You are on page 1of 15

‫المقدمة‬

‫إن احلمدهلل‪ ،‬حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن‬
‫سيئات أعمالنا‪ .‬من يهد اهلل فال مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل‪،‬‬
‫‪.‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‬
‫‪:‬أما بعد‬
‫اوال نريد ان نشكر إىل استاذنا‪ ،‬الدكتور األستاذ ميسزيري سيترييس‪ ،7‬ألنه يرشدنا‬
‫إىل طريق املستقيم وطريق النجاح بعلمه وجهده وصربه وحنوه‪ .‬يف احلقيقة‪ ،‬شرع اهلل الزواج‬
‫لغايات سامية‪ ،‬وأول هذه الغايات بقاء النوع اإلنساين من طريق شرعي وعلى أكمل‬
‫الوجوه‪ ،‬وهذه اليكون‪ 7‬إال إن جاء أوالد الرجل واملرأة‪ 7‬بطريق الزواج‪ .‬ولكي يشأ هؤالؤ‬
‫األوالد نشأة كرمية طيبة‪ 7،‬شرع اهلل هلم حقوقا خمتلفة تؤدي إىل ما يراد هلم من اخلري‪ .‬وأول‬
‫هذه احلقوق هو ثبوت النسب‪ 7‬كل فرد إىل أبيه حىت حىت ال ختتلط األنساب ويضيع األوالد‪.‬‬
‫لقد قسمنا هذا البحث إىل ستة مواضع ‪ .‬أوال نتكلم عن املقدمة العامة هلذه البحث‪،‬‬
‫تعريف النسب‪ ،‬أدلة ثبوت النسب‪ ،‬األسباب يف ثبوت النسب‪ .‬ويف هذا املوضوع فعن‬
‫النسب من زواج الصحيح‪ ،‬النسب باالقرار ‪ ،‬و النسب بالبينة‪.‬وأخريا عن اخلامتة هذا البحث‬
‫واملراجع الكتب‪7.‬‬
‫وأخريا‪ ،‬نرجو أن يكون هذا العمل املتواضع خالصا لوجهه الكرمي ‪.‬‬
‫وأن ينفع به كل من يرجو إليه‪ ،‬وأن يرفقنا خلري األعمال ‪ ،‬إنه قريب جميب‪ .‬وصلى اللهم على‬
‫‪.‬سيدنا حممد وعلى آله وسلم‪ ،‬واحلمدهلل رب العاملني‬

‫‪1‬‬
‫تعريف النسب‬

‫النسب يف اللغة ‪ :‬يطلق على معان عدة؛ أمهها‪ :‬القرابة وااللتحاق‪ .‬تقول‪ :‬فالن‬

‫يناسب فالنًا فهو نسيبه‪ ،‬أي قريبة‪ .‬ويقال‪ :‬نسبه يف بين فالن‪ ،‬أي قرابته‪ ،‬فهو منهم‪ .‬وتقول‪:‬‬

‫انتسب إىل أبيه أي التحق‪ .‬ويقال‪ :‬نسب الشيء إىل فالن‪ ،‬أي عزاه إليه‪ .‬وقيل‪ :‬إن القرابة يف‬

‫النسب ال تكون إال لآلباء خاصة‪.‬‬

‫‪1:‬حقوق األوالد‬

‫حقوق االوالد وهم مثرة الزواج‪.‬وقد ثبت من وقت الوالدة وبعضها على االب وحده‪،‬‬

‫‪.‬وبعضها عليهما وبعضها واجب على الوالدين وبعضها حق هلما‬

‫واول ما يثبت‪ 7‬لالوالد من حقوق هو ثبوت النسب وهو حق للولد ولالب مث يكون حق‬

‫الرتبية ويشرتك يف هذا احلق الثابت االب باالنفاق‪,‬واالم‪ 7‬بالرضاعة واحلضانة عند تعيينيها‬

‫‪.‬هلا ‪,‬مث اذا جتاوز الولد سن احلضانة ثبت عليه الوالية على النفس املنفردة‪.‬وتكون‪ 7‬للعصابات‬

