You are on page 1of 14

‫مهارة القراءة‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬وأنواعها‬

‫المناهج وطرق التدريس‬

‫إعداد أ‪ /‬أحمد عبد الحميد مهدي‬

‫‪ .I‬المقدمة‬

‫أم‪#‬ا بع‪#‬د أخي‬ ‫والسالم على رسول اللّه‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ّ ،‬‬ ‫والصالة ّ‬‫ّ‬ ‫الحمد هلل‬
‫ك ورحم ‪# #‬ةٌ من‪## #‬ه وبرك‪## #‬ات‪ ،‬ومرحب ‪# #‬اً ب‪## #‬ك في سلس‪## #‬لة ال‪#ُّ # #‬دروس‬
‫‪#‬الم من اهلل علي ‪َ # #‬‬ ‫َّ‬
‫الطالب‪ ،‬س‪ٌ # #‬‬
‫آملين أن‬ ‫‪#‬ي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫المق َّ‪#‬ررة علي‪#‬ك في إط‪#‬ار م‪#‬ادة المن‪#‬اهج وط‪#‬رق الت‪#‬دريس‪ ،‬له‪#‬ذا الفص‪#‬ل الدراس ّ‬
‫المتع‪##‬ة والفائ‪##‬دة‪ ،‬وفي ه‪##‬ذا ال‪##‬درس نتع‪##‬رف على مه‪##‬ارة الق‪##‬راءة‪ ،‬وأه‪##‬دافها‪،‬‬
‫تج‪#َ #‬د فيه‪##‬ا ك ‪ّ #‬ل ُ‬
‫وأنواعها‪.‬‬

‫‪ .II‬موضوع المقالة‬

‫نود أن نشير إلى المنهج وطرق تدريسه‪ ،‬ف‪##‬المنهج‪ :‬ه‪##‬و ال‪##‬ذي يتحكم في طريق‪##‬ة الت‪##‬دريس؛‬
‫ألن طبيعة المنهج وحجمه والفترة الزمنية المحددة إلنجاز هذا المنهج‪ ،‬ومن ثم يتم تحديد‬
‫استراتيجيات التدريس‪ #،‬واألساليب الفعالة والنشطة التي يستعان بها في تنفيذ المنهج‪.‬‬

‫وتع ‪##‬د مه ‪##‬ارة الق ‪##‬راءة من المه ‪##‬ارات ذات األهمي ‪##‬ة البالغ ‪##‬ة في مج ‪##‬ال ط ‪##‬رق ت ‪##‬دريس اللغ ‪##‬ة‬
‫العربية؛ إذ إن للقراءة عالقة بالمواد والتخصصات األخرى‪ ،‬وكافة فنون وألوان المعرفة‬
‫والثقاف‪##‬ة‪ ،‬فتع‪##‬د الق‪##‬راءة من أهم األس‪##‬س الثقافي‪##‬ة والحض‪##‬ارية في المجتمع‪##‬ات الحديث‪##‬ة‪ ،‬فهي‬
‫وسيلة مهمة لالتصال ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬وهي النافذة التي يط‪#‬ل منه‪#‬ا اإلنس‪##‬ان على‬
‫مختل ‪##‬ف المع ‪##‬ارف والثقاف ‪##‬ات‪ ،‬وهي وس ‪##‬يلة الف ‪##‬رد وأدات ‪##‬ه في ال ‪##‬درس وتحص ‪##‬يل المعرف ‪##‬ة‪،‬‬
‫وأيضا في مجال التعلم‪.‬‬
‫ً‬ ‫وكذلك في الدراسة والثقافة‪ ،‬وشغل أوقات الفراغ‪،‬‬
‫ويمكن الق‪##‬ول‪ :‬بأن‪##‬ه في مج‪##‬ال التعلم ب‪##‬أن أي تعلم أو نم‪##‬و يتخ‪##‬ذ من الق‪##‬راءة وس‪##‬يلة أساس‪##‬ية‬
‫للتحص‪## #‬يل واكتس‪## #‬اب المه‪## #‬ارات‪ ،‬ونم‪## #‬و ج‪## #‬وانب الشخص‪## #‬ية‪ ،‬فهي إح‪## #‬دى مه‪## #‬ارات اللغ‪## #‬ة‬
‫العربية التي يس‪##‬تطيع ال‪##‬دارس أو المتعلم بواس‪##‬طتها أن يتع‪##‬رف على مض‪##‬امين الفك‪##‬ر‪ ،‬وأن‬
‫يواص‪###‬ل تقدم‪###‬ه العلمي في كاف‪###‬ة ص‪###‬نوف المعرف‪###‬ة؛ ألن ك ‪##‬ل الم ‪##‬واد الدراس ‪##‬ية ال ‪##‬تي يم ‪##‬ر‬
‫‪#‬روءا تمثل‪##‬ه الرم‪##‬وز اللغوي‪##‬ة المكتوب‪##‬ة‪،‬‬
‫مكتوب‪##‬ا أو مق‪ً #‬‬
‫ً‬ ‫ال‪##‬دارس في خبراته‪##‬ا ليس‪##‬ت إال فك‪#ً #‬را‬
‫فالقراءة ليست فقط أداة تحصيل لبقية المواد الدراسية األخرى‪ ،‬بيد أنه‪##‬ا تمكن المتعلم من‬
‫عملي ‪##‬ة التواف ‪##‬ق الشخص ‪##‬ي واالجتم ‪##‬اعي‪ ،‬وتجعل ‪##‬ه ي ‪##‬درك مع ‪##‬نى المواطن ‪##‬ة الص ‪##‬حيحة؛ وال‬
‫أظن أننا اآلن في وضع يوحي إلينا ببيان أهمية القراءة وأهمية تعلمها‪ ،‬وأن الحاجة إليه‪##‬ا‬
‫ماس‪##‬ة‪ ،‬وأنه‪##‬ا غاي‪##‬ة ووس‪##‬يلة؛ ألن الق‪##‬رآن الك‪##‬ريم ق‪##‬د أك‪##‬د على أهمي‪##‬ة الق‪##‬راءة من‪##‬ذ أن ك‪##‬ان‬
‫ال ‪## #‬وحي يت ‪## #‬نزل على قلب الن ‪## #‬بي األعظم‪ ،‬فق ‪## #‬د ك ‪## #‬ان من أولى آي ‪## #‬ات ال ‪## #‬وحي اإللهي ال ‪## #‬تي‬

‫ص‪##‬افحت قلب س‪##‬يدنا محم‪##‬د حين ك‪##‬ان يت‪##‬نزل علي‪##‬ه الق‪##‬رآن قول‪##‬ه تع‪##‬الى‪ { :‬ا ْق‪#َ #‬رْأ بِا ْس ‪ِ#‬م َرِّب َ‬
‫ك‬
‫ك اأْل َ ْ‪#‬ك َ‪#‬ر ُم (‪ )3‬الَِّذي َعلَّ َم بِ‪##‬اْل َقلَِم (‪)4‬‬
‫ق (‪ )2‬ا ْق‪#َ #‬رْأ َو َرُّب َ‬‫ان ِم ْن َعلَ ‪ٍ #‬‬
‫‪#‬ق اإْلِ ْن َس ‪َ #‬‬ ‫الَِّذي َخلَ‪َ #‬‬
‫‪#‬ق (‪َ )1‬خلَ‪َ #‬‬
‫َّ‬
‫ان َما لَ ْم َي ْعلَ ْم} [العلق‪.]5-1 :‬‬ ‫َعل َم اإْلِ ْن َس َ‬

‫ف ‪##‬القراءة مفت ‪##‬اح ك ‪##‬ل ش ‪##‬يء في حياتن ‪##‬ا؛ ألنه ‪##‬ا أس ‪##‬اس التعليم بمعن ‪##‬اه المع ‪##‬روف‪ ،‬وهي ب ‪##‬اب‬
‫جميع‪## #‬ا‪ ،‬ومن ح‪## #‬ق أبنائن‪## #‬ا علين‪## #‬ا أن ن‪## #‬وفر لهم حي‪## #‬اة كريم‪## #‬ة ملؤه‪## #‬ا‬
‫ً‬ ‫المع‪## #‬ارف والخ‪## #‬برات‬
‫اإليمان والثقة والقوة‪ ،‬وال يتأتى ذلك إال بالعلم‪.‬‬

