You are on page 1of 161

٦٦

١٤٢٥
٦٦
Abdellahdj 24@gmail.com :
ُ ِ ،
، ً ، َ
.ً ً ،

،( ) ِ ( )
ُ
. ؒ َِ ِ ،« »

:ٍ ٍ
ُ ِْ
:
:ِ ََ َ :
َِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ
ُ
.( ِ ُ ،(
ِ ُ َ ُ ،( ٍ َ ُ،
ِِ :

ُ ، َ ِ :َ ،(٥٧٨) ِ ٍ َ ِ
ُ

ُ :

َ : ٍ ؒ َ
ُ َ
ٍ ِ َُ َ ، ِ
ُ ِ ُ ُ ُ َ ُ ُ ،
.( ِ

ِ :

ُ ِ ُ ؒ
ٍ َ ِ ُ ، ،( َ
ُ ُ
. ِ َ
: ُ ََ :
ٍ َ َ ،ٍ ِ ٍ ، ِ ِ

» «ِ ُ » «ِ َ ِ ُ » ً
.« » « » «

: :

،(٦٦٠) ، ِ ؒ ُ
. ً َ ،ً ُ
: ً َ
: :

ٌ »: « » ؒ ِ ُ -1

.« »: «ِ ِ » ُ -2
.« »: ُ -3

.ِ ٍ ِ ِ
ٌ ْ َ ،ٌ ٌ

: ِ :

َ َ ِ َ
ُ
ٍ ِ ِ ْ َُِ ،
َ

ُ :

، ِ ،ٍ ٍ َ ْ
ُ ْ
، ً ، َْ ُ ، ِ ،ِ ِ ً
ِ ،ِ َْ ُ ً ،ٍ َ ِ ،
،
: ُ ِْ :

،ِ
ٌ ،ٌ ٌ ِ ِ ُ ٍ

ُ ، ِ ُ ، ِ ُ ٌ ٌ َ ،
ِ

ْ َِ ُ ، َ ٍ ِ ْ ٌ َُ
ٍ ، ِ ٍ ، ِ ِ
ُ َ ،
.ُ ِ ِ
ُ َْ َ
ِ ِ ْ ُ ِ ً ً ،ِ

: :

ً ُ َِ ،ِ َ
ِ ٍ ٍ َ ِ ُ ْ
ِ ٍ ٌ ،ٍ ٍ ِ ُ ً
.ٍ ِ َ َ ُ ُ َ ََ ً ُ

.ٌ ِ ُ َََ ُ َ َ َ : *
ٍ ِ ِ ُ َ ْ َ
ٍ ِ ُ ، ِ ،
ُ ُ

ِ َ ِ ُْ ِ َ
ُ َ َ َ
.ُ ُ ْ َ

ِ ِ ،ٍ ً ِ ِ َ *
ُ
ِ
ََ:
ُِ َ َ ( ِ )ُ :ُ َُ *
ُ
ِ ،ِ ِ ، ، ِ ِ ُ ِ ِِ
ُ
َِٰ ُ ِ ِ ٍ َُ ُِ َ ْ َ ، ،
ِ َ َ
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪11‬‬

‫تسليما‪.‬‬
‫ً‬ ‫وص َّلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وسل‬

‫وم‬
‫الص ِ‬
‫كتاب َّ‬
‫وفيه عشرة فصول‪:‬‬

‫الفصل األوَّل‪ :‬فدي ُوجوبِدددده‬

‫ال اهلل تعاااااااا لى و‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ق‬

‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [البقرة]‪.‬‬

‫معناه‪ :‬لعلكم تتقون الن ر بصومه‪ ،‬فإن صومه سبب ل ُغفران الذنوب الموجبة للن ر‪.‬‬
‫الصحيحين» عن النَّبي ♀ أ َّنه قال‪ُ « :‬بنِي ِ‬
‫اإل ْسالَ ُم َع َلاى َخ ْماس‪ :‬علاى‬ ‫و « َّ‬
‫َ‬
‫َاة‪ ،‬وةج البي ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َص ْو ِم َر َم َض َ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫َأ ْن َت ْع ُبدَ اللَ َو َت ْك ُف َر بِ َما ُدو َن ُه‪َ ،‬وإِ َقا ِم َّ‬
‫الصالَة‪َ ،‬وإِيتَاا الزَّ ك َ َ ِّ َ ْ‬
‫‪12‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬
‫ُ‬
‫فيكاون‬ ‫ؒ تعااىل فاي هااذذا الفصا وجاوب صاي شارر رماا ن؛‬ ‫ذكش المص ن‬
‫الصوم) المتقدمة قبله‪.‬‬
‫األول‪ :‬في وجوبه) ع ئدً ا على كلمة ( َّ‬ ‫ُ‬
‫الفصل َّ‬ ‫الامير يف قوله‪( :‬‬

‫ويكون المراد بـ(الصوم) هنا‪ :‬صو ُ رما ن‪ ،‬فتكون (أل) عردي ُة‪ ،‬وليست استغراقي ًة‪.‬‬

‫هــذ ه الجملـ دلللـل اثنـل للـ وبـوي مـلام‬ ‫وقد ذكر المصانِّ ؒ تعـال‬
‫رمضان‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬آية قرآنية‪.‬‬

‫وثانلهما‪ُ :‬سنة نبوية‪.‬‬

‫فأما اآليـ الررننلـ ‪ :‬فقو ُلاه تعا لى‪﴿( :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬

‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [البقرة])‪.‬‬

‫ووبه الدالل منها لل وبوي مـلام رمضـان‪ :‬هاو أن هااذذا البنا (كتاب) وما تفارع‬
‫المتحتم ف ْع ُلر ‪.‬‬
‫منه‪ ،‬موضوع يف لس ن الشرع للداللة على األمور الواجبة ُ‬

‫ماًلا‪:‬‬
‫فكيفم رأيت يف آية قرآنية أو حديث نبوي (كتب) وم تفرع منرا ‪ -‬ك لمصادر‪ً ،‬‬
‫كت ب ‪ ،-‬ف علم أن ذ ذلك ٌّ‬
‫دال على أن م ورد فير مأمور به‪.‬‬

‫وهاذذه الصيغ ُة هي أحدُ صيغ األمر غير الصريحة‪.‬‬

‫فإن ملغ األمر تنرسم إل قسمل اثنل ‪:‬‬

‫* أولهمــا‪ :‬مــلغ األمــر الص ـريح ‪ :‬وهااي أرب ا ‪ ،‬جمعر ا قا ُ‬


‫اول شااي شاايو ن ح ا ف‬
‫مدمات األصول»‪:‬‬
‫الحكمي ؒ تعالى «وسيل الحصول إلى َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪13‬‬

‫ا ْفع ْ لت ْفعاا ْ‬
‫اساا ُم ف ْعاا م ْصااادر‬ ‫أ ْرباااا ُ أ ْلفااا ظ باار األ ْماااا ُر ُدري‬

‫البيت صيغ األمر الصريحة األرب ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫فجم هاذذا‬

‫* وثانلهما‪ :‬ملغ األمر غلر الصريح ؛ والبن القيم ؒ تع الى «ب دائع الفوائ د»‬
‫الص شيح ا َّلت ي ج ا ت الق شآن‬
‫فصل ماتع ذكش في ه ألفا ًً ا كثي ش ًة م ن ص ي األم ش غي ش َّ‬
‫الص نعان ُّي «ش ش منيومت ه‬
‫محم د ب ن إس ماعيل َّ‬ ‫أيض ا األمي ش َّ‬ ‫والس نَّ ‪ ،‬وق د تبع ه ً‬
‫ُّ‬
‫األص ول»‪ ،‬فذك ش طش ًف ا َّ‬
‫مم ا ذك شه أب و عب د اهلل اب ن القاايم ؒ تع الى ف ي «ب دائع‬
‫الفوائد»‪.‬‬

‫ومن أفراد صيغ األمر غير الصريحة ‪ -‬كم تقاد ‪ -‬هاو هااذذا البنا ُ (كتاب) وما تفارع‬
‫منه‪.‬‬

‫علم أنه ٌّ‬


‫دال على األمر‪.‬‬ ‫فإذا وجدت هاذذا اللف في آية أو حديث ف ْ‬

‫فدلت هاذذه اآلية السا بقة علاى أن صاي رماا ن واجاب؛ لقاول اهلل ‪﴿ :‬ﭣ‬

‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﴾ [البقرة‪.]183 :‬‬

‫وهااذذه اآليااة جا األماار فيرا ب لصاي ُمجما ًا‪ ،‬ثاام ُبااين يف اآليا ت التااي ت ْع ُق ُبرا بقولاه‬

‫تع لى‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ﴾ [البقارة‪ ،]185:‬ثام قولاه ▐ فاي‬

‫أثن ئر ا ‪ ﴿ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ﴾ [البقاارة‪]185:‬؛ فاادلت ه ااذذه اآلي ا ُة علااى تفسااير‬

‫المجم يف اآلياة السا بقة‪ ،‬وهاي قو ُلاه تعا لى‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬

‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾ [البقرة‪ ، ]183:‬فإن هاذذه اآلية ال تدل إال على أن الصي‬


‫تعيين الصي الواجب فقد ج في اآلياة التاي ت ْرد ُفرا يف ساورة البقارة ‪ -‬كما‬
‫ُ‬ ‫واجب‪ ،‬أم‬
‫عرفت س ب ًق ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫وهاذذه اآلية فير بي ُن أعظم العل الشرعية والحكم المرعياة يف شارعية الصاي ؛ وهاي‬
‫األَرْبَع»‬

‫ؒ‬ ‫قااول الاارب ▐‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ﴾ [البقاارة‪ ،]183:‬وقااد ذكاار المص ن‬


‫ُ‬
‫تع لى أن (معناها‪ :‬لعلكم تتقون الن ر بصومه‪ ،‬فإن صومه سبب ل ُغفران الذنوب الموجباة‬
‫للن ر)‪ ،‬وهاذذا بعض معنى التقاو؛؛ فاإن (التقاو؛) يف اآلياة لام تاأت ُمقياد ًة با لوو مان‬
‫الن ر‪ ،‬ب ج ت ُمطلق ًة تعم الوو من الن ر وغيره ‪.‬‬

‫والعبدُ يجب عليه أن يتوذ وق ي ًة بينه وبين ما يوشا ه‪ ،‬ومـ ذ ذلـ ‪ :‬اتقا ُ ه لرباه؛ كما‬

‫‪ ،]1:‬فكا ن الحاري ب لمصانف أن يقاول يف‬ ‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ [النسا‬ ‫ق ل اهلل ‪:‬‬

‫معنى قوله تع لى‪ ﴿ :‬ﭯ ﭰ﴾ [البقرة‪]183:‬؛ يعني‪ :‬لعلكم تجعلون وق ي ًة بين ُكم وباين‬
‫م ت ْوش ْونه‪ ،‬وتكاون هااذذه الوق ياة ‪ -‬كما تقاد ‪ -‬ب متًلا ل طا ب الشارع؛ فاإن العباد إذا‬
‫ط ب الشرع حص له اتق ُ م يوش ه‪.‬‬ ‫امتًل‬

‫الصحيحين») من حديث ابن ُعمار‬


‫أما الدللل الثاني‪ :‬فرو سنة نبوية‪ ،‬وهو م ورد ( « َّ‬
‫¶؛ أن (النَّبي ♀ قال‪ُ « :‬بنِي ِ‬
‫اإل ْسالَ ُم َع َلى َخ ْماس‪ ،)»...‬فعاده ‪ ،‬وذكار‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫فير ‪َ «( :‬و َص ْو ِم َر َم َض َ‬
‫ان»)‪.‬‬

‫وقد ا تلفت الروايا ت يف «الصاحيحين» وغيرهما يف تقاديم الحا علاى الصاو ‪ ،‬أو‬
‫عكس ذ ذلك‪ ،‬أو تقديم الصو على الزك ة‪.‬‬

‫تقديم صو رما ن على الح يف عد هاذذه الوص ل‪ ،‬كم صرح باذ ذلاك‬
‫ُ‬ ‫والمحفوظ‪:‬‬
‫غيره من الرواية ب لمعنى‪.‬‬
‫ابن ُعمر ¶ «صحيا مسل »‪ ،‬ويكون ُ‬
‫ُ‬

‫ف ا لمحفوظ يف لف ا النبااي ♀ يف ه ااذذا الحااديث ذ ْكا ُار صااي رما ا ن قب ا‬


‫الح ‪ ،‬وم عدا ذ ذلك فإنه رواية ب لمعنى‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪15‬‬

‫ويف ه ااذذا الحااديث عااد صااي رما ا ن م ان جملااة أرك ا ن ا‪،‬سااا ‪ ،‬وه ااذذا ٌّ‬
‫دال علااى‬
‫وجوبه؛ ألن أرك ن ا‪،‬سا ب ‪،‬جم ع واجبة على المسلمين جمي ًع ‪ ،‬ومن أفراده ‪ :‬صو‬
‫رما ُن كم تر؛ يف هاذذا الحديث‪.‬‬

‫ؒ تعا لى هاو لمسالم دون البوا ري‪ ،‬والاذي فاي‬ ‫واللف الاذي سا قه المص ن‬
‫النسوة التي بأيدين منه؛ أن النبي ♀ ق ل‪ُ « :‬بنِي ِ‬
‫اإل ْس َال ُم َع َلى َخ ْمس‪َ :‬ع َلاى َأ ْن‬ ‫َ‬
‫ُي ْع َبدَ اللُ َو ُي ْك َف َر بِ َما ُدو َن ُه‪.»...‬‬

‫وهـذ ه اآلي والحديث الداالن لل وبوي ملام رمضان‪ ،‬قد انضم إللهمـا اجبمـا ‪،‬‬
‫فقد نق جم عة من أه العلم إجم ع المسلمين على وجوب صي شارر رماا ن؛ كما‬
‫ابان تيمياة الحفيادُ‬
‫ابان عباد البار‪ ،‬وأباو العبا س ُ‬
‫صرح باذ ذلاك جم عاة؛ مانرم‪ :‬أباو ُعمار ُ‬
‫↓‪.‬‬

‫القارآن‪ ،‬والساانة‪،‬‬ ‫ف ُعلام برااذذا أن فرياااة صاي رماا ن واجبااة علاى المسالمين باان‬
‫حيح الذي نقله جم عة من أه العلم ‪.ô‬‬
‫وا‪،‬جم ع الص ُ‬
‫‪16‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الفصل ا َّ‬
‫لثاني‪ :‬فدي فضائله‬

‫للصاااوم فوائااادُ ‪ :‬رف ع ال دَّ رجات‪ ،‬وتكفي ش الخطيئ ات‪ ،‬وكس ش َّ‬
‫الي دوات‪ ،‬وتكثي ش‬ ‫َّ‬
‫الصدقات‪ ،‬وتوفيش ال َّطاعات‪ ،‬وشكش عال الخف َّي ات‪ ،‬واَّلنزج ار ع ن خ واطش المعاص ي‬
‫َّ‬
‫والمخالفات‪.‬‬

‫ؒ تع لى وجوب صي شرر رما ن‪ ،‬أردفه باذكْر فصا يف‬ ‫بعد أن ب َّين المصن‬
‫بي ن (فضائله)؛ ألن النفوس تتشو إلى معرفة م أعده اهلل ‪ ‬للص ئمين مان األجار‬
‫العظيم والفا العميم‪.‬‬

‫ؒ تع لى سب ًع من فوائاد الصاي إجما ًال‪ ،‬ثام فصالر ‪ ،‬وهااذذا‬ ‫وقد ذكر المصن‬
‫من مح سن التأليف‪ ،‬فإن ا‪،‬جم ل ثم إردافه ب لبي ن يجع ُ القلوب أ ْوعى لم ُيلقى إلير ‪.‬‬

‫ؒ تع لى ساب ًع مان الفوائاد ابتادا ً ‪ ،‬فلما أ ْنر ها أردفرا باذكر‬ ‫وقد ذكر المصن‬
‫فوائد أ ر؛ للصي ‪.‬‬

‫ؒ تعا لى هاو مان مجا م‬ ‫وفوائدُ الصي أكًل ُر من هاذذا‪ ،‬إال أن م ذكره المص ن‬
‫تلك الفا ئ ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪17‬‬

‫الجن َِّاة‪،‬‬
‫ات َأ ْبا َوا ُ َ‬ ‫فأما ر ْفع الـدربات‪ :‬فلقولاه ♀‪« :‬إِ َذا َجاا َا َر َم َضا ُ‬
‫ان ُف ِّت َح ْ‬
‫ت َّ ِ‬ ‫َّار‪ ،‬وص ِّفدَ ِ‬
‫ين»‪.‬‬
‫الش َياط ُ‬ ‫ت َأ ْب َوا ُ الن ِ َ ُ‬
‫َو ُغ ِّل َق ْ‬

‫ولقوله ♀ حك ي ًة عن رباه ‪« :‬كل لمل ا ْبـ ندم لـه‪ ،‬إال الصـلام؛ فإنـه‬
‫ـث ي ْومئـ ٍ وال‬
‫لـي وأنــا أ ْبــبه بــه‪ ،‬والصــلام بنـ ‪ ،‬فــإذا كــان يـ ْوم مـ ْـوم أحــدك ْم‪ ،‬فـ ي ْرفـ ْ‬
‫ب‪ ،‬فإ ْن سابه أحد أ ْو قاتله ف ْللر ْل‪ :‬إني ْامرؤ مائم‪ ،‬إني مائم‪ ،‬وال ه ن ْفـُ محمـ ٍد‬ ‫ي ْصخ ْ‬
‫بلده لخلوف فم الصائم أ ْطلب لنْد الل ي ْوم الرلامـ مـ ْ ريـا الم ْسـ ‪ ،‬وللصـائم ف ْرحَـان‬
‫ي ْفرحهما‪ :‬إذا أ ْفطر فرح بف ْطره‪ ،‬وإذا لري ربه فرح بص ْومه»‪.‬‬

‫وعنه ♀ أنه ق ل‪« :‬كل لمل ا ْبـ ندم يضـالف؛ الحسـن ل ْْـر أ ْمثالهـا إلـ‬
‫الص ْو َم؛ َفإِنَّه لِي َو َأنَا َأ ْج ِزي بِ ِه؛ َيدَ ُع َش ْاه َو َت ُه َو َط َع َاما ُه‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َس ْب ِع ما َئة ض ْع ‪َ ،‬ق َال اللُ ‪ :‬إِ َّال َّ‬
‫ِم ْن َأ ْج ِلي»‪.‬‬

‫الصاائِ ُم َ‬
‫ون َيا ْو َم‬ ‫ِ‬
‫اان‪َ ،‬يادْ ُخ ُل منْا ُه َّ‬ ‫الجنَّا ِة َبا ًباا ُي َق ُ‬
‫اال َلا ُه‪َّ :‬‬
‫الر َّي ُ‬ ‫ِ‬
‫وق ل ♀‪« :‬إِ َّن في َ‬
‫ون ِمنْا ُه‪َ ،‬فاإِ َذا َد َخ َال‬ ‫الصاائِ ُم َ‬
‫ون؟ َف َيادْ ُخ ُل َ‬ ‫ان َّ‬
‫ِ ِ‬
‫الق َي َامة‪َ ،‬ال َيدْ ُخ ُل َم َع ُه ْم َأ َةد َغ ْيا ُر ُه ْم‪ُ ،‬ي َقا ُال‪َ :‬أ ْي َ‬
‫آخ ُر ُه ْم ُأ ْغ ِل َق‪َ ،‬ف َل ْم َيدْ ُخ ْل ِمنْ ُه َأ َةد»‪.‬‬
‫ِ‬

‫ان ِم ا َن‬
‫ان َك ا َ‬ ‫الصااائِ ُم َ‬
‫ون‪َ ،‬ما ْ‬
‫ِ‬
‫اان)‪ُ ،‬ياادْ َعى بِ اه َّ‬
‫الر َّيا َ‬ ‫ِ‬
‫الجنَّااة َبا ًبااا ُياادْ َعى ( َّ‬
‫ِ‬
‫و رواي ‪« :‬إِ َّن ف اي َ‬
‫ين َد َخ َل ُه‪َ ،‬و َم ْن َد َخ َل ُه َل ْم َي ْظ َم ْأ َأ َبدً ا»‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫الصائم َ‬
‫َّ‬

‫الم َالئِ َك ُة إِ َذا ُأكِ َل ِع ْندَ ُه َة َّتى َي ْف ُر ُغوا»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وقال ♠‪« :‬إِ َّن َّ‬
‫الصائ َم ت َُص ِّلي َع َل ْيه َ‬
‫‪18‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫ؒ تع لى يف هاذذه الجملة الف ئدة األولى مان فوائاد الصاي ‪ ،‬وهاي‬ ‫ذكش المصن‬
‫(ر ْفع الدربات)‪.‬‬

‫والمتب ا د ُر إلااى الااذهن عنااد إقااا ه ااذذا اللف ا أن المااراد ب اا(رف الاادرج ت)‪ :‬رف ا ُ‬
‫ؒ تعا لى‬ ‫الدرج ت يف الجنة؛ وليس يف شي من األح ديث التي أوردها المص ن‬
‫أن الصي يرف ُ ص حبه درج ت في الجنة‪ ،‬وليس هاذذا ُمرا ًدا للمصنف‪.‬‬

‫أعلم ‪ :-‬هو أن الصي يرف ُ درج ت العبودية للعباد‪ ،‬فاإن‬


‫وإنم ُمراد المصنف ‪ -‬واهلل ُ‬
‫العبد إذا ص للرب ▐ حصلت له هاذذه األجور العظيم ُة التاي ُذكارت يف هااذذه‬
‫ؒ تع لى فيم ُي ْست ْقب تفسير ُجملر ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫وسيذ ُك ُر المصن‬ ‫األح ديث الشريفة‪،‬‬

‫ف ُعلم براذذا أن المراد بـ(ر ْفع الدربات) هو ترقية العبد يف مق م ت العبودية‪ ،‬فإن العباد‬
‫الويرات ك ن ذ ذلك أكم لعبوديتاه وأرقاى فيرا ‪ ،‬و ُكلما ادداد المار‬
‫ُ‬ ‫إذا حصلت له هاذذه‬
‫تكميا لنفسه ب لعبودية كلم ك ن ذ ذلك أرف لمنزلته عند ربه ▐‪.‬‬
‫ً‬

‫ؒ تعاا لى ع م ُتر ا أح ديااث صااح ح‬ ‫وهاااذذه األح ديااث التااي ذكره ا المص ن‬
‫ُمورجااة يف «الصاحيحين»‪ ،‬إال الحااديث األ ياار الاذي ذكااره مان صاااة المائكااة علااى‬
‫الص ئم إذا ُأك عنده‪ّ ،‬‬
‫فإن هاذذا الحديث ُموار عناد بعاض أصاح ب السانن ك لترماذي‬
‫والنّسئي‪ ،‬وإسن ُده ال بأس به‪.‬‬

‫ؒ تع لى عند ذكر الحديث األ ير على السا علاى النباي‬ ‫وقد اقتصر المصن‬
‫اذهب جم عااة م ان أه ا العلاام كراه ا ُة االقتص ا ر علااى الس اا دون‬
‫♀‪ ،‬وما ُ‬
‫الصاة‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪19‬‬

‫ٍ‬
‫أحوال‪:‬‬ ‫وتقد غير مرة أن الص ة والس م لل النبي ♀ تأتي لل ث ث‬

‫* أولهـــا‪ :‬الجمـــع بلنهمـــا؛ باااأن يجمااا العباااد باااين الصااااة والساااا علاااى النباااي‬
‫ُ‬
‫فيقول‪ ،♀ :‬ونحو ذ ذلك من األلف ظ‪.‬‬ ‫♀‪،‬‬

‫وهاذذه هي أكم ُ الرتب وأعاه ‪ ،‬وهي التي ج ْت يف القرآن الكريم؛ كم ق ل تعا لى‪:‬‬

‫﴿ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ﴾‬
‫[األحزاب]‪.‬‬

‫المرتااب‬
‫* وثانلهــا‪ :‬االقَصــار للـ الصـ ة للـ النبــي ♀‪ ،‬وفيرا األجاار ُ‬
‫المروي يف الصحيح أن النبي ♀ ق ل‪« :‬من صا َّلى ع َلاي صا َال ًة و ِ‬
‫اةادَ ًة؛ َصا َّلى‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اللُ َع َل ْي ِه بِ َها َع ْش ًرا»‪.‬‬

‫* وثالثهــا‪ :‬االقَصــار لل ـ الس ـ م لل ـ النبــي ♀‪ ،‬وهااو دون الم ا ْرتبت ْين‬


‫السا لفتين‪ ،‬وف اي القااول بكراهتااه نظاار‪ ،‬ل ااذكن األكم ا هااو أن يجم ا العبااد بااين الص ااة‬
‫والسا على النبي ♀‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫َّأما تفتيح أبوا الج َّنة‪ :‬فعبارة عن تكثيش ال َّطاعات الموجب لفتا أبواب الجنان‪.‬‬

‫وتغليق أبوا النَّار‪ :‬عبارة عن ق َّل المعاصي الموجب إلغالق أبواب النيشان‪.‬‬

‫الصائمين؛ أل َّند َّل يطمعون في‬ ‫وتصفيد َّ‬


‫الشياطين‪ :‬عبارة عن انقطاع وسوستد عن َّ‬
‫إجابتد إلى المعاصي‪.‬‬

‫المندرج تح ت فض يل رف ع‬ ‫ؒ تع الى يب ين مع اني األحادي‬ ‫شرع المصن‬


‫أن (تفتيح أبوا الجنَّة‪ :‬عبارة عن تكثيش ال َّطاعات)‪َّ ،‬‬
‫وأن (تغليق أبوا‬ ‫الدَّ رجات؛ فذكش َّ‬
‫النَّار‪ :‬عبارة عن ق َّل المعاصي الموجب إلغ الق أب واب النَّ ار)‪َّ ،‬‬
‫وأن (تصافيد َّ‬
‫الشاياطين‪:‬‬
‫الصائمين)‪.‬‬
‫عبارة عن انقطاع وسوستد عن َّ‬

‫ً‬
‫احتماَّل القاضي عياض اليحصب ُّي ؒ تعالى «شش‬ ‫وقد ذكش نحو ٰذا المعنى‬
‫مسل »‪ ،‬ومال إليه‪.‬‬

‫عل ى حقيقتد ا‪ ،‬فيق ع رمض ان تفت يا‬ ‫واالةتمال ال َّثانِي‪ :‬أن تك ون ٰذه األحادي‬
‫رجا ٰذا ال َّزين اب ن المن يش‬ ‫أبواب الجنَّ ‪ ،‬وتغلي أبواب النَّار‪ ،‬وتصفيد َّ‬
‫اليياطين‪ ،‬وقد َّ‬
‫من المالك َّي ؒ تعالى «حاشيته على صحيا البخاري»‪ ،‬وهااٰكا هاو القاول ا َّلاكي‬
‫حن أب واب‬ ‫نن األحادي مص شح ب َّ‬ ‫تحتمله هاٰكه األةاديث‪ ،‬وتعر ُفه العر ُ ِمن لسانِها‪ ،‬ف َّ‬
‫عل ى م ن ع شف‬ ‫اليياطين تص َّفد‪ ،‬ف ال من ا‬ ‫وأن أبواب النيشان تغ َّل ‪َّ ،‬‬
‫وأن َّ‬ ‫الجنَّ تفتَّا‪َّ ،‬‬
‫ٰذه األحادي ‪ ،‬فتحويلدا مت ك َّل ‪.‬‬ ‫لغ العشب أن يقول بحقائ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪21‬‬

‫الي َّشا يفزعون إلى مثل ٰذه الحال في األلفاظ ا َّلتي يتو َّ مون مندا مع اني‬
‫وكثيش من ُّ‬
‫‪ ô‬تع الى‪ ،‬وق د ن َّب ه إل ى ٰذا‬ ‫الس ل‬
‫ل تعشفدا العشب ألسنتدا‪ ،‬وَّل تعشف عن َّ‬
‫الصيب»‪.‬‬
‫ابن القي ؒ تعالى «الوابل َّ‬

‫والواج ب عل ى العب د أن يط ش ال َّت حويالت المت ك َّلف ‪ ،‬وأن يحخ ذ بي وا ش األلف اظ‬
‫وحقائقدا كما تعشفه الع شب بلس اندا‪ ،‬فق ول م ن ق ال‪ :‬ب َّ‬
‫حن تفت يا أب واب الجنَّ إ َّنم ا و‬
‫عبارة عن تكثيش ال َّطاعات‪ ،‬وتغلي أب واب النَّ ار إ َّنم ا و عب ارة ع ن ق َّل المعاص ي‪ ،‬وأن‬
‫الص ائمين = ٰذا ق ول‬ ‫تص فيد َّ‬
‫الي ياطين إ َّنم ا و عب ارة ع ن انقط اع وسوس تدا ع ن َّ‬
‫‪ ô‬تعالى‪.‬‬ ‫تدل عليه ال ُّلغ ‪ ،‬وَّل يعشف عن َّ‬
‫السل‬ ‫َّل ُّ‬ ‫ضعي ؛ أل َّنه احتمال متك َّل‬

‫و ٰذه المس ائل ال َّثالث بين ً ا شة؛ ف َّ‬


‫نن معن ى ق ول النَّب ي ♀‪ُ « :‬فت َِّحا ْ‬
‫ت‬
‫الجنَّ ِة»؛ يعني كينت الجنَّ بتفتيا أبوابدا على الحقيق ‪.‬‬
‫َأ ْب َوا ُ َ‬

‫فنن أبواب النَّار تغ َّل إذا دخل رمضان‪.‬‬ ‫ِ‬


‫تغليق أبوا النِّيران؛ َّ‬ ‫ومثل َذ ٰلِك ُق ْل فِي‬
‫ُ‬

‫َّأما تصفيد َّ‬


‫الشياطين‪ :‬فدو جعلدا األغالل وسلسلتدا؛ كما جا ذ ٰلك ف ي رواي ف ي‬
‫ين»‪.‬‬‫ت َّ ِ‬ ‫أن النَّبي ♀قال‪« :‬وس ْل ِس َل ِ‬
‫الصحيا َّ‬
‫الش َياط ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫بعضها دون بعض؟‬


‫يخص َ‬ ‫يعم َّ‬
‫الشياطين جمي ًعا أم ُّ‬ ‫ِ‬
‫وهل ال َّتصفيدُ ُّ‬

‫قوالن ألهل العلم ‪ ô‬تعالى‪:‬‬

‫* َّأولهما‪َّ :‬‬
‫أن ال َّتصفيد يع ُّ جميع َّ‬
‫اليياطين‪ ،‬و ٰذا و المتب ادر م ن ألف اظ الح دي‬
‫المشو َّي عن النَّبي ♀‪.‬‬

‫يختص ببعض َّ‬


‫اليياطين دون بعض‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫* وثانيهما‪َّ :‬‬
‫أن ال َّتصفيد‬
‫ِ‬
‫القول على قولين ِ‬
‫اثنين‪:‬‬ ‫القائلون بِهاٰكا‬ ‫ِ‬
‫وقد اختل‬
‫‪22‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ص عل ى ٰذا‬ ‫الي ياطين ا َّلت ي تص َّفد ي مس تشق َّ‬


‫الس مع‪ ،‬وق د ن َّ‬ ‫• أةاادهما‪َّ :‬‬
‫أن َّ‬
‫األَرْبَع»‬

‫الحليم ُّي ؒ تعالى في «المنداج شعب اإليمان»‪.‬‬


‫اليياطين ا َّلتي تص َّف د ي المشدة العاتي مند ا‪ ،‬وق د م ال إل ى ٰذا‬ ‫• وثانيهما‪َّ :‬‬
‫أن َّ‬
‫أبو بكش ابن خزيم ؒ تعالى «صحيحه»‪.‬‬

‫الي ياطين جمي ًع ا تص َّفد‪َّ ،‬ل تفشي ب ين م ا يس تشق‬


‫األول؛ أ َّن َّ‬
‫والص احيح هااو القااول َّ‬
‫َّ‬
‫السمع مندا وَّل بين مشدتدا وغيش ا‪.‬‬
‫َّ‬

‫ياطين المرا ُد بِها‪َّ :‬‬


‫اليياطين المنفص ل الخارج ع ن‬ ‫َ‬ ‫الش‬ ‫أن ُي ْع َلم َّ‬
‫أن هاٰكه َّ‬ ‫َّإال أ َّنه ينبغي ْ‬
‫اإلنسان‪ ،‬أ َّما القشين المالكم لإلنسان فن َّنه َّل يص َّفد بحال‪.‬‬

‫بالش ايطان الماارا ُد بهااا‪َّ :‬‬


‫الش ايطان الخااار ُ عاان‬ ‫وكا ُّال األةاديا ِ‬
‫اث الااواردة فيمااا يتع َّل اق َّ‬
‫ينفك عن اإلنس ان بح ال‬ ‫الييطان المقارن لإلنسان ‪ -‬و و القشين ‪ -‬فن َّنه َّل ُّ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬أ َّما َّ‬
‫مثال‪َ « :‬ف ْص ُل َما َب ْي َن َبن ِي آ َد َم َو َأ ْع ُي ِن ِ‬
‫الج ِّن َأ ْن َي ُقو ُلوا‪ :‬بِا ْس ِم‬ ‫من األحوال؛ كالحدي الوارد ً‬
‫والي ياطين الخارج ع ن اإلنس ان‪ ،‬أ َّم ا‬ ‫اللِ»‪ٰ ،‬ذا الحدي مع ضعفه الم شاد ب ه‪ :‬الج ُّن َّ‬
‫القشين فن َّنه َّل ينف ُّك عن اإلنسان الب َّت ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪23‬‬

‫وقوله ‪« :‬كل لمل ا ْب ندم له‪ ،‬إال الصلام؛ فإنه لـي وأنـا أ ْبـبه بـه»‪ ،‬أض افه إلي ه‬
‫َّل يتق َّشب بدم ا إل ى‬ ‫َّ‬
‫وألن الج وع والعط‬ ‫إضاف تيشي ؛ أل َّنه َّل يدخله ريا لخفائ ه‪،‬‬
‫قشب إلى األصنام‪.‬‬
‫أحد من ملو األرض‪ ،‬وَّل ال َّت ُّ‬

‫ق ول اهلل ‪ ‬ف ي‬ ‫ؒ تع الى ف ي ٰذه الجمل َّ‬


‫أن اإلض اف‬ ‫ذك ش المص ن‬
‫الحدي المتقدم‪«( :‬إال الصلام؛ فإنه لي») أ َّندا (إضاف تيشي )‪.‬‬

‫ٰذه اإلضاف على أق وال كثي شة‪ ،‬ب َّلغد ا‬ ‫أ ل العل ‪ ô‬تعالى السش‬ ‫واختل‬
‫أبو الخيش ال َّطالقاني «حيائش القدق» أكثش من خمسين ق ً‬
‫وَّل‪ ،‬وق د ذك ش ٰذه األق وال‬ ‫ُّ‬
‫من كتابه ابن حجش ؒ تعالى في (كتاب اللِباس) من «فتا الب اري»‪ ،‬وك ان ؒ‬
‫عل ى كت اب أب ي‬ ‫الصديام) ي ذكش أ َّن ه ل يق‬
‫تعالى في أثنا شش الحدي ف ي (كتداب ِ‬

‫عل ى ذ ٰل ك الكت اب‬ ‫كتاب اللِّباس) من «فتا الب اري» وق‬


‫َ‬ ‫الخيش ال َّطالقاني‪َّ ،‬‬
‫فلما بل (‬
‫فنقل ما فيه‪.‬‬

‫(كتداب‬ ‫وقد ذكش ابن حجش ؒ تعالى أق وى ٰذه األق وال و ي عي شة أق وال‬
‫األقوال العشر َة يمكِ ُن َر ُّدها إلى أمرين اثنين‪:‬‬
‫َ‬ ‫الصيام)‪َّ ،‬إَّل َّ‬
‫أن هاٰكه‬ ‫ِّ‬

‫* َّأولهما‪َّ :‬‬
‫أن الصيام عمل خفي َّل يدخله ال َّتسميع وَّل الشيا ؛ فدو سش بين العبد وبين‬
‫والزك اة والح ج ‪-‬‬ ‫فنن ش عائش اإلس الم ال َّي ا شة ‪َّ -‬‬
‫كالص الة َّ‬ ‫ربه‪ ،‬بخالف بق َّي األعمال‪َّ ،‬‬
‫‪24‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫خفي بي ن العبد ورب ه َّل ي َّطل ع‬


‫الصوم‪ ،‬فن َّنه سش ُّ‬
‫ليست س ًّشا خف ًّيا بين العبد ورب ه‪ ،‬بخالف َّ‬
‫األَرْبَع»‬

‫عليه أحد َّإَّل اهلل‪.‬‬


‫ِ‬
‫وثانيه َماا‪ :‬لم ا الص يام م ن ت ش حي وظ ال نَّفا وش دواتدا وم ا تمي ل إلي ه؛ م ن‬ ‫*‬
‫األكل‪ُّ ،‬‬
‫واليشب‪ ،‬والجم اع‪ ،‬وال َّتق ُّشب إل ى اهلل ▐؛ فف ي الص يام فط ام لل نَّفا‬
‫عن محلوفاتدا‪.‬‬

‫الص يام إل ى ال َّشب ▐ إض اف‬ ‫فألج ل ٰذين المعن يين َّ‬


‫الي شيفين أض ي‬
‫تيشي ‪.‬‬

‫و ٰذا و ا َّل ذي اخت اره جماع م ن المحقق ين؛ م ند ‪ :‬القشطب ُّي «تفس يشه»‪ ،‬وأب و‬
‫الفشج ابن رجب «لطائ المعارف»‪.‬‬
‫أن هااٰكا الصايام ا َّلاكي َشارفه الل ▐ فأضاا َفه إلاى ِ‬
‫نفساه‬ ‫َّ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َّإال أ َّنه ينبغي أن َ‬
‫تعلم َّ‬
‫الماارا ُد بااه‪ :‬ص يام م ن س ل ص يامه م ن المعاص ي ق ً‬
‫وَّل وفع ًال؛ كم ا نق ل اب ن حج ش‬
‫العسقالن ُّي ؒ تعالى اَّلتفاق على ذ ٰلك في «فتا الباري»‪.‬‬

‫السال من كل معص ي‬
‫الشب ▐ و الصيام َّ‬
‫فالصيام الممدو المضاف إلى َّ‬
‫م ن ق ول أو فع ل‪ ،‬أ َّم ا الص يام الم تلطع بالمعاص ي وااث ام فن َّن ه َّل يض اف إل ى ال َّشب‬
‫▐؛ لنقص ه ع ن الكم ال‪ ،‬وإ َّنم ا يض اف إل ى ال َّشب ▐ الكام ل م ن‬
‫األعمال‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪25‬‬

‫وقوله‪َ « :‬و َأ َنا َأ ْج ِزي بِ ِه»‪ ،‬وإن ك ان و الج اكي عل ى جمي ع ال َّطاع ات‪ ،‬معن اه‪ :‬تعي ي‬
‫جزائه‪ ،‬بح َّنه و المتولي إلسدائه‪.‬‬

‫الشب ▐‪َ «( :‬و َأ َنا َأ ْج ِزي بِا ِه»)‪ ،‬إنما ُأرياد برا تعظايم‬ ‫هاذذه الجملة وفير ُ‬
‫قول َّ‬
‫الش َّب ▐ هو الاذي يجازي العباد علاى جميا ق ع تاه‪ ،‬وإنما‬
‫أجر الصو ؛ ألن َّ‬
‫تعظيم أجر الصي بأنه ال ينتري إلى قدْ ر؛ ألن الصو من الصا ْبر؛‬
‫ُ‬ ‫ُأريد بر يف هاذذا المح‬

‫كمااااااا قااااااا ل اهلل ‪ ﴿ :‬ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ﴾ [الزمااااااار]‪ ،‬والماااااااراد‬


‫با(الص برين) في هاذذه اآلية‪ :‬هم الصوا ُ في أكثر األقوال لند أهل العلم‪.‬‬
‫وقد استدل براذذه اآلية علاى هااذذا المعناى الاذي ذكرنا ه جم عاة مان السالف ‪ô‬‬
‫ابان‬
‫بان ساا ‪ ،‬وما ل إلياه ُ‬ ‫تعالى فم ْن بعدهم؛ منرم‪ :‬سفي ُن ُ‬
‫بن ُعي ْينة‪ ،‬وأبو ُعبيد الق سا ُم ُ‬
‫حجر العسقاني يف «فتا الباري»‪.‬‬
‫أن الص يام م ان جملااة الص ا ْبر‪ ،‬والاارب ▐ يجاازي الص ا برين بغياار‬ ‫فألج ل َّ‬
‫قول اهلل ‪ ‬يف هاذذا الحديث ا‪،‬لري‪َ «( :‬و َأ َنا َأ ْج ِزي بِا ِه»)‪ ،‬إشا ر ًة إلاى أن‬
‫ُ‬ ‫حس ب؛ ج‬
‫أجره ال ينتري إلى حد‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪26‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الصوم وقاي من عذاب اهلل‪.‬‬


‫الص َيا ُم ُجنَّة»‪ ،‬معناه‪َّ :‬‬
‫وقوله‪ِّ « :‬‬

‫تفسيش ٰذه الجمل ‪ ،‬يشي دون َّ‬


‫أن الص يام جنَّ لص احبه‬ ‫ٰذا و قول أكثش أ ل العل‬
‫من عذاب اهلل في نار جدنَّ ‪ ،‬وقد جزم بد ٰذا أبو عمش ابن عبد البش ؒ تعالى ‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬بل الصيام جنَّ لصاحبه من َّ‬


‫اليدوات‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬من ااثام‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬من جميع ذ ٰلك‪ ،‬وبد ٰذا جزم النَّوو ُّي ؒ تعالى «شش صحيا مسل »‪.‬‬

