Professional Documents
Culture Documents
السنة :الثانية
الفوج :الرابع
السنة الجامعية
2020/2019
مقدمة
الخاتمة
إن تفشي ظاهرة البطالة و تدهور القدرة الشرائية سبب تناقضات هيكلية و سوء في
التخطيط أدى إلى تحطيم البنية االقتصادية ،مما أدى إلى اتخاذ سياسات اقتصادية ناجعة من اجل
تحقيق التوازن االقتصادي لكي يكون هناك تسير فعال لهذه السياسة أنها تحتاج إلى األموال
ضخمة ،فلجأت إلى اإلصدار Hالنقدي الذي في الكثير من األحيان يكون بدون مقابل األمر الذي
ينجم عنه انعكاسات سلبية على االقتصاد المحلي نتج عنه ما يسمى " التضخم" في حالة عدم
كفاية التمويل يؤدي Hإلى االستدانة من دول أخرى مما يولد بدوره أزمة جديدة هي " التبعية
االقتصادية" ،كما وجدت الدولة نفسها محصورة بين المخاطر Hالتي تنجم عنها مثل هذه األنواع من
التمويل ،راحت تفكر في طرق أخرى أكثر فعالية لوفر لها ما تحتاج إليه من األموال دون أن
تهدد اقتصادها ،لذلك لم تجد أمامها من سبيل أخر غير الجبائية " الضرائب" و ضريبة
عبارة عن مساهمة مالية إجبارية يقوم بدفعها األفراد Hبصفة نهائية دون مقابل مع توسع نطاق
و أنواع الضرائب نتج عنه ظاهرة خطيرة سميت بالتهرب الضريبي Hالتي أصبحت تهدد
اقتصاديات Hالدول المختلفة التي به تقابل المكلفين بالضريبة على اإلدارة الجبائية مستخدمين في
ذلك طرق و أساليب سواء كانت ذلك بطريقة مشروعة " التهرب الضريبي" أو بطريقة غير
شرعية " الغش الضريبي" Hو هذا دون تحقيق الدولة األهداف سياستها االقتصادية و االجتماعية
الذي تسعى لمعالجة هذه الظاهرة بتحديد Hكل طاقتها و إمكانياتها Hالمادية و البشرية و إدراك
األسباب الحقيقية التي أدت إلى انعكاسات سلبية على االقتصاد الوطني و من هنا نطرح التساؤل
.التالي :ما المقصود بالتهرب الضريبي؟ ،و ماهي أنواعه؟ ،و ماهو أثاره؟
المبحث األول :التهرب الضريبي
المطلب األول :تعريف التهرب الضريبي
المكلف الضريبي باالحتيال القانونين و القواعد الخاصة بضريبة الدخل أو ضريبة المبيعات من
اجل عدم سداد قيمة الضريبة المستحقة عليه كليا أو سداد قيمة اقل من قيمة المستحقة عليه
ضريبيا مثل فترة مالية محددة ،و ينطبق Hالتهرب الضريبي Hعلى جميع المكلفين ضريبيا سواء كان
المكلف سداد المستحقات الضريبية فردا أو هيئة اعتبارية حيث يطالب المكلفون ضريبيا بتقديم
نماذج ضريبية صحيحة تعكس الواقع الفعلي للنشاط التجاري الذي تمارسه المنظمة أو الدخل
الفعلي الذي تحصل عليه األفراد Hخالل المدة التي تعكسها هذه النماذج الضريبية ،و يعرف كذالك
على انه محاولة الممول أو المكلف بالضريبة التخلص من أعباء الضريبة أو عدم االلتزام القانوني
.1بادعائها
1
.د .منصور ميالد يونس ،مبادئ المالية العامة ،ص ،40الجامعة المفتوحة1994 ،
المطلب الثاني :أنواع التهرب الضريبي
التهرب المشروع :هو تخلص من أداء الضريبة نتيجة استفادة من ثغرات الموجودة في 1-
التشريع الضريبي الذي ينتج عنها التخلص من دفع الضريبة دون أن تكون هناك مخالفة
للنصوص القانونية قد يكون مقصودا من طرف المشروع لتحقيق بعض الغايات االقتصادية
و االجتماعية كان تفرض دخل على جميع األرباح الصناعية و التجارية ثم تستثني منها أرباح
بعض المؤسسات الصناعية .ضمن شروط Hمعينة تشجيعا لإلنشاء هذه المؤسسات و المنصوص
عنها في القانون تجنبا لألداء ضريبة اإلنتاج أو التهرب من ضريبة الشركات ذلك عن طريق
توزيع هذه األخيرة على شكل هبات للذين تربطهم Hبصاحب الشركة قرابة من الدرجة األولى و هو
التهرب غير المشروع " :الغش الضريبي " Hهو تهرب مقصود من طرف المكلفين و ذلك عن 2-
