Professional Documents
Culture Documents
المقدمة :بسم هللا الرحمان الرحيم و الصالة و السالم على أشرف المرسلين.إن الحمد هلل نحمده و نستعينه
و نستغفره و نعوذ باهللا من شرور +أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,من يهذه هللا فال مضل له و من يضلل فال
هادي هللا و أشهد أن ال اله إال هللا و حده ال شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد
قال هللا تعالى بعد أعوذ باهللا من الشيطان الرجيم " :ياأيها الذين آمنوا اتقوا هللا حق تقاته و ال تموتن إال و
أنتم مسلمون " آل عمران ()102
و قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " :من كان ِيؤمن باهلل و اليوم اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت" متفق عليه
.و قال أيضا " من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة " رواه البحاري
و قال أيضا " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان هللا تعالى ال يلقي لها باال ,يرفعه هللا بها درجات ,و إن
.العبد ليتكلم بالكلمة من سخط هللا تعالى ال يلقي لها باال,يهوي +بها في جهنم "رواه البحاري
1
آفات اللسان
إن هللا سبحانه و تعالى منح اإلنسان نعما عظيمة و من أعظمها بعد اإلسالم :نعمة النطق باللسان ,و هذا
اللسان سالح ذو حدين ,فإن استخدم في طاعة هللا ,كقراءة القرآن و األمر بالمعروف و النهي عن المنكر و
نصر المظلوم كان هذا هو المطلوب و كان هذا شكرا هلل على هذه النعمة
و إن استخدم في طاعة الشيطان و تفريق جماعة المسلمين و الكذب و القول الزور و النميمة و انتهاك
أعراض المسلمين بأنواع الشتم و السباب و غير ذالك مما حرمه هللا .كان هذا هو المحرم على كل مسلم فعله
.و كان كفرانا لهذه النعمة العظيمة
و آفات اللسان من أخطر اآلفات على اإلنسان ,ألن اإلنسان يهون عليه التحفظ و اإلحتراز +من أكل الحرام و
الظلم و الزنا و السرقة و شرب الخمر و من النظر المحرم و غير ذالك ويصعب عليه اإلحتراز +من حركة
لسانه
و لخطر آفات اللسان على الفرد و المجتمع حاولت تلخيص ما يسر هللا في هذا الموضوع الخطيرمن كتاب
"آفات اللسان في ضوء الكتاب و السنة.لمؤلفه سعيد ابن علي ابن وهف القحطاني +و قد تم تقسيمه لثالث
:أبواب و هي
الكذب هواإلخبار عن شيء على خالف ما هوعليه عمدا كان أو سهوا ,و قال اإلمام النووي
رحمه هللا "و أعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو اإلخبار عن الشيء بخالف ما هو تعمدت
.ذالك أم جهلته و لكن ال يأثم في الجهل و إنما يأثم في العمد
و ال شك أن الكذب على هللا و رسوله من أعظم الذنوب بل أعظم و أقبح فعال ممن كذب على
.من سوى هللا و رسوله
قال هللا تعالى " :فمن أظلم ممن افترى على هللا كذبا ليظل الناس بغير علم إن هللا ال يهدي القوم
الظالمين" األنعام 144
2
آفات اللسان
و قال سبحانه " و من أظلم ممن افترى على هللا كذبا أو كذب بأياته إنه ال يفلح الظالمون "
األنعام 21
عن سلمة بن األكوع قال سمعت النبي صلى هللا عليه وسلم يقول "من يقل علي مالم أقله
فليتبوء مقعده من النار" رواه البخاري
وعن المغيرة بن شعبة قال :سمعت رسول هللا صلى هللا عليه يقول "إن كذبا علي ليس ككذب
على أحد,فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعد من النار" رواه مسلم
حكم الكذب عموما
قال اإلمام النووي +رحمه هللا تعالى :قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة و هو
......من قبائح الذنوب و فواحش العيوب و إجماع األمة منعقد على تحريمه مع النصوص المتظاهرة
ثم قال رحمه هللا :و يكفي في التنفير منه الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي +هللا عنه قال
.قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم .آية المنافق ثالث إذا حدث كذب و إذا و عد أخلف و إذا أتمن خان".
