Professional Documents
Culture Documents
أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن صفوان أبو بكر بن
أبي دجانة النصري الدمشقي العدل .قال الكناني :كان ثقة مأمونا توفي سنة
ست وخمسين وثلثا مائة.
?أبو العلءا ابن شقير البغداذي
أحمد بن عبد الله بن الحسن بن شقير أبو العلءا البغداذي النحوي حدثا
وصنف لسيف الدولة كتابا في أجناس العطر وأنواع الطيب وسماه
المسلسل في اللغة لنه كالسلسلة ،وله شعر ،توفي في حدود السبعين
والثلثا مائة وقد تقدم ذكر آخر يعرف بان شقير وهو أحمد بن الحسين
وكنيته أبو العباس وهو غير هذا ،ولعل هذا من بني ذاك،والله أعلم.
ومن شعره......
?ابن أبي شعيب الحراني
أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني ،روى عنه أبو داود وروى عنه
البخاري والترمذي والنسائي بواسطة ،قال أبو حاتم :صدوق ثقة ،توفي سنة
ثلثا وثلثين وثلثا مائة.
صاحب الخال القرمطي
أحمد بن عبد الله القرمطي الخال رأس القرامطة وطاغيتهم هو سمى
نفسه هكذا وهو حسين بن زكرويه بن مهرويه ،بعث المكتفي عسكرا لقتاله
سنة إحدى وتسعين فالتقوا فانهزم وأمسك وأتي به وطيف به في بغداذ في
جماعة ثم قتلوا تحت العذاب ،وكان القرامطة قد بايعوه بعد قتل أخيه ولقبوه
المهدي ،وكان شجاعا فاتكا شاعرا ولما قتل خرج بعده أبوه زكرويه فخرج
إليه عسكر فأسر جريحا ومات وذلك في حدود الثلثا مائة ،وقال المرزباني
في معجم الشعراءا قتل في سنة إحدى وتسعين ومائتين ،وأورد له:
ول حروري ول ناصـبـي متى أرى الدنيا بـل كـاذب
عادى علي بن أبي طـالـب متى أرى السيف على كل من
وينصف المغلوب من غالب متى يقول الحق أهل النهـى
هل لكؤوس العدل من شارب هل لبغاة الخير من نـاصـر
قال ويروى له:
وجعفر الغطارف من جدودي نفيت من الحسين ومن علـي
وبت فقيد مـكـرمة وجـود وخيب سائل وجفوت ضيفـي
يمين فتى وفي بالـعـهـود وأعطيت القياد الدهر مـنـي
لحربي من طريف أو تـلـيد لئن لم أعط ما ملكت يمينـي
تقحم بالبنود على الـبـنـود وأفتتحنهـا حـربـا عـوانـا
وجـد آخـذ ثـار الـجـدود فإما أن أبـوءا بـروح عـز
تخرم في ذرى مجد مـشـيد وهي وإما أن يقـال فـتـى أبـي
أكثر من هذا ،ويقال إن عبد الله بن المعتز أجابه عنها بقصيدة منها:
تقحم بالبنود على البـنـود تهددنا زعمت بشوب حرب
إلى ودجيك من حبل الوريد فكان السيف أدنى عند ورد
??القاضي ابن عبيدوس
أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بن ذكوان أبو العباس
الموي قاضي الجماعة بقرطبة وخطيبها ،كان أعظم أهل الندلس ،رثته
الشعراءا لما مات وشيعه الخليفة ،وتوفي سنة ثلثا عشرة وأربع مائة.
?ابن الران الواعظ
أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو الحسن الدمشقي الواعظ ،أصله من الجزيرة
ويعرف بابن الران ،كان صالحا عارفا له مصنفات في الوعظ ،توفي سنة
إحدى وعشرين وأربع مائة وأورد له سبط ابن الجوزي شعرا.
?أبو نصر الثابتي الشافعي
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت أبو نصر الثابتي البخاري الفقيه
الشافعي ،قال الخطيب :كتبت عنه وكان لينا في الرواية ،توفي سنة سبع
وأربعين وأربع مائة.
?ابن الحطيئة الناسخ
أحمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري المام المقرئ المجود شمس الدين
خطيب حلب ومقرئها ،كان إماما ماهرا محررا للقراءاات ووجوهها وعللها مليح
الشكل قوي الكتابة صاحب نوادر وخلعة وظرف وله في ذلك حكايات .قرأ
القراءاات على السخاوي وغيره،وسمع بحران من الخطيب فخر الدين ابن
تيمية ،وبحلب من أبي محمد بن الستاذ ويحيى ابن الدامغاني وابن روزبه،
وببغداذ من عبد السلم الداهري ،وبدمشق من ابن صادق وابن صباح،
ومولده بالخابور سنة ست مائة ،وأسند عنه القراءاات والشاطبية الشيخ يحيى
المنيجي ورواها عنه سنة أربع وستين وذلك قبل موته بدهر ،سمع منه المزي
وابن الظاهري وولده أبو عمرو والبرزالي وابن شامة وغيرهم ،توفي بحلب
ستة تسعين وست مائة وصلي عليه بدمشق.
ومن نوادره أنه كان صاحب قطان يجلس على دكانه فاتفق أن جاءاه إلى
الدكان وما وجده فقعد ينتظره ،وكان أيام حلج القطن لما يدور الفلحون
يحلجون القطن بالجرة ،فجاءا إليه بعض الفلحين وقال :يا سيدي عندك
قوطين حتى أحلج وأشبح الضمة في قطن على القاف إلى أن نشأت واوا
فقال له الخابوري :ل والله ما عندي إل قوط واحد وأنا الذي أحلجه.
وحكي عنه أنه كان أيام قراسنقر بحلب مستوفي على الوقاف يهودي
فضايق الفقهاءا وأهل الوقاف وشدد عليهم فشكوه إلى قراسنقر وعزله ،ثم
إن اليهودي سعى وبرطل ثم تولى وعاملهم أشد من المرة الولى ،فشكوه
فعزله ،ثم تولى فشكوه فعزله ثم سعى وتولى ،فضاق الفقهاءا وقالوا :ما لنا
في الخلصا منه غير الخطيب شمس الدين ،فجاءاوا إليه فقال :ما أصنع بهذا
الكلب ابن الكلب? فقالوا :ما له غيرك ،فقال :يدبر الله .وأمر غلمه أن يأخذ
سجادته ودواة وأقلما وورقا ومصحفا على كرسي وقال له :توجه بهذا إلى
كنيسة اليهود وافرش لي السجادة ،وكان ذلك بعد عصر الجمعة ،فحضر
الشيخ وجلس على السجادة وفتح المصحف من أوله وأخذ يقرأ فجاءا اليهود
ورأوه وما أمكنهم يقولون له شيئا لنه خطيب البلد وهو ذو وجاهة فضاق
عليهم الوقت وأرادوا الدخول في السبت وانحصروا ،فقالوا له :يا سيدي قد
قرب أذان المغرب ،ونريد نغلق الكنيسة ،فقال :أبيت فيها لني نذرت أن
أنسخ هذا المصحف هنا ،فضاقوا وضجوا وقالوا :يا سيدي والله ما نطيق هذا
وغدا السبت ،فقال :كذا اتفق ول بد من المقام هنا إلى أن يفرغ المصحف،
فدخلوا عليه وقبلوا أقدامه وأقسموا عليه فقال :ول بد? قالوا :نعم .قال:
التزموا لي بأن تحرموا هذا المستوفي حتى ل يعود يباشر الوقاف ،فألزموا
الديان أن حرم اليهودي واستراح المسلمون منه.
جمال الدين التميمي الصقلي
أحمد بن عبد الله بن سعيد بن محمد بن عبد الله أبو العباس جمال الدين
التميمي الصقلي ثم الدمشقي ،قرأ بالروايات على الشيخ علم الدين
السخاوي وسمع الكثير وحدثا ،وكانت كتبه نفيسة وأصوله حسنة ،وكان في
شبابه تزوج ابنة الشيخ علم الدين وأولدها وتوفيه هي والولد ولم يتزوج
بعدها .وكان شديد الشح على نفسه كثير التقتير مع الجدة الوافرة ووقف
داره على الفقهاءا المالكية بدمشق .وكان الشيخ تقي الدين ابن الصلح يعجبه
بحثه ويعظمه وقرأ عليه كتاب علوم الحديث من أوله إلى آخره ومدحه
بأبيات وهي:
وصانوه عن صورة الباطل لقد صنف الناس علم الحديث
إمام الهداة الرضى العادل وذبوا من الزور قول النبي
ول سيب أفضاله الـنـائل ولم يلحقوا شأو هذا الكتـاب
تجد ما يشق على الداخـل فيمم دقيق المعـانـي بـه
صريح التقى ليس بالباخـل وجاد به لـلـورى عـالـم
ويصفح عن زلة الجاهـل يفيد العلـوم لـطـلبـهـا
لكشف الغوامض للسـائل فل مثل لبن المام الصلح
فوائد كالعارض الهاطـل فسقيا له ثم رعـيا عـلـى
دوام الفضائل للـفـاضـل قلت: ودام له السعد في نـمـعة
شعر نازل ،وتوفي سنة ثلثا وتسعين وخمس مائة.
??العيمى التطيلي
أحمد بن عبد الله بن هريرة أبو العباس القيسي التطيلي الشبيلي المنشأ
الضرير المعروف بالعيمى توفي سنة خمس وعشرين وخمس مائة ،من
شعره? :بحياة عصياني عليك عواذلي إن كانت القربات عندك تنفع
ل أنت باخلة ول أنا أقنع قلت :قد هل تذكرين لياليا بتنا بها
مر في ترجمة إبراهيم بن خفاجة ما يشبه هذين البيتين فليطلب في مكانه.
ومنه:
كما نطقت تجـارينـا مللت حمص وملتني فلـو نـطـقـت
عـلـى قـدر
والماءا في المزن أصفى وسولت لي نفـسـي أن أفـارقـهـا
منه في الغدر
بالمال أحيي به فقرا هيهات بل ربما كان الـرحـيل عـنـا
مـن الـعـمـر
لم يدر أن الردى آت كم ساهر يستطيل الـلـيل مـن دنـف
مع الـسـحـر
حتى تضايق فيما عن أما اشتفت منـي اليام فـي وطـنـي
عـن وطـري
حتى تكر على ما كان ول قضت من سواد العين حاجـتـهـا
في الـشـعـر قلت :شعر جيد ،وحمص هنا هي إشبيلية لن أهل حمص لما
دخلوا المغرب استوطنوها .ومن شعره يمدح بعض الوزراءا:
فإني أخاف الياسمين أعد نظرا في روضتي ذلـك الـخـد
علـى الـورد
فإن دموعي ل تـعـيد ول وخذ لهما دمعي وعلـلـهـمـا بـه
تـبـدي
تقوم مقام الري عنـدك أو وإل ففي كـأس الـمـدامة بـلـغة
عـنـدي
تعلل بالكافور والمسك وفي ريقك المعسول لـو أن روضة
والـشـهـد
لو أن الليالي لم تزاحمك وماءا شبابـي كـان أعـذب مـوردا
في الـورد
على مثل حد السيف أو أمنك الخيال الطـارقـي كـل لـيلة
طرة البـرد
فتفنى ولكن المدار منى?? ل أبالي أن تكـون كـواذبـا
عـلـى وجـدي
من النوم أو لول رقيب يباري إلي اللـيل لـو أن شـافـعـا
من السـهـد
ويشقى فهل كيف يبقى تعلم مني كيف ينـعـم بـالـهـوى
على العهـد
وأسرع شيءا حين يدنو يهون علي الوصل مـا دام نـازحـا
إلى الـصـد
وكنت أنا والنجم بتنا عـلـى وليلة وافانـي وقـد مـلـت مـيلة
وعـد
ول شيءا أحل من دنو علـى ألـم فـحـيا بـين رقـبــي ورقة
بـعـد
كما لح وسم الشيب وقد رابه لمح من الليل في الـدجـى
في الشعر الجعد
وفرط نحولي واصفراري رأى أدمعي حمرا وشيبي نـاصـعـا
على خدي
وإن لم يطق حمل الوشاح فود لو أنـي عـقـده أو وشـاحـه
ول العقـد
وقد كان هذا الشوق أولى ألم فـأعـدانـي ضـنـاه وسـهـده
بأن يعـدي
ولكن سل اليام عن حالـه وولى فل تسأل بـحـالـي بـعـده
بـعـدي
فمكد على حرصا تفاوت قومي في الحظوظ وسبلـهـا
ومثر على زهـد
قسمنا المعالي بين غور إلى وأما أنا والحـضـرمـي فـإنـنـا
نـجـد
وآب ابن عيسى بالسيادة فأبت أنا بالشـعـر أحـمـي لـواءاه
والـمـجـد
إذا امتلت كفا يديه مـن فتى ل يبالي فوز من فاز بالـعـلـى
الـحـمـد ومنه قوله:
ية كالغصن كالقـنـا وبديع الوصاف كالشمس كالـدم
كـالـريم
يستخف النفوس قبل سكري اللمى وضيءا المـحـيا
الجـسـوم
ربما كان ضـلة لـلـحـلـوم متهد إلى الـحـلـوم بـلـحـظ
لم ينل ملـك فـارس ما يبالي من بات يلـهـو بـه إن
والـروم
ب على صحن خده قمت أسقيه من لمى ثغره العـذ
المـرقـوم
ن وصبح كعرفه في بين ليل كخضرة الروض في اللو
الشـمـيم
ح وقد لفهـا فـرادى بـتـوم وكأن النجوم في غبش الـصـب
ن فأغضت بين الضنى أعين العاشقين أدهشهـا الـبـي
والوجوم ومنه:
لقد مال قدك حتى اعـتـدل أما والهوى وهو إحدى الملـل
حتى رأت كيف يعصى العذل وأشرق وجهك لـلـعـاذلت
على أن لي خبرة بالمـقـل ولم أر أفتك من مـقـلـتـيه
وقلت الردى حيلة في الكحل كحلتهمـا بـهـوى قـاتـل
لعلم كيف تكـون الـحـيل وإني وإن كنـت ذا غـفـلة
من نارها ذهبت به تتعلـق كذا ما ذاك غير قروح قلب محبه
أنشدنيه من لفظه ،ومن نظمه أيضا:
شفة رقت عن لؤلؤ وجمان عجبوا لخالك كيف منك مقبل
مستلزما لشقائق النعـمـان فأجبتهم ل تعجبوا ما زال ذا
ومنه أيضا:
شوقا إليه ودمع عينك يسجـم رعف الحبيب فقيل هل قبلته
في سفكه وعليه قد ظهر الدم فأجبت ل لكنه أخفـى دمـي
?المترجم البغداذي
أحمد بن عبد الله بن داود بن علي بن أحمد بن محمد شهاب الدين البغداذي
المعروف بالمترجم ،رأيته بدمشق غير مرة ،وهو فرد الزمان ونادرة الوان
في حل المترجم وإمام في الكتابة المنسوبة وتعتيقها ،أول وروده إلى دمشق
وصف لشيخنا العلمة شهاب الدين أبي الثناءا محمود فأحضروه إليه إلى
ديوان النشاءا فكتب له لغزا مترجما فحل المترجم واللغز في الوقت الحاضر
فما كاد يقضي منه العجب واعترف له بالحسان وبحل المترجم بل فاصلة
وهذا بديع ،وآخر عهدي به في سنة خمس وأربعين وسبع مائة بدمشق ثم
توجه إلى القاهرة.
كتب تقريظا على كتابي جنان الجناس :
مقرنا منه بحسـن الـخـلـق زينة المرءا بيان الـمـنـطـق
نظم الحكمة نظـم الـنـسـق وأخص الـنـاس فـيه رجـل
بحسـان مـن لـسـان ذلـق في جنان من جناس زخـرفـت
وأمان فـي بـطـون الـورق أودعتـهـا كـفـه فـي دعة
ذاهبا فيهـا لسـى الـطـرق ناظما أحرفـه فـي أسـطـر
زينة في صفحات الـعـنـق كنظـام الـدر مـن أنـواعـه
كركوب الليل متن الـشـفـق راكبـا أسـودهـا أبـيضـهـا
وسـواد فـي بـياض يقــق فبـياض فـي سـواد حـلـك
وعجيب نطق من لم ينـطـق نطقت وهي جـمـاد كـلـهـا
في اصطلح الشعر ما لم نطق حملتـنـا بـعـده ألـفـاظـه
عن سنا الفكر ونور الـحـدق كل معنى دق فيها فاخـتـفـى
فاغن بالمفترق الـمـتـفـق في افتراق واتـفـاق قـصـده
كمنت أشخاصنا في الـعـلـق كمنت فطنتـه فـيهـا كـمـا
حكم العلم بـأن لـم يلـحـق أيها الطـالـب يبـغـي شـأوه
أنت والبرق معا فـي طـلـق لست تدري من تجاري فـاتـئد
غير ذي الفضل يمينا يسـبـق وبنو الفضل متـى جـاراهـم
وكذا اللفاظ فـاسـمـع وذق هكذا المعنى فكن محـتـفـل
حذرا منها وإن لـم تـحـرق أي نار لـخـلـيل أضـرمـت
أرج الرجاءا بالفضل سـقـي قلبـت أرضـا أريضـا أنـفـا
وبـهـا أعـينـنـا فـي أرق فبهـا أفـكـارنـا فـي سـنة
فأعـاذوه بـرب الـفـلــق سحر الناس بهـا مـنـطـقـه
فهو ذنب إثمه في عـنـقـي زدهم سحرا ول تـرثا لـهـم
أيها الناس اسمعوا من لو وعى نطقك قـس لـم يقـل
منطقـي
فوق غصن صادحات الـورق دمت للناس صلحا مـا شـدت
فكتبت أنا الجواب إليه مختصرا:
عرفها سار إلى منـتـشـق أرياحين أتـت فـي طـبـق
فوقها الطيار بـين الـورق أم غصون من سطور قد شدت
أم نجوم بدت فـي غـسـق أم ثغور بسمت عـن شـنـب
جبرت عطلي فحلت عنقـي أم عقود ويد الحـسـان قـد
لسوى مـولي لـم يتـفـق هكذا النظم الـذي رونـقـه
وله النقس سـواد الـحـدق طرسه صفـحة خـذ أبـيض
هكذا السكـر يهـدي فـذق قلت للـخـل وقـد عـاينـه
كنديم صفوة الراح سـقـي ثم لمـا ذاقـه اهـتـز لـه
قلت بل هذا وذا في نـسـق قال هذا سكر أو مـسـكـر
تبعث البستان لي فـي ورق دمت يا فرد الورى في فنـه
??فخر الدين البليسي
أحمد بن عبد الله بن محمد بن فخر الدين أبو العباس ابن تاج الدين
البلبيسي ولد سنة خمسين وست مائة ببليس ،أجاز لي في ذي الحجة سنة
ثمان وعشرين وسبع مائة.
??الغرافي التاجر
أحمد بن عبد المحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن حسن ينتهي إلى
موسى الكاظم ،الواسطي الغرافي التاجر السفار ،ولد سنة بضع وثمانين
وسمع بمرو من أبي المظفر عبد الرحيم بن السمعاني وبالسكندرية من
محمد بن عماد وغيره وببغداذ من ابن القطيعي أبي الحسن ،والغراف من
أعمال واسط ،روى عنه ولده وأبو إسحاق إبراهيم والدمياطي وجماعة،
وتوفي بالسكندرية سنة ست وستين وست مائة.
شرف الدين ابن الرفعة
أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة الشيخ شرف الدين ابن الشيخ مجير
الدين ،سمع من النجيب عبد اللطيف الحراني وأبي إبراهيم البروجردي
ومعين الدمشقي وعبد الهادي القيسي وغيرهم ،وأجاز لي في أن أروي عنه
سنة ثمان وعشرين وسبع مائة بالقاهرة.
الطروش الناسخ
أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز ابن القاضي أبو القاسم الطروش الناسخ
أخو أبي علي المبارك البغداذي ،كان دمثا حفظة للحكايات والشعار مع صلح
وديانة ،سمع أحمد بن الحسين بن علي بن قريش وحدثا باليسير ،توفي سنة
خمس وستين وخمس مائة.
أبو طاهر بن بشران
أحمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أبو طاهر بن أبي
القاسم من أولد المحدثين ،طلب الحديث وسمع وكتب بخطه وروى يسيرا،
سمع الحسين بن عمران الضراب والحسين بن هارون الضبي ومحمد بن
المظفر الحافظ وغيرهم.
ابن باتانه المقرئ
أحمد بن عبد الملك بن محمد بن يوسف أبو العباس المعروف بابن باتانه
البغداذي ،أسمعه والده في صباه وقرأ القرآن بالروايات على المبارك بن
الحسن ابن الشهرزوري وسعد الله ابن الدجاجي وغيرهما ،وسمع الحديث
من محمد بن عبد الباقي النصاري ويحيى بن عبد الرحمن بن حشيش
الفارقاني ومحمد بن عبد الملك بن خيرون وأحمد بن علي الدلل وغيرهم.
قال محب الدين ابن النجار :كتبت عنه وكان صدوقا حسن المعرفة بالقراءاات
مجودا صالحا متدينا سديد السيرة جميل الطريقة أضر آخر عمره ولم يرو
شيئا عن أبي بكر محمد النصاري لنه كان يقول دائما :أنا أحق أو والدي
أسمعني مجلدة من كتاب الطبقات لبن سعد من القاضي أبي بكر ويمنعنا
التواني عن التفتيش عليها ،ولما ظفر محب الدين بالنسخة أخذها وتوجه إليه
فوجده قد مات قبله بيوم.
ابن المكوي المالكي
أحمد بن عبد الملك بن هاشم أبو عمر ابن المكوي الشبيلي المالكي كبير
المفتين بقرطبة ،كان حافظا للمذهب مقدما فيه بصيرا بأقوال أصحاب مالك
دعي لقضاءا قرطبة مرتين فأبى ،وصنف كتاب الستيعاب في رأي مالك
للحكم أمير المؤمنين فجاءا به في مائة جزءا ،وعليه تفقه الحافظ أبو عمر ابن
عبد البر وأخذ عنه المدونة .توفي فجأة في سابع جمادى الولى سنة إحدى
وأربع ومائة وكانت له جنازة عظيمة.
الوزير ابن شهيد
أحمد بن عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين العلى أحمد بن عبد الملك
بن عمر بن شهيد الشجعي أبو عامر بن أبي مروان الندلسي القرطبي
الشاعر .قال الحميدي :كان من العلماءا بالدب ومعاني الشعر وأقسام البلغة
وله حظ من ذلك بسق فيه ،ولم ير أحدا في البلغة يجاريه ،وله كتاب
حانوت العطار و التوابع والزوابع و كشف الدك وإيضاح الشك وسائر
رسائله وكتبه نافعة الجد كثيرة الهزل ،توفي في جمادى الولى سنة ست
وعشرين وأربع مائة بعلة ضيق النفس والنفخ .قال ابن ماكول :يقال إنه
جاحظ الندلس ،ولم يعقب أبو عامر وانقرض عقب الوزير أبيه بموته وكان
جوادا ل يمسك شيئا ول يأسى على فائت عزيز النفس مائل إلى الهزل وكان
له في علم الطب نصيب وافر ،ومن شعره:
ول استخف محلي قط وما ألن قناتي غـمـز حـادثة
إنـسـان
وأنثني لسفيهي وهـو أمضي على القوم قدما ل ينهنهني
حـردان
والمر أمري والعوان أعـوان ول أقارض جهال بجـهـلـهـم
وأكظم الغيظ والحقـاد أهيب بالصبر والشحنـاءا ثـائرة
نـيران ومنه أيضا:
لما وجدت لطعم الموت ألمت بالحب حتى لو دنا أجلـي
من ألم
أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرح أبو بكر الشيرازي الحافظ نزيل الهواز،
من كبار أئمة الحديث ،سأله يوسف بن حمزة عن الرجال والجرح والتعديل،
توفي سنة ثمان وثمانين وثلثا مائة.
?الضبي
أحمد بن عبدة الضبي ،روى عنه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه ،كان ثقة نبيل ،توفي في شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.
?أبو عصيدة النحوي
أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر الديلمي البغداذي بأبي عصيدة النحوي ،له
مناكير وكان من أئمة العربية ،توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين ،وكان من
موالي بني هاشم ،حدثا عن الواقدي والصمعي وأبي داود والطنافسي وزيد
بن هارون وغيرهم وروى عنه القاسم بن محمد بن بشار النباري وأحمد بن
حسن بن شهير ،وقال محمد بن إسحاق :كان أبو عصيدة وابن قادم يؤدبان
ولد المتوكل،و كانوا قد جمعوهما ومعهما الطوال وغيره فقالوا لهم :تذاكروا
ليظهر فضلكم ،فألقوا بينهم بيت ابن عنقاءا الفزاري:
علي وإن ما أنفقت مـال فقالوا: ذريني إنما خطأي وصوبي
ارتفع مال بإنما إذ كانت بمعنى الذي ،وسكتوا ،فقال لهم أبو عصيدة من آخر
الناس :هذا العراب فما المعنى? فأحجم الناس عن القول ،فقيل له :فما
عندك? فقال :أراد ما لومك إياك وإنما أنفقت مال ولم أنفق عرضا ،فالمال ل
ألم على إنفاقه ،فجاءاه خادم من صدر المجلس فأخذ بيده حتى تخطأ به إلى
أعله وقال له:ليس هذا موضعك ،فقال :لن أكون في مجلس أرتفع منه إلى
أعله أحب إلي من أن أكون في مجلس أحط عنه ،فاختير هو وابن قادم.
ولما أراد المتوكل أن يعقد للمعتز ولية العهد حطه أبو عصيدة عن مرتبته
قليل وأخر غداءاه قليل ،فلما كان وقت النصراف قال للخادم :احمله ،فحمله
فضربه لغير ذنب ،فكتب بذلك إلى المتوكل فأحضره وقال :لم فعلت هذا
بالمعتز? فقال :بلغني ما عزم عليه أمير المؤمنين فحططت منزلته ليعرف
هذا المقدار فل يعجل بزوال نعمة أحد ،وأخرت غداءاه ليعرف مقدار الجوع إذا
شكي إليه ،وضربته لغير ذنب ليعرف مقدار الظلم فل يعجل على أحد .فقال
المتوكل :أحسنت ،وأمر له بعشرة آلف درهم ثم لحقه رسول قبيحة بعشرة
أخرى فانصرف بعشرين ألفا ،وله من المصنفات :كتاب المقصور
والممدود ،كتاب المذكر والمؤنث ،عيون الخبار والشعار ،كتاب
الزيادات في معاني الشعر لبن السكيت في إصلحه .
?ابن عبيد
أحمد بن عبيد ،قال المرزباني في معجم الشعراءا :من البناءا معتمدي
أغري بضرطة وهب بن سليمان يقول فيها الشعار فمن ذلك:
وطأطأ من علوه سـفـلـه تواضع من وهبنـا نـبـلـه
يذلل من قـولـه فـعـلـه فكيف يعز فـتـى لـم يزل
ضراط امرئ قد دنا عزلـه ضراطك يا وهب عند الوزير
الدسكري البغداذي
أحمد بن عبيدة بن أحمد أبو العباس الصوفي البغداذي سافر إلى خرسان
ودخل نوقان طوس وسمع بها محمد بن عبد الله بن محمد النوقاني وسمع
بنيسابور الستاذ عبد الكريم بن هوزان القشيري وحدثا بنيسابور ونوقان
وروى عنه أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني في مشيخته وأبو سعد
محمد بن محمد ابن الخليل النوقاني في أماليه.
??الخصيبي الكاتب
أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الخصيب أبو العباس الكاتب الخصيبي ،كان
جده أحمد بن الخصيب وزيرا للمستنصر ،وتقدم ذكره ،وأحمد هذا ولي
الوزارة للمقتدر يوم الخميس لحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة
ثلثا عشرة وثلثا مائة والدواوين وخلع عليه ثم عزل يوم الخميس لحدى
عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة أربع عشرة وثلثا مائة فكانت وزارته
سنة واحدة وشهرين ،ثم ولي الوزارة للقاهر بن المتضد في نصف ذي القعدة
سنة إحدى وعشرين ولم يزل على الوزارة إلى أن خلع القاهر في سادس
جمادى الولى سنة اثنتين وعشرين وثلثا مائة فكانت وزارته خمسة أشهر
وعشرين يوما .وكان أول يكتب للسيدة أم المقتدر ولثمل القهرمانة ،وكان
أنعم الناس عيشا وأنفذهم أمرا يحكم على الوزراءا ويضطرون إلى مداراته
وأحبت له ثمل القهرمانة الوزارة ،فلما وليها لم يمض عليه أسبوع حتى شغب
عليه الجند وطالبوه الرزاق ورموا طياره بالنشاب وصارت المشغبة إلى باب
داره فقال :لعن الله من أشار علي بالدخول في هذا .قال الصولي :وكان
صالح الدب حسن العقل ساكن الطبع مليح الخط حسن البلغة يذاكر بالخبار
والشعار ،وكان أمينا غير خائن في مال السلطان ،قال لي أبو علي الحسن
بن هارون وكان يكتب لبن أبي الصباح :حملت إلى الخصيبي مائة ألف دينار
هدية من ابن أبي الصباح وحرصت به كل الحرصا في قبولها فما وضع يده
على درهم وقال :كل ما أراد مني بعد قبولي لها فأنا أبلغه له بلوغ من أخذ
منه هذه وأضعافها فليستعن بها في مؤونته فإنه يحتاج إليها وإلى غيرها .قال
الصولي :وكان يحكي عن أبي العيناءا ويحفظ عنه أخبارا كثيرة وكان ابن أبي
الفرج ينشدني أشعارا ويقول أجدها بخطه وفيها آثار تدل على أنه عملها
فمنها قوله:
نفس المحب فداؤها من مبلغ عني التي
ني والشفاءا لقاؤها أني اعتللت فلم تعد
طالت وعز دواؤها يا داءا علتي الـتـي
بيديك فهو شفاؤها وقال الصولي: مسي مواضع علتي
حدثني أبو الفرج ابن حفص :كنت مع الخصيبي في مجلس قبل الوزارة
فحضرت معنا صبية مليحة الغناءا فغضب عليها فلم يكلمها فلما عمل فيه
النبيذ جذب الدواة وكتب:
ق دع عنك ما يضر بجسمك أيها العاشق الذي هجر المعشو
ك فإن شاءا كان مفتاح ل تعرض لهجر من هو شافي
سقمك وأضاق آخرا حتى لم يكن يقام له وظيفة من قليل اللحم ول كثيره إل
في أيام وهو مع ذلك حسن التصون يجوجه إليه بالمال الذي له خطر فل
يقبله ويشكر الموجه به ويرده ،وتوفي بعلة السكتة فجأة سنة ثمان وعشرين
وثلثا مائة.
أبو الحسين الهاشمي
أحمد بن عبيد الله بن إسحاق بن المتوكل على الله أبو الحسن الهاشمي،
لقي الجنيد ورويما وسمع محمد بن جرير الطبري ومحمد بن داود الصبهاني
وسافر إلى شيراز وأقام بها إلى حين وفاته وعاش حتى جاوز المائة ،روى
عنه ابنه أبو القاسم عبد الصمد وأبو أحمد اللبان ومحمد بن عبد العزيز
القصار الشيرازي .قال محب الدين ابن النجار :قرأت على أبي عبد الله
محمد بن أبي سعيد الديب بأصبهان عن أبي طاهر بن أبي نصر التاجر قال
أخبرنا عبد الرحمن ابن أبي عبد الله بن منده إذنا أخبرنا محمد بن عبد العزيز
بن عبد الله اللبان الشيرازي قال :سمعت أبا الحسين أحمد بن عبيد الله
الهاشمي يقول :سمعت أبا القاسم الجنيد بن محمد الصوفي يقول ببغداذ :ما
زلت أطلب إلى الله في صلتي خمس عشرة سنة أن يريني إبليس فلما كان
يوم بنصف النهار في صيف وأنا قاعد بين البابين أسبخ إذ دق علي الباب
فقلت :من ذا? قال :أنا ،قلت الثاني :من أنت? قال :أنا ،قلت الثالث :من
أنت? قال أنا ،قلت :ل تكون إل إبليس ،قال :نعم ،فمضيت ففتحت له الباب
فدخل علي شيخ عليه برنس من الشعر وعليه قميص من الصوف وبيده
عكاز ،فجئت أقعد مكاني بين البابين فقال لي :قم من مجلسي فإن بين
البابين مجلسي ،وخرجت فقعد ،فقلت :بم تستضل الناس? فأخرج لي رغيفا
من كمه وقال :بهذا .فقلت :بم تحسن لهم أفعالهم السيئة? فأخرج مرآة
فقال :أريهم سيئاتهم حسنات بهذه المرآة .ثم قال لي :قل ما تريد وأوجز في
كلمك ،فقلت :حيث أمرك بالسجود لدم لم ل تسجد? فقال:غيرة مني عليه
أسجد لغيره .وغاض مني ولم أره.
أحمد بن عقيل بن محمد بن علي بن أحمد بن رافع أبو الفتح بن أبي الفضل
القيسي الفارسي المعروف بابن أبي الحوافر الدمشقي ،أصله من بعلبك،
سمع أباه وعبد العزيز بن أحمد الكتاني والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي
وقدم بغداذ حاجا وحدثا بها وروى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن
بن هبة الله الشافعي ،وكان شيخا كثير التلوة للقرآن حسن التلوة صحيح
السماع ،توفي سنة إحدى وثلثين وخمس مائة ودفن بالباب الصغير.
أبو الوفاءا الصوفي
أحمد بن علي بن إبراهيم أبو الوفاءا الصوفي من أهل فيروزاباذ صحب
المشايخ بها وخدمهم وقدم بغداذ واستوطنها وسمع بها الكثير من محمد بن
أبي نصر الحميدي وأبي طاهر أحمد وأبي غالب محمد ابني الحسن بن أحمد
الباقلني الكرجي وعلي بن أحمد بن يوسف الهكاري وغيرهم وكتب بخطه
من كل فن وحدثا باليسير وكان شيخ رباط الزوزني وكان كامل في فنه،
أخلقه حسنة ومحاورته مليحة حلو المنطق ل يمل جليسه ،يحفظ من كلم
الصوفية وأحوالهم وأشعارهم وحكاياتهم شيئا كثيرا ،وتوفي ببغداذ سنة ثمان
وعشرين وخمس مائة.
الكوكبي الكاتب
أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن رستم المادرائي أبو
الطيب الكاتب العور المعروف بالكوكبي ،وهو أصغر من أخيه محمد ،طلب
الحديث وأكثر منه ومن كتابته ،وقرأ الدب وكان فاضل أديبا وبينه وبين أبي
العباس المبرد صداقة ومكاتبات بالشعار ومدح الحسن بن مخلد .ولي ديوان
الخراج بمصر أيام المعتضد والمكتفي من قبل هارون ابن أبي الجيش
خمارويه ولما رجع مؤنس وصفه للمقتدر وخاطبه في أن يستوزره وهيئت له
الخلع وكتب التقليد ونفذ إليه الرسول إلى دمشق فلقيتهم رسله بوفاته،
وروى عنه أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ومحمد بن العباس الشلمغاني.
ومن شعره:
وأمله الغشيان واللـمـام وإذا بدا جلد عليك من امرئ
شكوى لتصلحه لـك اليام ومنه فتسل عنه بفرقة ل مبـديا
أيضا:
واعص من لمك فيها أو عذل عاقر الراح ودع نعت الطلـل
وإذا قالوا تصابى قـل أجـل غادها واغن بها واسع لـهـا
أنت فيها وسـوى ذاك أمـل قال إنما دنياك فـاعـلـم سـاعة
أخوه محمد :أراد أخي أبو الطيب السفر إلى الشام فلمته على الثقل فقال:
ما معي إل ما ل بد منه ول أقدر أن أؤخره ،وأحصى في جملة ما حمله ثلثا
مائة حمل دفاتر وكان ل يدع النسخ بحال وهو في مجلسه يأمر وينهى ،ولد
ببغداذ سنة إحدى وستين ومائتين وتوفي بمصر سنة ثلثا وثلثا مائة.
?ابن النجاشي
أحمد بن علي بن أحمد بن العباس أبو الحسين الصيرفي السدي الكوفي
المعروف جده بالنجاشي ،حدثا عن القاضي أبي الحسين محمد بن عثمان
بن النصيبي وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي والحسن بن محمد بن
يحيى بن الفحام وروى عنه ولده علي ،توفي سنة خمسين وأربع مائة
بمطيراباذ.
?قاضي الطيب
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفضل بن بهمن بن النجار أبو العباس
الفقيه الشافعي من أهل الطيب ،دخل بغداذ واستوطنها وتفقه على أبي
إسحاق الشيرازي وسمع بها الحديث من عبد الصمد بن علي بن المأمون
ومحمد بن علي بن المهتدي وغيرهما وحدثا باليسير ،ولي قضاءا الطيب
وتوجه إليها وسكنها إلى أن أستشهد بها بعد سنة خمس مائة ومولده سنة
أربع وأربعين.
?ابن المعبي الواعظ
أحمد بن علي بن أحمد بن سلمة النصاري أبو العباس الواعظ المعروف
بابن المعبي من أهل البصرة ،كان أحد المعدلين بها مليح الوعظ كثير
المحفوظ حسن الخلق ،سمع علي بن أحمد التستري ومحمد بن أحمد
النهاوندي ومحمد بن عبيد البصري وغيرهم ،وقدم بغداذ وأقام بها مدة
وحدثا ،وروى عنه أبو بكر بن كامل .والمعبي بالعين المهملة والباءا الموحدة
المشددة.
أبو العباس المقرئ الضرير
أحمد بن علي بن أحمد أبو العباس الضرير المقرئ من البردان ،قدم بغداذ
في صباه وحفظ القرآن وأحكمه وقرأ بالروايات على المشايخ وقرأ بواسط
على أبي بكر بن الباقلني وغيره واشتغل بالتجويد ووصف بحسن الداءا وقوة
الصوت وحفظ حروف الخلف وكان يخطب في القرى وكان يقرأ في
المحراب في صلة التراويح بالشواذ المكروهة طلبا للدنيا .قال ابن النجار:
ولم يكن في دينه بذاك ،توفي سنة إحدى وعشرين وست مائة.
الحافظ ابن الزرق
أحمد بن علي بن الزرق أبو بكر الحافظ من أهل المطيرة ،حدثا عن أبي
جعفر محمد بن داود بن صدقة الشحام المطيري والحسن بن محمد العطار،
وروى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن نجيب الدقاق.
ابن هبل الطبيب
أحمد بن علي بن أحمد بن علي شمس الدين ابن هبل بالهاءا والباءا المحركة
بالفتحة ثانية الحروف الطبيب وسيأتي ذكر والده مهذب الدين في مكانه من
حرف العين ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مائة وتوفي رحمه الله .........
كان مشغول بصناعة الطب متميزا في الدب وجيها في الدولة سافر إلى بلد
الروم وأكرمه الملك الغالب كيكاوس بن كيخسرو إكراما كثيرا ،وبقي عنده
قليل وتوفي هناك.
الصوفي ابن الستاذدار
أحمد بن علي بن بختيار بن عبد الله أبو القاسم الصوفي ،كان والده
أستاذدار الخلفة ،ونشأ أبو القاسم هذا متأدبا فاضل حسن الطريقة متدينا
صالحا.
قال محب الدين ابن النجار :أنشدني لنفسه:
فإني لسباب الهوى غير أعاذلتي في الحب هل غير ذلـك
تـارك
إذا رمت ميل عن طريق دعيني وأوصابي فلست بعـاشـق
المهالك
إذا شئت أن ألقى أرى الحب أن ألقى المنية مسفـرا
عذاب المضاحك
سباسب تنضي ناجيات أيا ظبية الوعساءا إن حال بينـنـا
الرواتـك
دماءا المآقي سافحات فلست بناس وقفة لم تـزل بـهـا
المسـافـك
وغادرت عهدي بين تلك تربعت من دون الراكة معـهـدا
الرائك
إذا ما سعى الواشي بما وملت إلى الواشي وكنـت غـرية
غير ذلك
وأشتاق آثارا خلت من ألم تعلمـي أنـي ألـم بـعـالـج
جمـالـك وقال :أنشدني أيضا لنفسه:
يا صاح قبل التفاف مل بي إلى الدير من نجران مصطحبا
الساق بالـسـاق
من ساق حر تغنينـا أما ترى الورق تشدو في الغصون وكم
عـلـى سـاق
مشمرا لرتضاع الكاس والنور يضحكه باكي الغمـام فـقـم
عـن سـاق
تعشي العيون رعاك الله وهاتها كشعاع الشـمـس صـافـية
مـن سـاق قلت :الساق الذي في البيت الثالث هو الذي في البيت الول وهذا
اليطاءا وهو عيب ،وشعره مقبول ،وتوفي بعد افتقار وملزمة لرباط والده،
سنة اثنتين وأربعين وست مائة.
خالوه الحلواني
أحمد بن علي بن بدران بن علي الحلواني أبو بكر بن أبي الحسن المقرئ
المعروف بخالوه بالخاءا المعجمة قرأ القرآن بالروايات على الحسن بن غالب
بن المبارك وعلي بن محمد بن فارس الخياط وغيرهما ،وسمع الحديث
بالكثير من الحسن بن علي الجوهري والقاضي طاهر بن عبد الله الطبري
وعلي بن محمد بن حبيب الماوردي وغيرهم .وسمع بالبصرة وكتب بخطه
كثيرا وخرج تخريجات وفوائد في فنون .وانتقى أبو عبد الله الحميدي له فوائد
من أصوله وتكلم على أحاديثها ،وحدثا بالكثير ،وروى عنه ابن كليب وأبو
الفرج وهو آخر من حدثا عنه .قال محب الدين ابن النجار :أنبأنا أبو بكر
الجيلي عن أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال :أحمد بن علي بن بدران
الحلواني كان شيخا ليس له معرفة بطريق الحديث ،روى كتاب الترغيب
لبن شاهين عن العشاري من نسخة طرية مستجدة ولم نر له أصل عتيقا به،
وهو شيخ صالح فيه ضعف ل يحتج بحديثه ،توفي سنة سبع وخمس مائة.
أبو بكر الحافظ خطيب بغداذ
أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي أبو بكر الخطيب الحافظ إمام
هذه الصنعة ،انتهت إليه الرياسة في الحفظ والتقان والقيام بعلوم الحديث
وحسن التصنيف ،ولد بقرية من أعمال نهر الملك تعرف بهنيقيا بهاءا مفتوحة
ونون مكسورة وياءا آخر الحروف ساكنة وقاف مكسورة وبعدها ياءا آخر
الحروف مفتوحة وبعدها ألف مقصورة كذا وجدته مضبوطا.
قال أبو الخطاب ابن الجراح يمدح الخطيب:
وأعجز الناس في فاق الخطيب الورى صدقا ومعرفة
تصنيفه الكتبـا
بوضعه ونفى التدليس حمى الشريعة من غاو يدنسـهـا
والكـذبـا
تاريخه مخلصا لله جلى محاسن بغـداذ فـأودعـهـا
محـتـسـبـا
عن الهوى وأزال وقال في الناس بالقسطاس منحرفا
الشك والريبـا
جون ركام يسح الواكف سقى ثراك أبا بكر علـى ظـمـأ
السربـا
إذا تحقق وعد اللـه ونلت فوزا ورضوانا ومـغـفـرة
واقـتـربـا وقال الحافظ أبو طاهر السلفي يمدح مصنفات الخطيب:
ألذ من الصبا الغض الرطيب تصانيف ابن ثابت الخطـيب
رياضا رأسها ترك الذنـوب يراها إذ حواها مـن رواهـا
بقلب الحافظ الفطن الريب ويأخذ حسن ما قد صاغ منها
يوازي كتبـه أم أي طـيب سمع فأية راحة ونـعـيم عــيش
ببغداذ شيوخ وقته وبالبصرة والري والدينور والكوفة ونيسابور وقدم دمشق
سنة خمس وأربعين وأربع مائة حاجا فسمع بها وبصور وقرأ صحيح البخاري
في خمسة أيام بمكة على كريمة المروزية وعاد إلى بغداذ وصار له قرب من
الوزير رئيس الرؤساءا ،فلما وقعت فتنة البساسيري ببغداذ استتر الخطيب
وخرج إلى الشام لما آذاه الحنابلة بجامع المنصور وحدثا بدمشق بعامة كتبه،
ثم قصد صور وأقام بها وكان يتردد إلى القدس للزيارة ثم يعود إلى صور
وتوجه إلى طرابلس وحلب وأقام بهما أياما قلئل ثم عاد إلى بغداذ في
أعقاب سنة اثنتين وستين وأقام بها سنة إلى توفي وحينئذ روى تاريخ بغداذ
وروى عنه من شيوخه أبو بكر البرقاني والزهري وغيرهما.
وكان يقول :شربت ماءا زمزم ثلثا مرات وسألت الله عز وجل ثلثا حاجات
آخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ماءا زمزم لما شرب له ،فالحاجة
الولى أن أحدثا بتاريخ بغداذ ،والثانية أن أملي الحديث بجامع المنصور،
والثالثة أن أدفن إذا مت عند قبر بشر الحافي .فلما عاد إلى بغداذ حدثا
بتاريخه بها ووقع إليه جزءا فيه سماع الخليفة القائم بأمر الله فحمل الجزءا
ومضى إلى باب حجرة الخليفة وسأل أن يؤذن له في قراءاة الجزءا فقال
الخليفة :هذا رجل كبير في الحديث وليس له إلى السماع مني حاجة ولعل له
حاجة أراد أن يتوصل إليها بذلك فاسألوه حاجته ،فسألوه فقال :حاجتي أن
أملي الحديث بجامع المنصور ،فتقدم الخليفة إلى نقيب النقباءا بأن يؤذن له
في ذلك .ولما مات أرادوا دفنه عند بشر الحافي بوصية منه وكان الموضع
الذي بجنب بشر قد حفر فيه أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي قبرا لنفسه،
وكان يمضي إلى ذلك الموضع ويختم فيه القرآن ويدعو ،ومضى على ذلك
سنون ،فلما مات الخطيب سألوه أن يدفنوه فيه فامتنع وقال :هذا قبري قد
حفرته وختمت فيه عدة ختمات ول أمكن أحدا من الدفن فيه وهذا مما ل
يتصور ،فانتهى الخبر إلى سعد الصوفي فقال له :يا شيخ لو كان بشر في
الحياءا ودخلت أنت والخطيب إليه أيكما كان يقعد إلى جانبه أنت أو
الخطيب? فقال :ل بل الخطيب ،فقال :فكذا ينبغي أن يكون في حالة الموت
فإنه أحق به منك ،فطاب قلبه ورضي بأن يدفن الخطيب في ذلك الموضع.
وكان بعض اليهود قد أظهر في بغداذ كتابا وادعى أ،ه كتاب رسول الهل
صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خيبر وفيه شهادات الصحابة
وأنه خط علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،فعرضه رئيس الرؤساءا على
الخطيب فقال :هذا مزور ،فقيل له :من أين لك ذلك? قال :في الكتاب
شهادة معاوية بن أبي سفيان ومعاوية أسلم يوم الفتح ،وخيبر كانت في سنة
سبع ،وفيه شهادة سعد بن معاذ وكان قد مات يوم الخندق في سنة خمس،
فاستحسن ذلك منه .وتقد رئيس الرؤساءا إلى القصاصا والوعاظ أن ل يورد
أحد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يعرضه إلى الخطيب
فما أمرهم بإيراده أوردوه وما منعهم منه ألغوه .وقال أبو الفرج ابن الجوزي:
كان الخطيب قديما على مذهب أحمد بن حنبل فمال عليه أصحابنا لما رأوا
من ميله إلى المبتدعة وآذوه ،فانتقل إلى مذهب الشافعي وتعصب في
تصانيفه عليهم ،فرمز إلى ذمهم وصرح بقدر ما أمكن ،فقال في ترجمة أحمد
بن حنبل ،سيد المحدثين،و في ترجمة الشافعي :تاج الفقهاءا ،فلم يذكر أحمد
بالفقه وقال في ترجمة حسين الكرابيسي إنه قال عن أحمد :أيش نعمل بهذا
الصبي ،إن قلنا لفظنا بالقرآن مخلوق قال بدعة وإن قلنا غير مخلوق قال
بدعة ،ثم التفت إلى أصحاب أحمد فقدح فيهم بما أمكن ،وله دسائس في
ذمهم عجيبة ،وذكر شيئا مما زعم أبو الفرج أنه قدح في الحنابلة وتأول له ثم
قال :أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي عن أبيه قال سمعت
إسماعيل بن أبي الفضل القومسي وكان من أهل المعرفة بالحديث يقول:
ثلثة من الحفاظ ل أحبهم لشدة تعصبهم وقلة إنصافهم :الحاكم أبو عبد الله
وأبو نعيم الصبهاني وأبو بكر الخطيب .قال أبو الفرج :وصدق إسماعيل وكان
من أهل المعرفة فإن الحاكم كان متشيعا ظاهر التشيع والخران كانا
يتعصبان للمتكلمين والشاعرة وما يليق هذا بأصحاب الحديث
لن الحديث جاءا في ذم الكلم وقد أكد الشافعي في هذا حتى قال :رأيي
في أصحاب الكلم أن يحملوا على البغال ويطاف بهم .وصنف ابن الجوزي
أبو الفرج السهم المصيب في بيان تعصب الخطيب وقال ابن طاهر :سألت
أبا القاسم هبة الله الشيرازي قلت :هل كان أبو بكر الخطيب كتصانيفه في
الحفظ? فقال :ل ،كنا إذا سألناه عن شيءا أجابنا بعد أيام ،وإن ألححنا عليه
غضب ،وكانت له بادرة وحشة ،وأما تصانيفه فمصنوعة مهذبة ولم يكن حفظه
على قدر تصانيفه .قال ياقوت في معجم الدباءا ونقلت من خط أبي سعد
السمعاني ومنتخبه لمعجم شيوخ عبد العزيز بن محمد النخشبي قال :ومنهم
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب يخطب في بعض قرى بغداذ ،حافظ
فهم ولكنه كان يتهم بشرب النبيذ ،كنت كلما لقيته بدأني بالسلم فلقيته في
بعض اليام فلم يسلم علي ولقيته شبه المتغير ،فلما جاز عني لحقني بعض
أصحابنا وقال لي :لقيت أبا بكر الخطيب سكران ،فقلت له :لقد لقيته متغيرا
واستنكرت حاله ولم أعلم أنه سكران ولعله قد تاب إن شاءا الله .قال
السمعاني :ولم يذكر عن الخطيب رحمه الله هذا إل النخشبي مع أني لحقت
جماعة من أصحابه كثيرة .وقال في المذيل :والخطيب في درجة القدماءا من
الحفاظ والئمة الكبار كيحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن أبي
خيثمة وطبقتهم ،وكان علمة العصر اكتسى به هذا الشأن غضارة وبهجة
ونضارة وكان مهيبا وقورا نبيل خطيرا ثقة صدوقا متحريا حجة فيما يصنفه
ويقوله وينقله ويجمعه حسن النقل والخط كثير الشكل والضبط قارئا للحديث
فصيحا ،وكن في درجة الكمال والرتبة العليا خلقا وخلقا وهيئة ومنظرا ،انتهى
إليه معرفة علم الحديث وحفظه وختم به الحفاظ رحمهم الله ،بدأ بسماع
الحديث سنة ثلثا وأربع مائة وقد بلغ إحدى عشرة سنة من عمره ،قال:
وسمعت بعض مشايخي يقول :دخل بعض الكابر جامع دمشق أو صور ورأى
حلقة عظيمة للخطيب والمجلس غاصا يسمعون منه الحديث فصعد إلى
جانبه وكأنه استكثر الجمع فقال له الخطيب :القعود في جامع المنصور مع
نفر يسير أحب إلي من هذا ،انتهى .وحدثا الخطيب وله عشرون سنة حين
قدم من البصرة وكتب عنه شيخه أبو القاسم الزهري أشياءا أدخلها في
تصانيفه ،وسأله الخطيب فقرأها عليه وذلك سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
قال أبو زكرياءا يحيى بن علي الخطيب اللغوي :لما دخلت دمشق سنة ست
وخمسين كان بها إذ ذاك المام أبو بكر الحافظ وكانت له حلقة كبيرة
يجتمعون في بكرة كل يوم فيقرأ لهم ،وكنت أقرأ عليه الكتب الدبية
المسموعة ،وكان إذا مر في كتابه شيءا يحتاج إلى إصلح يصلحه ويقول:
أنت مني الرواية وأنا أريد منك الدراية ،قال :وكان إذا قرأ الحديث في جامع
دمشق يسمع صوته في آخر الجامع وكان يقرأ معها صحيحا.