‫أن لف ا الح دي يحتم ل ٰذه المع اني جمي ًع ا؛ ف َّ‬


‫نن الص يام يك ون جنَّ ً‬ ‫وَّل ري ب َّ‬
‫لصاحبه من ااثام‪ ،‬ومن َّ‬
‫اليدوات‪ ،‬ومن نار جدنَّ ‪.‬‬

‫أن‬
‫األول‪ ،‬وهاو َّ‬ ‫بوية ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعيين َّ‬
‫ُ‬ ‫بي ♀ هو‬ ‫عن النَّ ِّ‬ ‫المروي في األةاديث النَّ َّ‬
‫َّ‬ ‫أن‬
‫َّإال َّ‬
‫نار جهنَّ َم‪ ،‬وَّل يمتن ع حينئ ذ أن يك ون الص يام جنَّ ً للعب د‬‫يكون جنَّ ًة لصاةبِه ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫الصيا َم‬
‫ِّ‬
‫اليدوات‪ ،‬وجنَّ ً لصاحبه من ااثام‪ ،‬وفوق ذ ٰلك و‬
‫من غيش ا‪ ،‬فيكون جنَّ ً لصاحبه من َّ‬
‫جنَّ ووقاي لصاحبه من نار جدنَّ ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪27‬‬

‫الكالم‪.‬‬ ‫الر َف ُ‬
‫ث»‪ :‬فاح‬ ‫و« َّ‬

‫ب»‪ :‬الخصام‪.‬‬
‫الصخَ ُ‬
‫و« َّ‬
‫ِ‬
‫قول ه‪َ « :‬ف ْل َي ُق ا ْل‪ :‬إِ ِّن اي َص اائم»؛ معن اه أ َّن ه ي ذكش نفس ه َّ‬
‫بالص وم؛ ليك َّ ع ن المي ابد‬
‫والمقابل ‪.‬‬

‫ِ‬
‫ب أو خوص أن‬ ‫ٰذا الحدي ‪َ «( :‬ف ْل َي ُق ْل‪ :‬إِ ِّني َصائم»)؛ فيه أمش َّ‬
‫الص ائ إذا س َّ‬ ‫قوله‬
‫يقول‪ :‬إني صائ ‪.‬‬

‫ُ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫وهاهنا‬

‫‪ ‬المسألة األولى‪ :‬ل ييشع للعبد أن يقول‪( :‬إني صائ ) ك ل ص يام م ن ف شض أو‬
‫يختص بالفشض دون النَّفل؟‬
‫ُّ‬ ‫نفل‪ ،‬أو‬

‫قوَّلن أل ل العل ‪ ô‬تعالى‪.‬‬

‫وقد ذكش أبو بكش ابن العشبي «عارض األحوذي» اتفاق أ ل العل عل ى ق ول ٰذه‬
‫الجمل (إني صائ ) في صيام الفشض‪َّ ،‬‬
‫وأن أ ل العل إ َّنما اختلفوا صيام النَّفل‪.‬‬

‫وأصح القولين‪َّ :‬‬


‫أن ٰذه الجمل (إني صائ ) يقولدا العبد حاليه جمي ًعا؛ سوا ً ك ان‬ ‫ُّ‬
‫صيام النَّفل أو صيام الفشض‪ ،‬و ٰذا اختيار جماع من المحققين؛ م ند ‪ :‬أب و الع َّب اق‬
‫ابن تيم َّي الحفيد‪ ،‬وابن عثيمين ↓ تعالى‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫‪ ‬والمسألة ال َّثانية‪ :‬الوارد في ألفاظ « َّ‬


‫الصحيحين» أن العبد يقول ٰذه الجمل مشتين‪:‬‬
‫األَرْبَع»‬

‫«إِنِّي َصائِم ‪ ،‬إِنِّي َصائِم»‪.‬‬

‫‪ ‬والمسألة ال َّثالثة‪َّ :‬‬


‫أن المحفوظ ف ي األلف اظ المشو َّي ع ن النَّب ي ♀ دون‬
‫ذكش (ال َّل ٰد َّ )‪ ،‬فال ييشع للعب د أن يق ول‪( :‬ال َّل ٰد َّ إن ي ص ائ ) كم ا يفعل ه بع ض النَّ اق‪،‬‬
‫وإ َّنما يقول‪( :‬إني صائ ‪ ،‬إني صائ )‪ ،‬بدون كيادة (ال َّل ٰد َّ ) َّأول كالمه؛ لعدم ورود ا‪.‬‬

‫ب أو خوص ح ال ص يامه‪،‬‬
‫الرابعة‪َّ :‬ل ييشع للعبد غيش ٰذا القول إذا س َّ‬
‫‪ ‬والمسألة َّ‬
‫عن د اب ن خزيم وغي شه َّ‬
‫أن النَّب َّي ♀‬ ‫وأ َّما ما جا في بعض ألفاظ األحادي‬
‫اج ِل ْس»؛ فد ٰذه ال َّلفي َّل تثب ت ع ن النَّب ي ♀‪ ،‬وإ َّنم ا‬ ‫قال‪« :‬وإِ ْن ُكنْ َ ِ‬
‫ت َقائ ًما َف ْ‬ ‫َ‬
‫ب أو خوص أن يقول‪( :‬إني صائ ‪ ،‬إني صائ ) دون غيش ا‪.‬‬
‫الصائ إذا س َّ‬
‫يثبت أمش َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪29‬‬

‫وأ َّما قوله‪« :‬لخلوف فم الصـائم أ ْطلـب لنْـد الل ي ْـوم الرلامـ مـ ْ ريـا الم ْسـ »‪ ،‬فف ي‬
‫الصائ أطيب عند اهلل من ريا المسك‪.‬‬
‫الكالم حذف تقديشه‪ :‬ولثواب خلوف ف َّ‬

‫ٰذا الحدي ‪َ «( :‬لخُ ُل ُ‬


‫وف»)؛ فيه ضبطان اثنان‪:‬‬ ‫قوله‬

‫الض ُّ ‪ ،‬و ٰذا ضبط صحيا َّل اختالف بين أ ل العل في ذ ٰلك‪.‬‬
‫• أةدهما‪َّ :‬‬
‫• وال َّثاين‪َ « :‬لخَ ُل ُ‬
‫وف»‪ ،‬بفتا الخا المعجم ‪ ،‬و ٰذا ذك ش بع ض أ ل العل ص َّحته‪،‬‬

‫ومن أ ل العل ‪ -‬كالخ َّطابي والنَّووي ‪ -‬من يذكش أ َّنه خطح َّل ُّ‬
‫يصا‪.‬‬

‫الص حيا‪َ « :‬لخُ ُلا ُ‬


‫اوف َف ا ِم‬ ‫األول الفص يا َّ‬
‫الض بط َّ‬
‫و َّ‬ ‫ف الم َّتف علي ه عن د أ ل العل‬
‫الصائ ِم»‪.‬‬
‫َّ‬

‫الشائح ا َّلتي تنبع م ن األبخ شة ا َّلت ي تك ون مع دة‬ ‫ِ‬


‫والمراد با( ُخلوف ف ِم َّ‬
‫الصائم)‪َّ :‬‬
‫الصائ إذا خلت نيحت من ذ ٰلك أبخشة ًدشت رائحتدا من‬ ‫الصائ إذا خلت؛ َّ‬
‫فنن معدة َّ‬ ‫َّ‬
‫الف ‪ ،‬فد ٰذا و المشاد ب (الخلوف)‪.‬‬

‫َّ‬
‫أن (ث واب خل وف‬ ‫السالم إلى َّ‬
‫أن المشاد بد ٰذا الح دي‬ ‫محمد ابن عبد َّ‬
‫وقد ذ ب أبو َّ‬
‫الصائ أطيب عند اهلل من ريا المسك)‪ ،‬والقول في ٰذا ال َّتحوي ل ك القول ف ي نيي شه‬
‫َّ‬ ‫ف‬
‫َّل دليل عليه‪ ،‬بل الح دي عل ى حقيقت ه كم ا تعشف ه الع شب‬ ‫المتقدم؛ فن َّنه تحويل متك َّل‬
‫المسماة ب (الخلوف) ي أطي ب عن د اهلل م ن‬
‫َّ‬ ‫الصائ المتغيشة‬
‫َّ‬ ‫من لساندا‪َّ ،‬‬
‫بحن رائح ف‬
‫‪30‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ريا المسك‪.‬‬
‫األَرْبَع»‬

‫ياب كاائن فِاي الادُّ نيا فقا‪َ ،،‬أ ْم كاائن يف اآلخارة فقا‪َ ،،‬أم كاائن يف الادُّ نيا‬
‫وهل هااٰكا ال ِّط ُ‬
‫واآلخرة جمي ًعا؟‬

‫قوَّلن أل ل العل ‪ ô‬تعالى‪.‬‬

‫محم د‬ ‫و ٰذه المسحل إحدى المسائل الكبار ا َّلتي تناكع فيدا القشين ان َّ‬
‫الي ديشان‪ :‬أب ي َّ‬
‫ص عل ى خالف دما فيد ا أب و‬
‫الص ال ↓‪ ،‬كم ا ن َّ‬
‫السالم‪ ،‬وأبي عمشو ابن َّ‬
‫ابن عبد َّ‬
‫دي ف ي‬
‫والزبي ُّ‬
‫الص يب»‪ ،‬واب ن حج ش ف ي «ف تا الب اري»‪َّ ،‬‬
‫«الواب ل َّ‬ ‫عب د اهلل اب ن الق ي‬
‫السادة الم َّتقين»‪.‬‬
‫«إتحاف َّ‬
‫السالم إل ى َّ‬
‫أن ٰذا الطي ب إ َّنم ا يك ون ااخ شة‪ ،‬فيك ون‬ ‫محمد ابن عبد َّ‬
‫فذ ب أبو َّ‬
‫الصائ أطيب عند اهلل يوم القيام من ريا المسك‪.‬‬
‫خلوف ف َّ‬

‫الصال إلى َّ‬


‫أن ٰذا الطيب كائن ال دُّ نيا وااخ شة‪ ،‬وم ال إل ى‬ ‫وذ ب أبو عمشو ابن َّ‬
‫الص يب»‪ ،‬وأب و الف شج اب ن رج ب «لط ائ‬
‫ٰذا ابن الق ي ؒ تع الى «الواب ل َّ‬
‫الصائ كائن عن د اهلل ▐ أطي ب‬
‫َّ‬ ‫المعارف»‪ ،‬وهو ال َّظاهر‪َّ ،‬‬
‫فنن طيب خلوف ف‬
‫من المسك في الدُّ نيا‪ ،‬وكذ ٰلك كائن عنده في ااخشة‪.‬‬

‫و َف ْر ُق النِّازاع فِاي المساألة ‪ -‬كم ا ذك ش اب ن الق ي ‪َّ :-‬‬


‫أن ا َّل ذي يوج د ال دُّ نيا و أث ش‬
‫العبادة‪ ،‬وا َّلذي يك ون ااخ شة و ثوابد ا‪ ،‬وكال م ا عن د اهلل ▐ أطي ب م ن‬
‫ريا المسك‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪31‬‬

‫وأما الفرةتان‪:‬‬
‫َّ‬

‫فإةداهما‪ :‬لتوفيقه إلكمال العبادة‪.‬‬

‫واألخرى‪ :‬فلجزا اهلل إذا أجزاه‪.‬‬

‫ؒ تعالى في ٰذه الجمل معنى الفشحتين ال َّلتين يفشحدما َّ‬


‫الصائ ‪،‬‬ ‫ب َّين المصن‬
‫أن الفشح األولى ا َّلتي تكون عند فطشه ي (لتوفيقه إلكمال العبادة)‪.‬‬
‫فذكش َّ‬

‫أن الفشح ا َّلت ي تك ون َّ‬


‫للص ائ عن د فط شه ي بس بب‬ ‫وذ ب بعض أ ل العل إل ى َّ‬
‫رجوع النَّفا إلى محلوفاتدا من األكل ُّ‬
‫واليشب والجماع‪.‬‬

‫حقيااق‪َّ :‬‬
‫أن الفشح كائن ب األمشين جمي ًع ا‪ ،‬كم ا ذ ب إل ى ذ ٰل ك اب ن حج ش‬ ‫ُ‬ ‫وال َّت‬
‫العسقالن ُّي «فتا الباري»‪.‬‬

‫الصائ ِم عند فِ ْطرِه جام ًعا ألمرين اثنين‪:‬‬


‫فيكون َف َر ُح َّ‬
‫ُ‬

‫• أةاادهما‪ :‬فاارح بااأمر ِة ِّسااي‪ ،‬و و رجوع ه إل ى محلوف ه م ن ال َّطع ام َّ‬


‫والي شاب‬
‫والجماع‪.‬‬
‫• واآلخر‪ :‬فرح بأمر معنوي‪ ،‬و و توفيقه إلى إكمال ٰذه العب ادة عل ى الوج ه ا َّل ذي‬
‫يشضاه اهلل ▐‪.‬‬

‫للص ائ ف ش بس بب وج ود ٰذين األم شين جمي ًع ا ح ًّس ا ومعنً ى‪،‬‬


‫فحينئ ذ يح دث َّ‬
‫‪32‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫وكوندم ا م ن فض ل اهلل ▐ علي ه ورحمت ه‪ ،‬وق د ق ال ‪﴿ :‬ﮑ ﮒ ﮓ‬


‫األَرْبَع»‬

‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾ [يونس]‪.‬‬

‫المع ارف»‪َّ :‬‬


‫أن ش شط وق وع‬ ‫وقد ذكش أبو الفشج ابن رجب ؒ تع الى «لط ائ‬
‫الصائ على حالل وجبت له حينئذ‬
‫الصائ على حالل‪ ،‬فنذا أفطش َّ‬
‫ٰذه الفشح بحن يفطش َّ‬
‫ٰذه الفشح ح ًّسا ومعنًى‪ ،‬أ َّما إذا أفطش على حشام فن َّندا َّل تحدث له‪.‬‬

‫َّأما الفرة ُة األخرى‪ :‬و ي ا َّلتي تكون للقائه لشبه‪:‬‬

‫▪ فذ ب بعض أ ل العل إلى َّ‬


‫أن الفشح تكون بسبب إثابته على صيامه‪.‬‬
‫▪ وقيل‪ :‬لسشوره بشبه ▐‪.‬‬

‫أصح‪ ،‬وقد ر َّجحه أبو الفضل ابن حجش في «فتا الباري»‪َّ ،‬‬
‫فنن العب د إذا رج ع‬ ‫ُّ‬ ‫واألو ُل‬
‫َّ‬
‫إلى ربه ▐ فحثابه على صيامه وأًدش له أجش صيامه‪ ،‬كان ذ ٰل ك موج ًب ا لفشحت ه‬
‫بلقا ربه ▐‪.‬‬

‫ذك ش الف ش‬ ‫بالشب ‪ ‬يحدث بغيش ٰذا المعن ى‪ ،‬ف ال معن ى َّلختص ا‬
‫والسشور َّ‬
‫ُّ‬
‫للصائ في ٰذا الحدي َّإَّل بحن يكون عل ى معن ى أ َّن ه يف ش بث واب الص يام إذا لق ي اهلل‬
‫َّ‬
‫‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪33‬‬

‫وقوله‪َ « :‬يدَ ُع َش ْه َو َت ُه َو َط َع َام ُه ِم ْن َأ ْج ِلي»؛ معناه‪ :‬أ َّنه ل َّما آثش طاع ربه عل ى طاع نفس ه‬
‫اليدوة‪ ،‬وغلب الدوى ‪ ،-‬أثابه اهلل بحن تو َّلى جزا ه بنفسه‪ ،‬ومن آثش اهلل آثشه اهلل‪،‬‬
‫قوة َّ‬
‫‪ -‬مع َّ‬
‫فن َّنه ينزل العبد من نفسه حي أنزله من نفسه‪ ،‬ولد ٰذا من َّ بمعصي ث َّ تشكدا خو ًفا م ن‬
‫ِ‬
‫اي»‪ ،‬أي م ن‬‫وها َل ُه َة َسنَ ًة‪َ ،‬فإِ َّن ُه إِ َّن َما َت َر َك َشا ْه َو َت ُه ما ْن َج َّار َ‬ ‫اهلل َّ‬
‫فنن اهلل يقول للحفي ‪« :‬ا ْك ُت ُب َ‬
‫أجلي‪.‬‬

‫ٰذه الجمل معن ى ق ول ال َّشب ▐‬ ‫ذك ش المص ن ؒ تع الى‬


‫ان َأ ْج ِلاي»)؛ يعن ي َّ‬ ‫ِ‬
‫أن العب د (ي مثش‬ ‫الحدي القدسي المتق دم‪َ «( :‬يادَ ُع َش ْاه َو َت ُه َو َط َع َاما ُه م ْ‬
‫الشب ▐ على طاع نفس ه) و واه‪( ،‬م ع ق َّوة َّ‬
‫الي دوة‪ ،‬وغلب الد وى)‪،‬‬ ‫طاع َّ‬
‫ال َّطبع‪َّ ،‬‬
‫فنن العب د م الكم لد ٰذه المحلوف ات مواق ع لد ا‪ ،‬فد و ي حتي ش دوته وطعام ه‬ ‫وإل‬
‫وش شابه آن ا ال َّلي ل وأط شاف النَّد ار‪ ،‬ث َّ إذا فط نفس ه ع ن ٰذه المحلوف ات تق ُّش ًب ا هلل‬
‫وتقشب ه لل َّشب ‪ ،‬وإرادت ه وجد ه‬
‫‪ ‬كان ذ ٰلك من أعي ال دَّ ليل عل ى إخالص ه ُّ‬
‫عييم ا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ٰذه المحلوف ات ألج ل ال َّشب ‪ ‬ك ان الج زا‬ ‫▐‪ ،‬فلكون ه ت ش‬
‫(ومن آثش اهلل) على نفسه (آثشه اهلل ▐)‪.‬‬

‫الشب ▐ م ن نفس ه‪ ،‬ف نذا‬


‫ومن أراد أن يعل منزلته عند ربه فلينيش إلى منزل َّ‬
‫الص ائ ر َّب ه ‪ ‬بقط ع نفس ه ع ن محلوفاتد ا‪ ،‬ك ان ذ ٰل ك م ن أوف ش م ا يجم ع ل ه‬
‫َّ‬ ‫ع َّي‬
‫ال َّثواب واألجش في الدُّ نيا وااخشة‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫الشااهوة ي‬ ‫ٰذا الح دي ‪َ «( :‬ياادَ َع َشاا ْه َو َت ُه»)؛ المختااار َّ‬


‫أن َّ‬ ‫وقول ه ▐‬
‫األَرْبَع»‬

‫الص حاب ‪ -‬رض وان اهلل عل يد ‪َ « :-‬أ َيا ْأتِي‬ ‫الص حيحين» م ن ق ول َّ‬ ‫الجماع‪ ،‬كما ج ا « َّ‬
‫َأ َةدُ َنا َش ْه َو َت ُه»؛ يعني الجماع‪.‬‬

‫ويستفاد ِمن هاٰكا‪َّ :‬‬


‫أن ما سوى الجماع َّل يكون شدو ًة‪ ،‬فل و أم ذى العب د فن َّن ه َّل يفط ش‬ ‫ُ‬
‫الي دوة‪ ،‬خال ًف ا لم ذ ب الجمد ور‪ ،‬ف َّ‬
‫نن جمهاور أهال العلام‬ ‫بذ ٰلك؛ َّ‬
‫ألن ٰذا ليا من َّ‬
‫والصاحيح َّ‬
‫أن الم ذي ل يا بمفط ش؛ أل َّن ه ل يا م ن جمل‬ ‫يذ بون إلى َّ‬
‫أن المذي مفطش‪َّ ،‬‬
‫اليدوة‪ ،‬وإ َّنما تكون َّ‬
‫اليدوة بالجماع بننزال المني‪ ،‬أو ما معنى الجماع كاَّلس تمنا يف‬ ‫َّ‬
‫مكهب جمهور أهل العلم‪ ،‬وقد نقل اإلجماع على ذ ٰلك‪ ،‬وذكش شذوذ لبعض أ ل العل‬
‫والمختاار أ َّن ه ملح بالجم اع بج امع‬
‫ُ‬ ‫الص ائ ‪،‬‬ ‫‪ ô‬تعالى في َّ‬
‫أن اَّلستمنا َّل يفطش َّ‬
‫َّ‬
‫اليدوة في كل‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪35‬‬

‫الش َّيان‪ :‬فن َّند ميزوا بذ ٰل ك الب اب لتم ُّي ز عب ادتد‬


‫وأ َّما تخصيص دخولد الجنَّ بباب َّ‬
‫وششفدا‪.‬‬

‫ؒ تعالى نا معنى الح دي المتق دم ف ي َّ‬


‫أن أل ل الص يام با ًب ا‬ ‫ب َّين المصن‬
‫الش َّيان)‪ ،‬وإ َّنما (ميزوا بد ٰذا الباب لتم ُّيز عبادتد )‪.‬‬
‫الجنَّ يقال له‪( :‬باب َّ‬
‫ووي ؒ تعالى «شش مسل » عن العلما َّ‬
‫أن تخصيص ٰذا الباب‬ ‫وقد ذكش النَّ ُّ‬
‫للصائ لألجش ا َّلذي يك ون ل ه عل ى ص يام الد واجش‪ ،‬فن َّن ه إذا ًم ئ‬
‫بد ٰذا اَّلس فيه تنبيه َّ‬
‫بقط ع نفس ه ع ن الم ا وال َّطع ام‪ ،‬ك ان م ن جزائ ه أن يشوي ه اهلل ‪ ‬الجنَّ ‪ ،‬وك ان‬
‫ي‪ :‬ا َّل ذي‬
‫الار ِّ‬
‫الش َّيان)‪ ،‬الميت من ِّ‬
‫ٰذا الباب ب (باب َّ‬ ‫المششد إلى إروائه في الجنَّ تسمي‬
‫و بلوغ العبد حاجته من َّ‬
‫اليشاب‪.‬‬
‫ٰذا الحدي نكت لطيف أش ار إليد ا اب ن المني ش ؒ تع الى؛ و ي َّ‬
‫أن‬ ‫وقد جا‬
‫الجنَّ ِة َبا ًبا»‪ ،‬ول يق ل النَّب ي ♀‪َّ « :‬‬
‫إن للجنَّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫النَّبي ♀ قال‪« :‬إِ َّن فِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫لوَّل عل ى ذ ٰل ك ب (في) ال َّيشفي فق ال‪:‬‬
‫با ًبا»‪ ،‬وإ َّنما جعل ٰذا الباب من جمل الجنَّ م د ً‬
‫فنن ٰذا الب اب مع دود ف ي جمل النَّع ي‬ ‫الجن َِّة َبا ًبا»؛ ليستيعش العبد نعي الجنَّ ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫«إِ َّن في َ‬
‫ا َّلذي يكون في الجنَّ ‪.‬‬
‫فألجل تقشيب النَّفا وتيويفدا إلى نعي الجنَّ ؛ جعل ٰذا الباب من جملتدا؛ ليكون‬
‫للص ائ عل ى ابتغ ا ال َّث واب واألج ش عن د اهلل ‪ ،‬فع دل ع ن ق ول‪َّ « :‬‬
‫إن‬ ‫ذ ٰلك أق وى َّ‬
‫‪36‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫الجن َِّة َبا ًبا»؛ لإلشعار َّ‬


‫بحن الدُّ خول في ٰذا الباب دخول إلى‬ ‫ِ‬
‫للجنَّ با ًبا» إلى قول‪« :‬إِ َّن في َ‬
‫األَرْبَع»‬
‫حب ور الجنَّ ونعيمد ا‪ ،‬وأ َّن ه يك ون ف ي الب اب الم ذكور م ا يك ون ف ي الجنَّ م ن النَّع ي‬
‫والشاح ‪.‬‬
‫َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪37‬‬

‫فنن تشكه ال َّطعام مع حضوره بين يديه‬


‫الصائ إذا أكل عنده‪َّ :‬‬
‫وأ َّما صالة المالئك على َّ‬
‫قمع نفسه‪ ،‬فاستوجب لذ ٰلك صالتد عليه‪.‬‬ ‫بال‬

‫بالشحم والمغفشة‪.‬‬
‫وصالتد عبارة عن دعائد له َّ‬

‫الم َالئِ َك ُة إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ٰذه الجمل فيدا تفسيش معنى الحدي المتقدم‪«( :‬إِ َّن َّ‬
‫الصائ َم ت َُص ِّلي َع َل ْيه َ‬
‫ُأكِ َل ِعنْدَ ُه َة َّتى َي ْف ُر ُغوا»)‪.‬‬

‫بالشحم‬ ‫ؒ تعالى َّ‬


‫أن صالة المالئك (عب ارة ع ن دع ائد ل ه َّ‬ ‫وقد ذكش المصن‬
‫عل ى إرادة ال َّتحوي ل و الحقيق المحض ‪ ،‬فق د‬ ‫والمغفشة)‪ ،‬و ٰذا ا َّلذي ذكشه المص ن‬
‫الم َالئِكَا َة‬
‫الص حيا» أ َّن ه ق ال‪َ « :‬وإِ َّن َ‬ ‫صا بذ ٰلك الخبش عن النَّب ي ♀ كم ا « َّ‬ ‫َّ‬
‫اغ ِف ْر َل ُه‪ ،‬ال َّلااٰ ُه َّم ْار َة ْما ُه»‪ ،‬فف ي ٰذا‬ ‫َل ُت َص ِّلي َع َلى َأ َة ِد ُك ْم َما َدا َم فِي ُم َص َّال ُه‪َ ،‬ت ُق ُ‬
‫ول‪ :‬ال َّلاٰ ُه َّم ْ‬
‫أن صالة المالئك عل ى العب د تك ون بال دُّ عا ل ه‪« :‬ال َّلااٰ ُه َّم ا ْغ ِف ْار َلا ُه‪،‬‬ ‫الحدي بيان جلي َّ‬
‫ال َّلاٰ ُه َّم ْار َة ْم ُه»‪.‬‬

‫أن ت ش ال َّطع ام م ع‬
‫ؒ تع الى ‪ -‬و ( َّ‬ ‫والنُّكت ف ي ذ ٰل ك ‪ -‬كم ا ذك ش المص ن‬
‫الصائ لنفسه)‪ ،‬وفطمدا عن محلوفاتد ا؛‬
‫الصائ ) دليل على شدَّ ة (قمع َّ‬
‫حضوره بين يدي َّ‬
‫فاستوجب لذ ٰلك ٰذا الفضل العيي و و صالة المالئك عليه‪.‬‬

‫للص ائ إذا دع ي إل ى طع ام أو أك ل‬
‫ب َّ‬‫وسيحتي ‪ -‬إن شا اهلل تع الى ‪ -‬بي ان م ا يس تح ُّ‬
‫عنده ماذا يقول أو يفعل؟‬
‫‪38‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫ان إِ َلى َر َم َض َ‬
‫ان ُم َك ِّف َرات َما‬ ‫ِ‬
‫الخطيئات‪ :‬فذ ٰلك لقوله ♀‪َ « :‬ر َم َض ُ‬ ‫تكفير‬ ‫وأما‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ت ال َك َبائِ ُر»‪.‬‬
‫بينَ ُهن إِ َذا اجتُن ِب ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ َّ‬

‫ٰذا الحدي فيه بيان فضل صيام رمضان‪ ،‬وأ َّنه يكفش الخطيئات إذا اجتنبت الكبائش‪.‬‬

‫وهاٰكه الجملة األخير ُة فيها َضبطان صحيحان محفوظان يف أصول «صحيح مسلم»‪:‬‬

‫ب ال َك َباائِ َر»‪ ،‬و ٰذا و‬ ‫ان ُم َك ِّف َرات َما َب ْيان َُه َّن إِ َذا ْ‬
‫اج َتنَا َ‬ ‫ان إِ َلى َر َم َض َ‬
‫• أوالهما‪َ « :‬ر َم َض ُ‬
‫أكثش ما في أصول «صحيا مسل »‪.‬‬
‫ت ال َك َبائِ ُر»‪ ،‬و ٰذا وقع بعض أصول «صحيا مسل »‪.‬‬
‫• وثانيهما‪« :‬إِ َذا اجتُنِب ِ‬
‫ْ َ‬

‫أن العب د إذا ت و َّقى الكب ائش ك ان ص يام رمض ان إل ى رمض ان مكف ًشا لم ا ب ين‬
‫والمرا ُد‪َّ :‬‬
‫الصغائش‪.‬‬
‫ٰذين الصيامين من َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪39‬‬

‫ان َذ ْنبِ ِاه»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان إِيمانًا و ِ‬


‫اةت َسا ًبا؛ ُغف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم م ْ‬
‫وقوله ♥‪َ « :‬م ْن َصا َم َر َم َض َ َ َ ْ‬
‫معناه‪ :‬إيمانًا بوجوبه واحتسا ًبا ألجشه عند ربه‪.‬‬

‫أيضا على َّ‬


‫أن صيام رمضان يكفش للعبد خطيئاته‪.‬‬ ‫ٰذا الحدي دال ً‬

‫الصغائش دون الكبائش‪.‬‬ ‫ِ‬


‫وهي في قول الجمهور‪َّ :‬‬

‫إل ى َّ‬
‫أن ص يام رمض ان يوج ب للعب د تكفي ش ذنوب ه كلد ا‬ ‫وذ ب بع ض أ ل العل‬
‫محمد ابن حزم‪ ،‬وأبو الع َّباق ابن تيم َّي الحفي د ف ي‬
‫صغيش ا وكبيش ا‪ ،‬ومال إلى ٰذا أبو َّ‬
‫كتاب «اإليمان الكبيش»‪.‬‬

‫بالصغائش‪ ،‬وقد نقل في ه اإلجم اع‪،‬‬


‫تكفيش رمضان َّ‬ ‫وا َّلكي عليه الجمهور و اختصا‬

‫وعدَّ خالفه شذو ًذا كما َّ‬


‫نص عل ى ذ ٰل ك أب و عم ش اب ن عب د الب ش ؒ تعااىل كت اب‬
‫أن صايام‬
‫«ال َّتمديد»‪ ،‬وأبو الفشج ابن رجب «ج امع العل وم والحك »‪ ،‬وهاو المختاار؛ َّ‬
‫رمضان إ َّنما يك ِّفر َّ‬
‫الصغائر دون الكبائر‪ ،‬كما جا ال َّتصشيا بذ ٰلك الحدي المتقدم‪.‬‬ ‫َ‬

‫يما ًنااا»)‪ :‬و و (اإليم ان بوجوب ه)‬ ‫وق د ب َّين المص ن ؒ تعاااىل معن ى قول ه‪«( :‬إِ َ‬
‫اةتِ َسااا ًبا»)؛ يعن ي‬ ‫وفشض ه‪ ،‬وأ َّن ه ش عيشة تع َّب د اهلل ‪ ‬بد ا العب اد‪َّ ،‬‬
‫وأن معن ى قول ه‪ْ «( :‬‬
‫(احتسا ًبا لألجش) وال َّثواب (عند َّ‬
‫الشب ▐)‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫فنن الجوع وال َّيمح يكسشان شدوة المعاصي‪.‬‬


‫الشهوات‪َّ :‬‬
‫وأما ك َْسر َّ‬
‫َّ‬
‫اع ِمانْ ُك ُم ال َباا َا َة‬ ‫ان ْاسا َت َط َ‬‫الشا َبا ِ ؛ َم ِ‬ ‫وكذ ٰلك ص َّا عن ه ♠ أ َّن ه ق ال‪َ « :‬ياا َم ْع َشا َر َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصا ْو ِم؛ َفإِنَّا ُه َلا ُه‬ ‫َف ْل َي َت َز َّو ْ ‪َ ،‬فإِ َّن ُه َأ َغ ُّض ل ْل َب َصارِ‪َ ،‬و َأ ْة َصا ُن ل ْل َف ْار ِ ‪َ ،‬و َم ْ‬
‫ان َلا ْم َي ْسا َتط ْع َف َع َل ْياه بِ َّ‬
‫ِو َجاا»‪.‬‬
‫و«ال َبا َا ُة» ي النكا ‪.‬‬
‫الصوم َّ‬
‫لليدوة منزل رض‬ ‫و« ِ‬
‫الو َجا ُا» و ر ُّض أنثيي الفحل‪ :‬ن َّزل ♀ كسش َّ‬
‫األنثيين حس َّ‬
‫اليدوة‪.‬‬
‫ان َي ْجرِي ِما ِن ا ْبا ِن آ َد َم َم ْجا َرى الادَّ ِم‪َ ،‬ف َضا ِّي ُقوا َم َساالِ َك ُه‬ ‫وقد جا في حدي ‪« :‬إِ َّن َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫بِ ُ‬
‫الجو ِع»‪.‬‬

‫الصايام‪ :‬و و أ َّن ه (يكس ش ش دوة) العب د؛ وذ ٰل ك ( َّ‬ ‫ِ‬


‫أن‬ ‫هاٰكه هي الفائدة ال َّثالثة من فوائد ِّ‬
‫الجوع وال َّيمح يكسشان شدوة المعاصي)؛ َّ‬
‫فنن العبد إذا جاع وًمئ ل تشتف ع نفس ه إل ى‬
‫المحشمات‪ ،‬وكانت أقشب إلى اهلل ▐‪ ،‬ومن نا مد الفقش؛ أل َّن ه يجن ب‬
‫َّ‬ ‫طلب‬
‫اليدوة ا َّلتي تعتشمه فتبعده عن ربه ▐‪.‬‬
‫صاحبه َّ‬

‫و ٰذا معنى قول ابن القي ؒ تعااىل فيما نقله ابن حجش «ال دُّ رر الكامن »‪ :‬أ َّن ه‬
‫نن م شاده ؒ تع ِااىل ب (الفقش)‪:‬‬
‫الدين»‪ ،‬ف َّ‬ ‫كان يقول‪« :‬بالفقش واليقين؛ تنال اإلمام‬
‫الصبش فيكسش به شدوات المعاصي‪ ،‬و ٰذا معن ى ق ول ش يخه ش يع‬
‫ما يحمل العبد على َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪41‬‬

‫ال دين»‪ ،‬ونق ل ع ن جماع م ن‬ ‫بالص بش واليق ين؛ تن ال اإلمام‬


‫اإلس الم اب ن تيم َّي ‪َّ « :‬‬
‫محمد سفيان بن عيين ‪.‬‬
‫‪ ô‬تعالى كحبي َّ‬ ‫السل‬
‫َّ‬

‫وق د أرش د النَّب ُّي ♀ إل ى الص يام ألج ل تحص يل ٰذه الفائ دة‪ ،‬فن َّن ه أم ش‬
‫اع ِمانْ ُك ُم ال َباا َا َة َف ْل َيتَا َز َّو ْ ‪َ ،‬فإِنَّا ُه‬ ‫الشا َبا ِ ؛ َم ِ‬
‫ان ْاسا َت َط َ‬ ‫بالزواج في قوله‪َ «( :‬يا َم ْع َشا َر َّ‬ ‫َّ‬
‫اليباب َّ‬
‫َأ َغ ُّض لِ ْل َب َصرِ‪َ ،‬و َأ ْة َص ُن لِ ْل َف ْر ِ »)‪ ،‬ث َّ أرش د ♀ م ن ل يس تطع إل ى الص يام‪،‬‬
‫الصا ْو ِم؛ َفإِنَّا ُه َلا ُه ِو َجااا»)‪( ،‬و« ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الو َجاا ُا» و ر ُّض أنثي ي‬ ‫فقال‪َ «( :‬و َم ْن َلا ْم َي ْسا َتط ْع َف َع َل ْياه بِ َّ‬
‫اليدوة عن نفسه وقطعد ا‪ ،‬فك ان بمثاب الفح ل ا َّل ذي‬ ‫َّ‬
‫فكحن العبد إذا صام منع َّ‬ ‫الفحل)‪،‬‬
‫ر َّضت أنثييه فل يعد له شدوة‪ ،‬بل حسمت شدوته بشض أنثييه‪.‬‬

‫ؒ تعااىل لل َّت دليل عل ى ٰذا المعن ى و و ق ول‬ ‫والحدي ا َّلذي ذك شه المص ن‬


‫ان َي ْجارِي ِما ِن ا ْبا ِن آ َد َم َم ْجا َرى الاادَّ ِم‪َ ،‬ف َضا ِّي ُقوا َم َساالِ َك ُه‬ ‫النَّب ي ♀‪«( :‬إِ َّن َّ‬
‫الشا ْي َط َ‬
‫ِ‬
‫االجو ِع» َّل تثب ت‬ ‫فنن ٰذه الزيادة « َف َض ِّي ُقوا َم َساال َك ُه بِ ُ‬ ‫بِ ُ‬
‫الجو ِع»)؛ َّل يثبت بد ٰذا ال َّتمام‪َّ ،‬‬

‫شي من طشق الحدي ‪ ،‬بل َّل أصل لدا كما ن َّبه على ذ ٰلك ال َّزين العشاق ُّي ؒ تعااىل‬
‫الصغيش»‪.‬‬
‫«تخشيج اإلحيا َّ‬

‫أن النَّب َّي ♀ ق ال‪:‬‬ ‫الص حيحين» َّ‬ ‫وإ َّنما المعشوف في الحدي ما ج ا ف ي « َّ‬
‫ان َي ْجارِي ِم ِ‬
‫ان ا ْب ِ‬
‫ان آ َد َم‬ ‫ان َي ْجرِي ِم ِن ا ْب ِن آ َد َم َم ْج َرى الدَّ ِم»‪ ،‬و لفا‪« :‬إِ َّن َّ‬
‫الش ْي َط َ‬ ‫«إِ َّن َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫َم ْب َلغَ الدَّ ِم»؛ يعني حيثما يبل دمه َّ‬
‫فنن َّ‬
‫الييطان يجشي معه‪.‬‬

‫اح قااولي أهاال العلاام‪ ،‬ف َّ‬


‫نن اهلل ‪ ‬أق در‬ ‫ِ‬
‫وه ااٰكا الحااديث هااو علااى ةقيقت اه يف أصا ِّ‬
‫ٰذه المنزل م ن جشي ان ال دَّ م في ه‪ ،‬وم ا ع دا‬ ‫َّ‬
‫الييطان على ذ ٰلك‪ ،‬فدو من ابن آدم بمثاب‬
‫ذ ٰلك من ال َّتحويالت فدي متك َّلف َّل دليل عليدا‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وأما تكثلر الصدقات‪ :‬فلن الصا ئم إذا جا ع تاذكر ما عناده مان الجاوع‪ ،‬فحًلاه ذ ذلاك‬
‫على إقع الج ئ ‪:‬‬

‫حم ال ُعش م ْن عشق‬


‫فإنم ي ْر ُ‬

‫وقاادْ بلغن ا أن سااليم ن أو يوسااف ‪ -‬عليرم ا الس اا ‪ -‬ال يأك ا ُ حت اى يأك ا جمي ا‬
‫أن أشب فأنسى الج ئ »‪.‬‬ ‫فسئ عن ذ ذلك‪ ،‬فق ل‪« :‬أ‬
‫المتعلقين به‪ُ ،‬‬

‫الصدقات) إذا صام‪.‬‬


‫الصيام‪ :‬و ي أن العبد (يكثش َّ‬
‫الرابعة من فوائد ِّ‬
‫هاٰكه هي الفائدة َّ‬

‫الص ائ إذا ج اع ت ذ َّكش م ا‬ ‫ؒ تعااىل ‪ -‬و ( َّ‬


‫أن َّ‬ ‫ووجه َذ ٰلِك ‪ -‬كم ا ذك ش المص ن‬
‫عنده من الجوع‪ ،‬فح َّثه ذ ٰلك على إطعام الجائع)‪ ،‬فتك ون مناس ب حال ه لح ال الج ائعين‬
‫حامل ً له على أن يتصدَّ ق عليد باإلطعام‪ ،‬و ٰذا معنًى صحيا‪.‬‬

‫الص دق ف ي رمض ان َّل يثب ت مند ا ش ي ؛ كقول ه‬


‫فض ل َّ‬ ‫وق د ج ا ت أحادي‬
‫َّل يثب ت ع ن‬ ‫الصدَ َق ِة‪ :‬فِاي َر َم َضا َ‬
‫ان»‪ ،‬ف َّ‬
‫نن ٰذا ح دي ض عي‬ ‫♀‪َ « :‬أ ْف َض ُل َّ‬
‫النَّبي ♀‪ ،‬وإ َّنما يندرج جمل ج وده ♀ ف ي رمض ان ال َّثاب ت‬
‫الصدق ‪َّ ،‬‬
‫فنن من جود العبد أن يكثش م ن ص دقاته‪ ،‬فيي شع للعب د أن‬ ‫الصحيحين»‪ :‬كثشة َّ‬
‫« َّ‬
‫الصدقات رمضان؛ أل َّنه كمن فاضل‪.‬‬
‫يكثش من َّ‬

‫ولد ٰذا ذكش أ ل العل ‪ ô‬قاعد ًة جليل ً تندرج فيدا سائش أعم ال الب ش رمض ان؛‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪43‬‬

‫رمضان‪ ،‬والحام ل عل ى ذ ٰل ك‬
‫َ‬ ‫للعبد أن ُيكثِر ِمن أعمال الخير والبِ ِّر يف‬
‫ِ‬ ‫ستحب‬
‫ُّ‬ ‫و ي أ َّنه ُي‬
‫فاضال تع َّي فيه األجور‪ ،‬فينبغي للعبد أن يستكثش من أنواع‬
‫ً‬ ‫و كون رمضان كمنًا‬ ‫عند‬
‫رمضان‪.‬‬ ‫الصدق‬
‫البش‪ ،‬ومن جملتدا‪َّ :‬‬
‫‪44‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وأما توفلر الطالـات‪ :‬فلناه تاذكر جاوع أها النا ر وظماأ ُهم فحًلاه ذ ذلاك علاى تكًليار‬
‫الط ع ت؛ لينجو بر من الن ر‪.‬‬

