You are on page 1of 589

‫نَ ْهجُُا ْلبَ ََل َ‬

‫غ ُة‬
‫وهوُماُمجموعُماُاختارهُالسيدُالشريفُالرضيُمنُكَلمُأميرُالمؤمنينُعليُ‬
‫بنُأبيُطالبُعليهُالسَلم‬

‫مقدمةُالسيدُالشريفُالرضي‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫أما بعد حمد هللا الذي جعل الحمد ثمنا ً لنعمائه‪ ،‬و َمعاذا ً من‬
‫بالئه‪ ،‬ووسيالً إلى ِجنانه‪ ،‬وسببا ً لزيادة إحسانه‪ .‬والصالة على‬
‫ي الرحمة‪ ،‬وإمام االئمة‪ ،‬وسراج االمة‪ ،‬المنتخب‬ ‫رسوله نب ّ‬
‫غرس الفخار‬ ‫من طينة الكرم‪ ،‬وساللة المجد االقدم‪ ،‬و َم ِ‬
‫ال ُم ْع ِرق‪ ،‬وفرع العَالء المثمر المورق‪ .‬وعلى أهل بيته‬
‫صم االمم‪ ،‬ومنار الدين الواضحة‪ ،‬ومثاقيل‬ ‫مصابيح ُّ‬
‫الظلم‪ ،‬و ِع َ‬
‫الفضل الراجحة صلّى هللا عليهم أجمعين‪ ،‬صالة تكون إزا ًء‬
‫لفضلهم‪ ،‬ومكافأة لعملهم‪ ،‬وكفاء لطيب فرعهم وأصلهم‪ ،‬ما‬
‫أنار فجر ساطع‪ ،‬وخوى نجم طالع‪ .‬فإنّي كنتُ في عنفوان‬
‫شبابي‪ ،‬وغضاضة الغصن‪ ،‬ابتدأتُ بتأليف كتاب في‬
‫خصائص االئمة عليهم السالم‪ :‬يشتمل على محاسن أخبارهم‪،‬‬
‫وجواهر كالمهم‪ ،‬حداني عليه غرض ذكرته في صدر‬
‫الكتاب‪ ،‬وجعلته أمام الكالم‪ .‬وفرغت من الخصائص التي‬
‫تخص أمير المؤمنين عليا ً عليه السالم‪ ،‬وعاقت عن إتمام بقية‬ ‫ّ‬
‫بوبتُ‬ ‫الكتاب محاجزات االيام‪ ،‬ومماطالت الزمان‪ .‬وكنتُ قد ّ‬
‫صلته فصوالً‪ ،‬فجاء في آخرها‬ ‫ما خرج من ذلك أبواباً‪ ،‬وف ّ‬
‫فصل يتض ّمن محاسن ما نقل عنه عليه السالم من الكالم‬
‫والحكم واالمثال واآلداب‪ ،‬دون الخطب‬ ‫القصير في المواعظ ِ‬
‫الطويلة‪ ،‬والكتب المبسوطة‪ .‬فاستحسن جماعة من االصدقاء‬
‫ما اشتمل عليه الفصل المقدّم ذكره‪ ،‬مع َجبين ببدائعه‪،‬‬
‫ومتع ّجبين من نواصعه‪ .‬وسألوني عند ذلك أن أبتدىء بتأليف‬
‫كتاب يحتوي على مختار كالم موالنا أميرالمؤمنين عليه‬
‫السالم في جميع فنونه‪ ،‬ومتشعّبات غصونه‪ :‬من خطب‪،‬‬
‫أن ذلك يتض ّمن من عجائب‬ ‫وكتب‪ ،‬ومواعظ وأدب‪ .‬علما ً ّ‬
‫البالغة‪ ،‬وغرائب الفصاحة‪ ،‬وجواهر العربية‪ ،‬وثواقب الكلم‬
‫الدينية والدنياوية‪ ،‬ما ال يوجد مجتمعا ً في كالم‪ ،‬وال مجمو َ‬
‫ع‬
‫ع‬
‫مشر َ‬
‫َ‬ ‫االطراف في كتاب; إذ كان أميرالمؤمنين عليه السالم‬
‫الفصاحة وموردها‪ ،‬ومنشأ البالغة ومولدها‪ ،‬ومنه عليه‬
‫السالم ظهر مكنونها‪ ،‬وعنه أخذت قوانينُها‪ ،‬وعلى أمثلته‬
‫حذاك ّل قائل خطيب‪ ،‬وبكالمه استعان ك ّل واعظ بليغ‪ .‬ومع‬
‫ذلك فقد سبق وقصروا‪ ،‬وتقدم وتأخروا‪ّ ،‬‬
‫الن كالمه عليه‬
‫ع ْبقَة‬
‫السالم الكال ُم الذي عليه َم ْسحة من العلم االلهي‪ ،‬وفيه َ‬
‫من الكالم النبوي‪ .‬فأجبتهم إلى االبتداء بذلك‪ ،‬عالما ً بما فيه من‬
‫عظيم النفع‪ ،‬ومنشور الذكر‪ ،‬ومذخور االجر‪ .‬واعتمدتُ به أن‬
‫أبيّن عن عظيم قدر أمير المؤمنين عليه السالم في هذه‬
‫الفضيلة‪ ،‬مضافة إلى المحاسن الدّثِ َرة‪ ،‬والفضائل الج ّمة‪ .‬وأنه‬
‫عليه السالم انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف االولين‬
‫الذين إنّما يؤثر عنهم منها القليل النادر‪ ،‬والشاذّ الشارد‪ .‬فأما‬
‫كالمه عليه السالم فهو البحر الذي ال يُسا َجل‪ ،‬والج ّم الذي ال‬
‫يحافَل‪ .‬وأردتُ أن يسوغ لي التمثّل في االفتخار به عليه‬
‫السالم بقول الفرزدق‪:‬‬
‫أولئك أبائي فجئني بمثلهم إذا جمعَتْنا يا جرير المجام ُع‬
‫ورأيتُ كالمه عليه السالم يدور على أقطاب ثالثة‪ :‬أولها‪:‬‬
‫الخطب واالوامر‪ .‬وثانيها‪ :‬الكتب والرسائل‪ .‬وثالثها‪ :‬الحكم‬
‫والمواعظ‪ .‬فأجمعتُ بتوفيق هللا ج ّل جالله على االبتداء‬
‫الح َكم‬
‫باختيار محاسن الخطب‪ ،‬ثم محاسن الكتب‪ ،‬ثم محاسن ِ‬
‫واالدب‪ ،‬مفردا ً لك ّل صنف من ذلك باباً‪ ،‬ومفضالً فيه أوراقاً‪،‬‬
‫ي‬‫لتكون مقدمة ال ستدراك ما عساه يشذّ عنّي عاجالً‪ ،‬ويقع إل ّ‬
‫آجالً‪ .‬وإذا جاء شيء من كالمه عليه السالم الخارج في أثناء‬
‫حوار‪ ،‬أوجواب سؤال‪ ،‬أوغرض آخر من االغراض ـ في‬
‫غير االنحاء التي ذكرتها‪ ،‬وقررت القاعدة عليها ـ نسبته إلى‬
‫أليق االبواب به‪ ،‬وأشدّها مالمحة لغرضه‪ .‬وربما جاء فيما‬
‫أختارهُ من ذلك فصول غير ُمتّسِقة‪ ،‬ومحاسن َك ِلم غير‬ ‫ُ‬
‫سق‪.‬‬ ‫منتظمة; الني أورد النكت واللّ َمع‪ ،‬وال أقصد التتالي والن َ‬
‫وأمنَ المشاركةَ فيها‪،‬‬ ‫ومن عجائبه عليه السالم التي انفرد بها‪ِ ،‬‬
‫أن كالمه عليه السالمالوارد في الزهد والمواعظ‪ ،‬والتذكير‬ ‫ّ‬
‫والزواجر‪ ،‬إذا تأمله المتأمل‪ ،‬وفكر فيه المتفكر‪ ،‬وخلع من‬
‫قلبه أنه كالم مثله ممن عظم قدره‪ ،‬ونفذ أمره‪ ،‬وأحاط بالرقاب‬
‫حظ له في‬‫ملكه‪ ،‬لم يعترضه الشك في أنه من كالم من ال ّ‬
‫غير الزهادة‪ ،‬وال شغل له بغير العبادة‪ ،‬قد قبع في كسر بيت‪،‬‬
‫سه‪ ،‬وال يرى إالّ نفسه‪،‬‬ ‫أوانقطع إلى سفح جبل‪ ،‬ال يسمع إالّ ح ّ‬
‫ص ِلتا ً سيفه‪،‬‬
‫وال يكاد يوقن بأنه كال ُم من ينغمس في الحرب م ْ‬
‫ف دَماً‪ ،‬ويقطر‬ ‫ط الرقاب‪ ،‬ويُ َجدِّل االبطال‪ ،‬ويعود به ي ْن ُ‬
‫ط ُ‬ ‫فيقُ ّ‬
‫ُم َهج‪ ،‬وهو مع تلك الحال زاهد الز ّهاد‪ ،‬وبدَ ُل االبدال‪ .‬وهذه‬
‫من فضائله العجيبة‪ ،‬وخصائصه اللطيفة‪ ،‬التي جمع بها بين‬
‫االضداد‪ ،‬وألف بين االشتات‪ ،‬وكثيرا ً ما أُذاكر االخوان بها‪،‬‬
‫وأستخرج عجبهم منها‪ ،‬وهي موضع للعبرة بها‪ ،‬والفكرة‬
‫ظ المردد‪ ،‬والمعنى‬ ‫فيها‪ .‬وربما جاء في أثناء هذا االختيار اللف ُ‬
‫أن روايات كالمه عليه السالمتختلف‬ ‫المكرر‪ ،‬والعذر في ذلك ّ‬
‫اختالفا ً شديداً‪ :‬فربما اتفق الكالم المختار في رواية فنُ ِق َل على‬
‫وجهه‪ ،‬ثم ُوجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعا ً غير‬
‫موضعه االول‪ :‬إما بزيادة مختارة‪ ،‬أولفظ أحسن عبارة‪،‬‬
‫غيْرة ً على‬ ‫فتقتضي الحال أن يعاد‪ ،‬استظهارا ً لالختيار‪ ،‬و َ‬
‫عقائل الكالم‪ .‬وربما بَعُدَ العهدُ أيضا ً بما اختير أوالً فأ ُعيدَ‬
‫ضه سهوا ً أونسياناً‪ ،‬ال قصدا ً واعتماداً‪ .‬وال أدعي ـ مع ذلك‬ ‫بع ُ‬
‫ـ أنّي أحيط بأقطار جميع كالمه عليه السالم حتّى ال يشذّ عنّي‬
‫منه شاذّ‪ ،‬وال يَنِدُّ نادّ‪ ،‬بل ال أبعد أن يكون القاصر عني فوق‬
‫ي‪ ،‬وما‬ ‫ي‪ ،‬والحاصل في ِربْقتي دون الخارج من يد ّ‬ ‫الواقع إل ّ‬
‫ي إال بذل الجهد‪ ،‬وبالغ الوسع‪ ،‬وعلى هللا سبحانه نهج‬ ‫عل ّ‬
‫السبيل‪ ،‬وإرشاد الدليل‪ ،‬إن شاء هللا تعالى‪ .‬ورأيتُ من بعد‬
‫تسمية هذا الكتاب بـ «نهج البالغة» إذ كان يفتح للناظر فيه‬
‫أبوابها‪،‬ويقرب عليه ِطالبها‪ ،‬وفيه حاجة العالم والمتعلّم‪،‬‬
‫ّ‬
‫وبغية البليغ والزاهد‪ ،‬ويمضي في أثنائه من عجيب الكالم في‬
‫شبَ ِه الخلق‪ ،‬ما هو‬ ‫التوحيد والعدل‪ ،‬وتنزيه هللا سبحانه عن َ‬
‫وجالء ك ّل شبهة‪ .‬ومن هللا‬ ‫ِبالل ك ّل غلّة‪ ،‬وشفاء ك ّل علّة‪ِ ،‬‬
‫سبحانه أستمدّ التوفيق والعصمة‪ ،‬وأتن ّج ُز التسديد والمعونة‪،‬‬
‫وأستعيذه من خطأ الجنان‪ ،‬قبل خطأ اللسان‪ ،‬ومن زلّة ال َك ِلم‪،‬‬
‫قبل زلّة القدم‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‪.‬‬
‫بَابُالمختْارُم ْنُخطبُموالناُأَميرُُ ْ‬
‫المؤمنينُعليهُالسَلم‬
‫ضبطُالنصُموافقُلنسخةُنهجُالبَلغةُتحقيقُالدكتورُصبحيُالصالح‬

‫]‪[1‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫يذكرُفيهاُابتداءُخلقُالسماءُواألرضُوخلقُآدمُوفيهاُذكرُالحجُوتحتويُعلىُ‬
‫حمدُهللاُوخلقُالعالمُوخلقُالمَلئكةُواختيارُاألنبياءُومبعثُالنبيُوالقرآنُ‬
‫واألحكامُالشرعية‬

‫صي نَ ْع َما َءهُ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي َال يَ ْبلُ ُغ ِم ْد َحتَهُ ْالقَائِلُونَ َو َال يُ ْح ِ‬
‫ْالعَادُّونَ َو َال يُ َؤدِّي َحقههُ ْال ُم ْجت َ ِهدُونَ الهذِي َال يُ ْد ِر ُكهُ بُ ْعدُ ْال ِه َم ِم‬
‫ت‬ ‫صفَتِ ِه َحدٌّ َم ْحدُودٌ َو َال نَ ْع ٌ‬ ‫ْس ِل ِ‬ ‫ط ِن الهذِي لَي َ‬ ‫ص ْال ِف َ‬ ‫َو َال يَنَالُهُ غ َْو ُ‬
‫ط َر ْالخ ََال ِئقَ ِبقُ ْد َر ِت ِه‬ ‫ت َم ْعدُودٌ َو َال أَ َج ٌل َم ْمدُودٌ فَ َ‬ ‫َم ْو ُجودٌ َو َال َو ْق ٌ‬
‫ض ِه أ َ هو ُل الدّ ِ‬
‫ِين‬ ‫ور َميَدَانَ أ َ ْر ِ‬ ‫ص ُخ ِ‬ ‫الريَا َح ِب َر ْح َم ِت ِه َو َوتهدَ ِبال ُّ‬ ‫َونَش ََر ِ ّ‬
‫ق ِب ِه‬‫صدِي ِ‬ ‫ِيق ِب ِه َو َك َما ُل الت ه ْ‬ ‫صد ُ‬ ‫َم ْع ِرفَتُهُ َو َك َما ُل َم ْع ِرفَ ِت ِه الت ه ْ‬
‫ص لَهُ نَ ْف ُ‬
‫ي‬ ‫اْل ْخ َال ِ‬‫ص لَهُ َو َك َما ُل ْ ِ‬ ‫اْل ْخ َال ُ‬‫ت َ ْو ِحيدُهُ َو َك َما ُل تَ ْو ِحي ِد ِه ْ ِ‬
‫ش َهادَةِ‬ ‫وف َو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫غي ُْر ْال َم ْو ُ‬ ‫صفَ ٍة أَنه َها َ‬ ‫ش َهادَةِ ُك ِّل ِ‬ ‫ع ْنهُ ِل َ‬
‫ت َ‬ ‫صفَا ِ‬
‫ال ِ ّ‬
‫س ْب َحانَهُ فَقَ ْد قَ َرنَهُ‬ ‫ف ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫صفَ ِة فَ َم ْن َو َ‬ ‫غي ُْر ال ِ ّ‬ ‫صوفٍ أَنههُ َ‬ ‫ُك ِّل َم ْو ُ‬
‫َو َم ْن قَ َرنَهُ فَقَ ْد ثَنهاهُ َو َم ْن ثَنهاهُ فَقَ ْد َج هزأَهُ َو َم ْن َج هزأَهُ فَقَ ْد َج ِهلَهُ‬
‫َار ِإلَ ْي ِه فَقَ ْد َحدههُ َو َم ْن َحدههُ فَقَ ْد‬ ‫َار ِإلَ ْي ِه َو َم ْن أَش َ‬
‫َو َم ْن َج ِهلَهُ فَقَ ْد أَش َ‬
‫ع َال َم فَقَ ْد أَ ْخلَى ِم ْنهُ‬ ‫ض همنَهُ َو َم ْن قَا َل َ‬ ‫يم فَقَ ْد َ‬ ‫عدههُ َو َم ْن قَا َل فِ َ‬ ‫َ‬
‫ارنَ ٍة‬ ‫َيءٍ َال بِ ُمقَ َ‬ ‫عدَ ٍم َم َع ُك ِّل ش ْ‬ ‫ث َم ْو ُجودٌ َال َع ْن َ‬ ‫ع ْن َحدَ ٍ‬ ‫َكائِ ٌن َال َ‬
‫ت َو ْاآللَ ِة‬ ‫َيءٍ َال ِب ُمزَ ايَلَ ٍة فَا ِع ٌل َال ِب َم ْعنَى ْال َح َر َكا ِ‬ ‫غي ُْر ُك ِّل ش ْ‬ ‫َو َ‬
‫س َكنَ يَ ْستَأ ْ ِن ُ‬
‫س‬ ‫ور ِإلَ ْي ِه ِم ْن خ َْل ِق ِه ُمتَ َو ِّحدٌ ِإ ْذ َال َ‬‫ظ َ‬ ‫ير ِإ ْذ َال َم ْن ُ‬
‫ص ٌ‬ ‫بَ ِ‬
‫ش ِلفَ ْق ِد ِه ‪.‬‬‫ِب ِه َو َال يَ ْست َ ْو ِح ُ‬
‫خلقُالعالم‬
‫شأ َ ْالخ َْلقَ ِإ ْنشَا ًء َوا ْبتَدَأَهُ ا ْبتِدَا ًء ِب َال َر ِويه ٍة أَ َجالَ َها َو َال ت َ ْج ِربَ ٍة‬ ‫أ َ ْن َ‬
‫ب فِي َها‬ ‫ط َر َ‬ ‫ض َ‬ ‫ا ْستَفَادَ َها َو َال َح َر َك ٍة أ َ ْحدَثَ َها َو َال َه َما َم ِة نَ ْف ٍس ا ْ‬
‫أ َ َحا َل ْاْل َ ْشيَا َء ِْل َ ْوقَاتِ َها َو َْل َ َم بَيْنَ ُم ْختَ ِلفَاتِ َها َوغ هَرزَ غ ََرائِزَ َها‬
‫عا ِلما ً ِب َها قَ ْب َل ا ْب ِتدَا ِئ َها ُم ِحيطا ً ِب ُحدُو ِد َها‬ ‫َوأ َ ْلزَ َم َها أَ ْشبَا َح َها َ‬
‫اء‬ ‫س ْب َحانَهُ فَتْقَ ْاْل َ ْج َو ِ‬ ‫شأ َ ُ‬
‫ارفا ً بِقَ َرا ِئ ِن َها َوأ َ ْحنَا ِئ َها ث ُ هم أَ ْن َ‬ ‫ع ِ‬‫َوا ْن ِت َها ِئ َها َ‬
‫اء فَأ َ ْج َرى ِفي َها َما ًء ُمتَ َال ِطما ً تَي ُ‬
‫هارهُ‬ ‫س َكا ِئ َك ْال َه َو ِ‬ ‫اء َو َ‬ ‫َوش هَق ْاْل َ ْر َج ِ‬
‫الزعْزَ عِ‬ ‫اصفَ ِة َو ه‬ ‫يح ْالعَ ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫علَى َمتْ ِن ِ ّ‬ ‫ارهُ َح َملَهُ َ‬ ‫ُمت َ َرا ِكما ً زَ هخ ُ‬
‫ش ِدّ ِه َوقَ َرنَ َها ِإلَى َح ِدّ ِه‬ ‫علَى َ‬ ‫ط َها َ‬ ‫سله َ‬ ‫اصفَ ِة فَأ َ َم َر َها ِب َر ِدّ ِه َو َ‬ ‫ْالقَ ِ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫شأ َ ُ‬ ‫يق َو ْال َما ُء ِم ْن فَ ْوقِ َها دَفِ ٌ‬
‫يق ث ُ هم أَ ْن َ‬ ‫ْال َه َوا ُء ِم ْن ت َ ْحتِ َها فَتِ ٌ‬
‫شأ َ َها‬ ‫ف َم ْج َرا َها َوأ َ ْبعَدَ َم ْن َ‬ ‫ص َ‬ ‫ام ُم َربه َها َوأ َ ْع َ‬ ‫ِريحا ً ا ْعتَقَ َم َم َهبه َها َوأَدَ َ‬
‫ضتْهُ‬ ‫ار فَ َم َخ َ‬ ‫ج ْال ِب َح ِ‬ ‫ارةِ َم ْو ِ‬ ‫ار َو ِإثَ َ‬ ‫الز هخ ِ‬ ‫اء ه‬ ‫ق ْال َم ِ‬ ‫ص ِفي ِ‬‫فَأ َ َم َر َها ِبتَ ْ‬
‫اء تَ ُردُّ أَ هولَهُ ِإلَى‬ ‫ض ِ‬ ‫صفَ َها ِب ْالفَ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت ِب ِه َ‬ ‫صف َ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫اء َو َ‬ ‫سق َ ِ‬‫ض ال ِ ّ‬‫َم ْخ َ‬
‫الزبَ ِد ُر َكا ُمهُ‬ ‫عبَابُهُ َو َر َمى بِ ه‬ ‫ب ُ‬ ‫ع ه‬ ‫اجيَهُ ِإلَى َمائِ ِر ِه َحتهى َ‬ ‫س ِ‬ ‫آخ ِر ِه َو َ‬‫ِ‬
‫ت‬ ‫س َم َوا ٍ‬ ‫س ْب َع َ‬ ‫س هوى ِم ْنهُ َ‬ ‫ق فَ َ‬ ‫ق َو َج ّ ٍو ُم ْنفَ ِه ٍ‬ ‫فَ َرفَعَهُ ِفي َه َواءٍ ُم ْنفَ ِت ٍ‬
‫س ْمكا ً‬ ‫س ْقفا ً َم ْحفُوظا ً َو َ‬ ‫ع ْليَا ُه هن َ‬ ‫س ْف َال ُه هن َم ْوجا ً َم ْكفُوفا ً َو ُ‬ ‫َجعَ َل ُ‬
‫ار يَ ْن ِظ ُم َها ث ُ هم زَ يهنَ َها ِب ِزينَ ِة‬ ‫س ٍ‬ ‫ع ُم َها َو َال ِد َ‬ ‫ع َم ٍد يَ ْد َ‬ ‫َم ْرفُوعا ً ِبغَي ِْر َ‬
‫ب َوأ َ ْج َرى فِي َها ِس َراجا ً ُم ْست َ ِطيرا ً َوقَ َمرا ً‬ ‫اء الث ه َواقِ ِ‬ ‫ضي َ ِ‬ ‫ب َو ِ‬ ‫ْال َك َوا ِك ِ‬
‫سائِ ٍر َو َرقِ ٍيم َمائِ ٍر‪.‬‬ ‫س ْقفٍ َ‬ ‫ُمنِيرا ً فِي فَلَكٍ دَا ِئ ٍر َو َ‬

‫خلقُالمَلئكة‬
‫ط َوارا ً ِم ْن َم َالئِ َكتِ ِه‬ ‫ت ْالعُ َال فَ َم ََل َ ُه هن أَ ْ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫ث ُ هم فَتَقَ َما بَيْنَ ال ه‬
‫صافُّونَ َال‬ ‫صبُونَ َو َ‬ ‫س ُجودٌ َال يَ ْر َكعُونَ َو ُر ُكو ٌ‬
‫ع َال يَ ْنت َ ِ‬ ‫ِم ْن ُه ْم ُ‬
‫س ِبّ ُحونَ َال يَ ْسأ َ ُمونَ َال يَ ْغشَا ُه ْم ن َْو ُم ْالعُيُو ِن َو َال‬ ‫يَتَزَ ايَلُونَ َو ُم َ‬
‫ان َو ِم ْن ُه ْم أ ُ َمنَا ُء‬ ‫غ ْفلَةُ ال ِنّ ْسيَ ِ‬ ‫ان َو َال َ‬‫س ْه ُو ْالعُقُو ِل َو َال فَتْ َرة ُ ْاْل َ ْبدَ ِ‬ ‫َ‬
‫ضائِ ِه َوأَ ْم ِر ِه َو ِم ْن ُه ُم‬ ‫س ِل ِه َو ُم ْختَ ِلفُونَ ِبقَ َ‬ ‫علَى َو ْح ِي ِه َوأَ ْل ِسنَةٌ ِإلَى ُر ُ‬ ‫َ‬
‫ب ِجنَانِ ِه َو ِم ْن ُه ُم الثهابِتَةُ فِي‬ ‫سدَنَةُ ِْلَب َْوا ِ‬ ‫ظةُ ِل ِعبَا ِد ِه َوال ه‬ ‫ْال َحفَ َ‬
‫اء ْالعُ ْليَا أ َ ْعنَاقُ ُه ْم‬ ‫ارقَةُ ِمنَ ال ه‬
‫س َم ِ‬ ‫س ْفلَى أ َ ْقدَا ُم ُه ْم َو ْال َم ِ‬
‫ضينَ ال ُّ‬ ‫ْاْل َ َر ِ‬
‫ار أ َ ْر َكانُ ُه ْم َو ْال ُمنَا ِسبَةُ ِلقَ َوا ِئ ِم ْالعَ ْر ِش‬ ‫ط ِ‬‫َار َجةُ ِمنَ ْاْل َ ْق َ‬ ‫َو ْالخ ِ‬
‫ار ُه ْم ُمتَلَ ِفّعُونَ ت َ ْحتَهُ ِبأ َ ْج ِن َح ِت ِه ْم‬ ‫ص ُ‬‫سةٌ دُونَهُ أ َ ْب َ‬ ‫أَ ْكتَافُ ُه ْم نَا ِك َ‬
‫ار ْالقُ ْد َرةِ َال‬ ‫ب ْال ِع هزةِ َوأ َ ْست َ ُ‬ ‫َمض ُْروبَةٌ بَ ْينَ ُه ْم َوبَيْنَ َم ْن دُونَ ُه ْم ُح ُج ُ‬
‫ص ف َا ِ‬
‫ت‬ ‫علَ ْي ِه ِ‬‫ير َو َال يُ ْج ُرونَ َ‬ ‫ص ِو ِ‬ ‫يَت َ َو هه ُمونَ َربه ُه ْم بِالت ه ْ‬
‫ظائِ ِر ‪.‬‬ ‫ِيرونَ ِإلَ ْي ِه ِبالنه َ‬ ‫صنُو ِعينَ َو َال يَ ُحدُّونَهُ ِب ْاْل َ َما ِك ِن َو َال يُش ُ‬ ‫ْال َم ْ‬
‫صفةُخلقُآدمُعليهُالسَلم‬
‫سبَ ِخ َها‬ ‫ع ْذ ِب َها َو َ‬ ‫س ْه ِل َها َو َ‬
‫ض َو َ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِم ْن َح ْز ِن ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ث ُ هم َج َم َع ُ‬
‫ت فَ َجبَ َل‬ ‫ط َها ِب ْالبَله ِة َحتهى لَزَ بَ ْ‬ ‫ت َو َال َ‬ ‫ص ْ‬ ‫اء َحتهى َخلَ َ‬ ‫سنه َها ِب ْال َم ِ‬ ‫ت ُ ْربَةً َ‬
‫صو ٍل أ َ ْج َمدَ َها‬ ‫ضاءٍ َوفُ ُ‬ ‫صو ٍل َوأ َ ْع َ‬ ‫ات أَ ْحنَاءٍ َو ُو ُ‬ ‫ورة ً ذَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِم ْن َها ُ‬
‫ت َم ْعدُو ٍد َوأ َ َم ٍد‬ ‫ت ِل َو ْق ٍ‬ ‫صلَ ْ‬ ‫ص ْل َ‬ ‫صلَدَ َها َحتهى َ‬ ‫ت َوأَ ْ‬ ‫س َك ْ‬ ‫َحتهى ا ْست َ ْم َ‬
‫ان يُ ِجيلُ َها‬ ‫سانا ً ذَا أَ ْذ َه ٍ‬ ‫ت ِإ ْن َ‬‫وح ِه فَ َمثُلَ ْ‬ ‫وم ث ُ هم نَفَ َخ فِي َها ِم ْن ُر ِ‬ ‫َم ْعلُ ٍ‬
‫ت يُقَ ِلّبُ َها َو َم ْع ِرفَ ٍة‬ ‫ف بِ َها َو َج َو ِار َح يَ ْختَ ِد ُم َها َوأَدَ َوا ٍ‬ ‫ص هر ُ‬ ‫َو ِف َك ٍر يَت َ َ‬
‫ان‬‫ق َو ْال َمشَا ِ ّم َو ْاْل َ ْل َو ِ‬ ‫اط ِل َو ْاْل َ ْذ َوا ِ‬ ‫ق َو ْالبَ ِ‬ ‫يَ ْف ُر ُق ِب َها بَيْنَ ْال َح ّ ِ‬
‫ان ْال ُم ْختَ ِلفَ ِة َو ْاْل َ ْشبَا ِه ْال ُمؤْ ت َ ِلفَ ِة‬ ‫َاس َم ْع ُجونا ً ِب ِطينَ ِة ْاْل َ ْل َو ِ‬ ‫َو ْاْل َ ْجن ِ‬
‫ضدَا ِد ْال ُمتَعَا ِديَ ِة َو ْاْل َ ْخ َال ِط ْال ُمتَبَا ِينَ ِة ِمنَ ْال َح ِ ّر َو ْالبَ ْر ِد َو ْالبَله ِة‬ ‫َو ْاْل َ ْ‬
‫ع ْهدَ‬ ‫س ْب َحانَهُ ْال َم َالئِ َكةَ َودِيعَتَهُ لَدَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫َو ْال ُج ُمو ِد َوا ْستَأْدَى ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫س ُجو ِد لَهُ َو ْال ُخنُوعِ ِلتَ ْك ِر َمتِ ِه فَقَا َل‬ ‫ان ِبال ُّ‬ ‫ع ِ‬‫اْل ْذ َ‬
‫صيهتِ ِه ِإلَ ْي ِه ْم فِي ْ ِ‬ ‫َو ِ‬
‫ت‬‫غلَبَ ْ‬ ‫يس ا ْعت َ َرتْهُ ْال َح ِميهةُ َو َ‬ ‫س َجدُوا ِإ هال ِإ ْب ِل َ‬ ‫س ْب َحانَهُ ا ْس ُجدُوا ِآلدَ َم فَ َ‬ ‫ُ‬
‫صا ِل‬ ‫ص ْل َ‬ ‫ار َوا ْستَ ْوهَنَ خ َْلقَ ال ه‬ ‫ش ْق َوة ُ َوت َ َع هززَ ِب ِخ ْلقَ ِة النه ِ‬ ‫علَ ْي ِه ال ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ط ِة َوا ْستِتْ َماما ً ِل ْلبَ ِليه ِة َو ِإ ْن َجازا ً‬ ‫س ْخ َ‬ ‫َّللاُ النه ِظ َرة َ ا ْستِ ْحقَاقا ً ِلل ُّ‬‫طاهُ ه‬ ‫فَأ َ ْع َ‬
‫وم ‪ .‬ث ُ هم‬ ‫ت ْال َم ْعلُ ِ‬‫ظ ِرينَ ِإلى يَ ْو ِم ْال َو ْق ِ‬ ‫ِل ْل ِعدَةِ فَقَا َل فَإِنه َك ِمنَ ْال ُم ْن َ‬
‫شهُ َوآ َمنَ فِي َها َم َحلهتَهُ‬ ‫ع ْي َ‬
‫غدَ فِي َها َ‬ ‫س ْب َحانَهُ آدَ َم دَارا ً أ َ ْر َ‬ ‫أ َ ْس َكنَ ُ‬
‫علَ ْي ِه بِدَ ِار ْال ُمقَ ِام‬ ‫سةً َ‬ ‫عد ُُّوهُ نَفَا َ‬ ‫عدَ َاوتَهُ فَا ْغت َ هرهُ َ‬ ‫س َو َ‬ ‫َو َحذه َرهُ ِإ ْب ِلي َ‬
‫ش ِ ّك ِه َو ْالعَ ِزي َمةَ ِب َو ْه ِن ِه َوا ْستَ ْبدَ َل‬ ‫ع ْاليَ ِقينَ ِب َ‬ ‫َو ُم َرافَقَ ِة ْاْلَب َْر ِار فَبَا َ‬
‫س ْب َحانَهُ لَهُ ِفي تَ ْوبَ ِت ِه‬ ‫ط ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫س َ‬‫ِب ْال َجذَ ِل َو َج ًال َو ِب ِاال ْغ ِت َر ِار نَدَما ً ث ُ هم بَ َ‬
‫طهُ ِإلَى دَ ِار‬ ‫َولَقهاهُ َك ِل َمةَ َر ْح َم ِت ِه َو َو َعدَهُ ْال َم َرده ِإلَى َجنه ِت ِه َوأَ ْهبَ َ‬
‫ْالبَ ِليه ِة َوتَنَا ُ‬
‫س ِل الذُّ ِ ّريه ِة ‪.‬‬
‫اختيارُاألنبياء‬
‫علَى ْال َو ْحي ِ ِميثَاقَ ُه ْم‬ ‫س ْب َحانَهُ ِم ْن َولَ ِد ِه أ َ ْن ِبيَا َء أَ َخذَ َ‬ ‫طفَى ُ‬ ‫ص َ‬
‫َوا ْ‬
‫َّللاِ ِإلَ ْي ِه ْم‬ ‫ع ْهدَ ه‬ ‫سالَ ِة أَ َمانَت َ ُه ْم لَ هما بَده َل أَ ْكث َ ُر خ َْل ِق ِه َ‬ ‫الر َ‬
‫يغ ِ ّ‬ ‫علَى ت َ ْب ِل ِ‬ ‫َو َ‬
‫ع ْن‬ ‫ين َ‬ ‫اط ُ‬ ‫اجتَالَتْ ُه ُم ال ه‬
‫شي َ ِ‬ ‫فَ َج ِهلُوا َحقههُ َوات ه َخذُوا ْاْل َ ْندَادَ َمعَهُ َو ْ‬
‫سلَهُ َو َواتَ َر ِإلَ ْي ِه ْم‬ ‫ث فِي ِه ْم ُر ُ‬ ‫ع ْن ِعبَادَتِ ِه فَبَعَ َ‬ ‫طعَتْ ُه ْم َ‬ ‫َم ْع ِرفَتِ ِه َوا ْقت َ َ‬
‫ي نِ ْع َمتِ ِه‬ ‫ط َرتِ ِه َويُذَ ِ ّك ُرو ُه ْم َم ْن ِس ه‬ ‫أ َ ْنبِيَا َءهُ ِليَ ْستَأْدُو ُه ْم ِميثَاقَ فِ ْ‬
‫يروا لَ ُه ْم دَفَا ِئنَ ْالعُقُو ِل َويُ ُرو ُه ْم‬ ‫يغ َويُ ِث ُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِبالت ه ْب ِل ِ‬‫َويَ ْحت َ ُّجوا َ‬
‫ضوعٍ‬ ‫س ْقفٍ فَ ْوقَ ُه ْم َم ْرفُوعٍ َو ِم َها ٍد تَ ْحت َ ُه ْم َم ْو ُ‬ ‫ت ْال َم ْقد َِر ِة ِم ْن َ‬ ‫آيَا ِ‬
‫ث‬‫ب ت ُ ْه ِر ُم ُه ْم َوأ َ ْحدَا ٍ‬ ‫صا ٍ‬ ‫ش ت ُ ْح ِيي ِه ْم َوآ َجا ٍل ت ُ ْف ِني ِه ْم َوأ َ ْو َ‬ ‫َو َمعَا ِي َ‬
‫س ٍل أَ ْو ِكتَا ٍ‬
‫ب‬ ‫ي ٍ ُم ْر َ‬ ‫س ْب َحانَهُ خ َْلقَهُ ِم ْن نَ ِب ّ‬ ‫َّللاُ ُ‬‫علَ ْي ِه ْم َولَ ْم يُ ْخ ِل ه‬ ‫تَتَابَ ُع َ‬
‫ص ُر ِب ِه ْم قِلهةُ‬ ‫س ٌل َال تُقَ ِ ّ‬ ‫ُم ْنزَ ٍل أ َ ْو ُح هج ٍة َال ِز َم ٍة أ َ ْو َم َح هج ٍة قَائِ َم ٍة ُر ُ‬
‫ي لَهُ َم ْن بَ ْعدَهُ أ َ ْو‬ ‫س ِ ّم َ‬
‫ق ُ‬ ‫سا ِب ٍ‬‫عدَ ِد ِه ْم َو َال َكثْ َرة ُ ْال ُم َك ِذّ ِبينَ لَ ُه ْم ِم ْن َ‬ ‫َ‬
‫ت الدُّ ُه ُ‬
‫ور‬ ‫ض ِ‬ ‫ون َو َم َ‬ ‫ت ْالقُ ُر ُ‬ ‫سلَ ِ‬
‫علَى ذَ ِل َك نَ َ‬ ‫ع هرفَهُ َم ْن قَ ْبلَهُ َ‬ ‫غَا ِب ٍر َ‬
‫ت ْاْل َ ْبنَا ُء ‪.‬‬ ‫ت ْاآلبَا ُء َو َخلَفَ ِ‬ ‫سلَفَ ِ‬
‫َو َ‬
‫مبعثُالنبي‬
‫َّللاِ ( صلى هللا عليه‬ ‫سو َل ه‬ ‫س ْب َحانَهُ ُم َح همدا ً َر ُ‬ ‫ث ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫ِإلَى أ َ ْن بَعَ َ‬
‫از ِعدَ ِت ِه َو ِإتْ َم ِام نُبُ هو ِت ِه َمأ ْ ُخوذا ً َعلَى النه ِب ِيّينَ ِميثَاقُهُ‬ ‫وآله ) ِ ِْل ْن َج ِ‬
‫ض يَ ْو َم ِئ ٍذ ِملَ ٌل ُمتَفَ ِ ّرقَةٌ‬ ‫يالدُهُ َوأَ ْه ُل ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ورة ً ِس َماتُهُ َك ِريما ً ِم َ‬ ‫َم ْش ُه َ‬
‫ش ِبّ ٍه ِ هّلِلِ ِبخ َْل ِق ِه أَ ْو ُم ْل ِح ٍد‬‫ش ِت ّتَةٌ بَيْنَ ُم َ‬
‫ط َرائِ ُق ُمت َ َ‬ ‫َوأ َ ْه َوا ٌء ُم ْنتَش َِرة ٌ َو َ‬
‫ض َاللَ ِة َوأَ ْنقَذَ ُه ْم‬
‫غي ِْر ِه فَ َهدَا ُه ْم ِب ِه ِمنَ ال ه‬ ‫ِير ِإلَى َ‬ ‫فِي ا ْس ِم ِه أ َ ْو ُمش ٍ‬
‫س ْب َحانَهُ ِل ُم َح هم ٍد ( صلى هللا عليه‬ ‫ار ُ‬ ‫اخت َ َ‬‫ِب َم َكانِ ِه ِمنَ ْال َج َهالَ ِة ث ُ هم ْ‬
‫ب‬‫ع ْن دَ ِار الدُّ ْنيَا َو َر ِغ َ‬ ‫ي لَهُ َما ِع ْندَهُ َوأَ ْك َر َمهُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫وآله ) ِلقَا َءهُ َو َر ِ‬
‫ضهُ ِإلَ ْي ِه َك ِريما ً ( صلى هللا عليه وآله‬ ‫ع ْن َمقَ ِام ْالبَ ْل َوى فَقَبَ َ‬ ‫ِب ِه َ‬
‫ت ْاْل َ ْن ِبيَا ُء فِي أ ُ َم ِم َها ِإ ْذ لَ ْم يَتْ ُر ُكو ُه ْم َه َم ًال‬ ‫ف فِي ُك ْم َما خَلهفَ ِ‬ ‫) َوخَله َ‬
‫علَ ٍم قَائِ ٍم ‪.‬‬ ‫ح َو َال َ‬ ‫اض ٍ‬ ‫ق َو ِ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫بِغَي ِْر َ‬
‫القرآنُوأحكامهُالشرعية‬
‫ضا ِئلَهُ‬
‫ضهُ َوفَ َ‬ ‫اب َر ِبّ ُك ْم ِفي ُك ْم ُمبَ ِيّنا ً َح َاللَهُ َو َح َرا َمهُ َوفَ َرا ِئ َ‬ ‫ِكت َ َ‬
‫عا همهُ َو ِعبَ َرهُ‬ ‫صهُ َو َ‬ ‫صهُ َو َعزَ ا ِئ َمهُ َوخَا ه‬ ‫سو َخهُ َو ُر َخ َ‬ ‫َونَا ِس َخهُ َو َم ْن ُ‬
‫سِرا ً ُم ْج َملَهُ‬ ‫سلَهُ َو َم ْحدُودَهُ َو ُم ْح َك َمهُ َو ُمتَشَا ِب َههُ ُمفَ ّ‬ ‫َوأ َ ْمثَالَهُ َو ُم ْر َ‬
‫علَى ْال ِعبَا ِد‬ ‫س ٍع َ‬ ‫ضهُ بَيْنَ َمأ ْ ُخو ٍذ ِميثَ ُ‬
‫اق ِع ْل ِم ِه َو ُم َو ه‬ ‫َو ُمبَ ِيّنا ً غ ََو ِام َ‬
‫سنه ِة‬‫وم فِي ال ُّ‬ ‫ضهُ َو َم ْعلُ ٍ‬ ‫ب فَ ْر ُ‬ ‫ت فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫فِي َج ْه ِل ِه َوبَيْنَ ُمثْبَ ٍ‬
‫ب تَ ْر ُكهُ َوبَيْنَ‬ ‫ص فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫سنه ِة أَ ْخذُهُ َو ُم َر هخ ٍ‬ ‫ب فِي ال ُّ‬ ‫اج ٍ‬ ‫نَ ْس ُخهُ َو َو ِ‬
‫ير‬‫ار ِم ِه ِم ْن َك ِب ٍ‬ ‫ب ِب َو ْقتِ ِه َوزَ ائِ ٍل فِي ُم ْست َ ْقبَ ِل ِه َو ُمبَايَ ٌن بَيْنَ َم َح ِ‬ ‫اج ٍ‬‫َو ِ‬
‫غ ْف َرانَهُ َوبَيْنَ َم ْقبُو ٍل فِي‬ ‫صدَ لَهُ ُ‬ ‫ير أ َ ْر َ‬ ‫يرانَهُ أ َ ْو َ‬
‫ص ِغ ٍ‬ ‫أَ ْو َعدَ َ‬
‫علَ ْي ِه نِ َ‬
‫صاهُ ‪.‬‬ ‫س ٍع فِي أَ ْق َ‬ ‫أ َ ْدنَاهُ ُم َو ه‬
‫ومنهاُفيُذكرُالحج‬
‫علَ ْي ُك ْم َح هج بَ ْيتِ ِه ْال َح َر ِام الهذِي َجعَلَهُ قِ ْبلَةً ِل َْلَن َِام يَ ِردُونَهُ‬ ‫ض َ‬ ‫َوفَ َر َ‬
‫ع َال َمةً‬ ‫س ْب َحانَهُ َ‬ ‫ُو ُرودَ ْاْل َ ْنعَ ِام َويَأْلَ ُهونَ ِإلَ ْي ِه ُولُوهَ ْال َح َم ِام َو َجعَلَهُ ُ‬
‫س هماعا ً‬ ‫ار ِم ْن خ َْل ِق ِه ُ‬ ‫اخت َ َ‬ ‫ظ َمتِ ِه َو ِإ ْذ َ‬
‫عانِ ِه ْم ِل ِع هزتِ ِه َو ْ‬ ‫ض ِع ِه ْم ِلعَ َ‬
‫ِلت َ َوا ُ‬
‫ف أَ ْن ِبيَائِ ِه‬ ‫صدهقُوا َك ِل َمتَهُ َو َوقَفُوا َم َواقِ َ‬ ‫أ َ َجابُوا ِإلَ ْي ِه دَع َْوتَهُ َو َ‬
‫شبه ُهوا ِب َم َالئِ َكتِ ِه ْال ُم ِطي ِفينَ ِبعَ ْر ِش ِه يُ ْح ِر ُزونَ ْاْل َ ْربَا َح فِي‬ ‫َوت َ َ‬
‫س ْب َحانَهُ‬‫َمتْ َج ِر ِعبَادَتِ ِه َويَتَبَادَ ُرونَ ِع ْندَهُ َم ْو ِعدَ َم ْغ ِف َرتِ ِه َجعَلَهُ ُ‬
‫ب‬‫ض َحقههُ َوأ َ ْو َج َ‬ ‫علَما ً َو ِل ْلعَا ِئذِينَ َح َرما ً فَ َر َ‬ ‫َوتَعَالَى ِل ْ ِ‬
‫ْل ْس َال ِم َ‬
‫اس ِح ُّج‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِوفَادَتَهُ فَقَا َل ُ‬
‫س ْب َحانَهُ َو ِ هّلِلِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫َح هجهُ َو َكت َ َ‬
‫ع ِن‬ ‫ي َ‬ ‫غ ِن ٌّ‬ ‫يال َو َم ْن َكفَ َر فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ َ‬ ‫س ِب ً‬
‫ع ِإلَ ْي ِه َ‬ ‫ت َم ِن ا ْستَطا َ‬ ‫ْالبَ ْي ِ‬
‫ْالعالَ ِمينَ ‪.‬‬

‫]‪[2‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫بعدُانصرافهُمنُصفينُوُفيهاُحالُالناسُقبلُالبعثةُوُصفةُآلُالنبيُثمُصفةُ‬
‫قومُآخرين‬

‫صاما ً ِم ْن‬ ‫أ َ ْح َمدُهُ ا ْس ِتتْ َماما ً ِل ِن ْع َم ِت ِه َوا ْس ِت ْس َالما ً ِل ِع هز ِت ِه َوا ْس ِت ْع َ‬


‫ض ُّل َم ْن َهدَاهُ َو َال‬ ‫صيَ ِت ِه َوأَ ْستَ ِعينُهُ فَاقَةً ِإلَى ِكفَايَ ِت ِه ِإنههُ َال يَ ِ‬ ‫َم ْع ِ‬
‫ض ُل‬‫عادَاهُ َو َال يَ ْفت َ ِق ُر َم ْن َكفَاهُ فَإِنههُ أ َ ْر َج ُح َما ُو ِزنَ َوأ َ ْف َ‬ ‫يَ ِئ ُل َم ْن َ‬
‫ش َهادَة ً‬ ‫يك لَهُ َ‬ ‫َّللاُ َو ْحدَهُ َال ش َِر َ‬ ‫َما ُخ ِزنَ َوأ َ ْش َهدُ أَ ْن َال ِإلَهَ ِإ هال ه‬
‫س ُك ِب َها أَبَدا ً َما أَ ْبقَانَا‬ ‫ص َها نَت َ َم ه‬‫صا ُ‬ ‫ص َها ُم ْعتَقَدا ً ُم َ‬ ‫ُم ْمت َ َحنا ً ِإ ْخ َال ُ‬
‫ان َوفَاتِ َحةُ‬ ‫ع ِزي َمةُ ْ ِ‬
‫اْلي َم ِ‬ ‫َونَده ِخ ُر َها ِْل َ َها ِوي ِل َما يَ ْلقَانَا فَإِنه َها َ‬
‫ان َوأَ ْش َهدُ أَ هن‬‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬‫الر ْح َم ِن َو َم ْد َح َرة ُ ال ه‬‫ضاة ُ ه‬ ‫ان َو َم ْر َ‬ ‫س ِ‬
‫اْل ْح َ‬‫ِْ‬
‫ور َو ْال َعلَ ِم ْال َمأْث ُ ِ‬
‫ور‬ ‫ِين ْال َم ْش ُه ِ‬ ‫سلَهُ ِبالدّ ِ‬ ‫سولُهُ أ َ ْر َ‬ ‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬ ‫ُم َح همدا ً َ‬
‫الال ِم ِع َو ْاْل َ ْم ِر‬‫اء ه‬ ‫ضي َ ِ‬‫اط ِع َوال ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ور ال ه‬ ‫ور َوالنُّ ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ب ْال َم ْس ُ‬ ‫َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ت َوتَ ْحذِيرا ً ِب ْاآليَا ِ‬
‫ت‬ ‫احتِ َجاجا ً ِب ْالبَ ِيّنَا ِ‬ ‫ت َو ْ‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫صادِعِ ِإزَ ا َحةً ِلل ُّ‬ ‫ال ه‬
‫اس فِي فِت َ ٍن ا ْن َجذَ َم فِي َها َح ْب ُل الدّ ِ‬
‫ِين‬ ‫ت َوالنه ُ‬ ‫َوت َ ْخ ِويفا ً ِب ْال َمث ُ َال ِ‬
‫ت ْاْل َ ْم ُر‬ ‫شت ه َ‬ ‫ف النه ْج ُر َوتَ َ‬ ‫اختَلَ َ‬
‫ين َو ْ‬ ‫س َو ِاري ْاليَ ِق ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َوتَزَ عْزَ َ‬
‫َام ٌل َو ْالعَ َمى ش ِ‬
‫َام ٌل‬ ‫صدَ ُر فَ ْال ُهدَى خ ِ‬ ‫ي ْال َم ْ‬ ‫ع ِم َ‬ ‫ضاقَ ْال َم ْخ َر ُج َو َ‬ ‫َو َ‬
‫ت‬ ‫ار ْ‬ ‫ان فَا ْن َه َ‬‫اْلي َم ُ‬ ‫ان َو ُخ ِذ َل ْ ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫ص َر ال ه‬ ‫الر ْح َم ُن َونُ ِ‬ ‫ي ه‬ ‫ص َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ُ‬
‫عوا‬ ‫طا ُ‬ ‫ش ُر ُكهُ أَ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫عف َ ْ‬‫سبُلُهُ َو َ‬ ‫ت ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ت َمعَا ِل ُمهُ َودَ َر َ‬ ‫عا ِئ ُمهُ َوتَنَ هك َر ْ‬ ‫دَ َ‬
‫ت أَع َْال ُمهُ‬ ‫ار ْ‬ ‫س َ‬ ‫سا ِل َكهُ َو َو َردُوا َمنَا ِهلَهُ ِب ِه ْم َ‬ ‫سلَ ُكوا َم َ‬ ‫طانَ فَ َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ال ه‬
‫ظ َالفِ َها َوقَا َم ْ‬
‫ت‬ ‫ستْ ُه ْم ِبأ َ ْخفَافِ َها َو َو ِطئَتْ ُه ْم ِبأ َ ْ‬ ‫ام ِل َواؤُ هُ فِي فِت َ ٍن دَا َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫سنَا ِب ِك َها فَ ُه ْم فِي َها تَائِ ُهونَ َحائِ ُرونَ َجا ِهلُونَ َم ْفتُونُونَ فِي‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ع ِبأ َ ْر ٍ‬ ‫س ُهودٌ َو ُك ْحلُ ُه ْم دُ ُمو ٌ‬ ‫ان ن َْو ُم ُه ْم ُ‬ ‫ير ٍ‬ ‫َخي ِْر دَ ٍار َوش ِ َّر ِج َ‬
‫عا ِل ُم َها ُم ْل َج ٌم َو َجا ِهلُ َها ُم ْك َر ٌم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وُمنهاُيعنيُآلُالنبيُعليهُالصَلةُوُالسَلم‬
‫وف‬ ‫ض ُع ِس ِ ّر ِه َولَ َجأ ُ أ َ ْم ِر ِه َو َ‬
‫ع ْيبَةُ ِع ْل ِم ِه َو َم ْوئِ ُل ُح ْك ِم ِه َو ُك ُه ُ‬ ‫ُه ْم َم ْو ِ‬
‫ص ِه‬‫ارتِعَادَ فَ َرائِ ِ‬ ‫ب ْ‬‫ظ ْه ِر ِه َوأَ ْذ َه َ‬ ‫ُكتُبِ ِه َو ِجبَا ُل دِينِ ِه بِ ِه ْم أَقَ َ‬
‫ام ا ْن ِحنَا َء َ‬
‫‪.‬‬
‫َوم ْن َهاُيَ ْعنيُقَ ْوماًُآ َخر َ‬
‫ينُ‬
‫اس ِبآ ِل‬ ‫ور َال يُقَ ُ‬ ‫صدُوا الثُّبُ َ‬ ‫ور َو َح َ‬ ‫سقَ ْوهُ ْالغُ ُر َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫عوا ْالفُ ُج َ‬ ‫زَ َر ُ‬
‫س هوى ِب ِه ْم‬ ‫ُم َح هم ٍد (صلى هللا عليه وآله) ِم ْن َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة أ َ َحدٌ َو َال يُ َ‬
‫ين ِإلَ ْي ِه ْم‬‫ِين َو ِع َمادُ ْاليَ ِق ِ‬‫اس الدّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫علَ ْي ِه أَبَدا ً ُه ْم أَ َ‬
‫ت نِ ْع َمت ُ ُه ْم َ‬
‫َم ْن َج َر ْ‬
‫ق ْال ِو َاليَ ِة‬
‫ص َح ّ ِ‬ ‫صائِ ُ‬ ‫يَ ِفي ُء ْالغَا ِلي َو ِب ِه ْم يُ ْل َح ُق التها ِلي َولَ ُه ْم َخ َ‬
‫صيهةُ َو ْال ِو َراثَةُ ْاآلنَ ِإ ْذ َر َج َع ْال َح ُّق ِإلَى أَ ْه ِل ِه َونُ ِق َل ِإلَى‬
‫َوفِي ِه ُم ْال َو ِ‬
‫ُم ْنتَقَ ِل ِه‪.‬‬
‫]‪[3‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫المعروفةُبالش ْقشقيَّة‬
‫وتشتملُعلىُالشكوىُمنُأمرُالخَلفةُثمُترجيحُصبرهُعنهاُثمُمبايعةُالناسُله‬

‫ص َها فُ َال ٌن َو ِإنههُ لَيَ ْعلَ ُم أ َ هن َم َح ِلّي ِم ْن َها َم َح ُّل‬ ‫أَ َما َو ه‬
‫َّللاِ لَقَ ْد تَقَ هم َ‬
‫الطي ُْر‬‫ي ه‬ ‫س ْي ُل َو َال يَ ْرقَى ِإلَ ه‬ ‫ع ِنّي ال ه‬ ‫الر َحى يَ ْن َحد ُِر َ‬ ‫ب ِمنَ ه‬ ‫ط ِ‬‫ْالقُ ْ‬
‫ط ِف ْقتُ أَ ْرت َ ِئي بَيْنَ أ َ ْن‬ ‫ع ْن َها َك ْشحا ً َو َ‬ ‫ط َويْتُ َ‬ ‫سدَ ْلتُ دُونَ َها ث َ ْوبا ً َو َ‬‫فَ َ‬
‫ع ْميَا َء يَ ْه َر ُم ِفي َها ْال َك ِب ُ‬
‫ير‬ ‫ط ْخيَ ٍة َ‬ ‫علَى َ‬ ‫صو َل ِب َي ٍد َجذها َء أ َ ْو أَ ْ‬
‫ص ِب َر َ‬ ‫أَ ُ‬
‫ير َويَ ْكدَ ُح ِفي َها ُمؤْ ِم ٌن َحتهى يَ ْلقَى َربهه ُ‪.‬‬ ‫ص ِغ ُ‬
‫ِيب ِفي َها ال ه‬ ‫َويَش ُ‬
‫ترجيحُالصبر‬
‫صبَ ْرتُ َوفِي ْالعَي ِْن قَذًى‬ ‫علَى َهاتَا أَ ْح َجى فَ َ‬ ‫صب َْر َ‬ ‫فَ َرأَيْتُ أ َ هن ال ه‬
‫ش ًجا أ َ َرى ت ُ َراثِي نَ ْهبا ً َحتهى َم َ‬
‫ضى ْاْل َ هو ُل ِل َ‬
‫س ِبي ِل ِه‬ ‫ق َ‬ ‫َوفِي ْال َح ْل ِ‬
‫فَأ َ ْدلَى ِب َها ِإلَى فُ َال ٍن بَ ْعدَهُ ـ ث ُ هم تَ َمث ه َل ِبقَ ْو ِل ْاْل َ ْعشَى ـ ‪:‬‬
‫ور َها * َويَ ْو ُم َحيهانَ أَ ِخي َجا ِب ِر‬ ‫علَى ُك ِ‬ ‫شتهانَ َما يَ ْو ِمي َ‬ ‫َ‬
‫عقَدَ َها ِآلخ ََر بَ ْعدَ َوفَاتِ ِه‬ ‫ع َجبا ً بَ ْينَا ُه َو يَ ْستَ ِقيلُ َها فِي َحيَاتِ ِه ِإ ْذ َ‬ ‫فَيَا َ‬
‫صي َهر َها فِي َح ْوزَ ةٍ َخ ْشنَا َء يَ ْغلُ ُ‬
‫ظ‬ ‫ع ْي َها فَ َ‬ ‫ض ْر َ‬
‫َط َرا َ‬ ‫شده َما تَش ه‬ ‫لَ َ‬
‫ار ِفي َها َو ِاال ْع ِتذَ ُ‬
‫ار ِم ْن َها‬ ‫س َها َويَ ْكث ُ ُر ْال ِعث َ ُ‬ ‫ش ُن َم ُّ‬ ‫َك ْل ُم َها َويَ ْخ ُ‬
‫س لَ َها‬‫ص ْعبَ ِة ِإ ْن أَ ْشنَقَ لَ َها خ ََر َم َو ِإ ْن أ َ ْسلَ َ‬ ‫ب ال ه‬ ‫احبُ َها َك َرا ِك ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫فَ َ‬
‫اض‬ ‫اس َوتَلَ ُّو ٍن َوا ْع ِت َر ٍ‬ ‫َّللاِ ِب َخبْطٍ َو ِش َم ٍ‬ ‫اس لَعَ ْم ُر ه‬ ‫ي النه ُ‬ ‫تَقَ هح َم فَ ُم ِن َ‬
‫س ِبي ِل ِه‬
‫ضى ِل َ‬ ‫طو ِل ْال ُمدهةِ َو ِشدهةِ ْال ِم ْحنَ ِة َحتهى ِإذَا َم َ‬ ‫علَى ُ‬ ‫صبَ ْرتُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ورى َمتَى‬ ‫ش َ‬ ‫ع َم أ َ ِنّي أ َ َحدُ ُه ْم فَيَا َ هّلِلِ َو ِلل ُّ‬‫ع ٍة زَ َ‬ ‫َجعَلَ َها فِي َج َما َ‬
‫ص ْرتُ أ ُ ْق َر ُن ِإلَى َه ِذ ِه‬ ‫ي َم َع ْاْل َ هو ِل ِم ْن ُه ْم َحتهى ِ‬ ‫ْب فِ ه‬ ‫الري ُ‬ ‫ض ه‬ ‫ا ْعت َ َر َ‬
‫صغَا َر ُج ٌل‬ ‫اروا فَ َ‬ ‫ط ُ‬‫سفُّوا َو ِط ْرتُ ِإ ْذ َ‬ ‫ظائِ ِر لَ ِك ِنّي أ َ ْسفَ ْفتُ ِإ ْذ أ َ َ‬‫النه َ‬
‫ص ْه ِر ِه َم َع َه ٍن َو َه ٍن ِإلَى أَ ْن قَ َ‬
‫ام‬ ‫ض ْغنِ ِه َو َما َل ْاآلخ َُر ِل ِ‬ ‫ِم ْن ُه ْم ِل ِ‬
‫ام َمعَهُ بَنُو أ َ ِبي ِه‬ ‫ضنَ ْي ِه بَيْنَ نَثِي ِل ِه َو ُم ْعتَلَ ِف ِه َوقَ َ‬‫ث ْالقَ ْو ِم نَافِجا ً ِح ْ‬ ‫ثَا ِل ُ‬
‫ث‬‫يع ِإلَى أَ ِن ا ْنتَ َك َ‬
‫الر ِب ِ‬ ‫اْل ِب ِل نِ ْبتَةَ ه‬ ‫ض َمةَ ْ ِ‬ ‫َّللاِ ِخ ْ‬‫ض ُمونَ َما َل ه‬ ‫يَ ْخ َ‬
‫طنَتُهُ ‪.‬‬ ‫ت ِب ِه ِب ْ‬ ‫ع َملُهُ َو َكبَ ْ‬ ‫علَ ْي ِه فَتْلُهُ َوأ َ ْج َهزَ َ‬
‫علَ ْي ِه َ‬ ‫َ‬
‫مبايعةُعلي‬
‫ي ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ي يَ ْنثَالُونَ َ‬
‫علَ ه‬ ‫ضبُ ِع ِإلَ ه‬ ‫ف ال ه‬ ‫اس َكعُ ْر ِ‬ ‫ع ِني ِإ هال َوالنه ُ‬ ‫فَ َما َرا َ‬
‫اي ُم ْجتَ ِم ِعينَ َح ْو ِلي‬ ‫طف َ َ‬ ‫ش هق ِع ْ‬ ‫َان َو ُ‬ ‫سن ِ‬ ‫ئ ْال َح َ‬ ‫ب َحتهى لَقَ ْد ُو ِط َ‬ ‫َجا ِن ٍ‬
‫ت أ ُ ْخ َرى‬ ‫طا ِئفَةٌ َو َم َرقَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ضتُ ِب ْاْل َ ْم ِر نَ َكث َ ْ‬ ‫ض ِة ْالغَن َِم فَلَ هما نَ َه ْ‬ ‫َك َر ِبي َ‬
‫س ْب َحانَهُ يَقُو ُل تِ ْل َك الده ُ‬
‫ار‬ ‫ط آخ َُرونَ َكأَنه ُه ْم لَ ْم يَ ْس َمعُوا ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫س َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ض َوال فَسادا ً‬ ‫علُ ًّوا فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ْاآل ِخ َرة ُ ن َْجعَلُها ِللهذِينَ ال يُ ِريدُونَ ُ‬
‫ت‬‫س ِمعُو َها َو َو َع ْو َها َولَ ِكنه ُه ْم َح ِليَ ِ‬ ‫َو ْالعاقِبَةُ ِل ْل ُمت ه ِقينَ بَلَى َو ه‬
‫َّللاِ لَقَ ْد َ‬
‫الدُّ ْنيَا فِي أ َ ْعيُنِ ِه ْم َو َراقَ ُه ْم ِزب ِْر ُج َها أَ َما َوالهذِي فَلَقَ ْال َحبهةَ َوبَ َرأ َ‬
‫اص ِر‬‫اض ِر َوقِيَا ُم ْال ُح هج ِة ِب ُو ُجو ِد النه ِ‬ ‫ور ْال َح ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫س َمةَ لَ ْو َال ُح ُ‬ ‫النه َ‬
‫ب‬‫سغ َ ِ‬ ‫ظا ِل ٍم َو َال َ‬ ‫ظ ِة َ‬ ‫علَى ِك ه‬ ‫اروا َ‬ ‫اء أَ هال يُقَ ُّ‬ ‫علَى ْالعُلَ َم ِ‬ ‫َو َما أ َ َخذَ ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫آخ َر َها بِ َكأ ْ ِس أ َ هو ِل َها‬ ‫سقَيْتُ ِ‬ ‫َاربِ َها َولَ َ‬ ‫علَى غ ِ‬ ‫وم َْل َ ْلقَيْتُ َح ْبلَ َها َ‬ ‫ظلُ ٍ‬ ‫َم ْ‬
‫ع ْن ٍز ‪.‬‬‫ط ِة َ‬ ‫ع ْف َ‬ ‫َو َْل َ ْلفَ ْيت ُ ْم دُ ْنيَا ُك ْم َه ِذ ِه أَ ْز َهدَ ِع ْندِي ِم ْن َ‬
‫س َوا ِد ِع ْندَ بُلُو ِغ ِه ِإلَى َهذَا‬ ‫ام ِإلَ ْي ِه َر ُج ٌل ِم ْن أ َ ْه ِل ال ه‬ ‫قَالُوا َوقَ َ‬
‫سائِ َل َكانَ يُ ِريدُ‬ ‫طبَتِ ِه فَن ََاولَهُ ِكتَابا ً قِي َل ِإ هن فِي ِه َم َ‬ ‫ضع ِم ْن ُخ ْ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫ِ‬
‫غ ِم ْن قِ َرا َءتِ ِه] قَا َل لَهُ اب ُْن‬ ‫ظ ُر فِي ِه [فَلَ هما فَ َر َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن َها فَأ ْقبَ َل يَ ْن ُ‬
‫اْل َجابَةَ َ‬ ‫ِْ‬
‫طبَت ُ َك ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫ت ُخ ْ‬ ‫اط َردَ ْ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ لَ ِو ه‬ ‫هاس‪ :‬يَا أ َ ِم َ‬ ‫عب ٍ‬ ‫َ‬
‫ْت‪.‬‬‫ضي َ‬ ‫أ َ ْف َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ت ث ُ هم قَ هر ْ‬‫هاس تِ ْل َك ِش ْق ِشقَةٌ َهدَ َر ْ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ات يَا ابْنَ َ‬ ‫فَقَا َل ‪َ :‬ه ْي َه َ‬
‫علَى َهذَا‬
‫س ِفي َ‬ ‫علَى َك َال ٍم قَ ُّ‬
‫ط َكأ َ َ‬ ‫َّللاِ َما أ َ َ‬
‫س ْفتُ َ‬ ‫عبها ٍس ‪ :‬فَ َو ه‬ ‫قَا َل اب ُْن َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ (عليه السالم) بَلَ َغ ِم ْنهُ َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫ْال َك َال ِم أ َ هال يَ ُكونَ أَ ِم ُ‬
‫أَ َرادَ ‪.‬‬
‫]‪[4‬‬
‫وهيُمنُأفصحُكَلمهُعليهُالسَلمُوُفيهاُيعظُالناسُوُيهديهمُمنُضَللتهمُوُ‬
‫يقالُإنهُخطبهاُبعدُقتلُطلحةُوُالزبير‬

‫ع ِن‬ ‫اء َو ِبنَا أ َ ْف َج ْرت ُ ْم َ‬‫سنه ْمت ُ ْم ذُ ْر َوة َ ْال َع ْليَ ِ‬


‫اء َوت َ َ‬‫الظ ْل َم ِ‬
‫ِبنَا ا ْهتَدَ ْيت ُ ْم ِفي ه‬
‫ْف يُ َرا ِعي النه ْبأَة َ َم ْن‬ ‫س ْم ٌع لَ ْم يَ ْفقَ ِه ْال َوا ِعيَةَ َو َكي َ‬ ‫س َِر ِار ُو ِق َر َ‬ ‫ال ّ‬
‫ان َما ِز ْلتُ أ َ ْنت َ ِظ ُر‬ ‫ار ْقهُ ْال َخفَقَ ُ‬ ‫َان لَ ْم يُفَ ِ‬‫ط َجن ٌ‬ ‫ص ْي َحةُ ُر ِب َ‬ ‫ص همتْهُ ال ه‬ ‫أَ َ‬
‫ستَ َرنِي‬ ‫س ُم ُك ْم ِب ِح ْليَ ِة ْال ُم ْغتَ ِ ّرينَ َحتهى َ‬ ‫ب ْالغَ ْد ِر َوأَتَ َو ه‬ ‫ِب ُك ْم َ‬
‫ع َواقِ َ‬
‫سن َِن‬ ‫علَى َ‬ ‫ص ْد ُق ال ِنّيه ِة أَقَ ْمتُ لَ ُك ْم َ‬ ‫ص َرنِي ُك ْم ِ‬ ‫ِين َوبَ ه‬ ‫اب الدّ ِ‬ ‫ع ْن ُك ْم ِج ْلبَ ُ‬ ‫َ‬
‫ْث تَ ْلتَقُونَ َو َال دَ ِلي َل َوتَ ْحتَ ِف ُرونَ َو َال‬ ‫ضله ِة َحي ُ‬ ‫ق فِي َج َوا ِدّ ا ْل َم َ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫ئ‬
‫ي ْام ِر ٍ‬ ‫ب َرأْ ُ‬ ‫عزَ َ‬ ‫ان َ‬‫ات ْالبَيَ ِ‬ ‫ت ُ ِمي ُهونَ ْاليَ ْو َم أ ُ ْن ِط ُق لَ ُك ُم ْالعَ ْج َما َء ذَ َ‬
‫س‬‫وج ْ‬ ‫ق ُم ْذ أ ُ ِريتُهُ لَ ْم يُ ِ‬ ‫ش َك ْكتُ فِي ْال َح ّ ِ‬ ‫ع ِنّي َما َ‬ ‫ف َ‬ ‫تَخَله َ‬
‫غلَبَ ِة‬‫علَى نَ ْف ِس ِه بَ ْل أ َ ْشفَقَ ِم ْن َ‬ ‫سى (عليه السالم)ُ ِخيفَةً َ‬ ‫ُمو َ‬
‫اط ِل‬ ‫ق َو ْالبَ ِ‬ ‫س ِبي ِل ْال َح ّ ِ‬‫علَى َ‬ ‫ض َال ِل ْاليَ ْو َم ت َ َواقَ ْفنَا َ‬ ‫ْال ُج هها ِل َود َُو ِل ال ه‬
‫ظ َمأْ‪.‬‬‫َم ْن َو ِثقَ ِب َماءٍ لَ ْم يَ ْ‬
‫]‪[5‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫لماُقبضُرسولُهللاُصلىُهللاُعليهُوآلهُوخاطبهُالعباسُوأبوُسفيانُفيُأنُ‬
‫يبايعاُلهُبالخَلفة‬
‫وذلكُبعدُأنُتمتُالبيعةُالبيُبكرُفيُالسقيفة‪ُ،‬وفيهاُينهىُعنُالفتنةُويبينُعنُ‬
‫خلقهُوعلمه‬

‫النهيُعنُالفتنة‬
‫ق‬
‫ط ِري ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ِ ّر ُجوا َ‬ ‫سفُ ِن النه َجاةِ َو َ‬‫شقُّوا أ َ ْم َوا َج ْال ِفتَ ِن ِب ُ‬‫اس ُ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫َاح أ َ ِو‬
‫ض ِب َجن ٍ‬ ‫ضعُوا تِي َجانَ ْال ُمفَاخ ََرةِ أَ ْفلَ َح َم ْن نَ َه َ‬ ‫ْال ُمنَافَ َرةِ َو َ‬
‫َص ِب َها آ ِكلُ َها َو ُم ْجتَنِي‬‫آج ٌن َولُ ْق َمةٌ يَغ ُّ‬ ‫ا ْست َ ْسلَ َم فَأ َ َرا َح َهذَا َما ٌء ِ‬
‫ض ِه ‪.‬‬ ‫الز ِارعِ ِبغَي ِْر أ َ ْر ِ‬
‫ت ِإينَا ِع َها َك ه‬ ‫الث ه َم َرةِ ِلغَي ِْر َو ْق ِ‬
‫خلقهُوُعلمه‬
‫ع ِمنَ‬ ‫ت يَقُولُوا َج ِز َ‬ ‫علَى ْال ُم ْل ِك َو ِإ ْن أَ ْس ُك ْ‬ ‫ص َ‬ ‫فَإِ ْن أَقُ ْل يَقُولُوا َح َر َ‬
‫َس‬ ‫ب آن ُ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ات بَ ْعدَ اللهتَيها َواله ِتي َو ه‬
‫َّللاِ َالب ُْن أَ ِبي َ‬ ‫ت َه ْي َه َ‬‫ْال َم ْو ِ‬
‫ون ِع ْل ٍم لَ ْو‬‫علَى َم ْكنُ ِ‬ ‫الط ْف ِل ِبث َ ْدي ِ أ ُ ِ ّم ِه بَ ِل ا ْندَ َم ْجتُ َ‬
‫ت ِمنَ ِ ّ‬ ‫ِب ْال َم ْو ِ‬
‫ي ِ ْالبَ ِعيدَةِ ‪.‬‬ ‫اب ْاْل َ ْر ِشيَ ِة فِي ه‬
‫الط ِو ّ‬ ‫ط َر ْبت ُ ْم اض ِ‬
‫ْط َر َ‬ ‫ض َ‬‫بُ ْحتُ ِب ِه َال ْ‬
‫]‪[6‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫ُوالزبيرُوالُيرصدَُلهماُالقتال‬
‫َ‬ ‫لماُأشيرُعليهُبأالُيتبعُطلحةَ‬
‫وفيهُيبينُعنُصفتهُبأنهُ(عليهُالسَلم)ُالُيخدع‬

‫طا ِلبُ َها َويَ ْختِلَ َها‬


‫ص َل ِإلَ ْي َها َ‬‫طو ِل الله ْد ِم َحتهى يَ ِ‬ ‫علَى ُ‬ ‫ون َكال ه‬
‫ضبُعِ تَنَا ُم َ‬ ‫َّللاِ َال أ َ ُك ُ‬
‫َو ه‬
‫س ِ ْ‬ ‫ع ْنهُ َوبِال ه‬‫ق ْال ُم ْدبِ َر َ‬‫ب بِ ْال ُم ْقبِ ِل ِإلَى ْال َح ّ ِ‬
‫اصدُهَا َولَ ِك ِنّي أَض ِْر ُ‬
‫امعِ ال ُم ِطيعِ‬ ‫َر ِ‬
‫َّللاِ َما ِز ْلتُ َم ْدفُوعا ً َ‬ ‫ْ‬ ‫ي ْال ُم ِر َ‬ ‫ْال َع ِ‬
‫ع ْن َح ِقّي‬ ‫ي َي ْو ِمي فَ َو ه‬ ‫علَ ه‬‫ي َ‬‫يب أ َ َبدا ً َحتهى َيأ ِت َ‬ ‫اص َ‬
‫اس َهذَا ‪.‬‬ ‫سله َم َحتهى َي ْو ِم النه ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللاُ نَ ِبيههُ َ‬ ‫ض ه‬ ‫ي ُم ْنذُ قَبَ َ‬ ‫ُم ْستَأْثَرا ً َ‬
‫علَ ه‬
‫]‪[7‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيذمُفيهاُأتباعُالشيطان‬