رواه البخاري
و روى مسلم عن ابن شهاب أنه قال ":و لم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إال في ثالث
:الحرب ,و اإلصالح بين الناس ,و حديث الرجل امرأته .و حديث المرأة زوجها " مسلم
قال اإلمام النووي +رحمه هللا :و هذا الحديث صريح في إباحة بعض الكذب للمصلحة .و قد ضبط العلماء ما
....يباح منه
لقي رسول هللا صلى هللا طليعة للمشركين وهو في نفر من أصحابه فقال المشركون (:ممن أنتم ؟ فقال النبي
صلى هللا عليه وسلم " :نحن من ماء" فنظر +بعضهم الى بعض فقالوا :أحياء اليمن كثيرة لعلهم منهم و
انصرفوا) +
.و أراد صلى هللا عليه و سلم بقوله نحن من ماء قوله تعالى في سورة الطارق ُ :خ َ
لق من ماء دافق+
.و قد ذكر ابن القيم رحمه هللا بعض ما روي +عن السلف من المعاريض التي تخلصوا بها
3
آفات اللسان
فروي +عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أنه قال (:إن في معاريض الكالم ما يغني الرجل عن الكذب )
قال الحافظ +ابن حجر رحمه هللا :و قد اختلف العلماء في حد الغيبة فقال الراغب :هي أن يذكر اإلنسان عيب
غيره من غير محوج إلى ذكر ذالك
و قال النووي في كتابه األذكار(الغيبة ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذالك في بدن الشخص ,أو دينه ,أو
دنياه ,أو نفسه ,أو خلقه ,أو خلقه أو ماله ,أو ولده ,أو زوجه ,أو خادمه ,أو ثوبه ,أو حركته ,أو
طالقته ,أو عبوسته ,أو غير ذالك مما يتعلق به ,سواء ذكرته باللفظ أو باإلشارة و الرمز )
قال هللا تعالى <:ال يحب هللا الجهر باالسوء من القول إال من ظلم و كان هللا سميعا عليما >سورة النساء
148
و قال سبحانه و تعالى " يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم و ال تجسسوا +و ال
يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و اتقوا هللا إن هللا تواب رحيم" الحجرات
ىال12
و قد عرفها النبي صلى هللا عليه وسلم بقوله في حديث أبي هريرة رضي هللا عنه :أتدرون ما الغيبة ؟ قالو
هللا و رسوله أعلم .قال ":ذكرك أخاك بما يكره" قيل :أفرأيت إن كان في أخي ما أقول :قال ":إن كان فيه ما
"تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فقد بهته
و عن أنس بن مالك قال :قال رسول +هللا صلى هللا عليه و سلم ":لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من
نحاس,يخمشون وجوههم, +و صدورهم, +فقلت :من هؤالء ياجبريل ؟ قال :هؤالء الذين يأكلون لحوم الناس و
"يقعون في أعراضهم+
و عن أبي برزة األسلمي رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ":يامعشر من آمن بلسانه
و لم يدخل اإليمان قلبه ال تغتابوا المسلمين و ال تتبعوا عوراتهم ,فإنه من اتبع عوراتهم +يتبع هللا عورته ,و
من اتبع هللا عورته يفضحه في بيته " أخرجه أبو داود
تحذير المسلمين من الشر :كاجرح المجروحين من الرواة و الشهود و المصنفين-و اإلخبار بعيب عند4-
المشاورة – و النصيحة عند الشراء -و نصيحة من كان متفقها و يتردد الى فاسق أو مبتدع يأخد منه علما
التعريف :إذا كان شخصا معروفا +بااألعمش أو األعرج أو غير ذالك جاز تعريفه به و يحرم إذا كان 6-
.ذكره تنقصا و لو أمكن التعريف بغيره كان أولى و هللا أعلم
النميمة
قال الحافظ +ابن حجر رحمه هللا نقال عن الغزالي ما ملخصه :النميمة في األصل نقل القول إلى المقول فيه
وال اختصاص لها بذالك ,بل ضابطها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه ,أو المنقول إليه ,أو
غيرهما ,و سواء كان المنقول قوال ,أم فعال ,وسواء كان عيبا ,أم ال ,حتى لو رأى شخصا يخفي ماله فأفشى+
) كان نميمة
عن حديفة قال سمعت النبي صلى هللا عليه و سلم يقول" :ال يدخل الجنة قتات " و القتات هو النمام
و قيل الفرق بين القتات و النمام .أن النمام الذي يحضر القصة فينقلها و القتات الذي يستمع من حيث ال يعلم
.به ثم ينقل ما سمعه
و عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال :خرج النبي صلى هللا عليه وسلم من بعض حيطان المدينة ,فسمع
صوت إنسانين يعذبان,في قبريهما +فقال :يعذبان و ما يعذبان في كبيرة ,و إنه لكبير :كان أحدهما ال يستتر
من البول ,و كان اآلخر يمشي بالنميمة ,ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين فجعل كسرة في قبر هذا و كسرة
"في قبر هذا فقال :لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا
.و ذكر ابن عبد البر عن يحي بن أبي كثير قال "يفسد النمام و الكذاب في ساعة ما ال يفسد الساحر في سنة
و النميمة من أنواع السحر ألنها تشارك السحر في التفريق بين الناس و تغير قلوب المتحابين
5
آفات اللسان
.الباب الثالث :الخصومات و بداءة اللسان
قال بن كثير رحمه هللا ":ال خير في كثير من نجواهم " +يعني كالم الناس
