You are on page 1of 9

‫آفات اللسان‬

‫المقدمة ‪ :‬بسم هللا الرحمان الرحيم و الصالة و السالم على أشرف المرسلين‪.‬إن الحمد هلل نحمده و نستعينه‬
‫و نستغفره و نعوذ باهللا من شرور‪ +‬أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‪,‬من يهذه هللا فال مضل له و من يضلل فال‬
‫هادي هللا و أشهد أن ال اله إال هللا و حده ال شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد‬

‫قال هللا تعالى بعد أعوذ باهللا من الشيطان الرجيم ‪" :‬ياأيها الذين آمنوا اتقوا هللا حق تقاته و ال تموتن إال و‬
‫أنتم مسلمون " آل عمران (‪)102‬‬

‫‪ :‬و قال تعالى‬

‫سورة النساء اآلية( ‪)1‬‬

‫و قال تعالى ‪:‬‬

‫سورة األحزاب (‪)71-70‬‬

‫و قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬من كان ِيؤمن باهلل و اليوم اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت" متفق عليه‬

‫‪.‬و قال أيضا " من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة " رواه البحاري‬

‫و قال أيضا " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان هللا تعالى ال يلقي لها باال ‪,‬يرفعه هللا بها درجات ‪,‬و إن‬
‫‪.‬العبد ليتكلم بالكلمة من سخط هللا تعالى ال يلقي لها باال‪,‬يهوي‪ +‬بها في جهنم "رواه البحاري‬

‫‪1‬‬
‫آفات اللسان‬
‫إن هللا سبحانه و تعالى منح اإلنسان نعما عظيمة و من أعظمها بعد اإلسالم ‪ :‬نعمة النطق باللسان ‪,‬و هذا‬
‫اللسان سالح ذو حدين ‪,‬فإن استخدم في طاعة هللا ‪ ,‬كقراءة القرآن و األمر بالمعروف و النهي عن المنكر و‬
‫نصر المظلوم كان هذا هو المطلوب و كان هذا شكرا هلل على هذه النعمة‬

‫و إن استخدم في طاعة الشيطان و تفريق جماعة المسلمين و الكذب و القول الزور و النميمة و انتهاك‬
‫أعراض المسلمين بأنواع الشتم و السباب و غير ذالك مما حرمه هللا ‪.‬كان هذا هو المحرم على كل مسلم فعله‬
‫‪.‬و كان كفرانا لهذه النعمة العظيمة‬

‫و آفات اللسان من أخطر اآلفات على اإلنسان ‪,‬ألن اإلنسان يهون عليه التحفظ و اإلحتراز‪ +‬من أكل الحرام و‬
‫الظلم و الزنا و السرقة و شرب الخمر و من النظر المحرم و غير ذالك ويصعب عليه اإلحتراز‪ +‬من حركة‬
‫لسانه‬

‫و لخطر آفات اللسان على الفرد و المجتمع حاولت تلخيص ما يسر هللا في هذا الموضوع الخطيرمن كتاب‬
‫"آفات اللسان في ضوء الكتاب و السنة‪.‬لمؤلفه سعيد ابن علي ابن وهف القحطاني‪ +‬و قد تم تقسيمه لثالث‬
‫‪ :‬أبواب و هي‬

‫‪.‬الباب األول ‪ :‬القول على هللا بغير علم‬

‫‪.‬الباب الثاني ‪:‬الغيبة و النميمة‬

‫‪.‬الباب الثالث ‪ :‬الخصومات‪ +‬و بداءة اللسان‬

‫‪.‬الباب األول ‪ :‬القول على هللا بغير علم‬

‫الكذب هواإلخبار عن شيء على خالف ما هوعليه عمدا كان أو سهوا ‪ ,‬و قال اإلمام النووي‬
‫رحمه هللا "و أعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو اإلخبار عن الشيء بخالف ما هو تعمدت‬
‫‪.‬ذالك أم جهلته و لكن ال يأثم في الجهل و إنما يأثم في العمد‬