‫اض‬‫طانَ ِْل َ ْم ِر ِه ْم ِم َالكا ً َوات ه َخذَ ُه ْم لَهُ أ َ ْش َراكا ً فَبَ َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ات ه َخذُوا ال ه‬
‫ظ َر ِبأ َ ْعيُنِ ِه ْم‬
‫ور ِه ْم فَنَ َ‬
‫ب َودَ َر َج فِي ُح ُج ِ‬ ‫ُور ِه ْم َودَ ه‬ ‫صد ِ‬ ‫َوفَ هر َخ فِي ُ‬
‫ط َل فِ ْع َل َم ْن قَ ْد‬ ‫الزلَ َل َوزَ يهنَ لَ ُه ُم ْال َخ َ‬
‫ب ِب ِه ُم ه‬ ‫طقَ ِبأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم فَ َر ِك َ‬
‫َونَ َ‬
‫سانِ ِه ‪.‬‬ ‫علَى ِل َ‬ ‫اط ِل َ‬ ‫طقَ ِبا ْلبَ ِ‬ ‫س ْل َ‬
‫طانِ ِه َونَ َ‬ ‫ان فِي ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫ش َِر َكهُ ال ه‬
‫]‪[8‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫يعنيُبهُالزبيرُفيُحالُاقتضتُذلكُويدعوهُللدخولُفيُالبيعةُثانية‬

‫عى‬ ‫ع ُم أَنههُ قَ ْد بَايَ َع ِبيَ ِد ِه َولَ ْم يُبَا ِي ْع ِبقَ ْل ِب ِه فَقَ ْد أَقَ هر ِب ْالبَ ْيعَ ِة َواده َ‬
‫يَ ْز ُ‬
‫ف َو ِإ هال فَ ْليَ ْد ُخ ْل فِي َما خ ََر َج ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫علَ ْي َها ِبأ َ ْم ٍر يُ ْع َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ْال َو ِلي َجةَ فَ ْليَأ ْ ِ‬
‫]‪[9‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُصفتهُوصفةُخصومهُويقالُإنهاُفيُأصحابُالجمل‬

‫ش ُل‪َ ،‬ولَ ْسنَا نُ ْر ِعدُ‬ ‫عدُوا َوأب َْرقُو‪َ ،‬و َم َع هذَي ِْن ا ْ‬
‫ال ََ ْم َري ِْن الفَ َ‬ ‫وقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫َحتهى نُوقِ َع‪َ ،‬وال نُسِي ُل َحتهى نُ ْم ِط َر‪.‬‬
‫]‪[10‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫يريدُالشيطانُأوُيكنيُبهُعنُقوم‬

‫ب َخ ْيلَهُ َو َر ِجلَهُ َو ِإ هن‬ ‫طانَ قَ ْد َج َم َع ِح ْزبَهُ َوا ْست َ ْجلَ َ‬ ‫أَ َال َو ِإ هن ال ه‬
‫ش ْي َ‬
‫ي َوا ْي ُم ه‬
‫َّللاِ‬ ‫علَ ه‬
‫س َ‬ ‫علَى نَ ْفسِي َو َال لُ ِبّ َ‬ ‫يرتِي َما لَبه ْستُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َم ِعي لَبَ ِ‬
‫ع ْنهُ َو َال يَعُودُونَ‬ ‫صد ُُرونَ َ‬ ‫َْل ُ ْف ِر َ‬
‫ط هن لَ ُه ْم َح ْوضا ً أَنَا َماتِ ُحهُ َال يَ ْ‬
‫ِإلَ ْي ِه ‪.‬‬
‫]‪[11‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُالبنهُمحمدُبنُالحنفيةُلماُأعطاهُالرايةُيومُالجمل‬

‫ِك‪ ،‬أ َ ِع ِر هللاَ ُجم ُج َمت َ َك‪،‬‬ ‫علَى ن ِ‬


‫َاجذ َ‬ ‫ض َ‬‫ع ه‬ ‫الجبَا ُل َوالَ ت َ ُز ْل! َ‬
‫تَ ُزو ُل ِ‬
‫ض‬ ‫غ ه‬ ‫صى القَ ْو ِم‪َ ،‬و ُ‬ ‫ص ِر َك أَ ْق َ‬ ‫ض قَدَ َم َك‪ْ ،‬‬
‫ار ِم ِببَ َ‬ ‫ال ََ ْر ِ‬ ‫تِ ْد في ا ْ‬
‫س ْب َحانَهُ‪.‬‬ ‫ص َر َك‪َ ،‬وا ْعلَ ْم أَ هن النه ْ‬
‫ص َر ِم ْن ِع ْن ِد هللاِ ُ‬ ‫بَ َ‬
‫]‪[12‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُأظفرهُهللاُتعالىُبأصحابُالجمل‬

‫ص َحا ِب ِه َو ِددْتُ أَ هن أَ ِخي فُ َالنا ً َكانَ شَا ِهدَنَا‬ ‫ض أَ ْ‬ ‫َوقَ ْد قَا َل لَهُ بَ ْع ُ‬
‫علَى أَ ْعدَا ِئ َك فَقَا َل لَهُ (عليه‬ ‫ص َر َك ه‬
‫َّللاُ ِب ِه َ‬ ‫ِليَ َرى َما نَ َ‬
‫ش ِهدَنَا‬‫ش ِهدَنَا َولَقَ ْد َ‬ ‫السالم) أ َ َه َوى أَ ِخ َ‬
‫يك َمعَنَا فَقَا َل نَعَ ْم قَا َل فَقَ ْد َ‬
‫اء‬
‫س ِ‬‫الر َجا ِل َوأ َ ْر َح ِام ال ِنّ َ‬
‫ب ِّ‬ ‫ص َال ِ‬ ‫ع ْس َك ِرنَا َهذَا أ َ ْق َوا ٌم فِي أَ ْ‬‫فِي َ‬
‫ان ‪.‬‬ ‫ان َويَ ْق َوى ِب ِه ُم ْ ِ‬
‫اْلي َم ُ‬ ‫الز َم ُ‬ ‫ف ِب ِه ُم ه‬ ‫ع ُ‬ ‫سيَ ْر َ‬
‫َ‬
‫] ‪[ 13‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُذمُالبصرةُوأهلهاُبعدُوقعةُالجمل‬

‫ع ِق َر فَ َه َر ْبت ُ ْم‬‫ع ْالبَ ِهي َم ِة َرغَا فَأ َ َج ْبت ُ ْم َو ُ‬ ‫ُك ْنت ُ ْم ُج ْندَ ْال َم ْرأَةِ َوأَتْبَا َ‬
‫اق‬‫ع ٌ‬ ‫اق َو َما ُؤ ُك ْم ُز َ‬ ‫اق َودِينُ ُك ْم نِفَ ٌ‬ ‫ع ْهدُ ُك ْم ِشقَ ٌ‬ ‫اق َو َ‬ ‫أ َ ْخ َالقُ ُك ْم ِدقَ ٌ‬
‫ار ٌك‬ ‫ع ْن ُك ْم ُمتَدَ َ‬
‫ص َ‬ ‫اخ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ظ ُه ِر ُك ْم ُم ْرت َ َه ٌن ِبذَ ْن ِب ِه َوال ه‬‫َو ْال ُم ِقي ُم بَيْنَ أ َ ْ‬
‫َّللاُ‬‫ث ه‬ ‫س ِفينَ ٍة قَ ْد بَعَ َ‬ ‫ِب َر ْح َم ٍة ِم ْن َر ِبّ ِه َكأ َ ِنّي ِب َم ْس ِج ِد ُك ْم َك ُجؤْ ُج ِؤ َ‬
‫ض ْم ِن َها‪.‬‬ ‫اب ِم ْن فَ ْو ِق َها َو ِم ْن تَ ْح ِت َها َوغ َِرقَ َم ْن ِفي ِ‬ ‫علَ ْي َها ْالعَذَ َ‬ ‫َ‬
‫ظ ُر ِإلَى‬ ‫َّللاِ لَت َ ْغ َرقَ هن بَ ْلدَت ُ ُك ْم َحتهى َكأَنِّي أ َ ْن ُ‬ ‫َوفِي ِر َوايَ ٍة َوا ْي ُم ه‬
‫س ِفينَ ٍة أ َ ْو نَعَا َم ٍة َجا ِث َم ٍة َو ِفي ِر َوايَ ٍة َك ُجؤْ ُج ِؤ‬ ‫َم ْس ِج ِد َها َك ُجؤْ ُج ِؤ َ‬
‫َّللاِ ت ُ ْربَةً‬ ‫طي ٍْر فِي لُ هج ِة بَ ْح ٍر َوفِي ِر َوايَ ٍة أ ُ ْخ َرى ِب َالدُ ُك ْم أ َ ْنت َ ُن ِب َال ِد ه‬ ‫َ‬
‫ش ِ ّر‬‫َار ال ه‬ ‫اء َو ِب َها ِت ْسعَةُ أ َ ْعش ِ‬ ‫اء َوأ َ ْبعَدُ َها ِمنَ ال ه‬
‫س َم ِ‬ ‫أ َ ْق َربُ َها ِمنَ ْال َم ِ‬
‫ظ ُر ِإلَى قَ ْريَتِ ُك ْم‬ ‫س فِي َها ِبذَ ْن ِب ِه َو ْالخَا ِر ُج ِبعَ ْف ِو ه‬
‫َّللاِ َكأ َ ِنّي أ َ ْن ُ‬ ‫ْال ُم ْحتَبَ ُ‬
‫ف ْال َم ْس ِج ِد َكأَنههُ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫طبهقَ َها ْال َما ُء َحتهى َما يُ َرى ِم ْن َها ِإ هال ُ‬ ‫َه ِذ ِه قَ ْد َ‬
‫طي ٍْر فِي لُ هج ِة بَ ْح ٍر‪.‬‬ ‫ُجؤْ ُج ُؤ َ‬
‫]‪[14‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُمثلُذلكُفيُالبصرةُوأهلهاُبعدُالجمل‬

‫عقُولُ ُك ْم‪،‬‬
‫ت ُ‬‫ماء‪َ ،‬خفه ْ‬
‫س ِ‬ ‫ض ُك ْم قَ ِريبَةٌ ِمنَ ال َم ِ‬
‫اء‪ ،‬بَ ِعيدَة ٌ ِمنَ ال ه‬ ‫أر ُ‬ ‫ْ‬
‫سةٌ‬ ‫ض ِلنَا ِبل‪َ ،‬وأ ُ ْكلَةٌ ِال ِكل‪َ ،‬وفَ ِري َ‬‫ت ُحلُو ُم ُك ْم‪ ،‬فَأ َ ْنت ُ ْم غ ََر ٌ‬
‫س ِف َه ْ‬
‫َو َ‬
‫ِلصائِد‪.‬‬
‫]‪[15‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيماُردهُعلىُالمسلمينُمنُقطائعُعثمان‬

‫سا ُء‪َ ،‬و ُم ِل َك ِب ِه ا ْ‬


‫ال َِ َما ُء‪ ،‬لَ َردَ ْدتُهُ;‬ ‫َوهللاِ لَ ْو َو َج ْدتُهُ قَ ْد ت ُ ُز ّ ِو َج ِب ِه ال ِنّ َ‬
‫علَ ْي ِه‬
‫علَ ْي ِه ال َع ْد ُل‪ ،‬فَال َج ْو ُر َ‬
‫ضاقَ َ‬ ‫سعَةً‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫فَإِ هن في العَ ْد ِل َ‬
‫أَضيَ ُق!‬
‫]‪[16‬‬
‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫لماُبويعُفيُالمدينةُوُفيهاُيخبرُالناسُبعلمهُبماُتئولُإليهُأحوالهمُوُفيهاُ‬
‫يقسمهمُإلىُأقسام‬

‫ت لَهُ ْال ِعبَ ُر‬ ‫ص هر َح ْ‬ ‫ِذ همتِي ِب َما أَقُو ُل َر ِهينَةٌ َوأَنَا ِب ِه زَ ِعي ٌم ِإ هن َم ْن َ‬
‫ت‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫ع ْن تَقَ ُّح ِم ال ُّ‬ ‫ت َح َجزَ تْهُ الت ه ْق َوى َ‬ ‫ع هما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال َمث ُ َال ِ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ نَبِيههُ (صلى هللا‬ ‫ث ه‬ ‫ت َك َه ْيئَتِ َها يَ ْو َم بَعَ َ‬ ‫عادَ ْ‬ ‫أَ َال َو ِإ هن بَ ِليهت َ ُك ْم قَ ْد َ‬
‫ق لَتُبَ ْلبَلُ هن بَ ْلبَلَةً َولَتُغ َْربَلُ هن غ َْربَلَةً‬ ‫عليه وآله) َوالهذِي بَعَثَهُ ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ط ْال ِق ْد ِر َحتهى يَعُودَ أَ ْسفَلُ ُك ْم أَع َْال ُك ْم َوأَ ْع َال ُك ْم‬ ‫س ْو َ‬ ‫ط هن َ‬ ‫سا ُ‬ ‫َولَت ُ َ‬
‫سبهاقُونَ‬ ‫ص َر هن َ‬ ‫ص ُروا َولَيُقَ ِ ّ‬ ‫سا ِبقُونَ َكانُوا قَ ه‬ ‫أَ ْسفَلَ ُك ْم َولَيَ ْس ِبقَ هن َ‬
‫َّللا َما َكت َ ْمتُ َو ْش َمةً َو َال َكذَبْتُ ِك ْذبَةً َولَقَ ْد نُ ِبّئْتُ‬ ‫سبَقُوا َو ه ِ‬ ‫َكانُوا َ‬
‫علَ ْي َها‬ ‫س ُح ِم َل َ‬ ‫ش ُم ٌ‬ ‫طايَا َخ ْي ٌل ُ‬ ‫ِب َهذَا ْال َمقَ ِام َو َهذَا ْاليَ ْو ِم أ َ َال َو ِإ هن ْال َخ َ‬
‫ار أ َ َال َو ِإ هن الت ه ْق َوى‬ ‫ت ِب ِه ْم ِفي النه ِ‬ ‫ت لُ ُج ُم َها فَتَقَ هح َم ْ‬ ‫أَ ْهلُ َها َو ُخ ِلعَ ْ‬
‫طوا أ َ ِز همت َ َها فَأ َ ْو َردَتْ ُه ُم ْال َجنهةَ‬ ‫علَ ْي َها أ َ ْهلُ َها َوأ ُ ْع ُ‬
‫طايَا ذُلُ ٌل ُح ِم َل َ‬ ‫َم َ‬
‫اط ُل لَقَدِيما ً فَعَ َل َولَ ِئ ْن قَ هل‬ ‫اط ٌل َو ِل ُك ٍّل أَ ْه ٌل فَلَ ِئ ْن أ َ ِم َر ْالبَ ِ‬ ‫َح ٌّق َوبَ ِ‬
‫ش ْي ٌء فَأ َ ْقبَ َل‪.‬‬‫ْال َح ُّق فَلَ ُربه َما َولَ َع هل َولَقَله َما أَ ْدبَ َر َ‬
‫قال السيد الشريف‪ :‬وأقول إن في هذا الكالم اْلدنى من مواقع اْلحسان ما ال تبلغه‬
‫مواقع االستحسان وإن حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به و فيه مع الحال‬
‫التي وصفنا زوائد من الفصاحة ال يقوم بها لسان وال يطلع فجها إنسان وال يعرف‬
‫ما أقول إال من ضرب في هذه الصناعة بحق وجرى فيها على عرق َوما َي ْع ِقلُها‬
‫ِإ هال ْالعا ِل ُمونَ ‪.‬‬

‫وُمنُهذهُالخطبةُوُفيهاُيقسمُالناسُإلىُثَلثةُأصناف‬
‫ب بَ ِطي ٌء‬ ‫طا ِل ٌ‬‫س ِري ٌع نَ َجا َو َ‬ ‫ساعٍ َ‬ ‫ار أ َ َما َمهُ َ‬ ‫ش ِغ َل َم ِن ْال َجنهةُ َوالنه ُ‬ ‫ُ‬
‫الط ِر ُ‬
‫يق‬ ‫ضلهةٌ َو ه‬ ‫ش َما ُل َم َ‬ ‫ين َوال ِ ّ‬‫ار َه َوى ْاليَ ِم ُ‬ ‫ص ٌر ِفي النه ِ‬ ‫َر َجا َو ُمقَ ِ ّ‬
‫ار النُّبُ هوةِ َو ِم ْن َها‬ ‫ب َوآثَ ُ‬ ‫علَ ْي َها بَاقِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ي ْال َجادهة ُ َ‬ ‫طى ِه َ‬ ‫ْال ُو ْس َ‬
‫خاب َم ِن‬ ‫عى َو َ‬ ‫ير ْالعَا ِقبَ ِة َهلَ َك َم ِن اده َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َم ْنفَذُ ال ُّ‬
‫سنه ِة َو ِإلَ ْي َها َم ِ‬
‫ق َهلَ َك َو َكفَى ِب ْال َم ْر ِء َج ْه ًال أَ هال‬ ‫ص ْف َحتَهُ ِل ْل َح ّ ِ‬
‫ا ْفتَرى َم ْن أ َ ْبدَى َ‬
‫علَ ْي َها‬ ‫ظ َمأ ُ َ‬ ‫ص ٍل َو َال يَ ْ‬ ‫علَى الت ه ْق َوى ِس ْن ُخ أ َ ْ‬ ‫ف قَ ْد َرهُ َال يَ ْه ِل ُك َ‬ ‫يَ ْع ِر َ‬
‫ذات بَ ْينِ ُك ْم َوالت ه ْوبَةُ‬ ‫ص ِل ُحوا َ‬ ‫ع قَ ْو ٍم فَا ْستَتِ ُروا فِي بُيُوتِ ُك ْم َوأ َ ْ‬ ‫زَ ْر ُ‬
‫سهُ‪.‬‬ ‫امدٌ ِإ هال َربههُ َو َال يَلُ ْم َالئِ ٌم ِإ هال نَ ْف َ‬ ‫ِم ْن َو َرائِ ُك ْم َو َال يَ ْح َم ْد َح ِ‬
‫]‪[17‬‬
‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُصفةُمنُيتصدىُللحكمُبينُاألمةُوُليسُلذلكُبأهلُوُفيهاُأبغضُالخَلئقُ‬
‫إلىُّللاُصنفان‬

‫الصنفُاألول‬
‫َّللاُ ِإلَى نَ ْف ِس ِه‬ ‫َّللاِ َر ُج َال ِن َر ُج ٌل َو َكلَهُ ه‬ ‫ق ِإلَى ه‬ ‫َض ْالخ ََال ِئ ِ‬ ‫إن أ َ ْبغ َ‬ ‫ه‬
‫اء‬
‫ع ِ‬ ‫ع ٍة َودُ َ‬ ‫وف ِب َك َال ِم ِب ْد َ‬‫س ِبي ِل َم ْشغُ ٌ‬ ‫ص ِد ال ه‬ ‫ع ْن قَ ْ‬ ‫فَ ُه َو َجائِ ٌر َ‬
‫ع ْن َه ْدي ِ َم ْن َكانَ قَ ْبلَهُ‬ ‫ضا ٌّل َ‬ ‫ض َاللَ ٍة فَ ُه َو فِتْنَةٌ ِل َم ِن ا ْفتَتَنَ ِب ِه َ‬ ‫َ‬
‫غي ِْر ِه‬ ‫طايَا َ‬ ‫ض ٌّل ِل َم ِن ا ْقتَدَى ِب ِه فِي َحيَاتِ ِه َوبَ ْعدَ َوفَاتِ ِه َح هما ٌل َخ َ‬ ‫ُم ِ‬
‫َطيئَتِ ِه ‪.‬‬ ‫َر ْه ٌن ِبخ ِ‬
‫الصنفُالثاني‬
‫اش‬ ‫عا ٍد فِي أ َ ْغبَ ِ‬ ‫وض ٌع فِي ُج هها ِل ْاْل ُ هم ِة َ‬ ‫ش َج ْه ًال ُم ِ‬ ‫َو َر ُج ٌل قَ َم َ‬
‫ْس‬ ‫عا ِلما ً َولَي َ‬ ‫اس َ‬ ‫س هماهُ أَ ْشبَاهُ النه ِ‬ ‫ع ْق ِد ْال ُه ْدنَ ِة قَ ْد َ‬
‫ع ٍم ِب َما ِفي َ‬ ‫ْال ِفتْنَ ِة َ‬
‫ِب ِه بَ هك َر فَا ْست َ ْكث َ َر ِم ْن َج ْم ٍع َما قَ هل ِم ْنهُ َخي ٌْر ِم هما َكث ُ َر َحتهى ِإذَا‬
‫اس‬ ‫س بَيْنَ النه ِ‬ ‫طا ِئ ٍل َجلَ َ‬ ‫غي ِْر َ‬ ‫آج ٍن َوا ْكتَثَ َر ِم ْن َ‬ ‫ارت َ َوى ِم ْن َماءٍ ِ‬ ‫ْ‬
‫ت ِب ِه‬ ‫غي ِْر ِه فَإِ ْن نَزَ لَ ْ‬ ‫علَى َ‬ ‫س َ‬ ‫يص َما ْالتَبَ َ‬ ‫امنا ً ِلت َ ْخ ِل ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫اضيا ً َ‬ ‫قَ ِ‬
‫ط َع ِب ِه فَ ُه َو ِم ْن‬ ‫ت َهيهأ َ لَ َها َح ْشوا ً َرثًّا ِم ْن َرأْ ِي ِه ث ُ هم قَ َ‬ ‫ِإ ْحدَى ْال ُم ْب َه َما ِ‬
‫طأ َ‬
‫اب أ َ ْم أ َ ْخ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت َال يَ ْد ِري أ َ َ‬ ‫ج ْالعَ ْن َكبُو ِ‬ ‫ت فِي ِمثْ ِل نَ ْس ِ‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫لَب ِْس ال ُّ‬
‫طأ َ َر َجا أَ ْن يَ ُكونَ‬ ‫طأ َ َو ِإ ْن أَ ْخ َ‬ ‫َاف أ َ ْن يَ ُكونَ قَ ْد أ َ ْخ َ‬ ‫اب خ َ‬ ‫ص َ‬ ‫فَإِ ْن أ َ َ‬
‫ض‬ ‫ت لَ ْم يَعَ ه‬ ‫عش ََوا ٍ‬ ‫اب َ‬ ‫اش َر هك ُ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫ط َج َه َاال ٍ‬ ‫اب َجا ِه ٌل َخبها ُ‬ ‫ص َ‬ ‫قَ ْد أ َ َ‬
‫ِيم َال‬ ‫يح ْال َهش َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ت ذَ ْر َو ِ ّ‬ ‫الر َوايَا ِ‬ ‫اط ٍع يَ ْذ ُرو ِ ّ‬ ‫ض ْر ٍس قَ ِ‬ ‫علَى ْال ِع ْل ِم ِب ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫س ُ‬ ‫ظ ِب ِه َال يَ ْح َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َال أَ ْه ٌل ِل َما قُ ِ ّر َ‬ ‫صدَ ِار َما َو َردَ َ‬ ‫َّللاِ ِبإِ ْ‬‫ي َو ه‬ ‫َم ِل ٌّ‬
‫اء َما بَلَ َغ َم ْذ َهبا ً‬ ‫ش ْيءٍ ِم هما أ َ ْن َك َرهُ َو َال يَ َرى أ َ هن ِم ْن َو َر ِ‬ ‫ْال ِع ْل َم فِي َ‬
‫علَ ْي ِه أ َ ْم ٌر ا ْكتَتَ َم ِب ِه ِل َما يَ ْعلَ ُم ِم ْن َج ْه ِل نَ ْف ِس ِه‬ ‫ِلغَي ِْر ِه َو ِإ ْن أ َ ْ‬
‫ظلَ َم َ‬
‫يث ِإلَى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ضائِ ِه ال ِدّ َما ُء َوتَعَ ُّج ِم ْنهُ ْال َم َو ِار ُ‬ ‫ص ُر ُخ ِم ْن َج ْو ِر قَ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ْس ِفي ِه ْم‬ ‫ض هال ًال لَي َ‬‫شونَ ُج هه ًاال َويَ ُموتُونَ ُ‬ ‫أ َ ْش ُكو ِم ْن َم ْعش ٍَر يَ ِعي ُ‬
‫ي َح هق تِ َال َوتِ ِه َو َال ِس ْلعَةٌ أ َ ْنفَ ُق بَيْعا ً‬ ‫ب ِإذَا ت ُ ِل َ‬‫ِس ْلعَةٌ أَب َْو ُر ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫اض ِع ِه َو َال ِع ْندَ ُه ْم‬ ‫ع ْن َم َو ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ب ِإذَا ُح ِ ّر َ‬ ‫َو َال أ َ ْغلَى ث َ َمنا ً ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ف ِمنَ ْال ُم ْن َك ِر‪.‬‬ ‫وف َو َال أَع َْر ُ‬ ‫أ َ ْن َك ُر ِمنَ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫]‪[18‬‬
‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُذمُاختَلفُالعلماءُفيُالفتياُوُفيهُيذمُأهلُالرأيُوُيكلُأمرُالحكمُفيُأمورُ‬
‫الدينُللقرآن‬

‫ذمُأهلُالرأي‬
‫ضيهةُ فِي ُح ْك ٍم ِمنَ ْاْل َ ْح َك ِام فَيَ ْح ُك ُم فِي َها ِب َرأْ ِي ِه‬ ‫علَى أ َ َح ِد ِه ُم ْالقَ ِ‬ ‫تَ ِردُ َ‬
‫ف قَ ْو ِل ِه‬ ‫غي ِْر ِه فَيَ ْح ُك ُم فِي َها بِ ِخ َال ِ‬‫علَى َ‬ ‫ضيهةُ ِبعَ ْينِ َها َ‬ ‫ث ُ هم تَ ِردُ تِ ْل َك ْالقَ ِ‬
‫ص ّ ِو ُ‬
‫ب‬ ‫ضا ُه ْم فَيُ َ‬ ‫اْل َم ِام الهذِي ا ْست َ ْق َ‬ ‫ضاة ُ بِذَ ِل َك ِع ْندَ ْ ِ‬ ‫ث ُ هم يَ ْجتَ ِم ُع ْالقُ َ‬
‫احدٌ َو ِكتَابُ ُه ْم‬ ‫احدٌ َونَ ِبيُّ ُه ْم َو ِ‬ ‫آرا َء ُه ْم َج ِميعا ً َو ِإلَ ُه ُه ْم َو ِ‬ ‫َ‬
‫عوهُ أَ ْم نَ َها ُه ْم َ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫طا ُ‬ ‫ف فَأ َ َ‬
‫س ْب َحانَهُ ِب ِاال ْخ ِت َال ِ‬ ‫َّللاُ ُ‬‫احدٌ أَفَأ َ َم َر ُه ُم ه‬
‫َو ِ‬
‫ص ْوهُ‪.‬‬‫فَعَ َ‬
‫الحكمُللقرآن‬
‫ام ِه أَ ْم‬
‫علَى ِإتْ َم ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ دِينا ً نَاقِصا ً فَا ْستَعَانَ ِب ِه ْم َ‬ ‫أ َ ْم أ َ ْنزَ َل ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫ضى أَ ْم أَ ْنزَ َل ه‬
‫َّللاُ‬ ‫علَ ْي ِه أَ ْن يَ ْر َ‬
‫ش َر َكا َء لَهُ فَلَ ُه ْم أَ ْن يَقُولُوا َو َ‬ ‫َكانُوا ُ‬
‫ع ْن‬ ‫سو ُل (صلى هللا عليه وآله) َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ص َر ه‬ ‫س ْب َحانَهُ دِينا ً تَا ّما ً فَقَ ه‬ ‫ُ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫طنا فِي ْال ِكتا ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ يَقُو ُل ما فَ هر ْ‬ ‫ت َ ْب ِلي ِغ ِه َوأَدَا ِئ ِه َو ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫ضهُ بَ ْعضا ً‬ ‫ِق بَ ْع ُ‬ ‫صدّ ُ‬ ‫اب يُ َ‬‫َيءٍ َوذَ َك َر أَ هن ْال ِكت َ َ‬ ‫ان ِل ُك ِّل ش ْ‬ ‫َوفِي ِه تِ ْبيَ ٌ‬
‫غي ِْر ه‬
‫َّللاِ‬ ‫س ْب َحانَهُ َولَ ْو كانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬ ‫ف فِي ِه فَقَا َل ُ‬ ‫اختِ َال َ‬ ‫َوأَنههُ َال ْ‬
‫اطنُهُ‬
‫يق َوبَ ِ‬ ‫اختِالفا ً َكثِيرا ً َو ِإ هن ْالقُ ْرآنَ َ‬
‫ظا ِه ُرهُ أَنِ ٌ‬ ‫لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫الظلُ َماتُ‬ ‫َف ُّ‬ ‫ضي غ ََرائِبُهُ َو َال ت ُ ْكش ُ‬ ‫ع َجائِبُهُ َو َال تَ ْنقَ ِ‬‫يق َال ت َ ْفنَى َ‬ ‫ع ِم ٌ‬ ‫َ‬
‫ِإ هال ِب ِه ‪.‬‬
‫]‪[19‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقالهُلألشعثُبنُقيسُوُهوُعلىُمنبرُالكوفةُيخطب‪ُ،‬‬
‫فمضىُفيُبعضُكَلمهُشيءُاعترضهُاألشعثُفيه‪ُ،‬فقالُياُأميرُالمؤمنين‪ُ،‬هذهُ‬
‫ُ‬
‫عليكُالُلك‪ُ،‬فخفضُعليهُالسَلمُإليهُبصرهُثمُقال‪:‬‬

‫الال ِعنِينَ َحائِ ٌك‬ ‫َّللاِ َولَ ْعنَةُ ه‬ ‫علَي َْك لَ ْعنَةُ ه‬ ‫ي ِم هما ِلي َ‬ ‫علَ ه‬ ‫يك َما َ‬ ‫َما يُ ْد ِر َ‬
‫س َر َك ْال ُك ْف ُر َم هرة ً‬ ‫َّللاِ لَقَ ْد أَ َ‬
‫اب ُْن َحا ِئكٍ ُمنَا ِف ٌق اب ُْن َكا ِف ٍر َو ه‬
‫سبُ َك‬‫احدَةٍ ِم ْن ُه َما َمالُ َك َو َال َح َ‬ ‫اك ِم ْن َو ِ‬ ‫اْل ْس َال ُم أ ُ ْخ َرى فَ َما فَدَ َ‬ ‫َو ْ ِ‬
‫ي أ َ ْن‬‫ف لَ َح ِر ٌّ‬ ‫ساقَ ِإلَ ْي ِه ُم ا ْل َحتْ َ‬ ‫ْف َو َ‬ ‫سي َ‬ ‫َو ِإ هن ْام َرأ ً دَ هل َعلَى قَ ْو ِم ِه ال ه‬
‫ب َو َال يَأ ْ َمنَهُ ْاْل َ ْبعَدُ ‪.‬‬‫يَ ْمقُتَهُ ْاْل َ ْق َر ُ‬
‫قال السيد الشريف ‪ :‬يريد (عليه السالم) أنه أسر في الكفر مرة و في اْلسالم مرة‪.‬‬
‫و أما قوله (عليه السالم) دل على قومه السيف فأراد به حديثا كان لَلشعث مع‬
‫خالد بن الوليد باليمامة غر فيه قومه و مكر بهم حتى أوقع بهم خالد وكان قومه‬
‫بعد ذلك يسمونه عرف النار وهو اسم للغادر عندهم‪.‬‬
‫]‪[20‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوفيهُينفرُمنُالغفلةُوينبهُإلىُالفرارُللُ‬

‫ات ِم ْن ُك ْم لَ َج ِز ْعت ُ ْم َو َو ِه ْلت ُ ْم‬


‫عايَنَ َم ْن َم َ‬ ‫عايَ ْنت ُ ْم َما قَ ْد َ‬ ‫فَإِنه ُك ْم لَ ْو قَ ْد َ‬
‫يب َما‬ ‫عايَنُوا َوقَ ِر ٌ‬ ‫ع ْن ُك ْم َما قَ ْد َ‬
‫وب َ‬ ‫ط ْعت ُ ْم َولَ ِك ْن َم ْح ُج ٌ‬ ‫س ِم ْعت ُ ْم َوأ َ َ‬
‫َو َ‬
‫ص ْرت ُ ْم َوأ ُ ْس ِم ْعت ُ ْم ِإ ْن َ‬
‫س ِم ْعت ُ ْم‬ ‫ص ْرت ُ ْم ِإ ْن أَ ْب َ‬
‫اب َولَقَ ْد بُ ِ ّ‬ ‫ط َر ُح ْال ِح َج ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ق أَقُو ُل لَ ُك ْم لَقَ ْد َجا َه َرتْ ُك ُم ْال ِعبَ ُر‬ ‫َو ُهدِيت ُ ْم ِإ ِن ا ْهتَدَ ْيت ُ ْم َو ِب َح ّ ٍ‬
‫اء ِإ هال‬ ‫س َم ِ‬ ‫س ِل ال ه‬ ‫َّللاِ بَ ْعدَ ُر ُ‬‫ع ِن ه‬ ‫َو ُز ِج ْرت ُ ْم ِب َما ِفي ِه ُم ْزدَ َج ٌر َو َما يُبَ ِلّ ُغ َ‬
‫ْالبَش َُر ‪.‬‬
‫]‪[21‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوهيُكلمةُجامعةُللعظةُوُالحكمة‬

‫عةَ تَ ْحدُو ُك ْم ت َ َخفهفُوا ت َ ْل َحقُوا‬ ‫فَإِ هن ْالغَايَةَ أ َ َما َم ُك ْم َو ِإ هن َو َرا َء ُك ُم ال ه‬


‫سا َ‬
‫ظ ُر ِبأ َ هو ِل ُك ْم ِ‬
‫آخ ُر ُك ْم‪.‬‬ ‫فَإِنه َما يُ ْنت َ َ‬
‫قال السيد الشريف ‪ :‬أقول إن هذا الكالم لو وزن بعد كالم هللا سبحانه و بعد كالم‬
‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) بكل كالم لمال به راجحا و برز عليه سابقا‪ .‬فأما‬
‫قوله (عليه السالم) تخففوا تلحقوا فما سمع كالم أقل منه مسموعا و ال أكثر منه‬
‫محصوال و ما أبعد غورها من كلمة و أنقع نطفتها من حكمة وقد نبهنا في كتاب‬
‫الخصائص على عظم قدرها وشرف جوهرها‪.‬‬
‫]‪[22‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫حينُبلغهُخبرُالناكثينُببيعتهُوفيهاُيذمُعملهمُوُيلزمهمُدمُعثمانُويتهددهمُ‬
‫بالحرب‬

‫ذمُالناكثين‬
‫ب َجلَبَهُ ِليَعُودَ ْال َج ْو ُر‬ ‫طانَ قَ ْد ذَ هم َر ِح ْزبَهُ َوا ْستَ ْجلَ َ‬ ‫أ َ َال َو ِإ هن ال ه‬
‫ش ْي َ‬
‫علَ ه‬
‫ي‬ ‫َّللاِ َما أ َ ْن َك ُروا َ‬
‫صا ِب ِه َو ه‬ ‫اط ُل ِإلَى ِن َ‬ ‫طا ِن ِه َويَ ْر ِج َع ْالبَ ِ‬
‫ِإلَى أ َ ْو َ‬
‫َصفا ً ‪.‬‬‫ُم ْن َكرا ً َو َال َجعَلُوا بَ ْي ِني َوبَ ْينَ ُه ْم ن ِ‬
‫دمُعثمان‬
‫سفَ ُكوهُ فَلَئِ ْن ُك ْنتُ‬ ‫طلُبُونَ َحقّا ً ُه ْم تَ َر ُكوهُ َودَما ً ُه ْم َ‬ ‫َو ِإنه ُه ْم لَيَ ْ‬
‫َصيبَ ُه ْم ِم ْنهُ َولَئِ ْن َكانُوا َولُوهُ دُونِي فَ َما‬ ‫ش َِري َك ُه ْم فِي ِه فَإِ هن لَ ُه ْم لَن ِ‬
‫ضعُونَ أ ُ ّما ً‬ ‫ظ َم ُح هج ِت ِه ْم لَعَلَى أَ ْنفُ ِس ِه ْم يَ ْرتَ ِ‬ ‫الت ه ِبعَةُ ِإ هال ِع ْندَ ُه ْم َو ِإ هن أَ ْع َ‬
‫ت يَا َخ ْيبَةَ الدها ِعي َم ْن دَ َ‬
‫عا‬ ‫عةً قَ ْد أ ُ ِميتَ ْ‬‫ت َويُ ْحيُونَ ِب ْد َ‬ ‫قَ ْد فَ َ‬
‫ط َم ْ‬
‫علَ ْي ِه ْم َو ِع ْل ِم ِه ِفي ِهم ْ‪.‬‬ ‫اض ِب ُح هج ِة ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫يب َو ِإ ِنّي لَ َر ٍ‬ ‫َو ِإ َال َم أ ُ ِج َ‬
‫التهديدُبالحرب‬
‫ْف َو َكفَى ِب ِه شَافِيا ً ِمنَ ْالبَ ِ‬
‫اط ِل‬ ‫سي ِ‬ ‫فَإِ ْن أَبَ ْوا أ َ ْع َ‬
‫ط ْيت ُ ُه ْم َحده ال ه‬
‫ان َوأ َ ْن‬‫لطعَ ِ‬ ‫ي أ َ ْن أَب ُْرزَ ِل ِ ّ‬ ‫ق َو ِمنَ ْالعَ َج ِ‬
‫ب بَ ْعث ُ ُه ْم ِإلَ ه‬ ‫َاصرا ً ِل ْل َح ّ ِ‬
‫َون ِ‬
‫ب َو َال‬ ‫ص ِب َر ِل ْل ِج َال ِد َه ِبلَتْ ُه ُم ْال َهبُو ُل لَقَ ْد ُك ْنتُ َو َما أ ُ َهدهدُ ِب ْال َح ْر ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ش ْب َه ٍة ِم ْن‬
‫غي ِْر ُ‬ ‫ين ِم ْن َر ِبّي َو َ‬ ‫ب َو ِإ ِنّي لَعَلَى يَ ِق ٍ‬ ‫ض ْر ِ‬ ‫ب ِبال ه‬ ‫أ ُ ْر َه ُ‬
‫دِينِي ‪.‬‬
‫]‪[23‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوُتشتملُعلىُتهذيبُالفقراءُبالزهدُوُتأديبُ‬
‫األغنياءُبالشفقة‬

‫تهذيبُالفقراء‬
‫ت‬‫ط َرا ِ‬ ‫ض َكقَ َ‬ ‫اء ِإلَى ْاْل َ ْر ِ‬ ‫س َم ِ‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ْاْل َ ْم َر يَ ْن ِز ُل ِمنَ ال ه‬
‫ان فَإِ ْن َرأَى‬ ‫ص ٍ‬ ‫ط ِر ِإلَى ُك ِّل نَ ْف ٍس ِب َما قُس َِم لَ َها ِم ْن ِزيَادَةٍ أ َ ْو نُ ْق َ‬ ‫ْال َم َ‬
‫يرة ً فِي أَ ْه ٍل أ َ ْو َما ٍل أ َ ْو نَ ْف ٍس فَ َال ت َ ُكون هَن لَهُ فِتْنَةً‬ ‫غ ِف َ‬ ‫أ َ َحدُ ُك ْم ِْل َ ِخي ِه َ‬
‫ت‬ ‫ش ُع لَ َها ِإذَا ذُ ِك َر ْ‬ ‫ظ َه ُر فَيَ ْخ َ‬‫ش دَنَا َءة ً ت َ ْ‬ ‫فَإِ هن ْال َم ْر َء ْال ُم ْس ِل َم َما لَ ْم يَ ْغ َ‬
‫ج ْاليَا ِس ِر الهذِي يَ ْنتَ ِظ ُر أ َ هو َل‬ ‫اس َكانَ َك ْالفَا ِل ِ‬ ‫َويُ ْغ َرى ِب َها ِلئَا ُم النه ِ‬
‫ع ْنهُ ْال َم ْغ َر ُم َو َكذَ ِل َك‬ ‫ب لَهُ ْال َم ْغن ََم َويُ ْرفَ ُع ِب َها َ‬ ‫وج ُ‬‫اح ِه ت ُ ِ‬ ‫فَ ْوزَ ةٍ ِم ْن قِدَ ِ‬
‫ْال َم ْر ُء ْال ُم ْس ِل ُم ْالبَ ِري ُء ِمنَ ْال ِخيَانَ ِة يَ ْنت َ ِظ ُر ِمنَ ه‬
‫َّللاِ ِإ ْحدَى‬
‫َّللاِ َخي ٌْر لَهُ َو ِإ هما ِر ْزقَ ه‬
‫َّللاِ فَإِذَا‬ ‫َّللاِ فَ َما ِع ْندَ ه‬ ‫ي ه‬ ‫ْال ُح ْسنَيَي ِْن ِإ هما دَا ِع َ‬
‫ث‬ ‫سبُهُ َو ِإ هن ْال َما َل َو ْالبَ ِنينَ َح ْر ُ‬ ‫ُه َو ذُو أ َ ْه ٍل َو َما ٍل َو َمعَهُ دِينُهُ َو َح َ‬
‫َّللاُ تَعَالَى‬ ‫ث ْاآل ِخ َر ِة َوقَ ْد يَ ْج َمعُ ُه َما ه‬ ‫صا ِل َح َح ْر ُ‬ ‫الدُّ ْنيَا َو ْالعَ َم َل ال ه‬
‫اخش َْوهُ َخ ْشيَةً‬ ‫َّللاِ َما َحذه َر ُك ْم ِم ْن نَ ْف ِس ِه َو ْ‬ ‫احذَ ُروا ِمنَ ه‬ ‫ِْل َ ْق َو ٍام فَ ْ‬
‫س ْمعَ ٍة فَإِنههُ َم ْن يَ ْع َم ْل‬ ‫غي ِْر ِريَاءٍ َو َال ُ‬ ‫ِير َوا ْع َملُوا فِي َ‬ ‫ت ِبتَ ْعذ ٍ‬ ‫س ْ‬‫لَ ْي َ‬
‫اء‬‫ش َهدَ ِ‬‫َاز َل ال ُّ‬ ‫ع ِم َل لَهُ نَ ْسأ َ ُل ه‬
‫َّللاَ َمن ِ‬ ‫َّللاِ يَ ِك ْلهُ ه‬
‫َّللاُ ِل َم ْن َ‬ ‫ِلغَي ِْر ه‬
‫اء‪.‬‬ ‫اء َو ُم َرافَقَةَ ْاْل َ ْن ِبيَ ِ‬ ‫سعَدَ ِ‬ ‫شةَ ال ُّ‬ ‫َو ُمعَايَ َ‬

‫تأديبُاألغنياء‬
‫ع ْن ِعتْ َرتِ ِه‬‫الر ُج ُل َو ِإ ْن َكانَ ذَا َما ٍل َ‬ ‫اس ِإنههُ َال يَ ْست َ ْغنِي ه‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫طةً ِم ْن‬‫اس َح ْي َ‬ ‫ع ْنهُ ِبأ َ ْيدِي ِه ْم َوأَ ْل ِسنَتِ ِه ْم َو ُه ْم أ َ ْع َ‬
‫ظ ُم النه ِ‬ ‫َو ِدفَا ِع ِه ْم َ‬
‫ت ِب ِه‬ ‫َازلَ ٍة ِإذَا نَزَ لَ ْ‬
‫علَ ْي ِه ِع ْندَ ن ِ‬
‫طفُ ُه ْم َ‬ ‫شعَثِ ِه َوأ َ ْع َ‬ ‫َو َرائِ ِه َوأَلَ ُّم ُه ْم ِل َ‬
‫اس َخي ٌْر لَهُ ِمنَ ْال َما ِل‬ ‫َّللاُ ِل ْل َم ْر ِء فِي النه ِ‬
‫ق يَ ْجعَلُهُ ه‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫ان ال ِ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫َو ِل َ‬
‫غي ُْرهُ ‪.‬‬ ‫يَ ِرثُهُ َ‬
‫صةَ‬ ‫صا َ‬ ‫ع ِن ْالقَ َرابَ ِة يَ َرى بِ َها ْال َخ َ‬ ‫ومنهاُ‪ :‬أ َ َال َال يَ ْع ِدلَ هن أ َ َحدُ ُك ْم َ‬
‫صهُ ِإ ْن أ َ ْهلَ َكهُ َو َم ْن‬ ‫س َكهُ َو َال يَ ْنقُ ُ‬‫سده َها ِبالهذِي َال يَ ِزيدُهُ ِإ ْن أ َ ْم َ‬ ‫أَ ْن يَ ُ‬
‫احدَة ٌ‬‫ع ْن ُه ْم يَد ٌ َو ِ‬
‫ض ِم ْنهُ َ‬ ‫ِيرتِ ِه فَإِنه َما ت ُ ْقبَ ُ‬
‫عش َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ض يَدَهُ َ‬ ‫يَ ْق ِب ْ‬
‫يرة ٌ َو َم ْن ت َ ِل ْن َحا ِشيَتُهُ يَ ْستَ ِد ْم ِم ْن قَ ْو ِم ِه‬ ‫ع ْنهُ أ َ ْي ٍد َكثِ َ‬
‫ض ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫َوت ُ ْقبَ ُ‬
‫ْال َم َودهة َ ‪.‬‬
‫قال السيد الشريف ‪ :‬أقول الغفيرة هاهنا الزيادة و الكثرة من قولهم للجمع الكثير‬
‫الجم الغفير و الجماء الغفير و يروى عفوة من أهل أو مال و العفوة الخيار من‬
‫الشيء يقال أكلت عفوة الطعام أي خياره‪ .‬و ما أحسن المعنى الذي أراده ( عليه‬
‫السالم ) بقوله و من يقبض يده عن عشيرته‪ ...‬إلى تمام الكالم فإن الممسك خيره‬
‫عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة فإذا احتاج إلى نصرتهم و اضطر إلى‬
‫مرافدتهم قعدوا عن نصره و تثاقلوا عن صوته فمنع ترافد اْليدي الكثيرة و‬
‫تناهض اْلقدام الجمة ‪.‬‬
‫]‪[24‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوهيُكلمةُجامعةُله‪ُ،‬فيهاُتسويغُقتالُالمخالف‪ُ،‬‬
‫والدعوةُإلىُطاعةُّللا‪ُ،‬والترقيُفيهاُلضمانُالفوز‬

‫ي ِم ْن‬ ‫ط ْالغَ ه‬ ‫ف ْال َح هق َوخَابَ َ‬ ‫ي ِم ْن ِقتَا ِل َم ْن خَالَ َ‬ ‫علَ ه‬


‫َولَعَ ْم ِري َما َ‬
‫َّللاِ ِمنَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫َّللاِ َوفِ ُّروا ِإلَى ه‬ ‫ان فَاتهقُوا ه‬
‫َّللاَ ِعبَادَ ه‬ ‫ان َو َال ِإي َه ٍ‬ ‫ِإ ْد َه ٍ‬
‫ي‬‫صبَهُ ِب ُك ْم فَعَ ِل ٌّ‬
‫ع َ‬‫ضوا فِي الهذِي نَ َه َجهُ لَ ُك ْم َوقُو ُموا ِب َما َ‬ ‫َو ْام ُ‬
‫اج ًال‪.‬‬‫ع ِ‬ ‫ام ٌن ِلفَ ْل ِج ُك ْم ِ‬
‫آج ًال ِإ ْن لَ ْم ت ُ ْمنَ ُحوهُ َ‬ ‫ض ِ‬‫َ‬
‫]‪[25‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫وقدُتواترتُعليهُاألخبارُباستيَلءُأصحابُمعاويةُعلىُالبَلدُوُقدمُعليهُ‬
‫عامَلهُعلىُاليمنُوهماُعبيدُهللاُبنُعباسُوسعيدُبنُنمرانُلماُغلبُعليهماُ‬
‫بسرُبنُأبيُأرطاةُفقامُعليهُالسَلمُعلىُالمنبرُضجراُبتثاقلُأصحابهُعنُ‬
‫الجهادُوُمخالفتهمُلهُفيُالرأيُفقال‪:‬‬
‫ت ت َ ُه ُّ‬
‫ب‬ ‫ط َها ِإ ْن لَ ْم تَ ُكونِي ِإ هال أ َ ْن ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ي ِإ هال ْال ُكوفَةُ أَ ْق ِب ُ‬
‫ض َها َوأَ ْب ُ‬ ‫َما ِه َ‬
‫ير ِك فَقَبه َح ِك ه‬
‫َّللاُ‬ ‫اص ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫أَ َ‬
‫شا ِع ِر ‪:‬‬ ‫َوت َ َمث ه َل ِبقَ ْو ِل ال ه‬
‫َاء‬
‫اْلن ِ‬‫ض ٍر ِم ْن ذَا ْ ِ‬ ‫علَى َو َ‬ ‫ع ْم ُرو ِإنهنِي * َ‬ ‫يك ْال َخي ِْر يَا َ‬‫لَعَ ْم ُر أ َ ِب َ‬
‫قَ ِلي ِل‬
‫ث ُ هم قَا َل (عليه السالم)‪:‬‬
‫ظ ُّن أَ هن َه ُؤ َال ِء ْالقَ ْو َم‬ ‫اطلَ َع ْاليَ َمنَ َو ِإ ِنّي َو ه‬
‫َّللاِ َْل َ ُ‬ ‫أ ُ ْن ِبئْتُ بُ ْسرا ً قَ ِد ه‬
‫ع ْن َح ِقّ ُك ْم‬ ‫علَى بَ ِ‬
‫اط ِل ِه ْم َوتَفَ ُّرقِ ُك ْم َ‬ ‫سيُدَالُونَ ِم ْن ُك ْم ِبا ْجتِ َما ِع ِه ْم َ‬ ‫َ‬
‫اط ِل‬ ‫عتِ ِه ْم ِإ َما َم ُه ْم فِي ْالبَ ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ق َو َ‬ ‫صيَتِ ُك ْم ِإ َما َم ُك ْم فِي ْال َح ّ ِ‬ ‫َو ِب َم ْع ِ‬
‫ص َال ِح ِه ْم فِي ِب َال ِد ِه ْم‬ ‫اح ِب ِه ْم َو ِخيَانَتِ ُك ْم َو ِب َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َو ِبأَدَائِ ِه ُم ْاْل َ َمانَةَ ِإلَى َ‬
‫ب لَ َخ ِشيتُ أَ ْن يَ ْذ َه َ‬
‫ب‬ ‫علَى قَ ْع ٍ‬ ‫سا ِد ُك ْم فَلَ ِو ائْت َ َم ْنتُ أ َ َحدَ ُك ْم َ‬ ‫َوفَ َ‬
‫س ِئ ُمو ِني فَأ َ ْبد ِْل ِني‬ ‫ِب ِع َالقَ ِت ِه الله ُه هم ِإ ِنّي قَ ْد َم ِل ْلت ُ ُه ْم َو َملُّو ِني َو َ‬
‫س ِئ ْمت ُ ُه ْم َو َ‬
‫ث قُلُوبَ ُه ْم َك َما‬ ‫ِب ِه ْم َخيْرا ً ِم ْن ُه ْم َوأَ ْبد ِْل ُه ْم ِبي ش َّرا ً ِم ِنّي الله ُه هم ِم ْ‬
‫ار ٍس‬ ‫ف فَ ِ‬ ‫َّللاِ لَ َو ِددْتُ أَ هن ِلي ِب ُك ْم أَ ْل َ‬ ‫اء أَ َما َو ه‬ ‫اث ْال ِم ْل ُح ِفي ْال َم ِ‬ ‫يُ َم ُ‬
‫غ ْن ٍم ‪.‬‬‫اس ب ِْن َ‬ ‫ِم ْن بَنِي فِ َر ِ‬
‫س ِمثْ ُل أَ ْر ِميَ ِة ْال َح ِم ِيم‬ ‫اك ِم ْن ُه ْم * فَ َو ِار ُ‬ ‫ت أَت َ َ‬ ‫ع ْو َ‬ ‫ُهنَا ِل َك لَ ْو دَ َ‬
‫ث ُ هم نَزَ َل (عليه السالم) ِمنَ ْال ِم ْنبَ ِر‪.‬‬
‫ي و هو السحاب و الحميم هاهنا وقت‬ ‫قال السيد الشريف‪ :‬أقول اْلرمية جمع رم ّ‬
‫الصيف و إنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر ْلنه أشد جفوال و أسرع‬
‫خفوفا ْلنه ال ماء فيه و إنما يكون السحاب ثقيل السير المتالئه بالماء و ذلك ال‬
‫يكون في اْلكثر إال زمان الشتاء و إنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا و‬
‫اْلغاثة إذا استغيثوا و الدليل على ذلك قوله ‪" :‬هنالك لو دعوت أتاك منهم‪"...‬‬
‫]‪[26‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُيصفُالعربُقبلُالبعثةُثمُيصفُحالهُقبلُ‬
‫البيعةُله‬

‫العربُقبلُالبعثة‬
‫ث ُم َح همداً (صلى هللا عليه وآله) نَذِيرا ً ِل ْل َعالَ ِمينَ َو‬ ‫ِإ هن ه‬
‫َّللاَ بَعَ َ‬
‫ِين َو فِي‬‫علَى ش ِ َّر د ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫علَى الت ه ْن ِزي ِل َو أ َ ْنت ُ ْم َم ْعش ََر ْالعَ َر ِ‬ ‫أ َ ِمينا ً َ‬
‫ص ٍ ّم تَ ْش َربُونَ‬
‫ت ُ‬ ‫ار ٍة ُخ ْش ٍن َو َحيها ٍ‬ ‫ش ِ َّر دَ ٍار ُم ِني ُخونَ بَيْنَ ِح َج َ‬
‫طعُونَ‬ ‫ِب َو تَ ْس ِف ُكونَ ِد َما َء ُك ْم َو تَ ْق َ‬‫ْال َكد َِر َو تَأ ْ ُكلُونَ ْال َجش َ‬
‫صوبَةٌ ‪.‬‬ ‫صوبَةٌ َو ْاآلثَا ُم ِب ُك ْم َم ْع ُ‬ ‫أَ ْر َحا َم ُك ْم ْاْل َ ْ‬
‫صنَا ُم ِفي ُك ْم َم ْن ُ‬

‫وُمنهاُصفتهُقبلُالبيعةُله‬
‫ع ِن‬ ‫ضنِ ْنتُ بِ ِه ْم َ‬ ‫ين ِإ هال أ َ ْه ُل بَ ْيتِي فَ َ‬
‫ْس ِلي ُم ِع ٌ‬ ‫ظ ْرتُ فَإِذَا لَي َ‬ ‫فَنَ َ‬
‫صبَ ْرتُ‬ ‫ش َجا َو َ‬ ‫علَى ال ه‬ ‫علَى ْالقَذَى َو ش َِربْتُ َ‬ ‫ضيْتُ َ‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫ت َو أ َ ْغ َ‬
‫ط ْع ِم ْالعَ ْلقَ ِم‬
‫علَى أ َ َم هر ِم ْن َ‬ ‫ظ ِم َو َ‬‫علَى أ َ ْخ ِذ ْال َك َ‬
‫َ‬
‫علَى ْالبَ ْي َع ِة ث َ َمنا ً فَ َال‬ ‫ط أَ ْن يُؤْ تِيَهُ َ‬‫و منها‪َ :‬و لَ ْم يُبَايِ ْع َحتهى ش ََر َ‬
‫ب أ ُ ْهبَت َ َها َو‬ ‫ت أَ َمانَةُ ْال ُم ْبتَاعِ فَ ُخذُوا ِل ْل َح ْر ِ‬ ‫ت يَدُ ْالبَا ِئ ِع َو خ َِزيَ ْ‬ ‫َ‬
‫ظ ِف َر ْ‬
‫سنَا َها َو ا ْستَ ْش ِع ُروا‬ ‫ع َال َ‬
‫ظا َها َو َ‬ ‫َب لَ َ‬
‫عدهت َ َها فَقَ ْد ش ه‬ ‫أ َ ِعدُّوا لَ َها ُ‬
‫ص ِر ‪.‬‬ ‫صب َْر فَإِنههُ أ َ ْد َعى ِإلَى النه ْ‬ ‫ال ه‬

‫]‪[27‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوُقدُقالهاُيستنهضُبهاُالناسُحينُوردُخبرُغزوُ‬
‫األنبارُبجيشُمعاويةُفلمُينهضوا‪ُ.‬وُفيهاُيذكرُفضلُالجهاد‪ُ،‬ويستنهضُالناس‪ُ،‬‬
‫وُيذكرُعلمهُبالحرب‪ُ،‬ويلقيُعليهمُالتبعةُلعدمُطاعته‬

‫فضلُالجهاد‬
‫ص ِة‬ ‫ب ْال َجنه ِة فَتَ َحهُ ه‬
‫َّللاُ ِلخَا ه‬ ‫اب ِم ْن أَب َْوا ِ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ْال ِج َهادَ بَ ٌ‬
‫صينَةُ َو ُجنهتُهُ ْال َوثِيقَةُ‬ ‫َّللاِ ْال َح ِ‬ ‫ع ه‬ ‫اس الت ه ْق َوى َود ِْر ُ‬ ‫أَ ْو ِليَائِ ِه َو ُه َو ِلبَ ُ‬
‫ب الذُّ ِّل َوش َِملَهُ ْالبَ َال ُء َودُ ِيّ َ‬
‫ث‬ ‫َّللاُ ث َ ْو َ‬
‫سهُ ه‬ ‫ع ْنهُ أ َ ْلبَ َ‬
‫فَ َم ْن ت َ َر َكهُ َر ْغبَةً َ‬
‫ب َوأُدِي َل ْال َح ُّق‬ ‫اْل ْس َها ِ‬‫علَى قَ ْل ِب ِه ِب ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫َار َو ْالقَ َما َءةِ َو ُ‬ ‫صغ ِ‬ ‫ِبال ه‬
‫ف‪.‬‬‫ص َ‬ ‫ف َو ُمنِ َع النه َ‬ ‫يم ْال َخ ْس َ‬ ‫يع ْال ِج َها ِد َو ِس َ‬‫ض ِي ِ‬‫ِم ْنهُ ِبتَ ْ‬

‫استنهاضُالناس‬
‫أ َ َال َو ِإ ِنّي قَ ْد دَ َع ْوت ُ ُك ْم ِإلَى ِقتَا ِل هَؤُ َال ِء ْالقَ ْو ِم لَي ًْال َونَ َهارا ً َو ِس ّرا ً‬
‫ي قَ ْو ٌم‬ ‫غ ِز َ‬ ‫َّللاِ َما ُ‬ ‫َو ِإع َْالنا ً َوقُ ْلتُ لَ ُك ُم ا ْغ ُزو ُه ْم قَ ْب َل أَ ْن يَ ْغ ُزو ُك ْم فَ َو ه‬
‫علَ ْي ُك ُم‬ ‫ت َ‬ ‫شن ه ْ‬ ‫ع ْق ِر دَ ِار ِه ْم ِإ هال ذَلُّوا فَتَ َوا َك ْلت ُ ْم َوتَخَاذَ ْلت ُ ْم َحتهى ُ‬ ‫ط ِفي ُ‬ ‫قَ ُّ‬
‫[و] قَ ْد‬ ‫َام ٍد َ‬‫ان َو َهذَا أَ ُخو غ ِ‬ ‫علَ ْي ُك ُم ْاْل َ ْو َ‬
‫ط ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َاراتُ َو ُم ِل َك ْ‬ ‫ْالغ َ‬
‫ي َوأَزَ ا َل‬ ‫ار َوقَ ْد قَتَ َل َحسهانَ بْنَ َحسهانَ ْالبَ ْك ِر ه‬ ‫ت َخ ْيلُهُ ْاْل َ ْنبَ َ‬ ‫َو َردَ ْ‬
‫الر ُج َل ِم ْن ُه ْم َكانَ يَ ْد ُخ ُل‬ ‫سا ِل ِح َها َولَقَ ْد بَلَغَنِي أَ هن ه‬ ‫ع ْن َم َ‬ ‫َخ ْيلَ ُك ْم َ‬
‫ع ِح ْجلَ َها‬ ‫علَى ْال َم ْرأَةِ ْال ُم ْس ِل َم ِة َو ْاْل ُ ْخ َرى ْال ُمعَا ِهدَةِ فَيَ ْنت َ ِز ُ‬ ‫َ‬
‫عثَ َها َما تَ ْمتَنِ ُع ِم ْنهُ ِإ هال ِب ِاال ْستِ ْر َجاعِ‬ ‫َوقُلُبَ َها َوقَ َالئِدَ َها َو ُر ُ‬
‫ص َرفُوا َوافِ ِرينَ َما نَا َل َر ُج ًال ِم ْن ُه ْم َك ْل ٌم َو َال‬ ‫َو ِاال ْستِ ْر َح ِام ث ُ هم ا ْن َ‬
‫سفا ً َما َكانَ‬ ‫ات ِم ْن بَ ْع ِد َهذَا أَ َ‬ ‫أ ُ ِريقَ لَ ُه ْم دَ ٌم فَلَ ْو أَ هن ْام َرأ ً ُم ْس ِلما ً َم َ‬
‫َّللاِ يُ ِميتُ‬ ‫ع َجبا ً َو ه‬ ‫ع َجبا ً َ‬ ‫ِب ِه َملُوما ً بَ ْل َكانَ ِب ِه ِع ْندِي َجدِيرا ً فَيَا َ‬
‫اط ِل ِه ْم‬‫علَى بَ ِ‬ ‫اج ِت َماعِ هَؤُ َال ِء ْالقَ ْو ِم َ‬ ‫ب ْال َه هم ِمنَ ْ‬ ‫ب َويَ ْج ِل ُ‬ ‫ْالقَ ْل َ‬
‫ص ْرت ُ ْم غ ََرضا ً يُ ْر َمى‬ ‫ع ْن َح ِقّ ُك ْم فَقُبْحا ً لَ ُك ْم َوت َ َرحا ً ِحينَ ِ‬ ‫َوتَفَ ُّرقِ ُك ْم َ‬
‫صى ه‬
‫َّللاُ‬ ‫يرونَ َوت ُ ْغزَ ْونَ َو َال تَ ْغ ُزونَ َويُ ْع َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َال ت ُ ِغ ُ‬
‫َار َ‬ ‫يُغ ُ‬
‫سي ِْر ِإلَ ْي ِه ْم فِي أَي ِهام ْال َح ِ ّر قُ ْلت ُ ْم َه ِذ ِه‬ ‫ض ْونَ فَإِذَا أ َ َم ْرت ُ ُك ْم ِبال ه‬ ‫َوت َ ْر َ‬
‫سي ِْر ِإلَ ْي ِه ْم‬ ‫عنها ْال َح ُّر َو ِإذَا أَ َم ْرت ُ ُك ْم ِبال ه‬ ‫سب ْهخ َ‬‫ارة ُ ْالقَي ِْظ أ َ ْم ِه ْلنَا يُ َ‬ ‫َح َم ه‬
‫عنها ْالبَ ْردُ ُك ُّل َهذَا‬ ‫س ِل ْخ َ‬‫ارة ُ ْالقُ ِ ّر أَ ْم ِه ْلنَا يَ ْن َ‬
‫صب َ ه‬‫اء قُ ْلت ُ ْم َه ِذ ِه َ‬ ‫شت َ ِ‬‫فِي ال ِ ّ‬
‫فِ َرارا ً ِمنَ ْال َح ِ ّر َو ْالقُ ِ ّر فَإِذَا ُك ْنت ُ ْم ِمنَ ْال َح ِ ّر َو ْالقُ ِ ّر تَ ِف ُّرونَ فَأ َ ْنت ُ ْم‬
‫ْف أَفَ ُّر ‪.‬‬ ‫سي ِ‬ ‫َّللاِ ِمنَ ال ه‬ ‫َو ه‬

‫البرمُبالناس‬
‫ت‬ ‫عقُو ُل َربها ِ‬ ‫طفَا ِل َو ُ‬ ‫الر َجا ِل َو َال ِر َجا َل ُحلُو ُم ْاْل َ ْ‬ ‫يَا أَ ْشبَاهَ ِ ّ‬
‫ت‬ ‫َّللاِ َج هر ْ‬ ‫ْال ِح َجا ِل لَ َو ِددْتُ أَ ِنّي لَ ْم أَ َر ُك ْم َولَ ْم أَع ِْر ْف ُك ْم َم ْع ِرفَةً َو ه‬
‫ش َح ْنت ُ ْم‬ ‫َّللاُ لَقَ ْد َم ََلْت ُ ْم قَ ْل ِبي قَيْحا ً َو َ‬
‫سدَما ً قَاتَلَ ُك ُم ه‬
‫ت َ‬ ‫نَدَما ً َوأ َ ْعقَبَ ْ‬
‫علَ ه‬
‫ي‬ ‫س ْدت ُ ْم َ‬ ‫َب الت ه ْه َم ِام أ َ ْنفَاسا ً َوأَ ْف َ‬
‫غيْظا ً َو َج هر ْعت ُ ُمونِي نُغ َ‬ ‫ص ْد ِري َ‬ ‫َ‬
‫ْش ِإ هن ابْنَ‬ ‫ت قُ َري ٌ‬ ‫ان َو ْال ِخ ْذ َال ِن َحتهى لَقَ ْد قَالَ ْ‬ ‫صي َ ِ‬ ‫َرأْ ِيي ِب ْال ِع ْ‬
‫ب ِ هّلِلِ أَبُو ُه ْم َو َه ْل‬ ‫ع َولَ ِك ْن َال ِع ْل َم لَهُ ِب ْال َح ْر ِ‬‫ش َجا ٌ‬ ‫ب َر ُج ٌل ُ‬ ‫طا ِل ٍ‬‫أَ ِبي َ‬
‫ضتُ فِي َها‬ ‫شدُّ لَ َها ِم َراسا ً َوأ َ ْقدَ ُم فِي َها َمقَاما ً ِمنِّي لَقَ ْد نَ َه ْ‬ ‫أَ َحدٌ ِم ْن ُه ْم أ َ َ‬
‫س ِت ّينَ َولَ ِك ْن َال‬ ‫علَى ال ِ ّ‬ ‫َو َما بَلَ ْغتُ ْال ِع ْش ِرينَ َو َها أَنَا ذَا قَ ْد ذَ هر ْفتُ َ‬
‫ع‪.‬‬ ‫طا ُ‬ ‫ي ِل َم ْن َال يُ َ‬ ‫ْ‬
‫َرأ َ‬

‫]‪[28‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوُهوُفصلُمنُالخطبةُالتيُأولهاُ"الحمدُللُُغيرُ‬
‫مقنوطُمنُرحمته"ُوُفيهُأحدُعشرُتنبيها‬
‫ت‬ ‫َت ِب َودَاعٍ َو ِإ هن ْاآل ِخ َرة َ قَ ْد أ َ ْقبَلَ ْ‬ ‫ت َوآذَن ْ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن الدُّ ْنيَا أ َ ْدبَ َر ْ‬
‫سبَقَةُ‬ ‫سبَاقَ َوال ه‬ ‫ار َوغَدا ً ال ِ ّ‬ ‫ض َم َ‬ ‫اط َالعٍ أ َ َال َو ِإ هن ْاليَ ْو َم ْال ِم ْ‬ ‫ت ِب ِ ّ‬ ‫َوأ َ ْش َرفَ ْ‬
‫ام ٌل‬ ‫ع ِ‬ ‫َطيئَتِ ِه قَ ْب َل َمنِيهتِ ِه أ َ َال َ‬ ‫ب ِم ْن خ ِ‬ ‫ار أ َ فَ َال تَائِ ٌ‬‫ْال َجنهةُ َو ْالغَايَةُ النه ُ‬
‫ِلنَ ْف ِس ِه قَ ْب َل يَ ْو ِم بُؤْ ِس ِه أ َ َال َو ِإنه ُك ْم ِفي أَي ِهام أَ َم ٍل ِم ْن َو َرا ِئ ِه أَ َج ٌل فَ َم ْن‬
‫ع َملُهُ َولَ ْم‬‫ور أَ َج ِل ِه فَقَ ْد نَفَعَهُ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ع ِم َل فِي أَي ِهام أ َ َم ِل ِه قَ ْب َل ُح ُ‬ ‫َ‬
‫ور أ َ َج ِل ِه فَقَ ْد‬ ‫ض ِ‬ ‫ص َر ِفي أَي ِهام أ َ َم ِل ِه قَ ْب َل ُح ُ‬ ‫يَض ُْر ْرهُ أ َ َجلُهُ َو َم ْن قَ ه‬
‫الر ْغبَ ِة َك َما تَ ْع َملُونَ‬ ‫ض هرهُ أ َ َجلُهُ أ َ َال فَا ْع َملُوا فِي ه‬ ‫ع َملُهُ َو َ‬ ‫َخس َِر َ‬
‫َام‬
‫ار ن َ‬ ‫طا ِلبُ َها َو َال َكالنه ِ‬ ‫الر ْهبَ ِة أ َ َال َو ِإ ِنّي لَ ْم أ َ َر َك ْال َجنه ِة ن َ‬
‫َام َ‬ ‫فِي ه‬
‫اط ُل َو َم ْن َال‬ ‫ض ُّرهُ ْالبَ ِ‬‫اربُ َها أ َ َال َو ِإنههُ َم ْن َال يَ ْنفَعُهُ ْال َح ُّق يَ ُ‬ ‫َه ِ‬
‫الردَى أ َ َال َو ِإنه ُك ْم قَ ْد أ ُ ِم ْرت ُ ْم‬ ‫ض َال ُل ِإلَى ه‬ ‫يَ ْست َ ِقي ُم ِب ِه ْال ُهدَى يَ ُج ُّر ِب ِه ال ه‬
‫ان‬ ‫علَ ْي ُك ُم اثْنَتَ ِ‬ ‫َاف َ‬ ‫ف َما أَخ ُ‬ ‫الزا ِد َو ِإ هن أ َ ْخ َو َ‬ ‫الظ ْع ِن َودُ ِل ْلت ُ ْم َعلَى ه‬ ‫بِ ه‬
‫طو ُل ْاْل َ َم ِل فَتَزَ هودُوا فِي الدُّ ْنيَا ِمنَ الدُّ ْنيَا َما‬ ‫ع ْال َه َوى َو ُ‬ ‫ا ِت ّبَا ُ‬
‫س ُك ْم غَداً‪.‬‬ ‫ت َ ْح ُر ُزونَ ِب ِه أَ ْنفُ َ‬
‫قال السيد الشريف رضي هللا عنه ‪ :‬و أقول إنه لو كان كالم يأخذ باْلعناق إلى‬
‫الزهد في الدنيا و يضطر إلى عمل اآلخرة لكان هذا الكالم و كفى به قاطعا لعالئق‬
‫اآلمال و قادحا زناد االتعاظ و االزدجار و من أعجبه قوله ( عليه السالم ) أال و‬
‫إن اليوم المضمار و غدا السباق و السبقة الجنة و الغاية النار فإن فيه مع فخامة‬
‫اللفظ و عظم قدر المعنى و صادق التمثيل و واقع التشبيه سرا عجيبا و معنى‬
‫لطيفا و هو قوله ( عليه السالم ) و السبقة الجنة و الغاية النار فخالف بين اللفظين‬
‫الختالف المعنيين و لم يقل السبقة النار كما قال السبقة الجنة ْلن االستباق إنما‬
‫يكون إلى أمر محبوب و غرض مطلوب و هذه صفة الجنة و ليس هذا المعنى‬
‫موجودا في النار نعوذ باهلل منها فلم يجز أن يقول و السبقة النار بل قال و الغاية‬
‫النار ْلن الغاية قد ينتهي إليها من ال يسره االنتهاء إليها و من يسره ذلك فصلح أن‬
‫يعبر بها عن اْلمرين معا فهي في هذا الموضع كالمصير و المآل قال هللا تعالى‬
‫ار و ال يجوز في هذا الموضع أن يقال سبْقتكم‬ ‫ير ُك ْم ِإلَى النه ِ‬
‫ص َ‬‫قُ ْل ت َ َمتهعُوا فَإ ِ هن َم ِ‬
‫بسكون الباء إلى النار فتأمل ذلك فباطنه عجيب و غوره بعيد لطيف و كذلك أكثر‬
‫سبْقة‬
‫كالمه ( عليه السالم ) و في بعض النسخ و قد جاء في رواية أخرى و ال ُّ‬
‫الجنة بضم السين و السبقة عندهم اسم لما يجعل للسابق إذا سبق من مال أو‬
‫عرض و المعنيان متقاربان ْلن ذلك ال يكون جزاء على فعل اْلمر المذموم و إنما‬
‫يكون جزاء على فعل اْلمر المحمود ‪.‬‬
‫]‪[29‬‬

‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫بعدُغارةُالضحاكُبنُقيسُصاحبُمعاويةُعلىُالحاجُبعدُقصةُالحكمينُوُفيهاُ‬
‫يستنهضُأصحابهُلماُحدثُفيُاألطراف‬