‫والق‪##‬راءة إح‪##‬دى وس‪##‬ائله المثم‪##‬رة‪ ،‬وحيث إن تعليم الكتاب‪##‬ة مرتب‪##‬ط بتعليم الق‪##‬راءة ففي أثن‪##‬اء‬
‫‪#‬حا إلى رس‪#‬م الكلم‪#‬ات ال‪#‬تي‬
‫تعرف المتعلم أو الطفل على الكلم‪#‬ات والجم‪#‬ل يب‪#‬دو ميل‪#‬ه واض ً‬
‫يقرؤه‪##‬ا‪ ،‬والق‪##‬راءة تتطلب كتاب‪##‬ة وتعليم‪##‬ا؛ وذل‪##‬ك ألن الق‪##‬راءة مه‪##‬ارة يتم تعليمه‪##‬ا وتدريس‪##‬ها‬
‫واكتسابها‪ ،‬والقراءة نشاط عقلي يدخل في الكثير من العوامل التي تهدف في أساس‪##‬ها إلى‬
‫ربط لغة التحدث بلغة الكتابة‪.‬‬

‫وقد تطور هذا المفهوم عبر األجيال على النحو التالي‪:‬‬


‫ك ‪##‬ان مفه ‪##‬وم الق ‪##‬راءة أول األم ‪##‬ر يتمث ‪##‬ل في تمكين المتعلم من المق ‪##‬درة على التع ‪##‬رف على‬
‫الحروف والكلمات ونطقها‪ ،‬وتك‪##‬ون الق‪#‬راءة به‪##‬ذا المع‪#‬نى عملي‪#‬ة إدراكي‪##‬ة بص‪##‬رية ص‪##‬وتية‪،‬‬
‫ثم تغ‪## #‬ير نتيج‪## #‬ة البح‪## #‬وث التربوي‪## #‬ة فأص‪## #‬بح مفه‪## #‬وم الق‪## #‬راءة‪ :‬ه‪## #‬و التع‪## #‬رف على الرم‪## #‬وز‬
‫ونطقه ‪##‬ا‪ ،‬وترجم ‪##‬ة ه ‪##‬ذه الرم ‪##‬وز إلى م ‪##‬ا ت ‪##‬دل علي ‪##‬ه من مع ‪##‬ان وأفك ‪##‬ار‪ ،‬فأص ‪##‬بحت الق ‪##‬راءة‬
‫عملي ‪##‬ة فكري ‪##‬ة ت ‪##‬رمي إلى الفهم‪ ،‬ثم أخ ‪##‬ذ يتج ‪##‬ه إلى نق ‪##‬د المق ‪##‬روء والت ‪##‬أثر ب ‪##‬ه‪ ،‬ثم اتج ‪##‬ه إلى‬
‫استخالص األفكار واالنتفاع بها في المواقف الحيوية؛ وعلى ه‪##‬ذا األس‪##‬اس يص‪##‬بح للق‪##‬راءة‬
‫أثره ‪##‬ا على األفك ‪##‬ار والس ‪##‬لوك‪ ،‬ثم تط ‪##‬ور ه ‪##‬ذا المفه ‪##‬وم م ‪##‬ع ظه ‪##‬ور وقت الف ‪##‬راغ‪ ،‬فأص ‪##‬بح‬
‫يحمل االستمتاع لإلنس‪##‬ان بم‪##‬ا يق‪##‬رأ‪ ،‬وعلى ه‪##‬ذا األس‪##‬اس الح‪##‬ديث‪ ،‬ونط‪##‬ق الرم‪##‬وز وفهمه‪##‬ا‪،‬‬
‫وتحليل ما هو مكتوب‪ ،‬ونقضه والتفاعل معه‪ ،‬واإلفادة منه في حل المشكالت‪ ،‬واالنتف‪##‬اع‬
‫به في المواقف والمتعة النفسية بالمقروء‪.‬‬

‫أهداف القراءة‪:‬‬

‫األهداف الوظيفية العامة‪:‬‬

‫للقراءة أهداف وظيفية عامة‪ ،‬وهي‪ :‬أنها تسهم في بن‪#‬اء شخص‪#‬ية الف‪#‬رد عن طري‪#‬ق تثقي‪#‬ف‬
‫العقل واكتساب المعرف‪##‬ة‪ ،‬كم‪##‬ا أنه‪##‬ا تس‪##‬هم في إمت‪##‬اع الق‪##‬ارئ‪ ،‬وتس‪##‬ليته في وقت فراغ‪##‬ه مم‪##‬ا‬
‫يس ‪##‬تهويه من ل ‪##‬ون ق ‪##‬رائي معين‪ ،‬كالقص ‪##‬ة أو الش ‪##‬عر مثاًل ‪ ،‬كم ‪##‬ا أن الق ‪##‬راءة أداة التعليم في‬
‫الحي‪## #‬اة المدرس‪## #‬ية‪ ،‬ف‪## #‬المتعلم ال يس‪## #‬تطيع التق‪## #‬دم في تعلم‪## #‬ه إال إذا اس‪## #‬تطاع الس‪## #‬يطرة على‬
‫مهارات القراءة‪ ،‬كما أنها وسيلة التصال الفرد بغيره مما تفص‪##‬له عن‪##‬ه المس‪##‬افات الزماني‪##‬ة‬
‫أو المكاني‪## #‬ة‪ ،‬كم‪## #‬ا أنه‪## #‬ا ت‪## #‬زود الف‪## #‬رد باألفك‪## #‬ار والمعلوم‪## #‬ات‪ ،‬وتوقف‪## #‬ه على ت‪## #‬راث الجنس‬
‫ض ‪# #‬ا من أه‪## #‬دافها الوظيفي‪## #‬ة‪ :‬أنه‪## #‬ا وس‪## #‬يلة للنه‪## #‬وض ب‪## #‬المجتمع‪،‬‬
‫البش‪## #‬ري‪ ،‬وتع‪## #‬د الق‪## #‬راءة أي ً‬
‫وارتباط‪## # # #‬ه بعض‪## # # #‬ه ببعض‪ ،‬عن طري‪## # # #‬ق الص‪## # # #‬حافة‪ ،‬والرس‪## # # #‬ائل‪ ،‬والكتب‪ ،‬والمؤلف‪## # # #‬ات‪،‬‬
‫والمراج ‪##‬ع‪ ،‬والنق ‪##‬د‪ ،‬والتوجي ‪##‬ه‪ ،‬ورس ‪##‬م المث ‪##‬ل العلي ‪##‬ا‪ ،‬إلى غ ‪##‬ير ذل ‪##‬ك من أس ‪##‬اليب‪ ،‬وأش ‪##‬كال‬
‫أيضا‪.‬‬
‫توظيف القراءة في التعلم‪ ،‬وفي الثقافة ً‬
‫وتع‪##‬د الق‪##‬راءة من أهم الوس‪##‬ائل ال‪##‬تي ت‪##‬دعو إلى التف‪##‬اهم والتق‪##‬ارب والتواص‪##‬ل بين عناص‪##‬ر‬
‫المجتم‪##‬ع‪ ،‬كم‪##‬ا أنه‪##‬ا ت‪##‬ؤدي إلى االرتق‪##‬اء بمس‪##‬توى التعب‪##‬ير عن األفك‪##‬ار‪ ،‬فهي ت‪##‬ثري حص‪##‬يلة‬
‫القارئ اللغوية‪ ،‬وتمكنه من التعبير عما يج‪##‬ول بخ‪#‬اطره‪ ،‬ويري‪##‬د غ‪#‬يره أن يق‪#‬ف علي‪##‬ه‪ ،‬كم‪#‬ا‬
‫أن للقراءة دور هام في تنظيم مجتمعي‪ ،‬ورسم سلوكه‪.‬‬