‫الصيام‪ :‬و و أ َّنه يحم ل ص احبه عل ى اَّلس تكثار م ن‬ ‫ِ‬


‫هاٰكه هي فائدة خامسة من فوائد ِّ‬
‫ال َّطاع ات‪( ،‬في وفش) العب د م ن نفس ه (طاع ات) كثي شة يس اب إليد ا ويس ارع‪ ،‬وق د ع َّل ل‬
‫ذ ٰلك ( َّ‬
‫بحن جوع العبد وًمحه يذكشه بجوع أ ل النَّ ار وًم ئد )‪ ،‬فيك ون ذ ٰل ك‬ ‫المصن‬
‫حامال له على ال َّطاع ‪.‬‬
‫ً‬

‫الصحيح ع ن النَّب ي ♀ م ن بي ان‬


‫َّ‬ ‫األحادي‬ ‫وأةسن ِمن َذ ٰلِك‪ :‬ما جا‬
‫ُ‬
‫أعم ال ال َّطاع ات رمض ان‪ ،‬فيكف ي ذ ٰل ك ق ول النَّب ي‬ ‫األج ور العييم‬
‫اةتِ َسا ًبا؛ ُغ ِف َر َل ُه َماا َت َقادَّ َم ِما ْن‬
‫يمانًا َو ْ‬ ‫ان إِ َ‬
‫الصحيحين»‪َ « :‬م ْن َصا َم َر َم َض َ‬ ‫♀ « َّ‬
‫ان َذ ْنبِ ِاه»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان إِيمانًا و ِ‬
‫اةت َسا ًبا؛ ُغف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم م ْ‬ ‫َذ ْنبِه»‪ ،‬وقوله ♀‪َ « :‬م ْن َقا َم َر َم َض َ َ َ ْ‬
‫ِ‬

‫اةتِ َسا ًبا؛ ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِاه»‪ ،‬ف َّ‬


‫نن‬ ‫يمانًا َو ْ‬‫وقوله ♀‪َ « :‬م ْن َقا َم َل ْي َل َة ال َقدْ ِر إِ َ‬
‫ٰذه األجور العييم المذكورة على بعض أعمال رمضان تحمل العبد عل ى أن يس تكثش‬
‫من ال َّطاعات‪ ،‬وأن يسارع إليدا‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪45‬‬

‫وأما شكر لـالم الخفلـات‪ :‬إذا صا عار نعماة اهلل علياه يف الشاب والاري‪ ،‬فشاكره‬
‫مقداره إال بف ْقده ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫لذ ذلك‪ ،‬فإن النعم ال ُي ْعر‬

‫الصاايام‪ :‬و و أ َّن ه يحم ل العب د عل ى (ش كش رب ه‬


‫هاااٰكه فائاادة سادسااة ماان فوائااد ِّ‬
‫الصائ إذا فقد ال َّطعام َّ‬
‫واليشاب ذكش إنع ام اهلل ‪ ‬علي ه باإلطع ام‬ ‫▐)‪َّ ،‬‬
‫فنن َّ‬
‫ٰذا ال َّت ذ ُّكش أن يق وم ُّ‬
‫بالي كش لل َّشب‬ ‫ٰذه النعم أوج ب ل ه‬ ‫والس قيا‪ ،‬ف نذا ت ذ َّكش‬
‫ُّ‬
‫▐‪.‬‬

‫والنع َّل تعشف مقاديش ا َّإَّل بفقد ا عند عا َّم النَّاق‪ ،‬أ َّما العقال الك َّمل من عب اد اهلل‬

‫الشب ▐ وإن ق َّلت‪ ،‬وأ َّما الغافل َّ‬


‫السا ي فن َّن ه يحت اج‬ ‫فن َّند يعشفون مقاديش نع َّ‬
‫إل ى ت ذكيشه ب حنواع ال نع ‪ ،‬وم ن ٰذا ال َّت ذكيش‪ :‬ش شع الص يام‪ ،‬ح َّت ى يت ذ َّكش العب د نعم‬
‫للشب ▐ نعمته عليه إذ أطعمه وسقاه‪.‬‬
‫والسقيا‪ ،‬فيعشف َّ‬
‫اإلطعام ُّ‬
‫‪46‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وأما اال ْنببار ل خواطر المعامـي والمخالفـات‪ :‬فالن الانفس إذا شابع ْت قمحا ْت‬
‫فت إلاااى‬
‫فت إلاااى المو لفااا ت‪ ،‬وإذا ج عااا ْت وظمئااا ْت تشاااو ْ‬
‫إلاااى المع صاااي‪ ،‬وتشاااو ْ‬
‫وح النفس إلى المن ج ة واشتغ ُلر بر ير مان تشاوفر‬
‫الم ْط ُعوم ت والمشروب ت‪ ،‬و ُق ُم ُ‬
‫فسائ‬
‫إلى المع صي والزالت‪ ،‬ولذ ذلك قد بعض السلف الصو على سا ئر العبا دات؛ ُ‬
‫عن ذ ذلك فق ل‪« :‬ألن يطل اهلل على نفسي وهاي ُتنا دعني إلاى الطعا والشاراب؛ أحاب‬
‫إلي من أن يطل علير وهي ُتن دعني إلى معصيته إذا شب ْ‬
‫عت»‪.‬‬

‫الصايام‪ :‬و و أ َّن ه (يزج ش‬


‫الساابعة مان فوائاد ِّ‬
‫ؒ تع لى نا الفائادة َّ‬ ‫ذكش المصن‬
‫صاحبه عن خواطش المعاصي والمخالفات)‪.‬‬
‫ِ‬
‫وأعظم الحراسة ةراس ُة الخَ واطر ‪ -‬كما ذكش ابن الق ي ؒ تعا لى ‪َّ ،-‬‬
‫ومماا ُيعاين‬ ‫ُ‬
‫العباادَ علااى ةراسا ِاة خااواطرِه‪ :‬إش غالدا بال َّطاع ات‪ ،‬ف َّ‬
‫نن ال نَّفا إذا أش غلت بال َّطاع ‪-‬‬
‫مثال ‪ -‬انقطعت عن ال َّتي ُّوف إلى المخالفات‪ ،‬وكان تي ُّوفدا إل ى رجوعد ا إل ى‬
‫كالصيام ً‬
‫َّ‬
‫حشمات‬
‫َّيوف إلى الم َّ‬
‫يوف عن الت ُّ‬
‫محلوفاتدا من طعام وششاب وجماع‪ ،‬فتيتغل بد ٰذا ال َّت ُّ‬
‫امال لد ا عل ى‬
‫والخ واطش الفاس دة‪ ،‬ويك ون ٰذا اَّلش تغال ب المطعوم والمي شوب ح ً‬
‫ال َّتخل ي ع ن المعاص ي وال َّز ََّّلت‪ ،‬وح ام ًال لد ا عل ى اإلقب ال عل ى مناج اة ال َّشب‬
‫▐ ودعائه‪.‬‬

‫الصوم على سائش العب ادات)‪،‬‬


‫‪ ô‬تعالى إلى تفضيل َّ‬ ‫السل‬
‫ولد ٰذا ذ ب بعض ( َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪47‬‬

‫الصالة على سائش األعمال؛ كما ب َّين ذ ٰل ك اب ن‬


‫ومكهب الجمهور ‪ ô‬تعالى تقدي َّ‬
‫حجش ؒ تع لى «فتا الباري»‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وللصو فوائدُ كًليرة ُأ ُر؛ كصحة األذه ن‪ ،‬وساامة األبادان‪ ،‬وقاد جا فاي حاديث‪:‬‬
‫«موموا تصحوا»‪.‬‬

‫ٰذه فائدة كائدة عن الفوائد ا َّلتي تقدَّ م ذكش ا مجمل ً في َّأول كالم المصن ‪.‬‬

‫الصيام‪ :‬أ َّنه (يص ُّا األبدان) وتسل به وتطيب من عللدا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فمن فوائد ِّ‬

‫المرويااااة يف هاااااٰكا البااااا ‪ -‬وم ن جملتد ا الح دي ا َّل ذي ذك شه‬


‫َّ‬ ‫واألةاديااااث‬
‫المشو َّي‬ ‫باي ♀‪ ،‬فك ُّل األحادي‬
‫تثبات عان النَّ ِّ‬
‫ُ‬ ‫ؒ تعا لى ‪ -‬ال‬ ‫المصن‬
‫بد ٰذا ال َّلفا وما معناه أسانيد ا ضعيف مع َّلل ‪.‬‬

‫وَّل ريب َّ‬


‫أن الصيام من جد الطب يسبب لصاحبه ص َّح ً ف ي ذ ن ه وس الم ً بدن ه؛‬
‫أل َّن ه يص في الب دن م ن أخالط ه‪ ،‬وي ذيب ش حومه‪ ،‬وم ن ن ا دأب بع ض األط َّب ا عل ى‬
‫مداواة جمل من العلل ب حمش أص حابدا بالص يام‪ ،‬وق د ب َّين ٰذا المعن ى مط َّو ًَّل جماع ؛‬
‫مند ابن القي ؒ تع لى «كاد المعاد»‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪49‬‬

‫ئم كا ن لاه مًلا ُ أجاره‪ ،‬وقا ل ♀‪« :‬مـ ْ فطـر‬


‫وم شرفه‪ :‬أناه ما ْن فطار صا ً‬
‫مائ ًما كان لـه م ْثـل أ ْبـره‪ ،‬مـ ْ غ ْلـر أ ْن يـنْرص مـ ْ أ ْبـر الصـائم شـ ْيء»‪ ،‬فمان فطار سات ًة‬
‫ئم يف ك سنة فكأنم ص الدهر‪ ،‬ومن كًلر بف ْطر الصا ئمين علاى هااذذه النياة‬
‫وثاثين ص ً‬
‫كتب اهلل له صو ُع ُصور و ُدهور‪.‬‬

‫صائما كان له مثل أجشه)‪.‬‬ ‫أن من ف َّطش‬


‫الصيام‪ :‬و ي ( َّ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫هاٰكه فضيلة أخرى من فضائل ِّ‬

‫ٰذا الباب على حدي كيد بن خالد الجدني ◙ المخ َّشج «س نن‬ ‫والعمدة‬
‫أن النَّب َّي ♀ ق ال‪«( :‬مـ ْ فطـر مـائ ًما كـان لـه م ْثـل‬
‫التشمذي» و«اب ن ماج ه»؛ َّ‬
‫أ ْبره‪ ،‬م ْ غ ْلر أ ْن ينْرص م ْ أ ْبر الصائم ش ْيء»)‪.‬‬

‫و ٰذا الحدي ‪ -‬مع شدشته ‪َّ -‬ل يثبت عن النَّب ي ♀‪ ،‬ف َّ‬
‫نن لد ٰذا الح دي‬
‫ع َّل ق َّل من تف َّطن لدا‪ ،‬و و أ َّنه من رواي عطا بن أبي ربا ‪ ،‬عن كي د ب ن خال د الجدن ي‪،‬‬
‫وقد ذكش علي بن المديني ؒ َّ‬
‫أن عطا ً ل يس مع م ن كي د ب ن خال د الجدن ي‪ ،‬فعل‬ ‫ُّ‬
‫الحدي ‪.‬‬ ‫مما يوجب ضع‬
‫السند َّ‬
‫السند منقطع بيندما‪ ،‬وانقطاع َّ‬ ‫بد ٰذا َّ‬
‫أن َّ‬

‫رمض ان‪ ،‬فيح ُّ علي ه‬ ‫الص دق‬


‫َّ‬ ‫الص َّوام من درج جمل‬ ‫ل ٰكن َّل ري ب َّ‬
‫أن تفطي ش ُّ‬
‫للص ائ متص دق‬ ‫النَّاق من ٰذا الباب‪ ،‬ويشجى ال َّثواب فيه من ٰذه الجد ‪َّ ،‬‬
‫فنن المفط ش َّ‬
‫صشيحا ‪ -‬و و ح دي‬
‫ً‬ ‫المشوي في ٰذا الباب‬
‫ُّ‬ ‫عليه بد ٰذا اإلطعام والشي‪ ،‬وأ َّما الحدي‬
‫كيد بن خالد ‪ -‬فن َّنه َّل يثبت عن النَّبي ♀‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وم شرفه‪ :‬أن م ْن ق مه إيم ًن واحتس ًب ُغفر له م تقد من ذنبه؛ لقوله ♀‪:‬‬
‫احَسا ًبا؛ غفر له ما تردم م ْ ذنْبه»‪.‬‬
‫«م ْ قام رمضان إيمانًا و ْ‬

‫احَسا ًبا؛ غفر له ما ترـدم مـ ْ ذنْبـه»)؛‬ ‫ِمن شرف رمضا َن‪َّ :‬‬
‫أن («م ْ قام رمضان إيمانًا و ْ‬
‫ٰذا الحدي ‪.‬‬ ‫صشيحا‬
‫ً‬ ‫كما جا ذ ٰلك‬

‫أن معن ى قول ه ♀‪«( :‬إِ َ‬


‫يمانًااا»)؛ يعن ي إيما ًن ا بوجوب ه‬ ‫وس ب أن عشف ت َّ‬
‫وأن معن ى قول ه ♀‪«( :‬و ِ‬
‫وتصدي ًقا بذ ٰلك‪َّ ،‬‬
‫اةت َساا ًبا»)؛ يعن ي احتس ا ًبا ورج ا ً‬
‫َ ْ‬
‫ألجشه وثوابه‪.‬‬

‫أن المغفشة ا َّلت ي توج ب للعب د بد ٰذا العم ل‪ :‬ي مغف شة َّ‬
‫الص غائش دون‬ ‫أيضا َّ‬
‫وعشفت ً‬
‫الكبائش‪ ،‬فالكبائش َّل يكفش ا صيام رمضان وَّل قيام ه عن د الجمد ور‪ ،‬خال ًف ا ل بعض أ ل‬
‫العل ‪ ô‬تعالى‪.‬‬

‫وحس ندا‬
‫َّ‬ ‫بعض ألفاظ ٰذا الحدي ‪ُ « :‬غ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه َو َما تَا َأ َّخ َر»‪،‬‬ ‫وقد جا‬
‫ابن حجش ؒ تعالى في «فتا الب اري» وف ي كتاب ه «الخص ال المكف شة»‪ ،‬وفِاي َذ ٰلِاك‬
‫و دون ٰذه الزي ادة‪ ،‬ف ال يثب ت ف ي ٰذا‬ ‫الص حيح‬
‫اإن المحفااو باألس انيد َّ‬
‫نظاار‪ ،‬فا َّ‬
‫الحدي كيادة‪َ « :‬و َما َت َأ َّخ َر»‪.‬‬
‫ِ‬
‫العباد ك ِّلهاا ماا تقادَّ م منهاا‬ ‫ِ‬
‫األعمال ُي َك ِّفر ذناو‬ ‫عمال ِمن‬ ‫المروي ِة َّ‬
‫بأن ً‬ ‫ِ‬
‫األةاديث‬ ‫ُّ‬
‫وكل‬
‫َّ‬
‫يصح عن النَّب ِّي ♀ منها ةديث‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫تأخر؛ ال‬
‫وما َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪51‬‬

‫السا َن َة ا َّلتِاي َق ْب َلا ُه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ب َع َلاى الل َأنَّا ُه ُي َك ِّفا ُر َّ‬
‫يصا في ذ ٰلك‪« :‬ص َيا ُم َي ْو ِم َع َر َف َة؛ َأ ْةتَس ُ‬
‫ُّ‬ ‫وإ َّنما‬
‫السانَ َة ا َّلتِاي َب ْعادَ ُه»‪ ،‬أ َّم ا ال َّتكفي ش الع ا ُّم ال َّت ا ُّم بحي يك ون العم ل مكف ًشا لم ا تق دَّ م م ن‬ ‫َو َّ‬
‫ُّ‬
‫الذنوب وما َّ‬
‫تحخش؛ فجميع األحادي المشو َّي عن النَّبي ♀ ذ ٰل ك َّل يثب ت‬
‫مندا حدي ‪.‬‬

‫الي افي م ن النَّب ي ♀ ب ال َّطشي المحص ل ل ه‪،‬‬


‫وقيام رمضان قد جا البيان َّ‬
‫أن النَّب َّي ♀‬ ‫الس نن م ن ح دي أب ي ذر ◙؛ َّ‬ ‫و و ما ثبت عند أصحاب ُّ‬
‫ب َل ُه ِق َيا ُم َل ْي َلة»‪ ،‬فحف اد ٰذا الح دي‬ ‫اإلما ِم ة َّتى ينْصرِ َ ِ‬
‫ف؛ كُت َ‬ ‫الر ُج َل إِ َذا َقا َم َم َع ِ َ َ َ َ‬
‫ق ال‪« :‬إِ َّن َّ‬
‫َّ‬
‫أن قيام ليل من رمضان يكون بحن تصلي مع إمامك ح َّتى ينصشف بحن يسل م ن ص الته‪،‬‬
‫َّل ينص شف ع ن ص الته ح َّت ى ينص شف‬ ‫الصالة م ع إمام ه ط ول َّ‬
‫الي دش بحي‬ ‫فمن َّلكم َّ‬
‫كامال‪.‬‬
‫اإلمام‪ ،‬فن َّنه حينئذ يكتب له قيام رمضان تا ًّما ً‬

‫والمراد با(االنصراف) فِي هاٰكا الحديث‪ :‬و ال َّتسلي وجو ًبا والخشوج استحبا ًبا؛ ف نذا‬
‫نفال في رمضان في قيام ال َّليل فن َّنه يجب عليه أن َّل ينصشف م ن‬
‫ص َّلى المصلي مع إمامه ً‬
‫صالته بال َّتسلي ح َّتى ينصشف اإلمام بال َّتسلي ‪ ،‬فال يسل قبل سالم إمامه‪ ،‬وأ َّم ا الخ شوج‬
‫حب للم حموم إذا ص َّلى م ع إمام ه أن َّل‬
‫من المسجد فن َّن ه يك ون انص شا ًفا مس تح ًّبا‪ ،‬فيس ت ُّ‬
‫ويال بحي‬
‫يخشج من المسجد ح َّتى يخشج إمامه‪ ،‬ما ل تكن من عادة اإلمام أ َّنه يبق ى ط ً‬
‫يي ُّ على المحموم انتياره‪ ،‬فن َّنه حينئذ يخشج بال كشا ‪.‬‬

‫بقي أمش يتع َّل بحدي كيد المتقدم ‪ -‬على القول بص َّحته ‪ :-‬و و م ا الم شاد بتفطي ش‬
‫مجشد إطعامه أم َّل بدَّ من إشباعه؟‬
‫الصائ ؛ ل و َّ‬
‫َّ‬

‫الص ائ حت ى‬ ‫ذ ب أبو الع َّباق ابن تيم َّي ؒ تعالى إل ى َّ‬


‫أن األج ش َّل يق ع لمفط ش َّ‬
‫الصائ كان له مثل أجشه‪.‬‬
‫يحصل لمن أفطش عنده اليبع‪ ،‬فنذا أشبع َّ‬
‫‪52‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫اط ِ‬
‫اإلشابا ِع فياه‬ ‫وهاٰكا المعنى ا َّلكي ذكره أبو العباس ابن تيمي َة ؒ تعالى ِم ِن اشتِر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫األَرْبَع»‬
‫ِ‬
‫الكفاية؛ بحن يطعمه ما يكفيه بحي ينقطع توقانه إل ى ال َّطع ام؛‬ ‫حيح اشتِ ُ‬
‫راط‬ ‫نظر‪ِ ،‬‬
‫الص ُ‬
‫بل َّ‬
‫الصالة‪.‬‬
‫أل َّنه يقوم بعد فطشه إلى َّ‬

‫وليا في شي من األحادي اشتشاط اليبع‪ ،‬واليبع قدر كائ د ع ن اإلطع ام‪ ،‬ول يا‬
‫من عادة النَّاق جمي ًعا أ َّند ييبعون إذا طعموا‪ ،‬بل ذ ب بع ض أ ل العل إل ى كشا‬
‫كن المقصود َّ‬
‫أن ٰذا الحدي حمله على‬ ‫الصحيا َّ‬
‫أن اليبع َّل يكشه‪ ،‬ل ٰ َّ‬ ‫اليبع‪ ،‬وإن كان َّ‬
‫اشتشاط اإلشباع ُّ‬
‫محل نيش‪ ،‬واألقشب حمله على الكفاي مع القدرة‪.‬‬

‫الص ائ كفايت ه بحس ب قدرت ه‪،‬‬


‫َّ‬ ‫ٰذا الحدي فن َّن ه يطع‬ ‫فمن أراد األجش المذكور‬
‫فنذا كان َّل يقدر َّإَّل أن يطعمه تم ًشا كفايت ه‪ ،‬ك ان ٰذا س ب ًبا لتحص يله ال َّث واب الم ذكور‪،‬‬
‫وإذا كان َّل يستطيع ال َّتمش وإ َّنما يس تطيع أن يفط شه عل ى م ا بم ا يك ون ذ ٰل ك كفايت ه‪،‬‬
‫فن َّنه يحصل له األجش المذكور في ٰذا الحدي ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪53‬‬

‫الفصل ا َّ‬
‫لثالث‪ :‬فدي آدابه‬

‫ؒ تعالى وجوب صيام شدش رمض ان‪ ،‬وأردف ه ب ذكش ط شف‬ ‫بعد أن ب َّين المصن‬
‫الصيام)‪.‬‬
‫ثالث ِفي آداب ِّ‬
‫فصل ٍ‬‫من فضائله؛ أردف الفصلين المتقدمين ب ( ٍ‬

‫واآلدا ‪ :‬جمع أدب؛ و و اجتماع خصال الخيش العب د‪ ،‬كم ا ق ال أب و عب د اهلل اب ن‬


‫السالكين»‪ ،‬و ٰذا أحس ن م ا قي ل ف ي ح د األدب؛ أ َّن ه اجتم اع خص ال‬
‫«مدارج َّ‬ ‫القي‬
‫الخيش العبد‪ ،‬وذكشت أقوال أخشى َّل تسل من المعارض ‪.‬‬

‫و ٰذه ااداب تكون ت ار ًة واجب ً مفشوض ً ‪ ،‬وتك ون ت ار ًة أخ شى س نَّ ً مس تح َّب ً ‪ ،‬وم ن‬


‫ص عل ى ٰذا المعن ى اب ن‬ ‫تو َّ َّ‬
‫أن ااداب محصورة في باب النَّوافل فقد غلط‪ ،‬وق د ن َّ‬
‫الي افعي كتاب ه «آداب األك ل»‪ ،‬فب َّين َّ‬
‫أن ااداب ق د تك ون واجب ً ‪ ،‬وق د تك ون‬ ‫عم اد َّ‬
‫ُّ‬
‫أن ااداب ي من جمل النَّواف ل غل ط عل ى َّ‬
‫الي شيع ‪،‬‬ ‫نافل ً ‪ ،‬فما يتو َّ مه كثيش من النَّاق َّ‬

‫تصشف المصنفين كت ب ااداب؛ كالبخ اري ؒ تع الى ص احب‬ ‫ُّ‬


‫ويدل على ٰذا ُّ‬
‫«األدب المف شد»‪ ،‬والبيدق ي ص احب كت اب «ااداب»‪ ،‬واب ن مفل ا ص احب كت اب‬
‫الص غشى»‪ ،‬وا َّل ذي بحي دي النَّ اق مند ا و «ااداب‬
‫«ااداب الكب شى» و«الوس طى» و« ُّ‬
‫الكربى»‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وهي سَ ‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬حف ُ اللس ن والجاوارح عان المو لفاة؛ لقولاه ♀‪« :‬مـ ْ لـ ْم يـد ْ‬
‫ق ْول البور‪ ،‬والعمل به‪ ،‬فل ْلُ لل حاب في أ ْن يد طعامه وشرابه»‪.‬‬

‫وق ل ♠‪« :‬ري قائ ٍم حظه م ْ قلامه السهر‪ ،‬وري مائ ٍم حظه م ْ ملامه الجـو‬
‫والعطش»‪.‬‬

‫الصيام‪ :‬و و أن (يحفا العبد لس انه وجوارح ه)؛ َّ‬


‫ألن‬ ‫ِّ‬ ‫األول من آدا‬
‫َّ‬ ‫هاٰكا هو األد‬
‫حشم اهلل‪.‬‬
‫عما َّ‬
‫المقصود من الصيام و أن يصوم العبد َّ‬

‫الصوم و ص وم الج وار ع ن ااث ام‪ ،‬وص وم ال بطن‬


‫قال ابن القي ؒ تعالى‪َّ ( :‬‬
‫اليشاب وال َّطعام)‪ .‬ا ‪.‬‬
‫عن َّ‬

‫اليشع أن يمنع العبد نفسه عن محلوف ه م ن ال َّطع ام َّ‬


‫والي شاب فحس ب‪ ،‬ب ل‬ ‫فليا مشاد َّ‬
‫م شاد َّ‬
‫الي شع األكب ش و أن ينزج ش العب د ع ن المعاص ي‪ ،‬وأن يحف ا لس انه وجوارح ه‪،‬‬
‫وي َّتق ي اهلل ▐ مس تعينًا عل ى ذ ٰل ك بالص يام‪ ،‬ق ال اب ن الق ي ؒ تع الى‬
‫الس عادة»‪( :‬م ا اس تعان أح د عل ى تق وى اهلل واجتن اب محارم ه‪ ،‬وحف ا‬
‫«مفت ا دار َّ‬
‫الصوم)‪ .‬ا ‪.‬‬
‫حدوده؛ بمثل َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪55‬‬

‫الالئ ب ه و أن يحف ا لس انه‬


‫فمن راقب اهلل ▐ ف ي تص حيا ص يامه ك ان َّ‬
‫والي شاب‪ ،‬ف َّ‬
‫نن الص يام‬ ‫حشم اهلل ‪ ‬أعي من حفا نفسه عن ال َّطع ام َّ‬
‫عما َّ‬
‫وجوارحه َّ‬
‫الس ل ‪« :‬أ ون الص يام‪ :‬ت ش َّ‬
‫الي شاب‬ ‫عن ال َّطعام َّ‬
‫واليشاب أمش ين؛ كم ا ق ال بع ض َّ‬
‫وال َّطعام»‪ .‬ا ‪.‬‬

‫الصايام عاان اآلثااام‪ ،‬و و م شاد َّ‬


‫الي شع األك رب؛ كم ا ق ال اهلل‬ ‫الصايام هااو ِّ‬
‫ام ِّ‬
‫وإ َّنم ا أعظا ُ‬
‫‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬

‫ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [البقرة]‪.‬‬

‫وقد ج األ ْم ُر بذ ذلك يف هاذذا الحاديث الصاريح الاذي قا ل فياه النباي ♀‪:‬‬
‫(«م ْ ل ْم يد ْ ق ْول الـبور‪ ،‬والعمـل بـه‪ ،)»...‬ويف رواياة للبوا ري‪« :‬والج ْهـل»‪ ،‬ف لصا ئم‬
‫منري عن هاذذه األمور الًلاثة؛ وهي قول الزور‪ ،‬والعم ُ به‪ ،‬والجر ُ ‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫والمراد بـ(قول البور) و(العمل به)‪ :‬كا ب قا ؛ فاإن الـبور‪ :‬اسام جا م لكا ب قا ‪،‬‬
‫منري عن قول الب ق ‪ ،‬وعن العم به‪.‬‬
‫ف لعبد ٌّ‬
‫ومنرااي عاان الجهــل‪ :‬ال اذي هااو الس اف ُه والط ا ُ‬
‫يش بتا ْارا العم ا ب ا لعلم ال اذي أ ْوجب ْت اه‬ ‫ٌّ‬
‫الشريع ُة‪.‬‬

‫وإذا لم يكن العبدُ ت ر ًك لم حر اهلل ‪ ،‬فإن صي مه ال منفعاة مناه؛ ألناه ال ُ‬


‫يزجا ُره‬
‫ثوابه‪ ،‬وربم ذهب بًلوابه كلاه‪ ،‬فاإن‬ ‫ب ذ ذلك له نق‬
‫عم حر الرب ▐‪ ،‬ف ُيوج ُ‬
‫ب لـه إال ل ْْـرها‪ ،‬إال‬
‫األمر ب لصي ك ألمر ب لصاة‪« ،‬فإن الربل ينْصرف منْهـا ولـ ْم ي ْكَـ ْ‬
‫ت ْسعها‪ »...‬إلى آ ر الحديث المروي يف «سنن أبي داود» من حديث عم ر بن ي سر بسند‬

‫حسن‪ ،‬وكذ ذلك الصي ُ ؛ قد ينصر ُ العبدُ من يومه ف ُي ْفط ُر ولم ُيكتب لاه إال ُع ْشار ْ‬
‫أجاره‪،‬‬
‫‪56‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫تس ُعه‪ ،‬أو ُث ْمنُه‪ ،...‬ورب بعض من الولق ينصر من صي مه وال ُيكت ُ‬
‫ب لاه شاي مان‬ ‫أو ْ‬ ‫األَرْبَع»‬

‫الًلواب‪ ،‬وإنم ت ْبر ُأ به ذم ُته كما قا ل النباي ♀‪« :‬ري مـائ ٍم حظـه مـ ْ مـلامه‬
‫الجو والعطش»‪ ،‬وعوا الن س مشغولون بتحصي هاذذا األمر ‪ -‬وهو كف أنفسرم عان‬
‫والمتقارب إلاى‬
‫الطع والشراب ‪ -‬م الغفلة عن كف جوارحرم عان الما ثم والحارا ‪ُ ،‬‬
‫اهلل ‪ ‬ب لصي ‪ ،‬الع ق ُ لحقيقته‪ُ ،‬‬
‫يعلم أن األمر األعظم هو أن يكف لس نه وجوارحاه‬
‫عن المع صي واآلث ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪57‬‬

‫الثاني‪ :‬إذا ُدعي إلى قع وهو ص ئم ف ْلي ُق ‪( :‬إني صا ئم)؛ لقولاه ♀‪« :‬إذا‬
‫اعتاذارا إلاى الاداعي؛‬
‫ً‬ ‫دلي أحدك ْم إل طعا ٍم وهو مائم ف ْللر ْل‪ :‬إني مائم»‪ ،‬ي ْذ ُكر ذ ذلاك‬
‫لئا ينكسر قل ُبه‪.‬‬

‫الري ور؛ ب ُع ْذر آ ر‪.‬‬ ‫ْ‬


‫فإن‬

‫ؒ تع الى َّ‬
‫أن م ن ( ُدعاي إلاى قعا وهاو‬ ‫هاٰكا األد ال َّثاانِي‪ :‬ذك ش في ه المص ن‬
‫صااا ئم ف ْلي ُقااا ‪ :‬إناااي صااا ئم)؛ كم ا ج ا األم ش ب ذ ٰل ك الح دي ا َّل ذي ذك شه‬
‫مخشج «صحيا مسل »‪.‬‬
‫ؒ تعالى‪ ،‬و و َّ‬ ‫المصن‬

‫وا َّلذي د َّلت عليه األحادي النَّبو َّي في ح من دعي إلى طعام و و صائ ‪ ،‬أ َّنه يجي ب‬
‫من دعاه‪.‬‬

‫فإذا أجا َم ْن دعاه ففي ة ِّقه ةينئك ُسنَّ َتان اثنتان‪:‬‬

‫ٰذا الح دي ‪:‬‬ ‫* األولى‪ :‬أن يق ول عن د تقشي ب ال َّطع ام‪( :‬إن ي ص ائ )‪ ،‬كم ا ج ا‬
‫(«ف ْللر ْل‪ :‬إني مائم»)‪.‬‬

‫نن المي شوع‬ ‫والمشروع هو أن يقو َلها َّ‬


‫مر ًة واةد ًة‪ ،‬بخالف ما إذا سا َّبه أحد أو قاتل ه‪ ،‬ف َّ‬ ‫ُ‬
‫و أن يقولدا مش َّتين اثنتين ‪ -‬كما تقدَّ م بيانه ‪ ،-‬ول ي حت ف ي ش ي م ن ألف اظ الح دي‬
‫الص ائ يق ول إذا ق شب ل ه طع ام‪( :‬إن ي ص ائ ) م َّشتين‪ ،‬وإ َّنم ا يقولد ا م َّش ًة‬ ‫الصحيح َّ‬
‫أن َّ‬ ‫َّ‬
‫واحد ًة‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫كت اب «المص نَّ »‬ ‫وَّل ينبغي له أن يعدل عن ٰذا ال َّلفا‪ ،‬فق د روى اب ن أب ي ش يب‬
‫األَرْبَع»‬

‫بسند صحيا عن ثابت البناني ؒ قال‪ :‬أتي إلى أنا بن مالك ◙ بطعام فق ال‬
‫لي‪« :‬ادن» ‪ -‬يعني أمشني بالدُّ نو منه ‪ ،-‬فقلت‪َّ :‬ل أطع ‪ ،‬فقال‪َّ« :‬ل تقل‪َّ :‬ل أطع ‪ ،‬وقل‪:‬‬
‫إني صائ »‪.‬‬

‫الس نَّ النَّبو َّي‬


‫ُّ‬ ‫على َّ‬
‫أن الميشوع للعبد و أن يواف الم حثور‬ ‫فدل ٰذا األثش ال َّلطي‬
‫َّ‬
‫بقوله‪( :‬إني صائ )‪ ،‬وَّل ينبغي له أن يعدل عندا إل ى س وا ا؛ ك حن يق ول‪َّ( :‬ل أطع )‪ ،‬أو‬
‫(َّل آكل)‪ ،‬أو غيش ا من األلفاظ‪.‬‬

‫المخشج «ص حيا مس ل »؛‬ ‫َّ‬ ‫والسنة ال َّثانية‪ :‬أ َّنه يدعو لداعيه؛ كما جا الحدي‬
‫* ُّ‬
‫ان َصاائِ ًما َف ْل ُي َصا ِّل‪َ ،‬وإِ ْن‬
‫ب‪َ ،‬فاإِ ْن كَا َ‬ ‫أن النَّبي ♀ قال‪« :‬إِ َذا ُد ِعاي َأ َةادُ ُك ْم َف ْل ُي ِ‬
‫جا ْ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬

‫َاان َصاائِ ًما َف ْل ُي َص ِّال»؛ إرش اد ل ه أن‬ ‫ان ُم ْفطِ ًرا َف ْل َي ْط َع ْم»‪ ،‬و قول ه ♀‪َ « :‬فإِ ْن ك َ‬ ‫َك َ‬
‫يصلي‪.‬‬

‫والسجود؟‬
‫الشكوع ُّ‬
‫الصالة الحقيق َّي ذات ُّ‬
‫الصالة المشاد بدا الدُّ عا أم َّ‬
‫و ل َّ‬

‫قوَّلن أل ل العل ‪.‬‬

‫بالصالة‪ :‬الدُّ عا ‪.‬‬


‫أن المشاد َّ‬ ‫أصحهما ‪ -‬وهو ُ‬
‫قول الجمهور ‪َّ :-‬‬ ‫ُّ‬

‫حب لمن دعي إلى محدب و و صائ أن يدعو لمن دعاه‪ ،‬ف نذا حض ش إل ى ال َّطع ام‬
‫فيست ُّ‬
‫تش ال َّطعام ث َّ دعا لمن دعاه إلى ٰذه المحدب ؛ امتث ًاَّل لد ٰذا الح دي ال وارد ع ن النَّب ي‬
‫♀‪.‬‬

‫حقه‪.‬‬ ‫السنَّتين تطييب لخاطش الدَّ اعي واعتذار له وحسن مالطف‬


‫و كال اتين ُّ‬

‫ومحل ٰذا ا َّلذي تقدَّ م من اَّلعتذار إ َّنما يكون صيام النَّفل‪ ،‬أ َّما ص يام الف شض فن َّن ه‬
‫ُّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪59‬‬

‫َّل يجوك له أن يفطش‪ ،‬وإ َّنما ُّ‬


‫محل ما تقدَّ م و ص يام النَّف ل‪ ،‬فم ن دع ي و و ص ائ ص يام‬
‫معتذرا إلى الدَّ اعي‪.‬‬
‫ً‬ ‫نفل فليقل‪( :‬إني صائ )‬

‫و ل األفضل له أن يبقى على صيامه أم يجيب داعيه فيفطش؟‬

‫قوَّلن أل ل العل ‪.‬‬

‫أصحهما‪َّ :‬‬
‫أن ذ ٰلك بحسب المصلح ‪:‬‬ ‫ُّ‬

‫▪ فنذا كانت المصلح دائش ًة مع تناول طع ام ال دَّ اعي مالطف ً ل ه وجب ًشا لخ اطشه‬
‫كان ذ ٰلك أفضل‪.‬‬
‫▪ وإذا ل تكن نا مصلح في فطشه َّ‬
‫فنن بقا ه على صيامه أفضل‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫ُ‬
‫يقول إذا أفطر؛ وهو م ُروي عنه ♥‪ ،‬أنه ك ن يقاول إذا أفطار‪:‬‬ ‫الثالث‪ :‬م‬
‫«ذهب الظمأ‪ ،‬وا ْبَلت العروق‪ ،‬وثبت األ ْبر إ ْن شاء الل»‪.‬‬

‫أيا أنه ك ن يقول‪« :‬اللـذهم ل م ْمت ولل رزْق أ ْفط ْرت»‪.‬‬


‫وروي ً‬
‫ُ‬

‫ويف حديث آ ر‪« :‬الح ْمد لل ال ه ألانني فص ْمت‪ ،‬ورزقني فأ ْفط ْرت»‪.‬‬

‫ِ‬
‫الصائ إذا أفطش)‪.‬‬
‫(ما يقوله َّ‬ ‫هاٰكا أد ثالث من آدا ِ ِّ‬
‫الصيام‪ ،‬ذكش فيه المصن‬

‫ؒ تعالى في استيعاب ال وارد ع ن النَّب ي ♀ فيم ا‬ ‫وقد ق َّصش المصن‬


‫الصائ إذا أفطش‪.‬‬
‫يقوله َّ‬

‫أفطر ُي ْش َرع له أمران اثناان فيماا‬


‫الصائم إذا َ‬ ‫فنن المنقول سنَّ النَّبي ♀ َّ‬
‫أن َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫يقول‪:‬‬

‫الصاائِ ُم َ‬
‫ون‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بحق ُم َف ِّطرِه‪ ،‬وم ن ذ ٰل ك قول ه‪َ « :‬أ ْف َط َار عنْادَ ُك ُم َّ‬ ‫األول‪ :‬ما يقو ُله متع ِّل ًقا ِّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ِ‬ ‫َو َأك ََل َط َع َام ُك ُم األَ ْب َر ُار‪َ ،‬و َص َّل ْ‬
‫للصائ إذا أفط ش عن د أح د‬ ‫ت َع َل ْي ُك ُم َ‬
‫الم َالئ َك ُة»‪ ،‬فن َّنه ييشع َّ‬
‫أن يقول ٰذا الدُّ عا لمفطشه‪.‬‬

‫الصائم إذا أفطر متع ِّل ًقا بنفسه‪ ،‬وهاٰكا نوعان اثنان‪:‬‬
‫‪ ‬وال َّثاين‪ :‬ما يقوله َّ‬

‫* أةدهما‪ :‬الدُّ عاا العا ُّم؛ كما جا عند ابن ماجه بس ند حس ن م ن ح دي اب ن عم شو‬
‫لصاائِ ِم ِعنْادَ فِ ْطارِ ِه َلادَ ْع َو ًة َماا ت َُار ُّد»‪ ،‬فيي شع‬ ‫ِ‬
‫بي ♀ قال‪« :‬إِ َّن ل َّ‬ ‫َّ‬
‫¶؛ أن النَّ َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪61‬‬

‫للصائ إذا أفطش أن يستكثش من الدُّ عا ‪ ،‬و ٰذا الدُّ عا المطل يكون عند فطشه‪.‬‬
‫َّ‬

‫أ َّم ا يفعل ه بع ض النَّ اق م ن اَّلقتص ار عل ى ال دُّ عا قب ل الفط ش فد ٰذا غي ش مي شوع‪،‬‬


‫للص ائ أن ي دعو جمي ع يوم ه؛ كم ا ج ا‬
‫واَّلقتص ار علي ه غي ش وارد‪ ،‬وإ َّنم ا يي شع َّ‬
‫بي ♀‬ ‫َّ‬
‫شمذي وابن ماجه من حدي أبي شيشة أن النَّ َّ‬
‫ُّ‬ ‫الحدي ا َّلذي أخشجه الت‬
‫الصاائِ َم َةتَّاى ُي ْفطِ َار»‪ ،‬فقول ه ♀‪:‬‬
‫قال‪َ « :‬ث َال َثة َد ْعو ُت ُه ْم َال ت َُر ُّد»‪ ،‬وذك ش م ند ‪َّ « :‬‬
‫« َةتَّى ُي ْفطِ َر» دال على استغشاق جميع الوقت‪.‬‬

‫للصائ أن يستكثش من ال دُّ عا ؛ َّ‬


‫ألن‬ ‫فمن بعد صالة الفجش ح َّتى غشوب َّ‬
‫اليما ييشع َّ‬
‫الصائ على رجا قبول‪.‬‬
‫دعا َّ‬

‫ين ُي ْفطِ ُر»؛ فن َّندا َّلتثبت عن النَّبي ♀‪ ،‬ويغني عندا‬ ‫ِ‬


‫أ َّما الشواي ا َّلتي فيدا‪« :‬ة َ‬
‫للصائِ ِم ِعنْدَ فِ ْطرِ ِه َلدَ ْع َو ًة َما ت َُر ُّد»‪.‬‬
‫الحدي المتقدم‪« :‬إِ َّن َّ‬