وحدثا محمد بن طاهر المقدسي ،سمعت أبا القاسم مكي بن عبد السلم
الرملي يقول :سبب خروج أبي بكر الخطيب من دمشق إلى صور أنه كان
يختلف إليه صبي صبيح الوجه ،وقد سماه مكي أنا نكبت عن ذكره فتكلم
الناس في ذلك وكان أمير البلدة رافضيا متعصبا فبلغته القصة فجعل ذلك
سببا للفتك به ،فأمر صاحب الشرطة أن يأخذه بالليل ويقتله ،وكان صاحب
الشرطة من أهل السنة ،فقصده صاحب الشرطة تلك الليلة مع جماعة من
الشرطة من أصحابه ولم يمكنه أن يخالف المير وأخذه وقال له :أمرت بكذا
وكذا ول أجد لك حيلة إل أنني أعبر بك على دار الشريف ابن أبي الحسن
العلوي فإذا حاذيت الباب فادخل الدار فإني أرجع إلى المير وأخبره بالقصة،
ففعل ذلك ودخل دار الشريف وأعلم صاحب الشرطة المير فبعث المير إلى
الشريف أن يبعث به فقال الشريف :أيها المير أنت تعرف اعتقادي فيه وفي
أمثاله ولكن ليس لي في قتله مصلحة .هذا الرجل مشهور بالعراق وإن قتلته
قتل به جماعة من الشيعة بالعراق وخربت المشاهد .قال :فما ترى? قال:
أرى أن يخرج من بلدك ،فأمر به فخرج إلى صور وبقي بها مدة إلى أن عاد
إلى بغداذ وأقام بها إلى أن مات.
قال محب الدين ابن النجار :أخبرنا محمود بن محمد بن الحداد بأصبهان
قال أنا الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني قال سمعت أبا علي
الحسن بن إبراهيم بن بقي الندلسي الجذامي الحافظ وقل من رايت من
الحفاظ مثله يقول قال أبو الوليد الباجي :رأيت الحفاظ في ديار السلم
أربعة أبا ذر عبد بن أحمد والصوري والرموي وأبا بكر الخطيب وأما الفقهاءا
فكثير ،انتهى .وحضر أبو بكر الخطيب درس الشيخ أبي إسحاق الشيرازي
فروى الشيخ حديثا من رواية بحر بن كنيز بالنون والزاءا السقاءا ثم قال
للخطيب :ما تقول فيه? فقال الخطيب :إن أذنت لي ذكرت حاله ،فأسند
الشيخ أبو إسحاق ظهره إلى من الحائظ وقعد مثلما يقعد التلميذ بين يدي
الستاذ يسمع كلم الخطيب ،وشرع الخطيب في شرح أحواله ويقول :قال
فيه فلن كذا وقال فيه فلن كذا ،وشرح أحواله شرحا حسنا وما ذكر فيه
الئمة من الجرح والتعديل إلى أن فرغ منه فأثنى الشيخ أبو إسحاق عليه ثناءا
حسنا وقال :هو دارقطني عهدنا .وكان الخطيب يمشي في الطريق وفي يده
جزءا يطالعه وربما أعلم على الحاديث .وتفقه الخطيب على المحاملي وعلى
القاضي أبي الطيب .وقال أبو علي البرداني :لعل الخطيب لم ير مثل نفسه
وكان يذهب مذهب أبي الحسن الشعري .قال الشيخ شمس الدين :مذهبه
يعني الخطيب في الصفات أنها تمر كما جاءات ،صرح في تصانيفه بذلك.
قلت :الشيخ أبو الحسن الشعري رحمه الله تعالى له في آيات الصفات
مذهبان أحدهما أنه إذا مرت به آية ظاهرها يفهم منه الجسمية كاليد والجنب
ردها بالتأويل إلى ما ينفي الجسمية ،والثاني أنه يمر بظاهرها كما جاءات ل
يتأولها ويكل العلم بها إلى الله تعالى من غير اعتقاد الجسمية فاختار
الخطيب المذهب الثاني وهو السلم .وولد الخطيب سنة اثنتين وتسعين
وثلثا مائة وتوفي رحمه الله يوم الثنين السابع من ذي الحجة سنة ثلثا
وستين وأربع مائة وكان أحد من حمل جنازته المام أبو إسحاق الشيرازي.
وقال أبو الفضل بن خيرون :جاءاني بعض الصالحين فأخبرني لما مات
الخطيب وقال :إني رأيته في المنام فقلت له :كيف حالك? قال :أنا في روح
وريحان وجنة نعيم .وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن جدا :رأيت في
المنام بعد موت الخطيب شخصا قائما بحذائي فأردت أن أسأله عن الخطيب
فقال لي ابتداءا :أنزل وسط الجنة حيث يتعارف البرار .وقال الحافظ أبو
طاهر السلفي :سمعت أبا العز نجا بن المبارك بن طالب المحرمي الفقيه
يحلف بالله الذي ل إليه إل هو ،وهو صدوق صالح من أهل العلم ،أنه رأى في
المنام أبا بكر الشامي قاضي بغداذ بعد موته كأنه قاعد على كرسي ،قال:
فدنوت منه وسلمت عليه وصافحته فالتفت فإذا أبو بكر الخطيب على كرسي
آخر ،فقال لي القاضي الحديث الفلني فأجابه الخطيب بشيءا ذهب عني
فتنازعنا فقال الخطيب :فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قم حتى نسأله،
فقاما جميعا إلى زاوية فرفعا سترا أخرض ودخل فوقفت أنا على الباب ،ثم
انتبهت .وقال أبو القاسم المكي بن عبد السلم المقدسي :كنت نائما في
منزل الشيخ أبي السن بن الزعفراني ببغداذ ليلة الحد الثاني عشر من ربيع
الول سنة ثلثا وستين وأربع مائة فرأيت في المنام عند السحر كأنا اجتمعنا
عند الخطيب بمنزله بباب المراتب لقراءاة التاريخ على العادة ،وكان الشيخ
جالسا والشيخ الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم عن يمينه وعن يمين الفقيه
نصر رجل جالس لم أعرفه فسألت عنه فقلت :من هذا الرجل الذي لم تجر
عادته بالحضور معنا? فقيل لي :هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءا
ليسمع التاريخ ،فقلت في نفسي :هذه جللة للشيخ أبي بكر ،يحضر النبي
صلى الله عليه وسلم مجلسه ،فقلت في نفسي :وهذا أيضا رد لقول من
يعيب التاريخ ويذكر أن فيه تحامل على أقوام .وقال الخطيب في ترجمة
الحيري إسماعيل بن أحمد النيسابوري الضرير :حج وحدثا ونعم الشيخ كان،
ولما حج كان معه حمل كتب ليجاور وكان في جملة كتبه صحيح البخاري
سمعه من الكشمهيني فقرأت جميعه عليه في ثلثة مجالس ،قال الشيخ
شمس الدين :وهذا شيءا ل أعلم أحد في زماننا يستطيعه.
وكتبه التي صنفها :تاريخ مدينة السلم مائة وستة أجزاءا .شرف أصاب
الحديث .ثلثة أجزاءا .الجامع خمسة عشر جزءاا .الكفاية في معرفة
الرواية .ثلثة عشر جزءاا .تلخيص المتشابه ستة عشر جزءاا .تالي
التلخيص .الفصل للوصل .المدرج في النقل .تسعة أجزاءا .المكمل
في المهمل ثمانية أجزاءا .غنية المقتبس في تمييز الملتبس ستة أجزاءا.
من وافقت كنيته اسم أبيه .ثلثة أجزاءا .السماءا المبهمة جزءا مجلد.
الموضح أربعة عشر جزءاا .من حدثا ونسي .تمييز متصل السانيد ثمانية
أجزاءا .الخيل ثلثة أجزاءا .الباءا عن البناءا الرحلة .الحتجاج بالشافعي
.البخلءا أربعة أجزاءا .التطفيل ثلثة أجزاءا .القنوت .ثلثة أجزاءا .الرواة
عن مالك ستة أجزاءا .الفقيه والمتفقه اثنا عشر جزءاا .المؤتنف لتكملة
المؤتلف والمختلف .مبهم المراسيل ثلثة أجزاءا .البسملة من الفاتحة .
الجهر بالبسملة .جزءاان .مقلوب السماءا .النساب اثنا عشر جزءاا.
صحة العمل باليمين مع الشاهد .أسماءا المدلسين .اقتضاءا العلم
للعمل .تقييد العلم .ثلثة أجزاءا .القول في علم النجوم .روايات
الصحابة عن التابعين .صلة التسبيح .مسند نعيم بن هماز .النهي عن
صوم يوم الشك .الجازة للمعدوم والمجهول .روايات الستة من التابعين
بعضهم عن بعض .معجم الرواة عن شعبة .ثمانية أجزاءا .المؤتلف
والمختلف أربعة وعشرون جزءاا .حديث محمد بن سوقة .أربعة أجزاءا.
المسلسلت ثلثة أجزاءا .طرق قبض العلم ثلثة أجزاءا .غسل الجمعة
ثلثة أجزاءا .الدلئل والشواهد .
ومن شعر الخطيب رحمه الله:
ول للذة وقت عجلت فرحا ل تغبطن أخا الدنيا بزخرفها
وفعله بين للخلق قد وضحا فالدهر أسرع شيءا في تقلبه
وكم تقلد سيفا من به ذبحـا كم شارب عسل فيه منيتـه
ومنه:
حسبي من الخلق طرا تغيب الخلق عن عيني سوى قمـر
ذلك القمـر
وحاز روحي وما لي عنه محله في فؤادي قـد تـمـلـكـه
مصطبر
وغاية الحظ منه للورى فالشمس أقرب منه في تنـاولـهـا
النـظـر
فصار من خاطري في خده أردت تقبيلـه يومـا مـخـالـسة
أثـر
وراجع الفكر فـيه أنـه بـشـر وكم حلـيم رآه ظـنـه مـلـكـا
ومنه:
أخا صدوقا أمـينـا غـير لو قيل ما تتمنى قلت فـي عـجـل
خـوان
وإن أسأت تلقـانـي إذا فعلت جميل ظل يشـكـرنـي
بـغـفـران
ويحفظ الغيب في ويستر العيب في سخط وحال رضى
سـر وإعـلن
فليس يوجد مـا كـر وأين في الخلق هذا عز مطـلـبـه
الـجـديدان قاضي الهمامية
أحمد بن علي بن ثابت أبو العباس من أهل الهمامية ،تولى القضاءا بالهمامية
مديدة ثم عزل وقدم بغداذ وسكن بالنظامية ،وكانت له معرفة تامة بالفرائض
والحساب فقرأ الناس عليه وانتفعوا ،وكان قدم بغداذ قديما وتفقه بها وقرأ
وسمع الحديث من أبي طالب غلم ابن الخل وحدثا عنه ببغداذ بيسير ،وكان
متدينا حسن الطريقة ،وتوفي سنة إحدى وثلثين وست مائة.
أخو الوزير ابن مقلة
أحمد بن علي بن الحسن بن مقلة أبو الحسين الملقب بالغنيم تصغير غنم
وهو أخو الوزير أبي علي ،توفي سنة سبع وخمسين وثلثا مائة.
ابن أبي زنبور
أحمد بن علي بن الحسن أبو الرضى ابن أبي الزنبور النيلي ،سكن الموصل
وكان أديبا فاضل قدم دمشق ومدح السلطان صلح الدين بن أيوب وعمر
طويل وتأدب على سعيد ابن الدهان وكان من غلة الرافضة وصله صلح
الدين بخمس مائة دينار .قال محب الدين ابن النجار :ودخلت الموصل وهو
حي ولم يتفق لي لقاؤه ،وأورد له قوله:
وإذا أراح من الزيارة نشكر إن زارنا أحد شكرنا سعـيه
عندي وحظ مريح قلبي أوفر إن المواصل حظه متـوفـر
فرض علي وإنني ل أضجر علمي مباح للنام ونصحهـم
وأريح منه حاسر متـدثـر وجب القتال على معـد دارع
لفادة الخوان ليلي أسهـر ل يحمدني مستـفـيد إنـمـا
قلت :شعر متوسط.
كان حيا سنتة ثلثا عشرة وست مائة وسافر إلى البحرين وعمان والهند
وكرمان وأصبهان وبغداذ ،وجالس ابن الخشاب وسأله مسائل ،ودخل
الموصل سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة ،وقال الشيخ شمس الدين :توفي
سنة ثلثا عشرة وست مائة.
ابن قدامة الحنفي قاضي النبار
أحمد بن علي بن قدامة أبو المعالي النبار أحد علماءا الدب المشهورين
توفي سنة ست وثمانين وأربع مائة وله من الكتب كتاب في القوافي كتاب
في النحو روى عنه محمد بن عقيل الكاتب الدسكري وأحمد بن محمد بن
غالب العطاردي.
قاضي بعقوبا
أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي أبو البقاءا ،من ببيت
مشهور بالعدالة والقضاءا والرواية ،تقلد القضاءا ببعقوبا بعد الستين وخمس
مائة وبقي على ذلك إلى أن مات وأضر في آخر عمره ،وكان نزها عفيفا
سمع محمد بن عبيد الله بن سلمة الكرخي ومحمد بن عبد الباقي بن أحمد
بن سليمان .قال ابن النجار :كتبت عنه ،وتوفي سنة خمس عشرة وست
مائة.
أبو العباس المهلبي
أحمد بن علي بن الحسن بن المعقل بن المحسن بن أحمد بن الحسين بن
علي بن عبد الله بن معقل أبو العباس المهلبي من أهل حمص .قال ابن
النجار :شاب من أهل حمص رأيته عند شيخنا الوجيه أبي بكر النحوي
الواسطي يقرأ عليه الدب وكان كيس الخلق ،أنشدني لنفسه ببغداذ:
سلبتك قـوة عـزة وعـزاءا أظبى جفون أم جفون ظبـاءا
سمر حمتك موارد الغفـاءا وقدود سمر أم قـدود ذوابـل
نيل المنى فوقعت في ضراءا عرضت قلبك للهوى متوقعـا
حبا يغل علـيه حـب بـلءا كم نظرة زرعت بقلب متـيم
وأطاع بعد تـمـنـع وإبـاءا ولكم جهول بالهوى فيه هوى
تنقـاد عـزا زائد الغـراءا ل أعرفنك بعد عرفـان بـه
تصمي صميم القلب والحشاءا وتوق أحداق المها فسهامهـا
قال :سألت أبا العباس عن مولده فقال :في آخر سنة سبع وستين وخمس
مائة بحمص.
ابن زهراءا الصوفي
أحمد بن علي بن الحسين بن زكرياءا الطريثيثي أبو بكر الصوفي المعروف
بابن زهراءا ،كان من أعيان مشايخ الصوفية خدم الكابر وكان حسن التلوة
من أصحاب سعيد الصوفي وبرباطه كان مقيما ،سمع أباه ومحمد بن محمد
بن محمد بن مخلد البزاز ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان وعبد
الرحمن بن عبيد الله الحرقي وابن شاذان وغيرهم .وكانت سماعاته صحيحة
إل ما أدخله عليه أبو علي الحسن بن محمد الكرماني فتقبله ورواه وادعى
أنه سمعه من أبي الحسن بن رزقويه وما يصح سماعه منه ،وقد أجمع
المحدثون على ضعفه وترك الحتجاج به ،روى عنه جماعة ،توفي سنة تسع
وسبعين وأربع مائة.
أبو طاهرالخزاز
أحمد بن علي بن داود الدينوري أبو طاهر الخزاز من أهل الكرخ ،كان
صاحب أخبار وأشعار وفيه أدب ويقول الشعر .روى عن عبد الواحد بن برهان
النحوي ومحمد بن الحسين بن الشبل ومهيار وأبي القاسم المطرز شيئا من
شعرهم .سمع منه أبو الوفاءا أحمد بن محمد بن الحصين وعمر بن ظفر
المغازلي المبارك بن كامل الخفاف سنة ثمان وخمس مائة.
أبو الخطاب المقرئ
أحمد بن علي بن عبد الله الصوفي أبو الخطاب المقرئ المؤدب البغداذي،
كان أحد القراءا المجودين المشهورين ،قرأ على علي بن عمر الحمامي
المقرئ ،وله قصيدة في عد آي القرآن رواها عنه محمد بن عبد الباقي
النصاري ،وقصيدة في السنة رواها عنه عبد الوهاب النماطي ،توفي سنة
ست وسبعين وأربع مائة.
ابن ميكال المير
أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال المير أبو نصر النيسابوري
العريض الجاه إنسان عين آل ميكال ،توفي سنة ست وأربع مائة ،وله شعر
رائق من ذلك أبيات منها:
كفل الثناءا له بعـمـر ثـان وإذا الكريم مضى وولى عمره
كان بمكة سنة حج فيها الستاذ أبو علي الدقاق فالتقى به وحضر عنده
وشاوره في أن يقيم بمكة سنة مجاورا فقال له الستاذ :إن احترام البيت
يقل بطول المقام ولن تنصرف إلى أهلك وبيتك ،وقلبك إلى الكعبة ،خير من
أن تلزم الكعبة وقلبك إلى أهلك وبيتك ،كما تقول لن في السوق وقلبك في
الصلة خير من أن تكون في الصلة وقلبك في السوق ،فقال المير :يا أستاذ
نحن حيثما كنا فالقلب معنا ،فسكت الستاذ ،ووقع منه كلم المير بموقع.
??شهاب الدين الدفي الشافعي
أحمد بن علي بن عبد الوهاب بن يوسف بن منجى شهاب الدين الدفوي.
قال كمال الدين جعفر الدفوي :كان من الذكياءا العقلءا المتدينين نشأ في
الخير والديانة ،وكان ثقة صدوقا ،اشتغل بالفقه على مذهب الشافعي ،وقرأ
النحو وفهم وأعرب ،وكان فيه صدقة وتلق للنا وإكرام للوارد من الطلبة
والفقراءا ،وحضر إلى القاهرة وشرع في حفظ التسهيل فقرأ منه قليل ثم
مرض وتوفي بالصالحية في صفر سنة أربع وعشرين وسبع مائة .وكان
أحسن الناس ذهنا.
?أبو البركات الحنبلي
أحمد بن علي بن عبد الله بن البرادي أبو البركات الفقيه الحنبلي البغداذي
صحب أبا الحسن ابن الفاعوس الزاهد وغيره من الصالحين ،وقرأ الفقه على
ابن عقيل وسمع الحديث من محمد بن علي الدقاق وعلي بن محمد بن
الخطيب النباري ومحمد بن أحمد بن اللحاس وعبد الواحد بن علي بن فهد
العلف وغيرهم ،توفي سنة إحدى وثلثين وخمس مائة.
ابن سوار المقرئ الحنفي
أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار أبو طاهر المقرئ قرأ القرآن
على فرج بن عمر بن الحسين الضرير والقاضي أبي العلءا محمد بن علي بن
يعقوب الواسطيين وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب وعلي بن طلحة بن
محمد البصري وعتبة بن عبد الملك بن عثمان العثماني وغيرهم وسمع الكثير
من محمد بن عبد الواحد بن رزمة وعمر بن إبراهيم الزهري ومحمد بن
الحسين الحراني ومحمد بن محمد بن غيلن وعبد الله بن محمد بن لؤلؤ
الوراق والحسين بن علي الطناجيري وخلق كثير غيرهم ،وكتب بخطه كثيرا
من الحديث والقراءاات وصنف كتاب المستنير في القراءاات وكان إماما
فاضل ثقة نبيل،كان حنفي المذهب ،ولد سنة اثنتي عشرة وأربع مائة وتوفي
سنة ست وتسعين وأربع مائة ،ودفن جوار قبر معروف الكرخي.
أبو جعفر القرطبي المقرئ إمام الكلسة
أحمد بن علي بن عتيق بن إسماعيل القرطبي أبو جعفر المقرئ الفنكي،
قرأ القرآن بالمغرب على جماعة ودخل الشام فسمع من الحافظ أبي
القاسم علي ومن أمثاله ،وتوجه إلى الموصل وقرأ بها القرآن على يحيى بن
سعدون بن تمام الزدي القرطبي ،وسمع الحديث من عبد الله بن أحمد بن
محمد الطوسي خطيب الموصل ،ثم عاد إلى دمشق واستوطنها وسمع بها
الحديث الكثير وكتب وحصل وقرأ بها القرآن ،وكان يصلي إماما بالكلسة،
وحدثا باليسير لنزول إسناده ،وكان عالما فاضل متدينا أمينا صدوقا .قال
محب الدين ابن النجار :كتب إلي الجازة بجميع مروياته ،توفي سنة ست
وتسعين وخمس مائة.
ابن السمين
أحمد بن علي بن علي بن عبد الله بن سلمة السيبي الخباز المعروف والده
بالسمين البغداذي ،سمع الكثير بنفسه من ابن البطر والحسين بن أحمد بن
طلحة ومن الخطيب التبريزي شيئا من مصنفاته ومن غيرهم ،وكتب بخطه
كثيرا من الحديث والدب ،وكانت فيه غفلة وكان قليل العلم وحدثا بالكثير.
قال محب الدين ابن النجار :روى لنا عنه عبد الوهاب بن علي المين وابن
الخضر ومحمد بن علي بن حمزة الحراني ويحيى بن الحسين الواني ،أنبأ أبو
بكر الجيلي عن أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال :أبو المعالي ابن
السمين أفسد سماعاته بأخرة ،فإن أحمد بن إقبال كان يشتري الجزاءا غير
مسموعة له ويكتب اسم جماعة هو منهم على وريقة ويعطي ابن السمين
حتى ينقله إلى الجزءا ،ثم قال ابن ناصر :الصائن وابن السمين كاذبان .توفي
سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
ابن الواثق
أحمد بن علي بن عيسى بن هبة الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن
علي بن عبد العزيز بن الحسن بن الحسين بن الواثق أبو جعفر الهاشمي
البغداذي المقرئ ،كان أحد القراءا بالترب التي للخلفاءا بالرصافة ،وكان
متأدبا ،قال محب الدين ابن النجار :سمعت أنه غسل ديوانه قبل موته ،وكان
كثير الهجاءا خبيث اللسان .سمع الحديث من أحمد بن البناءا وإبراهيم بن
محمد بن منصور الكرخي وعبد الول بن عيسى السجزي وحدثا باليسير،
وأورد له:
عزيزا بالقناعة والـخـمـول قطعت مطامعي واعتضت عنها
رأيت الفضل في ترك ورمت الزهد في الدنـيا لنـي
الفضول وأورد له أيضا:
وافخر بنفسك ل بالعظم دع عنك فخرك بالباءا منتسبـا
الرمم
ومن هجين عل بالعلم في فكم شريف وهت بالجهل رتبته
المم قلت :شعر متوسط ،توفي سنة ثلثا وتسعين وخمس مائة.
?ابن السواق
أحمد بن علي بن محمد بن عثمان النصاري البندار أبو طاهر المقرئ
المعروف بابن السواق ،وهو أخو أبي الغنايم حمزة وكان الكبر ،قرأ القرآن
بالروايات على علي بن أحمد بن عمر الحمامي وسمع الكثير من عبيد الله
بن أحمد الصيدلني وعبيد الله بن محمد الفرضي وأحمد بن محمد بن الصلت
وعلي بن محمد بن بشران وحدثا باليسير ،وكان صالحا ثقة فقيها ،وقرأ
بقراءاات ،توفي سنة تسع وأربعين وأربع مائة.
?الهباري
أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الفرج بن الحارثا الهاشمي أبو نصر
المقرئ ويعرف بالهباري وبالعاجي من أهل البصرة ،قرأ القرآن بالروايات
بدمشق على الحسن بن علي الهوازي وبحران على الشريف عي بن محمد
وببغداذ على علي بن عمر الحمامي ،وجال في العراق ودخل كور خراسان
وقرأ الفرائض وحدثا بمرو بكتاب السنن لبي داود عن القاضي أبي عمر
الهاشمي ،ودخل بلد ما وراءا النهر وحدثا ببخارا وسمرقند ،وطعن أهل
العراق في الهباري ورموه بالكذب والتعمد فيه .توفي سنة ثلثا وثمانين
وأربع مائة.
?ابن برهان الشافعي
أحمد بن علي بن محمد بن برهان بفتح الباءا الموحدة وسكون الراءا الوكيل
أبو الفتح الفقيه الشافعي ،تفقه في صباه على مذهب أحمد بن حنبل على
ابن عقيل ثم تمذهب للشافعي وقرأ على أبي بكر الشاشي والغزالي والكيا
الطبري ،وكان ذكيا خاذق الذكاءا حفظة ل يسمع شيئا إل حفظه ،ولم يزل
يبالغ في الطلب والشتغال والحفظ والتنقيح والتحقيق وحل المشكلت
واستخراج المععاني حتى صار يضربه به المثل في تبحره في الصول
والفروع وصار إماما كبيرا من أئمة المسلمين ،وولي التدريس بالنظامية
وعزل ثم أعيد ثم عزل بعد يوم ،وكان الطلبة يقصدونه من البلدان إلى أن
صار جميع نهاره وقطعة من الليل مستوعبا للشغال وإلقاءا الدروس ،وطلب
منه درس في الحياءا للغزالي فلم يكن له وقت إلى أن سألوه أن يكون
الدرس نصف الليل فأجاب .سمع الحديث الكثير بنفسه من أحمد بن الحسين
الكرجي وابن البطر والحسين بن أحمد النعالي وعلي بن الحسين البزاز
وجماعة وسمع ابن كليب صحيح البخاري بقراءاته على أبي طالب الزيني
وحدثا باليسير .وتوفي سنة ثماني عشرة وخمس مائة ودفن بباب أبرز ،كذا
ذكر ابن النجار .وقال غيره :توفي سنة عشرين وخمس مائة وهو فيما أظن
الصحيح ،وله :الوجيز في أصول الفقه .
?القاضي أبو عبيد الله الدامغاني
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك
الدامغاني القاضي ابن قاضي القضاة أبي عبد الله ،أذن له أبوه أن يشهد
عليه في السجلت ويضع خطه فيما عداها من الكتب ،فلما توفي أبوه ولي
أبو القاسم علي بن الحسين الزينبي قضاءا القضاة وولي هذا قضاءا باب
البصرة مضافا إلى قضاءا مدينة المنصور ،سمع الحديث من النقيب أبي
الفوارس طراد الزينبي والحسين بن أحمد النعالي والمبارك بن عبد الجبار
الصيرفي وغيرهم ،وفوض إليه قضاءا ربع الكرخ ثم الجانب الغربي بأسره ثم
ضم إليه قضاءا باب الزج ،وكان جميل السيرة محمودها ،توفي سنة أربعين
وخمس مائة.
?ابن المقرئ الحاجب
أحمد بن علي بن المقرئ الحجب البغداذي ظريف لطيف ،قال محب الدين
ابن النجار :سمع شيئا من الحديث ولم تكن طريقته محمودة ول أفعاله
حسنة ،وكان كثير المخالطة لهل العبث والفساد حتى جره ذلك إلى حينه
على حال نعوذ بالله منها ،وأورد له:
مما تهين به الكرام فهاتها ثم إن كان عندك يا زمان بقية
يهمهم بتلوة القرآن ،ثم إنه بعد إشهاره بمصر والقاهرة أمر أن يصلب شنقا،
فلما وصل إلى مكانه شنقه جعل يقول لمن تولى ذلك :عجل عجل فل رغبة
لكريم في حياة بعد هذه الحال .ثم صلب ،وما مضى على ذلك إل مديدة حتى
قتل شاور وسحب فاتفق أن حفر له ليدفن فوجد الرشيد بن الزبير مدفونا
فدفنا معا ثم نقل كل واحد منهما إلى تربة بقرافة مصر والقاهرة.
ولما دخل اليمن رسول قال بعض شعراءا اليمن يخاطب صاحب مصر وكان
قد لقب علم المهتدين:
ولكنه علـم أسـود يريد أن أعلمكم بعثت لنا علم المهتدين
بيض والسود إنما هي لبني العباس.
ورثاه فخر الكتاب أبو علي حسن بن علي الجويني الكاتب بقصيدة دالية
أولها:
كيف تخبو والنار ذات الوقود حرقي ما لنارها من خمـود
منها:
م سروري ولذتي ل تعودي لك يا ابن الزبير قـلـت ليا
صيرت في الخدود كالخدود عبراتي يا أحمد بن عـلـي
زفرات ترقى لها في صعود عبرات ترمي بها في حدور
وفؤادي المحزون غير جليد إن حزني عليك غض جـديد
ك البواقي قد بشرت بالخلود إن تمت عبـطة فـإن أيادي
ت عن عذب خلقك المورود كيف تحلو لي الحياة وقد حلئ
وزعم بعضهم أن عمارة اليمني سعى في أمره مع شاور سعيا عظيما إلى أن
صلب القاضي الرشيد رحمه الله تعالى ،وقال له :هذا أبو الفتن ما برح يثير
الكبائر ويجر الجرائر ،يعني لميله إلى شيركوه فإن كان ذلك صحيحا فبحق ما
صلب الفقيه عمارة اليمني ،وسيأتي ذكره إن شاءا الله تعالى ،فإن المجازاة
من جنس العمل والمرءا مقتول بما قتل به.
??المير عماد الدين ابن المشطوب
أحمد بن علي بن أحمد بن أبي الهيجاءا بن عبد الله بن أبي الجليل ابن
مرزبان الهكاري عماد الدين أبو العباس بن سيف الدين المعروف بابن
المشطوب ،كان أميرا كبيرا وافر الحرمة عند الملوك وهو بينهم كأنه واحد
منهم عالي الهمة غزير الجود شجاعا أبي النفس تهابه الملوك ،وله وقائع
مشهورة في الخروج عليهم ،وكان من أمراءا السلطان صلح الدين ،ولما
توفي والده كانت نابلس إقطاعا له فأرصد منها للسلطان لجل مصالح
القدس الثلث وأقطع الثلثين عماد الدين وكان عبرتها يومئذ ثلثا مائة ألف
دينار ،وكان جده أبو الهيجاءا صاحب قلعة العمادية وغيرها من قلع الهكارية،
ولم يزل وافر الحرمة إلى أن كانت سنة دمياط فظهر للكامل أن عماد الدين
اتفق مع أمراءا كبار على أن يخلعوا الكامل ويملكوا الملك الفائز إبراهيم ،فما
أمكنه إل مداراتهم لكونه قبالة العدو ،فوصل المعظم صاحب دمشق فأطلعه
الكامل على القضية وقال :رأسه هذه الفتنة العماد ابن المشطوب،فجاءاه
يوما على غفلة إلى خيمته واستدعاه سرا وقال :أريد أن أتحدثا معك خلوة،
فركب فرسه وسار معه جريدة وقد جرد المعظم جريدة ممن يعتمد عليهم
وقال :اتبعوني ،ولم يزل المعظم يشاغله حتى أبعد عن المخيم ،وقال له :يا
عماد الدين هذه البلد لك ونشتهي أن تهبها لنا ،ثم أعطاه شيئا من النفقة
وقال لولئك المجردين :تسلموه حتى تخرجوه من الرمل ،فلم يسعه إل
الموافقة لنفراده وعدم القدرة على الممانعة ،ثم إنه بعد ذلك حوصر بقلعة
تل يعفور وهي بين الموصل وسنجار لنه خرج على الشرف،فراسله المير
بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل ،ولم يزل يخادعه إلى أن انقاد له فانتقل إلى
الموصل وأقام بها قليل ثم قبض عليه وأرسله إلى الشرف موسى بن
العادل ،فاعتقله في قلعة حران وأثقله بالحديد في رجليه وبالخشب في يديه
وحصل في رأسه ولحيته وثيابه من القمل شيءا كثير ،فكتب بعض أصحابه
إلى الشرف:
ما أنت من الملوك بل يا مـن بـداوم سـعـده دار فـلـك
أنـت مـلـك
أطلـقـه فـإن مملوكك ابن المشطوب في السجن هلك
المـر لـلـه ولـك ولم يزل في العتقال إلى أن توفي على تلك الحال سنة
تسع عشرة وست مائة ،وبنت له ابنته قبة على باب مدنية رأس عين ونقلته
من حران إليها ودفنته بها رحمه الله تعالى وكان مولده سنة خمس وسبعين
تقديرا.
?ابن خشكنابجه
أحمد بن علي بن الدباس أبو غالب من أهل الكرخ ،المعتزلي ،كان فاضل
فصيح اللسان كثير المحفوظ للحكايات ورأى المشايخ والكابر فكان يروي
عنهم اللطائف والنكت ،كتب عنه محمد بن عبد الملك بن الهمذاني صاحب
التاريخ وغيره حكايات ،توفي سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة.
المعمم المقرئ
أحمد بن علي بن هلل بن عبد الملك بن محمد بن علي بن عبيد الله بن
صالح بن محمد بن دعبل بن علي الخزاعي الشاعر أبو الفتوح المقرئ
المعروف بالمعمم البغداذي ،كان شيخا فاضل من قدماءا قراءا الديوان وكان
يغني في صباه مع مظفر التوثي وله معرفة باللحان ،صنف تلقيح الفهام
في معرفة أسرار صور القلم وله شعر:
عيني فقلبي مـعـه يا من إذا ما غاب عن
ك فيك قد أطمعـه صل مدنفا حسن رضا
فارتاع إذ أسمـعـه صاح به حادي النوى
هل لك أن تجمعـه قال :أتاني آت في شمل المنـى مـبـدد
المنام وقال لي:
ك ذا العمر القصير قال :فاسيتقظت أيها الغافل ل يغرر
وأتمته بقولي:
فإلى اللحد المصير واغتنم ما فات منه
لة قد آن المسـير وأعد الزاد للـرح
ب وقد لح القتير توفي سنة تسع أوما أنذرك الشـي
وتسعين وخمس مائة.
البتي
أحمد بن علي أبو الحسن البتي بالباءا الموحدة والتاءا ثالثة الحروف المشددة
وبعدها ياءا النسب الكاتب ،كان يكتب للقادر بالله لما أقام بالبطحية ،ولما
وصلته البيعة كتب عنه إلى بهاءا الدولة .كان حافظا للقرآن تاليا مليح
المذاكرة بالخبار والداب عجيب النادرة ظريف المجون ،وكان في بدءا أمره
يلبس الطيلسان ،وقرأ القرآن على زيد بن أبي بلل ،وكان غاية في جمع
خلل الداب ،يتعلق بصدور وافرة من فنون العلم ويكتب خطا جيدا ويترسل
وينظم الشعر ثم لبس الدراعة ولبس ملبس الكتاب القدمين من الخفين
والمبطنة ويتعمم العمة الثغرية وإن لبس للجة لم تكن إل مريدية ول يتعرض
لحلق شعره ،وكان شكله ولفظه وما يورده من النوادر يدعو إلى مكاثرته،
ولم يكن لحد من الرؤساءا مسرة تتم ول أنس يكمل إل بحضوره فكانوا
يتداولونه ،ونادم الوزراءا حتى انتهى إلى منادمة فخر الملك فأعجب به غاية
العجاب وأحسن إليه غاية الحسان ،وكان يذهب إلى مذهب المعتزلة في
الصول وإلى مذهب أبي حنيفة في الفروع ويتعصب للطائي تعصبا زائدا
ويفضل البحتري على أبي تمام .وكان صاحب الخبر والبريد في الديوان
القادري .وكتب فخر الملك أبو غالب إلى عمار بن أحمد الصيرفي :احمل إلى
أبي الحسن البتي مائتي دينار مع امرأة ل يعرفها واكتب معها رقعة مترجمة
وقل فيها :قد دعاني ما آثرته من مخالطتك ،ورغبت فيه من مودتك ،إلى
استدعاءا المواصلة منك ،وافتتاح باب الملطفة بيني وبينك ،وقد أنفذت مع
الرسول مائتي دينار .فأخذها أبو الحسن وكتب على ظهر الرقعة :مال ل
أعرف مهديه فأشكر له ما يوليه ،إل أنه صادف إضاقة دعت إلى أخذه
والستعانة به في بعض المور ،وقلت:
سوى أنه قد سل عن ماجد ولم أدر من ألقـى عـلـيه رداءاه
محض وإذا سهل الله اتساعا رددت العوض موفورا،و كان المبتدئ بالبر
مشكورا.
وخرج إليه خادم في يوم الضحى على العادة في مثل ذلك فقال له :رسم
أن تحصي أسقاط الضاحي ،فقال لغلمه :خذ الدواة فإن القوم يريدون
كيرعانيا ول يريدون كاتبا ،وانصرف بهذا المزح من الخدمة .وكان بينه وبين
الرضي قد جرى كلم أوجب العراض ،فاتفق أن اجتاز بالقرب من دار
الرضي فقال لغلمه :مل بنا عن تلك الدار فإني أكره المرور بها .والتفت
فوقعت عينه على عين الرضي فقال متمما لكلمه ،من غير أن يقطعه :فإنني
ل وجه لي في لقائه لطول جفائه ،فاستحسن منه هذا ودخل دار الرضي
واصطلحا.
ورأى معلما يعرف بنفاط الجن قبيح الوجه وقد انكشفت سوءاته فقال له :يا
هذا استر عورتك السفلى فإنك قد أدليت ولكن بغير حجة.
واستقبل أبا عبد الله بن الدراع وهو متكئ على يد غلم أسود فقال أبو عبد
الله :هذا السود يصلح لخدمة سيدنا ،فقال البتي :أي الخدم? فقال :خدمة
الفراش ،فقال :اللهم غفرا أرمى بالبغاءا وليس في منزلي خنفساءا ويعرى
منه سيدنا وفي داره جميع بني حام.
وكان يرمى بالبغاءا والبنة والبخر فوقع بينه وبين أبي القاسم ابن فهد ملحاة
ومنابذة ثم أصلح فخر الملك بينهما فقال في ذلك:
إن أنت أعفيتني من القبل وسقاه وكل شرط للصلح أقبلـه
الفقاعي يوما في دار فخر الملك فقاعا لم يستلذه فرد الكوز مفكرا ،فقال له
الفقاعي :في أي شيءا تفكر? فقال :في دقة صنعتك ،كيف أمكنك أن تخرى
في هذه الكيزان كلها مع ضيق رأسها? وأتاه غلمه في مجلس حفل وقال:
إن ابنك وقع من ثلثا درج ،فقال :ويلك من ثلثا بقين أو خلون? فلم يفهم
عنه فقال :إن كان خلون فسهل ،وإن كان بقين فيحتاج إلى نائحة.
ودخل الرقي العلوي على فخر الملك فقال :أطال الله بقاءا مولنا وأسعده
بهذا اليوم ،فقال له :وأي يوم هذا? فقال :أيلون ،فقال البتي :بالنون فقال :ما
قرأت النحو ،فقال البتي :أنت إذا معذور فإنك ثلثا أرباع رقيع ولم يكن أحد
يسلم من لسانه وثلبه ،وإذا اتفق أن يسمعه من يقول ذلك فيه التفت إليه
معتذرا وقال :مولي ها هنا? ما علمت بحضوره .وكأنه يباح له ثلبه غائبا .وكان
مع ذكائه وتوقده أشد الناس غباوة في المور الجدية وأبعدهم من تصورها.
وكان له معرفة بالغناءا وصنعته ل تكاد المغنية تغني بصوت إل ذكر صنته
وشاعره وجميع ما قال في معناه.
وقال البتي يصف كوز الفقاع:
وقد عراني خمار مغبـوق يا رب ثدي مصصته بكـرا
مثل هدير الفحول في النوق له هدير إذا شـربـت بـه
شف فيه صياح مخـنـوق وقال: كأن ترجيعه إذا رشف الـرا
في عرصتي طلل أو إثر ما احمرت العين من دمع أضر بها
مرتحل
في وجه آخر فاحمرت لكن رآها الذي تهوى وقد نظـرت
من الخجل وله تصانيف منها :كتاب القادري .وكتاب العميدي .وكتاب
الفخري .قال الوزير أبو القاسم المغربي :كان ابوالحسن البتي أحد
المتفننين في العلوم ل يكاد يجارى في فن من العلوم فيعجز عنه ،وكان مليح
الحاضرة طيب المذاكرة مقبول الشاهد ،رأته على باب أحد رؤساءا العمال
وقد حجب عنه فكتب إليه:
حجبت عن الباب الذي أنا على أي باب أطلب الذن بعدما
حاجبه فخرج الذن له في الحال ،وتوفي سنة ثلثا وأربع مائة فقال الرضي
يرثيه:
نار على قلبي تـشـب ما للهـمـوم كـأنـهـا
غرب كأن للعين غرب والـدمـع ل يرقـا لـه
جلد على الرزاءا صعب ما كنت أحسـب أنـنـي
ت إذا أصابت من تحب ورثاه الشريف ما أخطأتـك الـنـائبـا
المرتضى أخوه أيضا بأبيات منها:
يزور بالرغم مـنـا كـل زوار يا أحمد بن علي والردى عـرض
وبين طي لنـبـاءا وقد بلوتك في سخط وعند رضى
وإظـهـار
عند الحفاظ وعود غـير علقت منك بحبل غير منتـكـث
خـوار
ولم تزدني إل طـيب أخـبـار فلم تفدنـي إل مـا أضـن بـه
من المنون وهل بالموت ل عار فيما شربت اليوم غصتـه
من عار
عالي المكان ولقى كل ولم ينلك سوى ما نال كل فـتـى
جـبـار ابن خيران الكاتب
أحمد بن علي بن خيران الكاتب المصري أبو محمد ولي الدولة صاحب
ديوان النشاءا بمصر بعد أبيه .كان أبوه فاضل بليغا أعظم قدرا من ابنه وأكثر
علما ،وكان أحمد يتقلد ذلك للظافر ثم للمستنصر ،وكان رزقه في كل سنة
ثلثة آلف دينار ،وله عن كل ما يكتبه من السجلت والعهود والتقاليد رسوم
يستوفيها ،وكان شابا حسن الوجه جميل المروءاة واسع النعمة طويل اللسان
جيد العارضة كثير الوصف لشعره والثناءا على براعته ،حمل إلى بغداذ جزءاين
من شعره ورسائله لتعرض على الشريف المرتضى وغيره ويستشير في
تخليدهما دار العلم لينفذ بقية الديوان ،ثم مات سنة إحدى وثلثين وأربع مائة
أيام المستنصر بالله ،ومن شعره:
أحمد بن علي بن هبة الله شمس الدين ابن السديد السنائي الشافعي ،قرأ
الفقه على الشيخ بهاءا الدين هبة الله القفطي ،وتولى الخطابة بإسنا وناب بها
في الحكم وبأدفو وبقوصا ودرس بها وبنى بها مدرسة ووقف عليها أملكا
جيدة ووقف على الفقراءا بإسنا ،انتهت إليه الرياسة بالصعيد .قال كمال
الدين جعفر الدفوي :كان قوي النفس كثير العطاءا محافظا على رياسة دنياه
واقفا مع هواه ،وكان ممدحا مهيبا يعطي اللف في المر اللطيف ليقهر
معانده ،انصرف منه على نيابة الحكم بقوصا ثمانون ألف درهم وصادره
المير سيف الدين كرآي المنصوري في آخر عمره أخذ منه مائة وستين ألف
درهم ،وتوجه إلى مصر وتمارض فمرض في شهر رجب ،وتوفي سنة أربع
وسبع مائة.
شمس الدين الصوفي الشافعي
أحمد بن علي بن الزبير بن سليمان بن مظفر القاضي الفقيه شمس الدين
أبو العباس الجيلي أبوه الدمشقي الشافعي الشاهد من صوفة الطواويس.
ولد سنة خمس وثلثين وست مائة ،وتوفي رحمه الله تعالى سنة أربع
وعشرين وسبع مائة .سمع مجلدين من سنن البيهقي من ابن الصلح .روى
عنه سائر الطلبة ،وكان دينا منطبعا منادما كثير التلوة والنوافل.
ابن عبادة
أحمد بن علي بن عبادة القاضي شهاب الدين النصاري الحلبي ،كان أصله
حلب ونشأ بالديار المصرية وكتب واشتغل وولي شهادة الخزانة بمصر واتصل
بخدمة السلطان الملك الناصر محمد بن قلوون وحظي عنده وباشر الوقعة
صحبته سنة تسع وتسعين وست مائة وتأخر بدمشق بعد عود السلطان إلى
مصر ،وولي أمر التربة المنصورية بالقاهرة والملك والوقاف المصرية
والشامية التي للسلطان ولزمه وتوجه معه إلى الكرك وأقام بالقدس
شهورا ،ولما عاد السلطان إلى القاهرة سنة تسع وسبع مائة توجه صحبته
وعرض عليه الوزارة فلم يوافق وأطلق له قرية بحلب وقرية بالسواد من
دمشق تعرف بزبد احلح ،وكان جيد الطباع سهل النقياد لمن يقصده ولم
يزل كذلك إلى أن توفي سنة عشر وسبع مائة.
أخو القاضي برهان الدين الحنفي
أحمد بن علي بن أحمد بن الشيخ الزاهد يوسف بن علي بن إبراهيم سبط
الشيخ ضياءا الدين أبي المحاسن عبد الحق بن خلف بن عبد الحق الواسطي
الحنفي هو القاضي شهاب الدين أخو قاضي القضاة برهان الدين ابن عبد
الحق ،تقدم ذكر أخيه.
بهاءا الدين أبو حامد السبكي الشافعي
أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي النصاري المام
الفقيه المفسر المحدثا الصولي الديب بهاءا الدين أبو حامد الشافعي يأتي
تمام نسبه في ترجمة والده قاضي القضاة في حرف العين في مكانه ولد
ليلة الربعاءا العشرين من جمادى الخرة سنة تسع عشرة وسبع مائة
بالقاهرة ،استجاز له والده مشايخ عصره من الديار المصرية والشام ثم
أحضره مجالس الحديث وسمعه الكثير على مشايخ بلده وسمع بنفسه ،وقدم
عليهم المسند أحمد بن أبي طالب الحجار فسمع عليه في الخامسة من
عمره صحيح البخاري كامل عن ابن الزبيدي وسمع من الكتب والجزاءا شيئا
كثيرا وحفظ القرآن العظيم وصلى به القيام سنة ثمان وعشرين ثم إنه
اشتغل بالفقه والنحو والصول وغير ذلك على والده وعلى الشيخ أثير الدين
أبي حيان وغيرهما ،ولم يبلغ الحلم إل وقد حصل من ذلك على شيءا كبير،
ونظم الشعر وأدرك الشيخ تقي الدين الصايغ صاحب السند العظيم في
القراءاات وسمع عليه بقراءاة والده وغيره نحوا من ست قراءاات في بعض
أجزاءا من القرآن .ولما كنت بالقاهرة سنة سبع وثلثين وسبع مائة أخبرني
عنه تقي الدين ابن رافع أنه صنف مجلدة ضخمة فيها تناقض كلم الرافعي
والشيخ محيي الدين النويي رحمهما الله تعالى ،ولما صنف ذلك كان عمره
ست عشرة سنة ،وأذن له بالفتاءا وعمره عشرون سنة ،ولما توجه والده إلى
قضاءا القضاة بالشام وله السلطان الملك الناصر محمد مناصب والده في
تدريس المنصورية وغير ذلك من السيفية والهكارية ومشيخة الحديث بالجامع
الطولوني والجامع الظاهري وولى أخويه أيضا وهما جمال الدين الحسين
وتاج الدين عبد الوهاب وسيأتي ذكر كل منهما في مكانه ،إن شاءا الله تعالى
فقام بالوظائف المذكورة أحسن من قيام والده وبلغ ذلك والده وهو بالشام
فقال ،أنشدني ذلك من لفظه:
وذاك عند علـي غـاية دروس أحمد خير من دروس علي
المـل فقلت مجيزا له:
أحمد بن عيسى بن موسى بن أحمد أبو بكر البزاز المعروف بابن سائله
الحنبلي ،حدثا عن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني وعبيد الله بن
عثمان بن محمد العثماني وروى عنه عامر بن محمد بن عامر بن علويه
البسطامي وعلي بن بشري الليثي في معجم شيوخه ووجدته في موضع
ابن سائله بالسين المهملة واللم وفي موضع ابن شانكه بالشين المعجمة
والنون والكاف وفي موضع ابن شارك بالراءا والكاف بل هاءا توفي سنة سبع
وستين وثلثا مائة.
?الوشاءا البغداذي
أحمد بن عيسى بن الوشاءا البغداذي شاعر خراسان ومدح أكابرها ،ذكره
الباخرزي في دمية القصر وأورد قوله:
فما خلتني عند الملم صلي حبل عذلي يا أمام أو اقطعي
بمـقـلـع
إذا كان دائي ثاويا بين أعاذلتي ليس الدواءا بـنـافـعـي
أضلـعـي
مفارق رأسه من مشيبي أقول وقد ولى الشباب وعمـمـت
بمقنـع
وأوجز وعظا كيفما لك الخير هذا الشيب قد قام واعظا
شئت فاصنع
وإل فجذي حبل وصلك صلي خلتي إن شئت أصفيك خلة
واقطعي قلت :شعر ساقط.
?سيف الدين ابن المجد الحنبلي
أحمد بن عيسى بن العلمة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن
قدامة المام الحافظ الزاهد سيف الدين ابن المجد الحنبلي ،كتب بخطه
المليح ما ل يوصف وخرج وسود مسودات لم يتمكن من تبييضها ،وكان ثقة
حجة ،ولو طال عمره لساد أهل زمانه .توفي قبل أوان الرواية سنة ثلثا
وأربعين وست مائة.
كمال الدين القليوبي قاضي المحلة
أحمد بن عيسى بن رضوان الشيخ كمال الدين بن الضياءا الكناني العسقلني
الشافعي قاضي المحلة ،لقيه الفرضي وسمع منه ،وحدثا عن ابن الجميزي
وكان يعرف بالقليوبي ،شرح التنبيه في اثني عشر مجلدا ،وصنف في علوم
القرآن وكان دينا ،ولد في حدود سنة سبع وعشرين وتوفي سنة تسع وثمانين
وست مائة.
?ابن العريق الهاشمي
أحمد بن عيسى الهاشمي من ولد الواثق بالله ،يعرف بابن العريق ،كان
شاعرا فاضل أديبا توفي في ذي القعدة سنة ثلثا وتسعين وخمس مائة عن
ثمانين سنة ،ومن شعره:
صنت نفسي عن البرية طرا ظهر اللؤم في النام لـهـذا
ولزوم البيوت أولى وأحرى ورأيت الخمول أنفس شـيءا
ومنه:
من بعـد إمـلق وإعـدام ل ترج من نعمته أحدثـت
هل يوجد الري من الظامي ومنه: فما ترى من وجهـه راحة
أهريق فيه دم الحسـين لم أكتحل في صباح يوم
سودت حتى بياض عيني قلت :شعر إل لحزنـي وذاك أنـي
متوسط.
?ابن الخشاب
أحمد بن عيسى صدر الدين بن مجد الدين بن الخشاب وكيل بيت المال
بالديار المصرية ،مولده سنة تسع وستين وست مائة وتوفي تاسع شعبان
سنة أربع عشرة وسبع مائة ،رحمه الله تعالى.
?أبو سعد الهوازي
أحمد بن عيسى هو أبو سعد الهوازي من أهل جندي سابور ،قال ابن
المرزبان :معتمدي ضعيف الشعر ،خرج مع صديق له يتصيدان فأقاما يومهما
وانصرفا ،فكتب إليه صديقه من الغد يسأله عن حاله ،فكتب إليه:
وحمل جامات الطل بالخمس لصيد ظبي من ظباءا النـس
ونظر فـي كـتـب ودرس من قهوة صافية كـالـورس
أحسن مما كنت فيه أمـس ?أبو سعيد الصوفي البغداذي
أحمد بن عيسى أبو سعيد الخراز البغداذي العارف شيخ الصوفية سمع
وحدثا ،أخذ عن ذي النون ،يقال إنه أول من تكلم في علم الفناءا والبقاءا.
قال السلمي :أبو سعيد إمام القوم في كل فن من علومهم له في مبادئ
أمره عجائب وكرامات ظهرت بركته عليه وعلى من صحبه .وهو من أحسن
القوم كلما خل الجنيد ،وقال :كل كلم يخالف ظاهره الباطن فهو باطل .له
ترجمة طويلة في تاريخ دمشق توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
الصالح صاحب عينتاب
أحمد بن غازي بن يوسف بن أيوب الملك الصالح صلح الدين ابن السلطان
الملك الظاهر ابن السلطان الكبير صلح الدين اليوبي ،صاحب عينتاب وعم
السلطان الملك الناصر صاحب الشام ،كان أكبر من أخيه العزيز وإنما أخروه
عن سلطنة حلب لنه ابن جارية ولن العزيز ابن الصاحبة بنت العادل ،وتزوج
هذا بعد موت أخيه بامرأته فاطمة بنت الكامل ،وكان مهيبا وقورا متجمل وافر
الحرمة ،حدثا عن الفتخار الهاشمي وروى عنه الدمياطي وذكر أنه امتنع من
الرواية وقال :ما أنا أهل لذلك بل أنا أسمع عليك ،ثم سمع منه ووصله ،ولد
الصالح سنة ست مائة ،وتوفي سنة إحدى وخمسين وست مائة بعينتاب،
وعمل له الناصر العزاءا بدار السعادة ،ورثاه الشعراءا ،وخلف ولدا ذكرا.