‫ومل يهتم الفقهاء الشرعيون بوضع تعريف للنسب اكتفاءً ببيان أسبابه الشرعية لقوله تعاىل‪:‬‬

‫َصالَبِ ُك ْم"‪ ، 2‬فدل على أن االبن ال يكون ابنًا إال أن يكون من‬ ‫"وحالَئِل أَبنَائِ ُكم الَّ ِذ ِ‬
‫ين م ْن أ ْ‬
‫ََ ُ ْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الصلب‪ ،‬مع قوله تعاىل‪ِ َّ :‬‬
‫ين ُه ْم ل ُف ُروج ِه ْم َحافظُو َن* إِال َعلَى أ َْز َواج ِه ْم ْأو َما َملَ َك ْ‬
‫ت‬ ‫"والذ َ‬‫َ‬

‫‪1‬‬
‫أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص ‪- 385 :‬‬
‫‪ - 2‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪23 :‬‬

‫‪2‬‬
‫ِ‬
‫ادو َن"‪ ، 3‬مما دل على حترمي‬ ‫ك فَأ ُْولَئِ َ‬
‫ك ُه ُم الْ َع ُ‬ ‫ني* فَ َم ِن ْابَتغَى َو َراء َذل َ‬ ‫ِ‬
‫أَمْيَانُ ُه ْم فَِإن َُّه ْم َغْي ُر َملُوم َ‬
‫العالقة اخلاصة مع النساء إال يف إطار هذين املذكورين‪ ،‬وأي نتاج بغريمها ال يعتد به من جهة‬

‫الرجل‪ .‬أما من جهة املرأة فينسب إليها كل ما تلده‪ ،‬ألنه جيري على قاعدة اآلية "أ َْبنَائِ ُك ُم‬

‫وأيضا قوله تعاىل‪" :‬إِ ْن أ َُّم َها ُت ُه ْم إِال الالئِي َولَ ْد َن ُه ْم"‬ ‫الَّ ِذ ِ‬
‫َصالَبِ ُك ْم" ‪ً ،‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫ين م ْن أ ْ‬
‫َ‬
‫وال شك أن من أهم مقاصد الزواج اجناب الذرية للمحافظة علي بقاء النوع‪7‬‬

‫االنساىن‪.‬ولكن ومل يكتف الشارع باحلث على كثرة النسب فقط‪،‬بل هنى عن كل شىء يقف‬

‫ىف طريقه أو يؤدى اىل قطعه‪ ،‬ألخرج البخارى من حديث عبد اهلل بن مسعود قال‪ ( :‬كنا‬
‫‪6‬‬
‫نعزوا مع رسول اهلل وليس لنا شىء فقلنا‪ :‬اال نستحصي فنهنا عن ذلك‪).‬‬

‫ولقد إهتم الشارع بالنسل فحرم الزنا حىت ال ختتلط األنساب وحذر من التالعب بالنسل قال‬

‫(ص) ‪ " :‬أميا امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من اهلل يف شىء‪ ،‬ولن يدخلها اهلل‬

‫جنته وأميا رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب اهلل عنه وفضحه على رؤوس األولني‬

‫واآلخرين‪." 7‬‬

‫‪ - 3‬سورة املؤمنون‪ ،‬اآليات‪7 -5 :‬‬


‫‪ - 4‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪23 :‬‬
‫‪ - 5‬سورة اجملادلة‪ ،‬اآلية‪2 :‬‬
‫‪6‬‬
‫أخرجه يف كتاب النكاح‪ ،‬باب ما يكره من التبتل ‪-‬‬
‫‪7‬‬
‫حيي‪ ،‬أم كلثوم‪1984( ،‬ه‪1404 -‬م)‪ ،‬قضية حتديد النسل يف الشريعة اإلسالمية‪،‬ص‪- 92 :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪:‬أدلة ثبوت النسب في الفقه اإلسالمي‬

‫النسب املستقر هو النسب‪ 7‬الثابت‪ 7‬بأحد أدلة ثبوته يف الفقه اإلسالمي‪ 7،‬وأمهها‪ :‬الفراش‬

‫والبينة‪ 7‬واإلقرار والقيافة‪ ،‬ولكل من هذه األدلة شروط مبسوطة‪ 7‬يف كتب الفروع‪ ،‬وأهم تلك‬