وقال سبحانه ":ال يحب هللا الجهر بالسوء من القول إال من ظلم و كان هللا سميعا عليما" النساء 148
أي و ال يحب هللا الفحش في القول و ال اإليذاء باللسان إال المظلوم +فإنه يباح له أن يجهر باالدعاء على
.ظالمه وأن يذكره بما فيه من السوء
"قال ابن عباس رضي هللا عنهم "المعنى ال يحب هللا أن يدعو أحدا على أحد إال أن يكون مظلوما
و قال تعالى "ما يلفظ من قول إال لديه رقيب عتيد " سورة ق 18
و عن أبي موسى األشعري رضي +هللا عنه قال :قلت يا رسول +هللا أي المسلمين أفضل ؟ قال " من سلم
.المسلمون بلسانه و يده" رواه البخاري+
و عن بالل بن الحارث المزني رضي +هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال " إن الرجل ليتكلم
باالكلمة من رضوان هللا ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ,يكتب هللا له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ,و إن الرجل
ليتكلم باالكلمة من سخط هللا ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب هللا له بها سخطه إلى يوم يلقاه" رواه
.البخاري+
و عن سفيان بن عبد هللا رضي هللا عنه قال :قلت يا رسول هللا حدثني بأمر أعتصم به ,قال " :قل ربي هللا
ثم استقم" قال قلت :يارسول +هللا ,ما أخوف +ما تخاف علي ؟ فأخد بلسان نفسه ثم قال "هذا" رواه مسلم
و عن عمر رضي +هللا أنه دخل على أبي بكر الصديق +رضي +هللا عنه و هو يجبد لسانه فقال له عمر :مه
غفر هللا لك فقال أبو بكر ":إن هذا أوردني +الموارد" موطأ اإلمام مالك
و عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم +قال" إذا أصبح ابن أدم فإن األعضاء
.كلها تكفر اللسان فتقول :اتق هللا فينا فإنما نحن بك ,فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا" الترمذي
و عن معاذ رضي هللا عنه في حديثه الطويل و في عجزه "أال أخبرك بمالك ذالك كله؟ قلت بال يا رسول +هللا
,فأخد بلسانه ثم قال كف عليك هذا" قلت يا رسول +هللا ,و إنا لمواخدون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك و هل
يكب الناس في النار على و جوههم إال حصائد ألسنتهم" الترمذي
6
آفات اللسان
و عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال :سئل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة
قال "تقوى هللا و حسن الخلق" و سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال "الفم و الفرج" أخرجه الترمذي
الجدال نوعان :األول :الجدال المحمود +أو الممدوح :و هو كل جدال أيد الحق أو أوصل إليه بنية صالحة
خالصة و طريق +صحيح.قال تعالى"أدع إلى سبيل ربك باالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي
"أحسن
"و قال تعالى "وال تجادلوا أهل الكتاب إال باالتي هي أحسن إال الذين ظلموا منهم
و المجادلة بالتي هي أحسن هي التي تكون عن علم و بصيرة و بحسن خلق و لطف و لين و حسن خطاب و
دعوة الى الحق و تحسينه و رد الباطل و بيان قبحه بأقرب طريق +موصل إلى ذالك و يكون القصد بيان
.الحق و هداية الخلق
النوع الثاني :الجدال المذموم +:و هو كل جدال أيد الباطل أو أوصل إليه أو كان بغير علم وال بصيرة و هذا
النوع من أعظم آفات اللسان قال تعالى " و من الناس ما يجادل في هللا بغير علم و يتبع كل شيطان مريد
كتب عليه أنه من تواله فأنه يضله و يهذيه الى عداب السعير" سورة الحج 4
و عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال :إن النبي صلى هللا عليه و سلم قال "ال تعلموا العلم لتباهوا به
العلماء ,و ال لتماروا +به السفهاء ,و ال لتخيروا به المجالس ,فمن فعل ذالك فالنار النار" صحيح ابن ماجة
وقال ابن مسعود +رضي هللا عنه :ال تعلموا العلم لثالث :لتماروا +به السفهاء ,و تجادلوا به العلماء ,و
لتصرفوا +به وجوه الناس إليكم ,وابتغوا بقولكم ما عند هللا ,فإنه يدوم و يبقى وينفد ما سواه" الدارمي موقوفا
عن ابن مسعود رضي هللا عنه
* الحلف الكاذب و المن باالعطية * .التسمي بملك األمالك ( عن أبي هريرة* الحلف بغير هللا
رضي هللا عنه قال "أخنع األسماء عند هللا رجل تسمى بملك األمالك")
قول ما شاء هللا و فالن أو لوال هللا و فالن ( عن حديفة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال *
".ال تقولوا ما شاء هللا و شاء فالن و لكن قولوا ما شاء هللا ثم شاء فالن") أبو داود و أحمد
7
آفات اللسان
* قول الرجل هلك الناس * اللوم و عدم تفويض األقدار +هلل تعالى.
*من يأمر بالمعروف وال يفعله و ينهى عن المنكر ويفعله* .الوعد الكاذب .
تسويد الفاسق ( عن بريدة رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم" ال تقولوا للمنافق +سيد *
فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل") أبو داود
.سب الحمى *
:يقول الشاعر
14 2017/01/
9