??القاضي أبو بكر الحربي
أحمد بن غالب بن أحمد بن غالب بن عبد الله أبو بكر البغداذي أحد الفقهاءا
الحنابلة ،كان حافظا لكتاب الله ،له معرفة بالفرائض والحساب والنجوم
والوقات .تولى قضاءا دجيل مدة ثم عزل ،سمع من أحمد بن الحسين بن
قريش وهبة الله بن محمد بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي البزاز وغيرهم
وحدثا باليسير ،وتوفي سنة خمس وخمسين وخمس مائة.
?الجبابيني الضرير
أحمد بن أبي غالب بن أبي عيسى بن شيخون البروذي أبو العباس الضرير
يعرف بالجبابيني والجبابيني قرية بدجيل دخل بغداذ صبيا وحفظ القرآن وقرأه
بالروايات على عبد الله بن علي بن أحمد الخياط وسمع منه الحديث ومن
سعد الخير بن محمد النصاري ومن جماعة ،وقرأ الفقه على أحمد بن
بكروس وحصل منه طرفا صالحا ،ولما مات ابن بكروس خلفه في مدرسته
ومسجده ،توفي سنة أربع وسبعين وخمس مائة.
?الزاهد ابن الطلية
أحمد بن أبي غالب بن أحمد بن عبد الله بن محمد الوراق أبو العباس الزاهد
المعروف بابن الطلية ،كانت والدته تطلي الورق بالدقيق المعجون بالماءا
رقيقا قبل صقله ،وكان اسم أبيه محمدا ول يشتهي أن يقال عنه إل ابن أبي
غالب ،وكان من عباد الله الصالحين كثير العبادة مشهورا بالزهد ،ذكر أنه
سمع في صباه من عبد العزيز بن علي النماطي بن بنت السكري وظهر
سماعه في آخر عمره في الجزءا التاسع من حديث المخلص من ابن بنت
السكري وسمعه الناس منه وانفرد بالرواية عنه ،توفي سنة ثمان وأربعين
وخمس مائة.
?أبو الفلك الصوفي تلميذ الحلج
أحمد بن فاتك أبو الفاتك الصوفي،كان من تلميذ الحسين بن منصور الحلج
خصيصا وينقل من أحواله كثيرا .قال محب الدين ابن النجار :كتب إلي أبو
القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن عبد الول الصيدلني أن أبا
الرجاءا أحمد بن محمد بن عبد العزيز القاري أخبره قال :أنا منصور بن ناصر
السجزي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أحمد الشيرازي
ثنا حمد بن الحسين بن منصور بتستر قال :سمعت أحمد بن فاتك البغداذي
تلميذ والدي يقول :بعد ثلثا من قتل والدي رأيت رب العزة في المنام كأني
واقف بين يديه فقلت :ترى ما فعل الحسين بن منصور? فقال :كاشفته
بمعنى فدعا الخلق إلى نفسه فأنزلت به ما رأيت.
?ابن فارس صاحب المجمل الشافعي
أحمد بن فرج بن جرير بن مالك بن عبد الله بن عباد ينتهي إلى معد بن
عدنان ،أصله من قرية بقنسرين وتجر أبوه إلى الشام وكان معه حدثا فنشأ
في طلب العلم وخاصة الفقه والكلم وصحب هياج بن العلءا السلمي وكان
من أصحاب واصل بن عطاءا فصار إلى العتزال .قال أبو العيناءا :ما رأيت
رئيسا قط أفصح ول أنطق من ابن أبي دؤاد .وولي القضاءا للمعتصم والواثق
وكان داعية إلى القول بخلق القرآن وكان موصوفا بالجود والسخاءا وحسن
الخلق وغزارة الدب .قال الصولي :كان يقال أكرم من كان في دولة بني
العباس البرامكة ثم ابن أبي دؤاد ولول ما وضع به نفسه من محبة المحنة
لجتمعت اللسن عليه ولم يضف إلى كرمه كرم أحد .وقال عون بن محمد
الكندي :لعهدي بالكرخ وأن رجل لو قال ابن أبي دؤاد مسلم لقلت في مكانه،
ثم وقع الحريق في الكرخ وهو الذي لم يكن مثله قط .كان الرجل يقوم في
صينية في شارع الكرخ فيرى السفن في دجلة ،فقال ابن أبي دؤاد للمعتصم:
يا أمير المؤمنين رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم نزل بهم هذا المر فاعطف
عليهم بشيءا تفرقه فيهم يمسك أرماقهم ويبنون به ما انهدم ،فلم يزل ينازله
حتى أطلق له خمسة آلف درهم ،فقال :يا أمير المؤمنين إن فرقها غيري
خفت أن ل يقسم بالسوية ،فقال :ذلك إليك ،فقسمها على مقادير ما ذهب
منهم وغرم من ماله جملة .فقال عون لعهدي بعد ذلك بالكرخ لو قال زر ابن
أبي دؤاد وسخ لقتل .وقال أبو العيناءا :كان الفشين يحسد أبا دلف للعربية
والشجاعة فاحتال عليه حتى شهد عليه بخيانة وقتل فأخذه ببعض أسبابه
وجلس له وأحضره السياف ،وبلغ ابن أبي دؤاد الخبر فركب في وقته مع من
حضر من عدوله فدخل على الفشين وقد جيءا بأبي دلف ليقتل فوقف ثم
قال :إني رسول أمير المؤمنين إليك وقد أمرك أن ل تحدثا في أبي دلف
حدثا حتى تسلمه إلي ،ثم التفت إلى العدول ،فقال :اشهدوا أني أديت رسالة
أمير المؤمنين وأبو دلف حي معافى ،فقالوا:شهدنا ،فلم يقدر الفشين عليه
وصار ابن أبي دؤاد إلى المعتصم من وقته وقال :يا أمير المؤمنين ،قد أديت
عنك رسالة لم تقلها لي ما أعتد بعمل خير خيرا منها وإني لرجو لك الجنة
بها ،ثم أخبره الخبر فصوب رأيه ووجه أحضر أبا دلف فأطلقه ووهب له،
وعنف الفشين فيما عز عليه.
وكان المعتصم قد اشتد غيظه على محمد بن الجهم البرمكي فأمر بضرب
عنقه ،فلما رأى ابن أبي دؤاد ذلك وأن ل حيلة له فيه وقد شد برأسه وأقيم
في النطع وهز له السيف قال ابن أبي دؤاد :وكيف تأخذ ماله إذا قتلته? قال:
ومن يحول بيني وبينه? قال :يأبى الله ذلك ويأباه رسوله ويأباه عدل أمير
المؤمنين ،فإن المال للوارثا إذا قتلته حتى تقيم البينة على ما فعله وأمره
في استخراج ما اختانه أقرب عليك وهو حي ،فقال :أحبسوه حتى يناظر،
فتأخر أمره على مال حمله وخلص محمد .وله في ترجمته في تاريخ ابن
خلكان وغيره عدة مناقب من هذا النوع.
وقال الحسين بن الضحاك الشاعر المشهور لبعض المتكلمين :ابن أبي دؤاد
عندنا ل يعرف اللغة وعند الفقهاءا ل يحسن الفقه وعندكم ل يعرف الكلم وهو
عند المعتصم يعرف هذا كله .وقال إبراهيم بن الحسن :كنا عند المأمون
فذكروا من بايع من النصار ليلة العقبة فاختلفوا في ذلك ودخل ابن أبي دؤاد
فعدهم واحدا واحدا بأسمائهم وكناهم وأنسابهم ،فقال المأمون :إذا استجلس
الناس فاضل فمثل أحمد ،فقال ابن أبي دؤاد :إذا جالس العالم خليفة فمثل
أمير المؤمنين الذي يفهم عنه ويكون أعلم منه بما يقوله .وكان الواثق قد
أمر أن ل يرى أحد من الناس محمد بن عبد الملك الزيات الوزير إل قام له،
فكان ابن أبي دؤاد إذا رآه قام واستقبل القبلة فصلى ،فقال ابن الزيات:
وأراه ينسك بعـدهـا صلى الضحى لما استفاد عداوتي
ويصـوم
تركتك تقعـد تـارة وتـقـوم ل تعد من عداوة مـسـمـومة
وهجا بعض الشعراءا ابن الزيات بقصيدة عددها سبعون بيتا فبلغ الخبر ابن
أبي دؤاد فقال:
جمعك معناهن في بـيت أحسن من سبعين بيتا هجا
تغسل عنهم وضر الزيت فبلغ ما أحوج الناس إلى مطرة
الخبر ابن الزيات فقال إن بعض أجداد القاضي كان يبيع القار وقال:
عرضت بي نفسك للموت يا ذا الذي يطمع في هجونا
أحمد بن أبي الفضائل بن أبي المجد بن أبي المعالي المحدثا الرئيس كمال
الدين أبو العباس الدخميسي الحموي ثم الدمشقي التاجر ،صدر محتشم
متمول ،سمع الكثير وعني بالحديث وكتب بخطه الكثير ورحل في طلب
الحديث وحصل وفهم وحدثا بالجازة عن حنبل المكبر وأقبل على الطلب
سنة نيف وعشرين وست مائة وسمع من أبي القاسم بن صصري والناصح
بن الحنبلي وابن صباح وابن اللتي والهمذاني وأبي علي الوقي وخلق كثير،
وسمع ببغداذ من عمر بن كرم وعبد السلم الداهري .وكان له مماليك ملح
ترك قد سمعوا معه ،ودخل الهند وأقام به ،وخطه طريقة معروفة بين
المحدثين .قال الشيخ شمس الدين :عاش إلى هذا الوقت يعني سنة إحدى
وسبعين وست مائة ول أتحقق وفاته .وولد في حدود الست مائة .قلت:
وخطه مشهور وملكت بخطه كتاب البديع لبن منقذ وكتاب الوشي
المرقوم لبن الثير وقد كتب عليه رواية مالكه أحمد بن أبي الفضائل
الدخميسي إجازة عنه مع جميع مصنفاته ومقولته ومنقولته ،واجتمعت به
في الموصل في رحلتي الولى إلى مدينة السلم عجل مجتازا فلم يقدر لي
أن أكتب عنه إل أربع مكاتبات من كلمه وقرأتها عليه وكتب لي خطه
بالجازة ،وذلك في شهور سنة ست وعشرين وست مائة .
الموفق
أحمد بن أبي الفضل أبو العباس الينشي المعروف بالموفق ،كان جده مولى
عجميا وآل أمره إلى أن تنبه عقبه بسبتة وصار لهم مال وذكر ،واشتغل أبو
العباس بالطب واشتهر ورحل وحج ،وكان يحدثا نفسه بالملك فتدرج من
كاتب في الديوان إلى أن ولي الديوان وظهر وصار له حديث مع أصحاب
الدولة وتقدم عند أبي موسى بن عبد المؤمن صاحب سبتة وأغراه بأن خالف
أخاه المأمون وعصى عليه بسبتة وضمن له الموال وإمالة قلوب الرجال وهو
يعمل في الباطن لنفسه ،ثم أخذ مع أعيان سبتة في أن يخاطبوا ابن هود
سلطان الندلس بالطاعة وأن ينصرهم بمراكبهم البحرية وتكون مدينتهم منه
ببال ،فأنفذ إليهم ابن هود قائد البحر أبا الصبع الغشي وكان له صيت عظيم
في البحر ووقائع مشهورة في العدو ،فصار في سبتة وأخرج منها أبا موسى
بن عبد المؤمن ،واشتغل الينشي بتدبير أمره ثم أغراه بأن يخلع طاعة ابن
هود ويخطب لنفسه ففعل ذلك ،فلما علم أن ل ناصر له وقد قطع يده من
ابن هود أغرى أهل سبتة بالقيام عليه ،فطردوه وخرج هاربا فكرب زورقا
فحصل في أسر عباد الصليب ،وبقي الينيشي يدبر أمر سبتة ثم استقل
وخطب لنفسه ،وأقام سوق الفضل وقصده الدباءا والشعراءا ،وقتل خلقا على
الملك ،وحصره الفرنج في بحر سبتة وأقاموا على حصاره فلم يقدروا عليه،
وظهرت منه فحولية في دفاعهم ،وآل أمره إلى أن امتدت مدته وحسده أهل
بلده ،وكان له صديق يقال له ابن مسعود تغير عليه فأخرجه من سبتة ،فلم
يزل يسعى عليه ويخاطب أهل سبتة ويخطبها للرشيد بن المأمون بن عبد
المؤمن إلى أن خلعه أهل سبتة وحمل إلى الرشيد بن المأمون وشاع أنه
مات حتف أنفه بالوباءا ،والله أعلم .ومن شعره قوله بالسكندرية:
فجال نجي الفكـر ذكرت بأقصى الشرق أقصى المغارب
بـين الـتـرائب
تسرب ما بين الدمـوع فصبرتها نفسا ل تكـاد مـن السـى
الـسـوارب
لسـوف يريك الـلـه وقلت لئن كـابـدت تـرحة راحـل
فــرحة آيب
وكم أنت معقود بزهر ويا جفن كم تجفو المـنـام حـفـيظة
الـكـواكـب
لعـهـدك واليام ذات لعل الذي ترعـاه لـيس بـحـافـظ
عـجــائب
وكم صاحب عوضت منه فكم منزل بدلـت مـنـه بـمـنـزل
بصاحـب
أزيد لكم حبا بـطـول سلم علـيك مـا حـييت فـإنـنـي
الـتـجـارب بهاءا الدولة بن بويه
أحمد بن فناخسرو السلطان بهاءا الدولة أبو نصر ابن السلطان عضد الدولة
ابن بويه ،توفي بأرجان في جمادى الولى سنة ثلثا وأربع مائة وله اثنتان
وأربعون سنة ،وكانت أيامه اثنتين وعشرين سنة ويومين ،بعلة الصرع ،وولي
بعده ابنه سلطان الدولة .وولي بهاءا الدولة السلطنة ببغداذ وهو الذي خلع
الطائع لله وقطع أذنه وفعل به ما فعل .وكان ظلوما غشوما سفاكا للدماءا
يهرب خواصه منه ،وجمع من المال ما لم يجمعه غيره وصادر الناس وكان
يبخل بالدرهم وينظر فيه ويستكثره ،ولم يكن في بني بويه أظلم منه ول أقبح
سيرة ،وكان يصرع في دسته ،ورثا ذلك عن أبيه ،وكانت هذه العلة تلزمه
ولم يحتم من النبيذ ويشربه ليل ونهارا ويكثر التخليط .ولما مات حمل تابوته
إلى الكوفة ودفن عند أبيه وتولى الملك بعده ولده سلطان الدولة أبو شجاع،
وسيأتي ذكره في حرف الشين مكانه ،إن شاءا الله تعالى.
ابن معروف التميمي
أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر بن حبيب بن أبان أبو بكر التميمي
البغداذي ،ولد بسامرا وقدم مع أبيه دمشق فسكناها ،وسمع بها أبا زرعة عبد
الرحمن بن عمرو النصري وبيافا أبا العباس محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الكناني وعبد الواحد بن عبد الجبار المام اليافوني ،وروى عنه أخوة أبو علي
محمد وابن أخيه أبو محمد بن أبي نصر وتمام الرازي وعقيل بن عبيد الله بن
عبدان وغيرهم .توفي سنة ثمان وأربعين وثلثا مائة.
أبو الطيب المقرئ
أحمد بن القاسم بن محمد بن علي البغداذي أبو الطيب المقرئ صاحب أبي
بكر بن مجاهد ،نزل شيراز واستوطنها وحدثا بها عن أبي القاسم عبد الله
بن محمد بن عبد العزيز البغوي وغيره ،وقرأ عليه القرآن أبو الحسن علي بن
إبراهيم بن مندويه الصبهاني ،توفي سنة اثنتين وسبعين وثلثا مائة.
الحافظ ابن الخشاب
أحمد بن القاسم بن عبيد الله بن مهدي أبو الفرج ابن الخشاب البغداذي
الحافظ نزيل ثغر طوس ،حدثا بدمشق عن جماعة وروى عنه جماعة .توفي
سنة أربع وستين وثلثا مائة.
ابن حديدة
أحمد بن القاسم بن أبي الليث المعروف بابن حديدة .قال ابن رشيق :شاعر
فكه الشعر رائق التشبيه مولع به قليل التكلف قوي المنهج والظرف ورفض
المدح والهجاءا ،ويخبر التصنيع خبرا جيدا ول يركبه إل في الماكن التي تصلح
له كما شرط حذاق المتقدمين .قال :أنشدته في ساق:
ه كأنها من وجنـتـيه وشربتها من راحـتـي
تحكي الذي في ناظريه وقتل :أجزنا أبا وكأنها في فـعـلـهـا
العباس ،قال :ألوقتك البيتان? قلت :نعم ،فقال بنشاط:
نظرا ونرجس مقلتيه قال :وأنشدني وشممت وردة خـده
من قصيدة في السحاب:
تسقي البـلد بـوابـل غـيداق يا رب متأقة تنوءا بـثـقـلـهـا
واللوح يحملها على مرت فويق الرض تسحب ذيلها
العـنـاق
كنهوض مشتاق إلى ودنت فكاد الرض تنهض نحوها
مشـتـاق
أو حاولت منها لـذيذ عـنـاق فكأنما جاءات تقبـل تـربـهـا
انتهى كلم ابن رشيق.
وقد نظمت أنا أصل هذا المعنى في بيتين وهما أقصر وزنا فقلت:
إلى الثرى باشتياق سحابة قد تـدلـت
تلزما للعـنـاق ونظمت هذا المعنى أيضا لو أن للرض عقل
في غير هذا المقصد فقلت:
مرخى وثغر الرض ما قبله انظر إلى السحب التي ذيلهـا
أتى إلى نذل فما اهتـز لـه ومن مثل رئيس زاد في لطـفـه
شعر ابن حديدة:
تهتز في كثب بهن غـصـون هن البدور النـيرات سـوافـر
والسقم ما بعثت لهـن عـيون البرءا ما أهدت لهن مـبـاسـم
ورق لهن على الراك حنـين ولقد حمى عن مقلتي كراهمـا
فكأنما هو راهب مـحـزون في ليلة لبس الحداد هـواؤهـا
فكأنما هي لؤلـؤ مـوضـون قد رصعت زهر النجوم سماءاها
أحداق روم ما لهـن جـفـون وكأنها خلل الـظـلم روانـيا
بحر أحاط بها وهـن وكأنما الفلك المدار على الدجى
سـفـين ومنه من رجز:
فقال له :اتق الله ،ما هذه العظيمة? فقال :قد كان ما كان .فخرج من عنده
فما توسط الدرب حتى سمع الصراخ عليه وفارق الدنيا .قال الحميدي :وهذه
قصة مشهورة عندنا ،والرواة ثقات ،وأسلم هذا من بيت جليل ،وهو صاحب
الكتاب المشهور في أغاني زرياب وكان شاعرا أديبا .قلت :نقلت هذا
مختصرا من معجم الدب لياقوت وساق مثل هذه الحكاية حكايتين أخريين
من هذا النمط.
وكان أحمد بن كليب قد أهدى إلى أسلم في أول أمره كتاب الفصيح وكتب
عليه:
بكل لفظ مـلـيح هذا كتاب الفصيح
كما وهبتك روحي وكانت وفاة ابن كليب وهبته لك طوعـا
سنة ست وعشرين وأربع مائة ،وأسلم المذكور هو أسلم بن أحمد بن سعيد
ابن قاضي الجماعة أسلم بن عبد العزيز صاحب المزني.
المير أبو القاسم
أحمد بن كيغلغ أبو القاسم أخو إبراهيم المقدم ذكره ،وله الراضي بالله
ونفذه إليها وعمره ثمانون سنة ،وكان أديبا شاعرا ،فمن شعره قوله:
يوم الغـيث لـبـث ل يكن للكأس في كفك
غيث ساق مستحـث وقوله: أوما تـعـلـم أن ال
يمج خمرا من برد وا عطشا إلى فـم
بي بك من كل أحد وقوله: إن قسم الناس فحس
نجوم ليال ما لـهـن رعى الله من أمسيت أرعى لجله
صـبـاح
فما إن لها حتى النشـور أشبهها في المكث شـيطـان آدم
بـراح وكان أحمد قد ولي مصر فجرت بينه وبين محمد بن تكين حروب إلى
أن خلص له المر ،ثم قدم محمد بن طغج أميرا على مصر من قبل الراضي
فسلم إليه مصر.
أبو نصر السدري
أحمد بن ما شاءا الله بن إسماعيل بن رزق الله السدري أبو نصر البغداذي.
سمع أحمد بن الحسن بن خيرون والحسين بن علي بن أحمد بن البشري
وغيرهما وحدثا باليسير ،روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في
معجم شيوخه .توف سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.
الحافظ حكمويه
أحمد بن المبارك الحافظ الزاهد المجاب الدعوة أبو عمر المستملي
النيسابوري المعروف بحكمويه :كان مجاب الدعوة راهب عصره توفي في
جمادى الخرة سنة أربع وثمانين ومائتين.
تقي الدين الخرقي الشافعي
أحمد بن المبارك بن نوفل المام تقي الدين أبو العباس النصيبي الخرقي
بضم الخاءا المعجمة والراءا الساكنة والقاف وهي قرية من عمل نصيبين ،كان
إماما عالما قدم الموصل بعد الست مائة وقرأ بها العربية على أبي حفص
عمر بن أحمد السفني بكسرالسين وبرع في العلم ،قرأ عليه الملك المظفر
والملك الصالح وصنف كتابا في الحكام وشرح الدريدية وألف كتابا في
العروض وكتابا في الخطب وشرح الملحة وله منظومة في الفرائض،
ومنظومة في المسائل الملقبات ،وسكن سنجار ودرس بها مذهب الشافعي
ثم إنه انتقل إلى الجزيرة وتوفي سنة أربع وستين وست مائة.
ابن الخل
أحمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله أخو ابن الخل الفقيه محمد بن
المبارك ،وقد تقدم ذكره في المحمدين ،ولد سنة اثنتين وثمانين وتوفي سنة
اثنتين وخمسين وخمس مائة ،ومن شعره دوبيت:
لم يلق كما لقيت منهم أحـد ساروا وأقام في فؤادي الكمد
ما لي جلد ضعفت ما لي جلد شوق وجوى ونار وجد تـقـد
ومنه أيضا:
صونا لحديث من هوى هذا ولهي وكم كتمت الـولـهـا
النفس لها
أيام عنائي فيك مـا أطـولـهـا يا آخر محـنـتـي ويا أولـهـا
ومنه في بعض الوعاظ:
نزغات ذاك الحمق التمتـام ومن الشقاوة أنهم ركنوا إلـى
ونفاقه منهـم عـلـى أقـوام شيخ يبهرج دينه بـنـفـاقـه
أي أن هذا موضعي ومقامي وإذا رأى الكرسي تاه بأنـفـه
غل يواريه بكـف عـظـام ويدق صدرا ما انطوى إل على
ل لزدحام عـبـارة وكـلم ويقول أيش أقول من حصر به
قلت :رأيت من قال في هذا ابن الخل أنه أحمد ،وأورده ابن النجار في ذيل
تاريخ بغداد وقال الحسن واعتذر أنه رأى خط يده وقد كتب الحسن ،وقد
أوردت أنا الحسن في مكانه على ما رأيته ،ولعله كان لهما أخ آخر اسمه
أحمد وهو هذا ،ولكن يعكر علي ذكر الوفاة فإنهما واحدة والله أعلم
بالصواب ،وممن سماه أحمد القاضي شمس الدين ابن خلكان ،رحمه الله
تعالى ،في ترجمة أخيه محمد بن المبارك.
???أبو الفتوح الحاجب
أحمد بن المحسن بن جعفر السلماسي أبو الفتوح ،كان أحد الحجاب بديوان
الخلفة ثم ولي حجبة الحجاب في أيام المام المقتفي ثم عزل ،سمع من
الوزير أبي القاسم علي بن طراد الزينبي في المجالس الديوانية .قال محب
الدين ابن النجار :ما أظنه روى شيئا ،توفي سنة ثمان وخمسين وخمس مائة.
?أبو الحسن العطار الوكيل
أحمد بن المحسن بن محمد بن علي بن العباس بن أحمد العطار أبو الحسن
بن أبي يعلى الوكيل ،قرأ القرآن على القاضي أبي يعلى محمد بن علي بن
يعقوب الواسطي وسمع الحديث من الحسن بن شاذان وعبد الرحمن بن عبد
الله الحرفي ومحمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز وغيرهم .قرأ عليه
القرآن جماعة وروى عنه أبو القاسم ابن السمرقندي وعبد الوهاب النماطي
ويحيى بن الطراح .وكان عالما بالوكالة والشروط متبحرا في إبطال الحقوق
وإثبات الباطل ،وله في ذلك حكايات .كان إذا حمل إليه محضر كتب خطه
فيه ،ثم إذا حمل إليه بعد ذلك محضر آخر خلف الول كتب خطه فيه أيضا،
فقيل له في ذلك فقال :ما تدرون أيش أكتب فيه ،أنا أكتب فيه ما ذكر صحيح
وكتب فلن ،ومقصودي نفي الصحة وهم يظنون أنني أشهد بصحته .وطلق
رجل امرأته فتزوجت بزوج بعد يوم فجاءا الزوج إلى القاضي أبي عبد الله بن
البيضاوي وكان على القضاءا بربع الكرخ وشرح له الحال ،فأحضرها القاضي
وأركبها حمارا وأمر أن يطاف بها في السوق ،فجاءات إلى ابن المحسن
الوكيل وأعطته مبلغا من المال فجاءا إلى القاضي وقال :يا سيدنا القاضي
الله الله ل يسمع الناس بهذا فيظنون أنك ل تعرف هذا ،إن هذه المرأة كانت
حامل فطلقها زوجها أمس ووضعت حملها البارحة ومات الصبي وتزوجت
اليوم ،أل يجوز هذا? فسكت القاضي وتخلصت المرأة بقوله ،وكان صحيح
السماع إل أن أفعاله كانت مدبرة ،وتوفي سنة سبع وسبعين وأربع مائة.
?نجم الدين بن ملي الشافعي
أحمد بن محسن بتشديد السين بن ملي بن حسن بن عتيق أو عتق ،بن ملي
العالم البارع الكبير المعروف بابن ملي النصاري البعلبكي الشافعي المتكلم،
ولد سنة سبع عشرة ببعلبك وسمع من البهاءا عبد الرحمن وأبي المجد بن
القزويني وابن الزبيدي وابن رواحة ،واشتغل بدمشق ،وأخذ عن ابن الحاجب
العربية وعن ابن عبد السلم الفقه وعن الزكي المنذري الحديث والصول
عن جماعة والفلسفة والرفض عن جماعة ،ودرس وأفتى وناظر واشتغل
وتخرج به الصحاب ،وكان متبحرا في العلوم كثير الفضائل أسدا في
المناظرة فصيح العبارة ذكيا متيقظا حاضر الحجة حاد القريحة ،اشتغل مدة
بحلب ودمشق ودخل مصر غير مرة ،وكان شهما جريئا .قال الشيخ شمس
الدين مشتلقا يخل بالصلوات ويتكلم في الصحابه ،وكان يقول في الدرس:
عينوا آية حتى نتكلم عليها ،فيعينون آية ويتكلم عليها بعبارة جزلة كأنما يقرأ
من كتاب .قرأ الشيخ علم الدين عليه موطأ القعنبي وغير ذلك ،وسمع منه
الطلبة ،وتوفي بقرية بخعون من جبل الظنين وهي بفتح الباءا الموحدة
وسكون الخاءا المعجمة وضم العين المهملة وبعد الواو نون في سنة تسع
وتسعين وست مائة.
?أبو الفرح الحنبلي
أحمد بن محفوظ بن أحمد بن احسن الكلوذاني أبو الفرح بن أبي الخطاب
الفقيه الحنبلي ،سمع أباه وأبا بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمارو علي
بن محمد بن علي العلف وحدثا باليسير ،توفي سنة إحدى وثلثين وخمس
مائة ،ودفن عند قبر أحمد.
أبو حامد الساوي الشافعي
وكان كريما جوادا ممدوحا فيه ستر وحلم وعفو ،وحكاياته في ذلك
مشهورة .ثم عزل بابن الصايغ ودرس بالمينية إلى أن مات عشية نهار
السبت سادس عشرين شهر رجب سنة إحدى وثمانين وست مائة بالنجيبية
جوار النورية وشيعه الخلئق .أنشدني من لفظه لنفسه شهاب الدين أحمد بن
غانم كاتب النشاءا يرثي قاضي القضاة شمس الدين:
كم نبت عن الشمس يا شمس العلوم في الثرى قد غابت
وهي ما نابت
إما قصرت عنه وإمـا هـابـت لم تأت بمثلـك الـلـيالـي أبـدا
وكان وجيه الدين محمد بن سويد صاحبه وكان يسومه قضاءا أشغال كثيرة
ويقضيها ،فحضر في بعض اليام ورام منه أمرا متعذرا فاعتذر ،فقال :ما
يكون الصاحب صاحبا حتى يعرق جبينه مع صاحبه في جهنم ،فقال القاضي:
بلى يا وجيه الدين ،صرنا معك قشلمشا وما ترضى .ويقال إنه عمل تاريخا
للملك الظاهر ووصل نسبه بجنكزخان ،فلما وقف عليه قال :هذا يصلح أن
يكون وزيرا ،اطلبوه ،فطلب وبلغ الخبر الصاحب بهاءا الدين ابن حنا فسعى
في القضية إلى أن أبطل ذلك ،وناسى السلطان عليه ،فبقي في القاهرة
يركب كل يوم ويقف في باب القرافة ويمشي قدام الصاحب إلى أن يوصله
بيته وافتقر حتى لم يكن له غير البغلة لركوبه ،وكان له عبد يعمل بابا
ويطعمه ،والشيخ بهاءا الدين ابن النحاس يؤثره ،ومع ذلك فل يحنو عليه
الصاحب ول يحن إلى الحسان إليه ،حتى فاوضه الدوادار وقال له :إلى متى
يبقى هذا على هذه الحالة? فجهز إلى مكانه بدمشق على القضاءا .وحضر
إليه وهو بالقاهرة عز الدين محمد بن شداد بكتب فقارس من الغور وانتقالها
إلى الظاهر وقد ثبتت عليه بالشام وطلب منه الشهاد عليه بما فيها لتثبت
بمصر ،قال :كيف أشهد علي? قال :يأذن لك قاضي القضاة ابن رزين .فقال:
لو كنت موليا ما كنت آذن له ،أفأكون مولى من جهته ،هذا ل يكون أبدا.
واطلع الظاهر على ذلك فعظم عنده وتحقق شرف نفسه .وأمر له بدر الدين
ببليك الخزندار تلك اليام بألفي درهم ومائة إردب قمح فأبى من قبولها
وتلطف معه مع القاصد ،فقال :تجوع الحرة ول تأكل بثدييها ،ولم يقبل وأصر
على المتناع مع الفاقة الشديدة .وكان له ميل إلى بعض أولد الملوك وله
فيه الشعار الرائقة ،يقال إنه أول يوم جاءا إليه بسط له الطرحة وقال :ما
عندي أعز من هذه ،طأ عليها ،ولما فشا أمرهما وعله به أهله منعوه الركوب
فقال:
في حبكم منكم بأيسر يا سادتي إني قنعت وحـقـكـم
مطـلـب
ورأيتم هجري وفرط إن لم تجودوا بالوصال تعطـفـا
تجنـبـي
يوم الخميس جمالكم في ل تمنعوا عيني القريحة أن ترى
الموكب
ألقاه مـن ألـم إذا لـم لو كنت تعلم يا حبيبـي مـا الـذي
تـركـب
لولك لم يك حملها من لرحمتني ورثيت لـي مـن حـالة
مذهـبـي
وبليل طرتك التي قسما بوجهك وهو بـدر طـالـع
كـالـغـيهـب
أخطارها في الحب وبقامة لك كالقضيب ركبـت فـي
أصعب مركب
عذب النمير اللـؤلـؤي وبطيب مبسمك الشهي الـبـارد ال
الشـب
عهد القديم صيانة لو لم أكن في رتبة أرعى لهـا ال
للـمـنـصـب
خلع العذار ولو ألـح لهتكت ستري في هواك ولـذ لـي
مـؤنـبـي
قد جن هذا الشيخ في لكن خشيت بأن تقـول عـواذلـي
هذا الصبـي
كشف القناع بحق ذياك فارحم فديتك حرقة قـد قـاربـت
الـنـبـي
جرعته في الحب أكدر ل تفضحن محبك الـصـب الـذي
مـشـرب أخبرني من لفظه القاضي جمال الدين عبد القاه التبريزي وسيأتي
ذكره إن شاءا الله تعالى قال :كان الذي يهواه القاضي شمس الدين هو
الملك المسعود وكان قد تيمه حبه فكنت أنام عنده في العادلية فتحدثنا في
بعض الليالي إلى أن راح الناس من عنده فقال لي :نم أنت ،وألقى علي
فروة ،وقام يدور حول البركة في العادلية ،ويكرر هذين البيتين إلى أن أصبح
وتوضأ وصلينا .والبيتان المذكوران:
آيس من سلمتي أنا واللـه هـالـك
قد أقامت قيامتي ويقال إنه سأل بعض أو أرى القامة التي
أصحابه عما يقوله أهل دمشق عنه فاستعفاه فألح عليه فقال:يقولون إنك
تكذب في نسبك وتأكل الحشيشة وتحب الغلمان .فقال :أما النسب والكذب
فيه فإذا كان ول بد منه فكنت أنتسب إلى العباس أو إلى علي بن أبي طالب
أو إلى أحد الصحابة ،وأما النسب إلى قوم لم يبق لهم بقية وأصلهم فرس
مجوس فما فيه فائدة .وأما الحشيشة فالكل ارتكاب محرم وإذا كان ول بد
فكنت أشرب الخمر لنه ألذ .وأما محبة اللغلمان فإلى غد أجيبك عن هذه
المسألة .قال قطب الدين اليونيني :سمعت من يذكر إنما خرج له النسب
إلى البرامكة أبو شامة ،وليس كذلك .ووقفت على مجلدة من تاريخ إربل
لوزيرها شرف الدين وقد ذكر وفاة ابن عم قاضي القضاة وقد نسبه إلى
البرامكة ولعل ذلك قبل خروجه من إربل .وذكره الصاحب كمال الدين في
تاريخ حلب ونسبه إلى البرامكة.
ومن شعره:
بدور بأفق الماءا تبـدو وسرب ظباءا في غدير تخـالـعـوا
وتـغـرب
أما لك عن هذي الصبابة يقول عذولي والغرام مصـاحـبـي
مذهـب
فقلت له :ذرهم وفي دمك المطلول خاضوا كما ترى
يخوضوا ويلعبـوا ومنه مضمنا:
حول الشقيق الغض دوحة كم قلت لما اطلعت وجنـاتـه
آس
ما في وقوفك ساعة من لعذاره الساري العجول بخـده
باس ومنه:
بشرت قلبي بالنعيم المقيم لما بدا العارض في خده
فجاءاني فيه العذاب الليم ومنه وقلت هذا عارض ممطر
على ما قيل:
لحاظه ترسل منها الحتوف أنظر إلى عارضه فوقـه
لكنها تحت ظلل السيوف ومنه: تشاهد الجنة في وجـهـه
وحالت نوب الدهر ولما أن تفرقـنـا
فما ظنك بالصبـر ومنه: رأيت الشهد ل يحلو
نعيم ول لهو ول وما سر قلبي منذ شطت بك النوى
مـتـصـرف
سوى ذلك الماءا الذي كنت ول ذقت طعم الماءا إل وجـدتـه
أعرف
وأي سرور يقتضيه التـكـلـف ولم أشهد اللـذات إل تـكـلـفـا
ومنه:
من الصبابة ما لقيت في أحبابنا لو لقيتم في إقامـتـكـم
ظعني
والبر من أدمعي ينشق لصبح البحر من أنفاسكم يبسـا
بالسفـن ومنه:
فخيل لي أن الفؤاد لكم مغنى تمثلتم لي والـبـلد بـعـيدة
فأوحشتم لفظا وآنستم وناجاكم قلبي على البعد والنوى
معنـى وقال في ملح أربعة يلقب أحدهم بالسيف:
بحسنهم في جميع الخلق قد ملك بلدتنا بالـحـسـن أربـعة
فتكوا
صفحة 987 :
أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي أبو نصر الشاهد والد قاضي
القضاة روح ،نزل بغداذ وكان يسكن بدار الخلفة ،وتفقه على أبي إسحاق
الشيرازي وسمع النقيب طراد بن محمد الزيني ومحمد بن أحمد بن عبد
الباقي بن طوق الموصلي وحدثا باليسير ،روى عنه ابن عبد الملك بن روح
والمبارك ابن كامل الخفاف في معجم شيوخه توفي سنة إحدى وأربعين
وخمس مائة.
?الميداني اللغوي
أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري الديب أبو الفضل،
كان أديبا فاضل عارفا اختص بصحبة أبي الحسن الواحدي صاحب التفسير ثم
قرأ على غيره وأتقن العربية خصوصا اللغة وأمثال العرب وله فيها التصانيف
المفيدة منها :كتاب المثال ولم يعمل في بابه مثله وفيه ستة آلف مثل.
وكتاب السامي في السامي وهو جيد في بابه .و الهادي في الحروف
والدوات .و النموذج في النحو .وكتاب النحو الميداني .وكتاب
المصادر .وكتاب نزهة الطرف في علم الصرف .و شرح المفضليات .و
منية الراضي في رسائل القاضي .
ولما صنف المثال وقف عليه الزمخشري فحسده ،وزاد في لفظة الميداني
نونا قبل الميم فصارت النميداني وهو بالفارسية الذي ل يعرف شيئا ،فعمد
إلى تصنيف الزمخشري وزاد في نسبته وعمل الميم نونا فصارت الزنخشري
وهو بالفارسية بائع زوجته ،وله ولد فاضل أديب اسمه أبو سعد سعيد بن
أحمد وكان دينا سمع وحدثا .توفي سنة تسع وثلثين وخمس مائة وله كتاب
السمى في السماءا .وقال محمد بن أبي المعالي الحواري في ضالة
الديب من الصحاح والتهذيب :سمعت غير مرة من كبار أصحاب أبي الفضل
الميداني يقولون :لو كان للذكاءا والشهامة والفضل صورة لكان الميداني تلك
الصورة ،ومن تأمل كلمه واقتفى أثره علم صدق دعواهم ،وكان ممن قرأ
عليه أبو جعفر أحمد بن علي المقرئ البيهقي وابنه سعيد .ومن شعر أبي
الفضل الميداني:
فقلت عساه يكتـفـي تنفس صبح الشيب في ليل عارضي
بـعـذاري
أل هل يرى صبح بغـير نـهـار فلما فشا عاتبـتـه فـأجـابـنـي
ومنه:
فكيف إذا سار المطي مراحـل حننت إلـيهـم والـديار قـريبة
أعاين للهجـران فـيهـم وقد كنت قبل البين ل كان بينهـم
دلئل
يميس كخوط الخـيزرانة وتحت سجوف الرقم أغيد ناعـم
مـائل
تريق دم البطال في وينضو علينا السيف من جفن مقلة
الحب باطل
بفيه وعـينـيه سـلفة بـابـل ويسكرنا لحظا ولفظا كـأنـمـا
ومنه:
في رشف ريقتها شفاءا سقامي شفة لماهـا زاد فـي آلمـي
صوت كقطك أرؤس القـلم قد ضمنا جنح الدجى وللثمـنـا
ومنه:
وكذبه آية أعـجـوبـه يا كاذبا أصبح أعجوبـه
واحدة سبعين أكـذوبـه وناطقا ينطق في لفـظة
لما رأوا أخذك أسلوبـه شبهك الناس بعرقوبهـم
عرقوب ل يبلغ عرقوبه قلت :شعر فقلت :كل إنـه كـاذب
جيد ونثره جيد غاية ومن وقف على صدر المثال علم ذلك ،وتوفي في شهر
رمضان سنة ثماني عشرة وخمس مائة.
ابن شرام النحوي
أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة بن شرام الغساني أحد النحاة المشهورين
بالشام ،صحب أبا القاسم الزجاجي وأخذ عنه وكتب تصانيفه وكان جيد الخط
والضبط صحيح الكتابة ،سمع أبا بكر الخرائطي وابا الدحداح وأحمد بن محمد
بن إسماعيل التميمي وأحمد بن جعفر بن محمد الصيدلني وعبد الغافر بن
سلمة الحمصي وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي وأحمد بن محمد بن
سعيد بن فطيس والحسن بن حبيب الحضائري وغيرهم ،روى عنه رشا بن
نظيف وأحمد بن الحسن الطبال وغيرهما .توفي سنة سبع وثمانين وثلثا
مائة.
أبو الحسن العروضي
أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسن العروضي معلم أولد الراضي بالله،
كان أوحد الزمان في علم العروض حتى قال فيه أبو علي الفارسي وقد
احتاج إلى أن يستشهد ببيت قد تكلم لعيه في التقطيع :وقد كفانا أبو الحسن
العروضي الكلم في هذا الباب .ولقي ثعلبا وأخذ عنه وروى عنه أبو عبيدة
الله ابن المرزبان ،قال ياقوت في معجم الدباءا :نقلت من كتاب ألقه أبو
القاسم عبيد الله بن جرو السدي في العروض وكان الكتاب بخط أبي
الحسن السمسماني يقول فيه :وكان أبو الحسن العروضي عمل كتابا كبيرا
وحشاه بما قد ذكر أكثره ونقل كلم أبي إسحاق الزجاج وزاد فيه شيئا قليل
وضم إليه بابا في علم القوافي وذاك علم مفرد ولم أره كبير عمل ،ولو نسخ
كتاب أبي الحسن الخفش لكان أعذر عندي ،ثم ضم إليه بابا في استخراج
المعمى وهذا ل يتعلق بالعروض ،وضم إليه بابا في اليقاع وغيره به أحذق،
وخمته بقصيدة في العروض ولم يفد بها غير التكرير وكان ينبغي أن يوفي
صناعته حقها ول يخل بشيءا منها ول يتعرض إلى ما ضمه إليها ،انتهى .قلت:
ما أنصف أبو القاسم السدي أبا الحسن العروضي لن علم القافية له علقة
بالعروض كعلقة التصريف بالنحو لن كل علم منهما مستقل برأسه ،وأما
اليقاع فإنه أنسب بالعروض من غيره لن النقرات والضروب بمنزلة التفعيل،
ولذلك قال الرئيس ابن سيناءا :وواضع النحو والعروض في العربية يشبه
واضع المنطق والموسيقى في اليونانية ،ويقال إن الخليل إنما استنبط
العروض من سماعه وقع مطرقة بعض الصفارين .وأما المعمى فنعم ما له
علقة بالعروض ماسة.
اشكابه النحوي الضرير
أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن ميمون بن مروان السلمي الكفيف
النحوي أبو عمرو .قال ابن الفرضي :هو من أهل قرطبة ويقال له اشكابه،
سمع من قاسم بن أصبغ ومحمد بن محمد الخشني وغيرهما ،وكان صالحا
عفيفا أدب عند الرؤساءا والجلة من الملوك ،ومات سنة تسعين وثلثا مائة.
القرطبي من أولد بقي بن مخلد
أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحافظ
الكبير بقي بن مخلد بن يزيد أبو القاسم الندلسي القرطبي ،كان بصيرا
بالحكام دربا بالفتوى رأسا في معرفة الشروط وعللها ،أخذ الناس عنه،
وتوفي سنة اثنتين وثلثين وخمس مائة.
ابن الجسور القرطبي
أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحباب بن الجسور أبو عمر القرطبي
مولى بني أمية حدثا عنه الصاحبان وابن عبد البر وغيره وكان خيرا فاضل
عالي السناد مكثرا شاعرا توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة أيام
الطاعون.
ومن شعره......:
الحافظ الماليني
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله النصاري أبو سعد الهروي الماليني
الصوفي الصالح طاووس الفقراءا .قال الخطيب :كان ثقة مأمونا متيقنا
صالحا ،توفي سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
الحافظ البرقاني
أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر الخوارزمي البرقاني الحافظ
الفقيه الشافعي ،روى عن جماعة وروى عنه الصوري والبيهقي وأبو إسحاق
الشيرازي وغيرهم ،قال الخطيب :كان ثقة ورعا متدينا لم يكن في شيوخنا
أثبت منه عارفا بالفقه له حظ من العربية صنف مسندا ضمنه ما اشتمل
عليه صحيح البخاري وجميع حديث الثوري وشعبة وعبيد الله بن عمر وعبد
الملك بن عمير وبيان بن بشر ومطر الوراق وغيرهم ولم يقطع التصنيف
حتى مات .ولد سنة ست وثلثين .وسكن بغداذ ومات بها في أول يوم من
رجب سنة خمس وعشرين وأربع مائة.
القاضي الجرجاني
أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني أبو العباس قاضي البصرة ،قدم بغداذ
في شبابه وتفقه للشافعي وسمع بها الحديث من محمد بن محمد بن غيلن
وعلي ابن المحسن التنوخي والحسن بن علي الجوهري وهلل بن المحسن
بن الصابئ وعبيد الله بن علي الرقي وغيرهم ،وسمع بواسط من القاضي
أبي تمام علي ابن محمد بن الحسن .وكان فقيها فاضل أديبا كامل له النظم
المليح والنثر ،قدم بغداذ بعد علو سنه وحدثا بها وروى عنه أبو طاهر أحمد
بن الحسن الكرجي وأبو القاسم ابن السمرقندي .خرج إلى البصرة ومات
في الطريق سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة وله كتاب الدباءا أرود فيه نفائس
النظم والنثر .وكتاب الكنايات رأيته من أنفع الكتب يدل على مادة عظيمة
واطلع كثير وذكاءا ولطف ذوق ،وكنت قد عزمت على وضع كتاب مثله قبل
رؤيته فللما رأيته أعرضت عما كنت عزمت عليه ،ولكن أرجو أن أضع هذا
التصنيف إن قدر الله تعالى قلت :قد شرعت فيه وأرجو من الله إكماله وقد
سميته العناية بالكتابة .ومن شعره:ب
وأبهى بلد الله مرأى ترحلت عن بغداذ أيطب منـزل
ومخبرا
ترقرق ماءا العين ثم تـحـدرا وفارقت أقواما إذا ما ذكرتهـم
وأبلج في علم الشريعة فكم من أديب في معانيه بـارع
أزهرا
أكابد أحزانا تضيق بها أروح على برح الهموم وأغتدي
الثـرى
ول رسم دار بالثنية مقـفـرا ولم أبك ربع العامرية باللـوى
أؤمل أن ألقى صديقا فل أرى ولكنني أبكي مقامي بـبـلـدة
وقال يمدح الشيخ أبا إسحاق الشيرازي:
عبرات تجول بين الـمـآقـي للمحبين من حـذار الـفـراق
ن وسارت حداتها بـالـرفـاق فإذا ما استقلت العيس لـلـبـي
كانحدار الجمان في استهلت على الخدود انـحـدارا
التـسـاق
فهو يخفي من الهوى ما يلقي كم محب يرى التـجـلـد دينـا
د لساني من دمعه المـهـراق ازدهاره النوى فأعرب بالـوج
ن على الخـد آية وانحداره الدموع في موقف البي
الـعـشـاق
فضحته الدموع يوم الـفـراق هون الخطب لست أول صـب
قلت :شعر متوسط.
الزين كتاكت
أحمد بن محمد بن أحمد أبو العباس الندلسي الشبيلي المعروف بزين
الدين كتاكت المصري الواعظ المقرئ مولد بتنيس سنة خمس وست مائة.