‫و ال شك أن الكذب على هللا و رسوله من أعظم الذنوب بل أعظم و أقبح فعال ممن كذب على‬
‫‪.‬من سوى هللا و رسوله‬

‫قال هللا تعالى ‪" :‬فمن أظلم ممن افترى على هللا كذبا ليظل الناس بغير علم إن هللا ال يهدي القوم‬
‫الظالمين" األنعام ‪144‬‬

‫‪2‬‬
‫آفات اللسان‬
‫و قال سبحانه " و من أظلم ممن افترى على هللا كذبا أو كذب بأياته إنه ال يفلح الظالمون "‬
‫األنعام ‪21‬‬
‫عن سلمة بن األكوع قال سمعت النبي صلى هللا عليه وسلم يقول "من يقل علي مالم أقله‬
‫فليتبوء مقعده من النار" رواه البخاري‬
‫وعن المغيرة بن شعبة قال ‪:‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه يقول "إن كذبا علي ليس ككذب‬
‫على أحد‪,‬فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعد من النار" رواه مسلم‬
‫حكم الكذب عموما‬
‫قال اإلمام النووي‪ +‬رحمه هللا تعالى ‪ :‬قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة و هو‬
‫‪......‬من قبائح الذنوب و فواحش العيوب و إجماع األمة منعقد على تحريمه مع النصوص المتظاهرة‬

‫ثم قال رحمه هللا ‪:‬و يكفي في التنفير منه الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي‪ +‬هللا عنه قال‬
‫‪.‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‪ .‬آية المنافق ثالث إذا حدث كذب و إذا و عد أخلف و إذا أتمن خان‪".‬‬
‫رواه البخاري‬

‫ما يباح من الكذب‬


‫عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول هللا صلى هللا عليه و سلم يقول ‪ ":‬ليس الكذاب الذي يُصل ُح بين‬
‫الناس فينمي خيرا أو يقول خيراً " رواه البحاري و مسلم‬

‫و روى مسلم عن ابن شهاب أنه قال ‪":‬و لم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إال في ثالث‬
‫‪:‬الحرب ‪,‬و اإلصالح بين الناس ‪ ,‬و حديث الرجل امرأته ‪ .‬و حديث المرأة زوجها " مسلم‬

‫قال اإلمام النووي‪ +‬رحمه هللا ‪:‬و هذا الحديث صريح في إباحة بعض الكذب للمصلحة ‪ .‬و قد ضبط العلماء ما‬
‫‪....‬يباح منه‬

‫لقي رسول هللا صلى هللا طليعة للمشركين وهو في نفر من أصحابه فقال المشركون‪ (:‬ممن أنتم ؟ فقال النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬نحن من ماء" فنظر‪ +‬بعضهم الى بعض فقالوا ‪:‬أحياء اليمن كثيرة لعلهم منهم و‬
‫انصرفوا‪) +‬‬

‫‪.‬و أراد صلى هللا عليه و سلم بقوله نحن من ماء قوله تعالى في سورة الطارق ‪ُ :‬خ َ‬
‫لق من ماء دافق‪+‬‬

‫و هذا ما يسمى بمعاريض الكالم‬

‫‪.‬و قد ذكر ابن القيم رحمه هللا بعض ما روي‪ +‬عن السلف من المعاريض التي تخلصوا بها‬

‫‪3‬‬
‫آفات اللسان‬
‫فروي‪ +‬عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أنه قال ‪(:‬إن في معاريض الكالم ما يغني الرجل عن الكذب )‬

‫الباب الثاني ‪ :‬الغيبة و النميمة‬


‫الغيبة ‪:‬ما هي الغيبة ؟‬

‫قال الحافظ‪ +‬ابن حجر رحمه هللا ‪ :‬و قد اختلف العلماء في حد الغيبة فقال الراغب‪ :‬هي أن يذكر اإلنسان عيب‬
‫غيره من غير محوج إلى ذكر ذالك‬

