Professional Documents
Culture Documents
مثال تطبيقي لمادّة الت ّربية العلمي ّة والتكنولوجية للسّنة الخامسة ابتدائي
1
- Orlich, D & All, Teaching stategies, 6em Edition, Houghton Miflin Company,
boston, New York, 2001, P :
-2قطامي وآخرون ،تصميم التدريس ،دار الفكر العربي ،عمان ،الأردن.2002 ،
-3عطا الل ّه ،أثر طر يقة الت ّدريس المعرفي وفوق المعرفي لطلبة المرحلة الأساسي ّة في تفكيرهم
العلمي وتحصيلهم للمفاهيم العلمي ّة ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،عمان ،الأردن.3991 ،
204
المتعل ّم بما في ذلك الأنماط المعرفي ّة وبيئة الت ّعل ّم واستراتيجية حل المشكلة والخ يرة
السّابقة.
يعر ّف بعض الت ّربو يين طر يقة حل المشكلات بأنّها ":طر يقة في الت ّفكير
العلمي تقوم على الملاحظة الواعية والت ّجريب وجمع المعلومات ،بحيث يتم
الانتقال فيها من الكل إلى الجزء(الاستنتاج) من أجل الوصول إلى حل
4
مقبول".
-3الخطوات العملي ّة لطر يقة حل المشكلات:
ولقد حدّد جون ديوي عام( )3930في كتابه كيف نفك ّر خمسة خطوات
5
لحل المشكلات وهي كالت ّالي:
-3الإدراك بوجود المشكلة( :إدراك بالصعوبة والإحساس بالإحباط
والفشل ،أو الت ّعجّ ب أو الشّك).
-2تعيين المشكلة :الت ّوضيح والت ّعر يف ،وتتضمّن بيان الهدف الذي ينشده
في ضوء تعر يفه وفق الحالة الت ّي تمخ ّضت عنها المشكلة.
-4محمد السكران ،أساليب تدريس الد ّراسات الاجتماعي ّة ،دار الشروق ،عمان ،الأردن،
،3999ص.941
-5حسن محمد أبو ر ياش ،أثر برنامج تدريبي مبني على استراتيجي ّة الت ّعل ّم المستند إلى مشكلات
في تنمي ّة المهارات ما وراء المعرفي ّة لدى طلبة المرحلة الأساسي ّة ،أطروحة دكتوراه غير
منشورة ،جامعة عمان العربية للد ّراسات العليا ،الأردن ،2002 ،ص.44
205
-1توظيف الخ برات السّابقة :مثل معلومات وثيقة الصّ لة بالمشكلة أو حلول
سابقة ،أفكار تفيد في إنشاء فرضيات وقضايا تتعل ّق بالمشكلة.
-4فحص الفرضيات والحلول المحتملة على الت ّوالي ،وإعادة صياغة المشكلة
إذا اقتضى الأمر ذلك.
-5تقويم الحلول واتخاذ القرار يستند إلى القرائن ،ويتضمّن ذلك دمج
الحلول الن ّاجمة في ضوء الفهم الحالي وتطبيقه في مراحل أخرى من المشكلة
ذاتها.
إن هذه الخطوات المقترحة من طرف جون ديوي ،وخاصّة من حيث
ترتيبها المنطقي ،لم تخضع عليها تعديلات واضحة ،وهي مازالت يؤخذ بها لحد
السّاعة ،فهي تمثل الخطوات الأساسية في انتهاج أسلوب حل المشكلات في
عملي ّة الت ّدريس.
-6عدنان يوسف العتوم ،علم النفس التربوي-بين النظر ية والتطبيق-ط ،9دار المسيرة،
عمان-الأردن ،2002-ص.654
206
-9ضرورة أن تكون المّادّة الت ّعليمي ّة مناسبة للت ّعل ّم بأسلوب حل المشكلات
ن طبيعة المّادّة تحدّد الأسلوب المستخدم أحيانا في الت ّدريس.
حيث أ ّ
-6تحديد الأهداف الت ّعليمي ّة المتضمّنة في المادّة الت ّعليمي ّة ،الت ّي تسعى إلى
تحقيقها أو إكسابها للطلبة.
-3تحديد المفاهيم الأساسي ّة والمهارات الر ّئيسي ّة المتضمّنة في المادّة
الت ّعليمي ّة ،ل كي تكون واضحة في ذهنه قبل الش ّروع في تدريسها.
-4تحديد موقف تعليمي يتناسب مع إمكانات المعل ّم وقدرات طلابه
العقلي ّة والأكاديمي ّة ،مضمّنا إ ي ّاه المفاهيم والمهارات المستوحاة من المادّة
المدرّسة.