‫اس ْال ُم ْجت َ ِمعَةُ أ َ ْبدَانُ ُه ْم ْال ُم ْختَ ِلفَةُ أ َ ْه َوا ُؤ ُه ْم َك َال ُم ُك ْم يُو ِهي‬‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ط ِم ُع فِي ُك ُم ْاْل َ ْعدَا َء تَقُولُونَ فِي‬ ‫ب َوفِ ْعلُ ُك ْم يُ ْ‬ ‫ص َال َ‬‫ص هم ال ِ ّ‬ ‫ال ُّ‬
‫ت‬ ‫ع هز ْ‬ ‫ْت فَإِذَا َجا َء ْال ِقتَا ُل قُ ْلت ُ ْم ِحيدِي َحيَا ِد َما َ‬ ‫ْت َو َكي َ‬ ‫ْال َم َجا ِل ِس َكي َ‬
‫ضا ِلي َل‬ ‫عا ِلي ُل ِبأ َ َ‬ ‫سا ُك ْم أَ َ‬
‫ب َم ْن قَا َ‬ ‫عا ُك ْم َو َال ا ْستَ َرا َح قَ ْل ُ‬ ‫دَع َْوة ُ َم ْن دَ َ‬
‫ضي َْم‬ ‫طو ِل َال يَ ْمنَ ُع ال ه‬ ‫ع ذِي الدهي ِْن ْال َم ُ‬ ‫ط ِوي َل ِدفَا َ‬ ‫سأ َ ْلت ُ ُمونِي الت ه ْ‬ ‫َو َ‬
‫ي دَ ٍار بَ ْعدَ دَ ِار ُك ْم ت َ ْمنَعُونَ‬ ‫الذه ِلي ُل َو َال يُ ْد َر ُك ْال َح ُّق ِإ هال ِبا ْل ِج ِدّ أَ ه‬
‫َّللاِ َم ْن غ ََر ْرت ُ ُموهُ َو َم ْن‬ ‫ور َو ه‬ ‫ي ِ ِإ َم ٍام بَ ْعدِي تُقَاتِلُونَ ْال َم ْغ ُر ُ‬ ‫َو َم َع أ َ ّ‬
‫ب َو َم ْن َر َمى بِ ُك ْم فَقَ ْد َر َمى‬ ‫س ْه ِم ْاْل َ ْخيَ ِ‬ ‫فَازَ بِ ُك ْم فَقَ ْد فَازَ َو ه‬
‫َّللاِ بِال ه‬
‫ط َم ُع فِي‬‫ِق قَ ْولَ ُك ْم َو َال أ َ ْ‬
‫صدّ ُ‬ ‫َّللاِ َال أ ُ َ‬‫صبَ ْحتُ َو ه‬ ‫َاص ٍل أَ ْ‬ ‫ِبأ َ ْف َوقَ ن ِ‬
‫ص ِر ُك ْم َو َال أُو ِعدُ ْال َعد هُو ِب ُك ْم َما بَالُ ُك ْم َما دَ َواؤُ ُك ْم َما ِطبُّ ُك ْم ْالقَ ْو ُم‬ ‫نَ ْ‬
‫ط َمعا ً فِي‬ ‫غي ِْر َو َرعٍ َو َ‬ ‫غ ْفلةً ِم ْن َ‬ ‫ِر َجا ٌل أ َ ْمثَالُ ُك ْم أ َ قَ ْو ًال ِبغَي ِْر ِع ْل ٍم َو َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫غي ِْر َح ّ ٍ‬ ‫َ‬
‫]‪[30‬‬

‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُمعنىُقتلُعثمانُوُهوُحكمُلهُعلىُعثمانُوُعليهُوُعلىُالناسُبماُفعلواُوُ‬
‫براءةُلهُمنُدمه‬

‫غي َْر أ َ هن‬‫َاصرا ً َ‬


‫ع ْنهُ لَ ُك ْنتُ ن ِ‬ ‫لَ ْو أَ َم ْرتُ ِب ِه لَ ُك ْنتُ قَا ِت ًال أ َ ْو نَ َهيْتُ َ‬
‫ص َرهُ َال يَ ْستَ ِطي ُع أَ ْن يَقُو َل َخذَلَهُ َم ْن أَنَا َخي ٌْر ِم ْنهُ َو َم ْن‬ ‫َم ْن نَ َ‬
‫ام ٌع‬‫ص َرهُ َم ْن ُه َو َخي ٌْر ِم ِنّي َوأَنَا َج ِ‬ ‫َخذَلَهُ َال يَ ْستَ ِطي ُع أَ ْن يَقُو َل نَ َ‬
‫ع َو ِ هّلِلِ ُح ْك ٌم‬‫سأْت ُ ُم ْال َجزَ َ‬
‫سا َء ْاْلَث َ َرةَ َو َج ِز ْعت ُ ْم فَأ َ َ‬‫لَ ُك ْم أ َ ْم َرهُ ا ْستَأْثَ َر فَأ َ َ‬
‫ازعِ‪.‬‬ ‫َواقِ ٌع فِي ْال ُم ْستَأْثِ ِر َو ْال َج ِ‬
‫]‪[31‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُأنفذُعبدُهللاُبنُعباسُإلىُالزبيرُيستفيئهُإلىُ‬
‫طاعتهُقبلُحربُالجمل‬
‫ب‬‫عاقِصا ً قَ ْرنَهُ يَ ْر َك ُ‬ ‫ط ْل َحةَ فَإِنه َك ِإ ْن ت َ ْلقَهُ ت َ ِج ْدهُ َكالث ه ْو ِر َ‬
‫َال ت َ ْلقَيَ هن َ‬
‫ع ِري َكةً‬ ‫الزبَي َْر فَإِنههُ أَ ْليَ ُن َ‬
‫ب َويَقُو ُل ُه َو الذهلُو ُل َولَ ِك ِن ْالقَ ُّ‬ ‫ص ْع َ‬ ‫ال ه‬
‫از َوأَ ْن َك ْرتَنِي ِب ْال ِع َرا ِ‬
‫ق‬ ‫ع َر ْفتَنِي ِب ْال ِح َج ِ‬ ‫فَقُ ْل لَهُ يَقُو ُل لَ َك اب ُْن خَا ِل َك َ‬
‫عدَا ِم هما بَدَا ‪.‬‬‫فَ َما َ‬
‫سمعت منه هذه الكلمة ‪ ،‬أعني‬
‫قال السيد الشريف ‪ :‬و هو (عليه السالم) أول من ُ‬
‫"فما عدا مما بدا"‪.‬‬
‫]‪[32‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوُفيهاُيصفُزمانهُبالجور‪ُ،‬وُيقسمُالناسُفيهُ‬
‫خمسةُأصناف‪ُ،‬ثمُيزهدُفيُالدنيا‬

‫معنىُجورُالزمان‬
‫عنُو ٍد َوزَ َم ٍن َكنُو ٍد يُعَدُّ فِي ِه‬ ‫صبَ ْحنَا فِي دَ ْه ٍر َ‬ ‫اس ِإنها قَ ْد أ َ ْ‬
‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫عت ُ ّوا ً َال نَ ْنتَ ِف ُع ِب َما َ‬
‫ع ِل ْمنَا َو َال‬ ‫ِن ُمسِيئا ً َويَ ْزدَادُ ه‬
‫الظا ِل ُم فِي ِه ُ‬ ‫ْال ُم ْحس ُ‬
‫عةً َحتهى تَ ُح هل ِبنَا ‪.‬‬ ‫ار َ‬‫ف قَ ِ‬ ‫ع هما َج ِه ْلنَا َو َال نَتَخ هَو ُ‬‫نَ ْسأ َ ُل َ‬

‫أصنافُالمسيئين‬
‫سادَ ِفي‬ ‫صنَافٍ ِم ْن ُه ْم َم ْن َال يَ ْمنَعُهُ ْالفَ َ‬ ‫اس َعلَى أَ ْر َبعَ ِة أ َ ْ‬ ‫َوالنه ُ‬
‫يض َو ْف ِر ِه َو ِم ْن ُه ْم‬ ‫َض ُ‬ ‫ض ِإ هال َم َهانَةُ نَ ْف ِس ِه َو َك َاللَةُ َح ِدّ ِه َون ِ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫ب ِب َخ ْي ِل ِه َو َر ِج ِل ِه قَ ْد‬ ‫س ْي ِف ِه َو ْال ُم ْع ِل ُن ِبش ِ َّر ِه َو ْال ُم ْج ِل ُ‬
‫ص ِلتُ ِل َ‬ ‫ْال ُم ْ‬
‫ب يَقُودُهُ أَ ْو ِم ْنبَ ٍر‬ ‫ط ٍام يَ ْنتَ ِه ُزهُ أَ ْو ِم ْقنَ ٍ‬ ‫سهُ َوأَ ْوبَقَ دِينَهُ ِل ُح َ‬ ‫ط نَ ْف َ‬ ‫أَ ْش َر َ‬
‫ِك ث َ َمنا ً َو ِم هما لَ َك ِع ْندَ‬ ‫س ْال َمتْ َج ُر أَ ْن تَ َرى الدُّ ْنيَا ِلنَ ْفس َ‬ ‫عهُ َولَ ِبئْ َ‬ ‫يَ ْف َر ُ‬
‫ب‬ ‫طلُ ُ‬ ‫ب الدُّ ْنيَا ِبعَ َم ِل ْاآل ِخ َرةِ َو َال يَ ْ‬ ‫طلُ ُ‬ ‫َّللاِ ِع َوضا ً َو ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْ‬ ‫ه‬
‫َط ِو ِه‬ ‫ب ِم ْن خ ْ‬ ‫ار َ‬ ‫ص ِه َوقَ َ‬ ‫طا َمنَ ِم ْن ش َْخ ِ‬ ‫ْاآل ِخ َرة َ ِبعَ َم ِل الدُّ ْنيَا قَ ْد َ‬
‫ف ِم ْن نَ ْف ِس ِه ِل َْل َ َمانَ ِة َوات ه َخذَ ِستْ َر ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ش هم َر ِم ْن ثَ ْوبِ ِه َوزَ ْخ َر َ‬ ‫َو َ‬
‫ضئُولَةُ‬ ‫ب ْال ُم ْل ِك ُ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫صيَ ِة َو ِم ْن ُه ْم َم ْن أ َ ْبعَدَهُ َ‬ ‫ذَ ِريعَةً ِإلَى ْال َم ْع ِ‬
‫علَى َحا ِل ِه فَت َ َحلهى ِبا ْس ِم‬ ‫ص َرتْهُ ْال َحا ُل َ‬ ‫سبَ ِب ِه فَقَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫طا ُ‬ ‫نَ ْف ِس ِه َوا ْن ِق َ‬
‫ْس ِم ْن ذَ ِل َك ِفي َم َر ٍ‬
‫اح‬ ‫الز َهادَ ِة َولَي َ‬ ‫اس أ َ ْه ِل ه‬ ‫ع ِة َوتَزَ يهنَ ِب ِلبَ ِ‬ ‫ْالقَنَا َ‬
‫َو َال َم ْغدًى ‪.‬‬
‫الراغبونُفيُّللاُ‬
‫ار ُه ْم ِذ ْك ُر ْال َم ْر ِج ِع َوأَ َراقَ دُ ُمو َ‬
‫ع ُه ْم‬ ‫ص َ‬ ‫َض أ َ ْب َ‬
‫ي ِر َجا ٌل غ ه‬ ‫َوبَ ِق َ‬
‫ت‬ ‫ف ْال َم ْحش َِر فَ ُه ْم بَيْنَ ش َِري ٍد نَا ٍدّ َوخَائِفٍ َم ْق ُموعٍ َو َ‬
‫سا ِك ٍ‬ ‫خ َْو ُ‬
‫ص َوث َ ْك َالنَ ُمو َج ٍع قَ ْد أَ ْخ َملَتْ ُه ُم الت ه ِقيهةُ َوش َِملَتْ ُه ُم‬ ‫َم ْكعُ ٍ‬
‫وم َودَاعٍ ُم ْخ ِل ٍ‬
‫ُ‬
‫امزَ ة ٌ َوقُلُوبُ ُه ْم قَ ِر َحةٌ قَ ْد‬ ‫ض ِ‬ ‫الذِّلهةُ فَ ُه ْم فِي بَ ْح ٍر أ َج ٍ‬
‫اج أَ ْف َوا ُه ُه ْم َ‬
‫ظوا َحتهى َملُّوا َوقُ ِه ُروا َحتهى ذَلُّوا َوقُتِلُوا َحتهى قَلُّوا‪.‬‬ ‫ع ُ‬‫َو َ‬

‫التزهيدُفيُالدنيا‬
‫ض ِة ْال َجلَ ِم‬
‫صغ ََر ِم ْن ُحثَالَ ِة ْالقَ َر ِظ َوقُ َرا َ‬ ‫فَ ْلت َ ُك ِن الدُّ ْنيَا فِي أَ ْعيُنِ ُك ْم أ َ ْ‬
‫ظوا ِب َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم قَ ْب َل أ َ ْن يَت ه ِع َ‬
‫ظ ِب ُك ْم َم ْن بَ ْعدَ ُك ْم‬ ‫َوات ه ِع ُ‬
‫َف ِب َها ِم ْن ُك ْم ‪.‬‬ ‫ت َم ْن َكانَ أ َ ْشغ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ضو َها ذَ ِمي َمةً فَإِنه َها قَ ْد َرفَ َ‬ ‫ارفُ ُ‬ ‫َو ْ‬
‫قال الشريف رضي هللا عنه ‪ :‬أقول و هذه الخطبة ربما نسبها من ال علم له إلى‬
‫معاوية و هي من كالم أمير المؤمنين ( عليه السالم ) الذي ال يشك فيه ‪ ،‬و أين‬
‫الذهب من الرغام ‪ ،‬و أين العذب من اْلجاج ‪ ،‬و قد دل على ذلك الدليل الخريت ‪،‬‬
‫و نقده الناقد البصير عمرو بن بحر الجاحظ ‪ ،‬فإنه ذكر هذه الخطبة في كتاب‬
‫البيان و التبيين ‪ ،‬و ذكر من نسبها إلى معاوية ‪ ،‬ثم تكلم من بعدها بكالم في معناها‬
‫جملته أنه قال ‪ ،‬و هذا الكالم بكالم علي ( عليه السالم ) أشبه ‪ ،‬و بمذهبه في‬
‫تصنيف الناس و في اْلخبار عما هم عليه من القهر و اْلذالل و من التقية و‬
‫الخوف أليق ‪ ،‬قال ‪ :‬و متى وجدنا معاوية في حال من اْلحوال يسلك في كالمه‬
‫مسلك الزهاد و مذاهب العباد ‪.‬‬
‫]‪[33‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫عندُخروجهُلقتالُأهلُالبصرةُوُفيهاُحكمةُمبعثُالرسل‪ُ،‬ثمُيذكرُفضلهُوُيذمُ‬
‫الخارجين‬

‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ عليه‬ ‫علَى أ َ ِم ِ‬‫هاس دَخ َْلتُ َ‬ ‫عب ِ‬‫َّللاِ ب ُْن َ‬
‫ع ْبدُ ه‬ ‫قَا َل َ‬
‫ف نَ ْعلَهُ فَقَا َل ِلي َما قِي َمةُ َهذَا النه ْع ِل‬ ‫ص ُ‬ ‫ار َو ُه َو يَ ْخ ِ‬ ‫السالم ِبذِي قَ ٍ‬
‫ي ِم ْن‬ ‫ي أَ َح ُّ‬
‫ب ِإلَ ه‬ ‫فَقُ ْلتُ َال قِي َمةَ لَ َها فَقَا َل عليه السالم َو ه‬
‫َّللاِ لَ ِه َ‬
‫اس‬‫ب النه َ‬ ‫ط َ‬‫اط ًال ث ُ هم خ ََر َج فَ َخ َ‬ ‫ِإ ْم َرتِ ُك ْم ِإ هال أَ ْن أُقِ َ‬
‫يم َحقّا ً أ َ ْو أَ ْدفَ َع بَ ِ‬
‫فَقَا َل ‪:‬‬

‫حكمةُبعثةُالنبي‬
‫ْس أَ َحدٌ ِمنَ ْالعَ َر ِ‬
‫ب‬ ‫ث ُم َح همدا ً صلى هللا عليه وآله َولَي َ‬ ‫ِإ هن ه‬
‫َّللاَ بَعَ َ‬
‫اس َحتهى بَ هوأ َ ُه ْم َم َحلهت َ ُه ْم‬ ‫ساقَ النه َ‬ ‫يَ ْق َرأ ُ ِكتَابا ً َو َال يَده ِعي نُبُ هوة ً فَ َ‬
‫صفَات ُ ُه ْم ‪.‬‬
‫ت َ‬ ‫ت قَنَات ُ ُه ْم َو ْ‬
‫اط َمأَنه ْ‬ ‫َوبَلهغَ ُه ْم َم ْن َجاتَ ُه ْم فَا ْستَقَا َم ْ‬

‫فضلُعلي‬
‫ع َج ْزتُ‬ ‫ت ِب َحذَافِ ِ‬
‫ير َها َما َ‬ ‫ساقَتِ َها َحتهى تَ َوله ْ‬ ‫أ َ َما َو ه‬
‫َّللاِ ِإ ْن ُك ْنتُ لَ ِفي َ‬
‫ِيري َهذَا ِل ِمثْ ِل َها فَ ََل َ ْنقُبَ هن ْالبَ ِ‬
‫اط َل َحتهى يَ ْخ ُر َج‬ ‫َو َال َجبُ ْنتُ َو ِإ هن َمس ِ‬
‫ْال َح ُّق ِم ْن َج ْن ِب ِه ‪.‬‬

‫توبيخُالخارجينُعليه‬
‫َّللاِ لَقَ ْد قَات َ ْلت ُ ُه ْم َكافِ ِرينَ َو َْلُقَاتِلَنه ُه ْم َم ْفتُونِينَ‬
‫َما ِلي َو ِلقُ َري ٍْش َو ه‬
‫احبُ ُه ُم ْاليَ ْو َم َو ه‬
‫َّللاِ َما ت َ ْن ِق ُم ِمنها‬ ‫ص ِ‬ ‫احبُ ُه ْم ِب ْاْل َ ْم ِس َك َما أَنَا َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َو ِإ ِنّي لَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم فَأ َ ْدخ َْلنَا ُه ْم فِي َح ِيّ ِزنَا فَ َكانُوا َك َما‬ ‫ارنَا َ‬ ‫اخت َ َ‬ ‫ْش ِإ هال أ َ هن ه‬
‫َّللاَ ْ‬ ‫قُ َري ٌ‬
‫قَا َل ْاْل َ هو ُل ‪:‬‬
‫ش َرة َ‬ ‫الز ْب ِد ْال ُمقَ ه‬
‫صا ِبحا ً * َوأَ ْكلَ َك ِب ُّ‬ ‫ض َ‬ ‫ش ْربَ َك ْال َم ْح َ‬ ‫ت لَعَ ْم ِري ُ‬ ‫أَدَ ْم َ‬
‫ْالبُ ْج َرا‬
‫طنَا َح ْولَ َك ْال ُج ْردَ‬ ‫ع ِليّا ً َو ُح ْ‬‫َاك ْالعَ َال َء َولَ ْم تَ ُك ْن * َ‬ ‫َون َْح ُن َو َه ْبن َ‬
‫س ْم َرا‬‫َوال ُّ‬
‫]‪[34‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُاستنفارُالناسُإلىُأهلُالشامُبعدُفراغهُمنُأمرُالخوارجُوفيهاُيتأففُ‬
‫بالناسُوينصحُلهمُبطريقُالسداد‬

‫ضيت ُ ْم ِب ْال َحياةِ الدُّ ْنيا ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ‬ ‫سئِ ْمتُ ِعتَابَ ُك ْم أ َ َر ِ‬ ‫ف لَ ُك ْم لَقَ ْد َ‬ ‫أُ ٍّ‬
‫عد ّ ُِو ُك ْم‬ ‫ع ْوت ُ ُك ْم ِإلَى ِج َها ِد َ‬ ‫ِع َوضا ً َو ِبالذُّ ِّل ِمنَ ْال ِع ِ ّز َخلَفا ً ِإذَا دَ َ‬
‫ت فِي غ َْم َرةٍ َو ِمنَ الذُّ ُهو ِل فِي‬ ‫ت أ َ ْعيُنُ ُك ْم َكأَنه ُك ْم ِمنَ ْال َم ْو ِ‬ ‫ار ْ‬ ‫دَ َ‬
‫سةٌ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َح َو ِاري فَت َ ْع َم ُهونَ َو َكأ َ هن قُلُوبَ ُك ْم َمأْلُو َ‬ ‫س ْك َرةٍ يُ ْرت َ ُج َ‬ ‫َ‬
‫يس اللهيَا ِلي َو َما أَ ْنت ُ ْم ِب ُر ْك ٍن‬ ‫س ِج َ‬ ‫فَأ َ ْنت ُ ْم َال ت َ ْع ِقلُونَ َما أ َ ْنت ُ ْم ِلي ِبثِقَ ٍة َ‬
‫ض هل‬ ‫يُ َما ُل ِب ُك ْم َو َال زَ َوافِ ُر ِع ٍ ّز يُ ْفتَقَ ُر ِإلَ ْي ُك ْم َما أَ ْنت ُ ْم ِإ هال َكإِبِ ٍل َ‬
‫س لَعَ ْم ُر‬ ‫ت ِم ْن آخ ََر لَ ِبئْ َ‬ ‫ب ا ْنتَش ََر ْ‬ ‫ت ِم ْن َجا ِن ٍ‬ ‫عات ُ َها فَ ُكله َما ُج ِمعَ ْ‬ ‫ُر َ‬
‫ص‬ ‫ب أ َ ْنت ُ ْم ت ُ َكادُونَ َو َال تَ ِكيدُونَ َوت ُ ْنتَقَ ُ‬ ‫َار ْال َح ْر ِ‬ ‫س ْع ُر ن ِ‬ ‫َّللاِ ُ‬ ‫ه‬
‫سا ُهونَ‬ ‫ع ْن ُك ْم َوأَ ْنت ُ ْم ِفي َ‬
‫غ ْفلَ ٍة َ‬ ‫ضونَ َال يُنَا ُم َ‬ ‫ط َرافُ ُك ْم فَ َال ت َ ْمت َ ِع ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫س‬ ‫ظ ُّن ِب ُك ْم أَ ْن لَ ْو َح ِم َ‬ ‫َّللاِ ْال ُمتَخَا ِذلُونَ َوا ْي ُم ه‬
‫َّللاِ ِإ ِنّي َْل َ ُ‬ ‫ب َو ه‬ ‫غ ِل َ‬ ‫ُ‬
‫ب ا ْن ِف َرا َج‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ع ِن اب ِْن أ َ ِبي َ‬ ‫ْال َوغَى َوا ْست َ َح هر ْال َم ْوتُ قَ ِد ا ْنفَ َر ْجت ُ ْم َ‬
‫عد هُوهُ ِم ْن نَ ْف ِس ِه يَ ْع ُر ُق لَ ْح َمهُ َويَ ْه ِش ُم‬ ‫َّللاِ ِإ هن ْام َرأ ً يُ َم ِ ّك ُن َ‬ ‫الرأْ ِس َو ه‬ ‫ه‬
‫علَ ْي ِه‬‫ت َ‬ ‫ض هم ْ‬ ‫يف َما ُ‬ ‫ض ِع ٌ‬ ‫ع ْج ُزهُ َ‬ ‫ظ َمهُ َويَ ْف ِري ِج ْلدَهُ لَعَ ِظي ٌم َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ دُونَ أ َ ْن‬ ‫ت فَأ َ هما أَنَا فَ َو ه‬ ‫اك ِإ ْن ِشئْ َ‬ ‫ت فَ ُك ْن ذَ َ‬ ‫ص ْد ِر ِه أَ ْن َ‬‫َج َوانِ ُح َ‬
‫اش ْال َه ِام َوت َ ِطي ُح‬ ‫ير ِم ْنهُ فَ َر ُ‬ ‫ب ِب ْال َم ْش َرفِيه ِة ت َ ِط ُ‬ ‫ض ْر ٌ‬ ‫ي ذَ ِل َك َ‬ ‫ْط‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫أُ‬
‫َ‬
‫َّللاُ بَ ْعدَ ذَ ِل َك ما يَشا ُء ‪.‬‬ ‫س َوا ِعدُ َو ْاْل َ ْقدَا ُم َويَ ْفعَ ُل ه‬ ‫ال ه‬

‫طريقُالسداد‬
‫ي َح ٌّق فَأ َ هما َحقُّ ُك ْم َ‬
‫علَ ه‬
‫ي‬ ‫علَ ه‬ ‫علَ ْي ُك ْم َحقّا ً َولَ ُك ْم َ‬‫اس ِإ هن ِلي َ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم َوت َ ْع ِلي ُم ُك ْم َكي َْال تَ ْج َهلُوا‬ ‫صي َحةُ لَ ُك ْم َوت َ ْو ِف ُ‬
‫ير فَ ْي ِئ ُك ْم َ‬ ‫فَالنه ِ‬
‫َوتَأْدِيبُ ُك ْم َك ْي َما ت َ ْعلَ ُموا َوأ َ هما َح ِقّي َ‬
‫علَ ْي ُك ْم فَ ْال َوفَا ُء ِب ْالبَ ْيعَ ِة‬
‫عو ُك ْم‬ ‫اْل َجابَةُ ِحينَ أ َ ْد ُ‬ ‫ب َو ْ ِ‬ ‫صي َحةُ ِفي ْال َم ْش َه ِد َو ْال َم ِغي ِ‬ ‫َوالنه ِ‬
‫عةُ ِحينَ آ ُم ُر ُك ْم‪.‬‬ ‫َو ه‬
‫الطا َ‬
‫]‪[35‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫بعدُالتحكيمُوُماُبلغهُمنُأمرُالحكمينُوُفيهاُحمدُّللاُعلىُبَلئه‪ُ،‬ثمُبيانُسببُ‬
‫البلوى‬

‫الحمدُعلىُالبَلء‬
‫ث ْال َج ِلي ِل‬
‫ِح َو ْال َحدَ ِ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ َو ِإ ْن أَتَى الده ْه ُر ِب ْالخ ْ‬
‫ب ْالفَاد ِ‬‫َط ِ‬
‫غي ُْرهُ َوأ َ هن‬ ‫ْس َمعَهُ ِإلَهٌ َ‬ ‫يك لَهُ لَي َ‬ ‫َوأ َ ْش َهدُ أ َ ْن َال ِإلَهَ ِإ هال ه‬
‫َّللاُ َال ش َِر َ‬
‫سولُهُ صلى هللا عليه وآله‪.‬‬ ‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬‫ُم َح همدا ً َ‬

‫سببُالبلوى‬
‫ث‬‫ور ُ‬ ‫ب تُ ِ‬ ‫ق ْالعَا ِل ِم ْال ُم َج ِ ّر ِ‬
‫ش ِفي ِ‬ ‫ح ال ه‬‫اص ِ‬‫صيَةَ النه ِ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن َم ْع ِ‬
‫ب النهدَا َمةَ َوقَ ْد ُك ْنتُ أَ َم ْرت ُ ُك ْم فِي َه ِذ ِه ْال ُح ُكو َم ِة‬ ‫ْال َح ْس َرةَ َوت ُ ْع ِق ُ‬
‫ير أ َ ْم ٌر‬‫ص ٍ‬ ‫ع ِلقَ ِ‬ ‫أَ ْم ِري َونَخ َْلتُ لَ ُك ْم َم ْخ ُزونَ َرأْ ِيي لَ ْو َكانَ يُ َ‬
‫طا ُ‬
‫صاةِ َحتهى‬ ‫ي ِإبَا َء ْال ُمخَا ِل ِفينَ ْال ُجفَاةِ َو ْال ُمنَا ِبذِينَ ْالعُ َ‬ ‫فَأَبَ ْيت ُ ْم َ‬
‫علَ ه‬
‫الز ْندُ ِبقَ ْد ِح ِه فَ ُك ْنتُ أَنَا َو ِإيها ُك ْم‬
‫ض هن ه‬ ‫ص ِح ِه َو َ‬ ‫اص ُح ِبنُ ْ‬ ‫اب النه ِ‬ ‫ارت َ َ‬ ‫ْ‬
‫َك َما قَا َل أ َ ُخو َه َو ِازنَ ‪:‬‬
‫ض َحى‬ ‫ص َح ِإ هال ُ‬ ‫اللّ َوى * فَلَ ْم ت َ ْستَ ِبينُوا النُّ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫أَ َم ْرت ُ ُك ْم أَ ْم ِري ِب ُم ْنعَ َر ِ‬
‫ْالغَ ِد‬

‫]‪[36‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُتخويفُأهلُالنهروان‬

‫ض ِام‬ ‫َاء َهذَا النه َه ِر َو ِبأ َ ْه َ‬ ‫ص ْر َعى ِبأَثْن ِ‬ ‫ص ِب ُحوا َ‬ ‫ِير لَ ُك ْم أ َ ْن ت ُ ْ‬‫فَأَنَا نَذ ٌ‬
‫ين َمعَ ُك ْم قَ ْد‬ ‫ان ُم ِب ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫علَى َ‬
‫غي ِْر بَ ِيّنَ ٍة ِم ْن َربِّ ُك ْم َو َال ُ‬ ‫َهذَا ْالغَا ِئ ِط َ‬
‫ع ْن َه ِذ ِه‬ ‫ار َوقَ ْد ُك ْنتُ نَ َه ْيت ُ ُك ْم َ‬‫احتَبَلَ ُك ُم ْال ِم ْقدَ ُ‬
‫ار َو ْ‬ ‫ت ِب ُك ُم الده ُ‬ ‫ط هو َح ْ‬‫َ‬
‫ص َر ْفتُ َرأْ ِيي ِإلَى‬ ‫ي ِإبَا َء ْال ُمنَا ِبذِينَ َحتهى َ‬ ‫ْال ُح ُكو َم ِة فَأَبَ ْيت ُ ْم َ‬
‫علَ ه‬
‫ت َال أ َبَا‬ ‫سفَ َها ُء ْاْل َ ْح َال ِم َولَ ْم آ ِ‬ ‫َه َوا ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم َمعَا ِش ُر أ َ ِخفها ُء ْال َه ِام ُ‬
‫لَ ُك ْم بُ ْجرا ً َو َال أ َ َردْتُ لَ ُك ْم ُ‬
‫ض ّرا ً ‪.‬‬
‫]‪[37‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيجريُمجرىُالخطبةُوُفيهُيذكرُفضائلهُعليهُالسَلمُ‬
‫قالهُبعدُوقعةُالنهروان‬

‫ط ْقتُ ِحينَ‬ ‫طله ْعتُ ِحينَ تَقَبهعُوا َونَ َ‬ ‫فَقُ ْمتُ ِب ْاْل َ ْم ِر ِحينَ فَ ِشلُوا َوتَ َ‬
‫ض ُه ْم‬‫َّللاِ ِحينَ َوقَفُوا ‪َ ،‬و ُك ْنتُ أ َ ْخفَ َ‬ ‫ور ه‬ ‫ضيْتُ ِبنُ ِ‬ ‫ت َ ْعتَعُوا ‪َ ،‬و َم َ‬
‫ص ْوتا ً ‪َ ،‬وأَع َْال ُه ْم فَ ْوتا ً ‪ ،‬فَ ِط ْرتُ ِب ِعنَانِ َها ‪َ ،‬وا ْست َ ْبدَدْتُ ِب ِر َهانِ َها ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ف ‪ ،‬لَ ْم يَ ُك ْن‬ ‫اص ُ‬ ‫ف‪َ ،‬و َال ت ُ ِزيلُهُ ْالعَ َو ِ‬ ‫اص ُ‬ ‫َك ْال َجبَ ِل َال ت ُ َح ِ ّر ُكهُ ْالقَ َو ِ‬
‫ع ِز ٌ‬
‫يز‬ ‫ي َم ْغ َم ٌز ‪ ،‬الذه ِلي ُل ِع ْندِي َ‬ ‫ي َم ْه َم ٌز ‪َ ،‬و َال ِلقَائِ ٍل فِ ه‬ ‫ِْل َ َح ٍد فِ ه‬
‫يف َحتهى آ ُخذَ ْال َح هق ِم ْنهُ‬ ‫ض ِع ٌ‬ ‫ي ِع ْندِي َ‬ ‫َحتهى آ ُخذَ ْال َح هق لَهُ ‪َ ،‬و ْالقَ ِو ُّ‬
‫سله ْمنَا ِ هّلِلِ أَ ْم َرهُ ‪ ،‬أَ تَ َرانِي أَ ْكذ ُ‬
‫ِب‬ ‫ضا َءهُ ‪َ ،‬و َ‬ ‫َّللاِ قَ َ‬
‫ع ِن ه‬ ‫ضينَا َ‬ ‫‪َ ،‬ر ِ‬
‫صدهقَهُ‬ ‫َّللاِ َْلَنَا أَ هو ُل َم ْن َ‬‫َّللا صلى هللا عليه وآله‪َ ،‬و ه‬ ‫سو ِل ه ِ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫َ‬
‫عتِي‬ ‫طا َ‬ ‫ظ ْرتُ فِي أَ ْم ِري فَإِذَا َ‬ ‫علَ ْي ِه‪ ،‬فَنَ َ‬
‫ب َ‬ ‫ون أَ هو َل َم ْن َكذَ َ‬ ‫‪ ،‬فَ َال أ َ ُك ُ‬
‫عنُ ِقي ِلغَي ِْري‪.‬‬‫اق ِفي ُ‬ ‫ت بَ ْيعَتِي ‪َ ،‬و ِإذَا ْال ِميث َ ُ‬ ‫قَ ْد َ‬
‫سبَقَ ْ‬
‫]‪[38‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُعلةُتسميةُالشبهةُشبهةُثمُبيانُحالُالناسُ‬
‫فيها‬

‫ش ْب َهةً ِْلَنه َها ت ُ ْش ِبهُ ْال َح هق فَأ َ هما أَ ْو ِليَا ُء ه‬


‫َّللاِ‬ ‫ش ْب َهةُ ُ‬
‫ت ال ُّ‬ ‫َو ِإنه َما ُ‬
‫س ِ ّميَ ِ‬
‫س ْمتُ ْال ُهدَى َوأَ هما أَ ْعدَا ُء ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ين َودَ ِليلُ ُه ْم َ‬‫ضيَاؤُ ُه ْم فِي َها ْاليَ ِق ُ‬ ‫فَ ِ‬
‫ض َال ُل َودَ ِليلُ ُه ُم ْالعَ َمى فَ َما يَ ْن ُجو ِمنَ ْال َم ْو ِ‬
‫ت َم ْن‬ ‫عا ُؤ ُه ْم فِي َها ال ه‬ ‫فَدُ َ‬
‫طى ْالبَقَا َء َم ْن أ َ َحبههُ ‪.‬‬ ‫خَافَهُ َو َال يُ ْع َ‬
‫]‪[39‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫خطبهاُعندُعلمهُبغزوةُالنعمانُبنُبشيرُصاحبُمعاويةُلعينُالتمر‬
‫وفيهاُيبديُعذرهُويستنهضُالناسُلنصرته‬

‫يب ِإذَا دَ َع ْوتُ َال أَبَا لَ ُك ْم‬ ‫ُمنِيتُ ِب َم ْن َال يُ ِطي ُع ِإذَا أ َ َم ْرتُ َو َال يُ ِج ُ‬
‫ِين يَ ْج َمعُ ُك ْم َو َال َح ِميهةَ‬ ‫ص ِر ُك ْم َربه ُك ْم أَ َما د ٌ‬ ‫َما ت َ ْنت َ ِظ ُرونَ ِبنَ ْ‬
‫ص ِرخا ً َوأُنَادِي ُك ْم ُمتَغ ّ َِوثا ً فَ َال تَ ْس َمعُونَ ِلي‬ ‫ش ُك ْم أَقُو ُم فِي ُك ْم ُم ْست َ ْ‬ ‫ت ُ ْح ِم ُ‬
‫ب‬
‫ع َواقِ ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ور َ‬ ‫ف ْاْل ُ ُم ُ‬ ‫ش َ‬ ‫قَ ْو ًال َو َال ت ُ ِطيعُونَ ِلي أَ ْمرا ً َحتهى تَ َك ه‬
‫ع ْوت ُ ُك ْم ِإلَى‬‫ار َو َال يُ ْبلَ ُغ ِب ُك ْم َم َرا ٌم دَ َ‬ ‫سا َءةِ فَ َما يُ ْد َر ُك ِب ُك ْم ث َ ٌ‬ ‫ْال َم َ‬
‫س ِ ّر َوتَثَاقَ ْلت ُ ْم تَثَاقُ َل‬
‫ص ِر ِإ ْخ َوانِ ُك ْم فَ َج ْر َج ْرت ُ ْم َج ْر َج َرةَ ْال َج َم ِل ْاْل َ َ‬ ‫نَ ْ‬
‫يف َكأَنهما‬ ‫ض ِع ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ي ِم ْن ُك ْم ُجنَ ْيدٌ ُمتَذَا ِئ ٌ‬ ‫ض ِو ْاْل َ ْدبَ ِر ث ُ هم خ ََر َج ِإلَ ه‬ ‫ال ِنّ ْ‬
‫ظ ُرونَ ‪.‬‬ ‫ت َو ُه ْم يَ ْن ُ‬ ‫يُساقُونَ ِإلَى ْال َم ْو ِ‬
‫قال السيد الشريف ‪ :‬أقول ‪ ،‬قوله ( عليه السالم ) " متذائب " أي مضطرب من‬
‫قولهم تذاءبت الريح أي اضطرب هبوبها و منه سمي الذئب ذئبا الضطراب مشيته‬
‫‪.‬‬
‫]‪[40‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالخوارجُلماُسمعُقولهمُ"الُحكمُإالُهلل"‬

‫اط ٌل نَعَ ْم ِإنههُ َال ُح ْك َم ِإ هال‬ ‫ق يُ َرادُ ِب َها بَ ِ‬ ‫قَا َل عليه السالم‪َ :‬ك ِل َمةُ َح ّ ٍ‬
‫اس ِم ْن‬ ‫ِ هّلِلِ َولَ ِك هن َه ُؤ َال ِء َيقُولُونَ َال ِإ ْم َرةَ ِإ هال ِ هّلِلِ َو ِإنههُ َال بُده ِللنه ِ‬
‫اج ٍر يَ ْع َم ُل فِي ِإ ْم َرتِ ِه ْال ُمؤْ ِم ُن َويَ ْستَ ْمتِ ُع فِي َها ْال َكافِ ُر‬ ‫ير بَ ٍ ّر أ َ ْو فَ ِ‬ ‫أَ ِم ٍ‬
‫َّللاُ فِي َها ْاْل َ َج َل َويُ ْج َم ُع ِب ِه ْالفَ ْي ُء َويُقَاتَ ُل ِب ِه ْالعَد ُُّو َوتَأ ْ َم ُن‬ ‫َويُبَ ِلّ ُغ ه‬
‫ي ِ َحتهى يَ ْستَ ِري َح بَ ٌّر‬ ‫يف ِمنَ ْالقَ ِو ّ‬ ‫ض ِع ِ‬ ‫سبُ ُل َويُؤْ َخذُ ِب ِه ِلل ه‬ ‫ِب ِه ال ُّ‬
‫اج ٍر ‪َ .‬وفِي ِر َوايَ ٍة أ ُ ْخ َرى أَنههُ ( عليه السالم‬ ‫َويُ ْست َ َرا َح ِم ْن فَ ِ‬
‫َّللاِ أ َ ْنتَ ِظ ُر ِفي ُك ْم ‪َ .‬وقَا َل ‪ :‬أ َ هما‬
‫س ِم َع ت َ ْح ِكي َم ُه ْم قَا َل ‪ُ :‬ح ْك َم ه‬ ‫) لَ هما َ‬
‫اج َرة ُ فَيَتَ َمت ه ُع فِي َها‬‫اْل ْم َرة ُ ْالفَ ِ‬
‫ي َوأَ هما ْ ِ‬ ‫اْل ْم َرة ُ ْالبَ هرة ُ فَيَ ْع َم ُل فِي َها الت ه ِق ُّ‬‫ِْ‬
‫ي ِإلَى أ َ ْن ت َ ْنقَ ِط َع ُمدهتُهُ َوت ُ ْد ِر َكهُ َمنِيهتُهُ ‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫ش ِق ُّ‬
‫]‪[41‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُينهىُعنُالغدرُويحذرُمنه‬

‫ق َو َال أ َ ْعلَ ُم ُجنهةً أ َ ْوقَى ِم ْنهُ َو َما‬ ‫ص ْد ِ‬‫اس ِإ هن ْال َوفَا َء تَ ْوأَ ُم ال ِ ّ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ان قَ ِد ات ه َخذَ‬ ‫صبَ ْحنَا فِي زَ َم ٍ‬ ‫ْف ْال َم ْر ِج ُع َولَقَ ْد أ َ ْ‬ ‫ع ِل َم َكي َ‬ ‫يَ ْغد ُِر َم ْن َ‬
‫سبَ ُه ْم أَ ْه ُل ْال َج ْه ِل فِي ِه ِإلَى ُح ْس ِن ْال ِحيلَ ِة‬ ‫أ َ ْكث َ ُر أ َ ْه ِل ِه ْالغَ ْد َر َكيْسا ً َونَ َ‬
‫ب َو ْجهَ ْال ِحيلَ ِة َودُونَ َها َمانِ ٌع‬ ‫َّللاُ قَ ْد يَ َرى ْال ُح هو ُل ْالقُله ُ‬ ‫َما لَ ُه ْم قَاتَلَ ُه ُم ه‬
‫عي ٍْن بَ ْعدَ ْالقُ ْد َرةِ َعلَ ْي َها َويَ ْنت َ ِه ُز‬ ‫ي َ‬ ‫ْ‬ ‫ِم ْن أ َ ْم ِر ه‬
‫َّللاِ َونَ ْه ِي ِه فَيَدَ ُ‬
‫ع َها َرأ َ‬
‫صت َ َها َم ْن َال َح ِري َجةَ لَهُ فِي الدّ ِ‬
‫ِين‪.‬‬ ‫فُ ْر َ‬
‫]‪[42‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوفيهُيحذرُمنُاتباعُالهوىُوطولُاألملُفيُالدنيا‬

‫ع ْال َه َوى‬ ‫علَ ْي ُك ُم اثْن ِ‬


‫َان ا ِت ّبَا ُ‬ ‫َاف َ‬ ‫ف َما أَخ ُ‬ ‫اس ِإ هن أ َ ْخ َو َ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫طو ُل‬ ‫ق َوأَ هما ُ‬ ‫ع ِن ْال َح ّ ِ‬ ‫صدُّ َ‬ ‫ع ْال َه َوى فَيَ ُ‬ ‫طو ُل ْاْل َ َم ِل فَأ َ هما ا ِت ّبَا ُ‬ ‫َو ُ‬
‫ت َحذها َء فَلَ ْم يَبْقَ ِم ْن َها‬ ‫ْاْل َ َم ِل فَيُ ْنسِي ْاآل ِخ َرة َ أ َ َال َو ِإ هن الدُّ ْنيَا قَ ْد َوله ْ‬
‫صابُّ َها أ َ َال َو ِإ هن ْاآل ِخ َرةَ قَ ْد‬ ‫طبه َها َ‬ ‫ص َ‬ ‫َاء ا ْ‬ ‫صبَابَ ِة ْ ِ‬
‫اْلن ِ‬ ‫صبَابَةٌ َك ُ‬ ‫ِإ هال ُ‬
‫َاء ْاآل ِخ َر ِة َو َال تَ ُكونُوا‬ ‫ت َو ِل ُك ٍّل ِم ْن ُه َما بَنُونَ فَ ُكونُوا ِم ْن أَ ْبن ِ‬ ‫أَ ْقبَلَ ْ‬
‫سيُ ْل َح ُق ِبأ َ ِبي ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َو ِإ هن ْاليَ ْو َم‬ ‫َاء الدُّ ْنيَا فَإِ هن ُك هل َولَ ٍد َ‬ ‫ِم ْن أ َ ْبن ِ‬
‫ع َم َل‪.‬‬ ‫اب َو َال َ‬ ‫س ٌ‬ ‫اب َوغَدا ً ِح َ‬ ‫س َ‬ ‫ع َم ٌل َو َال ِح َ‬ ‫َ‬
‫قال الشريف ‪ :‬أقول ‪ " ،‬الحذاء السريعة " ‪ ،‬و من الناس من يرويه " جذاء " ‪.‬‬
‫]‪[43‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوقدُأشارُعليهُأصحابهُباالستعدادُلحربُأهلُالشام‬
‫بعدُإرسالهُجريرُبنُعبدُهللاُالبجليُإلىُمعاويةُولمُينزلُمعاويةُعلىُبيعته‬

‫ش ِام‬‫ير ِع ْندَ ُه ْم ِإ ْغ َال ٌق ِلل ه‬ ‫ش ِام َو َج ِر ٌ‬ ‫ب أ َ ْه ِل ال ه‬ ‫ِإ هن ا ْستِ ْعدَادِي ِل َح ْر ِ‬


‫ير َو ْقتا ً‬ ‫ت ِل َج ِر ٍ‬ ‫ع ْن َخي ٍْر ِإ ْن أَ َرادُوهُ َولَ ِك ْن قَ ْد َوقه ُّ‬ ‫ف ِْل َ ْه ِل ِه َ‬‫ص ْر ٌ‬‫َو َ‬
‫ي ِع ْندِي َم َع ْاْلَنَاةِ‬ ‫الرأْ ُ‬
‫اصيا ً َو ه‬ ‫ع ِ‬ ‫َال يُ ِقي ُم بَ ْعدَهُ ِإ هال َم ْخدُوعا ً أَ ْو َ‬
‫ف َهذَا ْاْل َ ْم ِر‬ ‫ض َربْتُ أ َ ْن َ‬ ‫اْل ْعدَادَ َولَقَ ْد َ‬ ‫فَأ َ ْر ِودُوا َو َال أ َ ْك َرهُ لَ ُك ُم ْ ِ‬
‫ظ ْه َرهُ َوبَ ْ‬
‫طنَهُ فَلَ ْم أ َ َر ِلي فِي ِه ِإ هال ْال ِقتَا َل أ َ ِو ْال ُك ْف َر‬ ‫ع ْينَهُ َوقَلهبْتُ َ‬ ‫َو َ‬
‫علَى ْاْل ُ هم ِة َوا ٍل‬ ‫ِب َما َجا َء ُم َح همد ٌ صلى هللا عليه وآله ِإنههُ قَ ْد َكانَ َ‬
‫اس َمقَ ًاال فَقَالُوا ث ُ هم نَقَ ُموا فَغَي ُهروا‪.‬‬ ‫ث أ َ ْحدَاثا ً َوأَ ْو َجدَ النه َ‬ ‫أ َ ْحدَ َ‬
‫]‪[44‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫لماُهربُمصقلةُبنُهبيرةُالشيبانيُإلىُمعاوية‪ُ،‬وكانُقدُابتاعُسبيُبنيُناجيةُ‬
‫منُعاملُأميرُالمؤمنينُعليهُالسَلمُوأعتقهم‬
‫فلماُطالبهُبالمالُخاسُبهُوهربُإلىُالشام‬

‫طقَ‬‫ار ْالعَ ِبي ِد فَ َما أَ ْن َ‬


‫سادَةِ َوفَ هر فِ َر َ‬‫صقَلَةَ فَعَ َل فِ ْع َل ال ه‬ ‫قَبه َح ه‬
‫َّللاُ َم ْ‬
‫اصفَهُ َحتهى بَ هكتَهُ َولَ ْو أَقَ َ‬
‫ام‬ ‫صدهقَ َو ِ‬ ‫َما ِد َحهُ َحتهى أ َ ْس َكتَهُ َو َال َ‬
‫ورهُ َوا ْنت َ َ‬
‫ظ ْرنَا بِ َما ِل ِه ُوفُ َ‬
‫ورهُ‪.‬‬ ‫س َ‬‫َْل َ َخ ْذنَا َم ْي ُ‬
‫]‪[45‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوهوُبعضُخطبةُطويلةُخطبهاُيومُالفطرُوفيهاُ‬
‫يحمدُهللاُويذمُالدنيا‬

‫حمدُهللا‬
‫غي َْر َم ْقنُوطٍ ِم ْن َر ْح َم ِت ِه َو َال َم ْخلُ ّ ٍو ِم ْن ِن ْع َم ِت ِه َو َال‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ َ‬
‫ع ْن ِعبَادَتِ ِه الهذِي َال تَب َْر ُح ِم ْنهُ‬ ‫وس ِم ْن َم ْغ ِف َرتِ ِه َو َال ُم ْست َ ْن َكفٍ َ‬ ‫َمأْيُ ٍ‬
‫َر ْح َمةٌ َو َال ت ُ ْفقَدُ لَهُ نِ ْع َمة‪.‬‬

‫ذمُالدنيا‬
‫ي ُح ْل َوة ٌ‬ ‫ي لَ َها ْالفَنَا ُء َو ِْل َ ْه ِل َها ِم ْن َها ْال َج َال ُء َو ِه َ‬
‫ار ُمنِ َ‬‫َوالدُّ ْنيَا دَ ٌ‬
‫ارت َ ِحلُوا‬ ‫ب النه ِ‬
‫اظ ِر فَ ْ‬ ‫ت ِبقَ ْل ِ‬‫س ْ‬ ‫ب َو ْالتَبَ َ‬ ‫ت ِل ه‬
‫لطا ِل ِ‬ ‫ع ِجلَ ْ‬‫َخض َْرا ُء َوقَ ْد َ‬
‫الزا ِد َو َال تَ ْسأَلُوا ِفي َها فَ ْوقَ‬ ‫س ِن َما بِ َحض َْرتِ ُك ْم ِمنَ ه‬ ‫ِم ْن َها ِبأ َ ْح َ‬
‫طلُبُوا ِم ْن َها أَ ْكثَ َر ِمنَ ْالبَ َالغِ‪.‬‬ ‫اف َو َال ت َ ْ‬‫ْال َكفَ ِ‬
‫]‪[46‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُعندُعزمهُعلىُالمسيرُإلىُالشامُوُهوُدعاءُدعاُبهُ‬
‫ربهُعندُوضعُرجلهُفيُالركاب‬

‫وء‬
‫س ِ‬ ‫ب َو ُ‬ ‫سفَ ِر َو َكآبَ ِة ْال ُم ْنقَلَ ِ‬ ‫اء ال ه‬ ‫عوذُ ِب َك ِم ْن َو ْعث َ ِ‬ ‫الله ُه هم ِإ ِنّي أَ ُ‬
‫سفَ ِر‬
‫ب فِي ال ه‬ ‫اح ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ال ه‬ ‫ظ ِر فِي ْاْل َ ْه ِل َو ْال َما ِل َو ْال َولَ ِد الله ُه هم أ َ ْن َ‬ ‫ْال َم ْن َ‬
‫ف َال‬ ‫غي ُْر َك ِْل َ هن ْال ُم ْستَ ْخلَ َ‬ ‫ت ْال َخ ِليفَةُ فِي ْاْل َ ْه ِل َو َال يَ ْج َمعُ ُه َما َ‬ ‫َوأ َ ْن َ‬
‫ون ُم ْست َ ْخلَفا ً ‪.‬‬ ‫ب َال يَ ُك ُ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ص َحبا ً َو ْال ُم ْست َ ْ‬ ‫ون ُم ْست َ ْ‬ ‫يَ ُك ُ‬
‫قال السيد الشريف رضي هللا عنه ‪ :‬و ابتداء هذا الكالم مروي عن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله وقد قفاه أمير المؤمنين عليه السالم بأبلغ كالم و تممه‬
‫بأحسن تمام من قوله " و ال يجمعهما غيرك " إلى آخر الفصل ‪.‬‬
‫]‪[47‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُذكرُالكوفة‬

‫ي ِ ت ُ ْع َر ِكينَ ِبالنه َو ِاز ِل‬ ‫ِيم ْالعُ َك ِ‬


‫اظ ّ‬ ‫َكأ َ ِنّي ِب ِك يَا ُكوفَةُ ت ُ َمدِّينَ َمده ْاْلَد ِ‬
‫سوءا ً ِإ هال‬‫هار ُ‬‫الز َال ِز ِل َو ِإ ِنّي َْل َ ْعلَ ُم أَنههُ َما أ َ َرادَ ِب ِك َجب ٌ‬
‫َوت ُ ْر َك ِبينَ ِب ه‬
‫ا ْبت َ َالهُ ه‬
‫َّللاُ بِشَا ِغ ٍل َو َر َماهُ بِقَاتِ ٍل‪.‬‬
‫]‪[48‬‬

‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُعندُالمسيرُإلىُالشامُقيلُإنهُخطبُبهاُوهوُ‬
‫بالنخيلةُخارجاُمنُالكوفةُإلىُصفين‬

‫سقَ َو ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ُكله َما َال َح ن َْج ٌم َو َخفَقَ‬ ‫غ َ‬‫ب لَ ْي ٌل َو َ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ُكله َما َوقَ َ‬
‫ضا ِل أَ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد‬ ‫اْل ْف َ‬ ‫اْل ْنعَ ِام َو َال ُم َكافَإِ ْ ِ‬
‫غي َْر َم ْفقُو ِد ْ ِ‬ ‫َو ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ َ‬
‫اط َحتهى يَأْتِيَ ُه ْم أَ ْم ِري‬ ‫ط ِ‬ ‫وم َهذَا ْال ِم ْل َ‬
‫بَعَثْتُ ُمقَ ِدّ َمتِي َوأ َ َم ْرت ُ ُه ْم ِبلُ ُز ِ‬
‫طنِينَ‬‫طفَةَ ِإلَى ِش ْر ِذ َم ٍة ِم ْن ُك ْم ُم َو ِ ّ‬ ‫ط َع َه ِذ ِه النُّ ْ‬ ‫َوقَ ْد َرأَيْتُ أ َ ْن أ َ ْق َ‬
‫عد ّ ُِو ُك ْم َوأَ ْجعَلَ ُه ْم ِم ْن أَ ْمدَا ِد‬ ‫ض ُه ْم َمعَ ُك ْم ِإلَى َ‬ ‫َاف د ِْجلَةَ فَأ ُ ْن ِه َ‬ ‫أَ ْكن َ‬
‫ْالقُ هو ِة لَ ُك ْم‪.‬‬
‫قال السيد الشريف‪ :‬أقول يعني عليه السالم بالملطاط هاهنا السمت الذي أمرهم‬
‫بلزومه وهو شاطئ الفرات ويقال ذلك أيضا لشاطئ البحر وأصله ما استوى من‬
‫اْلرض و يعني بالنطفة ماء الفرات وهو من غريب العبارات وعجيبها ‪.‬‬
‫]‪[49‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوفيهُجملةُمنُصفاتُالربوبيةُوالعلمُاإللهي‬

‫ور‬
‫الظ ُه ِ‬ ‫علَ ْي ِه أَع َْال ُم ُّ‬ ‫ت َ‬ ‫ت ْاْل َ ُم ُو ِر َودَله ْ‬ ‫طنَ َخ ِفيها ِ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي بَ َ‬
‫ب‬‫عي ُْن َم ْن لَ ْم يَ َرهُ ت ُ ْن ِك ُرهُ َو َال قَ ْل ُ‬ ‫ير فَ َال َ‬ ‫ص ِ‬ ‫عي ِْن ْالبَ ِ‬ ‫علَى َ‬ ‫َو ْامتَنَ َع َ‬
‫ش ْي َء أَ ْعلَى ِم ْنهُ َوقَ ُر َ‬
‫ب‬ ‫سبَقَ فِي ْالعُلُ ّ ِو فَ َال َ‬ ‫ْص ُرهُ َ‬ ‫َم ْن أَثْبَتَهُ يُب ِ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ع ْن َ‬‫ب ِم ْنهُ فَ َال ا ْس ِت ْع َال ُؤهُ بَا َعدَهُ َ‬ ‫ش ْي َء أ َ ْق َر ُ‬‫ِفي الدُّنُ ّ ِو فَ َال َ‬
‫علَى‬ ‫ط ِل ِع ْالعُقُو َل َ‬ ‫ان ِب ِه لَ ْم يُ ْ‬
‫س َاوا ُه ْم ِفي ْال َم َك ِ‬ ‫ِم ْن خ َْل ِق ِه َو َال قُ ْربُهُ َ‬
‫ب َم ْع ِرفَ ِت ِه فَ ُه َو الهذِي ت َ ْش َهدُ لَهُ‬ ‫اج ِ‬ ‫ع ْن َو ِ‬ ‫صفَ ِت ِه َولَ ْم يَ ْح ُج ْب َها َ‬ ‫ت َ ْحدِي ِد ِ‬
‫ع هما‬ ‫ب ذِي ْال ُج ُحو ِد تَعَالَى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫علَى ِإ ْق َر ِار قَ ْل ِ‬ ‫أَع َْال ُم ْال ُو ُجو ِد َ‬
‫علُ ّوا ً َك ِبيرا ً ‪.‬‬‫احدُونَ لَهُ ُ‬ ‫ش ِبّ ُهونَ ِب ِه َو ْال َج ِ‬ ‫يَقُولُهُ ْال ُم َ‬
‫]‪[50‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوفيهُبيانُلماُيخربُالعالمُبهُمنُالفتنُوُبيانُهذهُ‬
‫الفتن‬

‫ف فِي َها‬ ‫ع يُخَالَ ُ‬ ‫ِإنه َما بَ ْد ُء ُوقُوعِ ْال ِفت َ ِن أَ ْه َوا ٌء تُتهبَ ُع َوأ َ ْح َكا ٌم ت ُ ْبتَدَ ُ‬
‫َّللاِ فَلَ ْو أَ هن‬
‫ِين ه‬‫غي ِْر د ِ‬ ‫علَى َ‬ ‫علَ ْي َها ِر َجا ٌل ِر َج ًاال َ‬ ‫َّللاِ َويَتَ َولهى َ‬‫اب ه‬‫ِكت َ ُ‬
‫علَى ْال ُم ْرتَادِينَ َولَ ْو أ َ هن‬ ‫ف َ‬ ‫ق لَ ْم يَ ْخ َ‬ ‫اج ْال َح ّ ِ‬
‫ص ِم ْن ِمزَ ِ‬ ‫اط َل َخلَ َ‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫س ُن ْال ُمعَانِدِينَ‬‫ع ْنهُ أَ ْل ُ‬‫ت َ‬ ‫طع َ ْ‬ ‫اط ِل ا ْنقَ َ‬ ‫ص ِم ْن لَب ِْس ْالبَ ِ‬ ‫ْال َح هق َخلَ َ‬
‫ان فَ ُهنَا ِل َك‬
‫ث فَيُ ْمزَ َج ِ‬ ‫ض ْغ ٌ‬ ‫ث َو ِم ْن َهذَا ِ‬ ‫ض ْغ ٌ‬ ‫َولَ ِك ْن يُؤْ َخذُ ِم ْن َهذَا ِ‬
‫ت لَ ُه ْم ِمنَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫سبَقَ ْ‬‫علَى أَ ْو ِليَا ِئ ِه َويَ ْن ُجو الهذِينَ َ‬ ‫ان َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬
‫يَ ْست َ ْو ِلي ال ه‬
‫ْال ُح ْسنى ‪.‬‬
‫]‪[51‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫لماُغلبُأصحابُمعاويةُأصحابهُعليهُالسَلمُعلىُشريعةُالفراتُبصفينُوُ‬
‫منعوهمُالماء‬

‫ير َم َحله ٍة أَ ْو َر ُّووا‬ ‫علَى َمذَله ٍة َوتَأ ْ ِخ ِ‬ ‫قَ ِد ا ْستَ ْ‬


‫طعَ ُمو ُك ُم ْال ِقتَا َل فَأَقِ ُّروا َ‬
‫اء فَ ْال َم ْوتُ فِي َحيَا ِت ُك ْم‬ ‫اء تَ ْر َو ْوا ِمنَ ْال َم ِ‬
‫وف ِمنَ ال ِدّ َم ِ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫ال ُّ‬
‫ورينَ َو ْال َحيَاة ُ ِفي َم ْو ِت ُك ْم قَا ِه ِرينَ أَ َال َو ِإ هن ُمعَا ِويَةَ قَادَ لُ َمةً‬ ‫َم ْق ُه ِ‬
‫ور ُه ْم أَ ْغ َر َ‬
‫اض‬ ‫علَ ْي ِه ُم ْال َخبَ َر َحتهى َجعَلُوا نُ ُح َ‬ ‫س َ‬ ‫ع هم َ‬ ‫ِمنَ ْالغُ َوا ِة َو َ‬
‫ْال َم ِنيه ِة‪.‬‬
‫]‪[52‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫وُهيُفيُالتزهيدُفيُالدنياُوُثوابُهللاُللزاهدُوُنعمُهللاُعلىُالخالق‬

‫التزهيدُفيُالدنيا‬
‫ضاءٍ َوتَنَ هك َر َم ْع ُروفُ َها‬ ‫َت ِبا ْن ِق َ‬‫ت َوآذَن ْ‬ ‫ص هر َم ْ‬ ‫أَ َال َو ِإ هن الدُّ ْنيَا قَ ْد ت َ َ‬
‫س هكانَ َها َوتَ ْحدُو ِب ْال َم ْو ِ‬
‫ت‬ ‫َاء ُ‬ ‫ي ت َ ْح ِف ُز ِب ْالفَن ِ‬ ‫ت َحذها َء فَ ِه َ‬ ‫َوأ َ ْدبَ َر ْ‬
‫ص ْفوا ً‬ ‫يرانَ َها َوقَ ْد أَ َم هر فِي َها َما َكانَ ُح ْلوا ً َو َكد َِر ِم ْن َها َما َكانَ َ‬ ‫ِج َ‬
‫ع ِة ْال َم ْقلَ ِة‬
‫عةٌ َك ُج ْر َ‬ ‫اْلدَ َاوةِ أَ ْو ُج ْر َ‬ ‫س َملَ ِة ْ ِ‬‫س َملَةٌ َك َ‬ ‫فَلَ ْم يَبْقَ ِم ْن َها ِإ هال َ‬
‫ع ْن َه ِذ ِه‬ ‫الر ِحي َل َ‬ ‫َّللاِ ه‬‫ان لَ ْم يَ ْنقَ ْع فَأ َ ْز ِمعُوا ِعبَادَ ه‬ ‫ص ْديَ ُ‬‫لَ ْو ت َ َم هززَ َها ال ه‬
‫علَى أ َ ْه ِل َها ه‬
‫الز َوا ُل َو َال يَ ْغ ِلبَنه ُك ْم ِفي َها ْاْل َ َم ُل َو َال‬ ‫ُور َ‬ ‫الده ِار ْال َم ْقد ِ‬
‫طولَ هن َعلَ ْي ُك ْم ِفي َها ْاْل َ َمدُ ‪.‬‬ ‫يَ ُ‬

‫ثوابُالزهاد‬
‫َّللاِ لَ ْو َحنَ ْنت ُ ْم َحنِينَ ْال ُوله ِه ْال ِع َجا ِل َودَ َع ْوت ُ ْم ِب َهدِي ِل ا ْل َح َم ِام‬
‫فَ َو ه‬
‫َّللاِ ِمنَ ْاْل َ ْم َوا ِل‬‫ان َوخ ََر ْجت ُ ْم ِإلَى ه‬ ‫َو َجأ َ ْرت ُ ْم ُج َؤ َ‬
‫ار ُمتَبَ ِت ّ ِلي ُّ‬
‫الر ْهبَ ِ‬
‫ارتِفَاعِ دَ َر َج ٍة ِع ْندَهُ أَ ْو‬ ‫اس ْالقُ ْربَ ِة ِإلَ ْي ِه فِي ْ‬ ‫َو ْاْل َ ْو َال ِد ْالتِ َم َ‬
‫يال فِي َما‬ ‫سلُهُ لَ َكانَ قَ ِل ً‬ ‫ظتْ َها ُر ُ‬‫صتْ َها ُكتُبُهُ َو َح ِف َ‬‫س ِيّئ َ ٍة أَ ْح َ‬
‫ان َ‬ ‫غ ْف َر ِ‬ ‫ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن ِعقَا ِب ِه ‪.‬‬
‫َاف َ‬‫أَ ْر ُجو لَ ُك ْم ِم ْن ث َ َوا ِب ِه َوأَخ ُ‬

‫نعمُهللا‬
‫عيُونُ ُك ْم ِم ْن َر ْغبَ ٍة ِإلَ ْي ِه‬ ‫ت ُ‬ ‫ت قُلُوبُ ُك ُم ا ْن ِميَاثا ً َو َ‬
‫سالَ ْ‬ ‫اّلِلِ لَ ِو ا ْن َماث َ ْ‬
‫َوت َ ه‬
‫ت‬‫ع ِ ّم ْرت ُ ْم فِي الدُّ ْنيَا َما الدُّ ْنيَا بَاقِيَةٌ َما َجزَ ْ‬ ‫أ َ ْو َر ْهبَ ٍة ِم ْنهُ دَما ً ث ُ هم ُ‬
‫ام‬
‫ظ َ‬‫علَ ْي ُك ُم ْال ِع َ‬ ‫شيْئا ً ِم ْن ُج ْه ِد ُك ْم أَ ْنعُ َمهُ َ‬
‫ع ْن ُك ْم َولَ ْو لَ ْم ت ُ ْبقُوا َ‬ ‫أَ ْع َمالُ ُك ْم َ‬
‫ان ‪.‬‬
‫ْلي َم ِ‬‫َو ُهدَاهُ ِإيها ُك ْم ِل ْ ِ‬
‫]‪[53‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُذكرىُيومُالنحرُوصفةُاألضحية‬

‫ت‬ ‫ع ْينِ َها فَإِذَا َ‬


‫س ِل َم ِ‬ ‫اف أُذُنِ َها َو َ‬
‫س َال َمةُ َ‬ ‫َو ِم ْن ت َ َم ِام ْاْلُض ِْحيه ِة ا ْستِ ْش َر ُ‬
‫ضبَا َء ْالقَ ْر ِن‬
‫ع ْ‬ ‫َت َ‬ ‫ت ْاْلُض ِْحيهةُ َوتَ هم ْ‬
‫ت َولَ ْو َكان ْ‬ ‫ْاْلُذُ ُن َو ْالعَي ُْن َ‬
‫س ِل َم ِ‬
‫س ِك‪.‬‬‫ت َ ُج ُّر ِر ْجلَ َها ِإلَى ْال َم ْن َ‬
‫قال السيد الشريف‪ :‬و المنسك هاهنا المذبح ‪.‬‬
‫]‪[54‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُيصفُأصحابهُبصفينُحينُطالُمنعهمُلهُمنُ‬
‫قتالُأهلُالشام‬

‫سلَ َها َرا ِعي َها‬ ‫اْل ِب ِل ْال ِه ِيم يَ ْو َم ِو ْر ِد َها َوقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫اك ْ ِ‬‫ي تَدَ ه‬‫فَتَدَا ُّكوا َعلَ ه‬
‫ض‬ ‫ض ُه ْم قَاتِ ُل بَ ْع ٍ‬‫ي أَ ْو بَ ْع ُ‬ ‫ظنَ ْنتُ أَنه ُه ْم قَاتِ ِل ه‬
‫ت َمثَانِي َها َحتهى َ‬ ‫َو ُخ ِلعَ ْ‬
‫ظ ْه َرهُ َحتهى َمنَعَنِي النه ْو َم فَ َما‬ ‫طنَهُ َو َ‬ ‫ي َوقَ ْد قَلهبْتُ َهذَا ْاْل َ ْم َر بَ ْ‬ ‫لَدَ ه‬
‫سعُنِي ِإ هال قِتَالُ ُه ْم أ َ ِو ْال ُج ُحودُ ِب َما َجا َء ِب ِه ُم َح همدٌ صلى‬ ‫َو َج ْدتُنِي يَ َ‬
‫ي ِم ْن ُمعَالَ َج ِة‬ ‫علَ ه‬ ‫َت ُمعَالَ َجةُ ْال ِقتَا ِل أ َ ْه َونَ َ‬ ‫هللا عليه وآله فَ َكان ْ‬
‫ت ْاآل ِخ َر ِة ‪.‬‬ ‫ي ِم ْن َم ْوتَا ِ‬ ‫ب َو َم ْوتَاتُ الدُّ ْنيَا أَ ْه َونَ َعلَ ه‬ ‫ْال ِعقَا ِ‬
‫]‪[55‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوقدُاستبطأُأصحابهُإذنهُلهمُفيُالقتالُبصفين‬

‫َّللاِ َما أُبَا ِلي دَخ َْلتُ ِإلَى‬ ‫ت فَ َو ه‬ ‫أ َ هما قَ ْولُ ُك ْم أ َ ُك هل ذَ ِل َك َك َرا ِهيَةَ ْال َم ْو ِ‬
‫ش ِام‬ ‫ش ّكا ً فِي أَ ْه ِل ال ه‬ ‫ي َوأَ هما قَ ْولُ ُك ْم َ‬ ‫ت أَ ْو خ ََر َج ْال َم ْوتُ ِإلَ ه‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫طائِفَةٌ‬ ‫ط َم ُع أَ ْن تَ ْل َحقَ بِي َ‬ ‫ب يَ ْوما ً ِإ هال َوأَنَا أ َ ْ‬ ‫َّللاِ َما دَفَ ْعتُ ْال َح ْر َ‬ ‫فَ َو ه‬
‫ي ِم ْن أَ ْن أَ ْقتُلَ َها‬
‫ب ِإلَ ه‬ ‫ض ْو ِئي َوذَ ِل َك أَ َح ُّ‬ ‫ش َو ِإلَى َ‬ ‫ِي ِبي َوت َ ْع ُ‬ ‫فَت َ ْهتَد َ‬
‫ام َها ‪.‬‬ ‫َت تَبُو ُء ِبآث َ ِ‬‫ض َال ِل َها َو ِإ ْن َكان ْ‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫]‪[56‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيصفُأصحابُرسولُهللاُوُذلكُيومُصفينُحينُأمرُ‬
‫الناسُبالصلح‬

‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله نَ ْقت ُ ُل آبَا َءنَا َوأ َ ْبنَا َءنَا‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َولَقَ ْد ُكنها َم َع َر ُ‬
‫ضيّا ً‬ ‫َو ِإ ْخ َوانَنَا َوأَ ْع َما َمنَا َما يَ ِزيدُنَا ذَ ِل َك ِإ هال ِإي َمانا ً َوتَ ْس ِليما ً َو ُم ِ‬
‫ض ْاْلَلَ ِم َو ِجدّا ً فِي ِج َها ِد ْالعَد ّ ُِو‬ ‫ض ِ‬‫علَى َم َ‬ ‫صبْرا ً َ‬ ‫علَى اللهقَ ِم َو َ‬ ‫َ‬
‫ص ُاو َل‬ ‫ص َاو َال ِن تَ َ‬ ‫عد ّ ُِونَا يَتَ َ‬‫الر ُج ُل ِمنها َو ْاآلخ َُر ِم ْن َ‬ ‫َولَقَ ْد َكانَ ه‬
‫ون‬ ‫س ْال َمنُ ِ‬ ‫احبَهُ َكأ ْ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫س ُه َما أَيُّ ُه َما يَ ْس ِقي َ‬ ‫ان أ َ ْنفُ َ‬
‫س ِ‬ ‫ْالفَ ْحلَي ِْن يَتَخَالَ َ‬
‫ص ْدقَنَا أ َ ْنزَ َل‬ ‫َّللاُ ِ‬ ‫عد ّ ُِونَا َو َم هرة ً ِلعَد ّ ُِونَا ِمنها فَلَ هما َرأَى ه‬ ‫فَ َم هرة ً لَنَا ِم ْن َ‬
‫اْل ْس َال ُم ُم ْل ِقيا ً‬ ‫ص َر َحتهى ا ْستَقَ هر ْ ِ‬ ‫علَ ْينَا النه ْ‬‫ْت َوأ َ ْنزَ َل َ‬ ‫ِبعَد ّ ُِونَا ْال َكب َ‬
‫ام‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫طانَهُ َولَعَ ْم ِري لَ ْو ُكنها نَأ ْ‬ ‫ِج َرانَهُ َو ُمتَبَ ّ ِوئا ً أ َ ْو َ‬
‫َ‬
‫َّللاِ لَتَ ْحتَ ِلبُنه َها دَما ً‬ ‫عودٌ َوا ْي ُم ه‬ ‫ان ُ‬ ‫ض هر ِل ْ ِ‬
‫ْلي َم ِ‬ ‫اخ َ‬ ‫ع ُمودٌ َو َال ْ‬ ‫ِللدّ ِ‬
‫ِين َ‬
‫َولَتُتْ ِبعُنه َها نَدَماً‪.‬‬
‫]‪[57‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُصفةُرجلُمذمومُثمُفيُفضلهُهوُعليهُالسَلم‬

‫ط ِن‬ ‫وم ُم ْندَ ِح ُق ْالبَ ْ‬ ‫ب ْالبُ ْلعُ ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم بَ ْعدِي َر ُج ٌل َر ْح ُ‬ ‫ظ َه ُر َ‬‫سي َ ْ‬


‫أَ هما ِإنههُ َ‬
‫ب َما َال يَ ِجدُ فَا ْقتُلُوهُ َولَ ْن تَ ْقتُلُوهُ أَ َال َو ِإنههُ‬ ‫طلُ ُ‬ ‫يَأ ْ ُك ُل َما يَ ِجدُ َويَ ْ‬
‫سبُّونِي فَإِنههُ ِلي زَ َكاة ٌ‬ ‫ب فَ ُ‬ ‫س ُّ‬‫سبِّي َو ْالبَ َرا َءةِ ِم ِنّي فَأ َ هما ال ه‬‫سيَأ ْ ُم ُر ُك ْم بِ َ‬
‫َ‬
‫علَى‬ ‫َولَ ُك ْم نَ َجاة ٌ َوأ َ هما ْالبَ َرا َءة ُ فَ َال تَتَبَ هر ُءوا ِم ِنّي فَإِ ِنّي ُو ِلدْتُ َ‬
‫ان َو ْال ِه ْج َر ِة ‪.‬‬ ‫سبَ ْقتُ ِإلَى ْ ِ‬
‫اْلي َم ِ‬ ‫ط َر ِة َو َ‬ ‫ْال ِف ْ‬
‫]‪[58‬‬

‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُكلمُبهُالخوارجُحينُاعتزلواُالحكومةُوُتنادواُأنُالُ‬
‫حكمُإالُهلل‬