توفي بالقاهرة سنة أربع وثمانين وست مائة ،وكان له معرفة بالدب .ومن
شعره:
واخل في ليلك مع بكر اكشف البرقع عن بكر العـقـار
العـقـار
غلطا ما بين هتـك واسـتـتـار وانهب العيش ودعه ينـقـضـي
فالبس الصبوة في خلع إن يكن شيخ خلعات الـصـبـا
الـعـذار
في هوى خمار كاسي لبس وارض بالعار وقل قـد لـذ لـي
عاري وقال:
والكل مذ سمعوا خطابك حضروا فمذ نظروا جمالك غابوا
طابوا
من خمر حبك طافت الكـواب فكأنهم فـي جـنة وعـلـيهـم
لقلوبنا الوهـاب والـنـهـاب يا سالب اللباب يا من حسـنـه
قد زخرفت والبعد عنك القرب منك لمن يحـبـك جـنة
عـذاب
بيت العذول على هواك خراب يا عامرا مني الفـؤاد بـحـبـه
فإذا سكرت فما علي أنت الذي ناولتني كأس الهـوى
عـتـاب
وأخذتني منـي فـأين أصـاب وتركتني في كـل دار هـائمـا
من حوله تتخطـف اللـبـاب وعلى النقا حرم لعـلـوة آمـن
نار لها بحشـاشـي إلـهـاب لفريقها كيف الوصـول ودونـه
وقال:
فل تلم عنك من ولى ظهرت كالشمس ل يقوى لها بصر
ول نظـرا
وكيف يقرأه من ل علـيك قـرا تريد تفهمنا حرفا وتـعـجـمـه
يكاد للؤها أن يخطف لكأس صرفك في يمنـاك بـارقة
البصـرا
عمن سقاك بأن يروي إن لم يروها فإن الكل قد قنـعـوا
لهم خبـرا وقال:
على الرواح واتصل النعيم أدارت خمرها الحداق سرا
وحي الكلم على البراعة ينزل ما ذاك إل أن مـا يأتـي بـه
بزغت شمسا ل ترضى غير صدره فلكا ،وانقادت معانيها طائعة ل تختار سواه
ملكا،وانتبذت بالعراءا ل تخشى إدراك الفكار ول تخاف دركا ،وندت شواردها
فل تقتنصها الخواطر ولو نصبت هدب الجفون شركا:
إن الحديث عن الـعـلـياءا فللفاضـل فـي عـلـيائهـا سـمـر
أسـمـار
يهدي أولي العزم وإن ضلوا وللبصـائر هـاد فـي فـضـائلـهـا
وإن حاروا
كأنـه عـلـم فـي رأسـه بادي البانة ل يخـفـى عـلـى أحـد
نـــار أعجب بها من كلم جاءات كغمام الظلل على سماءا النهار ،وسرت
كعليل النسيم في أندية الشجار ،وجليت محاسنها كلؤلؤ الطل على خدود
الزهار ،وتجلت كوجه الحسناءا في فلك الزرار ،فأحيتنا بذلك النفس
المعطار ،حيتنا بأحسن من كأسي لمى وعقار ،وآسي ريحان وعذار ،ولؤلؤي
حبب وثغر ،وعقيقي شفة وخمر ،وربيعي زهر ونهر ،وبديعي نظم ونثر ،ولم
أدر ما هي :أثغور ولئد ،أم شذور قلئد ،أم توريد خدود ،أم هيف قدود ،أم
نهود صدور ،أم عقود نحور ،أم بدور ائتلقت في أضوائها ،أم شموس أشرقت
في سمائها:
فحيرن أفكاري وشيبن جمعن شتيت الحسن من كل وجـهة
مـفـرقـي
وواصلها ذكري بحمـد وغازلها قلـبـي بـود مـحـقـق
مـصـدق
ولكن من يبصر جفونـك وما كنت عاشقا لـذات مـحـاسـن
يعـشـق
إلى البدر تسمو أم إلى ولم أدر واللفاظ مـنـهـا شـريفة
الشمس ترتقي إنما هي جملة إحسان يلقي الله الروح من أمره على قلبها،
أو روضة بيان تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ،أو ذات فضل اشتملت على
أدوات الفضائل ،وجنت ثمرات العلوم فأجنتها بالضحى والصائل ،أو نفس
زكت في صنيعها ،فنفث روح القدس في روعها ،فسلكت سبل البيان ذلل،
وعدمت مماثل فأصبحت في أبناءا المعالي مثل ،وسرت إلى حوز المعاني
فقسم لها واهب النعم أشرف القسام ،فجادت في النفاق ،ولم تمسك
خشية الملق ،وقيدت نفسها في طلق الطاعة فجاءاها توقيع التفضل على
الطلق:
إلى الفضل تعزى أم إلى أبن لي مغزاها أخا الفـهـم إنـهـا
المجد تنسب
بإبدائها عندي وصـدري هي الشمس إل أن فكرك مـشـرق
مـغـرب
فجاءات إلينا وهي عنقـاءا وقد أبدعت في فضلهـا وبـديعـهـا
مـغـرب
بما عجزت عنـه نـزار فأعرب عن كل الماني فصـيحـهـا
ويعـرب
عفا عن سناها بدر تـم ومذ أشرقت قبل التناهي بـأوجـهـا
وكـوكـب
فما ظنكم بالفضل تناهت علءا والـشـبـاب رداؤهـا
والـرأس أشـيب
فثغرك بسام الفـصـاحة لئن كان ثغري بالفصاحة بـاسـمـا
أشـنـب
فأنت إليها بالـحـقـيقة وإن ناسبتني بـالـمـجـاز بـلغة
تـنـسـب
لتؤكل حسنا بالضـمـير ومذ وردت سمعي وقلبـي فـإنـهـا
وتـشـرب
كما ناح في الغصن وإني لشدو إلى الورى بـبـيانـهـا
الحمام المطرب
بأني من قس الفصـاحة ويشهد أبـنـاءا الـبـيان إذا انـتـدوا
أخـطـب
كرام حوتهـم أول الـدهـر وإني لتدنيني إلى المـجـد عـصـبة
يثـرب
وفي على الضراءا حـر وإنـي إذا خـان الـزمـان وفـاءاه
مـجـرب
قضى لي بها في المدد إباءا أبت نـفـسـي سـواه وشـيمة
أصل مهذب
كما اهتز يوم الروع رمح ونفس أبت إل اهتزازا إلى العـلـى
ومقضـب
إليه المعالي خدن ولي نسب في الكرمين تـعـرفـت
والسيادة مـركـب
إذا احمر أفق بالمـجـرة تلقى عليه المطمعـون تـكـرمـا
مـجـدب
إلى العز بيت في العلءا من اليمنينـي الـذين سـمـا بـهـم
مطـنـب
وكوم عشار بالعـشـيات قروا تبعا بيض المواضي ضـحـاءاه
يهـضـب
له الغمد شرق والذوائب فرحله الجود العـمـيم ومـنـصـل
مـغـرب
وكان جيد الضبط وخطه معروف وله أجزاءا كثيرة يقول في آخر كل منها،
وهي أجزاءا كبار :كتبت جميع هذا الجزءا في الليلة الفلنية .وقال :أكتب إلى
قبيل الفجر ثم أنام .وكان كأنه شعلة نار في تحصيل الحديث ،وكان ابن
الكفاني شيخه يقوم له ويتلقاه ويعظمه وإذا خرج يشيعه .وكتب حتى عن من
كتب عنه ولم يزل يسمع إلى ليلة وفاته ،ولم يزل أمره يعظم بالسكندرية
حتى صار له عند ملوك مصر السم والجاه العريض والكلمة النافذة مع
مخالفته لهم في المذهب وقلة مبالته بهم في أمر الدين لعقله ودينه وحسن
مجالسته وأدب نفسه وتألفه الناس واعترافه بالحقوق وشكره لها وإرفاده
للوفاد وكان ل يكاد تبدو منه جفوة في حق أحد وإن بدأته بادرها حتى ل
ينفصل عنه أحد إل طيب القلب .وكان يجلس من أول المجلس إلى آخره ل
يبصق ول يتنخم ول يشرب ول يتورك في جلوسه ول يبدو له قدم وإن بدت
غطاها .وكان السلطان صلح الدين تحدثا هو وأخوه في مجلسه وهما
يسمعان عليه فزبرهما وقال :أيش هذا? نحن نقرأ أحاديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأنتما تتحدثان .وقصده الناس ورحلوا حتى السلطان صلح
الدين وأولده وإخوته .وتوفي ليلة الجمعة خامس شهر ربيع الخر سنة ست
وسبعين وخمس مائة بعد الزياة على المائة بسنين لن مولده بعيد السبعين
والربع مائة على خلف فيه لنه قال :أنا أذكر قتل نظام الملك في سنة
خمس وثمانين وكان عمري في حدود عشر سنين .وبنى له العادل علي بن
السلر أمير مصر مدرسة بالسكندرية .ولما مات وجدت خزائن كتبه قد
التصقت وعفنت لكثرتها فكانوا يستخلصونها بالفأس وتلف أكثرها .وارتحل
إليه ابن سناءا الملك المشهور وسمع عليه الحديث وامتدحه بقصيدة التي
أولها:
لفرقة أرض غاب عن حمد السرى وهي الحقيقة بـالـذم
أفقها نجمي منها:
وذلك رسمي إن وقفت نسيت سوى دار بكيت برسـمـهـا
على رسمي
فصيرت لثمي للوديعة وديعة مسك في ثراها وجـدتـهـا
كالـخـتـم
حلمت بجهلي أو جهلت على سنة العشاق أو بدعة الـهـوى
به حلمـي
كما أنني أيقظت حلمي ولكنني أنشرت فهمي من البـلـى
من الحلـم
وآض اعتزامي حين وأقبل نسكي حين ولت شبـيبـتـي
عاينه حزمي
إلى كعبة السلم أو علم فجئت إلى السكـنـدرية قـاصـدا
الـعـلـم
وخير إمام عـنـده خـير إلى خير دين عنده خـير مـرشـد
مـؤتـم
فل عدمت منـه أبـا أمة إلى أحمد المحيي شـريعة أحـمـد
المـي
فبورك مما زال يحمي كما حمى بدعـاءا أو هـمـى بـفـوائد
يهمـي
وذاك هلل يفضح البدر في تقوس تقويس الـهـلل تـهـجـدا
التـم
جدال فمن أقواله كوكب إذا ما شياطين الضـلل تـمـردت
الـرجـم
تقر له أن المفاخر في تكاد لديه العرب ،والفخر فخـرهـا
الـعـجـم
فل ذاق منه دهره فجـعة أبو الدهر عمرا واعتزاما ومنصبـا
الـيتـم وغزل هذه القصيدة في غاية الحسن.
وأما ابن قلقس السكندري الشاعر فأكثر مدائحه فيه .فمن ذلك قوله
قصيدة أولها:
وأغريت بي لم العذار قرنت بواو الصدغ صاد المقبـل
المسلسل منها:
منضرة الفنان في رأس يذبـل وهل أنـا إل نـبـعة يمـنـية
فأثمر منها كل فرع سقى أصلها النعمان ماءا مفاخر
بأفـضـل
أطال بها باعي يمين ومن كان صدر الدين أحمد شيخه
ومـقـول
فألبسه وصف الغر إمام لقيت الدهـر أدهـم دونـه
المحجـل
دعائمها فوق السماك أقام به الله الشريعة فاعـتـلـت
وتعتلـي
ويفتح من أعراضها كل يفسر من ألفاظها كل مـبـهـم
مقفـل
ليدرى صحيح سالم من وما كان لول أحمد دين أحـمـد
معلـل
بعنعنة رفعا ول بين مـرسـل ول عرفت حفاظه بين مسـنـد
مخايل برق العارض لسر العطايا في أسارير وجهـه
المتهلـل منها:
أحمد بن محمد بن أيوب أبو بكر الفارسي الواعظ المفسر نزيل نيسابور،
كان أتباعه ومريدوه كثيرين ،وعظ ببخارا فكثر جمعه وخاف الحنفية من
تغلبه ،وتوفي سنة أربع وستين وثلثا مائة.
?أبو جعفر النحاس النحوي
أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس أبو جعفر النحوي من أهل مصر ،رحل
إلى بغداذ وأخذ عن أصحاب المبرد وعن الخفش علي بن سليمان ونفطويه
والزجاج وغيرهم ثم عاد إلى مصر وسمع بها جماعة منهم أحمد بن محمد بن
سلمة الطحاوي والنسائي وبكر بن سهل الدمياطي ومحمد بن جعفر النباري
وسمع بالرملة من عبيد الله بن إبراهيم البغداذي وسمع ببغداذ من عمر بن
إسماعيل بن أبي غيلن وأبي القاسم عبد الله البغوي والحسين بن عمر ابن
أبي الحوصا وجماعة ،وقرأ كتاب سيبويه على الزجاج ببغداذ ولما عاد إلى
مصر اشتغل بالتصنيف في علوم القرآن والدب فيقال إن تصانيفه تزيد على
خمسين مصنفا منها :تفسيرعشرة دواوين للعرب .و إعراب القرآن و
معاني القرآن و الناسخ والمنسوخ .و الكافي في علم العربية .و المقنع
.ذكر فيه اختلف الكوفيين والبصريين .و شرح المعلقات .و شرح
المفضليات .و شرح أبيات الكتاب .كتاب الشتقاق .كتاب النواءا .
كتاش الشتقاق لسماءا الله تعالى .أخبار الشعراءا .أدب الكتاب .أدب
الملوك .التفاحة في النحو .ولم تكن له مشاهدة وإذا خل بقلمه جود
وأحسن .وكان ل ينكر أن يسأل أهل النظر والفقه ويفاتشهم عما أشكل عليه
في تصانيفه .قال قاضي القضاة بالندلس وهو المنذر بن سعيد البلوطي:
أتيت وابن النحاس في مجلسه بمصر يملي في أخبار الشعراءا شعر قيس
المجنون حيث يقول:
تبكي على نجد لعلي أعينها خليلي هل بالشام عين حزينة
مطوقة باتت وبات قرينهـا قد اسلمها الباكون إل حمامة
يكاد يدنيها من الرض لينها تجاوبها أخرى على خيزرانة
فقلت له :يا با جعفر ماذا أعزك الله باتا يصنعان? فقال لي :وكيف تقوله أنت
يا أندلسي? فقلت له :بانت وبان قرينها ،فسكت وما زال يستقلني بعد ذلك
حتى منعني كتاب العين ،وكنت ذهبت إلى النتساخ من نسخته ،فلما قطع
بي قيل لي :أين أنت عن أبي العباس ابن ولد? فقصدته فلبيت رجل كامل
العلم حسن المروءاة فسألته الكتاب فأخرجه إلي .ثم تندم أبو جعفر لما بلغه
إباحة أبي العباس الكتاب لي وعاد إلى ما كنت أعرفه منه .قال :وكان أبو
جعفر لئيم النفس شديد التقتير على نفسه وكان ربما وهبت له العمامة
فيقطعها ثلثا عمائم ،وكان يأبى شراءا حوائجه بنفسه ويتحامل فيها على أهل
معرفته .وحبب إلى الناس الخذ عنه وانتفع به خلق .جلس على درج
المقياس بالنيل يقطع شيئا بالعروض من الشعر فسمعه جاهل فقال :هذا
يسحر النيل حتى ل يزيد ،فدفعه برجله في النيل فمات غريقا سنة ثمان
وثلثين وثلثا مائة.
?أبو الحسين الشجاعي الشافعي
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن علي أبو الحسين الشجاعي النيسابوري
أمين مجلس القضاءا بنيسابور ،كان من ذوي الرأي الكامل ومن الشافعية
المتعصبين لمذهبه ،توفي في حدود التسعين والربع مائة.
?ابن طباطبا العلوي
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم
بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي الرئيس أبو القاسم
المصري نقيب الطالبيين بمصر له الشعر الجيد في الزهد والغزل مدون،
لقب طباطبا لنه كان يلثغ بالقاف طاءا فطلب يوما ثيابه فقال الغلم :أجيءا
بدراعة? فقال :ل طبا طبا ،يعني قبا قبا ،توفي سنة خمس وأربعين وثلثا
مائة .أورد له الثعالبي في اليتيمة :
وإني على ريب الزمان لواجد خليلي إن للثـريا لـحـاسـد
ويؤخذ مني مؤنسي وهو أيبقى جميعا شملها وهي سـتة
واحد ونسب إليه أيضا:
بالله صفه ول تنقـص ول قالت لطيف خيال زارني ومضى
تـزد
وقلت قف عن ورود الماءا فقال خفته لو مات مـن ظـمـأ
لم يرد
يا برد ذاك الذي قالت قالت صدقت الوفا في الحب شيمته
على كبدي ونسب إليه أيضا:
ووافت عشاءا وهي أنضاءا كأن نجوم الليل سارت نهـارهـا
أسفار
أحمد بن محمد بن الحسين بن علي الشيرازي الحاجي أبو بكر بن أبي عبد
الله .هو القاضي ناصح الدين الرجاني بتشديد الراءا والجيم المفتوحة كان
أحد أفاضل الزمان ،لطيف العبارة غواصا على المعاني ،إذا ظفر على المعنى
ل يدع فيه لمن بعده فضل ،كامل الوصاف ،قال أبو القاسم هبة الله بن
الفضل الشاعر :كان الغزي صاحب معنى ل لفظ ،وكان البيوردي صاحب
لفظ ل معنى،وكان القاضي أبو بكر الرجاني قد جمعهما ،أعني اللفظ
والمعنى .قال ابن الخشاب :المر كما قال :أشعارهم تصدق هذا الحكم إذا
تؤملت .كان في عنفوان شبابه بالمدرسة النظامية بأصبهان ولم يزل نائب
القاضي بعسكر مكرم وهو مبجل مكرم وهو من سمع وروى .ومن شعره:
في مثل هذا الشغل نائب ومن الـنـوائب أنـنـي
صبرا على هذي العجائب وكان ومن العـجـائب أن لـي
فقيها شاعرا ولذلك قال:
في العصر ل بل أشعر أنا أفقه الشعراءا غير مـدافـع
الفقهاءا وقدم بغداذ مرات ومدح المام المستظهر وسديد الدين ابن النباري
والعزيز عم العماد الكاتب ،ومن شعره وهو غريب:
خيالي لما لم يكن لي رثى لي وقد ساويته في نحوله
راحـم
وأوهمت إلفي أنه بي حالـم فدلس بي حتى طرقت مكانه
أنا ساهر في جفنه وهو نائم وبتنا ولم يشعر بنا الناس لـيلة
ومنه والثاني منه يقرأ مقلوبا:
لصاحبه وباطنه سـلـيم أحب المرءا ظاهره جميل
وهل كل مودتـه تـدوم ومن مودته تدوم لكـل هـول
قصائده الطنانة:
وهن من الحواجب في سهام نواظر تصمـي الـرمـايا
حـنـايا
حناياها وقد أصمـت حـشـايا ومن عجب سهام لـم تـفـارق
رميت فلم يصب سهمي سـوايا نهيتك أن تناضـلـهـا فـإنـي
فدل على مقاتلـي الـخـفـايا جعلت طليعتي طرفي سفـاهـا
إذا ما الجيش خانتـه الـرمـايا وهل يحمى حـريم مـن عـدو
أشن به علـى وجـدي ويوم عرضت جيش الصبر حتى
سـرايا
فخلينا القـلـوب لـهـا درايا هززن من القدود لنا رمـاحـا
فكان سوى مدامعي وأبكى العين شتى مـن عـيون
الـبـكـايا
أطار القلب من حرق ولي نفس إذا ما امتـد شـوقـا
شظـايا
ويظهر من سرائري الخـبـايا ودمع ينصر الواشين ظـلـمـا
وأين من الدمى عدل ومحتكم على العـشـاق جـورا
القضـايا
ونور القحوان من الـثـنـايا يريك بوجنتيه الـورد غـضـا
لتلعم كم خبـايا فـي الـزوايا تأمل منه تحت الـصـدغ خـال
فلوم العاشقين من الـخـطـايا ول تلم الـمـتـيم فـي هـواه
أثرت به على قـلـبـي بـليا خطبت وصاله الممنوع حـتـى
وعذب مهجتي هـجـرا ونـايا فأرق مقلتـي وجـدا وشـوقـا
وفي ضعف الملوك أذى وأتعب سائري إذ رق قـلـبـي
الرعايا
نزعت عن الصبـا إل بـقـايا تغنم صحبتـي يا صـاح إنـي
لقوك بـأكـبـد البـل البـايا وخالف من تنسك مـن رجـال
أنا ابن جل وطلع الـثـنـايا ول تسلك سوى طرقي فـإنـي
فإنا سوف تدركنـا الـمـنـايا وقم نأخذ من الـلـذات حـظـا
فآبوا بالنهـاب وبـالـسـبـايا وساعد زمرة ركـنـوا إلـيهـا
لك المرباع منها والـصـفـايا وأهد إلى الوزير المدح يجعـل
ألستم خير من ركب المـطـايا وقـل لـلـسـائرين إلـى ذراه
قلت :ل يخفى على من له ذوق حسن هذا التضمين الذي في هذه البيات.
وله قصيدة يصف فيها الشمعة أحسن فيها كل الحسان كل الحسان وقد
استغرق سائر الصفات ولم يكد يخلي لمن بعده فضل كما فعل ابن الرومي
في قصيدته القافية في وصف السوداءا ،وقصيدة الرجاني:
وأطلعت قلبها للناس من فيها نمت بأسرار ليل كان يخفيها
صفحة 1010 :
أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ أبو الطيب الشافعي ،كان إماما مقدما
في معرفة الفقه واللغة ،أدرك السانيد العالية وصنف في الحديث وأمسك
عن الرواية بعد أن عمر .كان من أئمة الشافعية ،توفي سنة سبع وثلثين
وثلثا مائة ،وكان يعرف بالصعلوكي النيسابوري ،وهو عم الستاذ أبي سهل.
??ابن الصلح الطبيب
أحمد بن محمد بن السري نجم الدين أبو الفتح المعروف بابن الصلح ،كان
فاضل في العلوم الحكمية جيد المعرفة مطلعا على دقائقها فصيح اللسان
مليح التصنيف متميزا في صناعة الطب ،وكان عجميا أصله من همذان ،أقام
ببغداذ واستدعاه حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق إليه وأكرمه غاية
الكرام وبقي في صحبته مدة ثم توجه إلى دمشق ولم يزل بها مقيما إلى أن
توفي في نيف وأربعين وخمس مائة .وكان ابن الصلح قد استعمل شمشكا
بغداذيا وسأل عن صانع مجيد فدل على رجل يقال له سعدان السكاف
فاستعمل الشمشك عنده ولما فرغ منه بعد مدة وجده ضيق الصدر زائد
الطول رديءا الصنعة فبقي في أكثر الوقات يستعيبه ويستقبحه ويلوم الذي
استعمله ،وبلغ ذلك الشيخ أبا الحكم المتطبب ،فقال على لسانه هذه
القصيدة على سبيل المجون:
وأمري عجيب شرحه مصابي مصاب تاه في وصفه عقلي
يا أبا الفضـل
وما قد لقيت في دمشق أثبك ما بي مـن أسـى وصـبـابة
مـن الـذل
على أنني حوشيت في العلم قدمت إليها جـاهـل بـأمـورهـا
من جهل
عليه زمان ليس يحمد وقد كان في رجلي شمشك فخاننـي
فـي فـعـل
وهيهات أن ألقاه في فقلت عسى أن يخلف الدهر مثـلـه
الحزن والسهل
فلله ما لقيت مـن ذلـك ولحقنـي نـذل دهـيت بـقـربـه
الـنـذل
تحوز بها شكرا مبرا على فقلت له يا سعد جـد لـي بـحـاجة
مثـلـي
من الدم المدبوغ بحقي عسى تستنخب اليوم قـطـعة
بالعفص والـخـل
على كل إنسان يرى فقال على رأسي ،وحـقـك واجـب
مذهب العقـل
وسوفني شهرين بالفع فناولته في الحال عشرين درهـمـا
والـمـطـل
وقلت ترى سعدان أنجز فلما قضى الرحمن لـي بـنـجـازه
لي شغلـي
بكعب غدا حتفا على أتى بشمشك ضيق الصدر أحـنـف
الكعب والرجل
أضيف إلى فعل شبيه بـه وبشتيكه بشـتـيك سـوءا مـقـارب
فـسـل
ويعيي ذوي الرباب بشكل على الذهان يعـسـر حـلـه
والعقد والحـل
ووجه إلى القطب وكعب إلى القطب الشمالـي مـائل
الجنوبي مستعلـي
ولكن فساد شاع في وما كان في هنـدامـه لـي صـحة
الفرع والصـل
فجزءا إلى علو وجزءا إلى موازاة خطي جانبـيه تـخـالـفـا
سـفـل
لعمرك أن يأتي الشمشك بوصل ضروري وقد كان ممـكـنـا
بل وصـل
فل ينتج الشرطي منه ول وفيه اختلل مـن قـياس مـركـب
الحملـي
أصون به رجلي فل كان فل شكله القطـاع مـمـا يلـيق أن
من شكـل
يحد له نوع إذا جيءا ول جـنـس إيسـاغـويه بـين ول
بـالـفـصـل
فقل أي شيءا عن فساد طرا في شكله عـنـد كـونـه
مقابحه يسـلـي
فأعوزنا منه الخروج إلى وقـد كـان فـيه قـوة لـمـرادنـا
الفـعـل
ولكن سلبت الحسن في ولو كان معدول الكمال احتمـلـتـه
الجزءا والكل
وعدل قضايا جاءا من فيا لك من إيجاب ما الصدق سلـبـه
غير ذي عدل
فجوهركم والكيف والكم وما عازني فيه اخـتـلل مـقـولة
في خـبـل
وأي قياس ليس فـيه وأي القضايا لم يبن فـيه كـذبـهـا
بـمـعـتـل
تجانسه ثم الضـروري لقد أعوز البرهـان مـنـه شـرائط
والـكـلـي
كملتفت يبدي انحرافا إذا خط في شمس فمخروط بـاشـه
إلـى الـظـل
مع فيها في غير ما قيل فيها هي دار السلم حسب فل مط
ومنه:
أنسيت لول سؤالكم خبره ل تسألوني عن الرقاد فقد
فهي إلى الن منه معتذره ومنه مر بعيني مذ برهة غلطـا
في قوس بندق:
جمعا بطني وظهـري أنا مـن بـر وبـحـر
ت إلى الرواح يسري لي عين دمعها الـمـو
طالع في كـف بـدر توفي سنة إحدى غير أنـي كـهــلل
وخمسين وخمس مائة وكان محارفا.
أبو الفضل المقرئ
أحمد بن محمد بن شنيف بن محمد أبو الفضل المقرئ البغداذي ،قرأ
بالروايات على أحمد بن علي بن سوار وثابت بن بندار البقال ومحمد بن
أحمد الخياط وغيرهم ،وتفقه لبن حنبل وحصل منه طرفا صالحا ،وسمع
الحديث من محمد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز ومحمد بن سعيد بن
نبهان ويحيى بن عبد الوهاب بن مندة الصبهاني وغيرهم ،وتوفي سنة ثمان
وستين وخمس مائة.
الوائلي
أحمد بن محمد بن شراعة بن ثعلبة الوائلي .قال صاحب الغاني :كان
شاعرا جيد الشعر جزله كالبدوي في مذهبه ،وكان جوادا ل يسأل ما يقدر
عليه إل يسمح به ،وقف عليه سائل يوما فرمى إليه بنعله وانصرف حافيا
وعثر فدميت إصبعه فقال:
وإن نقبت نعلي أو حفيت أل ل أبالي في العلى مـا لـقـيتـه
رجلـي
من الرجل تدمى في فلم تر عيني قط أحسن مـنـظـرا
المواساة والبذل
إذا بقيت عندي السراويل ولست أبالي من تـأوب مـنـزلـي
أو نعلـي وبلغه أن أخاه قال إن أخي مجنون قد أفقرنا ونفسه فقال:
شديد شحوب اللون أإن كنت في الفتيان ألـوثا سـيدا
مختلف العصب
وما المرءا ا باللسان أو فما لك من مولك إل حـفـاظـه
الـقـلـب
مكارهه والصاحبان سما الصغران الذائدان عن الفتـى
على الخطب
أفك عن العاني وأصبر في فإل أطق سعي الكـرام فـإنـنـي
الحرب وله في هذا النموذج كثير .وقصد الحسن بن رجاءا فصادف على بابه
دعبل وجماعة من الشعراءا وقد اعتل عليهم بدين لزمه ومصادرة فكتب إليه:
على المقام بأبواب المال والعقل شيءا يستـعـان بـه
الـسـلطـين
إذا تأملتني يا ابـن وأنت تعلم أني منهـمـا عـطـل
الـدهـاقـين
سواك يصلح لـلـدنـيا هل تعلم اليوم في الهواز من رجل
ولـلـدين فوعده وعدا ثم تدافع ،فكتب إليه:
من فراقي للطيلسان الملـيح أذنت جنتـي بـأمـر قـبـيح
أي شيءا يعـيش إل بـروح أنت روح الهواز يا ابن رجاءا
فأذن للجماعة وقضى حوائجهم .وكان بينه وبين قوم من بني عمه وحشة
فصالحوه ثم دعوه إلى وليمة فأنف من طعامهم وقال :أمثلي يخرج من
ضرام إلى طعام ،ومن شتيمة إلى وليمة ،وما لي ولكم مثل إل قول
الملتمس:
وإل فإنا نحن آبى وأشمس فإن تقبلوا بالود نقبل بمثله
الجزءا الثامن
رب أعن
المرزوقي
أحمد بن محمد بن الحسن أبو علي المرزوقي ،من أهل أصبهان ،كان غاية
في الذكاءا والفطنة حسن التصنيف وإقامة الحجج وحسن الختيار ،وتصانيفه
ل مزيد عليها في الجودة .مات فيما ذكره يحيى بن منده في ذي الحجة سنة
إحدى وعشرين وأربعمائة قال :وكنب عنه سعيد البقال وأخرجه في معجمه
وكان قد قرأ سيبويه على أبي علي الفارسي وتتلمذ له بعد أن كان رأسا
بنفسه وله من الكتب كتاب شرح الحماسة وجوده .وشرح المفضليات.
وشرح الفصيح وشرح أشعار هذيل وكتاب الزمنة وشرح الموجز.وكتاب شرح
نحو .قال الصاحب ابن عباد :فاز بالعلم من أصبهان ثلثة :حائك وحلج
وإسكاف فالحائك هو المرزوقي والحلج أبو منصور بن ماشذه والسكاف أبو
عبد الله الخطيب بالري صاحب التصانيف في اللغة.
كان معلم أولد بني بويه بأصبهان ،دخل عليه الصاحب ابن عباد فما قام له
فلما أفضت إليه الوزارة جفاه.
????????الخلل الوراق الكاتب
أحمد بن محمد بن إسحاق ابن أبي حميضة يعرف بالحرمي ابن أبي العلءا
أبو عبد الله من أهل مكة ،سكن بغداذ .ذكره الخطيب فقال :مات سنة سبع
عشرة وثلثمائة؛ وكان كاتب أبي عمر محمد بن يوسف القاضي وحدثا عن
الزبير بن بكار بكتاب النسب وغيره وروى عنه أبو حفص ابن شاهين وأبو
عمر ابن حيويه وأكثر عنه أبو الفرج علي بن الحسين الصبهاني وغيره.
????????الطحاوي الحنفي
أحمد بن محمد بن سلمة بن عبد الملك أبو جعفر الزدي الحجري الطحاوي
بالطاءا المهملة والحاءا المهملة وبعد اللف واو -نسبة إلى طحا ،قرية بصعيد
مصر ،الحنفي الحافظ المحدثا أحد العلم .سمع جماعة وخرج إلى الشام
سنة ثمان وستين فلقي قاضيها أبا خازم فتفقه به وبغيره ،وكان ثقة نبيل ثبتا
فقيها عاقل لم يتخلف بعده مثله .قال أبو إسحاق الشيرازي :انتهت إليه
رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر ،وكان شافعيا يقرأ على المزني فقال له
يوما :والله ل جاءا منك خير ،فغضب من ذلك وانتقل إلى ابن أبي عمران،
فلما صنف مختصرة قال :رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيا لكفر عن يمينه.
ومن نظر في تصانيفه علم محله ومعرفته؛ وناب في القضاءا عن أبي عبيد
الله محمد بن عبدة وصنف اختلف العلماءا ،والشروط ،وأحكام القرآن،
ومعاني الثار ،وله تاريخ كبير وكان المزني خاله .توفي سنة إحدى وعشرين
وثلثمائة .وقيل له :لم انتقلت إلى مذهب أبي حنيفة? قال :لني كنت أرى
المزني يديم النظر فيها.
????????ابن عبد ربه
أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم ،مولى هشام بن
عبد الرحمن بن معاوية الموي .مولده سنة ست وأربعين ومائتين ،وتوفي
سنة ثمان وعشرين وثلثمائة عن إحدى وثمانين سنة وثمانية أشهر وثمانية
أيام؛ كنيته أبو عمر .قال الحميدي :من أهل العلم والدب والشعر وهو صاحب
كتاب العقد في الخبار ،مقسم على عدة فنون وسمى كل باب منه على
نظم العقد كالواسطة والزبرجدة والياقوتة والزمردة وما أشبه ذلك .وبلغني
أن الصاحب ابن عباد سمع بكتاب العقد فحرصا حتى حصله فلما تأمله قال:
هذه بضاعتنا ردت إلينا ،ظننت أن هذا الكتاب يشتمل على شيءا من أخبار
بلدهم وإنما هو مشتمل على أخبار بلدنا ل حادة لنا فيه ،فرده .قال
الحميدي :وشعره كثير مجموع رأيت منه نيفا وعشرين جزءاا من جملة ما
جمع للحكم بن عبد الرحمن الناصر الموي ،وبعضها بخطه .وكانت له بالعلم
جللة وبالدب رئاسة وشهر مع ديانته وصيانته واتفقت له أيام وليات للعلم
فيها نفاق ،فساد بعد الخمول وأثرى بعد فقر ،إل أنه غلب عليه الشعر .ويقال
أنه أول من نظم الموشحات بالمغرب .وقسم كتاب العقد على خمس
وعشرين كتابا كل منها جزءاان فجاءا خمسون جزءاا كل كتاب باسم جوهرة،
فأولها اللؤلؤة في السلطان .الفريدة في الحروب .الزبرجدة في الجواد.
الجمانة في الوفود .المرجانة في مخاطبة الملوك .الياقوتة في العلم والدب.
الجوهرة في المثال .الزمردة في المواعظ .الدرة في النوادب والمراثي.
اليتيمة في النساب .العسجدة في كلم العرب المجنبة في الجوبة.
الواسطة في الخطب .المجنبة الثانية في التوقيعات والفصول والصدور
وأخبار الكتبة .العسجدة الثانية في الخلفاءا وأيامهم .اليتيمة الثانية في أخبار
زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة.الدرة الثانية في فضائل الشعر و مقاطعه
ومخارجه الجوهرة الثانية في أعاريض الشعر ،وعلل القوافي .الياقوتة الثانية
في علم اللحان واختلف الناس فيه .المرجانة الثانية في النساءا وصفاتهن.
الجمانة الثانية في المتنبئين والمرورين والطفيليين .الزبرجدة الثانية في
النتف والهدايا والتحف والفكاهات والملح .الفريدة الثانية في الهيئات
واللباس والطعام والشراب .اللؤلؤة الثانية في طبائع النسان وسائر الحيوان
وتفاضل البلدان.
وله أشعار سماها الممحصات وذلك أنه نقض كل قطعة قالها في صباه
وغزله بقطعة في المواعظ والزهد ،من ذلك:
إذا اخضر منها جانب جف أل إنما الـدنـيا غـضـارة أيكة
جانب
عليها ول اللذات إل مـصـائب هي الدار ما المال إل فـجـائع
وقرت عيون دمعها الن وكم سخنت بالمس عين قـريرة
ساكب
على ذاهب منها فإنك ذاهب فل تكتحل عيناك منها بعبرة
ومن شعره:
خطين هاجا لوعة وبـلبـل يا ذا الذي خط العذار بوجهـه
حتى لبست بعارضيك حمائل ما صح عندي أن لحظك صارم
قال ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين :أخذه البهاءا أسعد السنجاري
فقال:
ما كنت قبل عذاره بحمائل يا سيف مقلته كملت ملحة
ومن شعر ابن عبد ربه:
برد الشباب طوين عنك وصال إن الغواني إن رأينـك طـاويا
نسب يزيدك عندهن خـبـال وإذا دعونك عمـهـن فـإنـه
وقال في المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الموي من أبيات:
شرفت بلد الندلس بالمنذر بن محـمـد
والوحش فيها قد أنس قال الوزير فالطير فيها سـاكـن
المغربي في كتاب أدب الخواصا :وشقت هذه القصيدة عند انتشارها على
المعز أبي تميم معد ،وساءاه ما تضمنته من الكذب والتمويه إلى أن عارضها
شاعره اليادي بأبيات أولها:
واعتاض من نطق خرس ولبن عبد ربـع لـمـية قـد درس
ربه:
ما لم يصدقه رغاءا بـعـير نعق الغراب فقلت أكذب طائر
قال ابن خلكان :وفيه التفات إلى قول بعضهم:
ول زال منها ظالـع لهن الوجى لم كن عونا على النوى
وحـسـير
ول الشـؤم إل نـاقة وما الشؤم في نعق الغراب ونعبه
وبـعـير قلت :والتفات إلى قول الخر:
د اللـه إل البـل ما فرق الحباب بع
ل ناقة وجـمـل وحام على هذا أبو وما غراب البـين إ
الطيب فقال:
عفاها من حدا بهم وساقا وهو وما عفت الرياح لهم محل
كثير.
ولبن عبد ربه أيضا:
ورشا بتقطيع القلوب رفيقا يا لؤلؤا يسبي العقول أنيقـا
درا يعود من الحياءا عقيقـا ما إن رأيت ول سمعت بمثله
وقال وهو آخر ما قاله:
وصرفان لليام معتـوران بليت وأبلتني الليالي بكرهـا
وعشر أتت من بعدها سنتان ومالي ل أبلى لسبعين حجة
وأصابه الفالج قبل وفاته بأعوام.
وكان ابن عبد ربه صديقا لبي محمد يحيى القلفاط الشاعر ثم فسد ما
بينهما وتهاجيا ،وكان السبب في ذلك أن ابن عبد ربه مر به يوما وكان في
مشيه اضطراب فقال :أبا عمر ما علمت أنك آدر إل اليوم لما رأيت مشيك،
فقال له ابن عبد ربه :كذبتك عرسك أبا محمد؛ فعز على القلفاط كلمه وقال
له :أتتعرض للحرم? والله لرينك كيف الهجاءا .ثم صنع فيه قصيدة أولها:
فودعيني سرا من أبي يا عرس أحمد إني مزمع سفرا
عمـرا ثم تهاجيا بعد ذلك؛ وكان القلفاط يلقبه بطلس لنه كان أطلس اللحية
ويسمى كتاب العقد حبل الثوم ،فاتفق اجتماعها يوما عند بعض الوزراءا فقال
الوزير للقلفاط :كيف حالك اليوم مع أبي عمر? فقال مرتجل:
وكنت في قعدد أبنـائه فبدر ابن حال طلس لي عن رائه
عبد ربه وقال:
فقد سقى أمك من مائه فانقطع إن كنت في قعدد أبنائه
القلفاط خجل.
????????الصوفي
أحمد بن محمد ن دست دادا شيخ الشيوخ النيسابوري الصوفي الزاهد؛
صحب الزاهد أبا سعيد فضل الله أبن أبي الخير الميهني ،وتوفي سنة تسع
وسبعين وأربعمائة.
????????ابن مختار النحوي
أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطي أبو علي النحوي العدل ابن
أخي أبي الفتح محمد بن محمد بن جعفر بن مختار النحوي؛ مات بعد
الخمسمائة وله عقب بواسط فيما ذكره ياقوت .أخذ النحو عن أبي غالب ابن
بشران ،وكان منزله مؤلفا لهل العلم ،وكان من الشهود المعدلين ،وكان
طحانا .دخل في بعض الوقات عسكر العاجم ونهبوا قطعة من واسط ونهبوا
دكانه ونزلوا داره .قال الشريف عبد الوهاب ابن أبي غالب عن الشريف أبي
العلءا ابن التقي :فدخلت معه إليهم نستعطفهم أن يردوا عليه بعض ما أخذوا
له ،فلم نر لذلك وجها فخرجنا وهو يقول:
مجر عوالينا ومجرى السوابق تذكرت ما بين العذيب وبارق
ثم التفت إلي وقال ما العامل في الظرف في هذا البيت? فقلت له :يا
سيدي ما أشغلك ما أنت فيه عن النحو والنظر? فقال :يا بني ما يفيدني إذا
حزنت? ومن شعره ،أنشده الحافظ السلفي:
ستر التواضع جهله كم جاهل متواضـع
هدم التكبر فضلـه ومميز في علـمـه
ت ول تصاحب أهله فدع التكبر ما حـيي
أبدا يقبح فـعـلـه ????????ابن فالكبر عيب للفـتـى
الطحان الستيتي
أحمد بن محمد بن سلمة بن عبد الله أبو الحسين الستيتي الدمشقي الديب
المعروف بابن الطحان؛ روى عن خثيمة وأبي الطيب المتنبي الشاعروأبي
القاسم الزجاجي النحوي ،وكانت له أصول حسنة ،وهو من ولد ستيتة مولة
يزيد .توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة.
????????ابن سالم الصوفي
أحمد بن محمد بن سالم أبو الحسن البصري الصوفي ابن الصوفي المتكلم
صاحب المقالة السالمية .له أحوال ومجاهدة وأتباع ومحبون وهو شيخ أهل
البصرة في زمانه ،عمر دهرا وأدرك سهل بن عبد الله التستري ،أخذ عنه
وبقي إلى الستين والثلثمائة.
???????? قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى
أحمد بن محمد بن سالم ابن أبي المواهب الحافظ بن صصرى الشيخ المام
العالم قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس الربعي التغلبي الدمشقي
الشافعي قاضي قضاة الشام .ولد سنة خمس وخمسين وحضر على الرشيد
العطار في سنة تسع والنجيب عبد الطيف .وسمع بدمشق من ابن عبد الدايم
وابن أبي اليسر وجده لمه المسلم بن علن وتفقه على الشيخ تاج الدين
ودخل ديوان النشاءا ونظم ونثر وشارك في فنون .وكان فصيح العبارة قادرا
على الحفظ يحفظه أربعة دروس :درسا للغزالية ودرسا للعادلية ودرسا
للناصرية ودرسا للتابكية؛ وكان طويل الروح مسالما محسنا إلى من أساءا
إليه ،بلغه أن الشيخ صدر الدين نظم فيه بليقة فتحيل إلى أن وقعت بخطه
في يده فتركها عنده إلى أن قيل له يوما :إن الشيخ صدر الدين بالباب،
فقال :يدخل ،ووضع تلك الورقة مفتوحة على مصله قد أمه فرآها الشيخ
صدر الدين وعلم أنها خطه ،ولم يزل القاضي إلى أن تحقق أن صدر الدين
رأى الورقة وعرفها ،فقال للطواشي :أحضر للشيخ ما عندك ،فأحضر له
بقجة قماش بزبكند وبدلة وشاش وصرة فيها ستمائة أو خمسمائة درهم،
على ما قيل ،وقال هذه جائزة تلك البلقية .وكان يوما قد توجه مغلسا إلى
صلة الصبح بالجامع ،فلما كان في الخضراءا ضربه إنسان بمطرق كبير رماه
إلى الرض وظنه مات ،فلما أفاق حضر إلى بيته وكان يقول :أعرفه وما
أذكره لحد.
وأخبرني من لفظه الشيخ نجم الدين الصفدي رحمه الله قال :تراهنا فيما
بين الموقعين على أن أحدنا يسبقه بالسلم فلم نقدر على ذلك .وكان سريع
الكتابة ،قيل لي إنه كتب في يوم خمس كراريس ،وكان ينطوي على دين
وتعبد وله أموال وخدم ومماليك وهو من بيت حشمة .وقيل لي إنه قال يوما
للشيخ صدر الدين وغيره :فرق ما بيننا أنني اشتغلت على الشمع الكافوري
وأنتم على قناديل المدارس .وكان اشتغل بمصر عاى الصبهاني في أصول
الفقه ودرس بالعادلية الصغرى وبالمينية ثم بالغزالية مع قضاءا العسكر
ومشيخة الشيوخ بالشام وولي القضاءا سنة اثنتين وسبعمائة إلى أن مات.
وأذن لجماعة في الفتوى .وخرج له الشيخ صلح الدين العلئي مشيخة
فأجازه عليها بجملة .وقيل إنه لم يقدر أحد يدلس عليه قضية ول يشهد زورا.
وكان متحريا في أحكامه بصيرا بقضاياها ولم أسمع عنه أنه ارتشى في
حكومة .وتوفي بعد تعلل أصابه ببستانه فجاءاة في نصف شهر ربيع الول سنة
ثلثا وعشرين وسبعمائة.
وكان موته مفتاحا لموت رؤساءا دمشق وعلمائها .ورثاه شعراءا ،ورثاه
المرحوم شهاب الدين محمود .ولشعراءا زمانه فيه مدائح كثيرة .وكان
القاضي شهاب الدين محمود كتب للمير علم الدين سنجر الدواداري يهنئه
بفتح طرابلس ويذكر جراحة أصابته بقصيدة أولها:
والفخر إل إذا زان ما الحرب ال الذي تدمى به اللمم
الوجـوه دم
حد السيوف ول يثنى لـه ول ثبات لمن لم تلق جبـهـتـه
قـدم فكتب الجواب قاضي القضاة نجم الدين:
فجل قدرا وجلت عندي وافى كتابك فيه الفضل والكرم
النعم
وكان خشن الملبس شظف العيش مطرح الكلفة يلبس البابوج الذي يلبسه
الصوفية ويلف الطول المقفص السكندراني والقماش القصير ،وكان حلو
المعاشرة ألف به القاضي فخر الدين ناظر الجيش واستكتبه في باب
السلطان .ولما توفي فخر الدين رجع إلى الشام كاتب إنشاءا ،واختلط قبل
موته بسنتين .وكان مولده قبل مولد أخيه علءا الدين بشهور سنة إحدى
وخمسين تقريبا بمكة ،ووفاته بعد أخيه بشهور سنة سبع وثلثين وسبعمائة،
وكان يقول دائما :زاحمني أخي علي في كل شيءا حتى قي لبن أمي .ومات
وله ست وثمانون سنة تقريبا .وسمع من ابن عبد الدايم وقرأ على ابن مالك
وعرض عليه العمدة وبعده على ولده بدر الدين وعلى مجد الدين بن الظهير
الربلي وخرج له البرازالي مشيخة منهم ابن أبي اليسر وليوب الحمامي
والزين خالد وعبد الله بن يحيى ابن البانياسي ومحمد بن النشبي ويحيى بن
الناصح .وكان إذا أنشأ أطال فكره ونتف شعر ذقنه أو وضعه في فمه وقرضه
بثناياه .أنشدني من لفظه لنفسه:
إل بأن يمحن بالـعـشـق والله ما أدعو على هاجـري
منه وما قد تم في حـقـي حتى يرى مقدار ما قد جرى
وأنشدني من لفظه لنفسه:
مثل النضار نضاره يا حسنها من رياض
ريح العبير عبـاره وأنشدني من لفظه كالزهر زهرا وعنها
لنفسه:
بقوام يزري بخـوط الـبـان بأبي صائغ مليح الـتـثـنـي
لغزال بكفـه كـلـبـتـان أمسك الكلبتين يا صاح فاعجب
وأنشدني العلمة أثير الدين من لفظه ،قال أنشدني المذكور لنفسه بالقاهرة:
أضحى لقلبي به فتون طرفك هذا به فتـور
لله ما تفعل العـيون وأنشدني قد كنت لوله في أمان
بالسند المذكور له:
لولك ما علق الهوى بفـؤادي يا نازحا عنـي بـغـير بـعـاد
بك شاغل عن مقصدي أنت الذي أفردتني مني فـلـي
ومرادي
فيك السهاد فل وجدت سهرت بحبك مقلتي فحل لـهـا
رقـادي
أيام عمري ما نقضـت ورضيت ما ترضي فلو أقصيتني
ودادي
وجد الذي اهـديتـه أنت العزيز علي أن أشكو لك ال
لـفـؤادي ولشهاب الدين لبن غانم رحمه الله تعالى:
بل بحكم قضى به رمضان ما اعتكاف الفقيه أخذا بأجر
ن ول شك أنه شـيطـان وله هو شهر تغل فيه الشياطي
أيضا:
أتقنوها في غاية التـقـان أيها اللئمي لكلي كروشـا
وطني من عـلئم اليمـان ل تلمني على الكروش فحبي
قلت :هو والشيخ صدر الدين أخذا المعنى من النصير الحمامي حيث قال:
وهو أخو ذوق وفيه فطـن رأيت شخصا آكـل كـرشة
قلت من اليمان حب الوطن وقال ما زلت محبـا لـهـا
ولشهاب الدين ابن غانم أيضا:
بحين حين وإذ وافى تعجب الناس للبطيخ حين أتى
بطاعون
وليس يؤكل إل بالسكـاكـين وكيف ل يقطع العمار مقدمه
وله وقد أضافه الملك الكامل ولما خرج نسي عنده فرجية فطلبها فمطله بها
فكتب إليه:
في بيته سبع لـقـم يا ذا الذي أطعمنـي
هذا على الرطل بكم لما كان قراسنقر ورام أخذ جـبـتـي
نائبا بدمشق أمر أن يبيت كل ليلة بالقصر البلق واحد من الموقعين ،فنام
ليلة الشيخ نجم الدين حسن بن محمد الصفدي وكتب في حائط المكان الذي
يبيتون به:
فهي عندي مأمولة التوقيت عذبت ليلة المبيت بقلـبـي
فلما كانت الليلة الثانية نام شهاب الدين أحمد بن غانم ورأى البيت فكتب
تحته:
راح يثني خيرا على ليت شعري من بيت الشيخ حتى
التبـييت وكتب إلى قاضي قلعة الروم وكان اسمه مباركا وقد جاءاه ابن سماه
أنسا:
بالولد المبارك تهن يا مباركـا
لنه ابن مالكي وكتب إلى قاضي القضاة بمن سموه أنسا
جمال الدين بن واصل وقد أقعده عاقدا بحماة في مكتب فيه السيف علي بن
المغيزل:
????????ابن شاذان
أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان أبو مسعود الجلي
البزاز الحافظ .جال في العراق وخراسان وسمع الكثير وكتب بخطه وحصل
وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة ،قدم بغداذ في شبابه وذاكر بها .قال ابن
النجار :ولم أر له رواية عن البغداذيين فلعله لم يسمع بها شيئا ،وتوفي سنة
تسع وأربعين وأربعمائة.
????????ابن الحصين
أحمد بن محمد بن عبد الله بن المبارك المعروف بابن الحصين ،أبو الوفاءا
الكاتب؛ سمع الكثير بنفسه من محمد بن محمد بن علي الزينبي وعاصم بن
الحسن بن عاصم ومحمد بن علي ابن أبي عثمان الدقاق ونصر بن أحمد بن
البطر وغيرهم .وكتب بخطه كثيرا من الحديث والحكايات والناشيد وحدثا
باليسير؛ ومن شعره:
فلقد أتى بالـزور والـبـهـتـان من قال بالدنيا تـصـح ديانـتـي
دين ودنيا كـيف يجـتـمـعـان ضدان مفترقان في حـالـيهـمـا
قلبين ،كل مـن لـه لم يجعل الرحمن في جوف امرىءا
قـلـبـان? وقال :نظمت في المكتب:
وسادي ولم حرمت طيب شقيقة روحي لم خل من خـيالـك
وصالـك
وفي النوم أحلى ما بخلت بوصل في الحقـيقة يقـظة
بخلت بـذلـك
بغدر ولم تخطر وأسرفت في هجري وأخفرت ذمتي
عهودي ببـالـك
عن الرق يا روحي وحبك ألم أك عبـدا طـائعـا غـير زائل
مالكـي
إليه ولو ألقيته في ألم يك مهما تأمري القلب مسرعـا
الـمـهـالـك
عهدت وطرق الغدر شر ولـكـنـمـا اليام غـيرت الـذي
المسالك
لتفريق ذات البـين يا أم ولم يزل الدهر الخـؤون مـبـادرا
مـالـك
سوى بت حبل مكرها من وما كنت أخشى لليالي وصرفـهـا
حبالـك
سأنشد بيتا ضقت ذرعـا فأما وقد آيستني وقـطـعـتـنـي
بـذلـك
وقل لليالي اصنعي مـا فقل بعدها للدهر يأتي بـصـرفـه
بـدا لـك قلت :شعر متوسط.
توفي سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
????????ابن هارون العسكري
أحمد بن محمد بن عبد الله بن هارون أبو الحسين؛ قال ياقوت :أظنه من
عسكر مكرم لنه اعتنى بشرح مختصر محمد بن علي بن إسماعيل
المبرمان ،ثم قرأت في بعض المجموعات :تم رجلن إلى القاضي أبي أحمد
ابن أبي علن ،رحمه الله ،فادعى أحدهما على الخر شيئا فقال المدعى
عليه :ما له عندي حق ،فقال القاضي :من هذا? فقالوا :ابن هارون العسكري
النحوي ،فقال القاضي :فأعطه ما أقررت له به؛ قلت :يريد أن النحاة يعلمون
أن هذا ليس بنفي وإنما هو إثبات لن ما بمعنى الذي تقديره الذي له عندي
حق ،وليست ما نافية .له :البارع -شرح التلقين وشرح العيون وشرح
المجاري ،قال ياقوت :رأيت شرح التلقين بخطه ،وقد كتبه في رجب سنة
تسع وستين وثلثمائة.
????????الزردي اللغوي
أحمد بن محمد بن عبد الله الزردي اللغوي العلمة النيسابوري أبو عمرو
والزرد من قرى أسفرايين من رساتيق نيسابور-؛ ذكره الحاكم وقال :مات
أبو عمرو الزردي سنة ثمان وثلثين وثلثمائة في شعبان؛ قال :وكان واحدا
في هذه الديار بلغة وبراعة وتقدما في معرفة أصول الدب ،وكان رجل
ضعيف البنية مسقاما يركب حمارا ضعيفا ثم إذا تكلم يحير العلماءا في
براعته .سمع الكثير من أبي عبد الله محمد بن المسيب الرغياني وأبي عوانة
يعقوب بن إسحق وأقرانهما .قال الحاكم :سمعت الستاذ أبا عمرو الزردي
في منزلنا يقول :إن الله إذا فوض سياسة خلقه إلى واحد يخصه بها منهم
وفقه لسداد السيرة وأعانه بإلهامه من حيث رحمته تسع كل شيىءا .ولمثل
ذلك كان يقول ابن المقفع :تفقدوا كلم ملوككم إذ هم موفقون للحكمة
ميسرون للجابة فإن لم تحط به عقولكم في الحال فإن تحت كلمهم حيات
فواغر وبدائع جواهر .وكان بعضهم يقول :ليس لكلم سبيل أولى من قبول
ذلك فإن ألسنتهم ميازيب الحكمة والصابة.
????????ابن شيخ صاحب ثعلب السدي
أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عمير أبو الحسن ،أحد
أصحاب ثعلب .ذكره المرزباني في كتاب المقتبس .وقال ابن شيران في
تاريخه :في سنة عشرين وثلثمائة مات أبو بكر ابن أبي شيخ وكان محدثا
إخباريا .وله مصنفات .وقال ياقوت :ل أدري أهو هذا أم غيره فإن الزمان
واحد وكلهما إخباري والله أعلم ،ولعل ابن شيران غلط في جعله ابن أبي
شيخ وجعله أبا بكر والله اعلم.
حدثا المرزباني عن عبد الله بن يحيى العسكري قال :أنشدني أبو الحسن
أحمد بن محمد بن صالح بن شيخ بن عمير السدي لنفسه وكتب بها إلى
بعض إخوانه:
أمس لول مخافة التـثـقـيل كنت يا سيدي على التطـفـيل
ب إذا ما أتى بغـير رسـول وتذكرت دهشة القارع الـبـا
م ثقيل فقـدت كـل ثـقـيل وتخوفت أن أكون على القـو
في دخولي إليك أو في قفولي لو تراني وقد وقـفـت أروي
وهي من شهوة على التعجيل لرأيت العذراءا حين تـحـايى
وقال أبو الحسن :تركت النبيذ وأخبرت ثعلبا بتركه ثم لقيت محمد بن عبد
الله بن طاهر فسقاني فمررت على ثعلب وهو جالس على باب منزله عشيا
فلما رآني أتكفأ في مشيتي علم أني شارب فقام ليدخل منزله ثم وقف على
بابه فلما حاذيته وسلمت عليه أنشأ يقول:
حبت ابن سهلن صاحب فتكت من بعد ما نسكت وصـا
السقط
فالله يعفو عن زلة الـغـلـط إن كنت أحدثت زلة غـلـطـا
قال عمر بن بيان النماطي :سألت ثعلبا عن ابن سهلن صاحب السقط
فقال :أهل الطائف يسمون الخمار صاحب السقط.
ولبي الحسن قصيدة مزدوجة وصلها بقصيدة علي بن الجهم التي ذكر فيها
الخلفاءا ،وأول ما قاله أبو الحسن السدي:
فحار بيت ماله وجـنـده ثم تولى المستعين بـعـده
إحدى وخمسين برأي مبرم وذكر ثم أتى بغداذ في مـحـرم
قطعة من أخباره من بعده إلى المعتمد على الله.