‫الصائ إذا أفطش متعل ًقا بنفس ه‪ ،‬وق د روي ت ع ن‬


‫* وال َّثاين‪ :‬دعاا خاص؛ و و ما يقوله َّ‬
‫َّل يثب ت مند ا َّإَّل ح دي واح د‪ ،‬و و أن يق ول‬ ‫النَّب ي ♀ ذ ٰل ك أحادي‬
‫للص ائ إذا‬
‫الصائ ‪«( :‬ذهب الظمأ‪ ،‬وا ْبَلت العروق‪ ،‬وثبت األ ْبر إ ْن شـاء الل»)‪ ،‬فيي شع َّ‬ ‫َّ‬
‫ت األَ ْج ُار إِ ْن َشاا َا اللُ»‪ ،‬فق د‬
‫وق‪َ ،‬و َث َب َ‬ ‫أفطش أن يقول بعد فطشه‪َ « :‬ذهب ال َّظم ُأ‪ ،‬واب َت َّل ِ‬
‫ت ال ُع ُر ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫روي ٰذا بسند َّل بحق به عند أبي داود «سننه»‪.‬‬

‫وما عدا ٰذا الذكش من األدعي الواردة فن َّندا َّل تثبت عن النَّبي ♀‪.‬‬

‫الص ائ َّإَّل إذا ك ان الوق ت قي ًي ا‪ ،‬أم يع ُّ‬


‫فال يقوله َّ‬ ‫بالصي‬
‫َّ‬ ‫يختص ٰذا الدُّ عا‬
‫ُّ‬ ‫و ل‬
‫واليتا ؟‬ ‫الصي‬
‫جميع األوقات في َّ‬

‫قوَّلن أل ل العل ‪.‬‬


‫‪62‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫أو شاتاا؛‬ ‫كال أةيانِاه يف صاي‬


‫أفطار فِاي ِّ‬
‫َ‬ ‫كر إذا‬
‫الاك َ‬ ‫الصاائم ُ‬
‫يقاول هااٰكا ِّ‬ ‫أن َّ‬
‫أصحهما‪َّ :‬‬
‫ُّ‬
‫األَرْبَع»‬

‫ألمرين‪:‬‬

‫دون‬ ‫الص ي‬
‫َّ‬ ‫* َّأو ُلهما‪ :‬ع دم ال دَّ ليل عل ى ال َّتخص يص‪ ،‬فم ن ذ ب إل ى أ َّن ه يق ال‬
‫دون اليتا ‪.‬‬ ‫بالصي‬
‫َّ‬ ‫اليتا ليا معه دليل من َّ‬
‫اليشع على تخصيص ٰذا الدُّ عا‬

‫أن الع َّل الم ذكورة ف ي الح دي موج ودة عل ى ك ل ح ال؛ ف َّ‬
‫نن ال َّيم ح‬ ‫ِ‬
‫وثانيهمااا‪َّ :‬‬ ‫*‬
‫ً ا ًشا‬ ‫والي تا ‪َّ ،‬إَّل أ َّن ه يك ون ف ي َّ‬
‫الص ي‬ ‫الص ي‬
‫ونقص الما ف ي الع شوق واق ع ف ي َّ‬
‫بحي يجده العبد‪ ،‬ويكون في اليتا باطنًا َّل يح ُّسه العبد‪ ،‬و و موجود الحقيق ‪َّ ،‬‬
‫فنن‬
‫أو‬ ‫الص ي‬
‫َّ‬ ‫الما إذا انقطع عنه العبد ساعات طويل ً ق َّل قدره الدَّ م‪ ،‬سوا ً كان ذ ٰلك‬
‫اليتا ‪.‬‬

‫يخص وق ًت ا دون‬
‫ُّ‬ ‫واليتا َّل‬ ‫الصي‬ ‫فد َّلت اتان القشينتان على َّ‬
‫أن ٰذا الذكش عام في َّ‬
‫وقت‪.‬‬

‫الص ائ يق ول م ا تق دَّ م عن د الفط ش ‪ ،-‬فد ل يي شع‬ ‫ٰذا ‪ -‬و و َّ‬


‫أن َّ‬ ‫[مسألة]‪ :‬إذا عل‬
‫السحش؟‬
‫للصائ أن يقول شي ًئا عند َّ‬
‫َّ‬

‫الس حش؛ لق ول اهلل ‪:‬‬


‫للص ائ أن يكث ش م ن اَّلس تغفار عن د َّ‬
‫[الجددواب]‪ :‬يي شع َّ‬

‫﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾ [الاذاري ت] في آي أخش‪ ،‬قال الحس ن البص ُّ‬


‫شي‪« :‬ق اموا ال َّلي ل‪،‬‬
‫السحش استغفشوا ر َّبد ‪.»‬‬
‫فلما انتدوا إلى َّ‬
‫َّ‬

‫الس حش‪ ،‬وَّل س َّيما ف ي رمض ان ا َّل ذي‬


‫و ٰذه سنَّ يغفل عندا كثيش م ن النَّ اق وق ت َّ‬
‫يو َّف فيه كثيش م ن النَّ اق إل ى اليقي ف ي وق ت َّ‬
‫الس حش‪ ،‬ث َّ يقص شون اس تغفار ربد‬
‫‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪63‬‬

‫تص بوق ت‬
‫تص ب ه‪ ،‬وإ َّنم ا يخ ُّ‬
‫و ٰذا الذكش و المي شوع للمتس حش أن يقول ه‪ ،‬وَّل يخ ُّ‬
‫الصائ وغيشه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫السحش ح‬
‫َّ‬

‫الصاائم يااككر شاايئًا عنااد‬ ‫ِ‬ ‫ولاايس فِ‬


‫اي ♀ أن َّ‬
‫ِّ‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ان‬‫ا‬ ‫ع‬ ‫ة‬‫ا‬ ‫المروي‬
‫َّ‬ ‫اث‬
‫ا‬ ‫األةادي‬ ‫ي‬‫ا‬
‫َس َحرِه‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الرابع‪ :‬م ُيفطر عليه‪ ،‬وهاو ُرقاب‪ ،‬أو تمار‪ ،‬أو ما ؛ ألناه ُروي عناه ♠ أناه كا ن‬
‫ُي ْفط ُر قب أن يصلي على ُرقب ت‪ ،‬فإن لم يكن فتمرات‪ ،‬فإن لم يكان حسا حساوات مان‬
‫م ‪.‬‬
‫وق ل ♠‪« :‬إذا كان أحدك ْم مائ ًما ف ْلل ْفط ْر لل الَ ْمر‪ ،‬فإ ْن ل ْم يجدْ فعلـ المـاء‪،‬‬
‫فإن الماء طهور»‪.‬‬

‫الصائ )‪.‬‬
‫ذكر المصنِّ ؒ تعالى هنا أد ًبا راب ًعا‪ :‬و و في بيان (ما يفطش عليه َّ‬

‫الص ائ يفط ش (عل ى رط ب‪ ،‬أو تم ش‪ ،‬أو م ا )‪ ،‬واس َّ‬


‫تدل عل ى‬ ‫فب َّين ؒ تع الى َّ‬
‫أن َّ‬
‫أن النَّب َّي ♀ كا ن ُي ْفطا ُر‬
‫الس نن»؛ ( َّ‬
‫ذ ٰلك بح دي أن ا ◙ الم شوي « ُّ‬
‫قب أن يصلي على ُرقب ت‪ ،‬فإن لم يكن فتمرات‪ ،‬فإن لم يكن حس حسوات من م )‪.‬‬

‫أيض ا؛ َّ‬
‫أن النَّب َّي ♀‬ ‫الس نن» ً‬
‫الض بي الم شوي « ُّ‬
‫وبحدي سلمان بن عامش َّ‬

‫قال‪«( :‬إذا كان أحدك ْم مائ ًما ف ْلل ْفط ْر لل الَ ْمـر‪ ،‬فـإ ْن ل ْ‬
‫ـم يجـدْ فعلـ المـاء‪ ،‬فـإن المـاء‬
‫طهور»)‪.‬‬

‫والمحفو مان هااٰكين الحاديثين و الح دي ال َّث اني؛ ف َّ‬


‫نن إس ناده َّل ب حق ب ه‪ ،‬وق د‬
‫صححه جماع من األكابش؛ كالتشمذي‪ ،‬وابن خزيم ‪ ،‬وابن ح َّبان ‪.ô‬‬
‫َّ‬

‫أن النَّب َّي ♀ كا ن ُي ْفطا ُر‬


‫األول‪ :‬و و حدي أن ا المي دور؛ ( َّ‬
‫َّأما الحديث َّ‬
‫قب أن يصلي على ُرقب ت‪ ،‬فإن لم يكن فتمرات‪ ،‬فإن لم يكن حسا حساوات مان ما )‪،‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪65‬‬

‫اكي‪ ،‬وصاحبه أبو كرع‬ ‫يصا‪ ،‬وقد أع َّله الحافيان الكبيشان أبو حات َّ‬
‫الش ُّ‬ ‫فد ٰذا حدي َّل ُّ‬
‫الص نعاني‪ ،‬ع ن جعف ش ب ن س ليمان‪،‬‬
‫الش َّكاق بن َّم ام َّ‬
‫اكي‪ ،‬فن َّنه من منكش حدي عبد َّ‬
‫الش ُّ‬
‫َّ‬
‫عن ثابت‪ ،‬عن أنا‪ ،‬ول يشوه أح د غي ش عب د ال َّش َّكاق‪ ،‬فد ٰذا ح دي منك ش َّل يثب ت ع ن‬
‫النَّبي ♀‪.‬‬

‫وإ َّنما ال َّثابت و قوله ♀‪«( :‬إذا كان أحدك ْم مائ ًما ف ْلل ْفط ْر لل الَ ْمر‪ ،‬فإ ْن‬
‫ل ْم يجدْ فعل الماء‪ ،‬فإن الماء طهور»)‪.‬‬

‫تص بم ا ك ان لينً ا‬ ‫الر َط َ‬


‫اب اس يخ ُّ‬ ‫والشطب من جمل ال َّتمش‪ ،‬ل ٰكن الف شق بيندم ا‪َّ :‬‬
‫أن ُّ‬ ‫ُّ‬
‫رط ًبا من ال َّتمش‪.‬‬

‫▪ فما كان من ال َّتمش لينا رط ًبا مملو ً ا بالما فيقال له‪( :‬رطب)‪.‬‬
‫مكبوس ا و ا َّل ذي يق ال ل ه‪( :‬ال َّتم ش) ع شف‬
‫ً‬ ‫مشصوص ا‬
‫ً‬ ‫يابس ا جا ًّف ا‬
‫▪ وما كان ً‬
‫النَّاق‪.‬‬

‫فنذا أفطش اإلنسان على رطب‪ ،‬أو على تمش يابا؛ ُّ‬
‫فكل ذ ٰل ك داخ ل جمل مس َّمى‬
‫(ال َّتمش)‪.‬‬

‫الشطب على ال َّتمش اليابا من جد َّ‬


‫اليشيع َّل يثبت فيدا ح دي ‪،‬‬ ‫ل ٰكن دعوى تفضيل ُّ‬
‫وإ َّنما يثبت األمش بالفطش على ال َّتمش‪ ،‬فنن ل يجد فعلى الما ‪.‬‬

‫وقد ذكش ابن القي ؒ تعالى «كاد المعاد» كال ًما لطي ًف ا نكت ذ ٰل ك‪ :‬و و َّ‬
‫أن‬
‫اتين الما َّدتين من أعي ما يحصل للعبد به استعادة ق واه‪ ،‬وتقوي بدن ه‪ ،‬وتني يط نفس ه‬
‫مشة أخشى‪.‬‬
‫َّ‬

‫ومن َلطي ِ ما ُي ْك َكر هاهنا‪َّ :‬‬


‫أن ٰذه ال َّطدارة للما ل يذكش ا الفقد ا ‪ ô‬تع الى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪66‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫نن الفقد ا يقتص شون الك الم عل ى طد ارة الم ا عل ى ال َّطد ارة المتعلق بطد ارة‬
‫ف َّ‬
‫األَرْبَع»‬
‫األعضا الخارج َّي ‪ ،‬أ َّما تطديش الم ا للب اطن ف ن َّند َّل يذكشون ه م ع ك ون ٰذا الح دي‬
‫الص ائ ‪،‬‬ ‫صشيحا ف ي َّ‬
‫أن الم ا يطد ش الب اطن؛ ألم ش النَّب ي ♀ ب حن يفط ش علي ه َّ‬ ‫ً‬
‫وع َّلل ذ ٰلك بقوله‪َ « :‬فإِ َّن َ‬
‫الما َا َط ُهور»‪.‬‬

‫أن طهارة الماا نوعان اثنان‪:‬‬


‫ف ُعلم بهاٰكا َّ‬

‫• أةدهما‪ :‬طهارة لألعضاا الخارجة عن البدن‪ ،‬و ي ا َّلتي يذكش ا الفقد ا ‪ô‬‬
‫تعالى فواتا كتبد ‪.‬‬
‫ٰذا الحدي ‪.‬‬ ‫• والنَّوع ال َّثاين‪ :‬طهارة باطنة‪ ،‬و ي المذكورة‬

‫ٰذا األدب‪ :‬مااا‬ ‫ؒ تع الى أن ي ذكش م ا ين درج جمل‬ ‫وبق ي عل ى المص ن‬

‫والسحور مخشجدما واحد‪ ،‬وا َّل ذي يس ُّ‬


‫تحب أن يتس َّحش‬ ‫الصائم‪َّ ،‬‬
‫فنن الفطش َّ‬ ‫يتسحر عليه َّ‬
‫َّ‬
‫و ال َّتمش؛ كما ثبتت بذ ٰلك األحادي عن النَّبي ♀‪.‬‬ ‫الصائ‬
‫عليه َّ‬

‫ب له أن يفطش على تمش‪ ،‬وأن يتس َّحش‬


‫الصائ يستح ُّ‬ ‫اليشيع ؛ َّ‬
‫أن َّ‬ ‫و ٰذا من دقائ حك َّ‬
‫الص ائ ب ين اتين الحالوت ين ح الوة ال َّطاع ‪،‬‬ ‫على تمش؛ َّ‬
‫ألن ال َّتمش ذو حالوة‪ ،‬فيع شف َّ‬
‫صيامه‪ ،‬وحالوة ال َّتمش عند س حوره‬ ‫َّ‬
‫فنن حالوة ال َّتمش عند فطشه مذكشة بفضيل يوم سل‬
‫مذكشة بحالوة طاع مقبل و ي صيام اليوم ا َّلذي يتس َّحش له‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪67‬‬

‫الخامُ والسادس‪ :‬تعجي ُ الف ْطر‪ ،‬وتأ ُير السحور؛ لقولاه ♀‪« :‬تسـحروا‬
‫فإن في السحور برك ً »‪.‬‬

‫وق ل ♀‪« :‬ال يبال الناس بخ ْلرٍ ما لجلوا الف ْطر»‪.‬‬

‫وق ل ♥‪« :‬قال الل ‪ :‬أحب لباده إلي أ ْلجله ْم ف ْط ًرا»‪.‬‬

‫وقاا ل ♀‪« :‬ال يــبال الــدي ظــاه ًرا مــا لجــل النــاس الف ْطــر؛ ألن اللهــود‬
‫والنصارى يؤخرون»‪.‬‬

‫أعجا النا س إفطا ًرا‪،‬‬


‫عمارو با ُن ميماون‪« :‬كا ن أصاح ُب محماد ♀ ْ‬
‫قا ل ُ‬
‫حورا»‪.‬‬
‫وأبطأهم ُس ً‬

‫وإنم أ ر السحور ليتقو؛ به على الصو ؛ كي ال ُي ْجرده الصو ف ُي ْقعده عان كًليار مان‬
‫الط ع ت‪.‬‬

‫قدر مسين آي ًة‪.‬‬


‫وقد ك ن بين ُسحور رسول اهلل ♀ وبين صاته ُ‬

‫الجوع والعطش ربما ضارا باه؛ فاا وجاه إلاى إمطا ل الانفس‬
‫وإنم عج الفطر؛ ألن ُ‬
‫لذ ذلك‪ ،‬م أنه ال ُقربة فيه‪.‬‬

‫بعض ُظرف السلف يأك ُ في السو ‪ ،‬فقي له في ذ ذلك‪ ،‬فق ل‪« :‬م ْط ُ الغناي‬
‫وقد ُرئي ُ‬
‫ُظلم»‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الصيام‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ٰذه الجمل أدبان اثنان ِمن جملة آدا‬ ‫ؒ تعالى‬ ‫ذكش المصن‬

‫أةدهما‪( :‬تعجيل الفطش)‪.‬‬

‫السحور)‪.‬‬
‫واآلخر‪( :‬تحخيش َّ‬

‫ع دَّ ًة ع ن النَّب ي ♀ فض يل‬ ‫ؒ تع الى أحادي‬ ‫وقد ذك ش المص ن‬


‫ثاب ت ع ن النَّب ي‬ ‫ؒ تع الى م ن األحادي‬ ‫ذ ٰل ك‪ ،‬وك ُّل م ا ذك شه المص ن‬
‫♀‪ ،‬إ َّما بسند صحيا أو حس ن‪َّ ،‬إَّل الح دي ا َّل ذي في ه َّ‬
‫أن («الل ‪ ‬قـال‪:‬‬
‫َّل يثب ت ع ن النَّب ي‬ ‫ٰذا ح دي ض عي‬ ‫ــم ف ْط ًــرا»)‪ ،‬ف َّ‬
‫نن‬ ‫أحــب لبــاده إلــي أ ْلجله ْ‬
‫♀‪.‬‬

‫واألحادي ال َّثابت دا َّل على ٰذين األدب ين العييم ين‪ :‬و م ا تعجي ل الفط ش‪ ،‬وت حخيش‬
‫السحور‪.‬‬
‫َّ‬

‫الس حور‬
‫أيض ا دَّلل النَّي ش عل ى اس تحباب ت حخيش َّ‬
‫ؒ تع الى ً‬ ‫وقد ذكش المصن‬
‫لقوة البدن‪ ،‬فيكون أعون على الوف ا‬
‫السحور فيه حفا َّ‬ ‫وتعجيل الفطش؛ وذ ٰلك َّ‬
‫أن تحخيش َّ‬
‫أثنا نداره‪َّ ،‬‬
‫وأن تعجيل الفطش فيه تقشيب لل نَّفا لمحلوفاتد ا ومب ادرة‬ ‫الصائ‬
‫بعبادات َّ‬
‫لدا بدا؛ أل َّنه َّل منفع لدا فطمدا عن ٰذه المحلوفات مع إذن َّ‬
‫اليشيع ‪.‬‬

‫الصائ إلى فطشه بعد غ شوب َّ‬


‫الي ما باختف ا ق ش‬ ‫وتعجيل الفطش يكون بحن يبادر َّ‬
‫اليما واحتج ب قشص دا ف َّ‬
‫نن‬ ‫األف ‪ ،‬وَّل يض ُّش بقا الحمشة‪ ،‬فنذا غشبت َّ‬ ‫َّ‬
‫اليما خل‬
‫ٰذا الوقت‪.‬‬ ‫ذ ٰلك وقت الفطور‪ ،‬وحينئذ يكون ال َّتعجيل بنيقاعه‬

‫للسنَّ ‪ ،‬فم ن ي مخشه ح َّت ى يتزاي د ال َّي الم أو تتي ابك‬


‫وتحخيشه عن ٰذا الوقت مخالف ُّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪69‬‬

‫النُّج وم؛ ك ُّل ذ ٰل ك مخ ال ألم ش النَّب ي ♀ تعجي ل الفط ور‪َ « :‬فاإِ َذا َذ َها َ‬
‫ب‬
‫الصائِ ُم»‪.‬‬
‫اهنَا؛ َف َقدْ َأ ْف َط َر َّ‬
‫ِ‬
‫اهنَا‪َ ،‬و َأ ْق َب َل ال َّل ْي ُل م ْن َه ُ‬
‫ِ‬
‫النَّ َه ُار م ْن َه ُ‬

‫األف ؛‬ ‫َّ‬
‫الي ما‪ ،‬واحتجابد ا خل‬ ‫ويكون إدبار النَّهار‪ ،‬وإقبال ال َّلي ِل‪ :‬بغي اب ق ش‬
‫ولو بقيت حمشتدا‪.‬‬

‫احر‪ ،‬وق د ق ال النَّب ُّي ♀‪:‬‬ ‫السحور فإ َّنه يكون بإيقاعه يف وقت َّ‬
‫الس َ‬ ‫َّأما تأخير َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫دل ٰذا الح دي عل ى َّ‬
‫أن‬ ‫« َف ْص ُل َما َب ْي َن صا َيامنَا َوصا َيا ِم َأ ْها ِل الكتَاا ِ َأ ْك َلا ُة َّ‬
‫السا َحرِ»‪ ،‬ف َّ‬

‫السحش؛ لقوله ♀‪َ « :‬أ ْك َل ُة َّ‬


‫الس َحرِ»‪.‬‬ ‫السحور و ال َّطعام ا َّلذي يكون في َّ‬
‫َّ‬

‫الساحر و‬
‫قات َّ‬
‫فو ُ‬
‫السحش مسحل دقيق م ن دق ائ العل ؛ َ‬ ‫وتقدَّ م ال َّتنبيه على َّ‬
‫أن وقت َّ‬
‫الصادق‪.‬‬
‫الكائن بين الفجش الكاذب والفجش َّ‬

‫السحش)‪ ،‬كم ا ح َّقق ه أب و الفض ل اب ن‬


‫سمى ب (وقت َّ‬
‫فما كان بين ٰذين الفجشين فن َّنه ي َّ‬
‫محمد حبيب اهلل ب ن ماياب ا‬
‫حجش ؒ تعالى «فتا الباري»‪ ،‬واختاره شيع شيوخنا َّ‬
‫نقيطي «إضا ة الحالك»‪ ،‬وذكش قول بعض المغارب ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الي‬

‫عل ذى الاذي إ ْ ت ر ُه إ ْب ُن حجاا ْر‬ ‫ما بين ك اذب و ص ادق سح ش‬

‫ٰذا الوقت‪.‬‬ ‫السحش ي ال َّطعام ا َّلذي يتناول‬


‫وتكون أكل َّ‬

‫مع‬ ‫الص حيحين» ‪ -‬أ َّن ه «ل يك ن ب ين س حور‬


‫ولد ٰذا ذكش كيد بن ثابت ‪ -‬كم ا « َّ‬
‫الصالة َّإَّل قدر ما يقشأ القارئ خمسين آي ً »‪َّ ،‬‬
‫مما يي عش‬ ‫النَّبي ♀ وقيامد إلى َّ‬
‫َّ‬
‫بحن ٰذا وقت يسيش‪.‬‬

‫الس حش َّل يك ون ل ه األج ش‬ ‫ويع َل ُم بِهاٰكا‪َّ :‬‬


‫أن تن اول ال َّطع ام قب ل ٰذا الوق ت عل ى ن َّي َّ‬ ‫ُ‬
‫المش َّتب‪ ،‬وإ َّنما يكون من جمل العيا ا َّل ذي يتغ َّذى ب ه َّ‬
‫الص ائ ‪ ،‬فم ن تس َّحش بزعم ه‬
‫‪70‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫مم ا‬ ‫ال َّلي ل أو ف ي َّ‬


‫الس اع ال َّثاني َّ‬ ‫الساع ال َّثاني عيشة أو في َّ‬
‫الساع الواحدة بعد منتص‬ ‫األَرْبَع» َّ‬
‫الس حور‪ ،‬وَّل يك ون متس ح ًشا‪،‬‬
‫السحش‪ ،‬فن َّن ه َّل يحص ل ل ه أج ش َّ‬
‫ل يدخل بعد فيدا وقت َّ‬
‫وإ َّنما يكون متناو ًَّل لطعام عام يقوي به بدنه‪ ،‬وإ َّنما يحصل أجش َّ‬
‫السحور بحن تحك ل طع ام‬
‫الصادق والفجش الكاذب‪.‬‬
‫السحش‪ ،‬و و الوقت الكائن بين الفجش َّ‬
‫السحور في وقت َّ‬
‫َّ‬

‫وقد قدَّ ره بعض أ ل العل بشبع ساع ‪ ،‬وقدَّ ره آخشون بثل ساع ‪ ،‬وأكث ش م ا ذك ش ف ي‬
‫أن الوق ت م ددد ب ين ٰذا ال َّتق اديش ا َّلت ي‬
‫تقديشه خمس وأربع ون دقيق ً ‪ ،‬وفي ه ني ش‪َّ ،‬إَّل َّ‬
‫ذكش ا أ ل العل ‪.‬‬

‫الصحاب ‪ -‬رض وان اهلل عل يد ‪ -‬ف ي آث ار ص حيح ع ند ‪ :‬أ َّند ك انوا‬


‫والمنقول عن َّ‬
‫تحخيشا شديدً ا؛ رغب ً إصاب األجش‪.‬‬
‫ً‬ ‫يبطئون في سحور ‪ ،‬فيمخشونه‬

‫ؒ تعالى عن (بعض الظرفا مان السالف أ َّن ه أك ل ف ي‬ ‫ومعنى ما ذكشه المصن‬


‫الس وق‬ ‫الس وق؛ َّ‬
‫ألن األك ل ف ي ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫السوق‪ ،‬فقي لاه فاي ذ ذلاك)‪ ،‬يعن ي عي ب علي ه أكل ه‬
‫ُّ‬
‫دنا ة‪ ،‬و و من خوارم المشو ة عند عدم الحاج كم ا ذك شه جماع ‪ ،‬فق ال ٰذا ااك ل‪:‬‬
‫فنن من عليه دين يس وف بص احب‬ ‫(«م ْط ُ الغني ُظلم»)‪ ،‬فالمراد با(الم ْط ِل)‪ :‬ال َّتسوي ‪َّ ،‬‬
‫الدَّ ين ويماطله‪ ،‬فد ٰذا و معنى الحدي ‪َ « :‬م ْط ُل ال َغن ِ ِّي»؛ يعني الواج د ا َّل ذي يج د س داد‬
‫َّنزل تناوله طعامه بد ٰذه المنزل ‪ ،‬ورأى‬ ‫فكحن ٰذا ال َّيشي‬
‫َّ‬ ‫دينه و ًل لصاحب الدَّ ين‪،‬‬
‫لد ا‬ ‫أن تحخيش تناول ال َّطعام ح َّتى يصل إلى البيت َّ‬
‫بحن ٰذا فيه مماطل لل نَّفا‪ ،‬وتس وي‬ ‫َّ‬
‫فعجل لدا بال َّطعام‪.‬‬
‫بالوعد‪َّ ،‬‬

‫وأفعال ال ُّيشفا َّل يقتدى بدا‪ ،‬والميدور عند أ ل العل وذكشه بعضد فيما تسقط ب ه‬
‫السوق مع عدم الحاج إلى ذ ٰل ك‪ ،‬ف َّ‬
‫نن ٰذا دن ا ة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫اليدادة‪ :‬أن يحكل اإلنسان طعامه‬
‫و و خالف فعل المشو ة ا َّلتي تعشفدا العشب بلداندا‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪71‬‬

‫الفصل الَّرابع‪ :‬فيما ُيجتنَب فيه‬

‫ٰذا الفصل جمل ً من األفعال ا َّلتي يجتنبدا َّ‬


‫الصائ ‪.‬‬ ‫ؒ تعالى‬ ‫ذكش المصن‬

‫الصائم نوعان اثنان‪:‬‬


‫وما يجتنبه َّ‬

‫محش ًما‪.‬‬
‫• إ َّما أن يكون َّ‬
‫• وإ َّما أن يكون مكشو ً ا‪.‬‬

‫فد ٰذا الفصل جامع للنَّوعين جمي ًعا‪.‬‬

‫ؒ تعالى فيه خمس أنواع‪.‬‬ ‫وقد ذكش المصن‬

‫وقد أصاب ؒ تعالى إذ ب َّوب بقوله‪( :‬فيما ُيجتنَب فيه)‪:‬‬

‫محش ًما أو مكشو ً ا‪.‬‬ ‫▪ َّ‬


‫فنن اَّلجتناب عام للمدو ‪ ،‬سوا ً كان َّ‬
‫أن اَّلجتناب فيه إرشاد إلى تش الفعل مع تش ال ُّطشق الموصل إليه‪.‬‬
‫▪ كما َّ‬

‫آي ات‬ ‫والس نَّ‬ ‫ولذ ٰل ك ي حتي ال َّتعبي ش ب األمش باَّلجتن اب لس ان َّ‬
‫الي شع ف ي الق شآن ُّ‬
‫وأحادي كثيشة‪ ،‬يشاد مندا‪ :‬تش الفعل‪ ،‬مع تش ال ُّطشق الممدي إليه‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وهو أنوا ‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬الومال‪ ،‬ق ل أبو هريرة‪ :‬نرى رساول اهلل ♀ عان الوصا ل‪ ،‬فقا ل‬
‫رج من المسلمين‪ :‬فإنك ي رسول اهلل ُتواص ‪ ،‬ق ل رساول اهلل ♀‪« :‬وأيكـ ْم‬
‫م ْثلي؟ إني أبلت ي ْطعمني ربي وي ْسـرلني»‪ ،‬فلما أب ْاوا أن ينتراوا عان الوصا ل واصا برام‬
‫أباوا‬
‫لمناك لرم حين ْ‬
‫يو ًم ‪ ،‬ثم يو ًم ‪ ،‬ثم رأ ُوا الرال‪ ،‬فق ل‪« :‬ل ْو تأخر اله ل لب ْدتك ْم»‪ ،‬ك ُ‬
‫أن ينتروا‪.‬‬

‫وإضم ر األجس د من غير عب دة‪.‬‬


‫القو؛‪ْ ،‬‬ ‫وإنم نرى عن الوص ل لم فيه من إضع‬

‫فإن ك ن أك ُله ُ‬
‫وشر ُبه عند ربه حقيق ًة فإنه لم ُيواص ‪.‬‬ ‫وأم الرسول ♀ ْ‬

‫وإن عبر ب ألك والشرب عن قاوة األناس با هلل والسارور بقرباه فقاد قا ذ ذلاك مقا‬
‫األك والشرب في إنع ش قواه‪ ،‬ب هو ُ‬
‫أبلغ من الطع والشراب‪:‬‬

‫وي ْو لق ك ُْم ذاا ف ْط ُر صي مي‬ ‫وقدْ ُص ْم ُت ع ْن لذات د ْهري كُلر‬


‫ل ْيس ْت لم ْأ ُكول وال م ْش ُروب‬ ‫ول ْقد وجدْ ُت لذاذ ًة لك في الحش‬

‫الصايام‪ :‬و و‬
‫مما ُيجتنب يف ِّ‬
‫األول َّ‬
‫ٰذه الجمل النَّوع َّ‬ ‫ؒ تعالى‬ ‫ذكش المصن‬
‫(الوصال)‪.‬‬

‫السحش أو كياد ًة‪.‬‬


‫الصائ فطشه إلى َّ‬ ‫وةقيقة ( ِ‬
‫الوصال)‪ :‬أن يمخش َّ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪73‬‬

‫السحش كان مواص ًال‪ ،‬فنذا كاد عليه بتحخيش فطشه إلى غ شوب‬
‫الصائ فطشه إلى َّ‬ ‫فنذا َّ‬
‫أخش َّ‬
‫اليما اليوم ال َّثاني فن َّنه يكون قد واصل كياد ًة عن يوم قد صامه مع ليله‪.‬‬
‫َّ‬

‫أ ل العل ‪ ô‬تع الى حك الوص ال؛ فم ند م ن ق ال بتحشيم ه‪،‬‬ ‫وقد اختل‬


‫ومند من قال بكشا ته‪.‬‬

‫أن ِ‬
‫الو َصال نوعان اثنان‪:‬‬ ‫والمخ َت ُار‪َّ :‬‬

‫الص ائ فط شه إل ى‬ ‫* أةادهما‪ِ :‬وصاال مباااح؛ و و الوص ال إل ى َّ‬


‫الس حش‪ ،‬ب حن ي مخش َّ‬
‫والسحور جمي ًعا‪.‬‬
‫السحور الفطش َّ‬
‫سحوره‪ ،‬فيجتمع في طعام َّ‬

‫أن النَّب َّي ♀ ق ال‪َ « :‬ف َاأ ُّي ُك ْم َأ َرا َد َأ ْن‬‫الص حيا»‪َّ :‬‬
‫ويدل على ٰذا ما ثب ت « َّ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس حش‪ ،‬ف ال يفط ش‬ ‫ُي َواص َل َف ْل ُي َواص ْل إِ َلى َّ‬
‫الس َحرِ»‪ ،‬ففي ٰذا الحدي إباح الوصال إلى َّ‬
‫السحش يتناول أكل ً واح د ًة تك ون‬ ‫الصائ مع غشوب َّ‬
‫اليما‪ ،‬بل يمخش الفطش إلى وقت َّ‬ ‫َّ‬
‫فطوره وسحوره‪.‬‬
‫ِ‬
‫* والنَّوع ال َّثاني‪ِ :‬وصال مكروه؛ و و ما كاد عن ٰذا الق در‪ ،‬ف نذا واص ل َّ‬
‫الص ائ إل ى‬
‫يوم ثان أو ثال أو رابع َّ‬
‫فنن ذ ٰلك مكشوه أصا قولي أ ل العل ‪ ô‬تعالى‪.‬‬

‫الزبي ش؛ أ َّن ه ك ان يواص ل خمس عي ش‬


‫الصحاب كعبد اهلل ب ن ُّ‬
‫وقد ثبت ٰذا عن بعض َّ‬
‫يو ًما‪ ،‬وإسناده صحيا‪.‬‬

‫السل ‪.‬‬
‫أيضا عن جماع من َّ‬
‫ٰذا ً‬ ‫وجا‬

‫الس نن المشو َّي ع ن النَّب ي ♀‪ ،‬وعب د اهلل‬


‫ُّ‬ ‫أولى النَّ اق بفد‬ ‫والصحاب‬
‫َّ‬
‫صحابي‪.‬‬

‫محشم إذا كاد عن القدر ا َّلذي تقدَّ م‪.‬‬ ‫واألقر ُ و َّ‬


‫أن الوصال مكشوه غيش َّ‬
‫‪74‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ووصال النَّبي ♀ ل يك ن كوص ال غي شه‪ ،‬فق د ع َّلل ه النَّب ُّي ♀‬


‫األَرْبَع»‬
‫يت ُي ْط ِع ُمن ِي َر ِّبي َو َي ْسا ِقين ِي»‪ ،‬فق د َّ‬
‫دل ٰذا الح دي عل ى أ َّن ه‬ ‫بقوله‪َ « :‬و َأ ُّي ُك ْم ِم ْث ِلي إِ ِّني َأبِ ُ‬
‫يحصل له ♀ اإلطع ام واإلس قا ‪ ،‬و ل ٰذا إطع ام وإس قا حقيق ً ؟ أو و‬
‫والسشور بقشبه؟‬
‫قوة األنا باهلل ُّ‬ ‫تعبيش عن األكل ُّ‬
‫واليشب بما يجد من َّ‬

‫قوَّلن أل ل العل ‪.‬‬

‫القول ال َّثانِي‪ ،‬و و أ َّنه لكمال أنسه بشبه ‪ ‬وسشوره بقشبه انقطعت‬
‫ِ‬ ‫والجمهور على‬
‫نفسه عن اَّللتفات إلى المحلوفات‪ ،‬وقد نصش ٰذا الق ول أب و عب د اهلل اب ن الق ي ؒ‬
‫المعارف»‪.‬‬ ‫السعادة»‪ ،‬وأبو الفشج ابن رجب «لطائ‬
‫تعالى «مفتا دار َّ‬
‫أن م ا ي ذكشه بع ض النَّ اق ف ي ٰذا الح دي م ن ق ولد َّ‬
‫أن النَّب َّي‬ ‫ومم اا ُين َّب اه إليااه‪َّ :‬‬
‫َّ‬
‫يات ِعنْادَ َر ِّباي ُي ْط ِع ُمنِاي َو َي ْسا ِقين ِي» َّل أص ل ل ه بد ٰذا ال َّلف ا‪،‬‬
‫♀ قال‪« :‬إِنِّاي َأبِ ُ‬
‫يت ُي ْط ِع ُمنِاي َر ِّباي َو َي ْسا ِقين ِي»‪ ،‬ل يا في ه َّ‬
‫أن النَّب َّي ♀‬ ‫وإ َّنما المحفوظ‪« :‬إِ ِّني َأبِ ُ‬
‫يبيت عند ربه‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪75‬‬

‫اول اهلل ♀ ُيقب ا ُ وهااو‬


‫الث ـاين‪ :‬الر ْبل ـ ‪ ،‬ق لاات ع ئش ا ُة ▲‪« :‬ك ا ن رسا ُ‬
‫ص ئم‪ ،‬و ُيب ش ُر وهو ص ئم‪ ،‬ولاذكنه أ ْملك ُكم ألربه»‪.‬‬

‫فمن ك ن ً‬
‫شيو يأمن على نفسه من تحريك الشروة وإفس د الصو ‪ ،‬فا بأس بر ‪.‬‬

‫ف اإن ك ا ن ش ا ب ال يااأم ُن ذ ذلااك كُرهاات لااه؛ لم ا فير ا م ان تعااريض العب ا دة لإلفس ا د‬


‫والمو قرة بر ‪.‬‬
‫ُ‬

‫الصائم‪ :‬و و (القبل )‪.‬‬


‫مما يجتنبه َّ‬
‫نوعا ثان ًيا َّ‬
‫ؒ تعالى نا ً‬ ‫ذكش المصن‬

‫والمراد با(ال ُق ْب َلة)‪ :‬إلصاق َّ‬


‫الي فتين ب بعض الب دن‪ ،‬ومن ه تقبي ل ال َّشأق والي د والخ د‪،‬‬
‫فن َّندا جمي ًعا ييملدا اس (القبل )‪.‬‬

‫وال ُقبلة باعتبار تع ُّلقها ِّ‬


‫بالصيام نوعان اثنان‪:‬‬

‫للشهوة؛ كتقبيل الوالد لولده‪ ،‬أو الولد لوال ده‪ ،‬ف َّ‬
‫نن‬ ‫األول‪ُ :‬قبلة ليست ا‬
‫محال َّ‬ ‫‪ ‬النَّوع َّ‬
‫محمورا باجتنابدا باتف اق أ ل‬
‫ً‬ ‫محال َّ‬
‫لليدوة‪ ،‬فدي ليست مكشو ‪ ،‬وَّل‬ ‫ٰذه القبل ليست ًّ‬
‫العل ‪ ô‬تعالى‪.‬‬

‫الشج ل كوج ه م ًثال‪ ،‬وهااٰكا النَّاوع‬ ‫‪ ‬والنَّوع ال َّثانِي‪ُ :‬قبلة هي محل َّ ِ‬


‫للشهوة‪ ،‬بحن يقب ل َّ‬
‫الصائم‪:‬‬ ‫ثالث ُة أقسام يف ِّ‬
‫ةق َّ‬
‫‪76‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ُكاره ةينئاك‪،‬‬ ‫الصائ مع األمن على نفس ه م ن تح ُّش َّ‬


‫الي دوة؛ وال ت َ‬ ‫األول‪ :‬أن يقبل َّ‬
‫* َّ‬
‫األَرْبَع»‬
‫تحش شدوته جاك له ذ ٰلك‪ ،‬سوا ً كان ً‬
‫شيخا أو شا ًّبا‪.‬‬ ‫فمن أمن على نفسه ُّ‬

‫* وال َّثاين‪ :‬من َّل يحمن على نفسه ُّ‬


‫تحش َّ‬
‫اليدوة‪ ،‬ول ٰكنَّه يعشف من نفسه أ َّندا َّل تتعدَّ ى‬
‫حشم اهلل‪ ،‬وهاٰكا القسم مكروه‪.‬‬
‫مما َّ‬
‫القبل إلى ما ورا ا َّ‬

‫* وال َّثالااث‪ :‬م ن َّل ي حمن عل ى نفس ه تح ُّش َّ‬


‫الي دوة‪ ،‬ويخي ى أن تتجاوك ا إل ى م ا‬
‫الصائم‪ ،‬فمن ع شف م ن نفس ه أ َّن ه إذا ق َّب ل‬
‫محرم على َّ‬
‫حشم اهلل‪ ،‬وهاٰكا القسم َّ‬
‫مما َّ‬
‫ورا ا َّ‬
‫محشم ً‬ ‫تحشكت شدوته‪ ،‬ث َّ تمادى به األمش ح َّتى واق ع كوج ه‪ ،‬ف َّ‬
‫نن القبل حينئ ذ تك ون َّ‬ ‫َّ‬
‫تحشي وسائل‪.‬‬

‫تحش َّ‬
‫اليدوة‪ ،‬ول ٰكنَّه يعشف م ن نفس ه أ َّند ا َّل تتج ارى‬ ‫أ َّما إذا كان َّل يحمن على نفسه ُّ‬
‫حق ه‪ ،‬أ َّم ا م ن أم ن عل ى نفس ه‬ ‫به ح َّتى توقعه الحشام‪ ،‬فن َّند ا حينئ ذ تك ون مكشو‬
‫اليدوة فن َّندا َّل تكون مكشو ً حقه‪ ،‬بل تكون مباح ً ‪.‬‬
‫تحش َّ‬
‫ُّ‬

‫اليدوة َّل تتع َّل بس ن‪ ،‬وإن‬ ‫والياب‪َّ ،‬‬


‫فنن حشك َّ‬ ‫الييع َّ‬
‫وَّل فشق في ٰذه األقسام بين َّ‬
‫و أول ى‬ ‫تحشكدا ‪ -‬بدون تفشي‬ ‫َّ‬
‫الياب أقوى‪ ،‬وتعليقدا بمحل ورود ا ‪ -‬و و ُّ‬ ‫كانت‬
‫من جد األد َّل ‪.‬‬