طريق مخالفتهم عمدا لألحكام القانون الجبائي قصدا منهم عدم دفع الضرائب المستحقة عليهم إما
باالمتناع عن تقديم أي تسريح ناقص أو كاذب أو إعداد سجالت و قيود مزيفة أو االستعانة
.ببعض القوانين الذي تمنع الدوائر Hالمالية لالطالع على حقيقة األرباح لإلخفاء قسم منها
التهرب المحلي :هذا النوع يحدث في نطاق حلول الدولة الموجودة بها بحيث تكون األفعال 3-
التزوير التي يقوم بها المكلف ال تتعدى هذه الحدود باستغالل الثغرات الموجودة في النظام
بالتصرف Hالمنشئ لضريبة حتى يتجنب دفعها ،كان يرفض استراد بعض السلع األجنبية لتفادي
التهرب الدولي :و هذه الصورة من صور Hالتهرب إذ يتمثل في العمل على التخلص من دفع 4-
الضريبة في بلدها عن طريق التهرب غير القانوني Hللمداخل و األرباح التي من المفروض أن
".2تخضع لضريبة البلد التي حققت فيه فعال إلى بلد اخر بضغطه الجبائي "المنخفض
الضريبي سواء في تقدير الوعاء أو في حساب القيمة الضريبية أو اإلعفاءات أو التخفيضات من
ناحية الكفاءة و هي من اخطر الوسائل التي يلجأ إليها الموظف هي الرشوة التي تظهر Hأساسا
اإلمكانيات المادية :نقص الوسائل المادية حيث إن جميع المؤسسات Hو القطاعات قد استفادت *
من
مشاريع عمرانية تعكس الواقع ،إال إن القطاع الجبائي لم يتحصل على إي إصالح كونه يزاول
اإلجراءات اإلدارية :تعتبر كإجراءات روتينية معقدة تتسبب في خلق الكراهية اتجاه الضرائب *
وما يمثلها من األجهزة و أعوان إداريين فلذي يبقى على اإلدارة الجباية استعمال كل اإلجراءات
2
د .علي زغدود ،المالية العامة ،ص ،212-210ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،1الجزائر2006 ،
.عدم المساواة في تطبيق اإلجراءات -
األسباب النفسية :الضريبة أداة لالغتصاب و افتقار الشعوب يرجع هذا التفكير إلى أسباب *
تاريخية ورثتها الشعوب عن االستعمار فكان االستعمار الفرنسي مثال في الجزائر يستعمل
الضريبة كوسيلة لمصادر Hو نهب أموال األفراد Hمما انعكس سلبيا على المجتمع اتجاه فرض
ضريبة االقتطاع الضريبي Hدون مقابل ،بل و هذا ما أدى إلى إحساسهم Hبان الضريبة تحد من
حريتهم و يذهب البعض إلى اعتقادهم في عدم عدالتها ،مثل " :شريكين
األولى ذات مسؤولية محدودة و الثانية شركة التضامن نجد األولى تدفع الضريبة على اإلرباح
.الشركات و الباقي تقسم على الشركات و الذين يكنون مكلفين بدفع الضريبة على دخل اإلجمالي
بالمقارنة نجد أن الحالة األولى يحس المكلف بعدم و جود العدالة الضريبية و بالتالي فهو يلجا إلى
األسباب االجتماعية :يلعب المحيط االجتماعي دورا هاما في ترسيخ ظاهرة التهرب الضريبي *
.4و شيوعها بين األفراد Hو هذا أن ضعف الوعي الضريبي Hالذي يتناسب مع الشعور الوطنيH
3
علي زغدود ،المرجع السابق ،ص 3.213
4
د .شريف كامل ،مدى فعالية الرقابة الجبائية في مكافحة الغش الجبائي ،ص ،23المركز الجامعي بالمدية ،دفعة 4 2005-2004
المطلب الثاني :طرق التهرب الضريبي
عن طريق معامالت محاسبية :تتعدد طرق التهرب الضريبي Hو التي تمتد من تخفيض التافه 1-
لمبالغ المبيعات أو االستيراد Hدون تسريح .إلى إهمال تسجيل اإليرادات محاسبيا Hمرورا Hبتضخم
تخفيض اإليرادات :تعد الطريقة األحسن و األكثر استعماال التي من خاللها يعتمد المكلف على *
تخفيض الوعاء الضريبي و التخلص من دفعها كليا .يتجسد هذا التخفيض في البيع دون فواتير Hاي
البيع نقدا و اليترك اثر العملية .هذه الطريقة تمكنه من اخفاء جزء كبير من رقم أعماله و كذالك
.5تسجيل قيمة العمليات باقل من قيمتها الحقيقية و هذا بعد اتفاق مبرم مع الزبون