????????أبو عمر الطلمنكي
أحمد بن محمد بن عبد الله ابن أبي عيسى لب بن أبو يحيى أبو عمر
المعافري الندلسي الطلمنكي-بفتح الطاءا المهملة واللم والميم وسكون
النون وبعدها كاف-المقرىءا نزيل قرطبة؛ صنف كتبا حسانا نافعة على
مذاهب السنة ظهر فيها علمه .كان ذا عناية تامة بالثر قديم الطلب عالي
السناد وكان سيفا مجردا على أهل الهواءا والبدع .قال ابن بشكوال :أخبرني
أبو القاسم إسماعيل ابن عيسى بن محمد بن بقي الحجاري عن أبيه قال:
خرج علينا أبو عمر الطلمنكي يوما ونحن نقرأ عليه فقال :اقرأوا وأكثروا
فإني ل أتجاوز هذا العام ،فقلنا له :ولم يرحمك الله? قال :رأيت البارحة في
منامي من ينشدني:
ترحمه السوقة والصيد اغتنموا البر بشيخ ثـوى
ليس له من بعده عـيد فتوفي قد ختم العمر بعيد مضى
في ذلك العام في ذيالحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة ????????السهلي
العروضي الشافعي
أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن مالك السهلي الديب أبو
الفضل العروضي الصفار الشافعي؛ ذكره عبد الغفار في السياق فقال :مات
بعد سنة ست عشرة وأربعمائة ومولده سنة أربع وثلثين وثلثمائة وهو شيخ
أهل الدب في عصره ،حدثا عن الصم والمكاري وأبي الفضل المزكي وأبي
منصور الزهري وأقرانهم ،وتخرج به جماعة من الئمة منهم علي بن أحمد
الواحدي وغيره .وذكره الثعالبي فقال :إمام في ألدب خنق التسعين في
خدمة الكتب وأنفق عمره على مطالعة العلوم وتدريس مؤدبي نيسابور
وإحراز الفضائل والمحاسن .وهو القائل في صباه:
فسل نجوم السعد ما حظـه أوفى على الديوان بدر الدجى
ولحظه أفتن أم لـفـظـه قال أخـده أمـلـح أم خـطـه
وأنشدني لنفسه:
أودعها الله قلب صـخـره لعزة الفـضة الـمـبـرة
بألـف كـد وألـف كـره حتى إذا النار أخرجـتـهـا
أقسى من الصخر ألف مره أودعها الـلـه كـف وغـد
????????أبو سهل القطان
أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد المحدثا أبو سهل القطان؛
بغداذي مشهور سمع وروى .قال الخطيب :كان صدوقا أديبا شاعرا راوية
للدب عن ثعلب ويميل إلى التشيع ،توفي سنة خمسين وثلثمائة.ومن شعره
????????قاضي الحرمين الحنفي
أحمد بن محمد بن عبد الله القاضي أبو الحسن النيسابوري الحنفي قاضي
الحرمين وشيخ الحنيفة في زمانه؛ ولي قضاءا الحرمين بضع عشرة سنة ثم
ولي قضاءا نيسابور .تفقه على أبي الحسن الكرخي وأبي طاهر ابن الدباس
وبرع في المذهب؛ توفي سنة إحدى وخمسين وثلثمائة.
???????? القاضي أبو الحسن ابن أبي الشوارب
أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب أبو الحسين الموي الفقيه ولي قضاءا القضاة بالعراق .قال
الخطيب :كان عفيفا نزها رئيا يقال أن المتوكل عرض القضاءا على محمد بن
عبد الملك فامتنع فيرى الناس أن بركته دخلت على ولده وولي القضاءا منهم
أربعة وعشرون قاضيا ثمانية منهم تقلدوا بغداد آخرهم أبو الحسن هذا توفي
سنة سبع عشرة وأربعمائة.
ابن ررا الواعظ
أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون أبو الحسين الصبهاني
الفقيه الواعظ المعروف بابن ررا-براءاين-والد أبي الخير إمام جامع أصبهان؛
كان غاليا في العتزال ،توفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
????????ابن النقور
أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور أبو الحسين البغداذي البزاز مسند
العراق في وقته .رحل الناس إليه من القطار وتفرد في الدنيا بنسخ رواها
البغوي عن أشياخه ،وكان متحريا فيما يرويه .روى عنه الخطيب وأبو بكر ابن
الخاضبة وجماعة؛ قال الخطيب :ثقة؛ وقال ابن خيرون :صدوق .وكان أبو
محمد التميمي يحضر مجلسه ويسمع منه ويقول :حديث ابن النقور سبيكة
الذهب ،وكان يأخذ على نسخة طالوت دينارا في إسماعه .توفي سنة سبعين
وأربعمائة.
???????? القاضي أبو الفضل الهاشمي
أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد أبو الفضل الهاشمي من ولد هارون
الرشيد؛ ولي القضاءا بسجستان وسمع الحديث وتأدب ،وله شعر؛ توفي سنة
تسع وثلثين وأربعمائة ،ومن شعره:
عدل وذو النصاف ليس قالوا اقتصد في الجود إنك منصف
يجـور
لهم لواءا في الندى مـنـشـور فأجبتهم اني سـللة مـعـشـر
جدي الرشيد وقبله المنـصـور تالله إني شـائد مـا قـد بـنـى
????????بدر الدين العباسي الحلبي
أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد الشريف أبو هاشم العباسي الحلبي
الشاعر بدر الدين من ذرية صالح بن علي الهاشمي المير عم المنصور؛ لم
يزل آباؤه بحلب منذ وليها صالح ،ولهم وقف عليهم وكان شاعرا مجودا ،توفي
في حدود سنة ثلثين وستمائة تقريبا؛ ومن شعره ????????الحافظ جمال
الدين الظاهري الحنفي
قال الوجيه :أن المذكور مشى معه من عكا إلى القدس حافيا .وتوفي
بدمشق رحمه الله تعالى سنة ثلثا وثمانين وستمائة.
????????شهاب الدين العسجدي
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد المحسن شهاب الدين
أبو العباس المعروف بالعسجدي؛ أديب محدثا فقيه فاضل ظريف حسن
الخلق يصحب المراءا وله دكان يشهد فيها عند مشهد الحسين بالقاهرة.
رأيته غير مرة واجتمعت به كثيرا وسمع بقراءاتي وسمعت بقراءاته كثيرا .له
معرفة بالكتب ومصنفيها وأيام الناس وطبقاتهم؛ له مشاركة جيدة في
العلوم .ومولده سنة ست وثمانين وستمائة .سمع أصحاب ابن علق والنجيب
وربما أدرك العز أخا النجيب وسمع من هذه الطبقة .وله اعتقاد عظيم في
الشيخ صدر الدين لنه خدمه ولزمه مدة مقامه بالقاهرة ،ويحكي عن معارفه
وعوارفه ويظن فيه أن الله ما خلق أفضل منه .ويكتب خطا رديئا .وكان
يكتب الطباق فإذا فرغ منها ألقاها من يده ،فيأخذها الشيخ فتح الدين ابن
سيد الناس رحمه الله تعالى ويتأملها فيجدها قد كتبها من أول الورقة إلى
آخرها فيقول :عجبا منك كونك لم تكتب بعض الحروف في الهواءا .من شعره
في مليح يسمى زبالة:
وغزال يفوق حسن الغـزالة يا هلل السـوالـف هـالـه
فلماذا يقـال عـنـك زبـالة أنت من جوهر الجمال مصوغ
وله أيضا فيما نظم أهل العصر فيه:
ويذيب قلب الصب طول وغزالة تسبي الغزالة في الضحى
مطالها
أذني لتستدعي لذيذ نطقت بسحر حللها فتصاممـت
مـقـالـهـا وله أيضا:
يحمل بازا حمل قفازه رأيته ممتطيا أشهـبـا
ولحظه أصيد من بازه وله أيضا: وطرفه أسبق من طرفه
مثل الهلل على القضيب وافى بشمعته وضوءا جـبـينـه
المائس
فاعجب لماءا فيه جذوة في خده مثل الذي فـي كـفـه
قـابـس وله أيضا:
ترك القلوب بأسرها في ومورد الوجنات نرجس لحظه
أسره
من ثغره وبياضه من نحـره وله حيا بنسـرين ذكـي عـرفـه
أيضا:
باللحظ مختلسا جنى هجرانـي لما جنيت الورد من وجنـاتـه
ما أجتنيه فسال من فتصعدت نار السى فاستقطرت
أجفـانـي ????????ابن دانكا الفقيه
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عمر الطبري الملقب بابن دنكا كان أحد
الفقهاءا أصحاب الرأي ذكره أبو بكر الخطيب في الكنى ولم يسمه توفي سنة
أربعين وثلثمائة.
القاضي اليبوردي
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يعيد أبو العباس البيوردي القاضي
الشافعي صاحب الشيخ أبي حامد؛ سكن بغداذ وبرع في الفقه وولي القضاءا
ببغداذ على الجانب الشرقي .قيل إنه كان يصوم الدهر .توفي سنة خمس
وعشرين وأربعمائة وله شعر .ومن شعره ????????نقيب الشراف عز
الدين ابن الحلبي
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن محمد المام الحافظ
الشريف السيد عز الدين أبو القاسم ابن المام أبي عبد الله العلوي
الحسيني المصري ،ويعرف بابن الحلبي نقيب الشراف بالديار المصرية .ولد
سنة ست وثلثين وسمع من فخر القضاة ابن الحباب ثم سمع من الزكي
المنذري فأكثر ومن الرشيد العطار وعبد الغني ابن بنين والكمال الضرير
وطبقتهم .وأجاز له ابن رواج وابن الجميزي والسبط وصالح المدلجي وخلق
كثير؛ وطلب الحديث على الوجه ،وكان ذا فهم وحفظ وإتقان؛ خرج التخاريج
المفيدة ،وله وفيات ذيل بها على شيخه المنذري إلى سنة أربع وسبعين،
ولعله ذيلها إلى أن مات سنة خمس وتسعين وستمائة.
????????شمس الدين ابن العجمي
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن ،الشيخ الجليل المسند شمس
الدين أبو بكر ابن العجمي الحلبي الشافعي .ولد سنة سبع وثلثين وتوفي
سنة أربع عشرة وسبعمائة .وسمع من جده وأبي القاسم ابن رواحة وابن
خليل وحضر الموفق ابن يعيش وروى الكثير وروى عنه المقاتلي وابن الواني
وابن الفخر والمزي والشيخ شمس الدين .وقاسى بن هولكو عذابا شديدا
وأخذ ماله وحصل له غفلة وبله ما .وفاته بحلب.
????????ابن الرومية العشاب
أين آثار الوزاره قال :ثم مات السديد أنا أهواك ولكـن
منصور بن نوح وقام مقامه الرضي أبو القاسم نوح ابن منصور وهو على
وزارته ثم صرفت عنه الوزارة في شهر ربيع الخر سنة سبع وستين وثلثمائة
ووليها أبو الحسين عبد الله بن أحمد العتبي.
قلت :وقد تقدم في المحمدين محمد بن أحمد بن نصر أبو عبد الله الجيهاني
وأظنه هذا والله أعلم بالصواب ،ولكن هذا أثبته ياقوت في المحمدين وفي
الحمدين.
موفق الدين التلسماني
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل أبو الحسن النصاري الخزرجي
التلمساني ثم المصري الشيخ موفق الدين .أدرك ابن رفاعة وكان يمكنه
السماع منه ،لكن كانت السنة ميتة بدولة بن عبيد ،وسمع من البوصيري
وجمع مجاميع في التصوف .وتوفي سنة ثلثا وثلثين وستمائة.
فخر القضاة ابن الحباب
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن أحمد فخر القضاة
أبو الفضل ابن الحباب التميمي السعدي المصري المالكي العدل ناظر
الوقاف .حدثا ب صحيح مسلم مرات عدة وروى عنه الحافظان المنذري
والدمياطي ،وجمال الدين ابن الظاهري وفتح الدين ابن القيسراني ،وكان
صحيح السماع ،توفي سنة ثمان وأربعين وستمائة.
أبو بكر الوشاءا
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد الوشاءا أبو بكر البغداذي .قال
الدارقطني :ل بأس به .توفي سنة إحدى وثلثمائة.
تقي الدين ابن العز الحنبلي
أحمد بن محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد المام تقي الدين أبو العباس
ابن العز المقدسي الحنبلي؛ اشتغل على جده لمه موفق الدين حتى برع في
المذهب .وحفظ الكافي لجده جميعه ودرس وأفتى ولم يكن في المقادسة
في وقته أعلم منه بالمذهب ،وروى عنه جماعة .توفي سنة ثلثا وأربعين
وستمائة.
أبو عبد الملك الموي
أحمد بن محمد بن عبد البر بن يحبى أبو عبد الملك القرطبي الموي صاحب
تاريخ القضاة والفقهاءا؛ طلب العلم كثيرا ،وتوفي سنة وثلثين وثلثمائة.
أبو نصر الموصلي الشافعي
أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هشام الطوسي أبو نصر الفقيه الشافعي
الموصلي .قدم بغداذ ودرس بها الفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي
ولزمه إلى حين وفاته .وسمع القاضي أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي
وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأحمد بن محمد بن النقور وغيرهم.
ومن شعره:
منكم بمحض مـوالة إني وإن بعدت داري لمـقـتـرب
وإخـلصا
أدنى إلى القلب منه النازح ورب دان وإن دامـت مـودتــه
القاصي ومنه أيضا:
باق ونحن على النوى أحباب إني وإن بعد اللقاءا فـودنـا
ومقـارب بـوداده يرتـاب وتوفي كم نازح بالود وهو مقـارب
سنة خمس وعشرين وخمسمائة ??? :كمال الدين ابن النصيبي المسند
أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هبة الله ابن النصيبي الشيخ كمال الدين
أبو العباس الحلبي؛ ولد في شهر رجب سنة تسع وستمائة وسمع من
الفتخار ،وهو آخر من روى عنه ،وأبي محمد ابن علوان وثابت بن مشرف
ومحمد ابن عمر العثماني وإبراهيم بن عثمان الكاشغري وجماعة .وكان أسند
من بقي بحلب .روى عنه الدمياطي والدواداري وابن العطار والمزي
والموفق العطار وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته وكان أجاز له جماعة
منهم المؤيد الطوسي ،وتوفي سنة اثنتين وتسعين وستمائة.
ابن عطاءا الله السكندري
أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاءا الله الشيخ العارف تاج الدين أبو
الفضل السكندري .كان رجل صالحا يتكلم على كرسي في الجامع بكلم
حسن ،وله ذوق ومعرفة بكلم الصوفية وآثار السلف ،وله عبارة عذبة لها وقع
في القلوب ،وكانت له مشاركة في الفضائل .وكان تلميذا لبي عباس
المرسي صاحب الشاذلي ،وكان من كبار القائمين على الشيخ تقي الدين ابن
تيمية ،وكانت له جللة؛ توفي بالمنصورية في القاهرة سنة تسع وسبعمائة.
ومن شعره:
إذا رمت السبيل إلى الرشاد مرادي منك نسيان المـراد
وتصبح ماسكا حبل اعتماد وأن تدع الوجود فل تـراه
على حفظ الرعاية والوداد إلى كم غفلة عنـي وإنـي
أحمد بن محمد بن علي أبو نعيم البزاز الشاعر الواسطي المعروف بابن
برنفا-بفتح الباءا الموحدة وضم الراءا وسكون النون وبعد الفاءا ألف ،كذا
وجدته مضبوطا؛ سمع منه الحسن ابن البناءا وابنه يحيى أناشيد ببغداذ في
شهر ربيع الول سنة ست وستين وأربعمائة.
من شعره:
فل شان شيئا من لقد كمل الرحمن شخصك في الـورى
كمالك بالـنـقـص
على جمع أشتات ومن جمع الفاق في الـعـين قـادر
الفضائل في شخص قلت :أخذه من أبي نواس حيث قال:
أن يجمع العالم في واحد وزاد عليه وليس لله بمسـتـنـكـر
بالمبالغة والتمثيل لن النسان إذا فتح عينه رأى نصف العالم الظاهر ،وفاته
مبالغة وهو أن العين كلها ما ترى ذلك وإنما يراه الناظر وهو قدر نصف
العدسة وهو البؤبؤ الذي يرى الناظر شخصه فيه داخل سواد العين ،فتبارك
الخلق العليم الحكيم المدبر.
ومن شعره:
قتيل اشتياق ل يبـاءا لـه دم أل قاتل الله الفراق فكـم لـه
به الدار عن أحبابه يتظـلـم فما أحد إل ومـنـه إذا نـأت
فما تنظر العينان أحسن سأمنع طرفي نظرة من سواكم
منكم القاضي الموفق السترشني
أحمد بن محمد بن علي السترشني البازكندي أبو نصر القاضي المعروف
بالموفق-وبازكند بلدة بين كاشغر وختن من بلد الترك-قدم في ذي الحجة
سنة ثمان وتسعين وأربعمائة رسول من صاحب غزنة إلى المستظهر بالله،
وحدثا بها عن أحمد بن عيسى بن عبد الله الدلفي وأبي عبد الله محمد بن
أحمد الصديقي الحسني .وسمع منه جعفر بن أحمد السراج والحسين بن
محمد البلخي وأبو نصر الصبهاني ومحمد بن طرخان بن سلكين بن بجكم بن
هزارسب.
ابن قضاعة البغداذي
أحمد بن محمد بن علي بن قضاعة أبو العباس البغداذي من بيت مشهور
بالرئاسة والكتابة؛ سمع أبوي القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن
أحمد ابن محمد بن بيان الكاتب ،وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم،
وروى عنه ابن الخضر .توفي سنة خمس وستين خمسمائة.
ابن الكجلو الحنفي
أحمد بن محمد بن علي أبو طالب الفقيه الحنفي المعروف بابن الكجلو-بضم
الكاف وسكون الجيم وضم اللم وبعدها واو-من أهل المدائن ،تولى الخطابة
بعدها مدة ،وقدم بغداذ وسكنها ،وكان أديبا فاضل وله شعر حسن ،من ذلك:
وذائب دمع بالسى ليس لهيب فؤاد حـره لـيس يبـرد
يجمـد
وليل من الهم المبـرح أسـود تكنفـه لـيلن جـنـح دجـنة
ومن هذه حالته كـيف يرقـد وصب تحـامـاه لـذيذ رقـاده
ول كل من يهوى السيادة وماكل مرتاح إلى المجد ماجـد
سـيد
على قدر ما قد قدم البذر ومن زرع المعروف بذرا فإنـه
يحصد أبو الغنائم الكاتب
أحمد بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلم أبو الغنايم ابن أبي الفتح
الكاتب البغداذي؛ سمع أباه ومحمد بن المهتدي وهبة الله ابن محمد بن
الحصين وغيرهم وحدثا باليسير؛ وكان أديبا فاضل يكتب خطا حسنا وينشىءا.
وله رسالة في الطرد كتبها الى المستنجد بالله .قتل سنة ست وسبعين
وخمسمائة ولم يعلم قاتله.
شمس الدين ابن الوزير ابن القصاب
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن القصاب أبو القاسم ابن الوزير مؤيد
الدين أبي الفضل .كان يلقب بشمس الدين ،ناب في الوزارة عن والده مدة
سفره ،فلما وصل خبر موته عزل عن النيابة ،وكان شابا حسنا وكاتبا مجودا
محمود السيرة .توفي سنة ثلثا وتسعين وخمسمائة.
الباشاني الهروي
أحمد بن محمد بن علي بن رزين أبو علي الباشاني الهروي؛ كان ثقة وتوفي
سنة إحدى وعشرين وثلثمائة.
ابن نمير الشافعي
أحمد بن محمد بن علي بن نمير ،أبو سعيد الخوارزمي الضرير الفقيه
العلمة الشافعي تلميذ الشيخ أبي حامد .قال الخطيب :درس وأفتى ولم يكن
بعد أبي الطيب الطبري أفقه منه وتوفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
ابن مزدئن الزاهد
حط فيها على الكتاب وأغرى الناصر بمصادرتهم .وكان مزاحا كثير الهزل ل
يكاد يحمل ،مع أن الصاحب بهاءا الدين ابن حني صادره وأخذ منه نحو ثلثين
ألف دينار عندما قدم أخوه نور الدين الدولة السامري من اليمن .ونكب في
دولة المنصور وطلبه الشجاعي إلى مصر وأخذت منه حزرما وغيرهما وتمام
مائتي ألف درهم ،وكان يسكن دار المليحة التي وقفها رباطا ومسجدا ووقف
عليها باقي أملكه .وروى عنه الدمياطي في معجمه وذكر أنه يعرف
بالمقرىءا .ومات سنة ست وتسعين وستمائة وهو في عشر الثمانين ،ودفن
في إيوان داره .ومن شعره:
عند الطيف الراحم الباري من سر من راءا ومن أهلها
أذنبت ل تغـفـر أوزاري وأي شيءا أنـا حـتـى إذا
أرجو به الفوز من النـار كان يارب مالي غير سب الورى
قد سافر مرة مع وجيه الدين ابن سويد إلى الموصل فحضر المكاسة فعفوا
عن جمال الوجيه ومكسوا جمال السامري وأجحفوا به فقال:
ليحمل أثقالي ويخفر صحبت وجيه الدين في الدهر مرة
أجـمـالـي
وعن فرسي والبغل والجمل فوزنني عن كـل حـق وبـاطـل
الخالي فبلغ ذلك صاحب الموصل فأطلق القفل بأجمعه.
وقال يشكر المير سيف الدين طوغان وأستدمر واليي البريد بدمشق
ويشكو نائبيهما همام والعلم سنجر:
فيها سوى الوزار والثـام اسم الولية للمير وما لـه
تجبى بأجمعها إلى هـمـام وجناية القتلى وكل جـنـاية
في حفظ ما وليه كالضرغام سفيان قد وليا فكل منهـمـا
أسد يصول ببأسه ويحامـي وإذا عرا خطب فكل منهمـا
في ظلمه علمة العـلم وبباب كل منهما علـم غـدا
والكسر والتنكيس للعـلم فمتى أرى الدنيا بغير سناجر
ابن الخياط الدمشقي
أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي المعروف بابن الخياط
الدمشقي الكاتب؛ من الشعراءا المجيدين وديوانه مشهور،طاف البلد ومدح
الناس ودخل بلد العجم ،ولما اجتمع بأبي الفتيان ابن حيوس الشاعر
المشهور بحلب وعرض عليه شعره قال :قد نعاني هذا الشاب إلى نفسي
فقلما نشأ ذو صناعة ومهر فيها إل وكان دليل على موت الشيخ من أبناءا
جنسه .ودخل مرة إلى حلب وهو رقيق الحال ل يقدر على شيءا فكتب إلى
ابن حيوس يستميحه
وكفاك شاهد منظري عن لم يبق عندي مـا يبـاع بـحـبة
مخبري
عن أن تباع وأين أين المشتـري إل بقية ماءا وجـه صـنـتـهـا
فقال ابن حيوس :لو قال وأنت نعم المشتري لكان أحسن.
ومن قصائده المشهور قوله:
فقد كاد رياهـا يطـير بـلـبـه خذا من صبا نجد أمانـا لـصـبـه
متى هب كان الوجد أيسر وإياكـمـا ذاك الـنـسـيم فـإنـه
خطبـه
محل الهوى من مغرم القلب خليلي لو أحببتما لـعـلـمـتـمـا
صبه
يتوق ومن يعلق به احب تذكر والذكرى تشوق وذوالـهـوى
يصـبـه
وشوق على بعد المزار غرام على يأس الهـوى ورجـائه
وقـربـه
تضمن منها داءاه دون إذا خطرت من جانب الرمل نفـحة
صـحـبـه
وفي القلب من إعراضه ومحتجب بين السـنة مـعـرض
مثل حجبه
حذارا عليه أن تكـون أغار إذا آنست فـي الـحـي أنـه
لـحـبـه ومنه قوله:
أمات الهوى مني فؤادا وبالجزع حي كلما عن ذكرهم
وأحياه
بوادي الغضا يا بعد ما أتمناه تمنيتهم بالرقـمـين ودارهـم
ومنه قوله:
والكوكبان فأعجبا بل أطرفا لح الهلل كما تعوج مرهفا
رمح أقيم الصدر منه وثقفا متتابعين تتابع الكعبـين فـي
كف تخالف أكرتين تلقـفـا ومنه فكأنه وقد استقامـا فـوقـه
قوله في النرد:
مسود أوضاح الضحى دغوشها أقول واليوم بهـيم خـطـبـه
بل من هموم جمة غطوشهـا يظلم في عيني ل من ظـلـمة
أحمد بن محمد بن عمر بن عبيد الله الزجي أبو بكر المؤدب البغداذي؛
تفقه بالمدرسة الكمالية على أبي القاسم الفراتي الضرير غلم ابن الخل
وسمع الحديث الكثير من ابن كليب وأبي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن
بوش وأمثالهم .وسافر إلى الموصل وصحب شيخها عبد القادر الرهاوي
وكتب بخطه كثيرا وتوفي سنة عشر وستمائة .ومن شعره:
وعز دوائي ثم لم يبق لي أحبة قلبي طال شوقـي إلـيكـم
صبـر
وأشتاقكم عمري وينصرم أحن إليكم والـحـنـين يذيبـنـي
العمـر
ول عن قلى يا سادتي فلي فوالله ما اخترت البـعـاد مـللة
العذر
له الحمد فيما قد قضى ولكن قضى ربي بتشتيت شملـنـا
وله الشكر
نعود كما كنا ويصفو لنا فصبرا لعل الله يجمـع بـينـنـا
الـدهـر قلت :شعر ساقط.
ابن ورد المغربي
أحمد بن محمد بن عمر أبو القاسم التميمي المري المعروف بابن ورد .كان
فقيها حافظا متقنا ،قال بعضهم :كان من بحور العلم بالندلس ،شرح البخاري
وتوفي سنة أربعين وخمسمائة .قال ابن البار في تحفة القادم :سمعت
الحافظ أبا الربيع ابن سالم يقول سمعت أبا الخطاب ابن الحسن ،هو ابن
الجميل ،يقول سمعت أبا موسى عيسى بن عمران-يعني قاضي الجماعة-
يقول :لم يكن بالندلس مثل أبي القاسم ابن ورد
ول أحاشي من القوام من أحد وأورد له ابن البار:
والبيت منه أذل سكنى الفنادق ذل
فحجرة ل أقـل وأورد له: فإن دفعت إليهـا
من ذوي المجد والعلى كل خل صـحـبـتـه
من عظيمين مبتـلـى أنـا مـنـه بـواحـد
أو فراقي على القلى باصطبار علـى الذى
منهم بـالـذي عـل واعتبر حال مـن دنـا
تعف من فادح البلـى ودع الناس كـلـهـم
والذي بعـدهـا فـل غير تسليمه الـلـقـا
فاغتنمها مـعـجـل وأورد له في ابن هاكها من مـجـرب
صغير:
يقول إن حاول الـكـلم أغ فلذة كبدي أمسـهـا بـيدي
مقدار حبي له لما بلـغـوا لو جمع الواصفون أن يصفوا
وقال ابن البار :حدثني أبو الربيع ابن سالم بلفظه ثم بقراءاتي عليه قال:
حدثني أبو عبد الله ابن أبي عمر ،هو ابن عباد ،عن أبيه ،قال حدثني أبو بكر
ابن إبراهيم بن نجاح الواعظ قال :دخلنا على أبي القاسم ابن ورد عائدين له
في مرضه الذي توفي فيه فسألناه عن حاله فأنشد بعدما استند لنفسه:
لم يبق للصحبة إل القلـيل عشر الثمانين وعمر طويل
فقد دنا الموت وآن الرحيل ل تحسبوني ثـاويا فـيكـم
البخاري الحنفي أبو القاسم
أحمد بن محمد بن عمر العلمة الزاهد زين الدين أبو القاسم البخاري
العتابي من محلة عتاب ببخارا؛ كان من كبار الحنيفة صنف الجامع الكبير
والزيادات وتفسير القرآن .ومات في سنة ست وثمانين وخمسمائة.
الصاحب كمال الدين ابن شيخ الشيوخ الشافعي
أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الصاحب الجليل مقدم
الجيوش الصالحية كمال الدين أبو العباس ،ابن الشيخ المام شيخ الشيوخ
صدر الدين أبي الحسن الجويني ثم الدمشقي الصوفي الشافعي .ولد
بدمشق سنة أربع وثمانين وأجاز له الخشوعي وغيره .درس بمدرية الشافعي
وبالناصرية المجاورة للجامع العتيق ومشيخة الشيوخ ودخل في أمور الدولة
وكان نافذ الكلمة هو وإخوته .وخرج من الديار المصرية بالعساكر محاصرا
للصالح إسماعيل بدمشق فأدركه أجله بغزة سنة أربعين وستمائة ،وكان أخوه
معين الدين وزير الصالح يومئذ .وفي العام الماضي جرد الصالح نجم الدين
عسكرا عليهم كمال الدين لحرب الناصر داود فالتقاه بجبل القدس واقتتلوا
أشد قتال فانكسر المصريون وأسر الناصر جماعة منهم كمال الدين ،ثم إنه
من عليهم وأطلقهم ،وفي المرة الخرى مات بغزة ودفن بها في التاريخ.
ضياءا الدين القرطبي
أحمد بن محمد بن عمر بن يوسف الشيخ العالم ضياءا الدين أبو العباس ابن
المام المقرىءا أبي عبد الله النصاري القرطبي .تقدم ذكره أول عند ذكر
أحمد بن محمد بن أحمد.
أبو بشر المصعبي الكندي
أحمد بن محمد بن عمرو أبو بشر الكندي المصعبي .حدثا ببغداذ .قال ابن
حبان :كان ممن يضع المتون ويقلب السانيد .توفي سنة ثلثا وعشرين
وثلثمائة.
ابن الميراثي القرطبي
أجمد بن محمد بن عيسى بن إسماعيل أبو بكر البلوي القرطبي يعرف بابن
الميراثي .محدثا حافظ ،ولما رآه الحافظ عبد الغني لقبه غندرا .توفي سنة
ثمان وعشرين وأربعمائة.
المكي الخباري
أحمد بن محمد بن عيسى المكي أبو بكر؛ إخباري محدثا موثق ببغداذ ،توفي
سنة اثنتين وعشرين وثللثمائة.
أبو السعادات العطاردي
أحمد بن محمد بن غالب بن عبد الله العطاردي الخزاز أبو السعادات البيع
المعروف بابن الماصرائي من أهل الكرخ من ولد محمد بن عمير بن عطارد.
سمع عبد السلم بن محمد القزويني وأحمد بن علي بن قدامة الحنفي
وغيرهما ،وكان أديبا له شعر وقرأ على ابن الوليد شيئا من الكلم .قال محب
الدين بن النجار :وأظنه كان عدليا .توفي سنة اثنيين وأربعين وخمسمائة
بالكرخ .ومن شعره:
تخبر السائل عن أدم عج على سلسلة الرمل عسـاهـا
ظـبـاهـا
وارو من عينك بالدمع واسأل الرسم عن سـاكـنـهـا
صداهـا
قبل أن ألقت على الخيف دمن طابت بسـلـمـى مـنـزل
عصاها
ليتها طال على الرمل طال مثواها على خـيف مـنـى
ثـواهـا
غرضا ترميه عن قوس جفاهـا غادة غـادرت الـصـب بـهـا
وهي بالخيف فل شلـت فلقد أصمت ببـغـداذ الـحـشـا
يداهـا قلت :مأخوذ من قول الشريف الرضي:
من بالعراق لقد أبعدت سهم أصاب وراميه بذي سلـم
مرماك ومنه أيضا :
لم أظم قط إلى لمى هنـد إني ظمئت إلى لمى قـدح
من قبل أن تهدي إلى المهد من خمرة قد عتقت زمنـا
في رأسها من لؤلؤ فـرد حمراءا كالياقوت برقعـهـا
جدا وتخفي ضد ما تبـدي منها: تبدي محاسن وجه شاربهـا
فاشرب وسق وغن ذا الزهد وإذا نهى عن شربهـا ورع
خوف الفراق شربتها وحدي إن كنتما ل تشربان مـعـي
???الطبيب الهمذاني الدمشقي
أحمد بن محمد بن حمزة بن منصور الطبيب الفاضل نجم الدين أبو العباس
الهمذاني ثم الدمشقي المعروف بالحنبلي طبيب مارستان الجبل بالصالحية.
ولد سنة خمس أو ست وتوفي بدويرة حمد سنة تسع وستين وستمائة وولي
مشارفة الجامع ،وسمع من ابن الزبيدي وابن اللتي والحصيري .قرأ عليه
الشيخ شمس الدين ثلثيات البخاري.
الحافظ الشرمقاني
أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار أبو الفضل الشرمقاني ،وشرمقان بليدة
من ناحية نسا؛ كان حافظا فقيها أديبا .توفي سنة ست وستين وثلثمائة.
ابن فرج الندلسي
أحمد بن محمد بن فرج الجياني الندلسي أبو عمرو ،وقد ينسب إلى جده
فيقال أحمد بن فرج ،وكذلك أخوه .وهو وافر الدب كثير الشعر معدود في
العلماءا والشعراءا .وله كتاب الحدائق ألفه للحكم المستنصر عارض فيه كتاب
الزهرة لبن داود الصبهاني ،إل أن ابن داود ذكر مائة باب في كل باب مائة
بيت ،وأبو عمرو ذكر مائتي باب في كل باب مائتا بيت ليس منها باب تكرر
اسمه لبن داود ،ولم يورد فيه لغير الندلسيين شيئا وأحسن الختيار ما شاءا.
وله كتاب المنتزين القائمين بالندلس وأخبارهم .وكان الحكم قد سجنه لمر
نقمه عليه .قال الحميدي :وأظنه مات في سجنه ،وله في السجن أشعار
كثيرة مشهورة .وتوفي في حدود الستين والثلثمائة تقريبا .ومن شعره:
أشكر الطيف أم شكر الرقاد بأيهما أنا في الشـكـر بـاد
ابن الخازن
أحمد بن محمد بن قلون السلطان الملك الناصر شهاب الدين أحمد ابن
السلطان الملك الناصر ابن السلطان الملك المنصور؛ كان أحسن الخوة
شكل ووجها وأكمل خلقا صاحب بأس وقوة مفرطة .أخرجه والده إلى الكرك
وهو صغير ،لعله يكون عمره لم يبلغ عشر سنين ،وكان نائب الكرك المير
سيف الدين ملكتمر السرجواني ثم جهز إليه أخويه إبراهيم وأبا بكر المنصور،
وقد تقدم ذكر إبراهيم وسوف يأتي ذكر أبي بكر في حرف الباءا إن شاءا الله
تعالى ،فأقاموا هنالك إلى أن ترعرعوا ثم طلبهم والدهم إلى القاهرة فرآهم
وأعاد الناصر أحمد وترك إبراهيم وأبا بكر عنده بالقاهرة ،ثم إنه طلبه من
الكرك وزوجه بابنة المير سيف الدين طاير بغا من أقارب السلطان ،وأقام
قليل وأعاده إلى الكرك ومعه أهله ،ثم إنه وقع بينه وبين المير سيف الدين
ملكتمر السرجواني تنافس اتصل بالسلطان فأحضرهما وغضب عليه والده
وتركه قليل ثم جهزه إلى الكرك وحده بل نائب ،فلم يزل بها مقيما منفردا
إلى أن توفي والده ،على ما تقدم في ترجمته ،ولم يسند أمر الملك إليه،
على ما سوف يأتي إن شاءا الله تعالى في ترجمة المير سيف الدين بشتاك؛
وغلب المير سيف الدين قوصون التي ذكره في مكانه على رأي بشتاك
وجلس الملك المنصور أبو بكر على كرسي الملك .ولما خلع بعد مضي
شهرين ،على ما يأتي ذلك في ترجمة أبي بكر أخيه ،وأقام قوصون أخاه
الملك الشرف كجك ،وكان قوصون هو النائب ،سير إلى أحمد هذا يطلبه إلى
القاهرة فلم يوافق وكتب في الباطن إلى نواب الشام وإلى أكابر المراءا
مقدمي اللوف يستجير بهم ويستعفي من الرواح إلى القاهرة ،وأظهر لهم
المسكنة الوائدة فرقوا له في الباطن وحملوا الكتب التي جاءات منه إلى
قوصون خل المير سيف الدين طشتمر حمص أخضر،التي ذكره إن شاءا الله
تعالى في حرف الطاءا ،فإنه تظاهر بالخروج على قوصون وبالتعصب لحمد
وقام قياما عظيما ،كما يأتي في ترجمته؛ وأما قوصون فلما كتبه إلى النواب
جرد له قطلو بغا الفخري ومعه ألفا فارس من مصر وأمرهم بمحاصرة
الكرك ،فتوجه الفخري إلى الكرك بالعساكر وحصره أيامأ ثم إنه رق له؛ ولما
بلغه توجه المير علءا الدين الطنبغا نائب دمشق إلى حلب لمساك طشتمر
جاءا الفخري بمن معه من العسكر وملك دمشق وانحرف عن قوصون ودعا
الناس إلى طاعة الناصر أحمد وجرى ماجرى ،على مايأتي في ترجمة
الفخري والطنبغا .ولما ملك الفخري دمشق ونزل بالقصر البلق وانهزم
الطنبغا ومن معه ولحقوا بقوصون جهز الفخر إلى الكرك المير سليمان بن
مهنا والمير سيف الدين قماري وغيرهما من المراءا الكبار وسأل من الناصر
الحضور إلى دمشق وقال له :قد حلفت لك العساكر ،فلم يحضر وتعلل
بحضور طشتمر من البلد الرومية وكتب كتبا إلى المير سيف الدين طقزتمر
نائب حماة وإلى المير بهاءا الدين أصلم نائب صفد وإلى المراءا مقدمي
اللوف بدمشق يقول :إن الفخري هو نائبي وهو يولي من يريد في النيابات
الكبار بالشام ،ولم يزل يعد الفخري ويمنيه بالحضور إلى أن جاءا طشتمر من
البلد الرومية وجرى ما جرى من خروج المراءا بالقاهرة على قوصون
وإمساكه وتجهيزه إلى إسكندرية واعتقاله .فأخذ أحمد الناصر يمني طشتمر
والفخري بالحضور إلى دمشق بعد رمضان ،وكان ذلك في أوائل رمضان،
وتوجه إليه من أمراءا اللوف المصريين المير بدر الدين جنكلي ابن البابا
وأمثاله ومن المراءا الخاصكية أزواج أخواته جماعة وسألوه على التوجه
معهم إلى مصر فلم يوافق وعادوا خائبين .وترك الناس من الشاميين
والمصريين في حيرة بعدما حلف المسلمون جميعهم له،ثم إنه توجه وحده
إلى القاهرة ولم يشعروا به إل وقد جاءا المصريين بخبره بوصوله فطلع إلى
القصر البلق بالقاهرة ،فلما بلغ الفخري ذلك توجه هو وطشتمر بعساكر
الشام والدولة والقضاة الربعة معهم وكانت سنة كثيرة المطار والثلوج
وقاسى الرعايا شدة وجبيت الموال من الناس كبيرهم وصغيرهم لنفقات
العساكر ولعمل شعار الملك وأبهة السلطنة فهلك الناس .ولما وصل الفخري
وطشتمر بالعساكر إلى القاهرة جلس الناصر أحمد على كرسي الملك وإلى
جانبه أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أبو القاسم أحمد ابن أمير المؤمنين أبي
الربيع سليمان وحضر قضاة القضاة الثمانية من المصريين والشاميين وعهد
الخليفة إليه بحضور العالم وحلف
المصريون والشاميون وكان يوما عظيما ولم يتفق مثل هذه البيعة لحد
ملوك التراك بالشام ومصر لجتماع أهل القليمين في يوم واحد بحضور
الخليفة والحكام .ثم إن الناصر أحمد ولي نيابة مصر للمير سيف الدين
طشتمر وولي نيابة دمشق لقطلو بغا الفخري وأخرج المير علءا الدين
ايدغمش أمير آخور إلى نيابة حلب وهو الذي قام بأمر قوصون وجرى ما
جرى في قلب الدولة على قوصون لجل الناصر أحمد وأخرج المير ركن
الدين بيبرس الحمدي إلى نيابة صفد وأخرج المير سيف الدين الحاج الملك
إلى نيابة حماة وأخرج المير شمس الدين آقسنقر الناصري إلى نيابة غزة.
فلما فعل ذلك بالكابر خافه الناس وأعظموه وهابوه وجعلوا أيديهم على
رؤوسهم منه .ثم إنه بعد أربعين يوما أمسك نائب مصر المير سيف الدين
طشتمر وأخذه وتوجه به إلى الكرك وبعث إلى ايدغمش أن يمسك الفخري
فأمسكه وجهزه إليه إلى مصر مع ابنه فوصل إليه في الرمل من تسلمه منه
وأعاده إلى أبيه وتوجه بالفخري وبطشتمر إلى الكرك وأخذ الخيول المثمنة
الجيدة من السطبلت ،وأخذ جميع البقر والغنم التي بالقلعة ،وأخذ الجواهر
والذهب والدراهم وجميع ما في الخزائن وتوجه بالجميع إلى الكرك وأقام
المير شمس الدين آقسنقر السلري في نيابة مصر وأخذ الناصر معه
القاضي علءا الدين ابن فضل الله كاتب السر والقاضي جمال الدين جمال
الكفاة ناظر الخاصا والجيش وجعلهما مقيمين عنده في الكرك واستغرق في
لهوه ولعبه واحتجب عن الناس وسير من يمسك الحمدي من صفد ،فلما
أحس بذلك هرب وجاءا إلى دمشق جرى ما جرى له ،على ما سيأتي في
ترجمته .ثم إنه أحضر الفخري وطشتمر يوما وضرب عنقيهما صبرا فنفرت
القلوب منه واستوحش الناس منه ولم يعد يحضر كتاب ول توقيع بخط كاتب
السر ول كتاب النشاءا وإنما بخط نصراني يعرف بالرضي ،وإذا حضر أحد إلى
الكرك ل يرى السلطان وإنما واحد يعرف بابن البصارة من أهل الكرك هو
الذي يدبر المور فماج الناس في الشام ومصر وجهز المصريون المير سيف
الدين ملكتمر الحجازي ليرى وجه السلطان فلما بلغه خبره جعله مقيما
بالصافية ولم يدعه يطلع إلى الكرك ول اجتمع به ،فرد إلى مصر فأجمع
الناس أمرهم على خلعه وإقامة أخيه الملك الصالح إسماعيل ،فأجلسوه
وجهزوا المير سيف الدين طقتمر الصلحي إلى دمشق يحلف المراءا ،وكان
خلع الناصر احمد يوم الخميس ثاني عشرين المحرم سنة ثلثا وأربعين
وسبعمائة فكان مدة ملكه بالقاهرة والكرك دون الربعة أشهر.مصريون
والشاميون وكان يوما عظيما ولم يتفق مثل هذه البيعة لحد ملوك التراك
بالشام ومصر لجتماع أهل القليمين في يوم واحد بحضور الخليفة والحكام.
ثم إن الناصر أحمد ولي نيابة مصر للمير سيف الدين طشتمر وولي نيابة
دمشق لقطلو بغا الفخري وأخرج المير علءا الدين ايدغمش أمير آخور إلى
نيابة حلب وهو الذي قام بأمر قوصون وجرى ما جرى في قلب الدولة على
قوصون لجل الناصر أحمد وأخرج المير ركن الدين بيبرس الحمدي إلى
نيابة صفد وأخرج المير سيف الدين الحاج الملك إلى نيابة حماة وأخرج
المير شمس الدين آقسنقر الناصري إلى نيابة غزة .فلما فعل ذلك بالكابر
خافه الناس وأعظموه وهابوه وجعلوا أيديهم على رؤوسهم منه .ثم إنه بعد
أربعين يوما أمسك نائب مصر المير سيف الدين طشتمر وأخذه وتوجه به
إلى الكرك وبعث إلى ايدغمش أن يمسك الفخري فأمسكه وجهزه إليه إلى
مصر مع ابنه فوصل إليه في الرمل من تسلمه منه وأعاده إلى أبيه وتوجه
بالفخري وبطشتمر إلى الكرك وأخذ الخيول المثمنة الجيدة من السطبلت،
وأخذ جميع البقر والغنم التي بالقلعة ،وأخذ الجواهر والذهب والدراهم وجميع
ما في الخزائن وتوجه بالجميع إلى الكرك وأقام المير شمس الدين آقسنقر
السلري في نيابة مصر وأخذ الناصر معه القاضي علءا الدين ابن فضل الله
كاتب السر والقاضي جمال الدين جمال الكفاة ناظر الخاصا والجيش
وجعلهما مقيمين عنده في الكرك واستغرق في لهوه ولعبه واحتجب عن
الناس وسير من يمسك الحمدي من صفد ،فلما أحس بذلك هرب وجاءا إلى
دمشق جرى ما جرى له ،على ما سيأتي في ترجمته .ثم إنه أحضر الفخري
وطشتمر يوما وضرب عنقيهما صبرا فنفرت القلوب منه واستوحش الناس
منه ولم يعد يحضر كتاب ول توقيع بخط كاتب السر ول كتاب النشاءا وإنما
بخط نصراني يعرف بالرضي ،وإذا حضر أحد إلى الكرك ل يرى السلطان
وإنما واحد يعرف بابن البصارة من أهل الكرك هو الذي يدبر المور فماج
الناس في الشام ومصر وجهز المصريون المير سيف الدين ملكتمر الحجازي
ليرى وجه السلطان فلما بلغه خبره جعله مقيما بالصافية ولم يدعه يطلع إلى
الكرك ول اجتمع به ،فرد إلى مصر فأجمع الناس أمرهم على خلعه وإقامة
أخيه الملك الصالح إسماعيل ،فأجلسوه وجهزوا المير سيف الدين طقتمر
الصلحي إلى دمشق يحلف المراءا ،وكان خلع الناصر احمد يوم الخميس
ثاني عشرين المحرم سنة ثلثا وأربعين وسبعمائة فكان مدة ملكه بالقاهرة
والكرك دون الربعة أشهر.
ولما استقرت الحوال وثبت ملك الملك الصالح أمر بتجهيز العساكر من
مصر والشام إلى الكرك ومحاصرتها ،فكان يحضر من مصر ومن دمشق
العساكر ويحاصرونه كلما جاءات فرقة إليه توجهت الولى فيقتل من هؤلءا
ومن هؤلءا ويجرح من هؤلءا وهؤلءا ،وهلك الناس معه وراحت أموالهم
وأرواحهم وأديانهم وهلك الرعايا من التجاريد والفلحون من السخر وحمل
التبان وجر الماجنيق وآلت الحصار من الدبابات وغيرها .وطال المر ،ولم
يبق بمصر أمير ول بالشام حتى تجرد إليه مرة ومرتين ،وأمسك بسببه جماعة
من أمراءا الشام ومصر ثم أمسك نائب مصر المير شمس الدين آقسنقر
وجماعة معه ،ووسط المير سيف الدين بكا الخضري ومعه جماعة من
مماليك السلطان وأمسك أخوه يوسف وقضى الله أمره فيهم وأخذ أمر
النصار يتلشى وهلك من عنده من الجوع؛ وضرب الذهب وخلط فيه الفضة
والنحاس ،ونفق ذلك في الناس فكان الدينار خمسة دراهم .وهرب الناس
من عنده وهرب من عنده شخص يعرف ببالغ وتوجه إلى مصر فأعطي إمرة
مائة وعاد إلى حصاره مع المير علم الدين سنجر الجاولي وجدوا في الحصار
ورموا القلعة بالمنجنيق فانكوا فيها وهدموا منها جانبا ودخلوا القلعة وأمسكوا
الناصر أحمد في يوم الثنين الظهر ثاني عشرين صفر سنة خمس وأربعين
وسبعمائة ،وكتب إلى مصر بذلك فتوجه المير سيف الدين منجك الناصري
وحز رأسه وتوجه به إلى القاهرة.
ابن المعتصم ابن صمادح
أحمد بن محمد بن معن بن صمادح أبو جعفر ابن المعتصم بن صمادح تقدم
ذكر أبيه في المحمدين وسيأتي ذكر جماعة من أهل بيته في أماكن من هذا
الكتاب إن شاءا الله تعالى .قال في وصفه الحجازي :جرى في طلق أبيه
وإخوته فأحسن في النظام إحسانا أوجب أن ينبه عليه ،فمما أحسن فيه
قوله:
فطارت نحوه طير القلوب أتى بالبدر من فوق القضيب
لنور منه في أفق الجيوب وأشرق ما بأفقي من ظلم
كمثل الشمس ولت للمغيب وقوله: وولى بعد تـأنـيس وبـر
تسل من لحظها المنون وحقها إنهـا جـفـون
الموت من دونها يهون ل صبر عنها ول عليها
يكون في ذاك ما يكون ابن المولى لركبن الهوى إلـيهـا
أحمد بن محمد بن محمد عز الدين ابن المولى أخو نظام الدين ابن المولى،
تقدم ذكره في المحمدين .قال ابن الصقاعي :كان يتولى نظر الديوان العالي
بحلب وله مائتا فدان ملك بنواحي حلب ،وكان في غاية الشح والجتهاد في
جمع الموال ،ولم يكن له من العائلة إل مملوكان وغلم للخيل ولخدمته ،ول
يؤثر أحدا بفلس فرد ،واشتهر عنه بحلب وشاع أنه من حين ولي النظر بحلب
إلى أن حوصرت لم ينفق من مقرره الدرهم الفرد .وإذا حضرت الصرة فيها
ألف وخمسمائة درهم جامكيته يكتب عليها جامكية الشهر الفلني ويرميها في
الصندوق وينفق من بعض ما يحضر من أملكه نفقة يسيرة إلى الغاية .ولما
أخذت بغداذ وانجفل الناس وصل سعر المكوك إلى ستين درهما فأباع عز
الدين ابن المولى بستمائة ألف درهم؛ قال :بديوان المواريث ،في شغل
عرض لي سنة ست وثمانين وستمائة وقد أحضر خفراءا طريق الكسوة خرجا
فيه سلب رثا قيمته ثلثون درهما ذكروا أن صاحبه حضر من مصر راكب
فرس والخرج وراءاه فخرج عليه حرامية أرادوا أخذه منه فمانعهم فضربوه
وظنوا موته ،وأقبل البريدية فهرب الحرامية ،فأحضروه إلى الكسوة وسألوا
عن أمره فأخبرهم أنه يعرف بعز الدين ابن المولى ،حضر طالب حلب.
القاضي نجم الدين القمولي الشافعي
أحمد بن محمد بن مكي أبي الحرم ابن ياسين القاضي نجم الدين القمولي
قال كمال الدين جعفر الدفوي :كان من الفقهاءا الفاضل والعلماءا المتعبدين
والقضاة المتعينين وافر العقل حسن التصرف محفوظا؛ قال لي رحمة الله
يوما :لي قريب من أربعين سنة أحكم ما وقع لي حكم خطأ ول أثبت مكتوبا
تكلم فيه أو ظهر فيه خلل .سمع من قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة
وغيره واشتغل بالفقه بقوصى ثم بالقاهرة وقرأ الصول والنحو وشرح
الوسيط في الفقه في مجلدات كثيرة ،وفيه نقول عزيزة ومباحث مفيدة
وسماه البحر المحيط ثم جرد نقوله في مجلدات وسماه جواهر البحر .وشرح
مقدمة ابن الحاجب في مجلدين وشرح السماءا الحسنى في مجلد وكمل
تفسير ابن الخطيب وكان ثقة صدوقا .تولى الحكم بقمول عن قاضي قوصا
شرف الدين إبراهيم بن عتيق ثم تولى الوجه القبلي من عمل قوصا في
ولية قاضي القضاة عبد الرحمن ابن بنت العز ،وكان قد قسم العمل بينه
وبين الوجيه عبد الله السمرباوي ثم ولي أخميم مرتين وولي أسيوط والمنية
والشرقية والغربية ثم ناب بالقاهرة ومصر وتولى الحسبة بمصر واستمر في
النيابة بمصر والجيزة والحسبة إلى أن توفي .ودرس بالفخرية بالقاهرة وما
زال يفتي ويدرس ويكتب ويصنف وهو مبجل معظم إلى حين وفاته .وكان
الشيخ صدر الدين ابن الوكيل يقول :ما في مصر أفقه منه ،وكان حسن
الخلق كثير المروءاة محسنا إلى أهله وأقاربه وأهل بلده ،وتوفي في شهر
رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة .ويقال إن أصله من أرمنت.
القاضي القرطبي النحوي
أحمد بن محمد بن هاشم بن خلف بن عمرو بن عثمان بن سلمان القيسي
القرطبي أبو عمرو .سمع محمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز
وأحمد ابن خالد ،ومال إلى النحو فغلب عليه وأدب به .وكان وقورا مهيبا ل
يقدم أحد عليه ول عنده هزل ،وكان يلقب القاضي لوقاره .مات سنة خمس
وأربعين وثلثمائة ،وكان أعرج.