‫وهنا َيرِد إشكال لطي ‪ :‬و و َّ‬


‫أن الفقدا ‪ ô‬تعالى ف َّشقوا ‪ -‬في المذ ب وغيشه ‪-‬‬
‫تحش َّ‬
‫اليدوة‪ ،‬وبين إذا كان َّل يحمن على نفس ه تح ُّش‬ ‫بين العبد إذا كان يحمن على نفسه ُّ‬
‫اليدوة َّل يك ون‬ ‫يع َّل الحك بيي َّل يكون َّإَّل بعد القبل ؟! َّ‬
‫فنن تحش َّ‬ ‫َّ‬
‫اليدوة‪ ،‬وكي‬
‫ع َّل الفقدا ‪ ô‬تعالى الحك بي ي يك ون عاق ًب ا‬ ‫َّإَّل بعد أن يقبل اإلنسان‪ ،‬فكي‬
‫للمسحل نفسدا؟‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪77‬‬

‫[الجددواب]‪َّ :‬‬
‫أن الفقد ا ‪ ô‬تع الى أرادوا ب ذ ٰل ك ر َّد عل ك ل عب د إل ى نفس ه‪،‬‬
‫تتحش شدوته بعد القبل فد ٰذا يحك‬
‫فباعتبار ما يعل من نفسه‪ ،‬فمن عل من نفسه أ َّنه َّ‬
‫تتحش ‪ ،‬ومن كان يعشف من نفسه خالف ذ ٰلك فن َّنه يحك لدا بذ ٰلك‪.‬‬ ‫لنفسه َّ‬
‫بحن شدوته َّ‬

‫والفقدا ‪ ô‬تعالى تب ًعا َّ‬


‫لليشيع قد يش ُّدون بعض األحكام إلى ني ش العب د نفس ه‪،‬‬
‫حن ال دَّ م‬ ‫ُّ‬
‫كل أحد بحسبه)‪ ،‬فم ن حك ب َّ‬ ‫الكثيش‪( :‬وفح‬ ‫كما يقولون الدَّ م الفاح‬
‫كما متعل ًقا به و‪.‬‬
‫كثيش‪ ،‬كان ٰذا ح ً‬ ‫حقه فاح‬
‫‪78‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الثالث‪ :‬الحجام ‪.‬‬

‫صح أن رسول اهلل ♀ احتجم وهو ص ئم‪.‬‬

‫وسئ أنس‪ :‬أ ُكنْ ُتم تكرهون الحج مة للص ئم؟ ق ل‪ :‬ال إال من أج الاعف‪.‬‬
‫ُ‬

‫فمن أضعف ْت ُه الحج م ُة كُره له؛ إ ْذ ال يأم ُن من الف ْطر‪ ،‬أو م ْن ثقا العبا دة علياه فيتبار‬
‫بر ‪ ،‬في ْكره عب دة اهلل‪.‬‬

‫الصائم‪ :‬و و (الحجام )‪.‬‬ ‫نوعا ثال ًثا َّ‬


‫مما يجتنبه َّ‬ ‫ؒ تعالى نا ً‬ ‫ذكش المصن‬

‫والمراد با(الحجامة)‪ :‬إخشاج الدَّ م الفاسد من الب دن عل ى ص ورة مخصوص معشوف‬


‫عند أ ل الطب‪.‬‬

‫محشم؟‬
‫للصائ أو َّ‬
‫الصورة ل و مكشوه َّ‬
‫وإخشاج الدَّ م على ٰذه ُّ‬

‫قوَّلن أل ل العل ‪ ô‬تعالى‪.‬‬

‫للصائ وَّل تكون مفطش ًة‪.‬‬ ‫ومكهب الجمهور‪َّ :‬‬


‫أن الحجام تكشه َّ‬

‫الصائ ‪ ،‬ومن احتج فقد أفطش‪.‬‬


‫محشم على َّ‬
‫َّ‬ ‫والقول ال َّثانِي‪ :‬و َّ‬
‫أن الحجام‬

‫الس نن»‪:‬‬
‫بي ♀ كما « ُّ‬ ‫ُ‬
‫وهاٰكا القول هو القول األسعد بالدَّ ليل‪ ،‬فقد قال النَّ ُّ‬
‫الم ْح ُجو ُم»‪َّ ،‬‬
‫فدل ٰذا الحدي المحك عل ى َّ‬
‫أن م ن اح تج أو حج‬ ‫الح ِ‬
‫اج ُم َو َ‬ ‫« َأ ْف َط َر َ‬
‫أفطش بذ ٰلك‪ ،‬فالحجام حشام على الحاج والمحجوم‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪79‬‬

‫وما عدا ٰذا من األحادي ‪:‬‬

‫▪ فن َّما أن تكون أحادي َّل تثبت؛ كاألحادي الواردة نسع الفط ش بالحجام ‪،‬‬
‫نس ع الفط ش بالحجام َّل تثب ت ع ن النَّب ي‬ ‫المشو َّي‬ ‫ف َّ‬
‫نن األحادي‬
‫♀‪.‬‬
‫▪ وأ َّما األحادي الواردة من فع ل النَّب ي ♀ أ َّن ه اح تج و و ص ائ ‪،‬‬
‫«كاد المع اد»‪ ،‬فن َّن ه يحت اج‬ ‫فن َّندا َّل تسل من المعارض كم ا ذك ش اب ن الق ي‬
‫مشيض ا‬
‫إلى معشف ل كان صيام نفل أم فشض؟ ويحتاج إلى معشف ل كان ً‬

‫مقيما؟ وك ُّل ذ ٰل ك َّ‬


‫مم ا‬ ‫مسافشا أم ً‬
‫ً‬ ‫أو غيش مشيض؟ ويحتاج إلى معشف ل كان‬
‫َّل سبيل إليه‪.‬‬

‫ٰذه المس حل عل ى‬ ‫الص حاب ‪ -‬رض وان اهلل عل يد ‪ -‬فم ن بع د‬


‫َّ‬ ‫وق د اختل‬
‫القولين المتقدمين‪.‬‬

‫الص ائ ‪ ،‬وتع شيض نفس ه‬ ‫ِ‬


‫والنَّظا ُار دال علااى تحااريم الحجامااة؛ لم ا فيد ا م ن إض عاف َّ‬
‫و الق ول األس عد بال دَّ ليل‪،‬‬ ‫الص ائ‬
‫حشم عل ى َّ‬ ‫للدلك ‪ ،‬فالقول َّ‬
‫بحن الحجام مفط شة م َّ‬
‫و و مذ ب أكثش فقدا أ ل الحدي كما ذكشه جماع ؛ مند ‪ :‬ابن خزيم ؒ‪ ،‬وابن‬
‫المنذر ؒ‪ ،‬ومال إلى ٰذا أبو الع َّباق ابن تيم َّي الحفيد‪ ،‬جماع من المحققين‪.‬‬

‫الح ِ‬
‫ااج ُم‬ ‫و ٰذا الفط ش ع ام للح اج والمحج وم؛ لق ول النَّب ي ♀‪َ « :‬أ ْف َط َار َ‬
‫الم ْح ُجو ُم»‪.‬‬
‫َو َ‬

‫الضع ‪.‬‬‫فأما المحجو ُم‪ :‬فألجل ما يد ُّب إلى بدنه من َّ‬ ‫▪ َّ‬
‫الحاجم‪َ :‬ف ِع َّل ُة تفطيره بالحجامة اختل فيها أهل العلم إلى قولين اثنين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وأما‬
‫▪ َّ‬
‫‪80‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األول‪َّ :‬‬
‫أن الح اج يحك بفط شه ويح شم علي ه فع ل الحجام ؛ أل َّن ه يع ين‬ ‫• القااول َّ‬
‫األَرْبَع»‬

‫المحجوم على ذ ٰلك‪ ،‬و ٰذا اختيار شيخنا َّ‬


‫الييع ابن ب اك ؒ تع الى؛ فألج ل‬
‫حشم حك بفطشه‪.‬‬ ‫كونه معينًا على الم َّ‬
‫وصل إلى فعل الحجام بمص‬ ‫والقول ال َّثانِي‪َّ :‬‬
‫أن الحاج إ َّنما حك بفطشه؛ أل َّنه يت َّ‬ ‫ُ‬ ‫•‬
‫الدَّ م بنفسه بآل مد َّيحة لد ٰذا الفعل‪ ،‬فألجل أ َّنه يعشض نفسه لوصول الدَّ م إلى جوفه‬
‫حك بفطشه‪ ،‬و ٰذا اختيار أبي الع َّباق ابن تيم َّي الحفيد‪ ،‬وهو أقوى‪.‬‬

‫وعلى ٰذا فنذا حج الح اج بغي ش ٰذه الص ف ‪ -‬ك حن يحج بآل َّل يس تعين فيد ا‬
‫بيفط الدَّ م بنفسه ‪ ،-‬فن َّن ه َّل يك ون مفط ًشا؛ ألج ل ع دم الع َّل ‪ ،‬والحك ي دور م ع ع َّلت ه‬
‫وجو ًدا وعد ًما‪.‬‬

‫وقد ذ ب أكثش أ ل العل من القائلين بال َّتفطيش بالحجام ‪ -‬و و الم ذ ب ‪ -‬إل ى َّ‬
‫أن‬
‫والشعاف‪ ،‬وغيش ا = أ َّندا ليس ت مندرج ً ف ي‬
‫ما كان معنا ا؛ كالفصد‪ ،‬وال َّتب ُّشع بالدَّ م‪ُّ ،‬‬
‫أن مااا كااان يف معنااى الحجامااة فلااه‬
‫حيح َّ‬
‫الص ا ُ‬ ‫الحك ‪ ،‬و ٰذا الق ول ق ول ض عي ‪ ،‬با ِ‬
‫ال َّ‬
‫ةكمها؛ كال َّتب ُّشع بالدَّ م‪ ،‬أو الفص د‪ ،‬أو اإلرع اف عم دً ا‪ ،‬ف نذا حم ل اإلنس ان نفس ه عل ى‬
‫ُ‬
‫الشعاف عمدً ا ليخ َّ رأس ه ف َّ‬
‫نن ٰذا بمعن ى الحجام كم ا ذك ش أب و الع َّب اق اب ن تيم َّي‬ ‫ُّ‬
‫الصحيا‪.‬‬
‫الحفيد‪ ،‬و و المواف للقياق َّ‬
‫ِ‬
‫الحجامة؛ َّ‬
‫ألن تحليل ال دَّ م إ َّنم ا يك ون في ه ق در يس يش‪،‬‬ ‫فليس فِي معنى‬
‫َّأما تحليل الدَّ م َ‬
‫الب دن كم ا يعشف ه أ ل‬ ‫والقدر اليسيش َّل يض ُّش‪ ،‬وأ َّما ال َّتب ُّشع بال دَّ م ففي ه ق در كبي ش يض ع‬
‫العل بالطب‪.‬‬

‫للصائ ‪ ،‬أ َّم ا تحلي ل ال دَّ م ف ال‬


‫ممنوعا له مفط ًشا َّ‬
‫ً‬ ‫فيكون ال َّتب ُّشع بالدَّ م في معنى الحجام‬
‫يكون في ٰذا المعنى‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪81‬‬

‫نن غس ل الكل ى في ه إخ شاج ال دَّ م وإع ادة ل ه‬ ‫ومماا ُيلحاق بِهااا ً‬


‫أيضاا‪ :‬غس ل الكل ى‪ ،‬ف َّ‬ ‫َّ‬
‫للصائ ‪.‬‬
‫بتغييشه‪ ،‬ففيه معنى الحجام ‪ ،‬فيكون مفط ًشا َّ‬
‫‪82‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الرابع‪ :‬الكحل‪.‬‬

‫ك ن أنس يكتح ُ وهو ص ئم‪.‬‬

‫رأيت أحدً ا من أصح بن ي ْكره ال ُك ْح للص ئم‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األعمش‪ :‬م‬ ‫وق ل‬

‫ُ أن يكتح الص ئم ب لصبر‪.‬‬ ‫إبراهيم ُير‬


‫ُ‬ ‫وك ن‬

‫فا فر بين ال ُك ْح الح د الذي ين ُف ُذ إلى ُ‬


‫الحلقو ‪ ،‬وبين غيره‪.‬‬

‫روج من ا العلم ‪.‬‬


‫ً‬ ‫واألولى اجتن ُبه‪،‬‬

‫الصائم‪ ،‬و و (الكحل)‪.‬‬


‫ؒ تعالى نا نو ًعا راب ًعا مما يجتنبه َّ‬ ‫ذكش المصن‬

‫ٰذا‪:‬‬ ‫أ ل العل ‪ ô‬تعالى‬ ‫وقد اختل‬

‫للصائ وَّل مفط ًشا له‪.‬‬


‫ممنوعا َّ‬
‫ً‬ ‫▪ فجمهور أهل العلم على َّ‬
‫أن الكحل ليا‬
‫▪ وذهب بعض أهل العلم ‪ -‬و و مذ ب الحنابل ‪ -‬إل ى َّ‬
‫أن الكح ل يح شم عل ى‬
‫الص ائ طعم ه‬
‫الصائ ‪ ،‬فنذا اكتح ل أفط ش‪ ،‬ل ٰكنَّد يفشق ون ب ين كح ل يج د َّ‬
‫َّ‬
‫الص ائ طعم ه حلق ه‪ ،‬ف ال‬
‫حلقه‪ ،‬فيكون مفط ًشا عند ‪ ،‬وبين كحل َّل يج د َّ‬
‫يكون مفط ًشا عند ‪.‬‬

‫الصائ ؛ لعدم ثبوت ش ي م ن األحادي‬


‫ما كان َّل يفطش َّ‬ ‫والمختار‪َّ :‬‬
‫أن الكحل كي‬
‫ٰذا الباب‪.‬‬ ‫الواردة‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪83‬‬

‫والي شاب ا َّل ذي جع ل‬


‫أن العين ليست منف ًذا للجوف‪ ،‬وَّل الكحل بمعنى ال َّطع ام َّ‬
‫كما َّ‬
‫من جمل المفطشات‪.‬‬

‫جارح ا‬ ‫اال صا ِ‬
‫ايامه‪ ،‬وَّل يك ون ذ ٰل ك‬ ‫للصاائم أن يكتحا َال يف عين ِاه بمااا شااا َا ةا َ‬
‫ً‬ ‫فيجااول َّ‬
‫لصيامه‪ ،‬وَّل مفسدً ا له‪.‬‬
‫‪84‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫[الخامُ‪ :‬االستنش يف الوضو ]‪.‬‬

‫رسول اهلل ♀ للقيط بن صبرة‪« :‬أ ْسبـغ الوضوء‪ ،‬وخل ْل بـ ْل األمـابع‪،‬‬


‫ُ‬ ‫قل‬
‫االسَنْْــاق‪ ،‬إال أ ْن تكــون م ـائ ًما»‪ ،‬فنرااى عاان المب لغااة؛ لم ا يف ذ ذلااك ماان‬
‫وب ـالغْ ف ـي ْ‬
‫المو قرة ب لعب دة‪ ،‬وتعريار لإلفس د‪.‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫الصائم‪.‬‬
‫مما يجتن ُبه َّ‬
‫خامسا َّ‬
‫ً‬ ‫ؒ تعالى نا نو ًعا‬ ‫ذكش المصن‬

‫وق د س قط ٰذا النَّ وع الخ اما م ن األص ل المخط وط‪ ،‬وع َّب ش عن ه المعتن ي بد ٰذه‬
‫النُّس خ بقول ه‪( :‬الخااامس‪ :‬اَّلستني اق ف ي الوض و )‪ ،‬و ٰذا تعبي ش خ الف مقتض ى‬
‫الحدي ‪.‬‬

‫نن ا َّل ذي يك شه‬


‫وصوا ُ العبارة‪( :‬الخاما‪ :‬المبالغ في اَّلستني اق ف ي الوض و )‪ ،‬ف َّ‬
‫مجشد اَّلستنياق و م ن‬ ‫مجشد اَّلستنياق؛ َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫و المبالغ في اَّلستنياق‪َّ ،‬ل َّ‬ ‫للصائ‬
‫َّ‬
‫أفعال الوضو المحمور بدا‪.‬‬

‫الصائ عن المبالغ في اَّلستني اق الوض و ‪ ،‬ويك شه ل ه ذ ٰل ك؛ لق ول النَّب ي‬


‫فيندى َّ‬
‫االسَنْْاق‪ ،‬إال أ ْن تكون مائ ًما»)‪ ،‬فيندى العبد ع ن أن يب ال‬
‫♀‪«( :‬وبالغْ في ْ‬
‫استنياقه؛ (لما ذ ٰلك من المخاطشة بالعبادة‪ ،‬وتعشيضدا لإلفساد)‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪85‬‬

‫من ه‬ ‫للصائ أن يتسا ل في اَّلستكثار م ن اَّلستني اق بالم ا ‪ ،‬ب ل يتخ َّف‬


‫فال ينبغي َّ‬
‫ويكتفي بالقدر الواجب منه دون مبالغ ‪.‬‬

‫الصائ فوصل شي م ن الم ا إل ى جوف ه‪ ،‬فن َّن ه ََّّل يفط ش ب ذ ٰل ك؛ لع دم‬


‫َّ‬ ‫وإذا استني‬
‫القصد‪.‬‬
‫أن الصائم إذا لم ِ‬
‫يقصدْ مف ِّط ًرا بل غلب عليه بال إرادة‪ ،‬فإنَّاه ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ومن قواعد المف ِّطرات‪َّ َّ :‬‬
‫ُي ْفطِ ُر به؛ كمن دخل إلى جوفه ما أثنا مضمضته‪ ،‬أو دخل إلى جوفه ما أثنا استنياقه‪،‬‬
‫أو نحو ذ ٰلك؛ فن َّنه َّل يكون مفط ًشا؛ لعدم قصده لتناول ٰذا المفطش ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫األول‪.‬‬
‫(‪ )1‬إلى نا ت م ام ال مجلا َّ‬
‫‪86‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫في التماس ليلة ال َق ْدر‬

‫ؒ تعالى لبيان ميشوع َّي تط ُّلب ليل القدر‪.‬‬ ‫ٰذا الفصل عقده المصن‬

‫داس ليلددة ال َق د ْدر) ج شى في ه وف المنق ول ع ن النَّب ي‬


‫وقول ه ؒ تع الى‪( :‬التمد ُ‬

‫وها فِاي‬ ‫ِ‬


‫الص حيا‪« :‬ا ْل َتم ُسا َ‬
‫َّ‬ ‫بي ♀ قال كم ا‬ ‫َّ‬
‫♀ من األمش‪ ،‬فنن النَّ َّ‬
‫ص‬ ‫ال َع ْشرِ ال َب َو ِاقي»‪ ،‬وال َّتعبيش بلفا جا خطاب َّ‬
‫اليشع أول ى م ن ال َّتعبي ش بغي شه‪ ،‬كم ا ن َّ‬
‫على ذا المعنى أبو عبد اهلل ابن القي ؒ تعالى أواخش كتابه «إعالم الموقعين»‪.‬‬

‫لمنين فاضلين ُأخفيا يف هاٰكه َّ‬


‫الشريعة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وليلة القدر هي أةدُ‬

‫• َّأما أةدهما‪ :‬فدو ليل القدر‪.‬‬


‫وأما الوقت اآلخر‪ :‬فدو ساع اإلجاب يوم الجمع ‪.‬‬
‫• َّ‬

‫ف نن ٰذين ال وقتين ق د خفي ا ع ن العب اد وغبي ا؛ ليلتمس دما العب اد‪ ،‬ويجتد دوا ف ي‬
‫العبادات الميشوع فيدما‪.‬‬

‫والفرق بين هاٰكين الوقتين الفاضلين ِمن أربعة وجوه‪:‬‬


‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪87‬‬

‫السن ‪ ،‬وأ َّما ساع اإلجاب فن َّند ا تك ون‬


‫َّ‬ ‫مشة واحد ًة‬ ‫▪ َّأولها‪َّ :‬‬
‫أن ليل القدر تكون َّ‬
‫كل جمع ‪.‬‬
‫أن ليل القدر وقت ليلي‪َّ ،‬‬
‫وأن ساع اإلجاب وقت نداري‪.‬‬ ‫▪ وثانيها‪َّ :‬‬
‫▪ وثالثهااا‪َّ :‬‬
‫أن ليل الق در تس توعب كمنً ا مدي دً ا و و ليل بكاملد ا‪ ،‬وأ َّم ا س اع‬
‫فتختص ببعض وقت النَّدار‪ ،‬و و كما جا تقديشه في األحادي ال َّثابت‬
‫ُّ‬ ‫اإلجاب‬
‫اعة»‪ ،‬ولذ ٰلك سميت ب (ساع اإلجاب )‪.‬‬
‫عن النَّبي ♀ « َس َ‬
‫حب إحياؤ ا بالقي ام‪ ،‬وأ َّم ا س اع اإلجاب ف َّ‬
‫نن‬ ‫▪ وراب ُعهااا‪َّ :‬‬
‫أن ليل الق در يس ت ُّ‬
‫عمارتدا تكون بالدُّ عا ‪.‬‬

‫فحصل بد ٰذه الفشوق األربع تمييز ٰذين الوقتين الفاضلين أحد ما عن ااخش‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫ليل ُة القدر ليلة شريفة‪ ،‬فالر اهلل على ألف شرر ليس فير ليل ُة القدر‪.‬‬

‫قاول الارب ▐‪﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾‬


‫ُ‬ ‫وقد صدح براذذا الشار‬
‫ُ‬
‫بحياث تكاون مفاال ًة‬ ‫[القادر]‪ ،‬وهاذذه اآلية فير بي ُن عظيم ش ْأو هاذذه الليلة ورفي ُرتبترا ‪،‬‬
‫عند الرب ▐ على ألف شرر‪ُ ،‬يجز بأنه (ليس فيرا ليلاة القادر)؛ ألناه لاو قيا‬
‫بأن في تلك الشرور ليلة فاي كا شارر منرا ليلا ُة القادر لتس ْلسا الفاا ُ ‪ ،‬ولااذكن معناى‬
‫اآلية‪ :‬أن للل الردر تكون أفضل م ألف شهرٍ للُ في شيء منها للل الردر‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪89‬‬

‫وع ُلاو منزلترا ‪ ،‬وإما ألن األردا واآلجا ل مان‬


‫وسميت ليلة القدر إم لشر قادْ ره ُ‬
‫ُ‬
‫السنة إلى السنة ُتقدر يف تلك الليلة‪.‬‬

‫ذكر المصنف ؒ تع لى يف هاذذه الجملة علة تسمية هاذذه الليلة بليلة القدْ ر‪.‬‬

‫وقد ا تلف أه العلم ‪ ô‬تع لى يف ذ ذلك فذكروا أسب ًب عديد ًة‪ ،‬بمالهـا يربـع‬
‫إل ث ث أشلاء‪:‬‬

‫* أولهــا‪ :‬أنر ا ُس اميت ليلااة الق ادْ ر علااى إرادة معنااى التعظاايم للق ادْ ر ه هن ا ‪ ،‬فــالمراد‬

‫ُ‬
‫فتكاون ليلا ُة‬ ‫‪،]91:‬‬ ‫بـ(الردْ ر) هنا‪ :‬التعظيم؛ كقوله تع لى‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ﴾ [األنعا‬

‫ذات قدْ ر‪.‬‬


‫القدر‪ :‬يعني ليلة ُ‬

‫وتعظيمر وق ألمور عظيمة؛ منر ‪ :‬نزول القرآن فير ‪ ،‬ومنر ‪ :‬تنز ُل المائك ُة والاروح‪،‬‬
‫ُ‬
‫ومنر ‪ :‬م ينز ُل فير من السا والرحمة والمغفرة‪.‬‬

‫* وثانلهـــا‪ :‬أن القااادْ ر هنااا بمعناااى‪ :‬التااااييق؛ كقولاااه تعااا لى‪ ﴿ :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ﴾‬
‫‪ ، ]7:‬وكقوله ♀ في الحديث الموار يف الصاحيح‪« :‬فـإ ْن غـم للـ ْلك ْم‬ ‫[الطا‬

‫قت ألجا‬
‫تااييق الشارر‪ ،‬وكأنرا ُضاي ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يقاول باأن المعناى هاو‬ ‫فا ْقدروا له»‪ ،‬في قاول مان‬
‫إ ف ئر ‪ ،‬أو لكونر ليل ًة واحد ًة‪ ،‬أو ألن األرض ت ُ‬
‫اايق فيرا عان المائكاة‪ ،‬وقاد ُروي يف‬
‫ذ ذلك حديث في «مسند أحمد» وفي إسن ده ض ْعف‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫* وثالثهــا‪ :‬أن المااراد ب اا(القدْ ر) هن ا ‪ :‬م ا يكااون بمعنااى (القاادر) ال اذي هااو م ا ا ي‬
‫األَرْبَع»‬

‫(القا )‪ ،‬فلج أنه ُتقدر فير األقدار واآلجا ل ‪ -‬لقولاه اهلل ‪﴿ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫ن] ‪ُ -‬سميت با(ليلة القدر)‪.‬‬ ‫ﭤ ﭥ﴾ [الد‬

‫والمخَار‪ :‬أن هـذ ه األسباي الث ث كلها موبب لَسملَها بـ(للل الردر)‪.‬‬

‫وإذا أمكن حم ُ اللف المشترا على جمي مع نيه ك ن ذلاك هاو الا ُ‬
‫ئاق‪ ،‬كما جار؛‬
‫على ذ ذلك جم عة من المحققين؛ منرم‪ :‬أبو العب س ابن تيمياة الحفيادُ ؒ تعا لى يف‬
‫رس لته في «أصول التفسير»‪ ،‬وشي ُ شيو ن محمد األماين الشانقيطي ؒ تعا لى يف‬
‫تفسيره «أضوا البي ن»‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪91‬‬

‫وتنز ُل المائك ُة والر ُ‬


‫وح يف تلك الليلة‪ ،‬ف ُيسلمون على المجتردين‪ ،‬وا تلف العلم ُ ‪،‬‬
‫ه ُيسل ُمون عليرم من تلق أنفسرم‪ ،‬أو يبل ُغونرم السا عن ربرم؟‬

‫يارا مان‬
‫تسليم رب العا لمين علياه؛ لجاديرة أن تكاون ً‬
‫ُ‬ ‫وإن ليل ًة يأتي فير العبدُ ‪ ،‬فير‬
‫الم ْلتم ُساون‪ ،‬ويط ُلبرا الطا ل ُبون‪ ،‬ولاذ ذلاك التمسار رساول اهلل‬
‫ألف شرر‪ ،‬وبأن ي ْلتمسر ُ‬
‫♀ م صحبه‪ ،‬والص ل ُحون من بعده‪.‬‬

‫من شر هاذذه الليلة كم ذكر المصنف ؒ تع لى (تنزل المائكة والروح) فير ‪،‬‬
‫كم ُصرح بذ ذلك يف القرآن الكريم‪.‬‬

‫وقد ا تلف أه ُ العلم يف المراد با(الروح) ه هن على أقوال؛ أمـحها‪ :‬أن الاروح هاو‬

‫جربي ُ ؛ لقول اهلل ‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [الشعرا ] ‪ ،‬فإذا ُأقلق الروح ف لمراد به‬
‫جربي ُ ♥‪.‬‬

‫ُ‬
‫ونزول المائكة قد قي فيه‪ :‬إنرم ينزلون ب لسا ‪ ،‬ثم ا تلف الق ئلون براذذا‪ :‬ها هام‬
‫( ُيسل ُمون عليرم من تلق أنفسارم‪ ،‬أو يبلغناون الساا عان الارب ▐) لعبا ده‬
‫المترجدين؟‬

‫وليس يف هاذذه المسألة إال آث ر عن الت بعين ‪ ô‬تع لى‪.‬‬


‫‪92‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫اث النبوياة فلاايس فيرا أن المائكااة ُتسالم علااى المترجادين‪ ،‬وال ُتابل ُغرم‬
‫أما األح ديا ُ‬
‫األَرْبَع»‬

‫السا عن الرب ▐‪.‬‬

‫نت هاذذه الليلة براذذه المنزلة العظيمة؛ ُ‬


‫حيث يتنزل فير المائكة والروح‪ ،‬فإنر‬ ‫وإذا ك ْ‬
‫الم ْلتم ُساون‪ ،‬ويطلبرا‬
‫حقيقاة (أن تكااون يا ًارا ماان ألااف شارر)‪ ،‬وجااديرة (بااأن ي ْلتمسار ُ‬
‫الط ل ُبون)‪ ،‬كم ك ن النبي ♀ يفع ُ ‪ ،‬ومن بعده فع الص لحون‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪93‬‬

‫أقرب منر إلى األشف ع‪.‬‬


‫ُ‬ ‫وهي يف العشر األوا ر من رما ن‪ ،‬وهي إلى األوت ر‬

‫والظ هر أنر ليل ُة الح دي والعشرين؛ ألن رسول اهلل ♀ رآها ‪ ،‬ثام ُأ ْنساير ‪،‬‬
‫وذكر أنه سجد يف صبيحتر يف م وقين‪.‬‬

‫ورئااااي أث ا ُر الطاين علااى جبرااة‬


‫وصااح أن المسااجد وكااف ليلااة الحا دي والعشرياااان‪ُ ،‬‬
‫رسول اهلل ♀ وأنفه‪.‬‬

‫حت ليل ُة إحد؛ وعشرين بأنه أ بر أن القمر كا ن ليلتُاه كشاق جفناة‪ ،‬وال يكاون‬
‫وترج ْ‬
‫القمر كشق جفنة إال ليلة الس ب وليلة الح دي والعشرين‪.‬‬

‫فمن فايلة هاذذه الليلة‪ :‬أن م ْن ق مر إيم ًن واحتس ًب ُغفر له م تقد من ذنبه‪.‬‬

‫والدلي على م ذكرن ه قوله ♀‪« :‬أريت ل ْلل الردْ ر‪ ،‬ثم أ ْيرظني ب ْعض أ ْهلي‬
‫فنسلَها‪ ،‬فا ْلَمسوها في الع ْْر الغوابر»‪.‬‬

‫و«الغوابر»‪ :‬البواقي‪.‬‬

‫وق ل ♀‪« :‬تحر ْوا ل ْلل الردْ ر في الو ْتر م الع ْْر األواخر م ْ رمضان»‪.‬‬

‫تذاكرن ليلة القدر عند رساول اهلل ♀ فقا ل‪« :‬أ ّيكـ ْم يـ ْ كر‬
‫ْ‬ ‫وق ل أبو هريرة‪:‬‬
‫حل طلع الرمر وهو م ْثل شق ب ْفن ٍ ؟»‪.‬‬

‫احَسا ًبا؛ غفر له مـا ترـدم‬


‫وصح عنه ♀ أنه ق ل‪« :‬م ْ قام ل ْلل الردْ ر إيمانًا و ْ‬
‫م ْ ذ ْنبه»‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫هـذ ه الجمل مسألَل اثنَل ‪:‬‬ ‫ذكر المصنف ؒ تعال‬

‫‪ ‬األول ‪ :‬الرول تعلل للل الردر‪:‬‬

‫وقد ا تلف العلم ‪ ô‬تع لى يف تعيين هاذذه الليلة علاى أقاوال كًليارة‪ ،‬بلغرا أباو‬
‫ابن حجر ؒ تع لى في «فتح الب ري» أكًلر من أربعين ً‬
‫قوال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الفا‬

‫وأما هـذ ه األقوال‪:‬‬

‫✓ أن ليلة القدْ ر ك ئنة في العشر األوا ر من رما ن‪.‬‬


‫✓ وهي آكدُ في األوت ر من األشف ع‪.‬‬
‫✓ وتتنق ُ ك سنة من ليلاة إلاى ليلاة‪ ،‬فقادْ تقا ُ فاي وتار‪ ،‬وقاد تقا يف شاف ‪ ،‬وقاد‬
‫تكون في هاذذه السنة ليلة الحا دي والعشارين‪ ،‬وقاد تكاون يف السانة التاي تليرا‬
‫على افر ‪.‬‬

‫يساتديم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بحياث‬ ‫فالمخَار‪ :‬عد ُ الجز بكون ليلاة مان الليا لي هاي بعينرا ليلا ُة القادر‪،‬‬
‫ذ ذلك في ك سنة‪ ،‬وإن ذهاب بعاض أها العلام إلاى هااذذا‪ ،‬ابتادا ً مان عراد الصاح بة ‪-‬‬
‫رضوان اهلل عليرم ‪ -‬فمن بعدهم من ُقرون األمة‪.‬‬

‫مشارور‬
‫ُ‬ ‫وهاذذا الذي ذكره المصنف ؒ تع لى أنر (ليل ُة الحا دي والعشارين) هاو‬
‫قااول الشا فعية ‪ ô‬تعا لى الاذي هااو ُمقلاادُ ه‪ ،‬ألن أبا ُمحماد ؒ تعا لى شا فعي‬
‫المذهب‪.‬‬

‫وم ذكره من األح ديث التي فير تعيين ليلة الح دي والعشرين‪ ،‬إنم هو بحسب تلاك‬
‫الس انة التااي أ ب ار عنر ا النبااي ♀‪ ،‬فر ااذذه األح ديااث الص اح ح المورجااة يف‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪95‬‬

‫الصاااحيح فيرااا تعياااين ليلاااة الحااا دي والعشااارين يف تلاااك السااانة التاااي حاااد النباااي‬
‫♀فير بتلك األح ديث‪ ،‬حين رأ؛ النباي ♀ تلاك الر يا ‪ ،‬ووقا‬
‫من أمر المطر والطين م وق مم ج ت به األ ب ر الًل بتة عن النبي ♀‪.‬‬

‫مجموع األ ب ر الاواردة عان النباي ♀ هاو‬


‫ُ‬ ‫ولاذكن المقطوع الذي دل عليه‬
‫أقرب منر إلى األشف ع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن هاذذه الليلة تتنق ُ بين العشر األوا ر‪ ،‬وهي في األوت ر‬

‫‪ ‬أما المسأل الثانل ‪ :‬فهي بلان فضلل قلام للل الردر‪:‬‬

‫ُ‬
‫الحديث المور يف «الصاحيح»؛ أن النباي ♀ قا ل‪«( :‬مـ ْ قـام‬ ‫وفي ذ ذلك‬
‫احَسا ًبا؛ غفـر لـه مـا ترـدم مـ ْ ذنْبـه»)‪ ،‬ففاي هااذذا الحاديث إعاا باأن‬
‫ل ْلل الردْ ر إيمانًا و ْ‬
‫الق ئم لليلة القدر إيم ًن بوجوبر ‪ ،‬واحتس ًب لًلوابر ؛ فإنه ُي ْغفر له م تقد من ذنبه‪.‬‬

‫أن عرفت أن م ج من األح ديث فياه ُ‬


‫قاول النباي ♀‪« :‬غفـر لـه مـا‬ ‫وسبق ْ‬
‫تردم م ْ ذنْبه» أنه ال تصح الزي دات الوارد ُة فيه بقول‪« :‬وما تأخر»‪.‬‬

‫كم أن الذنوب التي ُتغفر براذذا العما إنما هاي الصاغ ئر دون الكبا ئر‪ ،‬كما هاو ُ‬
‫قاول‬
‫الجمرور ا ًف ألبي محمد ابن حز ‪ ،‬وأبي العب س ابن تيمية يف كتا ب «ا‪،‬يما ن»‪ ،‬وقاد‬

‫ذكر هاذذه المسألاة مبينا ًة ب ُطولار و ُف ُصاولر جم عااة مان ُ‬


‫الحاااذا ؛ مانرم‪ :‬أباو ُعمار اباا ُن‬
‫ابن رجب في «ج م العلاو والحكام»‪ ،‬وذكارا‬
‫ُ‬ ‫عبد البر يف كت ب «التمريد»‪ ،‬وأبو الفر‬
‫أن غير هاذذا القول ‪ -‬الذي هو ُ‬
‫قول الجمرور ‪ -‬أنه من شذوذ العلم‪.‬‬

‫والحق أن األدلة الصحيحة الجلياة دالاة علاى اقتصا ر تكفيار هااذذه األعما ل للصاغ ئر‬
‫دون الكب ئر‪.‬‬
‫‪96‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫والمستحب لمن رآ ا أن يكثش من ال َّثنا والدُّ عا ‪ ،‬وأن يكون أكثش دعائه‪« :‬ال َّلاا ُٰه َّم إِن َ‬
‫َّاك‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫ب ال َع ْف َو َف ْ‬
‫اع ُ َعنِّي»‪.‬‬ ‫َع َفو ُتح ُّ‬

‫وإن اقتصش على ال َّثنا فد و أفض ل؛ لم ا روي عن ه ♥ أ َّن ه ق ال‪« :‬قاال الل‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫‪َ :‬م ْن َش َغ َل ُه ِذ ْكرِي َع ْن َم ْس َأ َلتي َأ ْع َط ْي ُت ُه أ ْف َض َل َما ُأ ْعطي َّ‬
‫السائل َ‬

‫وق ل أمي ُة‪:‬‬

‫حيااا ُ ا إن شيمتاااااااك الحيااااا ُ‬ ‫أأذ ُكاا ُر ح جتاااي أ ْ قااادْ كااااف ني‬

‫كفااا ُه ماا ْن تعرضااااااااااه الًلنااااااا ُ‬ ‫إذا أ ْثااانى عل ْيااك المااااا ْر ُ ياااا ْو ًم‬

‫ذكر المصنف ؒ تع لى ه هن أن من (المستحب لما ْن رأ؛ ليلاة القادر) وعلمرا‬


‫إم بر ًي من مية أو غيره فإنه ( ُيكًلر من الًلن ‪ ،‬والدع ‪ ،‬ويكون أكًلر دع ئه‪« :‬ال َّلاا ُٰه َّم إِن َ‬
‫َّاك‬
‫ِ‬
‫ب ال َع ْف َو َف ْ‬
‫اع ُ َعنِّي»)‪.‬‬ ‫َع َفو ُتح ُّ‬

‫وهاذذا الذي ذكاره المصانف ؒ تعا لى ثام رجاح بعاده (أن االقتصا ر علاى الًلنا‬
‫ُ‬
‫يكاون بقي مرا بإق لاة الصااة فيرا ‪،‬‬ ‫أفا ) فيه نظر؛ لم تقرر أن إ ْعما ر ليلاة القادر إنما‬
‫ان َقاا َم َل ْي َلا َة ال َقادْ ِر»‪،‬‬
‫وقرا ة القرآن يف أثنا تلاك الصااة؛ لقاول النباي ♀‪َ « :‬م ْ‬
‫الصحيا» دال على َّ‬
‫أن العب ادة المس تح َّب يف ليلاة القادر هاي‬ ‫المخشج « َّ‬
‫َّ‬ ‫فد ٰذا الحدي‬
‫قي ُ تلك الليلاة‪ ،‬وإنما يكاون قي ُمرا بإق لاة الصااة‪ ،‬وكًلارة قارا ة القارآن يف أثنا تلاك‬
‫الصاة‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪97‬‬

‫وأم م عدا ذ ٰلك من األعم ل فرو دون مرتبة الصاة‪.‬‬

‫نعم؛ ُي ْشرع للعبد إذا ق تلك الليلة ب لصاة‪ ،‬وقرا ة القرآن أن يادعو رباه ‪ ،‬فإناه‬
‫على رج إج بة‪ ،‬ال ألج أن ليلة القدر ُيج ب الدع فير ؛ لعد الدلي ‪ ،‬فإن ليلة القدر‬
‫ليست من األوق ت الف ضلة التي يج ب الدع فيرا ‪ ،‬وإنما القتاران هااذذا الادع بعما‬
‫ْ‬
‫ف ض ‪ -‬وهو قي اللي ‪ -‬في وقت ف ض ‪ -‬وهو ليلة القدر ‪ ،-‬فيكون دع ُ العباد علاى‬
‫رج إج بة‪.‬‬

‫تعلــل نــو ٍ مــ الــدلاء تلــ اللللــ ال يثبــت لــ النبــي‬ ‫واألحاديــث المرويــ‬
‫الموار ُ عناد بعاض أصاح ب‬ ‫ُ‬
‫حاديث ع ئشاة هااذذا ُ‬ ‫وأشارره‬
‫ُ‬ ‫♀ فلها شيء‪،‬‬
‫يًلبت عن النبي ♀ حديث فاي تعياين‬
‫السنن‪ ،‬وإسن ده ضعيف؛ النقط عه‪ ،‬فا ُ‬
‫نوع من أنواع الدع دون غيره ليلة القادر‪ ،‬با يادعو العبادُ بما شا رباه أن يادعوه‪ ،‬ما‬
‫وقت ليلة القادر ‪ -‬بإق ماة الصااة فيرا وإق لترا ؛‬
‫ا‪،‬قب ل على إعم ر هاذذا الوقت ‪ -‬وهو ُ‬
‫ألنه هو العم ُ الذي ج تعيينُه من الشرع‪.‬‬

‫ف لمستحب لمن رأ؛ ليلة القدر هو أن يطي قي مر ‪ ،‬و ُي ْكًلر قرا ة القرآن فير ‪.‬‬