‫و قال النووي في كتابه األذكار(الغيبة ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذالك في بدن الشخص‪ ,‬أو دينه ‪,‬أو‬
‫دنياه ‪ ,‬أو نفسه ‪ ,‬أو خلقه ‪ ,‬أو خلقه أو ماله ‪ ,‬أو ولده ‪ ,‬أو زوجه ‪ ,‬أو خادمه ‪ ,‬أو ثوبه ‪ ,‬أو حركته ‪ ,‬أو‬
‫طالقته ‪ ,‬أو عبوسته ‪ ,‬أو غير ذالك مما يتعلق به ‪ ,‬سواء ذكرته باللفظ أو باإلشارة و الرمز )‬

‫قال هللا تعالى ‪<:‬ال يحب هللا الجهر باالسوء من القول إال من ظلم و كان هللا سميعا عليما >سورة النساء‬
‫‪148‬‬

‫و قال سبحانه و تعالى " يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم و ال تجسسوا‪ +‬و ال‬
‫يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و اتقوا هللا إن هللا تواب رحيم" الحجرات‬
‫ىال‪12‬‬

‫و قد عرفها النبي صلى هللا عليه وسلم بقوله في حديث أبي هريرة رضي هللا عنه ‪:‬أتدرون ما الغيبة ؟ قالو‬
‫هللا و رسوله أعلم ‪ .‬قال ‪":‬ذكرك أخاك بما يكره" قيل ‪:‬أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ‪:‬قال ‪":‬إن كان فيه ما‬
‫"تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فقد بهته‬

‫و عن أنس بن مالك قال ‪:‬قال رسول‪ +‬هللا صلى هللا عليه و سلم ‪":‬لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من‬
‫نحاس‪,‬يخمشون وجوههم‪, +‬و صدورهم‪, +‬فقلت ‪ :‬من هؤالء ياجبريل ؟ قال ‪:‬هؤالء الذين يأكلون لحوم الناس و‬
‫"يقعون في أعراضهم‪+‬‬

‫و عن أبي برزة األسلمي رضي هللا عنه قال ‪:‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪":‬يامعشر من آمن بلسانه‬
‫و لم يدخل اإليمان قلبه ال تغتابوا المسلمين و ال تتبعوا عوراتهم ‪,‬فإنه من اتبع عوراتهم‪ +‬يتبع هللا عورته ‪ ,‬و‬
‫من اتبع هللا عورته يفضحه في بيته " أخرجه أبو داود‬

‫‪:‬ما يباح من الغيبة‬


‫‪ :‬قال اإلمام النووي رحمه هللا ‪ :‬تباح الغيبة لغرض شرعي لستة أسباب‬

‫التظلم ‪ :‬كأن تقول للقاضي أو السلطان ظلمني فالن أو فعل بي كذا‪1-‬‬

‫‪.‬اإلستعانة على تغير منكر أو رد العاصي‪ +‬إلى الصواب‪2-‬‬


‫‪4‬‬
‫آفات اللسان‬
‫‪...‬اإلستفتاء ‪ :‬بأن يقول للمفتي ظلمني‪ +‬فالن أو أبي أو أخي ‪3-‬‬

‫تحذير المسلمين من الشر‪ :‬كاجرح المجروحين من الرواة و الشهود و المصنفين‪-‬و اإلخبار بعيب عند‪4-‬‬
‫المشاورة – و النصيحة عند الشراء‪ -‬و نصيحة من كان متفقها و يتردد الى فاسق أو مبتدع يأخد منه علما‬

‫من يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته‪.‬فيجوز‪ +‬ذكره بما يجاهر به ‪5-‬‬

‫التعريف ‪ :‬إذا كان شخصا معروفا‪ +‬بااألعمش أو األعرج أو غير ذالك جاز تعريفه به و يحرم إذا كان ‪6-‬‬
‫‪.‬ذكره تنقصا و لو أمكن التعريف بغيره كان أولى و هللا أعلم‬