-5أن ترتبط المشكلات(المواقف) بأهداف الد ّرس بحيث يكتسب
الطالب خلال حل ّها المعرفة العلمي ّة (حقائق ،مفاهيم ،مبادئ )...والمهارات
7
والإتجاهات والميول العلمي ّة المناسبة.
-4تحديد الوقت اللازم الكافي لحل المشكلة ،نظرا لأهمية عنصر الز ّمن
المستغرق في الحل ،وما يعطي من مؤشرات على قدرات الطلبة.
-7تحديد أبرز المعيقات الت ّي قد تحول دون تحقيق الأهداف ،أو قد تحول
دون حل المشكل ومحاولة الت ّغل ّب عليها.
-7عايش محمود زيتون ،أساليب تدريس العلوم ،ط ،9دار الشروق ،عمان – الأردن-
،6004ص .959
207
-8تحديد معايير تقويم الحلول (زمنيا ،مهار يا ،مدى تحقيقها للأهداف
الموضوعة.).
-1توفير جميع المستلزمات الض ّرور ي ّة لإنجاح الأسلوب وتحقيق
الأهداف...
-8عبد ال كريم غريب ،استراتيجيات ال كفايات وأساليب تقويم جودة تكوينها ،عالم التربية،
ط ،2001 ،9ص ص .984-983
208
التلاميذ داخل القسم .و يعني ذلك الت ّفكير فيما سيفعله هو وما سيفعله
الت ّلاميذ من أنشطة وأفعال.
ن تنظيم الوضعيات التربو ي ّة يفترض أن يجيب فيه المدرّس
وبناء عليه فإ ّ
على عدّة أسئلة منها:
-ما المشكلة التي ينبغي مساعدة التلاميذ على طرحها وبلورتها؟
-ما هي نقطة الانطلاق الت ّي ستؤدّي إلى طرح هذه المشكلة؟
-كبق سيتوصّل التلاميذ إلى اقتراح فرضيات لحل المشكلة؟
-ما هي الطّرق والوسائل والت ّجارب الت ّي سيختبرون بواسطتها فرضياتهم؟
-ما هي معايير وصفات منتوجهم النّهائي؟
فالمعل ّم يضع مختلف الافتراضات والت ّوق ّعات للسلوكات التي يمكن أن
ن تهييئ
تصدر من تلاميذه ،إلا ّ أن ّه لا يمكن له حصر ها كللها ،وبالتالي فإ ّ
الد ّرس يت ّسم بالمرونة ،لأن المعل ّم لن بكون متدخلا مباشرا والمتحكم الأول في
الوضعيات الت ّعليمي ّة على عكس الطرق أخرى ،بل يعتمد كذلك على ما
سيفرزه التفاعل بينه وبين التلاميذ داخل القسم.
-1اختيار وضع الأدوات والوسائل:
إن طبيعة طر يقة حل المشكلات تفترض بالأساس توظيف أدوات
ووسائل مختلفة ومتعدّدة ،لأنها لا تنحصر عند حدود الت ّفاعل اللفظي بين
المدرّس والتلاميذ ،وإنّما تتطل ّب إنجاز مهام و بحوث وتجارب.
209
وهكذا يحتاج التلاميذ إلى وسائل مثل :المطالعات والقراءات في وثائق
مختلفة ،ووسائل للبحث والاستطلاع ،أدوات للاختبار والتجربة ،9وعلى المعل ّم
تدريب تلاميذه على استخدام المصادر المختلفة لجمع المعلومات ،تبويبها ومن ثم
تصنيفها ،وكيفي ّة الاستعانة بالمكتبة المدرسي ّة للت ّعر ّف على كيفي ّة الحصول على
المعلومات اللازمة ،كتلخيص بعض الموضوعات التي يقرؤونها ،واستخراج ما
هو مفيد في صورة أفكار رئيسي ّة ،وقراءة الجداول وعمل الر ّسوم البياني ّة
10
وطر يقة استخدامها...
ثانيا-عملي ّة الانجاز أو التنفيذ:
ن
وهي توظيف ما تم تهيئته في المرحلة السابقة ،إلا أن ّه تجدر الإشارة إلى أ ّ
هذه المرحلة يجب أن تتصف بالمرونة ،وذلك لما قد تفرزه الوضعيات التنفيذية
من إفرازات جديدة لم يضعها المعلم في الحسبان ،ومن ثم يبرز دور المعل ّم الذكي
في إدماج المعطيات الجديدة بما يتوافق و يخدم الوضعي ّة التعليمي ّة.