‫األهداف الخاصة واألساسية للقراءة‪:‬‬

‫ومن أهمه ‪## #‬ا‪ :‬أنه‪## #‬ا تس ‪## #‬هم في ج ‪## #‬ودة النط‪## #‬ق وحس ‪## #‬ن األداء‪ ،‬وتمثي‪## #‬ل المع‪## #‬اني‪ ،‬واكتس ‪## #‬اب‬
‫المه ‪## #‬ارات القرائي ‪## #‬ة المختلف ‪## #‬ة‪ ،‬كالس ‪## #‬رعة‪ ،‬واالس ‪## #‬تقالل ب ‪## #‬القراءة‪ ،‬والق ‪## #‬درة على تحص ‪## #‬يل‬
‫المع ‪## #‬اني‪ ،‬وإ حس ‪## #‬ان الوق ‪## #‬ف عن ‪## #‬د اكتم ‪## #‬ال المع ‪## #‬نى‪ ،‬كم ‪## #‬ا أنه ‪## #‬ا ت ‪## #‬ؤدي إلى تنمي ‪## #‬ة المي ‪## #‬ول‬
‫واالتجاه‪##‬ات نح ‪##‬و التن‪##‬ور والثقاف‪##‬ة العلمي ‪##‬ة‪ ،‬والثقاف ‪##‬ة في كاف‪##‬ة المج ‪##‬االت‪ ،‬كم‪##‬ا أنه‪##‬ا تحس‪##‬ن‬
‫الكس‪##‬ب اللغ‪##‬وي‪ ،‬وتنمي حص‪##‬يلة التلمي‪##‬ذ‪ ،‬أو المتعلم‪ ،‬أو الق‪##‬ارئ من المف‪##‬ردات وال‪##‬تراكيب‬
‫الجديدة‪ ،‬كما أنها تؤدي إلى تدريب التلميذ على التعب‪#‬ير الص‪#‬حيح عن المع‪#‬نى‪ ،‬وت‪#‬ؤدي إ ًذا‬
‫إلى اس ‪##‬تخدام المكتب ‪##‬ات بص ‪##‬ورة س ‪##‬ليمة‪ ،‬واالنتف ‪##‬اع بمحتوياته ‪##‬ا‪ ،‬كم ‪##‬ا أنه ‪##‬ا ت ‪##‬ؤدي إلى الفهم‬
‫بغرض كسب المعلومات‪ ،‬أو االنتفاء بالمقروء أو التسلية والمتعة أو النقد والتذوق‪.‬‬

‫بيد أن للقراءة عوامل ينبغي أن تتوفر في القارئ‪ ،‬أو من يريد الق‪##‬راءة‪ ،‬أو المتعلم أو من‬
‫يريد الثقافة‪ ،‬والتنور العلمي‪ ،‬أو من يريد اكتساب مهارات القراءة‪ ،‬ومحو األمية القرائية‬
‫لدي‪## #‬ه‪ ،‬فهن‪## #‬اك عوام‪## #‬ل خاص‪## #‬ة بالج‪## #‬انب العقلي‪ ،‬والج‪## #‬انب الجس‪## #‬مي‪ ،‬والج‪## #‬انب الع‪## #‬اطفي‪،‬‬
‫والج ‪##‬انب الخ ‪##‬اص ب ‪##‬الخبرات والق ‪##‬درات‪ .‬فهن ‪##‬اك اس ‪##‬تعداد عقلي‪ ،‬وهن ‪##‬اك اس ‪##‬تعداد جس ‪##‬مي‪،‬‬
‫وهن‪##‬اك اس‪##‬تعداد ع‪##‬اطفي‪ ،‬وهن‪##‬اك اس‪##‬تعداد في الخ‪##‬برات والق‪##‬درات‪ .‬ومع‪##‬نى االس‪##‬تعداد‪ :‬ه‪##‬و‬
‫قدرة الفرد الكامن‪#‬ة على أن يتعلم بس‪#‬رعة وس‪#‬هولة‪ ،‬وعلى أن يص‪#‬ل إلى مس‪#‬توى ع‪#‬ال من‬
‫المهارة في مجال ما‪.‬‬
‫االس ‪##‬تعداد األول‪ :‬االس ‪##‬تعداد العقلي‪ :‬ف ‪##‬القراءة عملي ‪##‬ة معق ‪##‬دة‪ ،‬والنج ‪##‬اح في تعلمه ‪##‬ا يقتض ‪##‬ي‬
‫معينا من النضج العقلي‪ ،‬وهو قدر متباين‪ ،‬فأصحاب التج‪##‬ارب التربوي‪##‬ة يقول‪##‬ون‪ :‬أن‬
‫قدرا ً‬
‫ً‬
‫هذا القدر يتراوح بين س‪#‬ت س‪#‬نوات إلى س‪#‬ت س‪#‬نوات ونص‪#‬ف‪ ،‬أو س‪#‬بع س‪#‬نوات أو أق‪#‬ل أو‬
‫أك ‪##‬ثر من ذل ‪##‬ك‪ ،‬إض ‪##‬افة إلى المن ‪##‬اخ المدرس ‪##‬ي ومه ‪##‬ارات المعلم‪ ،‬وع ‪##‬دد التالمي ‪##‬ذ‪ ،‬وطبيع ‪##‬ة‬
‫المقررات‪ ،‬وطبيعة المفردات التي يقرؤها المتعلم‪.‬‬

‫االس ‪##‬تعداد الث ‪##‬اني‪ :‬االس ‪##‬تعداد الجس ‪##‬مي‪ :‬فعملي ‪##‬ة الق ‪##‬راءة ليس ‪##‬ت عملي ‪##‬ة عقلي ‪##‬ة فحس ‪##‬ب‪ ،‬ب ‪##‬ل‬
‫تدخل فيها جميع الحواس‪ ،‬من سمع‪ ،‬وبصر‪ ،‬ونط‪#‬ق‪ ،‬وص‪#‬حة عام‪##‬ة‪ ،‬وه‪##‬ذا الج‪#‬انب يعتم‪##‬د‬
‫على فطنة المعلم‪ ،‬وتلمس‪##‬ه لس‪##‬المة تالمي‪##‬ذه من جمي‪##‬ع اإلعاق‪##‬ات‪ ،‬والعم‪##‬ل على عالجه‪##‬ا إن‬
‫وجدت حسب اإلمكانات المتوفرة لديه‪.‬‬

‫االس‪## #‬تعداد الث‪## #‬الث‪ :‬وه‪## #‬و االس‪## #‬تعداد الع‪## #‬اطفي‪ :‬حيث يول‪## #‬د األطف‪## #‬ال مختلفين في ق‪## #‬دراتهم‬
‫واس‪##‬تعداداتهم بن‪##‬اء على اختالف بيئ‪##‬اتهم‪ ،‬والمقوم‪##‬ات الثقافي‪##‬ة‪ ،‬واالقتص‪##‬ادية‪ ،‬واالجتماعي‪##‬ة‬
‫ل ‪## #‬دى ك ‪## #‬ل بيت ينش ‪## #‬أ في ‪## #‬ه الطف ‪## #‬ل‪ ،‬ويك ‪## #‬بر دور المعلم في إش ‪## #‬راك تالمي ‪## #‬ذه في ع ‪## #‬دد من‬
‫النش ‪##‬اطات الجماعي ‪##‬ة والمس ‪##‬ئوليات الفردي ‪##‬ة‪ ،‬وتدريب ‪##‬ه على ض ‪##‬بط انفعاالت ‪##‬ه في المواق ‪##‬ف‬
‫المث ‪##‬يرة‪ ،‬إض ‪##‬افة إلى تهيئ ‪##‬ة المعلم للتالمي ‪##‬ذ في المواق ‪##‬ف التعليمي ‪##‬ة بحيث يتيس ‪##‬ر لهم الفهم‬
‫والتحص ‪## #‬يل‪ ،‬وك ‪## #‬ذلك يش ‪## #‬عرون بل ‪## #‬ذة الق ‪## #‬درة على النج ‪## #‬اح‪ ،‬وعلى الوص ‪## #‬ول واالكتس ‪## #‬اب‬
‫لمهارات القراءة‪.‬‬