‫صغريا ابن سبع سنني‪ ،‬وأتت‬


‫الشروط أال ختالف دليل العقل أو الشرع‪ .‬فلو كان الزوج ً‬
‫أقر شخص بأن فالنًا ابنه وهو يقاربه يف السن ال يقبل‬
‫زوجته بولد فال عربة للفراش‪ ،‬وإذا ّ‬
‫‪.‬اإلقرار‬

‫وإذا استقر النسب التحق املنسب بقرابته‪ 7‬وتعلقت به سائر األحكام الشرعية املرتبطة‬

‫هبذا النسب‪ 7،‬من حتديد احملارم‪ ،‬واألرحام‪ ،‬والوالية‪ 7،‬والعقل‪ ،‬واإلرث‪ ،‬والنفقة وغري ذلك‪.‬‬

‫حصنه اإلسالم مبا مينع العبث‬


‫استقرارا للمعامالت يف اجملتمع‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫ً‬ ‫فكان استقرار النسب‪7‬‬

‫به‪ ،‬فقال النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬الوالء حلمة كلحمة‪ ،‬النسب ال يباع‪ ،‬وال يوهب‪،‬‬

‫"وال يورث‬

‫‪4‬‬
‫األسباب في ثبوت النسب‬

‫‪:‬أوال‪:‬النسب‪ 7‬من زواج الصحيح‬

‫اتفق الفقهاء أن العقد الصحيح هو السبب‪ 7‬يف ثبوت النسب‪.‬وقد اتفق املسلمون علي ثبوت‬

‫النسب بالفراش‪,‬واتفقوا‪ 7‬كذالك على ان النكاح يثبت به الفراش‪.‬ونذكر قواعد ثالثا تبين عليه‬

‫‪:‬االحكام‪.‬ولكى‪ 7‬ثبت عليه الفراش هبذه القواعد وهي‬

‫اوال‪ :‬ان مضى اقل مدة احلمل‪:‬عند الشافعية وهي اقل من اربعة سنوات واما عند احلنفية وهى‬

‫‪.‬سنتني‬

‫ثانيا‪:‬انه يولد‪:‬ال يكفى‪ 7‬العتبار الزوجية فراشا يثبت به النسب حصول العقد فقط‪ ,‬املكان‬

‫‪.‬الدخول او التحقق الدخول ‪,‬بل جيب ايضا ان يكون الزوج ممن يولد ملثله‬

‫ثالثا ‪:‬حصول الزواج‪:‬اتفق العلماء ان العقد الصحيح هو السبب يف ثبوت النسب ملن يولد‬

‫‪8.‬حال قيام الزوجية‬

‫‪8‬‬
‫أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص ‪- 385 :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪:9‬مدة أقل احلمل للمراة ‪1.1‬‬

‫اتفق العلماء باملدة احلمل ان أقل ستة اشهر‪,‬وذلك انه رفع ايل عمر ان امراة ولدت لستة‬

‫اشهر‪,‬من وقت زواجها‪,‬فهم عمر رضى اهلل عنه باءقامة احلد عليها‪.‬وقال اهلل تعاىل‪" :‬ومحله‬

‫وفصاله ثالثون‪ 7‬شهرا‪."10‬وقال اهلل تعايل ايضا يف كتابه العزيز‪":‬والولدات يرضعن او‬

‫‪11".‬الدهن حولني كاملني ملن اراد ان يتم بالرضاعة‬

‫ومن اية االوىل يوضح لنا مدة لألم ان حيمل ويرضع حول ثالثني أشهر واما اية الثانية‪ 7‬تظهر‬

‫باملدة الرضاعة حول اثنني وعشرين‪,‬اذن حنذف تلك املدة ان يكون‪ 7‬للباقي وقت احلمل حول‬

‫‪.‬ستة اشهراى اقل مدة للحمل‬

‫‪:‬واما اقصى‪ 7‬مدة احلمل فقد اختلف فيها وهي‬

‫‪.‬عند الشافعية واحلنابلة واملشهور عن مالك‪:‬اربع سنني ‪-‬‬

‫عند احلنفية‪:‬سنتني‪.‬وهو‪ 7‬يسند حبديث عائشة رضي اهلل عنها‪ ،‬قالت ‪ " :‬ال تزيد املرأة يف ‪-‬‬