‫ف ؒ تع لى ‪ -‬تب ًع لغ ْيره ‪ -‬مان إمكا ن اقااع أحاد مان‬


‫وهاذذا الذي ذكره المصن ُ‬
‫العب د على ليلة القدر ج في األح ديث الصاح ح ما تقاد أن النباي ♀ ُأري‬
‫ليلة القدر‪ ،‬ف لسبي إلى ذ ذلك إم ب لر ي المن مية التي يراه ا‪،‬نس ن‪ ،‬وإم ب عتب ر م يقا‬
‫فيكون من ث ْل اليقين وب ْرده يف قلباه أن يعار‬
‫ُ‬ ‫يف قلب بعض الن س من تعين هاذذه الليلة‪،‬‬
‫ابان تيمياة‬
‫أن هاذذه الليلة أرجى أن تكون ليلة القدر‪ ،‬وقاد ذكار هااذذا المعناى أباو العبا س ُ‬
‫الحفيدُ ؒ تع لى‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ل ٰكن ينبغي أن يعلم العبدُ أن هاذذه المرائي وم كا ن يف معن ها ‪ ،‬إنما يطمائن برا العبادُ‬
‫األَرْبَع»‬

‫وال ي ْركُن إلير ‪ ،‬فم يفع ُله ُ‬


‫بعض الن س من الح ْرص على الس ال عن ر يا من مياة عينا ْت‬
‫ليلااة القاادر‪ ،‬ثاام ُي ْقب ُلاون علااى اهلل ‪ ‬يف تلااك الليلااة‪ ،‬وي ْت ُركااون ا‪،‬قبا ل عليااه يف سا ئر‬
‫اللي لي؛ كله من ا الشريعة‪ ،‬فإننا لام نُتعباد با لمرائي‪ ،‬وإنما ُتعبادن ب لشاريعة‪ ،‬وقاد‬
‫أمرن النبي ♀ أن نلتمس ليلة القدْ ر في جمي ليا لي العشار‪ ،‬ولام ُيعاين النباي‬

‫♀ ليل ًة دون ليلة‪ ،‬هاذذا إذا ك نت الر ي معرو ًف ق ئ ُلر ‪ْ ،‬‬


‫تصادُ ُر عان ثقاة عادل‪،‬‬
‫وأم إذا ك نت الر ي منقول ًة عن مجرول‪ ،‬فراذذا أ ْولى ألن ُتطرح‪ ،‬وال يلاتم ُس العبادُ منرا‬
‫التف ًت إلير وإقب ًال علير ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪99‬‬

‫الفصل ال َّسادس‪:‬‬
‫في االعتكاف‪ ،‬وال ُجود‪،‬‬
‫وقراءة القرآن في رمضان‬

‫ذك ش المصاانف ؒ تع ا لى ف ي ٰذا الفص ل ثال ًث ا م ن ُّ‬


‫الس نن العييم ف ي ش دش‬
‫رمضدان)‪ ،‬وإ َّنم ا‬
‫َ‬ ‫رمضان‪ ،‬و ي (االعتكداف‪ ،‬والجدود واسحسدان‪ ،‬وقدراءة القدرآن فدي‬

‫صش بدا لتصشيا األد َّل َّ‬


‫الي شعي ال واردة تعييند ا‪ ،‬وكوند ا م ن أعي أعم ال الب ش‬ ‫َّ‬
‫ٰذا َّ‬
‫اليدش‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫ل اهلل تع لى‪ ﴿ :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﴾ [البقرة]‪.‬‬ ‫ق‬

‫ل تع لى‪ ﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾ [البقرة‪]187:‬‬ ‫وق‬

‫واَّلعتكاف‪ :‬كيارة اهلل في بيت من بيوته‪ ،‬واَّلنقطاع إلي ه في ه‪ ،‬وح ُّ الم زور أن يك شم‬
‫كائشه‪.‬‬

‫ج ِد‬
‫الم ْس ِ‬
‫وكذ ذلك ج في الحديث الصحيح عنه ♀ أنه ق ل‪َ « :‬م ْن َغدَ ا إِ َلى َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجنَّة ُك َّل َما َغدَ ا َأ ْو َر َ‬
‫اح»‪.‬‬ ‫َأ ْو َراح؛َ َأ َعدَّ اللُ َل ُه ُنز ًُال في َ‬

‫والنُّزل‪ :‬الضياف ‪.‬‬

‫والمستحب أن يعتكف العشر األوا ار مان رماا ن لطلاب ليلاة القادر؛ ألناه آ ا ُر ما‬
‫ُ‬
‫اات ع ئشااا ُة ▲‪« :‬إن النباااي‬
‫اساااتقر علياااه اعتكااا ُ رساااول اهلل ♀‪ ،‬ق لا ْ‬
‫ف العشاار األوا اار م ان رما ا ن حت اى توف ا ه اهلل‪ ،‬ثاام اعتكااف‬
‫♀ ك ا ن يعتك ا ُ‬
‫أدواجه من بعده»‪.‬‬

‫العشار أحيا الليا وأيقا أهلاه‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ♀ إذا د ا‬ ‫لت‪« :‬ك ن‬
‫وعنر ق ْ‬
‫وجد وشد الم ْئزر»‪.‬‬

‫ويف رواية‪ :‬ك ن رساول اهلل ♀ يجتراد فاي العشار األوا ار ما ال يجتراد يف‬
‫غيره‪.‬‬

‫وقولر ‪« :‬شد المئزر» كن ية عن ت ْارا االساتمت ع ب لنسا ‪ ،‬وقيا ‪ :‬عبا رة عان الجاد فاي‬
‫العب دة والتشمير فير ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪101‬‬

‫الجملة السن األول ‪ ،‬وهي (االلَكاف في شـهر‬


‫ذكر المصنف ؒ تع لى في هذه ُ‬
‫رمضان)‪.‬‬

‫وااللَكاف هو لزو ُ المسجد لعب دة اهلل من عبد موصوص على صفة موصوصة‪.‬‬

‫وقو ُلن ‪( :‬لزو ُ المسجد)؛ ألنه هاو المكا ُن الاذي جا تعيينُاه فاي األدلاة الشارعية مان‬
‫القرآن والسنة النبوية‪.‬‬

‫صش بذلك‬
‫وقولنا‪( :‬لعبادة اهلل) و أولى من قول كثيش من الفقدا ‪( :‬لطاع اهلل)‪ ،‬كما َّ‬
‫أبو الع َّباق ابن تيم َّي الحفيد ؒ تع لى «شش العمدة»‪:‬‬

‫تختص بموافق األمش‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫ألن ال َّطاع‬
‫َّ‬ ‫▪‬
‫▪ أ َّما العبادة فن َّندا تيمل المحمور به وغيشه‪ ،‬فيندرج جمل ذل ك المباح ات إذا‬
‫قشب إلى اهلل ▐‪.‬‬
‫فعلدا العبد بقصد ال َّت ُّ‬

‫وقولن ‪( :‬من عبد موصوص على صفة موصوصة)؛ يعني وفق م ج بي نُاه يف األدلاة‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫‪ ،‬وهم ظ هرتا‬ ‫ف ؒ تع لى آيتين قرآنيتين دالتين على االعتك‬


‫وقد ذكر المصن ُ‬
‫الداللة‪.‬‬

‫هو المس جد؛ كم قا ل تعا لى‪﴿ :‬ﮈ‬ ‫وفي اآلية الًل نية التصريح بأن مح االعتك‬

‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﴾ [البقرة‪ ،]187:‬فم ْن أراد أن يعتكف فإنه يلز ُ المسجد‪.‬‬

‫ابان رجاب ؒ تعا لى يف «لطا ئف المعا ر »‪( :‬هاو‬


‫كما قا ل ُ‬ ‫وحقيق ُة االعتك‬
‫قط العائق عن الوائق لاتص ل بودمة الو لق)‪ ،‬ال كم يفع ُلاه كًليار مان النا س؛ ما ْن‬
‫‪102‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫لااون‪،‬‬ ‫للمع شارة‪ ،‬فااإن هااذا االعتكا‬


‫ج ْعلرام محا اعتكا فرم محطا للاازوار ومجل ًسا ُ‬
‫األَرْبَع»‬

‫ابن القيم ؒ تع لى يف «داد المع د»‪.‬‬


‫واالعتك ُ النبوي لون آ ُر‪ ،‬كم ذكر ُ‬

‫أن يقط صالته با لوائق‪ ،‬وأن ُيقبا علاى اهلل ‪،‬‬ ‫فينبغي للعبد إذا را االعتك‬
‫وهذا من أ ْبلغ تكمي إقب ل المر علاى رباه ▐‪ ،‬فاإن المار إذا فطام نفساه عان‬
‫األك والشراب ك ن في ذلك أعظ ُم فط مر عن شي من المألوف ت التاي إذا داد قادْ ُره‬
‫أفسده ‪.‬‬

‫وكااذلك يحت ا ُ العبااد إلااى أن يتقلا ماان أنااواع أ اار؛ ماان المااألو إذا دادت علااى‬
‫‪.‬‬ ‫والولطة‪ ،‬فيكون تحصي ُ ذلك ب العتك‬
‫النفس أفسد ْتر ؛ ك لنو ‪ ،‬والكا ‪ُ ،‬‬

‫في العشر األوا ر‪ ،‬كم انترى إلاى‬ ‫ومن هن دأب النبي ♀ على االعتك‬
‫ذلك اعتك ُفه ‪ -‬صلوات اهلل وسامه عليه‪.‬‬

‫وقــد أبمــع أهــل العلــم ‪ ô‬تعــال قاطبـ ً للـ اســَحباي االلَكــاف؛ كما نقلاه‬
‫وابن تيمية‪ ،‬في جم عة آ رين‪.‬‬
‫ابن المنذر‪ ،‬والنووي‪ُ ،‬‬
‫جم عة؛ منرم‪ :‬أبو بكر ُ‬

‫بعاض فقرا الحن بلاة ‪ -‬يف حاق المارأة الشا بة‪،‬‬


‫ووق الوا ُ من بعدهم ‪ -‬كم ذكر ُ‬
‫فكرهه الق ضي أبو يعلى منرم‪.‬‬

‫عا ٌّ لجميا المتعبادين مان الرجا ل والنسا ‪ ،‬ال‬ ‫والمخَار‪ :‬أن اساتحب ب االعتكا‬
‫فر بين ش ب وال شي ‪.‬‬

‫وقا ُ‬
‫اول المصاانف ؒ تع ا لى ه هن ا ‪( :‬واالعتك ا ُ دي ا ر ُة اهلل ف اي بياات م ان بيوتااه‬
‫توريج اه علااى‬
‫ُ‬ ‫واالنقط ا ُع إليااه فيااه‪ )...‬إل ا ‪ ،‬هااو م ان التجااود ف اي العب ا رة ال اذي يمك ا ُن‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪103‬‬

‫ت َف َل ْم َت ُعدْ نِي‪،‬‬
‫أن اهلل ‪ ‬قال‪َ « :‬يا َع ْب ِدي؛ َمرِ ْض ُ‬ ‫الحديث المروي «صحيا مسل »؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫َق َال‪َ :‬يا َر ِّ ؛ َو َك ْي َ َأ ُعو ُد َك َو َأ ْن َ‬
‫ين؟‪ »...‬الحدي ‪.‬‬ ‫ت َر ُّ ال َعا َلم َ‬

‫ففي هذا الحديث دلي على إثب ت عي دة اهلل ‪ ‬بمعناى ديا رة عباد مان عبا ده لما‬
‫فيجود أن ُيتوس يف القول كم توسا المصانف ؒ تعا لى فعبار االعتكا‬
‫ُ‬ ‫مرض‪،‬‬
‫بقوله‪( :‬دي ُرة اهلل يف بيت من بيوته)‪.‬‬

‫واألول ـ ‪ :‬الركا ُ‬
‫اون إلااى األلف ا ظ المسااتعملة يف الش اريعة وتاارا غيره ا ؛ لم ا فير ا ماان‬
‫ا‪،‬جم ل الذي قد ُيورد العطب والرلكة عند من ال يعق ُله وال ُيدْ ر ُكه م ْقصد ق ئله‪.‬‬

‫هااو العشاار‬ ‫وقااد ذكاار المصاانف ؒ تعاا لى أن (الوقاات المسااتحب لاعتكاا‬


‫األوا ر)‪ ،‬وه ا هو م هب الجمهور ‪ ô‬تعال ‪ ،‬بل نرل اجبمـا لللـه‪ ،‬ف ُيساتحب‬
‫للعبااد أن يكااون اعتك ُف اه يف العشاار األوا ار؛ ألن اه آ ا ُر م ا اسااتقر عليااه اعتك ا ُ النبااي‬
‫♀‪.‬‬

‫و(ك ا ن النبااي ♀ يجترااد يف ْ‬


‫العش ار األوا ار م ا ال يجترااد يف غيره ا ) م ان‬
‫األي ؛ رج إص بة ليلة القدر؛ ألن ليلة القدْ ر ‪ -‬كم عرفت ‪ -‬هي ك ئنة في هذه العشر‪.‬‬

‫وك ا ن م ان اجتر ا ده ♀ أن اه إذا (د لاات العشا ُار أحي ا اللي ا )؛ يعنااي ق مااه‬
‫ب لصاة‪.‬‬

‫(وأيق أهله وجد)؛ أي اجترد يف العب دة‪.‬‬

‫(وشد الم ْئازر)‪ ،‬وقاد ا تلاف أها العلام ‪ ô‬تعا لى يف معناى قولرا ▲ يف‬
‫و ْصف النبي ♀‪«( :‬وشد الم ْئزر ») على قولين اثنل ‪ -‬ذكرهم المصنف‪:‬‬

‫• أولهما‪ :‬أن ذلك (كن ية عن ت ْرا االستمت ع ب لنس )‪.‬‬


‫‪104‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫• وثانلهما‪ :‬أن ذلك (عب رة عن الجد في العب دة والتشمير فير )‪.‬‬


‫األَرْبَع»‬

‫المع ارف»‪ ،‬وأب و‬ ‫ابان رج ب «لط ائ‬


‫ُ‬ ‫واألول هو المخَار؛ كم رجحاه أباو الفار‬
‫العب ادة أغن ى عن ه قولد ا قب ل ذل ك‪:‬‬ ‫الفاا ابا ُن حجاار «ف تا الب اري»؛ َّ‬
‫ألن الج دَّ‬
‫(«وجدَّ »)‪َّ ،‬‬
‫فنن قولدا ▲‪« :‬وجدَّ »؛ يعني اجتدد وش َّمش العبادة‪ ،‬فال ب دَّ أن يك ون‬
‫ال َّلف ا ا َّل ذي يعقب ه ممس ًس ا لمعنً ى جدي د‪ ،‬و ذا المعن ى الجدي د و الكناي ع ن ت ش‬
‫استمتاعه ♀ بالنسا ‪.‬‬

‫فينبغااي للعبااد أن يكااون لااه م ان وقت اه يف العشاار األوا اار وقاات ُيقااد ُره حس اب ح ل اه‪،‬‬
‫ف بعار ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وأكمله‪ :‬أن يعتكف العشر األوا ر جمي ًع إن أمكنه‪ ،‬وإال فإنه يعتك ُ‬

‫(‪ )1‬ق ل الشي يف شرح «نور البص ئر واأللب ب»‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫مائما‪ ،‬ولو كان لمد ٍة‬
‫يسلرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أن يعَكف أه حل ٍ م السن ‪ ،‬ولو ْ‬
‫لم يك ْ‬ ‫فلْر للعبد ْ‬

‫لى بان ُأمياة أناه قا ل‪« :‬إناي أل ْد ُ ا ُ المساجد ال أرياد إال ْ‬


‫أن‬ ‫وغيره بإسن د صحيح عن ي ْع ذ‬
‫ُ‬ ‫رو؛ عبدُ الردا‬
‫فقد ذ‬
‫أعتكف س ع ًة»‪ ،‬والسال هي ال ُبره ُة ُ‬
‫المستكًلر ُة من الزمن‪.‬‬

‫إلى مس وأربعين دقيقاةً؛ فإنا أدركْنا كبا ر السان ُيطلقاون‬


‫وهي تردير الدقائق زمننا هـذ ا‪ :‬بين األربعين ذ‬
‫على هاذذا المعنى‪.‬‬
‫الس عة ذ‬
‫وأ ربين أحدُ أصح بن عن العامة أبي ُتراب الظ هري ‪ -‬وهو من ُشيوخ اللغة المعروفين يف هاذذا الق ْرن ‪ -‬أناه‬
‫مس وأربعين دقيق ًة بتوقيتن )‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫تكون‪:‬‬ ‫العرب أقر ُب م‬
‫ُ‬ ‫ق ل يف كا له‪( :‬إن الس عة التي تعر ُفر‬

‫ْات علياه كبا ر السان؛ أنرام كا نوا يقولاون اسام‬ ‫وهاذذا الذي ُق ْلتُه قد ُق ْلتُه قب ْ‬
‫أن أسم كامه‪ ،‬وهو الاذي أ ْدرك ُ‬
‫على نحو أربعين أو مس وأربعين دقيق ًة‪.‬‬
‫(الس عة) ذ‬
‫المادة‪،‬‬ ‫المسجد فبقي ُمد ًة ُمساتكًلر ًة ‪ -‬ولاو قلا ْت بحسا ب الادق ئق ‪ْ -‬‬
‫أن يعتكاف هااذذه ُ‬ ‫ف ُيشر ُع للعبد إذا د‬
‫مذهب جمرور أه العلم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وهاذذا‬

‫أن يكون يو ًم أو ليل ًة‪ ،‬فإذا داد فإنه أكم ُ ‪.‬‬


‫واألكمل‪ْ :‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪105‬‬

‫ستحب اإلكثار من تالوة القشآن‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫وي‬

‫وغي شه؛ َّ‬


‫ألن الفقي ش يعج ز بس بب‬ ‫وم ن الج ود واإلفض ال ف ي ذا َّ‬
‫الي دش للمعتك‬
‫والسمال‪.‬‬ ‫صومه عن َّ‬
‫اليدوات وال َّتطواف ُّ‬

‫الص حيحين» ع ن اب ن ع َّب اق ¶ ق ال‪« :‬ك ان النَّب ُّي ♀ أج ود‬


‫و « َّ‬
‫النَّاق‪ ،‬وكان أجود ما يكون رمضان‪ ،‬حين يلق اه جربي ل‪ ،‬وك ان جربي ل يلق اه علي ه‬ ‫(‪)1‬‬

‫رمضان ح َّتى ينس لع‪ ،‬يع شض علي ه النَّب ُّي ♀ الق شآن‪ ،‬ف نذا‬ ‫السالم َّ‬
‫كل ليل‬ ‫َّ‬
‫لقيه جربيل كان أجود بالخيش من الشيا المشسل »‪.‬‬

‫ومعنى قوله‪« :‬من الشيا المشسل »؛ أي عمومدا وإسشاعدا‪.‬‬

‫وص َّا أ َّن جربي ل ♠ ك ان يع ارض رس ول اهلل ♀ الق شآن ف ي ك ل‬

‫فلما كان العام ا َّلذي توفي فيه عقيبه عارضه َّ‬


‫مشتين‪.‬‬ ‫مش ًة واحد ًة‪َّ ،‬‬
‫رمضان َّ‬

‫ه ه الجمل سنَل اثنَل ‪:‬‬ ‫ذكر المصنف ؒ تعال‬

‫أوالهما‪( :‬استحب ب ا‪،‬كًل ر من تاوة القارآن)‪ ،‬وقاد كا ن هاذا د ْأ ُب السالف ‪ô‬‬


‫تع لى‪ ،‬فإنرم ك نوا يجتردون يف تم القرآن الكريم مرات عدياد ًة يف شارر رماا ن‪ ،‬فقاد‬

‫( ) قوله‪« :‬وكان أ ْبود»؛ ق ل النووي ؒ تع لى‪ :‬الرف أشرر والنصب ج ئز‪ ،‬ف ألولى يف قوله‪« :‬وكان أ ْبـود»‬ ‫‪1‬‬

‫ابن م لك الرف على ثاثة أوجه والنصب على وجراين‪ ،‬فمان أراد أن ُيراجعرا ينظار‬
‫ُ‬ ‫أن تكون ب لرف ‪ ،‬وقد ر‬
‫يف المطوالت كا«شرح النووي» و«فتح الب ري»‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ان يوت ُماه كا ساب ‪ ،‬ومانرم مان‬


‫يوتم القارآن الكاريم كُا عشار‪ ،‬ومانرم م ْ‬
‫ُ‬ ‫ك ن منرم م ْن‬
‫األَرْبَع»‬

‫يوت ُمه ك ثا ‪.‬‬

‫و ُذكر في ترجمة أباي عباد اهلل الشا فعي ؒ تعا لى‪ :‬أناه كا ن لا ُه يف رماا ن ساتين‬
‫تم ًة‪.‬‬

‫الم ْقبلااة علااى اهلل ‪ ‬أن ُياادْ ر ُكوه‬


‫وهااذا أماار ُي ْمكاان ألصااح ب النفااوس القويااة ُ‬
‫ويعق ُلوه‪ ،‬أم من ض ُعف ْت قواه وق إقب ُله على مواله فإنه يست ْبعدُ هاذا ويجع ُلاه ْ‬
‫ضار ًب مان‬
‫الوي ل‪.‬‬

‫وقد صح عن عًلم ن ◙ أنه ق با لقرآن كلاه يف ركعاة واحادة‪ ،‬وإنما قاوي علاى‬
‫ذلك لكم ل إقب له على ربه ▐‪ ،‬واشاتغ له ب لتلاذذ بقارا ة القارآن الكاريم‪ ،‬وقاد‬
‫ُروي عنه بسند فيه ضعف أنه ق ل ◙‪« :‬لو ق ُرر ْت قلو ُبن م شبع ْت مان كاا ربنا »‪،‬‬
‫هرا كا ن تلااذذه بكااا الاارب ▐ أعظاام مان تلااذذه بغيااره‪،‬‬
‫اب قا ً‬
‫فااإذا كا ن القلا ُ‬
‫فيحم ُله هذا على االستكًل ر من الوتم ت‪.‬‬

‫نظياره يف الزما ن القرياب؛ فقاد حادثني‬


‫ُ‬ ‫وإذا ك ن هذا واق ًع يف الزم ن البعيد‪ ،‬فقد وقا‬
‫الشي عبد العزياز األحمادُ الواايري المتاوفى عان ثما ن سانين بعاد الم ئاة‪ :‬أن شايوه‬
‫ُ‬
‫شايوه‬ ‫يواتم يف رماا ن ثاثاين تما ًة‪ ،‬وكا ن‬
‫ُ‬ ‫الشي حمد بن ف رس ؒ تع لى ك ن‬
‫بن سليم ؒ تع لى يوتم القرآن الكاريم فاي رماا ن ساتين تما ًة‪ ،‬هاذا‬
‫الشي ُعم ُر ُ‬
‫ح ُل قو لم يكن بينن وبينرم إال عقاود قريباة ال ت ْعادُ وا السانين التاي تصا ُ إلاى السابعين‬
‫سن ًة أو الستين سن ًة‪ ،‬ولكنرم ُبلغوا هذه المرتباة العظيماة ألنرام اعتناوا ب لتلاذذ بكاا اهلل‬
‫اتم القاارآن ف اي‬
‫▐‪ ،‬فك ا ن بااذلك أعظاام الش اغ لراام عم ا سااواه‪ ،‬وبلااغ براام ا ُ‬
‫رما ن إلى هذا القدْ ر الذي ذكرن ه‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪107‬‬

‫وم ُروي من األح ديث الصح ح عن كراهة تم القرآن قب ثا ؛ إنم محله يف غير‬
‫األوق ت الف ضلة واألم كن المفالة‪ ،‬كما ذهاب إلاى ذلاك ا‪،‬ما ُ أحمادُ وإساح ُ بان‬
‫راهويه وا ت ر ُه اب ُن رجب‪ ،‬فا ُي ْكره يف األوق ت الف ضلة ‪ -‬كرما ن ‪ -‬وال في األما كن‬
‫المفا الة ‪ -‬كمك اة المكرمااة ‪ -‬أن يسااتكًلر ا‪،‬نس ا ُن ماان الوتم ا ت‪ ،‬كم ا ك ا ن هااذا د ْأ ُب‬
‫السلف ‪ ô‬تع لى‪ ،‬فا يع ر ُض هذا األح ديث المروية‪ ،‬ألن األح ديث المروية فاي‬
‫الزجر عن تم القرآن في أق م ْن ثاا إنما هاو فاي حاق مان دوا علاى ذلاك‪ ،‬وصا ر‬
‫ع د ًة له ُ‬
‫قول عمره‪ ،‬أم من اشتغ بذلك في األوق ت الف ضلة واألم كن المفاالة فراذا‬
‫جيا بعد جي وقر ًن بعد قرن‪.‬‬
‫مم جر؛ عليه عم السلف ‪ ô‬تع لى ً‬

‫ابان حجار ؒ تعا لى معناى‬


‫ُ‬ ‫الجو ُد)‪ ،‬وقد ذكر أباو الفاا‬
‫أما السن الثانل ‪ :‬فهي ( ُ‬
‫الجود يف كلمة ج معاة يف «ف تا الب اري» فق ال‪( :‬الجاود‪ :‬إعط ا م ا ينبغ ي لم ن ينبغ ي)‪،‬‬
‫فالمراد بـ(الجود) هو أن يتفا ا‪،‬نس ُن بم ينبغي مقد ًم إي ه لمن ينبغاي أن ُيساد؛ إلياه‬
‫هذا الجو ُد‪.‬‬

‫وقد ك ن جود النبي ♀ يف ك ح ل‪ ،‬إال أن أكما ُجاوده كا ن يف حا ل ُل ْقيا‬


‫جربي ♥ له في رما ن‪ ،‬إ ْذ ُيدار ُسه القرآن الكريم ك ليلة‪.‬‬

‫فينبغااي للعبااد أن يسااتكًلر ماان الجااود وا‪،‬فا ا ل علااى عب ا د اهلل الفقاارا والمس ا كين‬
‫لسنة النبي ♀ يف فعله‪.‬‬
‫ويتصد عليرم؛ اتب ًع ُ‬
‫أم األح ُ‬
‫ديث المروي ُة يف فا الصدقة في رما ن فقد عرفت ‪ -‬فيم سلف ‪ -‬أن ك‬
‫حديث قولي مروي يف فا الصدقة يف رما ن ال يصح عن النبي ♀‪ ،‬وإنما‬
‫صلوات اهلل وسا ُمه عليه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يصح ذلك من فعله ‪-‬‬
‫‪108‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫السابع‪:‬‬
‫الفصل َّ‬
‫ال‬
‫شو ٍ‬
‫رمضان بست من َّ‬
‫َ‬ ‫في في إتباع‬

‫ام َأ ْت َب َعا ُه بِ ِسات ِما ْن‬


‫ان‪ُ ،‬ث َّ‬
‫ان َصاا َم َر َم َضا َ‬
‫صح عن رسول اهلل ♀ أناه ق ال‪َ « :‬م ْ‬
‫ان َك ِص َيا ِم الدَّ ْهرِ»‪.‬‬
‫َش َّوال؛ َك َ‬

‫وإ َّنما كان كصيام الدهر؛ ألن الحسنة بعشر أمًل لر ‪ ،‬ف ُيق ب ُ ك يو ْ‬
‫بعشرة أي ‪.‬‬

‫رمضدان بسدت مدن‬


‫َ‬ ‫فصا يف الحاث علاى (إتبداع‬
‫ً‬ ‫ذكش المصنف ؒ تع لى ه هن‬
‫ال)‪ ،‬وهو متب في ذلك للسنة الواردة عن النباي ♀ يف هاذا البا ب‪ ،‬وهاي‬
‫شو ٍ‬
‫َّ‬

‫بمنزلة الن فلة بعد صاة الفرياة‪ ،‬فكم أن الفرائض من الصلوات ُتكم بم ي ْع ُق ُبرا مان‬
‫النواف ؛ فكذلك صي ُ رما ن ُجع بعده مان الصاي النفا ما ي ْرد ُفاه مكما ًا لاه‪ ،‬وهاو‬
‫صي ست من شوال‪.‬‬

‫ُ‬
‫الحاديث الماروي عان النباي ♀ ‪ ،‬وهاو ُموار فاي‬ ‫واألص يف ذلك هاذا‬
‫«صحيا مسل »‪.‬‬

‫بعض أه العلم يف صحته‪ ،‬واألشبه أنه ث بت عن النبي ♀‪.‬‬


‫وقد تكلم ُ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪109‬‬

‫بعاض الفقرا إجما ع أها العلام علاى صاي السات مان شاوال‪ ،‬وفـي هـ ا‬
‫ُ‬ ‫وقد نق‬
‫اجبما نظـر؛ فاإن مشارور ماذهب ا‪،‬ما م لاك ؒ تعا لى كراهيا ُة صا ْومر ‪ ،‬إال أن‬
‫الصحلا هو م هب الجمهور في استحب ب صي ست من شوال‪.‬‬

‫ُ‬
‫حديث أبي أيوب ◙ ‪ -‬الذي ذكره المصنف ‪ -‬على أن ملام سـت مـ‬ ‫وقد دل‬
‫شو ٍ‬
‫ال ال ه يحدث األبر ال ه ذكر الحديث مْروط بْرطل اثنل ‪:‬‬

‫* أولهما‪ :‬أن يكون إيق ُع هذه الست بعد صي رماا ن؛ فاا ينبغاي لمان علياه قاا‬
‫من رما ن أن يتطوع برذه الست حتاى يقااي ما علياه؛ ألن النباي ♀ قا ل‪:‬‬
‫األجر والًلواب المرتب إال بتقد صاي رماا ن‪ ،‬فمان كا ن‬
‫ُ‬ ‫ان»‪ ،‬فا يق ُ‬
‫« َم ْن َصا َم َر َم َض َ‬
‫يف حقه قا ث بت من رما ن كيو أو ياومين‪ ،‬فإناه ُيقاد هاذا القاا باين يادي صاي‬
‫الست من شوال‪ ،‬ثم بعد ذلك يشر ُع بصو الست من شوال‪.‬‬

‫* وأما الْرط الثاين‪ :‬فرو أن ُيتبا هاذه السات جمي ًعا يف شاوال‪ ،‬فلاو صا بعاار يف‬
‫شوال وبعار يف الشرر الذي يليه؛ لم يق ْ له األجر‪.‬‬

‫فم ْن ص أربعة أي في شوال‪ ،‬ثم ص يومين يف ذي القعدة؛ لم يساتحق هاذا الًلاواب‬


‫المذكور في هذا الحديث‪ ،‬ب ال بد أن ُت ْتب هذه األي في شاوال جمي ًعا يو ًما بعاد ياو ؛‬
‫إم على المت بعة‪ ،‬وإم على التفريق‪.‬‬

‫ٍ‬
‫تفريق ال تثبت ل النبي ♀‪.‬‬ ‫إيجاي المَابع ب‬ ‫واألحاديث المروي‬

‫وثبت ل الصحاب الَرخلص الَفريق بلنها‪ ،‬فإذا ش ص الص ئم يو ًم وأفطر آ ر‪،‬‬


‫أو أ ْتبعر جمي ًع ‪ ،‬وهذا أبل ُغ في العب دة‪.‬‬
‫‪110‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫وله أن يبتدئر من اليو الًل ني بعد عيد الفطر‪ ،‬ثم ُينريرا يف الياو الًلا من الاذي يساميه‬
‫األَرْبَع»‬
‫بعض الجر ل با(عيد األبرار)‪ ،‬وهذه التسمي ُة كم ذكار جم عاة مان المحققاين مانرم أباو‬
‫العب س ابن تيمياة ؒ تعا لى هاي تسامية ُمبتدعاة‪ ،‬وإذا اعتقاد العبادُ كوناه عيادً ا فقاد‬
‫يف شرع اهلل ‪ ‬م ليس من ُه‪.‬‬ ‫أد‬

‫وإذا ص العبد هذه الست بعد رما ن ك ن ذلك ُم ل ًف لصي الدهر جمي ًع ؛ (الحسنة‬
‫بعشر أمًل لر ‪ ،‬ف ُيق ب ُ ك يو بعشرة أي )‪ ،‬فيكون صي ُ األيا الساتة عان صاي شاررين‬
‫فيكما ُ للعباد الاذي صا رماا ن ثام‬ ‫ُ‬
‫ويكون صي ُ رما ن عان ْ‬
‫عشارة أشارر‪ُ ،‬‬ ‫ك ملين‪،‬‬
‫أتبعه بست من شوال صي ُ الدهر كله‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪111‬‬

‫الصوم المطلَق‬ ‫الفصل َّ‬


‫الثامن‪ :‬في َّ‬

‫الصوم المطلق)؛ يعني الذي لم ُيقيد بسبب‪ ،‬فإن الصي مان النفا ما‬
‫قوله ؒ‪َّ ( :‬‬

‫كر‬
‫ُيقيدُ بسبب‪ ،‬وسيأيت في فص مفرد ‪ -‬يذكره المصنف ؒ تع لى فيم ُيستقب ‪ -‬ذ ُ‬
‫م قيده الشرع وعينه مان صاي النفا ‪ ،‬وما عادا ذلاك فراو صاو مطلاق ُيقا ل لاه‪( :‬نفا‬
‫مطلق)‪.‬‬

‫والفرق بل النفل المطلق والنفل المرلد‪:‬‬

‫األجر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫▪ هو أن النف المقيد ُيشترط له تقد نيته من اللي ليحص للعبد‬
‫▪ أم النف المطلق فإنه ال يشترط للعبد أن ُيقد نية الصي من اللي ‪.‬‬

‫فم ك ن مقيدً ا من األي ك لست من شوال‪ ،‬أو يو عرفة‪ ،‬أو يو ع شاورا ؛ فإناه ال باد‬
‫أن تتقد النية من اللي ؛ ألن العم المذكور يف الشريعة هو يو ‪ ،‬واليو ُ يبتدئ من قلوع‬

‫الفجر‪ ،‬فا بد أن تكون النية س بق ًة للعم ‪ ،‬فيقد ُ الص ُ‬


‫ئم عند إرادة النف المقيد نيتاه مان‬
‫اللي ‪.‬‬

‫نفا مطل ًق في أي س عة من النرا ر للـ المخَـار‪،‬‬


‫أما النفل المطلق‪ :‬فإن له أن يصو ً‬
‫لكن ليس له أجر إال من هذا الوقت الذي عينه الرول الصـحلا مـ قـولي أهـل العلـم‬
‫‪112‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫المفطرات قب هذه النية‪.‬‬


‫‪ ô‬تع لى‪ ،‬شريطة أال يكون أتى شي ًئ من ُ‬ ‫األَرْبَع»‬

‫اًلا فاي يااو األربعا الاذي لاايس مان جملااة األيا المعينااة ثاام أراد أن‬
‫فمان أصاابح ما ً‬
‫يصو ‪ ،‬وك نت ني ُته مبتدئ ًة من السا عة السا بعة بعاد قلاوع الشامس؛ فإناه يصاح صاي ُمه‪،‬‬
‫ويكون ثوا ُبه على صي مه من السا عة السا بعة إلاى آ ار النرا ر؛ ألن النباي ♀‬ ‫ُ‬
‫ق ل ‪ -‬كم يف «الصحيح» ‪« :-‬إِنَّما األَعم ُال بِالنِّي ِ‬
‫ات»‪ ،‬و ذا إ َّنما نو؛ الصي مان السا عة‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫يكون ثوا ُبه إال من بد نيته‪ ،‬شاريطة أال يكاون قاد تنا ول قبا ذلاك شاي ًئ مان‬ ‫الس بعة فا‬
‫المفطرات‪ ،‬فإذا تن ول قب ذلك شي ًئ من المفطرات بعد قلاوع الفجار فإناه ال يصاح مناه‬
‫صي النف المطلق‪.‬‬

‫أما النفل المرلد‪ :‬فإنه ال يق للعبد الًلواب إال أن يكون قد أماى النياة مان الليا ‪ ،‬أما‬
‫صحة صي مه فإنه يصح منه الصي ‪.‬‬

‫مًلا صي يو عرفة يف الس عة الت سعة من النر ر ولم يكان‬


‫وتصوير ذل ‪ :‬أن م ْن نو؛ ً‬
‫المفطرات‪ ،‬فإنه يصح صاي ُمه‪ ،‬ويكاون ثوا ُباه ب عتبا ر صاي مه‬
‫قب ذلك قد تن ول شي ًئ من ُ‬
‫لكن ال يق ُ لاه األجار المرتاب علاى صاي ياو‬
‫من الس عة الت سعة إلى غروب الشمس‪ْ ،‬‬
‫عرفاة وهاو كفا رة سانتين ‪ -‬قبلاه سانة وبعاده سانة ‪-‬؛ ألن الحاديث الاوارد يف ذلاك جا‬
‫ما‪ ،‬وإنما صا أكًلار‬ ‫مشرو ًق بأن يصو يو عرفة ك ً‬
‫ما‪ ،‬وهاذا لام ي ُصا ْم ياو عرفاة كا ً‬
‫اليو ‪.‬‬

‫وهذه مسألة يغلط فير كًلير‪.‬‬

‫ان‬ ‫ُ‬
‫شاايون الش اي ابا ُ‬ ‫وقااد نب اه علااى بعااض أفراده ا جم عااة م ان أه ا العلاام؛ ماانرم‪:‬‬
‫ب د ؒ‪ ،‬والشي اب ُن عيًلمين ؒ في مسألة صيا الست مان شاوال‪ ،‬فاذاكرا أناه‬
‫ال بد من تقد النية من اللي ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪113‬‬

‫و ُيق ل مًل ُ هذا في ك النف ُ‬


‫المقيد؛ أنه ال بد من تقاد النياة مان الليا ‪ ،‬وهاذا التقاد‬
‫إنم هو لتحصي الًلواب المرتب‪.‬‬

‫أم صحة الصي ‪ :‬فإن م ْن نو؛ في أثن يو ُمقيد؛ ك ن لاه أجار ب عتبا ر وقات صاي مه‪،‬‬
‫لكنه ال ين ُل األجر الذي ورد في األح ديث الواردة عن النبي ♀ ‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫ق ل اهلل ‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ﴾ [األحزاب‪.]35:‬‬


‫رساول اهلل ♀ ‪« :‬ماا ِمان عباد يصاوم يوماا فِاي سابِ ِ ِ‬
‫يل الل إِ َّال َبا َعادَ اللُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ ُ ُ ًَْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وق ل‬
‫ين َخرِي ًفا»‪.‬‬ ‫ك اليو ِم وج َهه ع ِن النَّ ِ ِ‬
‫بِ َكلِ ِ‬
‫ار َس ْبع َ‬ ‫َْ َ ْ ُ َ‬

‫لت ع ئش ُة ▲‪« :‬ك ن رسول اهلل ♀ يصو حتى ُ‬


‫نقاول‪ :‬ال ُيفطار‪،‬‬ ‫وق ْ‬
‫رأيات رساول اهلل ♀ اساتكم صاي شارر‬
‫ُ‬ ‫و ُيفطر حتى نقول‪ :‬ال يصو ُ ‪ ،‬وم‬
‫قط إال رما ن»‪.‬‬

‫سألت ع ئشة ▲ أكا ن رساول اهلل ♀ يصاو‬


‫ُ‬ ‫وق لت ُمع ذ ُة العدوية‪:‬‬
‫من ك شرر ثاثة أي ؟‬

‫لت‪« :‬نعم»‪.‬‬
‫ق ْ‬

‫فقلت لدا‪ :‬من أي أ َّيام َّ‬


‫اليدش كان يصوم؟‬

‫قالت‪« :‬ل يكن يبالي من أي أ َّيام َّ‬


‫اليدش يصوم»‪.‬‬

‫ذكش المصنف ؒ تع لى يف هذا الفص آي ًة وثاثة أح ديث فير بي ن فا الصاو‬


‫المطلق‪.‬‬

‫فأما اآلي ‪ :‬فإن اهلل ‪ ‬ل ّم عدد أنوا ًع من الع ملين للصا لح ت يف ساورة األحازاب‬

‫‪ -‬وماان جملااترم الصاا ئمون والصاا ئم ت ‪ -‬قاا ل‪﴿ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾‬


‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪115‬‬

‫[األحزاب‪ ، ]35:‬فمن أعظم الجزا للص ئمين م أعده اهلل ‪ ‬لرم مان المغفارة واألجار‬
‫العظيم‪.‬‬

‫وقد سبق أن عرفت بعض م جا فاي اآليا ت القرآنياة واألح دياث النبوياة مان فاا‬
‫الصااي ‪ ،‬وأوثرــه وألظمــه‪ :‬أن الصااي لاايس لااه جاازا ‪ ،‬باا ُيوكاا ُ جاازا ُ ه إلااى الاارب‬
‫▐‪ ،‬كم ج يف الحديث ا‪،‬لري المور يف «الصحيحين»؛ أن اهلل ‪ ‬ق ل‪:‬‬

‫الص َيا ُم َفإِ َّن ُه لِي َو َأ َنا َأ ْج ِزي بِ ِه»‪ ،‬و ذل ك ُ‬


‫قاول اهلل ‪ ﴿ :‬ﰓ‬ ‫« ُك ُّل َع َم ِل ا ْب ِن آ َد َم َل ُه؛ إِ َّال ِّ‬

‫ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ﴾ [الزمر‪ ،]10:‬فإن (الص باارين) فاي هاذه اآليااة ‪ -‬كما عرفات‬

‫س ب ًق ‪ُ -‬‬
‫هم الص ئمون أكثر األقـوال‪ ،‬وقاد اساتدل براذه اآلياة علاى عاد رجاوع أجار‬
‫بان‬ ‫الصي إلى حد جم عة من أه العلام؛ مانرم‪ :‬سافي ُن ُ‬
‫بان ُعي ْيناة‪ ،‬وأباو ُعبياد الق سا ُم ُ‬
‫سا صاحب «غشيب الحدي »‪ ،‬وتبعدما أبو الفضل ابن حجش «فتا الباري»‪.‬‬