‫االس ‪## #‬تعداد الراب ‪## #‬ع‪ :‬ه ‪## #‬و االس ‪## #‬تعدادات في الخ ‪## #‬برات والق ‪## #‬درات‪ :‬حيث ي ‪## #‬أتي الطف ‪## #‬ل إلى‬
‫المدرس‪##‬ة وه‪##‬و م‪##‬زود بع‪##‬دد كب‪##‬ير أو قلي‪##‬ل من الخ‪##‬برات والتج‪##‬ارب الس‪##‬ابقة‪ ،‬وبح‪##‬ظ قلي‪##‬ل أو‬
‫كثير من القدرات التي تمت خالل سني عمره‪ ،‬والق‪##‬راءة مرتبط‪##‬ة بم‪##‬ا اكتس‪##‬به من خ‪##‬برات‬
‫وق‪## # #‬درات س‪## # #‬ابقة‪ ،‬متمثل‪## # #‬ة في الخ‪## # #‬برات الس‪## # #‬باقة المبني‪## # #‬ة على الزي‪## # #‬ارات‪ ،‬وال‪## # #‬رحالت‪،‬‬
‫والمش‪##‬اهدات‪ ،‬وممارس‪##‬ة بعض األنش‪##‬طة والمحص‪##‬ول اللغ‪##‬وي المب‪##‬ني على حص‪##‬يلة الطف‪##‬ل‬
‫من الكلم‪## #‬ات وال‪## #‬تراكيب‪ ،‬والمف‪## #‬ردات ال‪## #‬تي يس‪## #‬معها أو يس‪## #‬تخدمها‪ ،‬والق‪## #‬درة على إدراك‬
‫المؤتل ‪## #‬ف والمختلف ‪## #‬ة‪ ،‬المبني ‪## #‬ة على إدراك الطف ‪## #‬ل للمتش ‪## #‬ابه وغ ‪## #‬ير المتش ‪## #‬ابه من ص ‪## #‬ور‬
‫الح‪#‬روف والكلم‪#‬ات وغيره‪#‬ا‪ ،‬والرغب‪#‬ة في الق‪#‬راءة المب‪#‬ني على البيئ‪#‬ة الثقافي‪#‬ة ال‪#‬تي عاش‪#‬ها‬
‫الطفل أو يعيش فيها‪ ،‬أو المتعلم بصفة عامة‪.‬‬

‫هن‪##‬اك عالق‪##‬ة ينبغي اإلش‪##‬ارة إليه‪##‬ا بين عل‪##‬وم اللغ‪##‬ة العربي‪##‬ة المختلف‪##‬ة ال‪##‬تي تع‪##‬د الق‪##‬راءة أح‪##‬د‬
‫ف‪##‬روع ه‪##‬ذا العلم‪ ،‬وأح‪##‬د ف‪##‬روع ومه‪##‬ارات علم اللغ‪##‬ة العربي‪##‬ة‪ ،‬فتتن‪##‬وع عل‪##‬وم أو ف‪##‬روع اللغ‪##‬ة‬
‫مع‪#‬ا‪ ،‬وال يج‪#‬وز الفص‪##‬ل بينه‪##‬ا؛‬
‫لكن لكن مع هذا التنوع يوجد بينهم ترابط وتكامل وتن‪#‬دمج ً‬
‫ألن الضعف في أي فرع قد ي‪##‬ؤدي إلى الض‪##‬عف في ب‪##‬اقي العل‪##‬وم‪ ،‬وذل‪##‬ك يع‪##‬ود إلى طبيع‪##‬ة‬
‫اكتساب اللغة‪ ،‬من حيث الت‪##‬درج ال‪##‬تراكمي‪ ،‬وه‪#‬ذا التراب‪##‬ط يجع‪##‬ل منه‪##‬ا كاًل ال يتج‪##‬زأ‪ ،‬ومن‬
‫ثم يكون له أثر مباشر على مستوى التلميذ في كافة المواد الدراسية‪.‬‬

‫والتمكن من الق ‪##‬راءة له ‪##‬ا أث ‪##‬ر في التمكن من اإلمالء والتعب ‪##‬ير؛ ألن المتعلم حين يكتب م ‪##‬ا‬
‫يملى عليه يقوم بعملية هج‪##‬اء للكلم‪##‬ات بص‪##‬ورة ذهني‪##‬ة‪ .‬وبالت‪##‬الي‪ ،‬المتعلم الض‪##‬عيف الق‪##‬راءة‬
‫ض‪##‬ا ض ‪##‬عيفًا في مج ‪##‬االت الكتاب ‪##‬ة‪ ،‬وذل ‪##‬ك م ‪##‬ا أثبتت ‪##‬ه الدراس ‪##‬ات والبح ‪##‬وث العلمي ‪##‬ة‪،‬‬
‫يك ‪##‬ون أي ً‬
‫ويتض ‪##‬ح ذل ‪##‬ك ًّ‬
‫جليا من النص الق ‪##‬رآني ال ‪##‬ذي س‪##‬بقت اإلش ‪##‬ارة إلي‪##‬ه ه ‪##‬و قول‪##‬ه تع ‪##‬الى‪ { :‬ا ْق‪#َ #‬رْأ‬
‫ك اأْل َ ْ‪#‬ك َ‪#‬ر ُم (‪ )3‬الَِّذي َعلَّ َم‬ ‫ان ِم ْن َعلَ ‪ٍ #‬‬
‫ق (‪ )2‬ا ْق‪#َ #‬رْأ َو َرُّب َ‬ ‫‪#‬ق اإْلِ ْن َس ‪َ #‬‬ ‫ك الَِّذي َخلَ‪َ #‬‬
‫‪#‬ق (‪َ )1‬خلَ‪َ #‬‬ ‫بِا ْس ‪ِ#‬م َرِّب َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫مع‪##‬ا بص‪##‬ورة‬ ‫ان َ‪#‬م‪#‬ا لَ ْم َي ْعلَ ْم} [العل‪##‬ق‪ ]5 # - 1 :‬حيث ذكرهم‪##‬ا الق‪##‬رآن ً‬ ‫بِ‪##‬اْل َقلَم (‪َ )4‬عل َم اإْلِ ْن َس ‪َ #‬‬
‫مباشرة‪ ،‬وهي القراءة والعلم‪ ،‬أو الكتابة بالقلم‪ ،‬وذلك ما أكدته البحوث العلمية عن وج‪##‬ود‬
‫عالق ‪##‬ة ترب ‪##‬ط بين الق ‪##‬راءة والكتاب ‪##‬ة‪ .‬كم ‪##‬ا أن الق ‪##‬راءة تس‪##‬اعد على اكتس ‪##‬اب المعرف ‪##‬ة وتث ‪##‬ير‬
‫الرغب‪##‬ة في الق‪##‬راءة الموحي‪##‬ة‪ ،‬فبواس‪##‬طتها تنم‪##‬و معرف‪##‬ة المتعلم بالكلم‪##‬ات والجم‪##‬ل الموحي‪##‬ة‬
‫ال‪##‬تي تس‪##‬تخدم في الكتاب‪##‬ة‪ ،‬وب‪##‬ذلك يتك‪##‬ون ل‪##‬ديهم الحس اللغ‪##‬وي‪ ،‬والت‪##‬ذوق الجم‪##‬الي البالغي‪.‬‬
‫وهناك طرق عديدة ومتنوعة لتدريس القراءة‪ ،‬تتباين وتختلف وفق مستوى المتعلمين‪.‬‬

‫أنواع القراءة‪:‬‬
‫فهناك نوعان للق‪#‬راءة وف‪#‬ق تقس‪#‬يمات ك‪#‬ل ن‪#‬وع وم‪#‬ا ين‪#‬درج علي‪#‬ه‪ ،‬فهن‪#‬اك أن‪#‬واع للق‪#‬راءة من‬
‫حيث طبيعة األداء‪ ،‬وهناك أنواع أخرى للقراءة من حيث الغرض‪.‬‬

‫أواًل ‪ :‬أنواع القراءة من حيث طبيعة األداء‪:‬‬

‫‪ .1‬الق‪##‬راءة الص‪##‬امتة‪ :‬وهي ن‪##‬وع من أن‪##‬واع الق‪##‬راءة ال‪##‬تي ين‪##‬درج تحت أن‪##‬واع الق‪##‬راءة من‬
‫حيث طبيعة األداء‪ ،‬والقراءة الصامتة‪ :‬هي قراءة ليس فيها صوت وال همس وال تحريك‬
‫لسان أو شفة‪ ،‬يحصل بها الق‪#‬ارئ على المع‪#‬اني واألفك‪#‬ار من خالل انتق‪#‬ال العين‪ ،‬وحرك‪#‬ة‬
‫البص‪##‬ر ف‪##‬وق الكلم‪##‬ات والجم‪##‬ل‪ ،‬دون االس‪##‬تعانة بعنص‪##‬ر الص‪##‬وت‪ ،‬أي‪ :‬أن البص‪##‬ر والعق‪##‬ل‬
‫هم‪##‬ا العنص‪##‬ران الف‪##‬اعالن في ه‪##‬ذه الق‪##‬راءة‪ ،‬ومن ثم تس‪##‬مى‪ :‬الق‪##‬راءة البص‪##‬رية‪ ،‬فهي تعفي‬
‫تماما من االنشغال بنطق الكالم‪ ،‬وتوجيه كل اهتمامه إلى فهم ما يقرؤه‪.‬‬
‫القارئ ً‬