فمثلا بعد جمع المعطيات والمعلومات المتعل ّقة بالمشكلة وتنظيمها وتبويبها،
يطلب المعل ّم من التلاميذ كتابة بعض الفرضيات ومن ثم ّ اقتراح بعض الطّرق
11
ويمكن للمعل ّم أن يطرح بعض الأسئلة والأفكار لاختبار تلك الفروض.
210
الهادفة على تلاميذه وصولا إلى افتراضات ذكي ّة ،...وهنا يشجّ ع المعل ّم تلاميذه
12
على طرح الفروض الذكي ّة كحل للمشكلة ولو جزئيا.
ن الت ّلاميذ هم اللذين يضعون
ن طبيعة العمل مفتوحة ومرنة وبما أ ّ
وبما أ ّ
ن المدرّس لا يعلن عن الأهداف الت ّي
المشكلة ويسعون لإ يجاد حلول لها ،فإ ّ
خطّطها حتى لا يواجه عمل الت ّلاميذ إلى نتائج محدّدة مسبقا ،إن ّه يحرص على
أن يبقى عمل الت ّلاميذ مت ّجها نحو تحقيق تلك ال كفاية وأن يح ترموا مراحل
البحث عن حل المشكلة ،ل كن ّه لا يتدخّل مباشرة لضمان ذلك ،بل يفعل
ذلك بطر يقة غير مباشرة كطرح ملاحظة أو سؤال أو الاندماج مع جماعة
13
والعمل معها كعضو منها أو احتكاك جماعة مع أخرى...
مثال تطبيقي(:لتدريس مادّة تربية علمية وتكنولوجية للسنة الخامسة
ابتدائي):
موضوع الد ّرس :مصوني ّة المادّة عند انحلالها في الماء.
-3تحديد ال كفايات المنشودة( .أن ال كفايات المراد تحقيقها من الد ّرس
تكون مخطّطة من طرف الأستاذ وغير معلنة للتلاميذ ،لأنّهم يستشفّونها
بأنفسهم عند إعلانهم عن النتائج).
ال كفاءة المرحلية :مقاربة أولي ّة لمفهوم المحلول المائي.
211
ال كفاية القاعدية :الت ّعر ّف على المحلول المائي ومصوني ّة كتلة المادّة عند
انحلالها في الماء
مؤش ّرات ال كفاية القاعدي ّة:
-الت ّعر ّف على المحلول المائي.
-أن يمي ّز بين الانحلال والذ ّوبان.
-الت ّعر ّف على انحفاظ المادة عند انحلالها في الماء.
-التعر ّف على كيفي ّة استرجاع الملح المنحل.
سيرورة الد ّرس:
تحديد المشكلة:
مثلا يسرد المعلم على التلاميذ قصة قهوة بالملح ،ثم يطرح مجموعة من
الأسئلة التي تثير لديهم الإحساس بالمشكلة ،على سبيل المثال يطرح المعل ّم
السّؤال الت ّالي- :كيف اكتشف الضيف أن القهوة بالملح وليس بالسّكر؟
فيجيب التلاميذ عن طر يق الت ّذوّق.
-هل يمكنه ملاحظة ذلك بالعين المجر ّدة.
-لا
-لماذا؟
ن الملح ذاب في القهوة.
-لأ ّ
212
تحضير الأدوات والوسائل:
يقس ّم المعل ّم التلاميذ إلى مجموعات و يعطي لكل مجموعة كوب من الماء،
وقطعة جليد .و يطلب من التلاميذ إضافة مقدار ملعقة قهوة إلى كوب الماء
مع التحر يك .ثم يطلب منهم وضع قطعة الجليد في إناء وعرضها لأشع ّة
الشمس في الفناء لبضعة دقائق .ثم يطرح عليهم السؤال فيما إذا كانوا
بإمكانهم مشاهدة الملح في الماء.
إذن ما ذا نسمّي ظاهرة اختفاء الملح في الماء؟
وهل اختفى الملح فعليا؟
وهل يمكن استرجاع الملح المنحل؟
صياغة الفرضيات:
يفترض التلاميذ إجابات مختلفة :كالإجابة بأن الملح اختفى ،والبعض
الآخر يجيب بأن الملح ذاب .وأنه اختفى نهائيا ،وأن ّه لا يمكن استرجاعه ....
ن اختفاء الملح في الماء يسمى الذ ّوبان.
-الفرضي ّة الأولى إ ّ
-الملح اختفى نهائيا في الماء.
-لا يمكن استرجاع الملح المنحل.
حينها يطلب المعل ّم من التلاميذ ملاحظة ما حدث لقطعة الجليد،
فتكون الإجابة بأنها ذابت.