‫‪ :‬و قد جمع بعضهم هذه األمور الستة في قوله‬

‫القدح ليس بغيبة في ستة ‪ ....‬متظلم ‪,‬و معرف ‪,‬و محذر‬

‫ومجاهر فسقا ‪,‬و مستفت‪ .......‬ومن طلب اإلعانة في إزالة منكر‬

‫النميمة‬

‫قال الحافظ‪ +‬ابن حجر رحمه هللا نقال عن الغزالي ما ملخصه ‪:‬النميمة في األصل نقل القول إلى المقول فيه‬
‫وال اختصاص لها بذالك ‪,‬بل ضابطها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه ‪,‬أو المنقول إليه ‪,‬أو‬
‫غيرهما ‪,‬و سواء كان المنقول قوال ‪,‬أم فعال ‪ ,‬وسواء كان عيبا ‪,‬أم ال ‪,‬حتى لو رأى شخصا يخفي ماله فأفشى‪+‬‬
‫) كان نميمة‬

‫عن حديفة قال سمعت النبي صلى هللا عليه و سلم يقول‪" :‬ال يدخل الجنة قتات " و القتات هو النمام‬

‫و قيل الفرق بين القتات و النمام ‪.‬أن النمام الذي يحضر القصة فينقلها و القتات الذي يستمع من حيث ال يعلم‬
‫‪.‬به ثم ينقل ما سمعه‬

‫و عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال ‪:‬خرج النبي صلى هللا عليه وسلم من بعض حيطان المدينة ‪,‬فسمع‬
‫صوت إنسانين يعذبان‪,‬في قبريهما‪ +‬فقال ‪:‬يعذبان و ما يعذبان في كبيرة ‪ ,‬و إنه لكبير ‪:‬كان أحدهما ال يستتر‬
‫من البول ‪ ,‬و كان اآلخر يمشي بالنميمة ‪,‬ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين فجعل كسرة في قبر هذا و كسرة‬
‫"في قبر هذا فقال ‪:‬لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا‬

‫‪.‬و ذكر ابن عبد البر عن يحي بن أبي كثير قال "يفسد النمام و الكذاب في ساعة ما ال يفسد الساحر في سنة‬

‫و النميمة من أنواع السحر ألنها تشارك السحر في التفريق بين الناس و تغير قلوب المتحابين‬

‫‪5‬‬
‫آفات اللسان‬
‫‪.‬الباب الثالث ‪ :‬الخصومات و بداءة اللسان‬

‫‪1-/‬‬ ‫‪:‬بداءة اللسان بقبيح الكالم‬


‫قال هللا تعالى ‪":‬ال خير في كثير من نجواهم إال من أمر بصدقة أو معروف‪ +‬أو إصالح بين الناس و من يفعل‬
‫ذالك ابتغاء مرضات‪ +‬هللا فسوف نوتيه أجرا عظيما "سورة النساء ‪114‬‬

‫قال بن كثير رحمه هللا ‪":‬ال خير في كثير من نجواهم‪ " +‬يعني كالم الناس‬

‫وقال سبحانه ‪ ":‬ال يحب هللا الجهر بالسوء من القول إال من ظلم و كان هللا سميعا عليما" النساء ‪148‬‬

‫أي و ال يحب هللا الفحش في القول و ال اإليذاء باللسان إال المظلوم‪ +‬فإنه يباح له أن يجهر باالدعاء على‬
‫‪ .‬ظالمه وأن يذكره بما فيه من السوء‬

‫"قال ابن عباس رضي هللا عنهم "المعنى ال يحب هللا أن يدعو أحدا على أحد إال أن يكون مظلوما‬