‫ومن أه‪##‬داف الق‪##‬راءة الص‪##‬امتة؛ إكس‪##‬اب التلمي‪##‬ذ أو المتعلم المعرف‪##‬ة اللغوي‪##‬ة‪ ،‬وتعوي‪##‬د التلمي‪##‬ذ‬
‫على الس‪## #‬رعة في الق‪## #‬راءة والفهم‪ ،‬وتنش‪## #‬يط خيال‪## #‬ه‪ ،‬وتغذيت‪## #‬ه‪ ،‬وتنمي‪## #‬ة دق‪## #‬ة المالحظ‪## #‬ة في‬
‫الط‪##‬الب‪ ،‬وتعوي‪##‬د الط‪##‬الب على ترك‪##‬يز االنتب‪##‬اه إلى م‪##‬دة طويل‪##‬ة‪ ،‬وتنمي‪##‬ة روح النق‪##‬د والحكم‬
‫في الطالب‪ ،‬وتعويده على االستمتاع بما يقرأ‪ ،‬واالستفادة منها‪.‬‬

‫لكن له ‪##‬ا عي‪##‬وب منه‪##‬ا‪ :‬ص‪##‬عوبة تص‪##‬حيح األخط ‪##‬اء‪ ،‬وك‪##‬ذلك أن هن ‪##‬اك مش‪##‬كالت ق ‪##‬د تح ‪##‬دث‬
‫للطالب الض‪## #‬عاف في الق‪## #‬راءة‪ ،‬ك‪## #‬ذلك ص‪## #‬عوبة التأك‪## #‬د من تنمي‪## #‬ة مه‪## #‬ارات الق‪## #‬راءة؛ ألن‬
‫المتعلم ال‪## #‬ذي يق‪## #‬رأ وح‪## #‬ده ال يمكن التأك‪## #‬د من ح‪## #‬دوث الق‪## #‬راءة لدي‪## #‬ه وأن‪## #‬ه نمت فعاًل لدي‪## #‬ه‬
‫مهارات القراءة‪.‬‬

‫‪ .2‬النوع الثاني من أنواع القراءة من حيث طبيعة األداء‪ :‬الق‪##‬راءة الجهري‪##‬ة‪ ،‬أو الج‪##‬اهزة‪:‬‬
‫وهي ال‪##‬تي ينط‪##‬ق الق‪##‬ارئ خالله‪##‬ا ب‪##‬المقروء بص‪##‬وت مس‪##‬موع‪ ،‬م‪##‬ع مراع‪##‬اة ض‪##‬بط المق‪##‬روء‬
‫وفهم معناه‪.‬‬
‫أه ‪##‬داف ه ‪##‬ذه الق ‪##‬راءة‪ ،‬وهي الق ‪##‬راءة الجهري ‪##‬ة‪ :‬ت ‪##‬دريب الطالب على ج ‪##‬ودة النط ‪##‬ق بض ‪##‬بط‬
‫مخارج الحروف‪ ،‬وتعويد الطالب على ص‪##‬حة األداء بمراع‪#‬اة عالم‪#‬ات ال‪##‬ترقيم‪ ،‬ومحاول‪#‬ة‬
‫تص‪#‬وير اللهج‪#‬ة للح‪#‬االت االنفعالي‪#‬ة المختلف‪#‬ة من تعجب‪ ،‬أو اس‪#‬تفهام‪ ،‬وتعوي‪#‬د الط‪#‬الب على‬
‫الس ‪##‬رعة المناس ‪##‬بة للق ‪##‬راءة‪ ،‬وإ كس ‪##‬اب الط ‪##‬الب الج ‪##‬رأة األدبي ‪##‬ة وتنمي ‪##‬ة قدرت ‪##‬ه على مواجه ‪##‬ة‬
‫جميعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الجمهور‪ ،‬وكذلك المتعلمين‬

‫لكن للق‪##‬راءة الجهري‪##‬ة ش‪##‬روط‪ :‬أن تك‪##‬ون الم‪##‬ادة الم‪##‬راد قراءته‪##‬ا قص‪##‬يرة‪ ،‬وأن يك‪##‬ون هن‪##‬اك‬
‫اس ‪##‬تعداد مس ‪##‬بق له ‪##‬ذه الق ‪##‬راءة الجهري ‪##‬ة‪ ،‬والت ‪##‬دريب عليه ‪##‬ا م ‪##‬رات قب ‪##‬ل مواجه ‪##‬ة الجمه ‪##‬ور‬
‫ب‪##‬القراءة‪ ،‬والق‪##‬راءة المس‪##‬بقة ع‪##‬دت م‪##‬رات من قب‪##‬ل المعلم للمتعلمين؛ ح‪##‬تى يتعلم‪##‬ون النط‪##‬ق‬
‫الصحيح‪ ،‬وتصحيح أخطاء الطالب من قب‪##‬ل المعلم‪ ،‬وليس من قب‪##‬ل ط‪##‬الب آخ‪##‬ر؛ ألن‪##‬ه يفق‪##‬د‬
‫نفس المهارة‪ ،‬وفاقد الشيء ال يعطيه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع القراءة من حيث الغرض منها‪:‬‬


‫ً‬

‫وهي عدة أنواع‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬القراءة الس‪##‬ريعة العاجل‪##‬ة‪ :‬وه‪##‬و الن‪##‬وع األول من الق‪##‬راءة من حيث الغ‪##‬رض‪،‬‬
‫وهي الق ‪##‬راءة ال ‪##‬تي يقص ‪##‬د منه ‪##‬ا الق ‪##‬ارئ البحث عن ش ‪##‬يء بش ‪##‬كل عاج ‪##‬ل‪ ،‬وتهم الب ‪##‬احثين‪،‬‬
‫كقراءة فهارس الكتب‪ ،‬وق‪##‬وائم األس‪##‬ماء‪ ،‬وتفي‪##‬د في البحث عن المص‪##‬طلحات‪ ،‬واس‪##‬تعراض‬
‫الم‪## #‬ادة ومراجعته‪## #‬ا‪ ،‬والكش‪## #‬ف عن مع‪## #‬اني المف‪## #‬ردات من المع‪## #‬اجم والت‪## #‬دريب عليه‪## #‬ا حين‬
‫يكل‪##‬ف المعلم تالمي‪##‬ذه ب‪##‬البحث عن الموض‪##‬وع المطل‪##‬وب من خالل الفه‪##‬رس‪ ،‬أو البحث عن‬
‫كلمة ما‪.‬‬

‫الن‪#‬وع الث‪#‬اني‪ :‬ق‪#‬راءة لتك‪#‬وين فك‪#‬رة عام‪#‬ة عن موض‪#‬وع متس‪#‬ع‪ :‬وهي أك‪#‬ثر دق‪#‬ة من الق‪#‬راءة‬
‫الس ‪##‬ريعة‪ ،‬وتس ‪##‬تعمل في مث ‪##‬ل ق ‪##‬راءة التق ‪##‬ارير‪ ،‬واس ‪##‬تيعاب الحق ‪##‬ائق‪ ،‬وتفي ‪##‬د في االس ‪##‬تذكار‪،‬‬
‫واستخالص األفكار‪ ،‬وكتاب‪##‬ة المالحظ‪##‬ات‪ .‬وللت‪##‬دريب عليه‪##‬ا يكل‪##‬ف المعلم تالمي‪##‬ذه بتلخيص‬
‫ما يقرؤون بالمكتبة المدرسية أو الفصلية‪.‬‬

‫الن ‪##‬وع الث ‪##‬الث‪ :‬وه ‪##‬و الق ‪##‬راءة التحص ‪##‬يلية‪ :‬ويقص ‪##‬د به ‪##‬ا‪ :‬الفهم واإللم ‪##‬ام‪ ،‬ويش ‪##‬ترط في ه ‪##‬ذه‬
‫الق‪##‬راءة‪ :‬ال‪##‬تريث والت‪##‬أني لفهم م‪##‬ا يق‪##‬رأ إجم‪#‬ااًل وتفص‪#‬ياًل ‪ ،‬وتس‪##‬تعمل في اس‪##‬تذكار ال‪##‬دروس؛‬
‫لتثبيت المعلومات والحقائق في األذهان‪ ،‬واستخالص األفكار من المقروء‪ ،‬وعقد موازن‪##‬ة‬
‫بين المعلومات المتشابهة والمختلفة‪ ،‬وكتابة المالحظات‪.‬‬