‫اّلِلِ َو ِج َهادِي‬ ‫ي ِم ْن ُك ْم آثِ ٌر أَ بَ ْعدَ ِإي َمانِي ِب ه‬


‫ب َو َال بَ ِق َ‬‫اص ٌ‬ ‫صابَ ُك ْم َح ِ‬ ‫أَ َ‬
‫علَى نَ ْفسِي ِب ْال ُك ْف ِر لَقَ ْد‬ ‫َّللاُِصلى هللا عليه وآله أ َ ْش َهدُ َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َم َع َر ُ‬
‫علَى‬ ‫ار ِجعُوا َ‬ ‫ب َو ْ‬ ‫ضلَ ْلتُ ِإذا ً َوما أَنَا ِمنَ ْال ُم ْهتَدِينَ فَأُوبُوا ش هَر َمآ ٍ‬ ‫َ‬
‫اطعا ً‬‫سيْفا ً قَ ِ‬ ‫ستَ ْلقَ ْونَ بَ ْعدِي ذُ ًّال ش ِ‬
‫َام ًال َو َ‬ ‫ب أَ َما ِإنه ُك ْم َ‬‫أَثَ ِر ْاْل َ ْعقَا ِ‬
‫سنهةً‪.‬‬
‫لظا ِل ُمونَ فِي ُك ْم ُ‬ ‫َوأَث َ َرة ً يَت ه ِخذُ َها ا ه‬
‫قال الشريف ‪ :‬قوله ( عليه السالم ) " و ال بقي منكم آبر " يُروى على ثالثة أوجه‬
‫أحدها أن يكون كما ذكرناه آبر بالراء من قولهم للذي يأبر النخل أي يصلحه‪ .‬و‬
‫يروى آثر و هو الذي يأثر الحديث و يرويه أي يحكيه و هو أصح الوجوه عندي‬
‫كأنه ( عليه السالم ) قال ال بقي منكم مخبر‪ .‬و يروى آبز بالزاي المعجمة و هو‬
‫الواثب و الهالك أيضا يقال له آبز ‪.‬‬
‫]‪[59‬‬

‫وقالُعليهُالسَلمُلماُعزمُعلىُحربُالخوارجُوُقيلُلهُإنُالقومُعبرواُجسرُ‬
‫النهروان‬

‫َّللاِ َال يُ ْف ِلتُ ِم ْن ُه ْم َ‬


‫عش ََرة ٌ َو َال يَ ْه ِل ُك‬ ‫ع ُه ْم دُونَ النُّ ْ‬
‫طفَ ِة َو ه‬ ‫ار ُ‬
‫ص ِ‬‫َم َ‬
‫عش ََرةٌ‪.‬‬ ‫ِم ْن ُك ْم َ‬
‫قال الشريف ‪ :‬يعني بالنطفة ماء النهر و هي أفصح كناية عن الماء و إن كان‬
‫كثيرا جما و قد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم عند مضي ما أشبهه‪.‬‬
‫]‪[60‬‬

‫وقالُعليهُالسَلمُلماُقتلُالخوارجُفقيلُلهُياُأميرُالمؤمنينُهلكُالقومُبأجمعهم‬

‫اء ُكله َما‬


‫س ِ‬ ‫ت ال ِنّ َ‬ ‫الر َجا ِل َوقَ َر َ‬
‫ارا ِ‬ ‫ب ِّ‬ ‫ف فِي أ َ ْ‬
‫ص َال ِ‬ ‫ط ٌ‬ ‫َك هال َو ه‬
‫َّللاِ ِإنه ُه ْم نُ َ‬
‫س هال ِبينَ ‪.‬‬
‫صوصا ً َ‬ ‫آخ ُر ُه ْم لُ ُ‬
‫نَ َج َم ِم ْن ُه ْم قَ ْر ٌن قُ ِط َع َحتهى يَ ُكونَ ِ‬
‫]‪[61‬‬

‫وقالُعليهُالسَلمُفيُالخوارج‬

‫ب ْال َح هق فَأ َ ْخ َ‬
‫طأَهُ َك َم ْن‬ ‫َال تُقَاتِلُوا ْالخ ََو ِار َج بَ ْعدِي فَلَي َ‬
‫ْس َم ْن َ‬
‫طلَ َ‬
‫ب ْالبَ ِ‬
‫اط َل فَأ َ ْد َر َكهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫طلَ َ‬
‫قال الشريف ‪ :‬يعني معاوية و أصحابه ‪.‬‬
‫]‪[62‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُخوفُمنُالغيلة‬

‫ع ِنّي َو‬ ‫صينَةً فَإِذَا َجا َء يَ ْو ِمي ا ْنفَ َر َج ْ‬


‫ت َ‬ ‫َّللاِ ُجنهةً َح ِ‬
‫ي ِمنَ ه‬ ‫َو ِإ هن َعلَ ه‬
‫س ْه ُم َو َال يَب َْرأ ُ ْال َك ْل ُم‪.‬‬
‫يش ال ه‬‫أ َ ْسلَ َمتْنِي فَ ِحينَئِ ٍذ َال يَ ِط ُ‬
‫]‪[63‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيحذرُمنُفتنةُالدنيا‬

‫ش ْيءٍ َكانَ لَ َها‬ ‫أ َ َال ِإ هن الدُّ ْنيَا دَ ٌ‬


‫ار َال يُ ْسلَ ُم ِم ْن َها ِإ هال فِي َها َو َال يُ ْن َجى بِ َ‬
‫اس ِب َها فِتْنَةً فَ َما أَ َخذُوهُ ِم ْن َها لَ َها أ ُ ْخ ِر ُجوا ِم ْنهُ َو ُحو ِسبُوا‬ ‫ي النه ُ‬ ‫ا ْبت ُ ِل َ‬
‫علَ ْي ِه َوأَقَا ُموا فِي ِه فَإِنه َها ِع ْندَ‬
‫علَ ْي ِه َو َما أ َ َخذُوهُ ِم ْن َها ِلغَي ِْر َها قَ ِد ُموا َ‬‫َ‬
‫ص َوزَ ا ِئدا ً‬‫سا ِبغا ً َحتهى قَلَ َ‬ ‫ذَ ِوي ْالعُقُو ِل َكفَ ْي ِء ِ ّ‬
‫الظ ِّل بَ ْينَا تَ َراهُ َ‬
‫ص‪.‬‬ ‫َحتهى نَقَ َ‬
‫]‪[64‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالمبادرةُإلىُصالحُاألعمال‬

‫عوا َما يَ ْبقَى‬ ‫َّللاِ َوبَاد ُِروا آ َجالَ ُك ْم ِبأ َ ْع َما ِل ُك ْم َوا ْبتَا ُ‬ ‫َّللاَ ِعبَادَ ه‬ ‫فَاتهقُوا ه‬
‫ت فَقَ ْد‬ ‫ع ْن ُك ْم َوتَ َر هحلُوا فَقَ ْد ُجده ِب ُك ْم َوا ْستَ ِعدُّوا ِل ْل َم ْو ِ‬ ‫لَ ُك ْم ِب َما يَ ُزو ُل َ‬
‫ت‬ ‫س ْ‬ ‫صي َح بِ ِه ْم فَا ْنتَبَ ُهوا َو َع ِل ُموا أَ هن الدُّ ْنيَا لَ ْي َ‬ ‫ظله ُك ْم َو ُكونُوا قَ ْوما ً ِ‬ ‫أَ َ‬
‫عبَثا ً َولَ ْم يَتْ ُر ْك ُك ْم‬ ‫س ْب َحانَهُ لَ ْم يَ ْخلُ ْق ُك ْم َ‬ ‫لَ ُه ْم ِبدَ ٍار فَا ْست َ ْبدَلُوا فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫ار ِإ هال ْال َم ْوتُ أ َ ْن يَ ْن ِز َل‬ ‫سدًى َو َما بَيْنَ أ َ َح ِد ُك ْم َوبَيْنَ ْال َجنه ِة أَ ِو النه ِ‬ ‫ُ‬
‫ص ِر‬ ‫ِيرة ٌ ِب ِق َ‬ ‫عةُ لَ َجد َ‬ ‫سا َ‬ ‫ظةُ َوتَ ْه ِد ُم َها ال ه‬ ‫ص َها الله ْح َ‬ ‫ِب ِه َو ِإ هن غَايَةً ت َ ْنقُ ُ‬
‫ع ِة‬‫س ْر َ‬ ‫ي ِب ُ‬ ‫ار لَ َح ِر ٌّ‬ ‫ان الله ْي ُل َوالنه َه ُ‬ ‫ْال ُمدهةِ َو ِإ هن غَائِبا ً يَ ْحدُوهُ ْال َجدِيدَ ِ‬
‫ض ِل ْالعُدهةِ‬ ‫ش ْق َوةِ لَ ُم ْستَ ِح ٌّق ِْل َ ْف َ‬ ‫ْاْل َ ْوبَ ِة َو ِإ هن قَادِما ً يَ ْقدُ ُم ِب ْالفَ ْو ِز أَ ِو ال ِ ّ‬
‫س ُك ْم غَدا ً فَاتهقَى‬ ‫فَتَزَ هودُوا فِي الدُّ ْنيَا ِمنَ الدُّ ْنيَا َما ت َ ْح ُر ُزونَ ِب ِه أ َ ْنفُ َ‬
‫ش ْه َوتَهُ فَإِ هن أَ َجلَهُ‬ ‫ب َ‬ ‫غلَ َ‬
‫سهُ َوقَده َم تَ ْوبَتَهُ َو َ‬ ‫ص َح نَ ْف َ‬‫ع ْبدٌ َربههُ نَ َ‬ ‫َ‬
‫ان ُم َو هك ٌل ِب ِه يُزَ ِيّ ُن لَهُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ع لَهُ َوال ه‬ ‫ع ْنهُ َوأ َ َملَهُ خَا ِد ٌ‬ ‫ور َ‬ ‫َم ْست ُ ٌ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ت َمنِيهتُهُ َ‬ ‫س ّ ِوفَ َها ِإذَا َه َج َم ْ‬ ‫صيَةَ ِليَ ْر َكبَ َها َويُ َم ِنّي ِه الت ه ْوبَةَ ِليُ َ‬ ‫ْال َم ْع ِ‬
‫غ ْفلَ ٍة أَ ْن يَ ُكونَ‬ ‫علَى ُك ِّل ذِي َ‬ ‫ون َع ْن َها فَيَا لَ َها َح ْس َرة ً َ‬ ‫أَ ْغفَ َل َما يَ ُك ُ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫َّللاَ ُ‬ ‫ش ْق َو ِة نَ ْسأ َ ُل ه‬ ‫علَ ْي ِه ُح هجةً َوأ َ ْن ت ُ َؤ ِدّيَهُ أَيها ُمهُ ِإلَى ال ِ ّ‬ ‫ع ُم ُرهُ َ‬ ‫ُ‬
‫ع ِة‬ ‫طا َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ص ُر بِ ِه َ‬ ‫أَ ْن يَ ْجعَلَنَا َو ِإيها ُك ْم ِم هم ْن َال تُب ِْط ُرهُ ِن ْع َمةٌ َو َال تُقَ ِ ّ‬
‫ت نَدَا َمةٌ َو َال َكآبَةٌ‪.‬‬ ‫َر ِبّ ِه غَايَةٌ َو َال ت َ ُح ُّل ِب ِه بَ ْعدَ ْال َم ْو ِ‬
‫]‪[65‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُمباحثُلطيفةُمنُالعلمُاإللهي‬

‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي لَ ْم ت َ ْس ِب ْق لَهُ َحا ٌل َح ًاال فَيَ ُكونَ أَ هو ًال قَ ْب َل أ َ ْن يَ ُكونَ‬
‫س ًّمى ِب ْال َو ْحدَةِ‬ ‫اطنا ً ُك ُّل ُم َ‬ ‫ظا ِهرا ً قَ ْب َل أَ ْن يَ ُكونَ بَ ِ‬ ‫آخرا ً َويَ ُكونَ َ‬ ‫ِ‬
‫يف‬‫ض ِع ٌ‬ ‫غي َْرهُ َ‬ ‫يٍ َ‬ ‫غي َْرهُ ذَ ِلي ٌل َو ُك ُّل قَ ِو ّ‬ ‫يز َ‬ ‫ع ِز ٍ‬ ‫غي َْرهُ قَ ِلي ٌل َو ُك ُّل َ‬ ‫َ‬
‫غي َْرهُ‬ ‫غي َْرهُ ُمتَعَ ِلّ ٌم َو ُك ُّل قَاد ٍِر َ‬ ‫عا ِل ٍم َ‬‫وك َو ُك ُّل َ‬ ‫غي َْرهُ َم ْملُ ٌ‬ ‫َو ُك ُّل َما ِلكٍ َ‬
‫ت‬‫ص َوا ِ‬ ‫يف ْاْل َ ْ‬ ‫ع ْن لَ ِط ِ‬ ‫ص ُّم َ‬ ‫غي َْرهُ يَ َ‬ ‫يع َ‬ ‫س ِم ٍ‬ ‫يَ ْقد ُِر َويَ ْع َج ُز َو ُك ُّل َ‬
‫غي َْرهُ‬ ‫ير َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ع ْنهُ َما بَعُدَ ِم ْن َها َو ُك ُّل بَ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ير َها َويَ ْذ َه ُ‬ ‫ص ُّمهُ َك ِب ُ‬‫َويُ ِ‬
‫غي َْرهُ‬ ‫ظا ِه ٍر َ‬ ‫س ِام َو ُك ُّل َ‬ ‫يف ْاْل َ ْج َ‬ ‫ان َولَ ِط ِ‬ ‫ي ِ ْاْل َ ْل َو ِ‬‫ع ْن َخ ِف ّ‬ ‫يَ ْع َمى َ‬
‫ظا ِه ٍر لَ ْم يَ ْخلُ ْق َما َخلَقَهُ ِلتَ ْشدِي ِد‬ ‫غي ُْر َ‬ ‫غي َْرهُ َ‬ ‫اط ٍن َ‬ ‫اط ٌن َو ُك ُّل بَ ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫علَى نِ ٍّد‬ ‫ان َو َال ا ْستِعَانَ ٍة َ‬ ‫ب زَ َم ٍ‬ ‫ع َواقِ ِ‬‫ان َو َال تَخ َُّوفٍ ِم ْن َ‬ ‫ط ٍ‬‫س ْل َ‬ ‫ُ‬
‫ض ٍدّ ُمنَافِ ٍر َولَ ِك ْن خ ََالئِ ُق َم ْربُوبُونَ‬ ‫ُمثَا ِو ٍر َو َال ش َِريكٍ ُم َكاثِ ٍر َو َال ِ‬
‫اء فَيُقَا َل ُه َو َكائِ ٌن َولَ ْم يَ ْنأ َ‬ ‫اخ ُرونَ لَ ْم يَ ْحلُ ْل فِي ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫َو ِعبَادٌ دَ ِ‬
‫ير َما ذَ َرأ َ‬ ‫ع ْن َها فَيُقَا َل ُه َو ِم ْن َها بَائِ ٌن لَ ْم يَؤُ ْدهُ خ َْل ُق َما ا ْبتَدَأَ َو َال تَ ْد ِب ُ‬ ‫َ‬
‫ضى‬ ‫ش ْب َهةٌ فِي َما قَ َ‬ ‫علَ ْي ِه ُ‬
‫ت َ‬ ‫ع هما َخلَقَ َو َال َولَ َج ْ‬ ‫ع ْج ٌز َ‬ ‫ف بِ ِه َ‬ ‫َو َال َوقَ َ‬
‫ضا ٌء ُمتْقَ ٌن َو ِع ْل ٌم ُم ْح َك ٌم َوأ َ ْم ٌر ُمب َْر ٌم ْال َمأ ْ ُمو ُل َم َع ال ِنّقَ ِم‬ ‫َوقَده َر بَ ْل قَ َ‬
‫وب َم َع ال ِنّعَ ِم‪.‬‬ ‫ْال َم ْر ُه ُ‬
‫ُ]‪[66‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُتعليمُالحربُوالمقاتلةُوالمشهورُأنهُقالهُألصحابهُليلةُالهريرُأوُأولُاللقاءُ‬
‫بصفين‬

‫ضوا‬‫ع ُّ‬ ‫س ِكينَةَ َو َ‬ ‫َمعَا ِش َر ْال ُم ْس ِل ِمينَ ا ْست َ ْش ِع ُروا ْال َخ ْشيَةَ َوت َ َج ْلبَبُوا ال ه‬
‫الَلْ َمةَ‬
‫وف َع ِن ْال َه ِام َوأَ ْك ِملُوا ه‬ ‫سي ُ ِ‬ ‫اج ِذ فَإِنههُ أ َ ْنبَى ِلل ُّ‬
‫علَى النه َو ِ‬ ‫َ‬
‫ظوا ْالخ َْز َر‬ ‫س ِلّ َها َو ْال َح ُ‬ ‫وف ِفي أ َ ْغ َما ِد َها قَ ْب َل َ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫َوقَ ْل ِقلُوا ال ُّ‬
‫طا‬ ‫وف ِب ْال ُخ َ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫صلُوا ال ُّ‬ ‫الظبَى َو ِ‬ ‫ش ْز َر َونَا ِف ُحوا ِب ُّ‬ ‫اطعُنُوا ال ه‬ ‫َو ْ‬
‫َّللاِ فَعَا ِودُوا ْال َك هر‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َّللاِ َو َم َع اب ِْن َع ِ ّم َر ُ‬ ‫َوا ْعلَ ُموا أَنه ُك ْم ِبعَي ِْن ه‬
‫ب‬‫سا ِ‬ ‫َار يَ ْو َم ْال ِح َ‬
‫ب َون ٌ‬ ‫ار فِي ْاْل َ ْعقَا ِ‬ ‫ع ٌ‬ ‫َوا ْست َ ْحيُوا ِمنَ ْالفَ ِ ّر فَإِنههُ َ‬
‫س ُجحا ً‬ ‫ت َم ْشيا ً ُ‬ ‫شوا ِإلَى ْال َم ْو ِ‬ ‫َو ِطيبُوا َع ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم نَ ْفسا ً َو ْام ُ‬
‫ب فَاض ِْربُوا ثَبَ َجهُ‬ ‫طن ه ِ‬ ‫ق ْال ُم َ‬ ‫الر َوا ِ‬
‫ظ ِم َو ِ ّ‬ ‫س َوا ِد ْاْل َ ْع َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِب َهذَا ال ه‬
‫َو َ‬
‫ام ٌن فِي ِك ْس ِر ِه َوقَ ْد قَده َم ِل ْل َوثْبَ ِة يَدا ً َوأَ هخ َر‬ ‫طانَ َك ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫فَإِ هن ال ه‬
‫ع ُمودُ ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫ي لَ ُك ْم َ‬‫ص ْمدا ً َحتهى يَ ْن َج ِل َ‬ ‫ص ْمدا ً َ‬ ‫وص ِر ْج ًال فَ َ‬ ‫ِللنُّ ُك ِ‬
‫َّللاُ َمعَ ُك ْم َولَ ْن يَتِ َر ُك ْم أَعْمالَ ُك ْم ‪.‬‬ ‫َوأ َ ْنت ُ ُم ْاْل َ ْعلَ ْونَ َو ه‬
‫]‪[67‬‬
‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫قالواُلماُانتهتُإلىُأميرُالمؤمنينُعليهُالسَلمُأنباءُالسقيفةُبعدُوفاةُرسولُهللاُ‬
‫صلىُهللاُعليهُوآله‬
‫قالُعليهُالسَلمُماُقالتُاألنصارُقالواُقالتُمناُأميرُوُمنكمُأميرُقالُعليهُ‬
‫السَلم‬

‫صى‬ ‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َو ه‬ ‫سو َل ه‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِبأ َ هن َر ُ‬ ‫فَ َه هال ْ‬
‫احت َ َج ْجت ُ ْم َ‬
‫ع ْن ُمسِي ِئ ِه ْم قَالُوا َو َما ِفي‬ ‫سنَ ِإلَى ُم ْح ِس ِن ِه ْم َويُتَ َج َاوزَ َ‬ ‫ِبأ َ ْن يُ ْح َ‬
‫َهذَا ِمنَ ْال ُح هج ِة َعلَ ْي ِه ْم فَقَا َل عليه السالم لَ ْو َكانَ ْ ِ‬
‫اْل َما َمةُ ِفي ِه ْم لَ ْم‬
‫ْش قَالُوا‬ ‫ت قُ َري ٌ‬ ‫صيهةُ ِب ِه ْم ث ُ هم قَا َل عليه السالم فَ َما ذَا قَالَ ْ‬ ‫تَ ُك ِن ْال َو ِ‬
‫سو ِل صلى هللا عليه وآله فَقَا َل عليه‬ ‫ش َج َرة ُ ه‬
‫الر ُ‬ ‫ت ِبأَنه َها َ‬ ‫احت َ هج ْ‬
‫ْ‬
‫عوا الث ه َم َرة َ‪.‬‬
‫ضا ُ‬‫ش َج َرةِ َوأَ َ‬ ‫احتَ ُّجوا ِبال ه‬ ‫السالم ْ‬
‫]‪[68‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُقلدُمحمدُبنُأبيُبكرُمصرُفملكتُعليهُوقتل‬

‫عتْبَةَ َولَ ْو َوله ْيتُهُ ِإيها َها لَ هما خَلهى‬ ‫ص َر َها ِش َم بْنَ ُ‬ ‫َوقَ ْد أ َ َردْتُ ت َ ْو ِليَةَ ِم ْ‬
‫صةَ ِب َال ذَ ٍ ّم ِل ُم َح هم ِد ب ِْن أَ ِبي بَ ْك ٍر‬ ‫صةَ َو َال أ َ ْن َهزَ ُه ُم ْالفُ ْر َ‬‫لَ ُه ُم ْالعَ ْر َ‬
‫ي َحبِيبا ً َو َكانَ ِلي َربِيباً‪.‬‬ ‫فَلَقَ ْد َكانَ ِإلَ ه‬
‫]‪[69‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُتوبيخُبعضُأصحابه‬

‫اب ْال ُمتَدَا ِعيَةُ ُكله َما‬ ‫ار ْال َع ِمدَة ُ َوال ِث ّيَ ُ‬
‫ارى ْال ِب َك ُ‬ ‫َك ْم أُدَ ِاري ُك ْم َك َما تُدَ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َم ْنس ٌِر ِم ْن‬ ‫ط هل َ‬ ‫ت ِم ْن آخ ََر ُكله َما أَ َ‬ ‫ب ت َ َهت ه َك ْ‬‫ت ِم ْن َجانِ ٍ‬ ‫ص ْ‬‫ِحي َ‬
‫ار‬‫ش ِام أَ ْغلَقَ ُك ُّل َر ُج ٍل ِم ْن ُك ْم بَابَهُ َوا ْن َج َح َر ا ْن ِج َح َ‬ ‫َمنَا ِس ِر أ َ ْه ِل ال ه‬
‫ار َها الذه ِلي ُل َو ه‬
‫َّللاِ َم ْن‬ ‫ضبُ ِع ِفي ِو َج ِ‬ ‫ضبه ِة ِفي ُج ْح ِر َها َوال ه‬ ‫ال ه‬
‫َاص ٍل ِإنه ُك ْم َو ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ي ِبأ َ ْف َوقَ ن ِ‬ ‫ي ِب ُك ْم فَقَ ْد ُر ِم َ‬ ‫ص ْرت ُ ُموهُ َو َم ْن ُر ِم َ‬ ‫نَ َ‬
‫ص ِل ُح ُك ْم‬ ‫ت َو ِإ ِنّي لَعَا ِل ٌم ِب َما يُ ْ‬ ‫الرايَا ِ‬ ‫ت ه‬ ‫ت قَ ِلي ٌل ت َ ْح َ‬ ‫ير ِفي ْالبَا َحا ِ‬ ‫لَ َك ِث ٌ‬
‫ع ه‬
‫َّللاُ‬ ‫سا ِد نَ ْفسِي أَض َْر َ‬ ‫ص َال َح ُك ْم ِبإِ ْف َ‬ ‫َويُ ِقي ُم أ َ َودَ ُك ْم َولَ ِك ِنّي َال أ َ َرى ِإ ْ‬
‫اط َل‬ ‫س ُجدُودَ ُك ْم َال تَ ْع ِرفُونَ ْال َح هق َك َم ْع ِرفَتِ ُك ُم ْالبَ ِ‬ ‫ُخدُودَ ُك ْم َوأَتْعَ َ‬
‫طا ِل ُك ُم ْال َح هق ‪.‬‬
‫اط َل َكإِ ْب َ‬ ‫َو َال تُب ِْطلُونَ ْالبَ ِ‬
‫]‪[70‬‬

‫وقالُعليهُالسَلمُفيُسحرةُاليومُالذيُضربُفيه‬

‫َّللاِ صلى هللا عليه‬ ‫سو ُل ه‬ ‫سنَ َح ِلي َر ُ‬ ‫ع ْينِي َوأَنَا َجا ِل ٌ‬
‫س فَ َ‬ ‫َملَ َكتْنِي َ‬
‫َّللاِ َما ذَا لَ ِقيتُ ِم ْن أ ُ همتِ َك ِمنَ ْاْل َ َو ِد َواللهدَ ِد‬ ‫سو َل ه‬ ‫وآله فَقُ ْلتُ يَا َر ُ‬
‫علَ ْي ِه ْم فَقُ ْلتُ أَ ْبدَلَنِي ه‬
‫َّللاُ بِ ِه ْم َخيْرا ً ِم ْن ُه ْم َوأَ ْبدَلَ ُه ْم بِي‬ ‫ع َ‬‫فَقَا َل ا ْد ُ‬
‫ش َّرا ً لَ ُه ْم ِم ِنّي ‪.‬‬
‫قال الشريف ‪ :‬يعني باْلود االعوجاج و باللدد الخصام ‪ ،‬و هذا من أفصح الكالم ‪.‬‬
‫]‪[71‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُذمُأهلُالعراقُوُفيهاُيوبخهمُعلىُتركُالقتالُوُالنصرُيكادُيتمُثمُتكذيبهمُ‬
‫له‬

‫ت فَلَ هما‬‫ام ِل َح َملَ ْ‬ ‫ق فَإِنه َما أ َ ْنت ُ ْم َك ْال َم ْرأَةِ ْال َح ِ‬


‫أَ هما بَ ْعدُ يَا أ َ ْه َل ْال ِع َرا ِ‬
‫طا َل تَأَيُّ ُم َها َو َو ِرثَ َها أَ ْبعَدُ َها‪ .‬أَ َما‬‫ات قَ ِيّ ُم َها َو َ‬ ‫ت َو َم َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ت أ َ ْملَ َ‬ ‫أَت َ هم ْ‬
‫س ْوقا ً َولَقَ ْد بَلَغَ ِني أَنه ُك ْم‬ ‫اخ ِتيَارا ً َولَ ِك ْن ِجئْتُ ِإلَ ْي ُك ْم َ‬ ‫َّللاِ َما أَت َ ْيت ُ ُك ُم ْ‬
‫َو ه‬
‫علَى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ِب أ َ َ‬‫َّللاُ تَعَالَى فَعَلَى َم ْن أ َ ْكذ ُ‬ ‫ِب قَاتَلَ ُك ُم ه‬‫ي يَ ْكذ ُ‬ ‫تَقُولُونَ َ‬
‫ع ِل ٌّ‬
‫صدهقَهُ َك هال َو ه‬
‫َّللاِ‬ ‫علَى نَ ِب ِيّ ِه فَأَنَا أ َ هو ُل َم ْن َ‬ ‫فَأَنَا أ َ هو ُل َم ْن آ َمنَ ِب ِه أَ ْم َ‬
‫ع ْن َها َولَ ْم ت َ ُكونُوا ِم ْن أَ ْه ِل َها َو ْي ُل أ ُ ِ ّم ِه َكي ًْال ِبغَي ِْر‬ ‫لَ ِكنه َها لَ ْه َجةٌ ِغ ْبت ُ ْم َ‬
‫ين ‪.‬‬‫عا ٌء َولَتَ ْعلَ ُم هن نَبَأَهُ بَ ْعدَ ِح ٍ‬ ‫ثَ َم ٍن لَ ْو َكانَ لَهُ ِو َ‬
‫]‪[72‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫علَّمُفيهاُالناسُالصَلةُعلىُالنبيُصلىُهللاُعليهُوآله‬
‫وفيهاُبيانُصفاتُهللاُسبحانهُوصفةُالنبيُوالدعاءُله‬

‫صفاتُهللا‬
‫علَى‬ ‫ت َو َجا ِب َل ْالقُلُو ِ‬
‫ب َ‬ ‫ت َودَا ِع َم ْال َم ْس ُمو َكا ِ‬ ‫ي ْال َم ْد ُح هوا ِ‬ ‫الله ُه هم دَ ِ‬
‫اح َ‬
‫س ِعي ِد َها‬
‫ش ِق ِيّ َها َو َ‬
‫ط َرتِ َها َ‬‫فِ ْ‬

‫صفاتُالنبي‬
‫ِك‬
‫ع ْبد َ‬‫علَى ُم َح هم ٍد َ‬ ‫ي بَ َر َكاتِ َك َ‬ ‫صلَ َواتِ َك َون ََو ِام َ‬ ‫ف َ‬ ‫اجعَ ْل ش ََرائِ َ‬ ‫ْ‬
‫ح ِل َما ا ْنغَلَقَ َو ْال ُم ْع ِل ِن ْال َح هق‬‫سبَقَ َو ْالفَاتِ ِ‬ ‫سو ِل َك ْالخَاتِ ِم ِل َما َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫ضا ِلي ِل‬ ‫ت ْاْل َ َ‬ ‫ص ْو َال ِ‬ ‫اطي ِل َوالده ِام ِغ َ‬ ‫ت ْاْلَبَ ِ‬ ‫ق َوالدهافِ ِع َج ْيشَا ِ‬ ‫ِب ْال َح ّ ِ‬
‫غي َْر‬ ‫ضاتِ َك َ‬ ‫طلَ َع قَائِما ً ِبأ َ ْم ِر َك ُم ْست َ ْوفِزا ً فِي َم ْر َ‬ ‫ض َ‬ ‫َك َما ُح ِ ّم َل فَا ْ‬
‫ع ْز ٍم َوا ِعيا ً ِل َو ْح ِي َك َحافِظا ً ِلعَ ْهد َ‬
‫ِك‬ ‫ع ْن قُد ٍُم َو َال َوا ٍه فِي َ‬ ‫نَا ِك ٍل َ‬
‫ضا َء‬‫س ْالقَا ِب ِس َوأَ َ‬ ‫علَى نَفَا ِذ أ َ ْم ِر َك َحتهى أَ ْو َرى قَبَ َ‬ ‫اضيا ً َ‬ ‫َم ِ‬
‫ت ْال ِفتَ ِن َو ْاآلث َ ِام‬ ‫ضا ِ‬ ‫وب بَ ْعدَ خ َْو َ‬ ‫ت ِب ِه ْالقُلُ ُ‬ ‫الط ِريقَ ِل ْلخَا ِب ِط َو ُه ِديَ ْ‬ ‫ه‬
‫ت ْاْل َ ْح َك ِام فَ ُه َو أَ ِمينُ َك ْال َمأ ْ ُم ُ‬
‫ون‬ ‫ت ْاْلَع َْال ِم َونَ ِيّ َرا ِ‬ ‫وض َحا ِ‬ ‫ام ِب ُم ِ‬ ‫َوأَقَ َ‬
‫ِين َوبَ ِعيث ُ َك ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫ش ِهيد َُك يَ ْو َم الدّ ِ‬ ‫ون َو َ‬ ‫َاز ُن ِع ْل ِم َك ْال َم ْخ ُز ِ‬ ‫َوخ ِ‬
‫سولُ َك ِإلَى ْالخ َْل ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫َو َر ُ‬

‫الدعاءُللنبي‬
‫ت ْال َخي ِْر ِم ْن‬ ‫عفَا ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫اج ِز ِه ُم َ‬ ‫سحا ً فِي ِظ ِلّ َك َو ْ‬ ‫س ْح لَهُ َم ْف َ‬‫الله ُه هم ا ْف َ‬
‫َاء ْالبَانِينَ ِبنَا َءهُ َوأ َ ْك ِر ْم لَدَي َْك َم ْن ِزلَتَهُ‬
‫علَى ِبن ِ‬ ‫ض ِل َك الله ُه هم َوأ َ ْع ِل َ‬‫فَ ْ‬
‫ي‬‫ض ه‬ ‫ش َهادَةِ َم ْر ِ‬ ‫اج ِز ِه ِم ِن ا ْبتِعَاثِ َك لَهُ َم ْقبُو َل ال ه‬ ‫ورهُ َو ْ‬ ‫َوأَتْ ِم ْم لَهُ نُ َ‬
‫اج َم ْع بَ ْينَنَا َوبَ ْينَهُ فِي‬ ‫ص ٍل الله ُه هم ْ‬ ‫طبَ ٍة فَ ْ‬‫ع ْد ٍل َو ُخ ْ‬‫ق َ‬ ‫ْال َمقَالَ ِة ذَا َم ْن ِط ٍ‬
‫ت َوأ َ ْه َو ِ‬
‫اء‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫بَ ْر ِد ْالعَي ِْش َوقَ َر ِار ال ِنّ ْع َم ِة َو ُمنَى ال ه‬
‫ف ْال َك َرا َم ِة ‪.‬‬‫الط َمأْنِينَ ِة َوت ُ َح ِ‬
‫ع ِة َو ُم ْنت َ َهى ُّ‬ ‫َاء الده َ‬ ‫ت َو َرخ ِ‬ ‫اللهذها ِ‬
‫]‪[73‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقالهُلمروانُبنُالحكمُبالبصرة‬

‫سنَ‬ ‫ان ب ُْن ْال َح َك ِم أَ ِسيرا ً يَ ْو َم ْال َج َم ِل فَا ْستَ ْشفَ َع ْال َح َ‬ ‫قَالُوا‪ :‬أ ُ ِخذَ َم ْر َو ُ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ عليه السالم فَ َكله َماهُ‬ ‫سيْنَ عليهما السالم ِإلَى أ َ ِم ِ‬ ‫َو ْال ُح َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ قَا َل عليه‬ ‫سبِيلَهُ فَقَ َاال لَهُ يُبَايِعُ َك يَا أ َ ِم َ‬ ‫فِي ِه فَخَلهى َ‬
‫عثْ َمانَ َال َحا َجةَ ِلي ِفي بَ ْيعَ ِت ِه‬ ‫السالم‪ :‬أ َ َولَ ْم يُبَا ِي ْع ِني بَ ْعدَ قَتْ ِل ُ‬
‫سبه ِت ِه أ َ َما ِإ هن لَهُ ِإ ْم َرة ً‬
‫ف يَ ُهو ِديهةٌ لَ ْو بَايَعَ ِني ِب َك ِفّ ِه لَغَدَ َر ِب َ‬ ‫ِإنه َها َك ٌّ‬
‫ستَ ْلقَى ْاْل ُ همةُ ِم ْنهُ‬ ‫ب أ َ ْنفَهُ َو ُه َو أَبُو ْاْل َ ْكبُ ِش ْاْل َ ْربَعَ ِة َو َ‬ ‫َكلَ ْعقَ ِة ْال َك ْل ِ‬
‫َو ِم ْن َولَ ِد ِه يَ ْوما ً أَ ْح َم َر‪.‬‬
‫]‪[74‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُلماُعزمواُعلىُبيعةُعثمان‬

‫َّللاِ َْل ُ ْس ِل َم هن َما‬


‫غي ِْري َو َو ه‬ ‫اس ِب َها ِم ْن َ‬ ‫ع ِل ْمت ُ ْم أ َ ِنّي أ َ َح ُّق النه ِ‬
‫لَقَ ْد َ‬
‫صةً‬
‫ي خَا ه‬ ‫علَ ه‬ ‫ت أ ُ ُم ُ‬
‫ور ْال ُم ْس ِل ِمينَ َولَ ْم يَ ُك ْن فِي َها َج ْو ٌر ِإ هال َ‬ ‫س ِل َم ْ‬
‫َ‬
‫ض ِل ِه َو ُز ْهدا ً فِي َما تَنَافَ ْست ُ ُموهُ ِم ْن ُز ْخ ُرفِ ِه‬ ‫ْالتِ َماسا ً ِْل َ ْج ِر ذَ ِل َك َوفَ ْ‬
‫َو ِزب ِْر ِج ِه‪.‬‬
‫]‪[75‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُبلغهُاتهامُبنيُأميةُلهُبالمشاركةُفيُدمُعثمان‬

‫ع ْال ُج هها َل‬


‫ع ْن قَ ْرفِي أ َ َو َما َوزَ َ‬ ‫أ َ َولَ ْم يَ ْنهَ بَنِي أ ُ َميهةَ ِع ْل ُم َها ِبي َ‬
‫سانِي أَنَا‬ ‫َّللاُ ِب ِه أَ ْبلَ ُغ ِم ْن ِل َ‬ ‫ع َ‬
‫ظ ُه ُم ه‬ ‫ع ْن ت ُ َه َمتِي َولَ َما َو َ‬
‫سا ِبقَتِي َ‬ ‫َ‬
‫ب ه‬
‫َّللاِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫َصي ُم النها ِكثِينَ ْال ُم ْرتَابِينَ َو َ‬ ‫ارقِينَ َوخ ِ‬ ‫َح ِجي ُج ْال َم ِ‬
‫ُور ت ُ َجازَ ى ْال ِعبَادُ‪.‬‬ ‫صد ِ‬ ‫ض ْاْل َ ْمثَا ُل َو ِب َما ِفي ال ُّ‬ ‫ت ُ ْع َر ُ‬
‫]‪[76‬‬

‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالحثُعلىُالعملُالصالح‬

‫ي ِإلَى َرشَا ٍد فَدَنَا َوأ َ َخذَ‬ ‫عى َودُ ِع َ‬ ‫س ِم َع ُح ْكما ً فَ َو َ‬ ‫َّللاُ ْام َرأ ً َ‬
‫َر ِح َم ه‬
‫ع ِم َل‬ ‫َاف ذَ ْنبَهُ قَده َم خَا ِلصا ً َو َ‬
‫ب َربههُ َوخ َ‬ ‫ِب ُح ْجزَ ةِ َها ٍد فَنَ َجا َراقَ َ‬
‫َب َم ْحذُورا ً َو َر َمى غ ََرضا ً‬ ‫اجتَن َ‬ ‫ب َم ْذ ُخورا ً َو ْ‬ ‫س َ‬ ‫صا ِلحا ً ا ْكت َ َ‬
‫َ‬
‫صب َْر َم ِطيهةَ‬ ‫ب ُمنَاهُ َجعَ َل ال ه‬ ‫َوأ َ ْح َرزَ ِع َوضا ً َكابَ َر َه َواهُ َو َكذه َ‬
‫الط ِريقَةَ ْالغ هَرا َء َولَ ِز َم ْال َم َح هجةَ‬
‫ب ه‬ ‫عدهةَ َوفَا ِت ِه َر ِك َ‬‫نَ َجا ِت ِه َوالت ه ْق َوى ُ‬
‫ضا َء ا ْغتَن ََم ْال َم َه َل َوبَادَ َر ْاْل َ َج َل َوتَزَ هودَ ِمنَ ْال َع َم ِل ‪.‬‬ ‫ْالبَ ْي َ‬
‫]‪[77‬‬

‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوُذلكُحينُمنعهُسعيدُبنُالعاصُحقه‬

‫اث ُم َح هم ٍد صلى هللا عليه وآله تَ ْف ِويقا ً‬ ‫ِإ هن بَنِي أ ُ َميهةَ لَيُفَ ّ ِوقُونَنِي ت ُ َر َ‬
‫ض الله هح ِام ْال ِوذَ َ‬
‫ام الت ه ِربَةَ‪.‬‬ ‫َّللاِ لَ ِئ ْن بَ ِقيتُ لَ ُه ْم َْل َ ْنفُ َ‬
‫ضنه ُه ْم نَ ْف َ‬ ‫َو ه‬

‫قال الشريف ‪ :‬و يروى التراب الوذمة وهو على القلب‪ ،‬قال الشريف وقوله عليه‬
‫السالم ليفوقونني أي يعطونني من المال قليال كفواق الناقة و هو الحلبة الواحدة من‬
‫لبنها‪ ،‬والوذام جمع وذمة وهي الحزة من الكرش أو الكبد تقع في التراب فتنفض‪.‬‬
‫]‪[78‬‬

‫منُكلماتُكانُعليهُالسَلمُيدعوُبها‬

‫ي‬‫علَ ه‬‫عدْتُ فَعُ ْد َ‬ ‫ت أَ ْعلَ ُم ِب ِه ِم ِنّي فَإِ ْن ُ‬ ‫الله ُه هم ا ْغ ِف ْر ِلي َما أَ ْن َ‬


‫ِب ْال َم ْغ ِف َرةِ الله ُه هم ا ْغ ِف ْر ِلي َما َوأَيْتُ ِم ْن نَ ْفسِي َولَ ْم تَ ِج ْد لَهُ َوفَا ًء‬
‫سانِي ث ُ هم خَالَفَهُ قَ ْلبِي‬ ‫ِع ْندِي الله ُه هم ا ْغ ِف ْر ِلي َما تَقَ هربْتُ بِ ِه ِإلَي َْك بِ ِل َ‬
‫ت‬‫ش َه َوا ِ‬ ‫اظ َو َ‬ ‫ت ْاْل َ ْلفَ ِ‬ ‫طا ِ‬‫سق َ َ‬ ‫اظ َو َ‬ ‫ت ْاْل َ ْل َح ِ‬‫الله ُه هم ا ْغ ِف ْر ِلي َر َمزَ ا ِ‬
‫ان‪.‬‬
‫س ِ‬‫اللّ َ‬
‫ت ِ‬ ‫ْال َجن ِ‬
‫َان َو َهفَ َوا ِ‬
‫]‪[79‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقالهُلبعضُأصحابهُلماُعزمُعلىُالمسيرُإلىُالخوارجُ‬
‫وقدُقالُله‪:‬‬
‫إنُسرتُياُأميرُالمؤمنينُفيُهذاُالوقتُخشيتُأالُتظفرُبمرادكُمنُطريقُعلمُ‬
‫النجومُفقالُعليهُالسَلم‬

‫ع ْنهُ‬
‫ف َ‬ ‫ص ِر َ‬
‫ار فِي َها ُ‬ ‫س َ‬‫ع ِة الهتِي َم ْن َ‬ ‫ع ُم أَنه َك تَ ْهدِي ِإلَى ال ه‬
‫سا َ‬ ‫أَ ت َ ْز ُ‬
‫ض ُّر‬‫ار فِي َها َحاقَ ِب ِه ال ُّ‬ ‫س َ‬‫ع ِة الهتِي َم ْن َ‬ ‫سا َ‬ ‫ف ِمنَ ال ه‬ ‫سو ُء َوتُخ ّ َِو ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫ع ِن ِاال ْستِعَانَ ِة بِ ه‬
‫اّلِلِ‬ ‫ب ا ْلقُ ْرآنَ َوا ْستَ ْغنَى َ‬ ‫صدهقَ َك بِ َهذَا فَقَ ْد َكذه َ‬ ‫فَ َم ْن َ‬
‫ب َودَ ْف ِع ْال َم ْك ُرو ِه َوت َ ْبت َ ِغي فِي قَ ْو ِل َك ِل ْلعَ ِ‬
‫ام ِل‬ ‫ِفي نَ ْي ِل ْال َم ْحبُو ِ‬
‫ت َهدَ ْيتَهُ ِإلَى‬ ‫ِبأ َ ْم ِر َك أ َ ْن يُو ِليَ َك ْال َح ْمدَ دُونَ َر ِبّ ِه ِْلَنه َك ِبزَ ع ِْم َك أ َ ْن َ‬
‫ع ِة اله ِتي نَا َل ِفي َها النه ْف َع َوأ َ ِمنَ ال ُّ‬
‫ض هر ‪.‬‬ ‫سا َ‬ ‫ال ه‬
‫ثم أقبل عليه السالم على الناس فقال‪:‬‬
‫وم ِإ هال َما يُ ْهتَدَى بِ ِه فِي بَ ٍ ّر أَ ْو بَ ْح ٍر‬ ‫اس ِإيها ُك ْم َوتَعَلُّ َم النُّ ُج ِ‬
‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫اح ِر‬
‫س ِ‬ ‫عو ِإلَى ْال َك َهانَ ِة َو ْال ُمنَ ِ ّج ُم َك ْال َكا ِه ِن َو ْال َكا ِه ُن َكال ه‬‫فَإِنه َها ت َ ْد ُ‬
‫علَى ا ْس ِم ه‬
‫َّللاِ ‪.‬‬ ‫يروا َ‬ ‫ار ِس ُ‬ ‫اح ُر َك ْال َكا ِف ِر َو ْال َكا ِف ُر ِفي النه ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َوال ه‬
‫]‪[80‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُبعدُفراغهُمنُحربُالجملُفيُذمُالنساءُببيانُ‬
‫نقصهن‬

‫ص‬‫ان ن ََواقِ ُ‬ ‫اْلي َم ِ‬‫ص ِْ‬ ‫سا َء ن ََواقِ ُ‬‫اس ِإ هن ال ِنّ َ‬ ‫َمعَا ِش َر النه ِ‬
‫ان ِإي َمانِ ِه هن فَقُعُودُ ُه هن َ‬
‫ع ِن‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ْالعُقُو ِل فَأ َ هما نُ ْق َ‬ ‫وظ ن ََواقِ ُ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ْال ُح ُ‬
‫عقُو ِل ِه هن‬ ‫ص ُ‬
‫ان ُ‬ ‫ْض ِه هن َوأَ هما نُ ْق َ‬ ‫صيَ ِام فِي أَي ِهام َحي ِ‬ ‫ص َالةِ َوال ِ ّ‬ ‫ال ه‬
‫وظ ِه هن‬‫ظ ِ‬ ‫ان ُح ُ‬ ‫ص ُ‬‫اح ِد َوأ َ هما نُ ْق َ‬‫الر ُج ِل ْال َو ِ‬ ‫ش َهادَةِ ه‬ ‫ش َهادَة ُ ْام َرأَتَي ِْن َك َ‬‫فَ َ‬
‫ار‬‫الر َجا ِل فَاتهقُوا ِش َر َ‬ ‫ث ِّ‬ ‫اف ِم ْن َم َو ِاري ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫علَى ْاْل َ ْن َ‬ ‫فَ َم َو ِاريث ُ ُه هن َ‬
‫علَى َحذَ ٍر َو َال ت ُ ِطيعُو ُه هن ِفي‬ ‫ار ِه هن َ‬ ‫اء َو ُكونُوا ِم ْن ِخيَ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ال ِنّ َ‬
‫ط َم ْعنَ ِفي ْال ُم ْن َك ِر‪.‬‬ ‫وف َحتهى َال يَ ْ‬ ‫ْال َم ْع ُر ِ‬
‫]‪[81‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالزهد‬

‫ش ْك ُر ِع ْندَ ال ِنّعَ ِم َوالت ه َو ُّر ُ‬


‫ع‬ ‫ص ُر ْاْل َ َم ِل َوال ُّ‬ ‫الز َهادَة ُ قِ َ‬‫اس ه‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ب ْال َح َرا ُم َ‬
‫صب َْر ُك ْم‬ ‫ع ْن ُك ْم فَ َال يَ ْغ ِل ِ‬
‫ب ذَ ِل َك َ‬ ‫عزَ َ‬ ‫ار ِم فَإِ ْن َ‬ ‫ِع ْندَ ْال َم َح ِ‬
‫ج ُم ْس ِف َرةٍ‬ ‫ش ْك َر ُك ْم فَقَ ْد أَ ْعذَ َر ه‬
‫َّللاُ ِإلَ ْي ُك ْم بِ ُح َج ٍ‬ ‫س ْوا ِع ْندَ ال ِنّعَ ِم ُ‬ ‫َو َال ت َ ْن َ‬
‫اض َح ٍة ‪.‬‬ ‫ارزَ ِة ْالعُ ْذ ِر َو ِ‬ ‫ب بَ ِ‬ ‫ظا ِه َر ٍة َو ُكت ُ ٍ‬ ‫َ‬
‫]‪[82‬‬

‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُذمُصفةُالدنيا‬

‫اب‬
‫س ٌ‬ ‫آخ ُر َها فَنَا ٌء فِي َح َال ِل َها ِح َ‬ ‫عنَا ٌء َو ِ‬ ‫ف ِم ْن دَ ٍار أ َ هولُ َها َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َما أ َ ِ‬
‫اب َم ِن ا ْستَ ْغنَى فِي َها فُتِنَ َو َم ِن ا ْفتَقَ َر فِي َها َح ِزنَ‬ ‫َوفِي َح َر ِام َها ِعقَ ٌ‬
‫ع ْن َها َواتَتْهُ َو َم ْن أَ ْب َ‬
‫ص َر بِ َها‬ ‫عا َها فَاتَتْهُ َو َم ْن قَعَدَ َ‬ ‫سا َ‬‫َو َم ْن َ‬
‫ص َر ِإلَ ْي َها أَ ْع َمتْهُ ‪.‬‬
‫ص َرتْهُ َو َم ْن أ َ ْب َ‬‫بَ ه‬
‫قال الشريف ‪ :‬أقول و إذا تأمل المتأمل قوله ( عليه السالم ) و من أبصر بها‬
‫بصرته وجد تحته من المعنى العجيب و الغرض البعيد ما ال تبلغ غايته و ال يدرك‬
‫غوره ال سيما إذا قرن إليه قوله و من أبصر إليها أعمته فإنه يجد الفرق بين أبصر‬
‫بها و أبصر إليها واضحا نيرا و عجيبا باهرا ‪.‬‬
‫]‪[83‬‬

‫الخطبةُالغراء‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوهيُالخطبةُالعجيبةُتسمىُالغراءُوفيهاُنعوتُّللاُ‬
‫جلُشأنهُثمُالوصيةُبتقواهُثمُالتنفيرُمنُالدنياُثمُماُيلحقُمنُدخولُالقيامةُثمُ‬
‫تنبيهُالخلقُإلىُماُهمُفيهُمنُاألعراضُثمُفضلهُعليهُالسَلمُفيُالتذكير‬

‫صفتهُجلُشأنه‬
‫ض ٍل‬‫غنِي َم ٍة َوفَ ْ‬ ‫ح ُك ِّل َ‬ ‫ط ْو ِل ِه َمانِ ِ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي َ‬
‫ع َال ِب َح ْو ِل ِه َودَنَا ِب َ‬
‫ف َك َر ِم ِه َو َ‬
‫س َوا ِب ِغ‬ ‫اط ِ‬ ‫ع َو ِ‬‫علَى َ‬ ‫ع ِظي َم ٍة َوأ َ ْز ٍل أ َ ْح َمدُهُ َ‬ ‫ف ُك ِّل َ‬ ‫َو َكا ِش ِ‬
‫وم ُن ِب ِه أَ هو ًال بَادِيا ً َوأَ ْست َ ْهدِي ِه قَ ِريبا ً َهادِيا ً َوأ َ ْستَ ِعينُهُ قَا ِهرا ً‬ ‫نِعَ ِم ِه َوأ ُ ِ‬
‫َاصرا ً َوأَ ْش َهدُ أَ هن ُم َح همداً صلى هللا‬ ‫قَادِرا ً َوأَتَ َو هك ُل َعلَ ْي ِه َكافِيا ً ن ِ‬
‫ع ْذ ِر ِه‬ ‫سلَهُ ِ ِْل ْنفَا ِذ أَ ْم ِر ِه َو ِإ ْن َه ِ‬
‫اء ُ‬ ‫سولُهُ أَ ْر َ‬ ‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬
‫عليه وآله َ‬
‫ِيم نُذُ ِر ِه ‪.‬‬
‫َوت َ ْقد ِ‬

‫الوصيةُبالتقوى‬
‫ت لَ ُك ُم‬ ‫ب ْاْل َ ْمثَا َل َو َوقه َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َّللاِ الهذِي َ‬ ‫َّللاِ ِبت َ ْق َوى ه‬
‫وصي ُك ْم ِعبَادَ ه‬ ‫أُ ِ‬
‫اش َوأَ َحا َ‬
‫ط ِب ُك ُم‬ ‫اش َوأَ ْرفَ َغ لَ ُك ُم ْال َمعَ َ‬ ‫الريَ َ‬ ‫س ُك ُم ِ ّ‬ ‫ْاآل َجا َل َوأَ ْلبَ َ‬
‫الرفَ ِد‬
‫س َوا ِب ِغ َو ِ ّ‬ ‫صدَ لَ ُك ُم ْال َجزَ ا َء َوآثَ َر ُك ْم ِبال ِنّعَ ِم ال ه‬‫صا َء َوأَ ْر َ‬ ‫اْل ْح َ‬ ‫ِْ‬
‫ف لَ ُك ْم‬ ‫ظ َ‬ ‫عدَدا ً َو َو ه‬
‫صا ُك ْم َ‬ ‫ج ْالبَ َوا ِل ِغ فَأ َ ْح َ‬‫الر َوافِ ِغ َوأ َ ْنذَ َر ُك ْم ِب ْال ُح َج ِ‬
‫ه‬
‫سبُونَ‬ ‫ُمدَدا ً فِي قَ َر ِار ِخب َْرةٍ َودَ ِار ِعب َْرةٍ أَ ْنت ُ ْم ُم ْختَبَ ُرونَ فِي َها َو ُم َحا َ‬
‫علَ ْي َها ‪.‬‬‫َ‬
‫التنفيرُمنُالدنيا‬
‫ظ ُر َها َويُو ِب ُق‬ ‫ع َها يُو ِن ُق َم ْن َ‬ ‫غ َم ْش َر ُ‬ ‫فَإِ هن الدُّ ْنيَا َر ِن ٌق َم ْش َربُ َها َر ِد ٌ‬
‫ض ْو ٌء آ ِف ٌل َو ِظ ٌّل زَ ا ِئ ٌل َو ِسنَادٌ َما ِئ ٌل َحتهى‬ ‫ور َحا ِئ ٌل َو َ‬ ‫غ ُر ٌ‬‫َم ْخبَ ُر َها ُ‬
‫ص ْ‬
‫ت‬ ‫ت ِبأ َ ْر ُج ِل َها َوقَنَ َ‬ ‫ص ْ‬‫اط َمأ َ هن نَا ِك ُر َها قَ َم َ‬ ‫س نَا ِف ُر َها َو ْ‬ ‫ِإذَا أ َ ِن َ‬
‫ت ْال َم ْر َء أَ ْوهَاقَ ْال َمنِيه ِة قَائِدَة ً‬ ‫ت ِبأ َ ْس ُه ِم َها َوأَ ْعلَقَ ِ‬ ‫ِبأ َ ْحبُ ِل َها َوأَ ْق َ‬
‫صد َ ْ‬
‫ش ِة ْال َم ْر ِج ِع َو ُمعَايَنَ ِة ْال َم َح ِّل َوث َ َوا ِ‬
‫ب‬ ‫ض َج ِع َو َو ْح َ‬ ‫ض ْن ِك ْال َم ْ‬
‫لَهُ ِإلَى َ‬
‫اختِ َراما ً َو َال‬ ‫ف َال ت ُ ْق ِل ُع ْال َمنِيهةُ ْ‬ ‫سلَ ِ‬
‫ب ال ه‬ ‫ف ِبعَ ْق ِ‬ ‫ْالعَ َم ِل‪َ .‬و َكذَ ِل َك ْال َخلَ ُ‬
‫س ًاال ِإلَى‬ ‫ضونَ أَ ْر َ‬ ‫اجتِ َراما ً يَ ْحتَذُونَ ِمث َ ًاال َويَ ْم ُ‬ ‫ع ِوي ْالبَاقُونَ ْ‬ ‫يَ ْر َ‬
‫ُّور ْالفَن ِ‬
‫َاء ‪.‬‬ ‫صي ِ‬ ‫اء َو َ‬ ‫غَايَ ِة ِاال ْنتِ َه ِ‬

‫بعدُالموتُالبعث‬
‫ور‬
‫ش ُ‬ ‫ف النُّ ُ‬ ‫ور َوأَ ِز َ‬ ‫ت الدُّ ُه ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ور َوتَقَ ه‬ ‫ت ْاْل ُ ُم ُ‬ ‫ص هر َم ِ‬‫َحتهى ِإذَا ت َ َ‬
‫سبَاعِ‬ ‫ور َوأَ ْو ِج َر ِة ال ِ ّ‬ ‫ار ُّ‬
‫الطيُ ِ‬ ‫ح ْالقُبُ ِ‬
‫ور َوأَ ْو َك ِ‬ ‫ض َرا ِئ ِ‬‫أَ ْخ َر َج ُه ْم ِم ْن َ‬
‫ح ْال َم َها ِل ِك ِس َراعا ً ِإلَى أَ ْم ِر ِه ُم ْه ِط ِعينَ ِإلَى َمعَا ِد ِه َر ِع ً‬
‫يال‬ ‫ار ِ‬‫ط ِ‬ ‫َو َم َ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬
‫ص ُر َويُ ْس ِمعُ ُه ُم الدها ِعي َ‬ ‫صفُوفا ً يَ ْنفُذُ ُه ُم ْالبَ َ‬ ‫ص ُموتا ً قِيَاما ً ُ‬ ‫ُ‬
‫ت ْال ِحيَ ُل‬ ‫ضل ه ِ‬
‫ع ِاال ْستِ ْس َال ِم َوالذِّله ِة قَ ْد َ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫وس ِاال ْستِ َكانَ ِة َو َ‬ ‫لَبُ ُ‬
‫ص َواتُ‬ ‫ت ْاْل َ ْ‬ ‫شع َ ِ‬‫اظ َمةً َو َخ َ‬ ‫ت ْاْل َ ْفئِدَة ُ َك ِ‬‫ط َع ْاْل َ َم ُل َو َه َو ِ‬ ‫َوا ْنقَ َ‬
‫ع ِلزَ ب َْرةِ‬ ‫ت ْاْل َ ْس َما ُ‬‫شفَ ُق َوأ ُ ْر ِعدَ ِ‬ ‫ع ُ‬
‫ظ َم ال ه‬ ‫ُم َه ْينِ َمةً َوأ َ ْل َج َم ْال َع َر ُق َو َ‬
‫اء َونَ َكا ِل ْال ِعقَا ِ‬
‫ب‬ ‫ض ِة ْال َجزَ ِ‬ ‫ب َو ُمقَايَ َ‬ ‫طا ِ‬ ‫ص ِل ْال ِخ َ‬ ‫الدها ِعي ِإلَى فَ ْ‬
‫َون ََوا ِل الث ه َوا ِ‬
‫ب‪.‬‬

‫تنبيهُالخلق‬
‫ضونَ‬ ‫سارا ً َو َم ْقبُو ُ‬ ‫ِعبَادٌ َم ْخلُوقُونَ ا ْقتِدَارا ً َو َم ْربُوبُونَ ا ْقتِ َ‬
‫ض همنُونَ أ َ ْجدَاثا ً َو َكائِنُونَ ُرفَاتا ً َو َم ْبعُوثُونَ أ َ ْف َرادا ً‬ ‫ضارا ً َو ُم َ‬ ‫احتِ َ‬ ‫ْ‬
‫ج‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ه‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫سابا ً قَ ْد أ ُ‬
‫َو َمدِينُونَ َجزَ ا ًء َو ُم َمي ُهزونَ ِح َ‬
‫ِ‬
‫ع ْن ُه ْم‬
‫ت َ‬ ‫ب َو ُك ِشفَ ْ‬ ‫ع ِ ّم ُروا َم َه َل ْال ُم ْست َ ْعتِ ِ‬ ‫ج َو ُ‬‫س ِبي َل ْال َم ْن َه ِ‬‫َو ُهدُوا َ‬
‫ار ْال ِجيَا ِد َو َر ِويه ِة ِاال ْرتِيَا ِد َوأَنَاةِ‬ ‫ض َم ِ‬‫ب َو ُخلُّوا ِل ِم ْ‬ ‫الريَ ِ‬‫ف ِّ‬‫سدَ ُ‬ ‫ُ‬
‫ب ْال َم َه ِل ‪.‬‬ ‫ط َر ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ْال ُم ْقتَبِ ِس ْال ُم ْرتَا ِد فِي ُمدهةِ ْاْل َ َج ِل َو ُم ْ‬

‫فضلُالتذكير‬
‫ت قُلُوبا ً زَ ا ِكيَةً‬ ‫صادَفَ ْ‬‫ظ شَا ِفيَةً لَ ْو َ‬ ‫صا ِئبَةً َو َم َوا ِع َ‬ ‫فَيَا لَ َها أَ ْمث َ ًاال َ‬
‫َّللاَ ت َ ِقيهةَ َم ْن‬ ‫از َمةً فَاتهقُوا ه‬ ‫از َمةً َوأَ ْلبَابا ً َح ِ‬ ‫ع ِ‬‫آرا ًء َ‬ ‫َوأ َ ْس َماعا ً َوا ِعيَةً َو َ‬
‫ف َو َو ِج َل فَعَ ِم َل َو َحاذَ َر فَبَادَ َر‬ ‫ف فَا ْعت َ َر َ‬ ‫ش َع َوا ْقت َ َر َ‬ ‫س ِم َع فَ َخ َ‬ ‫َ‬
‫ازدَ َج َر‬‫ع ِبّ َر فَا ْعتَبَ َر َو ُحذّ َِر فَ َحذ َِر َو ُز ِج َر فَ ْ‬ ‫سنَ َو ُ‬ ‫َوأ َ ْيقَنَ فَأ َ ْح َ‬
‫ي فَ َرأَى‬ ‫احتَذَى َوأ ُ ِر َ‬ ‫اب َوا ْقتَدَى فَ ْ‬ ‫َاب َو َرا َج َع فَت َ َ‬ ‫اب فَأَن َ‬ ‫َوأ َ َج َ‬
‫ع هم َر‬ ‫يرة ً َو َ‬ ‫س ِر َ‬
‫اب َ‬ ‫ط َ‬‫يرة ً َوأَ َ‬‫اربا ً فَأَفَادَ ذَ ِخ َ‬ ‫طا ِلبا ً َونَ َجا َه ِ‬ ‫ع َ‬ ‫فَأ َ ْس َر َ‬
‫س ِبي ِل ِه َو َحا ِل َحا َجتِ ِه‬ ‫ظ َه َر زَ ادا ً ِليَ ْو ِم َر ِحي ِل ِه َو َو ْج ِه َ‬ ‫َمعَادا ً َوا ْستَ ْ‬
‫َّللاِ ِج َهةَ‬ ‫َّللاَ ِعبَادَ ه‬‫ام ِه فَاتهقُوا ه‬ ‫َو َم ْو ِط ِن فَاقَتِ ِه َوقَده َم أ َ َما َمهُ ِلدَ ِار ُمقَ ِ‬
‫احذَ ُروا ِم ْنهُ ُك ْنهَ َما َحذه َر ُك ْم ِم ْن نَ ْف ِس ِه َوا ْست َ ِحقُّوا‬ ‫َما َخلَقَ ُك ْم لَهُ َو ْ‬
‫ق ِميعَا ِد ِه َو ْال َحذَ ِر ِم ْن َه ْو ِل َمعَا ِد ِه‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫عده لَ ُك ْم ِبالتهنَ ُّج ِز ِل ِ‬ ‫ِم ْنهُ َما أَ َ‬
‫‪.‬‬

‫التذكيرُبضروبُالنعم‬
‫عنَا َها َوأَ ْب َ‬
‫صارا ً ِلتَ ْجلُ َو َع ْن‬ ‫ي َما َ‬ ‫وُمنهاُ‪َ :‬جعَ َل لَ ُك ْم أ َ ْس َماعا ً ِلت َ ِع َ‬
‫ضائِ َها ُم َالئِ َمةً ِْل َ ْحنَائِ َها فِي تَ ْر ِكي ِ‬
‫ب‬ ‫امعَةً ِْل َ ْع َ‬ ‫عشَا َها َوأ َ ْش َال ًء َج ِ‬
‫َ‬
‫ب َرائِدَ ٍة‬ ‫ان قَائِ َم ٍة ِبأ َ ْرفَاقِ َها َوقُلُو ٍ‬ ‫ع ُم ِر َها ِبأ َ ْبدَ ٍ‬ ‫ص َو ِر َها َو ُمدَ ِد ُ‬ ‫ُ‬
‫عافِيَتِ ِه‬ ‫اج ِز َ‬ ‫ت ِمنَنِ ِه َو َح َو ِ‬ ‫وجبَا ِ‬ ‫ت نِعَ ِم ِه َو ُم ِ‬ ‫ِْل َ ْرزَ اقِ َها فِي ُم َج ِلّ َال ِ‬
‫ف لَ ُك ْم ِعبَرا ً ِم ْن آثَ ِ‬
‫ار‬ ‫ع ْن ُك ْم َوخَله َ‬ ‫ست َ َر َها َ‬ ‫َوقَده َر لَ ُك ْم أ َ ْع َمارا ً َ‬
‫ح َخنَاقِ ِه ْم أَ ْر َهقَتْ ُه ُم‬ ‫س ِ‬ ‫اضينَ قَ ْبلَ ُك ْم ِم ْن ُم ْست َ ْمت َ ِع خ ََالقِ ِه ْم َو ُم ْستَ ْف َ‬ ‫ْال َم ِ‬
‫ع ْن َها تَخ َُّر ُم ْاآل َجا ِل لَ ْم يَ ْم َهدُوا فِي‬ ‫شذهبَ ُه ْم َ‬ ‫ْال َمنَايَا دُونَ ْاآل َما ِل َو َ‬
‫ان فَ َه ْل يَ ْنتَ ِظ ُر أَ ْه ُل‬ ‫ف ْاْل َ َو ِ‬ ‫ان َولَ ْم يَ ْعتَبِ ُروا فِي أُنُ ِ‬ ‫س َال َم ِة ْاْل َ ْبدَ ِ‬ ‫َ‬
‫ص هح ِة ِإ هال‬ ‫ار ِة ال ِ ّ‬ ‫ض َ‬ ‫غ َ‬ ‫ي ْال َه َر ِم َوأَ ْه ُل َ‬ ‫ب ِإ هال َح َوا ِن َ‬ ‫شبَا ِ‬ ‫ض ِة ال ه‬ ‫ضا َ‬ ‫بَ َ‬
‫الزيَا ِل‬ ‫ب ِّ‬ ‫َاء َم َع قُ ْر ِ‬ ‫اء ِإ هال آ ِونَةَ ْالفَن ِ‬ ‫سقَ ِم َوأ َ ْه ُل ُمده ِة ْالبَقَ ِ‬ ‫ن ََو ِاز َل ال ه‬
‫ص‬ ‫ص ِ‬ ‫غ َ‬ ‫ض َو ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ق َوأَلَ ِم ْال َم َ‬ ‫علَ ِز ْالقَلَ ِ‬ ‫وف ِاال ْن ِتقَا ِل َو َ‬ ‫َوأ ُ ُز ِ‬
‫اء َو ْاْل َ ِع هزةِ‬ ‫ص َرةِ ْال َحفَدَةِ َو ْاْل َ ْق ِربَ ِ‬ ‫ت ِاال ْستِغَاث َ ِة ِبنُ ْ‬ ‫ض َوتَلَفُّ ِ‬ ‫ْال َج َر ِ‬
‫غود َِر فِي‬ ‫ب َوقَ ْد ُ‬ ‫اح ُ‬‫ت النه َو ِ‬ ‫ب أَ ْو نَفَعَ ِ‬ ‫ار ُ‬ ‫ت ْاْلَقَ ِ‬ ‫َاء فَ َه ْل دَفَعَ ِ‬ ‫َو ْالقُ َرن ِ‬
‫ت‬‫ض َج ِع َو ِحيدا ً قَ ْد َهت َ َك ِ‬ ‫ق ْال َم ْ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ت َر ِهينا ً َوفِي ِ‬ ‫َم َحله ِة ْاْل َ ْم َوا ِ‬
‫ارهُ‬ ‫ف آث َ َ‬ ‫اص ُ‬ ‫ت ْالعَ َو ِ‬ ‫عف َ ِ‬ ‫ت النه َوا ِه ُك ِجدهتَهُ َو َ‬ ‫ْال َه َوا ُّم ِج ْلدَتَهُ َوأ َ ْبلَ ِ‬
‫ضتِ َها‬ ‫سادُ ش َِحبَةً بَ ْعدَ بَ ه‬ ‫ت ْاْل َ ْج َ‬ ‫ار ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ان َمعَا ِل َمهُ َو َ‬ ‫َو َم َحا ْال َحدَث َ ُ‬
‫ظا ُم ن َِخ َرة ً بَ ْعدَ قُ هوتِ َها َو ْاْل َ ْر َوا ُح ُم ْرتَ َهنَةً بِثِقَ ِل أَ ْعبَائِ َها ُموقِنَةً‬ ‫َو ْال ِع َ‬
‫س ِيّ ِئ‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫ع َم ِل َها َو َال ت ُ ْست َ ْعتَ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِل ِ‬‫ب أ َ ْنبَائِ َها َال ت ُ ْستَزَ ادُ ِم ْن َ‬ ‫بِغَ ْي ِ‬
‫زَ لَ ِل َها أ َ َولَ ْست ُ ْم أ َ ْبنَا َء ْالقَ ْو ِم َو ْاآلبَا َء َو ِإ ْخ َوانَ ُه ْم َو ْاْل َ ْق ِربَا َء ت َ ْحتَذُونَ‬
‫ع ْن‬ ‫وب قَا ِسيَةٌ َ‬ ‫طئُونَ َجادهت َ ُه ْم فَ ْالقُلُ ُ‬ ‫أَ ْم ِثلَت َ ُه ْم َوت َ ْر َكبُونَ ِقدهت َ ُه ْم َوت َ َ‬
‫ار َها َكأ َ هن ْال َم ْع ِن ه‬
‫ي‬ ‫ض َم ِ‬ ‫غي ِْر ِم ْ‬ ‫سا ِل َكةٌ ِفي َ‬ ‫ع ْن ُر ْش ِد َها َ‬ ‫ظ َها َال ِهيَةٌ َ‬ ‫َح ِ ّ‬
‫الر ْشدَ فِي ِإ ْح َر ِاز دُ ْنيَا َها ‪.‬‬ ‫ِس َوا َها َو َكأ َ هن ُّ‬

‫التحذيرُمنُهولُالصراط‬
‫ض ِه َوأَ َها ِوي ِل‬ ‫اط َو َمزَ ا ِل ِ‬
‫ق دَ ْح ِ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫َوا ْعلَ ُموا أَ هن َم َجازَ ُك ْم َ‬
‫علَى ال ِ ّ‬
‫شغَ َل‬‫ب َ‬ ‫َّللاِ تَ ِقيهةَ ذِي لُ ّ ٍ‬ ‫ت أ َ ْه َوا ِل ِه فَاتهقُوا ه‬
‫َّللاَ ِعبَادَ ه‬ ‫زَ َ ِّلِلِ َوت َ َ‬
‫ارا ِ‬
‫ار ن َْو ِم ِه‬ ‫ف بَدَنَهُ َوأ َ ْس َه َر الت ه َه ُّجدُ ِغ َر َ‬ ‫ب ْالخ َْو ُ‬ ‫ص َ‬ ‫التهفَ ُّك ُر قَ ْلبَهُ َوأ َ ْن َ‬
‫ف‬ ‫ش َه َواتِ ِه َوأَ ْو َج َ‬ ‫الز ْهدُ َ‬ ‫ف ُّ‬ ‫ظلَ َ‬ ‫اج َر يَ ْو ِم ِه َو َ‬ ‫الر َجا ُء َه َو ِ‬ ‫ظ َمأ َ ه‬ ‫َوأ َ ْ‬
‫ح‬
‫ض ِ‬ ‫ع ْن َو َ‬ ‫ب ْال َمخَا ِل َج َ‬ ‫ف ِْل َ َمانِ ِه َوتَنَ هك َ‬ ‫سانِ ِه َوقَده َم ْالخ َْو َ‬ ‫ال ِذّ ْك ُر ِب ِل َ‬
‫ب َولَ ْم تَ ْفتِ ْلهُ‬‫طلُو ِ‬ ‫سا ِل ِك ِإلَى النه ْهج ْال َم ْ‬ ‫صدَ ْال َم َ‬ ‫سلَ َك أ َ ْق َ‬ ‫س ِبي ِل َو َ‬ ‫ال ه‬
‫ِ‬
‫ظافِرا ً ِبفَ ْر َح ِة‬ ‫ور َ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ْشت َ ِب َهاتُ ْاْل ُ ُم ِ‬‫ور َولَ ْم ت َ ْع َم َ‬‫فَاتِ َالتُ ْالغُ ُر ِ‬
‫عبَ َر‬ ‫ْالبُ ْش َرى َو َرا َح ِة النُّ ْع َمى فِي أ َ ْنعَ ِم ن َْو ِم ِه َوآ َم ِن يَ ْو ِم ِه َوقَ ْد َ‬
‫س ِعيدا ً َوبَادَ َر ِم ْن َو َج ٍل‬ ‫اجلَ ِة َح ِميدا ً َوقَده َم زَ ادَ ْاآل ِجلَ ِة َ‬ ‫َم ْعبَ َر ْالعَ ِ‬
‫ب‬ ‫ب َو َراقَ َ‬ ‫ع ْن َه َر ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫ب َوذَ َه َ‬ ‫طلَ ٍ‬ ‫ب ِفي َ‬ ‫ش ِفي َم َه ٍل َو َر ِغ َ‬ ‫َوأ َ ْك َم َ‬
‫ظ َر قُدُما ً أ َ َما َمهُ فَ َكفَى ِب ْال َجنه ِة ث َ َوابا ً َون ََو ًاال َو َكفَى‬ ‫غدَهُ َونَ َ‬ ‫ِفي يَ ْو ِم ِه َ‬
‫ب‬‫َصيرا ً َو َكفَى ِب ْال ِكتَا ِ‬ ‫اّلِلِ ُم ْنت َ ِقما ً َون ِ‬
‫ار ِعقَابا ً َو َوبَ ًاال َو َكفَى ِب ه‬ ‫ِبالنه ِ‬
‫َصيما ً ‪.‬‬ ‫َح ِجيجا ً َوخ ِ‬