‫و قال تعالى "ما يلفظ من قول إال لديه رقيب عتيد " سورة ق ‪18‬‬

‫و عن أبي موسى األشعري رضي‪ +‬هللا عنه قال ‪ :‬قلت يا رسول‪ +‬هللا أي المسلمين أفضل ؟ قال " من سلم‬
‫‪.‬المسلمون بلسانه و يده" رواه البخاري‪+‬‬

‫و عن بالل بن الحارث المزني رضي‪ +‬هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال " إن الرجل ليتكلم‬
‫باالكلمة من رضوان هللا ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ‪ ,‬يكتب هللا له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ‪ ,‬و إن الرجل‬
‫ليتكلم باالكلمة من سخط هللا ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب هللا له بها سخطه إلى يوم يلقاه" رواه‬
‫‪.‬البخاري‪+‬‬

‫و عن سفيان بن عبد هللا رضي هللا عنه قال ‪:‬قلت يا رسول هللا حدثني بأمر أعتصم به ‪ ,‬قال ‪" :‬قل ربي هللا‬
‫ثم استقم" قال قلت ‪:‬يارسول‪ +‬هللا ‪ ,‬ما أخوف‪ +‬ما تخاف علي ؟ فأخد بلسان نفسه ثم قال "هذا" رواه مسلم‬

‫و عن عمر رضي‪ +‬هللا أنه دخل على أبي بكر الصديق‪ +‬رضي‪ +‬هللا عنه و هو يجبد لسانه فقال له عمر ‪:‬مه‬
‫غفر هللا لك فقال أبو بكر‪ ":‬إن هذا أوردني‪ +‬الموارد" موطأ اإلمام مالك‬

‫و عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ +‬قال" إذا أصبح ابن أدم فإن األعضاء‬
‫‪.‬كلها تكفر اللسان فتقول ‪:‬اتق هللا فينا فإنما نحن بك ‪ ,‬فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا" الترمذي‬

‫و عن معاذ رضي هللا عنه في حديثه الطويل و في عجزه "أال أخبرك بمالك ذالك كله؟ قلت بال يا رسول‪ +‬هللا‬
‫‪ ,‬فأخد بلسانه ثم قال كف عليك هذا" قلت يا رسول‪ +‬هللا ‪,‬و إنا لمواخدون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك و هل‬
‫يكب الناس في النار على و جوههم إال حصائد ألسنتهم" الترمذي‬

‫‪6‬‬
‫آفات اللسان‬
‫و عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪:‬سئل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة‬
‫قال "تقوى هللا و حسن الخلق" و سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال "الفم و الفرج" أخرجه الترمذي‬

‫‪ :‬الجدال باالباطل ‪2-/‬‬

‫الجدال نوعان ‪:‬األول ‪ :‬الجدال المحمود‪ +‬أو الممدوح ‪:‬و هو كل جدال أيد الحق أو أوصل إليه بنية صالحة‬
‫خالصة و طريق‪ +‬صحيح‪.‬قال تعالى"أدع إلى سبيل ربك باالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي‬
‫"أحسن‬

‫"و قال تعالى "وال تجادلوا أهل الكتاب إال باالتي هي أحسن إال الذين ظلموا منهم‬

‫و المجادلة بالتي هي أحسن هي التي تكون عن علم و بصيرة و بحسن خلق و لطف و لين و حسن خطاب و‬
‫دعوة الى الحق و تحسينه و رد الباطل و بيان قبحه بأقرب طريق‪ +‬موصل إلى ذالك و يكون القصد بيان‬
‫‪.‬الحق و هداية الخلق‬

‫النوع الثاني ‪ :‬الجدال المذموم‪ +:‬و هو كل جدال أيد الباطل أو أوصل إليه أو كان بغير علم وال بصيرة و هذا‬
‫النوع من أعظم آفات اللسان قال تعالى " و من الناس ما يجادل في هللا بغير علم و يتبع كل شيطان مريد‬
‫كتب عليه أنه من تواله فأنه يضله و يهذيه الى عداب السعير" سورة الحج ‪4‬‬