‫النوع الرابع‪ :‬قراءة لجمع المعلومات‪ ،‬وفيها يرجع الق‪##‬ارئ إلى ع‪##‬دة مص‪##‬ادر‪ ،‬يجم‪##‬ع منه‪##‬ا‬
‫م ‪##‬ا يحت ‪##‬اج إليه ‪##‬ا من معلوم ‪##‬ات خاص ‪##‬ة‪ ،‬مث ‪##‬ل ق ‪##‬راءة ال ‪##‬دارس ال ‪##‬ذي يع ‪##‬د رس ‪##‬الة أو بحث‪،‬‬
‫ويتطلب ه ‪## #‬ذا الن ‪## #‬وع من الق ‪## #‬راءة‪ ،‬مه ‪## #‬ارة في التص ‪## #‬فح الس ‪## #‬ريع‪ ،‬وق ‪## #‬درة على التلخيص‪،‬‬
‫وتس‪##‬تعمل في الرج‪##‬وع إلى المص‪##‬ادر المتع‪##‬ددة‪ ،‬والتص‪##‬فح الس‪##‬ريع‪ ،‬والق‪##‬درة على التخليص‬
‫والتحليل‪.‬‬

‫النوع الخامس‪ :‬ق‪##‬راءة للمتع‪##‬ة في أوق‪##‬ات الف‪##‬راغ‪ :‬وهي ق‪##‬راءة خالي‪##‬ة من التعم‪##‬ق والتفك‪##‬ير‪،‬‬
‫وق ‪##‬د تك ‪##‬ون متقطع ‪##‬ة‪ ،‬تتخلله ‪##‬ا ف ‪##‬ترات‪ ،‬كق ‪##‬راءة األدب‪ ،‬والفكاه ‪##‬ات‪ ،‬والطرائ ‪##‬ف‪ ،‬وق ‪##‬د يق ‪##‬رأ‬
‫المرء خاللها الصحف والمجالت‪.‬‬

‫النوع السادس‪ :‬القراءة النقدي‪##‬ة التحليلي‪##‬ة‪ :‬وهي الق‪##‬راءة المتأني‪##‬ة ال‪##‬تي يتول‪##‬د ل‪##‬دى الم‪##‬رء من‬
‫ممارستها نظرة نقدي‪#‬ة ناف‪#‬ذة يس‪#‬تطيع من خالله‪#‬ا الحكم على األش‪#‬ياء‪ ،‬من خالل الموازن‪#‬ة‪،‬‬
‫والربط‪ ،‬واالستنتاج‪ ،‬مثل‪ :‬نقد قصة أدبية‪ ،‬أو قصيدة شعرية‪ ،‬أو نحو ذلك‪.‬‬

‫عالقة القراءة بالتفكير‪:‬‬

‫دورا في‬
‫هن‪##‬اك ارتب‪##‬اط وثي‪##‬ق بين اللغ‪##‬ة والتفك‪##‬ير‪ ،‬ف‪##‬الرموز الزم‪##‬ة للتفك‪##‬ير‪ ،‬وتلعب اللغ‪##‬ة ً‬
‫تكوين المفاهيم والمدركات الكلية‪ ،‬وهذا م‪##‬ا أش‪##‬ار إلي‪##‬ه الكث‪##‬ير من الب‪##‬احثين والمتخصص‪##‬ين‬
‫دورا في القي‪## #‬ام ب‪## #‬الكثير من العملي‪## #‬ات العقلي‪## #‬ة‬
‫في المج‪## #‬ال‪ ،‬مؤك‪## #‬دين على أن اللغ‪## #‬ة تلعب ً‬
‫ض ‪# #‬ا ‪-‬تأيي‪#ً # #‬دا‬
‫كالتحلي ‪## #‬ل واإلدراك والحكم واالس ‪## #‬تنتاج‪ ،‬وق‪## #‬د أش ‪## #‬ار الكث ‪## #‬ير من الب ‪## #‬احثين أي ً‬
‫لوجهات النظر السابقة‪ -‬إلى أن اللغ‪#‬ة ج‪#‬زء ال يتج‪#‬زأ من عملي‪##‬ة التفك‪#‬ير فهي أداة لتش‪#‬كيل‬
‫مفاهيمنا‪ ،‬وتوجيه آالت التفكير لدينا‪.‬‬

‫وي ‪##‬أتي ارتب ‪##‬اط الق ‪##‬راءة ب ‪##‬التفكير؛ ك ‪##‬ون الق ‪##‬راءة من أهم مج ‪##‬االت النش ‪##‬اط اللغ ‪##‬وي‪ ،‬إذ أنه ‪##‬ا‬
‫تس‪##‬اعد الطالب في تك‪##‬وين أبني‪##‬ة لغوي‪##‬ة تك‪##‬ون في النهاي‪##‬ة وس‪##‬يلة من وس‪##‬ائل التفك‪##‬ير‪ .‬ل‪##‬ذا؛‬
‫ف‪##‬إن مفه‪##‬وم الق‪##‬راءة الح‪##‬ديث ق‪##‬ائم على النظ‪##‬ر ثم اإلدراك للمع‪##‬اني والرم‪##‬وز ومن ثم الفهم‪،‬‬
‫ثم النقد التفاعلي‪ ،‬ثم توظيف المقروء في واقع الحي‪##‬اة‪ .‬فهي عملي‪##‬ة عقلي‪##‬ة مهم‪##‬ة‪ ،‬والق‪##‬راءة‬
‫تم‪##‬د العق‪##‬ل بالمعلوم‪##‬ات والمع‪##‬ارف‪ ،‬وب‪##‬دون المعرف‪##‬ة ال يس‪##‬تطيع العق‪##‬ل أن ي‪##‬درك المهم من‬
‫غير المهم والضروري من غير الضروري‪ #،‬وال يستطيع أن يصنف أو يف‪##‬رق بين الن‪##‬افع‬
‫والضار‪ ،‬أو بين الخير والشر‪ ،‬وتحديد ما هو نافع حااًل ضار مآال في كثير من األحيان‪،‬‬
‫وق ‪##‬د ش ‪##‬به بعض العلم ‪##‬اء العق ‪##‬ل ب ‪##‬العين‪ ،‬فكم ‪##‬ا أن العين مهم ‪##‬ا ك ‪##‬انت س ‪##‬ليمة فهي ال ت ‪##‬رى‬
‫ض ‪#‬ا ال ي‪##‬رى األش‪##‬ياء إال إذا غمرت‪##‬ه المعرف‪##‬ة‪،‬‬
‫األش‪##‬ياء إال إذا غمره‪##‬ا الن‪##‬ور‪ ،‬ف‪##‬إن العق‪##‬ل أي ً‬
‫فكأن المعرفة هي خبز الدماغ الذي يقتات عليها‪.‬‬