‫الوصيةُبالتقوى‬
‫َّللاِ الهذِي أ َ ْعذَ َر ِب َما أ َ ْنذَ َر َو ْ‬
‫احتَ هج ِب َما نَ َه َج‬ ‫وصي ُك ْم ِبتَ ْق َوى ه‬ ‫أُ ِ‬
‫ان ن َِجيّا ً‬ ‫ث فِي ْاآلذَ ِ‬ ‫ُور َخ ِفيّا ً َونَفَ َ‬
‫صد ِ‬ ‫عد ُّوا ً نَفَذَ فِي ال ُّ‬ ‫َو َحذه َر ُك ْم َ‬
‫ت ْال َج َرائِ ِم َو َه هونَ‬ ‫عدَ فَ َمنهى َوزَ يهنَ َ‬
‫س ِيّئَا ِ‬ ‫ض هل َوأَ ْردَى َو َو َ‬ ‫فَأ َ َ‬
‫ظا ِئ ِم َحتهى ِإذَا ا ْستَ ْد َر َج قَ ِرينَتَهُ َوا ْستَ ْغلَقَ َر ِهينَتَهُ أ َ ْن َك َر‬ ‫ت ْالعَ َ‬‫ُمو ِبقَا ِ‬
‫ظ َم َما َه هونَ َو َحذه َر َما أ َ همنَ ‪.‬‬ ‫َما زَ يهنَ َوا ْستَ ْع َ‬

‫وُمنهاُفيُصفةُخلقُاإلنسان‬
‫ار نُ ْ‬
‫طفَةً‬ ‫ف ْاْل َ ْستَ ِ‬ ‫شغ ُ ِ‬ ‫ت ْاْل َ ْر َح ِام َو ُ‬ ‫شأَهُ فِي ُ‬
‫ظلُ َما ِ‬ ‫أَ ْم َهذَا الهذِي أَ ْن َ‬
‫اضعا ً َو َو ِليدا ً َويَافِعا ً ث ُ هم َمنَ َحهُ قَ ْلبا ً‬‫علَقَةً ِم َحاقا ً َو َجنِينا ً َو َر ِ‬‫ِد َهاقا ً َو َ‬
‫صرا ً َال ِحظا ً ِليَ ْف َه َم ُم ْعتَبِرا ً َويُقَ ِ ّ‬
‫ص َر‬ ‫سانا ً َالفِظا ً َوبَ َ‬ ‫َحافِظا ً َو ِل َ‬
‫ام ا ْعتِدَالُهُ َوا ْستَ َوى ِمثَالُهُ نَفَ َر ُم ْستَ ْك ِبرا ً‬ ‫ُم ْزدَ ِجرا ً َحتهى ِإذَا قَ َ‬
‫ت‬‫س ْعيا ً ِلدُ ْنيَاهُ فِي لَذها ِ‬ ‫ب َه َواهُ َكادِحا ً َ‬ ‫سادِرا ً َما ِتحا ً فِي غ َْر ِ‬ ‫ط َ‬ ‫َو َخبَ َ‬
‫ش ُع ت َ ِقيهةً فَ َم َ‬
‫ات‬ ‫ِب َر ِزيهةً َو َال يَ ْخ َ‬ ‫ت أَ َر ِب ِه ث ُ هم َال يَ ْحتَس ُ‬ ‫ط َر ِب ِه َوبَدَ َوا ِ‬ ‫َ‬
‫اش فِي َه ْف َوتِ ِه يَسِيرا ً لَ ْم يُ ِف ْد ِع َوضا ً َولَ ْم‬ ‫ع َ‬ ‫فِي فِتْنَتِ ِه غ َِريرا ً َو َ‬
‫سن َِن‬ ‫اح ِه َو َ‬ ‫غب ِهر ِج َم ِ‬ ‫ض ُم ْفت َ َرضا ً دَ ِه َمتْهُ فَ َجعَاتُ ْال َمنِيه ِة فِي ُ‬ ‫يَ ْق ِ‬
‫ق‬ ‫ط َو ِار ِ‬ ‫ت ْاآل َال ِم َو َ‬ ‫غ َم َرا ِ‬ ‫سا ِهرا ً فِي َ‬ ‫ات َ‬ ‫سادِرا ً َوبَ َ‬ ‫ظ هل َ‬ ‫اح ِه فَ َ‬ ‫ِم َر ِ‬
‫ق َودَا ِعيَ ٍة ِب ْال َو ْي ِل‬ ‫ش ِفي ٍ‬ ‫ق َو َوا ِل ٍد َ‬ ‫ش ِقي ٍ‬ ‫خ َ‬ ‫ْاْل َ ْو َجاعِ َو ْاْل َ ْسقَ ِام بَيْنَ أ َ ٍ‬
‫س ْك َر ٍة ُم ْل ِهث َ ٍة َوغ َْم َر ٍة‬ ‫ص ْد ِر قَلَقا ً َو ْال َم ْر ُء ِفي َ‬ ‫َجزَ عا ً َو َال ِد َم ٍة ِلل ه‬
‫س ْوقَ ٍة ُمتْ ِعبَ ٍة ث ُ هم أ ُ ْد ِر َج ِفي‬ ‫وجعَ ٍة َو َج ْذبَ ٍة ُم ْك ِربَ ٍة َو َ‬ ‫ارث َ ٍة َوأَنه ٍة ُم ِ‬ ‫َك ِ‬
‫ُ‬
‫علَى ْاْلَع َْوا ِد َر ِجي َع‬ ‫ي َ‬ ‫س ِلسا ً ث ُ هم أ ْل ِق َ‬‫ِب ُم ْنقَادا ً َ‬ ‫أَ ْكفَانِ ِه ُم ْب ِلسا ً َو ُجذ َ‬
‫ان ِإلَى‬ ‫اْل ْخ َو ِ‬ ‫شدَة ُ ْ ِ‬‫ان َو َح َ‬ ‫سقَ ٍم ت َ ْح ِملُهُ َحفَدَة ُ ْال ِو ْلدَ ِ‬ ‫ب َونِض َْو َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫َو َ‬
‫ف‬ ‫ص َر َ‬ ‫شتِ ِه َحتهى ِإذَا ا ْن َ‬ ‫ط ِع زَ ْو َرتِ ِه َو ُم ْف َر ِد َو ْح َ‬ ‫غ ْربَتِ ِه َو ُم ْنقَ َ‬ ‫دَ ِار ُ‬
‫س َؤا ِل‬ ‫ش ِيّ ُع َو َر َج َع ْال ُمتَفَ ِ ّج ُع أ ُ ْق ِعدَ فِي ُح ْف َرتِ ِه ن َِجيّا ً ِلبَ ْهت َ ِة ال ُّ‬ ‫ْال ُم َ‬
‫ص ِليَةُ‬ ‫ظ ُم َما ُهنَا ِل َك بَ ِليهةً نُ ُزو ُل ْال َح ِم ِيم َوتَ ْ‬ ‫ان َوأ َ ْع َ‬ ‫عثْ َرةِ ِاال ْمتِ َح ِ‬ ‫َو َ‬
‫ير َال فَتْ َرة ٌ ُم ِري َحةٌ َو َال‬ ‫الزفِ ِ‬ ‫س ْو َراتُ ه‬ ‫ير َو َ‬ ‫س ِع ِ‬‫ْال َج ِح ِيم َوفَ ْو َراتُ ال ه‬
‫س ِلّيَةٌ‬ ‫َاجزَ ة ٌ َو َال ِسنَةٌ ُم َ‬ ‫اجزَ ة ٌ َو َال َم ْوتَةٌ ن ِ‬ ‫عةٌ ُم ِزي َحةٌ َو َال قُ هوة ٌ َح ِ‬ ‫دَ َ‬
‫عا ِئذُونَ ِعبَادَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ت ِإنها ِب ه‬
‫اّلِلِ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ب ال ه‬ ‫عذَا ِ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ط َو ِار ْال َم ْوتَا ِ‬ ‫بَيْنَ أ َ ْ‬
‫ع ِلّ ُموا فَفَ ِه ُموا َوأ ُ ْن ِظ ُروا فَلَ َه ْوا‬ ‫ع ِ ّم ُروا فَنَ ِع ُموا َو ُ‬ ‫أَيْنَ الهذِينَ ُ‬
‫يال َو ُحذّ ُِروا أَ ِليما ً‬ ‫يال َو ُم ِن ُحوا َج ِم ً‬ ‫ط ِو ً‬ ‫سوا أ ُ ْم ِهلُوا َ‬ ‫س ِلّ ُموا فَنَ ُ‬ ‫َو ُ‬
‫طةَ‬ ‫وب ْال ُم ْس ِخ َ‬ ‫طةَ َو ْالعُيُ َ‬ ‫وب ْال ُم َو ِ ّر َ‬ ‫احذَ ُروا الذُّنُ َ‬ ‫َو ُو ِعدُوا َجسِيما ً ْ‬
‫َاص أ َ ْو‬ ‫ار َو ْاْل َ ْس َماعِ َو ْالعَافِيَ ِة َو ْال َمتَاعِ َه ْل ِم ْن َمن ٍ‬ ‫ص ِ‬ ‫أُو ِلي ْاْل َ ْب َ‬
‫ار أَ ْم َال فَأَنهى تُؤْ فَ ُكونَ‬ ‫ص أ َ ْو َمعَا ٍذ أ َ ْو َم َال ٍذ أ َ ْو فِ َر ٍار أ َ ْو َم َح ٍ‬ ‫خ ََال ٍ‬
‫ظ أَ َح ِد ُك ْم ِمنَ‬ ‫ص َرفُونَ أ َ ْم ِب َما ذَا ت َ ْغت َ ُّرونَ َو ِإنه َما َح ُّ‬ ‫أ َ ْم أَيْنَ ت ُ ْ‬
‫علَى َخ ِدّ ِه ْاآلنَ‬ ‫ض قِيدُ قَ ِدّ ِه ُمتَعَ ِفّرا ً َ‬ ‫الط ْو ِل َو ْالعَ ْر ِ‬ ‫ت ُّ‬ ‫ض ذَا ِ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫اْل ْرشَا ِد‬ ‫س ٌل فِي فَ ْينَ ِة ْ ِ‬ ‫الرو ُح ُم ْر َ‬ ‫َاق ُم ْه َم ٌل َو ُّ‬ ‫َّللاِ َو ْال ِخن ُ‬‫ِعبَادَ ه‬
‫ف ْال َم ِشيه ِة‬ ‫سا ِد َوبَا َح ِة ِاال ْحتِشَا ِد َو َم َه ِل ْالبَ ِقيه ِة َوأُنُ ِ‬ ‫َو َرا َح ِة ْاْل َ ْج َ‬
‫الر ْوعِ‬
‫ق َو ه‬ ‫ضي ِ‬ ‫ض ْن ِك َو ْال َم ِ‬ ‫اح ْال َح ْوبَ ِة قَ ْب َل ال ه‬
‫س ِ‬ ‫ار الت ه ْوبَ ِة َوا ْن ِف َ‬‫ظ ِ‬‫َو ِإ ْن َ‬
‫يز ْال ُم ْقتَد ِِر ‪.‬‬ ‫ظ ِر َو ِإ ْخذَةِ ْالعَ ِز ِ‬ ‫ب ْال ُم ْنتَ َ‬
‫ُوم ْالغَائِ ِ‬
‫ق َوقَ ْب َل قُد ِ‬ ‫َو ُّ‬
‫الز ُهو ِ‬

‫قال الشريف ‪ :‬و في الخبر أنه ( عليه السالم ) لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها‬
‫الجلود و بكت العيون و رجفت القلوب ‪ ،‬و من الناس من يسمي هذه الخطبة‬
‫الغراء ‪.‬‬
‫]‪[84‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُذكرُعمروُبنُالعاص‬

‫عابَةً َوأَ ِنّي ْام ُر ٌؤ‬ ‫ي دُ َ‬‫ش ِام أ َ هن فِ ه‬ ‫ع ُم ِْل َ ْه ِل ال ه‬‫ع َجبا ً ِالب ِْن النها ِبغَ ِة يَ ْز ُ‬ ‫َ‬
‫طقَ آثِما ً أَ َما َوش َُّر‬ ‫اط ًال َونَ َ‬ ‫س لَقَ ْد قَا َل بَ ِ‬ ‫ار ُ‬ ‫س َوأ ُ َم ِ‬ ‫عافِ ُ‬ ‫تِ ْلعَابَةٌ أ ُ َ‬
‫ف َويُ ْسأ َ ُل فَيَ ْب َخ ُل‬‫ِب َويَ ِعدُ فَيُ ْخ ِل ُ‬ ‫ِب ِإنههُ لَيَقُو ُل فَيَ ْكذ ُ‬ ‫ْالقَ ْو ِل ْال َكذ ُ‬
‫اْل هل فَإِذَا َكانَ ِع ْندَ ْال َح ْر ِ‬
‫ب‬ ‫ط ُع ْ ِ‬ ‫ون ْالعَ ْهدَ َويَ ْق َ‬ ‫ف َويَ ُخ ُ‬ ‫َويَ ْسأ َ ُل فَيُ ْل ِح ُ‬
‫آخذَ َها فَإِذَا َكانَ ذَ ِل َك‬ ‫وف َم ِ‬ ‫سي ُ ُ‬ ‫اج ٍر َو ِآم ٍر ُه َو َما لَ ْم تَأ ْ ُخ ِذ ال ُّ‬ ‫ي زَ ِ‬ ‫فَأ َ ُّ‬
‫سبهتَهُ أَ َما َو ه‬
‫َّللاِ ِإ ِنّي‬ ‫َكانَ أ َ ْكبَ ُر [أ َ ْكبَ َر] َم ِكيدَ ِت ِه أَ ْن يَ ْمنَ َح ْالقَ ْر َم َ‬
‫ت َو ِإنههُ لَيَ ْمنَعُهُ ِم ْن قَ ْو ِل ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫ب ِذ ْك ُر ْال َم ْو ِ‬ ‫لَيَ ْمنَعُنِي ِمنَ الله ِع ِ‬
‫ط أَ ْن يُؤْ تِيَهُ أَتِيهةً‬ ‫ان ْاآل ِخ َرةِ ِإنههُ لَ ْم يُبَا ِي ْع ُمعَا ِويَةَ َحتهى ش ََر َ‬ ‫نِ ْسيَ ُ‬
‫ضي َخةً‪.‬‬ ‫ِين َر ِ‬‫علَى تَ ْر ِك الدّ ِ‬ ‫ض َخ لَهُ َ‬ ‫َويَ ْر َ‬
‫]‪[85‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُصفاتُثمانُمنُصفاتُالجَلل‬

‫ش ْي َء قَ ْبلَهُ‬ ‫يك لَهُ ْاْل َ هو ُل َال َ‬ ‫َّللاُ َو ْحدَهُ َال ش َِر َ‬ ‫َوأ َ ْش َهدُ أ َ ْن َال ِإلَهَ ِإ هال ه‬
‫علَى ِ‬
‫صفَ ٍة َو َال ت ُ ْعقَدُ‬ ‫َو ْاآل ِخ ُر َال غَايَةَ لَهُ َال تَقَ ُع ْاْل َ ْو َها ُم لَهُ َ‬
‫يض َو َال ت ُ ِحي ُ‬
‫ط‬ ‫علَى َك ْي ِفيه ٍة َو َال تَنَالُهُ الت ه ْج ِزئَةُ َوالت ه ْب ِع ُ‬ ‫وب ِم ْنهُ َ‬ ‫ْالقُلُ ُ‬
‫وب ‪.‬‬‫ار َو ْالقُلُ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ِب ِه ْاْل َ ْب َ‬
‫َّللاِ ِب ْال ِعبَ ِر النه َوافِ ِع َوا ْعت َ ِب ُروا ِب ْاآلي ِ‬
‫ظوا ِعبَادَ ه‬ ‫وُمنهاُ‪ :‬فَات ه ِع ُ‬
‫ازدَ ِج ُروا ِبالنُّذُ ِر ْالبَ َوا ِل ِغ َوا ْنت َ ِفعُوا ِبال ِذّ ْك ِر َو ْال َم َوا ِع ِظ‬ ‫اط ِع َو ْ‬ ‫س َو ِ‬ ‫ال ه‬
‫ع َالئِ ُق ْاْل ُ ْمنِيه ِة‬ ‫ت ِم ْن ُك ْم َ‬
‫طع َ ْ‬‫ب ْال َمنِيه ِة َوا ْنقَ َ‬‫ع ِلقَتْ ُك ْم َمخَا ِل ُ‬ ‫فَ َكأ َ ْن قَ ْد َ‬
‫ف ُك ُّل‬ ‫سيَاقَةُ ِإلَى ْال ِو ْردُ ْال َم ْو ُرودُ َ‬ ‫ور َوال ِ ّ‬ ‫َودَ ِه َمتْ ُك ْم ُم ْف ِظعَاتُ ْاْل ُ ُم ِ‬
‫سوقُ َها ِإلَى َم ْحش َِر َها َوشَا ِهدٌ‬ ‫سا ِئ ٌق يَ ُ‬ ‫ش ِهيدٌ َ‬ ‫نَ ْف ٍس َمعَها سا ِئ ٌق َو َ‬
‫علَ ْي َها ِبعَ َم ِل َها ‪.‬‬
‫يَ ْش َهدُ َ‬

‫وُمنهاُفيُصفةُالجنة‬
‫ات َال يَ ْنقَ ِط ُع نَ ِعي ُم َها َو َال‬
‫َاز ُل ُمتَفَا ِوتَ ٌ‬ ‫ت َو َمن ِ‬ ‫اض َال ٌ‬ ‫ات ُمتَفَ ِ‬ ‫دَ َر َج ٌ‬
‫سا ِكنُ َها ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ظعَ ُن ُم ِقي ُم َها َو َال يَ ْه َر ُم خَا ِلدُ َها َو َال يَبْأ َ ُ‬
‫]‪[86‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫وفيهاُبيانُصفاتُالحقُجلُجَللهُثمُعظةُالناسُبالتقوىُوالمشورة‬

‫ش ْيءٍ َو ْالغَلَبَةُ‬
‫طةُ ِب ُك ِّل َ‬ ‫ض َما ِئ َر لَهُ ْ ِ‬
‫اْل َحا َ‬ ‫س َرا ِئ َر َو َخبَ َر ال ه‬ ‫قَ ْد َ‬
‫ع ِل َم ال ه‬
‫علَى ُك ِّل ش ْ‬
‫َيءٍ‬ ‫ش ْيءٍ َو ْالقُ هوة ُ َ‬‫ِل ُك ِّل َ‬

‫عظةُالناس‬
‫ق أ َ َج ِل ِه َوفِي فَ َرا ِغ ِه‬ ‫ام ُل ِم ْن ُك ْم فِي أَي ِهام َم َه ِل ِه قَ ْب َل ِإ ْر َها ِ‬ ‫فَ ْليَ ْع َم ِل ْالعَ ِ‬
‫ظ ِم ِه َو ْليُ َم ِ ّه ْد ِلنَ ْف ِس ِه‬ ‫شغُ ِل ِه َوفِي ُمتَنَفه ِس ِه قَ ْب َل أ َ ْن يُؤْ َخذَ ِب َك َ‬ ‫ان ُ‬ ‫قَ ْب َل أ َ َو ِ‬
‫اس‬ ‫َّللاَ أَيُّ َها النه ُ‬ ‫اّلِلَ ه‬‫ظ ْعنِ ِه ِلدَ ِار ِإقَا َمتِ ِه فَ ه‬ ‫َوقَدَ ِم ِه َو ْليَتَزَ هو ْد ِم ْن دَ ِار َ‬
‫ع ُك ْم ِم ْن ُحقُوقِ ِه فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ‬ ‫ظ ُك ْم ِم ْن ِكتَا ِب ِه َوا ْست َ ْودَ َ‬ ‫فِي َما ا ْست َ ْحفَ َ‬
‫سدًى َولَ ْم يَدَ ْع ُك ْم فِي َج َهالَ ٍة‬ ‫عبَثا ً َولَ ْم يَتْ ُر ْك ُك ْم ُ‬ ‫س ْب َحانَهُ لَ ْم يَ ْخلُ ْق ُك ْم َ‬ ‫ُ‬
‫ب آ َجالَ ُك ْم َوأ َ ْنزَ َل‬ ‫ع ِل َم أ َ ْع َمالَ ُك ْم َو َكتَ َ‬
‫س همى آثَا َر ُك ْم َو َ‬ ‫ع ًمى قَ ْد َ‬ ‫َو َال َ‬
‫ع هم َر ِفي ُك ْم نَ ِبيههُ أَ ْز َمانا ً َحتهى‬ ‫ش ْيءٍ َو َ‬ ‫اب ِتبْيانا ً ِل ُك ِّل َ‬ ‫علَ ْي ُك ُم ْال ِكت َ َ‬ ‫َ‬
‫ي ِلنَ ْف ِس ِه‬ ‫ض َ‬ ‫أ َ ْك َم َل لَهُ َولَ ُك ْم ِفي َما أَ ْنزَ َل ِم ْن ِكتَا ِب ِه دِينَهُ الهذِي َر ِ‬
‫ار َههُ َون ََوا ِهيَهُ‬ ‫سا ِن ِه َم َحابههُ ِمنَ ْاْل َ ْع َما ِل َو َم َك ِ‬ ‫علَى ِل َ‬ ‫َوأ َ ْن َهى ِإلَ ْي ُك ْم َ‬
‫علَ ْي ُك ُم ْال ُح هجةَ َوقَده َم ِإلَ ْي ُك ْم‬ ‫َوأ َ َو ِام َرهُ َوأَ ْلقَى ِإلَ ْي ُك ُم ْال َم ْعذ َِرة َ َواته َخذَ َ‬
‫شدِي ٍد فَا ْستَ ْد ِر ُكوا بَ ِقيهةَ أَي ِهام ُك ْم‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ِب ْال َو ِعي ِد َوأ َ ْنذَ َر ُك ْم بَيْنَ يَدَ ْ‬
‫ون ِم ْن ُك ْم‬ ‫ير ْاْلَي ِهام الهتِي تَ ُك ُ‬ ‫س ُك ْم فَإِنه َها قَ ِلي ٌل فِي َكثِ ِ‬ ‫ص ِب ُروا لَ َها أ َ ْنفُ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫صوا ِْل َ ْنفُ ِس ُك ْم‬ ‫ظ ِة َو َال ت ُ َر ِ ّخ ُ‬ ‫ع ِن ْال َم ْو ِع َ‬ ‫غ ُل َ‬ ‫فِي َها ْالغَ ْفلَةُ َوالتهشَا ُ‬
‫الظلَ َم ِة َو َال تُدَا ِهنُوا فَيَ ْه ُج َم ِب ُك ُم‬ ‫ب ه‬ ‫َص َمذَا ِه َ‬ ‫الرخ ُ‬ ‫ب ِب ُك ُم ُّ‬ ‫فَت َ ْذ َه َ‬
‫اس ِلنَ ْف ِس ِه‬ ‫ص َح النه ِ‬ ‫َّللاِ ِإ هن أَ ْن َ‬‫صيَ ِة ِعبَادَ ه‬ ‫علَى ْال َم ْع ِ‬ ‫ان َ‬ ‫ِْ‬
‫اْل ْد َه ُ‬
‫ون َم ْن‬ ‫صا ُه ْم ِل َر ِبّ ِه َو ْال َم ْغبُ ُ‬ ‫ش ُه ْم ِلنَ ْف ِس ِه أَ ْع َ‬ ‫غ ه‬‫ع ُه ْم ِل َر ِبّ ِه َو ِإ هن أَ َ‬ ‫ط َو ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫ظ ِبغَي ِْر ِه‬ ‫س ِعيدُ َم ْن ُو ِع َ‬ ‫س ِل َم لَهُ دِينُهُ َوال ه‬ ‫ط َم ْن َ‬ ‫سهُ َو ْال َم ْغبُو ُ‬ ‫غبَنَ نَ ْف َ‬ ‫َ‬
‫اء‬
‫الريَ ِ‬
‫ِير ِ ّ‬ ‫ور ِه َوا ْعلَ ُموا أ َ هن يَس َ‬ ‫غ ُر ِ‬ ‫ي َم ِن ا ْن َخدَ َ‬
‫ع ِل َه َواهُ َو ُ‬ ‫ش ِق ُّ‬‫َوال ه‬
‫ان‬‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬‫ض َرة ٌ ِلل ه‬ ‫ان َو َم ْح َ‬ ‫ْلي َم ِ‬‫ساة ٌ ِل ْ ِ‬‫سةَ أَ ْه ِل ْال َه َوى َم ْن َ‬ ‫ِش ْر ٌك َو ُم َجالَ َ‬
‫شفَا َم ْن َجاةٍ‬ ‫ِق َعلَى َ‬ ‫صاد ُ‬ ‫ان ال ه‬ ‫ْلي َم ِ‬‫ب ِل ْ ِ‬‫ِب فَإِنههُ ُم َجانِ ٌ‬ ‫َجانِبُوا ْال َكذ َ‬
‫سدُوا فَإِ هن‬ ‫ف َم ْه َواةٍ َو َم َهانَ ٍة َو َال تَ َحا َ‬ ‫علَى ش ََر ِ‬ ‫ِب َ‬‫َو َك َرا َم ٍة َو ْال َكاذ ُ‬
‫ضوا فَإِنه َها‬ ‫غ ُ‬ ‫ب َو َال تَبَا َ‬ ‫ط َ‬‫ار ْال َح َ‬ ‫اْلي َمانَ َك َما تَأ ْ ُك ُل النه ُ‬ ‫سدَ يَأ ْ ُك ُل ْ ِ‬ ‫ْال َح َ‬
‫ْال َحا ِلقَةُ َوا ْعلَ ُموا أ َ هن ْاْل َ َم َل يُ ْس ِهي ْالعَ ْق َل َويُ ْنسِي ال ِذّ ْك َر فَأ َ ْك ِذبُوا‬
‫ور ‪.‬‬ ‫احبُهُ َم ْغ ُر ٌ‬ ‫ص ِ‬‫ور َو َ‬ ‫غ ُر ٌ‬ ‫ْاْل َ َم َل فَإِنههُ ُ‬
‫]‪[87‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫وهيُفيُبيانُصفاتُالمتقينُوصفاتُالفساقُوالتنبيهُإلىُمكانُالعترةُالطيبةُ‬
‫والظنُالخاطئُلبعضُالناس‬

‫علَى نَ ْف ِس ِه‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫عانَهُ ه‬ ‫عبْدا ً أَ َ‬ ‫َّللاِ ِإلَ ْي ِه َ‬‫ب ِعبَا ِد ه‬ ‫َّللاِ ِإ هن ِم ْن أَ َح ّ ِ‬ ‫ِعبَادَ ه‬
‫صبَا ُح ْال ُهدَى ِفي‬ ‫ف فَزَ َه َر ِم ْ‬ ‫ب ْالخ َْو َ‬ ‫فَا ْست َ ْشعَ َر ْال ُح ْزنَ َوت َ َج ْلبَ َ‬
‫علَى نَ ْف ِس ِه ْالبَ ِعيدَ‬ ‫ب َ‬ ‫از ِل ِب ِه فَقَ هر َ‬ ‫عده ْال ِق َرى ِليَ ْو ِم ِه النه ِ‬ ‫قَ ْل ِب ِه َوأ َ َ‬
‫ب‬‫ع ْذ ٍ‬ ‫ارت َ َوى ِم ْن َ‬ ‫ص َر َوذَ َك َر فَا ْستَ ْكث َ َر َو ْ‬ ‫ظ َر فَأ َ ْب َ‬ ‫شدِيدَ نَ َ‬ ‫َو َه هونَ ال ه‬
‫يال َجدَدا ً قَ ْد َخلَ َع‬ ‫س ِب ً‬‫سلَ َك َ‬ ‫ب نَ َه ًال َو َ‬ ‫ت لَهُ َم َو ِاردُهُ فَش َِر َ‬ ‫س ِ ّهلَ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫فُ َرا ٍ‬
‫احدا ً ا ْنفَ َردَ ِب ِه‬ ‫وم ِإ هال َه ّما ً َو ِ‬ ‫ت َوتَخَلهى ِمنَ ْال ُه ُم ِ‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫س َرا ِبي َل ال ه‬ ‫َ‬
‫ار ِم ْن‬ ‫ص َ‬ ‫َار َك ِة أ َ ْه ِل ْال َه َوى َو َ‬ ‫صفَ ِة ْالعَ َمى َو ُمش َ‬ ‫فَخ ََر َج ِم ْن ِ‬
‫ط ِريقَهُ‬ ‫ص َر َ‬ ‫الردَى قَ ْد أ َ ْب َ‬ ‫ب ه‬ ‫ق أَب َْوا ِ‬ ‫ب ْال ُهدَى َو َمغَا ِلي ِ‬ ‫يح أَب َْوا ِ‬ ‫َمفَاتِ ِ‬
‫س َك ِمنَ ْالعُ َرى‬ ‫ارهُ َوا ْست َ ْم َ‬ ‫ط َع ِغ َم َ‬ ‫َارهُ َوقَ َ‬ ‫ف َمن َ‬ ‫س ِبيلَهُ َو َع َر َ‬ ‫سلَ َك َ‬ ‫َو َ‬
‫ض ْو ِء‬ ‫علَى ِمثْ ِل َ‬ ‫ين َ‬ ‫ِبأ َ ْوث َ ِق َها َو ِمنَ ْال ِحبَا ِل ِبأ َ ْمتَنِ َها فَ ُه َو ِمنَ ْاليَ ِق ِ‬
‫صدَ ِار‬ ‫ور ِم ْن ِإ ْ‬ ‫س ْب َحانَهُ فِي أَ ْرفَ ِع ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ب نَ ْف َ‬
‫سهُ ِ هّلِلِ ُ‬ ‫ص َ‬‫ش ْم ِس قَ ْد نَ َ‬ ‫ال ه‬
‫ت‬‫ظلُ َما ٍ‬ ‫صبَا ُح ُ‬ ‫ير ُك ِّل فَ ْرعٍ ِإلَى أ َ ْ‬
‫ص ِل ِه ِم ْ‬ ‫ص ِي ِ‬ ‫ُك ِّل َو ِار ٍد َعلَ ْي ِه َوت َ ْ‬
‫ت دَ ِلي ُل فَلَ َوا ٍ‬
‫ت‬ ‫ض َال ٍ‬ ‫ع ُم ْع ِ‬ ‫ت دَفها ُ‬ ‫ت ِم ْفتَا ُح ُم ْب َه َما ٍ‬ ‫عش ََوا ٍ‬ ‫اف َ‬ ‫ش ُ‬ ‫َك ه‬
‫صهُ فَ ُه َو ِم ْن‬ ‫ص ِ هّلِلِ فَا ْست َ ْخلَ َ‬ ‫يَقُو ُل فَيُ ْف ِه ُم َويَ ْس ُكتُ فَيَ ْسلَ ُم قَ ْد أ َ ْخلَ َ‬
‫سهُ ْالعَ ْد َل فَ َكانَ أَ هو َل َع ْد ِل ِه‬ ‫ض ِه قَ ْد أَ ْلزَ َم نَ ْف َ‬ ‫َمعَاد ِِن دِينِ ِه َوأَ ْوتَا ِد أَ ْر ِ‬
‫ع ِل ْل َخي ِْر‬ ‫ف ْال َح هق َويَ ْع َم ُل ِب ِه َال يَدَ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ع ْن نَ ْف ِس ِه يَ ِ‬ ‫ي ْال َه َوى َ‬ ‫نَ ْف ُ‬
‫ام ِه‬ ‫اب ِم ْن ِز َم ِ‬ ‫صدَ َها قَ ْد أَ ْم َكنَ ْال ِكتَ َ‬ ‫غَايَةً ِإ هال أَ هم َها َو َال َم ِظنهةً ِإ هال قَ َ‬
‫ْث َكانَ َم ْن ِزلُهُ ‪.‬‬ ‫ْث َح هل ثَقَلُهُ َويَ ْن ِز ُل َحي ُ‬ ‫فَ ُه َوقَائِدُهُ َو ِإ َما ُمهُ يَ ُح ُّل َحي ُ‬
‫صفاتُالفساق‬
‫س َج َها ِئ َل ِم ْن ُج هها ٍل‬ ‫ْس ِب ِه فَا ْقتَبَ َ‬ ‫عا ِلما ً َولَي َ‬ ‫س همى َ‬ ‫َوآخ َُر قَ ْد ت َ َ‬
‫ور‬
‫غ ُر ٍ‬ ‫اس أ َ ْش َراكا ً ِم ْن َحبَا ِئ ِل ُ‬ ‫ب ِللنه ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ض هال ٍل َونَ َ‬ ‫ضا ِلي َل ِم ْن ُ‬ ‫َوأ َ َ‬
‫علَى‬ ‫ف ْال َح هق َ‬ ‫ط َ‬ ‫ع َ‬ ‫آرا ِئ ِه َو َ‬ ‫علَى َ‬ ‫اب َ‬ ‫ور قَ ْد َح َم َل ْال ِكت َ َ‬ ‫َوقَ ْو ِل ُز ٍ‬
‫ير ْال َج َرائِ ِم يَقُو ُل‬ ‫ظائِ ِم َويُ َه ّ ِو ُن َك ِب َ‬‫اس ِمنَ ْالعَ َ‬ ‫أ َ ْه َوائِ ِه يُؤْ ِم ُن النه َ‬
‫ت َوفِي َها َوقَ َع َويَقُو ُل أَ ْعتَ ِز ُل ْال ِبدَ َ‬
‫ع َوبَ ْينَ َها‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫ف ِع ْندَ ال ُّ‬ ‫أَقِ ُ‬
‫ان َال يَ ْع ِر ُ‬
‫ف‬ ‫ب َحيَ َو ٍ‬ ‫ب قَ ْل ُ‬ ‫ان َو ْالقَ ْل ُ‬‫س ٍ‬‫ورة ُ ِإ ْن َ‬‫ص َ‬‫ورة ُ ُ‬ ‫ص َ‬‫ط َج َع فَال ُّ‬ ‫ض َ‬ ‫ا ْ‬
‫ع ْنهُ َوذَ ِل َك َم ِيّتُ‬ ‫صده َ‬ ‫اب ْالعَ َمى فَيَ ُ‬ ‫اب ْال ُهدَى فَيَت ه ِبعَهُ َو َال بَ َ‬ ‫بَ َ‬
‫اء ‪.‬‬ ‫ْاْل َ ْحيَ ِ‬

‫عترةُالنبي‬
‫اض َحةٌ‬ ‫فَأَيْنَ ت َ ْذ َهبُونَ َوأَنهى تُؤْ فَ ُكونَ َو ْاْلَع َْال ُم قَا ِئ َمةٌ َو ْاآليَاتُ َو ِ‬
‫ْف تَ ْع َم ُهونَ َوبَ ْينَ ُك ْم ِعتْ َرة ُ‬ ‫صوبَةٌ فَأَيْنَ يُتَاهُ ِب ُك ْم َو َكي َ‬ ‫َار َم ْن ُ‬ ‫َو ْال َمن ُ‬
‫ق فَأ َ ْن ِزلُو ُه ْم‬ ‫ص ْد ِ‬‫ِين َوأ َ ْل ِسنَةُ ال ِ ّ‬‫ق َوأَع َْال ُم الدّ ِ‬ ‫نَ ِب ِيّ ُك ْم َو ُه ْم أ َ ِز همةُ ْال َح ّ ِ‬
‫اش أَيُّ َها النه ُ‬
‫اس‬ ‫ط ِ‬ ‫آن َو ِردُو ُه ْم ُو ُرودَ ْال ِه ِيم ْال ِع َ‬ ‫َاز ِل ْالقُ ْر ِ‬ ‫س ِن َمن ِ‬ ‫ِبأ َ ْح َ‬
‫ع ْن خَاتَ ِم النه ِب ِيّينَ صلى هللا عليه وآله ِإنههُ يَ ُموتُ َم ْن‬ ‫ُخذُو َها َ‬
‫ْس ِببَا ٍل فَ َال تَقُولُوا‬ ‫ي ِمنها َولَي َ‬ ‫ت َويَ ْبلَى َم ْن بَ ِل َ‬ ‫ات ِمنها َولَي َ‬
‫ْس ِب َم ِيّ ٍ‬ ‫َم َ‬
‫ق فِي َما ت ُ ْن ِك ُرونَ َوا ْعذ ُِروا َم ْن َال‬ ‫ِب َما َال ت َ ْع ِرفُونَ فَإِ هن أ َ ْكثَ َر ْال َح ّ ِ‬
‫علَ ْي ِه َو ُه َوأَنَا أ َ لَ ْم أَ ْع َم ْل فِي ُك ْم بِالثهقَ ِل ْاْل َ ْكبَ ِر َوأَتْ ُر ْك‬ ‫ُح هجةَ لَ ُك ْم َ‬
‫علَى‬ ‫ان َو َوقَ ْفت ُ ُك ْم َ‬ ‫اْلي َم ِ‬‫صغ ََر قَ ْد َر َك ْزتُ فِي ُك ْم َرايَةَ ْ ِ‬ ‫فِي ُك ُم الثهقَ َل ْاْل َ ْ‬
‫ع ْد ِلي َوفَ َر ْشت ُ ُك ُم‬ ‫ُحدُو ِد ْال َح َال ِل َو ْال َح َر ِام َوأَ ْلبَ ْست ُ ُك ُم ْالعَافِيَةَ ِم ْن َ‬
‫ق ِم ْن نَ ْفسِي‬ ‫وف ِم ْن قَ ْو ِلي َو ِف ْع ِلي َوأ َ َر ْيت ُ ُك ْم َك َرا ِئ َم ْاْل َ ْخ َال ِ‬ ‫ْال َم ْع ُر َ‬
‫ص ُر َو َال تَتَغ َْلغَ ُل ِإلَ ْي ِه‬
‫ي فِي َما َال يُ ْد ِر ُك قَ ْع َرهُ ْالبَ َ‬ ‫فَ َال ت َ ْست َ ْع ِملُوا ه ْ‬
‫الرأ َ‬
‫ْال ِف َك ُر ‪.‬‬

‫ظنُخاطئ‬
‫علَى بَنِي أ ُ َميهةَ‬ ‫ان أ َ هن الدُّ ْنيَا َم ْعقُولَةٌ َ‬ ‫ظ هن ه‬
‫الظ ُّ‬ ‫وُمنهاُ‪َ :‬حتهى يَ ُ‬
‫ع ْن َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة‬
‫ص ْف َو َها َو َال يُ ْرفَ ُع َ‬ ‫وردُ ُه ْم َ‬ ‫تَ ْمنَ ُح ُه ْم دَ هر َها َوت ُ ِ‬
‫ي َم هجةٌ ِم ْن لَذِي ِذ‬ ‫ان ِلذَ ِل َك بَ ْل ِه َ‬ ‫ب ه‬
‫الظ ُّ‬ ‫س ْيفُ َها َو َكذَ َ‬
‫ط َها َو َال َ‬ ‫س ْو ُ‬ ‫َ‬
‫ظونَ َها ُج ْملَةً ‪.‬‬‫طعه ُمونَ َها بُ ْر َهةً ث ُ هم يَ ْل ِف ُ‬
‫ْالعَي ِْش يَتَ َ‬
‫]‪[88‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوُفيهاُبيانُلألسبابُالتيُتهلكُالناس‬

‫ط ِإ هال بَ ْعدَ تَ ْم ِهي ٍل َو َرخَاءٍ‬ ‫ص ْم َجب ِهاري دَ ْه ٍر قَ ُّ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ لَ ْم يَ ْق ِ‬
‫ُون َما‬ ‫ظ َم أ َ َح ٍد ِمنَ ْاْل ُ َم ِم ِإ هال بَ ْعدَ أَ ْز ٍل َوبَ َالءٍ َوفِي د ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫َولَ ْم يَ ْجبُ ْر َ‬
‫ب ُم ْعتَبَ ٌر َو َما ُك ُّل ذِي‬ ‫َط ٍ‬ ‫ب َو َما ا ْستَ ْدبَ ْرت ُ ْم ِم ْن خ ْ‬ ‫عت ْ ٍ‬ ‫ا ْست َ ْقبَ ْلت ُ ْم ِم ْن َ‬
‫ير فَيَا‬ ‫ص ٍ‬ ‫يع َو َال ُك ُّل ن ِ‬
‫َاظ ٍر ِببَ ِ‬ ‫س ِم ٍ‬ ‫س ْم ٍع ِب َ‬ ‫ب َو َال ُك ُّل ذِي َ‬ ‫ب ِبلَ ِبي ٍ‬ ‫قَ ْل ٍ‬
‫ف‬‫اخ ِت َال ِ‬ ‫علَى ْ‬ ‫ق َ‬ ‫طإِ َه ِذ ِه ْال ِف َر ِ‬‫ب ِم ْن َخ َ‬ ‫ي َال أ َ ْع َج ُ‬ ‫ع َجبا ً َو َما ِل َ‬ ‫َ‬
‫يٍ‬‫ص ّ‬ ‫ي ٍ َو َال يَ ْقتَدُونَ ِبعَ َم ِل َو ِ‬ ‫صونَ أَثَ َر نَ ِب ّ‬ ‫ُح َج ِج َها ِفي دِي ِن َها َال يَ ْقتَ ُّ‬
‫ت‬‫شبُ َها ِ‬ ‫ب يَ ْع َملُونَ فِي ال ُّ‬ ‫ع ْي ٍ‬‫ع ْن َ‬ ‫ب َو َال يَ ِعفُّونَ َ‬ ‫َو َال يُؤْ ِمنُونَ ِبغَ ْي ٍ‬
‫ع َرفُوا َو ْال ُم ْن َك ُر‬‫وف فِي ِه ْم َما َ‬ ‫ت ْال َم ْع ُر ُ‬ ‫ش َه َوا ِ‬‫ِيرونَ فِي ال ه‬ ‫َويَس ُ‬
‫ت ِإلَى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َوت َ ْع ِويلُ ُه ْم‬ ‫ض َال ِ‬ ‫ع ُه ْم فِي ْال ُم ْع ِ‬ ‫ِع ْندَ ُه ْم َما أ َ ْن َك ُروا َم ْفزَ ُ‬
‫ئ ِم ْن ُه ْم ِإ َما ُم نَ ْف ِس ِه قَ ْد أ َ َخذَ‬ ‫آرائِ ِه ْم َكأ َ هن ُك هل ْام ِر ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫ت َ‬ ‫فِي ْال ُم ِه هما ِ‬
‫ب ُم ْح َك َماتٍ‪.‬‬ ‫ت َوأ َ ْسبَا ٍ‬ ‫ِم ْن َها فِي َما يَ َرى بِعُ ًرى ثِقَا ٍ‬
‫]‪[89‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالرسولُاألعظمُصلىُّللاُعليهُوُآلهُوُبَلغُ‬
‫اإلمامُعنه‬

‫طو ِل َه ْجعَ ٍة ِمنَ‬ ‫س ِل َو ُ‬ ‫ين فَتْ َرةٍ ِمنَ ُّ‬


‫الر ُ‬ ‫علَى ِح ِ‬ ‫سلَهُ َ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫ظ ِمنَ‬ ‫ور َوتَلَ ٍ ّ‬ ‫َار ِمنَ ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ْاْل ُ َم ِم َوا ْعتِزَ ٍام ِمنَ ْال ِفت َ ِن َوا ْنتِش ٍ‬
‫علَى ِح ِ‬
‫ين‬ ‫ور َ‬ ‫ظا ِه َرة ُ ْالغُ ُر ِ‬ ‫ور َ‬ ‫ب َوالدُّ ْنيَا َكا ِسفَةُ النُّ ِ‬ ‫ْال ُح ُرو ِ‬
‫اس ِم ْن ث َ َم ِر َها َوا ْغ ِو َر ٍار ِم ْن َمائِ َها قَ ْد‬ ‫ص ِف َر ٍار ِم ْن َو َرقِ َها َو ِإيَ ٍ‬ ‫ا ْ‬
‫ي ُمت َ َج ِ ّه َمةٌ ِْل َ ْه ِل َها‬ ‫الردَى فَ ِه َ‬ ‫ت أَع َْال ُم ه‬ ‫ظ َه َر ْ‬ ‫َار ْال ُهدَى َو َ‬ ‫ت َمن ُ‬ ‫س ْ‬‫دَ َر َ‬
‫ار َها‬ ‫طعَا ُم َها ْال ِجيفَةُ َو ِشعَ ُ‬ ‫طا ِل ِب َها ث َ َم ُر َها ْال ِفتْنَةُ َو َ‬‫سةٌ ِفي َو ْج ِه َ‬ ‫عا ِب َ‬‫َ‬
‫يك اله ِتي‬ ‫َّللاِ َوا ْذ ُك ُروا ِت َ‬ ‫ْف‪ .‬فَا ْعتَ ِب ُروا ِعبَادَ ه‬ ‫سي ُ‬ ‫ار َها ال ه‬ ‫ف َو ِدثَ ُ‬ ‫ْالخ َْو ُ‬
‫سبُونَ َولَعَ ْم ِري َما‬ ‫علَ ْي َها ُم َحا َ‬ ‫آبَاؤُ ُك ْم َو ِإ ْخ َوانُ ُك ْم ِب َها ُم ْرت َ َهنُونَ َو َ‬
‫ت فِي َما بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُه ُم‬ ‫ت ِب ُك ْم َو َال ِب ِه ُم ْالعُ ُهودُ َو َال َخلَ ْ‬ ‫تَقَادَ َم ْ‬
‫ص َال ِب ِه ْم‬ ‫ون َو َما أَ ْنت ُ ُم ْاليَ ْو َم ِم ْن يَ ْو َم ُك ْنت ُ ْم فِي أ َ ْ‬ ‫اب َو ْالقُ ُر ُ‬ ‫ْاْل َ ْحقَ ُ‬
‫شيْئا ً ِإ هال َو َها أَنَا ذَا ُم ْس ِمعُ ُك ُموهُ‬ ‫سو ُل َ‬ ‫َّللاِ َما أَ ْس َمعَ ُك ُم ه‬
‫الر ُ‬ ‫ِببَ ِعيدٍ‪َ .‬و ه‬
‫ت لَ ُه ُم‬ ‫شقه ْ‬ ‫ُون أَ ْس َما ِع ُك ْم ِب ْاْل َ ْم ِس َو َال ُ‬ ‫ع ُك ُم ْاليَ ْو َم ِبد ِ‬ ‫َو َما أ َ ْس َما ُ‬
‫ان ِإ هال َوقَ ْد‬ ‫الز َم ِ‬‫ت لَ ُه ُم ْاْل َ ْفئِدَة ُ فِي ذَ ِل َك ه‬ ‫ار َو َال ُج ِعلَ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ْاْل َ ْب َ‬
‫شيْئا ً‬ ‫ص ْرت ُ ْم بَ ْعدَ ُه ْم َ‬ ‫ان َو َو ه‬
‫َّللاِ َما بُ ِ ّ‬ ‫ْطيت ُ ْم ِمثْلَ َها فِي َهذَا ه‬
‫الز َم ِ‬ ‫أُع ِ‬
‫ت بِ ُك ُم ْالبَ ِليهةُ َجائِ ًال‬ ‫ص ِفيت ُ ْم بِ ِه َو ُح ِر ُموهُ َولَقَ ْد نَزَ لَ ْ‬ ‫َج ِهلُوهُ َو َال أ ُ ْ‬
‫ور‬‫صبَ َح ِفي ِه أ َ ْه ُل ْالغُ ُر ِ‬ ‫طانُ َها فَ َال يَغُ هرنه ُك ْم َما أَ ْ‬ ‫طا ُم َها ِر ْخوا ً ِب َ‬ ‫ِخ َ‬
‫فَإِنه َما ُه َو ِظ ٌّل َم ْمدُودٌ ِإلَى أ َ َج ٍل َم ْعدُودٍ‪.‬‬
‫]‪[90‬‬

‫ُومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوتشتملُعلىُقدمُالخالقُوعظمُمخلوقاتهُويختمهاُ‬
‫بالوعظ‬

‫ق ِم ْن َغي ِْر‬ ‫غي ِْر ُرؤْ يَ ٍة َو ْالخَا ِل ِ‬ ‫وف ِم ْن َ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫س َما ٌء ذَاتُ أَب َْر ٍ‬
‫اج َو َال‬ ‫َر ِويه ٍة الهذِي لَ ْم يَزَ ْل قَائِما ً دَائِما ً ِإ ْذ َال َ‬
‫اج َو َال َجبَ ٌل ذُو‬ ‫س ٍ‬ ‫اج َو َال بَ ْح ٌر َ‬ ‫اج َو َال لَ ْي ٌل دَ ٍ‬ ‫ب ذَاتُ ِإ ْرتَ ٍ‬ ‫ُح ُج ٌ‬
‫ض ذَاتُ ِم َها ٍد َو َال خ َْل ٌق ذُو‬ ‫اج َو َال أ َ ْر ٌ‬ ‫اج َو َال فَ ٌّج ذُو ا ْع ِو َج ٍ‬ ‫فِ َج ٍ‬
‫س‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ق َو َر ِازقُهُ َوال ه‬ ‫ق َو َو ِارثُهُ َو ِإلَهُ ْالخ َْل ِ‬ ‫ع ْالخ َْل ِ‬ ‫ا ْعتِ َما ٍد ذَ ِل َك ُم ْبت َ ِد ُ‬
‫ان ُك هل بَ ِعي ٍد‬ ‫ان ُك هل َجدِي ٍد َويُقَ ِ ّربَ ِ‬ ‫ضا ِت ِه يُ ْب ِليَ ِ‬ ‫ان ِفي َم ْر َ‬ ‫َو ْالقَ َم ُر دَا ِئبَ ِ‬
‫عدَدَ أَ ْنفُ ِس ِه ْم َوخَا ِئنَةَ‬ ‫ار ُه ْم َوأَ ْع َمالَ ُه ْم َو َ‬ ‫ص ى آث َ َ‬ ‫س َم أ َ ْرزَ اقَ ُه ْم َوأ َ ْح َ‬ ‫قَ َ‬
‫ير َو ُم ْستَقَ هر ُه ْم‬ ‫ض ِم ِ‬‫ُور ُه ْم ِمنَ ال ه‬ ‫صد ُ‬ ‫أَ ْعيُ ِن ِه ْم َو َما ت ُ ْخ ِفي ُ‬
‫ور ِإلَى أَ ْن تَتَنَا َهى ِب ِه ُم ْالغَايَاتُ‬ ‫ع ُه ْم ِمنَ ْاْل َ ْر َح ِام َو ُّ‬
‫الظ ُه ِ‬ ‫َو ُم ْست َ ْودَ َ‬
‫ت‬‫سع َ ْ‬ ‫سعَ ِة َر ْح َمتِ ِه َوات ه َ‬ ‫علَى أ َ ْعدَائِ ِه فِي َ‬ ‫ت ِن ْق َمتُهُ َ‬ ‫ُه َوالهذِي ا ْشتَده ْ‬
‫ازهُ َو ُمدَ ِ ّم ُر َم ْن شَاقههُ‬ ‫ع ه‬ ‫َر ْح َمتُهُ ِْل َ ْو ِليَائِ ِه فِي ِشدهةِ نِ ْق َمتِ ِه قَا ِه ُر َم ْن َ‬
‫علَ ْي ِه َكفَاهُ َو َم ْن‬ ‫عادَاهُ َم ْن تَ َو هك َل َ‬ ‫ب َم ْن َ‬ ‫َو ُم ِذ ُّل َم ْن ن ََاواهُ َوغَا ِل ُ‬
‫ش َك َرهُ َجزَ اهُ ِعبَادَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ضاهُ َو َم ْن َ‬ ‫ضهُ قَ َ‬ ‫طاهُ َو َم ْن أَ ْق َر َ‬ ‫سأَلَهُ أ َ ْع َ‬ ‫َ‬
‫سبُوا‬ ‫س ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن تُوزَ نُوا َو َحا ِسبُو َها ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن ت ُ َحا َ‬ ‫ِزنُوا أَ ْنفُ َ‬
‫ق َوا ْعلَ ُموا‬ ‫سيَا ِ‬ ‫ف ال ِ ّ‬ ‫ع ْن ِ‬ ‫ق َوا ْنقَادُوا قَ ْب َل ُ‬ ‫ق ْال ِخنَا ِ‬ ‫ضي ِ‬ ‫سوا قَ ْب َل ِ‬ ‫َوتَنَفه ُ‬
‫اج ٌر لَ ْم‬ ‫ظ َوزَ ِ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه َحتهى يَ ُكونَ لَهُ ِم ْن َها َوا ِع ٌ‬ ‫أَنههُ َم ْن لَ ْم يُعَ ْن َ‬
‫اج ٌر َو َال َوا ِع ٌ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫غي ِْر َها َال زَ ِ‬ ‫يَ ُك ْن لَهُ ِم ْن َ‬
‫]‪[91‬‬
‫خطبةُاألشباح‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُتعرفُبخطبةُاألشباحُوهيُمنُجَلئلُخطبهُعليهُ‬
‫السَلم‬

‫ق َج ْعفَ ِر ب ِْن ُم َح هم ٍد عليه‬ ‫صا ِد ِ‬ ‫ع ِن ال ه‬ ‫صدَقَةَ َ‬‫َر َوى َم ْسعَدَة ُ ب ُْن َ‬


‫علَى ِم ْنبَ ِر‬ ‫طبَ ِة َ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ِب َه ِذ ِه ْال ُخ ْ‬
‫ب أ َ ِم ُ‬
‫ط َ‬ ‫السالم أَنههُ قَا َل َخ َ‬
‫ف لَنَا‬ ‫ص ْ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ِ‬ ‫ْال ُكوفَ ِة َوذَ ِل َك أ َ هن َر ُج ًال أَتَاهُ فَقَا َل لَهُ يَا أَ ِم َ‬
‫ب‬
‫َض َ‬ ‫َربهنَا ِمثْ َل َما ن ََراهُ ِعيَانا ً ِلن َْزدَادَ لَهُ ُحبّا ً َو ِب ِه َم ْع ِرفَةً فَغ ِ‬
‫َص ْال َم ْس ِجدُ ِبأ َ ْه ِل ِه‬‫اس َحتهى غ ه‬ ‫اجت َ َم َع النه ُ‬ ‫امعَةً فَ ْ‬‫ص َالةَ َج ِ‬ ‫َونَادَى ال ه‬
‫علَ ْي ِه‬‫َّللاَ َوأَثْنَى َ‬ ‫ب ُمتَغَ ِيّ ُر الله ْو ِن فَ َح ِمدَ ه‬ ‫ض ٌ‬ ‫ص ِعدَ ْال ِم ْنبَ َر َو ُه َو ُم ْغ َ‬‫فَ َ‬
‫ي ِ صلى هللا عليه وآله ث ُ هم قَا َل ‪:‬‬ ‫علَى النه ِب ّ‬ ‫صلهى َ‬ ‫َو َ‬

‫وصفُّللاُتعالى‬
‫طا ُء‬ ‫اْل ْع َ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي َال يَ ِف ُرهُ ْال َم ْن ُع َو ْال ُج ُمودُ َو َال يُ ْكدِي ِه ْ ِ‬
‫ص ِس َواهُ َو ُك ُّل َمانِ ٍع َم ْذ ُمو ٌم َما خ ََالهُ‬ ‫َو ْال ُجودُ ِإ ْذ ُك ُّل ُم ْعطٍ ُم ْنت َ ِق ٌ‬
‫س ِم ِعيَالُهُ ْالخ ََالئِ ُق‬ ‫ان بِفَ َوا ِئ ِد ال ِنّعَ ِم َو َع َوائِ ِد ْال َم ِزي ِد َو ْال ِق َ‬
‫َو ُه َو ْال َمنه ُ‬
‫الرا ِغ ِبينَ ِإلَ ْي ِه‬‫س ِبي َل ه‬ ‫ض ِمنَ أ َ ْرزَ اقَ ُه ْم َوقَده َر أَ ْق َواتَ ُه ْم َونَ َه َج َ‬ ‫َ‬
‫س ِئ َل ِبأ َ ْج َودَ ِم ْنهُ ِب َما لَ ْم يُ ْسأ َ ْل ْاْل َ هو ُل‬ ‫ْس ِب َما ُ‬ ‫َو ه‬
‫الطا ِل ِبينَ َما لَدَ ْي ِه َولَي َ‬
‫ْس لهُ بَ ْعدٌ‬ ‫ش ْي ٌء قَ ْبلَهُ َو ْاآل ِخ ُر الهذِي لَي َ‬ ‫الهذِي لَ ْم يَ ُك ْن لَهُ قَ ْب ٌل فَيَ ُكونَ َ‬
‫ع ْن أَ ْن تَنَالَهُ أ َ ْو‬ ‫ار َ‬ ‫ص ِ‬‫ي ْاْل َ ْب َ‬ ‫ع أَنَا ِس ه‬ ‫الرا ِد ُ‬
‫ش ْي ٌء بَ ْعدَهُ َو ه‬ ‫فَيَ ُكونَ َ‬
‫ف ِم ْنهُ ْال َحا ُل َو َال َكانَ فِي‬ ‫علَ ْي ِه دَ ْه ٌر فَيَ ْخت َ ِل َ‬
‫ف َ‬ ‫اختَلَ َ‬‫ت ُ ْد ِر َكهُ َما ْ‬
‫ع ْنهُ َمعَاد ُِن‬ ‫ت َ‬ ‫س ْ‬ ‫ب َما تَنَفه َ‬ ‫علَ ْي ِه ِاال ْنتِقَا ُل َولَ ْو َو َه َ‬ ‫ان فَيَ ُجوزَ َ‬ ‫َم َك ٍ‬
‫ار ِم ْن فِ ِل ِ ّز اللُّ َجي ِْن َو ْال ِع ْقيَ ِ‬
‫ان‬ ‫اف ْال ِب َح ِ‬ ‫صد َ ُ‬ ‫ع ْنهُ أ َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ِح َك ْ‬ ‫ْال ِجبَا ِل َو َ‬
‫ان َما أَث ه َر ذَ ِل َك فِي ُجو ِد ِه َو َال أ َ ْنفَدَ‬ ‫صي ِد ْال َم ْر َج ِ‬
‫ارةِ الدُّ ِ ّر َو َح ِ‬ ‫َونُث َ َ‬
‫ب‬
‫طا ِل ُ‬‫سعَةَ َما ِع ْندَهُ َولَ َكانَ ِع ْندَهُ ِم ْن ذَخَائِ ِر ْاْل َ ْنعَ ِام َما َال ت ُ ْن ِفدُهُ َم َ‬ ‫َ‬
‫سائِ ِلينَ َو َال يُب ِْخلُهُ‬
‫س َؤا ُل ال ه‬ ‫ضهُ ُ‬ ‫ْاْلَن َِام ِْلَنههُ ْال َج َوادُ الهذِي َال يَ ِغي ُ‬
‫ِإ ْل َحا ُح ْال ُم ِل ِ ّحينَ ‪.‬‬

‫صفاتهُتعالىُفيُالقرآن‬
‫صفَ ِت ِه فَائْتَ هم ِب ِه‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن ِ‬ ‫آن َ‬ ‫سا ِئ ُل فَ َما دَله َك ْالقُ ْر ُ‬ ‫ظ ْر أَيُّ َها ال ه‬ ‫فَا ْن ُ‬
‫ْس ِفي‬ ‫ان ِع ْل َمهُ ِم هما لَي َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫ور ِهدَايَ ِت ِه َو َما َكلهفَ َك ال ه‬ ‫ض ْئ ِبنُ ِ‬ ‫َوا ْست َ ِ‬
‫ي ِ صلى هللا عليه وآله‬ ‫سنه ِة النه ِب ّ‬ ‫ضهُ َو َال ِفي ُ‬ ‫علَي َْك فَ ْر ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫س ْب َحانَهُ فَإِ هن ذَ ِل َك ُم ْنتَ َهى‬ ‫َّللاِ ُ‬‫َوأَئِ هم ِة ْال ُهدَى أَثَ ُرهُ فَ ِك ْل ِع ْل َمهُ ِإلَى ه‬
‫الرا ِس ِخينَ فِي ْال ِع ْل ِم ُه ُم الهذِينَ أ َ ْغنَا ُه ْم‬ ‫علَي َْك َوا ْعلَ ْم أَ هن ه‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫ق ه‬ ‫َح ّ ِ‬
‫ار ِب ُج ْملَ ِة َما‬ ‫اْل ْق َر ُ‬ ‫ب ِْ‬ ‫سدَ ِد ْال َمض ُْروبَ ِة دُونَ ْالغُيُو ِ‬ ‫ع ِن ا ْقتِ َح ِام ال ُّ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ تَعَالَى ا ْعتِ َرافَ ُه ْم‬ ‫ب فَ َمدَ َح ه‬ ‫ب ْال َم ْح ُجو ِ‬ ‫ِيرهُ ِمنَ ْالغَ ْي ِ‬ ‫َج ِهلُوا ت َ ْفس َ‬
‫س همى ت َ ْر َك ُه ُم التهعَ ُّمقَ‬ ‫طوا ِب ِه ِع ْلما ً َو َ‬ ‫ع ْن تَن َُاو ِل َما لَ ْم يُ ِحي ُ‬ ‫ِب ْالعَ ْج ِز َ‬
‫علَى ذَ ِل َك َو َال‬ ‫ص ْر َ‬ ‫سوخا ً فَا ْقتَ ِ‬ ‫ع ْن ُك ْن ِه ِه ُر ُ‬ ‫ث َ‬ ‫فِي َما لَ ْم يُ َك ِلّ ْف ُه ُم ْالبَ ْح َ‬
‫ع ْق ِل َك فَت َ ُكونَ ِمنَ ْال َها ِل ِكينَ ُه َو‬ ‫علَى قَ ْد ِر َ‬ ‫س ْب َحانَهُ َ‬ ‫َّللاِ ُ‬ ‫ظ َمةَ ه‬ ‫ع َ‬ ‫تُقَدّ ِْر َ‬
‫ط َع قُ ْد َر ِت ِه َو َح َاو َل‬ ‫ت ْاْل َ ْو َها ُم ِلت ُ ْد ِر َك ُم ْنقَ َ‬ ‫ارت َ َم ِ‬ ‫ْالقَاد ُِر الهذِي ِإذَا ْ‬
‫ع ِميقَا ِ‬
‫ت‬ ‫علَ ْي ِه ِفي َ‬ ‫سا ِو ِس أَ ْن يَقَ َع َ‬ ‫ت ْال َو َ‬ ‫ط َرا ِ‬ ‫ْال ِف ْك ُر ْال ُمبَ هرأ ُ ِم ْن َخ َ‬
‫صفَا ِت ِه‬ ‫ي ِفي َك ْي ِفيه ِة ِ‬ ‫وب ِإلَ ْي ِه ِلتَ ْج ِر َ‬ ‫ت ْالقُلُ ُ‬ ‫ب َملَ ُكو ِت ِه َوت َ َوله َه ِ‬ ‫غيُو ِ‬ ‫ُ‬
‫صفَاتُ ِلتَن َُاو ِل‬ ‫ْث َال تَ ْبلُغُهُ ال ِ ّ‬ ‫اخ ُل ْالعُقُو ِل فِي َحي ُ‬ ‫ت َمدَ ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫غ َم َ‬ ‫َو َ‬
‫صةً‬ ‫ب ُمتَخ َِلّ َ‬ ‫ف ْالغُيُو ِ‬ ‫سدَ ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫وب َم َها ِو َ‬ ‫ي تَ ُج ُ‬ ‫ع َها َو ِه َ‬ ‫ِع ْل ِم ذَاتِ ِه َردَ َ‬
‫ت ُم ْعتَ ِرفَةً ِبأَنههُ َال يُنَا ُل ِب َج ْو ِر‬ ‫ت ِإ ْذ ُج ِب َه ْ‬ ‫س ْب َحانَهُ فَ َر َجعَ ْ‬ ‫ِإلَ ْي ِه ُ‬
‫َاط َرة ٌ‬ ‫تخ ِ‬ ‫الر ِويها ِ‬ ‫ط ُر ِببَا ِل أُو ِلي ه‬ ‫اف ُك ْنهُ َم ْع ِرفَتِ ِه َو َال تَ ْخ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ِاال ْعتِ َ‬
‫غي ِْر ِمثَا ٍل ْامتَثَلَهُ‬ ‫علَى َ‬ ‫ع ْالخ َْلقَ َ‬ ‫ِير َج َال ِل ِع هزتِه الهذِي ا ْبتَدَ َ‬ ‫ِم ْن ت َ ْقد ِ‬
‫ق َم ْعبُو ٍد َكانَ قَ ْبلَهُ َوأ َ َرانَا ِم ْن‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن خَا ِل ٍ‬ ‫احتَذَى َ‬ ‫َو َال ِم ْقدَ ٍار ْ‬
‫اف‬ ‫ار ِح ْك َمتِ ِه َوا ْعتِ َر ِ‬ ‫ت ِب ِه آثَ ُ‬ ‫طقَ ْ‬ ‫ب َما نَ َ‬ ‫ع َجائِ ِ‬ ‫ت قُ ْد َرتِ ِه َو َ‬ ‫َملَ ُكو ِ‬
‫ْط َر ِار‬ ‫اك قُ هوتِ ِه َما دَلهنَا ِباض ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ِإلَى أ َ ْن يُ ِقي َم َها ِب ِم َ‬ ‫ْال َحا َج ِة ِمنَ ْالخ َْل ِ‬
‫ت ْالبَدَائِ ُع الهتِي أَ ْحدَثَتْ َها آث َ ُ‬
‫ار‬ ‫ظ َه َر ِ‬ ‫علَى َم ْع ِرفَتِ ِه فَ َ‬ ‫قِيَ ِام ْال ُح هج ِة لَهُ َ‬
‫يال َعلَ ْي ِه‬ ‫ار ُك ُّل َما َخلَقَ ُح هجةً لَهُ َودَ ِل ً‬ ‫ص َ‬ ‫ص ْنعَتِ ِه َوأَع َْال ُم ِح ْك َمتِ ِه فَ َ‬ ‫َ‬
‫علَى‬ ‫َاطقَةٌ َودَ َاللَتُهُ َ‬ ‫ير ن ِ‬ ‫امتا ً فَ ُح هجت ُهُ بِالت ه ْدبِ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫َو ِإ ْن َكانَ خ َْلقا ً َ‬
‫اء خ َْل ِق َك َوتَ َال ُح ِم‬ ‫ض ِ‬ ‫شبه َه َك ِبتَبَايُ ِن أَ ْع َ‬ ‫ْال ُم ْبدِعِ قَا ِئ َمةٌ فَأ َ ْش َهدُ أ َ هن َم ْن َ‬
‫ير ِه‬ ‫ض ِم ِ‬ ‫ْب َ‬ ‫غي َ‬ ‫ير ِح ْك َم ِت َك لَ ْم يَ ْع ِق ْد َ‬ ‫اص ِل ِه ُم ْال ُم ْحت َ ِجبَ ِة ِلتَ ْد ِب ِ‬‫ق َمفَ ِ‬ ‫ِحقَا ِ‬
‫ين ِبأَنههُ َال ِنده لَ َك َو َكأَنههُ لَ ْم‬ ‫علَى َم ْع ِرفَ ِت َك َولَ ْم يُبَا ِش ْر قَ ْلبَهُ ْاليَ ِق ُ‬ ‫َ‬
‫اّلِل ِإ ْن ُكنها لَ ِفي‬ ‫يَ ْس َم ْع تَبَ ُّر َؤ التها ِب ِعينَ ِمنَ ْال َمتْبُو ِعينَ ِإ ْذ يَقُولُونَ تَ ه ِ‬
‫ب ْالعَا ِدلُونَ ِب َك ِإ ْذ‬ ‫ب ْالعالَ ِمينَ َكذَ َ‬ ‫ين ِإ ْذ نُ َ‬
‫س ّ ِوي ُك ْم ِب َر ّ ِ‬ ‫ضال ٍل ُم ِب ٍ‬ ‫َ‬
‫وك ِح ْليَةَ ْال َم ْخلُوقِينَ ِبأ َ ْو َه ِ‬
‫ام ِه ْم‬ ‫َام ِه ْم َونَ َحلُ َ‬ ‫صن ِ‬ ‫وك ِبأ َ ْ‬
‫شبه ُه َ‬ ‫َ‬
‫علَى ْال ِخ ْلقَ ِة‬ ‫وك َ‬ ‫اط ِر ِه ْم َوقَده ُر َ‬ ‫ت ِبخ ََو ِ‬ ‫س َما ِ‬ ‫وك ت َ ْج ِزئَةَ ْال ُم َج ه‬ ‫َو َج هز ُء َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫اك ِب َ‬ ‫س َاو َ‬ ‫عقُو ِل ِه ْم َوأَ ْش َهدُ أ َ هن َم ْن َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ْال ُم ْخت َ ِلفَ ِة ْالقُ َوى ِبقَ َرائِ ِ‬
‫ت ِب ِه‬ ‫عدَ َل ِب َك َو ْالعَا ِد ُل ِب َك َكافِ ٌر ِب َما تَن هَزلَ ْ‬ ‫ِم ْن خ َْل ِق َك فَقَ ْد َ‬
‫َّللاُ‬ ‫ت ه‬ ‫ج بَ ِيّنَاتِ َك َو ِإنه َك أَ ْن َ‬ ‫ع ْنهُ ش ََوا ِهدُ ُح َج ِ‬ ‫ت َ‬ ‫طق َ ْ‬‫ُم ْح َك َماتُ آيَاتِ َك َونَ َ‬
‫ب فِ ْك ِر َها ُم َكيهفا ً َو َال ِفي‬ ‫الهذِي لَ ْم تَتَنَاهَ ِفي ْالعُقُو ِل فَت َ ُكونَ ِفي َم َه ّ ِ‬
‫ص هرفاً‪.‬‬ ‫اط ِر َها فَت َ ُكونَ َم ْحدُودا ً ُم َ‬ ‫ت خ ََو ِ‬ ‫َر ِويها ِ‬
‫يرهُ‬ ‫ف تَ ْد ِب َ‬ ‫ط َ‬ ‫ِيرهُ َودَب َهرهُ فَأ َ ْل َ‬ ‫و منها ‪ :‬قَده َر َما َخلَقَ فَأ َ ْح َك َم ت َ ْقد َ‬
‫اء‬‫ص ْر دُونَ ِاال ْنتِ َه ِ‬ ‫َو َو هج َههُ ِل ِو ْج َهتِ ِه فَلَ ْم يَتَعَده ُحدُودَ َم ْن ِزلَتِ ِه َولَ ْم يَ ْق ُ‬
‫ْف‬ ‫علَى ِإ َرادَتِ ِه فَ َكي َ‬ ‫يِ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ص ِعبْ ِإ ْذ أ ُ ِم َر بِ ْال ُم ِ‬ ‫ِإلَى غَايَتِ ِه َولَ ْم يَ ْست َ ْ‬
‫اء ِب َال‬ ‫َاف ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫صن َ‬ ‫ئ أَ ْ‬ ‫ع ْن َمشِيئَ ِت ِه ْال ُم ْن ِش ُ‬ ‫ور َ‬ ‫ت ْاْل ُ ُم ُ‬ ‫صدَ َر ِ‬ ‫َو ِإنه َما َ‬
‫علَ ْي َها َو َال تَ ْج ِربَ ٍة‬ ‫ض َم َر َ‬ ‫َر ِويه ِة ِف ْك ٍر آ َل ِإلَ ْي َها َو َال قَ ِري َح ِة غ َِريزَ ٍة أ َ ْ‬
‫علَى ا ْب ِتدَاعِ‬ ‫عانَهُ َ‬ ‫ور َو َال ش َِريكٍ أَ َ‬ ‫ث الدُّ ُه ِ‬ ‫أَفَادَ َها ِم ْن َح َوا ِد ِ‬
‫اب ِإلَى‬ ‫عتِ ِه َوأَ َج َ‬ ‫طا َ‬ ‫عنَ ِل َ‬ ‫ب ْاْل ُ ُم ِ‬
‫ور فَت َ هم خ َْلقُهُ ِبأ َ ْم ِر ِه َوأَ ْذ َ‬ ‫ع َجائِ ِ‬ ‫َ‬
‫ْث ْال ُمب ِْط ِئ َو َال أَنَاة ُ ْال ُمتَلَ ِ ّك ِئ فَأَقَ َ‬
‫ام‬ ‫ض دُونَهُ َري ُ‬ ‫دَع َْوتِ ِه لَ ْم يَ ْعت َ ِر ْ‬
‫اء أ َ َودَ َها َونَ َه َج ُحدُودَ َها َو َال َء َم ِبقُ ْد َرتِ ِه بَيْنَ ُمتَ َ‬
‫ضا ِدّ َها‬ ‫ِمنَ ْاْل َ ْشيَ ِ‬
‫ت فِي ْال ُحدُو ِد‬ ‫اب قَ َرائِنِ َها َوفَ هرقَ َها أ َ ْجنَاسا ً ُم ْخت َ ِلفَا ٍ‬ ‫ص َل أ َ ْسبَ َ‬ ‫َو َو َ‬
‫ص ْنعَ َها‬ ‫ت بَدَايَا خ ََالئِقَ أَ ْح َك َم ُ‬ ‫َو ْاْل َ ْقدَ ِار َو ْالغ ََرا ِئ ِز َو ْال َه ْيئَا ِ‬
‫ع َها ‪.‬‬ ‫علَى َما أ َ َرادَ َوا ْبتَدَ َ‬ ‫ط َر َها َ‬ ‫َوفَ َ‬