‫و عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال ‪:‬إن النبي صلى هللا عليه و سلم قال "ال تعلموا العلم لتباهوا به‬
‫العلماء ‪ ,‬و ال لتماروا‪ +‬به السفهاء ‪ ,‬و ال لتخيروا به المجالس ‪ ,‬فمن فعل ذالك فالنار النار" صحيح ابن ماجة‬

‫وقال ابن مسعود‪ +‬رضي هللا عنه ‪ :‬ال تعلموا العلم لثالث ‪:‬لتماروا‪ +‬به السفهاء ‪,‬و تجادلوا به العلماء ‪ ,‬و‬
‫لتصرفوا‪ +‬به وجوه الناس إليكم ‪ ,‬وابتغوا بقولكم ما عند هللا ‪ ,‬فإنه يدوم و يبقى وينفد ما سواه" الدارمي موقوفا‬
‫عن ابن مسعود رضي هللا عنه‬

‫‪ :‬و من آفات اللسان‬

‫* الحلف الكاذب و المن باالعطية ‪ * .‬التسمي بملك األمالك ( عن أبي هريرة*‬ ‫الحلف بغير هللا‬
‫رضي هللا عنه قال "أخنع األسماء عند هللا رجل تسمى بملك األمالك")‬

‫* اإلفراط‪ +‬في المدح *‬ ‫* النياحة على الميت‪.‬‬ ‫سب الدهر‪.‬‬

‫* اللعن *‬ ‫* شتم الرجل والديه‪.‬‬ ‫هتك اإلنسان ستر نفسه‪.‬‬

‫قول ما شاء هللا و فالن أو لوال هللا و فالن ( عن حديفة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال *‬
‫‪".‬ال تقولوا ما شاء هللا و شاء فالن و لكن قولوا ما شاء هللا ثم شاء فالن") أبو داود و أحمد‬

‫‪7‬‬
‫آفات اللسان‬
‫* قول الرجل هلك الناس *‬ ‫اللوم و عدم تفويض األقدار‪ +‬هلل تعالى‪.‬‬

‫الغناء و الشعر المحرم*‬

‫*من يأمر بالمعروف وال يفعله و ينهى عن المنكر ويفعله*‬ ‫‪.‬الوعد الكاذب ‪.‬‬

‫*من حلف على غير ملة اإلسالم*‬ ‫إفشاء سر الزوجة أو الزوج‪.‬‬

‫تسويد الفاسق ( عن بريدة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم" ال تقولوا للمنافق‪ +‬سيد *‬
‫فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل") أبو داود‬

‫‪.‬سب الحمى *‬

‫‪:‬وجوب حفظ اللسان‬


‫قال اإلمام النووي‪ +‬رحمه هللا تعالى ‪:‬أعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكالم ‪,‬إال كالما‬
‫تظهر المصلحة فيه ‪ ,‬و متى استوى الكالم و تركه في المصلحة ‪,‬فاالسنة اإلمساك عنه ‪,‬ألنه قد ينجر الكالم‬
‫المباح إلى حرام ‪,‬أو مكروه‪ ,‬بل هذا كثير أو غالب في العادة ‪,‬و السالمة ال يعادلها شيء‪ .‬و قد قال عليه‬
‫‪ .‬الصالة و السالم ‪ ":‬من حسن إسالم المرء تركه ما ال يعنيه‬

‫‪ :‬يقول الشاعر‬

‫احفظ لسانك أيها اإلنسان‬

‫ال يلدغنك إنه ثعبان‬

‫كم في المقابر من قتيل لسانه‬

‫‪.‬كانت تهاب لقاءها الشجعان‬

‫و الحمد هلل رب العالمين‬

‫لخصه الفقير الى هللا‬


‫‪8‬‬
‫آفات اللسان‬
‫أحـــمــد ابن إبراهيم حـــجـــاج‬

‫‪14 2017/01/‬‬

‫‪9‬‬

You might also like