‫وأما األحاديث‪:‬‬
‫قول النباي ♀ ‪«( :‬ما ِمن عبد يصوم يوما فِاي سابِ ِ ِ‬
‫يل الل إِ َّال َبا َعادَ اللُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ َ ُ ُ ًَْ‬ ‫فأولها‪ُ :‬‬
‫ين َخرِي ًفا»)‪ ،‬والمراد بـ(الخريف)‪ :‬السانة ك ملا ًة‪ ،‬فمعناى‬ ‫ك اليو ِم وج َهه ع ِن النَّ ِ ِ‬
‫بِ َكلِ ِ‬
‫ار َس ْبع َ‬ ‫َْ َ ْ ُ َ‬
‫ين َخرِي ًفا»؛ يعناي سابعين‬ ‫ك اليو ِم وجهه ع ِن الن ِ ِ‬
‫قوله ♀ ‪« :‬باعدَ الل بِ َكلِ ِ‬
‫َّار َس ْبع َ‬ ‫َْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ع ًم ‪.‬‬

‫رجات‬
‫ْ‬ ‫تقادير ذلاك بم ئاة عا ‪ ،‬فتكاون السابعين قاد‬
‫ُ‬ ‫وقد ورد في بعاض األح دياث‬
‫مور التكًلير؛ ألن العرب غلب علير إذا أرادت التكًلير أن تذكر (السب ) و(السابعين)‪،‬‬
‫إال أن األح ديااث المروياة يف ذكاار الم ئااة فيرا ضاعف‪ ،‬والًل باات ما جا يف الصاحيح أن‬
‫المب عدة تكون بسبعين ري ًف ‪.‬‬
‫‪116‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫وهااذا الصاي المااذكور يف هااذا الحااديث ها الماارا ُد بااا«سـبلل الل» الجرا ُد أ المااراد‬
‫األَرْبَع»‬

‫با«سبلل الل» ق عة اهلل ‪‬؟‬

‫قوالن أله العلم‪.‬‬

‫بمان صا يف‬ ‫أمحهما‪ :‬أن المراد با«سبلل الل» هو الجرا د‪ ،‬وأن هاذا الفاا يوات‬
‫ح ل جر ده‪ ،‬وقد جز برذا أبو الفر ابن الجودي ؒ تعا لى‪ ،‬وما ل إلياه ابان دقياق‬
‫العيدُ ‪ ،‬وهو ظ هر تصر ا‪،‬م مين الجليلين أبي عبد اهلل البو ري وأبي عيساى الترماذي‬
‫يف « ُسااننه»‪ ،‬فإنرم ا جمي ًع ا أوردا هااذا الحااديث يف (كت ا ب الجر ا د)‪ ،‬مم ا ياادل علااى أن‬
‫ُمرادهم بإيراد هاذا الحاديث أن (السابي ) ه هنا هاو الجرا د‪ ،‬وهـ ا الرـول هـو األقـوى‬
‫واألربا واألثبت‪.‬‬

‫ُ‬
‫حديث ع ئشة‪ ،‬وفيه‪«( :‬ك ن رسول اهلل ♀ يصاو‬ ‫أما الحديث الثاني‪ :‬فرو‬
‫رأيات رساول اهلل ♀‬
‫ُ‬ ‫حتى ُ‬
‫نقول‪ :‬ال ُيفطر‪ ،‬و ُيفطر حتى نقول‪ :‬ال يصاو ُ ‪ ،‬وما‬
‫استكم صي شرر قط إال رما ن»)‪.‬‬

‫وقد دل هذا الحديث كما ذكار الناووي ؒ تعا لى يف «ش ش مس ل » عل ى أ َّن ه ال‬


‫شاررا مان سانته مان صاي ‪ ،‬كما كا ن النباي ♀ يفعا‬
‫ينبغي للعباد أن ُيولاي ً‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وقاااد جااا ت األح دياااث يف تقااادير الصاااي يف الشااارر بًلاثاااة أيااا كمااا سااايذكره‬
‫المصنف ؒ تع لى يف فص ُيست ْقب ُ ‪.‬‬

‫ولم يكن النباي ♀ يساتكم ُ صاي شارر قاط إال رماا ن‪ ،‬أما األح دياث‬
‫الواردة بأن النبي ♀ كا ن يصاو شاعب ن كلاه فقاد جا يف الحاديث نفساه أن‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪117‬‬

‫لات‪« :‬ك ان يص وم ش عبان ك َّل ه‪ ،‬ك ان يص ومه َّإَّل قل ًيال»؛ ف َّ‬


‫دل قولرا ‪:‬‬ ‫ع ئشة ▲ ق ْ‬
‫قليال» على َّ‬
‫أن المراد با(الكلية) هن ليس العماو وإنما األغلاب‪ ،‬فكا ن‬ ‫«كان يصومه َّإَّل ً‬
‫شاررا‬
‫ً‬ ‫ولم يصم النبي ♀‬
‫ح ل النبي ♀ أنه يصو أغلب شعب ن‪ْ ،‬‬
‫ما ال ينق ُ منه شي ًئ إال رما ُن؛ ألنه الفرض الذي عينه اهلل ‪.‬‬
‫ك ً‬

‫أما الحديث الثالث‪ :‬وفيه أن النبي ♀ (ك ن يصو من ك شرر ثاثة أي )‬


‫كم سئلت ع ئش ُة عن ذلك (فقالت‪« :‬نع »)‪ ،‬ث َّ سئلت عائي ‪( :‬من أي أيام َّ‬
‫الي دش ك ان‬
‫يصوم؟‪ ،‬قالت‪« :‬ل يكن يبالي من أي أ َّيام َّ‬
‫اليدش يصوم»)‪.‬‬

‫وقد دل هذا الحديث على أن النبي ♀ لم يكن ُي ْولي شي ًئ من الشرور من‬


‫صااي ‪ ،‬كماا تقااد ذلااك عاان النااووي ؒ تعاا لى‪ ،‬وكاا ن ذلااك بااأن يصااو النبااي‬
‫♀ ثاثة أي من ك شرر‪.‬‬

‫وقااد ا تلااف أه ا العلاام ‪ ô‬تع ا لى يف تعيااين األي ا التااي ك ا ن يصااو ُمر النبااي‬
‫ان‬
‫♀ بنفس اه ماان الش ارر علااى سااتة أقااوال‪ ،‬اسااتوعبر الح ا ف أبااو الفاار ابا ُ‬
‫المع ارف»‪ ،‬ول يا ف اي األح ديااث الًل بتااة عاان النبااي‬ ‫رجااب ؒ تع ا لى «لط ائ‬
‫تعيين هذه األي الًلاثاة دون غيرها ‪ ،‬فلام يًلبات أن النباي ♀‬
‫ُ‬ ‫♀‬
‫ك ا ن يصااو ُ أي ًم ا ماان الش ارر بعينر ا ‪ ،‬وإنم ا تاارا النبااي ♀ ذلااك لاائا ُيظاان‬
‫بمواظبته تعي ُن هذه األي دون غيره كم ذكره أبو دكريا الناووي ؒ تعا لى يف رشح‬
‫«صااح م لما »‪ ،‬وإن ك ا ن النبااي ♀ قااد رغ اب ف اي صااي أي ا الب ايض كم ا‬
‫سيأيت‪ ،‬أم من فعله ♀ فلم يًلبت أنه ك ن يصو يو ًم بعينه من الشرر‪ ،‬با ْ كا ن‬
‫يصو ُ ♀ ثاثة أي من الشرر‪ ،‬ولم يكن ُيب لي من أي أي الشارر يصاو كما‬
‫لت ع ئش ُة ▲‪.‬‬
‫ق ْ‬
‫‪118‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫وف ْر بين فع النبي ♀ لنفسه وبين م يحاث علياه ُأمتاه‪ ،‬فسايأيت أن النباي‬
‫األَرْبَع»‬

‫♀ أ بر أن أفا الصو هو صو شرر اهلل المحر ‪ ،‬أم ف ْع ُله ♀‬


‫فكا ن أكًلا ُره صااي ُ شاارر شااعب ن كما ساايأتي فيما ُي ْسات ْقب ماان كااا المصاانف ؒ‬
‫تع لى ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪ )1‬إلى نا ت م ام ال مجلا ال َّثاين‪.‬‬


‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪119‬‬

‫طوع‬ ‫الفصل ال َّتاسع‪ :‬في صوم َّ‬


‫الت ُّ‬

‫األول‪ :‬غــب الص ـوم‪ ،‬ق ا ل ♀ ‪« :‬إِ َّن أحــب الص ـلام إل ـ الل م ـلام داود‪،‬‬
‫وأحب الص ة إل الل م ة داود ♠‪ ،‬كـان ينـام ن ْصـف الل ْلـل‪ ،‬ويرـوم ثلثـه‪ ،‬وينـام‬
‫سدسه‪ ،‬وكان يصوم ي ْو ًما‪ ،‬وي ْفطر ي ْو ًما‪ ،‬وال يفر إذا َال َقى»‪.‬‬

‫وعن عبد اهلل بن عمرو بان الع صاي قا ل‪ُ :‬أ بار رساول اهلل ♀ أناي ُ‬
‫أقاول‪:‬‬
‫فقلات لاه‪ :‬باأبي أنات وأماي‪ ،‬قا ل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫عشات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واهلل ألصومن النر ر‪ ،‬وألقو ُمن من الليا ما‬
‫ك‪َ ،‬ف ُص ْم َو َأ ْفطِ ْر‪َ ،‬و َن ْم َو ُق ْم‪َ ،‬و ُص ْم ِم َن َّ‬
‫الش ْهرِ َث َال َث َة َأ َّياام‪َ ،‬فاإِ َّن َ‬
‫الح َسانَ َة‬ ‫يع َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ك َال َت ْس َتط ُ‬ ‫« َفإِ َّن َ‬
‫ك ِم ْث ُل ِص َيا ِم الدَّ ْهرِ»‪.‬‬ ‫بِ َع ْشرِ َأ ْم َثالِ َها‪َ ،‬و َذلِ َ‬

‫قلت‪ :‬إني ُأ ُ‬
‫قيق أكًلر من ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬

‫ق ل‪« :‬فص ْم ي ْو ًما و ْأ ْفط ْر ي ْو ًما‪ ،‬ف ل ملام داود‪ ،‬وهو أ ْفضل الصلام»‪.‬‬

‫أقيق أكًلر من ذلك‪.‬‬


‫قلت‪ :‬بأبي ُ‬
‫ُ‬

‫فق ل النبي ♀ ‪« :‬ال أ ْفضل»‪.‬‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ♀ صو الغب يف هذا الحديث لسببين‪:‬‬ ‫وإنم فا‬

‫أحدهم ‪ :‬أن ابان عمارو كا ن ال يحتما ُ أكًلار مان ذلاك‪ ،‬بادلي أناه ♠ قا ل لاه‪:‬‬
‫ت ن ْفس ‪ ،‬وغار ْت ل ْلنـا َك»‪ ،‬فاأ ربه ♀ أناه أفاا‬
‫«فإن إذا فع ْلت ذل نفه ْ‬
‫‪120‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫صومه الغب‪.‬‬
‫األَرْبَع»‬

‫والًل ين‪ :‬أنه ♀ ذكر أنه صو داود‪ ،‬وذكر أنه لم يا ثر يف قاو؛ داود‪ ،‬بقولاه‪:‬‬
‫«وكان ال يفر إذا َال َقى»‪.‬‬

‫موصوص بأفا الصاو فاي حاق كا مان ُينراك‬


‫ً‬ ‫ُ‬
‫حديث ابن عمرو‬ ‫فعلى هذا يكون‬
‫الصو ُقواه‪ ،‬فاإن الغ لاب علاى الصاح بة أنرام إنما كا نوا يساألون عان أفاا األعما ل‬
‫منرم على‬
‫جيب ك واحد ْ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ♀ يفرم منرم ذلك‪ ،‬ف ُي ُ‬ ‫ليتع قوه‪ ،‬وك ن‬
‫حسب م فرم منه‪.‬‬

‫الص َال ُة ِألَ َّو ِل َو ْقتِ َها»‪.‬‬


‫ولرذا؛ سأله رج ‪ :‬أي األعمال أفضل؟ فقال‪َّ « :‬‬
‫الوالِدَ ِ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫أي األعمال أفضل؟ فقال‪« :‬بِ ُّر َ‬
‫وسحله آخش‪ُّ :‬‬

‫يل اللِ»‪.‬‬
‫الج َها ُد فِي َسبِ ِ‬
‫أي األعمال أفضل؟ فقال‪ِ « :‬‬
‫وسحله آخش‪ُّ :‬‬

‫سا اله بأعما ل نفساه‪ ،‬فكأناه قا ل‬ ‫فأج ب ك واحد منرم على م فرمه من توصاي‬
‫للول‪ :‬أفا ُ أعم لك الصاة ألول وقتر ‪ ،‬وق ل للًلا ني‪ :‬أفاا أعم لاك بار الوالادين‪،‬‬
‫وق ل للًل لث‪ :‬أفا ُ أعم لك الجر د يف سبي اهلل‪.‬‬

‫ومنصاب الرساول‬
‫ُ‬ ‫ولوال تنزي ُ هاذه األح دياث علاى هاذه الق عادة لك نات متن قاا ًة‪،‬‬
‫♀ أج أن يصدر منه قول متن قض‪.‬‬

‫فعلى هذا؛ صو ُ الدهر في حق م ْن أفطر في األي المحرمة إذا كا ن ُمطي ًقا لاه ال يا ثر‬
‫يف جسده‪ ،‬وال ُي ْقعدُ ه عن شي من الط ع ت التي ك ن يفع ُلر األقوي أفاا ُ مان الغاب؛‬
‫ألن الجزا على قدر األعم ل‪ ،‬على م تمرد في الشريعة أن م ْن جا ب لحسانة فلاه عشار‬
‫أمًل لر ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪121‬‬

‫وإنم قو ُله ♀ ‪َ « :‬م ْن َصاا َم األ َبادَ َفا َال َصاا َم»؛ فمعنا ه أن ما ْن صا العيادين‬
‫ئم ألكًلار‬
‫ئم للادهر علاى الحقيقاة‪ ،‬با صا ً‬
‫وأي التشريق فإنه لو أفطرهما لام يكان صا ً‬
‫الدهر‪.‬‬

‫جرت به‬
‫ْ‬ ‫ذكر المصنف ؒ تع لى في هذه الجملة المطولة من كامه ‪ -‬ا ًف لم‬
‫ع د ُته ‪ -‬مسألَل اثنَل ‪:‬‬

‫إحداهما‪ :‬أص ‪.‬‬

‫واألخرى‪ :‬فرع‪.‬‬

‫فأمـا المســأل األمــل‪ :‬فرااي بي ا ن الناوع األول م ان أنااواع صااو التطااوع‪ ،‬وهااو (غ ـب‬
‫الصوم)‪ ،‬بأن يصو يو ًم ويفطر يو ًم آ ر‪.‬‬

‫ديث التي أورده المصنف ؒ تع لى على تفضلل ه ا النو م‬


‫وقد دلت األح ُ‬

‫الصوم بإشارتل اثنَل ‪:‬‬

‫اريحه ♀ بأن اه أفا ا الص او ‪ ،‬يف قول اه ♀ ‪:‬‬


‫* إحــداهما‪ :‬تصا ُ‬
‫(«ف ل ملام داود‪ ،‬وهو أ ْفضل الصلام»)‪.‬‬

‫* واألخـــرى‪ :‬التصاااريح باااأن هاااذا الصاااي هاااو أحاااب الصاااي إلاااى اهلل‪ ،‬فاااي قولاااه‬
‫الص َيا ِم إِ َلى اللِ ِص َيا ُم َد ُاو َد»‪.‬‬
‫ب ِّ‬‫♀ ‪« :‬إِ َّن َأ َة َّ‬
‫‪122‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ُ‬
‫كون هذا الصاي أفاا الصاي ‪ ،‬وهاو المحباوب إلاى‬ ‫فلج ه تين القرينتين‪ :‬وهم‬
‫األَرْبَع»‬

‫الرب ▐ منه؛ دل هذا على فايلة غب الصو ‪ ،‬باأن يفطار المار يو ًما ويصاو‬
‫آ ر‪.‬‬

‫و ذا النَّ وع م ن الص يام يس تثنى من ه ب ال خ الف‪ ،‬كم ا ذك ش ذل ك جماع ؛ م ند ‪:‬‬


‫غير ؒ تع لى‪ ،‬فلسَثن منه خمس أيـا ٍم ال‬
‫وابن ُمفلح الص ُ‬
‫المشداوي «اإلنصاف»‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬
‫يجوز ملامها لل كل ٍ‬
‫حال‪:‬‬

‫• أولها‪ :‬يو عيد الفطر‪.‬‬


‫• وثانلها‪ :‬يو عيد األضحى‪.‬‬
‫• وبرل األيام هي أي التشريق؛ وهي الح دي عشر‪ ،‬والًل ني عشر‪ ،‬والًل لث عشر من‬
‫ذي الحجة‪.‬‬

‫يجود صي ُمر على ك ح ل حتاى فايمن كا ن ع د ُتاه أن يصاو‬


‫ُ‬ ‫فرذه األي الومس ُة ال‬
‫يو ًم ويفطر آ ر‪.‬‬

‫كام صاي الادهر‪،‬‬


‫أما المسأل األخرى ‪ -‬وهي الفرع الذي جر إليه الكاا ‪ :-‬فراي ُح ُ‬
‫وقااد ذهااب أبااو محم اد باان عبااد الس اا ؒ تع ا لى ف اي هااذه الجملااة إلااى القااول‬
‫ب ستحب ب صي الدهر‪ ،‬وهو أحدُ أقوال أه العلم يف هذه المسألة‪ ،‬وفيم ذكره ؒ‬
‫ابان القايم ؒ تعا لى ُمطاو ًال يف «داد المعا د»‪،‬‬
‫تع لى من وجه الداللة نظر‪ ،‬كما بيناه ُ‬
‫فإنه أ ْحسن ب ْحث هذه المسألة‪.‬‬

‫والمخَار هو أن صي الدهر مكروه؛ كما هاو ُ‬


‫قاول إساح بان راهوياه‪ ،‬ورواياة عان‬
‫ا‪،‬م أحمد‪ ،‬وا ت ره من أصح به أبو عبد اهلل اب ُن القيم ؒ تعا لى رحما ًة واساع ًة؛‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪123‬‬

‫ألن النبي ♀ ق ل‪« :‬ال أ ْفضل م ْ ذلـ »؛ يعناي لايس هنا ا صاي أفاا ُ مان‬
‫صي داود‪ ،‬وهو ْ‬
‫أن يصو العبدُ يو ًم ويفطر يو ًم آ ر‪.‬‬
‫‪124‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫لت ع ئش ُة ▲‪« :‬ك ن رسول اهلل ♀ يصوم‬


‫الثاين‪ :‬في موم شعبان‪ :‬ق ْ‬
‫شعبان ك َّله‪ ،‬كان يصوم شعبان َّإَّل ً‬
‫قليال»‪.‬‬

‫نوع آ ر من صي التطوع‪ ،‬وهو (موم شعبان)‪.‬‬


‫ذكش المصنف ؒ تع لى ه هن ً‬

‫الصحيا»‪ ،‬قالت‪«( :‬كا ن رساول‬


‫واألص فيه حديث (ع ئشة ▲) المور يف « َّ‬
‫اهلل ♀ يصوم شعبان ك َّله‪ ،‬ك ان يص وم ش عبان َّإَّل قل ًيال»)‪ ،‬وقاد عرفات فيما‬
‫ساابق أن قولراا ▲‪« :‬يص وم ش عبان ك َّل ه» إ َّنم ا أرادت معيم ه وأغلب ه؛ لقولد ا‬
‫▲‪« :‬كان يصوم شعبان َّإَّل ً‬
‫قليال»‪.‬‬

‫وقد تقد من حديًلر ▲ أن النباي ♀ لام يساتكم ْ صاي شارر قاط‬


‫إال رما ُن‪ ،‬وأم م عداه من الشرور؛ فإن النبي ♀ ك ن ال ُي ْولياه مان صاي ‪،‬‬
‫ويجع ُ أكًلر صي مه يف شعب ن كم ثبت ذلك من فعله ♀ ‪.‬‬

‫وقاااد ذكااار الناااووي ؒ تعااا لى «ش ش مس ل » الع َّل التاااي جعلااات النباااي‬


‫شارر‬
‫♀ يستكًل ُر من صي شعب ن‪ ،‬م إ ب ره بأن أفا الصي بعد رماا ن ُ‬
‫اهلل المحر ‪ ،‬وللل ذل بأمري اثنل ‪:‬‬

‫* أحدهما‪ :‬أن النبي ♀ لم يحص ْ له الوبا ُر بتفاي شرر اهلل المحار إال‬

‫بعد وقت لم ُيمكنْه أن يأتي به علاى هاذا الوجاه‪ ،‬وكا ن ع ما ُة فعلاه ♀ صاو ُ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪125‬‬

‫شعب ن‪ ،‬فك ن الوب ُر المتجد ُد هو الوب ُر بأن صي شارر اهلل المحار أفاا ُ ‪ ،‬وكا ن الوبا ُر‬
‫كًليرا هو االستكًل ُر من صي شعب ن‪.‬‬
‫الس بق الذي وق من النبي ♀ ً‬

‫* والعل الثانلـ ‪ :‬أن النباي ♀ ربما منعا ُه مان الصاي يف شارر اهلل المحار‬
‫أعذار؛ من سفر‪ ،‬أو مرض‪ ،‬مم ح ل بينه وبين أن يصو يف شرر اهلل المحر وأن يستكًلر‬
‫من الصي يف شعب ن‪.‬‬
‫‪126‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬
‫الثالث‪ :‬موم المحرم‪ ،‬قا ل ♀ ‪َ « :‬أ ْف َضا ُل الصايا ِم بعادَ رم َضاان َشاهر اللِ‬
‫َ ُْ‬ ‫ِّ َ َ ْ َ َ‬
‫يض ِة َص َال ُة ال َّل ْي ِل»‪.‬‬
‫الص َال ِة َب ْعدَ ال َفرِ َ‬
‫الم َح َّر ُم‪َ ،‬و َأ ْف َض ُل َّ‬
‫ُ‬

‫ذك ش المصاانف ؒ تع ا لى ه هن ا نو ًع ا (ث ل ًًل ا ) ماان صااو التطااوع‪ ،‬وهااو (مــوم‬


‫المحرم)‪.‬‬

‫واستدل علاى ذلاك ب لحاديث الموار يف «الصاحيح» أن النباي ♀ قا ل‪:‬‬


‫ِ‬
‫ان َش ْه ُر الل ُ‬
‫الم َح َّر ُم»)‪.‬‬ ‫(« َأ ْف َض ُل ِّ‬
‫الص َيا ِم َب ْعدَ َر َم َض َ‬

‫المراد بـ(شهر الل المحرم) لل قولل اثنل ‪:‬‬ ‫وقد اخَلف أهل العلم ‪ ô‬تعال‬

‫* أولهما‪ :‬أن المراد بشرر المحر هاو الشارر الاذي يلاي ذي الحجاة‪ ،‬وهاو المسامى‬
‫بشرر (محر )‪.‬‬

‫الح ُار جمي ًعا ‪ ،‬وهاي أربعاة كما يف صاريح‬


‫* والرول الثاين‪ :‬أن المراد بذلك األشارر ُ‬

‫قول اهلل ‪ ﴿ :‬ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ﴾ [التوباة‪ ،]36:‬وهاي ثاثاة سا ْرد‪ ،‬وواحاد ْ‬


‫فارد‪ ،‬فأما‬
‫الس ْرد‪ :‬فذو القعدة‪ ،‬وذو الحجة‪ ،‬ومحر ‪ ،‬وأم الف ْرد‪ :‬فرو رجب‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ربـب يف‬ ‫وقد اخَار ه ا أبو العباس اب تلمل الحفلد‪ ،‬وحفلده بالَلم ة أبو الفرج اب‬
‫المعارف»‪ ،‬و و المعشوف عن السلف‪ ،‬فقد صاح عان ابان عمار ¶؛ أناه‬ ‫«لطائ‬

‫ك ن يصو ُ أ ْش ُرر الحشم‪ .‬أخشجه عنه عبد َّ‬


‫الش َّكاق «المصنَّ » بسند صحيح‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪127‬‬

‫اأمور بااه توصاي ُ رجااب وإفارا ُده ب لصاي ‪ ،‬با‬


‫ولايس مان جملاة صااو المحار الما ُ‬
‫الح ُر وإفرا ُده ب لصاي مكاروه عناد أها العلام‪،‬‬
‫رجب دون غيره من األشرر ُ‬ ‫توصي‬
‫ويف مذهب الحن بلة وجه للتحريم ذكره أبو العب س ابن تيمية الحفيدُ ؒ تع لى‪.‬‬

‫وال ريب أنه إذا اتوذه عب د ًة يعتقد أنر من جملة الشرع المأمور به باأن يكاون لرجاب‬
‫قوي‪.‬‬
‫من التعظيم م ليس لغيره من األشرر الحر فرذا القول ب لحرمة حينئذ قول ٌّ‬
‫‪128‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الرابــع والخــامُ‪ :‬مــوم تاســولاء ولاشــوراء‪ ،‬ق ا ل ♀ ‪ِ « :‬ص ا َيا ُم َي ا ْو ِم‬


‫السنَ َة ا َّلتِي َق ْب َل ُه»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َع َلى الل َأ ْن ُي َك ِّف َر َّ‬
‫ورا َا َأ ْة َتس ُ‬ ‫َع ُ‬
‫اش َ‬

‫ذكش المصانف ؒ تعا لى ه هنا ناوعين آ ارين مان صاو التطاوع؛ وهما (مـوم‬
‫تاسولاء ولاشوراء)‪.‬‬

‫وأص ا ُ الفااايلة هااي فااايلة صااي ع شااورا ‪ ،‬ويف ذلااك حااديث أبااي قت ا دة ◙‬
‫المخشج «صحيا مسل » ا َّلذي ذكره المصنف ؒ تع لى‪.‬‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫أنحاء‪:‬‬ ‫وموم لاشوراء يرع لل أربع‬

‫* أولها‪ :‬أن يصو الع شر من شرر المحر و ُيقد ُ بين يديه صي ت سوع ‪ ،‬وهاذا هاو‬
‫السنة الًل بتة عن النبي ♀ من أ ْمره‪.‬‬

‫* والثاني‪ :‬إفرا ُد يو ع شورا ب لصي ‪ ،‬وهو فع النبي ♀ ‪.‬‬

‫والصواي‪ :‬عد ُ كراهة إفراد ع شورا ب لصاي ؛ كما ا تا ره جم عاة مان المحققاين‪،‬‬
‫منرم أبو العب س ابن تيمية الحفيدُ ؒ رحم ًة واسع ًة‪.‬‬
‫ُ‬

‫* والثالث‪ :‬أن يصو ع شورا ثم ُيعق ُبه بصي يو بعده‪ ،‬وقاد جا يف هاذا حاديث ال‬
‫يصح؛ أن النبي ♀ ق ل‪« :‬موموا ي ْو ًما ق ْبله أ ْو ي ْو ًما ب ْعده»‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪129‬‬

‫* والرابع‪ :‬أن يصو العبدُ ثاثة أي ؛ هي الت س ‪ ،‬والع شر‪ ،‬والح دي عشر‪ ،‬وقد جا‬
‫أيا حديث ضعيف مور يف «مسند ا‪،‬م أحمد»‪.‬‬
‫يف هذا ً‬

‫ف ُعلم بم تقاد أن المحفاوظ يف السانة الًل بتاة عان النباي ♀ هاو أن يصاو‬
‫العبد ع شورا ‪ ،‬ويقاد ُ باين يدياه صاي ت ساوع ‪ ،‬أو ُي ْفارد ع شاورا ب لصاي ‪ ،‬وما عادا‬
‫تًلبت عن النبي ♀ ‪.‬‬
‫ه تين الصورتين فإن األح ديث المروية فير ال ُ‬

‫ب َع َلاى اللِ َأ ْن‬ ‫ِ‬


‫القول في معنى هذا الحديث وهو قو ُله ♀ ‪َ «( :‬أ ْة َتس ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتقد‬
‫السانَ َة ا َّلتِاي َق ْب َلا ُه»)؛ يعنااي صااغ ئر الااذنوب دون كب ئرها ‪ ،‬كما هااو قااول الجمرااور‬
‫ُي َك ِّفارِ َّ‬
‫‪ ô‬تع لى‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫السادس‪ :‬موم لْر ذه الحج ‪ ،‬ق ل ♀ ‪« :‬ما مـ ْ أيـا ٍم العمـل الصـالا‬


‫فله أحب إل الل م ه ه األيام الع ْْر»‪ ،‬فق لوا‪ :‬ي رسول اهلل؛ وال الجر ُد يف سبي اهلل؟‬
‫فق ل رسول اهلل ♀ ‪« :‬وال الجهاد في سبلل الل‪ ،‬إال ربـل خـرج بن ْفسـه ومالـه‬
‫فل ْم ي ْرب ْع م ْ ذل بْ ْي ٍء»‪.‬‬

‫دسا ) مان صاو التطاوع‪ ،‬وهاو (صاو ُ‬


‫ذكش المصنف ؒ تع لى ها هنا نو ًعا (س ً‬
‫عشر ذي الحجة)‪.‬‬

‫والفقر ‪ ô‬تع لى ُيعبرون با(العشر) على وجه التغليب‪ ،‬وإال فإن الياو الع شار‬
‫حر صي ُمه ب ‪،‬جم ع‪.‬‬
‫‪ -‬وهو يو العيد ‪ -‬ي ُ‬
‫الحجة يف هذا‪ ،‬وهو ُ‬
‫قول النبي ♀ ‪«( :‬ما‬ ‫وقد ذكر المصنف ؒ تع لى ُ‬
‫مـ ْ أيــا ٍم العمـل الصــالا فـله أحــب إلـ الل مـ هـ ه األيــام الع ْْـر»)؛ يعنااي عشاار ذي‬
‫الحجة‪.‬‬

‫ووبــه الدالل ـ م ـ ه ـ ا الحــديث‪ :‬هااو أن الصاي ماان جملااة العم ا الصا لح‪ ،‬وهااذا‬
‫المذهب الاذي انتحلاه جم عاة مان الفقرا ‪ ô‬فلـه نظـر‪ ،‬إذ الًل بات مان ُسانة النباي‬
‫ُ‬
‫♀ تا ْار ُا صااي العشاار‪ ،‬كم ا ثباات يف «صااحيح مساالم» ماان حااديث ع ئشااة‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ♀ العشر قط»‪.‬‬ ‫▲ أنر ق لت‪« :‬م ص‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪131‬‬

‫وأما الحااديث المواار عنااد أبااي داود وغيااره‪« :‬أن النبااي ♀ كا ن يصااو ُ‬
‫العشر»‪ ،‬فرذا حديث ماطرب ال يصح كم ق ل ا‪،‬م أحمادُ ؒ تعا لى‪ ،‬فلايس يف‬
‫السنة الصحيحة أن النبي ♀ ك ن يصو ُ الع ْشر‪ ،‬وال صاح هاذا عان أحاد مان‬
‫الصح بة ‪ -‬رضوان اهلل عليرم‪.‬‬

‫وإنم صح عن الصح بة أنرم ك نوا يتقصادون قاا ما علايرم مان رماا ن فاي هاذه‬
‫األي العشر‪.‬‬

‫لموافق لآلثا ر هااو القا ُ‬


‫اول بااأن مان كا ن عليااه قاا فاي رماا ن‪ ،‬فأحاب األوقا ت‬ ‫ُ‬ ‫فا‬
‫وأواله بأن يقاي فيه العبدُ م عليه من صي رما ن هو هاذه األيا ؛ اقتادا ً ب لصاح بة‬
‫‪ -‬رضوان اهلل عليرم‪.‬‬

‫وه ُيور من فعلرم استحب ُب صو عشر ذي الحجة؟ مح نظر؛ ألنرم إنم كا نوا‬
‫يقصدُ ون إلى صي القا عليرم‪ ،‬ولم ير ْد عانرم أنرام كا نوا يبتادئون صاي ًم يتطوعاون‬
‫فيه في هذه األي ‪.‬‬
‫‪132‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫ب َع َلى اللِ َأ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫السابع‪ :‬موم يوم لرف ‪ ،‬ق ل ♀ ‪« :‬ص َيا ُم َي ْو ِم َع َر َف َة؛ َأ ْةتَس ُ‬
‫السنَ َة ا َّلتِي َب ْعدَ ُه»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السنَ َة ا َّلتي َق ْب َل ُه‪َ ،‬و َّ‬
‫ُي َك ِّف ُر َّ‬

‫والص وم َّل‬ ‫حاج ا بعشف أن يفط ش؛ َّ‬


‫ألن فض يل دع ا عشف يف وت‪َّ ،‬‬ ‫واألولى لمن كان ًّ‬
‫يفوت‪.‬‬

‫ناس ا تم اروا عن د ا ي وم عشف ‪ ،‬فاي صاو رساول اهلل‬


‫إن ً‬‫وقالت لباب بن ت الح ارث‪َّ :‬‬

‫فأرسلت إليه بقدح‬


‫ْ‬ ‫بعارم‪ :‬ليس بص ئم‪،‬‬
‫بعارم‪ :‬هو ص ئم‪ ،‬وق ل ُ‬
‫♀ فق ل ُ‬
‫لبن وهو واقف على بعيره فشربه‪.‬‬

‫نوعا (سا ب ًع ) مان صاو التطاوع‪ ،‬وهاو‬


‫ذكش المصنف ؒ تعا لى يف هاذه الجملاة ً‬
‫(صو يو عرفة)‪ ،‬وهو من جملة عشر ذي الحجة‪ ،‬ولكنه أفرده ‪،‬جم ع أه العلم على‬
‫استحب ب صي مه‪ ،‬كم ذكره جم عة؛ منرم‪ :‬النووي‪ ،‬والمرداوي ص حب «اإلنصاف»‪.‬‬

‫«ص حيا‬ ‫وقد صح فيه الحديث الذي ذكره المصنف ؒ تعا لى‪ ،‬وهاو موار‬
‫مسل »‪ ،‬وفيه بيان فضيل صيام يوم عشف وأ َّنه يكفش سنتين‪:‬‬

‫إحداهما‪ :‬السنة التي قبله‪.‬‬

‫واألخرى‪ :‬السنة التي بعده‪.‬‬


‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪133‬‬

‫وتقد أن الذنوب التي يساتغر ُقر التكفيار هاي الصاغ ئر دون الكبا ئر كما هاو ماذهب‬
‫الجمرور‪.‬‬

‫ومح االستحب ب إنم هو يف حق من لم يكن ح جا ‪ ،‬أما ما ْن كا ن ح جا بعرفاة فاإن‬


‫السنة يف حقه أن يكون ُم ْفط ًرا‪ ،‬كم ثبات هاذا عان النباي ♀ يف هاذا الحاديث‬
‫الذي ذكره المصنف ؒ تع لى‪.‬‬

‫أم الحديث الوارد يف النري عن صي يو عرفة لمن ك ن بعرفة‪ :‬فرذا حديث ضاعيف‬
‫يًلبت عن النبي ♀ ‪.‬‬
‫ال ُ‬

‫وأكًل ُر الصح بة على النري عن صي العبد يف يو عرفة‪ ،‬وصح عن بعارم ‪ -‬كعًلم ن‬


‫بن أبي الع صي ◙ ‪ -‬أنه ك ن يصو ُ يو عرفة بعرفة‪ ،‬إال أن األولى األ ُاذ ب لسانة‪،‬‬
‫ولم يف ذلك من توفير ُقو؛ العبد على دعا اهلل ‪ ‬يف ذلاك الموقاف العظايم‪ ،‬وألن‬
‫يفوت على العبد‪ ،‬فإنه يمكناه أن‬
‫ُ‬ ‫فايلة الدع حينئذ ت ُف ُ‬
‫وت‪ ،‬وأم صو ُ يو عرفة فإنه ال‬
‫يصومه يف أي بلد ح ‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الثام ‪ :‬في أيام البلض‪ ،‬ق ل أبو هريرة‪« :‬أوص ني ليلي ♀ بًلا ‪ :‬بصي‬
‫ثاثة أي من ك شرر‪ ،‬وركعتي الاحى‪ ،‬وأن ُأوتر قب أن أر ُقد»‪.‬‬

‫رسول اهلل ♀ ‪« :‬مـ ْ مـام مـ ْ كـل شـ ْهرٍ ث ثـ‬


‫ُ‬ ‫وق ل أبو ذر ◙‪ :‬ق ل‬

‫اهلل تصاديق ذلاك يف كت باه‪﴿ :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬


‫أيا ٍم؛ ف ل مـلام الـد ْهر»‪ ،‬فاأنزل ُ‬
‫‪ ،]160:‬اليو ُ بعشرة أي ‪.‬‬ ‫ﮓ ﮔ﴾ [األنع‬

‫وق ل أبو ذر ◙‪« :‬أمرن رسول اهلل ♀ بصي ثاثة أي البيض‪ :‬ثاثاة‬
‫عشر‪ ،‬وأربعة عشر‪ ،‬و مسة عشر»‪.‬‬

‫نوع (ث منًا ) مان صاو التطاوع‪ ،‬وهاو صاي (أيا‬


‫ذكش المصنف ؒ تع لى ه هن ً‬
‫البيض)‪.‬‬

‫يض) وصف لليا لي‪ ،‬فاإن تقادير الكاا ‪( :‬فاي أيا الليا لي البايض)؛ ألن األيا‬
‫و(الب ُ‬
‫ب لليا لي التاي يع ُظا ُم فيرا البادْ ُر ويتك ما ُ ‪ ،‬فتكاون‬ ‫كلر بيض‪ ،‬أم (اللي لي) فإنر توت‬
‫بيا منير ًة بمًل بة النر ر‪.‬‬

‫بعض أه العلم كم حك ه الجاواليقي والنا جي يف « ُعج لاة التاذنيب»‬


‫ومن هن ذهب ُ‬
‫إلى أن قول الق ئ ‪( :‬صو األي البيض) بأنه طأ؛ ألن األي كلر بيض‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪135‬‬

‫ابان حجار ؒ تعا لى يف «الفاتح» ذلاك وصاححه مان‬


‫ُ‬ ‫وسوغ الح ف أبو الفاا‬
‫جرة أن تلك األي يستوي فيرا الليا والنرا ر مان جراة الااي والبيا ض‪ ،‬فصاحح أباو‬
‫يض) و(أي البيض) على حد سوا ‪.‬‬
‫ابن حجر ؒ تع لى أن ُيق ل‪( :‬األي الب ُ‬
‫ُ‬ ‫الفا‬

‫المعبار إذا أراد أن ُينشاج جملا ًة متعلقا ًة براذه‬ ‫ُ‬


‫فيقاول ُ‬ ‫إال أن الرول األول أوثق وأقـوى‪،‬‬
‫المسألة‪( :‬أي البيض)‪ ،‬على تقدير‪ :‬أي اللي لي البيض‪.‬‬

‫ُ‬
‫حاديث‬ ‫دياث‪ ،‬أ ْثبَهـا‪:‬‬
‫وقد ُرويت عان النباي ♀ يف صاي أيا البايض أح ُ‬

‫السنن»‪ ،‬وإسن ده صاحيح كما قا ل‬


‫جرير ابن عبد اهلل ◙ المور عند النس ئي « ُّ‬
‫ابن حجر «فتا الباري»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الح ف أبو الفا‬

‫ُ‬
‫حديث أبي ذر المشرور الذي أورده المصنف ؒ تع لى فإنه حاديث ضاعيف‬ ‫أم‬
‫يًلبت‪ ،‬ا تلف فيه روا ُته واضطربوا اضطرا ًب شديدً ا‪ ،‬والثابت ذل هو حديث جرير‬
‫ال ُ‬
‫ابن حجر كما عرفات سا ب ًق ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫◙ المور يف «سنن النسئي»‪ ،‬وقد صححه الح ف‬
‫وفيه تعيين هذه األي الًلاثة؛ وهي اليو الًل لث عشر‪ ،‬والراب عشر‪ ،‬والو مس عشر‪.‬‬

‫ف ُيشرع للعبد أن يتنف تطو ًع بصاي هاذه األيا ‪ ،‬وتقاد أن النباي ♀ مان‬
‫فعله ك ن ال ُيب لي أي أي الشرر ص ‪.‬‬

‫وقد ُرويت يف تعياين هاذه األيا كما تقاد أح ُ‬


‫دياث ضاعيفة ال تًلبات‪ ،‬أعناي يف فعلاه‬
‫♀ ‪ ،‬وأم من قوله ♀ فًلبت حًلاه ♀ علاى صاي أيا‬
‫كره ‪.‬‬
‫البيض التي تقد ذ ُ‬

‫وقد ذكر أه الطب و ْج ًر حسنً الستحب ب هذه األي ‪ ،‬وقد نقله عنرم جم عة‪ ،‬منرم‬
‫«كاد المعاد»‪ ،‬و و َّ‬
‫أن الدَّ م أشد ما يكاون ثورانًا وجوالنًا وحركا ًة فاي هاذه‬ ‫ابن القي‬
‫ُ‬
‫‪136‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األي ‪ ،‬فإذا ص العبد ك ن يف ذلك تسكينً لدورانه وتقوي ًة لم دته‪.‬‬


‫األَرْبَع»‬

‫بعض البحو المع صرة الموافقة لراذا الحاديث الاذي ال يرتا ب‬


‫وقد كُتبت يف ذلك ُ‬
‫‪ ،‬لكن هذه شواهدُ على عظيم منة هاذه‬ ‫م من يف عظيم منفعته‪ ،‬ولو لم تأت هذه األبح‬
‫أماورهم يف الادني‬
‫ُ‬ ‫الشريعة على العب د‪ ،‬وأنر قد ج ت بأكم األحوال التي تساتقيم برا‬
‫واآل رة‪.‬‬