تخفيض التكاليف :المكلف حق الخصم لبعض التكاليف و األعباء من الربح الخاضع للضريبة *
أن تكون في حدود Hالسقف الذي حدده القانون ،هذه الرخصة تجعل المكلف يسرع إلى رفع من
.نسبة التكاليف و األعباء و يحاول دوما تضخيم أعبائه بكل الوسائل و الطرق
التهرب عن طريق عمليات مادية و قانونية :يعتمد هذا النوع من التهرب على ممارسة 2-
عمليات
وهمية للحصول على محاسبة دون فواتير ،كما يمارس المكلف عدة نشاطات دون إعالم اإلدارة
.الجبائية و هذا بإخفاء جزء من البضاعة ليتم بيعها في السوق أو ما يعرف بالسوق Hالموازية
التهرب عن طريق عمليات مادية :يقصد بها خلق وضعية قانونية تظهر مخالفة الوضعية *
القانونية و يتمثل في إخفاء السلع أو مواد أولية التي في الواقع خاضعة للضريبة سواء كان هنا
اإلخفاء الجزئي :يتمثل في إخفاء جزء من أمالكه أو جزء من المخزنات التي هي في الواقع -
اإلخفاء الكلي :يقوم أصحاب المشاريع Hبإنشاء مصانع صغيرة في المناطق الريفية ليصعب
الوصول إليها ،و بالتالي اإلنتاج المحصل عليها منها و يباع دون فواتير و يسمى االقتصاد السري
على الشرعي بعيد عن كل مراقبة و هكذا تحرم خزينة الدولة من اإليرادات المالية بتمويل
.مشاريعها
توزيع الشركة ألرباحها Hعلى المساهمين على شكل رواتب و اجور لينخفض بذلك معدل -
6
د .رضا بوعزيزي ،المرجع السابق ،ص 40 -30
المطلب الثالث :أثار التهرب الضريبي
:اآلثار االقتصادية 1-
كبح روح المنافسة بين المؤسسات االقتصادية حيث نجد ان درجة االمتياز عن المؤسسات -
المتهربة منها على حساب المؤسسات التي تقوم بموجبها Hالضريبة ،فالمؤسسات التي تبحث عن
تعظيم أرباحها باستعمال أنجع الطرق ألنها تجد أن التهرب الضريبي من أنجع الوسائل لتعظيم
ربحها و بصفة سريعة ،مثل المؤسسات Hالخاصة حيث نجد أنها تريد االحتفاظ بأموالها الهائلة
اآلثار المالية :الخسارة في الخزينة العمومية و فقدانها حصيلتها Hالمعتبرة من المداخيل المتوقفة 2-
من وراء الحصائل الضريبة مما يؤدي إلى التضخم Hالنقدي الذي ليس لها مقابل إضافة إلى انه
يؤدي إلى ارتفاع نسبة الديون كطريقة تنتهجها الدولة لسد الفراغ الكبير المالي الذي يسببه التهرب
عدم المساواة الخاصة للتهرب الضريبي Hيخل إخالال كبيرا بفكرة العدالة ف ي توزيع Hالضرائب -
إذ يحتمل العبء األكبر منها دائما المكلفين الذين ال يستطعون التهرب أو الحريصون على أداء
خاتمة
إن مكافحة التهرب الضريبي Hليس باألمر الهين نظرا لألشكال التي يتخذها ،و التقنيات
المتبعة من طرف Hالمكلفين في استعمال طرق االحتيالية ،و لمجابهة التهرب الضريبي Hيجب
معرفة الدوافع Hالتي تحمل المكلف للجوء إلى مثل هذه الظواهر H.و قد تكون الوضعية االقتصادية
المزرية و عدم مرونة و استقرار القوانين و ضغط Hالجبائي مرتفع و نفسية متردية و عقلية متخلفة
تنظر إلى الضريبة بمنظار مشوه ،و إذا كانت الرقابة الجبائية من أنجع الوسائل المالية و البشرية
7
د .يحي بوقنداني و غزالي احمد و شريف كامل ،معهد العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،ص ،130المركز الجامعي بالمدية ،دفعة 2004 -2003
:قائمة المراجع
:الكتب
علي زغدود ،المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،1الجزائر- 2006 ،
منصور Hميالد يونس ،مبادئ Hالمالية العامة ،الجامعة المفتوحة- 1994 ،
:مذكرات
،يحي بوقنداني Hو غزالي احمد و شريف Hكمال ،مدى فعالية الرقابة الجبائية في مكافحة الغش -
معهد العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،المركز الجامعي بالمدية ،دفعة
2004- 2005