‫وُمنهاُفيُصفةُالسماء‬
‫ش َج‬ ‫اج َها َو َو ه‬ ‫ع ا ْن ِف َر ِ‬‫صدُو َ‬ ‫ت فُ َر ِج َها َو َال َح َم ُ‬ ‫ق َر َه َوا ِ‬ ‫ظ َم ِب َال ت َ ْع ِلي ٍ‬ ‫َونَ َ‬
‫صا ِعدِينَ ِبأ َ ْع َما ِل‬ ‫اج َها َوذَله َل ِل ْل َها ِب ِطينَ ِبأ َ ْم ِر ِه َوال ه‬ ‫بَ ْينَ َها َوبَيْنَ أ َ ْز َو ِ‬
‫َان فَ ْالتَ َح َم ْ‬
‫ت‬ ‫ي دُخ ٌ‬ ‫اج َها َونَادَا َها َب ْعدَ ِإ ْذ ِه َ‬ ‫خ َْل ِق ِه ُح ُزونَةَ ِم ْع َر ِ‬
‫ت أَب َْوا ِب َها َوأَقَ َ‬
‫ام‬ ‫ص َو ِام َ‬ ‫ق َ‬ ‫اج َها َوفَتَقَ بَ ْعدَ ِاال ْرتِتَا ِ‬ ‫ع َرى أ َ ْش َر ِ‬ ‫ُ‬
‫س َك َها ِم ْن أَ ْن ت ُ ُم َ‬
‫ور‬ ‫علَى نِقَا ِب َها َوأَ ْم َ‬ ‫ب َ‬ ‫ب الث ه َواقِ ِ‬ ‫ش ُه ِ‬ ‫صدا ً ِمنَ ال ُّ‬ ‫َر َ‬
‫ف ُم ْست َ ْس ِل َمةً ِْل َ ْم ِر ِه َو َجعَ َل‬ ‫اء ِبأ َ ْي ِد ِه َوأ َ َم َر َها أ َ ْن ت َ ِق َ‬‫ق ْال َه َو ِ‬ ‫فِي خ َْر ِ‬
‫ار َها َوقَ َم َر َها آيَةً َم ْم ُح هوة ً ِم ْن لَ ْي ِل َها‬ ‫ْص َرة ً ِلنَ َه ِ‬ ‫س َها آيَةً ُمب ِ‬ ‫ش َْم َ‬
‫سي َْر ُه َما فِي َمدَ ِار ِ‬
‫ج‬ ‫َوأ َ ْج َرا ُه َما فِي َمنَاقِ ِل َم ْج َرا ُه َما َوقَده َر َ‬
‫س ِنينَ‬ ‫عدَدُ ال ِ ّ‬‫ار ِب ِه َما َو ِليُ ْعلَ َم َ‬ ‫دَ َر ِج ِه َما ِليُ َم ِيّزَ بَيْنَ الله ْي ِل َوالنه َه ِ‬
‫ط ِب َها ِزينَت َ َها‬ ‫علهقَ ِفي َج ّ ِو َها فَلَ َك َها َونَا َ‬ ‫ِير ِه َما ث ُ هم َ‬ ‫اب ِب َمقَاد ِ‬ ‫س ُ‬ ‫َو ْال ِح َ‬
‫س ْم ِع‬ ‫يح َك َوا ِك ِب َها َو َر َمى ُم ْست َ ِر ِقي ال ه‬ ‫صا ِب ِ‬ ‫ت دَ َر ِار ِيّ َها َو َم َ‬ ‫ِم ْن َخ ِفيها ِ‬
‫ت ثَا ِبتِ َها‬ ‫ير َها ِم ْن ثَبَا ِ‬ ‫علَى أ َ ْذ َال ِل ت َ ْس ِخ ِ‬ ‫ش ُه ِب َها َوأَ ْج َرا َها َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ِبث َ َواقِ ِ‬
‫سعُو ِد َها ‪.‬‬ ‫صعُو ِد َها َونُ ُحو ِس َها َو ُ‬ ‫وط َها َو ُ‬ ‫سائِ ِر َها َو ُهبُ ِ‬ ‫ِير َ‬ ‫َو َمس ِ‬

‫وُمنهاُفيُصفةُالمَلئكة‬
‫يح ْاْل َ ْعلَى ِم ْن‬ ‫ص ِف ِ‬ ‫ارةِ ال ه‬ ‫س َم َاواتِ ِه َو ِع َم َ‬ ‫ان َ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِ ِْل ْس َك ِ‬ ‫ث ُ هم َخلَقَ ُ‬
‫اج َها َو َحشَا‬ ‫َملَ ُكوتِ ِه خ َْلقا ً بَدِيعا ً ِم ْن َم َالئِ َكتِ ِه َو َم ََل َ ِب ِه ْم فُ ُرو َج فِ َج ِ‬
‫س ِبّ ِحينَ‬ ‫وج زَ َج ُل ْال ُم َ‬ ‫ت تِ ْل َك ْالفُ ُر ِ‬ ‫ِب ِه ْم فُتُوقَ أ َ ْج َوائِ َها َوبَيْنَ فَ َج َوا ِ‬
‫ت ْال َم ْج ِد‬ ‫س َرا ِدقَا ِ‬ ‫ب َو ُ‬ ‫ت ْال ُح ُج ِ‬ ‫ست ُ َرا ِ‬ ‫ظائِ ِر ا ْلقُد ُِس َو ُ‬ ‫ِم ْن ُه ْم فِي َح َ‬
‫ور‬‫سبُ َحاتُ نُ ٍ‬ ‫ع ُ‬ ‫يج الهذِي ت َ ْست َ ُّك ِم ْنهُ ْاْل َ ْس َما ُ‬ ‫الر ِج ِ‬ ‫َو َو َرا َء ذَ ِل َك ه‬
‫علَى ُحدُو ِد َها‪.‬‬ ‫ف خَا ِسئَةً َ‬ ‫ع ْن بُلُو ِغ َها فَتَ ِق ُ‬ ‫ار َ‬ ‫ص َ‬ ‫ع ْاْل َ ْب َ‬ ‫تَ ْردَ ُ‬
‫ت أُو ِلي أ َ ْج ِن َح ٍة‬ ‫ت َوأ َ ْقدَ ٍار ُمتَفَا ِوتَا ٍ‬ ‫ص َو ٍر ُم ْخت َ ِلفَا ٍ‬ ‫علَى ُ‬ ‫شأ َ ُه ْم َ‬ ‫َوأ َ ْن َ‬
‫ص ْن ِع ِه‬ ‫ق ِم ْن ُ‬ ‫ظ َه َر ِفي ْالخ َْل ِ‬ ‫س ِبّ ُح َج َال َل ِع هز ِت ِه َال يَ ْنت َ ِحلُونَ َما َ‬ ‫تُ َ‬
‫شيْئا ً َمعَهُ ِم هما ا ْنفَ َردَ ِب ِه بَ ْل ِعبادٌ‬ ‫عونَ أَنه ُه ْم يَ ْخلُقُونَ َ‬ ‫َو َال يَده ُ‬
‫َّللاُ فِي َما‬ ‫ُم ْك َر ُمونَ ال يَ ْس ِبقُونَهُ ِب ْالقَ ْو ِل َو ُه ْم ِبأ َ ْم ِر ِه يَ ْع َملُونَ َجعَلَ ُه ُم ه‬
‫س ِلينَ َودَائِ َع‬ ‫علَى َو ْح ِي ِه َو َح هملَ ُه ْم ِإلَى ْال ُم ْر َ‬ ‫ُهنَا ِل َك أ َ ْه َل ْاْل َ َمانَ ِة َ‬
‫ع ْن‬ ‫ت فَ َما ِم ْن ُه ْم زَ ائِ ٌغ َ‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫ب ال ُّ‬ ‫ص َم ُه ْم ِم ْن َر ْي ِ‬ ‫أ َ ْم ِر ِه َونَ ْه ِي ِه َو َع َ‬
‫ض َع‬ ‫ضاتِ ِه َوأ َ َمده ُه ْم ِبفَ َوائِ ِد ْال َمعُونَ ِة َوأ َ ْشعَ َر قُلُوبَ ُه ْم تَ َوا ُ‬ ‫س ِبي ِل َم ْر َ‬ ‫َ‬
‫ب لَ ُه ْم‬ ‫ص َ‬ ‫اجي ِد ِه َونَ َ‬ ‫س ِكينَ ِة َوفَت َ َح لَ ُه ْم أَب َْوابا ً ذُلُ ًال ِإلَى ت َ َم ِ‬ ‫ت ال ه‬ ‫ِإ ْخبَا ِ‬
‫ص َراتُ ْاآلثَ ِام‬ ‫اض َحةً َعلَى أَع َْال ِم تَ ْو ِحي ِد ِه لَ ْم تُثْ ِق ْل ُه ْم ُمؤْ ِ‬ ‫َمنَارا ً َو ِ‬
‫وك بِن ََو ِاز ِع َها‬ ‫ش ُك ُ‬ ‫ب اللهيَا ِلي َو ْاْلَي ِهام َولَ ْم تَ ْر ِم ال ُّ‬ ‫عقَ ُ‬ ‫َولَ ْم ت َ ْرت َ ِح ْل ُه ْم ُ‬
‫علَى َمعَا ِق ِد يَ ِقي ِن ِه ْم َو َال‬ ‫ون َ‬ ‫الظنُ ُ‬ ‫ع ِزي َمةَ ِإي َما ِن ِه ْم َولَ ْم ت َ ْعت َ ِر ِك ُّ‬ ‫َ‬
‫سلَبَتْ ُه ُم ْال َحي َْرة ُ َما َالقَ ِم ْن‬ ‫اْل َح ِن ِفي َما بَ ْينَ ُه ْم َو َال َ‬ ‫ت قَا ِد َحةُ ْ ِ‬ ‫قَدَ َح ْ‬
‫ظ َم ِت ِه َو َه ْيبَ ِة َج َاللَ ِت ِه ِفي‬ ‫ع َ‬ ‫س َكنَ ِم ْن َ‬ ‫ض َما ِئ ِر ِه ْم َو َما َ‬ ‫َم ْع ِرفَ ِت ِه ِب َ‬
‫علَى‬ ‫ع ِب َر ْينِ َها َ‬ ‫س فَت َ ْقت َ ِر َ‬ ‫سا ِو ُ‬ ‫ط َم ْع فِي ِه ُم ْال َو َ‬ ‫ُور ِه ْم َولَ ْم ت َ ْ‬ ‫صد ِ‬ ‫َاء ُ‬ ‫أَثْن ِ‬
‫ظ ِم ْال ِجبَا ِل‬ ‫ح َوفِي ِع َ‬ ‫ق الغَ َم ِام الدُّله ِ‬
‫فِ ْك ِر ِه ْم َو ِم ْن ُه ْم َم ْن ُه َو فِي خ َْل ِ ْ‬
‫ت أ َ ْقدَا ُم ُه ْم‬ ‫الظ َال ِم ْاْل َ ْي َه ِم َو ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ ْد خ ََرقَ ْ‬ ‫خ َوفِي قَتْ َرةِ ه‬ ‫ش هم ِ‬ ‫ال ُّ‬
‫ق‬
‫َار ِ‬ ‫ت فِي َمخ ِ‬ ‫يض قَ ْد نَفَذَ ْ‬ ‫ت ِب ٍ‬ ‫ي َك َرايَا ٍ‬ ‫س ْفلَى فَ ِه َ‬ ‫ض ال ُّ‬ ‫وم ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ت ُ ُخ َ‬
‫ت ِمنَ ْال ُحدُو ِد‬ ‫ث ا ْنتَ َه ْ‬ ‫علَى َح ْي ُ‬ ‫س َها َ‬ ‫اء َوت َ ْحت َ َها ِري ٌح َهفهافَةٌ ت َ ْح ِب ُ‬ ‫ْال َه َو ِ‬
‫ان‬
‫اْلي َم ِ‬ ‫ت َحقَائِ ُق ْ ِ‬ ‫صلَ ْ‬ ‫غتْ ُه ْم أ َ ْشغَا ُل ِعبَادَتِ ِه َو َو َ‬ ‫ْال ُمتَنَا ِهيَ ِة قَ ِد ا ْست َ ْف َر َ‬
‫ان ِب ِه ِإلَى ْال َولَ ِه ِإلَ ْي ِه َولَ ْم‬ ‫اْليقَ ُ‬ ‫طعَ ُه ُم ْ ِ‬ ‫بَ ْينَ ُه ْم َوبَيْنَ َم ْع ِرفَتِ ِه َوقَ َ‬
‫غي ِْر ِه قَ ْد ذَاقُوا َح َال َوةَ‬ ‫غبَات ُ ُه ْم َما ِع ْندَهُ ِإلَى َما ِع ْندَ َ‬ ‫ت ُ َجا ِو ْز َر َ‬
‫اء‬
‫س َو ْيدَ ِ‬ ‫َت ِم ْن ُ‬ ‫الر ِويه ِة ِم ْن َم َحبهتِ ِه َوت َ َم هكن ْ‬ ‫َم ْع ِرفَتِ ِه َوش َِربُوا ِب ْال َكأ ْ ِس ه‬
‫ور ِه ْم‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫ع ِة ا ْعتِدَا َل ُ‬ ‫الطا َ‬ ‫طو ِل ه‬ ‫قُلُو ِب ِه ْم َو ِشي َجةُ ِخيفَتِ ِه فَ َحن َْوا ِب ُ‬
‫ع ْن ُه ْم‬ ‫طلَقَ َ‬ ‫ض ُّر ِع ِه ْم َو َال أ َ ْ‬ ‫الر ْغبَ ِة ِإلَ ْي ِه َمادهةَ تَ َ‬ ‫طو ُل ه‬ ‫َولَ ْم يُ ْن ِف ْد ُ‬
‫اب فَيَ ْست َ ْكثِ ُروا َما‬ ‫اْل ْع َج ُ‬ ‫شو ِع ِه ْم َولَ ْم يَت َ َوله ُه ُم ْ ِ‬ ‫الز ْلفَ ِة ِربَقَ ُخ ُ‬ ‫ع ِظي ُم ُّ‬ ‫َ‬
‫َصيبا ً ِفي ت َ ْع ِظ ِيم‬ ‫اْل ْج َال ِل ن ِ‬ ‫ت لَ ُه ُم ا ْس ِت َكانَةُ ْ ِ‬ ‫ف ِم ْن ُه ْم َو َال ت َ َر َك ْ‬ ‫سلَ َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫طو ِل دُ ُءو ِب ِه ْم َولَ ْم ت َ ِغ ْ‬ ‫علَى ُ‬ ‫سنَا ِت ِه ْم َولَ ْم ت َ ْج ِر ْالفَت َ َراتُ ِفي ِه ْم َ‬ ‫َح َ‬
‫ول ْال ُمنَا َجا ِة‬ ‫ط ِ‬ ‫ف ِل ُ‬ ‫اء َر ِبّ ِه ْم َولَ ْم ت َ ِج ه‬ ‫ع ْن َر َج ِ‬ ‫غبَات ُ ُه ْم فَيُخَا ِلفُوا َ‬ ‫َر َ‬
‫س َالتُ أ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم َو َال َملَ َكتْ ُه ُم ْاْل َ ْشغَا ُل فَت َ ْنقَ ِط َع ِب َه ْم ِس ْال ُج َؤ ِار ِإلَ ْي ِه‬ ‫أَ َ‬
‫ع ِة َمنَا ِكبُ ُه ْم َولَ ْم يَثْنُوا ِإلَى‬ ‫الطا َ‬‫ف فِي َمقَا ِو ِم ه‬ ‫ص َوات ُ ُه ْم َولَ ْم ت َ ْخت َ ِل ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫علَى َع ِزي َم ِة ِج ِدّ ِه ْم‬ ‫ير فِي أ َ ْم ِر ِه ِرقَابَ ُه ْم‪َ .‬و َال تَ ْعدُو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َرا َح ِة الت ه ْق ِ‬
‫ت قَ ِد‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫ض ُل فِي ِه َم ِم ِه ْم َخدَائِ ُع ال ه‬ ‫ت َو َال ت َ ْنت َ ِ‬ ‫بَ َالدَة ُ ْالغَفَ َال ِ‬
‫طاعِ ْالخ َْل ِ‬
‫ق‬ ‫يرة ً ِليَ ْو ِم فَاقَتِ ِه ْم َويَ هم ُموهُ ِع ْندَ ا ْن ِق َ‬ ‫ات ه َخذُوا ذَا ْالعَ ْر ِش ذَ ِخ َ‬
‫طعُونَ أَ َمدَ غَايَ ِة ِعبَادَتِ ِه َو َال يَ ْر ِج ُع‬ ‫ِإلَى ْال َم ْخلُوقِينَ ِب َر ْغبَتِ ِه ْم َال يَ ْق َ‬
‫غي ِْر‬ ‫عتِ ِه ِإ هال ِإلَى َم َواده ِم ْن قُلُوبِ ِه ْم َ‬ ‫طا َ‬ ‫وم َ‬ ‫ار بِلُ ُز ِ‬ ‫بِ ِه ُم ِاال ْستِ ْهت َ ُ‬
‫شفَقَ ِة ِم ْن ُه ْم فَيَنُوا‬ ‫اب ال ه‬ ‫ُم ْنقَ ِطعَ ٍة ِم ْن َر َجا ِئ ِه َو َمخَافَ ِت ِه لَ ْم ت َ ْنقَ ِط ْع أ َ ْسبَ ُ‬
‫علَى‬ ‫س ْعي ِ َ‬ ‫يك ال ه‬ ‫ع فَيُؤْ ِث ُروا َو ِش َ‬ ‫ط َما ُ‬ ‫ِفي ِج ِدّ ِه ْم َولَ ْم تَأ ْ ِس ْر ُه ُم ْاْل َ ْ‬
‫ظ ُموا‬ ‫ضى ِم ْن أ َ ْع َما ِل ِه ْم َولَ ِو ا ْستَ ْع َ‬ ‫اج ِت َها ِد ِه ْم لَ ْم يَ ْست َ ْع ِظ ُموا َما َم َ‬ ‫ْ‬
‫ت َو َج ِل ِه ْم َولَ ْم يَ ْختَ ِلفُوا فِي َر ِبّ ِه ْم‬ ‫شفَقَا ِ‬ ‫الر َجا ُء ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫س َخ ه‬ ‫ذَ ِل َك لَنَ َ‬
‫ط ِع َو َال تَ َو هال ُه ْم‬ ‫سو ُء التهقَا ُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َولَ ْم يُفَ ِ ّر ْق ُه ْم ُ‬ ‫ان َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ِبا ْستِ ْح َوا ِذ ال ه‬
‫س َمتْ ُه ْم‬‫ب َو َال ا ْقتَ َ‬ ‫الريَ ِ‬ ‫ف ِّ‬ ‫ار ُ‬
‫ص ِ‬ ‫شعهبَتْ ُه ْم َم َ‬ ‫س ِد َو َال ت َ َ‬ ‫ِغ ُّل الت ه َحا ُ‬
‫ان لَ ْم يَفُ هك ُه ْم ِم ْن ِر ْبقَتِ ِه زَ ْي ٌغ َو َال‬ ‫س َرا ُء ِإي َم ٍ‬ ‫اف ْال ِه َم ِم فَ ُه ْم أ ُ َ‬ ‫أ َ ْخيَ ُ‬
‫ض ُع‬ ‫اء َم ْو ِ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ق ال ه‬ ‫طبَا ِ‬ ‫ْس فِي أَ ْ‬ ‫ور َولَي َ‬ ‫عدُو ٌل َو َال َونًى َو َال فُت ُ ٌ‬ ‫ُ‬
‫علَى ُ‬
‫طو ِل‬ ‫ساعٍ َحافِدٌ يَ ْزدَادُونَ َ‬ ‫اجدٌ أَ ْو َ‬ ‫س ِ‬‫علَ ْي ِه َملَ ٌك َ‬ ‫ب ِإ هال َو َ‬ ‫ِإ َها ٍ‬
‫ع ِة ِب َر ِبّ ِه ْم ِع ْلما ً َوت َ ْزدَادُ ِع هزة ُ َر ِبّ ِه ْم فِي قُلُو ِب ِه ْم ِع َ‬
‫ظما ً ‪.‬‬ ‫ه‬
‫الطا َ‬

‫وُمنهاُفيُصفةُاألرضُوُدحوهاُعلىُالماء‬
‫اخ َر ٍة‬ ‫ار زَ ِ‬ ‫ج ِب َح ٍ‬ ‫اج ُم ْستَ ْف ِحلَ ٍة َولُ َج ِ‬ ‫علَى َم ْو ِر أ َ ْم َو ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫س ْاْل َ ْر َ‬ ‫َكبَ َ‬
‫غو زَ بَدا ً‬ ‫اج َها َوت َ ْر ُ‬ ‫ط ِف ُق ُمتَقَا ِذفَاتُ أَثْبَ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫اج َها َوت َ ْ‬ ‫ي أ َ ْم َو ِ‬ ‫ت َ ْلت َ ِط ُم أ َ َوا ِذ ُّ‬
‫اء ْال ُمتَ َال ِط ِم ِل ِثقَ ِل َح ْم ِل َها‬ ‫ض َع ِج َما ُح ْال َم ِ‬ ‫اج َها فَ َخ َ‬ ‫َك ْالفُ ُحو ِل ِع ْندَ ِهيَ ِ‬
‫ت‬ ‫ار ِت َما ِئ ِه ِإ ْذ َو ِطئَتْهُ ِب َك ْل َك ِل َها َوذَ هل ُم ْست َ ْخذِيا ً ِإ ْذ ت َ َمعه َك ْ‬ ‫س َكنَ َه ْي ُج ْ‬ ‫َو َ‬
‫اجيا ً َم ْق ُهورا ً‬ ‫س ِ‬ ‫اج ِه َ‬ ‫ب أَ ْم َو ِ‬ ‫ص ِطخَا ِ‬ ‫صبَ َح بَ ْعدَ ا ْ‬ ‫علَ ْي ِه ِب َك َوا ِه ِل َها فَأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ض َم ْد ُح هوة ً فِي لُ هج ِة‬ ‫ت ْاْل َ ْر ُ‬ ‫س َكنَ ِ‬ ‫َوفِي َح َك َم ِة الذُّ ِّل ُم ْنقَادا ً أ َ ِسيرا ً َو َ‬
‫س ُم ّ ِو‬‫وخ أَ ْن ِف ِه َو ُ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫و‬‫ِ‬ ‫ت ِم ْن ن َْخ َوةِ بَأ ْ‬ ‫هار ِه َو َرده ْ‬ ‫تَي ِ‬
‫ِ‬
‫ظ ِة َج ْريَتِ ِه فَ َه َمدَ بَ ْعدَ نَزَ قَاتِ ِه َولَبَدَ بَ ْعدَ‬ ‫علَى ِك ه‬ ‫غلَ َوائِ ِه َو َكعَ َمتْهُ َ‬ ‫ُ‬
‫ت أَ ْكنَافِ َها َو َح ْم ِل‬ ‫اء ِم ْن ت َ ْح ِ‬ ‫س َكنَ َه ْي ُج ْال َم ِ‬ ‫ان َوثَبَاتِ ِه فَلَ هما َ‬ ‫زَ يَفَ ِ‬
‫خ َعلَى أَ ْكتَافِ َها فَ هج َر يَنَا ِبي َع ْالعُيُ ِ‬
‫ون‬ ‫خ ْالبُذه ِ‬ ‫ش هم ِ‬ ‫ق ْال ِجبَا ِل ال ُّ‬ ‫ش ََوا ِه ِ‬
‫ب ِبي ِد َها َوأَخَادِي ِد َها َو َعده َل‬ ‫س ُهو ِ‬ ‫ين أُنُوفِ َها َوفَ هرقَ َها فِي ُ‬ ‫ع َرانِ ِ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫ش ِ ّم ِم ْن‬ ‫ب ال ُّ‬ ‫َاخي ِ‬ ‫شن ِ‬ ‫ت ال ه‬ ‫ت ِم ْن َج َال ِمي ِد َها َوذَ َوا ِ‬ ‫الرا ِسيَا ِ‬ ‫َح َر َكاتِ َها ِب ه‬
‫ِيم َها‬ ‫ط ِع أَد ِ‬ ‫ب ْال ِجبَا ِل ِفي ِق َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ان ِل ُر ُ‬ ‫َت ِمنَ ْال َميَدَ ِ‬ ‫س َكن ْ‬ ‫اخي ِد َها فَ َ‬ ‫صي َ ِ‬‫َ‬
‫س ُهو ِل‬ ‫يم َها َو ُر ُكو ِب َها أَ ْعنَاقَ ُ‬ ‫ت َخيَا ِش ِ‬ ‫س ِ ّربَةً ِفي َج ْوبَا ِ‬ ‫َوتَغ َْلغُ ِل َها ُمت َ َ‬
‫س َح بَيْنَ ْال َج ّ ِو َوبَ ْينَ َها َوأَ َعده ْال َه َوا َء‬ ‫يم َها َوفَ َ‬ ‫ضينَ َو َج َرا ِث ِ‬ ‫ْاْل َ َر ِ‬
‫علَى ت َ َم ِام َم َرافِ ِق َها ث ُ هم لَ ْم يَدَ ْع‬ ‫سا ِكنِ َها َوأ َ ْخ َر َج ِإلَ ْي َها أ َ ْهلَ َها َ‬ ‫سما ً ِل َ‬ ‫ُمتَنَ ه‬
‫ع ْن َر َوا ِبي َها َو َال ت َ ِجدُ‬ ‫ون َ‬ ‫ص ُر ِميَاهُ ْالعُيُ ِ‬ ‫ض الهتِي ت َ ْق ُ‬ ‫ُج ُرزَ ْاْل َ ْر ِ‬
‫ب‬
‫س َحا ٍ‬ ‫شأ َ لَ َها نَا ِشئَةَ َ‬ ‫ار ذَ ِريعَةً ِإلَى بُلُو ِغ َها َحتهى أَ ْن َ‬ ‫َجدَا ِو ُل ْاْل َ ْن َه ِ‬
‫ق لُ َم ِع ِه‬ ‫غ َما َم َها بَ ْعدَ ا ْفتِ َرا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ت ُ ْح ِيي َم َوات َ َها َوت َ ْست َ ْخ ِر ُج نَبَات َ َها أَله َ‬
‫ت لُ هجةُ ْال ُم ْز ِن فِي ِه َو ْالتَ َم َع بَ ْرقُهُ‬ ‫ض ْ‬ ‫َوتَبَايُ ِن قَزَ ِع ِه َحتهى ِإذَا ت َ َم هخ َ‬
‫س َحا ِب ِه‬ ‫ضهُ فِي َكنَ ْه َو ِر َربَا ِب ِه َو ُمت َ َرا ِك ِم َ‬ ‫فِي ُكفَ ِف ِه َولَ ْم يَنَ ْم َو ِمي ُ‬
‫وب د َِر َر‬ ‫ف َه ْيدَبُهُ ت َ ْم ِري ِه ْال َجنُ ُ‬ ‫س ه‬ ‫س ّحا ً ُمتَدَ ِاركا ً قَ ْد أ َ َ‬ ‫سلَهُ َ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫ع‬‫اب بَ ْر َك ِب َوانَ ْي َها َوبَعَا َ‬ ‫س َح ُ‬ ‫ت ال ه‬ ‫اضي ِب ِه َودُفَ َع شَآ ِبي ِب ِه‪ .‬فَلَ هما أ َ ْلقَ ِ‬ ‫أ َ َه ِ‬
‫علَ ْي َها أ َ ْخ َر َج ِب ِه ِم ْن َه َو ِام ِد‬ ‫ول َ‬ ‫ت ِب ِه ِمنَ ْال ِعبْ ِء ْال َم ْح ُم ِ‬ ‫َما ا ْستَقَله ْ‬
‫ي ت َ ْب َه ُج ِب ِزينَ ِة‬ ‫َاب فَ ِه َ‬ ‫ات َو ِم ْن ُزع ِْر ْال ِجبَا ِل ْاْل َ ْعش َ‬ ‫ض النهبَ َ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫ير َها َو ِح ْليَ ِة َما‬ ‫ستْهُ ِم ْن َري ِْط أَزَ ا ِه ِ‬ ‫اض َها َوت َ ْزدَ ِهي بِ َما أ ُ ْلبِ َ‬ ‫ِريَ ِ‬
‫َاض ِر أ َ ْن َو ِار َها َو َجعَ َل ذَ ِل َك بَ َالغا ً ِل َْلَن َِام َو ِر ْزقا ً‬ ‫ت ِب ِه ِم ْن ن ِ‬ ‫ط ْ‬ ‫س ِم َ‬ ‫ُ‬
‫علَى‬ ‫سا ِل ِكينَ َ‬ ‫َار ِلل ه‬ ‫ام ْال َمن َ‬ ‫ِل َْل َ ْنعَ ِام َوخ ََرقَ ْال ِف َجا َج فِي آفَاقِ َها َوأَقَ َ‬
‫ار آدَ َم عليه السالم‬ ‫اختَ َ‬ ‫ضهُ َوأ َ ْنفَذَ أَ ْم َرهُ ْ‬ ‫ط ُر ِق َها فَلَ هما َم َهدَ أ َ ْر َ‬ ‫َج َوا ِدّ ُ‬
‫غدَ فِي َها‬ ‫يرة ً ِم ْن خ َْل ِق ِه َو َجعَلَهُ أ َ هو َل ِج ِبلهتِ ِه َوأَ ْس َكنَهُ َجنهتَهُ َوأَ ْر َ‬ ‫ِخ َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫اْل ْقدَ ِام َ‬ ‫ع ْنهُ َوأ َ ْعلَ َمهُ أَ هن فِي ْ ِ‬ ‫عزَ ِإلَ ْي ِه فِي َما نَ َهاهُ َ‬ ‫أ ُ ُكلَهُ َوأَ ْو َ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫علَى َما نَ َهاهُ َ‬ ‫ط َرة َ ِب َم ْن ِزلَتِ ِه فَأ َ ْقدَ َم َ‬ ‫صيَتِ ِه َو ْال ُمخَا َ‬ ‫ض ِل َم ْع ِ‬ ‫التهعَ ُّر َ‬
‫ضهُ ِبنَ ْس ِل ِه‬ ‫طهُ بَ ْعدَ الت ه ْوبَ ِة ِليَ ْع ُم َر أ َ ْر َ‬ ‫ق ِع ْل ِم ِه فَأ َ ْهبَ َ‬ ‫سا ِب ِ‬ ‫ُم َوافَاة ً ِل َ‬
‫ضهُ ِم هما يُ َؤ ِ ّكدُ‬ ‫علَى ِعبَا ِد ِه َولَ ْم يُ ْخ ِل ِه ْم بَ ْعدَ أ َ ْن قَبَ َ‬ ‫يم ْال ُح هجةَ ِب ِه َ‬ ‫َو ِليُ ِق َ‬
‫ص ُل بَ ْينَ ُه ْم َوبَيْنَ َم ْع ِرفَتِ ِه بَ ْل تَعَا َهدَ ُه ْم‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُح هجةَ ُربُو ِبيهتِ ِه َويَ ِ‬ ‫َ‬
‫س َاالتِ ِه‬ ‫س ِن ْال ِخيَ َرةِ ِم ْن أَ ْنبِيَائِ ِه َو ُمت َ َح ِ ّم ِلي َودَائِ ِع ِر َ‬ ‫علَى أ َ ْل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫بِال ُح َج ِ‬
‫ْ‬
‫ت ِبنَ ِب ِيّنَا ُم َح هم ٍد صلى هللا عليه وآله ُح هجتُهُ‬ ‫قَ ْرنا ً فَقَ ْرنا ً َحتهى ت َ هم ْ‬
‫ع ْذ ُرهُ َونُذُ ُرهُ َوقَده َر ْاْل َ ْرزَ اقَ فَ َكث ه َر َها َوقَلهلَ َها‬ ‫ط َع ُ‬ ‫َوبَلَ َغ ْال َم ْق َ‬
‫ي َم ْن أَ َرادَ‬ ‫سعَ ِة فَعَدَ َل ِفي َها ِليَ ْبتَ ِل َ‬ ‫ق َوال ه‬ ‫ضي ِ‬ ‫علَى ال ِ ّ‬ ‫س َم َها َ‬ ‫َوقَ ه‬
‫غنِ ِيّ َها‬ ‫صب َْر ِم ْن َ‬ ‫ش ْك َر َوال ه‬ ‫ور َها َو ِليَ ْختَ ِب َر ِبذَ ِل َك ال ُّ‬ ‫س ِ‬ ‫ور َها َو َم ْع ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ِب َم ْي ُ‬
‫ط َو ِارقَ‬ ‫س َال َمتِ َها َ‬ ‫عقَا ِبي َل فَاقَتِ َها َو ِب َ‬ ‫سعَتِ َها َ‬ ‫ير َها ث ُ هم قَ َرنَ ِب َ‬ ‫َوفَ ِق ِ‬
‫طالَ َها‬ ‫اح َها َو َخلَقَ ْاآل َجا َل فَأ َ َ‬ ‫ص أَتْ َر ِ‬ ‫ص َ‬ ‫غ َ‬ ‫اح َها ُ‬ ‫ج أ َ ْف َر ِ‬ ‫آفَاتِ َها َو ِبفُ َر ِ‬
‫ت أَ ْسبَابَ َها َو َجعَلَهُ‬ ‫ص َل ِب ْال َم ْو ِ‬ ‫ص َر َها َوقَده َم َها َوأ َ هخ َر َها َو َو َ‬ ‫َوقَ ه‬
‫ض َمائِ ِر‬ ‫س ِ ِّر ِم ْن َ‬ ‫عا ِل ُم ال ّ‬ ‫اطعا ً ِل َم َرائِ ِر أ َ ْق َرانِ َها َ‬ ‫طانِ َها َوقَ ِ‬ ‫خَا ِلجا ً ِْل َ ْش َ‬
‫عقَ ِد‬ ‫ون َو ُ‬ ‫الظنُ ِ‬ ‫اط ِر َر ْج ِم ُّ‬ ‫ْال ُمض ِْم ِرينَ َون َْج َوى ْال ُمتَخَافِتِينَ َوخ ََو ِ‬
‫ض ِمنَتْهُ أَ ْكن ُ‬
‫َان‬ ‫ون َو َما َ‬ ‫اض ْال ُجفُ ِ‬ ‫ق ِإي َم ِ‬ ‫ار ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ين َو َم َ‬ ‫ت ْاليَ ِق ِ‬ ‫ع ِزي َما ِ‬ ‫َ‬
‫صائِ ُخ‬ ‫َت ِال ْستِ َراقِ ِه َم َ‬ ‫صغ ْ‬ ‫ب َو َما أ َ ْ‬ ‫غيَابَاتُ ْالغُيُو ِ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ْالقُلُو ِ‬
‫ين ِمنَ‬ ‫ف الذه ِ ّر َو َمشَاتِي ْال َه َوا ِ ّم َو َر ْج ِع ْال َحنِ ِ‬ ‫صا ِي ُ‬ ‫ْاْل َ ْس َماعِ َو َم َ‬
‫غلُ ِ‬
‫ف‬ ‫ج ُ‬‫ح الث ه َم َرةِ ِم ْن َو َالئِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ت َو َه ْم ِس ْاْل َ ْقدَ ِام َو ُم ْنفَ َ‬ ‫ْال ُمولَ َها ِ‬
‫ان ْال ِجبَا ِل َوأَ ْو ِديَ ِت َها َو ُم ْختَبَإِ‬ ‫ير ِ‬ ‫وش ِم ْن ِغ َ‬ ‫ْاْل َ ْك َم ِام َو ُم ْنقَ َم ِع ْال ُو ُح ِ‬
‫ق ِمنَ‬ ‫ار َوأَ ْل ِحيَتِ َها َو َم ْغ ِر ِز ْاْل َ ْو َرا ِ‬ ‫ق ْاْل َ ْش َج ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫وض بَيْنَ ُ‬ ‫ْالبَعُ ِ‬
‫ب َونَا ِشئَ ِة ْالغُيُ ِ‬
‫وم‬ ‫ص َال ِ‬ ‫ب ْاْل َ ْ‬ ‫ار ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َاج ِم ْن َم َ‬ ‫ط ْاْل َ ْمش ِ‬ ‫َان َو َم َح ِ ّ‬ ‫ْاْل َ ْفن ِ‬
‫ب ِفي ُمت َ َرا ِك ِم َها َو َما ت َ ْس ِفي‬ ‫س َحا ِ‬ ‫ط ِر ال ه‬ ‫ور قَ ْ‬ ‫َو ُمت َ َال ِح ِم َها َود ُُر ِ‬
‫ت‬ ‫ع ْو ِم بَنَا ِ‬ ‫سيُو ِل َها َو َ‬ ‫ار ِب ُ‬‫ط ُ‬ ‫ير ِبذُيُو ِل َها َوت َ ْعفُو ْاْل َ ْم َ‬ ‫اص ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ْاْل َ َ‬
‫ت ْاْل َ ْجنِ َح ِة ِبذُ َرا‬ ‫الر َما ِل َو ُم ْستَقَ ِ ّر ذَ َوا ِ‬ ‫ان ِ ّ‬ ‫ض فِي ُكثْبَ ِ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫ار َو َما‬ ‫ير ْاْل َ ْو َك ِ‬ ‫اج ِ‬ ‫ق فِي دَيَ ِ‬ ‫ت ْال َم ْن ِط ِ‬ ‫ب ْال ِجبَا ِل َوت َ ْغ ِري ِد ذَ َوا ِ‬ ‫َاخي ِ‬ ‫شن ِ‬ ‫َ‬
‫غ ِشيَتْهُ‬ ‫ار َو َما َ‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْم َوا ُج ْال ِب َح ِ‬ ‫َت َ‬ ‫ضن ْ‬ ‫اف َو َح َ‬ ‫صدَ ُ‬ ‫عبَتْهُ ْاْل َ ْ‬ ‫أ َ ْو َ‬
‫اق‬‫طب َ ُ‬ ‫علَ ْي ِه أَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ار َو َما ا ْعتَقَبَ ْ‬ ‫َار ُق نَ َه ٍ‬ ‫علَ ْي ِه ش ِ‬ ‫س ْدفَةُ لَ ْي ٍل أَ ْو ذَ هر َ‬ ‫ُ‬
‫س ُك ِّل َح َر َك ٍة‬ ‫َط َوةٍ َو ِح ِ ّ‬ ‫ور َوأَث َ ِر ُك ِّل خ ْ‬ ‫سبُ َحاتُ النُّ ِ‬ ‫ير َو ُ‬ ‫اج ِ‬ ‫الدهيَ ِ‬
‫س َم ٍة َو ِمثْقَا ِل‬ ‫شفَ ٍة َو ُم ْستَقَ ِ ّر ُك ِّل نَ َ‬ ‫يك ُك ِّل َ‬ ‫َو َر ْج ِع ُك ِّل َك ِل َم ٍة َوت َ ْح ِر ِ‬
‫ش َج َرةٍ أَ ْو‬ ‫علَ ْي َها ِم ْن ثَ َم ِر َ‬ ‫ُك ِّل ذَ هرةٍ َو َه َما ِه ِم ُك ِّل نَ ْف ٍس َها هم ٍة َو َما َ‬
‫ضغَ ٍة أَ ْو نَا ِشئَ ِة خ َْل ٍ‬
‫ق‬ ‫ع ِة دَ ٍم َو ُم ْ‬ ‫طفَ ٍة أَ ْو نُقَا َ‬ ‫ار ِة نُ ْ‬ ‫سا ِق ِط َو َرقَ ٍة أ َ ْو قَ َر َ‬ ‫َ‬
‫ضتْهُ ِفي ِح ْف ِظ َما ا ْبتَدَ َ‬
‫ع‬ ‫س َاللَ ٍة لَ ْم يَ ْل َح ْقهُ ِفي ذَ ِل َك ُك ْلفَةٌ َو َال ا ْعتَ َر َ‬ ‫َو ُ‬
‫ير‬‫ور َوتَدَا ِب ِ‬ ‫ضةٌ َو َال ا ْعت َ َو َرتْهُ ِفي ت َ ْن ِفي ِذ ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ار َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِم ْن خ َْل ِق ِه َ‬
‫عدَدُهُ‬ ‫صا ُه ْم َ‬ ‫ْال َم ْخلُوقِينَ َم َاللَةٌ َو َال فَتْ َرة ٌ بَ ْل نَفَذَ ُه ْم ِع ْل ُمهُ َوأ َ ْح َ‬
‫ع ْن ُك ْن ِه َما ُه َو‬ ‫ير ِه ْم َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ضلُهُ َم َع ت َ ْق ِ‬ ‫غ َم َر ُه ْم فَ ْ‬ ‫ع ْدلُهُ َو َ‬ ‫َو َو ِسعَ ُه ْم َ‬
‫أ َ ْهلُهُ ‪.‬‬

‫دعاء‬
‫ير ِإ ْن ت ُ َؤ هم ْل فَ َخي ُْر‬ ‫ف ْال َج ِمي ِل َوالت ه ْعدَا ِد ْال َكثِ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت أ َ ْه ُل ْال َو ْ‬ ‫الله ُه هم أ َ ْن َ‬
‫ت ِلي فِي َما َال‬ ‫ط َ‬ ‫س ْ‬ ‫َمأ ْ ُمو ٍل َو ِإ ْن ت ُ ْر َج فَ َخي ُْر َم ْر ُج ّ ٍو الله ُه هم َوقَ ْد بَ َ‬
‫اك َو َال أ ُ َو ِ ّج ُههُ ِإلَى‬ ‫علَى أ َ َح ٍد ِس َو َ‬ ‫غي َْر َك َو َال أُثْنِي ِب ِه َ‬ ‫أ َ ْمدَ ُح ِب ِه َ‬
‫سانِي َع ْن َمدَائِ ِ‬
‫ح‬ ‫عدَ ْل َ‬
‫ت ِب ِل َ‬ ‫الريبَ ِة َو َ‬ ‫اض ِع ِ ّ‬ ‫َمعَاد ِِن ْال َخ ْيبَ ِة َو َم َو ِ‬
‫علَى ْال َم ْربُو ِبينَ ْال َم ْخلُوقِينَ الله ُه هم َو ِل ُك ِّل ُمثْ ٍن‬ ‫َاء َ‬ ‫ْاآلدَ ِم ِيّينَ َوالثهن ِ‬
‫طاءٍ َوقَ ْد‬ ‫ع َ‬ ‫ارفَةٌ ِم ْن َ‬ ‫ع ِ‬ ‫علَ ْي ِه َمثُوبَةٌ ِم ْن َجزَ اءٍ أَ ْو َ‬ ‫علَى َم ْن أَثْنَى َ‬ ‫َ‬
‫وز ْال َم ْغ ِف َر ِة الله ُه هم َو َهذَا‬ ‫الر ْح َم ِة َو ُكنُ ِ‬ ‫يال َعلَى ذَخَا ِئ ِر ه‬ ‫َر َج ْوت ُ َك دَ ِل ً‬
‫َمقَا ُم َم ْن أ َ ْف َردَ َك بِالت ه ْو ِحي ِد الهذِي ُه َو لَ َك َولَ ْم يَ َر ُم ْست َ ِحقّا ً ِل َه ِذ ِه‬
‫غي َْر َك َو ِبي فَاقَةٌ ِإلَي َْك َال يَ ْجبُ ُر َم ْس َكنَت َ َها ِإ هال‬ ‫ِح َ‬‫ام ِد َو ْال َم َماد ِ‬ ‫ْال َم َح ِ‬
‫ش ِم ْن خَلهتِ َها ِإ هال َمنُّ َك َو ُجود َُك فَ َهبْ لَنَا فِي َهذَا‬ ‫ضلُ َك َو َال يَ ْنعَ ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫على ُك ِّل‬ ‫اك ِإنه َك َ‬ ‫ع ْن َم ِدّ ْاْل َ ْيدِي ِإلَى ِس َو َ‬ ‫اك َوأَ ْغنِنَا َ‬‫ض َ‬ ‫ْال َمقَ ِام ِر َ‬
‫َيءٍ قَد ٌ‬
‫ِير ‪.‬‬ ‫ش ْ‬
‫]‪[92‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُأرادهُالناسُعلىُالبيعةُبعدُقتلُعثمان‬

‫غي ِْري فَإِنها ُم ْست َ ْق ِبلُونَ أَ ْمرا ً لَهُ ُو ُجوهٌ َوأَ ْل َو ٌ‬


‫ان‬ ‫سوا َ‬ ‫عونِي َو ْالت َ ِم ُ‬ ‫دَ ُ‬
‫علَ ْي ِه ْالعُقُو ُل َو ِإ هن ْاآلفَاقَ قَ ْد أَغَا َم ْ‬
‫ت‬ ‫وب َو َال تَثْبُتُ َ‬ ‫َال تَقُو ُم لَهُ ْالقُلُ ُ‬
‫ت‪َ .‬وا ْعلَ ُموا أَ ِنّي ِإ ْن أ َ َج ْبت ُ ُك ْم َر ِكبْتُ بِ ُك ْم َما‬ ‫َو ْال َم َح هجةَ قَ ْد تَنَ هك َر ْ‬
‫ب َو ِإ ْن ت َ َر ْكت ُ ُمو ِني‬ ‫ب ْالعَا ِت ِ‬ ‫عت ْ ِ‬‫ص ِغ ِإلَى قَ ْو ِل ْالقَا ِئ ِل َو َ‬ ‫أ َ ْعلَ ُم َولَ ْم أ ُ ْ‬
‫ع ُك ْم ِل َم ْن َوله ْيت ُ ُموهُ أَ ْم َر ُك ْم َوأَنَا‬ ‫فَأَنَا َكأ َ َح ِد ُك ْم َولَعَ ِلّي أ َ ْس َمعُ ُك ْم َوأ َ ْ‬
‫ط َو ُ‬
‫لَ ُك ْم َو ِزيرا ً َخي ٌْر لَ ُك ْم ِم ِنّي أَ ِميراً‪.‬‬
‫]‪[93‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُينبهُأميرُالمؤمنينُعلىُفضلهُوُعلمهُوُيبينُ‬
‫فتنةُبنيُأمية‬

‫عيْنَ ْال ِفتْنَ ِة‬ ‫اس فَإِ ِنّي فَقَأْتُ َ‬ ‫علَ ْي ِه أَيُّ َها النه ُ‬ ‫َاء َ‬ ‫َّللاِ َوالثهن ِ‬‫أَ هما بَ ْعدَ َح ْم ِد ه‬
‫غ ْي َهبُ َها َوا ْشتَده‬ ‫غي ِْري بَ ْعدَ أَ ْن َما َج َ‬ ‫علَ ْي َها أَ َحدٌ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫َولَ ْم يَ ُك ْن ِليَ ْجتَ ِر َ‬
‫َكلَبُ َها فَا ْسأَلُونِي قَ ْب َل أَ ْن ت َ ْف ِقدُونِي فَ َو الهذِي نَ ْفسِي ِبيَ ِد ِه َال تَ ْسأَلُونِي‬
‫ع ْن فِئَ ٍة ت َ ْهدِي ِمائَةً‬ ‫ع ِة َو َال َ‬ ‫سا َ‬ ‫َيءٍ فِي َما بَ ْينَ ُك ْم َوبَيْنَ ال ه‬ ‫ع ْن ش ْ‬ ‫َ‬
‫َاخ ِر َكابِ َها‬ ‫سائِ ِق َها َو ُمن ِ‬ ‫ض ُّل ِمائَةً ِإ هال أَ ْنبَأْت ُ ُك ْم بِنَا ِع ِق َها َوقَائِ ِد َها َو َ‬ ‫َوت ُ ِ‬
‫ط ِر َحا ِل َها َو َم ْن يُ ْقتَ ُل ِم ْن أَ ْه ِل َها قَتْ ًال َو َم ْن يَ ُموتُ ِم ْن ُه ْم َم ْوتا ً‬ ‫َو َم َح ِ ّ‬
‫ب‬
‫طو ِ‬ ‫ب ْال ُخ ُ‬ ‫ور َو َح َو ِاز ُ‬ ‫ت ِب ُك ْم َك َرا ِئهُ ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫َولَ ْو قَ ْد فَقَ ْدت ُ ُمو ِني َونَزَ لَ ْ‬
‫ير ِمنَ ْال َم ْسئُو ِلينَ َوذَ ِل َك ِإذَا‬ ‫سا ِئ ِلينَ َوفَ ِش َل َك ِث ٌ‬ ‫ير ِمنَ ال ه‬ ‫ط َرقَ َك ِث ٌ‬ ‫َْل َ ْ‬
‫ضيقا ً‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِ‬ ‫ت الدُّ ْنيَا َ‬ ‫ضا ق َ ِ‬ ‫ق َو َ‬ ‫سا ٍ‬‫ع ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫ش هم َر ْ‬ ‫ت َح ْربُ ُك ْم َو َ‬ ‫ص ْ‬ ‫قَله َ‬
‫َّللاُ ِلبَ ِقيه ِة ْاْلَب َْر ِار‬ ‫علَ ْي ُك ْم َحتهى يَ ْفتَ َح ه‬ ‫هام ْالبَ َال ِء َ‬ ‫تَ ْست َ ِطيلُونَ َمعَهُ أَي َ‬
‫ت يُ ْن َك ْرنَ‬ ‫ت نَبه َه ْ‬ ‫ت َو ِإذَا أَ ْدبَ َر ْ‬ ‫شبه َه ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ِم ْن ُك ْم ِإ هن ْال ِفتَنَ ِإذَا أَ ْقبَلَ ْ‬
‫صبْنَ بَلَدا ً‬ ‫اح يُ ِ‬ ‫الريَ ِ‬ ‫ت يَ ُح ْمنَ َح ْو َم ِ ّ‬ ‫ت َويُ ْع َر ْفنَ ُم ْد ِب َرا ٍ‬ ‫ُم ْق ِب َال ٍ‬
‫علَ ْي ُك ْم فِتْنَةُ بَنِي أ ُ َميهةَ‬ ‫ف ْال ِفت َ ِن ِع ْندِي َ‬ ‫َويُ ْخ ِطئْنَ بَلَدا ً أ َ َال َو ِإ هن أ َ ْخ َو َ‬
‫اب‬ ‫ص َ‬ ‫ت بَ ِليهت ُ َها َوأ َ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫طت ُ َها َو َخ ه‬ ‫ت ُخ ه‬ ‫ع هم ْ‬ ‫ظ ِل َمةٌ َ‬ ‫ع ْميَا ُء ُم ْ‬ ‫فَإِنه َها فِتْنَةٌ َ‬
‫ع ْن َها َوا ْي ُم ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ِم َ‬ ‫طأ َ ْالبَ َال ُء َم ْن َ‬ ‫ص َر فِي َها َوأ َ ْخ َ‬ ‫ْالبَ َال ُء َم ْن أَ ْب َ‬
‫وس ت َ ْع ِذ ُم‬ ‫ض ُر ِ‬ ‫ب ال ه‬ ‫سوءٍ بَ ْعدِي َكالنها ِ‬ ‫اب ُ‬ ‫لَت َ ِجد هُن بَ ِني أ ُ َميهةَ لَ ُك ْم أ َ ْربَ َ‬
‫ط ِبيَ ِد َها َوت َ ْز ِب ُن ِب ِر ْج ِل َها َوت َ ْمنَ ُع دَ هر َها َال يَزَ الُونَ ِب ُك ْم‬ ‫ِب ِفي َها َوتَ ْخ ِب ُ‬
‫ضا ِئ ٍر ِب ِه ْم َو َال يَزَ ا ُل‬ ‫غي َْر َ‬ ‫َحتهى َال يَتْ ُر ُكوا ِم ْن ُك ْم ِإ هال نَا ِفعا ً لَ ُه ْم أ َ ْو َ‬
‫ار‬‫ص ِ‬ ‫ار أ َ َح ِد ُك ْم ِم ْن ُه ْم إِ هال َكا ْنتِ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ع ْن ُك ْم َحتهى َال يَ ُكونَ ا ْنتِ َ‬ ‫بَ َال ُؤ ُه ْم َ‬
‫علَ ْي ُك ْم فِتْنَت ُ ُه ْم‬‫ص ِح ِب ِه ت َ ِردُ َ‬ ‫ب ِم ْن ُم ْستَ ْ‬ ‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬‫ْالعَ ْب ِد ِم ْن َر ِبّ ِه َوال ه‬
‫علَ ٌم‬‫َار ُهدًى َو َال َ‬ ‫ْس فِي َها َمن ُ‬ ‫طعا ً َجا ِه ِليهةً لَي َ‬ ‫ش َْو َها َء َم ْخ ِشيهةً َوقِ َ‬
‫عاةٍ ث ُ هم يُفَ ِ ّر ُج َها‬‫ت ِم ْن َها بِ َم ْن َجاةٍ َولَ ْسنَا فِي َها ِبدُ َ‬ ‫يُ َرى ن َْح ُن أ َ ْه َل ْالبَ ْي ِ‬
‫ع ْنفا ً‬‫سوقُ ُه ْم ُ‬ ‫سو ُم ُه ْم َخ ْسفا ً َويَ ُ‬ ‫ع ْن ُك ْم َكت َ ْف ِريجِ ْاْلَد ِ‬
‫ِيم ِب َم ْن يَ ُ‬ ‫ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫س ُه ْم ِإ هال‬ ‫ْف َو َال يُ ْح ِل ُ‬ ‫سي َ‬ ‫صب َهرةٍ َال يُ ْع ِطي ِه ْم ِإ هال ال ه‬ ‫َويَ ْس ِقي ِه ْم ِب َكأ ْ ٍس ُم َ‬
‫ْش ِبالدُّ ْنيَا َو َما فِي َها لَ ْو يَ َر ْونَنِي َمقَاما ً‬ ‫ف فَ ِع ْندَ ذَ ِل َك ت َ َودُّ قُ َري ٌ‬‫ْالخ َْو َ‬
‫ضهُ‬ ‫ب ْاليَ ْو َم بَ ْع َ‬ ‫طلُ ُ‬‫ور ِْل َ ْقبَ َل ِم ْن ُه ْم َما أ َ ْ‬
‫احدا ً َولَ ْو قَ ْد َر َج ْز ِر َج ُز ٍ‬ ‫َو ِ‬
‫طو ِني ِه ‪.‬‬ ‫فَ َال يُ ْع ُ‬
‫]‪[94‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫وفيهاُيصفُّللاُتعالىُثمُيبينُفضلُالرسولُالكريمُوُأهلُبيتهُثمُيعظُالناس‬

‫ّللاُتعالى‬
‫س‬‫َّللاُ الهذِي َال يَ ْبلُغُهُ بُ ْعدُ ْال ِه َم ِم َو َال يَنَالُهُ َح ْد ُ‬
‫ار َك ه‬ ‫فَتَبَ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫آخ َر لَهُ فَيَ ْنقَ ِ‬
‫ض َ‬ ‫ي َو َال ِ‬ ‫ط ِن ْاْل َ هو ُل الهذِي َال غَايَةَ لَهُ فَيَ ْنت َ ِه َ‬‫ْال ِف َ‬

‫وُمنهاُفيُوصفُاألنبياء‬
‫ض ِل ُم ْستَ ْودَعٍ َوأَقَ هر ُه ْم ِفي َخي ِْر ُم ْستَقَ ٍ ّر‬
‫ع ُه ْم ِفي أَ ْف َ‬ ‫فَا ْست َ ْودَ َ‬
‫ت ْاْل َ ْر َح ِام ُكله َما َم َ‬
‫ضى‬ ‫ط هه َرا ِ‬ ‫ب ِإلَى ُم َ‬ ‫ص َال ِ‬‫س َختْ ُه ْم َك َرائِ ُم ْاْل َ ْ‬‫تَنَا َ‬
‫ف‪.‬‬ ‫َّللاِ َخلَ ٌ‬
‫ِين ه‬ ‫ام ِم ْن ُه ْم ِبد ِ‬
‫ف قَ َ‬‫سلَ ٌ‬ ‫ِم ْن ُه ْم َ‬

‫رسولُّللاُوُآلُبيته‬
‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى ِإلَى ُم َح هم ٍد صلى هللا‬ ‫ت َك َرا َمةُ ه‬
‫َّللاِ ُ‬ ‫ض ْ‬‫َحتهى أ َ ْف َ‬
‫ع ِ ّز ْاْل َ ُرو َما ِ‬
‫ت‬ ‫ض ِل ْال َمعَاد ِِن َم ْن ِبتا ً َوأ َ َ‬ ‫عليه وآله فَأ َ ْخ َر َجهُ ِم ْن أَ ْف َ‬
‫ب ِم ْن َها‬ ‫ع ِم ْن َها أ َ ْن ِبيَا َءهُ َوا ْنتَ َج َ‬
‫صدَ َ‬‫ش َج َرةِ الهتِي َ‬ ‫َم ْغ ِرسا ً ِمنَ ال ه‬
‫ش َج َرتُهُ َخي ُْر‬ ‫س ِر َو َ‬ ‫أ ُ َمنَا َءهُ ِعتْ َرتُهُ َخي ُْر ْال ِعت َ ِر َوأ ُ ْس َرتُهُ َخي ُْر ْاْل ُ َ‬
‫ع ِط َوا ٌل َوثَ َم ٌر‬ ‫ت فِي َك َر ٍم لَ َها فُ ُرو ٌ‬ ‫سق َ ْ‬
‫ت فِي َح َر ٍم َوبَ َ‬ ‫ال ه‬
‫ش َج ِر نَبَت َ ْ‬
‫يرة ُ َم ِن ا ْهتَدَى ِس َرا ٌج لَ َم َع‬ ‫ص َ‬ ‫َال يُنَا ُل فَ ُه َو ِإ َما ُم َم ِن اتهقَى َوبَ ِ‬
‫صدُ‬ ‫يرتُهُ ْالقَ ْ‬ ‫ورهُ َوزَ ْندٌ بَ َرقَ لَ ْمعُهُ ِس َ‬ ‫ط َع نُ ُ‬ ‫س َ‬
‫اب َ‬ ‫ض ْوؤُ هُ َو ِش َه ٌ‬ ‫َ‬
‫علَى ِح ِ‬
‫ين‬ ‫سلَهُ َ‬ ‫ص ُل َو ُح ْك ُمهُ ْالعَ ْد ُل أ َ ْر َ‬‫الر ْشدُ َو َك َال ُمهُ ْالفَ ْ‬
‫سنهتُهُ ُّ‬
‫َو ُ‬
‫غبَ َاوةٍ ِمنَ ْاْل ُ َم ِم ‪.‬‬ ‫ع ِن ْالعَ َم ِل َو َ‬
‫س ِل َو َه ْف َوةٍ َ‬ ‫فَتْ َرةٍ ِمنَ ُّ‬
‫الر ُ‬

‫عظةُالناس‬
‫عوا ِإلى‬ ‫يق نَ ْه ٌج يَ ْد ُ‬ ‫علَى أَع َْال ٍم بَ ِيّنَ ٍة فَ ه‬
‫الط ِر ُ‬ ‫ا ْع َملُوا َر ِح َم ُك ُم ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫ف‬
‫ص ُح ُ‬‫علَى َم َه ٍل َوفَ َراغٍ َوال ُّ‬ ‫ب َ‬ ‫الم َوأ َ ْنت ُ ْم فِي دَ ِار ُم ْست َ ْعت َ ٍ‬‫س ِ‬ ‫دار ال ه‬
‫ِ‬
‫س ُن ُم ْ‬
‫طلَقَةٌ‬ ‫ص ِحي َحةٌ َو ْاْل َ ْل ُ‬
‫ان َ‬ ‫اريَةٌ َو ْاْل َ ْبدَ ُ‬
‫ورة ٌ َو ْاْل َ ْق َال ُم َج ِ‬ ‫َم ْن ُ‬
‫ش َ‬
‫عةٌ َو ْاْل َ ْع َما ُل َم ْقبُولَةٌ ‪.‬‬
‫َوالته ْوبَةُ َم ْس ُمو َ‬
‫]‪[95‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيقررُفضيلةُالرسولُالكريم‬

‫اطبُونَ فِي فِتْنَ ٍة قَ ِد ا ْست َ ْه َوتْ ُه ُم‬ ‫ض هال ٌل فِي َحي َْرةٍ َو َح ِ‬ ‫اس ُ‬ ‫بَعَثَهُ َوالنه ُ‬
‫ْاْل َ ْه َوا ُء َوا ْستَزَ لهتْ ُه ُم ْال ِكب ِْريَا ُء َوا ْستَ َخفهتْ ُه ُم ْال َجا ِه ِليهةُ ْال َج ْه َال ُء‬
‫ارى فِي زَ ْلزَ ا ٍل ِمنَ ْاْل َ ْم ِر َوبَ َالءٍ ِمنَ ْال َج ْه ِل فَبَالَ َغ صلى هللا‬ ‫َحيَ َ‬
‫عا ِإلَى‬ ‫الط ِريقَ ِة َودَ َ‬ ‫علَى ه‬ ‫ضى َ‬ ‫صي َح ِة َو َم َ‬ ‫عليه وآله ِفي النه ِ‬
‫ظ ِة ْال َح َ‬
‫سنَ ِة‪.‬‬ ‫ْال ِح ْك َم ِة َو ْال َم ْو ِع َ‬
‫]‪[96‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُّللاُوُفيُالرسولُاألكرم‬

‫ّللاُتعالى‬
‫ش ْي َء بَ ْعدَهُ َو ه‬
‫الظا ِه ِر‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْاْل َ هو ِل فَ َال َ‬
‫ش ْي َء قَ ْبلَهُ َو ْاآل ِخ ِر فَ َال َ‬
‫ش ْي َء دُونَهُ‪.‬‬ ‫اط ِن فَ َال َ‬ ‫ش ْي َء فَ ْوقَهُ َو ْالبَ ِ‬ ‫فَ َال َ‬

‫وُمنهاُفيُذكرُالرسولُصلىُهللاُعليهُوآله‬
‫ت فِي َمعَاد ِِن ْال َك َرا َم ِة‬ ‫ف َم ْن ِب ٍ‬‫ُم ْستَقَ ُّرهُ َخي ُْر ُم ْستَقَ ٍ ّر َو َم ْن ِبتُهُ أ َ ْش َر ُ‬
‫ت ن َْح َوهُ أ َ ْفئِدَة ُ ْاْلَب َْر ِار َوثُنِيَ ْ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه‬ ‫ص ِرفَ ْ‬ ‫س َال َم ِة قَ ْد ُ‬ ‫َو َم َما ِه ِد ال ه‬
‫ف ِب ِه‬ ‫ضغَائِنَ َوأَ ْ‬
‫طفَأ َ ِب ِه الث ه َوائِ َر أَله َ‬ ‫َّللاُ ِب ِه ال ه‬ ‫ار دَفَنَ ه‬ ‫ص ِ‬‫أَ ِز همةُ ْاْل َ ْب َ‬
‫ع هز ِب ِه الذِّلهةَ َوأَذَ هل ِب ِه ْال ِع هزةَ َك َال ُمهُ بَيَ ٌ‬
‫ان‬ ‫ِإ ْخ َوانا ً َوفَ هرقَ ِب ِه أ َ ْق َرانا ً أ َ َ‬
‫س ٌ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ص ْمتُهُ ِل َ‬
‫َو َ‬
‫]‪[97‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُأصحابهُوُأصحابُرسولُّللاُ‬

‫أصحابُعلي‬
‫علَى‬ ‫صا ِد َ‬ ‫وت أ َ ْخذُهُ َو ُه َو لَهُ ِب ْال ِم ْر َ‬ ‫الظا ِل َم فَلَ ْن يَفُ َ‬ ‫َولَئِ ْن أ َ ْم َه َل ه‬
‫ساغِ ِري ِق ِه أ َ َما َوالهذِي نَ ْفسِي‬ ‫ش َجا ِم ْن َم َ‬ ‫ض ِع ال ه‬ ‫ط ِري ِق ِه َوبِ َم ْو ِ‬ ‫از َ‬ ‫َم َج ِ‬
‫ق ِم ْن ُك ْم‬ ‫ْس ِْلَنه ُه ْم أ َ ْولَى ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم لَي َ‬ ‫ظ َه َر هن هَؤُ َال ِء ْالقَ ْو ُم َ‬ ‫ِبيَ ِد ِه لَيَ ْ‬
‫ع ْن َح ِقّي َولَقَ ْد‬ ‫طائِ ُك ْم َ‬ ‫اح ِب ِه ْم َو ِإ ْب َ‬‫ص ِ‬ ‫اط ِل َ‬ ‫َولَ ِك ْن ِ ِْل ْس َرا ِع ِه ْم ِإلَى بَ ِ‬
‫ظ ْل َم‬
‫َاف ُ‬ ‫صبَ ْحتُ أَخ ُ‬ ‫عاتِ َها َوأ َ ْ‬ ‫ظ ْل َم ُر َ‬ ‫َاف ُ‬ ‫ت ْاْل ُ َم ُم تَخ ُ‬ ‫صبَ َح ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫َر ِعيهتِي ا ْست َ ْنفَ ْرت ُ ُك ْم ِل ْل ِج َها ِد فَلَ ْم ت َ ْن ِف ُروا َوأ َ ْس َم ْعت ُ ُك ْم فَلَ ْم تَ ْس َمعُوا‬
‫ص ْحتُ لَ ُك ْم فَلَ ْم تَ ْقبَلُوا أَ‬ ‫َودَ َع ْوت ُ ُك ْم ِس ّرا ً َو َج ْهرا ً فَلَ ْم ت َ ْست َ ِجيبُوا َونَ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ْال ِح َك َم فَتَ ْن ِف ُرونَ ِم ْن َها‬ ‫ب أَتْلُو َ‬ ‫ع ِبيدٌ َكأ َ ْربَا ٍ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ش ُهودٌ َكغُيها ٍ‬ ‫ُ‬
‫علَى ِج َها ِد‬ ‫ع ْن َها َوأَ ُحث ُّ ُك ْم َ‬ ‫ظ ِة ْالبَا ِلغَ ِة فَتَتَفَ هرقُونَ َ‬ ‫ظ ُك ْم ِب ْال َم ْو ِع َ‬ ‫َوأ َ ِع ُ‬
‫آخ ِر قَ ْو ِلي َحتهى أَ َرا ُك ْم ُمتَفَ ِ ّر ِقينَ أَيَاد َ‬
‫ِي‬ ‫علَى ِ‬ ‫أ َ ْه ِل ْالبَ ْغي ِ فَ َما آتِي َ‬
‫عونَ َع ْن َم َوا ِع ِظ ُك ْم أُقَ ّ ِو ُم ُك ْم‬ ‫سبَا تَ ْر ِجعُونَ ِإلَى َم َجا ِل ِس ُك ْم َوتَتَخَادَ ُ‬ ‫َ‬
‫ع َجزَ ْال ُمقَ ّ ِو ُم‬ ‫ظ ْه ِر ْال َحنِيه ِة َ‬ ‫ع ِشيهةً َك َ‬ ‫ي َ‬ ‫غ ْد َوة ً َوت َ ْر ِجعُونَ ِإلَ ه‬ ‫ُ‬
‫عقُولُ ُه ْم‬ ‫ع ْن ُه ْم ُ‬ ‫شا ِهدَة ُ أَ ْبدَانُ ُه ْم ْالغَائِبَةُ َ‬ ‫ض َل ْال ُمقَ هو ُم أَيُّ َها ْالقَ ْو ُم ال ه‬ ‫َوأ َ ْع َ‬
‫احبُ ُك ْم يُ ِطي ُع ه‬
‫َّللاَ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْال ُم ْخت َ ِلفَةُ أ َ ْه َوا ُؤ ُه ْم ْال ُم ْبتَلَى ِب ِه ْم أ ُ َم َرا ُؤ ُه ْم َ‬
‫َّللاَ َو ُه ْم يُ ِطيعُونَهُ‬ ‫صي ه‬ ‫ش ِام يَ ْع ِ‬ ‫ب أَ ْه ِل ال ه‬ ‫اح ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫صونَهُ َو َ‬ ‫َوأ َ ْنت ُ ْم ت َ ْع ُ‬
‫َار ِبالدّ ِْر َه ِم‬ ‫ف الدِّين ِ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ارفَنِي ِب ُك ْم َ‬ ‫ص َ‬ ‫َّللاِ أ َ هن ُمعَا ِويَةَ َ‬ ‫لَ َو ِددْتُ َو ه‬
‫طانِي َر ُج ًال ِم ْن ُه ْم يَا أَ ْه َل ْال ُكوفَ ِة‬ ‫عش ََرة َ ِم ْن ُك ْم َوأ َ ْع َ‬ ‫فَأ َ َخذَ ِم ِنّي َ‬
‫ص ٌّم ذَ ُوو أَ ْس َماعٍ َوبُ ْك ٌم ذَ ُوو َك َال ٍم‬ ‫ث َواثْنَتَي ِْن ُ‬ ‫ُم ِنيتُ ِم ْن ُك ْم ِبثَ َال ٍ‬
‫ان ِثقَ ٍة‬ ‫اء َو َال ِإ ْخ َو ُ‬ ‫اللّقَ ِ‬
‫ق ِع ْندَ ِ‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫ار ِ‬ ‫ار َال أ َ ْح َر ُ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ي ذَ ُوو أَ ْب َ‬ ‫ع ْم ٌ‬ ‫َو ُ‬
‫عات ُ َها ُكله َما‬ ‫ع ْن َها ُر َ‬ ‫َاب َ‬ ‫اْل ِب ِل غ َ‬ ‫ت أَ ْيدِي ُك ْم يَا أَ ْشبَاهَ ْ ِ‬ ‫ِع ْندَ ْالبَ َال ِء ت َ ِربَ ْ‬
‫َّللاِ لَ َكأ َ ِنّي ِب ُك ْم فِي َما ِإخَالُ ُك ْم‬
‫ت ِم ْن آخ ََر َو ه‬ ‫ب تَفَ هرقَ ْ‬
‫ت ِم ْن َجانِ ٍ‬ ‫ُج ِمعَ ْ‬
‫ع ِن اب ِْن أ َ ِبي‬ ‫اب قَ ِد ا ْنفَ َر ْجت ُ ْم َ‬ ‫ض َر ُ‬‫ي ال ِ ّ‬ ‫س ْال َوغَى َو َح ِم َ‬ ‫أ َ ْن لَ ْو َح ِم َ‬
‫ب ا ْن ِف َرا َج ْال َم ْرأَةِ َ‬
‫ع ْن قُبُ ِل َها َو ِإ ِنّي لَعَلَى بَ ِيّنَ ٍة ِم ْن َر ِبّي‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫َ‬
‫طهُ لَ ْقطاً‪.‬‬‫ح أَ ْلقُ ُ‬
‫اض ِ‬ ‫ق ْال َو ِ‬ ‫اج ِم ْن نَ ِب ِيّي َو ِإ ِنّي لَعَلَى ه‬
‫الط ِري ِ‬ ‫َو ِم ْن َه ٍ‬

‫أصحابُرسولُّللاُ‬
‫ت نَ ِب ِيّ ُك ْم فَ ْالزَ ُموا َ‬
‫س ْمت َ ُه ْم َوات ه ِبعُوا أَثَ َر ُه ْم فَلَ ْن‬ ‫ظ ُروا أ َ ْه َل بَ ْي ِ‬ ‫ا ْن ُ‬
‫يُ ْخ ِر ُجو ُك ْم ِم ْن ُهدًى َولَ ْن يُ ِعيدُو ُك ْم ِفي َردًى فَإِ ْن لَبَدُوا فَ ْالبُدُوا‬
‫ضلُّوا َو َال تَتَأ َ هخ ُروا َ‬
‫ع ْن ُه ْم‬ ‫ضوا َو َال ت َ ْس ِبقُو ُه ْم فَتَ ِ‬ ‫ضوا فَا ْن َه ُ‬ ‫َو ِإ ْن نَ َه ُ‬
‫اب ُم َح هم ٍد صلى هللا عليه وآلهُفَ َما أ َ َرى‬ ‫ص َح َ‬ ‫فَت َ ْه ِل ُكوا لَقَ ْد َرأَيْتُ أ َ ْ‬
‫غبْرا ً َوقَ ْد بَاتُوا‬ ‫ش ْعثا ً ُ‬ ‫ص ِب ُحونَ ُ‬ ‫أ َ َحدا ً يُ ْش ِب ُه ُه ْم ِم ْن ُك ْم لَقَ ْد َكانُوا يُ ْ‬
‫علَى‬ ‫س هجدا ً َوقِيَاما ً يُ َرا ِو ُحونَ بَيْنَ ِجبَا ِه ِه ْم َو ُخدُو ِد ِه ْم َويَ ِقفُونَ َ‬ ‫ُ‬
‫ب ْال ِم ْعزَ ى ِم ْن‬ ‫ِمثْ ِل ْال َج ْم ِر ِم ْن ِذ ْك ِر َمعَا ِد ِه ْم َكأ َ هن بَيْنَ أَ ْعيُنِ ِه ْم ُر َك َ‬
‫ت أَ ْعيُنُ ُه ْم َحتهى تَبُ هل ُجيُوبَ ُه ْم‬ ‫س ُجو ِد ِه ْم ِإذَا ذُ ِك َر ه‬
‫َّللاُ َه َملَ ْ‬ ‫طو ِل ُ‬ ‫ُ‬
‫ف خ َْوفا ً ِمنَ ْال ِعقَا ِ‬
‫ب‬ ‫اص ِ‬ ‫يح ْالعَ ِ‬ ‫الر ِ‬‫ش َج ُر يَ ْو َم ِ ّ‬ ‫َو َمادُوا َك َما يَ ِميدُ ال ه‬
‫ب‪.‬‬ ‫َو َر َجا ًء ِللث ه َوا ِ‬
‫]‪[98‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيشيرُفيهُإلىُظلمُبنيُأمية‬