المستعين بالله العباسي
أحمد بن محمد بن هارون ،أمير المؤمنين أبو العباس المستعين بن المعتصم
بن الرشيد ابن المهدي بن المنصور .ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين وبويع
في شهر ربيع الخر سنة ثمان وأربعين عند موت المنتصر ابن المتوكل.
واستقام له المر واستوزر أبا موسى أوتامش بإشارة شجاع بن القاسم ثم
قتلهما ثم استوزر صالح بن شيرازاذ .فلما قتل وصيف وبغا باغرا التركي الذي
قتل المتوكل تعصب الموالي وتنكروا له فخاف وانحدر من سر من رأى إلى
بغداذ فأخرجوا المعتز بالله من الحبس وبايعوه وخلعوا المستعين وبنوا المر
على شبهة ،وهي أن المتوكل بايع لبنه المعتز بعد المنتصر وأخرجوا المؤيد
بالله إبراهيم بن المتوكل ثم إن المعتز جهز أخاه أحمد لحرب المستعين،
واستعد المستعين وابن طاهر للحصار وتجرد أهل بغداذ للقتال ودام أشهرا
وغلت السعار ببغداذ ودام البلءا وصاح أهل بغداذ فالجوع فانحل أمر
المستعين لما كاتب ابن طاهر للمعتز وعلم أهل بغداذ بالمكاتبة فانتقل
المستعين إلى الرصافة وخلع المسعتين نفسه ،وأحدر إلى واسط تحت
الحوطة وأقام بها مسجونا .ثم إنه رد إلى سر من رأى فقتل بقارسيتها في
ثالث شوال سنة اثنين وخمسين ومائتين وقيل ليومين بقيا من شهر رمضان
وله إحدى وثلثون سنة.
كان مربوع القامة أحمر الوجه خفيف العارضين بمقدم رأسه طول ،وكان
حسن الوجه والجسم بوجهه أثر جدري عبل الجسم ،وكان يلثغ بالسين نحو
الثاءا .وأمه أم ولد .وكان مسرفا مبذرا للخزائن ،ويقال أنه قيل له اختر أي
بلد تكون فيه فاختار واسط .فلما أحدروه قال له في السفينة بعض أصحابه:
لي شيءا اخترتها وهي شديدة الحر? فقال :ما هي بأحر من فقد الخلفة
وأورد له المرزباني في معجم الشعراءا لما خلع:
غير ملك المهيمن الوهاب كل ملك مصيره لـذهـاب
ويجازى العباد يوم الحساب كل ما قد ترى يزول ويفنى
وقال لما استفحل أمر المعتز:
ري على كللعباد أستعين الله في أم
كيد باغ ومعادي وأورد له صاحب المرآة: وبه أدفع عـنـي
كأنه غثـن تـين أحببت ظبيا ثمـين
ما في الثما مثلمين بالله أي عالـمـين
شوكته بالعجـين قلت :يريد: من لمني في هواه
توجه من قوصا إلى أرمنت لزيارة ابنته فتوفى بها رحمه الله سنة اثنتين
وستين وستمائة.
أبو العباس ولد النحوي
أحمد بن محمد بن الوليد بن محمد يعرف بولد من أهل بيت علم وكنيته أبو
العباس .توفي سنة اثنتين وثلثمائة ،وكان بصيرا بالنحو أستاذا فيه ،رحل إلى
بغداذ من وطنه مصر ولقي إبراهيم الزجاج وغيره ،وكان الزجاج يقدمه
ويفضله على أبي جعفر النحاس وكانا تلميذيه وكان الزجاج ل يزال يثني عليه
عند كل من يقدم بغداذ من مصر ويقول لهم :لي عندكم تلميذ من حاله
وصفته ،فيقال له :أبو جعفر ،فيقول :بل أبو العباس ابن ولد .قال :وجمع
بعض ملوك مصر بين ابن ولد والنحاس وأمرهما بالمناظرة .فقال النحاس
لبن ولد كيف تبني مثال افعلوت من رميت فقال ابن ولد أقول ارمييت
فخطأه أبو جعفر وقال :ليس في كلم العرب افعلوت ول افعليت .فقال ابن
ولد إنما سألتني أن أمثل لك بناءا ففعلت .قال الزبيدي :ولقد أحسن في
قياسه حين قلب الواو ياءا وقد كان أبو الحسن سعيد بن مسعدة الخفش
يبني من المثلة ما ل مثال له في كلم العرب .وله المقصور والممدود
والنتصار لسيبوسه فيما ذكره المبرد .وقد تقدم ذكر والده في المحمدين.
ابن الحلوي الموصلي
أحمد بن محمد ابن أبي الوفاءا ابن الخطاب محمد بن الهزبر الديب الكبير
شرف الدين أبو الطيب ابن الحلوي الربعي الشاعر الموصلي الجندي .ولد
سنة ثلثا وستمائة ،وقال الشعر الجيد الفائق ومدح الخلفاءا والملوك ،وكان
في خدمة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل .روى عنه الدمياطي وغيره وكان
من ملح الموصل وفيه لطف وظرف وحسن عشرة وخفة روح وله القصائد
الطنانة التي رواها الدمياطي عنه في معجمه .توفي سنة ست وخمسين
وستمائة.
ومما رواه الشيخ شرف الدين الدمياطي في معجمه له:
وما الخمر إل وجنـتـاه حكاه من الغصن الرطيب وريقـه
وريقـه
غزال ولكن سفح عيني هلل ولكن أفق قلبـي مـحـلـه
عقـيقـه
غدا راشقا قلب المحب وأسمر يحكي السمر اللـدن قـده
رشـيقـه
يشب ولكن في فـؤادي على خده جمر من الحسن مضـرم
حـريقـه
ووافقه من كل معـنـى أقر له من كل حسـن جـلـيلـه
دقـيقـه
على أن دمعي في الغرام بديع التثني راح قـلـبـي أسـيره
طليقـه
وفي شفتيه للسـلف على سالفـيه لـلـعـذار جـديده
عـتـيقـه
ويسكر منه الريق مـن يهدد منه الطرف من ليس خصمـه
ل يذوقـه
وفي حبه يجفو الصديق على مثله يستحسن الصب هتـكـه
صـديقـه
ول ذكر بانات الغـوير من الترك ل يصبيه وجد إلى الحمى
يشـوقـه
ول سار في ركب يساق ول حل في حي تلـوح قـبـابـه
وسيقـه
ولكن إلى خاقان يعزى ول بات صبا بالـفـريق وأهـلـه
فـريقـه
ويخجل نوار القاحـي له مبسم ينسي الـمـدام بـريقـه
بـريقـه
فأضرم من حر الحريق تداويت من حر الـغـرام بـبـرده
رحـيقـه
تذكرته فاعتاد قلبـي إذا خفق الرق اليماني مـوهـنـا
خـفـوقـه
مع البدر قال الناس هذا حكى وجهه بدر السماءا فلـو بـدا
شقـيقـه
فأطرق من فرط الحياءا رآني خيال حـين وافـى خـيالـه
طروقـه
يحملني كالخصر مـا ل فأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا
أطـيقـه
وحتام طرفي كل حسـن فما بال قلبي كـل حـب يهـيجـه
يروقـه
وهذا فبعد البعد ماجـف فهذا ليوم البين لـم تـطـف نـاره
مـوقـه
وإن كان طرفي مستمرا ولله قلبـي مـا أشـد عـفـافـه
فسوقـه
فما باله عن كل صـب أرى الناس أضحوا جاهـلـية وده
يعـوقـه
شراب ثناياه ومنـهـا فما فاز إل من يبيت صـبـوحـه
غـبـوقـه وقال:
وثغرك كالسراط المستقيم أألقى من خدودك في جحيم
فواعجبا أأسهر بالـرقـيم منها: وأسهدني لديك رقـيم خـد
قلت :أجأ وسلمى جبلن معروفان من جبال طيءا.وكان السلطان بدر الدين
لؤلؤ صاحب الموصل في أول الحال ل ينادمه ول يحضره مجلسه ،وإنما كان
ينشده أيام المواسم والعياد المدائح التي يعملها فيه ،فلما كان في بعض
اليام رآه في الصحراءا وهو في روضة معشبة وبين يديه برذون له مريض
يرعى فجاءا إليه ووقف عنده وقال :مالي أرى هذا البرذون ضعيفا? فقام
وقبل الرض وقال :يا مولنا السلطان حاله مثل حالي وما تخلفت عنه في
شيءا ،يدي بيده في كل رزق يرزقنا الله .فقال له :هل عملت في برذونك
هذا شيئا? قال :نعم .وأنشده بديها:
لمصقات في حسرة يكابدها أصبح برذوني المرقع بـال
عليه يوما فظل ينشـدهـا رأى حمير الشعير عابـرة
أقل من نظـرة أزودهـا فأعجب قفا قليل بها عـلـي فـل
السلطان بديهته وأمر له دينارا وخمسين مكوكا من الشعير ،وقال له :هذه
الدنانير لك والشعير لبرذونك ،ثم أمره بملزمة مجلسه كسائر الندماءا ولم
يزل يترقي عنده إلى أن صار ل يصبر عنه .ومن شعر ابن الحلوي:
فما لدهري تـرى ومـا لـي أرثا صرف الزمان حـالـي
يرشقني منـه بـالـنـبـال حتـى كـأنـي لـه عــدو
وعن أخلي في اشـتـغـال وطالما كنـت وهـو عـنـي
أمـرا ونـهـيا ول أبـالـي ولو أتانـي لـصـلـت فـيه
وأين جـاهـي وأين مـالـي أين زماني الـذي تـقـضـى
وأين قـيلـي وأين قـالــي وأين خفـي وطـيلـسـانـي
وأين حسني وحسن حـالـي وأين عيشـي وأين طـيشـي
نجارهم في الفـخـار عـال ونحـن فـي فـتـية كـرام
فدته نفسي مـن رأس مـال قد جعلوا اللـهـو رأس مـال
فكم لهـم فـيه مـن جـدال قد درسوا الفسـق مـن قـديم
لذيذة الـمـنـيك الـثـقـال من أرغب الناس في الفقاح ال
أحـسـن مـن زينة ومـال مخنـث عـنـدهـم لـنـيك
فيه سوى الـنـيك والـبـدال فما لهـم قـط مـن حـديث
ونـكـتـه ل لـه ول لـي فقـائل نـاكـنـي فـــلن
وراح يحبـو إلـى الـبـزال وقائل حـين طـاح سـكـرا
مقعدتي قمـتـي تـعـالـي شواربي فقحتـي سـبـالـي
جل عن الوصف والمـثـال ونحن في مـجـلـس بـديع
فتم فـي غـاية الـكـمـال جمع فـيه مـن كـل شـيءا
في اللهو ،والنقل في النقـال فالراح في الراح ،والملهـي
وللـرواويق والـمـقـالـي وللمـلهـي بـه ضـجـيج
والزمر تلى تـلـل تـللـي فالدف دف دف ددف ددف دف
تصلـحـه ربة الـحـجـال والجـنـك دن دن ددن ددن دن
سبحـلة عـذبة الـمـقـال خريدة رودة رداح
والحسـن والـتـيه والـدلل تفتن بـالـدل والـتـجـنـي
وجدا إلى سحرها الـحـلل عنت فهـام الـفـؤاد مـنـي
رصعها المزج بـالـللـي وبينـنـا قـهـوة كـتـبـر
ألفا فـألـفـا يد الـلـيالـي حديدة الطعـم عـتـقـتـهـا
مذ شابها الماءا ذا اشـتـعـال صفراءا كالنار بـل تـراهـا
مهفهف القـد ذو اعـتـدال يسعى بـهـا شـادن رشـيق
سواه في الناس ما حـل لـي مورد الـوجـنـتـين حـلـو
ولج في العذل والـمـطـال قلـت لـه إذ أطـال وعـدي
أخ أخ أخ يا مـحـالـــي دع التجني فلـسـت أسـلـو
كالشمس في راحة الـهـلل لم?ا بـدا وهـي فــي يديه
وطاق طرطاق في قـذالـي فطب طرطب فـوق رأسـي
وقاع قع قاع في سـبـالـي وتـف تـخ وسـط وجـهـي
وللبديع الهمذاني إليه رسالة أجابها ابن مسكويه وذكرهما ياقوت في ترجمة
ابن مسكويه في معجم الدباءا .ولبن مسكويه عهد وهذا نصه :هذا ما عاهد
عليه أحمد بن محمد ،وهو يومئذ آمن في سربه معافى في جسمه ،عنده
قوت يومه ل يدعو إلى هذه المعاهدة ضرورة نفس ول بدن ،ول يريد بها
مراءااة مخلوق ول استجلب منفعة ول دفع مضرة-عاهد على أن يجاهد نفسه
ويتفقد أمره فيعف ويشجع ويحكم؛ علمة عفته أن يقتصد في مآرب بدنه
حتى ل يحمله الشره على ما يضر جسمه أو يهتك مروءاته؛ وعلمة شجاعته
أن يحارب دواعي نفسه الذميمة حتى ل تقهره شهوة قبيحة ول غضب في
غير موضعه؛ وعلمة حكمته أن يستبصر في اعتقاداته حتى ل يفوته ،بقدر
طاقته ،شيءا من العلوم والمعارف الصالحة ،ليصلح أول نفسه ويهذبها
ويحصل له من هذه المجاهدة ثمرتها التي هي العدالة؛ وعليه أن يتمسك بهذه
التذكرة ويجتهد في القيام بها والعمل بموجبها وهي خمسة عشر بابا :إيثار
الحق على الباطل في العتقاد والصدق على الكذب في القوال ،والخير على
الشر في الفعال؛ وكثرة الجهاد الدائم لجل الحرب الدائم بين المرءا ونفسه؛
والتمسك بالشريعة ولزوم وظائفها؛ وحفظ المواعيد حتى ينجزها وأول ذلك
ما بيني وبين الله جل وعز؛ قلة الثقة بالناس بترك السترسال؛ محبة الجميل
لنه جميل ل لغير ذلك؛ الصمت في أوقات حركة النفس للكلم حتى يستشار
فيه العقل؛ حفظ الحال التي تحصل في شيءا حتى تصير ملكة ول تفسد
بالسترسال؛ القدام على كل ما كان صوابا؛ الشفاق على الزمان الذي هو
العمر ليستعمل في المهم دون غيره؛ ترك الخوف من الموت والفقر ليعمل
ما ينبغي وترك التواني؛ ترك الكتراثا لهل الشر والحسد لئل يشتغل
بمقابلتهم وترك النفعال لهم؛ وحسن احتمال الغنى ةالفقر والكرامة والهون
لجهة وجهه؛ ذكر المرض وقت الصحة والهم وقت السرور والرضى عند
الغضب ليقل الطغى والبغي؛ قوة المل وحسن الرجاءا والثقة بالله عز وجل
وصرف جميع البال إليه.
وهذا ابن مسكويه معدود في فلسفة السلم.
أبو جعفر الطبري النحوي
أحمد بن محمد بن يزداد بن رسم أبو جعفر النحوي الطبري ،سكن بغداذ.
قال الخطيب :وحدثا بها عن نصر بن يوسف وهاشم بن عبد العزيز صاحبي
علي بن حمزة الكسائي .وله من الكتب :كتاب غريب القرآن .كتاب المقصور
والممدود .كتاب المذكر والمؤنث .كتاب صورة الهمز .كتاب التصريف .كتاب
النحو .وكان مؤدبا في دار الوزير ابن الفرات ،وكان ليوصل إليه إل
بالشفاعات والحيل ،وكان بصيرا بالنحو حاذقا فيه ،أخذ القراءاة عن نصير ابن
يوسف أبي المنذر النحوي.
الوزير اليزيدي
أحمد بن محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو عبد الله اليزيدي من أهل البصرة.
كان من ذوي اليسار مع قوة نفس وتهور وإقدام ،ولي الوزارة للراضي بالله
وهو بواسط وخلفه بالحضرة أبو بكر عبد الله بن علي البصري ثم عزل،
وكانت مدة وزارته سنة واحدة وأربعة أشهر وأربعة عشر يوما .ثم ولي
الوزارة للمتقي لله فأقام بالحضرة مشوشا عليه أمره ثم اختلف عليه الجند
وحاربوه وكسروه فانحدر منهزما إلى واسط .وكانت مدة هذه الوزارة أربعة
وعشرين يوما؛ ثم ولي الوزارة للمتقي مرة ثانية وهو بواسط ونفذت إليه
الخلع واستخلف له بالحضرة أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد ثم عزل،
وكانت مدة وزارته خمسة وعشرين يوما؛ ثم إنه جمع العساكر واستنجد بعماد
الدولة أبي الحسن علي بن بويه الديلمي على التغلب على أعمال خوزستان
والبصرة ،ولما بلغ به ما أراد فارقه .وجرت له أمور وحروب ووقائع يطول
شرحها ،وبعد هذا كله مات حتف أنفه .قال ابن عبدون الطيب :قلت لبي عبد
الله اليزيدي وقد لحقته حمى ،خلط واستعمل القيءا .فقال أي شيءا أفعل
في التخليط أكثر مما فعلت جلبت الزنج وجمعت الترك وأحضرت الديلم
ورميت فريقا بفريق وضربت جانبا بجانب فهل بعد ذلك تخليط? وضحك.
ولبي عبد الله زنجي الكاتب في بني اليزيدي:
ولم يك في الحساب بنو رأيت الدهر يرفع كـل وغـد
اليزيدي
تخف لهم كـأرواح الـقـرود قرود بالفـعـال ولـيس روح
لما بلوا الثرى بـنـدى صـديد ولو دفنوا مع المـوات حـول
وتوفي الوزير في سنة اثنتين وثلثين وثلثمائة.
ابن بكروس الحنبلي
أحمد بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس أبو العباس ابن أبي بكر
ابن أبي العز الفقيه الحنبلي البغداذي .قرا بالروايات على محمد بن الحسين
المزرفي والبارع أبي عبد الله ابن الدباس وغيرهما .وقرأ الفقه على محمد
بن محمد بن الفراءا وأبي بكر أحمد بن محمد الدينوري وحصل منه طرفا
صالحا .وسمع الحديث الكثير من الشريف الحسين بن محمد بن علي الزينبي
وأبي الغنائم محمد بن أحمد بن المهتدي وهبة الله ابن محمد بن الحصين
وغيرهم وحدثا بالسير .وكان كثير الصوم والصلة وتوفي سنة ثلثا وسبعين
وخمسمائة وأورد له صاحب المرآة بعدما قال :وزوجه جدي ست العلماءا أكبر
بناته:
يمين من يخون فـي الـيمـين أحبابنا ل سلمـت مـن الـردى
وقرحت من أدمعي جفـونـي بكيت دمعا ودمـا لـبـينـهـم
فالشوق والتذكار أودعـونـي مذ رحلوا أحباب قلبي سـحـرا
فراخك الوراق في الغصـون فيا غراب بينهـم ل سـتـرت
صاف لقد حنثت في يمـينـي لئن حلفت أن عيشي بعـدهـم
أم كيف أنسى والـوداد دينـي فكيف أشكو والوفاءا مذهـبـي
تجري وخوف البين يعترينـي قالوا وقد ودعتهـم وأدمـعـي
أيدي النوى بقلبك الصبر أحرى فاصطبر إن لعبت
المـحـزون قلت :شعر متوسط.
أبو عبيد الهروي
أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي عبيد أبو عبيد العبدي المؤدب الهروي
الفاشاني بالفاءا ،صاحب كتاب الغريبين .قال ابن خلكان :هذا هو المنقول في
نسبه ،ورأيت على ظهر كتاب الغريبين أنه أحمد بن محمد بن عبد الرحمن
والله أعلم .قلت :وكذا أثبته ياقوت في معجم الدباءا .كان من العلماءا الكابر
وما قصر في كتابة المذكور؛ كان يصحب أبا منصور الزهري ويقال إنه كان
يحب البذة ويتناول في الخلوة ويعاشر أهل الدب في مجالس اللذة والطرب
عفا الله عنا وعنه ،وأشار الباخرزي في ترجمة بعض أدباءا خراسان إلى ذلك؛
ذكره ابن الصلح في طبقات الشافعية واشتغل على الخطابي أيضا .وله
كتاب ولة هراة .وكتابه في الغريبين جيد إلى الغاية ورواه عنه أبو عمرو عبد
الرحمن بن أحمد المليحي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الردستاني.
وتوفي سنة إحدى وأربعمائة.
أخو الغزالي
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي مجد الدين ،أخو حجة
السلم أبي حامد الغزالي .كان واعظا مليح الوعظ حسن المنظر صاحب
كرامات وإرشارات وكان من الفقهاءا ،خل أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه.
ودرس بالنظامية عن أخيه لما ترك التدريس ،واختصر كتاب الحياءا في
مجلدة وسماه لباب الحياءا .وله الذخيرة في علم البصيرة .طاف البلد وخدم
الصوفية بنفسه.وكان يميل للنقطاع والعزلة .ولما قرأ المقرئ في بعض
مجالس وعظه قوله تعالى يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم قال:
شرفهم بياءا الضافة إلى نفسه بقوله يا عبادي ثم أنشد:
وقول العادي إنه لـخـلـيع وهان علي اللوم في جنب حبها
إذا قيل لي يا عبدها لسمـيع أصم إذا نوديت باسمي وإننـي
قال ابن خلكان :يشبه قول القائل:
لنه أشرف أسمائي ولما ذكر آدم ل تدعني إل بيا عبدها
وأنه وهب لبنه داود عمرا ثم جحده قال :جاءاه ملك الموت فتمنع وكأن لسان
الحال خاطب الروح :أنت التي نحت على نفسك لما أمرت بالدخول في هذا
الجسد وقلت :بيت مظلم مستقذر فما الذي يصعب عليك من الخروج عنه.
فكأنها أجابت بلسان الحال:
ألفناها خرجنا مكرهـينـا نزلنا كارهين لها فـلـمـا
أمر العيش فرقة من هوينا وسئل وما حب الديار بنا ولـكـن
عن قوله تعالى في قول الخليل عليه السلم أرني كيف تحيي الموتى قال
أولم تؤمن ،قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ،وقول علي رضي الله عنه :لو
كشف الغطاءا ما ازددت يقينا .فقال :اليقين يتصور عليه الجحود ،والطمأنينة
ل يتصور عليها الجحود .قال الله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم
وسئل عن آدم وإبليس فقال :لم يدر ذلك المسكين أن أظافر القضاءا إذا
حكت أدمت وقسي القدر إذا رمت أصمت وأنشد:
فلما توافـينـا ثـبـت وكنت وليلى في صعود من الهوى
وزلـت
وجاءا في كلمه :من كان في الله تلفه كان علي خلفه .وقال :قيل إن بعض
العشاق كان مشغوفا بجميل وكان ذلك الجميل موافقا له فاتفق أنه جاءاه
يوما بكرة وقال له :أنظر إلى وجهي فأنا اليوم أحسن من كل يوم ،فقال له:
وكيف ذلك? فقال :نظرت في المرآة فرأيت وجهي فاستحسنته فأردت أن
تنظر إليه فقال :بعد أن نظرت إلى وجهك قبلي ل تصلح لي .ومن شعره:
فأخلق خلق الورى بالكرم أتاني الحبيب بـل مـوعـد
فحق التلف وزال التهـم أعاد الوصال وعادى الفراق
كما كنت أقرع سن النـدم ومنه: فما زلت أرتع روض المنى
وهموم لي عـظـام أنا صب مسـتـهـام
سهرت عيني وناموا طال ليلي دون صحبي
فشربناها وصامـوا أرقت عيني لـبـرق
وغـريم وغــرام بي غلـيل وعـلـيل
ودمي لـيس حـرام ففؤادي لـحـبـيبـي
أمة العشـق كـرام قال محب الدين ثم عرضي لعذولـي
ابن النجار :أخبرني محمد بن محمود الشذباني بهراة ،قال :سمعت أبا سعد
ابن السمعاني يقول ،سمعت أبا الحسن علي بن هبة الله بن يوسف الصوفي
يقول :خرج أحمد الغزال المحول وحرجنا معه فركبنا إلى البساتين والنواعير
التي على الفرات فوقف عند ناعورة تئن أنين المصابة فطاب وقته وأخذ
الطيلسان من رأسه ورماه على الناعورة وأدارها الماءا وصار نتفة نتفة؛
انتهى.
وعظ في دار السلطان محمود فأعطاه ألف دينار فلما خرج رأى فرس
الوزير فركبه فقال دعوه ول يعاد .قال الشيخ شمس الدين :وقد رمي بأشياءا
صدرت منه تخالف الطريق .قال ابن طاهر :كان ليرجع إلى دين؛ وقال محمد
بن طاهر المقدسي :كان آية في الكذب .وقال ابن الجوزي :كان يتعصب
لبليس ،وشاع أنه يقول بالشاهد وينظر إلى المرد ويجالسهم ،وكان له
مملوك تركي .وقال السمعاني :كان مليح الوعظ حلو الكلم حسن المنظر
قادرا على التصرف ،توفي سنة عشرين وخمسمائة.
أبو نصر القطع الحنفي
أحمد بن محمد بن محمد أبو نصر القطع الفقيه الحنفي البغداذي؛ درس
الفقه على أبي الحسين ابن القدوري حتى برع فيه وأتقن الحساب .ومال
إلى حدثا فظهرت سرقه على الحدثا فاتهم بأنه شاركه فيها فقطعت يده
اليسرى وخرج من بغداذ إلى الهواز وأقام برام هرمز ،وشرح مختصر
القدوري شرحا حسنا ،وكان يدرس هناك إلى أن توفي سنة أربع وسبعين
وأربعمائة.
ابن سميكة الشافعي
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار بن
سميكة الشافعي أبو نصر ابن طالب البغداذي من أولد المحدثين؛ كان أحد
وكلءا المقتدي على الطعام ،سمع الحسن بن أحمد بن شاذان وحدثا
باليسير .توفي سنة ثلثا وتسعين وأربعمائة.
القاضي أبو منصور الصباغ
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ أبو منصور الفقيه؛ درس
الفقه على عمه أبي نصر عبد السيد بن محمد وعلى القاضي أبي الطيب
الطبري ،وكان ينوب عن القاضي أبي محمد الدامغاني بربع الكرخ،وولي
الحسبة بالجانب الغربي ،وكان فقيها حافظا للمذهب فاضل متدينا يصوم
الدهر ويكثر الصلة .سمع الحديث من القاضي أبي الطيب الطبري والحسن
بن علي الجوهري ومحمد بن أحمد البنوسي وأبي يعلى محمد بن الفراءا
وأحمد بن محمد بن ساوش وأحمد بن محمد بن النقور وعلي بن أحمد
البشري وغيرهم .وسمع بأصبهان سليمان بن إبراهيم الحافظ وغانم بن
محمد بن عبد الواحد والحسن بن أحمد الحداد .وسمع منه الحافظان :أحمد
بن ثابت الطرقي وأبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي بأصبهان وأبو الفضل
محمد بن طاهر المقدسي؛ وروى عنه من أهل بغداذ أبو المعمر النصاري
وأبو الحسن ابن الخل الفقيه .وله مصنفات ومجموعات حسنة وكان خطه
رديئا .توفي سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
ابن النقيب البغداذي
أحمد بن محمد بن مظفر الخوافي الفقيه الشافعي .كان أنظر أهل زمانه،
تفقه على إمام الحرمين الجويني وصار أوجه تلمذته وولي القضاءا بطوس.
وكان مشهورا بحسن المناظرة وإفحام الخصوم ،وهو رفيق أبي حامد
الغزالي في الشتغال ،ورزق الغزالي السعادة في التصانيف ورزق الخوافي
السعادة في مناظراته؛ وتوفي سنة خمسمائة.
ناصر الدين ابن المنير
أحمد بن محمد بن منصور بن القاسم بن مختار القاضي ناصر الدين ابن
المنير الجذامي الجروي السكندراني قاضي السكندرية وعالمها وأخو زين
الدين علي .ولد سنة عشرين وستمائة؛ كان مع علومه له اليد الطولى في
الدب وفنونه ،وله مصنفات مفيدة وتفسير نفيس وهو سبط الصاحب نجيب
الدين أحمد بن فارس ،فالشيخ كمال الدين بن فارس شيخ القراءا خاله .وقد
سمع الحديث من أبيه ومن يوسف ابن المخيلي وابن رواج وغيرهم ،وكان ل
يناظر تعظيما لفضيلته بل تورد السولة بين يديه ثم يسمع ما يجيب فيها.
وله تأليف على تراجم صحيح البخاري .وولي قضاءا السكندرية وخطابتها
مرتين ،ودرس بعدة مدارس .وقيل إن الشيخ عز الدين ابن عبد السلم كان
يقول :ديار مصر تفتخر برجلين في طرفيها :ابن المنير بالسكندرية وابن
دقيق العيد بقوصا .وكنيته أبو العباس ابن المام العدل وجيه الدين أبي
المعالي ابن أبي علي .وله ديوان حطب وتفسير حديث السراءا في مجلد
على طريقة المتكلمين ل على طريقة السلف .وتوفي في مستهل ربيع الخر
سنة ثلثا وثمانين وستمائة بالثغر .وكتب إلى الفائزي يسأله رفع التصقيع عن
الثغر:
بنو اليام عاقبة الـشـفـاءا إذا اعتل الزمان فمنك يرجـو
فأنت اللطف في ذاك القضاءا وإن ينزل بساحتهم قـضـاءا
وقال في من نازعه الحكم:
ل تنحى عنها لمن هو أعلـم قل لمن يبتغي المناصب بالجه
فعليك القضاءا أمسى محرم إن تكن في ربيع وليت يومـا
وكتب إلى قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان :ليس شمس الضحى
كأوصاف شمس الدين قاضي القضاة حاشا وكل تلك مهما علت محل ثنت
ظل وهذا ومهما عل زاد ظل وفي ناصر الدين ابن المنير يقول أبو الحسين
الجزار:
فتـوة وفـتـاوي قد اعتبرت البـرايا
شيئا ومن ل يساوي فمنهم من يسـاوي
محاسن ومسـاوي هم كالدارهم فيهـا
فإنـه عـكـاوي وقال ابن المنير يمدح من لم يكن ناصريا
الفائزي ويسأله أن يستنيبه عنه في الخمس بالثغر:
لخجل إن شبهت وجهك أل أيها البـدر الـمـنـير وإنـنـي
بالـبـدر
فما زلت أستجليك لئن غبت عن عيني وشطت بك النوى
بالوهم في فكري
وأنت معي ما سر بعدكـم وحق زمان مـر لـي بـطـويلـع
سـري منها:
فتلقاهم بالبشر والنائل ويا سيدا تأتي الـوفـود لـبـابـه
الـغـمـر
تقابل منظوم المدائح ويا من له في الجود ضرب بلغة
بـالـنـثـر
غدا مستقل بالدعاءا متى ما أقمت العبد في الخمس نائبا
وبالـشـكـر وفي ابن منير يقول البرهان الغزولي:
علي ترفق إنني منك أكبـر أقول لخل قد غدا متكـبـرا
بأني غزولي وأنت مـنـير وإن كنت في شك فعندي دليله
وفيه يقول أيضا وقد قطع جواري المتصدرين:
فذنبك ليس يمحى بـاعـتـذار أل يا ابن الـمـنـير ل تـدار
ومن يكسى ثياب العـار عـار لبست ثياب لؤم عنـك شـفـت
أراك سعيت في قطع قوي حب العبيد عليك حـتـى
الجواري مردويه السمسار
أحمد بن محمد بن موسى السمسار المروزي .روى عنه البخاري والترمذي
والنسائي ،وكان مكثرا عن ابن المبارك ،ويعرف بمردويه ،وربما قيل فيه
أحمد بن موسى؛ توفي سنة ثمان وثلثين ومائتين.
أبو محمد بن موسى بن العباس
أحمد بن محمد بن موسى بن العباس أبو محمد.ذكره ابن الجوزي في
المنتظم وقال :كان معنيا بأمر الخبار وطلب التواريخ وولي حسبة سوق
الدقيق .وكتب عنه ،ومات سنة أربع وعشرين وثلثمائة.
ابن الصلت المجبر
أحمد بن محمد بن يحيى أبو الحسن الواثقي صاحب الشرطة ببغداذ أيام
المكتفي بالله ،عمل اللصوصا في أيامه عملة عظيمة ،فاجتمع التجار لها
وتظلموا إلى المكتفي فألزمه بإحضار اللصوصا أو غرامة المال ،فقامت
قيامته وكان يركب بنفسه ويختفي ويطوف أنصاف النهار وأنصاف الليل مع
نفر من رجاله .فاجتاز يوما في زقاق خال في بعض أطراف بغداذ فدخله
فرأى على بعض أبواب الدور شوك سمكة كبيرة ،تقدير السمكة أن يكون
فيها مائة وعشرون رطل ،فقال لمن بين يديه :أل ترون إلى هذه السمكة كم
يكون ثمن هذه? فقالوا :دينار ،فقال :أهل هذا الزقاق ما حالهم حال من يأكل
السمكة بدينار ،لنه زقاق قريب من الصحراءا ل ينزله من معه شيءا وهذه
بلية يجب كشفها؛ فاستبعدوا القضية ،فقال :اطلبوا لي إمرأة من الدرب.
فاستسقي له ماءا من غير ذلك الباب،فلم يزالوا يطلبون منها شربة بعد
شربة ،والوالي يسأل ويفحص عن دار دار وهي تخبره إلى أن قال لها :فهذه
الدار من يسكنها? فقالت :ل والله ما أدري غبر أن فيها خمسة شباب أغمار
كأنهم تجار نزلوا ههنا منذ شهر ل نراهم يخرجون نهارا إل في كل مدة
طويلة ،وهم مجتمعون يأكلون ويشربون ويلعبون الشطرنج والنرد ولهم صبي
يلعب معهم ويخدمهم .وإذا كان الليل انصرفوا إلى دار لهم في الكرخ ،على
ما نسمعهم يقولون ،ول يبيتون عندنا ويدعون الصبي في الدار يحفظها ،فإذا
كانوا سحيرا جاءاوا ونحن نائمون .فقال الوالي :توكلوا بحوالي الدار ودعوني
على بابها .وأنفذ في الحال يستدعي برجال ورقاهم إلى سطوح الجيران ودق
هو الباب فخرج الصبي ودخل الرجال الدار فما فاتهم من القوم أحد .وحملهم
إلى مجلس الشرطة وقررهم فوجدهم أصحاب الجناية فارتجع منهم أكثر ما
كانوا أخذوه ودلوه على بقية أصحابه فتتبعهم .توفي الواثقي سنة أربع
وتسعين ومائتين.
القطان
أحمد بن محمد بن يحيى القطان روى عنه ابن ماجه ،وقال ابن أبي حاتم:
صدوق؛ وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
ابن البار الشبيلي
أحمد بن محمد الخولني الندلسي الشبيلي المعروف بابن البار الشاعر
المشهور ،كان من شعراءا المعتضد عباد صاحب إشبيلة المحسنين في
فنونهم ،وكان عالما جمع وصنف ،ومن محاسن شعره قوله:
من الغرام ول ما لم تدر ما خلدت عيناك في خـلـدي
كابدت كـبـدي
يسطعه من غرق في أفديه من زائر رام الـدنـو فـلـم
الدمع متقـد
معطـل جـيده إل مـن خاف العيون فوافاني على عـجـل
الـجـيد
من ذلك الشنب عاطيته الكأس فاستحيت مدامتـهـا
المعسول والـبـرد
وصيرته يد الصهبـاءا طـوع حتى إذا غازلت أجـفـانـه سـنة
يدي
فقال كفك عندي أفضـل أردت تـوسـيده خـدي وقـل لـه
الـوسـد
وبت ظمآن لـم أصـدر ولـم فبات في حـرم ل غـدر يذعـره
أرد
والفق محلولك الرجاءا من بدر ألم وبـدر الـتـم مـمـحـق
حسـد
وما درى الليل أن البدر في تحير الليل منـه أين مـطـلـعـه
عضدي توفي سنة ثلثا وثلثين وأربعمائة.
الديبني الشافعي الخياط
أحمد بن محمد المام أبو العباس الديبلي بباءا موحدة بعد الياءا آخر الحروف
ولم-الشافعي الزاهد الخياط نزيل مصر؛ سليم القلب صوام تالي القرآن
كثير النظر في كتاب الم للشافعي وكان وكاشفا شوهدت منه أحوال سنية؛
توفي سنة ثلثا وسبعين وثلثمائة.
أبو الخطاب الصلحي
أحمد بن محمد الصلحي أبو الخطاب؛ كان كاتبا أديبا فاضل حسن الخط
ذكره أبو سعد في المذيل وأورد له قوله:
وفارغ القلب قلبي فيك ياراقد العين عيني فيك ساهرة
مـلن
وأسهر الجفن جفن منك إني أرى عذب الثغر عذبـنـي
وسنان قلت :تقدم الكلم عليهما ومعناهما وغالب ألفاظهما في قصيدة لبن
التعاويذي ذكرت في ترجمته في المحمدين.
أبو الريحان البيروني
أحمد بن محمد أبو الريحان البيروني-بفتح الباءا الموحدة وسكون الياءا آخر
الحروف وضم الراءا وبعد الواو الساكنة نون-الخوارزمي قال ياقوت بيرون
معناه بالفارسية برا ،وسألت بعض الفضلءا عن ذلك فزعم أن مقامه بخوارزم
كان قليل وأهل خوارزم يسمون الغريب بهذا السم ،كأنه لما طالت غربته
صار غريبا .وما أظنه أنه يراد به إل أنه يراد به أنه من أهل الرستاق يعني أنه
من برا البلد .وقال غيره :بيرون من بلد الهند انتهى.
وتوفي أبو الريحان في عشر الثلثين والربعمائة وعاصر ابن سيناءا وبينهما
أسولة وجوابات؛ ولما صنف كتاب القانون المسعودي أجازه السلطان بحمل
فيل من نقده الفضي فرده إلى الخزانة بعذر الستغناءا عنه .وكان مكبا على
تحصيل العلوم ول يكاد يفارق القلم يده ول عينه النظر في الكتب وقلبه
الفكر إل في يومي النوروز والمهرجان .حدثا القاضي كثير بن يعقوب
النحوي البغداذي عن الفقيه أبي الحسن علي بن عيسى الولوالجي قال:
دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه وقد حشرج نفسه وضاق به صدره
فقال لي في تلك الحال :كيف قلت لي يوما في حساب الجدات الفاسدة?
فقلت له إشفاقا عليه :أفي هذه الحالة? قال :ياهذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه
المسألة أل يكون خيرا من أن أخليها وأنا جاهل بها? فأعدت ذلك عليه وحفظ
وعلمني ما وعد وخرجت من عنده وأنا في الطريق فسمعت الصراخ عليه.
وبلغ من حظوته عند الملوك أن شمس المعالي قابوسا أراد أن يستخلصه
لنفسه على أن تكون له المرة المطاعة في جميع ما يحويه ملكه ويشتمل
عليه ملكه فأبى ولم يطاوعه؛ ولما سمح للملوك الخوارزمشاهية بذلك أنزله
في داره معه ودخل خوارزمشاه يوما وهو يشرب على ظهر الدابة فأمر
باستدعائه من الحجرة فأبطأ قليل فتصور المر على غير صورته وثنى العنان
نحوه ورام النزول ،فسبقه أبو الريحان إلى البروز ،وناشده الله أن ل يفعل
فتمثل خوارزمشاه:
يأتيه كل الورى ول ياتي ثم قال: العلم من أشرف الوليات
لول الرسوم الدنيوية لما استدعيتك فالعلم يعلو ول يعلى .وكان لما توجه
السلطان محمود إلى غزنة واستولى على خوارزم قبض عليه عبد الصمد
الحكيم واتهمه بالقرمطة والكفر وأذاقه الحمام وهم أن يلحق به أبا الريحان
فقيل له :إن هذا إمام وقته في علم النجوم والملوك ل يستغنون عن مثله.
فأخذه معه ودخل به بلد الهند وأقام بينهم وتعلم لغتهم واقتبس علومهم
وأقام بغزنة حتى مات بها عن سن عالية .وكان حسن المحاضرة طيب
العشرة خليعا في ألفاظه عفيفا في أفعاله لم يأت الزمان بمثله علما وفهما.
ومن تصانيفه كتاب الجماهر في الجواهر .والصيدلة في الطب .ومقاليد الهيئة
وتسطيح الهيئة ،مقالة في استعمال آلة السطرلب الكبرى الزيج المسعودي
صنفه للملك مسعود بن سبكتكين والثار الباقية عن المم الخالية.والتفهيم
في صناعة التنجيم .وتلفي عوارض الزلة في دلئل القبلة .وأورد له ياقوت
في معجم الدباءا قوله لشاعر اجتداه:
وافى ليمدحني والذم يا شاعرا جاءاني يخرى على الدب
مـن أربـي
كل فلحيته عثنـونـهـا وجدته ضارطا في لحيتي سفـهـا
ذنـبـي
ولست والله حقا عارفا وذاكرا في قوافي شعره حسبـي
نـسـبـي
وكيف أعرف جدي إذ إذ لست أعرف جدي حق معـرفة
جهلت أبي
نعم ووالدتي حمالة الـحـطـب أبي أبو لـهـب شـيخ بـل أدب
سيان مثل استواءا الجد المدح والذم عندي يا أبـا حـسـن
واللـعـب
بالله ل توقعن مفساك في فأعفني عنهما ل تشتغل بـهـمـا
تـعـب وأورد له أيضا:
ثوى طاعما للمكرمات ومن حام حول المجد غير مجاهد
وكاسـيا
ولكنه عن حلة المجـد وبات قرير العين في ظل راحة
عـاريا قلت :يريد قول الحطيئة يهجو:
وأقعد فإنك أنت الطاعم دع المكرم ل ترحل لبغيتـهـا
الكاسي وأورد له أيضا:
تراه في دروسي واقتـبـاسـي فل يغررك مني لـين مـسـي
إلى خوض الردى في وقت فإني أسرع الـثـقـلـين طـرا
باس وأورد له أيضا:
صفحة 1071 :
أحمد بن محمد أبو بكر القوهي .ذكره الثعالبي في تتمة اليتيمة وقال :أحد
فضلءا الزوازنة وشعرائها يقول في شكاية فقهائها لما اختاروا لزعامتهم
اسرافيل الغرنوي:
وإن زل خير منهم فهو لنا فقهاءا شرهم جـد مـحـكـم
ينـسـخ
وجاءاوا بإسرافيل في أقاموا على الناس القيامة جهـرة
الصور ينفخ وله من قصيدة:
عقاره شد وهو خفا يعني صار عقارا كم من مؤد له عقار
بالتشديد وصار هو موديا بالتخفيف.
أبو نصر الخالدي
أحمد بن محمد الخالدي أبو نصر .ذكره الثعالبي أيضا وقال :أديب شاعر
حسن الشعر من المقيمين بغزنة .وأورد له:
ل وادعا وسط الكرى مه قل للنؤوم عن التـفـض
د للمبرة والـكـرامـه وأورد له: أحسن فإن الحـر عـب
ما في الفضائح مثله إبليس قاض لنا ابليس يشهد أنـه
وكأنما مفساه مغناطـيس أبو فكأنما زبر الحديد فياشـل
الحسن الطبري
أحمد بن محمد أبو الحسن الطبري الطبيب من أهل طبرستان ،فاضل عالم
بالطب كان طبيب ركن الدولة ،ولك كتاب الكناش المعروف ب المعالجات
البقراطية .قال ابن أبي أصيبعة :هو من أجل الكتب وأنفعها قد استقصى فيه
ذكر المراض ومداواتها على أتم ما يكون وهو يحتوي على مقالت كثيرة.
أبو طاهر الشيرازي
أحمد بن محمد الديب أبو طاهر الشيرازي الشاعر .توفي قبل الربعمائة
تقريبا؛ ومن شعره في الشمعة:
وتشق عنها داجي قامت على الكرسي تجلو نفسها
الظلـمـات
تحكي الشروق وقامه جسم حكى شفق الغروب وغرة
كقنـاة
طول ،ويؤذن شملها بشـتـات لما رأت ليل التمام يفـوتـهـا
وتلمظت كتلمـظ الـحـيات أكلت من الغيظ المبرح نفسهـا
ومن شعره في الحماحم:
بدائع من صنعه المعجـز أراك الحماحم لـمـا بـدا
عليها قلنس من قـرمـز أناسا يجرون خضر الخزوز
يزورون زورة مستوفـز ومن أوان الربيع كمثل الشبـاب
شعره أيضا:
عن ساقها بالمجون واللعب جاءات وقد شمرت مآزرها
وانتهبتني من كل منتهـب فأنهبت عيني السرور بهـا
شبت لهوالها ولم أشـب فظلت للهـو بـين أربـعة
بياض ساقين صفرة الذهب قلت: حمرة حنا سـواد ل لـكة
شعر جيد لكن برد في الرابع بالللكة.
الفريقي المتيم
أحمد بن محمد الفريقي المعروف بالمتيم أبو الحسن .أحد الدباءا الفضلءا
الشعراءا له من التصانيف كتاب الشعراءا الندماءا .كتاب النتصار المنبي عن
فضل المتنبي .وغير ذلك؛ وله ديوان شعر كبير .قال الثعالبي :رأيته ببخارا
شيخا رثا الهيئة تلوح عليه سيماءا الحرفة وكان يتطبب وينجم فأما صناعته
التي يعتمد عليها فالشعر ،ومما أنشدني لنفسه:
شبهتهم بنجوم الليل إذ نجـمـوا وفتية أدباءا مـا عـلـمـتـهـم
فما درت نـوب اليام فروا إلى الراح من خطب يلم بهم
أين هـم قال وأنشدني لنفسي أيضا:
فقلت أغربي عن ناظري تلوم على ترك الصلة حلـيلـتـي
أنت طالق
يصلي له الشيخ الجـلـيل فوالله ل صليت لـلـه مـفـلـسـا
وفـائق
لن له قسرا تـدين ول عجب إن كان نوح مـصـلـيا
الـمـشـارق
وأين خيولي والحلى لماذا أصلي أين باعي ومـنـزلـي
والمـنـاطـق
عليه يميني إنـنـي أصلي ول فتر من الرض تحتـوي
لـمـنـافـق
أصلي له ما لح في الجـو بلى إن علي الـلـه وسـع لـم أزل
بـارق وقال في تركي:
تركية ضاق لها صدري قلبي أسير في يدي مقـلة
ليس لها زر سوى السحر الصوفي كأنها من ضيقها عـروة
الحلبي
أحمد بن محمد بن عمر ابن أبي الفرج الشيخ شهاب الدين أبو العباس
الحلبي الصوفي .مولده سنة إحدى وخمسين وستمائة سمع من النجيب عبد
اللطيف الحراني وأجاز لي.
ابن البققي
أحمد بن محمود المام الديب البليغ المنشىءا كمال الدين أبو العباس ابن
أبي الفتح الشيباني الدمشقي ابن العطار .ولد سنة ست وعشرين وأجاز له
ابن روزبه وسمع من ابن المقير وأبي نصر ابن الشيرازي والسخاوي وخرجت
له مشيخة وسمعها الشيخ شمس الدين وحدثا ب صحيح البخاري بالكرك
بالجازة سنة سبعمائة .وكان دينا وقورا بديع الكتابة والترسل جيد النظم
والنثر توفى سنة اثنتين وسبعمائة .ولم يزل رئيسا في ديوان النشاءا بدمشق
مشارا إليه بالتعظيم إلى أن مات رحمه الله تعالى .كتب إلى محيي الدين
عبد الله ابن عبد الظاهر:
فقمت إجلل وقبلـتـه سقى وحيا الله طيفا أتـى
قد زارني حقا وقد زرته وافى لشدة الشوق الذي بينـنـا
من الجناب العالي المحيوي آنس الله المملوك بقربه ،وحفظ عليه منزلته من
قلبه ،وهداه إلى الطريق التي كان ظفر فيها بمطلب البلغة من كتبه ،ول
شغله بسواه حتى ل يسمع غير كلمه ول يرى غير شخصه ول ينطق إل بذكره
لغلبة حبه .وما زاره في المنام ،ول أتاه في خفية واكتتام ،ول شاهده بدعوى
الحلم ،بل فإن المنى أحلم المستيقظ وهو به طول المدى حالم والناس
نيام .ول ينكر الخلل بالمكاتبة على نائم ،القلم مرفوع عن النائم .غير أن
المملوك أماته الشوق فانتبه ،بعد ما رآه بعينه فهو ل يتأول ول سيما في أمر
ما اشتبه ،وما كانت زيارته له إل منافسة له بظنه أن المملوك علقت به
أسباب الكرى ،ومناقشة لطلبه زور الخيال حقيقة لما سرى .لينفي الوسن
عن نظره ،ثم ينصرف على أثره .ولما سجدت له الجفان ظن بها سنة
فزارها منبها ،وما كان إل ساهيا بمزاره عن خدمته فل ينكر على جفنه
السجود لما سها .ولكم علة للشوق أطفأ حرها بمزاره .وأعلق به أشراك
الجفان خيفة من نفاره ،وعقله بحبائل جفنيه ،خشية أن تنزع يد اليقظة حبيبه
من يبن جنبيه .وضمها على خياله ،ضم المحب للعناق يمينه على شماله.
ولكن ما فاز بالعناق إل يد أو يدان ،وعناق المملوك للطيف من فرط الوجد
بأربعة أيد من الجفان .وإن لم تؤخذ هذه الدعوى منه بالتسليم ،وقيل ما
زاره بل استزاره فكر له في كل واد يهيم .فبلى وحقه لقد قصد مزارا ،إن
الكريم إذا لم يستزر زارا .وتالله لقد وافاه ويسراه على حشاه ،ويمناه
متشبثة بأذيال دجاه .ومحبه فوجده ،على أبرح ما يكون من الوجد الذي
عهده .إل أن ضيف الطيف ما أهتدى إل بنار أشواقه ،وما سرى بل سار في
ضياءا من بارق دمعه وما يوري قدحا من سنابك براقه .وتسور أسوار الجفون،
وخاض السيول من العيون.
فكتب ابن عبد الظاهر الجواب إليه عن ذلك:
عليك في الحالين قررتـه في النوم واليقظة لي راتب
طيف خيالي منه أن زرته تفضل المـولـى إذا زاره
ورد على المملوك-أدام الله نعمة الجناب الكمالي ول أسهر جفنه إل في
سبيل المكارم ،ول سهدها إل في تأويل رؤيا مغارم الفضل التي يراها من
جملة المغانم ،وجعله يتعزز بحلمه هفوة الطيف وكيف ل يحلم الحالم-كتاب
شريف حبب إليه التشبيه بنصب حبائل الهدب من الجفون ،والستغشاءا
بالنعاس لعل خيال في المنام يكون .وليغنم اجتماعه ولو في الكرى ،وتصبح
عينه مدينة وإن مضى عليها زمن وهي من القرى .وينعم طرفه من التلقي
بأحسن الطرف ،ويقول هذا من تلك السجايا أطيب الهدايا ومن تلك المزايا
ألطف التحف .ويرفع محل الطيف فيرقيه من الهدب في سللم ،ل بل يمطيه
طرف طرفه ويجعلها له شكائم .ل بل يرخيها لصونه أستارا ،ول يصفها بأنها
دخان إذ كان يجل موطن الطيف الكريم أن يؤجج نارا .ويعظمه عن أنه إذا
أرسل خياله رائدا أن يتبعه الناظر ،وأن يكلفه مشقة بسلوك مدارج الدموع إذ
هي محاجر .ثم يخشى أن يحصل نفور من التغالي في وصف الدموع بأنها
سيول ،فيهول من أمرها ما يهول .ويقول :هل الدمع إل ماءا يرش به بين يدي
الطيف ،وهل الهدب على تقدير أنها دخان إل ما لعله يرتفع لما يقرى به
الضيف،وعن إيراد الجفون بهذا وإسخان العيون بهذه هل هما ليلف الخيال
إل ما يقصده من رحلة الشتاءا والصيف .ثم يحتقر المملوك إنسان عينه عن
أنه يلزمه لهذا المر تكليفا ،ويتدبر قوله تعالى وخلق النسان ضعيفا .