‫‪.‬احلمل على سنتني‬

‫‪.‬الظاهرية‪:‬تسعة اشهروال يزيد على ذلك ‪-‬‬

‫ابن حازم ‪ :‬تسعة أشهر‪-‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص ‪385:‬‬
‫‪10‬‬
‫سورة األحقاق ‪ :‬اآلية ‪- 15‬‬
‫‪11‬‬
‫سورة البقرة ‪- 233 :‬‬

‫‪6‬‬
‫وملا روى عائشة رضى اهلل عنها قالت ال تزيد املرأة عن السنتني يف احلمل‪.‬وقال حممد بن‬

‫احلكم ان اقصى مدة احلمل سنة قمرية‪.‬واحلق يف هذه القضية‪ 7‬ان هذه التقديرات مل تبني على‬

‫‪.‬النصوص‪ 7,‬بل على ادعاء الوقوعفي‪ 7‬هذه املدد‬

‫‪:‬الدخول احلقيقي‪1.2‬‬

‫ان النسب يف ثبوت النسب الفاسد هو الدخول احلقيقي‪ ,‬واذ مل يثبت دخول احلقيقي‪ 7‬ال يثبت‬

‫النسب‪,‬ومىت حصل دخول وجاء الولد بعده بستة اشهر فأكثر‪,‬فان النسب يثبت وال يقبل‬

‫‪.‬النفي‪.‬واملدة تبتدئ من وقت الدخول‪ ,‬ال من العقد لن سبب النسب هو الدخول مع الشبهة‬

‫اما العقد الصحيح فقد اتفق الفقهاء علي انه السبب‪ 7‬يف ثبوت نسب الولد الذي يولد يف أثناء‬

‫‪12.‬قيام الزوجية‪ ,‬ولكنهم اختلفوا يف اشرتاط الدخول أو امكان‪ 7‬الدخول‬

‫‪:‬ان الزين ال يثبت‪ 7‬نسبا ‪1.3‬‬

‫قول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ (:‬الولد للفراش وللعاهر احلجر)‪,13‬وألن ثبوت النسب‪ 7‬نعمة‪,‬‬

‫واجلرمية ال تثبت‪ 7‬النعمة‪,‬بل يستحق صاحبها النقمة‪,‬والزين الذى ال يثبت نسبا هو الفعل اخلاىل‬

‫‪.‬من شبهة مسقطة للحد‬

‫‪12‬‬
‫أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص ‪- 386 :‬‬
‫‪13‬‬
‫رواه اإلمام الربيع والبخاري ومسلم والنسائي وآبو داود والترمذي وابن ماجة‬

‫‪7‬‬
‫ويف مذهب مالك ان ثبوت النسب بالدعوى ال يكفي‪ 7‬فيه أأل يذكر أنه من زين بل ال بد اال‬

‫‪14.‬يعرف كذبه بقرينة‬

‫‪15:‬النسب حال العدة ‪1.4‬‬

‫اذا أتت املعتدة بولد ألقل من ستة أشهر من وقت الزواج ال يثبت‪ 7‬نسبه اال اذا ادعاه ‪ ,‬وعدم‬

‫ثبوته من غري دعوي ألن نزله حيا قابال للحياة قبل ستة أشهر من الزواج يدل على اهنا‬

‫كانت حامل به قبل الزواج ولكن يصح بانه من زىن ‪,‬كما هو مذهب أىب حنيفة‪,‬واحلكم‬

‫كذالك اذا أتت به ألقل من ستة أشهر من وقت الدخول يف النكاح الفاسد أو الوطء‬

‫‪.‬بشبهة ‪ ,‬لثبوت أهنا كانت حامال قبل وجوب النسب‬

‫وان كانت معتدة من طالق ‪ ,‬وهى من ذوات االقراء فان اقرت بانقضاء عدهتا ومل تر محال‪,‬‬

‫وجاءت بولد بعد ذلك‪ ,‬فان جاءت به ألقل من ستة أشهر من وقت االقرار‪ ,‬فان النسب‬

‫‪.‬يثبت‪ ,‬لثبوت كذهبا يف اقرارها بيقني‬

‫وان كانت مل تقر بانقضاء عدهتا‪,‬فان كان الطالق بائنا‪ ,‬فان أتت به ألكثر من سنتني من‬

‫وقت الطالق ال يثبت نسبه‪ ,‬لن اقصى مدة احلمل سنتان‪ ,‬فاذا أتت به ألكثر من املدة ‪,‬فهى مل‬

‫تكن حامال به وقت الطالق بيقني‪ ,‬فال يثبت‪ 7‬النسب‪ ,‬وان اتت به لسنتني فاقل ثبت نسبه‪,‬‬

‫‪.‬هذا مذهب اىب حنيفة‬

‫‪14‬‬
‫نفس المرجع ص‪- 387 :‬‬
‫‪15‬‬
‫أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص ‪- 391 :‬‬

‫‪8‬‬
‫واذا كان طالق رجعيا‪ ,‬فما مل تقر بانقضاء عدهتا ‪ ,‬فانه يثبت‪ 7‬النسب‪ 7‬ىف زمن جتئ به ما مل‬

‫تتحول عدهتا اىل اشهر‪ ,‬وتعتد باالشهر‪,‬وذلك مبين على ان له ان يراجعها‪ ,‬وان الطالق‬

‫الرجعي ال يزيل امللك‪ ,‬وحيتمل انه راجعها والنسب يثبت‪ 7‬عند احلنفية هبذا القدر من االحتمال‬

‫‪.‬وبثبوته تثبت‪ 7‬الرجعة‬

‫وبالنسبة لثبوت نسبة املطلقة واملتويف عنها زوجها اهنا اذا كانت معتدة من طالق او وفاة‪,‬‬

‫فانه ال تسمع دعوى ثبوت النسب‪ 7‬عند انكاره‪ ,‬واال اذا كانت قد اتت به ملدة ‪ 365‬يوما من‬

‫‪.‬وقت الطالق او الوفاة‬

‫وان كانت املطلقة ال عدة هلا ‪,‬فال يثبت النسب ما تايت به‪ ,‬اال اذا جاءت به ألقل من ستة‬

‫أشهر من وقت الطالق ‪,‬ألن ستة األشهر أقل من مدةاحلمل ‪ ,‬فاذا جاءت به حيا قابال للحياة‬

‫ألقل من ستة أشهر من وقت الطالق‪,‬فان هذا يكون دليال على انه كان ىف بطن امه وقت‬

‫الطالق‪ ,‬واهنا محلت به على فراش الزوجية‪ ,‬الصحيحة فيثبت‪ 7‬النسب ما مل يثبت بدليل قاطع‬

‫‪.‬انه مل يلتق هبا قط‬

‫‪:‬ثانيا‪:‬النسب‪ 7‬باالقرار‬

‫كان النسب‪ 7‬يثبت‪ 7‬من تلقاء نفسه‪ ,‬وىف بعضها ال يقبل النفي‪ 7,‬وال االنكار اذا استوىف‬

‫‪.‬الشروط‪ ,‬وىف بعضها كان ال يقبل النفي‪ 7‬اال بطريق اللعان‬

‫‪9‬‬
‫واحيانا يثبت‪ 7‬النسب باالقرار وحده من غري ان يقرن به ما بني وجهه‪ ,‬النه ان بني الوجه كان‬

‫‪16.‬ذلك هو السبب دون االقراء اجملرد‪ ,‬ويسمي ثبوت النسب‪ 7‬بالدعوى‬

‫‪:‬واالقرار بالنسب قسمان وهي‬

‫‪.‬اوال‪:‬اقرار فيه حتميل النسب على الغري‪ ,‬واالقرار ليس فيه حتميل النسب علي الغري‬

‫ثانيا‪:‬واالقرار ليس قيه حتميل النسب‪ 7‬على غريه هو االقرار باالبوة املباشرة او بالنبوة املباشرة‪,‬‬

‫‪.‬فاقرار شخص بان فالنا ابنه من صلبه اقرار ليس فيه حتميل النسب على غريه‬

‫‪:‬ومهم ان نذكر ىف دعوى النسب ثالثة أمور وهى‬

‫اوال‪:‬ان االقرار باألبوة كاالقرار بالنبوة ال بد فيه من اربعة شروط أيضا وهى أن يولد مثله‬

‫‪.‬ملثله‪ ,‬واال يقول انه ابوه من زين بامه‪ ,‬وان يصدقه األب‪,‬وان يكون‪ 7‬الولد جمهول النسب‬

‫ثانيا‪ :‬االقرار بالنسب املباشر الذي ليس فيه حتميل النسب علي غريه يصح‪ ,‬ولو كان فيه هتمة‬

‫احملاباة لوارث‪ ,‬وليس كالوصية‪ ,‬فاهنا ال تنفذ اال باجازة الورثة‪ ,‬على ما هو مقرر يف الفقه‬

‫‪.‬احلنقي‬

‫ثالثا‪:‬أن املذهب احلنفي‪ 7‬املعمول به يثبت‪ 7‬النسب بالدعوى من غري ان يبني املقروجة النسب‪,‬‬

‫ولو كانت الظواهر تكذبه‪ ,‬وقد بينا يف أثناء بيان القواعد العامة ان مذهب مالك يوجب علي‬

‫‪16‬‬
‫أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص ‪- 395 :‬‬

‫‪10‬‬
‫املقران أن يبني وجه ثبوت النسب‪ 7‬اذا كانت ظواهر احلال تناقض االقرار كأن‪ 7‬يكون‪ 7‬املقر‬

‫‪.17‬بنسبه لقيطا‬

‫‪:‬ثالثا‪:‬النسب‪ 7‬بالبينة‬

‫إذا مل يثبت الولد بالفراش أى يعقد الزواج أو باإلقرار حييث مل تتوافر شروطه فمن‬

‫اجلائز إثبات النسب بالنية‪ ،‬كما لو ادعت الزوجة الوالدة وأنكرها الزوج أو صادقها على‬

‫الوالدة ولكنه أنكر أن ما ولدته هو هذا الطفل الذى تدعى والدته ففي هاتني احلالتني يصح‬

‫إثبات النسب من والدة أو تعيني الولد بالشهادة‪.‬‬

‫أن تشهد امرأة مسلمة معروفة بالعدالة هبذا أو يتعيني الولد ألن شهادة النساء ص‪77‬حيحة‬

‫فيما ال يطلع عليه الرج‪7‬ال‪ .‬وك‪7‬ذلك تص‪77‬ح ش‪77‬هادة الرج‪7‬ال ك‪7‬الطبيب املول‪77‬د يف عص‪7‬رنا احلاض‪7‬ر‪.‬‬

‫وق‪7‬د روي الزه‪7‬ري أن‪7‬ه ق‪7‬ال‪ " :‬قض‪7‬ت الس‪7‬نة جبواز ش‪7‬هادة النس‪7‬اء فيم‪7‬ا ال يطل‪7‬ع علي‪7‬ه غ‪7‬ريهن من‬

‫والدة النساء وغيوهبن‪.‬‬

‫وجيوز يف النس‪7‬ب‪ 7‬الش‪77‬هادة بالش‪77‬هرة والتس‪77‬امع وه‪77‬ذا م‪77‬ا ج‪77‬رى علي‪77‬ه الفق‪77‬ه والقض‪77‬اء ف‪77‬إذا‬

‫رإى شخص رجال وامرأة يسكنان‪ 7‬بيتا واحدا ويعاش‪7‬ر ك‪7‬ل منهم‪7‬ا اآلخ‪7‬ر معاش‪7‬رة األزواج ج‪7‬از‬

‫له أن يشهد بأهنا امرأته‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص ‪- 395 :‬‬

‫‪11‬‬
‫ويعت‪77 7‬رب النس‪77 7‬ب بالبين‪7 7‬ة‪ 7‬أق‪77 7‬وى من النس‪77 7‬ب ب‪77 7‬اإلقرار ف‪77 7‬إذا أق‪77 7‬ر ش‪77 7‬خص بين‪77 7‬وة‪ 7‬ول‪77 7‬د مثال‬

‫وت‪77‬وافرت ش‪77‬روط اإلق‪77‬رار ف‪77‬إن نس‪77‬ب الول‪77‬د يلح‪77‬ق ب‪77‬املقر ل‪77‬ه ه‪77‬و ول‪77‬ده قبتض‪77‬ى ل‪77‬ه ب‪77‬ه ألن ثب‪77‬وت‬

‫النسب بالنية أقوى من ثبوته باإلقرار‪.18‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬‬ ‫ص ‪187 :‬‬
‫الصابوين‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬نظام األسرة وحل مشكالهتا يف ضوء اإلسالم‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫احلمد هلل ويل املتقني‪ ,‬وناصر املؤمنني‪ ,‬وخاذل اجلبارين‪ ,‬وأشهد أن ال إله إال اهلل‬
‫وحده ال شريك له‪ ,‬يعزك من يشاء‪ ,‬بيده اخلري وهو على كل شىء قدير‪ .‬وصلى اهلل على‬
‫سيدنا حممد وعلى آله وصحبه الطيبني الطاهرين‪ .‬وبعد‪:‬‬

‫لقد بني يف الفصل األول هو تعريف النسب‪ ,‬ومث أدلة ثبوت النسب يف الفقه‬
‫اإلسالمي‪ 7,‬واألسباب‪ 7‬يف ثبوت النسب‪ ,‬ومث أخريا القانون‪ 7‬وفتاوى احلكم‪ .‬ولألستاذ الدكتور‬
‫عبد الباري اوانج ‪ ,‬شكرا كثري وتبارك اهلل على كل العلم املفيد‪ ,‬وأنا أثعر بالسعادة ألن قد‬
‫درسنا األشياء املفيدة‪ 7‬منك‪ .‬بارك اهلل فيك وجزاك الل خريا كثريا‪.‬‬

‫وأخريا‪ ,‬نسأل اهلل تعاىل التوفيق واهلداية إن اصيبنا‪ 7‬فيك وبفضلك وأن أخطأنا فمن‬
‫ضعف أنفسنا‪ .‬عسى اهلل أن يوافقنا ويعطينا هدايته حىت ننجح يف اإلمتحان‪ .‬وصلى اهلل على‬
‫سيدنا حممد‪ ,‬وعلى آله وصحبه وسلم‪ ,‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪-‬واهلل أعلم بالصواب‪7-‬‬

‫المراجع‬

‫‪13‬‬
‫عامر‪ ،‬عبد العزيز (‪ ،)1976‬األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية فقها ‪1.‬‬

‫‪.‬وقضاءا‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكري العريب‪-‬القاهرة‬

‫‪ .2‬أبو زهرة‪ ،‬حممد ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬دار الفكري العريب‪-‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ .3‬حيي‪ ،‬أم كلثوم‪1984( ،‬ه‪1404 -‬م)‪ ،‬قضية حتديد النسل يف الشريعة اإلسالمية‪ 7،‬الطبعة‬

‫الثالثة‪ ،‬دار السعودية‪ -‬السعودي‪.‬‬

‫اخلليلي‪ ،‬أمحد‪1423( ،‬ه)‪ ،‬فتاوى النكاح‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 7،‬املكتب الفين ‪4.‬‬

‫‪.‬لألجيال‪-‬عمان‬

‫‪ .5‬الصابوين‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬نظام األسرة وحل مشكالهتا يف ضوء اإلسالم‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر‬

‫– دمشق‪.‬‬

‫فهرس‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬


‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪14‬‬
‫‪2‬‬ ‫تعريف النسب‬ ‫‪.2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أدلة ثبوت النسب‬ ‫‪.3‬‬
‫‪5‬‬ ‫األسباب في ثبوت النسب‬ ‫‪.4‬‬
‫أوال‪:‬النسب من زواج الصحيح‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا‪:‬النسب‪ 7‬باالقرار‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثا‪:‬النسب‪ 7‬بالبينة‬ ‫‪-‬‬
‫‪12‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪.5‬‬
‫‪13‬‬ ‫قائمة المراجع والمصادر‬ ‫‪.6‬‬

‫‪15‬‬

You might also like