‫ع ْقدا ً‬ ‫ّلِل ُم َح هرما ً ِإ هال ا ْست َ َحلُّوهُ َو َال َ‬ ‫عوا ِ ه ِ‬ ‫َّللاِ َال يَزَ الُونَ َحتهى َال يَدَ ُ‬ ‫َو ه‬
‫ظ ْل ُم ُه ْم‬
‫ِإ هال َحلُّوهُ َو َحتهى َال يَ ْبقَى بَيْتُ َمدَ ٍر َو َال َوبَ ٍر ِإ هال دَ َخلَهُ ُ‬
‫ان بَاكٍ يَ ْب ِكي‬ ‫ان يَ ْب ِكيَ ِ‬ ‫وم ْالبَا ِكيَ ِ‬ ‫سو ُء َر ْعيِ ِه ْم َو َحتهى يَقُ َ‬ ‫َونَبَا بِ ِه ُ‬
‫ص َرة ُ أَ َح ِد ُك ْم ِم ْن أَ َح ِد ِه ْم‬ ‫ِلدِي ِن ِه َوبَاكٍ يَ ْب ِكي ِلدُ ْنيَاهُ َو َحتهى ت َ ُكونَ نُ ْ‬
‫َاب ا ْغتَابَهُ َو َحتهى‬ ‫عهُ َو ِإذَا غ َ‬ ‫طا َ‬ ‫ش ِهدَ أَ َ‬ ‫ص َر ِة ْالعَ ْب ِد ِم ْن َ‬
‫س ِيّ ِد ِه ِإذَا َ‬ ‫َكنُ ْ‬
‫ظنّا ً فَإِ ْن أَتَا ُك ُم ه‬
‫َّللاُ ِبعَا ِفيَ ٍة‬ ‫اّلِلِ َ‬
‫سنُ ُك ْم ِب ه‬‫عنَا ًء أ َ ْح َ‬
‫ظ َم ُك ْم ِفي َها َ‬ ‫يَ ُكونَ أ َ ْع َ‬
‫ص ِب ُروا فَإِ هن ْالعَاقِبَةَ ِل ْل ُمت ه ِقينَ ‪.‬‬ ‫فَا ْقبَلُوا َو ِإ ِن ا ْبت ُ ِليت ُ ْم فَا ْ‬
‫]‪[99‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالتزهيدُمنُالدنيا‬

‫ون َونَ ْسأَلُهُ‬ ‫علَى َما يَ ُك ُ‬ ‫علَى َما َكانَ َونَ ْست َ ِعينُهُ ِم ْن أَ ْم ِرنَا َ‬ ‫ن َْح َمدُهُ َ‬
‫ان ِعبَادَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ان َك َما نَ ْسأَلُهُ ْال ُمعَافَاة َ فِي ْاْل َ ْبدَ ِ‬ ‫ْال ُمعَافَاة َ فِي ْاْل َ ْديَ ِ‬
‫ار َك ِة لَ ُك ْم َو ِإ ْن لَ ْم ت ُ ِحبُّوا ت َ ْر َك َها‬ ‫ض ِل َه ِذ ِه الدُّ ْنيَا الت ه ِ‬ ‫الر ْف ِ‬ ‫وصي ُك ْم بِ ه‬ ‫أُ ِ‬
‫ام ُك ْم َو ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُ ِحبُّونَ تَ ْجدِيدَ َها فَإِنه َما َمثَلُ ُك ْم‬ ‫س ِ‬ ‫َو ْال ُم ْب ِليَ ِة ِْل َ ْج َ‬
‫علَما ً فَ َكأَنه ُه ْم‬ ‫طعُوهُ َوأَ ُّموا َ‬ ‫يال فَ َكأَنه ُه ْم قَ ْد قَ َ‬‫س ِب ً‬
‫سلَ ُكوا َ‬ ‫س ْف ٍر َ‬ ‫َو َمثَلُ َها َك َ‬
‫ي ِإلَ ْي َها َحتهى‬ ‫سى ْال ُم ْج ِري ِإلَى ْالغَايَ ِة أَ ْن يَ ْج ِر َ‬ ‫قَ ْد بَلَغُوهُ َو َك ْم َع َ‬
‫ب‬‫طا ِل ٌ‬ ‫سى أ َ ْن يَ ُكونَ بَقَا ُء َم ْن لَهُ يَ ْو ٌم َال يَ ْعدُوهُ َو َ‬ ‫ع َ‬‫يَ ْبلُغَ َها َو َما َ‬
‫ارقَ َها َر ْغما ً‬ ‫ت يَ ْحدُوهُ َو ُم ْز ِع ٌج فِي الدُّ ْنيَا َحتهى يُفَ ِ‬ ‫يث ِمنَ ْال َم ْو ِ‬ ‫َحثِ ٌ‬
‫يم َها‬ ‫سوا فِي ِع ِ ّز الدُّ ْنيَا َوفَ ْخ ِر َها َو َال ت َ ْع َجبُوا ِب ِزينَتِ َها َونَ ِع ِ‬ ‫فَ َال تَنَافَ ُ‬
‫ض هرائِ َها َوبُؤْ ِس َها فَإِ هن ِع هز َها َوفَ ْخ َر َها ِإلَى‬ ‫عوا ِم ْن َ‬ ‫َو َال ت َ ْجزَ ُ‬
‫س َها‬ ‫ض هرا َء َها َوبُؤْ َ‬ ‫طاعٍ َو ِإ هن ِزينَت َ َها َونَ ِعي َم َها ِإلَى زَ َوا ٍل َو َ‬ ‫ا ْن ِق َ‬
‫ي ٍ فِي َها ِإلَى فَنَاءٍ أَ‬ ‫ِإلَى نَفَا ٍد َو ُك ُّل ُمدهةٍ فِي َها ِإلَى ا ْنتِ َهاءٍ َو ُك ُّل َح ّ‬
‫اضينَ‬ ‫ار ْاْل َ هو ِلينَ ُم ْزدَ َج ٌر َوفِي آبَائِ ُك ُم ْال َم ِ‬ ‫ْس لَ ُك ْم فِي آثَ ِ‬ ‫َولَي َ‬
‫اضينَ ِم ْن ُك ْم‬ ‫ْص َرة ٌ َو ُم ْعتَبَ ٌر ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع ِقلُونَ أَ َولَ ْم تَ َر ْوا ِإلَى ْال َم ِ‬ ‫تَب ِ‬
‫ف ْالبَا ِقينَ َال يَ ْبقَ ْونَ أ َ َولَ ْست ُ ْم تَ َر ْونَ أ َ ْه َل‬ ‫َال يَ ْر ِجعُونَ َو ِإلَى ْال َخلَ ِ‬
‫ت يُ ْب َكى َوآخ َُر‬ ‫شتهى فَ َم ِيّ ٌ‬ ‫علَى أَ ْح َوا ٍل َ‬ ‫سونَ َ‬ ‫ص ِب ُحونَ َويُ ْم ُ‬ ‫الدُّ ْنيَا يُ ْ‬
‫ب‬ ‫طا ِل ٌ‬ ‫عائِدٌ يَعُودُ َوآخ َُر ِبنَ ْف ِس ِه يَ ُجودُ َو َ‬ ‫ص ِري ٌع ُم ْبتَلًى َو َ‬ ‫يُعَ هزى َو َ‬
‫علَى أَث َ ِر‬ ‫ع ْنهُ َو َ‬ ‫ْس ِب َم ْغفُو ٍل َ‬ ‫طلُبُهُ َوغَافِ ٌل َولَي َ‬ ‫ِللدُّ ْنيَا َو ْال َم ْوتُ َي ْ‬
‫ص‬‫ت َو ُمنَ ِغّ َ‬ ‫ضي ْالبَاقِي أَ َال فَا ْذ ُك ُروا َهاذ َِم اللهذها ِ‬ ‫اضي َما يَ ْم ِ‬ ‫ْال َم ِ‬
‫س َاو َرةِ ِل َْل َ ْع َما ِل ْالقَ ِبي َح ِة‬ ‫ت ِع ْندَ ْال ُم َ‬ ‫اط َع ْاْل ُ ْمنِيَا ِ‬ ‫ت َوقَ ِ‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫ال ه‬
‫صى ِم ْن أ َ ْعدَا ِد‬
‫ب َح ِقّ ِه َو َما َال يُ ْح َ‬
‫اج ِ‬ ‫علَى أَدَ ِ‬
‫اء َو ِ‬ ‫َوا ْست َ ِعينُوا ه‬
‫َّللاَ َ‬
‫سانِ ِه ‪.‬‬
‫نِعَ ِم ِه َو ِإ ْح َ‬
‫]‪[100‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُرسولُّللاُوُأهلُبيته‬

‫ضلَهُ َو ْالبَا ِس ِط فِي ِه ْم ِب ْال ُجو ِد يَدَهُ‬ ‫ق فَ ْ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ النها ِش ِر فِي ْالخ َْل ِ‬
‫عايَ ِة ُحقُوقِ ِه َونَ ْش َهدُ أ َ ْن‬ ‫علَى ِر َ‬ ‫ور ِه َونَ ْست َ ِعينُهُ َ‬ ‫يع أ ُ ُم ِ‬
‫ن َْح َمدُهُ فِي َج ِم ِ‬
‫صادِعا ً‬ ‫سلَهُ بِأ َ ْم ِر ِه َ‬ ‫سولُهُ أَ ْر َ‬ ‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬ ‫غي ُْرهُ َوأ َ هن ُم َح همدا ً َ‬ ‫َال ِإلَهَ َ‬
‫ف ِفينَا َرايَةَ ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫ضى َر ِشيدا ً َوخَله َ‬ ‫َاطقا ً فَأَدهى أ َ ِمينا ً َو َم َ‬ ‫َو ِب ِذ ْك ِر ِه ن ِ‬
‫ع ْن َها زَ هَقَ َو َم ْن لَ ِز َم َها لَ ِحقَ دَ ِليلُ َها‬ ‫ف َ‬ ‫َم ْن تَقَده َم َها َم َرقَ َو َم ْن تَخَله َ‬
‫ام فَإِذَا أ َ ْنت ُ ْم أَلَ ْنت ُ ْم لَهُ ِرقَابَ ُك ْم‬‫س ِري ٌع ِإذَا قَ َ‬ ‫يث ْال َك َال ِم بَ ِطي ُء ْال ِقيَ ِام َ‬ ‫َم ِك ُ‬
‫ب ِب ِه فَلَ ِبثْت ُ ْم بَ ْعدَهُ َما‬ ‫صا ِب ِع ُك ْم َجا َءهُ ْال َم ْوتُ فَذَ َه َ‬ ‫َوأَش َْرت ُ ْم ِإلَ ْي ِه ِبأ َ َ‬
‫ض ُّم نَ ْش َر ُك ْم فَ َال‬‫َّللاُ لَ ُك ْم َم ْن يَ ْج َمعُ ُك ْم َويَ ُ‬ ‫ط ِل َع ه‬ ‫َّللاُ َحتهى يُ ْ‬ ‫شَا َء ه‬
‫سى‬ ‫ع َ‬ ‫سوا ِم ْن ُم ْد ِب ٍر فَإِ هن ْال ُم ْد ِب َر َ‬ ‫غي ِْر ُم ْق ِب ٍل َو َال تَ ْيأ َ ُ‬
‫ط َمعُوا فِي َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ت ْاْل ُ ْخ َرى فَت َ ْر ِجعَا َحتهى تَثْبُتَا‬ ‫أ َ ْن ت َ ِز هل ِب ِه ِإ ْحدَى قَائِ َمتَ ْي ِه َوتَثْبُ َ‬
‫َج ِميعا ً أ َ َال ِإ هن َمث َ َل آ ِل ُم َح هم ٍد صلى هللا عليه وآله َك َمث َ ِل نُ ُج ِ‬
‫وم‬
‫َّللاِ فِي ُك ُم‬‫ت ِمنَ ه‬ ‫طلَ َع ن َْج ٌم فَ َكأَنه ُك ْم قَ ْد تَ َكا َملَ ْ‬ ‫اء ِإذَا خ ََوى ن َْج ٌم َ‬ ‫س َم ِ‬‫ال ه‬
‫صنَائِ ُع َوأ َ َرا ُك ْم َما ُك ْنت ُ ْم تَأ ْ ُملُونَ ‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫]‪[101‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫وهيُإحدىُالخطبُالمشتملةُعلىُالمَلحم‬

‫آخ ٍر َو ِبأ َ هو ِليه ِت ِه‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْاْل َ هو ِل قَ ْب َل ُك ِّل أَ هو ٍل َو ْاآل ِخ ِر بَ ْعدَ ُك ِّل ِ‬
‫آخ َر لَهُ َوأَ ْش َهدُ أ َ ْن َال‬ ‫ب أ َ ْن َال ِ‬ ‫آخ ِريه ِت ِه َو َج َ‬ ‫ب أ َ ْن َال أَ هو َل لَهُ َو ِب ِ‬ ‫َو َج َ‬
‫سانَ أَيُّ َها‬ ‫اللّ َ‬
‫ب ِ‬ ‫اْلع َْالنَ َو ْالقَ ْل ُ‬ ‫س ُِّر ْ ِ‬ ‫ش َهادَة ً يُ َوا ِف ُق ِفي َها ال ّ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ِإلَهَ ِإ هال ه‬
‫صيَانِي َو َال تَت َ َرا َم ْوا‬ ‫اس ال يَ ْج ِر َمنه ُك ْم ِشقاقِي َو َال يَ ْست َ ْه ِويَنه ُك ْم ِع ْ‬ ‫النه ُ‬
‫س َمةَ‬ ‫ار ِع ْندَ َما تَ ْس َمعُونَهُ ِم ِنّي فَ َوالهذِي فَلَقَ ْال َحبهةَ َوبَ َرأ َ النه َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِب ْاْل َ ْب َ‬
‫ب‬‫ي ِ صلى هللا عليه وآله َما َكذَ َ‬ ‫ي ِ ْاْل ُ ِ ّم ّ‬
‫ع ِن النه ِب ّ‬ ‫ِإ هن الهذِي أُنَ ِبّئ ُ ُك ْم ِب ِه َ‬
‫ش ِام‬ ‫ض ِلّي ٍل قَ ْد نَعَقَ ِبال ه‬ ‫ظ ُر ِإلَى ِ‬ ‫ام ُع لَ َكأ َ ِنّي أَ ْن ُ‬‫س ِ‬ ‫ْال ُمبَ ِلّ ُغ َو َال َج ِه َل ال ه‬
‫ت فَا ِغ َرتُهُ‬ ‫احي ُكوفَانَ فَإِذَا فَغ ََر ْ‬ ‫ض َو ِ‬ ‫ص ِب َرايَاتِ ِه فِي َ‬ ‫َوفَ َح َ‬
‫ت ْال ِفتْنَةُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ع ه‬ ‫طأَتُهُ َ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫ت فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ش ِكي َمتُهُ َوثَقُلَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫َوا ْشتَده ْ‬
‫اج َها َوبَدَا ِمنَ ْاْلَي ِهام‬ ‫ب بِأ َ ْم َو ِ‬ ‫ت ْال َح ْر ُ‬ ‫أ َ ْبنَا َء َها بِأ َ ْنيَابِ َها َو َما َج ِ‬
‫علَى يَ ْن ِع ِه‬ ‫ام َ‬ ‫عهُ َوقَ َ‬ ‫ُكلُو ُح َها َو ِمنَ الله َيا ِلي ُكدُو ُح َها فَإِذَا أ َ ْينَ َع زَ ْر ُ‬
‫ضلَ ِة‬ ‫ت َرايَاتُ ْال ِفتَ ِن ْال ُم ْع ِ‬ ‫ع ِقدَ ْ‬ ‫ت بَ َو ِارقُهُ ُ‬ ‫شقَا ِشقُهُ َوبَ َرقَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫َو َهدَ َر ْ‬
‫ظ ِل ِم َو ْالبَ ْح ِر ْال ُم ْلتَ ِط ِم َهذَا َو َك ْم يَ ْخ ِر ُق ْال ُكوفَةَ‬ ‫َوأ َ ْقبَ ْلنَ َكالله ْي ِل ْال ُم ْ‬
‫ون‬‫ف ْالقُ ُر ُ‬ ‫ع ْن قَ ِلي ٍل ت َ ْلتَ ُّ‬
‫اصفٍ َو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫علَ ْي َها ِم ْن َ‬ ‫اصفٍ َويَ ُم ُّر َ‬ ‫ِم ْن قَ ِ‬
‫صودُ ‪.‬‬ ‫ط ُم ْال َم ْح ُ‬ ‫صدُ ْالقَائِ ُم َويُ ْح َ‬ ‫ون َويُ ْح َ‬ ‫ِب ْالقُ ُر ِ‬
‫]‪[102‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫تجريُهذاُالمجرىُوُفيهاُذكرُيومُالقيامةُوُأحوالُالناسُالمقبلة‬

‫يومُالقيامة‬
‫ب‬
‫سا ِ‬ ‫اش ْال ِح َ‬ ‫َّللاُ فِي ِه ْاْل َ هو ِلينَ َو ْاآل ِخ ِرينَ ِلنِقَ ِ‬
‫َوذَ ِل َك يَ ْو ٌم يَ ْج َم ُع ه‬
‫ت ِب ِه ُم‬ ‫ضوعا ً قِيَاما ً قَ ْد أَ ْل َج َم ُه ُم ْالعَ َر ُق َو َر َجفَ ْ‬ ‫اء ْاْل َ ْع َما ِل ُخ ُ‬ ‫َو َجزَ ِ‬
‫سعاً‪.‬‬ ‫ضعا ً َو ِلنَ ْف ِس ِه ُمت ه َ‬ ‫ض فَأ َ ْح َ‬
‫سنُ ُه ْم َح ًاال َم ْن َو َجدَ ِلقَدَ َم ْي ِه َم ْو ِ‬ ‫ْاْل َ ْر ُ‬

‫حالُمقبلةُعلىُالناس‬
‫ظ ِل ِم َال تَقُو ُم لَ َها قَائِ َمةٌ َو َال ت ُ َردُّ لَ َها‬‫طع الله ْي ِل ْال ُم ْ‬
‫و منها ‪ِ :‬فت َ ٌن َك ِق َ ِ‬
‫َرايَةٌ تَأْتِي ُك ْم َم ْز ُمو َمةً َم ْر ُحولَةً يَ ْح ِف ُز َها قَائِدُ َها َويَ ْج َهدُ َها َرا ِكبُ َها‬
‫َّللاِ قَ ْو ٌم‬
‫سبِي ِل ه‬ ‫سلَبُ ُه ْم يُ َجا ِهدُ ُه ْم فِي َ‬ ‫أ َ ْهلُ َها قَ ْو ٌم َ‬
‫شدِيدٌ َكلَبُ ُه ْم قَ ِلي ٌل َ‬
‫اء‬
‫س َم ِ‬‫ض َم ْج ُهولُونَ َوفِي ال ه‬ ‫أَذِلهةٌ ِع ْندَ ْال ُمت َ َك ِبّ ِرينَ فِي ْاْل َ ْر ِ‬
‫ص َرة ُ ِع ْندَ ذَ ِل ِك ِم ْن َجي ٍْش ِم ْن نِقَ ِم ه‬
‫َّللاِ َال‬ ‫َم ْع ُروفُونَ فَ َو ْي ٌل لَ ِك يَا بَ ْ‬
‫وع‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ت ْاْل َ ْح َم ِر َو ْ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫سيُ ْبتَلَى أَ ْهلُ ِك ِب ْ‬
‫ال‬ ‫س َو َ‬ ‫َر َه َج لَهُ َو َال َح ه‬
‫ِ‬
‫ْاْل َ ْغبَ ِر ‪.‬‬
‫]‪[103‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالتزهيدُفيُالدنيا‬

‫صا ِدفِينَ‬‫الزا ِهدِينَ فِي َها ال ه‬ ‫ظ َر ه‬ ‫ظ ُروا ِإلَى الدُّ ْنيَا نَ َ‬ ‫اس ا ْن ُ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ف‬‫سا ِكنَ َوت َ ْف َج ُع ْال ُمتْ َر َ‬ ‫ي ال ه‬ ‫ع هما قَ ِلي ٍل ت ُ ِزي ُل الثها ِو َ‬ ‫ع ْن َها فَإِنه َها َو ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫َ‬
‫ت ِم ْن َها‬ ‫اآل ِمنَ َال يَ ْر ِج ُع َما تَ َولهى ِم ْن َها فَأ َ ْدبَ َر َو َال يُ ْد َرى َما ُه َو آ ٍ‬ ‫ْ‬
‫ال فِي َها ِإلَى‬ ‫الر َج ِ‬ ‫وب ِب ْال ُح ْز ِن َو َجلَدُ ِ ّ‬ ‫ش ٌ‬ ‫ور َها َم ُ‬ ‫س ُر ُ‬ ‫ظ َر ُ‬ ‫فَيُ ْنت َ َ‬
‫ف َو ْال َو ْه ِن فَ َال يَغُ هرنه ُك ْم َكثْ َرة ُ َما يُ ْع ِجبُ ُك ْم فِي َها ِل ِقله ِة َما‬ ‫ض ْع ِ‬‫ال ه‬
‫ص َر فَ َكأ َ هن‬ ‫َّللاُ ْام َرأ ً تَفَ هك َر فَا ْعتَبَ َر َوا ْعتَبَ َر فَأ َ ْب َ‬‫ص َحبُ ُك ْم ِم ْن َها َر ِح َم ه‬ ‫يَ ْ‬
‫ع ْن قَ ِلي ٍل لَ ْم يَ ُك ْن َو َكأ َ هن َما ُه َو َكائِ ٌن ِمنَ‬ ‫َما ُه َو َكائِ ٌن ِمنَ الدُّ ْنيَا َ‬
‫ت‬‫ض َو ُك ُّل ُمت َ َوقه ٍع آ ٍ‬ ‫ع هما قَ ِلي ٍل لَ ْم يَزَ ْل َو ُك ُّل َم ْعدُو ٍد ُم ْنقَ ٍ‬ ‫ْاآل ِخ َر ِة َ‬
‫ان ‪.‬‬ ‫يب دَ ٍ‬ ‫ت قَ ِر ٌ‬ ‫َو ُك ُّل آ ٍ‬

‫صفةُالعالم‬
‫ف قَ ْد َرهُ َو َكفَى ِب ْال َم ْر ِء َج ْه ًال أ َ هال يَ ْع ِر َ‬
‫ف‬ ‫و منها‪ْ :‬العَا ِل ُم َم ْن َ‬
‫ع َر َ‬
‫َّللاِ تَعَالَى لَعَبْدا ً َو َكلَهُ ه‬
‫َّللاُ ِإلَى‬ ‫الر َجا ِل ِإلَى ه‬ ‫َض ِ ّ‬ ‫قَ ْد َرهُ َو ِإ هن ِم ْن أ َ ْبغ ِ‬
‫ي ِإلَى‬ ‫سا ِئرا ً ِبغَي ِْر دَ ِلي ٍل ِإ ْن دُ ِع َ‬
‫س ِبي ِل َ‬‫ص ِد ال ه‬ ‫ع ْن قَ ْ‬ ‫نَ ْف ِس ِه َجائِرا ً َ‬
‫ث ْاآل ِخ َرةِ َك ِس َل َكأ َ هن َما‬ ‫ي ِإلَى َح ْر ِ‬ ‫ع ِم َل َو ِإ ْن دُ ِع َ‬ ‫ث الدُّ ْنيَا َ‬
‫َح ْر ِ‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬‫ط َ‬‫ساقِ ٌ‬ ‫علَ ْي ِه َو َكأ َ هن َما َونَى فِي ِه َ‬ ‫ب َ‬ ‫اج ٌ‬‫ع ِم َل لَهُ َو ِ‬ ‫َ‬

‫آخرُالزمان‬
‫ش ِهدَ‬‫ان َال يَ ْن ُجو فِي ِه ِإ هال ُك ُّل ُمؤْ ِم ٍن نُ َو َم ٍة ِإ ْن َ‬ ‫و منها ‪َ :‬وذَ ِل َك زَ َم ٌ‬
‫صا ِبي ُح ْال ُهدَى َوأَع َْال ُم‬ ‫َاب لَ ْم يُ ْفتَقَ ْد أُولَ ِئ َك َم َ‬
‫ف َو ِإ ْن غ َ‬ ‫لَ ْم يُ ْع َر ْ‬
‫يع ْالبُذُ ِر أُولَئِ َك يَ ْفت َ ُح ه‬
‫َّللاُ لَ ُه ْم‬ ‫ْ‬
‫يح َو َال ال َمذَا ِي ِ‬ ‫سا ِي ِ‬ ‫سوا ِب ْال َم َ‬ ‫س َرى لَ ْي ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫سيَأْتِي‬ ‫اس َ‬ ‫ض هرا َء نِ ْق َمتِ ِه‪ .‬أَيُّ َها النه ُ‬ ‫ع ْن ُه ْم َ‬ ‫ِف َ‬ ‫اب َر ْح َمتِ ِه َويَ ْكش ُ‬ ‫أَب َْو َ‬
‫اْلنَا ُء ِب َما فِي ِه أَيُّ َها النه ُ‬
‫اس‬ ‫اْل ْس َال ُم َك َما يُ ْكفَأ ُ ْ ِ‬
‫ان يُ ْكفَأ ُ فِي ِه ْ ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم زَ َم ٌ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َولَ ْم يُ ِع ْذ ُك ْم ِم ْن أَ ْن يَ ْبت َ ِليَ ُك ْم‬
‫ور َ‬ ‫عاذَ ُك ْم ِم ْن أ َ ْن يَ ُج َ‬ ‫َّللاَ قَ ْد أ َ َ‬
‫ِإ هن ه‬
‫ت َو ِإ ْن ُكنها لَ ُم ْبتَ ِلينَ ‪.‬‬ ‫َوقَ ْد قَا َل َج هل ِم ْن قَا ِئ ٍل ِإ هن ِفي ذ ِل َك َآليا ٍ‬

‫قال السيد الشريف الرضي ‪ :‬أما قوله ( عليه السالم ) كل مؤمن نومة فإنما أراد‬
‫به الخامل الذكر القليل الشر و المساييح جمع مسياح و هو الذي يسيح بين الناس‬
‫بالفساد و النمائم و المذاييع جمع مذياع و هو الذي إذا سمع لغيره بفاحشة أذاعها و‬
‫نوه بها و البذر جمع بذور و هو الذي يكثر سفهه و يلغو منطقه ‪.‬‬
‫]‪[104‬‬
‫وُمنُخطبهُلهُعليهُالسَلم‬

‫ْس‬‫ث ُم َح همداً صلى هللا عليه وآله َولَي َ‬ ‫س ْب َحانَهُ بَعَ َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫ب يَ ْق َرأ ُ ِكتَابا ً َو َال يَده ِعي نُبُ هوة ً َو َال َو ْحيا ً فَقَاتَ َل بِ َم ْن‬ ‫أَ َحدٌ ِمنَ ْالعَ َر ِ‬
‫عةَ أ َ ْن‬ ‫سا َ‬ ‫سوقُ ُه ْم ِإلَى َم ْن َجاتِ ِه ْم َويُبَاد ُِر ِب ِه ُم ال ه‬ ‫صاهُ يَ ُ‬‫ع َ‬ ‫عهُ َم ْن َ‬‫طا َ‬ ‫أَ َ‬
‫علَ ْي ِه َحتهى يُ ْل ِحقَهُ‬ ‫ف ْال َكس ُ‬
‫ِير فَيُ ِقي ُم َ‬ ‫ِير َويَ ِق ُ‬ ‫ت َ ْن ِز َل ِب ِه ْم يَ ْحس ُِر ْال َحس ُ‬
‫غَايَتَهُ ِإ هال َها ِلكا ً َال َخي َْر فِي ِه َحتهى أَ َرا ُه ْم َم ْن َجاتَ ُه ْم َوبَ هوأَ ُه ْم َم َحلهت َ ُه ْم‬
‫َّللاِ لَقَ ْد ُك ْنتُ ِم ْن‬
‫ت قَنَات ُ ُه ْم َوا ْي ُم ه‬
‫ت َر َحا ُه ْم َوا ْستَقَا َم ْ‬ ‫ار ْ‬‫فَا ْستَدَ َ‬
‫ضعُ ْفتُ‬ ‫ت فِي قِيَا ِد َها َما َ‬ ‫سق َ ْ‬
‫ير َها َوا ْست َ ْو َ‬ ‫ت ِب َحذَافِ ِ‬ ‫ساقَتِ َها َحتهى ت َ َوله ْ‬‫َ‬
‫اط َل َحتهى‬ ‫َّللاِ َْل َ ْبقُ َر هن ْالبَ ِ‬
‫َو َال َجبُ ْنتُ َو َال ُخ ْنتُ َو َال َو َه ْنتُ َوا ْي ُم ه‬
‫أ ُ ْخ ِر َج ْال َح هق ِم ْن خ ِ‬
‫َاص َر ِت ِه ‪.‬‬

‫قال السيد الشريف الرضي ‪ :‬و قد تقدم مختار هذه الخطبة إال أنني وجدتها في هذه‬
‫الرواية على خالف ما سبق من زيادة و نقصان فأوجبت الحال إثباتها ثانية ‪.‬‬
‫]‪[105‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‪ُ:‬فيُبعضُصفاتُالرسولُالكريمُوُتهديدُبنيُأميةُ‬
‫وُعظةُالناس‬

‫الرسولُالكريم‬

‫ش ِهيدا ً َوبَشِيرا ً َونَذِيرا ً‬


‫َّللاُ ُم َح همداً صلى هللا عليه وآله َ‬ ‫ث ه‬ ‫َحتهى بَعَ َ‬
‫َخي َْر ْالبَ ِريه ِة ِط ْف ًال َوأ َ ْن َجبَ َها َك ْه ًال َوأَ ْ‬
‫ط َه َر ْال ُم َ‬
‫ط هه ِرينَ ِشي َمةً َوأ َ ْج َودَ‬
‫ط ِرينَ دِي َمةً‪.‬‬ ‫ْال ُم ْست َ ْم َ‬

‫بنوُأمية‬

‫ضاعِ أ َ ْخ َال ِف َها‬ ‫ت لَ ُك ُم الدُّ ْنيَا ِفي لَذه ِت َها َو َال ت َ َم هك ْنت ُ ْم ِم ْن َر َ‬ ‫احلَ ْولَ ْ‬
‫فَ َما ْ‬
‫ار‬
‫ص َ‬ ‫ضينُ َها قَ ْد َ‬ ‫صادَ ْفت ُ ُمو َها َجا ِئ ًال ِخ َ‬
‫طا ُم َها قَ ِلقا ً َو ِ‬ ‫ِإ هال ِم ْن بَ ْع ِد َما َ‬
‫غي َْر‬ ‫ضو ِد َو َح َاللُ َها بَ ِعيدا ً َ‬ ‫س ْد ِر ْال َم ْخ ُ‬ ‫َح َرا ُم َها ِع ْندَ أَ ْق َو ٍام ِب َم ْن ِزلَ ِة ال ِ ّ‬
‫َّللاِ ِظ ًّال َم ْمدُودا ً ِإلَى أ َ ْج ٍل َم ْعدُو ٍد‬ ‫صادَ ْفت ُ ُمو َها َو ه‬ ‫َم ْو ُجو ٍد َو َ‬
‫ع ْن ُك ْم‬ ‫طةٌ َوأَ ْيدِي ْالقَادَةِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ض لَ ُك ْم شَا ِغ َرة ٌ َوأَ ْيدِي ُك ْم فِي َها َم ْب ُ‬ ‫فَ ْاْل َ ْر ُ‬
‫ضةٌ أ َ َال‬ ‫ع ْن ُك ْم َم ْقبُو َ‬ ‫سيُوفُ ُه ْم َ‬ ‫طةٌ َو ُ‬ ‫سله َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُم َ‬
‫سيُوفُ ُك ْم َ‬ ‫َم ْكفُوفَةٌ َو ُ‬
‫طا ِلبا ً َو ِإ هن الثهائِ َر فِي ِد َمائِنَا‬ ‫ق َ‬ ‫َو ِإ هن ِل ُك ِّل دَ ٍم ثَائِرا ً َو ِل ُك ِّل َح ّ ٍ‬
‫ب‬ ‫طلَ َ‬ ‫َّللاُ الهذِي َال يُ ْع ِج ُزهُ َم ْن َ‬ ‫ق نَ ْف ِس ِه َو ُه َو ه‬ ‫َك ْال َحا ِك ِم فِي َح ّ ِ‬
‫ع هما قَ ِلي ٍل لَتَ ْع ِرفُنه َها‬ ‫اّلِلِ يَا بَنِي أ ُ َميهةَ َ‬ ‫ب فَأ ُ ْق ِس ُم بِ ه‬ ‫َو َال يَفُوتُهُ َم ْن َه َر َ‬
‫ار َما نَفَذَ‬ ‫ص ِ‬ ‫ص َر ْاْل َ ْب َ‬ ‫عد ّ ُِو ُك ْم أ َ َال ِإ هن أَ ْب َ‬ ‫غي ِْر ُك ْم َو ِفي دَ ِار َ‬ ‫ِفي أ َ ْيدِي َ‬
‫ير َوقَ ِبلَهُ ‪.‬‬ ‫عى الت ه ْذ ِك َ‬ ‫ط ْرفُهُ أَ َال ِإ هن أ َ ْس َم َع ْاْل َ ْس َماعِ َما َو َ‬ ‫ِفي ْال َخي ِْر َ‬

‫وعظُالناس‬
‫اح َوا ِعظٍ ُمته ِعظٍ ‪،‬‬ ‫صب َ ٍ‬ ‫ش ْعلَ ِة ِم ْ‬ ‫ص ِب ُحوا ِم ْن ُ‬ ‫اس ا ْست َ ْ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ت ِمنَ ْال َكدَ ِر‪ِ ،‬عبَادَ ه‬
‫َّللاِ َال‬ ‫عي ٍْن قَ ْد ُر ّ ِوقَ ْ‬ ‫ص ْف ِو َ‬ ‫َو ْامتَا ُحوا ِم ْن َ‬
‫از َل ِب َهذَا‬ ‫تَ ْر َكنُوا ِإلَى َج َهالَتِ ُك ْم ‪َ ،‬و َال تَ ْنقَادُوا ِْل َ ْه َوائِ ُك ْم ‪ ،‬فَإِ هن النه ِ‬
‫ظ ْه ِر ِه ِم ْن‬ ‫علَى َ‬ ‫الردَى َ‬ ‫ار ‪ ،‬يَ ْنقُ ُل ه‬ ‫شفَا ُج ُرفٍ َه ٍ‬ ‫ْال َم ْن ِز ِل ن ِ‬
‫َاز ٌل ِب َ‬
‫صقَ َما‬ ‫ض ٍع ِل َرأْي ٍ يُ ْح ِدثُهُ بَ ْعدَ َرأْي ٍ ‪ ،‬يُ ِريدُ أَ ْن يُ ْل ِ‬ ‫ض ٍع ِإلَى َم ْو ِ‬ ‫َم ْو ِ‬
‫َّللاَ أ َ ْن ت َ ْش ُكوا ِإلَى َم ْن‬ ‫اّلِلَ ه‬ ‫ب ‪ ،‬فَ ه‬ ‫ار ُ‬ ‫ب َما َال يَتَقَ َ‬ ‫ص ُق ‪َ ،‬ويُقَ ِ ّر َ‬ ‫َال يَ ْلت َ ِ‬
‫ْس‬‫ض بِ َرأْ ِي ِه َما قَ ْد أَب َْر َم لَ ُك ْم ‪ِ ،‬إنههُ لَي َ‬ ‫َال يُ ْش ِكي ش َْج َو ُك ْم ‪َ ،‬و َال يَ ْنقُ ُ‬
‫ظ ِة ‪،‬‬ ‫غ فِي ْال َم ْو ِع َ‬ ‫اْلب َْال ُ‬‫اْل َم ِام ِإ هال َما ُح ِ ّم َل ِم ْن أ َ ْم ِر َر ِبّ ِه ‪ِ ْ :‬‬ ‫علَى ْ ِ‬ ‫َ‬
‫سنه ِة ‪َ ،‬و ِإقَا َمةُ ْال ُحدُو ِد َعلَى‬ ‫اْل ْحيَا ُء ِلل ُّ‬ ‫صي َح ِة ‪َ ،‬و ْ ِ‬ ‫َو ِاال ْج ِت َهادُ ِفي النه ِ‬
‫علَى أ َ ْه ِل َها ‪ ،‬فَبَاد ُِروا ْال ِع ْل َم ِم ْن‬ ‫ان َ‬ ‫س ْه َم ِ‬
‫ار ال ُّ‬ ‫صدَ ُ‬ ‫ُم ْست َ ِح ِقّي َها ‪َ ،‬وإِ ْ‬
‫ع ْن ُم ْستَث َ ِ‬
‫ار‬ ‫يح نَ ْبتِ ِه ‪َ ،‬و ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن ت ُ ْشغَلُوا ِبأ َ ْنفُ ِس ُك ْم َ‬ ‫ص ِو ِ‬‫قَ ْب ِل ت َ ْ‬
‫ع ْنهُ ‪ ،‬فَإِنه َما‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر َوتَنَا َه ْوا َ‬ ‫ْال ِع ْل ِم ِم ْن ِع ْن ِد أ َ ْه ِل ِه ‪َ ،‬وا ْن َه ْوا َ‬
‫أ ُ ِم ْرت ُ ْم ِبالنه ْهي ِ بَ ْعدَ التهنَا ِهي ‪.‬‬
‫]‪[106‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُيبينُفضلُاإلسَلمُوُيذكرُالرسولُالكريمُثمُ‬
‫يلومُأصحابه‬

‫دينُاإلسَلم‬

‫ع هز‬ ‫س هه َل ش ََرائِعَهُ ِل َم ْن َو َردَهُ َوأ َ َ‬ ‫اْل ْس َال َم فَ َ‬‫ع ِْ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي ش ََر َ‬
‫ع ِلقَهُ َو ِس ْلما ً ِل َم ْن دَ َخلَهُ‬ ‫علَى َم ْن غَالَبَهُ فَ َجعَلَهُ أ َ ْمنا ً ِل َم ْن َ‬ ‫أَ ْر َكانَهُ َ‬
‫ع ْنهُ َونُورا ً ِل َم ِن‬ ‫ص َم َ‬‫َوبُ ْر َهانا ً ِل َم ْن تَ َكله َم ِب ِه َوشَا ِهدا ً ِل َم ْن خَا َ‬
‫عقَ َل َولُبّا ً ِل َم ْن تَدَب َهر َوآيَةً ِل َم ْن ت َ َو ه‬
‫س َم‬ ‫ضا َء ِب ِه َوفَ ْهما ً ِل َم ْن َ‬ ‫ا ْست َ َ‬
‫صدهقَ َوثِقَةً‬ ‫ظ َونَ َجاة ً ِل َم ْن َ‬ ‫ْص َرة ً ِل َم ْن َعزَ َم َو ِعب َْرة ً ِل َم ِن اتهعَ َ‬ ‫َوتَب ِ‬
‫صبَ َر فَ ُه َو أَ ْبلَ ُج‬
‫ض َو ُجنهةً ِل َم ْن َ‬ ‫ِل َم ْن تَ َو هك َل َو َرا َحةً ِل َم ْن فَ هو َ‬
‫ضي ُء‬ ‫َار ُم ْش ِر ُق ْال َج َوا ِدّ ُم ِ‬ ‫ف ْال َمن ِ‬ ‫ج ُم ْش َر ُ‬ ‫ض ُح ا ْل َو َالئِ ِ‬
‫ج َوأَ ْو َ‬‫ْال َمنَا ِه ِ‬
‫س‬ ‫ام ُع ْال َح ْلبَ ِة ُمتَنَافِ ُ‬ ‫ار َرفِي ُع ْالغَايَ ِة َج ِ‬ ‫ض َم ِ‬‫يح َك ِري ُم ْال ِم ْ‬‫صا ِب ِ‬ ‫ْال َم َ‬
‫صا ِل َحاتُ َمن ُ‬
‫َارهُ‬ ‫ِيق ِم ْن َها ُجهُ َوال ه‬‫صد ُ‬ ‫ان الت ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫يف ْالفُ ْر َ‬‫س ْبقَ ِة ش َِر ُ‬‫ال ُّ‬
‫س ْبقَتُهُ ‪.‬‬ ‫ارهُ َو ْال ِقيَا َمةُ َح ْلبَتُهُ َو ْال َجنهةُ ُ‬ ‫ض َم ُ‬ ‫َو ْال َم ْوتُ غَايَتُهُ َوالدُّ ْنيَا ِم ْ‬

‫وُمنهاُفيُذكرُالنبيُصلىُهللاُعليهُوآله‬

‫علَما ً ِل َحا ِب ٍس فَ ُه َو أَ ِمينُ َك ْال َمأ ْ ُم ُ‬


‫ون‬ ‫َار َ‬ ‫َحتهى أ َ ْو َرى قَبَسا ً ِلقَا ِب ٍس َوأَن َ‬
‫ق َر ْح َمةً الله ُه هم‬ ‫سولُ َك ِب ْال َح ّ ِ‬‫ِين َوبَ ِعيث ُ َك نِ ْع َمةً َو َر ُ‬ ‫ش ِهيد َُك يَ ْو َم الدّ ِ‬ ‫َو َ‬
‫ض ِل َك‬‫ت ْال َخي ِْر ِم ْن فَ ْ‬ ‫ضعهفَا ِ‬ ‫اج ِز ِه ُم َ‬ ‫ع ْد ِل َك َو ْ‬ ‫سما ً ِم ْن َ‬ ‫ا ْق ِس ْم لَهُ َم ْق َ‬
‫ف‬ ‫َاء ْالبَا ِنينَ ِبنَا َءهُ َوأ َ ْك ِر ْم لَدَي َْك نُ ُزلَهُ َوش ِ َّر ْ‬
‫علَى ِبن ِ‬ ‫الله ُه هم أ َ ْع ِل َ‬
‫ش ْرنَا‬ ‫ضيلَةَ َو ْ‬
‫اح ُ‬ ‫سنَا َء َو ْالفَ ِ‬‫ْط ِه ال ه‬ ‫ِع ْندَ َك َم ْن ِزلَهُ َوآ ِت ِه ْال َو ِسيلَةَ َوأَع ِ‬
‫غي َْر خَزَ ايَا َو َال نَاد ِِمينَ َو َال نَا ِك ِبينَ َو َال نَا ِكثِينَ َو َال‬
‫فِي ُز ْم َرتِ ِه َ‬
‫ض ِلّينَ َو َال َم ْفتُونِينَ ‪.‬‬
‫ض ِالّينَ َو َال ُم ِ‬
‫َ‬
‫قال الشريف ‪ :‬و قد مضى هذا الكالم فيما تقدم إال أننا كررناه هاهنا لما في‬
‫الروايتين من االختالف ‪.‬‬

‫وُمنهاُفيُخطابُأصحابه‬

‫َّللاِ تَعَالَى لَ ُك ْم َم ْن ِزلَةً ت ُ ْك َر ُم ِب َها ِإ َما ُؤ ُك ْم‬ ‫َوقَ ْد بَلَ ْغت ُ ْم ِم ْن َك َرا َم ِة ه‬
‫علَ ْي ِه َو َال يَدَ‬ ‫ض َل لَ ُك ْم َ‬ ‫ظ ُم ُك ْم َم ْن َال فَ ْ‬ ‫يرانُ ُك ْم َويُعَ ِ ّ‬
‫ص ُل ِب َها ِج َ‬ ‫َوتُو َ‬
‫علَ ْي ِه ِإ ْم َرة ٌ‬ ‫ط َوة ً َو َال لَ ُك ْم َ‬ ‫س ْ‬ ‫َاف لَ ُك ْم َ‬ ‫لَ ُك ْم ِع ْندَهُ َويَ َهابُ ُك ْم َم ْن َال يَخ ُ‬
‫ض ِذ َم ِم‬ ‫ضبُونَ َوأَ ْنت ُ ْم ِلنَ ْق ِ‬ ‫ضةً فَ َال تَ ْغ َ‬ ‫َّللاِ َم ْنقُو َ‬‫ع ُهودَ ه‬ ‫َوقَ ْد ت َ َر ْونَ ُ‬
‫صد ُُر َو ِإلَ ْي ُك ْم‬ ‫ع ْن ُك ْم ت َ ْ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ت َ ِردُ َو َ‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫ور ه‬ ‫آبَا ِئ ُك ْم تَأْنَفُونَ َو َكان ْ‬
‫َت أ ُ ُم ُ‬
‫الظلَ َمةَ ِم ْن َم ْن ِزلَ ِت ُك ْم َوأ َ ْلقَ ْيت ُ ْم ِإلَ ْي ِه ْم أ َ ِز همت َ ُك ْم َوأ َ ْسلَ ْمت ُ ْم‬
‫تَ ْر ِج ُع فَ َم هك ْنت ُ ُم ه‬
‫ت‬‫ش َه َوا ِ‬ ‫ِيرونَ ِفي ال ه‬ ‫ت َويَس ُ‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫َّللاِ ِفي أ َ ْيدِي ِه ْم يَ ْع َملُونَ ِبال ُّ‬‫ور ه‬ ‫أ ُ ُم َ‬
‫َّللاُ ِلش ِ َّر يَ ْو ٍم لَ ُه ْم ‪.‬‬ ‫ب لَ َج َمعَ ُك ُم ه‬ ‫ت ُك ِّل َك ْو َك ٍ‬ ‫َّللاِ لَ ْو فَ هرقُو ُك ْم تَ ْح َ‬
‫َوا ْي ُم ه‬
‫]‪[107‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُبعضُأيامُصفين‬

‫وز ُك ُم ْال ُجفَاة ُ‬ ‫صفُوفِ ُك ْم تَ ُح ُ‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫َوقَ ْد َرأَيْتُ َج ْولَتَ ُك ْم َوا ْن ِحيَازَ ُك ْم َ‬


‫ف‬
‫ش َر ِ‬ ‫ب َويَآفِي ُخ ال ه‬ ‫امي ُم ْالعَ َر ِ‬ ‫ش ِام َوأَ ْنت ُ ْم لَ َه ِ‬‫اب أَ ْه ِل ال ه‬ ‫الطغَا ُم َوأَع َْر ُ‬ ‫ه‬
‫ص ْد ِري أَ ْن‬ ‫شفَى َو َحا ِو َح َ‬ ‫ظ ُم َولَقَ ْد َ‬ ‫ف ْال ُمقَده ُم َوال ه‬
‫سنَا ُم ْاْل َ ْع َ‬ ‫َو ْاْل َ ْن ُ‬
‫ع ْن َم َوا ِق ِف ِه ْم‬ ‫ازو ُك ْم َوت ُ ِزيلُونَ ُه ْم َ‬ ‫وزونَ ُه ْم َك َما َح ُ‬ ‫َرأ َ ْيت ُ ُك ْم ِبأَخ ََر ٍة ت َ ُح ُ‬
‫ب أ ُ ْو َال ُه ْم‬‫اح تَ ْر َك ُ‬
‫الر َم ِ‬ ‫صا ِل َوش َْجرا ً ِب ِ ّ‬ ‫سا ً ِبال ِنّ َ‬‫َك َما أَزَ الُو ُك ْم َح ّ‬
‫ع ْن‬ ‫اض َها َوتُذَادُ َ‬ ‫ع ْن ِحيَ ِ‬ ‫ط ُرودَ ِة ت ُ ْر َمى َ‬ ‫أ ُ ْخ َرا ُه ْم َك ْ ِ‬
‫اْل ِب ِل ْال ِه ِيم ْال َم ْ‬
‫َم َو ِار ِد َها ‪.‬‬
‫]‪[108‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوهيُمنُخطبُالمَلحم‬

‫ّللاُتعالى‬
‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْال ُمتَ َج ِلّي ِلخ َْل ِق ِه ِبخ َْل ِق ِه َو ه‬
‫الظا ِه ِر ِلقُلُو ِب ِه ْم ِب ُح هج ِت ِه َخلَقَ‬
‫يق ِإ هال ِبذَ ِوي‬ ‫الر ِويهاتُ َال ت َ ِل ُ‬‫ت ه‬ ‫غي ِْر َر ِويه ٍة ِإ ْذ َكانَ ِ‬ ‫ْالخ َْلقَ ِم ْن َ‬
‫ب‬ ‫اطنَ َ‬
‫غ ْي ِ‬ ‫ير ِفي نَ ْف ِس ِه خ ََرقَ ِع ْل ُمهُ بَ ِ‬ ‫ض ِم ٍ‬‫ْس ِبذِي َ‬ ‫ض َما ِئ ِر َولَي َ‬ ‫ال ه‬
‫ت‪.‬‬ ‫يرا ِ‬ ‫س ِر َ‬‫عقَائِ ِد ال ه‬
‫وض َ‬ ‫ط ِبغُ ُم ِ‬ ‫ت َوأَ َحا َ‬ ‫ست ُ َرا ِ‬ ‫ال ُّ‬

‫َوم ْن َهاُفيُذكْرُالنَّبيُصلىُهللاُعليهُوآله‬

‫اء َوذُ َؤابَ ِة ْالعَ ْليَ ِ‬


‫اء‬ ‫ضي َ ِ‬ ‫ش َج َرةِ ْاْل َ ْن ِبيَ ِ‬
‫اء َو ِم ْش َكاةِ ال ِ ّ‬ ‫ارهُ ِم ْن َ‬ ‫ْ‬
‫اخت َ َ‬
‫يع ْال ِح ْك َم ِة ‪.‬‬ ‫صا ِب ِ ُّ ْ‬ ‫س هرةِ ْالبَ ْ‬
‫يح الظل َم ِة َويَنَا ِب ِ‬ ‫اء َو َم َ‬ ‫ط َح ِ‬ ‫َو ُ‬

‫فتنةُبنيُأمية‬

‫ار ِب ِط ِبّ ِه قَ ْد أ َ ْح َك َم َم َرا ِه َمهُ َوأ َ ْح َمى َم َوا ِس َمهُ‬ ‫يب دَ هو ٌ‬‫ط ِب ٌ‬ ‫وُمنهاُ‪َ :‬‬
‫ص ٍ ّم َوأَ ْل ِسنَ ٍة‬ ‫ان ُ‬ ‫ع ْمي ٍ َوآذَ ٍ‬ ‫ب ُ‬ ‫ْث ْال َحا َجةُ ِإلَ ْي ِه ِم ْن قُلُو ٍ‬ ‫ض ُع ذَ ِل َك َحي ُ‬ ‫يَ َ‬
‫ضيئُوا‬ ‫اطنَ ْال َحي َْرةِ لَ ْم يَ ْستَ ِ‬ ‫اض َع ْالغَ ْفلَ ِة َو َم َو ِ‬ ‫بُ ْك ٍم ُمتَت َ ِبّ ٌع ِبدَ َوائِ ِه َم َو ِ‬
‫وم الثهاقِبَ ِة فَ ُه ْم فِي ذَ ِل َك‬ ‫اء ْال ِح ْك َم ِة َولَ ْم يَ ْقدَ ُحوا ِب ِزنَا ِد ْالعُلُ ِ‬ ‫ِبأَض َْو ِ‬
‫س َرائِ ُر ِْل َ ْه ِل‬ ‫ت ال ه‬ ‫ور ْالقَا ِسيَ ِة قَ ِد ا ْن َجابَ ِ‬ ‫ص ُخ ِ‬ ‫سائِ َم ِة َوال ُّ‬ ‫َك ْاْل َ ْنعَ ِام ال ه‬
‫ع ْن‬ ‫عةُ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ت ال ه‬‫ق ِلخَا ِب ِط َها َوأَ ْسفَ َر ِ‬ ‫ت َم َح هجةُ ْال َح ّ ِ‬ ‫ض َح ْ‬ ‫صائِ ِر َو َو َ‬ ‫ْالبَ َ‬
‫س ِم َها َما ِلي أَ َرا ُك ْم أ َ ْشبَاحا ً ِب َال‬ ‫ت ْالعَ َال َمةُ ِل ُمت َ َو ِ ّ‬‫ظ َه َر ِ‬ ‫َو ْج ِه َها َو َ‬
‫ح َوت ُ هجارا ً ِب َال‬‫ص َال ٍ‬‫ساكا ً ِب َال َ‬ ‫اح َونُ ه‬ ‫اح َوأ َ ْر َواحا ً ِب َال أ َ ْشبَ ٍ‬ ‫أ َ ْر َو ٍ‬
‫امعَةً‬ ‫س ِ‬ ‫ع ْميَا َء َو َ‬ ‫غيهبا ً َونَا ِظ َرة ً َ‬ ‫ش ُهودا ً ُ‬ ‫اح َوأ َ ْيقَاظا ً نُ هوما ً َو ُ‬ ‫أ َ ْربَ ٍ‬
‫ط ِب َها‬‫علَى قُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ض َال ٍل قَ ْد قَا َم ْ‬ ‫َاطقَةً بَ ْك َما َء َرايَةُ َ‬ ‫ص هما َء َون ِ‬ ‫َ‬
‫َار ٌج‬ ‫ط ُك ْم ِببَا ِع َها قَائِدُ َها خ ِ‬ ‫صا ِع َها َوتَ ْخ ِب ُ‬ ‫شعَ ِب َها ت َ ِكيلُ ُك ْم ِب َ‬ ‫ت ِب ُ‬ ‫َوتَفَ هرقَ ْ‬
‫ضله ِة فَ َال يَ ْبقَى يَ ْو َمئِ ٍذ ِم ْن ُك ْم ِإ هال ثُفَالَةٌ َكثُفَالَ ِة‬ ‫علَى ال ِ ّ‬ ‫ِمنَ ْال ِمله ِة قَائِ ٌم َ‬
‫س ُك ْم‬ ‫ِيم َوتَدُو ُ‬ ‫ع ْر َك ْاْلَد ِ‬ ‫ض ِة ْال ِع ْك ِم ت َ ْع ُر ُك ُك ْم َ‬ ‫ضةٌ َكنُفَا َ‬ ‫ْال ِق ْد ِر أ َ ْو نُفَا َ‬
‫الطي ِْر‬ ‫ص ه‬ ‫ص ْال ُمؤْ ِمنَ ِم ْن بَ ْينِ ُك ُم ا ْستِ ْخ َال َ‬ ‫صي ِد َوت َ ْست َ ْخ ِل ُ‬ ‫س ْال َح ِ‬ ‫دَ ْو َ‬
‫ب‬‫ب ِب ُك ُم ْال َمذَا ِه ُ‬ ‫ب أَيْنَ تَ ْذ َه ُ‬ ‫ْال َحبهةَ ْال َب ِطينَةَ ِم ْن بَ ْي ِن َه ِزي ِل ْال َح ّ ِ‬
‫ِب َو ِم ْن أَيْنَ تُؤْ ت َ ْونَ َوأَنهى‬ ‫ع ُك ُم ْال َك َواذ ُ‬ ‫ب َوت َ ْخدَ ُ‬ ‫َوت َ ِتيهُ ِب ُك ُم ْالغَيَا ِه ُ‬
‫اب فَا ْستَ ِمعُوا ِم ْن‬ ‫غ ْيبَ ٍة ِإيَ ٌ‬ ‫تاب َو ِل ُك ِّل َ‬ ‫ف ِل ُك ِّل أ َ َج ٍل ِك ٌ‬ ‫تُؤْ فَ ُكونَ َ‬
‫صد ُْق‬ ‫ف ِب ُك ْم َو ْليَ ْ‬ ‫ظوا ِإ ْن َهت َ َ‬ ‫ض ُروهُ قُلُوبَ ُك ْم َوا ْست َ ْي ِق ُ‬ ‫َربهانِ ِيّ ُك ْم َوأ َ ْح ِ‬
‫ض ْر ِذ ْهنَهُ فَلَقَ ْد فَلَقَ لَ ُك ُم ْاْل َ ْم َر فَ ْلقَ‬ ‫َرائِدٌ أ َ ْهلَهُ َو ْليَ ْج َم ْع ش َْملَهُ َو ْليُ ْح ِ‬
‫آخذَهُ‬ ‫اط ُل َم ِ‬ ‫ص ْمغَ ِة فَ ِع ْندَ ذَ ِل َك أَ َخذَ ْالبَ ِ‬ ‫ف ال ه‬ ‫ْالخ ََرزَ ةِ َوقَ َرفَهُ قَ ْر َ‬
‫صا َل‬ ‫ت الدها ِعيَةُ َو َ‬ ‫الطا ِغيَةُ َوقَله ِ‬ ‫ت ه‬ ‫ظ َم ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ب ْال َج ْه ُل َم َرا ِكبَهُ َو َ‬ ‫َو َر ِك َ‬
‫وم‬
‫ظ ٍ‬ ‫اط ِل بَ ْعدَ ُك ُ‬ ‫يق ْالبَ ِ‬ ‫ور َو َهدَ َر فَنِ ُ‬ ‫سبُ ِع ْالعَقُ ِ‬ ‫صيَا َل ال ه‬ ‫الده ْه ُر ِ‬
‫ِين َوت َ َحابُّوا‬ ‫علَى الدّ ِ‬ ‫ور َوت َ َها َج ُروا َ‬ ‫علَى ْالفُ ُج ِ‬ ‫اس َ‬ ‫َوت َ َواخَى النه ُ‬
‫ق فَإِذَا َكانَ ذَ ِل َك َكانَ ْال َولَدُ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫ضوا َعلَى ال ِ ّ‬ ‫غ ُ‬ ‫ب َوتَبَا َ‬ ‫علَى ْال َك ِذ ِ‬ ‫َ‬
‫غيْضا ً‬ ‫يض ْال ِك َرا ُم َ‬ ‫اللّئَا ُم فَيْضا ً َوت َ ِغ ُ‬ ‫يض ِ‬ ‫ط ُر قَيْظا ً َوت َ ِف ُ‬ ‫غيْظا ً َو ْال َم َ‬ ‫َ‬
‫طهُ أ ُ هك ًاال‬ ‫سا ُ‬ ‫س َال ِطينُهُ ِسبَاعا ً َوأ َ ْو َ‬ ‫ان ِذئَابا ً َو َ‬ ‫َو َكانَ أ َ ْه ُل ذَ ِل َك ه‬
‫الز َم ِ‬
‫ت ْال َم َودهة ُ‬ ‫ِب َوا ْست ُ ْع ِملَ ِ‬ ‫اض ْال َكذ ُ‬ ‫ص ْد ُق َوفَ َ‬ ‫َار ال ِ ّ‬ ‫َوفُقَ َرا ُؤهُ أ َ ْم َواتا ً َوغ َ‬
‫اف‬ ‫سبا ً َو ْالعَفَ ُ‬ ‫وق نَ َ‬‫س ُ‬ ‫ار ْالفُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ب َو َ‬ ‫اس ِب ْالقُلُو ِ‬ ‫ان َوتَشَا َج َر النه ُ‬ ‫س ِ‬ ‫اللّ َ‬
‫ِب ِ‬
‫ْس ْالفَ ْر ِو َم ْقلُوبا ً‬ ‫اْل ْس َال ُم لُب َ‬ ‫س ِْ‬ ‫ع َجبا ً َولُ ِب َ‬ ‫َ‬
‫]‪[109‬‬

‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُبيانُقدرةُّللاُوُانفرادهُبالعظمةُوُأمرُالبعث‬
‫قدرةُّللاُ‬

‫ير َو ِع ُّز ُك ِّل‬ ‫َيءٍ قَائِ ٌم ِب ِه ِغنَى ُك ِّل فَ ِق ٍ‬ ‫َيءٍ خَا ِش ٌع لَهُ َو ُك ُّل ش ْ‬ ‫ُك ُّل ش ْ‬
‫طقَهُ‬ ‫س ِم َع نُ ْ‬ ‫ع ُك ِّل َم ْل ُهوفٍ َم ْن تَ َكله َم َ‬ ‫ض ِعيفٍ َو َم ْفزَ ُ‬ ‫ذَ ِلي ٍل َوقُ هوة ُ ُك ِّل َ‬
‫ات فَإِلَ ْي ِه‬‫اش فَعَلَ ْي ِه ِر ْزقُهُ َو َم ْن َم َ‬ ‫ع َ‬ ‫ع ِل َم ِس هرهُ َو َم ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫س َك َ‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫اص ِفينَ ِم ْن‬ ‫ت قَ ْب َل ْال َو ِ‬ ‫ع ْن َك بَ ْل ُك ْن َ‬ ‫ون فَت ُ ْخ ِب َر َ‬‫ُم ْنقَلَبُهُ لَ ْم ت َ َر َك ْالعُيُ ُ‬
‫ش ٍة َو َال ا ْستَ ْع َم ْلتَ ُه ْم ِل َم ْنفَعَ ٍة َو َال يَ ْس ِبقُ َك‬ ‫ق ْالخ َْلقَ ِل َو ْح َ‬ ‫خ َْل ِق َك لَ ْم تَ ْخلُ ِ‬
‫اك‬
‫ص َ‬ ‫ع َ‬ ‫طان ََك َم ْن َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت َو َال يَ ْنقُ ُ‬ ‫ْت َو َال يُ ْف ِلت ُ َك َم ْن أَ َخ ْذ َ‬ ‫طلَب َ‬‫َم ْن َ‬
‫س ِخ َ‬
‫ط‬ ‫ع َك َو َال يَ ُردُّ أَ ْم َر َك َم ْن َ‬ ‫طا َ‬ ‫َو َال يَ ِزيدُ فِي ُم ْل ِك َك َم ْن أَ َ‬
‫ع ْن أَ ْم ِر َك ُك ُّل ِس ٍ ّر ِع ْندَ َك‬ ‫ع ْن َك َم ْن تَ َولهى َ‬ ‫ضا َء َك َو َال يَ ْست َ ْغنِي َ‬ ‫قَ َ‬
‫ت‬‫ت ْاْلَبَدُ فَ َال أَ َمدَ لَ َك َوأ َ ْن َ‬ ‫ش َهادَة ٌ أ َ ْن َ‬ ‫ب ِع ْندَ َك َ‬ ‫غ ْي ٍ‬ ‫ع َالنِيَةٌ َو ُك ُّل َ‬ ‫َ‬
‫ت ْال َم ْو ِعدُ فَ َال َم ْن َجى ِم ْن َك ِإ هال‬ ‫ع ْن َك َوأ َ ْن َ‬
‫يص َ‬ ‫ْال ُم ْنت َ َهى فَ َال َم ِح َ‬
‫س ْب َحانَ َك َما‬ ‫س َم ٍة ُ‬ ‫ير ُك ِّل نَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َاصيَةُ ُك ِّل دَابه ٍة َو ِإلَي َْك َم ِ‬ ‫ِك ن ِ‬ ‫ِإلَي َْك ِبيَد َ‬
‫صغ ََر‬ ‫ظ َم َما ن ََرى ِم ْن خ َْل ِق َك َو َما أ َ ْ‬ ‫س ْب َحان ََك َما أ َ ْع َ‬ ‫ظ َم شَأْن ََك ُ‬ ‫أَ ْع َ‬
‫ب قُ ْد َرتِ َك َو َما أ َ ْه َو َل َما ن ََرى ِم ْن َملَ ُكوتِ َك‬ ‫ع ِظي َم ٍة فِي َج ْن ِ‬ ‫ُك هل َ‬
‫طا ِن َك َو َما أَ ْسبَ َغ ِنعَ َم َك ِفي‬ ‫س ْل َ‬‫عنها ِم ْن ُ‬ ‫َو َما أَ ْحقَ َر ذَ ِل َك ِفي َما غ َ‬
‫َاب َ‬
‫صغ ََر َها ِفي ِنعَ ِم ْاآل ِخ َر ِة ‪.‬‬ ‫الدُّ ْنيَا َو َما أَ ْ‬

‫المَلئكةُالكرام‬

‫ض َك‬ ‫ع ْن أ َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِت َك َو َرفَ ْعت َ ُه ْم َ‬ ‫وُمنهاُ‪ِ :‬م ْن َم َال ِئ َك ٍة أ َ ْس َك ْنت َ ُه ْم َ‬


‫ُه ْم أَ ْعلَ ُم خ َْل ِق َك ِب َك َوأَ ْخ َوفُ ُه ْم لَ َك َوأ َ ْق َربُ ُه ْم ِم ْن َك لَ ْم يَ ْس ُكنُوا‬
‫ين َولَ ْم‬ ‫ام َولَ ْم يُ ْخلَقُوا ِم ْن َماءٍ َم ِه ٍ‬ ‫ض همنُوا ْاْل َ ْر َح َ‬ ‫ب َولَ ْم يُ َ‬ ‫ص َال َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫علَى َم َكانِ ِه ْم ِم ْن َك َو َم ْن ِزلَتِ ِه ْم ِع ْندَ َك‬ ‫ون َو ِإنه ُه ْم َ‬ ‫ْب ْال َمنُ ِ‬ ‫يَت َ َ‬
‫شعه ْب ُه ْم َري ُ‬
‫ع ْن‬‫عتِ ِه ْم لَ َك َوقِله ِة َغ ْفلَتِ ِه ْم َ‬ ‫طا َ‬ ‫يك َو َكثْ َرةِ َ‬ ‫َوا ْستِ ْج َماعِ أ َ ْه َوائِ ِه ْم فِ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن َك لَ َحقه ُروا أ َ ْع َمالَ ُه ْم‬ ‫ي َ‬ ‫عايَنُوا ُك ْنهَ َما َخ ِف َ‬ ‫أَ ْم ِر َك لَ ْو َ‬
‫َولَزَ َر ْوا َعلَى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َولَعَ َرفُوا أَنه ُه ْم لَ ْم يَ ْعبُد َ‬
‫ُوك َح هق ِعبَادَتِ َك َولَ ْم‬
‫عتِ َك ‪.‬‬ ‫طا َ‬‫وك َح هق َ‬ ‫يُ ِطيعُ َ‬

‫عصيانُالخلق‬

‫ت دَارا ً‬ ‫س ْب َحان ََك خَا ِلقا ً َو َم ْعبُودا ً ِب ُح ْس ِن بَ َالئِ َك ِع ْندَ خ َْل ِق َك َخلَ ْق َ‬ ‫ُ‬
‫صورا ً‬ ‫طعَما ً َوأَ ْز َواجا ً َو َخدَما ً َوقُ ُ‬ ‫ت فِي َها َمأْدُبَةً َم ْش َربا ً َو َم ْ‬ ‫َو َجعَ ْل َ‬
‫عو ِإلَ ْي َها فَ َال‬ ‫ت دَا ِعيا ً يَ ْد ُ‬ ‫س ْل َ‬‫َوأ َ ْن َهارا ً َو ُز ُروعا ً َوثِ َمارا ً ث ُ هم أ َ ْر َ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه‬ ‫ْت َر ِغبُوا َو َال ِإلَى َما ش هَو ْق َ‬ ‫غب َ‬ ‫ي أَ َجابُوا َو َال فِي َما َر ه‬ ‫الدها ِع َ‬
‫طلَ ُحوا‬ ‫ص َ‬ ‫ض ُحوا بِأ َ ْك ِل َها َوا ْ‬ ‫علَى ِجيفَ ٍة قَ ِد ا ْفتَ َ‬ ‫ا ْشتَاقُوا أَ ْقبَلُوا َ‬
‫ض قَ ْلبَهُ فَ ُه َو‬ ‫ص َرهُ َوأَ ْم َر َ‬ ‫شيْئا ً أَ ْعشَى بَ َ‬ ‫عشِقَ َ‬ ‫علَى ُح ِبّ َها َو َم ْن َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫س ِميعَ ٍة قَ ْد خ ََرقَ ِ‬ ‫غي ِْر َ‬ ‫ص ِحي َح ٍة َويَ ْس َم ُع ِبأُذُ ٍن َ‬ ‫غي ِْر َ‬ ‫ظ ُر ِبعَي ٍْن َ‬ ‫يَ ْن ُ‬
‫ع ْبدٌ‬ ‫سهُ فَ ُه َو َ‬ ‫علَ ْي َها نَ ْف ُ‬‫ت َ‬ ‫ت الدُّ ْنيَا قَ ْلبَهُ َو َو ِل َه ْ‬ ‫ع ْقلَهُ َوأ َ َمات َ ِ‬ ‫ش َه َواتُ َ‬ ‫ال ه‬
‫ت زَ ا َل ِإلَ ْي َها َو َح ْيث ُ َما‬ ‫ش ْي ٌء ِم ْن َها َح ْيث ُ َما زَ الَ ْ‬ ‫لَ َها َو ِل َم ْن فِي يَدَ ْي ِه َ‬
‫ظ ِم ْنهُ‬ ‫اج ٍر َو َال يَت ه ِع ُ‬ ‫علَ ْي َها َال يَ ْنزَ ِج ُر ِمنَ ه‬
‫َّللاِ ِبزَ ِ‬ ‫ت أ َ ْقبَ َل َ‬ ‫أ َ ْقبَلَ ْ‬
‫ْث َال ِإقَالَةَ َو َال‬ ‫ِب َوا ِعظٍ َو ُه َو يَ َرى ْال َمأ ْ ُخوذِينَ َعلَى ْال ِغ هرةِ َحي ُ‬
‫ق الدُّ ْنيَا‬ ‫ْف نَزَ َل ِب ِه ْم َما َكانُوا يَ ْج َهلُونَ َو َجا َء ُه ْم ِم ْن فِ َرا ِ‬ ‫َر ْجعَةَ َكي َ‬
‫عدُونَ‬ ‫علَى َما َكانُوا يُو َ‬ ‫َما َكانُوا يَأ ْ َمنُونَ َوقَ ِد ُموا ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ َ‬
‫ت‬‫س ْك َرة ُ ْال َم ْو ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫ت َ‬ ‫اجت َ َمعَ ْ‬
‫صوفٍ َما نَزَ َل ِب ِه ْم ْ‬ ‫فَغَي ُْر َم ْو ُ‬
‫ت لَ َها أَ ْل َوانُ ُه ْم ث ُ هم‬ ‫ط َرافُ ُه ْم َوتَغَي َهر ْ‬ ‫ت لَ َها أَ ْ‬ ‫ت فَفَتَ َر ْ‬ ‫َو َح ْس َرة ُ ْالفَ ْو ِ‬
‫ازدَادَ ْال َم ْوتُ ِفي ِه ْم ُولُوجا ً فَ ِحي َل بَيْنَ أ َ َح ِد ِه ْم َوبَيْنَ َم ْن ِط ِق ِه َو ِإنههُ‬ ‫ْ‬
‫ع ْق ِل ِه‬
‫ص هح ٍة ِم ْن َ‬ ‫علَى ِ‬ ‫ص ِر ِه َويَ ْس َم ُع ِبأُذُ ِن ِه َ‬ ‫ظ ُر ِببَ َ‬ ‫لَبَيْنَ أ َ ْه ِل ِه يَ ْن ُ‬
‫ب دَ ْه َرهُ َويَتَذَ هك ُر‬ ‫يم أَ ْذ َه َ‬ ‫ع ُم َرهُ َو ِف َ‬‫يم أ َ ْفنَى ُ‬ ‫َوبَقَاءٍ ِم ْن لُ ِبّ ِه يُفَ ِ ّك ُر ِف َ‬
‫ص هر َحاتِ َها‬ ‫طا ِل ِب َها َوأ َ َخذَ َها ِم ْن ُم َ‬ ‫ض فِي َم َ‬ ‫أ َ ْم َو ًاال َج َمعَ َها أ َ ْغ َم َ‬
‫علَى فِ َراقِ َها تَ ْبقَى‬ ‫ف َ‬ ‫َو ُم ْشتَ ِب َهاتِ َها قَ ْد لَ ِز َمتْهُ ت َ ِبعَاتُ َج ْم ِع َها َوأ َ ْش َر َ‬
‫ون ْال َم ْهنَأ ُ ِلغَي ِْر ِه‬‫ِل َم ْن َو َرا َءهُ يَ ْنعَ ُمونَ فِي َها َويَتَ َمتهعُونَ ِب َها فَيَ ُك ُ‬
‫ض‬ ‫ت ُر ُهونُهُ ِب َها فَ ُه َو يَعَ ُّ‬ ‫غ ِلقَ ْ‬‫ظ ْه ِر ِه َو ْال َم ْر ُء قَ ْد َ‬ ‫علَى َ‬ ‫َو ْال ِعبْ ُء َ‬
‫ت ِم ْن أَ ْم ِر ِه َويَ ْز َهدُ فِي َما‬ ‫ص َح َر لَهُ ِع ْندَ ْال َم ْو ِ‬ ‫علَى َما أ َ ْ‬ ‫يَدَهُ نَدَا َمةً َ‬
‫طهُ ِب َها‬ ‫ع ُم ِر ِه َويَتَ َمنهى أ َ هن الهذِي َكانَ يَ ْغ ِب ُ‬ ‫هام ُ‬ ‫َب فِي ِه أَي َ‬
‫َكانَ يَ ْرغ ُ‬
‫س ِد ِه‬‫علَ ْي َها قَ ْد َحازَ َها دُونَهُ فَلَ ْم يَزَ ِل ْال َم ْوتُ يُبَا ِل ُغ فِي َج َ‬ ‫سدُهُ َ‬‫َويَ ْح ُ‬
‫سانِ ِه َو َال‬ ‫ار بَيْنَ أ َ ْه ِل ِه َال يَ ْن ِط ُق بِ ِل َ‬ ‫ص َ‬ ‫س ْمعَهُ فَ َ‬ ‫سانُهُ َ‬ ‫ط ِل َ‬ ‫َحتهى خَالَ َ‬
‫ت‬‫ظ ِر ِفي ُو ُجو ِه ِه ْم يَ َرى َح َر َكا ِ‬ ‫ط ْرفَهُ ِبالنه َ‬ ‫س ْم ِع ِه يُ َر ِدّدُ َ‬ ‫يَ ْس َم ُع ِب َ‬
‫ازدَادَ ْال َم ْوتُ ْال ِتيَاطا ً ِب ِه‬ ‫أ َ ْل ِسنَ ِت ِه ْم َو َال يَ ْس َم ُع َر ْج َع َك َال ِم ِه ْم ث ُ هم ْ‬
‫الرو ُح ِم ْن َج َ‬
‫س ِد ِه‬ ‫ت ُّ‬ ‫س ْمعُهُ َوخ ََر َج ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ص ُرهُ َك َما قُ ِب َ‬ ‫ض بَ َ‬ ‫فَقُ ِب َ‬
‫عدُوا ِم ْن قُ ْر ِب ِه‬ ‫شوا ِم ْن َجانِ ِب ِه َوتَبَا َ‬ ‫ار ِجيفَةً بَيْنَ أ َ ْه ِل ِه قَ ْد أَ ْو َح ُ‬ ‫ص َ‬ ‫فَ َ‬
‫ض‬ ‫َط فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫يب دَا ِعيا ً ث ُ هم َح َملُوهُ ِإلَى َمخ ٍ ّ‬ ‫َال يُ ْس ِعدُ بَا ِكيا ً َو َال يُ ِج ُ‬
‫ع ْن زَ ْو َرتِ ِه ‪.‬‬ ‫طعُوا َ‬ ‫ع َم ِل ِه َوا ْنقَ َ‬‫فَأ َ ْسلَ ُموهُ فِي ِه ِإلَى َ‬