213
ن الملح ذاب في
ثم يطرح المعل ّم السؤال التالي :هل يصحّ القول إن نقول بأ ّ
الماء ،وكذلك أن قطعة الجليد ذابت؟ قد تختلف الإجابات (نعم ،لا ،و يطلب
المعلم التبرير لكل إجابة) .حتى يتم الت ّوصّل إلى أن العملي ّة لم تتم بنفس الطر يقة.
اختبار الفرضيات:
اختبار صح ّة الفرضي ّة الأولى:
ن اختفاء
بعدها يطلب المعلم من التلاميذ بأن يتأكّدوا بواسطة الذ ّوق أ ّ
ن الملح انحل في الماء
الملح في الماء كان ظاهر يا وليس فعليا ويتأكّدوا من أ ّ
ن
ن المحلول المتحصّ ل عليه هو محلول ملحي بالنسبة إلى (ملح+ماء) .وأ ّ
فقط وأ ّ
الاختفاء الظاهري للملح هو ما يدعى بالانحلال .ولا نقول ذوبانا لأن الذ ّوبان
هو الانصهار.
اختبار صحة الفرضي ّة الث ّاني ّة:
ن الملح لم
يسأل المعل ّم :ما عدا الت ّذوّق هل توجد طر يقة أخرى تبيّن لنا أ ّ
يختفي في الواقع بل مازال في الماء؟ بعد مناقشة التلاميذ وكتابة أجوبتهم
الصّ حيحة على السب ّورة يقترح المعل ّم طر يقة وزن (الملح +ماء) قبل وبعد
ن كتلة الملح بعد انحلاله تبقى محفوظة.
الانحلال ليكتشفوا أ ّ
اختبار صح ّة الفرضي ّة الث ّالثة:
بعد الوصول إلى مفهوم المحلول المائي ومصوني ّة المادّة عند انحلالها في الماء،
بطلب المعل ّم من الت ّلاميذ اقتراح وسيلة لاسترجاع المادّة المنحلّة في الماء .يترك
المعل ّم التلاميذ يحاولون بعدّة طرق لاسترجاع الملح المنحل في الماء .يمكن أن
214
ن البعض الآخر
يقترح التلاميذ الترشيح وبعد الت ّجريب لا ينجحون ...كما أ ّ
يمكن أن يقترحوا تسخين المحلول أو تركه يتبخّ ر في الهواء لمدّة معي ّنة .وتجدر
اشارة هنا إلى دور المعل ّم في حال عجز التلاميذ الوصول إلى اقتراحات مناسبة
التدخل بطر يقة غير مباشرة وتوجيه تفكيرهم بأساليب مختلفة أو الإشارة إلى
موضوعات لها علاقة بإ يجاد الحل المطلوب مع الت ّأكيد على تنشيط التفكير
لدى التلاميذ.
يستغل المعل ّم هذه الاقتراحات (إن توصّ ل إليها التلاميذ) و يجر ّب معهم
استرجاع كمية الملح المنحلّة في الماء بالت ّبخّ ر.
الإعلان عن النتائج:
يعمل المعل ّم مع تلاميذه حوصلة التجارب والإعلان عن النتائج التي
التوصل إليها كما يمليها عليه التلاميذ مع التعديل المناسب ،حيث يطرح
التساؤلات ويدوّن الإجابات:
ن الاختفاء الظاهري للمادّة يدعى بالانحلال.
-إ ّ
-تحافظ المادّة على كتلتها عند انحلالها في الماء.
-في المحلول المائي تفصل المادّة المنحلّة بالت ّبخّ ر.
بعدها يستشف التلاميذ بمعي ّة معلّمهم ال كفايات المراد تحقيقها من خلال
هذا الد ّرس.
215
خاتمة:
لقد حاولنا من خلال التطر ّق لأهمي ّة توظيف طر يقة حل المشكلات في
التدريس ،ومختلف الخطوات والمراحل التي تستلزمها هذه الطر يقة ،حيث تم
تقديم مثال تطبيقي لمادة التربية العلمي ّة والتكنولوجية للسنة الخامسة ابتدائي ،إلا
أن ّه رغم أهمي ّة هذه الطر يقة وفعاليتها في تكوين ال كفايات المستهدفة من
الد ّرس ،يجب أن نشير إلى أن طر يقة حل المشكلات تحتاج إلى وقت طو يل
لذا قد يعزف المعلّمون عن استخدامها لطول المقر ّرات الد ّراسي ّة.
كما أن ّه يحتاج إلى كثير من الإمكانيات التي قد لا تتوافر في مدارسنا،
ول كن يمكن للمعل ّم أن يتغل ّب على هذه الصّ عوبات من خلال محاولة تدريب
التلاميذ على هذا الأسلوب في التفكير ،وإتاحة الفرصة لهم للتدرّب عليه ولو
مرات قليلة خلال العام الد ّراسي.
ّ
216