‫وق ‪##‬د أك ‪##‬د على ذل ‪##‬ك الكث ‪##‬ير من الب ‪##‬احثين‪ ،‬ومنهم‪ :‬البك ‪##‬ار بقول ‪##‬ه‪ :‬يتخ ‪##‬ذ العق ‪##‬ل من مع ‪##‬ارف‬
‫صاحبه م‪#‬ادة يش‪#‬تغل عليه‪#‬ا‪ ،‬وحين تك‪#‬ون تل‪#‬ك المع‪#‬ارف مح‪#‬دودة أو مش‪#‬وبة باألخط‪#‬اء ف‪#‬إن‬
‫تحرف‪## #‬ه عن‬ ‫دوره‪## #‬ا حين ذاك يص‪## #‬بح س‪ًّ # #‬‬
‫‪#‬لبيا من حيث إنه‪## #‬ا تم‪## #‬د العق‪## #‬ل بالمؤش‪## #‬رات ال‪## #‬تي ِّ‬
‫الوجهة الصحيحة‪ ،‬أو التي تجمده وتقلل من فاعليته‪ ،‬أما المعرفة الجي‪#‬دة فإنه‪#‬ا ت‪#‬تيح للعق‪#‬ل‬
‫أن يش‪##‬تغل وينهض بمس‪##‬ئوليته في إط‪##‬ار معلوم‪##‬اتي راش‪##‬د‪ ،‬ومنتج وص‪##‬حيح؛ ول‪##‬ذا نس‪##‬تطيع‬
‫الق ‪##‬ول‪ :‬إن ‪##‬ه كلم ‪##‬ا زاد مس ‪##‬توى المعرف ‪##‬ة ل ‪##‬دى اإلنس ‪##‬ان ارتقى بمس ‪##‬توى تفك ‪##‬يره‪ ،‬ومن غ ‪##‬ير‬
‫المعرف‪## #‬ة تنه‪## #‬ار عملي‪## #‬ات ال‪## #‬دماغ والعق‪## #‬ل‪ ،‬وتنح‪## #‬ط إلى أدنى مس‪## #‬توى من مس‪## #‬تويات العلم‬
‫والتفك ‪##‬ير واإلب ‪##‬داع‪ .‬وإ ن أذهانن ‪##‬ا ال ت ‪##‬درك األش ‪##‬ياء على نح ‪##‬و مباش ‪##‬ر وإ نم ‪##‬ا ع ‪##‬بر وس ‪##‬يط‬
‫مع ‪##‬رفي‪ ،‬مك ‪##‬ون من مب ‪##‬ادئ علمي ‪##‬ة وعقلي ‪##‬ة‪ ،‬ومع ‪##‬ارف وخ ‪##‬برات حياتي ‪##‬ة‪ .‬وعلى مق ‪##‬دار م ‪##‬ا‬
‫نق‪## #‬رأ ونتعلم ونج‪## #‬رب يتحس‪## #‬ن مس‪## #‬توى ذل‪## #‬ك الوس‪## #‬يط‪ ،‬ويتحس‪## #‬ن مس‪## #‬توى الفهم وال‪## #‬وعي‬
‫واإلدراك لدينا‪ .‬إن اإلنسان سطحي المعلومات‪ ،‬والخالي من المعرفة سيكون تفكيره أقل‪،‬‬
‫وإ دراك‪##‬ه أض‪##‬يق‪ ،‬وفهم‪##‬ه وابتك‪##‬اره مح‪##‬دود‪ ،‬فكلم‪##‬ا ك‪##‬انت مع‪##‬ارف اإلنس‪##‬ان ض‪##‬حلة ض‪##‬اقت‬
‫مس ‪## #‬احة تص ‪## #‬وراته‪ ،‬وأص ‪## #‬بح ش ‪## #‬ديد المحلي ‪## #‬ة في نماذج ‪## #‬ه وآرائ ‪## #‬ه‪ ،‬وع ‪## #‬اجز عن تج ‪## #‬اوز‬
‫المعطيات الخاطئة التي تشربها من مجتمعه‪ ،‬ومن خالل تتب‪##‬ع العملي‪##‬ة القرائي‪##‬ة ال‪##‬تي أش‪##‬ار‬
‫إليه ‪##‬ا عب ‪##‬د اله ‪##‬ادي وآخ ‪##‬رون ‪-‬وهم من الب ‪##‬احثين في المج ‪##‬ال‪ -‬وال ‪##‬تي اعتم ‪##‬د في تسلس ‪##‬لها‬
‫على األبح‪##‬اث ال‪##‬تي أج‪##‬ريت لفهم العملي‪##‬ة القرائي‪##‬ة‪ ،‬نس‪##‬تطيع التأكي‪##‬د على أن العق‪##‬ل الخ‪##‬الي‬
‫من المعرف‪##‬ة يختل‪##‬ف في فهم‪##‬ه وق‪##‬درات تفك‪##‬يره‪ ،‬عن العق‪##‬ل ذو المعرف‪##‬ة الجي‪##‬دة‪ ،‬ومراح‪##‬ل‬
‫عملية قرائية كالتالي‪:‬‬

‫أواًل ‪ :‬ينظ‪##‬ر الق‪##‬ارئ إلى الم‪##‬ادة المكتوب‪##‬ة في ض‪##‬وء ك‪##‬اف‪ ،‬فيعكس الض‪##‬وء ص‪##‬ورة الرم‪##‬وز‬
‫ثاني‪##‬ا الرس‪##‬الة‬
‫على العين‪ ،‬وبالت‪##‬الي‪ :‬ف‪##‬إن العين ت‪##‬رى الرم‪##‬وز أواًل ‪ ،‬تحم‪##‬ل أعص‪##‬اب العين ً‬
‫البصرية إلى منطقة اإلبصار شفي المخ‪ ،‬فإذا أثار رسم الكلمة أو الجملة أو التعب‪##‬ير ال‪##‬ذي‬
‫وص ‪##‬ل إلى منطق ‪##‬ة اإلبص ‪##‬ار‪ ،‬المع ‪##‬نى المع ‪##‬روف ل ‪##‬دى الق ‪##‬ارئ من قب ‪##‬ل‪ ،‬أو ارتب ‪##‬ط الرس ‪##‬م‬
‫علم‪#‬ا ب‪##‬أن الق‪##‬راء يختلف‪##‬ون في فهم المع‪##‬نى‬
‫بالم‪##‬دلول‪ ،‬ف‪##‬إن الق‪##‬ارئ يك‪##‬ون ق‪##‬د فهم المع‪##‬نى‪#ً ،‬‬
‫‪#‬قيما فال ي‪## #‬ترك إدراك‬
‫وف‪## #‬ق ثق‪## #‬افتهم‪ ،‬وق‪## #‬دراتهم‪ ،‬ومع‪## #‬ارفهم‪ ،‬فيمكن أن يك‪## #‬ون الق‪## #‬ارئ س‪ً # #‬‬
‫الرم ‪##‬وز لدي ‪##‬ه إال المع ‪##‬اني الس ‪##‬طحية‪ ،‬وق ‪##‬د يك ‪##‬ون ذا مع ‪##‬ارف واس ‪##‬عة فعندئ ‪##‬ذ تتس ‪##‬ع دائ ‪##‬رة‬
‫المعاني المفهومة لديه؛ فينمو إدراكه وفهمه‪.‬‬

‫إن نوعي‪##‬ة الق‪##‬راءة وكميته‪##‬ا ي‪##‬ؤثران بش‪##‬كل مباش‪##‬ر في عم‪##‬ل ال‪##‬دماغ‪ ،‬وارتب‪##‬اط عص‪##‬بوناته‪،‬‬
‫ومن ثم في قدرته على التفكير؛ ولذا فقد أوضح العديد من الباحثين كما أوضح الحارثي‪:‬‬
‫أن الخالي‪##‬ا العص‪##‬بية ال‪##‬تي تق‪##‬وم بعملي‪##‬ات التفك‪##‬ير والتعلم وجمعه‪##‬ا عص‪##‬بون‪ ،‬يبل‪##‬غ ع‪##‬ددها‪:‬‬
‫مائ‪##‬ة ملي‪##‬ار عص‪##‬بون‪ ،‬تق‪##‬ع في القش‪##‬رة العلي‪##‬ا لل‪##‬دماغ‪ ،‬والقش‪##‬رة الدماغي‪##‬ة العلي‪##‬ا في ال‪##‬دماغ‪:‬‬
‫هي الطبق‪## #‬ة المس‪## #‬ئولة عن مه‪## #‬ارات التفك‪## #‬ير‪ ،‬ففي ه‪## #‬ذه الطبق‪## #‬ة تج‪## #‬ري عملي‪## #‬ات الق‪## #‬راءة‬
‫واالس ‪##‬تيعاب‪ ،‬كم ‪##‬ا أن ع ‪##‬دد االرتباط ‪##‬ات ال ‪##‬تي يمكن أن يعمله ‪##‬ا ال ‪##‬دماغ تص ‪##‬ل إلى ماليين‬
‫االرتباطات من أجل حدوث عمليات الق‪##‬راءة‪ ،‬وعملي‪##‬ات التفك‪##‬ير والتعلم‪ ،‬وأن‪##‬ه إذا تع‪##‬رض‬
‫الطالب إلى خبرة جديدة‪ ،‬أو قرأ معلومة جديدة‪ ،‬يكون الدماغ قد عمل ارتباط‪##‬ا جدي‪##‬دا بين‬
‫مجموع ‪##‬ة من العص ‪##‬بونات‪ ،‬وكلم ‪##‬ا زاد الط ‪##‬الب في قراءت ‪##‬ه زادت وتوس ‪##‬عت ه ‪##‬ذه الش ‪##‬بكة‬
‫العص ‪##‬بية‪ ،‬كم ‪##‬ا أن زي ‪##‬ادة ق ‪##‬راءة المعلوم ‪##‬ات والمع ‪##‬ارف تجع ‪##‬ل الفواص ‪##‬ل بين ه ‪##‬ذه الش ‪##‬بكة‬
‫العص‪#‬بية أس‪#‬رع من ذي قب‪#‬ل‪ ،‬مم‪#‬ا يزي‪#‬د من الق‪#‬درة في تولي‪#‬د األفك‪#‬ار‪ ،‬وكلم‪#‬ا زادت عملي‪#‬ة‬
‫االرتباطات وتبادل اإلشارات بين العصبونات كانت عملية االتصال أكثر فاعلي‪##‬ة‪ ،‬وازداد‬
‫مس‪##‬توى ال‪##‬وعي واإلدراك؛ ول‪##‬ذا؛ يظه‪##‬ر أن من خالل عملي‪##‬ة الق‪##‬راءة‪ ،‬وارتباطه‪##‬ا ب‪##‬التفكير‬
‫أننا نسعى إلى أمرين‪:‬‬

‫أواًل ‪ :‬توسيع مساحة الرؤيا والفهم لدى الطالب؛ ليستطيعوا أن يخطوا الخطوات المناس‪##‬بة‬
‫ألنفسهم ومجتمعهم‪ ،‬ولن يصل عقل الفرد إلى مستوى من النضج يؤهل‪##‬ه لترش‪##‬يد خيارات‪##‬ه‬
‫وتحديد مناسب إال بالقراءة‪.‬‬

‫ثاني‪##‬ا‪ :‬أن تنمي‪##‬ة المه‪##‬ارات العقلي‪##‬ة ل‪##‬دى المتعلم؛ ليك‪##‬ون مبتك‪#ً #‬را ي‪##‬أتي بك‪##‬ل جدي‪##‬د مغ‪##‬اير عن‬
‫ً‬
‫الم ‪##‬ألوف‪ .‬وق ‪##‬د أك ‪##‬د الح ‪##‬ارثي في ه ‪##‬ذا الص ‪##‬دد‪ :‬أن للق ‪##‬راءة دور ه ‪##‬ام في تك ‪##‬وين المع ‪##‬اني‪،‬‬
‫وتوري‪##‬د األفك‪##‬ار‪ ،‬والق‪##‬راءة الحاذق‪##‬ة تس‪##‬اهم في تنمي‪##‬ة التفك‪##‬ير االبتك‪##‬اري من خالل اس‪##‬تخدام‬
‫الخي ‪## #‬ال‪ ،‬واس ‪## #‬تخالص النت ‪## #‬ائج المتع ‪## #‬ددة‪ ،‬وح ‪## #‬ل المش ‪## #‬اكل‪ ،‬وتفس ‪## #‬ير المع ‪## #‬اني الغامض ‪## #‬ة‪،‬‬
‫واكتش ‪##‬اف االفتراض ‪##‬ات الض ‪##‬منية‪ ،‬والمع ‪##‬اني المخفي ‪##‬ة وراء الكلم ‪##‬ات والعب ‪##‬ارات‪ ،‬وهك ‪##‬ذا‪،‬‬
‫ف‪## #‬إن اإلب‪## #‬داعات ال‪## #‬تي تظه‪## #‬ر في ال‪## #‬دماغ في ش‪## #‬كل تخيالت وأفك‪## #‬ار جدي‪## #‬دة وغيره‪## #‬ا من‬
‫النش ‪## #‬اطات الذهني ‪## #‬ة االبتكاري ‪## #‬ة ال تتش ‪## #‬كل في ذهن الط ‪## #‬الب الض ‪## #‬عيف المعرف ‪## #‬ة؛ ألن من‬
‫صفات القراء الضعاف‪ ،‬أو الطالب ذوي المهارة القرائية الضعيفة عدم قدرتهم في إنتاج‬
‫صيغ جديدة‪ ،‬كابتكار قصة أو قصيدة‪ ،‬أو مقال‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫‪ -1‬المفتي‪ ،‬محمد أمين‪ ،‬والوكيل‪ ،‬حلمي أحمد‪( ،‬المن‪##‬اهج‪ :‬مفهومه‪##‬ا‪ .‬أسس‪##‬ها‪ .‬عناص‪##‬رها‪.‬‬
‫تنظيمها)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪1993 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬كوجك‪ ،‬ك‪##‬وثر حس‪#‬ين‪( ،‬اتجاه‪#‬ات حديث‪#‬ة في المن‪#‬اهج وط‪#‬رق الت‪##‬دريس) الق‪#‬اهرة‪ ،‬ع‪##‬الم‬
‫الكتب‪1997 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬زيت‪##‬ون‪ ،‬حس‪##‬ن حس‪##‬ين‪( ،‬الت‪##‬دريس‪ :‬رؤي‪##‬ة في طبيع‪##‬ة المفه‪##‬وم)‪ ،‬الق‪##‬اهرة‪ ،‬ع‪##‬الم الكتب‪،‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬

‫‪ -4‬ش ‪##‬وق‪ ،‬محم ‪##‬ود أحم ‪##‬د‪( ،‬االتجاه ‪##‬ات الحديث ‪##‬ة في تخطي ‪##‬ط المن ‪##‬اهج الدراس ‪##‬ية في ض ‪##‬وء‬
‫التوجيهات اإلسالمية)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬عب‪##‬د الحمي‪##‬د‪ ،‬ج‪##‬ابر ‪( ،‬اس‪##‬تراتيجيات الت‪##‬دريس والتعلم)‪ ،‬الق‪##‬اهرة‪ ،‬دار الفك‪##‬ر الع‪##‬ربي‪،‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬

‫‪ -6‬محج‪## #‬وب‪ ،‬عب‪## #‬اس‪( ،‬أص‪## #‬ول الفك‪## #‬ر ال‪## #‬تربوي في اإلس‪## #‬الم)‪ ،‬دمش‪## #‬ق‪ ،‬دار ابن كث‪## #‬ير‪،‬‬
‫‪1978‬م‪.‬‬

‫‪ -7‬مدكور‪ ،‬علي‪( ،‬تدريس فنون اللغة العربية)‪ ،‬الرياض‪ ،‬دار الشواف‪1991 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -8‬مرسي‪ ،‬محمد منير‪( ،‬التربية اإلسالمية‪ :‬أصولها وتطورها في البالد العربية)‬

‫القاهرة‪ ،‬عالم الكتب ‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -9‬فتحي علي ي ‪##‬ونس وآخ ‪##‬رون‪( ،‬التربي ‪##‬ة الديني ‪##‬ة اإلس ‪##‬المية بين األص ‪##‬الة والمعاص ‪##‬رة)‬
‫القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪1999،‬م‪.‬‬

‫‪ -10‬الوكيل‪ ،‬حلمي أحمد‪( ،‬تطوير المناهج) القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪1991 ،‬م‬
‫‪ -11‬جابر‪ ،‬وليد أحمد‪( ،‬طرق التدريس العام‪##‬ة‪ :‬تخطيطه‪##‬ا وتطبيقاته‪##‬ا التربوي‪##‬ة) األردن‪،‬‬
‫دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -12‬س‪##‬الم‪ ،‬عب‪##‬د الرش‪##‬يد عب‪##‬د العزي‪##‬ز‪( ،‬ط‪##‬رق ت‪##‬دريس التربي‪##‬ة اإلس‪##‬المية‪ :‬نم‪##‬اذج إلع‪##‬داد‬
‫دروسها)‪ ،‬الكويت‪ ،‬وكالة المطبوعات‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫ظرية والتَّط‪## # # #‬بيق) األردن‪ ،‬دار المس‪## # # #‬يرة‪،‬‬ ‫‪ -13‬عاش‪## # # #‬ور‪ ،‬راتب قاس‪## # # #‬م‪( ،‬المنهج بين َّ‬
‫الن َّ‬
‫‪2004‬م‪.‬‬

‫‪ -14‬إب ‪## #‬راهيم‪ ،‬مج ‪## #‬دي عزي ‪## #‬ز‪( ،‬مه ‪## #‬ارات الت ‪## #‬دريس الفع ‪## #‬ال) الق ‪## #‬اهرة‪ ،‬مكتب ‪## #‬ة األنجل ‪## #‬و‬
‫المصرية‪1997 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -15‬التميمي‪ ،‬ع‪## #‬ز ال‪## #‬دين‪ ،‬وب‪## #‬در إس‪## #‬ماعيل‪( ،‬نظ‪## #‬رات في التربي‪## #‬ة اإلس‪## #‬المية‪ :‬دراس‪## #‬ات‬
‫تربوية)‪ ،‬عمان‪ ،‬دار البشير‪1985 ،‬م‬

You might also like