ويقول له ل تطيق القيام لهذه الزورة الشريفة من الوظيفة ،لن النوم
سلطان وأي يد لك مع خليفة الحبيب خليفة الحبيب ويد الخلفة ل تطاولها يد
والعيون في الصبا أو الكبر ل توصف إل بأنها ضعيفة .فيقول :كم مثلي إنسان
تطاول لستزارة الطيف حتى طرق ،وكم خيال أتى على أعين الناس فجاءا
محمول على الحدق ،وكم محب درأ عن النوم بشبهة تغميض الجفان عن غير
عمد حد القطع على السرق .ثم يأخذ في طريقة غير هذه الطريقة ،ويرى
الكتفاءا بالمجاز عن الحقيقة ،وإذا أومأت العين للحجة في تصويب استزارة
الخيال تقول ما هذه من الحجج التي تسمى وثيقة .وترى أن تمثل الشخص
لشريف في الخاطر قد أغناه عن أنه ينقله من الكرى وكفاه ،أنه ينشد:
سر الخيال بطيفه لما سرى ولم يحوجه حاشاه إلى أنه يزور له محضرا ،ول
أنه ينشد:
أترى درى ذاك الرقيب بما جرى اللهم ليورد مورد العين انفع ما يدخر،
والعين الصافية ما برح عندها من الخيال الخبر ،وإذا كان القلب متولي
الحرب مع الشواق فكيف يشاحح الخيال على أنه متولي النظر .فحينئذ
يسكن إلى الوسن ،ويمد له من الهدب الرسن ،ويزور ويستزير .ويقصر ويتلو:
ويعفو عن كثير ويذهب لجل ذاك مذهب من يقدم على اليام الليالي
ويعظمها لنه مظنة هجوم الخيال ،ويجعل جفونه أرض تلك الهجمة التي يغلب
عليها وما برحت تغلب لها أرض الجبال .وأما النيل فكم احتقره المملوك
بالنسبة إلى كرم مولنا ونواله ،ويكره مذاقه بالضافة إلى زلله .ويحقق أن
مقياس راحته هو الذي يستسعد به المم ،وإن الصابع من الصابع الكريمة
والعمود القلم ،وأن طالب ورد ذاك تعب وطالب جود سيدنا مستريح ،ويكفي
واصف نواله له وهو غاية المديح.
قلت :هذان كتابان بين كاتبين كانا فاضلي عصرهما وكاملي دهرهما كل
منهما اعتنى بما كتب والمعنى واحد ،فأنت ترى كتاب ابن عبد الظاهر
مشحونا بالتورية والستخدام وهو أميل إلى الطريقة الفاضلية ،على أن كل
منهما حل منظوم الناس وأشار إلى أبيات مشهورة وأحال عليها ،ولكن
محاسن ابن عبد الظاهر التي من كيسه أحسن .ولو كان هذا موضع الكلم
لوردت البيات التي حلها ،وساقها كل منهما في مكاتبته وحلها ،ولكن ل
يخفي ذلك على المطلع الفاضل.
ومن شعر كمال الدين ابن العطار رحمه الله تعالى:
ضحوك الثنايا مرسل ولما بدا مـرخـى الـذوائب وانـثـنـى
الصدغ في الـخـد
وزهر الربا في بدا البدر في الظلماءا والغصن في النـقـا
الروض والس في الورد وأنشده محيي الدين ابن عبد الظاهر:
لها مساع ذا أبصرتـهـا ل تنكرن على القلم إن قـصـرت
وخـطـا
من أبيض الرمل فعارض الطرس في حد الطروس بدا
شيب فيه قد وخطا فقال كمال الدين:
أحمد بن مرزوق بن عبد الرازق الزعفراني أبو المعالي .سمع الكثير وطلب
بنفسه وكتب بخطه وحدثا باليسير عن أحمد ابن الخضر وأحمد بن محمد
العكبري الواسطي وهبة الله بن محمد بن مخلد الزدي وغيرهم؛ وتوفي سنة
ثمان وسبعين وأربعمائة.
الدعي المغربي
أحمد بن مرزوق ابن أبي عمارة البجائي المغربي السلطان الدعي الدعي
قال أنا ابن الواثق بالله أبي زكرياءا يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن عمر
الهنتاتي.
سار في جيش وقصد تونس وتوثب على صاحبها المجاهد أبي إسحاق
إبراهيم ابن يحيى الهنتاني وظفر به فقبض عليه ثم ذبحه صبرا .وغلب على
إفريقية وتسمى بأمير المؤمنين وقام بالوقاحة وتم أمره وعرف الناس أنه
زغل وكان سيءا السيرة .فانتدب له أبو حفص عمر بن يحيى أخو المجاهد
المذكور وقام معه خلق فخارت قوى الدعي واختفى فبويع أبو حفص ولقب
بالمستنصر بالله المؤيد ،وظفر بالدعي وعذبه فأقر بأنه أحمد بن مرزوق وأنه
كذب فمات تحت السياط سنة ثلثا وثمانين وستمائة تقريبا وكانت أيامه دون
العامين.
أبو جعفر البهري
أحمد بن المرزبان بن آذرجشنس أبو جعفر البهري أبهر أصبهان .سمع جزءا
لوين من أبي جعفر الحزوري وتوفي سنة ثلثا وتسعين وثلثمائة.
أحمد بن مروان أبو مسهر الرملي
أحمد بن مروان المؤدب أبو مسهر من أهل الرملة .كان في أيام المتوكل
وكان عالما باللغة ،وهو القائل:
عرفا وليث لدى الهيجاءا غيث وليث فغيث حين تـسـألـه
ضرغام
جودا وتشقى به يوم يحيا النام به في الجذب إن قحطوا
الوغى الهام
ينفك بينهما بـؤسـي حالن ضدان مجموعان فيه فمـا
وإنـعـام
ماءا ونـار وإرهـام كالمزن تجتمع الحالت فيه معـا
وإضــرام نصر الدولة صاحب ميافارقين
أحمد بن مروان بن دوستك الكردي الحميدي نصر الدولة صاحب ميافارقين
ودياربكر .ملك البلد بعد قتل أخيه أبي سعيد منصور في قلعة الهتاخ ،قيل إنه
الذي قتل أخاه ،وكان رجل مسعودا عالي الهمة حسن السياسة كثير الحزم،
قضى من اللذات وبلغ من السعادة ما يقصر عنه الوصف ونقل ابن الزرق
في تاريخه أنه لم يصادر أحدا في أيامه غير شخص واحد ،وقص قصة ل حاجة
إليها ،وأنه لم تفته صلة الصبح مع انهماكه في اللذات .وكان له ثلثمائة
وستون جارية يخلو كل ليلة من السنة مع واحدة منهن ول تعود النوبة إليها إل
بعد سنة .وقسم أوقاته في مصالح دولته ولذاته والجتماع بأهله وألزمه،
وخلف أولدا كثيرة وقصده شعراءا عصره ومدحوه ووزر له الوزير أبو القاسم
المغربي مرتين وفخر الدولة ابن جهير وهما وزيرا خليفتين ،وتوفي سنة ثلثا
وخمسين وأربعمائة ،قتل في قصره بالسدلي وعاش سبعا وسبعين سنة،
وكانت إمارته اثنتين وخمسين سنة ،قال سبط ابن الجوزي في المرآة :وكان
عنده الحبل الياقوت الحمر الذي كان لبني بويه وأنفذه إلى طغرلبك مع هدايا
كثيرة تساوي ثلثمائة ألف دينار ومع مائة ألف دينار عينا .وكان مداريا ،إذا
قصده عدو يقول :كم مقدار ما ينفق لرده? فإذا قيل :مائة ألف دينار مثل
بعث بها إلى العدو فيدفع شره ويأمن على عسكره من المخاطرة .وتزوج
عدة من بنات الملوك ،وكان في قصره ثلثة آلف جارية عمالت يبلغ شرى
الجارية الواحدة من ألف دينار إلى خمسة عشر ألف دينار .وملك خمسمائة
سرية سوى توابعهن وخمسمائة خادم ،وكان في مجلسه من الواني واللت
والجواهر ما يزيد على مائتي ألف دينار .ورخصت السعار في زمانه وتظاهر
الناس بالموال ،ووفد إليه الشعراءا وسكن عنده العباد ،وبلغه أن الطيور
تخرج من الجبال إلى القرى في الشتاءا فتصاد فأمر بفتح الهراءا وأن يحمل
إليها من الهراءا ما يشبعها ،وكانت الطيور في ضيافته طول عمره ول
يتجاسر أحد أن يصيد طيرا .وقيل لبعض أصحابه :إن أيام نصر الدولة كانت
ثلثا وخمسين سنة فقال :ل بل مائة وست سنين فقيل له :وكيف? قال :لن
لياليه كانت أحسن من أيامه.
ووفد عليه منجم حاذق من الهند فأكرمه ،فقال له يوما :أيها المير يخرج
على دولتك بعدك رجل قد أحسنت إليه وأكرمته فيأخذ الملك من ولدك ويقلع
البيت ول يلبث إل مدة يسيرة وتؤخذ منه؛ ففكر ساعة ،وكان الوزير ابن جهير
واقفا على رأسه ،فرفع رأسه إليه وقال :إن كان صحيحا فهو هذا الشيخ فقبل
ابن جبير الرض وقال :الله الله يا مولنا ومن أنا؛ قال :بلى إن ملكت فأحسن
إلى ولدي .وكان ابن جهير قد اطلع على الخزائن والذخائر وارتفاع البلد .قال
ابن جهير لبعض أصحابه :من يوم قال المنجم ما قال وقع في قلبي صحة
كلمه ،وكان المر كما قال.
البلدي الخباز المقرىءا
أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب بن مسرور بن أحمد من أسد بن خزيمة أبو
نصر البلدي الخباز المقرىءا .قرأ القرآن بالروايات على آباءا الحسن :منصور
بن محمد بن منصور القزاز صاحب أبي بكر ومجاهد وعلي بن محمد بن
العلف وعلي بن أحمد بن عمر الحمامي وغيرهم ،وسمع ببلد من أبي الطيب
المطهر بن إسماعيل القاضي عن أبي يعلى الموصلي وببغداذ من ابن
سمعون الواعظ وأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني وإبراهيم بن
أحمد الطبري وغيرهم .وكتب بخطه عن شيوخه وصنف كتاب المفيد في
القراءاات السبع ،وأقرأ وحدثا .توفي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة .خلط في
بعض سماعاته.
أبو الفضل الحنفي التركستاني
أحمد بن مسعود بن علي التركستاني أبو الفضل الفقيه الحنفي .قدم بغداذ
واختص بخدمة الوزير ناصر بن مهدي العلوي وكان ينفذه في الرسائل إلى
الطراف وجعله بين يديه يعرض عليه الرقاع للناس ،ولما عزل ابن مهدي عن
الوزارة رتب مدرسا بمشهد أبي حنيفة رضي الله عنه وجعل إليه النظر في
أوقاته والرئاسة على أصحابه وخلع عليه خلعة سوداءا بطرحة وخوطب
بالحترام التام وأجاز له المام الناصر الرواية عنه فحدثا بجامع القصر في
حلقته وسمع منه جماعة من الفقهاءا؛ وتوفي سنة عشر وستمائة.
السنهوري المادح
أحمد بن مسعود بن أحمد بن ممدود بن برسق ،شهاب الدين أبو العباس
الضرير السنهوري المعروف بالمادح لنه يكثر من مدح النبي صلى الله عليه.
اجتمعت به غير مرة بالقاهرة عند الصاحب أمين الدين في سنة ثمان
وعشرين وسبعمائة .ورأيته حفظه وله قدرة على النظم ينظم القصيدة و في
كل بيت حروف المعجم وفي كل بيت ظاءا وفي كل بيت ضاد وهكذا من هذا
اللزوم .وكان موجودا في سنة ست وأربعين وسبعمائة وتوفي رحمه الله في
سنة تسع وأربعين وسبعمائة في طاعون مصر؛ ومن شعره:
فورد خديك لي به شاهـد إن أنكرت مقلتاك سفك دمي
أليس ظلما تجريحي الشاهد يجرحه ناظري ويشهد لـي
قلبي المعنى وقرطك المائد أطاعك الخافقان ته بهـمـا
قلت :هو من قول ابن سناءا الملك:
لهان علي ما ألقى برهطـك أما والله لول خوف سخـطـك
وليس هما سوى قلبي ملكت الخافقين فتهت عجـبـا
وقرطك ومن شعر ابن مسعود المادح:
يعجز عن وصفها اليادي يا من لـه عـنـدنـا أياد
كالحر والبرد في الزنـاد أحمد بن فيك رجـاءا وفـيك يأس
مسلم الراذاني الشاعر
أحمد بن مسلم الراذاني الشاعر أورد له ابن النجار قوله:
فقم نقص من حقه مـا وجـب أطل الربيع فطـاب الـطـرب
لنفتض منها بنـات الـعـنـب وهات الدنـان بـعـذرانـهـا
وهذا جمـادى وهـذا رجـب فهـذا الـربــيع ونـــواره
وصب المدامة قبـل فخذ فرصة في اختلس السرور
الصـب
ول لذة الـعـيش إل نـهـب فما راحة القـلـب إلالـمـدام
بصهباءا مرت عليها الحـقـب أل رب يوم لـهـونـا بـــه
رأيت الشرار فويق الحـبـب كميت إذا فض عنها الـخـتـام
خشيت على الكأس منها وإن أهدروا دمها في الكـئوس
اللهب وهي أكثر من هذا كلها جيد عز الدين ابن علن
أحمد بن منصور بن أحمد بن خندق أبو العباس من أهل الحديث .كان فيه
أدب ويقول الشعر سمع منه شيئا من شعره أحمد بن سلمان الحربي
وإبراهيم بن محاسن بن شادي وموهوب بن سعيد الحمامي .قال محب الدين
ابن النجار :ولم يتفق لي لقاؤه.ومن شعره:
من الحمى قد لمعا أشاقك البرق الـذي
أن حدا ورجـعـا أم سائق الظعان لما
أصبح خصبا ممرعا أم أبرق الوادي وقد
لومك لي ما نفعـا يا لئمي على الهوى
بي بملمي قطعـا توفي سنة ثمان دعني فقد قطعت قل
وستمائة.
أبو مزاحم الصوفي
أحمد بن منصور بن مهران أبو مزاحم الصوفي من أهل شيراز .كان يسمى
الحكيم ،وكان من أهل الدب .ذكره أبو العباس أحمد بن محمد ابن زكرياءا
النسوي في تاريخ الصوفية وكان أحد الشطاحين ،وكان الشيوخ يهابونه وكان
صاحب حلق وفتوة وتجريد وفقر ،وكان الغالب عليه ترك التصنع واستعمال
الحقائق ويحفظ الحديث .وحفظ عنه أحاديث مذاكرة ،ودخل بغداذ وجرى بينه
وبين الشبلي نفار .توفي سنة خمس وأربعين وثلثمائة.
الحافظ أبو حامد الطوسي
أحمد بن منصور بن عيسى الحافظ أبو حامد الطوسي الديب الفقيه
الشافعي ذو الفنون والفضائل؛ توفي سنة خمس وأربعين وثلثمائة.
المروزي المشهور
أحمد بن منصور زاج المروزي صاحب النضر بن شميل أحد العلماءا
المشهورين .قال أبو حاتم :صدوق .توفي سنة سبع وخمسين ومائتين.
الحافظ أبو العباس الشيرازي
أحمد بن منصور بن ثابت أبو العباس الشيرازي الحافظ .حدثا بدمشق عن
القاسم بن القاسم اليساري وجماعة .قال الحاكم :جمع ما لم يجمعه أحد في
زمانه وصار له القبول بشيراز بحيث يضرب به المثل .توفي سنة اثنتين
وثمانين وثلثمائة.
أحمد جي
أحمد بن منصور أبو نصر الطفري السبيجابي-بالهمزة والسين المهملة
والباءا الموحدة والياءا آخر الحروف والجيم وبعد اللف باءا موحدة ،كذا وجدته
مضبوطا-المعروف بأحمدجي كان أحد الئمة الكبار شرح مختصر الطحاوي
وتبحر وحفظ المذهب الحنفي وتخرج به الصحاب .توفي .بعد الثمانين
والربعمائة.
ابن باخل نائب السكندرية
أحمد بن أبي المنصور بن باخل بن عبد الله المير عماد الدين الهكاري نائب
السلطنة بالسكندرية .أخبرني الشيخ العلمة أثير الدين أبو حيان .قال :كان
المذكور رجل داهية فيه مكارم ومحبة لهل العلم وله ولخيه اشتغال بالعلم
الفلكي وذكر لي أن له شعرا.
قلت :وقد تقدم ذكر أخيه المير شمس الدين ابن باخل في المحمدين.
ابن الجباس الدمياطي
أحمد بن منصور بن أسطوراس الدمياطي يعرف بابن الجباس .قال لي من
لفظه الشيخ أثير الدين أبو حيان :له نظم كثير وقرأ القراءاات.
قلت :وقد اجتمعت أنا به في ديوان النشاءا بقلعة الجبل ،وأنشدني لنفسه
يصف الموز ولم أر لغيره أحسن منه:
وقد بدا يانعا علـى شـجـره كأنما الموز فـي عـراجـنـه
عقصن من بعد ضم منتشـره فروع شعـر بـرأس غـانـية
أرسل شـرابة عـلـى أثـره كأن من ضمـه وعـقـصـه
تراه في ورده وفـي صـدره وفي اعتدال الخريف أحسن ما
ظلل أوراقه علـى ثـمـره كأن أشجـاره وقـد نـشـرت
تظله بالخمار مـن شـعـره حاملة طفلهـا عـلـى يدهـا
بدت عليه نقوش معـتـبـره كأنما ساقه الـصـقـيل وقـد
فبان وشي الخضاب في حبره ساق عروس أميط مـئزرهـا
فتنجلي والنثـار مـن زهـره يصاغ من جدول خلخـلـهـا
كأنها الجيش أم فـي زمـره حدائق خفقت سـنـاجـقـهـا
فما تمل العيون من نـظـره زهي فراق العيون منـظـره
تبين في ورده وفـي صـدره وكـل آياتـه فـبـاهـــرة
زمان وصل الحبيب في قصره كأنما عمره القصـير حـكـى
يخبر أن خانه انقضا عـمـره كأن عرجونه المـشـيب أتـى
أصيب بالخسف في سنا قمره كأنه البدر في الكـمـال وقـد
فر لما نال من أذى حـجـره كأنه بعد قـطـعـه وقـداصا
أديب فاضل له شعر ،ولي العمال الغربية بالديار المصرية فهذبها وقطع
وشنق ووسط وأفرط في ذلك وراح البريءا بجزيرة المفسد إل أنه هذب تلك
الناحية .مات بالمحلة في سنة ثلثا وسبعين وستمائة .أخبرني من لفظه
العلمة الحافظ أثير الدين أبو حيان قال :ابن يغمور بن جلدك تولى المحلة
نائبا عن السلطان الملك الظاهر ،وكان يوصف بكرم ،وكان الدباءا يقصدونه
ويمدحونه فيثيبهم ،وكان له أدب ،ومن شعره:
حللـل مـن الكـرام وإذا حللـت ديار قـوم فـاكـسـهـا
والحـسـان
لفظا وزد في كـثـرة وأغضض وصن طرفا وفرجا واختصر
الـكـتـمـان
متـحـلـيل بـمـلبـس تكن السعيد مبـجـل ومـعـظـمـا
اليمــان وله أيضا:
أصبح جسمي به جـذاذا خطب أتى مسرعا فآذى
يا ليتني مت قبـل هـذا وله أيضا: خصص قلبي وعم غيري
مشكلت له بلفظ وجـيز ومليح تعلم النحو يحـكـي
قام أيري نصبا على التمييز وله ما تميزت حسنـه قـط إل
يخاطب المير علم الدين الدواداري وقد بعثه الملك الظاهر كاشفا إلى البلد
البحرية فاجتاز بالغربي وكان إذا ذاك واليها ثم رحل:
ه ثناءا كنشر روض بـهـي إن صدرتم عن منزلي فلكم في
آل موسى في الجتنب أو وردتم فللمحب الـذي مـن
الغربي وأهدى إلى المير بدر الدين بيليك الحازندار الظاهري شاهينا بدريا
وكتب إليه:
وجه الزمان به جميل ضاحكا يا سيد المراءا يا من قد غـدا
ليفوز قبل الحائمات ببابـكـا وافى لك الشاهين قبل أوانـه
لما رأت كل الوجود كذلكـا حتى الجوارح قد غدت بدرية
وقال في مليح عنبري:
ينظم حبات القلوب قـلئدا تحكم في اللباب حتى رأيته
وقال في مليح يمد شريط الذهب:
وجيدا بقلبي ناره وهو جنتـي وبي رشأ كالبدر والظبي بهجة
يمد نضارا كاصفراري ودقتي منعم خد كاللجـين بـياضـه
وقال:
بدت وعليها للعـيون وبي أهيف وافى وفيه محـاسـن
تـهـافـت
وبينهما للـنـاظـرين مشى في ضياءا البدر كالبدر وجهه
تـفـاوت
يكلم قلبي لحظه وهو وأعجب ما شاهـدتـه فـيه أنـه
سـاكـت وقال:
قد شانه كي ألـم بـزنـده قال العواذل :إن من أحببتـه
طارت عليه شرارة من وقد فأجبت :قلبي في يديه وإنمـا
البطرني المقرىءا التونسي
أحمد بن موسى بن عيسى ابن أبي الفتح شيخ القراءاات والحديث بتونس،
المام أبو العباس النصاري المغربي البطرني المالكي .أخذ القراءاات عن
أبي محمد عبد الله بن عبد العلى الشبارتي-بسكون اللف والراءا وبعدها تاءا
ثالثة الحروف-صاحب ابن عون الله وعن أبي بكر ابن مشليون وطائفة .
وروى عن صالح بن محمد بن وليد ومحمد بن أحمد بن ماجة وعلي بن محمد
الكناني وتوفي سنة ثلثا وسبعمائة ،وتبرك الخلق بجنازته.
عز الدين ابن قرصة الفيومي
أحمد بن موسى بن محمد بن أحمد عز الدين ابن قرصة الفيومي المولد
القوصي الدار والوفاة .كان فقيها وشاعرا أديبا من تلميذ ابن عبد السلم.
تقلب في الخدم السلطانية وتولى نظر قوصا والسكندرية ودرس بالمدرسة
الفرمية ظاهر قوصا .وكان قليل الكلم يتكلم معربا طلبه المير علم الدين
الشجاعي فلما حضر قال له :المال ،فقال له :مبتدأ بل خبر .فقال له :تعال
إلى هنا .فقال :أخاف أن تضربني بهذه العصا التي في يدك ،فتبسم منه،
وكان تصدر منه عجائب وله كتاب سماه نتف المحاضرة وله مسائل فقهية
ونحوية وأدبية ولغوية .وتوفي بقوصا في ذي الحجة سنة إحدى وسبعمائة
ومن شعره:
مليحة القد تزهى ساعة النظر إذا تزوج شيخ الـدار غـانـية
قاف القيادة تستقصي عن فقد تراقع في أحوالهـم وأتـت
الخبر ومنه:
يداه عنك وإن كان ابـن ل تحقرن من العداءا من قصرت
يومـين
فيها أذى الجسم والتسهيد فإن في قرصة البرغوثا معتبرا
للعـين ومنه:
حمله إسحاق بن إبراهيم ومعه جماعة إلى سر من رأى مقيدين فجلس لهم
الواثق وقال له :دع ما أخذت له ،ما تقول في القرآن? فقال :كلم الله ،قال:
أفمخلوق هو? قال :كلم الله ،قال :أفترى ربك في القيامة? قال :كذا جاءات
الرواية .قال :ويحك يرى كما يرى المحدود المجسم ويحويه مكان ويحصره
الناظر? أنا كفرت برب هذه صفته ،ما تقولون فيه? قال عبد الرحمن بن
إسحاق وكان قاضيا على الجانب الغربي فعزل :هو حلل الدم .وقال جماعة
من الفقهاءا بقوله .فأجلسه في نطع الدم وأمر بالصمصامة وقال :إذا قمت
إليه فل يقومن?? أحد معي ،فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد
ربا ل نعبده ول نعرفه بالصفة التي وصفه بها؛ ومشى إليه وهو مقيد في
النطع فضرب عنقه وأمر بحمل رأسه فنصب بالجانب الشرقي أياما وبالغربي
أياما وتتبع رؤساءا أصحابه فإنهم كانوا خرجوا معه على الدولة.
وقال الخطيب :لم يزل الرأس منصوبا ببغذاذ والجسد بسامرا مصلوبا ست
سنين إلى أن أنزل وجمع ودفن في سنة سبع وثلثين قيل إنه رؤي في النوم،
فقيل له :ما فعل الله بك? فقال :غضبت له فأباحني النظر إلى وجهه وقال
السراج :سمعت عبد الله بن محمد يقول حدثنا إبراهيم بن الحسن ،قال :رأى
بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال :ما فعل بك ربك؛ قال :ما كانت
إل غفوة حتى لقيت الله تعالى فضحك إلي .وكان قتله سنة إحدى وثلثين
ومائتين.
أبو طالب الحافظ البغذاذي
أحمد بن نصر بن طالب البغذاذي الحافظ .قال الدارقطني :هو أستاذي وقال
الخطيب كان ثقة ثبتا .توفي سنة ثلثا وعشرين وثلثمائة.
الحافظ النصيبي المصري
أحمد بن نصر بن محمد المصري النصيبي الحافظ ابن أبي الليث .قدم
نيسابور .قال الحاكم :هو باقعة في الحفظ .شبهت مذاكرته بالسحر .توفي
سنة ست وثمانين وثلثمائة.
ابن منقذ
أحمد بن نصر الله بن منقذ المير شرف الدين .مولده بنصيبين سنة أربع
وتسعين وخمسمائة .من شعره:
وهل بان من سل البان عن سرب الحمى هل سرى به
نعمان لـمـع سـرابـه
ومرت به وهنا جـنـوب وأومض بـرق البـرقـين عـشـية
جـنـابـه ومنه في طول الليل:
قطعته سهرا فطال وعسعسا ولرب ليل تاه فيه نـجـمـه
لو كان في قيد الحياة تنفسـا وسألته عن صبحه فأجابنـي
ومنه:
والقطب قد ألقى عليه سباتا لما رأيت النجم ساه طرفـه
أيقنت أن صباحهم قد ماتـا وبنات نعش باكيات حسـرا
ومنه:
ما علمنا طولها من القصر ليلة الوصل بمن نـحـبـه
مطلع الفجر كلمح بالبصر كان منها مغرب الشمس إلى
ومنه:
صفراءا تفر من حمو قم نشربهـا حـبـيبة لـلـنـفـس
الـلـمـس
لطفا صعدت مثل الندى في لول برد الحبـاب قـد ثـبـتـهـا
الشمس قلت :شعر جيد.
النحوي المقوم
أحمد بن نصر أبو الحسن النحوي المعروف بالمقوم .روى عنه أبو عمر
الزاهد في كتاب الياقوتة في غريب اللغة ،كان حاضرا في مجلسه حين أمله.
أبو علي ابن البازيار
أحمد بن نصر بن الحسين البازيار أبو علي .كان نديما لسيف الدولة ابن
حمدان ،كان أبوه من نافلة سامرا ،اتصل بالمعتضد وخدمه وخف على قلبه.
وأصله من خراسان وكان يتعاطى لعب الجوارح ،فرد إليه المعتضد نوعا من
جوارحه .مات أبو علي بحلب في حياة سيف الدولة سنة اثنتين وخمسين
وثلثمائة وكان تقلد ديوان المشرق وزمام المغرب .وله من الكتب كتاب
تهذيب البلغة.
محيي الدين ابن باتكين
أحمد بن نصر الله بن باتكين القاهري محيي الدين أبو العباس .أخبرني
العلمة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال :مولده العاشر من جمادى الولى
سنة أربع عشرة وستمائة بالقاهرة بحارة الديلم .وسمع حرز الماني على
سديد الدين عيسى ابن أبي الحرم إمام جامع الحاكم .وأنشدني لنفسه:
يمـين بـر صـادق ل يمـين أقـسـمـت بـالـلـه وآياتـه
ما كنت عندي غير عيني لو زدت قلبي فوق ذا مـن أذى
اليمين وأنشدني لنفسه أيضا:
كيف اشتهيت على فؤادي يا جفن مقلته سكرت فـعـربـد
المكمد
أحمد بن يحيى بن إسحاق ابن الراوندي أبو الحسين من أهل مرو الروذ.
سكن بغداذ وكان من متكلمي المعتزلة ثم فارقهم وصار ملحدا زنديقا .قال
القاضي أبو علي التنوخي :كان أبو الحسين ابن الراوندي يلزم أهل اللحاد
فإذا عوتب في ذلك قال إنما أريد أعرف مذاهبهم .ثم إنه كاشف وناظر
ويقال إن أباه كان يهوديا فأسلم وكان نقض اليهود يقول للمسلمين ل يفسدن
عليكم هذا كتابكم كما أفسده أبوه التوراة علينا .ويقال إن أبا الحسين قال
لليهود قولوا إن موسى قال ل نبي بعدي .وذكر أبو العباس أحمد ابن أبي
أحمد الطبري أن ابن الراوندي كان ل يستقر على مذهب ول يثبت على
انتحال حتى ينتقل حال بعد حال حتى صنف لليهود كتاب البصيرة ردا على
السلم لربعمائة درهم ،فيما بلغني ،أخذها من يهود سامرا .فلما فبض المال
رام نقضها حتى أعطوه مائتي درهم فأمسك عن النقض .وقال محمد ابن
إسحاق النديم قال البلخي في كتاب محاسن خراسان :أبو الحسين أحمد ابن
الراوندي من أهل مرو الروذ من المتكلمين ولم يكن في زمانه في نظرائه
أحذق منه بالكلم ول أعرف بدقيقه وجليله منه .وكان في أول أمره حسن
السيرة جميل المذهب كثير الحياءا ثم انسلخ من ذلك كله لسباب عرضت له
ولن علمه كان أكثر من عقله فكان مثله كما قال الشاعر:
ومن يقوم لمستور إذا خلعـا ومن يطيق مزكى عند صبوته
قال :وقد حكي عن جماعة أنه تاب عند موته مما كان منه وأظهر الندم
واعترف بأنه إنما صار إليه حمية وأنفة من جفاءا أصحابه وتنحيتهم إياه من
مجالسهم .وأكثر كتبه الكفريات ألفها لبي عيسى اليهودي الهوازي وفي
منزل هذا الرجل توفي .ومما ألفه من الكتب الملعونة كتاب التاج يحتج فيه
لقدم العالم .كتاب الزمردة يحتد فيه على الرسل وإبطال الرسالة .كتاب
نعت الحكمة يسفه الله تعالى في تكليف خلقه ما ل يطيقون من أمره ونهيه.
كتاب الدامغ يطعن فيه على نظم القرآن .كتاب القضيب الذي يثبت فيه أن
علم الله تعالى بالشياءا محدثا وأنه كان غير عالم حتى خلق خلقه وأحدثا
لنفسه علما .كتاب الفريد في الطعن على النبي صلى الله عليه وسلم .كتاب
المرجان .كتاب اللؤلؤة في تناهي الحركات .وقد نقض ابن الراوندي أكثر
الكتب التي صنفها كالزمردة ،والمرجان ،والدامغ ولم يتم نقضه .ولبي علي
الجبائي عليه ردود كثيرة في نعت الحكمة وقضيب الذهب والتاج والزمردة
والدامغ وإمامة المفضول وقد رد عليه أيضا أبو الحسين عبد الرحيم بن محمد
الخياط .فمما قال في كتاب الزمردة إنه إنما سماه بالزمردة لن من خاصة
الزمرد أن الحيات إذا نظرت إليه ذابت أعينها فكذلك هذا الكتاب إذا طالعه
الخصم ذاب .وهذا الكتاب يشتمل على إبطال الشريعة والزراءا على النبوات؛
فمما قال فيه لعنه الله وأبعده إنا نجد من كلم أكثم بن صيفي شيئا أحسن
من إنا أعطيناك الكوثر وإن النبياءا كانوا يستعبدون الناس بالطلسم .وقال:
قوله لعمار تقتلك الفئة الباغية ،كل المنجمين يقولون مثل هذا .وقد كذب
لعنه الله فإن المنجم إن لم يسأل الرجل عن اسمه واسم أمه ويعرف طالعه
ل يقدر أن يتكلم على أحواله ول يخبره بشيءا من متجدداته .وقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم يخبر بالمغيبات من غير أن يعرف طالعا ويسأل عن
اسم أو نسب فبان الفرق .وقال في كتاب الدامغ في نقض القرآن إن فيه
لحنا وقد استدركه وصنف كتابا في قدم العالم ونفي الصانع وتصحيح مذهب
الدهريه ورد على أهل التوحيد .وذكر أبو هاشم الجبائي أن الراوندي قال في
كتاب الفريد إن المسلمين احتجوا للنبوة بكتابهم القرآن الذي أتى به النبي
صلى الله عليه وسلم وهو معجز لن يأتي أحد بمثله ولم يقدر أحد أن
يعارضه .فقال :غلطتم وغلبت العصبية على قلوبكم فإن مدعيا لو ادعى أن
إقليدس لو ادعى أن كتابه ل يأتي أحد بمثله لكان صادقا وأن الخلق قد
عجزوا عن أن يأتوا بمثله أفإقليدس كان نبيا? وكذلك بطلميوس في أشياءا
جمعها في الفلسفة لم يأت أحد بمثلها ،يعني فأي فضيلة للقرآن .وقد أبطل
لعنه الله فيما قاله ،فإن كتاب إقليدس وكتب بطلميوس لو حاول أحد من
الفلسفة ممن يعرف علومهم ويحل رموزهم وأشكالهم أن يأتي بمثلها لقدر
على ذلك .والقرآن االكريم قد حاول السحرة والكهنة والخطباءا والفصحاءا
والبلغاءا على أن يأتوا بمثله فلم يقدروا ول على آية واحدة وقد عارضوه
بأشياءا بان عجزهم فيها وظهر سفههم .قلت :وقد جاءا بعد إقليدس من
استدرك عليه وسلك أنموذجه وأتى بما لم يأت به كقولهم العداد المتحابة
فاتت إقليدس أن يذكرها .وارشميدس له كتاب مستقل سماه الهندسة الثانية
ومصادرات إقليدس .وأما بطلميوس فيحكى أنه بعد وضعه للسطرلب بمدة
وجد علبة رصاصا في حائط وفيه إسطرلب وأنه ضحك فرحا بأنه ذهنه ذهن
القدمين .ولم يبرهن بطلميوس على أن الزهرة فلكها فوق فلك الشمس أو
تحته حتى جاءا ابن سينا ورصدها فوجدها قد كسفت الشمس وصارت
كالشامة على الوجنة فتعين أنها تحت الشمس .وأما القرآن الكريم لم يتفق
له هذه التفاقات على أن تلك علوم عقلية تتساوى الذهان فيها .وأما القرآن
فليس هو مما هو مركوز في الذهان فلذلك عز نظيره إذ ليس هو من كلم
البشر .قال الجبائي .وذكر في كتاب الدامغ أن الخالق سبحانه وتعالى ليس
عنده من الدواءا إل القتل فعل العدو الحنق الغضوب فما حاجة إلى كتاب
ورسول .قال ويزعم أنه يعلم الغيب فيقول :وما تسقط من ورقة إل يعلمها
ثم يقول :وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إل لنعلم .وقوله :إن لك أل تجوع
فيها ول تعرى .قال وقد جاع وعري .وقال في قوله تعالى :إنا جعلنا على
قلوبهم أكنة أن يفقهوه .ثم قال :وربك الغفور ذو الرحمة فأعظم الخطوب
ذكر الرحمة مضموما إلى إهلكهم .قال:
وتراه يفتخر بالمكر والخداع في قوله :ومكرنا .قال :ومن الكذب قوله
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملئكة اسجدوا لدم وهذا قبل تصوير
آدم قلت :يفتخر بالمكر والخداع في قوله :ومكرنا .قال :ومن الكذب قوله
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملئكة اسجدوا لدم وهذا قبل تصوير
آدم قلت :ثم قال ابن الراوندي :ومن فاحش ظلمه قوله كلما نضجت
جلودهم بدلناهم غيرها فيعذب جلودهم ولم تعصه .قلت :اللم للحس ل
للجلد .لن الجلد إذا كان بائنا أو العضو فإن النسان ل يألم بعذاب البائن منه.
قال :وقوله ل تسألوا عن أشياءا إن تبد لكم تسؤكم .قال :وإنما يكره
السؤال رديءا السلعة .قلت :ل يشك العاقل وذو اللب أن الله سكت عن
أشياءا في كتمها مصالح للعباد .قال :وفي وصف الجنة فيها أنهار من لبن لم
يتغير طعمه .وهو الحليب ول يكاد يشتهيه إل الجائع .وذكر العسل ول يطلب
صرفا ،والزنجبيل وليس من لذيذ الشربة ،والسندس يفترش ول يلبس
وكذلك الستبرق الغليظ من الديباج .ومن تخايل أنه في الجنة يلبس هذا
الغليظ ويشرب الحليب والزنجبيل صار كعروس الكراد والنبط .قلت :أعمى
الله بصيرته عن قوله تعالى فيها ما تشتهي أنفسكم .وعن قوله تعالى:
ولحم طير مما يشتهون ،ومع ذلك ففيها اللبن والعسل وغليظ الحرير يريد
به الصفيق الملتحم النسج وهو أفخر ما يلبس .وقال :وأهلك ثمودا لجل ناقة.
وقال :ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة الله ثم قال
إن الله ل يهدي من هو مسرف كذاب .قال الجبائي :لو علم ابن الراوندي
لعنه الله أن السراف الول في الخطايا دون الشرك وأن السراف الثاني هو
الشرك لما قال هذا .ثم قال :ووجدناه يفتخر بالفتنة التي ألقاها بينهم لقوله:
وكذلك فتنا بعضهم ببعض .وقوله تعالى :ولقد فتنا الذين من قبلهم ثم
أوجب للذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات عذاب البد .قال الجبائي :ولول أن
هذا الجاهل الزنديق ل يعرف كلم العرب ومعانيه المختلفة في الكلمة
الواحدة لما قال هذا الكفر؛ فإن قوله سبحانه وتعالى فتنا أي ابتلينا وقوله
فتنوا المؤمنين أي أحرقوهم .وقال في قوله :وله أسلم من في السموات
والرض .هذا خبر محال لن الناس كلهم لم يسلموا .وكذلك قوله :وإن من
شيءا إل يسبح بحمده وقوله :ولله يسجد ما في السموات وما في الرض .
وقد أبان هذا الزنديق عن جهل وسفه فإن معنى قوله أسلم أي استسلم ،إذ
الخلئق كلها منقادة لمر الله مستسلمة لحكمة ذليلة تحت أوامره ونهيه
والعرب تطلق الكل وتريد البعض .قال الله تعالى :تدمر كل شيءا بأمر ربها
.ولو ذهبنا نورد ما تفوه به من الكفر والزندقة واللحاد لطال .والشتغال
بغيره أولى والله سبحانه منزه عما يقول الكافرون والملحدون ،وكذلك كتابه
ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا .وقال السيد أبو الحسين محمد
بن الحسين بن محمد الملي :سمعت والدي يقول قلت لبي الحسين ابن
الراوندي المتكلم :أنت أحذق الناس بالكلم غير أنك تلحن فلو اختلفت معنا
إلى أبي العباس المبرد لكان أحسن .فقال :نعم ما قلت نبهتني لما أحتاج
إليه .قال فكان من بعد يختلف إلى أبي العباس المبرد قال :فسمعت المبرد
يقول لنا :أبو الحسين ابن الراوندي يختلف إلي منذ شهر ولو اختلف سنة
احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأقعده فيه.
ومن شعره:
وسرورها يأتيك كـالعـياد مجن الزمان كثيرة ما تنقضي
وتراه رقا فـي يد الوغـاد ملك الكارم فاسترق رقابهم
ومنه وقيل أنشده:
لطيف الخصام دقيق الكلم أليس عجيبا بـأن امـرءاا
سوى علمه أنه ما علـم يموت وما حصلت نفسـه
اجتمع ابن الراوندي وأبو علي الجبائي على جسر بغداذ فقال له :يا با علي
أما تسمع مني معارضتي للقرآن وتقضي له .فقال له أبو علي :أنا أعرف
بمجاري علومك وعلوم أهل دهرك ولكن أحاكمك إلى نفسك فهل تجد في
معارضتك له عذوبة وهشاشة وتشاكل وتلزما ونظما كنظمه وحلوة كحلوته.
قال :ل والله .قال :قد كفيتني ،فانصرف حيث شئت .وذكر أبو علي الجبائي
أن السلطان طلب ابن الراوندي وأبا عيسى الوراق؛ فأما أبو عيسى فحبس
حتى مات وأما ابن الراوندي فهرب إلى ابن لوي الهروي ووضع له كتاب
الدامغ في الطعن على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن ثم لم يلبث
غل أياما يسيرة حتى مرض ومات إلى اللعنة .وعاش أكثر من ثمانين سنة.
وسرد ابن الجوزي من زندقته أكثر من ثلثا ورقات .قال الجبائي :وكان قد
وضع كتابا للنصارى على المسلمين في إبطال نبوة محمد صلى الله عليه
وسلم ونسبه إلى الكذب وشتمه وطعن في القرآن الذي جاءا به .وذكر أبو
الوفاءا ابن عقيل أن بعض السلطين طلب ابن الراوندي وأنه هلك وله ست
وثلثون سنة مع ما انتهى إليه في المخازي .وقيل هلك في سنة ثمان
وتسعين ومائتين.
??أبو جعفر البجلي
أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو جعفر البجلي الحلواني البغداذي .قال
الخطيب :ثقة وتوفي سنة ست وتسعين ومائتين.
ابن الجلءا الصوفي
أحمد بن يحيى أبو عبد الله ابن الجلءا ،أحد مشايخ الصوفية الكبار صحب
أباه وذا النون وجماعة كبارا؛ استوفى ابن عساكر ترجمته .توفي سنة ست
وثلثمائة.
أبو الحسن البلذري
أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلذري أبو الحسن .وقيل أبو بكر البغداذي.
ذكره الصولي في ندماءا المتوكل؛ مات في أيام المعتمد أو في أواخرها وربما
أدرك أول أيام المعتضد .كان جده جابر يخدم الخصيب صاحب مصر وذكره
ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال :سمع بدمشق هشام بن عمار وأبا حفص
ابن عمر بن سعيد وبحمص محمد بن مصفى وبأنطاكية محمد بن عبد
الرحمن بن سهم وأحمد بن مرد النطاكي وبالعراق عفان بن مسلم وعبد
العلى بن حماد وعلي بن المديني وعبد الله بن صالح العجلي ومصعبا
الزبيري وأبا عبيد القاسم بن سلم وعثمان ابن أبي شيبة وذكر جماعة؛ وروى
عنه يحيى ابن النديم وأحمد بن عبد الله بن عمار وأبو يوسف يعقوب بن
نعيم .ووسوس آخر عمره بشربه البلذر على غير معرفة .وكان أحمد بن
يحيى بن جابر عالما فاضل شاعرا راوية نسابة متقنا ،وكان مع ذلك كثير
الهجاءا بذيءا اللسان آخذا لعراض الناس .وتناول وهب بن سليمان ابن وهب
لما ضرط فمزقه ،فمن قوله فيه وكانت الضرطة بحضرة عبيد الله ابن يحيى
بن خاقان:
تنوق في سهلها جهـده أيا ضرطة حسبت رعدة
وصلى أخو صاعد بعده تقدم وهب بها سابـقـا
كذا كل من يطعم الفهده وقال في لقد هتك الله ستريهـمـا
عافية ابن شبيب:
عربيا مدلـسـا من رآه فقد رأى
أفسا أم تنفـسـا ولما أمر المتوكل ليس يدري جليسه
إبراهيم بن العباس الصولي أن يكتب في أمر الخراج كتابا حتى يقع أخذ
الخراج في خمس من حزيران فكتب كتابا معروفا ودخل به عبيد الله بن
يحيى وقرأه واستحسنه الناس ،داخل البلذري الحسد وقال :فيه خطأ فتدبره
إبراهيم الصولي ولم ير فيه شيا فقال :الخطأ ل يعرى منه أحد ،فيعرفنا
الخطأ الذي فيه .فقال له المتوكل :قل لنا ما هو? فقال :هو شيءا ل يعرفه
إل علي بن يحيى المنجم محمد بن موسى وذاك أنه أرخ الشهر الرومي
بالليالي وأيام الروم قبل لياليها .وإنما تورخ العرب بالليالي لن لياليها قبل
أيامها بسبب الهلة .فقال إبراهيم :يا أمير المؤمنين هذا ما ل علم به ،وغير
تاريخه .قال البلذري :كنت من جلساءا المستعين بالله فقصده الشعراءا،
فقال :لست أقبل إل من الذي يقول مثل قول البحتري في المتوكل:
في وسعه لسعى إليك المنبر فلو ان مشتاقا تكلف فوق ما
فرجعت إلى داري وأتيته فقلت :قلت فيك أحسن مما قال البحتري في
المتوكل .فقال :هاته ،فأنشدته:
يظن البرد أنك صـاحـبـه ولو أن برد المصطفى إذ لبسته
نعم هذه أعطافه ومناكـبـه وقال وقد أعطيته ولبـسـتـه
فقال لي :ارجع إلى منزلك وافعل ما آمرك به ،فرجعت .فبعث إلي سبعة
آلف دينار وقال :ادخر هذه للحوادثا بعدي ولك علي الجراية والكفاية ما
دمت حيا .وقال في عبيد الله بن يحيى وقد صار إلى بابه فحجبه:
عار عليك مدى الزمان قالوا اصطبارك للحجاب مـذلة
وعاب
أو كاذب عند المقـال جـواب فأجبتهم ولكـل قـول صـادق
أمست له منن علـي رغـاب إني لغتفر الحجاب لـمـاجـد
ضعة ودون العرف منه قد يرفع المرءا الئيم حـجـابـه
حجاب وله من الكتب كتاب البلدان الصغير .كتاب البلدان الكبير ولم يتم.
كتاب جمل نسب الشراف وهو كتابه المعروف المشهور به؛ كتاب الفتوح.
كتاب عهد أردشير ترجمه بشعر .وكان أحد النقلة من الفارسي إلى العربي.
الناصر
أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،هو الناصر ابن
الهادي .وسيأتي ذكر كل واحد من أبيه وأجداده في مكانه إن شاءا الله تعالى؛
ولي الناصر هذا بعد أخيه محمد المرتضي-وقد تقدم ذكره في المحمدين-لما
مات أخوه في يوم عاشوراءا سنة عشرين وثلثمائة بصعدة فاستقامت به
دولتهم .وكان من فحول الشعراءا وله القصيدة التي خاطب بها أسعد بن يغفر
التبعي ملك صنعاءا ،وأولها:
به أبصرت عيني المعالي أعاشق هند شف قلبي المهنـد
تشيد ومنها:
فيكفي معدا في إذا جمعت قحطان أنساب مجدهـا
المعالي محمـد
وأصبح فيها خالق الخلق به استعبدت أقيالها في بـلدهـا
يعـبـد
فصرنا على كرسي وسرنا لها في حال عسر ووحـدة
صعدة نصعد
لدين الهدى وجه ومنهم لـنـا فإن رجعوا للحق قلنـا بـأنـهـم
يد
بأنا عليهم كـل حـين نـسـود ولكن أبوا إل لجاجـا وقـد رأوا
ول عقد ملك دوننا الدهر بعقـد ول منبرإل لـنـا فـيه خـطـبة
وتوفي رحمه الله سنة ثلثا وعشرين وثلثمائة وولي بعده المنتجب الحسين
ابن أحمد.
ثعلب
أحمد بن يحيى بن سيار أبو العباس ثعلب الشيباني مولهم ،النحوي اللغوي
إمام الكوفيين في النحو واللغة والثقة والديانة .ولد سنة مائتين ومات سنة
إحدى وتسعين ومائتين .رأى أحد عشر خليفة أولهم المأمون وآخرهم
المكتفي .وثقل سمعه قبل موته .خلف أحد وعشرين ألف درهم وألفي دينار
ودكاكين باب الشام قيمتها ثلثة آلف دينار ،وضاع له قبل أبي أحمد الصيرفي
ألف دينار ورد ماله على ابنته .وسمع محمد بن سلم الجمحي ومحمد ابن
زياد العرابي وعلي بن المغيرة الثرم وإبراهيم بن المنذر الحراني وسلمة
ابن عاصم وعبيد الله بن عمر القواريري والزبير بن بكار وخلقا كثيرين .وروى
عنه محمد بن العباس اليزيدي وعلي بن سليمان الخفش وإبراهيم بن محمد
بن عرفة ونفطويه وأبو بكر ابن النباري وأبو عمر الزاهد وأحمد بن كامل
القاضي .وكان يقول :سمعت من القواريري مائة ألف حديث .قال العجوزي:
صرت إلى المبرد مع القاسم والحسن ابني عبيد الله بن سليمان ابن وهب،
فقال لي القاسم :سله عن شيءا من الشعر .فقلت :ما تقول أعزك الله في
قول أوس:
شفيع إلى بيض الخدود وغيرها عن وصلها الشيب إنه
مدرب فقال :بعد تمكث وتمهل وتمطق :يريد أن النساءا أنسن به فصرن
ل يستترن منه ثم صرنا إلى أبي العباس أحمد بن يحيى فلما غص المجلس
سألته عن البيت فقال ،قال ابن العرابي :إن الهاءا في إنه للشباب وإن لم
يجر له ذكر لنه علم ،والتفت إلى القاسم والحسن وقلت :أين صاحبنا من
صاحبكم .وقال ابن فارس :كان أبو العباس ثعلب ل يتكلف العراب ،كان
يدخل المجلس فنقوم له فيقول :أقعدوا أقعدوا بفتح اللف .وقال غيره :كان
يقتر على نفسه في النفقة .وقال الصولي :كنا عند ثعلب فقال له رجل:
المسجد هذا معروف فما المصدر? قال :مصدره السجود ،قال :فعرفني ما ل
يجوز من ذا فقال ل يقال مسجد وضحك .وقال هذا يطول إن وصفنا ما ل
يجوز وإنما يوصف الجائز ليدل على أن غيره ل يجوز .ومثل ذلك أن ماسويه
وصف لنسان دواءا ثم قال له :كل الفروج وشيئا من الفاكهة فقال :أريد أن
تخبرني بالذي ل آكل ،فقال :ل تأكلني ول حماري ول غلمي واجمع كثيرا من
القراطيس وبكر إلي فإن هذا يكثر إن وصفته لك .وأجرى له محمد بن عبد
الله بن طاهر لجل ابنه طاهر في كل يوم سبع وظائف من الخبز الخشكار
ووظيفة من الخبز السميد وسبعة أرطال لحم وعلوفة رأس وألف درهم كل
شهر وأقام كذلك ثلثا عشرة سنة .وقرأ القطربلي على أبي العباس بيت
العشى:
ورقيت أسباب السماءا فلو كنت في حب ثمانين قامة
بسلـم فقال أبو العباس :خرب بيتك أرأيت حبا قط ثمانين قامة? إنما هو
جب .وكان بين المبرد وثعلب منافرات كثيرة فجاءا رجل إلى ثعلب فقال له:
يا أبا العباس قد هجاك المبرد .فقال :بماذا? فأنشده:
ومشتكى الصب إلى الصب أقسم بالمبتـسـم الـعـذب
ما زاده إل عمى القـلـب فقال: لو أخذ النحو عـن الـرب
أنشدني من أنشده أبو عمرو بن العلءا:
فصنت عنه النفس والعرضا يشتمني عبد بني مـسـمـع
من ذا يعض الكلب إن عضا وقال ولم أجبه لحتـقـاري بـه
بعض أصحابه يرثيه:
ومات أحمد أنحى العجم مات ابن يحيى فماتت دولة الدب
والعرب
فلم يمت ذكره في الناس فإن تولى أبو العباس مفـتـقـدا
والكتب قال أبو بكر ابن مجاهد المقرىءا :قال لي ثعلب :يا با بكر اشتغل
أصحاب القرآن بالقرآن فازوا واشتغل أصحاب الفقه ففازوا واشتغل أصحاب
الحديث بالحديث ففازوا واشتغلت أنا بزيد وعمرو فليت شعري ماذا يكون
حالي في الخرة? .فانصرفت من عنده فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم
تلك الليلة في المنام فقال لي :أقرىءا أبا العباس عني السلم وقل له أنت
أصحاب العلم المستطيل .وقال أبو عمر المطرز :كنت في مجلس أبي
العباس ثعلب فسأله سائل عن شيءا فقال ل أدري .فقال له :أتقول ل أدري
وإليك تضرب أكباد البل وإليك الرحلة من كل بلد? فقال أبو العباس :لو كان
لمك بعدد ل أدري بعر لستغنت .وله من الكتب المصون في النحو جعله
حدودا .اختلف النحويين .معاني القرآن .كتاب في النحو سماه الموفقي.
معاني الشعر .التصغير .ما ينصرف وما ل ينصرف .ما يجري وما ل يجري.
الشواذ .الوقف والبتداءا .الهجاءا استخراج اللفاظ من الخبار .الوسط .غريب
القرآن لطيف المسائل .حد النحو .تفسير كلمه ابنه الخس .الفصيح .وذكر
أن الفصيح تصنيف الحسن بن داود الرقي وادعاه ثعلب ،وقيل ليعقوب بن
السكيت وقد تقدم ذلك .وسئل عن قولهم :ل أكلمك أصل ،قال :معناه أقطع
ذلك من أصله.