‫فينبغي للعبد أن ُيل بر جمي ًع ‪ ،‬صغيره وكبيرها ‪ ،‬ال ُيفار باين شاي منرا ‪ ،‬فاإن اهلل‬

‫‪ ‬قااا ل‪﴿ :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ﴾ [البقااارة‪]208:‬؛ يعناااي يف‬


‫ا‪،‬سا كله‪ ،‬ال فر بين دقيق أحك مه وال جليلر ‪.‬‬

‫وقد نق الم ْرداوي ؒ تع لى في «اإلنصاف» اإلجماع على استحب ب صي أيا‬


‫البيض‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪137‬‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ♀ عن صو‬ ‫الَاسع والعاشر‪ :‬موم اجثنل والخملُ‪ُ :‬سئ‬
‫يو ا‪،‬ثنين‪ ،‬فق ل‪« :‬فِ ِيه ُولِدْ ُت‪َ ،‬وفِ ِيه ُأ ْن ِز َل َع َل َّي»‪.‬‬

‫▲‪« :‬كاااا ن النبااااي ♀ يتحاااار؛ صااااو ا‪،‬ثنااااين‬ ‫وقال ت عائي‬


‫والوميس»‪.‬‬

‫وق ا ل أبااو هرياارة ◙‪ :‬ق ا ل رسااول اهلل ♀ ‪ُ « :‬ت ْعاا َر ُض األَ ْع َماا ُال َياا ْو َم‬
‫ب َأ ْن ُي ْع َر َض َع َم ِلي َو َأ َنا َصائِم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْثنَ ْي ِن َوالخَ ِم ِ‬
‫يس‪َ ،‬و ُأة ُّ‬ ‫ِ‬

‫ذكش المصنف ؒ تع لى في هاذه الجملاة الناوعين (الت سا والع شار) مان صاو‬
‫التطوع‪ ،‬وهم (صو ا‪،‬ثنين والوميس)‪.‬‬

‫وذكر ؒ تع لى األح ديث الدالة على ذلك‪:‬‬

‫«صحيا مسل »‪.‬‬ ‫فأما ملام يوم اجثنل ‪ :‬ففيه الحديث األول‪ ،‬وهو ُمور‬

‫ات عاان النبااي ♀ ‪ ،‬وكــل‬ ‫وأم اا مــلام يــوم الخمــلُ‪ :‬ففيااه أح ديا ُ‬
‫اث ال تًلبا ُ‬ ‫َّ‬
‫األحاديث المروي موم يوم الخملُ فلها ضعف وال ت ْسلم م لل ٍ ‪.‬‬

‫إال أن بعــض الفرهــاء ‪ ô‬تعــال نرلــوا اجبمــا لل ـ اســَحباي مــوم اجثنــل‬


‫والخملُ‪ ،‬مانرم الناووي ؒ تع الى «المجم وع»‪ ،‬واب ن بي شة ف ي «اإلفص ا »‪،‬‬
‫فصا بدذا اإلجماع استحباب صي يو الوميس‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪138‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫وقد ثبت عن ُعمر ◙ أنه ك ن يصو ُ هاذين الياومين‪ ،‬كما ثبات عان ابان عبا س‬
‫األَرْبَع»‬

‫¶ أنه كره صو ا‪،‬ثنين والوميس‪.‬‬

‫ومذهب ابن عب س ¶ مو لف لم ثبت عن النبي ♀ يف صاي ياو‬


‫ُ‬
‫ا‪،‬ثنين‪ ،‬وقو ُله يف الوميس مو لف لقول غياره مان الصاح بة‪ ،‬وكأناه قاول ُهجار‪ ،‬ولراذا‬
‫ُذكر ا‪،‬جم ع على استحب ب يو الوميس‪.‬‬

‫لكاان ينغبااي أن تعلاام أن اسااتحب ب صااي يااو ا‪،‬ثنااين يوتلااف عاان اسااتحب ب يااو‬
‫الوميس‪:‬‬

‫مستحب ب لسنة وا‪،‬جم ع‪.‬‬


‫ٌّ‬ ‫▪ من جرة أن صي يو ا‪،‬ثنين‬
‫مستحب ب ‪،‬جما ع دون السانة‪ ،‬إ ْذ لام يًل ُبا ْت عان‬
‫ٌّ‬ ‫▪ وأم صي يو الوميس فإنه‬
‫النبي ♀ حديث يف ذلك‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪139‬‬

‫الفصل العاشر‪:‬‬
‫هي عن صيا ِمها‬‫األيام الَّتي نُ ِ‬
‫في في َّ‬

‫فصال عاش ارا) جعله تمة كت به‪ ،‬وبين فياه األيا‬


‫ذكر المصنف ؒ تع لى ه هن ( ا‬

‫التي نُري عن صي مر ‪.‬‬

‫وقد جر؛ ؒ تع لى على إجم ل المراد ب لنري‪ ،‬فجع النري محتم ًا لم ينادر ُ‬
‫تحته من الكراهة والتحريم‪ ،‬فإن النري ت ر ًة يكون للتحريم‪ ،‬وهاو األصا ‪ ،‬وتا ر ًة أ ار؛‬
‫يكون للكراهة‪.‬‬

‫وهذه األنواع المذكورة تحت هذا الفص منر م هو ُمحر ‪ ،‬ومنر م هو مكروه‪.‬‬

‫وقد ذكر ؒ تع لى يف هذا الفص ستة أنواع‪.‬‬


‫‪140‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫وهي أنوا ‪:‬‬

‫األول‪ :‬الصوم بعد انَصاف شعبان‪.‬‬


‫ان النِّص ُ ِمن َشعب َ ِ‬
‫ان َف َأ ْمس ُكوا َع ِن ِّ‬
‫الص َيا ِم َةتَّاى‬ ‫ْ َْ‬ ‫ق ل رسول اهلل ♀ ‪« :‬إِ َذا َك َ ْ‬
‫َيدْ ُخ َل َر َم َضا ُن»‪.‬‬

‫ذكش المصنف ؒ تع لى النوع (األول) مم ُينْرى عان صاي مه‪ ،‬وهاو (الصاي بعاد‬
‫شعب ن)‪.‬‬ ‫انتص‬

‫فإذا ك ن النصف من شعب ن فإن العبد ُينْرى عن الصي بعده‪.‬‬

‫ومحل ه ا‪ :‬فيمن لم يكن له ع دة في صي شي من األي ‪ ،‬أم من كا ن ع د ُتاه صاي ُ‬


‫شعب ن؛ فإن هاذا ال أحاد‬ ‫ثنين والوميس بعد انتص‬
‫مًلا‪ ،‬ثم وق ا‪ُ ،‬‬
‫ا‪،‬ثنين والوميس ً‬
‫ُ‬
‫يقول بكراهة صي مه؛ ألن العبد معت د لصي هذين اليومين‪.‬‬

‫والعمد ُة عند م ْن كره صي م بعد النصف من شعب ن هاو هاذا الحاديث الماروي عان‬
‫أبي هريرة ◙‪ ،‬وقد أ رجه بعض أصح ب السنن كأبي داود والترمذي‪.‬‬

‫وهذا الحديث حديث ال ُي ًْلب ُته أه ُ المعرفة ب أل ب ر‪ ،‬وقد أنكره كب ُر الحف ظ ك ‪،‬ما‬
‫أحمد وأبي ح تم الرادي‪ ،‬وهو المخَار‪.‬‬

‫وإنم ُي ْعر عن أبي هريارة فاي هاذا البا ب قو ُلاه ♀ ‪َ « :‬ال َت َقادَّ ُموا َر َم َضا َ‬
‫ان‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪141‬‬

‫شاعب ن فراذا حاديث‬ ‫ري عان الصاي بعاد انتصا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َي ْوم َو َال ب َي ْو َم ْين‪ »...‬الحدي ‪ ،‬أم الن ُ‬
‫ضعيف ال ي ًْل ُب ُت عند أه المعرفة‪.‬‬
‫‪142‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الثاني‪ :‬اسَربال رمضان بلو ٍم أو يومل ‪.‬‬


‫وم ْي ِن‪ ،‬إِ َّال َر ُج ًال كَا َ‬
‫ان َي ُصاو ُم َصا ْو ًما‬ ‫ان بِ َي ْوم َو َال بِ َي َ‬
‫ق ل ♀ ‪َ « :‬ال َت َقدَّ ُموا َر َم َض َ‬
‫َف ْل َي ُص ْم ُه»‪.‬‬

‫هذا هو النوع (الًل ين) مم ُينرى عن صي مه من األي ‪ ،‬وهو ْ‬


‫أن (يستقب العبادُ رماا ن‬
‫بصي يو أو يومين) قبله‪.‬‬

‫ان بِ َي ْوم َو َال بِ َي َ‬


‫وم ْي ِن»)‪.‬‬ ‫والحجة فيه ُ‬
‫قول النبي ♀ ‪َ «( :‬ال َت َقدَّ ُموا َر َم َض َ‬

‫والنري في هذا الحديث للكراهة عند جمرور أه العلم‪.‬‬

‫بعض أه العلم إلى أن النري للتحريم‪ ،‬وهو رواية عن ا‪،‬م أحماد ا ت رها‬
‫وذهب ُ‬
‫بعض المحققين من أصح به‪.‬‬

‫و ُيسااتًلنى مان هااذا‪ :‬الرجا الاذي اعتا د أن يصااو صااو ًم ؛ كماان اعتا د أن يصااو يااو‬
‫ا‪،‬ثنين أو الوميس‪ ،‬فوق ا‪،‬ثنين أو الوميس متقد ًم على رما ن بيو أو بيومين؛ فراذا‬
‫ال ُينرى عن الصي ؛ ألنه يصو يو ًم اعت ده‪.‬‬

‫وإنم نُري عن الصي بين يدي رما ن لعل ‪ ،‬ذكر أبو الفر ابن رجاب ؒ تعا لى‬
‫المعارف» مندا‪:‬‬ ‫«لطائ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪143‬‬

‫✓ قصدُ الفصا باين رماا ن وغياره‪ ،‬فاإن النراي عان الصاي يجعا ُ إيقا ع شارر‬
‫ً‬
‫مفصوال عن صي قبله‪ ،‬فا يشتب ُه بغيره‪.‬‬ ‫رما ن‬
‫✓ ومنر ‪ :‬ج ْم ال ُقو؛ على صي رما ن‪ ،‬فإنه ربم تقد العبدُ بين يادي رماا ن‬
‫بصو أي فأ ْنرك ذلاك الصاي ُ ُقاواه‪ ،‬ف ُينراى عان ذلاك ألجا أن يتقاو؛ علاى‬
‫صي الفرض‪.‬‬
‫لئال يدخل في رمضان ما ليا من ه؛ كم ا أم ش المص لي َّأَّل يص ل فشض ه‬
‫✓ ومندا‪َّ :‬‬
‫يتحول من مكانه أو يتك َّل ‪.‬‬
‫بنفل ح َّتى َّ‬

‫المع ارف» ك ُّلد ا حس ن لد ا‬ ‫و ذه العلل ا َّلتي ذكش ا أبو الفشج اب ن رج ب «لط ائ‬
‫محخذ صحيا‪.‬‬

‫ويستثنى من هكا‪ :‬صيام اليوم ال َّثالثين من شعبان‪ ،‬إذا كانت ليلته ليل غ ي أو قت ش كم ا‬
‫ُ‬
‫سيحتي النَّوع ال َّثال ‪.‬‬
‫‪144‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫الثالث‪ :‬موم يوم الْ ‪.‬‬


‫ق ل عم ر ب ُن ي سر‪« :‬م ْن ص يو الشك فقد عصى أب الق سم ♀»‪.‬‬

‫هذا نوع (ث لث) من األي التي ُينرى عنر ‪ ،‬وهو (يو الشك)‪.‬‬

‫«سنن أبي داود» بسند صاحيح‪ ،‬أناه‬ ‫والحج فله‪ :‬حديث (عم ر ◙) المور‬
‫ق ل‪«( :‬م ْن ص يو الشك فقد عصى أب الق سم ♀»)‪.‬‬

‫ومًل ُ هذه الجملة ‪ -‬وهي ا‪ ،‬ب ر بأن الفع معصية هلل ولرسوله ♀ ‪ -‬إذا‬
‫وق من أحد من الصح بة ه يكون له ُحكم الرف أ ال؟‬

‫نق أبو ُعمر اب ُن عبد البر ؒ يف كت اب «ال َّتمدي د» َّ‬


‫أن م ا جا علاى هاذه الصاورة‬
‫مسند ال يوتلفون فيه‪ ،‬ففي كاماه نقا ُ ا‪،‬جما ع علاى أن ما جا براذه الصايغة ‪ -‬ومان‬
‫كم ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫حديث عم ر ‪ -‬أنه يكون من جملة المرفوع ُح ً‬ ‫ذلك‬

‫الس نن»‪،‬‬
‫وقاااد نااا دع يف هاااذا أباااو عباااد اهلل ابااان القااايم ؒ تعااا لى يف «تد ذيب ُّ‬
‫فذهاب ؒ إلى أن قول عم ر إنم هاو قاول ق لاه ال يحتماا الاارف ‪ ،‬وفلمـا قالــه أبـو‬
‫لبــد الل ابـ الرــلم ؒ تعــال نظــر؛ إذ ا‪،‬جما ُع منقااول علااى أن ما كا ن علااى هااذه‬
‫ابن عباد البار ؒ تعا لى رحما ًة‬
‫الصورة فرو مسند ال يوتلفون فيه‪ ،‬كم ق ل أبو عمر ُ‬
‫واسع ًة‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪145‬‬

‫ُ‬
‫الحديث على ُحرمة صاو ياو الشاك؛ لشادة النراي عان ذلاك بعاد هاذا‬ ‫وقد دل هذا‬
‫الصي فيه معصي ًة للنبي ♀ ‪.‬‬

‫ويوم الْ هو يو ُ الًلاثين من شعب ن الذي ال يحول بين الن س فيه وبين الر ية غا ْيم‬
‫وال قتر‪ ،‬هذا هو المعرو من مذهب الصح بة ╚‪.‬‬

‫صحوا ال غيم فير وال قتر فاإن صاي ياو الًلاثاين‬


‫ً‬ ‫فإذا ك نت ليل ُة الًلاثين من شعب ن‬
‫حينئذ يكون محر ًم ؛ ألنه يو ُ الشك‪.‬‬

‫أم إذا ك ن يو ُ الًلاثين من شعب ن قد ح ل بين الن س وبين الر ية فيه غيم أو قتار فاإن‬
‫هذا ليس بيو شك عند الصح بة ‪ -‬رضوان اهلل عانرم ‪ ،-‬ولراذا ثبات عان جم عاة مانرم‬
‫صي ُمه؛ منرم‪ :‬ابن ُعمر‪ ،‬وع ئش ُة ¶ ‪ ،‬وقد ق ل ابن ُعمار فيما صاح عناه فيما رواه‬
‫ألفطرت يف اليو الذي ُيشك فياه»‪ ،‬وهاو راوي‬ ‫ُ‬ ‫صمت السنة كلر‬ ‫ُ‬ ‫ابن أبي شيبة ق ل‪« :‬لو‬ ‫ُ‬
‫وموا لِ ُرؤْ َيتِ ِه َو َأ ْفطِ ُروا لِ ُرؤْ َيتِ ِه‪َ ،‬فإِ ْن ُغ َّم َع َل ْي ُك ْم َف َأ ْك ِم ُلوا»‪ ،‬وفي رواي ‪َ « :‬فا ْقدُ ُروا‬
‫حدي ‪ُ « :‬ص ُ‬
‫َل ُه»‪َّ ،‬‬
‫فدل هذا على أن يو الشك عند الصح بة هاو ياو الًلاثاين مان شاعب ن الاذي ليلتُاه‬
‫ليس فير غيم وال قتر؛ أم إذا ك نت ليلا ُة الًلاثاين ُ‬
‫ذات غايم وقتار فاإن ماذهب الصاح بة‬
‫وماذهب ا‪،‬ما أباي حنيفاة ؒ‪ ،‬وقاد‬
‫ُ‬ ‫جواد صي مه‪ ،‬وهو رواياة عان ا‪،‬ما أحماد‪،‬‬
‫ُ‬
‫ا ت ر الجواد جم عة من المحققين؛ منرم‪ :‬أبو العب س ابن تيمية يف أحد قوليه‪ ،‬وصا حبه‬
‫ابن القيم‪ ،‬وهو الذي تدل عليه اآلث ر‪.‬‬

‫ف ُعر برذا الفر ُ بين يو الشك وغيره من األيا التاي ُيواتم برا الشارر‪ ،‬فاإذا ك نات‬
‫الليل ُة ذات غيم وقتر؛ فإن صبيحتر من الًلاثاين مان شاعب ن ال يكاون ياو شاك‪ ،‬أما إذا‬
‫ُ‬
‫حاديث‬ ‫صحوا فحينئذ يكون ذلك اليو ُ يو شك‪ ،‬وفيه حديث عما ر‪ ،‬وفياه‬
‫ً‬ ‫ك نت الليل ُة‬

‫ان بِ َي ْوم َو َال بِ َي َ‬


‫وم ْي ِن»‪ ،‬ويكون صاي ياو‬ ‫أبي هريرة ◙ الذي تقد ‪َ « :‬ال َت َقدَّ ُموا َر َم َض َ‬
‫‪146‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫الًلاثااين ال اذي ح ا ل بااين الن ا س ور يااة الرااال فيااه غاايم أو قت ار يكااون مسااتًلنًى؛ لفع ا‬
‫األَرْبَع»‬

‫وأعر ُ ب ألحك ╚‪.‬‬


‫الصح بة ‪ -‬رضوان اهلل عليرم ‪ ،-‬وهم أدر؛ ب لشريعة ْ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪147‬‬

‫الرابع‪ :‬موم العلدي ‪.‬‬

‫عن أباي هريارة ◙؛ أن رساول اهلل ♀ «نراى عان صاي ياومين‪ :‬ياو‬
‫األضحى‪ ،‬ويو الف ْطر»‪.‬‬

‫ُ‬
‫رساول اهلل ♀ عان‬ ‫وق ل ُعم ُر با ُن الوطا ب ◙‪« :‬هاذان يوما ن نراى‬
‫صي مرم ‪ :‬يو فطركم من صي مكم‪ ،‬واليو اآل ُر يأكلون فيه من ُن ُسك ُكم»‪.‬‬

‫ذكار المصانف ؒ تعا لى نو ًعا (راب ًعا ) مان األيا التاي ُنراي عان صاي مر ‪ ،‬وهااو‬
‫(صو العيدين)‪.‬‬

‫وفيه األح ديث الًل بت ُة عن النباي ♀ التاي ذكرها المصان ُ‬


‫ف وهاي مورجاة‬
‫في «الصحيح»‪.‬‬

‫وقد ُنق ا‪،‬جم ُع على حرمة صو العيدين‪.‬‬

‫والمراد بـ(العلدي )‪ :‬يو ُ الفطر ويو ُ األضحى‪.‬‬

‫وم يلي يو الف ْطر فإنه ال يسمى (عيدً ا)‪ ،‬فم يعتقده الن س من أن الًل ني مان شاوال أو‬
‫الًل لث من شوال أو الراب من شوال هو عيد فراذا غلاط علاى الشاريعة‪ ،‬فاإن عياد الفطار‬
‫ليس إال يو ًم واحدً ا وهو ُغر ُة شرر شوال‪ ،‬وم يليه من األي فليس من جملة العيد‪.‬‬
‫‪148‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫وأم يو ُ األضحى فإن الع شر من ذي الحجة هو يو ُ عيد األضحى‪ ،‬وأم األيا التاي‬
‫األَرْبَع»‬
‫تليه فإنر عيد‪ ،‬لكنر غير مندرجة في مسمى عيد األضحى‪ ،‬ب هي أي التشاريق‪ ،‬وإنما‬
‫يو عيد األضحى ب ليو الع شر من ذي الحجة‪ ،‬وأم الح دي عشر والًل ني عشر‬ ‫يوت‬
‫والًل لااث عشاار ف ُتس امى أي ا التشااريق ولر ا حكاام العيااد؛ ألن النبااي ♀ كم ا‬
‫سيأتي ق ل‪« :‬أيام الَ ْْريق أيام أ ْك ٍل وش ْر ٍ‬
‫ي»‪ ،‬وهي من عيد أه ا‪،‬سا كم صح بذلك‬
‫الورب عن النبي ♀ ‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪149‬‬

‫الخامُ‪ :‬أيام الَْريق‪.‬‬


‫ق ل ♀ ‪« :‬أيام الَ ْْريق أيام أ ْك ٍل وش ْر ٍ‬
‫ي وذ ْكر الل تعال »‪.‬‬

‫هذا هو النوع (الو مس) من األي التي ُنري عنر ‪ ،‬وهي (أي التشريق)‪.‬‬

‫وقد عرفت فيم سبق أنر األي الًلاث ُة التي تلي الع شار مان ذي الحجاة‪ ،‬وهاي الياو‬
‫الح دي عشر‪ ،‬والًل ين عشر‪ ،‬والًل لث عشر‪.‬‬

‫ابان تيمياة الحفياد‪،‬‬


‫ذكره أبو دكري النووي‪ ،‬وأبو العب س ُ‬
‫وسميت أي التشريق ‪ -‬كم ُ‬
‫ُ‬
‫في آ رين ‪-‬؛ ألن الن س ك نوا ُيشر ُقون فير لحو األضا حي والرادي‪ ،‬ومما ُي ْحفا ُ باه‬
‫مس م كون الملح ُمام ًس‬ ‫حم لئا ُينْتن هو تشري ُقه ُ‬
‫ونًلر الملح عليه‪ ،‬فإذا المس ْته الش ُ‬ ‫الل ُ‬
‫نت هذه ع د ُة العرب في حف اللحم لئا ُينْتن‪.‬‬
‫له‪ ،‬فإن ذلك م د ُة حف للحو ‪ ،‬وقد ك ْ‬

‫ولرم قريق آ ُر‪ :‬وهو صب العس على اللحم‪ ،‬فإن العس إذا ُصب على اللحم ك ن‬
‫م دة حف ل ُه‪.‬‬

‫وإنم ُنري عن صي أي التشريق لرذه العلاة التاي ذكرها النباي ♀‪ ،‬وهاي‬


‫أن أي التشريق أي ُ أك ُ‬
‫وش ْرب وذكر للرب ▐‪.‬‬

‫وقد نق ا‪،‬جم ع على ُحرمتر النووي ؒ تع لى في «المجموع»‪ ،‬واب ُن ُقدامة يف‬


‫المغني»‪.‬‬
‫« ُ‬
‫‪150‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫األَرْبَع»‬

‫السادس‪ :‬موم يوم الجمع منفر ًدا‪.‬‬

‫ق ل ♀ ‪« :‬ال يصوم أحدك ْم ي ْوم الجمع إال أ ْن يصوم ق ْبله أ ْو يصوم ب ْعده»‪.‬‬

‫وق ل ♠‪« :‬ال تخْ َصوا ل ْلل الجمع برلا ٍم م ْ ب ْل الللـالي‪ ،‬وال تخْ َصـوا الجمعـ‬
‫بصلا ٍم م ْ ب ْل األيام‪ ،‬إال أ ْن يكون في م ْو ٍم يصومه أحدك ْم»‪.‬‬

‫الصوم‪.‬‬
‫آخر فوائد َّ‬

‫ذكش المصنف ؒ تع لى ه هن النوع (الس دس) من األي التي ُنري عان صاي مر ‪،‬‬
‫وهو (صو يو الجمعة منفر ًدا)‪.‬‬

‫وذكر فله حديثل اثنل ‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬قول النبي ♀ ‪«( :‬ال يصوم أحدك ْم ي ْوم الجمعـ إال أ ْن يصـوم ق ْبلـه‬
‫أ ْو يصوم ب ْعده»)‪ ،‬وهو مور يف «الصحيحين» واللف لمسلم‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬قو ُله ♥‪«( :‬ال تخْ َصوا ل ْلل الجمع برلـا ٍم مـ ْ بـ ْل الللـالي‪)»...‬‬
‫الحديث‪.‬‬

‫وهذا الحديث الًل ين براذا اللفا وإن كا ن مورجا يف «صاحيح مسالم» إال أن لاه علا ًة‬
‫كم ذكر كب ُر الحف ظ؛ كأبي حا تم وأباي ُد ْرعاة الاراديين‪ ،‬والادارقطني يف «العلا »‪ ،‬فاإن‬
‫سا عن محمد بن سيرين‪.‬‬
‫مر ً‬
‫الصواب في هذا الحديث أنه ُي ْحف ْ‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪151‬‬

‫والعمد ُة يف هذا الب ب على حديث أبي هريرة األول‪ ،‬وأم اللف الًل ني فإنه ضعيف ال‬
‫يًلبت عن النبي ♀ ‪.‬‬

‫وكاا ن أبااو درعااة وأبااو حاا تم أ ْقعاادا بصاان عة العلاا ماان أبااي ُ‬
‫الحسااين مساالم باان‬
‫الحج ؒ تع لى‪ ،‬فم ذهب إلياه مان إعاال الحاديث ما موافقاة الادارقطني لرما‬
‫قر هذا الحديث‪.‬‬
‫وأرجح‪ ،‬وهو الذي يدل عليه تتب ُ‬
‫ُ‬ ‫أصح‬

‫حديث أبي هريرة األو ُل على النري عن صي يو الجمعاة‪ ،‬إال أن ُيصا ياو‬
‫ُ‬ ‫وقد دل‬
‫قبله أو ُي ْعقب بيو بعده‪.‬‬

‫وبمهور أهل العلم لل كراه موم يوم الجمع منفر ًدا‪ ،‬وهو الصحلا‪.‬‬

‫ف ُي ْكر ُه للعبد أن ُي ْفرد يو الجمعة ب لصي ‪ ،‬أم إذا قرنه بيو قبلاه أو بعاده فاإن الكراهاة‬
‫هن تنتفي‪.‬‬

‫ملام أيام األسـبو أنهـا تنرسـم إلـ‬ ‫وقد للم باألحاديث المَردم أن قالدة الْر‬
‫ث ث أقسا ٍم‪:‬‬

‫• الرسم األول‪ :‬م ق مت األدل ُة على استحب ب صومه‪ ،‬وهو يو ا‪،‬ثنين والوميس‪.‬‬
‫• والرسم الثاين‪ :‬م ق مت األدلة على كراهة إفراده ب لصو ‪ ،‬وهو يو الجمعة‪.‬‬
‫• والرسم الثالث‪ :‬م بقي على األص وهو جواد صي مه‪ ،‬وهو بقياة األيا ‪ :‬السابت‪،‬‬
‫واألحد‪ ،‬والًلاث ‪ ،‬واألربع ؛ فإن هذه األي األربعة ب قياة علاى األصا يف جاواد‬
‫إفراده ب لصي ‪.‬‬

‫والحديث المروي يف النري عن صو يو السبت حديث مااطرب ال ُيصاحح ُه أها ُ‬


‫ُ‬
‫المعرفة ب لحديث‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫كم أن الحديث الاوارد فاي اساتحب ب صاو السابت واألحاد مو لفا ًة ألها الكتا ب‬
‫األَرْبَع»‬

‫حديث ضعيف‪.‬‬

‫فا يًل ُبت يف هذه األي األربعة حديث في األمر أو النري‪ ،‬فري ب قية علاى األصا فاي‬
‫الجواد‪.‬‬

‫وهذا آ ر م يتعلق ب لتقرير على هذا الكتا ب النا ف الما ت ‪ ،‬الاذي أحسان ُمصان ُفه يف‬
‫ترتيبه‪ ،‬وكم ُح ْسنه ب عتن ئه ببن المسا ئ علاى األدلاة الشارعية‪ ،‬دون تطويا لرا باذكر‬
‫ا أه العلم‪ ،‬فإن هذا أجم ُ للط لب وأنف ُ له ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪ )1‬ت م ام ال مجلا ال َّثال ‪.‬‬


‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪153‬‬

‫اان؛ هاال تكااون‬


‫اان ألجاال أعمااال الخياار يف رمضا َ‬
‫ال ‪ :)1‬ماان تصاادَّ ق قباال رمضا َ‬ ‫السد َا ُ‬
‫ُّ‬
‫رمضان؟ كماا لاو دعاي النَّااس غادً ا فِاي‬
‫َ‬ ‫رمضان؟ أم تكون غير واقعة فِي‬
‫َ‬ ‫صدق ُته واقع ًة يف‬
‫مثال‪ ،‬فهل تكون صدق ُتهم ِمان جملاة‬
‫الصائم ً‬ ‫ِ‬
‫صالة الجمعة إلى أن يتصدَّ قوا ألجل تفطير َّ‬
‫رمضان أم ال؟‬
‫َ‬ ‫الصدقة فِي‬
‫َّ‬

‫الصدق واقع قبل رمضان‪ ،‬وإنفاذ ا واقع رمضان‪،‬‬ ‫الجواب‪ :‬الجواب َّ‬
‫أن قبض ذه َّ‬
‫رمض ان؛ َّ‬
‫ألن الق ابض لد ا بمنزل الوكي ل‪ ،‬ف نذا قبض دا‬ ‫الص دق‬
‫َّ‬ ‫فتك ون م ن جمل‬
‫المو َّكل بدذه األعمال الخيش َّي ول ينفذ ا َّإَّل في رمضان كانت صدق ً رمض ان‪ ،‬وأ َّم ا‬
‫إذا أنفذ ا الوكيل قبل دخول رمضان فن َّندا َّل تكون صدق ً في رمضان‪.‬‬

‫الص دق قب ل رمض ان وإنفاذ ا ف ي رمض ان ‪ -‬يعن ي‬


‫فعل بد ذا ال َّتفشي ب ين ق بض َّ‬
‫الصدقات في رمضان‪ ،‬أ َّما إذا‬
‫إخشاجدا ‪ ،-‬فنذا أخشجدا رمضان فدي صدق من جمل َّ‬
‫قبضدا ث َّ أخشجدا قبل رمضان فن َّندا َّل تكون من صدقات رمضان‪.‬‬

‫السؤال غير واضح‪.‬‬


‫ال ‪ُّ .... :)2‬‬
‫الس َا ُ‬
‫ُّ‬

‫الجواب‪ :‬أوال‪ :‬المراد به فاي حاديث لقايط ◙ هاو المب لغاة يف االستنشا ؛ ألن‬
‫االسَ ْنْاق إال أ ْن تكون مائ ًما»‪.‬‬
‫النبي ♀ ق ل‪« :‬وبالغْ في ْ‬

‫ولم ك ن أص ُ الفع مأذو ًن به يف الشرع‪ ،‬دل علاى أناه ال يمكا ُن أن يكاون الزائاد عان‬
‫مكروها ؛ ألن أصا الفعا ‪-‬‬
‫ً‬ ‫هذا األص محر ًم يف الشرع‪ ،‬وإنم ُقص ر؛ أمره أن يكون‬
‫‪ -‬مأذون به يف الشرع ؛ فم داد عن هذا القادْ ر الماأذون باه فإناه ال يصاح‬ ‫وهو االستنش‬
‫‪154‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ُ‬
‫القول بأنه محر ؛ ألنه ال يمكن ضب ُطه وتعينُه بقدر‪ ،‬وإنم ُيق ل فياه‪ :‬إناه مكاروه؛ لينزجار‬
‫األَرْبَع»‬

‫العبد عنه ويكف‪.‬‬

‫ال ‪ :)3‬قلَم إن األحاديث الَي باءت ‪« :‬غفر له ما تردم م ْ ذنْبـه ومـا تـأخر»‬
‫الس َا ُ‬
‫ُّ‬
‫ضعلف ال تصا‪ ،‬ويوم لرف يكفر لصائمه سن قادم ‪ ،‬فكلف يجمع بل ذل ؟‬

‫الجواب‪ :‬ألن األح ديث التي ورد فير ‪« :‬وما تأخر» يلز ُ منرا أن ت ْغفار لاه ذنباه الاذي‬
‫أجره أن يكفر ذنوب سنة واحادة‪ ،‬ففار‬
‫تأ ر كله حتى يموت‪ ،‬وأم صي ُ يو عرفة فإن ْ‬
‫بين المسألتين‪.‬‬

‫واألح ُ‬
‫ديث التي ج ت فير هذه الزي دة قد اساتوعبر أباو الفاا ابا ُن حجار ؒ‬
‫المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأ رة»‪ ،‬وذهاب ؒ تعا لى‬
‫تع لى يف كت به «الوص ل ُ‬
‫وحف ظه من األئمة المتقدمين ‪ ô‬عا‬
‫إلى تحسين جملة منر ‪ ،‬إال أن نق د الحديث ُ‬
‫الزيادات ا َّلتي وردت يف ألفاظ هذه األحاديث‪.‬‬
‫إعالل ِّ‬

‫وسب أن عشفت َّ‬


‫أن المشاد بقول النَّبي ♀‪« :‬غفر له ما تردم م ْ ذنْبه»؛ يعني‬
‫من الصغ ئر يف قول الجمرور‪.‬‬

‫الصائم؟‬
‫أجر تفطير َّ‬
‫الصائم ُيكتب لهم ُ‬
‫ال ‪ :)4‬هل القائمون على إفطار َّ‬
‫الس َا ُ‬
‫ُّ‬

‫الجواب‪ :‬تقد أن الحديث المروي في فايلة تفطير الص ئم ‪ -‬وهو ما جا عان دياد‬
‫ابن لد الجرني؛ أن النبي ♀ ق ل‪« :‬م ْ فطر مائ ًما كان له م ْثل أ ْبره» ‪ -‬أنه‬
‫حديث ضعيف‪ ،‬فإنه من رواية عط بن أبي رب ح عن ديد بن لاد الجرناي‪ ،‬وعطا لام‬
‫بن المديني‪ ،‬وهذه العلة فيت على كًليرين ممان‬
‫يسم ْ من ديد بن لد كم ذكره علي ُ‬
‫صححوا الحديث‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪155‬‬

‫وتقااد أن تفطياار الصاا ئم يااد ُ فااي جملااة الصاادقة يف رمااا ن‪ ،‬وقااد كاا ن النبااي‬
‫الجاود والتفاا‬
‫♀ أجود النا س‪ ،‬وكا ن أجاو ُد ما يكاون يف رماا ن‪ ،‬فمان ُ‬
‫تفطير الص ئمين‪ ،‬ومن أع ن على الوير فإنه شريك يف األجر‪ ،‬فاإن‬
‫ُ‬ ‫ب ‪،‬حس ن يف رما ن‪:‬‬
‫الاذي يعتنااي بإق مااة هااذا األماار فاي ُبيااوت اهلل التااي يحتا النا س مان حولرا إلااى ذلااك‬
‫ويتقرب إلى اهلل ‪ُ ‬‬
‫بذل ُي ْرجى له أن يكون شري ًك يف األجر على هذه الط عة‪.‬‬

‫ال ‪ :)5‬ذكرتم أن الرسول ♀ لم يخصـص األيـام الث ثـ الَـي كـان‬


‫الس َا ُ‬
‫ُّ‬
‫يصــومها م ـ كــل شــهرٍ‪ ،‬وهنــا مــلام الَطــو مــام أي ـام الب ـلض‪ ،‬فكلــف يجمــع بــل‬
‫السنَل ؟‬

‫الجددواب‪ :‬لاايس ف اي شااي ماان األح ديااث الًل بتااة أن النبااي ♀ ص ا أي ا‬


‫البيض‪ ،‬وإنم أرشد النبي ♀ إلى ذلاك بقولاه‪ ،‬أما فع ُلاه ♀ فلام‬
‫يًلبت حديث في تعيين األي التي ك ن يصومر النبي ♀ من الشرر‪.‬‬
‫ْ‬

‫وقد ُذكرت فير عدة ُأح ديث‪ ،‬وقد بلغ األقاوال فيرا أباو الفار ابان رجاب إلاى ساتة‬
‫أقاوال فاي «لطا ئف المعا ر »‪ ،‬ال يصااح علاى قااول منرا دليا ‪ ،‬با الصاحيح ما ق لاات‬
‫ع ئش ُة‪« :‬لم يكن يب لي من أي الشرر ص »‪.‬‬

‫غير النبي ♀‪ :‬فإن األ ذ بم أرشد إليه النبي ♀ من قوله‬


‫وأم ُ‬
‫من تفاي صاي أيا البايض علاى غيرها أولاى؛ اتب ًعا للسانة القولياة‪ ،‬كما كا ن النباي‬
‫♀ يفع هذا في صي شعب ن‪ ،‬حيث ك ن يصو النباي ♀ أكًلاره‬
‫م قوله‪« :‬أ ْفضل الصلام ب ْعد ش ْهر رمضان ش ْهر الل المحرم»‪.‬‬
‫‪156‬‬ ‫السالم‬ ‫للع ِّز ِ‬
‫ابن عبد َّ‬ ‫َش ْر ُح «مقاصد َّ‬
‫الصوم» ِ‬

‫ال ‪ :)6‬ذكرت أن الصحاب كانوا يرضون ملام رمضان لْـر ذه الحجـ ‪،‬‬
‫الس َا ُ‬
‫ُّ‬ ‫(‪)1‬‬

‫األَرْبَع»‬
‫فهل معن ذل أنهم ╚ ال يصومون سَ أيا ٍم مـ شـو ٍ‬
‫ال؟ أم هـل يجـوز أن يصـوم‬
‫اجنسان تطو ًلا وللله قضاء رمضان؟‬

‫الجددواب‪ :‬فصــل الرــول ف ـي المســأل ‪ :‬أن للع ْب اد أن يصااو تطو ًع ا وعليااه قا ا ماان‬
‫رما ن؛ إال التطوع بصي ست من شوال‪ ،‬فإن التطوع بصاي سات مان شاوال مشاروط‬

‫بتكمي ا صااي رما ا ن؛ لقولااه ♀ ‪« :‬م ـ ْ م ـام رمض ـان‪ ،‬ث ـم أ ْتبع ـه س ـَا م ـ ْ‬
‫شو ٍ‬
‫ال»‪.‬‬

‫فمن أراد أن يصو الست من شوال فإنه يستكم صي شرر رما ن‪ ،‬أم م عداه مان‬
‫صي التطوع فإن العبد له ‪ -‬لل الصحلا ‪ -‬أن يتطوع ولو عليه قا من رما ن؛ كاأن‬
‫يتطوع ا‪،‬نس ُن بصي يو عرفة‪ ،‬أو صي يو ت سوع وع شاورا ولاو كا ن علياه قاا‬
‫من رما ن‪.‬‬

‫واالحتم ل الذي يتطر من فع الصح بة ال ُي ْلتفت إليه‪ ،‬فإننا ماأمورون بتتبا األدلاة‬
‫الواضحة الجلية‪.‬‬

‫أم الصح بة ╚ فقد يكونون معاذورين يف فعلرام لاو ثبات هاذا االحتما ُل‪ ،‬ما‬
‫كون صي الست من شوال لم تكن من سنن أه المدينة‪ ،‬التي ك ن فير أكًلار الصاح بة‪،‬‬
‫ولذلك أنكره ا‪،‬م م لك ؒ تع لى‪ ،‬ولكن ثبت فيه حديث أبي أياوب األنصا ري‪،‬‬
‫ومعلااااو أن أب ا أيااااوب ◙ م ان الص اح بة اآلف قيي اان ‪ -‬يعنااي ال اذين رجااوا ماان‬

‫المعلم بمًل هذه األلفا ظ‪ :‬ذكارت‪ ،‬وقلات‪،‬‬


‫(‪ )1‬تقد يف بعض المج لس التنبي ُه على أنه ال ينبغي أن يو قب ُ‬
‫وأ ربت‪...‬؛ ألن في ذلك جع ُله بمن ًأ؛ عن الط لاب‪ ،‬با ينبغاي أال يفصا الط ُ‬
‫لاب بيناه وباين معلماه بمًلا هاذه‬
‫الحدود التي تق على اللس ن‪ ،‬وقد نبه على هذا جم عة‪ ،‬منرم الشي بكر أبو د ْيد يف كت به «حلية ق لب العلم»‪.‬‬
‫الع َص ْي ِمي‬
‫هلل بْن َح َم ٍد ُ‬
‫صالِح بْن َعبْ ِد ا ِ‬ ‫ُّكتُ ِ‬
‫ور‪َ :‬‬ ‫لِ َم َعالِي َّ‬
‫الشيخِ الد ْ‬ ‫‪157‬‬

‫المدينة ‪ ،-‬ولذلك ُحفظت هذه السنة عن غير أه المدينة‪ ،‬وحاذا ُ الم لكياة ك لق ضاي‬
‫عي ض اليحصبي يذهبون إلى استحب ب صي هذه الست‪ ،‬اتب ًع للحديث‪ ،‬ومو لف ًة لم‬
‫عليه مذهب ا‪،‬م م لك ؒ تع لى‪.‬‬

‫وهذا آ ر م يتعلق ب لتقرير على هذا الكت ب‪.‬‬

‫لح ‪ ،‬وأن يعيننا علاى صاي شارر‬


‫وعماا صا ً‬
‫ً‬ ‫علما ن ف ًعا ‪،‬‬
‫نسأل اهلل العظيم أن يردقنا ً‬
‫رما ن وقي مه‪ ،‬وأن يجعلن فيه من المقبولين‪ ،‬وأن يشملن برحمته إنه أرحم الراحمين‪.‬‬

‫والحمد هلل رب الع لمين‪.‬‬

‫مجالس‬
‫َ‬ ‫تَ َّم َّ‬
‫الش ْر ُح ِفي ثالثة‬
‫يوم الخميس ‪............................‬‬
‫خمس وعشرين بَ ْع َد األَ ْربَ ِع ِمائَ ِة وَاألَلْ ِف‬
‫َسنَ َة ٍ‬
‫ِفي جامع اسيمان بحي النَسيم بِ َم ِدينَ ِة الرِّياض‬
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

...................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

You might also like