EE‬ة الخن ‪EE‬دق الغمي ‪EE‬ق لس ‪EE‬هيل‬
‫إدريس وهو بحث في أهم عنصران‪ E‬في الرواية (العنوان والشخصية( ‪.‬‬

‫وقد اعتمدنا في ذلك على الخطة التالية‪:‬‬

‫مقدم ‪EE‬ة‪ ،‬ثم م ‪EE‬دخال تناولن ‪EE‬ا في ‪EE‬ه مفه ‪EE‬وم الس ‪EE‬ميائية ومج ‪EE‬ال تطبيقه ‪EE‬ا أم ‪EE‬ا الفص ‪EE‬ل األول وال ‪EE‬ذي‬
‫عنون ‪EE E E‬اه بمف ‪EE E E‬اهيم ح ‪EE E E‬ول العن ‪EE E E‬وان والشخص ‪EE E E‬ية تناولن ‪EE E E‬ا في ‪EE E E‬ه كال من ه ‪EE E E‬ذين المص ‪EE E E‬طلحين‬
‫(تعريفا‪،‬أنواعا‪،‬وظائفا‪ ،‬أهمية وأبعادا)‬

‫أما الفصل الثاني فخصصناه للدراسة التطبيقية حول سميائية العنوان وتمظهرات الشخصية‬
‫في الرواية‪ ،‬حيث بدأنا بدراسة العنوان من الجانب المعجمي والصوتي‪ E‬والنحوي وال‪EE‬داللي‪،‬‬
‫ثم تطرقنا لدراسة الشخصيات بدءا بأنواعها ثم أبعادها و سيميائية أسمائها في الرواية‬

‫وأخيرا خاتمة حملت حصيلة ألهم النتائج‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬العنوان‪ ،‬الشخصية‪ ،‬السميائية‪ ،‬المنهج السميائي‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬
‫ملـخــص‬
Le titre de notre étude est la sémiotique du titre et de la
personnalité concernant le roman "La tranchée sombre" écrit par
Souhil Idris,c'est une recherche qui se base sur les deux éléments
les plus importants du roman (Le titre et la personnalité), nous avons
suivi le plan suivant :

Introduction : dans laquelle nous avons abordé le concept de la


sémiotique et le domaine de son application.

Ensuite le premier chapitre : que nous avons abordé avec des


concepts sur le titre et la personnalité dans lequel nous avons traité
de ces deux termes. (Définition, types, fonctions, importance et
dimensions)

Après Le deuxième chapitre : nous l'avons consacré à l'étude


appliquée sur la sémiotique du titre et les apparitions de la
personnalité dans le roman, tel que nous avons commencé à étudier
le titre du côté lexical , acoustique, grammatical et sémantique , puis
nous avons abordé l’étude des personnages en commençant par
leurs types puis leurs dimensions et la sémiotique de leurs noms
dans le roman.

 Finalement une conclusion des résultats les plus importants.

Mots-clés : titre, personnage, sémiotique, programme sémiotique

You might also like