أبو المظفر الزهري الشافعي
أحمد بن يحيى بن عبد الباقي بن عبد الواحد الزهري أبو المظفر الشافعي
المعروف بابن سعدان .كان معيدا بالنظامية ،سمع أبا المعالي ثابت بن بندار
البقال وعلي بن أحمد بن بيان الرزاز وحدثا باليسير .مولده سنة ثلثا
وثمانين وأربعمائة.
أخوه أبو الفضائل
أحمد بن يحيى بن عبد الباقي الزهري أخو المذكور أول أبو الفضائل ،وهما
سبطا الحسين بن علي الحبال وبإفادته سمعا ،وكان الخر معيدا بالنظامية
وأبو الفضائل هذا كان يعظ في بعض الوقات ثم انقطع برباط بهروز مدة.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلف ومحمد بن محمد بن
المهتدي وحدثا باليسير .ومولده سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
أبو الحسن ابن المنجم
أحمد بن يحين بن فضل الله بن المجلي دعجان بن خلف ابن أبي الفضل
نصر بن منصور بن عبيد الله بن عدي بن محمد ابن أبي بكر عبد الله بن عبيد
الله ابن أبي بكر بن عبيد الله الصالح ابن أبي سلمة عبد الله بن عبي الله بن
عبد الله ابن عمر بن الخطاب ،القاضي شهاب الدين أبو العباس ابن القاضي
أبي المعالي محيي الدين القرشي العدوي العمري .هو المام الفاضل البليغ
المفوه الحافظ حجة الكتاب ،إمام أهل الداب .أحد رجالت الزمان كتابة
وترسل ،وتوصل إلى غايات المعالي وتوسل .وإقداما عل السود في غابها،
وإرغاما لعاديه بمنع رغابها .يتوقد ذكاءا وفطنة ويتلهب ،ويحدر سيله ذاكرة
وحفظا ويتصبب .ويتدفق بحره بالجواهر كلما ،ويتألق إنشاؤه بالبوارق
المتسرعة نظاما .ويقطر كلم فصاحة وبلغة ،وتندى عبارته انسجاما وصياغة.
وينظر إلى غيب المعاني من ستر رقيق ،ويغوصا في لجة البيان فيظفر بكبار
الدر من البحر العميق .استوت بديهته وارتجاله ،وتأخر عن فروسيته من هذا
الفن رجاله .يكتب من رأس قلمه بديها ،ما يعجز تروي القاضي الفاضل أن
يدانيه تشبيها .وينظم من المقطوع والقصيدة جوهرا ،ما يخجل الروض الذي
باكره الحيا مزهرا .صرف الزمان أمرا ونهيا ،ودبر الممالك تنفيذا ورأيا .وصل
الرزاق بقلمه ،ورويت تواقيعه وهي إسجالت حكمه وحكمه .ل أرى أن اسم
الكاتب يصدق على غيره ول يطلق على سواه:
رر منه والرأي المردد ل يعمل القول الـمـك
ب إذا توخى أو تعمـد ظن يصيب به الـغـيو
ق والشهاب إذا توقـد مثل الحـسـام إذا تـأل
لول ويرهب حين يغمد ول أعتقد كالسيف يقطع وهو مس
أن بينه وبين القاضي الفاضل من جاءا مثله ،على أنه قد جاءا مثل تاج الدين
ابن الثير ومحيي الدين ابن عبد الظاهر وشهاب الدين محمود وكمال الدين
ابن العطار وغيرهم .هذا إلى ما فيه من لطف أخلق وسعة صدر وبشر محيا.
رزقه الله أربعة أشياءا لم أرها اجتمعت في غيره وهي :الحافظة ،قلما طالع
شيئا إل وكان مستحضرا لكثره ،والذاكرة التي إذا أراد ذكرى شيءا من زمن
متقدم كان ذلك حاضرا كأنه إنما مر به بالمس ،والذكاءا الذي تسلط له على
ما أراد ،وحسن القريحة في النظم والنثر .أما نثره فلعله في ذروة كان أوج
الفاضل لها حضيضا ول أرى أحدا فيه جودة وسرعة عمل لما يحاوله في أي
معنى أراد وأي مقام توخاه .وأما نظمه فلعله ل يلحقه فيه إل الفراد.
وأضاف الله تعالى له إلى ذلك كله حسن الذوق الذي هو العمدة في كل
فن .وهو أحد الدباءا الكملة الذين رأيتهم؛ وأعني بالكملة الذين رأيتهم؛ وأعني
بالكملة الذين يقومون بالدب علما وعمل في النظم والنثر ومعرفة بتراجم
أهل عصرهم ومن تقدمهم على اختلف طبقات لناس وبخطوط الفاضل
وأشياخ الكتابة .ثم إنه يشارك من رأيته من الكملة في أشياءا وينفرد عنه
بأشياءا بلغ فيها الغاية وقصر ذلك عن شأوه لنه جود فن النشاءا :النثر وهو
فيه آية ،والنظم وساير فنونه ،والترسل البارع عن الملوك .ولم أر من يعرف
تواريخ ملوك المغل من لدن جنكزخان وهلم وجرا معرفته وكذلك ملوك الهند
التراك .وأما معرفة الممالك والمسالك وخطوط القاليم ومواقع البلدان
وخواصها فإنه فيها إمام وقته وكذلك معرفة السطرلب وحل التقويم وصور
الكواكب .وقد أذن له العالمة الشيخ شمس الدين الصبهاني في الفتاءا على
مذهب المام الشافعي رضي الله عنه فهو حينئذ أكمل الذين رأيتهم .ولقد
استطرد الكلم يوما إلى ذكر القضاة فسرد القضاة الربعة الذين عاصرهم
شاما ومصرا وألقابهم وأسماءاهم وعلمة كل قاض منهم حتى إني ما كدت
أقضي العجب مما رأيت منه .واتفق يوما آخر أنه احتجت إلى كتابة صداق
لبنت شمس الدين ابن الشيرازي فذكر على الفور اسمها واسم أبيها وسرد
نسبه فجئت إلى البيت وراجعت تعاليقي ومسوداتي فكان المر كما ذكر لم
يخل باسم ول لقب ول كنية .ولد بدمشق ثالث شوال سنة سبعمائة وتوفي
رحمه الله تعالى يوم عرفة سنة تسع وأربعين وسبعمائة .قرأ العربية أول
على الشيخ كمال الدين ابن قاضي شهبة ثم قاضي القضاة شمس الدين ابن
مسلم والفقه على قاضي القضاة شهاب الدين ابن المجد عبد الله وعلى
الشيخ برهان الدين قليل .وقرأ الحكام الصغرى على الشيخ تقي الدين ابن
تيمية والعروض والدب على الشيخ شمس الدين الصايغ وعلءا الدين
الوداعي .وقرأ جملة من المعاني والبيان على العلمة شاب الدين محمود
وقرأ عليه جملة من الدواوين وكتب الدب.
وقرأ بعض شيءا من العروض على الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني
والصول على الشيخ شمس الدين الصبهاني ،وأخذ اللغة عن الشيخ أثير
الدين :سمع عليه الفصيح والشعار الستة والدريدية وأكثر ديوان أبي تمام
وغير ذلك؛ وسمع بدمشق من الحجار وست الوزراءا وابن أبي الفتح .والحجاز
ومصر والسكندرية وبلد الشام وأجاز له جماعة .وصنف فواضل السمر في
فضائل آل عمر أربع مجلدات .وكتاب مسالك البصار في عشرة كبار وهو
كتاب حافل ما أعلم أن لحد مثله .والدعوة المستجابة مجلد .وصبابة
المشتاق ديوان كامل في المدائح النبوية .وسفرة السفرة ودمعة الباكي.
ويقظة الساهر وقرأتهما عليه ،ونفخة الروض وغير ذلك .ونظم كثيرا من
القصائد والراجيز والمقطعات والدوبيت والموشح والبليق والزجل ،وأنشأ
كثيرا من التقاليد والمناشير والتواقيع ومكاتبات الملوك وغير ذلك .وسمعت
من لفظه غالب ما أنشاه وكتب قدامي كثيرا من التواقيع الحفلة من رأس
القلم .وترسل كثيرا وأنا أراه من رأس القلم عن الدولة وعن نفسه إلى
إخونه فيأتي بما يبهر العقول ،لم أر لحد قدرته على ذلك .كتبت إليه ملغزا
في نجم:
تهدي للي النظم والـنـثـر يا سيدا أقـلمـه لـم تـزل
معذبا بالبـيض والـسـمـر قل لي ما اسم لم يزل قلـبـه
وثلثه يسبح فـي الـبـحـر وكله في الرض أو في السما
فكتب الجواب عن ذلك:
مثل الذي ألغزت في القدر دمت خليلي سائر الـذكـر
لكنها من سكر الـشـكـر بعثتها نجمـية قـد حـلـت
في مطمح الزهر أو الزهر تطلع بالنجم فـأمـا الـذي
وما أتى إل مع الـفـجـر عجبت منه كيف شق الدجى
قد جاءاني راحة الـبـحـر من صنعة البـر ولـكـنـه
بالفجر والـلـيل إذا يسـر أأقسمت منه قسما بـالـغـا
شبيهه في الجيد والثـغـر لقد أغرت الغيد إذ لم تـجـد
يا حسنه للكوكـب الـدري بعـقـد در مـا لـه قـيمة
مقلوبة كالنظـر الـشـزر مسهد تذكـى لـه مـقـلة
فكتبت إليه الجواب عن ذلك وهو :وينهي ورود هذه الرقعة التي هي طراز
في حلة الدهر ،وحديقة ذكرت بزمن الربيع وما تهديه أيامه من الزهر ،فوقف
منها على الروض الذي تهدلت فروع غصونه بالثمار ،ونظر منها إلى الفق
الذي كواكبه شموس وأقمار ،فأنشأت له أطرابه ،وأعلمته أن قلم مولنا
يفعل باللباب ما ل تفعله نغمة الشبابة ،وأرشفته سلفا كئوسها الحروف وكل
نقطة حبابة ،وشاهد أوصاف هذه اليام المباركة القدوم المتصلة الظلم فل
أوحش الله من طلعة الشمس وحاجب الهلل وعيون النجوم ،فما لنا ولهذه
السحائب السحابة ،والغمائم السكابة ،والرعود الصخابة ،والبروق اللهابة،
والثلوج التي أصبحت بحصبائها حصابة ،والبرد الذي أمست إبرة لغصون
الجلود قطابة ،والزميتا التي ل تروى عن أبي ذر إل ويروى الغيب عن أبي
قلبة ،كلما أقبلت فحمة ظلم قدحت فيها البوارق جمرتها ،وكلما جاءات
سحابة كحلءا الجفون رجعت مدها لما أسبلت من عبرتها ،فما هذا شهر طوبة
إن هذا إل جبل ثهلن ،وما هذا كانون إن إل تنور الطوفان ،فإلى متى قطن
هذه الثلوج يطرح على جباب الجبال? وإلى متى تفاض دلصا النهار وترشقها
قوس قزح بالنبال? وإلى متى يشق السحاب ما لها من الحلل والحبر? وإلى
متى ترسل خيوط المزن من الجو وفي أطرافها على الغدران إبر? وإلى متى
تجمد عيون الغمام وتكحلها البروق بالنار? وإلى متى نثار هذه الفضة وما يرى
من النجوم دينار? وإلى متى نحن على النار حنو المرضعات على الفطيم?
وإلى متى تبكي المزاريب بكاءا الولياءا بغير حزن إذا استولوا على مال
اليتيم? وإلى متى هذا البرق تتلوى بطون حياته ،وتنقلب حماليق العيون
المحمرة من أسود غاباته? وإلى متى يزمجر عتب هذه الرياح العاصفة? وإلى
متى يرسل الزمهرير أعوانا تصبح حلوة الوجوه بها تالفة؛ أترى هذه المطار
تقلب بالزيار أم هذه المواليد تنتهي فيها العمار? كم من جليد يذوب له قلب
الجليد ،ويرى زجاجه الشفاف أصلب من الحديد ،ووحل ل تمشي هريرة فيه
الوحى وبرد ل تنتطق فيه نؤوم الضحى .اللهم حوالينا ول علينا ،لقد أضجرنا
تراكم الثياب ومقاساة ما لهذه الرحمة من العذاب ،وانجماع كل عن إلفه
واغلق باب القباب .وتخلل الصباب زوايا البيوت فالطفال ضباب الضباب:
كل ضب منهم قد ألف باطن نافقائه ،وقدم بين يديه الموت بداية بدائه ،قد
حسد على النار من أمسى مذنبا وأصبح عاصيا ،وتمنى أن يرى من فواكه
الجنات عنابا وقراصيا ،فإن كانت هذه المطار تكاثر فضائل مولنا فيا طول
ما تسفح ،وإن كانت العواصف تتشبه ببأسه فيا طول ما تلفح ،وإن كانت
البروق تحاكي ذهنه المتسرع فيا طول ما تتألق ،وإن كانت الرعود تحاكي
جوانح أعدائه فيا طول ما تشهق وتفهق ،وإن كانت السيول تجري وراءا جوده
فإنها تجري طول المدى وما تلحق ،والولى بهذا النوءا الباكي أن ل يحاكي،
والليق بهذا الفصل المبغض أن ل يتعرض ،فرحم الله من عرف قدره،
وتحقق أن مولنا في الجود ندره.
فأجابني عن هذه الرسالة برسالة أخرى وهي :ووقف عليه ،وتيمن بمجرد
إقباله عليه ،وقبله لقرب عهده بيديه ،وعده لجلءا المره ،وأمره على عينيه
وشكره .وإن لم تزل حقائب الشكر محطوطة لديه ،ل برح السهد من جنى
ريقه المعلل ،والطرب بكأس رحيقه المحلل ،والتيه وحاشاه منه في سلوك
طريقه المذلل ،والسحاب ل يطير إل بجناح نعمائه المبلل ،والروض ل يبرز إل
في ثوب تزخرفه المجلل ،والبرق ل يهتز في مسبل ردائه المسلل ،والجهد
ولو كلف ل يجيءا بمثل سيره المذلل ،والنصر يقضي لمواضيه على حد
حسامه المفلل ،والفجر لول بيانه الوضاح لما أرشد ليله المضلل ،والبحر لول
ما عرف من عباب كرمه الزاخر لما ذم على عرر المادة نواله المقلل،
والفخر وإن شمخ أنفه ل ينافس عقده الموشح ول يتطاول إلى تاجه المكلل،
وفهمه فهام ،واقتبسه فجل الوهام ،ونظر فيه فزاد صقال الفهام ،وقصر عن
إدراكه فما شك أنه إلهام .وانتهى فيه إلى الجواب في وصف أنواءا تلك الليلة
الماطرة وما موهت به السحب من ذهب برقها ،وفتلته النواءا من خيوط
ودقها ،ونفخت فيه الرياح من جمر كانونها ،وأظهرته حقيقة الرعود من سر
مكنونها .وما ينبته عارضه ذلك العارض الممطر الذي هو أقوى من شآبيبها،
وأوقى مما أرقته السماءا من جلبيبها ،وأسرى من برقها المومض في
غرابيبها ،وأسرع من سرى رياحها وقد جمعت أطواق السحب وأخذت
بتلبيبها .وسبح المملوك من عجب لهذه البلغة التي كملت الفضائل ،وفصلت
عن العلم وفي الرعيل الول علم الوائل .وفضلت مبدعها وحق له التفضيل،
وآتته جملة الفضل وفي ضمنها التفصيل .وأنطقت لسان بيانه وأخرست كل
لسان ،وأجرت قلم كرمه وأحرزت كل إحسان ،ونشرت علم علمه وأدخلت
تحته كل فاضل ،وأرهف شبا حده وقطعت به كل مناظر وكل مناضل .وقالت
للسحاب وقد طبق :إليك فإن البحر قد جال ،وللنوءا وقد أغدق :تنح فإن
الطوفان قد حصر أرجال ،وللرعد وقد صرخ :اسكت ،فقد آن لهذه الشقائق
أن تسلت ،وللبرق وقد نسخ آية الليل :استدرك غلطك لئل تبكت .أما ترى
هذه العلوم الجمة وقد زخر بحرها ،وأثر في اللباب سحرها ،وهذه الفضائل
وكيف تفننت فنونها عيونها ،وتهدلت بالثمرات أفنانها ،وزخرفت بالمحاسن
جنانها? وهذه اللمعية وكيف ذهبت الصائل ،وهذه اللوذعية وما أبقت مقال
لقائل .وهذه الفاضل وقد ذبالها ،وتقدد بها أديم الظلم وتشقق سربالها?
وهذه البراعة التي فاضت فكل منها سكران طافح? وهذه الفصائح وما
غادرت بين الجوانح? وهذه البلغة وقد سالت بأعناق المطي بها الباطح?
وهذه الصناعة وقد استعين إل رابح? وهذه الحكم البوالغ ،وهذه النعم
السوابغ ،وهذه الديم التي ل يمل حوضها من إناءا فارغ ،وهذه الشيم التي لو
تنكرت ثم مزجت بالفرات لما سرت لسائغ? وهذه الهمم التي برقت بتوجهه
فكسفت عناية عارضها ،وكفت غواية البرق وقد ولع وخط مشيبه بخط
عارضها ،حتى جلها وأضحاها ،وأغطش ليلها وأخرج ضحاها.
ونفخ رماد سحابها المنجلي عن اللهب ،وصفح جوها الفضي وسمرته
الشمس بالذهب ،وجل صدأ تلك الليلة عن صفيحة ذلك اليوم المشمس،
وبدل بذلك الضوءا المطمع من ذلك الغيم المؤيس ،ونقى لزورد السماءا من
تلك الشوائب ،ووقى عرض ذلك النهار اليقق من المعايب ،وأترع غدير ذلك
الصباح خالصا من الرنق ،وضوع عنبر ذلك الثرى خاليا من اللثق ،وأطلع
شمس ذلك اليوم يوشع جانب مشرقها ،ويوشي بذائب اللهب رداءا أفقها.
فقلت:
مشرقها الشمس ول جاحد كأنما اليوم وقد مـوهـت
طرز منه كمه الـواحـد ثوب من الشرب ولكـنـه
فرخم الله ذلك الوجه وبلغه ما يرجوه ،وضوأه بالمغفرة يوم تبيض وجوه
وتسود وجوه .لقد فقد المجد المؤثل منه ركنا تتكثر به الجبال فما تقله ول
تستقله ،وعدمت الداب منه بارعا لو عاصره الجاحظ ما كان له جاحدا والبيع
علم أن ما فض له فضله ،وغاب عن النشاءا منه كاتب ليس بينه وبين
الفاضل لول أخوه مثله .أترى ابن المعتز عناه بقوله:
قوموا انظروا كيف تزول هذا أبو العباس فـي نـعـشـه
الجبال وما يقول المملوك في هذا البيت الكريم إل إن كان قد غاب بدره
وأفل شهابه ،أو غاض قطره وتقشع سحابه ،فإن نيره العظم باق في أوجه،
وبحره الزاخر متلطم في موجه ،وفي بقاءا مولنا خلف عمن سلف ،وعوض
عما انهدم ركنه أو نقض ،وجبر لمن عدم الجلد والصبر ،والله يمتع الوجود
بحياته ،ويجمع له بين ثوابه وثباته ،لنه قد عاش الدر المفدي بالذهب،
وأضاءات شمس المعالي إن كان قد خمد اللهب:
ك المحل الجليل من سلطانه علم الله كيف أنت فأعـطـا
يا فعش سالما لنا في جعل الدين في ضمانك والدن
ضمانه وقد نظم المملوك قصيدة مختصرة في رثاءا المشار إليه ،وجعل
ألفاظها تبكيه وقوافيها تنوح عليه ،وهي:
شغلت وفاتك كـل قـلـب له الله أكبر يا ابن فـضـل الـلـه
واها لفقـدك إن صـبـري واه كل يقول وقـد عـرتـه كـآبة
متلطـم المـواج بـالمـواه فقدت بك الملك بحر تـرسـل
ألفاظه زهر النجوم تـبـاهـي يا وحشة النشاءا منك لـكـاتـب
من لطفه لشذا النسيم وتوجع الشعار فيك لـنـاظـم
يضاهـي
فأعدته في الحال طرزا كم أمسكت يمناك طرسا أبيضـا
باهـي
هي نشوة الناشي وزهو كم قد أدرت من القريض قوافـيا
الزاهي
ذ حازت حـضـرة الـفـكـاه ورسالة أنشأتها في حانة النـبـا
قالت له الـبـلـغـاءا زاه زاه ووضعت في الداب كل مصنف
يوم الفخار بمـعـطـف كم قد خطرت على المجرة رافل
تـياه
ولك السهى يرنو بطرف شخصت لعلياك النجوم تعجـبـا
سـاه
يسمو على النظار والشـبـاه ما كنت إل واحد الدهـر الـذي
يجدون منجاة لهـم مـن من بعدك الكتاب قد كتبوا فـمـا
جـاه
أدواتهم ودواتـهـم أقلمهم قد أملقت ورمى الـردى
بـدواهـي
أسفا عليك مـؤكـدا وطروسهم لبست حداد مـدادهـا
بـسـفـاه
ترد القيامة وهي فيك كما أما القلوب فإنها رهـن السـى
هـي
تملي الفؤاد لي وأنت تجـاهـي أبدا يخيل لي بـأنـك حـاضـر
يا خير مولى آمـر أو نـاهـي فتعز فيه واصطبر لمـصـابـه
ولشكرها حتم عـلـى فدوام ظلك في البـرية نـعـمة
الفـواه
رتبا سعادتها بغـير ل زال جدك في المبادىءا صاعدا
تـنـاهـي إن شاءا الله تعالى.
أحمد بن يزيد
أبو جعفر المهلبي
أحمد بن يزيد بن محمد المهلبي أبو جعفر .أديب شاعر راوية ،ذكره
المرزباني في معجمه وله قصيدة مدح فيها الموفق يهنئه بفتح البصرة ،منها:
وفيهما للله الحمـد قل للمير هناك النصر الـظـفـر
والـشـكـر
ما فوق فخرك يوم الفخر ما فوق فتحك فتح للفتـوح كـمـا
مفتخـر
أخرى الليالي فما يعفو يا ابن الخلئف قد أو دعتنا نـعـمـا
لـهـا أثـر
للناظرين المسالك راح الظلم وراح الصبح منصدعـا
والمصار والكور
أضحت له نـوب اليام إن المير إذا صحـت عـزيمـتـه
تـأتـمـر وكتب إلى القاسم بن محمد الكرخي يهنئه بزوال نكبة نالته من
أبيات:
وما خير سبل المجد إل ليهنك أمن بعد سبل مـخـوفة
مخوفها ?وعطفه رأي من مليك مسلط وأفضل آراءا الملوك عطوفها
أفانين واليام جد صروفـهـا وإن صروف الدهر تلعب بالفتى
قلت :شعر متوسط.
الحلواني المقرىءا
أحمد بن يزيد الحلواني المقرىءا أحد الئمة .قرأ على قالون وعلى هشام
ابن عمار وخلف بن هشام ومات في حدود الستين ومائتين.
ابن أبي خالد وزير المأمون
أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن أبو العباس ابن أبي خالد الحول الكاتب مولى
عاصم بن الوليد بن عتبه بن ربيعة ،أصله من الردن .كاتب كتب لمراءا
دمشق وترقت حاله إلى أن وزر للمأمون بعد الحسن بن سهل أخي ذي
الرياستين وكان يكنى والده ول يسميه خوفا من المأمون .قال الصولي
حدثني القاسم بن إسماعيل سمعت إبراهيم بن العباس يقول :بعثني أحمد
بن أبي خالد إلى طلحة بن طاهر فقال لي قل له :ليست لك ضيعة بالسواد
وهذه ألف ألف درهم بعثت بها إليك لم أبعث بها جاها ول مال واشتر بها
ضيعة ووالله لئن فعلت لتبرنني وإن عصيت لتعصينني ،فردها وقال :أنا أقدر
على مثلها وأخذ واغتنام الحال بيننا يرتفع عن أن يزيد في الوداد أخذها أو
ينقصه ردها .قال إبراهيم :فما رأيت أكرم منهما .وكان أحمد سيءا اللقاءا
عابس الوجه يهر في وجه الخاصا والعام غير أن فعله أحسن من لقائه .وكان
من عرف أخلقه وصبر على مداراته نفعه وأكسبه .وركب من داره يريد دار
المأمون فلما رأى كثرة الناس حوله قال :قد ضيقتم علي طريقي
وشغلتموني عن خدمة السلطان فقال له رجل عمري :احمد الله فقد أعطاك
ما لم يعطه نبيه عليه اللم قال :وما ذاك? قال :لنه يقول ولو كنت فظا
غليظ القلب لنفضوا من حولك .
وأنت فظ غليظ ونحن نتكاثر عليك .قال :فما حاجتك? قال ترتيبي في دار
أمير المؤمنين ،قال :قد فعلت ،قال :وتقضي ديني ،قال :كم هو? قال ثلثين
ألف درهم ،قال :قد قضيته .وكان شرها وحكاياته في ذلك معروفة فأجرى
المأمون عليه كل يوم ألف درهم لمائدته لئل يشره إلى طعام الناس ويمد
إلى هدية تأتيه حتى قال فيه دعبل:
على ابن أبي خالد نزله شكرنا الخليفة إحـرازه
وصير في بيته أكلـه ?وقد كان فكف أذاه عن المسلمين
يقسم أشغاله فصير في نفسه شغله وقال :قرأ ابن أبي خالد على الممون
قصص الناس وجاع فمرت به قصة فيها فلن ابن فلن اليزيدي فقرأه
الثريدي ،فقال الخليفة :يا غلم صحفة مملوءاة ثريدا لبي العباس فإنه أصبح
جائعا فقال :ما أنا بجائع ولكن صاحب القصة أحمق نقط على الياءا ثلثا نقط
فقال ما أنفع حمقه لك .وأحضرت الصحفة فخجل أحمد ،فقال المأمون:
بحياتي عليك إل ما ملت إليها .فأكل حتى اكتفى وغسل يده وعاود القراءاة
فمرت به قصة وعليها فلن ابن فلن الحمصي فقرأها الخبيصي .فقال
المأمون :يا غلم جام مملو خبيصا ،فقال :يا سيدي صاحب القصة أحمق فتح
الميم سنتين ،فقال :لول حمقه وحمق صاحبه مت أنت اليوم جوعا؛ فأتي
بالجام الخبيص فقال له المأمون :بحياتي عليك إل ما ملت إليه ،فأكل وغسل
يده وعاود القراءاة فما صحف حرفا حتى انقضى المجلس .وقال ابن أبي
خالد كنت بين يدي المأمون أكلمه فحضرتني عطسة فرددتها ففهم المأمون
ذلك فقال :يا أحمد لم فعلت ذلك? أما علمت أنه ربما قتل ولسنا نحمل أحدا
على هذه الخطة .فدعوت له وقلت له :يا أمير المؤمنين ما سمعت كلمة
لملك أشرف من هذه قال :بلى كلمة هشام حين أراد البرش الكلبي أن
سوي عليه ثوبه فقال له هشام :إنا ل نتخذ الخوان خول .ولما توفي سنة
اثنتي عشرة ومائتين صلى عليه المأمون ووقف على قبره فلما دلي فيه
قال :رحمك الله أنت والله كما قال الشاعر:
وذو باطل إن كان في أخو الجد إن جد الرجال وشمروا
القوم باطل
وله ذكر في ترجمة صالح بن علي الضخم تدل على كرم فلتطلب هناك.
وقيل إنه كان مأبونا وكان السبب في اتصال أحمد ابن أبي خالد بالمأمون أن
الرشيد لما قتل جعفرا وسخط على البرامكة شخص إلى الرقة وحمل يحيى
وولده الفضل إلى حبس الرقة فاتصل بأحمد خبرهما فلم يزل يحتال في
الوصول إليهما إلى أن تهيأ له ذلك .فدخل على يحيى وعرفه قصده إياهما
فشكر له يحيى ذلك وقال :كنت أحب لو قصدتني وقت المكان لنقدر على
مكافأتك .فشكر له أحمد ذلك وسأله المن عليه بقبول شيءا حمله إليه
وتضرع له ،فدافعه يحيى وقال :نحن في كفاية .فألح عليه فسأله عن مقداره
فقال :عشرة آلف درهم فقال يحيى :قد قبلت ذلك ووقع موقعه فادفعه إلى
هذا السجان ليصرفه في نفقاتنا .وقال له يحيى :إن حالنا ل تقوم بمكافأتك
ولكني أكتب لك كتابا إلى رجل سيقوم بأمر الخليفة الذي يملك المر
بخراسان فأوصل كتابي إليه فإنه يقوم بحقك .وكتب له على قريطيس أحرفا
يسيرة وطواه ووضع عليه خاتمه وقال :إذا شئت فامض مصاحبا في ستر
الله .وانصرف أحمد ابن أبي خالد في شأنه .فلما تقلد الفضل بن سهل أمر
المأمون وظهر على المين قصد أحمد ابن أبي خالد خراسان وأوصل الكتاب
إلى الفضل فلما قرأه استبشر وظهر السرور في وجهه وأمره بالمصير إلى
منزله ،فلما وصل وخل به اعتنقه وقبله وقال له :أنت أعظم خلق الله علي
منة وأجلهم عندي يدا ،وأمر بإنزاله منزل يتخذ له ويفرش له وما يحتاج إليه
وجهز إليه تخوت ثياب وخمسين ألف درهم واعتذر إليه بضيق الحال .ثم إنه
وصفه للمأمون وقرظه وأثنى عليه كثيرا وأوصله إلى المأمون ثم إنه قلده
خراسان وما وراءا النهر.
قاضي الجماعة البقوي
أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن مخلد بن عبد الرحمن
ابن أحمد ابن المام بقي بن مخلد ،قاضي الجماعة العلمة أبو القاسم ابن
أبي الوليد القرطبي الموي البقوي .تفرد بالرواية عن جماعة وهو آخر من
حدثا في الدنيا عن شريح وآخر من روى الموطأ عن ابن عبد الحق وحدثا
هو وجميع آبائه .ولي قضاة الجماعة بمراكش مضافا إلى خطتي المظالم
والكتابة العليا .فحمدت سيرته ولم تزده الرفعة إل تواضعا ثم صرف عن ذلك
كله وأقام إلى أن قلد قضاءا بلده ثم صرف عنه قبل وفاته؛ تجاوز ثمانيا
وثمانين سنة .وتوفي سنة خمس وعشرين وستمائة.
أحمد بن يعقوب
برزويه النحوي
أحمد بن يعقوب بن يوسف أبو جعفر النحوي غلم نفطويه المعروف ببرزويه
الصبهاني .توفي سنة أربع وخمسين وثلثمائة أخذ عن أبي خليفة الفضل بن
حباب ومحمد بن العباس اليزيدي وغيرهما.
القاضي أبو المثنى
أحمد بن يعقوب أبو المثنى القاضي .كان ممن سعى في بيعة عبد الله ابن
المعتز فأخذه المقتدر وقتله صبرا ،ضرب عنقه .قال الصولي :وهو أول قاض
قتل صبرا في السلم ل يعرف ذلك في دولة بني أمية ول في دولة بني
العباس قبل الذي جرى على أبي المثنى ،قتله مؤنس الخادم يوم الثنين
لثلثا عشرة خلت من شهر ربيع الخر سنة ست وتسعين ومائتين.
أبو بكر النحوي
أحمد بن يعقوب بن ناصح الصبهاني الديب أبو بكر النحوي ذكره الحاكم
فقال :هو نزيل نيسابور وسمع بأصبهان محمد بن يحيى بن منده الصبهاني
وأقرانه .مات بنيسابور قبل الخمسين وبعد الربعين والثلثمائة.
وكتب عنه الحاكم وأسند إليه في كتابه حديثين.
جمال الدين ابن الصابوني
أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب المام جمال الدين أبو العباس ابن
شرف الدين ابن الصابوني .مولده بدار الحديث النورية بدمشق سنة خمس
وسبعين وستمائة .أجاز لي وتوفي رحمه الله سنة إحدى وثلثين وسبعمائة؛
وهو من ذرية عبد المحسن بن حمود الديب ،وسيأتي ذكره في موضعه إن
شاءا الله تعالى .وكان جمال الدين نزيل القاهرة وعني بالحديث وحصل
الصول .أسمعه والده من ابن النجاري وطبقته وطلب بنفسه وتميز ومهر
وكان حسن المذاكرة ،رحمه الله تعالى.
ابن شكيل الصدفي
وضعت خدي على بنان يدي قد غصت العين بالدموع وقد
شتان بين الرقاد والسـهـد وأنت نامت عيناك فـي دعة
فريسة بين مخلـبـي أسـد ابن كأن قلبـي إذا ذكـرتـكـم
الداية
أحمد بن يوسف بن إبراهيم المعروف بابن الداية .كان أبوه ابن داية المهدي،
وهو الراوي أخبار أبي النواس؛ وكان أبوه يوسف من جلة الكتاب بمصر وكان
له مروءاة وعصبية تامة .وجرت له مع أحمد بن طولون واقعة خلص منها
وسوف تأتي إن شاءا الله في ترجمة يوسف .وكان أحمد بن يوسف من
فضلءا مصر ومؤرخيهم وممن له علوم كثيرة في الدب والطب والنجامة
والحساب وغير ذلك؛ وكان أبوه يوسف كاتب إبراهيم ابن المهدي ورضيعه
ومات أحمد بن يوسف سنة نيف وثلثين وثلثمائة وله كتاب سيرة أحمد ابن
طولون .كتاب سيرة ابنه خمارويه .سيرة هارون بن خمارويه .وأخبار غلمان
بني طولون .كتاب المكافأة وحسن العقبى .أخبار الطباءا .مختصر المنطق
ألفه للوزير علي بن عيسى .ترجمة كتاب الثمرة .أخبار المنجمين .أخبار
إبراهيم بن المهدي .الطبيخ .وله شعر.
دخل يوما على أبي الحسن بن المظفر الكرخي عامل خراج مصر مسلما
عليه .فقال له :كيف حالك يا أبا جعفر فقال بديها:
أني على طبري في يكفيك من سوءا حالي إن سألت به
الكـوانـين ? الملك الحسن
أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي أبو العباس ،كان يلقب بالملك المحسن
ابن السلطان الكبير صلح الدين .نشأ نشوءاا صالحا وحفظ القرآن وقرأ
الدب وطلب الحديث وأحضر الشيوخ من البلدان وسمع الكثير بعد الستمائة.
وكتب بخطه واستنسخ وحصل الكتب الكثيرة والصول .وجاور بمكة سنة
كاملة أكثر فيها العبادة وقراءاة الحديث على مشايخ الحرم ،ثم عاد إلى الشام
وسكن بحلب عند أخيه الظاهر منقطعا في بيته مشتغل بنفسه يحافظ على
صلة الجماعة في الجامع .وحج بعد العشرين والستمائة .ودخل بغداذ وسمع
جماعة وحدثا بها .قال محب الدين ابن النجار :كتبت عنه بحلب ،وكان
صدوقا فاضل متدينا كثير العبادة مليح الخلق ووقف كتبه كلها وجعلها
بمدرسة أخيه بحلب .مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة ،وتوفي بحلب سنة
أربع وثلثين وستمائة وحمل إلى صفين ودفن بتربة عمار بن ياسر .وقال غير
ابن النجار :كان مليح الكتابة جيد النقل ووجد المحدثون به راحة عظيمة
وجاها ووجاهة وهو الذي كان السبب في مجيءا حنبل وابن طبرزذ وكان كثير
التحري في القراءاة ونبز بميل إلى التشيع.
القرميسني الصوفي
أحمد بن يوسف بن علي بن الحسين ابن أبي بكر القرميسني التاجر أبو
العباس الصوفي البغداذي .سافر صبيا وجال فيما بين العراق والشام وديار
مصر وخراسان وما وراءا النهر وبلد الترك ودخل بلد الهند وأقام بها نحو
عشرين سنة ،وكان يحكي العجائب .وسكن جزيرة سرنديب وتولى بها
الخطابة ثم عاد إلى بغداذ بعد أن غاب عنها سفرة واحدة إحدى وثلثين سنة.
وكان يسكن برباط المأمونية .سمع الحديث بإفادة أخيه من محمد بن عمر
بن يوسف الرموي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي وغيرهما،
وسمع بنيسابور وبمرو وبأصبهان وحدثا باليسير .توفي بالموصل سنة سبع
وتسعين وخمسمائة.
النقيب ابن الزوال
أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن م-مد بن يعقوب
ابن الحسن ابن المأمون ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور العباسي
المعروف بابن الزوال .قلده المستضيءا نقابة العباسيين وعزله المام الناصر
ثم أعاده ولم يزل عليها إلى أن مات .توفي سنة تسعين وخمسمائة.
المنازي
أحمد بن يوسف أبو نصر المنازي الكاتب الشاعر الوزير .وزر لبي نصر أحمد
بن مروان صاحب ميافارقين ،وتقدم ذكره وترسل إلى القسطنطينية مررا
وجمع كتبا كثيرة ثم وقفها على جامع آمد وميافارقين .واجتمع بأبي العلءا
المعري وشكا أبو العلءا إليه أنه منقطع عن الناس وهم يؤذونه فقال :ما لك
ولهم وقد تركت لهم الدنيا والخرة ،فتألم أبو العلءا وأطرق مغضبا .وله ديوان
شعر .وهو منسوب إلى منازكرد توفي سنة سبع وثلثين وأربعمائة .واجتاز
في بعض أسفاره بوادي بزاعا فأعجبه حسنه وما هو عليه فنظم فيه البيات
المشهورة وهي:
وقاه مضاعف النبت العميم وقانا لفحة الرمضـاءا واد
أحمد بن يوسف بن عبد الله بن شكر الشيخ علم الدين ابن الصاحب
المصري الفقير المجرد .اشتغل في صباه وحصل ودرس .وكان ذكيا فاضل إل
أنه تجرد وتمفقر وأطلق طباعه وكان يجارد الرؤساءا وغيرهم ويركب في
قفص حمال ويتضارب الحمالون على حمله لنه كان مهما فتح له من
الرؤساءا كان للذي يحمله فيستمر راكبا في القفص والحمال يدور به في
أماكن الفرج والنزه وكان يتعمم بشرطوط طويل جدا دقيق العرض ويعاشر
الحرافيش .وله أولد رؤساءا .توفي سنة ثمان وثمانين وستمائة .أخبرني من
لفظه الشيخ المام نجم الدين أبو محمد الحسن خطيب صفد قال :رأيته
أشقر أزرق العين عليه قميص أزرق وبيده عكازة حديد .انتهى .وأخبرني من
لفظه الحافظ فتح الدين محمد بن سيد الناس قال :كان ابن الصاحب يعاشر
الفارس أقطاي فاتفق أنهم كانوا يوما على ظهر النيل في شختور وكان
الملك الظاهر بيبرس مع الفارس وجرى بينهم أمر ثم ضرب الدهر ضربانه
وركب الظاهر يوما إلى الميدان ولم يكن عمر قنطرة السباع وكان التوجه
إلى الميدان على باب زويلة على باب الخرق .وكان ابن الصاحب ذلك اليوم
نائما على قفص صيرفي من تلك الصيارف برا باب زويلة ولم يكن أحد
يتعرض لبن الصاحب ،فلم يشعر الظاهر إل وابن الصاحب يضرب بمفتاح في
يده على خشب الصيرفي قويا فالتفت فرآه فقال :هاه علم الدين فقال:
إيش علم الدين ،أنا جيعان ،فقال :اعطوه ثلثة آلف درهم؛ وكان ابن
الصاحب أشار بتلك الدقة على الخشب إلى دقة مثلها يوم المركب .انتهى.
ويقال إن الصاحب بهاءا الدين ابن حنا هو الذي أحوجه إلى أن ظهر بذلك
المظهر وأخمله وجننه لكونه من بيت وزارة والله أعلم .وله نكت بديعة في
الزائد على رأي المصريين منها :أنه حضر يوما بعض الدارس والنقيب يقول
بسم الله الرحمن الرحيم الله فلن الدين القليوبي .بسم الله فلن الدين
الدمنهوري .بسم الله فلن الدين المنوفي .بسم الله فلن الدين البهنسي
ويذكر نسب كل منهم إلى بلدة من الريف .فقال ابن الصاحب :والك أهذه
مدرسة وإل منفض كتان ،يعني أنهم فلحون .ومنها أنه حضر يوما درس بعض
المدارس وبحثوا في شيءا خبطوا فيه ،فقام من بينهم وجلس في حلقة
الدرس مشيرأ إلى أنه يبول فقيل له :ما هذا ،فقال :ل بأس يالرجل يبول بين
غنمه وبقره.
ومنها :أنه دخل يوما إلى مدرسة فسمعهم من الدهليز وهم يغتابونه فلما
دخل أخذ يبول عليهم فقالوا له ما هذا فقال :كل ما أكل لحمه فبوله طاهر.
ومنها :أن المير علم الدين الشجاعي لما فرغ من المنصورية رآه يوما بين
القصرين .فقال له :يا علم الدين أيما أحسن هذه أو مدرسة الظاهر? فقال:
هذه مليحة إل أن الذي يصلي في الظاهرية يبقى جحره في وجه الذي يصلي
في مدرستكم .ومنها :أنه كان في مصر إنسان كثيرا ما يجرد الناس فسموه
زجل ،فلما كان في بعض اليام وقف ابن الصاحب على دكان حلوي يزن
دراهم يشتري بها حلوى وإذا بزحل قد أقبل من بعيد فقال للحلوي :أعطني
الدراهم ما بقي لي حاجة بالحلوى .فقال له :لم ذا? قال :أنا ترى زحل قارن
المشتري في الميزان .ومنها :أنه رأى يوما بعض العواهر وقد دخل الهواءا في
إزارها فقال :والله ما ذي إل قبة ،فقالت له :كيف لو رأيت الضريح? فوضع
يده على متاعه وقال :كنت أهدي له هذه الشمعة نذرا .ومنها :أنه ركب يوما
حمارا للفرجة تسلمه من المكاري وتوجه به إلى برا باب اللوق فتسيب
الحمار على ماجور فيه حشيش فأكله وشربه فجاءا صاحبه إليه وقال :يا
سيدي أفقرني حمارك هذا وأكل بضاعتي .فقال له خذ صريمته فأخذها ،فلما
كان بعد ساعة انسطل الحمار ونام وعجز عن الحركة وأراد ابن الصاحب
الدخول إلى المدينة فعجز الحمار عن القيام لنه شرب ماجور حشيش
فحمله على حمار آخر وقال للمكاري :خذ بردعته وجاءا وهو خلفه فقام إليه
المكاري الول فقال :يا سيدي أين الحمار الذي ركبته من عندي? فقال :أمنا
ما رأيت لك حمارا وما أعطيتني إل حريفا ،على أنه حريف كيس ما غرم عليه
أحد شيئا ،انسطل بصريمته وركب ببردعته.
ويقال إنه كان إذا رأى الصاحب بهاءا الدين ينشد:
ل بد أن تتـعـنـى اشرب وكل وتهنـى
من أين لك يا ابن حنا كمال الدين محـمـد وعـلــي
الفاضلي
أحمد بن يوسف بن نصر بن شادي كمال الدين الفاضلي .سمع من ابن أبي
لقمة وأبي محمد ابن البن وزين المناءا وجماعة .كتب عنه المزي والبرزالي
وجماعة ،وكان يسمع بإفادة القاضي الشرف ابن القاضي الفاضل .توفي
سنة ثمان وثمانين وستمائة.
الستاذ أبو جعفر اللبلي
أحمد بن يوسف بن يعقوب الستاذ أبو جعفر الفهري اللبلي أحد المشاهير
بالمغرب .ولد بلبلة عام ثلثة وعشرين وأخذ عن أبي علي الشلوبين وابن
الدباج وبلبلة عن يحيى بن عبد الكريم القندلوي وببجاية عن أبي الحسين ابن
السراج وبتونس عن أحمد بن علي البلطي وبالسكندرية عن السبط
والمرسي وبمصر عن محمد بن خيرة والزكي المنذري وابن عبد السلم
وبدمشق عن الشرف الربلي وعن شمس الدين الخسروشاهي .ومن تواليفه
كتاب شرح الفصيح .ومستقبلت الفعال .وجمع مشيخته .وله عقيدة صغيرة.
مات بتونس سنة إحدى وتسعين وستمائة ودفن بداره.
شهاب الدين الصفدي الطبيب
أحمد بن يوسف بن هلل ابن أبي البركات شهاب الدين الطبيب الصفدي.
مولده بالشغر بكاس سنة إحدى وسبتين وستمائة ثم انتقل إلى صفد وبها
سمي وانتقل إلى مصر وخدم في جملة أطباءا السلطان والبيمارستان
المنصوري ،وسيأتي ذكر والده في حرف الياءا مكانه .رأيته غير مرة بالقاهرة.
واجتمعت به وأنشدني أشعارا كثيرة لنفسه .وكانت له قدرة على وضع
المشجرات فيما ينظمه ويبرز أمداح الناس في أشكال أطيار وعمائر وأشجار
وعقد وأخياط ومآذن وغير ذلك .نوفي سنة سبع وثلثين وسبعمائة فيما أظن
بالقاهرة .أنشدني من لفظه لنفسه فيما يكتب على السيف:
فأعدته بالنصر يومـا أبـيضـا أنا أبيض كم جبت يومـا أسـودا
جعل الذكور من العادي ذكر إذا ما اسـتـل يوم كـريهة
حيضا
وأجول في وسط القضايا أختال ما بين المنايا والـمـنـى
والقضا وكتب إلي وقد وقف على شيءا كتبته وذهبته:
ذهبا فقلت وقد أتت بـوفـاق ومزمك بـالـلزورد كـتـابة
أم قد أذبت الشمس في أأخذت أجزاءا السماءا حللتـهـا
الوراق
مخضرها بمرائر الـعـشـاق أكتبت بالوجنات حمرتها كـمـا
أنى أطاعك رونـق الحـداق ورقمتها ببياضهـا وسـوادهـا
وكتب إلي أيضا:
لكل من اللباب قد معانيك واللفاظ قد سحرا الورى
أعطيا حظا
فكيف أذبت الدر صيرته فهبك سبكت التبر معنى وصغته
لفظـا وقال:
بأول شهر حل أول عـامـه حجبت وقد وافـيت أول قـادم
وكنت المنى في برده وكان خليل القلب في نار شوقه
وسلمه وقال:
بكثرة ترداد إلى وما زلت أنت المشـتـهـي مـتـولـعـا
الـروضة الـصـغـرى
من المصطفى إلى أن لغت القصد في كـل مـشـتـهـى
المختار في الروضة الكبرى ?شمس الدين الطيبي
أحمد بن يوسف بن يعقوب شمس الدين ابن أبي المحاسن كاتب النشاءا
بطرابلس المعروف بالطيبي-بكسر الطاءا المهملة وسكون الياءا آخر الحروف
وبعدها باءا موحدة-كاتب مجيد في النظم والنثر مكثر.
من شعره:
ولمعه يحتبس العـينـا النهر وافى شاهرا سيفـه
وارتعدت وادرعت جوشنا ومنه فماجت البركة من خوفـه
لما ألبس الذمة العمائم الملونة:
والسامريين لنا عمموا تعجبوا للنصارى واليهود مـعـا
الخرقـا
نسر السماءا فأضحى فوقهم كأنما بات بالصباغ منـسـهـل
ذرقا ومنه:
حمراءا قد سقطت من كف وأصفر أزرق العينين لـحـيتـه
دباغ
قد كان في است امه ألوانه اختلفت ل تعجبوا فعسـى
دكان صباغ ومنه يصف ثوبه:
بكيته أحمرا أو مت لو أن عيني على غيري تـعـانـيه
بالـضـحـك
أرى على البر شيخ البحر ومن رآني فـيه قـال واعـجـبـا
في الشبك ومنه في العود:
في المنتشي جريان اشرب على العود من صهباءا جارية
الماءا في العود
سروره وهو في ضرب ترنم العود مسرورا ومن عـجـب
وتـقـييد
أحمد بن يونس الحراني الطبيب :يأتي ذكره إن شاءا الله تعالى في ترجمة
أخيه عمر بن يونس في مكانه من حرف العين.
اللقاب
الحمدي ،المير ركن الدين بيبرس.
ابن الحمر ،ملك الغرب محمد بن يوسف.
الحمق المطاع ،حذيفة.
أحمشاذ
أبو المكارم الحنفي
أحمشاذ بن عبد السلم بن محمود الغزنوي أبو المكارم الفقيه الحنفي.
ذكره العماد الكاتب في الخريدة .كان واعظا من فحول العلماءا ،وقال :لقيته
بأصبهان في سني ثلثا وأربع وخمس وأربعين وخمسمائة .وكان عارفا
بتفسير كتاب الله تعالى وتولى قضاءا أراينة وحيرة سنين وقدم بغداذ والتقى
بالوزير عون الدين ابن هبيرة .ومن شعره:
على صبوتي والحين من أمالك رقي مالـك الـيوم رقة
تبعاتها
لي الربح فيها خذ حياتي سألت حياتي إذ سألتـك قـبـلة
وهاتها ومنه أيضا:
في حب ظبي أكحل الناظر يا عاذلي أقصر وكن عاذري
قد فصد الكحل من ناظري فأكحل الناظـر ذاك الـذي
والملح في الحلو من النادر حل مذاقا وهو مستمـلـح
أحمر
ابن جزي
أحمر بن جزي بكسر الجيم والزاي أبو جزي السدوسي له صحبة روى عنه
الحسن البصري لم يرو عنه غيره.
ابن سليم
أحمر بن سليم له صحبة .حديثه عند أبي العلءا يزيد بن عبد الله بن الشخير.
ابن عسيب
أحمر بن عسيب له صحبة روى عنه مسلم بن عبيد أبو نصيرة وروى عنه
حازم بن العباس أنه كان يصفر لحيته.
ابن الحمر صاحب الندلس ،اسمه محمد بن محمد بن يوسف.
الحمر صاحب الكسائي ،علي بن الحسن ابن الحمر صاحب الندلس ،نصر
بن محمد بن محمد.
الحنف
الحنف بن قيس التميمي ،واسمه الضحاك يأتي ذكره إن شاءا الله تعالى في
حرف الضاد في مكانه.
الحوصا
القاضي أبو أمية
أحوصا بن المفضل بن غسان الغلبي البغداذي البزاز القاضي أبو أمية.
قال الدارقطني ليس به بأس ،قبض عليه والي البصرة وسجنه إلى أن مات
سنة ثلثمائة للهجرة.
الحوصا الشاعر اسمه عبد الله بن محمد النصاري يأتي ذكره إن شاءا الله
تعالى ،في حرف العين مكانه.
الحول المحرر ،محمد بن الحسن.
أحيحة
الصحابي
أحيحة بن أمية بن خلف الجمحي أخو صنوان بن أمية ،مذكور في المؤلفة
قلوبهم من الصحابة رضي الله عنهم.
أخثا
النحوي
أخثا ،قال ياقوت في معجم الدباءا :هو لقب ول أعرف اسمه ولم أجد له
ذكرا إل ما ذكره مبرمان في كتابة النكت على سيبويه فقال :وقال لي
الملقب بأخثا وكان أحد من رأينا من النحويين الذين صحت لهم القراءاة على
أبي عثمان المازني وكان موصوفا في أول نظره بالبراعة ،مسلما له
استغراق الكتاب على أبي عثمان ثم أدركته علة فقصر عن الحال الولى،
وذكر ما يتعلق بالكلم والكلم.
أخرم
أخرم السدي
كان يقال له فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يقال لبي
قتادة النصاري .قتل شهيدا في حين غارة عبد الرحمن ابن عيينة بن حصن
على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله يوم ذاك ،ويقال اسمه
محرز بن نضلة ويقال ناضلة.
رجل روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر :ل أعرف
نسبه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يوم ذي قار اليوم أول يوم
انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا.
ابن الخرم الحافظ ،محمد بن العباس.
ابن الخرم المقرىءا ،محمد بن النضر.
الخضر
الشيباني البصري
أخضر بن عجلن الشيباني .بصري أخو سميط الزاهد توفي في حدود
الخمسين والمائة ،روى عنه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود.
ابن الخضر المقرىءا ،أحمد بن محمد بن عمر.
ابن الخضر ،عبد العزيز ابن محمد.
ابن الخضر ،رزق الله بن محمد ابن الخضر الشبيلي ،علي بن عبد الرحمن.
ابن الخضر النباري ،يحيى بن علي.
الخطل
النصراني الشاعر
الخطل النصراني الشاعر اسمه غياثا بن غوثا ،يأتي ذكره إن شاءا الله
تعالى في حرف الغين في مكانه.
الخطل أخو الفرزدق الشاعر
أظن اسمه هشيما ويأتي إن شاءا الله تعالى في حرف الهاءا في مكانه.
الخفش
يطلق على جماعة كلهم نحاة: