Professional Documents
Culture Documents
١٤٢٥
٦٦
Abdellahdj 24@gmail.com :
ُ ِ ،
، ً ، َ
.ً ً ،
:ُ
،( ) ِ ( )
ُ
. ؒ َِ ِ ،« »
:ٍ ٍ
ُ ِْ
:
:ِ ََ َ :
َِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ
ُ
.( ِ ُ ،(
ِ ُ َ ُ ،( ٍ َ ُ،
ِِ :
ُ ، َ ِ :َ ،(٥٧٨) ِ ٍ َ ِ
ُ
ُ :
َ : ٍ ؒ َ
ُ َ
ٍ ِ َُ َ ، ِ
ُ ِ ُ ُ ُ َ ُ ُ ،
.( ِ
ِ :
ُ ِ ُ ؒ
ٍ َ ِ ُ ، ،( َ
ُ ُ
. ِ َ
: ُ ََ :
ٍ َ َ ،ٍ ِ ٍ ، ِ ِ
» «ِ ُ » «ِ َ ِ ُ » ً
.« » « » «
: :
،(٦٦٠) ، ِ ؒ ُ
. ً َ ،ً ُ
: ً َ
: :
ٌ »: « » ؒ ِ ُ -1
.«
.« »: «ِ ِ » ُ -2
.« »: ُ -3
.ِ ٍ ِ ِ
ٌ ْ َ ،ٌ ٌ
: ِ :
َ َ ِ َ
ُ
ٍ ِ ِ ْ َُِ ،
َ
ُ :
، ِ ،ٍ ٍ َ ْ
ُ ْ
، ً ، َْ ُ ، ِ ،ِ ِ ً
ِ ،ِ َْ ُ ً ،ٍ َ ِ ،
،
: ُ ِْ :
،ِ
ٌ ،ٌ ٌ ِ ِ ُ ٍ
ُ ، ِ ُ ، ِ ُ ٌ ٌ َ ،
ِ
ْ َِ ُ ، َ ٍ ِ ْ ٌ َُ
ٍ ، ِ ٍ ، ِ ِ
ُ َ ،
.ُ ِ ِ
ُ َْ َ
ِ ِ ْ ُ ِ ً ً ،ِ
: :
ً ُ َِ ،ِ َ
ِ ٍ ٍ َ ِ ُ ْ
ِ ٍ ٌ ،ٍ ٍ ِ ُ ً
.ٍ ِ َ َ ُ ُ َ ََ ً ُ
:َ
.ٌ ِ ُ َََ ُ َ َ َ : *
ٍ ِ ِ ُ َ ْ َ
ٍ ِ ُ ، ِ ،
ُ ُ
.ô
ِ َ ِ ُْ ِ َ
ُ َ َ َ
.ُ ُ ْ َ
ِ ِ ،ٍ ً ِ ِ َ *
ُ
ِ
ََ:
ُِ َ َ ( ِ )ُ :ُ َُ *
ُ
ِ ،ِ ِ ، ، ِ ِ ُ ِ ِِ
ُ
َِٰ ُ ِ ِ ٍ َُ ُِ َ ْ َ ، ،
ِ َ َ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 11
تسليما.
ً وص َّلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وسل
وم
الص ِ
كتاب َّ
وفيه عشرة فصول:
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [البقرة].
معناه :لعلكم تتقون الن ر بصومه ،فإن صومه سبب ل ُغفران الذنوب الموجبة للن ر.
الصحيحين» عن النَّبي ♀ أ َّنه قالُ « :بنِي ِ
اإل ْسالَ ُم َع َلاى َخ ْماس :علاى و « َّ
َ
َاة ،وةج البي ِِ ِ ِ
تَ ،و َص ْو ِم َر َم َض َ
ان». َأ ْن َت ْع ُبدَ اللَ َو َت ْك ُف َر بِ َما ُدو َن ُهَ ،وإِ َقا ِم َّ
الصالَةَ ،وإِيتَاا الزَّ ك َ َ ِّ َ ْ
12 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
ُ
فيكاون ؒ تعااىل فاي هااذذا الفصا وجاوب صاي شارر رماا ن؛ ذكش المص ن
الصوم) المتقدمة قبله.
األول :في وجوبه) ع ئدً ا على كلمة ( َّ ُ
الفصل َّ الامير يف قوله( :
ويكون المراد بـ(الصوم) هنا :صو ُ رما ن ،فتكون (أل) عردي ُة ،وليست استغراقي ًة.
هــذ ه الجملـ دلللـل اثنـل للـ وبـوي مـلام وقد ذكر المصانِّ ؒ تعـال
رمضان:
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [البقرة]).
ووبه الدالل منها لل وبوي مـلام رمضـان :هاو أن هااذذا البنا (كتاب) وما تفارع
المتحتم ف ْع ُلر .
منه ،موضوع يف لس ن الشرع للداللة على األمور الواجبة ُ
ماًلا:
فكيفم رأيت يف آية قرآنية أو حديث نبوي (كتب) وم تفرع منرا -ك لمصادرً ،
كت ب ،-ف علم أن ذ ذلك ٌّ
دال على أن م ورد فير مأمور به.
ا ْفع ْ لت ْفعاا ْ
اساا ُم ف ْعاا م ْصااادر أ ْرباااا ُ أ ْلفااا ظ باار األ ْماااا ُر ُدري
* وثانلهما :ملغ األمر غلر الصريح ؛ والبن القيم ؒ تع الى «ب دائع الفوائ د»
الص شيح ا َّلت ي ج ا ت الق شآن
فصل ماتع ذكش في ه ألفا ًً ا كثي ش ًة م ن ص ي األم ش غي ش َّ
الص نعان ُّي «ش ش منيومت ه
محم د ب ن إس ماعيل َّ أيض ا األمي ش َّ والس نَّ ،وق د تبع ه ً
ُّ
األص ول» ،فذك ش طش ًف ا َّ
مم ا ذك شه أب و عب د اهلل اب ن القاايم ؒ تع الى ف ي «ب دائع
الفوائد».
ومن أفراد صيغ األمر غير الصريحة -كم تقاد -هاو هااذذا البنا ُ (كتاب) وما تفارع
منه.
فدلت هاذذه اآلية السا بقة علاى أن صاي رماا ن واجاب؛ لقاول اهلل ﴿ :ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﴾ [البقرة.]183 :
وهااذذه اآليااة جا األماار فيرا ب لصاي ُمجما ًا ،ثاام ُبااين يف اآليا ت التااي ت ْع ُق ُبرا بقولاه
وهاذذه اآلية فير بي ُن أعظم العل الشرعية والحكم المرعياة يف شارعية الصاي ؛ وهاي
األَرْبَع»
والعبدُ يجب عليه أن يتوذ وق ي ًة بينه وبين ما يوشا ه ،ومـ ذ ذلـ :اتقا ُ ه لرباه؛ كما
معنى قوله تع لى ﴿ :ﭯ ﭰ﴾ [البقرة]183:؛ يعني :لعلكم تجعلون وق ي ًة بين ُكم وباين
م ت ْوش ْونه ،وتكاون هااذذه الوق ياة -كما تقاد -ب متًلا ل طا ب الشارع؛ فاإن العباد إذا
ط ب الشرع حص له اتق ُ م يوش ه. امتًل
وقد ا تلفت الروايا ت يف «الصاحيحين» وغيرهما يف تقاديم الحا علاى الصاو ،أو
عكس ذ ذلك ،أو تقديم الصو على الزك ة.
تقديم صو رما ن على الح يف عد هاذذه الوص ل ،كم صرح باذ ذلاك
ُ والمحفوظ:
غيره من الرواية ب لمعنى.
ابن ُعمر ¶ «صحيا مسل » ،ويكون ُ
ُ
ويف ه ااذذا الحااديث عااد صااي رما ا ن م ان جملااة أرك ا ن ا،سااا ،وه ااذذا ٌّ
دال علااى
وجوبه؛ ألن أرك ن ا،سا ب ،جم ع واجبة على المسلمين جمي ًع ،ومن أفراده :صو
رما ُن كم تر؛ يف هاذذا الحديث.
ؒ تعا لى هاو لمسالم دون البوا ري ،والاذي فاي واللف الاذي سا قه المص ن
النسوة التي بأيدين منه؛ أن النبي ♀ ق لُ « :بنِي ِ
اإل ْس َال ُم َع َلى َخ ْمسَ :ع َلاى َأ ْن َ
ُي ْع َبدَ اللُ َو ُي ْك َف َر بِ َما ُدو َن ُه.»...
وهـذ ه اآلي والحديث الداالن لل وبوي ملام رمضان ،قد انضم إللهمـا اجبمـا ،
فقد نق جم عة من أه العلم إجم ع المسلمين على وجوب صي شارر رماا ن؛ كما
ابان تيمياة الحفيادُ
ابان عباد البار ،وأباو العبا س ُ
صرح باذ ذلاك جم عاة؛ مانرم :أباو ُعمار ُ
↓.
القارآن ،والساانة، ف ُعلام برااذذا أن فرياااة صاي رماا ن واجبااة علاى المسالمين باان
حيح الذي نقله جم عة من أه العلم .ô
وا،جم ع الص ُ
16 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
الفصل ا َّ
لثاني :فدي فضائله
للصاااوم فوائااادُ :رف ع ال دَّ رجات ،وتكفي ش الخطيئ ات ،وكس ش َّ
الي دوات ،وتكثي ش َّ
الصدقات ،وتوفيش ال َّطاعات ،وشكش عال الخف َّي ات ،واَّلنزج ار ع ن خ واطش المعاص ي
َّ
والمخالفات.
ؒ تع لى وجوب صي شرر رما ن ،أردفه باذكْر فصا يف بعد أن ب َّين المصن
بي ن (فضائله)؛ ألن النفوس تتشو إلى معرفة م أعده اهلل للص ئمين مان األجار
العظيم والفا العميم.
ؒ تع لى سب ًع من فوائاد الصاي إجما ًال ،ثام فصالر ،وهااذذا وقد ذكر المصن
من مح سن التأليف ،فإن ا،جم ل ثم إردافه ب لبي ن يجع ُ القلوب أ ْوعى لم ُيلقى إلير .
ؒ تع لى ساب ًع مان الفوائاد ابتادا ً ،فلما أ ْنر ها أردفرا باذكر وقد ذكر المصن
فوائد أ ر؛ للصي .
ؒ تعا لى هاو مان مجا م وفوائدُ الصي أكًل ُر من هاذذا ،إال أن م ذكره المص ن
تلك الفا ئ .
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 17
الجن َِّاة،
ات َأ ْبا َوا ُ َ فأما ر ْفع الـدربات :فلقولاه ♀« :إِ َذا َجاا َا َر َم َضا ُ
ان ُف ِّت َح ْ
ت َّ ِ َّار ،وص ِّفدَ ِ
ين».
الش َياط ُ ت َأ ْب َوا ُ الن ِ َ ُ
َو ُغ ِّل َق ْ
ولقوله ♀ حك ي ًة عن رباه « :كل لمل ا ْبـ ندم لـه ،إال الصـلام؛ فإنـه
ـث ي ْومئـ ٍ وال
لـي وأنــا أ ْبــبه بــه ،والصــلام بنـ ،فــإذا كــان يـ ْوم مـ ْـوم أحــدك ْم ،فـ ي ْرفـ ْ
ب ،فإ ْن سابه أحد أ ْو قاتله ف ْللر ْل :إني ْامرؤ مائم ،إني مائم ،وال ه ن ْفـُ محمـ ٍد ي ْصخ ْ
بلده لخلوف فم الصائم أ ْطلب لنْد الل ي ْوم الرلامـ مـ ْ ريـا الم ْسـ ،وللصـائم ف ْرحَـان
ي ْفرحهما :إذا أ ْفطر فرح بف ْطره ،وإذا لري ربه فرح بص ْومه».
وعنه ♀ أنه ق ل« :كل لمل ا ْبـ ندم يضـالف؛ الحسـن ل ْْـر أ ْمثالهـا إلـ
الص ْو َم؛ َفإِنَّه لِي َو َأنَا َأ ْج ِزي بِ ِه؛ َيدَ ُع َش ْاه َو َت ُه َو َط َع َاما ُه ِ ِ ِ
َس ْب ِع ما َئة ض ْع َ ،ق َال اللُ :إِ َّال َّ
ِم ْن َأ ْج ِلي».
الصاائِ ُم َ
ون َيا ْو َم ِ
اانَ ،يادْ ُخ ُل منْا ُه َّ الجنَّا ِة َبا ًباا ُي َق ُ
اال َلا ُهَّ :
الر َّي ُ ِ
وق ل ♀« :إِ َّن في َ
ون ِمنْا ُهَ ،فاإِ َذا َد َخ َال الصاائِ ُم َ
ون؟ َف َيادْ ُخ ُل َ ان َّ
ِ ِ
الق َي َامةَ ،ال َيدْ ُخ ُل َم َع ُه ْم َأ َةد َغ ْيا ُر ُه ْمُ ،ي َقا ُالَ :أ ْي َ
آخ ُر ُه ْم ُأ ْغ ِل َقَ ،ف َل ْم َيدْ ُخ ْل ِمنْ ُه َأ َةد».
ِ
ان ِم ا َن
ان َك ا َ الصااائِ ُم َ
ونَ ،ما ْ
ِ
اان)ُ ،ياادْ َعى بِ اه َّ
الر َّيا َ ِ
الجنَّااة َبا ًبااا ُياادْ َعى ( َّ
ِ
و رواي « :إِ َّن ف اي َ
ين َد َخ َل ُهَ ،و َم ْن َد َخ َل ُه َل ْم َي ْظ َم ْأ َأ َبدً ا». ِِ
الصائم َ
َّ
األَرْبَع»
ؒ تع لى يف هاذذه الجملة الف ئدة األولى مان فوائاد الصاي ،وهاي ذكش المصن
(ر ْفع الدربات).
والمتب ا د ُر إلااى الااذهن عنااد إقااا ه ااذذا اللف ا أن المااراد ب اا(رف الاادرج ت) :رف ا ُ
ؒ تعا لى الدرج ت يف الجنة؛ وليس يف شي من األح ديث التي أوردها المص ن
أن الصي يرف ُ ص حبه درج ت في الجنة ،وليس هاذذا ُمرا ًدا للمصنف.
ف ُعلم براذذا أن المراد بـ(ر ْفع الدربات) هو ترقية العبد يف مق م ت العبودية ،فإن العباد
الويرات ك ن ذ ذلك أكم لعبوديتاه وأرقاى فيرا ،و ُكلما ادداد المار
ُ إذا حصلت له هاذذه
تكميا لنفسه ب لعبودية كلم ك ن ذ ذلك أرف لمنزلته عند ربه ▐.
ً
ؒ تعاا لى ع م ُتر ا أح ديااث صااح ح وهاااذذه األح ديااث التااي ذكره ا المص ن
ُمورجااة يف «الصاحيحين» ،إال الحااديث األ ياار الاذي ذكااره مان صاااة المائكااة علااى
الص ئم إذا ُأك عندهّ ،
فإن هاذذا الحديث ُموار عناد بعاض أصاح ب السانن ك لترماذي
والنّسئي ،وإسن ُده ال بأس به.
ؒ تع لى عند ذكر الحديث األ ير على السا علاى النباي وقد اقتصر المصن
اذهب جم عااة م ان أه ا العلاام كراه ا ُة االقتص ا ر علااى الس اا دون
♀ ،وما ُ
الصاة.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 19
ٍ
أحوال: وتقد غير مرة أن الص ة والس م لل النبي ♀ تأتي لل ث ث
* أولهـــا :الجمـــع بلنهمـــا؛ باااأن يجمااا العباااد باااين الصااااة والساااا علاااى النباااي
ُ
فيقول ،♀ :ونحو ذ ذلك من األلف ظ. ♀،
وهاذذه هي أكم ُ الرتب وأعاه ،وهي التي ج ْت يف القرآن الكريم؛ كم ق ل تعا لى:
﴿ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ﴾
[األحزاب].
المرتااب
* وثانلهــا :االقَصــار للـ الصـ ة للـ النبــي ♀ ،وفيرا األجاار ُ
المروي يف الصحيح أن النبي ♀ ق ل« :من صا َّلى ع َلاي صا َال ًة و ِ
اةادَ ًة؛ َصا َّلى َ َ َّ َ َ ْ َ
اللُ َع َل ْي ِه بِ َها َع ْش ًرا».
األَرْبَع»
َّأما تفتيح أبوا الج َّنة :فعبارة عن تكثيش ال َّطاعات الموجب لفتا أبواب الجنان.
وتغليق أبوا النَّار :عبارة عن ق َّل المعاصي الموجب إلغالق أبواب النيشان.
ً
احتماَّل القاضي عياض اليحصب ُّي ؒ تعالى «شش وقد ذكش نحو ٰذا المعنى
مسل » ،ومال إليه.
عل ى حقيقتد ا ،فيق ع رمض ان تفت يا واالةتمال ال َّثانِي :أن تك ون ٰذه األحادي
رجا ٰذا ال َّزين اب ن المن يش أبواب الجنَّ ،وتغلي أبواب النَّار ،وتصفيد َّ
اليياطين ،وقد َّ
من المالك َّي ؒ تعالى «حاشيته على صحيا البخاري» ،وهااٰكا هاو القاول ا َّلاكي
حن أب واب نن األحادي مص شح ب َّ تحتمله هاٰكه األةاديث ،وتعر ُفه العر ُ ِمن لسانِها ،ف َّ
عل ى م ن ع شف اليياطين تص َّفد ،ف ال من ا وأن أبواب النيشان تغ َّل َّ ،
وأن َّ الجنَّ تفتَّاَّ ،
ٰذه األحادي ،فتحويلدا مت ك َّل . لغ العشب أن يقول بحقائ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 21
الي َّشا يفزعون إلى مثل ٰذه الحال في األلفاظ ا َّلتي يتو َّ مون مندا مع اني
وكثيش من ُّ
ôتع الى ،وق د ن َّب ه إل ى ٰذا الس ل
ل تعشفدا العشب ألسنتدا ،وَّل تعشف عن َّ
الصيب».
ابن القي ؒ تعالى «الوابل َّ
والواج ب عل ى العب د أن يط ش ال َّت حويالت المت ك َّلف ،وأن يحخ ذ بي وا ش األلف اظ
وحقائقدا كما تعشفه الع شب بلس اندا ،فق ول م ن ق ال :ب َّ
حن تفت يا أب واب الجنَّ إ َّنم ا و
عبارة عن تكثيش ال َّطاعات ،وتغلي أب واب النَّ ار إ َّنم ا و عب ارة ع ن ق َّل المعاص ي ،وأن
الص ائمين = ٰذا ق ول تص فيد َّ
الي ياطين إ َّنم ا و عب ارة ع ن انقط اع وسوس تدا ع ن َّ
ôتعالى. تدل عليه ال ُّلغ ،وَّل يعشف عن َّ
السل َّل ُّ ضعي ؛ أل َّنه احتمال متك َّل
* َّأولهماَّ :
أن ال َّتصفيد يع ُّ جميع َّ
اليياطين ،و ٰذا و المتب ادر م ن ألف اظ الح دي
المشو َّي عن النَّبي ♀.
وقوله « :كل لمل ا ْب ندم له ،إال الصلام؛ فإنه لـي وأنـا أ ْبـبه بـه» ،أض افه إلي ه
َّل يتق َّشب بدم ا إل ى َّ
وألن الج وع والعط إضاف تيشي ؛ أل َّنه َّل يدخله ريا لخفائ ه،
قشب إلى األصنام.
أحد من ملو األرض ،وَّل ال َّت ُّ
ٰذه اإلضاف على أق وال كثي شة ،ب َّلغد ا أ ل العل ôتعالى السش واختل
أبو الخيش ال َّطالقاني «حيائش القدق» أكثش من خمسين ق ً
وَّل ،وق د ذك ش ٰذه األق وال ُّ
من كتابه ابن حجش ؒ تعالى في (كتاب اللِباس) من «فتا الب اري» ،وك ان ؒ
عل ى كت اب أب ي الصديام) ي ذكش أ َّن ه ل يق
تعالى في أثنا شش الحدي ف ي (كتداب ِ
(كتداب وقد ذكش ابن حجش ؒ تعالى أق وى ٰذه األق وال و ي عي شة أق وال
األقوال العشر َة يمكِ ُن َر ُّدها إلى أمرين اثنين:
َ الصيام)َّ ،إَّل َّ
أن هاٰكه ِّ
* َّأولهماَّ :
أن الصيام عمل خفي َّل يدخله ال َّتسميع وَّل الشيا ؛ فدو سش بين العبد وبين
والزك اة والح ج - فنن ش عائش اإلس الم ال َّي ا شة َّ -
كالص الة َّ ربه ،بخالف بق َّي األعمالَّ ،
24 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
و ٰذا و ا َّل ذي اخت اره جماع م ن المحقق ين؛ م ند :القشطب ُّي «تفس يشه» ،وأب و
الفشج ابن رجب «لطائ المعارف».
أن هااٰكا الصايام ا َّلاكي َشارفه الل ▐ فأضاا َفه إلاى ِ
نفساه َّ ِّ َ َّإال أ َّنه ينبغي أن َ
تعلم َّ
الماارا ُد بااه :ص يام م ن س ل ص يامه م ن المعاص ي ق ً
وَّل وفع ًال؛ كم ا نق ل اب ن حج ش
العسقالن ُّي ؒ تعالى اَّلتفاق على ذ ٰلك في «فتا الباري».
السال من كل معص ي
الشب ▐ و الصيام َّ
فالصيام الممدو المضاف إلى َّ
م ن ق ول أو فع ل ،أ َّم ا الص يام الم تلطع بالمعاص ي وااث ام فن َّن ه َّل يض اف إل ى ال َّشب
▐؛ لنقص ه ع ن الكم ال ،وإ َّنم ا يض اف إل ى ال َّشب ▐ الكام ل م ن
األعمال.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 25
وقولهَ « :و َأ َنا َأ ْج ِزي بِ ِه» ،وإن ك ان و الج اكي عل ى جمي ع ال َّطاع ات ،معن اه :تعي ي
جزائه ،بح َّنه و المتولي إلسدائه.
الشب ▐َ «( :و َأ َنا َأ ْج ِزي بِا ِه») ،إنما ُأرياد برا تعظايم هاذذه الجملة وفير ُ
قول َّ
الش َّب ▐ هو الاذي يجازي العباد علاى جميا ق ع تاه ،وإنما
أجر الصو ؛ ألن َّ
تعظيم أجر الصي بأنه ال ينتري إلى قدْ ر؛ ألن الصو من الصا ْبر؛
ُ ُأريد بر يف هاذذا المح
األَرْبَع»
وقيل :من جميع ذ ٰلك ،وبد ٰذا جزم النَّوو ُّي ؒ تعالى «شش صحيا مسل ».
أن
األول ،وهاو َّ بوية ِ ِ ِ
تعيين َّ
ُ بي ♀ هو عن النَّ ِّ المروي في األةاديث النَّ َّ
َّ أن
َّإال َّ
نار جهنَّ َم ،وَّل يمتن ع حينئ ذ أن يك ون الص يام جنَّ ً للعب ديكون جنَّ ًة لصاةبِه ِمن ِ
ُ الصيا َم
ِّ
اليدوات ،وجنَّ ً لصاحبه من ااثام ،وفوق ذ ٰلك و
من غيش ا ،فيكون جنَّ ً لصاحبه من َّ
جنَّ ووقاي لصاحبه من نار جدنَّ .
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 27
الكالم. الر َف ُ
ث» :فاح و« َّ
ب» :الخصام.
الصخَ ُ
و« َّ
ِ
قول هَ « :ف ْل َي ُق ا ْل :إِ ِّن اي َص اائم»؛ معن اه أ َّن ه ي ذكش نفس ه َّ
بالص وم؛ ليك َّ ع ن المي ابد
والمقابل .
ِ
ب أو خوص أن ٰذا الحدي َ «( :ف ْل َي ُق ْل :إِ ِّني َصائم»)؛ فيه أمش َّ
الص ائ إذا س َّ قوله
يقول :إني صائ .
ُ
مسائل: وهاهنا
المسألة األولى :ل ييشع للعبد أن يقول( :إني صائ ) ك ل ص يام م ن ف شض أو
يختص بالفشض دون النَّفل؟
ُّ نفل ،أو
وقد ذكش أبو بكش ابن العشبي «عارض األحوذي» اتفاق أ ل العل عل ى ق ول ٰذه
الجمل (إني صائ ) في صيام الفشضَّ ،
وأن أ ل العل إ َّنما اختلفوا صيام النَّفل.
ب أو خوص ح ال ص يامه،
الرابعةَّ :ل ييشع للعبد غيش ٰذا القول إذا س َّ
والمسألة َّ
عن د اب ن خزيم وغي شه َّ
أن النَّب َّي ♀ وأ َّما ما جا في بعض ألفاظ األحادي
اج ِل ْس»؛ فد ٰذه ال َّلفي َّل تثب ت ع ن النَّب ي ♀ ،وإ َّنم ا قال« :وإِ ْن ُكنْ َ ِ
ت َقائ ًما َف ْ َ
ب أو خوص أن يقول( :إني صائ ،إني صائ ) دون غيش ا.
الصائ إذا س َّ
يثبت أمش َّ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 29
وأ َّما قوله« :لخلوف فم الصـائم أ ْطلـب لنْـد الل ي ْـوم الرلامـ مـ ْ ريـا الم ْسـ » ،فف ي
الصائ أطيب عند اهلل من ريا المسك.
الكالم حذف تقديشه :ولثواب خلوف ف َّ
الض ُّ ،و ٰذا ضبط صحيا َّل اختالف بين أ ل العل في ذ ٰلك.
• أةدهماَّ :
• وال َّثاينَ « :لخَ ُل ُ
وف» ،بفتا الخا المعجم ،و ٰذا ذك ش بع ض أ ل العل ص َّحته،
ومن أ ل العل -كالخ َّطابي والنَّووي -من يذكش أ َّنه خطح َّل ُّ
يصا.
َّ
أن (ث واب خل وف السالم إلى َّ
أن المشاد بد ٰذا الح دي محمد ابن عبد َّ
وقد ذ ب أبو َّ
الصائ أطيب عند اهلل من ريا المسك) ،والقول في ٰذا ال َّتحوي ل ك القول ف ي نيي شه
َّ ف
َّل دليل عليه ،بل الح دي عل ى حقيقت ه كم ا تعشف ه الع شب المتقدم؛ فن َّنه تحويل متك َّل
المسماة ب (الخلوف) ي أطي ب عن د اهلل م ن
َّ الصائ المتغيشة
َّ من لسانداَّ ،
بحن رائح ف
30 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
ريا المسك.
األَرْبَع»
ياب كاائن فِاي الادُّ نيا فقاَ ،،أ ْم كاائن يف اآلخارة فقاَ ،،أم كاائن يف الادُّ نيا
وهل هااٰكا ال ِّط ُ
واآلخرة جمي ًعا؟
محم د و ٰذه المسحل إحدى المسائل الكبار ا َّلتي تناكع فيدا القشين ان َّ
الي ديشان :أب ي َّ
ص عل ى خالف دما فيد ا أب و
الص ال ↓ ،كم ا ن َّ
السالم ،وأبي عمشو ابن َّ
ابن عبد َّ
دي ف ي
والزبي ُّ
الص يب» ،واب ن حج ش ف ي «ف تا الب اري»َّ ،
«الواب ل َّ عب د اهلل اب ن الق ي
السادة الم َّتقين».
«إتحاف َّ
السالم إل ى َّ
أن ٰذا الطي ب إ َّنم ا يك ون ااخ شة ،فيك ون محمد ابن عبد َّ
فذ ب أبو َّ
الصائ أطيب عند اهلل يوم القيام من ريا المسك.
خلوف ف َّ
وأما الفرةتان:
َّ
حقيااقَّ :
أن الفشح كائن ب األمشين جمي ًع ا ،كم ا ذ ب إل ى ذ ٰل ك اب ن حج ش ُ وال َّت
العسقالن ُّي «فتا الباري».
ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾ [يونس].
أصح ،وقد ر َّجحه أبو الفضل ابن حجش في «فتا الباري»َّ ،
فنن العب د إذا رج ع ُّ واألو ُل
َّ
إلى ربه ▐ فحثابه على صيامه وأًدش له أجش صيامه ،كان ذ ٰل ك موج ًب ا لفشحت ه
بلقا ربه ▐.
ذك ش الف ش بالشب يحدث بغيش ٰذا المعن ى ،ف ال معن ى َّلختص ا
والسشور َّ
ُّ
للصائ في ٰذا الحدي َّإَّل بحن يكون عل ى معن ى أ َّن ه يف ش بث واب الص يام إذا لق ي اهلل
َّ
.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 33
وقولهَ « :يدَ ُع َش ْه َو َت ُه َو َط َع َام ُه ِم ْن َأ ْج ِلي»؛ معناه :أ َّنه ل َّما آثش طاع ربه عل ى طاع نفس ه
اليدوة ،وغلب الدوى ،-أثابه اهلل بحن تو َّلى جزا ه بنفسه ،ومن آثش اهلل آثشه اهلل،
قوة َّ
-مع َّ
فن َّنه ينزل العبد من نفسه حي أنزله من نفسه ،ولد ٰذا من َّ بمعصي ث َّ تشكدا خو ًفا م ن
ِ
اي» ،أي م نوها َل ُه َة َسنَ ًةَ ،فإِ َّن ُه إِ َّن َما َت َر َك َشا ْه َو َت ُه ما ْن َج َّار َ اهلل َّ
فنن اهلل يقول للحفي « :ا ْك ُت ُب َ
أجلي.
الص حاب -رض وان اهلل عل يد َ « :-أ َيا ْأتِي الص حيحين» م ن ق ول َّ الجماع ،كما ج ا « َّ
َأ َةدُ َنا َش ْه َو َت ُه»؛ يعني الجماع.
بالشحم والمغفشة.
وصالتد عبارة عن دعائد له َّ
أن ت ش ال َّطع ام م ع
ؒ تع الى -و ( َّ والنُّكت ف ي ذ ٰل ك -كم ا ذك ش المص ن
الصائ لنفسه) ،وفطمدا عن محلوفاتد ا؛
الصائ ) دليل على شدَّ ة (قمع َّ
حضوره بين يدي َّ
فاستوجب لذ ٰلك ٰذا الفضل العيي و و صالة المالئك عليه.
للص ائ إذا دع ي إل ى طع ام أو أك ل
ب َّوسيحتي -إن شا اهلل تع الى -بي ان م ا يس تح ُّ
عنده ماذا يقول أو يفعل؟
38 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
ان إِ َلى َر َم َض َ
ان ُم َك ِّف َرات َما ِ
الخطيئات :فذ ٰلك لقوله ♀َ « :ر َم َض ُ تكفير وأما
ُ َّ
ت ال َك َبائِ ُر».
بينَ ُهن إِ َذا اجتُن ِب ِ
ْ َ َ ْ َّ
ٰذا الحدي فيه بيان فضل صيام رمضان ،وأ َّنه يكفش الخطيئات إذا اجتنبت الكبائش.
وهاٰكه الجملة األخير ُة فيها َضبطان صحيحان محفوظان يف أصول «صحيح مسلم»:
ب ال َك َباائِ َر» ،و ٰذا و ان ُم َك ِّف َرات َما َب ْيان َُه َّن إِ َذا ْ
اج َتنَا َ ان إِ َلى َر َم َض َ
• أوالهماَ « :ر َم َض ُ
أكثش ما في أصول «صحيا مسل ».
ت ال َك َبائِ ُر» ،و ٰذا وقع بعض أصول «صحيا مسل ».
• وثانيهما« :إِ َذا اجتُنِب ِ
ْ َ
أن العب د إذا ت و َّقى الكب ائش ك ان ص يام رمض ان إل ى رمض ان مكف ًشا لم ا ب ين
والمرا ُدَّ :
الصغائش.
ٰذين الصيامين من َّ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 39
إل ى َّ
أن ص يام رمض ان يوج ب للعب د تكفي ش ذنوب ه كلد ا وذ ب بع ض أ ل العل
محمد ابن حزم ،وأبو الع َّباق ابن تيم َّي الحفي د ف ي
صغيش ا وكبيش ا ،ومال إلى ٰذا أبو َّ
كتاب «اإليمان الكبيش».
يما ًنااا») :و و (اإليم ان بوجوب ه) وق د ب َّين المص ن ؒ تعاااىل معن ى قول ه«( :إِ َ
اةتِ َسااا ًبا»)؛ يعن ي وفشض ه ،وأ َّن ه ش عيشة تع َّب د اهلل بد ا العب ادَّ ،
وأن معن ى قول هْ «( :
(احتسا ًبا لألجش) وال َّثواب (عند َّ
الشب ▐).
40 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
و ٰذا معنى قول ابن القي ؒ تعااىل فيما نقله ابن حجش «ال دُّ رر الكامن » :أ َّن ه
نن م شاده ؒ تع ِااىل ب (الفقش):
الدين» ،ف َّ كان يقول« :بالفقش واليقين؛ تنال اإلمام
الصبش فيكسش به شدوات المعاصي ،و ٰذا معن ى ق ول ش يخه ش يع
ما يحمل العبد على َّ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 41
وق د أرش د النَّب ُّي ♀ إل ى الص يام ألج ل تحص يل ٰذه الفائ دة ،فن َّن ه أم ش
اع ِمانْ ُك ُم ال َباا َا َة َف ْل َيتَا َز َّو ْ َ ،فإِنَّا ُه الشا َبا ِ ؛ َم ِ
ان ْاسا َت َط َ بالزواج في قولهَ «( :يا َم ْع َشا َر َّ َّ
اليباب َّ
َأ َغ ُّض لِ ْل َب َصرَِ ،و َأ ْة َص ُن لِ ْل َف ْر ِ ») ،ث َّ أرش د ♀ م ن ل يس تطع إل ى الص يام،
الصا ْو ِم؛ َفإِنَّا ُه َلا ُه ِو َجااا»)( ،و« ِ ِ ِ
الو َجاا ُا» و ر ُّض أنثي ي فقالَ «( :و َم ْن َلا ْم َي ْسا َتط ْع َف َع َل ْياه بِ َّ
اليدوة عن نفسه وقطعد ا ،فك ان بمثاب الفح ل ا َّل ذي َّ
فكحن العبد إذا صام منع َّ الفحل)،
ر َّضت أنثييه فل يعد له شدوة ،بل حسمت شدوته بشض أنثييه.
شي من طشق الحدي ،بل َّل أصل لدا كما ن َّبه على ذ ٰلك ال َّزين العشاق ُّي ؒ تعااىل
الصغيش».
«تخشيج اإلحيا َّ
أن النَّب َّي ♀ ق ال: الص حيحين» َّ وإ َّنما المعشوف في الحدي ما ج ا ف ي « َّ
ان َي ْجارِي ِم ِ
ان ا ْب ِ
ان آ َد َم ان َي ْجرِي ِم ِن ا ْب ِن آ َد َم َم ْج َرى الدَّ ِم» ،و لفا« :إِ َّن َّ
الش ْي َط َ «إِ َّن َّ
الش ْي َط َ
َم ْب َلغَ الدَّ ِم»؛ يعني حيثما يبل دمه َّ
فنن َّ
الييطان يجشي معه.
األَرْبَع»
وأما تكثلر الصدقات :فلن الصا ئم إذا جا ع تاذكر ما عناده مان الجاوع ،فحًلاه ذ ذلاك
على إقع الج ئ :
وقاادْ بلغن ا أن سااليم ن أو يوسااف -عليرم ا الس اا -ال يأك ا ُ حت اى يأك ا جمي ا
أن أشب فأنسى الج ئ ». فسئ عن ذ ذلك ،فق ل« :أ
المتعلقين بهُ ،
ولد ٰذا ذكش أ ل العل ôقاعد ًة جليل ً تندرج فيدا سائش أعم ال الب ش رمض ان؛
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 43
رمضان ،والحام ل عل ى ذ ٰل ك
َ للعبد أن ُيكثِر ِمن أعمال الخير والبِ ِّر يف
ِ ستحب
ُّ و ي أ َّنه ُي
فاضال تع َّي فيه األجور ،فينبغي للعبد أن يستكثش من أنواع
ً و كون رمضان كمنًا عند
رمضان. الصدق
البش ،ومن جملتداَّ :
44 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
وأما توفلر الطالـات :فلناه تاذكر جاوع أها النا ر وظماأ ُهم فحًلاه ذ ذلاك علاى تكًليار
الط ع ت؛ لينجو بر من الن ر.
وأما شكر لـالم الخفلـات :إذا صا عار نعماة اهلل علياه يف الشاب والاري ،فشاكره
مقداره إال بف ْقده .
ُ لذ ذلك ،فإن النعم ال ُي ْعر
والنع َّل تعشف مقاديش ا َّإَّل بفقد ا عند عا َّم النَّاق ،أ َّما العقال الك َّمل من عب اد اهلل
األَرْبَع»
وأما اال ْنببار ل خواطر المعامـي والمخالفـات :فالن الانفس إذا شابع ْت قمحا ْت
فت إلاااى
فت إلاااى المو لفااا ت ،وإذا ج عااا ْت وظمئااا ْت تشاااو ْ
إلاااى المع صاااي ،وتشاااو ْ
وح النفس إلى المن ج ة واشتغ ُلر بر ير مان تشاوفر
الم ْط ُعوم ت والمشروب ت ،و ُق ُم ُ
فسائ
إلى المع صي والزالت ،ولذ ذلك قد بعض السلف الصو على سا ئر العبا دات؛ ُ
عن ذ ذلك فق ل« :ألن يطل اهلل على نفسي وهاي ُتنا دعني إلاى الطعا والشاراب؛ أحاب
إلي من أن يطل علير وهي ُتن دعني إلى معصيته إذا شب ْ
عت».
األَرْبَع»
وللصو فوائدُ كًليرة ُأ ُر؛ كصحة األذه ن ،وساامة األبادان ،وقاد جا فاي حاديث:
«موموا تصحوا».
ٰذه فائدة كائدة عن الفوائد ا َّلتي تقدَّ م ذكش ا مجمل ً في َّأول كالم المصن .
الصيام :أ َّنه (يص ُّا األبدان) وتسل به وتطيب من عللدا. ِ
فمن فوائد ِّ
ٰذا الباب على حدي كيد بن خالد الجدني ◙ المخ َّشج «س نن والعمدة
أن النَّب َّي ♀ ق ال«( :مـ ْ فطـر مـائ ًما كـان لـه م ْثـل
التشمذي» و«اب ن ماج ه»؛ َّ
أ ْبره ،م ْ غ ْلر أ ْن ينْرص م ْ أ ْبر الصائم ش ْيء»).
و ٰذا الحدي -مع شدشته َّ -ل يثبت عن النَّب ي ♀ ،ف َّ
نن لد ٰذا الح دي
ع َّل ق َّل من تف َّطن لدا ،و و أ َّنه من رواي عطا بن أبي ربا ،عن كي د ب ن خال د الجدن ي،
وقد ذكش علي بن المديني ؒ َّ
أن عطا ً ل يس مع م ن كي د ب ن خال د الجدن ي ،فعل ُّ
الحدي . مما يوجب ضع
السند َّ
السند منقطع بيندما ،وانقطاع َّ بد ٰذا َّ
أن َّ
األَرْبَع»
وم شرفه :أن م ْن ق مه إيم ًن واحتس ًب ُغفر له م تقد من ذنبه؛ لقوله ♀:
احَسا ًبا؛ غفر له ما تردم م ْ ذنْبه».
«م ْ قام رمضان إيمانًا و ْ
احَسا ًبا؛ غفر له ما ترـدم مـ ْ ذنْبـه»)؛ ِمن شرف رمضا َنَّ :
أن («م ْ قام رمضان إيمانًا و ْ
ٰذا الحدي . صشيحا
ً كما جا ذ ٰلك
أن المغفشة ا َّلت ي توج ب للعب د بد ٰذا العم ل :ي مغف شة َّ
الص غائش دون أيضا َّ
وعشفت ً
الكبائش ،فالكبائش َّل يكفش ا صيام رمضان وَّل قيام ه عن د الجمد ور ،خال ًف ا ل بعض أ ل
العل ôتعالى.
وحس ندا
َّ بعض ألفاظ ٰذا الحدي ُ « :غ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه َو َما تَا َأ َّخ َر»، وقد جا
ابن حجش ؒ تعالى في «فتا الب اري» وف ي كتاب ه «الخص ال المكف شة» ،وفِاي َذ ٰلِاك
و دون ٰذه الزي ادة ،ف ال يثب ت ف ي ٰذا الص حيح
اإن المحفااو باألس انيد َّ
نظاار ،فا َّ
الحدي كيادةَ « :و َما َت َأ َّخ َر».
ِ
العباد ك ِّلهاا ماا تقادَّ م منهاا ِ
األعمال ُي َك ِّفر ذناو عمال ِمن المروي ِة َّ
بأن ً ِ
األةاديث ُّ
وكل
َّ
يصح عن النَّب ِّي ♀ منها ةديث.
ُّ تأخر؛ ال
وما َّ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 51
والمراد با(االنصراف) فِي هاٰكا الحديث :و ال َّتسلي وجو ًبا والخشوج استحبا ًبا؛ ف نذا
نفال في رمضان في قيام ال َّليل فن َّنه يجب عليه أن َّل ينصشف م ن
ص َّلى المصلي مع إمامه ً
صالته بال َّتسلي ح َّتى ينصشف اإلمام بال َّتسلي ،فال يسل قبل سالم إمامه ،وأ َّم ا الخ شوج
حب للم حموم إذا ص َّلى م ع إمام ه أن َّل
من المسجد فن َّن ه يك ون انص شا ًفا مس تح ًّبا ،فيس ت ُّ
ويال بحي
يخشج من المسجد ح َّتى يخشج إمامه ،ما ل تكن من عادة اإلمام أ َّنه يبق ى ط ً
يي ُّ على المحموم انتياره ،فن َّنه حينئذ يخشج بال كشا .
بقي أمش يتع َّل بحدي كيد المتقدم -على القول بص َّحته :-و و م ا الم شاد بتفطي ش
مجشد إطعامه أم َّل بدَّ من إشباعه؟
الصائ ؛ ل و َّ
َّ
اط ِ
اإلشابا ِع فياه وهاٰكا المعنى ا َّلكي ذكره أبو العباس ابن تيمي َة ؒ تعالى ِم ِن اشتِر ِ
َ ُ َّ َّ األَرْبَع»
ِ
الكفاية؛ بحن يطعمه ما يكفيه بحي ينقطع توقانه إل ى ال َّطع ام؛ حيح اشتِ ُ
راط نظرِ ،
الص ُ
بل َّ
الصالة.
أل َّنه يقوم بعد فطشه إلى َّ
وليا في شي من األحادي اشتشاط اليبع ،واليبع قدر كائ د ع ن اإلطع ام ،ول يا
من عادة النَّاق جمي ًعا أ َّند ييبعون إذا طعموا ،بل ذ ب بع ض أ ل العل إل ى كشا
كن المقصود َّ
أن ٰذا الحدي حمله على الصحيا َّ
أن اليبع َّل يكشه ،ل ٰ َّ اليبع ،وإن كان َّ
اشتشاط اإلشباع ُّ
محل نيش ،واألقشب حمله على الكفاي مع القدرة.
الفصل ا َّ
لثالث :فدي آدابه
ؒ تعالى وجوب صيام شدش رمض ان ،وأردف ه ب ذكش ط شف بعد أن ب َّين المصن
الصيام).
ثالث ِفي آداب ِّ
فصل ٍمن فضائله؛ أردف الفصلين المتقدمين ب ( ٍ
األَرْبَع»
وهي سَ :
أحدها :حف ُ اللس ن والجاوارح عان المو لفاة؛ لقولاه ♀« :مـ ْ لـ ْم يـد ْ
ق ْول البور ،والعمل به ،فل ْلُ لل حاب في أ ْن يد طعامه وشرابه».
وق ل ♠« :ري قائ ٍم حظه م ْ قلامه السهر ،وري مائ ٍم حظه م ْ ملامه الجـو
والعطش».
ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [البقرة].
وقد ج األ ْم ُر بذ ذلك يف هاذذا الحاديث الصاريح الاذي قا ل فياه النباي ♀:
(«م ْ ل ْم يد ْ ق ْول الـبور ،والعمـل بـه ،)»...ويف رواياة للبوا ري« :والج ْهـل» ،ف لصا ئم
منري عن هاذذه األمور الًلاثة؛ وهي قول الزور ،والعم ُ به ،والجر ُ .
ٌّ
والمراد بـ(قول البور) و(العمل به) :كا ب قا ؛ فاإن الـبور :اسام جا م لكا ب قا ،
منري عن قول الب ق ،وعن العم به.
ف لعبد ٌّ
ومنرااي عاان الجهــل :ال اذي هااو الس اف ُه والط ا ُ
يش بتا ْارا العم ا ب ا لعلم ال اذي أ ْوجب ْت اه ٌّ
الشريع ُة.
حسن ،وكذ ذلك الصي ُ ؛ قد ينصر ُ العبدُ من يومه ف ُي ْفط ُر ولم ُيكتب لاه إال ُع ْشار ْ
أجاره،
56 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
تس ُعه ،أو ُث ْمنُه ،...ورب بعض من الولق ينصر من صي مه وال ُيكت ُ
ب لاه شاي مان أو ْ األَرْبَع»
الًلواب ،وإنم ت ْبر ُأ به ذم ُته كما قا ل النباي ♀« :ري مـائ ٍم حظـه مـ ْ مـلامه
الجو والعطش» ،وعوا الن س مشغولون بتحصي هاذذا األمر -وهو كف أنفسرم عان
والمتقارب إلاى
الطع والشراب -م الغفلة عن كف جوارحرم عان الما ثم والحارا ُ ،
اهلل ب لصي ،الع ق ُ لحقيقتهُ ،
يعلم أن األمر األعظم هو أن يكف لس نه وجوارحاه
عن المع صي واآلث .
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 57
الثاني :إذا ُدعي إلى قع وهو ص ئم ف ْلي ُق ( :إني صا ئم)؛ لقولاه ♀« :إذا
اعتاذارا إلاى الاداعي؛
ً دلي أحدك ْم إل طعا ٍم وهو مائم ف ْللر ْل :إني مائم» ،ي ْذ ُكر ذ ذلاك
لئا ينكسر قل ُبه.
ؒ تع الى َّ
أن م ن ( ُدعاي إلاى قعا وهاو هاٰكا األد ال َّثاانِي :ذك ش في ه المص ن
صااا ئم ف ْلي ُقااا :إناااي صااا ئم)؛ كم ا ج ا األم ش ب ذ ٰل ك الح دي ا َّل ذي ذك شه
مخشج «صحيا مسل ».
ؒ تعالى ،و و َّ المصن
وا َّلذي د َّلت عليه األحادي النَّبو َّي في ح من دعي إلى طعام و و صائ ،أ َّنه يجي ب
من دعاه.
ٰذا الح دي : * األولى :أن يق ول عن د تقشي ب ال َّطع ام( :إن ي ص ائ ) ،كم ا ج ا
(«ف ْللر ْل :إني مائم»).
كت اب «المص نَّ » وَّل ينبغي له أن يعدل عن ٰذا ال َّلفا ،فق د روى اب ن أب ي ش يب
األَرْبَع»
بسند صحيا عن ثابت البناني ؒ قال :أتي إلى أنا بن مالك ◙ بطعام فق ال
لي« :ادن» -يعني أمشني بالدُّ نو منه ،-فقلتَّ :ل أطع ،فقالَّ« :ل تقلَّ :ل أطع ،وقل:
إني صائ ».
المخشج «ص حيا مس ل »؛ َّ والسنة ال َّثانية :أ َّنه يدعو لداعيه؛ كما جا الحدي
* ُّ
ان َصاائِ ًما َف ْل ُي َصا ِّلَ ،وإِ ْن
بَ ،فاإِ ْن كَا َ أن النَّبي ♀ قال« :إِ َذا ُد ِعاي َأ َةادُ ُك ْم َف ْل ُي ِ
جا ْ َّ
َّ
َاان َصاائِ ًما َف ْل ُي َص ِّال»؛ إرش اد ل ه أن ان ُم ْفطِ ًرا َف ْل َي ْط َع ْم» ،و قول ه ♀َ « :فإِ ْن ك َ َك َ
يصلي.
والسجود؟
الشكوع ُّ
الصالة الحقيق َّي ذات ُّ
الصالة المشاد بدا الدُّ عا أم َّ
و ل َّ
حب لمن دعي إلى محدب و و صائ أن يدعو لمن دعاه ،ف نذا حض ش إل ى ال َّطع ام
فيست ُّ
تش ال َّطعام ث َّ دعا لمن دعاه إلى ٰذه المحدب ؛ امتث ًاَّل لد ٰذا الح دي ال وارد ع ن النَّب ي
♀.
ومحل ٰذا ا َّلذي تقدَّ م من اَّلعتذار إ َّنما يكون صيام النَّفل ،أ َّما ص يام الف شض فن َّن ه
ُّ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 59
أصحهماَّ :
أن ذ ٰلك بحسب المصلح : ُّ
▪ فنذا كانت المصلح دائش ًة مع تناول طع ام ال دَّ اعي مالطف ً ل ه وجب ًشا لخ اطشه
كان ذ ٰلك أفضل.
▪ وإذا ل تكن نا مصلح في فطشه َّ
فنن بقا ه على صيامه أفضل.
60 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
ُ
يقول إذا أفطر؛ وهو م ُروي عنه ♥ ،أنه ك ن يقاول إذا أفطار: الثالث :م
«ذهب الظمأ ،وا ْبَلت العروق ،وثبت األ ْبر إ ْن شاء الل».
ويف حديث آ ر« :الح ْمد لل ال ه ألانني فص ْمت ،ورزقني فأ ْفط ْرت».
ِ
الصائ إذا أفطش).
(ما يقوله َّ هاٰكا أد ثالث من آدا ِ ِّ
الصيام ،ذكش فيه المصن
الصاائِ ُم َ
ون، ِ
بحق ُم َف ِّطرِه ،وم ن ذ ٰل ك قول هَ « :أ ْف َط َار عنْادَ ُك ُم َّ األول :ما يقو ُله متع ِّل ًقا ِّ َّ
ِ َو َأك ََل َط َع َام ُك ُم األَ ْب َر ُارَ ،و َص َّل ْ
للصائ إذا أفط ش عن د أح د ت َع َل ْي ُك ُم َ
الم َالئ َك ُة» ،فن َّنه ييشع َّ
أن يقول ٰذا الدُّ عا لمفطشه.
الصائم إذا أفطر متع ِّل ًقا بنفسه ،وهاٰكا نوعان اثنان:
وال َّثاين :ما يقوله َّ
* أةدهما :الدُّ عاا العا ُّم؛ كما جا عند ابن ماجه بس ند حس ن م ن ح دي اب ن عم شو
لصاائِ ِم ِعنْادَ فِ ْطارِ ِه َلادَ ْع َو ًة َماا ت َُار ُّد» ،فيي شع ِ
بي ♀ قال« :إِ َّن ل َّ َّ
¶؛ أن النَّ َّ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 61
للصائ إذا أفطش أن يستكثش من الدُّ عا ،و ٰذا الدُّ عا المطل يكون عند فطشه.
َّ
وما عدا ٰذا الذكش من األدعي الواردة فن َّندا َّل تثبت عن النَّبي ♀.
ألمرين:
دون الص ي
َّ * َّأو ُلهما :ع دم ال دَّ ليل عل ى ال َّتخص يص ،فم ن ذ ب إل ى أ َّن ه يق ال
دون اليتا . بالصي
َّ اليتا ليا معه دليل من َّ
اليشع على تخصيص ٰذا الدُّ عا
أن الع َّل الم ذكورة ف ي الح دي موج ودة عل ى ك ل ح ال؛ ف َّ
نن ال َّيم ح ِ
وثانيهماااَّ : *
ً ا ًشا والي تا َّ ،إَّل أ َّن ه يك ون ف ي َّ
الص ي الص ي
ونقص الما ف ي الع شوق واق ع ف ي َّ
بحي يجده العبد ،ويكون في اليتا باطنًا َّل يح ُّسه العبد ،و و موجود الحقيق َّ ،
فنن
أو الص ي
َّ الما إذا انقطع عنه العبد ساعات طويل ً ق َّل قدره الدَّ م ،سوا ً كان ذ ٰلك
اليتا .
يخص وق ًت ا دون
ُّ واليتا َّل الصي فد َّلت اتان القشينتان على َّ
أن ٰذا الذكش عام في َّ
وقت.
تص بوق ت
تص ب ه ،وإ َّنم ا يخ ُّ
و ٰذا الذكش و المي شوع للمتس حش أن يقول ه ،وَّل يخ ُّ
الصائ وغيشه.
َّ السحش ح
َّ
األَرْبَع»
الرابع :م ُيفطر عليه ،وهاو ُرقاب ،أو تمار ،أو ما ؛ ألناه ُروي عناه ♠ أناه كا ن
ُي ْفط ُر قب أن يصلي على ُرقب ت ،فإن لم يكن فتمرات ،فإن لم يكان حسا حساوات مان
م .
وق ل ♠« :إذا كان أحدك ْم مائ ًما ف ْلل ْفط ْر لل الَ ْمر ،فإ ْن ل ْم يجدْ فعلـ المـاء،
فإن الماء طهور».
الصائ ).
ذكر المصنِّ ؒ تعالى هنا أد ًبا راب ًعا :و و في بيان (ما يفطش عليه َّ
أيض ا؛ َّ
أن النَّب َّي ♀ الس نن» ً
الض بي الم شوي « ُّ
وبحدي سلمان بن عامش َّ
قال«( :إذا كان أحدك ْم مائ ًما ف ْلل ْفط ْر لل الَ ْمـر ،فـإ ْن ل ْ
ـم يجـدْ فعلـ المـاء ،فـإن المـاء
طهور»).
اكي ،وصاحبه أبو كرع يصا ،وقد أع َّله الحافيان الكبيشان أبو حات َّ
الش ُّ فد ٰذا حدي َّل ُّ
الص نعاني ،ع ن جعف ش ب ن س ليمان،
الش َّكاق بن َّم ام َّ
اكي ،فن َّنه من منكش حدي عبد َّ
الش ُّ
َّ
عن ثابت ،عن أنا ،ول يشوه أح د غي ش عب د ال َّش َّكاق ،فد ٰذا ح دي منك ش َّل يثب ت ع ن
النَّبي ♀.
وإ َّنما ال َّثابت و قوله ♀«( :إذا كان أحدك ْم مائ ًما ف ْلل ْفط ْر لل الَ ْمر ،فإ ْن
ل ْم يجدْ فعل الماء ،فإن الماء طهور»).
▪ فما كان من ال َّتمش لينا رط ًبا مملو ً ا بالما فيقال له( :رطب).
مكبوس ا و ا َّل ذي يق ال ل ه( :ال َّتم ش) ع شف
ً مشصوص ا
ً يابس ا جا ًّف ا
▪ وما كان ً
النَّاق.
فنذا أفطش اإلنسان على رطب ،أو على تمش يابا؛ ُّ
فكل ذ ٰل ك داخ ل جمل مس َّمى
(ال َّتمش).
وقد ذكش ابن القي ؒ تعالى «كاد المعاد» كال ًما لطي ًف ا نكت ذ ٰل ك :و و َّ
أن
اتين الما َّدتين من أعي ما يحصل للعبد به استعادة ق واه ،وتقوي بدن ه ،وتني يط نفس ه
مشة أخشى.
َّ
نن الفقد ا يقتص شون الك الم عل ى طد ارة الم ا عل ى ال َّطد ارة المتعلق بطد ارة
ف َّ
األَرْبَع»
األعضا الخارج َّي ،أ َّما تطديش الم ا للب اطن ف ن َّند َّل يذكشون ه م ع ك ون ٰذا الح دي
الص ائ ، صشيحا ف ي َّ
أن الم ا يطد ش الب اطن؛ ألم ش النَّب ي ♀ ب حن يفط ش علي ه َّ ً
وع َّلل ذ ٰلك بقولهَ « :فإِ َّن َ
الما َا َط ُهور».
• أةدهما :طهارة لألعضاا الخارجة عن البدن ،و ي ا َّلتي يذكش ا الفقد ا ô
تعالى فواتا كتبد .
ٰذا الحدي . • والنَّوع ال َّثاين :طهارة باطنة ،و ي المذكورة
الخامُ والسادس :تعجي ُ الف ْطر ،وتأ ُير السحور؛ لقولاه ♀« :تسـحروا
فإن في السحور برك ً ».
وقاا ل ♀« :ال يــبال الــدي ظــاه ًرا مــا لجــل النــاس الف ْطــر؛ ألن اللهــود
والنصارى يؤخرون».
وإنم أ ر السحور ليتقو؛ به على الصو ؛ كي ال ُي ْجرده الصو ف ُي ْقعده عان كًليار مان
الط ع ت.
الجوع والعطش ربما ضارا باه؛ فاا وجاه إلاى إمطا ل الانفس
وإنم عج الفطر؛ ألن ُ
لذ ذلك ،م أنه ال ُقربة فيه.
بعض ُظرف السلف يأك ُ في السو ،فقي له في ذ ذلك ،فق ل« :م ْط ُ الغناي
وقد ُرئي ُ
ُظلم».
68 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
الصيام:
ِّ ٰذه الجمل أدبان اثنان ِمن جملة آدا ؒ تعالى ذكش المصن
السحور).
واآلخر( :تحخيش َّ
واألحادي ال َّثابت دا َّل على ٰذين األدب ين العييم ين :و م ا تعجي ل الفط ش ،وت حخيش
السحور.
َّ
الس حور
أيض ا دَّلل النَّي ش عل ى اس تحباب ت حخيش َّ
ؒ تع الى ً وقد ذكش المصن
لقوة البدن ،فيكون أعون على الوف ا
السحور فيه حفا َّ وتعجيل الفطش؛ وذ ٰلك َّ
أن تحخيش َّ
أثنا ندارهَّ ،
وأن تعجيل الفطش فيه تقشيب لل نَّفا لمحلوفاتد ا ومب ادرة الصائ
بعبادات َّ
لدا بدا؛ أل َّنه َّل منفع لدا فطمدا عن ٰذه المحلوفات مع إذن َّ
اليشيع .
النُّج وم؛ ك ُّل ذ ٰل ك مخ ال ألم ش النَّب ي ♀ تعجي ل الفط ورَ « :فاإِ َذا َذ َها َ
ب
الصائِ ُم».
اهنَا؛ َف َقدْ َأ ْف َط َر َّ
ِ
اهنَاَ ،و َأ ْق َب َل ال َّل ْي ُل م ْن َه ُ
ِ
النَّ َه ُار م ْن َه ُ
األف ؛ َّ
الي ما ،واحتجابد ا خل ويكون إدبار النَّهار ،وإقبال ال َّلي ِل :بغي اب ق ش
ولو بقيت حمشتدا.
احر ،وق د ق ال النَّب ُّي ♀: السحور فإ َّنه يكون بإيقاعه يف وقت َّ
الس َ َّأما تأخير َّ
ِ ِ ِ ِ
دل ٰذا الح دي عل ى َّ
أن « َف ْص ُل َما َب ْي َن صا َيامنَا َوصا َيا ِم َأ ْها ِل الكتَاا ِ َأ ْك َلا ُة َّ
السا َحرِ» ،ف َّ
الساحر و
قات َّ
فو ُ
السحش مسحل دقيق م ن دق ائ العل ؛ َ وتقدَّ م ال َّتنبيه على َّ
أن وقت َّ
الصادق.
الكائن بين الفجش الكاذب والفجش َّ
وقد قدَّ ره بعض أ ل العل بشبع ساع ،وقدَّ ره آخشون بثل ساع ،وأكث ش م ا ذك ش ف ي
أن الوق ت م ددد ب ين ٰذا ال َّتق اديش ا َّلت ي
تقديشه خمس وأربع ون دقيق ً ،وفي ه ني شَّ ،إَّل َّ
ذكش ا أ ل العل .
وأفعال ال ُّيشفا َّل يقتدى بدا ،والميدور عند أ ل العل وذكشه بعضد فيما تسقط ب ه
السوق مع عدم الحاج إلى ذ ٰل ك ،ف َّ
نن ٰذا دن ا ة، ُّ َّ
اليدادة :أن يحكل اإلنسان طعامه
و و خالف فعل المشو ة ا َّلتي تعشفدا العشب بلداندا.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 71
محش ًما.
• إ َّما أن يكون َّ
• وإ َّما أن يكون مكشو ً ا.
آي ات والس نَّ ولذ ٰل ك ي حتي ال َّتعبي ش ب األمش باَّلجتن اب لس ان َّ
الي شع ف ي الق شآن ُّ
وأحادي كثيشة ،يشاد مندا :تش الفعل ،مع تش ال ُّطشق الممدي إليه.
72 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
أحدها :الومال ،ق ل أبو هريرة :نرى رساول اهلل ♀ عان الوصا ل ،فقا ل
رج من المسلمين :فإنك ي رسول اهلل ُتواص ،ق ل رساول اهلل ♀« :وأيكـ ْم
م ْثلي؟ إني أبلت ي ْطعمني ربي وي ْسـرلني» ،فلما أب ْاوا أن ينتراوا عان الوصا ل واصا برام
أباوا
لمناك لرم حين ْ
يو ًم ،ثم يو ًم ،ثم رأ ُوا الرال ،فق ل« :ل ْو تأخر اله ل لب ْدتك ْم» ،ك ُ
أن ينتروا.
فإن ك ن أك ُله ُ
وشر ُبه عند ربه حقيق ًة فإنه لم ُيواص . وأم الرسول ♀ ْ
وإن عبر ب ألك والشرب عن قاوة األناس با هلل والسارور بقرباه فقاد قا ذ ذلاك مقا
األك والشرب في إنع ش قواه ،ب هو ُ
أبلغ من الطع والشراب:
الصايام :و و
مما ُيجتنب يف ِّ
األول َّ
ٰذه الجمل النَّوع َّ ؒ تعالى ذكش المصن
(الوصال).
السحش كان مواص ًال ،فنذا كاد عليه بتحخيش فطشه إلى غ شوب
الصائ فطشه إلى َّ فنذا َّ
أخش َّ
اليما اليوم ال َّثاني فن َّنه يكون قد واصل كياد ًة عن يوم قد صامه مع ليله.
َّ
أن ِ
الو َصال نوعان اثنان: والمخ َت ُارَّ :
أن النَّب َّي ♀ ق الَ « :ف َاأ ُّي ُك ْم َأ َرا َد َأ ْنالص حيا»َّ :
ويدل على ٰذا ما ثب ت « َّ ُّ
ِ ِ
الس حش ،ف ال يفط ش ُي َواص َل َف ْل ُي َواص ْل إِ َلى َّ
الس َحرِ» ،ففي ٰذا الحدي إباح الوصال إلى َّ
السحش يتناول أكل ً واح د ًة تك ون الصائ مع غشوب َّ
اليما ،بل يمخش الفطش إلى وقت َّ َّ
فطوره وسحوره.
ِ
* والنَّوع ال َّثانيِ :وصال مكروه؛ و و ما كاد عن ٰذا الق در ،ف نذا واص ل َّ
الص ائ إل ى
يوم ثان أو ثال أو رابع َّ
فنن ذ ٰلك مكشوه أصا قولي أ ل العل ôتعالى.
السل .
أيضا عن جماع من َّ
ٰذا ً وجا
القول ال َّثانِي ،و و أ َّنه لكمال أنسه بشبه وسشوره بقشبه انقطعت
ِ والجمهور على
نفسه عن اَّللتفات إلى المحلوفات ،وقد نصش ٰذا الق ول أب و عب د اهلل اب ن الق ي ؒ
المعارف». السعادة» ،وأبو الفشج ابن رجب «لطائ
تعالى «مفتا دار َّ
أن م ا ي ذكشه بع ض النَّ اق ف ي ٰذا الح دي م ن ق ولد َّ
أن النَّب َّي ومم اا ُين َّب اه إليااهَّ :
َّ
يات ِعنْادَ َر ِّباي ُي ْط ِع ُمنِاي َو َي ْسا ِقين ِي» َّل أص ل ل ه بد ٰذا ال َّلف ا،
♀ قال« :إِنِّاي َأبِ ُ
يت ُي ْط ِع ُمنِاي َر ِّباي َو َي ْسا ِقين ِي» ،ل يا في ه َّ
أن النَّب َّي ♀ وإ َّنما المحفوظ« :إِ ِّني َأبِ ُ
يبيت عند ربه.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 75
فمن ك ن ً
شيو يأمن على نفسه من تحريك الشروة وإفس د الصو ،فا بأس بر .
للشهوة؛ كتقبيل الوالد لولده ،أو الولد لوال ده ،ف َّ
نن األولُ :قبلة ليست ا
محال َّ النَّوع َّ
محمورا باجتنابدا باتف اق أ ل
ً محال َّ
لليدوة ،فدي ليست مكشو ،وَّل ٰذه القبل ليست ًّ
العل ôتعالى.
تحش َّ
اليدوة ،ول ٰكنَّه يعشف م ن نفس ه أ َّند ا َّل تتج ارى أ َّما إذا كان َّل يحمن على نفسه ُّ
حق ه ،أ َّم ا م ن أم ن عل ى نفس ه به ح َّتى توقعه الحشام ،فن َّند ا حينئ ذ تك ون مكشو
اليدوة فن َّندا َّل تكون مكشو ً حقه ،بل تكون مباح ً .
تحش َّ
ُّ
[الجددواب]َّ :
أن الفقد ا ôتع الى أرادوا ب ذ ٰل ك ر َّد عل ك ل عب د إل ى نفس ه،
تتحش شدوته بعد القبل فد ٰذا يحك
فباعتبار ما يعل من نفسه ،فمن عل من نفسه أ َّنه َّ
تتحش ،ومن كان يعشف من نفسه خالف ذ ٰلك فن َّنه يحك لدا بذ ٰلك. لنفسه َّ
بحن شدوته َّ
األَرْبَع»
وسئ أنس :أ ُكنْ ُتم تكرهون الحج مة للص ئم؟ ق ل :ال إال من أج الاعف.
ُ
فمن أضعف ْت ُه الحج م ُة كُره له؛ إ ْذ ال يأم ُن من الف ْطر ،أو م ْن ثقا العبا دة علياه فيتبار
بر ،في ْكره عب دة اهلل.
محشم؟
للصائ أو َّ
الصورة ل و مكشوه َّ
وإخشاج الدَّ م على ٰذه ُّ
الس نن»:
بي ♀ كما « ُّ ُ
وهاٰكا القول هو القول األسعد بالدَّ ليل ،فقد قال النَّ ُّ
الم ْح ُجو ُم»َّ ،
فدل ٰذا الحدي المحك عل ى َّ
أن م ن اح تج أو حج الح ِ
اج ُم َو َ « َأ ْف َط َر َ
أفطش بذ ٰلك ،فالحجام حشام على الحاج والمحجوم.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 79
▪ فن َّما أن تكون أحادي َّل تثبت؛ كاألحادي الواردة نسع الفط ش بالحجام ،
نس ع الفط ش بالحجام َّل تثب ت ع ن النَّب ي المشو َّي ف َّ
نن األحادي
♀.
▪ وأ َّما األحادي الواردة من فع ل النَّب ي ♀ أ َّن ه اح تج و و ص ائ ،
«كاد المع اد» ،فن َّن ه يحت اج فن َّندا َّل تسل من المعارض كم ا ذك ش اب ن الق ي
مشيض ا
إلى معشف ل كان صيام نفل أم فشض؟ ويحتاج إلى معشف ل كان ً
الح ِ
ااج ُم و ٰذا الفط ش ع ام للح اج والمحج وم؛ لق ول النَّب ي ♀َ « :أ ْف َط َار َ
الم ْح ُجو ُم».
َو َ
الضع .فأما المحجو ُم :فألجل ما يد ُّب إلى بدنه من َّ ▪ َّ
الحاجمَ :ف ِع َّل ُة تفطيره بالحجامة اختل فيها أهل العلم إلى قولين اثنين:
ِ وأما
▪ َّ
80 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األولَّ :
أن الح اج يحك بفط شه ويح شم علي ه فع ل الحجام ؛ أل َّن ه يع ين • القااول َّ
األَرْبَع»
وعلى ٰذا فنذا حج الح اج بغي ش ٰذه الص ف -ك حن يحج بآل َّل يس تعين فيد ا
بيفط الدَّ م بنفسه ،-فن َّن ه َّل يك ون مفط ًشا؛ ألج ل ع دم الع َّل ،والحك ي دور م ع ع َّلت ه
وجو ًدا وعد ًما.
وقد ذ ب أكثش أ ل العل من القائلين بال َّتفطيش بالحجام -و و الم ذ ب -إل ى َّ
أن
والشعاف ،وغيش ا = أ َّندا ليس ت مندرج ً ف ي
ما كان معنا ا؛ كالفصد ،وال َّتب ُّشع بالدَّ مُّ ،
أن مااا كااان يف معنااى الحجامااة فلااه
حيح َّ
الص ا ُ الحك ،و ٰذا الق ول ق ول ض عي ،با ِ
ال َّ
ةكمها؛ كال َّتب ُّشع بالدَّ م ،أو الفص د ،أو اإلرع اف عم دً ا ،ف نذا حم ل اإلنس ان نفس ه عل ى
ُ
الشعاف عمدً ا ليخ َّ رأس ه ف َّ
نن ٰذا بمعن ى الحجام كم ا ذك ش أب و الع َّب اق اب ن تيم َّي ُّ
الصحيا.
الحفيد ،و و المواف للقياق َّ
ِ
الحجامة؛ َّ
ألن تحليل ال دَّ م إ َّنم ا يك ون في ه ق در يس يش، فليس فِي معنى
َّأما تحليل الدَّ م َ
الب دن كم ا يعشف ه أ ل والقدر اليسيش َّل يض ُّش ،وأ َّما ال َّتب ُّشع بال دَّ م ففي ه ق در كبي ش يض ع
العل بالطب.
األَرْبَع»
الرابع :الكحل.
جارح ا اال صا ِ
ايامه ،وَّل يك ون ذ ٰل ك للصاائم أن يكتحا َال يف عين ِاه بمااا شااا َا ةا َ
ً فيجااول َّ
لصيامه ،وَّل مفسدً ا له.
84 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
الصائم.
مما يجتن ُبه َّ
خامسا َّ
ً ؒ تعالى نا نو ًعا ذكش المصن
وق د س قط ٰذا النَّ وع الخ اما م ن األص ل المخط وط ،وع َّب ش عن ه المعتن ي بد ٰذه
النُّس خ بقول ه( :الخااامس :اَّلستني اق ف ي الوض و ) ،و ٰذا تعبي ش خ الف مقتض ى
الحدي .
األول.
( )1إلى نا ت م ام ال مجلا َّ
86 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
الفصل الخامس:
في التماس ليلة ال َق ْدر
ؒ تعالى لبيان ميشوع َّي تط ُّلب ليل القدر. ٰذا الفصل عقده المصن
ف نن ٰذين ال وقتين ق د خفي ا ع ن العب اد وغبي ا؛ ليلتمس دما العب اد ،ويجتد دوا ف ي
العبادات الميشوع فيدما.
فحصل بد ٰذه الفشوق األربع تمييز ٰذين الوقتين الفاضلين أحد ما عن ااخش.
88 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
ليل ُة القدر ليلة شريفة ،فالر اهلل على ألف شرر ليس فير ليل ُة القدر.
ذكر المصنف ؒ تع لى يف هاذذه الجملة علة تسمية هاذذه الليلة بليلة القدْ ر.
وقد ا تلف أه العلم ôتع لى يف ذ ذلك فذكروا أسب ًب عديد ًة ،بمالهـا يربـع
إل ث ث أشلاء:
* أولهــا :أنر ا ُس اميت ليلااة الق ادْ ر علااى إرادة معنااى التعظاايم للق ادْ ر ه هن ا ،فــالمراد
ُ
فتكاون ليلا ُة ،]91: بـ(الردْ ر) هنا :التعظيم؛ كقوله تع لى﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ﴾ [األنعا
وتعظيمر وق ألمور عظيمة؛ منر :نزول القرآن فير ،ومنر :تنز ُل المائك ُة والاروح،
ُ
ومنر :م ينز ُل فير من السا والرحمة والمغفرة.
* وثانلهـــا :أن القااادْ ر هنااا بمعناااى :التااااييق؛ كقولاااه تعااا لى ﴿ :ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ﴾
، ]7:وكقوله ♀ في الحديث الموار يف الصاحيح« :فـإ ْن غـم للـ ْلك ْم [الطا
قت ألجا
تااييق الشارر ،وكأنرا ُضاي ْ
ُ ُ
يقاول باأن المعناى هاو فا ْقدروا له» ،في قاول مان
إ ف ئر ،أو لكونر ليل ًة واحد ًة ،أو ألن األرض ت ُ
اايق فيرا عان المائكاة ،وقاد ُروي يف
ذ ذلك حديث في «مسند أحمد» وفي إسن ده ض ْعف.
90 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
* وثالثهــا :أن المااراد ب اا(القدْ ر) هن ا :م ا يكااون بمعنااى (القاادر) ال اذي هااو م ا ا ي
األَرْبَع»
(القا ) ،فلج أنه ُتقدر فير األقدار واآلجا ل -لقولاه اهلل ﴿ :ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ
والمخَار :أن هـذ ه األسباي الث ث كلها موبب لَسملَها بـ(للل الردر).
وإذا أمكن حم ُ اللف المشترا على جمي مع نيه ك ن ذلاك هاو الا ُ
ئاق ،كما جار؛
على ذ ذلك جم عة من المحققين؛ منرم :أبو العب س ابن تيمياة الحفيادُ ؒ تعا لى يف
رس لته في «أصول التفسير» ،وشي ُ شيو ن محمد األماين الشانقيطي ؒ تعا لى يف
تفسيره «أضوا البي ن».
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 91
يارا مان
تسليم رب العا لمين علياه؛ لجاديرة أن تكاون ً
ُ وإن ليل ًة يأتي فير العبدُ ،فير
الم ْلتم ُساون ،ويط ُلبرا الطا ل ُبون ،ولاذ ذلاك التمسار رساول اهلل
ألف شرر ،وبأن ي ْلتمسر ُ
♀ م صحبه ،والص ل ُحون من بعده.
من شر هاذذه الليلة كم ذكر المصنف ؒ تع لى (تنزل المائكة والروح) فير ،
كم ُصرح بذ ذلك يف القرآن الكريم.
وقد ا تلف أه ُ العلم يف المراد با(الروح) ه هن على أقوال؛ أمـحها :أن الاروح هاو
جربي ُ ؛ لقول اهلل ﴿ :ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [الشعرا ] ،فإذا ُأقلق الروح ف لمراد به
جربي ُ ♥.
ُ
ونزول المائكة قد قي فيه :إنرم ينزلون ب لسا ،ثم ا تلف الق ئلون براذذا :ها هام
( ُيسل ُمون عليرم من تلق أنفسارم ،أو يبلغناون الساا عان الارب ▐) لعبا ده
المترجدين؟
اث النبوياة فلاايس فيرا أن المائكااة ُتسالم علااى المترجادين ،وال ُتابل ُغرم
أما األح ديا ُ
األَرْبَع»
والظ هر أنر ليل ُة الح دي والعشرين؛ ألن رسول اهلل ♀ رآها ،ثام ُأ ْنساير ،
وذكر أنه سجد يف صبيحتر يف م وقين.
حت ليل ُة إحد؛ وعشرين بأنه أ بر أن القمر كا ن ليلتُاه كشاق جفناة ،وال يكاون
وترج ْ
القمر كشق جفنة إال ليلة الس ب وليلة الح دي والعشرين.
فمن فايلة هاذذه الليلة :أن م ْن ق مر إيم ًن واحتس ًب ُغفر له م تقد من ذنبه.
والدلي على م ذكرن ه قوله ♀« :أريت ل ْلل الردْ ر ،ثم أ ْيرظني ب ْعض أ ْهلي
فنسلَها ،فا ْلَمسوها في الع ْْر الغوابر».
و«الغوابر» :البواقي.
وق ل ♀« :تحر ْوا ل ْلل الردْ ر في الو ْتر م الع ْْر األواخر م ْ رمضان».
تذاكرن ليلة القدر عند رساول اهلل ♀ فقا ل« :أ ّيكـ ْم يـ ْ كر
ْ وق ل أبو هريرة:
حل طلع الرمر وهو م ْثل شق ب ْفن ٍ ؟».
األَرْبَع»
وقد ا تلف العلم ôتع لى يف تعيين هاذذه الليلة علاى أقاوال كًليارة ،بلغرا أباو
ابن حجر ؒ تع لى في «فتح الب ري» أكًلر من أربعين ً
قوال. ُ الفا
يساتديم
ُ ُ
بحياث فالمخَار :عد ُ الجز بكون ليلاة مان الليا لي هاي بعينرا ليلا ُة القادر،
ذ ذلك في ك سنة ،وإن ذهاب بعاض أها العلام إلاى هااذذا ،ابتادا ً مان عراد الصاح بة -
رضوان اهلل عليرم -فمن بعدهم من ُقرون األمة.
مشارور
ُ وهاذذا الذي ذكره المصنف ؒ تع لى أنر (ليل ُة الحا دي والعشارين) هاو
قااول الشا فعية ôتعا لى الاذي هااو ُمقلاادُ ه ،ألن أبا ُمحماد ؒ تعا لى شا فعي
المذهب.
وم ذكره من األح ديث التي فير تعيين ليلة الح دي والعشرين ،إنم هو بحسب تلاك
الس انة التااي أ ب ار عنر ا النبااي ♀ ،فر ااذذه األح ديااث الص اح ح المورجااة يف
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 95
الصاااحيح فيرااا تعياااين ليلاااة الحااا دي والعشااارين يف تلاااك السااانة التاااي حاااد النباااي
♀فير بتلك األح ديث ،حين رأ؛ النباي ♀ تلاك الر يا ،ووقا
من أمر المطر والطين م وق مم ج ت به األ ب ر الًل بتة عن النبي ♀.
ُ
الحديث المور يف «الصاحيح»؛ أن النباي ♀ قا ل«( :مـ ْ قـام وفي ذ ذلك
احَسا ًبا؛ غفـر لـه مـا ترـدم مـ ْ ذنْبـه») ،ففاي هااذذا الحاديث إعاا باأن
ل ْلل الردْ ر إيمانًا و ْ
الق ئم لليلة القدر إيم ًن بوجوبر ،واحتس ًب لًلوابر ؛ فإنه ُي ْغفر له م تقد من ذنبه.
كم أن الذنوب التي ُتغفر براذذا العما إنما هاي الصاغ ئر دون الكبا ئر ،كما هاو ُ
قاول
الجمرور ا ًف ألبي محمد ابن حز ،وأبي العب س ابن تيمية يف كتا ب «ا،يما ن» ،وقاد
والحق أن األدلة الصحيحة الجلياة دالاة علاى اقتصا ر تكفيار هااذذه األعما ل للصاغ ئر
دون الكب ئر.
96 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
والمستحب لمن رآ ا أن يكثش من ال َّثنا والدُّ عا ،وأن يكون أكثش دعائه« :ال َّلاا ُٰه َّم إِن َ
َّاك ُّ
ِ
ب ال َع ْف َو َف ْ
اع ُ َعنِّي». َع َفو ُتح ُّ
وإن اقتصش على ال َّثنا فد و أفض ل؛ لم ا روي عن ه ♥ أ َّن ه ق ال« :قاال الل
ِِ ِ ِ
ين». َ :م ْن َش َغ َل ُه ِذ ْكرِي َع ْن َم ْس َأ َلتي َأ ْع َط ْي ُت ُه أ ْف َض َل َما ُأ ْعطي َّ
السائل َ
كفااا ُه ماا ْن تعرضااااااااااه الًلنااااااا ُ إذا أ ْثااانى عل ْيااك المااااا ْر ُ ياااا ْو ًم
وهاذذا الذي ذكاره المصانف ؒ تعا لى ثام رجاح بعاده (أن االقتصا ر علاى الًلنا
ُ
يكاون بقي مرا بإق لاة الصااة فيرا ، أفا ) فيه نظر؛ لم تقرر أن إ ْعما ر ليلاة القادر إنما
ان َقاا َم َل ْي َلا َة ال َقادْ ِر»،
وقرا ة القرآن يف أثنا تلاك الصااة؛ لقاول النباي ♀َ « :م ْ
الصحيا» دال على َّ
أن العب ادة المس تح َّب يف ليلاة القادر هاي المخشج « َّ
َّ فد ٰذا الحدي
قي ُ تلك الليلاة ،وإنما يكاون قي ُمرا بإق لاة الصااة ،وكًلارة قارا ة القارآن يف أثنا تلاك
الصاة.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 97
نعم؛ ُي ْشرع للعبد إذا ق تلك الليلة ب لصاة ،وقرا ة القرآن أن يادعو رباه ،فإناه
على رج إج بة ،ال ألج أن ليلة القدر ُيج ب الدع فير ؛ لعد الدلي ،فإن ليلة القدر
ليست من األوق ت الف ضلة التي يج ب الدع فيرا ،وإنما القتاران هااذذا الادع بعما
ْ
ف ض -وهو قي اللي -في وقت ف ض -وهو ليلة القدر ،-فيكون دع ُ العباد علاى
رج إج بة.
تعلــل نــو ٍ مــ الــدلاء تلــ اللللــ ال يثبــت لــ النبــي واألحاديــث المرويــ
الموار ُ عناد بعاض أصاح ب ُ
حاديث ع ئشاة هااذذا ُ وأشارره
ُ ♀ فلها شيء،
يًلبت عن النبي ♀ حديث فاي تعياين
السنن ،وإسن ده ضعيف؛ النقط عه ،فا ُ
نوع من أنواع الدع دون غيره ليلة القادر ،با يادعو العبادُ بما شا رباه أن يادعوه ،ما
وقت ليلة القادر -بإق ماة الصااة فيرا وإق لترا ؛
ا،قب ل على إعم ر هاذذا الوقت -وهو ُ
ألنه هو العم ُ الذي ج تعيينُه من الشرع.
ف لمستحب لمن رأ؛ ليلة القدر هو أن يطي قي مر ،و ُي ْكًلر قرا ة القرآن فير .
ل ٰكن ينبغي أن يعلم العبدُ أن هاذذه المرائي وم كا ن يف معن ها ،إنما يطمائن برا العبادُ
األَرْبَع»
الفصل ال َّسادس:
في االعتكاف ،وال ُجود،
وقراءة القرآن في رمضان
األَرْبَع»
واَّلعتكاف :كيارة اهلل في بيت من بيوته ،واَّلنقطاع إلي ه في ه ،وح ُّ الم زور أن يك شم
كائشه.
ج ِد
الم ْس ِ
وكذ ذلك ج في الحديث الصحيح عنه ♀ أنه ق لَ « :م ْن َغدَ ا إِ َلى َ
ِ ِ
الجنَّة ُك َّل َما َغدَ ا َأ ْو َر َ
اح». َأ ْو َراح؛َ َأ َعدَّ اللُ َل ُه ُنز ًُال في َ
والمستحب أن يعتكف العشر األوا ار مان رماا ن لطلاب ليلاة القادر؛ ألناه آ ا ُر ما
ُ
اات ع ئشااا ُة ▲« :إن النباااي
اساااتقر علياااه اعتكااا ُ رساااول اهلل ♀ ،ق لا ْ
ف العشاار األوا اار م ان رما ا ن حت اى توف ا ه اهلل ،ثاام اعتكااف
♀ ك ا ن يعتك ا ُ
أدواجه من بعده».
ويف رواية :ك ن رساول اهلل ♀ يجتراد فاي العشار األوا ار ما ال يجتراد يف
غيره.
وقولر « :شد المئزر» كن ية عن ت ْارا االساتمت ع ب لنسا ،وقيا :عبا رة عان الجاد فاي
العب دة والتشمير فير .
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 101
وااللَكاف هو لزو ُ المسجد لعب دة اهلل من عبد موصوص على صفة موصوصة.
وقو ُلن ( :لزو ُ المسجد)؛ ألنه هاو المكا ُن الاذي جا تعيينُاه فاي األدلاة الشارعية مان
القرآن والسنة النبوية.
صش بذلك
وقولنا( :لعبادة اهلل) و أولى من قول كثيش من الفقدا ( :لطاع اهلل) ،كما َّ
أبو الع َّباق ابن تيم َّي الحفيد ؒ تع لى «شش العمدة»:
وقولن ( :من عبد موصوص على صفة موصوصة)؛ يعني وفق م ج بي نُاه يف األدلاة
الشرعية.
هو المس جد؛ كم قا ل تعا لى﴿ :ﮈ وفي اآلية الًل نية التصريح بأن مح االعتك
أن يقط صالته با لوائق ،وأن ُيقبا علاى اهلل ، فينبغي للعبد إذا را االعتك
وهذا من أ ْبلغ تكمي إقب ل المر علاى رباه ▐ ،فاإن المار إذا فطام نفساه عان
األك والشراب ك ن في ذلك أعظ ُم فط مر عن شي من المألوف ت التاي إذا داد قادْ ُره
أفسده .
وكااذلك يحت ا ُ العبااد إلااى أن يتقلا ماان أنااواع أ اار؛ ماان المااألو إذا دادت علااى
. والولطة ،فيكون تحصي ُ ذلك ب العتك
النفس أفسد ْتر ؛ ك لنو ،والكا ُ ،
في العشر األوا ر ،كم انترى إلاى ومن هن دأب النبي ♀ على االعتك
ذلك اعتك ُفه -صلوات اهلل وسامه عليه.
وقــد أبمــع أهــل العلــم ôتعــال قاطبـ ً للـ اســَحباي االلَكــاف؛ كما نقلاه
وابن تيمية ،في جم عة آ رين.
ابن المنذر ،والنوويُ ،
جم عة؛ منرم :أبو بكر ُ
عا ٌّ لجميا المتعبادين مان الرجا ل والنسا ،ال والمخَار :أن اساتحب ب االعتكا
فر بين ش ب وال شي .
وقا ُ
اول المصاانف ؒ تع ا لى ه هن ا ( :واالعتك ا ُ دي ا ر ُة اهلل ف اي بياات م ان بيوتااه
توريج اه علااى
ُ واالنقط ا ُع إليااه فيااه )...إل ا ،هااو م ان التجااود ف اي العب ا رة ال اذي يمك ا ُن
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 103
ت َف َل ْم َت ُعدْ نِي،
أن اهلل قالَ « :يا َع ْب ِدي؛ َمرِ ْض ُ الحديث المروي «صحيا مسل »؛ َّ
ِ َق َالَ :يا َر ِّ ؛ َو َك ْي َ َأ ُعو ُد َك َو َأ ْن َ
ين؟ »...الحدي . ت َر ُّ ال َعا َلم َ
ففي هذا الحديث دلي على إثب ت عي دة اهلل بمعناى ديا رة عباد مان عبا ده لما
فيجود أن ُيتوس يف القول كم توسا المصانف ؒ تعا لى فعبار االعتكا
ُ مرض،
بقوله( :دي ُرة اهلل يف بيت من بيوته).
واألول ـ :الركا ُ
اون إلااى األلف ا ظ المسااتعملة يف الش اريعة وتاارا غيره ا ؛ لم ا فير ا ماان
ا،جم ل الذي قد ُيورد العطب والرلكة عند من ال يعق ُله وال ُيدْ ر ُكه م ْقصد ق ئله.
وك ا ن م ان اجتر ا ده ♀ أن اه إذا (د لاات العشا ُار أحي ا اللي ا )؛ يعنااي ق مااه
ب لصاة.
(وشد الم ْئازر) ،وقاد ا تلاف أها العلام ôتعا لى يف معناى قولرا ▲ يف
و ْصف النبي ♀«( :وشد الم ْئزر ») على قولين اثنل -ذكرهم المصنف:
فينبغااي للعبااد أن يكااون لااه م ان وقت اه يف العشاار األوا اار وقاات ُيقااد ُره حس اب ح ل اه،
ف بعار .
()1
وأكمله :أن يعتكف العشر األوا ر جمي ًع إن أمكنه ،وإال فإنه يعتك ُ
ْات علياه كبا ر السان؛ أنرام كا نوا يقولاون اسام وهاذذا الذي ُق ْلتُه قد ُق ْلتُه قب ْ
أن أسم كامه ،وهو الاذي أ ْدرك ُ
على نحو أربعين أو مس وأربعين دقيق ًة.
(الس عة) ذ
المادة، المسجد فبقي ُمد ًة ُمساتكًلر ًة -ولاو قلا ْت بحسا ب الادق ئق ْ -
أن يعتكاف هااذذه ُ ف ُيشر ُع للعبد إذا د
مذهب جمرور أه العلم.
ُ وهاذذا
رمضان ح َّتى ينس لع ،يع شض علي ه النَّب ُّي ♀ الق شآن ،ف نذا السالم َّ
كل ليل َّ
لقيه جربيل كان أجود بالخيش من الشيا المشسل ».
( ) قوله« :وكان أ ْبود»؛ ق ل النووي ؒ تع لى :الرف أشرر والنصب ج ئز ،ف ألولى يف قوله« :وكان أ ْبـود» 1
ابن م لك الرف على ثاثة أوجه والنصب على وجراين ،فمان أراد أن ُيراجعرا ينظار
ُ أن تكون ب لرف ،وقد ر
يف المطوالت كا«شرح النووي» و«فتح الب ري».
106 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
و ُذكر في ترجمة أباي عباد اهلل الشا فعي ؒ تعا لى :أناه كا ن لا ُه يف رماا ن ساتين
تم ًة.
وقد صح عن عًلم ن ◙ أنه ق با لقرآن كلاه يف ركعاة واحادة ،وإنما قاوي علاى
ذلك لكم ل إقب له على ربه ▐ ،واشاتغ له ب لتلاذذ بقارا ة القارآن الكاريم ،وقاد
ُروي عنه بسند فيه ضعف أنه ق ل ◙« :لو ق ُرر ْت قلو ُبن م شبع ْت مان كاا ربنا »،
هرا كا ن تلااذذه بكااا الاارب ▐ أعظاام مان تلااذذه بغيااره،
اب قا ً
فااإذا كا ن القلا ُ
فيحم ُله هذا على االستكًل ر من الوتم ت.
وم ُروي من األح ديث الصح ح عن كراهة تم القرآن قب ثا ؛ إنم محله يف غير
األوق ت الف ضلة واألم كن المفالة ،كما ذهاب إلاى ذلاك ا،ما ُ أحمادُ وإساح ُ بان
راهويه وا ت ر ُه اب ُن رجب ،فا ُي ْكره يف األوق ت الف ضلة -كرما ن -وال في األما كن
المفا الة -كمك اة المكرمااة -أن يسااتكًلر ا،نس ا ُن ماان الوتم ا ت ،كم ا ك ا ن هااذا د ْأ ُب
السلف ôتع لى ،فا يع ر ُض هذا األح ديث المروية ،ألن األح ديث المروية فاي
الزجر عن تم القرآن في أق م ْن ثاا إنما هاو فاي حاق مان دوا علاى ذلاك ،وصا ر
ع د ًة له ُ
قول عمره ،أم من اشتغ بذلك في األوق ت الف ضلة واألم كن المفاالة فراذا
جيا بعد جي وقر ًن بعد قرن.
مم جر؛ عليه عم السلف ôتع لى ً
فينبغااي للعبااد أن يسااتكًلر ماان الجااود وا،فا ا ل علااى عب ا د اهلل الفقاارا والمس ا كين
لسنة النبي ♀ يف فعله.
ويتصد عليرم؛ اتب ًع ُ
أم األح ُ
ديث المروي ُة يف فا الصدقة في رما ن فقد عرفت -فيم سلف -أن ك
حديث قولي مروي يف فا الصدقة يف رما ن ال يصح عن النبي ♀ ،وإنما
صلوات اهلل وسا ُمه عليه.
ُ يصح ذلك من فعله -
108 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
السابع:
الفصل َّ
ال
شو ٍ
رمضان بست من َّ
َ في في إتباع
وإ َّنما كان كصيام الدهر؛ ألن الحسنة بعشر أمًل لر ،ف ُيق ب ُ ك يو ْ
بعشرة أي .
بمنزلة الن فلة بعد صاة الفرياة ،فكم أن الفرائض من الصلوات ُتكم بم ي ْع ُق ُبرا مان
النواف ؛ فكذلك صي ُ رما ن ُجع بعده مان الصاي النفا ما ي ْرد ُفاه مكما ًا لاه ،وهاو
صي ست من شوال.
ُ
الحاديث الماروي عان النباي ♀ ،وهاو ُموار فاي واألص يف ذلك هاذا
«صحيا مسل ».
بعاض الفقرا إجما ع أها العلام علاى صاي السات مان شاوال ،وفـي هـ ا
ُ وقد نق
اجبما نظـر؛ فاإن مشارور ماذهب ا،ما م لاك ؒ تعا لى كراهيا ُة صا ْومر ،إال أن
الصحلا هو م هب الجمهور في استحب ب صي ست من شوال.
ُ
حديث أبي أيوب ◙ -الذي ذكره المصنف -على أن ملام سـت مـ وقد دل
شو ٍ
ال ال ه يحدث األبر ال ه ذكر الحديث مْروط بْرطل اثنل :
* أولهما :أن يكون إيق ُع هذه الست بعد صي رماا ن؛ فاا ينبغاي لمان علياه قاا
من رما ن أن يتطوع برذه الست حتاى يقااي ما علياه؛ ألن النباي ♀ قا ل:
األجر والًلواب المرتب إال بتقد صاي رماا ن ،فمان كا ن
ُ ان» ،فا يق ُ
« َم ْن َصا َم َر َم َض َ
يف حقه قا ث بت من رما ن كيو أو ياومين ،فإناه ُيقاد هاذا القاا باين يادي صاي
الست من شوال ،ثم بعد ذلك يشر ُع بصو الست من شوال.
* وأما الْرط الثاين :فرو أن ُيتبا هاذه السات جمي ًعا يف شاوال ،فلاو صا بعاار يف
شوال وبعار يف الشرر الذي يليه؛ لم يق ْ له األجر.
ٍ
تفريق ال تثبت ل النبي ♀. إيجاي المَابع ب واألحاديث المروي
وله أن يبتدئر من اليو الًل ني بعد عيد الفطر ،ثم ُينريرا يف الياو الًلا من الاذي يساميه
األَرْبَع»
بعض الجر ل با(عيد األبرار) ،وهذه التسمي ُة كم ذكار جم عاة مان المحققاين مانرم أباو
العب س ابن تيمياة ؒ تعا لى هاي تسامية ُمبتدعاة ،وإذا اعتقاد العبادُ كوناه عيادً ا فقاد
يف شرع اهلل م ليس من ُه. أد
وإذا ص العبد هذه الست بعد رما ن ك ن ذلك ُم ل ًف لصي الدهر جمي ًع ؛ (الحسنة
بعشر أمًل لر ،ف ُيق ب ُ ك يو بعشرة أي ) ،فيكون صي ُ األيا الساتة عان صاي شاررين
فيكما ُ للعباد الاذي صا رماا ن ثام ُ
ويكون صي ُ رما ن عان ْ
عشارة أشاررُ ، ك ملين،
أتبعه بست من شوال صي ُ الدهر كله.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 111
الصوم المطلق)؛ يعني الذي لم ُيقيد بسبب ،فإن الصي مان النفا ما
قوله َّؒ ( :
كر
ُيقيدُ بسبب ،وسيأيت في فص مفرد -يذكره المصنف ؒ تع لى فيم ُيستقب -ذ ُ
م قيده الشرع وعينه مان صاي النفا ،وما عادا ذلاك فراو صاو مطلاق ُيقا ل لاه( :نفا
مطلق).
األجر.
ُ ▪ هو أن النف المقيد ُيشترط له تقد نيته من اللي ليحص للعبد
▪ أم النف المطلق فإنه ال يشترط للعبد أن ُيقد نية الصي من اللي .
فم ك ن مقيدً ا من األي ك لست من شوال ،أو يو عرفة ،أو يو ع شاورا ؛ فإناه ال باد
أن تتقد النية من اللي ؛ ألن العم المذكور يف الشريعة هو يو ،واليو ُ يبتدئ من قلوع
اًلا فاي يااو األربعا الاذي لاايس مان جملااة األيا المعينااة ثاام أراد أن
فمان أصاابح ما ً
يصو ،وك نت ني ُته مبتدئ ًة من السا عة السا بعة بعاد قلاوع الشامس؛ فإناه يصاح صاي ُمه،
ويكون ثوا ُبه على صي مه من السا عة السا بعة إلاى آ ار النرا ر؛ ألن النباي ♀ ُ
ق ل -كم يف «الصحيح» « :-إِنَّما األَعم ُال بِالنِّي ِ
ات» ،و ذا إ َّنما نو؛ الصي مان السا عة َّ ْ َ َ
ُ
يكون ثوا ُبه إال من بد نيته ،شاريطة أال يكاون قاد تنا ول قبا ذلاك شاي ًئ مان الس بعة فا
المفطرات ،فإذا تن ول قب ذلك شي ًئ من المفطرات بعد قلاوع الفجار فإناه ال يصاح مناه
صي النف المطلق.
أما النفل المرلد :فإنه ال يق للعبد الًلواب إال أن يكون قد أماى النياة مان الليا ،أما
صحة صي مه فإنه يصح منه الصي .
ان ُ
شاايون الش اي ابا ُ وقااد نب اه علااى بعااض أفراده ا جم عااة م ان أه ا العلاام؛ ماانرم:
ب د ؒ ،والشي اب ُن عيًلمين ؒ في مسألة صيا الست مان شاوال ،فاذاكرا أناه
ال بد من تقد النية من اللي .
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 113
أم صحة الصي :فإن م ْن نو؛ في أثن يو ُمقيد؛ ك ن لاه أجار ب عتبا ر وقات صاي مه،
لكنه ال ين ُل األجر الذي ورد في األح ديث الواردة عن النبي ♀ .
114 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
لت« :نعم».
ق ْ
فأما اآلي :فإن اهلل ل ّم عدد أنوا ًع من الع ملين للصا لح ت يف ساورة األحازاب
[األحزاب ، ]35:فمن أعظم الجزا للص ئمين م أعده اهلل لرم مان المغفارة واألجار
العظيم.
وقد سبق أن عرفت بعض م جا فاي اآليا ت القرآنياة واألح دياث النبوياة مان فاا
الصااي ،وأوثرــه وألظمــه :أن الصااي لاايس لااه جاازا ،باا ُيوكاا ُ جاازا ُ ه إلااى الاارب
▐ ،كم ج يف الحديث ا،لري المور يف «الصحيحين»؛ أن اهلل ق ل:
س ب ًق ُ -
هم الص ئمون أكثر األقـوال ،وقاد اساتدل براذه اآلياة علاى عاد رجاوع أجار
بان الصي إلى حد جم عة من أه العلام؛ مانرم :سافي ُن ُ
بان ُعي ْيناة ،وأباو ُعبياد الق سا ُم ُ
سا صاحب «غشيب الحدي » ،وتبعدما أبو الفضل ابن حجش «فتا الباري».
وأما األحاديث:
قول النباي ♀ «( :ما ِمن عبد يصوم يوما فِاي سابِ ِ ِ
يل الل إِ َّال َبا َعادَ اللُ َ َ ْ َْ َ ُ ُ ًَْ فأولهاُ :
ين َخرِي ًفا») ،والمراد بـ(الخريف) :السانة ك ملا ًة ،فمعناى ك اليو ِم وج َهه ع ِن النَّ ِ ِ
بِ َكلِ ِ
ار َس ْبع َ َْ َ ْ ُ َ
ين َخرِي ًفا»؛ يعناي سابعين ك اليو ِم وجهه ع ِن الن ِ ِ
قوله ♀ « :باعدَ الل بِ َكلِ ِ
َّار َس ْبع َ َْ َ ْ َ ُ َ ُ َ َ
ع ًم .
رجات
ْ تقادير ذلاك بم ئاة عا ،فتكاون السابعين قاد
ُ وقد ورد في بعاض األح دياث
مور التكًلير؛ ألن العرب غلب علير إذا أرادت التكًلير أن تذكر (السب ) و(السابعين)،
إال أن األح ديااث المروياة يف ذكاار الم ئااة فيرا ضاعف ،والًل باات ما جا يف الصاحيح أن
المب عدة تكون بسبعين ري ًف .
116 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
وهااذا الصاي المااذكور يف هااذا الحااديث ها الماارا ُد بااا«سـبلل الل» الجرا ُد أ المااراد
األَرْبَع»
بمان صا يف أمحهما :أن المراد با«سبلل الل» هو الجرا د ،وأن هاذا الفاا يوات
ح ل جر ده ،وقد جز برذا أبو الفر ابن الجودي ؒ تعا لى ،وما ل إلياه ابان دقياق
العيدُ ،وهو ظ هر تصر ا،م مين الجليلين أبي عبد اهلل البو ري وأبي عيساى الترماذي
يف « ُسااننه» ،فإنرم ا جمي ًع ا أوردا هااذا الحااديث يف (كت ا ب الجر ا د) ،مم ا ياادل علااى أن
ُمرادهم بإيراد هاذا الحاديث أن (السابي ) ه هنا هاو الجرا د ،وهـ ا الرـول هـو األقـوى
واألربا واألثبت.
ُ
حديث ع ئشة ،وفيه«( :ك ن رسول اهلل ♀ يصاو أما الحديث الثاني :فرو
رأيات رساول اهلل ♀
ُ حتى ُ
نقول :ال ُيفطر ،و ُيفطر حتى نقول :ال يصاو ُ ،وما
استكم صي شرر قط إال رما ن»).
وقاااد جااا ت األح دياااث يف تقااادير الصاااي يف الشااارر بًلاثاااة أيااا كمااا سااايذكره
المصنف ؒ تع لى يف فص ُيست ْقب ُ .
ولم يكن النباي ♀ يساتكم ُ صاي شارر قاط إال رماا ن ،أما األح دياث
الواردة بأن النبي ♀ كا ن يصاو شاعب ن كلاه فقاد جا يف الحاديث نفساه أن
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 117
وقااد ا تلااف أه ا العلاام ôتع ا لى يف تعيااين األي ا التااي ك ا ن يصااو ُمر النبااي
ان
♀ بنفس اه ماان الش ارر علااى سااتة أقااوال ،اسااتوعبر الح ا ف أبااو الفاار ابا ُ
المع ارف» ،ول يا ف اي األح ديااث الًل بتااة عاان النبااي رجااب ؒ تع ا لى «لط ائ
تعيين هذه األي الًلاثاة دون غيرها ،فلام يًلبات أن النباي ♀
ُ ♀
ك ا ن يصااو ُ أي ًم ا ماان الش ارر بعينر ا ،وإنم ا تاارا النبااي ♀ ذلااك لاائا ُيظاان
بمواظبته تعي ُن هذه األي دون غيره كم ذكره أبو دكريا الناووي ؒ تعا لى يف رشح
«صااح م لما » ،وإن ك ا ن النبااي ♀ قااد رغ اب ف اي صااي أي ا الب ايض كم ا
سيأيت ،أم من فعله ♀ فلم يًلبت أنه ك ن يصو يو ًم بعينه من الشرر ،با ْ كا ن
يصو ُ ♀ ثاثة أي من الشرر ،ولم يكن ُيب لي من أي أي الشارر يصاو كما
لت ع ئش ُة ▲.
ق ْ
118 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
وف ْر بين فع النبي ♀ لنفسه وبين م يحاث علياه ُأمتاه ،فسايأيت أن النباي
األَرْبَع»
األول :غــب الص ـوم ،ق ا ل ♀ « :إِ َّن أحــب الص ـلام إل ـ الل م ـلام داود،
وأحب الص ة إل الل م ة داود ♠ ،كـان ينـام ن ْصـف الل ْلـل ،ويرـوم ثلثـه ،وينـام
سدسه ،وكان يصوم ي ْو ًما ،وي ْفطر ي ْو ًما ،وال يفر إذا َال َقى».
وعن عبد اهلل بن عمرو بان الع صاي قا لُ :أ بار رساول اهلل ♀ أناي ُ
أقاول:
فقلات لاه :باأبي أنات وأماي ،قا ل: ُ عشات،
ُ واهلل ألصومن النر ر ،وألقو ُمن من الليا ما
كَ ،ف ُص ْم َو َأ ْفطِ ْرَ ،و َن ْم َو ُق ْمَ ،و ُص ْم ِم َن َّ
الش ْهرِ َث َال َث َة َأ َّياامَ ،فاإِ َّن َ
الح َسانَ َة يع َذلِ َ ِ
ك َال َت ْس َتط ُ « َفإِ َّن َ
ك ِم ْث ُل ِص َيا ِم الدَّ ْهرِ». بِ َع ْشرِ َأ ْم َثالِ َهاَ ،و َذلِ َ
قلت :إني ُأ ُ
قيق أكًلر من ذلك. ُ
ق ل« :فص ْم ي ْو ًما و ْأ ْفط ْر ي ْو ًما ،ف ل ملام داود ،وهو أ ْفضل الصلام».
ُ
رسول اهلل ♀ صو الغب يف هذا الحديث لسببين: وإنم فا
أحدهم :أن ابان عمارو كا ن ال يحتما ُ أكًلار مان ذلاك ،بادلي أناه ♠ قا ل لاه:
ت ن ْفس ،وغار ْت ل ْلنـا َك» ،فاأ ربه ♀ أناه أفاا
«فإن إذا فع ْلت ذل نفه ْ
120 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
صومه الغب.
األَرْبَع»
والًل ين :أنه ♀ ذكر أنه صو داود ،وذكر أنه لم يا ثر يف قاو؛ داود ،بقولاه:
«وكان ال يفر إذا َال َقى».
يل اللِ».
الج َها ُد فِي َسبِ ِ
أي األعمال أفضل؟ فقالِ « :
وسحله آخشُّ :
سا اله بأعما ل نفساه ،فكأناه قا ل فأج ب ك واحد منرم على م فرمه من توصاي
للول :أفا ُ أعم لك الصاة ألول وقتر ،وق ل للًلا ني :أفاا أعم لاك بار الوالادين،
وق ل للًل لث :أفا ُ أعم لك الجر د يف سبي اهلل.
ومنصاب الرساول
ُ ولوال تنزي ُ هاذه األح دياث علاى هاذه الق عادة لك نات متن قاا ًة،
♀ أج أن يصدر منه قول متن قض.
فعلى هذا؛ صو ُ الدهر في حق م ْن أفطر في األي المحرمة إذا كا ن ُمطي ًقا لاه ال يا ثر
يف جسده ،وال ُي ْقعدُ ه عن شي من الط ع ت التي ك ن يفع ُلر األقوي أفاا ُ مان الغاب؛
ألن الجزا على قدر األعم ل ،على م تمرد في الشريعة أن م ْن جا ب لحسانة فلاه عشار
أمًل لر .
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 121
وإنم قو ُله ♀ َ « :م ْن َصاا َم األ َبادَ َفا َال َصاا َم»؛ فمعنا ه أن ما ْن صا العيادين
ئم ألكًلار
ئم للادهر علاى الحقيقاة ،با صا ً
وأي التشريق فإنه لو أفطرهما لام يكان صا ً
الدهر.
جرت به
ْ ذكر المصنف ؒ تع لى في هذه الجملة المطولة من كامه -ا ًف لم
ع د ُته -مسألَل اثنَل :
واألخرى :فرع.
فأمـا المســأل األمــل :فرااي بي ا ن الناوع األول م ان أنااواع صااو التطااوع ،وهااو (غ ـب
الصوم) ،بأن يصو يو ًم ويفطر يو ًم آ ر.
* واألخـــرى :التصاااريح باااأن هاااذا الصاااي هاااو أحاااب الصاااي إلاااى اهلل ،فاااي قولاااه
الص َيا ِم إِ َلى اللِ ِص َيا ُم َد ُاو َد».
ب ِّ♀ « :إِ َّن َأ َة َّ
122 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
ُ
كون هذا الصاي أفاا الصاي ،وهاو المحباوب إلاى فلج ه تين القرينتين :وهم
األَرْبَع»
الرب ▐ منه؛ دل هذا على فايلة غب الصو ،باأن يفطار المار يو ًما ويصاو
آ ر.
ألن النبي ♀ ق ل« :ال أ ْفضل م ْ ذلـ »؛ يعناي لايس هنا ا صاي أفاا ُ مان
صي داود ،وهو ْ
أن يصو العبدُ يو ًم ويفطر يو ًم آ ر.
124 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
* أحدهما :أن النبي ♀ لم يحص ْ له الوبا ُر بتفاي شرر اهلل المحار إال
بعد وقت لم ُيمكنْه أن يأتي به علاى هاذا الوجاه ،وكا ن ع ما ُة فعلاه ♀ صاو ُ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 125
شعب ن ،فك ن الوب ُر المتجد ُد هو الوب ُر بأن صي شارر اهلل المحار أفاا ُ ،وكا ن الوبا ُر
كًليرا هو االستكًل ُر من صي شعب ن.
الس بق الذي وق من النبي ♀ ً
* والعل الثانلـ :أن النباي ♀ ربما منعا ُه مان الصاي يف شارر اهلل المحار
أعذار؛ من سفر ،أو مرض ،مم ح ل بينه وبين أن يصو يف شرر اهلل المحر وأن يستكًلر
من الصي يف شعب ن.
126 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
الثالث :موم المحرم ،قا ل ♀ َ « :أ ْف َضا ُل الصايا ِم بعادَ رم َضاان َشاهر اللِ
َ ُْ ِّ َ َ ْ َ َ
يض ِة َص َال ُة ال َّل ْي ِل».
الص َال ِة َب ْعدَ ال َفرِ َ
الم َح َّر ُمَ ،و َأ ْف َض ُل َّ
ُ
المراد بـ(شهر الل المحرم) لل قولل اثنل : وقد اخَلف أهل العلم ôتعال
* أولهما :أن المراد بشرر المحر هاو الشارر الاذي يلاي ذي الحجاة ،وهاو المسامى
بشرر (محر ).
ٍ
ربـب يف وقد اخَار ه ا أبو العباس اب تلمل الحفلد ،وحفلده بالَلم ة أبو الفرج اب
المعارف» ،و و المعشوف عن السلف ،فقد صاح عان ابان عمار ¶؛ أناه «لطائ
وال ريب أنه إذا اتوذه عب د ًة يعتقد أنر من جملة الشرع المأمور به باأن يكاون لرجاب
قوي.
من التعظيم م ليس لغيره من األشرر الحر فرذا القول ب لحرمة حينئذ قول ٌّ
128 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
ذكش المصانف ؒ تعا لى ه هنا ناوعين آ ارين مان صاو التطاوع؛ وهما (مـوم
تاسولاء ولاشوراء).
وأص ا ُ الفااايلة هااي فااايلة صااي ع شااورا ،ويف ذلااك حااديث أبااي قت ا دة ◙
المخشج «صحيا مسل » ا َّلذي ذكره المصنف ؒ تع لى.
َّ
ٍ
أنحاء: وموم لاشوراء يرع لل أربع
* أولها :أن يصو الع شر من شرر المحر و ُيقد ُ بين يديه صي ت سوع ،وهاذا هاو
السنة الًل بتة عن النبي ♀ من أ ْمره.
والصواي :عد ُ كراهة إفراد ع شورا ب لصاي ؛ كما ا تا ره جم عاة مان المحققاين،
منرم أبو العب س ابن تيمية الحفيدُ ؒ رحم ًة واسع ًة.
ُ
* والثالث :أن يصو ع شورا ثم ُيعق ُبه بصي يو بعده ،وقاد جا يف هاذا حاديث ال
يصح؛ أن النبي ♀ ق ل« :موموا ي ْو ًما ق ْبله أ ْو ي ْو ًما ب ْعده».
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 129
* والرابع :أن يصو العبدُ ثاثة أي ؛ هي الت س ،والع شر ،والح دي عشر ،وقد جا
أيا حديث ضعيف مور يف «مسند ا،م أحمد».
يف هذا ً
ف ُعلم بم تقاد أن المحفاوظ يف السانة الًل بتاة عان النباي ♀ هاو أن يصاو
العبد ع شورا ،ويقاد ُ باين يدياه صاي ت ساوع ،أو ُي ْفارد ع شاورا ب لصاي ،وما عادا
تًلبت عن النبي ♀ .
ه تين الصورتين فإن األح ديث المروية فير ال ُ
األَرْبَع»
والفقر ôتع لى ُيعبرون با(العشر) على وجه التغليب ،وإال فإن الياو الع شار
حر صي ُمه ب ،جم ع.
-وهو يو العيد -ي ُ
الحجة يف هذا ،وهو ُ
قول النبي ♀ «( :ما وقد ذكر المصنف ؒ تع لى ُ
مـ ْ أيــا ٍم العمـل الصــالا فـله أحــب إلـ الل مـ هـ ه األيــام الع ْْـر»)؛ يعنااي عشاار ذي
الحجة.
ووبــه الدالل ـ م ـ ه ـ ا الحــديث :هااو أن الصاي ماان جملااة العم ا الصا لح ،وهااذا
المذهب الاذي انتحلاه جم عاة مان الفقرا ôفلـه نظـر ،إذ الًل بات مان ُسانة النباي
ُ
♀ تا ْار ُا صااي العشاار ،كم ا ثباات يف «صااحيح مساالم» ماان حااديث ع ئشااة
ُ
رسول اهلل ♀ العشر قط». ▲ أنر ق لت« :م ص
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 131
وأما الحااديث المواار عنااد أبااي داود وغيااره« :أن النبااي ♀ كا ن يصااو ُ
العشر» ،فرذا حديث ماطرب ال يصح كم ق ل ا،م أحمادُ ؒ تعا لى ،فلايس يف
السنة الصحيحة أن النبي ♀ ك ن يصو ُ الع ْشر ،وال صاح هاذا عان أحاد مان
الصح بة -رضوان اهلل عليرم.
وإنم صح عن الصح بة أنرم ك نوا يتقصادون قاا ما علايرم مان رماا ن فاي هاذه
األي العشر.
وه ُيور من فعلرم استحب ُب صو عشر ذي الحجة؟ مح نظر؛ ألنرم إنم كا نوا
يقصدُ ون إلى صي القا عليرم ،ولم ير ْد عانرم أنرام كا نوا يبتادئون صاي ًم يتطوعاون
فيه في هذه األي .
132 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
«ص حيا وقد صح فيه الحديث الذي ذكره المصنف ؒ تعا لى ،وهاو موار
مسل » ،وفيه بيان فضيل صيام يوم عشف وأ َّنه يكفش سنتين:
وتقد أن الذنوب التي يساتغر ُقر التكفيار هاي الصاغ ئر دون الكبا ئر كما هاو ماذهب
الجمرور.
أم الحديث الوارد يف النري عن صي يو عرفة لمن ك ن بعرفة :فرذا حديث ضاعيف
يًلبت عن النبي ♀ .
ال ُ
األَرْبَع»
الثام :في أيام البلض ،ق ل أبو هريرة« :أوص ني ليلي ♀ بًلا :بصي
ثاثة أي من ك شرر ،وركعتي الاحى ،وأن ُأوتر قب أن أر ُقد».
وق ل أبو ذر ◙« :أمرن رسول اهلل ♀ بصي ثاثة أي البيض :ثاثاة
عشر ،وأربعة عشر ،و مسة عشر».
يض) وصف لليا لي ،فاإن تقادير الكاا ( :فاي أيا الليا لي البايض)؛ ألن األيا
و(الب ُ
ب لليا لي التاي يع ُظا ُم فيرا البادْ ُر ويتك ما ُ ،فتكاون كلر بيض ،أم (اللي لي) فإنر توت
بيا منير ًة بمًل بة النر ر.
ُ
حاديث دياث ،أ ْثبَهـا:
وقد ُرويت عان النباي ♀ يف صاي أيا البايض أح ُ
ُ
حديث أبي ذر المشرور الذي أورده المصنف ؒ تع لى فإنه حاديث ضاعيف أم
يًلبت ،ا تلف فيه روا ُته واضطربوا اضطرا ًب شديدً ا ،والثابت ذل هو حديث جرير
ال ُ
ابن حجر كما عرفات سا ب ًق ،
ُ ◙ المور يف «سنن النسئي» ،وقد صححه الح ف
وفيه تعيين هذه األي الًلاثة؛ وهي اليو الًل لث عشر ،والراب عشر ،والو مس عشر.
ف ُيشرع للعبد أن يتنف تطو ًع بصاي هاذه األيا ،وتقاد أن النباي ♀ مان
فعله ك ن ال ُيب لي أي أي الشرر ص .
وقد ذكر أه الطب و ْج ًر حسنً الستحب ب هذه األي ،وقد نقله عنرم جم عة ،منرم
«كاد المعاد» ،و و َّ
أن الدَّ م أشد ما يكاون ثورانًا وجوالنًا وحركا ًة فاي هاذه ابن القي
ُ
136 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
فينبغي للعبد أن ُيل بر جمي ًع ،صغيره وكبيرها ،ال ُيفار باين شاي منرا ،فاإن اهلل
ُ
رسول اهلل ♀ عن صو الَاسع والعاشر :موم اجثنل والخملُُ :سئ
يو ا،ثنين ،فق ل« :فِ ِيه ُولِدْ ُتَ ،وفِ ِيه ُأ ْن ِز َل َع َل َّي».
وق ا ل أبااو هرياارة ◙ :ق ا ل رسااول اهلل ♀ ُ « :ت ْعاا َر ُض األَ ْع َماا ُال َياا ْو َم
ب َأ ْن ُي ْع َر َض َع َم ِلي َو َأ َنا َصائِم». ِ اإل ْثنَ ْي ِن َوالخَ ِم ِ
يسَ ،و ُأة ُّ ِ
ذكش المصنف ؒ تع لى في هاذه الجملاة الناوعين (الت سا والع شار) مان صاو
التطوع ،وهم (صو ا،ثنين والوميس).
«صحيا مسل ». فأما ملام يوم اجثنل :ففيه الحديث األول ،وهو ُمور
ات عاان النبااي ♀ ،وكــل وأم اا مــلام يــوم الخمــلُ :ففيااه أح ديا ُ
اث ال تًلبا ُ َّ
األحاديث المروي موم يوم الخملُ فلها ضعف وال ت ْسلم م لل ٍ .
وقد ثبت عن ُعمر ◙ أنه ك ن يصو ُ هاذين الياومين ،كما ثبات عان ابان عبا س
األَرْبَع»
لكاان ينغبااي أن تعلاام أن اسااتحب ب صااي يااو ا،ثنااين يوتلااف عاان اسااتحب ب يااو
الوميس:
الفصل العاشر:
هي عن صيا ِمهااأليام الَّتي نُ ِ
في في َّ
وقد جر؛ ؒ تع لى على إجم ل المراد ب لنري ،فجع النري محتم ًا لم ينادر ُ
تحته من الكراهة والتحريم ،فإن النري ت ر ًة يكون للتحريم ،وهاو األصا ،وتا ر ًة أ ار؛
يكون للكراهة.
وهذه األنواع المذكورة تحت هذا الفص منر م هو ُمحر ،ومنر م هو مكروه.
األَرْبَع»
ذكش المصنف ؒ تع لى النوع (األول) مم ُينْرى عان صاي مه ،وهاو (الصاي بعاد
شعب ن). انتص
والعمد ُة عند م ْن كره صي م بعد النصف من شعب ن هاو هاذا الحاديث الماروي عان
أبي هريرة ◙ ،وقد أ رجه بعض أصح ب السنن كأبي داود والترمذي.
وهذا الحديث حديث ال ُي ًْلب ُته أه ُ المعرفة ب أل ب ر ،وقد أنكره كب ُر الحف ظ ك ،ما
أحمد وأبي ح تم الرادي ،وهو المخَار.
وإنم ُي ْعر عن أبي هريارة فاي هاذا البا ب قو ُلاه ♀ َ « :ال َت َقادَّ ُموا َر َم َضا َ
ان
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 141
شاعب ن فراذا حاديث ري عان الصاي بعاد انتصا ِ ِ ِ
ب َي ْوم َو َال ب َي ْو َم ْين »...الحدي ،أم الن ُ
ضعيف ال ي ًْل ُب ُت عند أه المعرفة.
142 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
بعض أه العلم إلى أن النري للتحريم ،وهو رواية عن ا،م أحماد ا ت رها
وذهب ُ
بعض المحققين من أصح به.
و ُيسااتًلنى مان هااذا :الرجا الاذي اعتا د أن يصااو صااو ًم ؛ كماان اعتا د أن يصااو يااو
ا،ثنين أو الوميس ،فوق ا،ثنين أو الوميس متقد ًم على رما ن بيو أو بيومين؛ فراذا
ال ُينرى عن الصي ؛ ألنه يصو يو ًم اعت ده.
وإنم نُري عن الصي بين يدي رما ن لعل ،ذكر أبو الفر ابن رجاب ؒ تعا لى
المعارف» مندا: «لطائ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 143
✓ قصدُ الفصا باين رماا ن وغياره ،فاإن النراي عان الصاي يجعا ُ إيقا ع شارر
ً
مفصوال عن صي قبله ،فا يشتب ُه بغيره. رما ن
✓ ومنر :ج ْم ال ُقو؛ على صي رما ن ،فإنه ربم تقد العبدُ بين يادي رماا ن
بصو أي فأ ْنرك ذلاك الصاي ُ ُقاواه ،ف ُينراى عان ذلاك ألجا أن يتقاو؛ علاى
صي الفرض.
لئال يدخل في رمضان ما ليا من ه؛ كم ا أم ش المص لي َّأَّل يص ل فشض ه
✓ ومنداَّ :
يتحول من مكانه أو يتك َّل .
بنفل ح َّتى َّ
المع ارف» ك ُّلد ا حس ن لد ا و ذه العلل ا َّلتي ذكش ا أبو الفشج اب ن رج ب «لط ائ
محخذ صحيا.
ويستثنى من هكا :صيام اليوم ال َّثالثين من شعبان ،إذا كانت ليلته ليل غ ي أو قت ش كم ا
ُ
سيحتي النَّوع ال َّثال .
144 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
األَرْبَع»
هذا نوع (ث لث) من األي التي ُينرى عنر ،وهو (يو الشك).
«سنن أبي داود» بسند صاحيح ،أناه والحج فله :حديث (عم ر ◙) المور
ق ل«( :م ْن ص يو الشك فقد عصى أب الق سم ♀»).
ومًل ُ هذه الجملة -وهي ا ،ب ر بأن الفع معصية هلل ولرسوله ♀ -إذا
وق من أحد من الصح بة ه يكون له ُحكم الرف أ ال؟
الس نن»،
وقاااد نااا دع يف هاااذا أباااو عباااد اهلل ابااان القااايم ؒ تعااا لى يف «تد ذيب ُّ
فذهاب ؒ إلى أن قول عم ر إنم هاو قاول ق لاه ال يحتماا الاارف ،وفلمـا قالــه أبـو
لبــد الل ابـ الرــلم ؒ تعــال نظــر؛ إذ ا،جما ُع منقااول علااى أن ما كا ن علااى هااذه
ابن عباد البار ؒ تعا لى رحما ًة
الصورة فرو مسند ال يوتلفون فيه ،كم ق ل أبو عمر ُ
واسع ًة.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 145
ُ
الحديث على ُحرمة صاو ياو الشاك؛ لشادة النراي عان ذلاك بعاد هاذا وقد دل هذا
الصي فيه معصي ًة للنبي ♀ .
ويوم الْ هو يو ُ الًلاثين من شعب ن الذي ال يحول بين الن س فيه وبين الر ية غا ْيم
وال قتر ،هذا هو المعرو من مذهب الصح بة ╚.
أم إذا ك ن يو ُ الًلاثين من شعب ن قد ح ل بين الن س وبين الر ية فيه غيم أو قتار فاإن
هذا ليس بيو شك عند الصح بة -رضوان اهلل عانرم ،-ولراذا ثبات عان جم عاة مانرم
صي ُمه؛ منرم :ابن ُعمر ،وع ئش ُة ¶ ،وقد ق ل ابن ُعمار فيما صاح عناه فيما رواه
ألفطرت يف اليو الذي ُيشك فياه» ،وهاو راوي ُ صمت السنة كلر ُ ابن أبي شيبة ق ل« :لو ُ
وموا لِ ُرؤْ َيتِ ِه َو َأ ْفطِ ُروا لِ ُرؤْ َيتِ ِهَ ،فإِ ْن ُغ َّم َع َل ْي ُك ْم َف َأ ْك ِم ُلوا» ،وفي رواي َ « :فا ْقدُ ُروا
حدي ُ « :ص ُ
َل ُه»َّ ،
فدل هذا على أن يو الشك عند الصح بة هاو ياو الًلاثاين مان شاعب ن الاذي ليلتُاه
ليس فير غيم وال قتر؛ أم إذا ك نت ليلا ُة الًلاثاين ُ
ذات غايم وقتار فاإن ماذهب الصاح بة
وماذهب ا،ما أباي حنيفاة ؒ ،وقاد
ُ جواد صي مه ،وهو رواياة عان ا،ما أحماد،
ُ
ا ت ر الجواد جم عة من المحققين؛ منرم :أبو العب س ابن تيمية يف أحد قوليه ،وصا حبه
ابن القيم ،وهو الذي تدل عليه اآلث ر.
ف ُعر برذا الفر ُ بين يو الشك وغيره من األيا التاي ُيواتم برا الشارر ،فاإذا ك نات
الليل ُة ذات غيم وقتر؛ فإن صبيحتر من الًلاثاين مان شاعب ن ال يكاون ياو شاك ،أما إذا
ُ
حاديث صحوا فحينئذ يكون ذلك اليو ُ يو شك ،وفيه حديث عما ر ،وفياه
ً ك نت الليل ُة
الًلاثااين ال اذي ح ا ل بااين الن ا س ور يااة الرااال فيااه غاايم أو قت ار يكااون مسااتًلنًى؛ لفع ا
األَرْبَع»
عن أباي هريارة ◙؛ أن رساول اهلل ♀ «نراى عان صاي ياومين :ياو
األضحى ،ويو الف ْطر».
ُ
رساول اهلل ♀ عان وق ل ُعم ُر با ُن الوطا ب ◙« :هاذان يوما ن نراى
صي مرم :يو فطركم من صي مكم ،واليو اآل ُر يأكلون فيه من ُن ُسك ُكم».
ذكار المصانف ؒ تعا لى نو ًعا (راب ًعا ) مان األيا التاي ُنراي عان صاي مر ،وهااو
(صو العيدين).
وم يلي يو الف ْطر فإنه ال يسمى (عيدً ا) ،فم يعتقده الن س من أن الًل ني مان شاوال أو
الًل لث من شوال أو الراب من شوال هو عيد فراذا غلاط علاى الشاريعة ،فاإن عياد الفطار
ليس إال يو ًم واحدً ا وهو ُغر ُة شرر شوال ،وم يليه من األي فليس من جملة العيد.
148 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
وأم يو ُ األضحى فإن الع شر من ذي الحجة هو يو ُ عيد األضحى ،وأم األيا التاي
األَرْبَع»
تليه فإنر عيد ،لكنر غير مندرجة في مسمى عيد األضحى ،ب هي أي التشاريق ،وإنما
يو عيد األضحى ب ليو الع شر من ذي الحجة ،وأم الح دي عشر والًل ني عشر يوت
والًل لااث عشاار ف ُتس امى أي ا التشااريق ولر ا حكاام العيااد؛ ألن النبااي ♀ كم ا
سيأتي ق ل« :أيام الَ ْْريق أيام أ ْك ٍل وش ْر ٍ
ي» ،وهي من عيد أه ا،سا كم صح بذلك
الورب عن النبي ♀ .
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 149
هذا هو النوع (الو مس) من األي التي ُنري عنر ،وهي (أي التشريق).
وقد عرفت فيم سبق أنر األي الًلاث ُة التي تلي الع شار مان ذي الحجاة ،وهاي الياو
الح دي عشر ،والًل ين عشر ،والًل لث عشر.
ولرم قريق آ ُر :وهو صب العس على اللحم ،فإن العس إذا ُصب على اللحم ك ن
م دة حف ل ُه.
األَرْبَع»
ق ل ♀ « :ال يصوم أحدك ْم ي ْوم الجمع إال أ ْن يصوم ق ْبله أ ْو يصوم ب ْعده».
وق ل ♠« :ال تخْ َصوا ل ْلل الجمع برلا ٍم م ْ ب ْل الللـالي ،وال تخْ َصـوا الجمعـ
بصلا ٍم م ْ ب ْل األيام ،إال أ ْن يكون في م ْو ٍم يصومه أحدك ْم».
الصوم.
آخر فوائد َّ
ذكش المصنف ؒ تع لى ه هن النوع (الس دس) من األي التي ُنري عان صاي مر ،
وهو (صو يو الجمعة منفر ًدا).
أولهما :قول النبي ♀ «( :ال يصوم أحدك ْم ي ْوم الجمعـ إال أ ْن يصـوم ق ْبلـه
أ ْو يصوم ب ْعده») ،وهو مور يف «الصحيحين» واللف لمسلم.
والثاني :قو ُله ♥«( :ال تخْ َصوا ل ْلل الجمع برلـا ٍم مـ ْ بـ ْل الللـالي)»...
الحديث.
وهذا الحديث الًل ين براذا اللفا وإن كا ن مورجا يف «صاحيح مسالم» إال أن لاه علا ًة
كم ذكر كب ُر الحف ظ؛ كأبي حا تم وأباي ُد ْرعاة الاراديين ،والادارقطني يف «العلا » ،فاإن
سا عن محمد بن سيرين.
مر ً
الصواب في هذا الحديث أنه ُي ْحف ْ
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 151
والعمد ُة يف هذا الب ب على حديث أبي هريرة األول ،وأم اللف الًل ني فإنه ضعيف ال
يًلبت عن النبي ♀ .
وكاا ن أبااو درعااة وأبااو حاا تم أ ْقعاادا بصاان عة العلاا ماان أبااي ُ
الحسااين مساالم باان
الحج ؒ تع لى ،فم ذهب إلياه مان إعاال الحاديث ما موافقاة الادارقطني لرما
قر هذا الحديث.
وأرجح ،وهو الذي يدل عليه تتب ُ
ُ أصح
حديث أبي هريرة األو ُل على النري عن صي يو الجمعاة ،إال أن ُيصا ياو
ُ وقد دل
قبله أو ُي ْعقب بيو بعده.
وبمهور أهل العلم لل كراه موم يوم الجمع منفر ًدا ،وهو الصحلا.
ف ُي ْكر ُه للعبد أن ُي ْفرد يو الجمعة ب لصي ،أم إذا قرنه بيو قبلاه أو بعاده فاإن الكراهاة
هن تنتفي.
ملام أيام األسـبو أنهـا تنرسـم إلـ وقد للم باألحاديث المَردم أن قالدة الْر
ث ث أقسا ٍم:
• الرسم األول :م ق مت األدل ُة على استحب ب صومه ،وهو يو ا،ثنين والوميس.
• والرسم الثاين :م ق مت األدلة على كراهة إفراده ب لصو ،وهو يو الجمعة.
• والرسم الثالث :م بقي على األص وهو جواد صي مه ،وهو بقياة األيا :السابت،
واألحد ،والًلاث ،واألربع ؛ فإن هذه األي األربعة ب قياة علاى األصا يف جاواد
إفراده ب لصي .
كم أن الحديث الاوارد فاي اساتحب ب صاو السابت واألحاد مو لفا ًة ألها الكتا ب
األَرْبَع»
حديث ضعيف.
فا يًل ُبت يف هذه األي األربعة حديث في األمر أو النري ،فري ب قية علاى األصا فاي
الجواد.
وهذا آ ر م يتعلق ب لتقرير على هذا الكتا ب النا ف الما ت ،الاذي أحسان ُمصان ُفه يف
ترتيبه ،وكم ُح ْسنه ب عتن ئه ببن المسا ئ علاى األدلاة الشارعية ،دون تطويا لرا باذكر
ا أه العلم ،فإن هذا أجم ُ للط لب وأنف ُ له .
()1
الصدق واقع قبل رمضان ،وإنفاذ ا واقع رمضان، الجواب :الجواب َّ
أن قبض ذه َّ
رمض ان؛ َّ
ألن الق ابض لد ا بمنزل الوكي ل ،ف نذا قبض دا الص دق
َّ فتك ون م ن جمل
المو َّكل بدذه األعمال الخيش َّي ول ينفذ ا َّإَّل في رمضان كانت صدق ً رمض ان ،وأ َّم ا
إذا أنفذ ا الوكيل قبل دخول رمضان فن َّندا َّل تكون صدق ً في رمضان.
الجواب :أوال :المراد به فاي حاديث لقايط ◙ هاو المب لغاة يف االستنشا ؛ ألن
االسَ ْنْاق إال أ ْن تكون مائ ًما».
النبي ♀ ق ل« :وبالغْ في ْ
ولم ك ن أص ُ الفع مأذو ًن به يف الشرع ،دل علاى أناه ال يمكا ُن أن يكاون الزائاد عان
مكروها ؛ ألن أصا الفعا -
ً هذا األص محر ًم يف الشرع ،وإنم ُقص ر؛ أمره أن يكون
-مأذون به يف الشرع ؛ فم داد عن هذا القادْ ر الماأذون باه فإناه ال يصاح وهو االستنش
154 السالم للع ِّز ِ
ابن عبد َّ َش ْر ُح «مقاصد َّ
الصوم» ِ
ُ
القول بأنه محر ؛ ألنه ال يمكن ضب ُطه وتعينُه بقدر ،وإنم ُيق ل فياه :إناه مكاروه؛ لينزجار
األَرْبَع»
ال :)3قلَم إن األحاديث الَي باءت « :غفر له ما تردم م ْ ذنْبـه ومـا تـأخر»
الس َا ُ
ُّ
ضعلف ال تصا ،ويوم لرف يكفر لصائمه سن قادم ،فكلف يجمع بل ذل ؟
الجواب :ألن األح ديث التي ورد فير « :وما تأخر» يلز ُ منرا أن ت ْغفار لاه ذنباه الاذي
أجره أن يكفر ذنوب سنة واحادة ،ففار
تأ ر كله حتى يموت ،وأم صي ُ يو عرفة فإن ْ
بين المسألتين.
واألح ُ
ديث التي ج ت فير هذه الزي دة قد اساتوعبر أباو الفاا ابا ُن حجار ؒ
المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأ رة» ،وذهاب ؒ تعا لى
تع لى يف كت به «الوص ل ُ
وحف ظه من األئمة المتقدمين ôعا
إلى تحسين جملة منر ،إال أن نق د الحديث ُ
الزيادات ا َّلتي وردت يف ألفاظ هذه األحاديث.
إعالل ِّ
الصائم؟
أجر تفطير َّ
الصائم ُيكتب لهم ُ
ال :)4هل القائمون على إفطار َّ
الس َا ُ
ُّ
الجواب :تقد أن الحديث المروي في فايلة تفطير الص ئم -وهو ما جا عان دياد
ابن لد الجرني؛ أن النبي ♀ ق ل« :م ْ فطر مائ ًما كان له م ْثل أ ْبره» -أنه
حديث ضعيف ،فإنه من رواية عط بن أبي رب ح عن ديد بن لاد الجرناي ،وعطا لام
بن المديني ،وهذه العلة فيت على كًليرين ممان
يسم ْ من ديد بن لد كم ذكره علي ُ
صححوا الحديث.
الع َص ْي ِمي
هلل بْن َح َم ٍد ُ
صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ ُّكتُ ِ
ورَ : لِ َم َعالِي َّ
الشيخِ الد ْ 155
وتقااد أن تفطياار الصاا ئم يااد ُ فااي جملااة الصاادقة يف رمااا ن ،وقااد كاا ن النبااي
الجاود والتفاا
♀ أجود النا س ،وكا ن أجاو ُد ما يكاون يف رماا ن ،فمان ُ
تفطير الص ئمين ،ومن أع ن على الوير فإنه شريك يف األجر ،فاإن
ُ ب ،حس ن يف رما ن:
الاذي يعتنااي بإق مااة هااذا األماار فاي ُبيااوت اهلل التااي يحتا النا س مان حولرا إلااى ذلااك
ويتقرب إلى اهلل ُ
بذل ُي ْرجى له أن يكون شري ًك يف األجر على هذه الط عة.
وقد ُذكرت فير عدة ُأح ديث ،وقد بلغ األقاوال فيرا أباو الفار ابان رجاب إلاى ساتة
أقاوال فاي «لطا ئف المعا ر » ،ال يصااح علاى قااول منرا دليا ،با الصاحيح ما ق لاات
ع ئش ُة« :لم يكن يب لي من أي الشرر ص ».
ال :)6ذكرت أن الصحاب كانوا يرضون ملام رمضان لْـر ذه الحجـ ،
الس َا ُ
ُّ ()1
األَرْبَع»
فهل معن ذل أنهم ╚ ال يصومون سَ أيا ٍم مـ شـو ٍ
ال؟ أم هـل يجـوز أن يصـوم
اجنسان تطو ًلا وللله قضاء رمضان؟
الجددواب :فصــل الرــول ف ـي المســأل :أن للع ْب اد أن يصااو تطو ًع ا وعليااه قا ا ماان
رما ن؛ إال التطوع بصي ست من شوال ،فإن التطوع بصاي سات مان شاوال مشاروط
بتكمي ا صااي رما ا ن؛ لقولااه ♀ « :م ـ ْ م ـام رمض ـان ،ث ـم أ ْتبع ـه س ـَا م ـ ْ
شو ٍ
ال».
فمن أراد أن يصو الست من شوال فإنه يستكم صي شرر رما ن ،أم م عداه مان
صي التطوع فإن العبد له -لل الصحلا -أن يتطوع ولو عليه قا من رما ن؛ كاأن
يتطوع ا،نس ُن بصي يو عرفة ،أو صي يو ت سوع وع شاورا ولاو كا ن علياه قاا
من رما ن.
واالحتم ل الذي يتطر من فع الصح بة ال ُي ْلتفت إليه ،فإننا ماأمورون بتتبا األدلاة
الواضحة الجلية.
أم الصح بة ╚ فقد يكونون معاذورين يف فعلرام لاو ثبات هاذا االحتما ُل ،ما
كون صي الست من شوال لم تكن من سنن أه المدينة ،التي ك ن فير أكًلار الصاح بة،
ولذلك أنكره ا،م م لك ؒ تع لى ،ولكن ثبت فيه حديث أبي أياوب األنصا ري،
ومعلااااو أن أب ا أيااااوب ◙ م ان الص اح بة اآلف قيي اان -يعنااي ال اذين رجااوا ماان
المدينة ،-ولذلك ُحفظت هذه السنة عن غير أه المدينة ،وحاذا ُ الم لكياة ك لق ضاي
عي ض اليحصبي يذهبون إلى استحب ب صي هذه الست ،اتب ًع للحديث ،ومو لف ًة لم
عليه مذهب ا،م م لك ؒ تع لى.
مجالس
َ تَ َّم َّ
الش ْر ُح ِفي ثالثة
يوم الخميس ............................
خمس وعشرين بَ ْع َد األَ ْربَ ِع ِمائَ ِة وَاألَلْ ِف
َسنَ َة ٍ
ِفي جامع اسيمان بحي النَسيم بِ َم ِدينَ ِة الرِّياض
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................