‫القيامة‬

‫ق‬‫آخ ُر ْالخ َْل ِ‬ ‫ِيرهُ َوأ ُ ْل ِحقَ ِ‬ ‫اب أ َ َجلَهُ َو ْاْل َ ْم ُر َمقَاد َ‬ ‫َحتهى ِإذَا بَلَ َغ ْال ِكت َ ُ‬
‫س َما َء‬ ‫َّللاِ َما يُ ِريدُهُ ِم ْن ت َ ْجدِي ِد خ َْل ِق ِه أَ َمادَ ال ه‬ ‫ِبأ َ هو ِل ِه َو َجا َء ِم ْن أَ ْم ِر ه‬
‫سفَ َها َودَ هك‬ ‫ض َوأ َ ْر َجفَ َها َوقَلَ َع ِجبَالَ َها َونَ َ‬ ‫ط َر َها َوأَ َر هج ْاْل َ ْر َ‬ ‫َوفَ َ‬
‫ط َوتِ ِه َوأ َ ْخ َر َج َم ْن‬ ‫س ْ‬‫وف َ‬ ‫ض َها بَ ْعضا ً ِم ْن َه ْيبَ ِة َج َاللَتِ ِه َو َم ُخ ِ‬ ‫بَ ْع ُ‬
‫فِي َها فَ َجدهدَ ُه ْم بَ ْعدَ ِإ ْخ َالقِ ِه ْم َو َج َمعَ ُه ْم بَ ْعدَ تَفَ ُّرقِ ِه ْم ث ُ هم َميهزَ ُه ْم ِل َما‬
‫ع ْن َخفَايَا ْاْل َ ْع َما ِل َو َخبَايَا ْاْل َ ْفعَا ِل َو َجعَلَ ُه ْم‬ ‫يُ ِريدُهُ ِم ْن َم ْسأَلَ ِت ِه ْم َ‬
‫ع ِة‬ ‫علَى َه ُؤ َال ِء َوا ْنتَقَ َم ِم ْن َه ُؤ َال ِء فَأ َ هما أ َ ْه ُل ه‬
‫الطا َ‬ ‫فَ ِريقَي ِْن أَ ْنعَ َم َ‬
‫ظعَ ُن النُّ هزا ُل َو َال‬ ‫ْث َال يَ ْ‬ ‫فَأَثَابَ ُه ْم ِب ِج َو ِار ِه َوخَلهدَ ُه ْم ِفي دَ ِار ِه َحي ُ‬
‫ع َو َال تَنَالُ ُه ُم ْاْل َ ْسقَا ُم َو َال‬ ‫تَتَغَي ُهر ِب ِه ُم ْال َحا ُل َو َال تَنُوبُ ُه ُم ْاْل َ ْفزَ ا ُ‬
‫ار َوأَ هما أ َ ْه ُل‬ ‫ص ُه ُم ْاْل َ ْسفَ ُ‬ ‫ار َو َال ت ُ ْش ِخ ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ض لَ ُه ُم ْاْل َ ْخ َ‬ ‫تَ ْع ِر ُ‬
‫ق َوقَ َرنَ‬ ‫ِي ِإلَى ْاْل َ ْعنَا ِ‬‫غ هل ْاْل َ ْيد َ‬‫صيَ ِة فَأ َ ْنزَ لَ ُه ْم ش هَر دَ ٍار َو َ‬ ‫ْال َم ْع ِ‬
‫ان‬
‫ير ِ‬ ‫ت ال ِنّ َ‬‫طعَا ِ‬ ‫ان َو ُمقَ ه‬ ‫س َرا ِبي َل ْالقَ ِط َر ِ‬ ‫ي ِب ْاْل َ ْقدَ ِام َوأ َ ْلبَ َ‬
‫س ُه ْم َ‬ ‫اص َ‬ ‫النه َو ِ‬
‫َار لَ َها‬‫علَى أَ ْه ِل ِه فِي ن ٍ‬ ‫ط ِبقَ َ‬ ‫ب قَ ْد أ ُ ْ‬‫ب قَ ِد ا ْشتَده َح ُّرهُ َوبَا ٍ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫فِي َ‬
‫ظعَ ُن ُم ِقي ُم َها َو َال‬ ‫يف َهائِ ٌل َال يَ ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫اط ٌع َوقَ ِ‬‫س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ب َولَ َه ٌ‬ ‫ب َولَ َج ٌ‬ ‫َكلَ ٌ‬
‫ص ُم ُكبُولُ َها َال ُمدهة َ ِللده ِار فَتَ ْفنَى َو َال أ َ َج َل‬ ‫ير َها َو َال ت ُ ْف َ‬ ‫يُفَادَى أ َ ِس ُ‬
‫ضى ‪.‬‬ ‫ِل ْلقَ ْو ِم فَيُ ْق َ‬

‫زهدُالنبي‬

‫و منها في ذكر النبي صلى هللا عليه وآله‪ :‬قَ ْد َحقه َر الدُّ ْنيَا‬
‫اخ ِتيَارا ً‬ ‫ع ْنهُ ْ‬ ‫َّللاَ زَ َوا َها َ‬‫ع ِل َم أ َ هن ه‬
‫صغه َر َها َوأ َ ْه َونَ ِب َها َو َه هونَ َها َو َ‬ ‫َو َ‬
‫ات ِذ ْك َر َها‬ ‫ع ِن الدُّ ْنيَا ِبقَ ْل ِب ِه َوأَ َم َ‬‫ض َ‬ ‫اح ِتقَارا ً فَأَع َْر َ‬ ‫ط َها ِلغَي ِْر ِه ْ‬ ‫س َ‬ ‫َوبَ َ‬
‫ع ْي ِن ِه ِل َكي َْال يَت ه ِخذَ ِم ْن َها‬‫ع ْن َ‬ ‫يب ِزينَت ُ َها َ‬ ‫ب أَ ْن ت َ ِغ َ‬ ‫ع ْن نَ ْف ِس ِه َوأ َ َح ه‬‫َ‬
‫ص َح ِْل ُ همتِ ِه‬ ‫ع ْن َر ِبّ ِه ُم ْعذِرا ً َونَ َ‬ ‫ِريَاشا ً أ َ ْو يَ ْر ُج َو فِي َها َمقَاما ً بَله َغ َ‬
‫ار ُم َحذِّرا ً ‪.‬‬ ‫ف ِمنَ النه ِ‬ ‫شرا ً َوخ هَو َ‬ ‫عا ِإلَى ْال َجنه ِة ُمبَ ِ ّ‬ ‫ُم ْنذِرا ً َودَ َ‬

‫أهلُالبيت‬

‫ف ْال َم َال ِئ َك ِة َو َمعَاد ُِن‬


‫سالَ ِة َو ُم ْختَلَ ُ‬ ‫الر َ‬
‫ط ِّ‬ ‫ش َج َرة ُ النُّبُ هوةِ َو َم َح ُّ‬‫ن َْح ُن َ‬
‫الر ْح َمةَ َو َ‬
‫عد ُُّونَا‬ ‫ْال ِع ْل ِم َويَنَا ِبي ُع ْال ُح ْك ِم ن ِ‬
‫َاص ُرنَا َو ُم ِحبُّنَا يَ ْنتَ ِظ ُر ه‬
‫س ْ‬
‫ط َوة َ ‪.‬‬ ‫ضنَا يَ ْنتَ ِظ ُر ال ه‬ ‫َو ُم ْب ِغ ُ‬
‫]‪[110‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُأركانُالدين‬

‫اإلسَلم‬

‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى‬ ‫سلُونَ ِإلَى ه‬


‫َّللاِ ُ‬ ‫س َل ِب ِه ْال ُمت َ َو ِ ّ‬ ‫ض َل َما ت َ َو ه‬ ‫ِإ هن أ َ ْف َ‬
‫س ِبي ِل ِه فَإِنههُ ذ ِْر َوة ُ ْ ِ‬
‫اْل ْس َال ِم‬ ‫سو ِل ِه َو ْال ِج َهادُ ِفي َ‬ ‫ان ِب ِه َو ِب َر ُ‬ ‫اْلي َم ُ‬ ‫ِْ‬
‫ص َال ِة فَإِنه َها ْال ِملهةُ َو ِإيتَا ُء‬ ‫ط َرة ُ َو ِإقَا ُم ال ه‬ ‫ص فَإِنه َها ْال ِف ْ‬ ‫اْل ْخ َال ِ‬‫َو َك ِل َمةُ ْ ِ‬
‫ضانَ فَإِنههُ ُجنهةٌ ِمنَ‬ ‫ش ْه ِر َر َم َ‬ ‫ص ْو ُم َ‬ ‫اجبَةٌ َو َ‬ ‫ضةٌ َو ِ‬ ‫الز َكاةِ فَإِنه َها فَ ِري َ‬ ‫ه‬
‫ان‬
‫ض ِ‬ ‫ان ْالفَ ْق َر َويَ ْر َح َ‬ ‫ارهُ فَإِنه ُه َما يَ ْن ِفيَ ِ‬ ‫ت َوا ْعتِ َم ُ‬ ‫ب َو َح ُّج ْالبَ ْي ِ‬ ‫ْال ِعقَا ِ‬
‫سأَة ٌ فِي ْاْل َ َج ِل‬ ‫الر ِح ِم فَإِنه َها َمثْ َراة ٌ فِي ْال َما ِل َو َم ْن َ‬ ‫صلَةُ ه‬ ‫ب َو ِ‬ ‫الذه ْن َ‬
‫صدَقَةُ ْالعَ َالنِيَ ِة فَإِنه َها ت َ ْدفَ ُع‬ ‫َطيئَةَ َو َ‬ ‫س ِ ِّر فَإِنه َها ت ُ َك ِفّ ُر ْالخ ِ‬ ‫صدَقَةُ ال ّ‬ ‫َو َ‬
‫ع ْال َه َو ِ‬
‫ان‬ ‫ار َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وف فَإِنه َها تَ ِقي َم َ‬ ‫صنَائِ ُع ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫وء َو َ‬ ‫س ِ‬ ‫ِميتَةَ ال ُّ‬
‫عدَ‬‫غبُوا فِي َما َو َ‬ ‫س ُن ال ِذّ ْك ِر َو ْ‬
‫ار َ‬ ‫َّللاِ فَإِنههُ أ َ ْح َ‬
‫ضوا فِي ِذ ْك ِر ه‬ ‫أَفِي ُ‬
‫ض ُل‬ ‫صدَ ُق ْال َو ْع ِد َوا ْقتَدُوا بِ َه ْدي ِ نَبِ ِيّ ُك ْم فَإِنههُ أَ ْف َ‬ ‫ْال ُمت ه ِقينَ فَإِ هن َو ْعدَهُ أ َ ْ‬
‫سن َِن ‪.‬‬ ‫سنه ِت ِه فَإِنه َها أ َ ْهدَى ال ُّ‬ ‫ْال َه ْدي ِ َوا ْستَنُّوا ِب ُ‬

‫فضلُالقرآن‬

‫ث َوتَفَقه ُهوا ِفي ِه فَإِنههُ َر ِبي ُع‬ ‫س ُن ْال َحدِي ِ‬ ‫َوتَعَله ُموا ْالقُ ْرآنَ فَإِنههُ أَ ْح َ‬
‫ُور َوأَ ْح ِسنُوا ِت َال َوتَهُ‬ ‫صد ِ‬ ‫ور ِه فَإِنههُ ِشفَا ُء ال ُّ‬ ‫ب َوا ْستَ ْشفُوا ِبنُ ِ‬ ‫ْالقُلُو ِ‬
‫ام َل ِبغَي ِْر ِع ْل ِم ِه َك ْال َجا ِه ِل‬ ‫ص َو ِإ هن ْالعَا ِل َم ْالعَ ِ‬ ‫ص ِ‬‫فَإِنههُ أ َ ْنفَ ُع ْالقَ َ‬
‫يق ِم ْن َج ْه ِل ِه بَ ِل ْال ُح هجةُ َ‬
‫علَ ْي ِه أَ ْع َ‬
‫ظ ُم‬ ‫ْال َحائِ ِر الهذِي َال يَ ْست َ ِف ُ‬
‫َّللاِ أَ ْل َو ُم‪.‬‬
‫َو ْال َح ْس َرة ُ لَهُ أَ ْلزَ ُم َو ُه َو ِع ْندَ ه‬
‫]‪[111‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُذمُالدنيا‬

‫ت‬‫ش َه َوا ِ‬ ‫ت ِبال ه‬ ‫َض َرة ٌ ُحفه ْ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ ِنّي أ ُ َحذّ ُِر ُك ُم الدُّ ْنيَا فَإِنه َها ُح ْل َوة ٌ خ ِ‬
‫ت ِب ْاآل َما ِل َوتَزَ يهن ْ‬
‫َت‬ ‫ت ِب ْالقَ ِلي ِل َوت َ َحله ْ‬ ‫اجلَ ِة َو َراقَ ْ‬ ‫ت ِب ْالعَ ِ‬ ‫َوت َ َحبهبَ ْ‬
‫ارة ٌ‬‫ض هر َ‬ ‫ارة ٌ َ‬ ‫ور َال تَدُو ُم َحب َْرت ُ َها َو َال ت ُؤْ َم ُن فَ ْجعَت ُ َها غ هَر َ‬ ‫بِ ْالغُ ُر ِ‬
‫ت ِإلَى أ ُ ْم ِنيه ِة‬ ‫َحا ِئلَةٌ زَ ا ِئلَةٌ نَا ِفدَة ٌ بَا ِئدَة ٌ أَ هكالَةٌ غ هَوالَةٌ َال ت َ ْعدُو ِإذَا تَنَا َه ْ‬
‫َّللاُ تَعَالَى‬ ‫اء ِب َها أَ ْن ت َ ُكونَ َك َما قَا َل ه‬ ‫ض ِ‬ ‫الر ْغبَ ِة ِفي َها َو ِ ّ‬
‫الر َ‬ ‫أ َ ْه ِل ه‬
‫ض‬ ‫ط ِب ِه نَباتُ ْاْل َ ْر ِ‬ ‫اختَلَ َ‬
‫ماء فَ ْ‬
‫س ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ َكماءٍ أ َ ْنزَ ْلناهُ ِمنَ ال ه‬ ‫ُ‬
‫ش ْيءٍ ُم ْقتَدِرا ً لَ ْم‬ ‫على ُك ِّل َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫الريا ُح َوكانَ ه‬ ‫صبَ َح َهشِيما ً ت َ ْذ ُروهُ ِ ّ‬ ‫فَأ َ ْ‬
‫عب َْرة ً َولَ ْم يَ ْلقَ فِي‬ ‫يَ ُك ِن ْام ُر ٌؤ ِم ْن َها فِي َحب َْرةٍ ِإ هال أَ ْعقَبَتْهُ بَ ْعدَ َها َ‬
‫طلههُ فِي َها دِي َمةُ‬ ‫ظ ْهرا ً َولَ ْم ت َ ُ‬ ‫ض هرائِ َها َ‬ ‫طنا ً ِإ هال َمنَ َحتْهُ ِم ْن َ‬ ‫س هرائِ َها بَ ْ‬ ‫َ‬
‫ت لَهُ‬ ‫صبَ َح ْ‬ ‫ي ِإذَا أ َ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ْزنَةُ بَ َالءٍ َو َح ِر ٌّ‬ ‫َت َ‬ ‫َرخَاءٍ ِإ هال َهتَن ْ‬
‫ب‬ ‫ب ِم ْن َها ا ْعذَ ْوذَ َ‬ ‫ِي لَهُ ُمتَنَ ِ ّك َرة ً َو ِإ ْن َجانِ ٌ‬ ‫ص َرة ً أ َ ْن ت ُ ْمس َ‬ ‫ُم ْنت َ ِ‬
‫ارتِ َها‬ ‫ض َ‬ ‫غ َ‬ ‫ب فَأ َ ْوبَى َال يَنَا ُل ْام ُر ٌؤ ِم ْن َ‬ ‫احلَ ْولَى أ َ َم هر ِم ْن َها َجانِ ٌ‬ ‫َو ْ‬
‫َاح أ َ ْم ٍن‬ ‫َرغَبا ً ِإ هال أ َ ْر َهقَتْهُ ِم ْن ن ََوائِبِ َها تَعَبا ً َو َال يُ ْمسِي ِم ْن َها فِي َجن ِ‬
‫ور َما ِفي َها فَا ِنيَةٌ فَ ٍ‬
‫ان‬ ‫غ ُر ٌ‬ ‫علَى قَ َواد ِِم خ َْوفٍ غ هَر َ‬
‫ارة ٌ ُ‬ ‫صبَ َح َ‬ ‫ِإ هال أ َ ْ‬
‫ش ْيءٍ ِم ْن أَ ْز َوا ِد َها ِإ هال الت ه ْق َوى َم ْن أَقَ هل‬ ‫علَ ْي َها َال َخي َْر ِفي َ‬ ‫َم ْن َ‬
‫ِم ْن َها ا ْست َ ْكث َ َر ِم هما يُؤْ ِمنُهُ َو َم ِن ا ْستَ ْكثَ َر ِم ْن َها ا ْست َ ْكثَ َر ِم هما يُو ِبقُهُ‬
‫ط َمأْنِينَ ٍة‬ ‫ق ِب َها قَ ْد فَ َجعَتْهُ َو ِذي ُ‬ ‫ع ْنهُ َك ْم ِم ْن َواثِ ٍ‬ ‫ع هما قَ ِلي ٍل َ‬‫َوزَ ا َل َ‬
‫عتْهُ َوذِي أُبه َه ٍة قَ ْد َجعَلَتْهُ َح ِقيرا ً َوذِي ن َْخ َوةٍ قَ ْد َردهتْهُ‬ ‫ص َر َ‬‫ِإلَ ْي َها قَ ْد َ‬
‫ص ِب ٌر‬ ‫ع ْذبُ َها أ ُ َجا ٌج َو ُح ْل ُو َها َ‬ ‫ش َها َرنِ ٌق َو َ‬ ‫ع ْي ُ‬ ‫طانُ َها د هُو ٌل َو َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫يال ُ‬ ‫ذَ ِل ً‬
‫ص ِحي ُح َها‬ ‫ت َو َ‬ ‫ض َم ْو ٍ‬ ‫َو ِغذَا ُؤ َها ِس َما ٌم َوأ َ ْسبَابُ َها ِر َما ٌم َحيُّ َها ِبعَ َر ِ‬
‫ور َها‬ ‫وب َو َم ْوفُ ُ‬ ‫يز َها َم ْغلُ ٌ‬ ‫ع ِز ُ‬‫وب َو َ‬ ‫س ْق ٍم ُم ْل ُك َها َم ْسلُ ٌ‬ ‫ض ُ‬ ‫ِبعَ َر ِ‬
‫سا ِك ِن َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم‬ ‫وب أ َ لَ ْست ُ ْم فِي َم َ‬ ‫ار َها َم ْح ُر ٌ‬ ‫وب َو َج ُ‬ ‫َم ْن ُك ٌ‬
‫ف‬ ‫عده َعدِيدا ً َوأ َ ْكثَ َ‬ ‫ط َو َل أ َ ْع َمارا ً َوأَ ْبقَى آثَارا ً َوأَ ْبعَدَ آ َم ًاال َوأَ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ع ْن َها‬ ‫ظعَنُوا َ‬ ‫ار ث ُ هم َ‬ ‫ي ِإ ْيث َ ٍ‬‫ي تَعَبُّ ٍد َوآثَ ُرو َها أ َ ه‬ ‫ُجنُودا ً تَعَبهدُوا ِللدُّ ْنيَا أ َ ه‬
‫َت لَ ُه ْم‬ ‫سخ ْ‬ ‫اط ٍع فَ َه ْل بَلَغَ ُك ْم أ َ هن الدُّ ْنيَا َ‬ ‫ظ ْه ٍر قَ ِ‬ ‫ِبغَي ِْر زَ ا ٍد ُمبَ ِلّ ٍغ َو َال َ‬
‫ص ْحبَةً بَ ْل‬ ‫َت لَ ُه ْم ُ‬ ‫سن ْ‬ ‫عانَتْ ُه ْم ِب َمعُونَ ٍة أ َ ْو أ َ ْح َ‬ ‫نَ ْفسا ً ِب ِف ْديَ ٍة أ َ ْو أ َ َ‬
‫ضعَتْ ُه ْم بِالنه َوائِ ِ‬
‫ب‬ ‫ض ْع َ‬ ‫ِح َوأ َ ْو َهقَتْ ُه ْم بِ ْالقَ َو ِارعِ َو َ‬ ‫أ َ ْر َهقَتْ ُه ْم بِ ْالقَ َواد ِ‬
‫ْب‬‫علَ ْي ِه ْم َري َ‬ ‫َت َ‬ ‫عان ْ‬ ‫َاخ ِر َو َو ِطئَتْ ُه ْم ِب ْال َمنَا ِس ِم َوأ َ َ‬ ‫عفه َرتْ ُه ْم ِل ْل َمن ِ‬ ‫َو َ‬
‫ون فَقَ ْد َرأ َ ْيت ُ ْم تَنَ ُّك َر َها ِل َم ْن دَانَ لَ َها َوآث َ َر َها َوأَ ْخلَدَ ِإلَ ْي َها ِحينَ‬ ‫ْال َمنُ ِ‬
‫َب أَ ْو أَ َحلهتْ ُه ْم ِإ هال‬ ‫سغ َ‬ ‫ق ْاْلَبَ ِد َو َه ْل زَ هودَتْ ُه ْم ِإ هال ال ه‬ ‫ع ْن َها ِل ِف َرا ِ‬ ‫ظعَنُوا َ‬ ‫َ‬
‫الظ ْل َمةَ أ َ ْو أَ ْعقَبَتْ ُه ْم ِإ هال النهدَا َمةَ أ َ فَ َه ِذ ِه‬ ‫ت لَ ُه ْم ِإ هال ُّ‬ ‫ض ْن َك أ َ ْو ن هَو َر ْ‬ ‫ال ه‬
‫ار‬ ‫ت الده ُ‬ ‫س ِ‬ ‫صونَ فَ ِبئْ َ‬ ‫علَ ْي َها تَ ْح ِر ُ‬ ‫ط َمئِنُّونَ أ َ ْم َ‬ ‫تُؤْ ثِ ُرونَ أ َ ْم ِإلَ ْي َها ت َ ْ‬
‫علَى َو َج ٍل ِم ْن َها فَا ْعلَ ُموا َوأَ ْنت ُ ْم‬ ‫ِل َم ْن لَ ْم يَت ه ِه ْم َها َولَ ْم يَ ُك ْن فِي َها َ‬
‫ظوا فِي َها ِبالهذِينَ‬ ‫ع ْن َها َوات ه ِع ُ‬ ‫ظا ِعنُونَ َ‬ ‫ار ُكو َها َو َ‬ ‫تَ ْعلَ ُمونَ ِبأَنه ُك ْم ت َ ِ‬
‫ع ْونَ ُر ْكبَانا ً‬ ‫ور ِه ْم فَ َال يُ ْد َ‬ ‫شدُّ ِمنها قُ هوة ً ُح ِملُوا ِإلَى قُبُ ِ‬ ‫قَالُوا َم ْن أ َ َ‬
‫يح‬
‫ص ِف ِ‬ ‫ضيفَانا ً َو ُج ِع َل لَ ُه ْم ِمنَ ال ه‬ ‫ع ْونَ ِ‬ ‫اث فَ َال يُ ْد َ‬ ‫َوأ ُ ْن ِزلُوا ْاْل َ ْجدَ َ‬
‫يرة ٌ َال‬ ‫ان فَ ُه ْم ِج َ‬ ‫ير ٌ‬ ‫ت ِج َ‬ ‫الرفَا ِ‬
‫ان َو ِمنَ ُّ‬ ‫ب أ َ ْكفَ ٌ‬‫َان َو ِمنَ الت ُّ َرا ِ‬ ‫أ َ ْجن ٌ‬
‫ضيْما ً َو َال يُبَالُونَ َم ْندَ َبةً ِإ ْن ِجيدُوا لَ ْم‬ ‫يُ ِجيبُونَ دَا ِعيا ً َو َال يَ ْمنَعُونَ َ‬
‫يرة ٌ َو ُه ْم‬ ‫طوا َج ِمي ٌع َو ُه ْم آ َحادٌ َو ِج َ‬ ‫طوا لَ ْم يَ ْقنَ ُ‬ ‫يَ ْف َر ُحوا َو ِإ ْن قُ ِح ُ‬
‫اربُونَ ُحلَ َما ُء قَ ْد‬ ‫أ َ ْبعَادٌ ُمتَدَانُونَ َال يَتَزَ َاو ُرونَ َوقَ ِريبُونَ َال يَتَقَ َ‬
‫ت أ َ ْحقَادُ ُه ْم َال يُ ْخشَى فَ ْجعُ ُه ْم‬ ‫ضغَانُ ُه ْم َو ُج َه َال ُء قَ ْد َمات َ ْ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ذَ َهبَ ْ‬
‫ضيقا ً‬ ‫سعَ ِة ِ‬ ‫طنا ً َو ِبال ه‬ ‫ض بَ ْ‬ ‫ظ ْه ِر ْاْل َ ْر ِ‬ ‫َو َال يُ ْر َجى دَ ْفعُ ُه ْم ا ْست َ ْبدَلُوا ِب َ‬
‫ع َراة ً‬ ‫ارقُو َها ُحفَاة ً ُ‬ ‫ظ ْل َمةً فَ َجا ُءو َها َك َما فَ َ‬ ‫ور ُ‬ ‫غ ْربَةً َو ِبالنُّ ِ‬ ‫َو ِب ْاْل َ ْه ِل ُ‬
‫ع ْن َها ِبأ َ ْع َما ِل ِه ْم ِإلَى ْال َحيَاةِ الدهائِ َم ِة َوالده ِار ْالبَاقِيَ ِة َك َما‬ ‫ظعَنُوا َ‬ ‫قَ ْد َ‬
‫علَيْنا ِإنها ُكنها‬ ‫ق نُ ِعيدُهُ َوعْدا ً َ‬ ‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى َكما بَدَأْنا أَ هو َل خ َْل ٍ‬ ‫قَا َل ُ‬
‫فا ِع ِلينَ ‪.‬‬
‫]‪[112‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُذكرُفيهاُملكُالموتُوتوفيةُالنفسُوعجزُالخلقُعنُ‬
‫وصفُّللاُ‬

‫س ِب ِه ِإذَا دَ َخ َل َم ْن ِز ًال أَ ْم َه ْل ت َ َراهُ ِإذَا ت َ َوفهى أ َ َحدا ً بَ ْل َكي َ‬


‫ْف‬ ‫َه ْل ت ُ ِح ُّ‬
‫ض َج َو ِار ِح َها أَ ْم‬ ‫ط ِن أ ُ ِ ّم ِه أَ يَ ِل ُج َ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن بَ ْع ِ‬ ‫يَتَ َوفهى ْال َجنِينَ فِي بَ ْ‬
‫سا ِك ٌن َمعَهُ فِي أ َ ْحشَائِ َها َكي َ‬
‫ْف‬ ‫الرو ُح أ َ َجابَتْهُ ِبإِ ْذ ِن َر ِبّ َها أ َ ْم ُه َو َ‬ ‫ُّ‬
‫ق ِمثْ ِل ِه ‪.‬‬
‫صفَ ِة َم ْخلُو ٍ‬ ‫ع ْن ِ‬ ‫ف ِإلَ َههُ َم ْن يَ ْع َج ُز َ‬ ‫ص ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫]‪[113‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُذمُالدنيا‬

‫ت ِبدَ ِار نُ ْج َع ٍة قَ ْد تَزَ يهن ْ‬


‫َت‬ ‫س ْ‬ ‫َوأ ُ َحذّ ُِر ُك ُم الدُّ ْنيَا فَإِنه َها َم ْن ِز ُل قُ ْلعَ ٍة َولَ ْي َ‬
‫ط َح َاللَ َها‬ ‫علَى َر ِبّ َها فَ َخلَ َ‬ ‫َت َ‬ ‫ار َها َهان ْ‬ ‫ت ِب ِزينَتِ َها دَ ُ‬ ‫ور َها َوغ هَر ْ‬ ‫ِبغُ ُر ِ‬
‫بِ َح َر ِام َها َو َخي َْر َها بِش ِ َّر َها َو َحيَات َ َها بِ َم ْوتِ َها َو ُح ْل َو َها ِب ُم ِ ّر َها لَ ْم‬
‫علَى أ َ ْعدَا ِئ ِه‬ ‫ض هن ِب َها َ‬ ‫َّللاُ تَعَالَى ِْل َ ْو ِليَا ِئ ِه َولَ ْم يَ ِ‬‫ص ِف َها ه‬ ‫يُ ْ‬
‫ب‬ ‫ع ِتيدٌ َو َج ْمعُ َها يَ ْنفَدُ َو ُم ْل ُك َها يُ ْسلَ ُ‬ ‫َخي ُْر َها زَ ِهيدٌ َوش َُّر َها َ‬
‫ع ُم ٍر يَ ْفنَى‬ ‫َاء َو ُ‬ ‫ض ْال ِبن ِ‬ ‫ض نَ ْق َ‬ ‫ب فَ َما َخي ُْر دَ ٍار ت ُ ْنقَ ُ‬ ‫ام ُر َها يَ ْخ َر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫َو َ‬
‫ض‬ ‫اجعَلُوا َما ا ْفت َ َر َ‬ ‫سي ِْر ْ‬ ‫ع ال ه‬ ‫طا َ‬ ‫الزا ِد َو ُمدهةٍ ت َ ْنقَ ِط ُع ا ْن ِق َ‬‫فِي َها فَنَا َء ه‬
‫سأَلَ ُك ْم َوأَ ْس ِمعُوا‬ ‫اء َح ِقّ ِه َما َ‬ ‫طلَ ِب ُك ْم َوا ْسأَلُوهُ ِم ْن أَدَ ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ه‬
‫الزا ِهدِينَ فِي الدُّ ْنيَا‬ ‫عى ِب ُك ْم ِإ هن ه‬ ‫ت آذَانَ ُك ْم قَ ْب َل أ َ ْن يُ ْد َ‬ ‫دَع َْوة َ ْال َم ْو ِ‬
‫ض ِح ُكوا َويَ ْشتَدُّ ُح ْزنُ ُه ْم َو ِإ ْن فَ ِر ُحوا َويَ ْكث ُ ُر‬ ‫ت َ ْب ِكي قُلُوبُ ُه ْم َو ِإ ْن َ‬
‫ع ْن قُلُو ِب ُك ْم ِذ ْك ُر‬ ‫َاب َ‬‫طوا ِب َما ُر ِزقُوا قَ ْد غ َ‬ ‫س ُه ْم َو ِإ ِن ا ْغتَبَ ُ‬ ‫َم ْقت ُ ُه ْم أ َ ْنفُ َ‬
‫ت الدُّ ْنيَا أ َ ْملَ َك ِب ُك ْم ِمنَ‬ ‫ار ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ِب ْاآل َما ِل فَ َ‬ ‫ض َرتْ ُك ْم َك َواذ ُ‬ ‫ْاآل َجا ِل َو َح َ‬
‫علَى‬ ‫ان َ‬ ‫ب بِ ُك ْم ِمنَ ْاآل ِجلَ ِة َو ِإنه َما أَ ْنت ُ ْم ِإ ْخ َو ٌ‬ ‫اجلَةُ أ َ ْذ َه َ‬ ‫ْاآل ِخ َرةِ َو ْالعَ ِ‬
‫ض َما ِئ ِر فَ َال‬ ‫سو ُء ال ه‬ ‫س َرا ِئ ِر َو ُ‬ ‫ْث ال ه‬ ‫َّللاِ َما فَ هرقَ بَ ْينَ ُك ْم ِإ هال ُخب ُ‬ ‫ِين ه‬ ‫د ِ‬
‫ص ُحونَ َو َال تَبَاذَلُونَ َو َال ت َ َوادُّونَ َما بَالُ ُك ْم‬ ‫ت َ َوازَ ُرونَ َو َال تَنَا َ‬
‫ير ِمنَ‬ ‫ِير ِمنَ الدُّ ْنيَا ت ُ ْد ِر ُكونَهُ َو َال يَ ْح ُزنُ ُك ُم ْال َك ِث ُ‬ ‫تَ ْف َر ُحونَ ِب ْاليَس ِ‬
‫ِير ِمنَ الدُّ ْنيَا يَفُوت ُ ُك ْم َحتهى يَتَبَيهنَ‬ ‫ْاآل ِخ َرةِ ت ُ ْح َر ُمونَهُ َويُ ْق ِلقُ ُك ُم ْاليَس ُ‬
‫ار‬‫ع ْن ُك ْم َكأَنه َها دَ ُ‬ ‫ي ِم ْن َها َ‬ ‫ع هما ُز ِو َ‬ ‫صب ِْر ُك ْم َ‬ ‫ذَ ِل َك فِي ُو ُجو ِه ُك ْم َوقِله ِة َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما يَ ْمنَ ُع أَ َحدَ ُك ْم أَ ْن يَ ْست َ ْق ِب َل‬ ‫ق َ‬ ‫ع َها بَا ٍ‬ ‫ام ُك ْم َو َكأ َ هن َمتَا َ‬ ‫ُمقَ ِ‬
‫ع ْي ِب ِه ِإ هال َمخَافَةُ أ َ ْن يَ ْستَ ْق ِبلَهُ ِب ِمثْ ِل ِه قَ ْد‬ ‫َاف ِم ْن َ‬ ‫أَخَاهُ ِب َما يَخ ُ‬
‫ِين أ َ َح ِد ُك ْم‬ ‫ار د ُ‬ ‫ص َ‬‫اج ِل َو َ‬ ‫ب ْالعَ ِ‬ ‫ض ْاآل ِج ِل َو ُح ّ ِ‬ ‫علَى َر ْف ِ‬ ‫صافَ ْيت ُ ْم َ‬ ‫تَ َ‬
‫ع َم ِل ِه َوأ َ ْح َرزَ ِر َ‬
‫ضى‬ ‫صنِي َع َم ْن قَ ْد فَ َر َ‬
‫غ ِم ْن َ‬ ‫سانِ ِه َ‬ ‫لُ ْعقَةً َ‬
‫علَى ِل َ‬
‫س ِيّ ِد ِه ‪.‬‬
‫َ‬
‫]‪[114‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُمواعظُللناس‬

‫علَى َآالئِ ِه‬ ‫ش ْك ِر ن َْح َمدُهُ َ‬ ‫اص ِل ْال َح ْمدَ ِبال ِنّعَ ِم َوال ِنّعَ َم ِبال ُّ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْال َو ِ‬
‫ع هما‬ ‫اء َ‬ ‫ط ِ‬ ‫وس ْال ِب َ‬ ‫علَى َه ِذ ِه النُّفُ ِ‬ ‫علَى بَ َالئِ ِه َونَ ْستَ ِعينُهُ َ‬ ‫َك َما ن َْح َمدُهُ َ‬
‫ط بِ ِه‬ ‫ع ْنهُ َونَ ْست َ ْغ ِف ُرهُ ِم هما أ َ َحا َ‬ ‫ت َ‬ ‫س َِراعِ ِإلَى َما نُ ِهيَ ْ‬ ‫ت بِ ِه ال ّ‬ ‫أ ُ ِم َر ْ‬
‫غي ُْر ُمغَاد ٍِر‬ ‫اب َ‬ ‫اص ٍر َو ِكت َ ٌ‬ ‫غي ُْر قَ ِ‬ ‫صاهُ ِكتَابُهُ ِع ْل ٌم َ‬ ‫ِع ْل ُمهُ َوأ َ ْح َ‬
‫عو ِد ِإي َمانا ً‬ ‫علَى ْال َم ْو ُ‬ ‫ف َ‬ ‫وب َو َوقَ َ‬ ‫عايَنَ ْالغُيُ َ‬ ‫َونُؤْ ِم ُن ِب ِه ِإي َمانَ َم ْن َ‬
‫ش هك َونَ ْش َهدُ أ َ ْن َال ِإلَ َه ِإ هال ه‬
‫َّللاُ‬ ‫ش ِْر َك َويَ ِقينُهُ ال ه‬ ‫صهُ ال ّ‬ ‫نَفَى ِإ ْخ َال ُ‬
‫ع ْبدُهُ‬ ‫سله َم َ‬ ‫علَ ْي ِه َوآ ِل ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يك لَهُ َوأ َ هن ُم َح همدا ً َ‬ ‫َو ْحدَهُ َال ش َِر َ‬
‫ف‬ ‫ان ْالعَ َم َل َال يَ ِخ ُّ‬ ‫ان ْالقَ ْو َل َوتَ ْرفَعَ ِ‬ ‫ص ِعدَ ِ‬ ‫ش َهادَتَي ِْن ت ُ ْ‬ ‫سولُهُ َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫وصي ُك ْم‬ ‫ع ْنهُ أ ُ ِ‬ ‫ان َ‬ ‫ان ت ُ ْرفَعَ ِ‬ ‫ان فِي ِه َو َال يَثْقُ ُل ِميزَ ٌ‬ ‫ضع َ ِ‬ ‫ان تُو َ‬ ‫ِميزَ ٌ‬
‫الزادُ َو ِب َها ْال َمعَاذُ زَ ادٌ ُم ْب ِل ٌغ َو َمعَاذٌ‬ ‫ي ه‬ ‫َّللاِ الهتِي ِه َ‬ ‫َّللاِ ِبت َ ْق َوى ه‬ ‫ِعبَادَ ه‬
‫عا َها َخي ُْر َواعٍ فَأ َ ْس َم َع دَا ِعي َها‬ ‫عا ِإلَ ْي َها أَ ْس َم ُع دَاعٍ َو َو َ‬ ‫ُم ْن ِج ٌح دَ َ‬
‫ار َمهُ‬ ‫َّللاِ َم َح ِ‬ ‫ت أَ ْو ِليَا َء ه‬ ‫َّللاِ َح َم ْ‬ ‫َّللاِ ِإ هن ت َ ْق َوى ه‬ ‫َوفَازَ َوا ِعي َها ِعبَادَ ه‬
‫ت‬ ‫ت لَيَا ِليَ ُه ْم َوأَ ْ‬
‫ظ َمأ َ ْ‬ ‫ت قُلُوبَ ُه ْم َمخَافَتَهُ َحتهى أَ ْس َه َر ْ‬ ‫َوأ َ ْلزَ َم ْ‬
‫الظ َمإِ َوا ْست َ ْق َربُوا‬ ‫ي ِب ه‬ ‫الر ه‬
‫ب َو ِ ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫الرا َحةَ ِبالنه َ‬ ‫اج َر ُه ْم فَأ َ َخذُوا ه‬ ‫َه َو ِ‬
‫ظوا ْاْل َ َج َل ث ُ هم ِإ هن‬ ‫ْاْل َ َج َل فَبَادَ ُروا ْالعَ َم َل َو َكذهبُوا ْاْل َ َم َل فَ َال َح ُ‬
‫َاء أ َ هن الده ْه َر ُمو ِت ٌر‬ ‫عنَاءٍ َو ِغيَ ٍر َو ِعبَ ٍر فَ ِمنَ ْالفَن ِ‬ ‫ار فَنَاءٍ َو َ‬ ‫الدُّ ْنيَا دَ ُ‬
‫ت‬‫ي ِب ْال َم ْو ِ‬ ‫سى ِج َرا ُحهُ يَ ْر ِمي ْال َح ه‬ ‫ئ ِس َها ُمهُ َو َال تُؤْ َ‬ ‫سهُ َال ت ُ ْخ ِط ُ‬ ‫قَ ْو َ‬
‫ب َال‬ ‫َار ٌ‬ ‫ب آ ِك ٌل َال يَ ْشبَ ُع َوش ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ي ِب ْالعَ َ‬ ‫اج َ‬ ‫سقَ ِم َوالنه ِ‬ ‫ص ِحي َح ِبال ه‬ ‫َوال ه‬
‫َاء أ َ هن ْال َم ْر َء يَ ْج َم ُع َما َال يَأ ْ ُك ُل َويَ ْبنِي َما َال يَ ْس ُك ُن‬ ‫يَ ْنقَ ُع َو ِمنَ ْالعَن ِ‬
‫َّللاِ تَعَالَى َال َم ًاال َح َم َل َو َال ِبنَا ًء نَقَ َل َو ِم ْن ِغيَ ِر َها‬ ‫ث ُ هم يَ ْخ ُر ُج ِإلَى ه‬
‫ْس ذَ ِل َك ِإ هال‬ ‫ط َم ْر ُحوما ً لَي َ‬ ‫وم َم ْغبُوطا ً َو ْال َم ْغبُو َ‬ ‫أَنه َك ت َ َرى ْال َم ْر ُح َ‬
‫علَى أَ َم ِل ِه‬ ‫ف َ‬ ‫نَ ِعيما ً زَ هل َوبُؤْ سا ً نَزَ َل َو ِم ْن ِعبَ ِر َها أَ هن ْال َم ْر َء يُ ْش ِر ُ‬
‫س ْب َحانَ‬ ‫ور أ َ َج ِل ِه فَ َال أ َ َم ٌل يُ ْد َر ُك َو َال ُم َؤ هم ٌل يُتْ َر ُك فَ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫فَيَ ْقت َ ِطعُهُ ُح ُ‬
‫ض َحى فَ ْيئ َ َها َال َجاءٍ يُ َردُّ‬ ‫ظ َمأ َ ِريه َها َوأَ ْ‬ ‫ور َها َوأ َ ْ‬
‫س ُر َ‬ ‫ع هز ُ‬ ‫َّللاِ َما أ َ َ‬
‫ه‬
‫ت ِللَ َحاقِ ِه‬ ‫ي ِمنَ ْال َم ِيّ ِ‬ ‫ب ْال َح ه‬ ‫َّللاِ َما أ َ ْق َر َ‬‫س ْب َحانَ ه‬ ‫اض يَ ْرتَدُّ فَ ُ‬ ‫َو َال َم ٍ‬
‫ش ْي ٌء ِبش ٍ َّر‬ ‫ْس َ‬ ‫ع ْنهُ ِإنههُ لَي َ‬ ‫طا ِع ِه َ‬ ‫ي ِ ِال ْن ِق َ‬ ‫ت ِمنَ ْال َح ّ‬ ‫ِب ِه َوأ َ ْبعَدَ ْال َم ِيّ َ‬
‫ش ْي ٌء بِ َخي ٍْر ِمنَ ْال َخي ِْر ِإ هال ثَ َوابُهُ َو ُك ُّل‬ ‫ْس َ‬ ‫ش ِ ّر ِإ هال ِعقَابُهُ َولَي َ‬ ‫ِمنَ ال ه‬
‫ش ْيءٍ ِمنَ ْاآل ِخ َر ِة‬ ‫ظ ُم ِم ْن ِعيَا ِن ِه َو ُك ُّل َ‬ ‫عهُ أ َ ْع َ‬ ‫س َما ُ‬‫ش ْيءٍ ِمنَ الدُّ ْنيَا َ‬ ‫َ‬
‫ع َو ِمنَ ْالغَ ْي ِ‬
‫ب‬ ‫س َما ُ‬ ‫ان ال ه‬ ‫س َما ِع ِه فَ ْليَ ْك ِف ُك ْم ِمنَ ْال ِعيَ ِ‬ ‫ظ ُم ِم ْن َ‬ ‫ِعيَانُهُ أ َ ْع َ‬
‫ص ِمنَ الدُّ ْنيَا َوزَ ادَ ِفي ْاآل ِخ َر ِة َخي ٌْر‬ ‫ْال َخبَ ُر َوا ْعلَ ُموا أَ هن َما نَقَ َ‬
‫ح‬
‫وص َرا ِب ٍ‬ ‫ص ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ َوزَ ادَ فِي الدُّ ْنيَا فَ َك ْم ِم ْن َم ْنقُ ٍ‬ ‫ِم هما نَقَ َ‬
‫ع ْنهُ َو َما‬ ‫س ُع ِمنَ الهذِي نُ ِهيت ُ ْم َ‬ ‫َو َم ِزي ٍد خَا ِس ٍر ِإ هن الهذِي أ ُ ِم ْرت ُ ْم ِب ِه أَ ْو َ‬
‫ضاقَ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَذَ ُروا َما قَ هل ِل َما َكث ُ َر َو َما َ‬ ‫أ ُ ِح هل لَ ُك ْم أ َ ْكث َ ُر ِم هما ُح ِ ّر َم َ‬
‫ق َوأ ُ ِم ْرت ُ ْم ِب ْالعَ َم ِل فَ َال يَ ُكون هَن‬ ‫الر ْز ِ‬ ‫س َع قَ ْد ت َ َكفه َل لَ ُك ْم ِب ِ ّ‬ ‫ِل َما ات ه َ‬
‫ع َملُهُ َم َع‬ ‫علَ ْي ُك ْم َ‬‫وض َ‬ ‫طلَبُهُ أ َ ْولَى ِب ُك ْم ِمنَ ْال َم ْف ُر ِ‬ ‫ون لَ ُك ْم َ‬ ‫ض ُم ُ‬ ‫ْال َم ْ‬
‫ض ِمنَ‬ ‫ين َحتهى َكأ َ هن الهذِي ُ‬ ‫ش ُّك َودَ ِخ َل ْاليَ ِق ُ‬ ‫ض ال ه‬ ‫َّللاِ لَقَ ِد ا ْعت َ َر َ‬ ‫أَنههُ َو ه‬
‫ع ْن ُك ْم‬ ‫ض َع َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم قَ ْد ُو ِ‬‫ض َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َكأ َ هن الهذِي فُ ِر َ‬ ‫ض َ‬ ‫لَ ُك ْم قَ ْد فُ ِر َ‬
‫فَبَا ِد ُروا ْالعَ َم َل َوخَافُوا بَ ْغتَةَ ْاْل َ َج ِل فَإِنههُ َال يُ ْر َجى ِم ْن َر ْجعَ ِة‬
‫ق‬‫الر ْز ِ‬‫ات ْاليَ ْو َم ِمنَ ِ ّ‬ ‫ق َما فَ َ‬ ‫الر ْز ِ‬ ‫ْالعُ ُم ِر َما يُ ْر َجى ِم ْن َر ْجعَ ِة ِ ّ‬
‫ات أ َ ْم ِس ِمنَ ْالعُ ُم ِر لَ ْم يُ ْر َج ْاليَ ْو َم‬ ‫ي غَدا ً ِزيَادَتُهُ َو َما فَ َ‬ ‫ُر ِج َ‬
‫ف اتهقُوا ه‬
‫َّللاَ‬ ‫اضي َ‬ ‫س َم َع ْال َم ِ‬ ‫َر ْجعَتُهُ ال هر َجا ُء َم َع ْال َجائِي َو ْاليَأ ْ ُ‬
‫َح هق تُقاتِ ِه َوال ت َ ُموت ُ هن ِإ هال َوأ َ ْنت ُ ْم ُم ْس ِل ُمونَ ‪.‬‬
‫]‪[115‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُاالستسقاء‬

‫ت دَ َوابُّنَا‬ ‫ضنَا َو َها َم ْ‬ ‫ت أ َ ْر ُ‬ ‫ت ِجبَالُنَا َوا ْغبَ هر ْ‬ ‫صا َح ْ‬ ‫الله ُه هم قَ ِد ا ْن َ‬


‫علَى أ َ ْو َال ِد َها‬ ‫ع ِجي َج الث ه َكالَى َ‬ ‫ت َ‬ ‫ع هج ْ‬ ‫ض َها َو َ‬ ‫ت فِي َم َرا ِب ِ‬ ‫َوت َ َحي َهر ْ‬
‫ار َح ْم‬ ‫ت الت ه َردُّدَ فِي َم َراتِ ِع َها َو ْال َحنِينَ ِإلَى َم َو ِار ِد َها الله ُه هم فَ ْ‬ ‫َو َمله ِ‬
‫ار َح ْم َحي َْرتَ َها فِي َمذَا ِه ِب َها‬ ‫أَنِينَ ْاآلنه ِة َو َحنِينَ ْال َحانه ِة الله ُه هم فَ ْ‬
‫علَ ْينَا‬ ‫ت َ‬ ‫َوأَنِينَ َها فِي َم َوا ِل ِج َها الله ُه هم خ ََر ْجنَا ِإلَي َْك ِحينَ ا ْعتَ َك َر ْ‬
‫الر َجا َء ِل ْل ُم ْبتَئِ ِس‬ ‫ت ه‬ ‫سنِينَ َوأ َ ْخلَفَتْنَا َمخَا ِي ُل ْال ُجو ِد فَ ُك ْن َ‬ ‫ير ال ِ ّ‬ ‫َحدَا ِب ُ‬
‫ط ْاْلَنَا ُم َو ُمنِ َع ْالغَ َما ُم َو َهلَ َك‬ ‫وك ِحينَ قَنَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫غ ِل ْل ُم ْلت َ ِم ِس نَ ْد ُ‬‫َو ْالبَ َال َ‬
‫علَ ْينَا‬ ‫ش ْر َ‬ ‫اخذَنَا بِأ َ ْع َما ِلنَا َو َال تَأ ْ ُخذَنَا بِذُنُوبِنَا َوا ْن ُ‬ ‫س َوا ُم أ َ هال ت ُ َؤ ِ‬‫ال ه‬
‫ق‬‫ت ْال ُمو ِن ِ‬ ‫ق َوالنهبَا ِ‬ ‫يع ْال ُم ْغ ِد ِ‬ ‫الر ِب ِ‬‫ق َو ه‬ ‫ب ْال ُم ْنبَ ِع ِ‬ ‫س َحا ِ‬ ‫َر ْح َمت َ َك ِبال ه‬
‫س ْقيَا‬ ‫ات الله ُه هم ُ‬ ‫ات َوت َ ُردُّ ِب ِه َما قَ ْد فَ َ‬ ‫س ّحا ً َوا ِب ًال ت ُ ْح ِيي ِب ِه َما قَ ْد َم َ‬ ‫َ‬
‫ار َكةً َه ِنيئَةً َم ِريعَةً زَ ا ِكيا ً‬ ‫ط ِيّبَةً ُمبَ َ‬ ‫عا همةً َ‬ ‫ِم ْن َك ُم ْح ِييَةً ُم ْر ِويَةً تَا همةً َ‬
‫يف ِم ْن‬ ‫ض ِع َ‬ ‫ش ِب َها ال ه‬ ‫ضرا ً َو َرقُ َها ت ُ ْن ِع ُ‬ ‫ع َها نَا ِ‬ ‫امرا ً فَ ْر ُ‬ ‫نَ ْبت ُ َها ث َ ِ‬
‫ِب ِب َها‬ ‫س ْقيَا ِم ْن َك ت ُ ْعش ُ‬ ‫ِك الله ُه هم ُ‬ ‫ت ِم ْن ِب َالد َ‬ ‫ِك َوت ُ ْح ِيي ِب َها ْال َم ِيّ َ‬ ‫ِعبَاد َ‬
‫ب ِب َها َجنَابُنَا َوت ُ ْق ِب ُل ِب َها‬ ‫ص ُ‬ ‫نِ َجادُنَا َوت َ ْج ِري بِ َها ِو َهادُنَا َويُ ْخ ِ‬
‫ين ِب َها‬ ‫اصينَا َوتَ ْست َ ِع ُ‬ ‫يش ِب َها َم َوا ِشينَا َوتَ ْندَى ِب َها أَقَ ِ‬ ‫ارنَا َوت َ ِع ُ‬ ‫ثِ َم ُ‬
‫علَى بَ ِريهتِ َك‬ ‫اك ْال َج ِزيلَ ِة َ‬ ‫طاي َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫احينَا ِم ْن بَ َر َكاتِ َك ْال َوا ِسعَ ِة َو َ‬ ‫ض َو ِ‬ ‫َ‬
‫ضلَةً ِم ْد َرارا ً‬ ‫س َما ًء ُم ْخ ِ‬ ‫علَ ْينَا َ‬ ‫ِك ْال ُم ْه َملَ ِة َوأ َ ْن ِز ْل َ‬ ‫ْال ُم ْر ِملَ ِة َو َو ْحش َ‬
‫غي َْر‬ ‫ط َر َ‬ ‫ط ُر ِم ْن َها ْالقَ ْ‬ ‫اطلَةً يُدَافِ ُع ْال َو ْد ُق ِم ْن َها ْال َو ْدقَ َويَ ْح ِف ُز ْالقَ ْ‬ ‫َه ِ‬
‫شف ه ٍ‬
‫ان‬ ‫ض َها َو َال قَزَ عٍ َربَابُ َها َو َال َ‬ ‫ار ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب بَ ْرقُ َها َو َال َج َه ٍام َ‬ ‫ُخله ٍ‬
‫ب ِ ِْل ْم َرا ِع َها ْال ُم ْج ِدبُونَ َويَ ْحيَا ِببَ َر َك ِت َها‬ ‫ص َ‬ ‫ِذ َهابُ َها َحتهى يُ ْخ ِ‬
‫طوا َوتَ ْن ُ‬
‫ش ُر َر ْح َمت َ َك‬ ‫ْال ُم ْسنِتُونَ فَإِنه َك ت ُ ْن ِز ُل ْالغَي َ‬
‫ْث ِم ْن بَ ْع ِد َما قَنَ ُ‬
‫ي ْال َح ِميدُ ‪.‬‬ ‫ت ْال َو ِل ُّ‬
‫َوأ َ ْن َ‬

‫تفسيرُماُفيُهذهُالخطبةُمنُالغريب‪ :‬قال السيد الشريف رضي هللا عنه ‪ :‬قوله (‬


‫عليه السالم ) انصاحت جبالنا أي تشققت من المحول يقال انصاح الثوب إذا انشق‬
‫و يقال أيضا انصاح النبت و صاح و صوح إذا جف و يبس كله بمعنى‪ .‬و قوله و‬
‫هامت دوابُّنا أي عطشت و ال ُهيام العطش‪ .‬و قوله حدابير السنين جمع ِح ْدبار و‬
‫هي الناقة التي أنضاها السير فشبه بها السنة التي فشا فيها الجدب قال ذو الرمة ‪:‬‬
‫ير ما ت َ ْنفَ ُّك إالّ ُمنَا َخةً * َعلى ال َخ ْس ِ‬
‫ف ْأو ن َْر ِمي ِب َها َبلَدَا ً قَ ْف َرا‬ ‫َحدَا ِب ُ‬
‫و قَ َو َْلُهُ ‪ :‬و ال قزع ربابها القزع القطع الصغار المتفرقة من السحاب‪ .‬و قوله و‬
‫شفهان الريح الباردة و الذهاب‬
‫شفهان ذهابها و ال َ‬
‫شفهان ذهابها فإن تقديره و ال ذات َ‬
‫ال َ‬
‫اْلمطار اللينة فحذف ذات لعلم السامع به ‪.‬‬
‫]‪[116‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُينصحُأصحابه‬

‫ت َر ِبّ ِه‬ ‫س َاال ِ‬ ‫ق فَبَله َغ ِر َ‬ ‫علَى ْالخ َْل ِ‬ ‫ق َوشَا ِهدا ً َ‬ ‫سلَهُ دَا ِعيا ً ِإلَى ْال َح ّ ِ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫غي َْر َوا ِه ٍن َو َال‬ ‫َّللاِ أ َ ْعدَا َءهُ َ‬‫ص ٍر َو َجا َهدَ فِي ه‬ ‫ان َو َال ُمقَ ِ ّ‬ ‫غي َْر َو ٍ‬ ‫َ‬
‫ص ُر َم ِن ا ْهتَدَى ِم ْن َها َولَ ْو ت َ ْعلَ ُمونَ َما‬ ‫ُمعَذّ ٍِر ِإ َما ُم َم ِن اتهقَى َوبَ َ‬
‫ت ت َ ْب ُكونَ‬ ‫صعُدَا ِ‬ ‫غ ْيبُهُ ِإذا ً لَخ ََر ْجت ُ ْم ِإلَى ال ُّ‬ ‫ع ْن ُك ْم َ‬ ‫ي َ‬ ‫ط ِو َ‬‫أَ ْعلَ ُم ِم هما ُ‬
‫علَى أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َولَت َ َر ْكت ُ ْم أَ ْم َوالَ ُك ْم َال‬ ‫علَى أ َ ْع َما ِل ُك ْم َوت َ ْلتَ ِد ُمونَ َ‬ ‫َ‬
‫سهُ َال‬ ‫ئ ِم ْن ُك ْم نَ ْف ُ‬ ‫ت ُك هل ْام ِر ٍ‬ ‫علَ ْي َها َولَ َه هم ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س لَ َها َو َال خَا ِل َ‬ ‫ار َ‬ ‫َح ِ‬
‫غي ِْر َها َولَ ِكنه ُك ْم نَسِيت ُ ْم َما ذُ ِ ّك ْرت ُ ْم َوأ َ ِم ْنت ُ ْم َما ُحذّ ِْرت ُ ْم فَتَاهَ‬ ‫يَ ْلت َ ِفتُ ِإلَى َ‬
‫َّللاَ فَ هرقَ بَ ْينِي‬ ‫علَ ْي ُك ْم أَ ْم ُر ُك ْم َولَ َو ِددْتُ أَ هن ه‬ ‫ت َ‬ ‫ع ْن ُك ْم َرأْيُ ُك ْم َوت َ َ‬
‫شت ه َ‬ ‫َ‬
‫الرأْي ِ‬ ‫ين ه‬ ‫ام ُ‬ ‫َّللاِ َميَ ِ‬‫َوبَ ْينَ ُك ْم َوأ َ ْل َحقَنِي بِ َم ْن ُه َو أَ َح ُّق ِبي ِم ْن ُك ْم قَ ْو ٌم َو ه‬
‫علَى‬ ‫ض ْوا قُدُما ً َ‬ ‫يك ِل ْلبَ ْغي ِ َم َ‬ ‫ار ُ‬ ‫ق َمت َ ِ‬ ‫اجي ُح ْال ِح ْل ِم َمقَا ِوي ُل ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫َم َر ِ‬
‫ظ ِف ُروا ِب ْالعُ ْقبَى الدهائِ َم ِة‬ ‫علَى ْال َم َح هج ِة فَ َ‬ ‫الط ِريقَ ِة َوأَ ْو َجفُوا َ‬ ‫ه‬
‫غ َال ُم ثَ ِقيفٍ الذهيها ُل‬ ‫علَ ْي ُك ْم ُ‬ ‫ط هن َ‬ ‫سله َ‬ ‫اردَ ِة أَ َما َو ه‬
‫َّللاِ لَيُ َ‬ ‫َو ْال َك َرا َم ِة ْالبَ ِ‬
‫ِيب ش َْح َمت َ ُك ْم ِإي ٍه أَبَا َوذَ َحةَ ‪.‬‬ ‫َض َرت َ ُك ْم َويُذ ُ‬ ‫ْال َميها ُل يَأ ْ ُك ُل خ ِ‬
‫قال الشريف ‪ :‬الوذحة الخنفساء و هذا القول يومئ به إلى الحجاج و له مع الوذحة‬
‫حديث ليس هذا موضع ذكره ‪.‬‬
‫]‪[117‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيوبخُالبخَلءُبالمالُوُالنفس‬

‫ط ْرت ُ ْم ِب َها ِللهذِي‬


‫س خَا َ‬ ‫فَ َال أ َ ْم َوا َل بَذَ ْلت ُ ُمو َها ِللهذِي َرزَ قَ َها َو َال أَ ْنفُ َ‬
‫َّللاَ فِي ِعبَا ِد ِه‬ ‫علَى ِعبَا ِد ِه َو َال ت ُ ْك ِر ُمونَ ه‬ ‫َخلَقَ َها ت َ ْك ُر ُمونَ ِب ه‬
‫اّلِلِ َ‬
‫ع ْن أ َ ْو َ‬
‫ص ِل‬ ‫طا ِع ُك ْم َ‬‫َاز َل َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم َوا ْن ِق َ‬
‫فَا ْعتَبِ ُروا بِنُ ُزو ِل ُك ْم َمن ِ‬
‫ِإ ْخ َوا ِن ُك ْم ‪.‬‬
‫]‪[118‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالصالحينُمنُأصحابه‬

‫ِين َو ْال ُجن َُن يَ ْو َم‬


‫ان فِي الدّ ِ‬ ‫اْل ْخ َو ُ‬‫ق َو ْ ِ‬ ‫علَى ْال َح ّ ِ‬
‫ار َ‬ ‫ص ُ‬ ‫أَ ْنت ُ ُم ْاْل َ ْن َ‬
‫عةَ‬
‫طا َ‬‫ب ْال ُم ْد ِب َر َو أَ ْر ُجو َ‬ ‫اس ِب ُك ْم أَض ِْر ُ‬ ‫طانَةُ دُونَ النه ِ‬ ‫ْالبَأ ْ ِس َو ْال ِب َ‬
‫ب‬
‫الر ْي ِ‬‫س ِلي َم ٍة ِمنَ ه‬ ‫ش َ‬ ‫ص َح ٍة َخ ِليه ٍة ِمنَ ْال ِغ ِ ّ‬ ‫ْال ُم ْقبِ ِل فَأ َ ِعينُونِي بِ ُمنَا َ‬
‫اس‪.‬‬ ‫اس ِبالنه ِ‬ ‫َّللاِ ِإ ِنّي َْل َ ْولَى النه ِ‬
‫فَ َو ه‬
‫]‪[119‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوقدُجمعُالناسُوُحضهمُعلىُالجهادُفسكتواُمليُا ً‬

‫سونَ أَ ْنت ُ ْم ‪ ،‬فَقَا َل قَ ْو ٌم ِم ْن ُه ْم‬ ‫فَقَا َل عليه السالم ‪َ :‬ما بَالُ ُك ْم أَ ُم ْخ َر ُ‬


‫ت ِس ْرنَا َمعَ َك ‪ ،‬فَقَا َل عليه السالم‪َ :‬ما‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإ ْن ِس ْر َ‬ ‫يَا أ َ ِم َ‬
‫ص ٍد أَ فِي ِمثْ ِل َهذَا يَ ْنبَ ِغي ِلي‬ ‫س ِدّ ْدت ُ ْم ِل ُر ْش ٍد َو َال ُهدِيت ُ ْم ِلقَ ْ‬ ‫بَالُ ُك ْم َال ُ‬
‫ضاهُ ِم ْن‬ ‫أ َ ْن أ َ ْخ ُر َج َو ِإنه َما َي ْخ ُر ُج ِفي ِمثْ ِل َهذَا َر ُج ٌل ِم هم ْن أَ ْر َ‬
‫ص َر‬ ‫ع ْال ُج ْندَ َو ْال ِم ْ‬ ‫ش ْجعَا ِن ُك ْم َوذَ ِوي بَأ ْ ِس ُك ْم َو َال يَ ْنبَ ِغي ِلي أَ ْن أَدَ َ‬ ‫ُ‬
‫ظ َر‬ ‫ضا َء بَيْنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ َوالنه َ‬ ‫ض َو ْالقَ َ‬ ‫ْت ْال َما ِل َو ِجبَايَةَ ْاْل َ ْر ِ‬ ‫َوبَي َ‬
‫طا ِل ِبينَ ث ُ هم أ َ ْخ ُر َج فِي َكتِيبَ ٍة أَتْبَ ُع أ ُ ْخ َرى أَتَقَ ْلقَ ُل‬ ‫ق ْال ُم َ‬ ‫فِي ُحقُو ِ‬
‫ارغ َو ِإنه َما أَنَا قُ ْ‬ ‫ح فِي ْال َج ِف ِ ْ‬
‫الر َحى تَد ُ‬
‫ُور‬ ‫ب ه‬ ‫ط ُ‬ ‫ير الفَ ِ ِ‬ ‫تَقَ ْلقُ َل ْال ِق ْد ِ‬
‫ب ثِفَالُ َها‬ ‫ط َر َ‬ ‫ض َ‬ ‫ار َها َوا ْ‬ ‫ار َمدَ ُ‬ ‫ار ْقتُهُ ا ْست َ َح َ‬ ‫ي َوأَنَا ِب َم َكانِي فَإِذَا فَ َ‬ ‫علَ ه‬ ‫َ‬
‫ش َهادَةَ ِع ْندَ‬ ‫َّللاِ لَ ْو َال َر َجائِي ال ه‬ ‫سو ُء َو ه‬ ‫الرأْ ُ‬
‫ي ال ُّ‬ ‫َّللاِ ه‬ ‫َهذَا لَعَ ْم ُر ه‬
‫صتُ‬ ‫ش َخ ْ‬ ‫ِلقَائِي ْالعَد هُو َولَ ْو قَ ْد ُح هم ِلي ِلقَا ُؤهُ لَقَ هربْتُ ِر َكا ِبي ث ُ هم َ‬
‫عيها ِبينَ‬‫طعهانِينَ َ‬ ‫ش َما ٌل َ‬ ‫وب َو َ‬ ‫ف َجنُ ٌ‬ ‫اختَلَ َ‬‫طلُبُ ُك ْم َما ْ‬ ‫ع ْن ُك ْم فَ َال أ َ ْ‬ ‫َ‬
‫اجتِ َماعِ‬ ‫عدَ ِد ُك ْم َم َع قِله ِة ْ‬‫غنَا َء فِي َكثْ َرةِ َ‬ ‫َحيهادِينَ َر هوا ِغينَ ِإنههُ َال َ‬
‫علَ ْي َها‬ ‫ح اله ِتي َال يَ ْه ِل ُك َ‬ ‫اض ِ‬ ‫ق ْال َو ِ‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫علَى ال ه‬ ‫قُلُو ِب ُك ْم لَقَ ْد َح َم ْلت ُ ُك ْم َ‬
‫ار ‪.‬‬ ‫ام فَإِلَى ْال َجنه ِة َو َم ْن زَ هل فَإِلَى النه ِ‬ ‫ِإ هال َها ِل ٌك َم ِن ا ْستَقَ َ‬
‫]‪[120‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيذكرُفضلهُويعظُالناس‬

‫ت‬ ‫ام ْال َك ِل َما ِ‬


‫ت َوت َ َم َ‬ ‫ام ْال ِعدَا ِ‬‫ت َو ِإتْ َم َ‬ ‫س َاال ِ‬ ‫ع ِلّ ْمتُ ت َ ْب ِلي َغ ِ ّ‬
‫الر َ‬ ‫اّلِلِ لَقَ ْد ُ‬
‫تَ ه‬
‫ضيَا ُء ْاْل َ ْم ِر أ َ َال َو ِإ هن ش ََرائِ َع‬ ‫اب ْال ُح ْك ِم َو ِ‬ ‫ت أَب َْو ُ‬ ‫َو ِع ْندَنَا أ َ ْه َل ْالبَ ْي ِ‬
‫ف‬ ‫غنِ َم َو َم ْن َوقَ َ‬ ‫اصدَة ٌ َم ْن أ َ َخذَ بِ َها لَ ِحقَ َو َ‬ ‫سبُلَهُ قَ ِ‬ ‫احدَة ٌ َو ُ‬ ‫ِين َو ِ‬‫الدّ ِ‬
‫ض هل َونَد َِم ا ْع َملُوا ِليَ ْو ٍم ت ُ ْذخ َُر لَهُ الذهخَا ِئ ُر َوت ُ ْبلَى ِفي ِه‬ ‫ع ْن َها َ‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ أ َ ْع َج ُز َوغَا ِئبُهُ‬ ‫ازبُهُ َ‬ ‫اض ُر لُ ِبّ ِه فَعَ ِ‬
‫س َرا ِئ ُر َو َم ْن َال يَ ْنفَعُهُ َح ِ‬ ‫ال ه‬
‫شدِيدٌ َوقَ ْع ُر َها بَ ِعيدٌ َو ِح ْليَت ُ َها َحدِيدٌ‬ ‫أَع َْو ُز َواتهقُوا نَاراً َح ُّر َها َ‬
‫َّللاُ تَعَالَى ِل ْل َم ْر ِء‬
‫صا ِل َح يَ ْجعَلُهُ ه‬ ‫سانَ ال ه‬ ‫اللّ َ‬
‫صدِيدٌ‪ .‬أ َ َال َو ِإ هن ِ‬ ‫َوش ََرابُ َها َ‬
‫ورثُهُ َم ْن َال يَ ْح َمدُهُ‪.‬‬ ‫اس َخي ٌْر لَهُ ِمنَ ْال َما ِل يُ ِ‬ ‫فِي النه ِ‬
‫]‪[121‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫بعدُليلةُالهريرُوُقدُقامُإليهُرجلُمنُأصحابهُفقالُنهيتناُعنُالحكومةُثمُ‬
‫أمرتناُبهاُفلمُندرُأيُاألمرين‬
‫أرشدُفصفقُعليهُالسَلمُإحدىُيديهُعلىُاألخرىُثمُقال‪:‬‬

‫َّللا لَ ْو أ َ ِنّي ِحينَ أَ َم ْرت ُ ُك ْم ِب ِه‬ ‫َهذَا َجزَ ا ُء َم ْن ت َ َر َك ْالعُ ْقدَة َ أَ َما َو ه ِ‬
‫َّللاُ فِي ِه َخيْرا ً فَإِ ِن ا ْستَقَ ْمت ُ ْم‬ ‫علَى ْال َم ْك ُرو ِه الهذِي يَ ْجعَ ُل ه‬ ‫َح َم ْلت ُ ُك ْم َ‬
‫ار ْكت ُ ُك ْم لَ َكانَ ِ‬
‫ت‬ ‫َهدَ ْيت ُ ُك ْم َو ِإ ِن اع َْو َج ْجت ُ ْم قَ هو ْمت ُ ُك ْم َو ِإ ْن أَبَ ْيت ُ ْم تَدَ َ‬
‫ي ِب ُك ْم َوأَ ْنت ُ ْم دَا ِئي‬ ‫ْال ُوثْقَى َولَ ِك ْن ِب َم ْن َو ِإلَى َم ْن أ ُ ِريدُ أَ ْن أُدَا ِو َ‬
‫ض ْلعَ َها َمعَ َها الله ُه هم قَ ْد‬ ‫ش ْو َك ِة َو ُه َو يَ ْعلَ ُم أ َ هن َ‬ ‫ش ْو َك ِة ِبال ه‬‫َكنَا ِق ِش ال ه‬
‫ي ِ أَيْنَ‬ ‫الر ِك ّ‬ ‫ان ه‬ ‫ط ِ‬ ‫عةُ ِبأ َ ْش َ‬ ‫ت النه ْز َ‬ ‫ي ِ َو َكله ِ‬ ‫اء الده ِو ّ‬ ‫ت أ َ ِطبها ُء َهذَا الده ِ‬ ‫َمله ْ‬
‫اْل ْس َال ِم فَقَ ِبلُوهُ َوقَ َر ُءوا ْالقُ ْرآنَ فَأ َ ْح َك ُموهُ‬ ‫عوا ِإلَى ْ ِ‬ ‫ْالقَ ْو ُم الهذِينَ دُ ُ‬
‫سلَبُوا‬ ‫اح ِإلَى أ َ ْو َال ِد َها َو َ‬ ‫اللّقَ ِ‬ ‫َو ِهي ُجوا ِإلَى ْال ِج َها ِد فَ َو ِل ُهوا َولَهَ ِ‬
‫صفّا ً‬ ‫ض زَ ْحفا ً زَ ْحفا ً َو َ‬ ‫اف ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ط َر ِ‬ ‫وف أَ ْغ َمادَ َها َوأ َ َخذُوا ِبأ َ ْ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫ال ُّ‬
‫اء َو َال يُعَ هز ْونَ‬ ‫ش ُرونَ ِب ْاْل َ ْحيَ ِ‬ ‫ض نَ َجا َال يُبَ ه‬ ‫ض َهلَ َك َوبَ ْع ٌ‬ ‫صفّا ً بَ ْع ٌ‬ ‫َ‬
‫صيَ ِام‬ ‫ون ِمنَ ال ِ ّ‬ ‫ط ِ‬ ‫ص ْالبُ ُ‬ ‫اء ُخ ْم ُ‬ ‫ون ِمنَ ْالبُ َك ِ‬ ‫ع ِن ْال َم ْوتَى ُم ْرهُ ْالعُيُ ِ‬ ‫َ‬
‫علَى ُو ُجو ِه ِه ْم‬ ‫س َه ِر َ‬ ‫ان ِمنَ ال ه‬ ‫ص ْف ُر ْاْل َ ْل َو ِ‬ ‫اء ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫شفَا ِه ِمنَ الدُّ َ‬‫ذُبُ ُل ال ِ ّ‬
‫َظ َمأ َ ِإلَ ْي ِه ْم‬ ‫غبَ َرة ُ ْالخَا ِش ِعينَ أُولَئِ َك ِإ ْخ َوانِي الذها ِهبُونَ فَ َح هق لَنَا أَ ْن ن ْ‬ ‫َ‬
‫ط ُرقَهُ‬ ‫س ِنّي لَ ُك ْم ُ‬ ‫طانَ يُ َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫علَى ِف َرا ِق ِه ْم ِإ هن ال ه‬ ‫ض ْاْل َ ْيدِي َ‬ ‫َونَعَ ه‬
‫ع ِة ْالفُ ْرقَةَ‬ ‫ع ْقدَة ً َويُ ْع ِطيَ ُك ْم ِب ْال َج َما َ‬ ‫ع ْقدَة ً ُ‬ ‫َويُ ِريدُ أ َ ْن يَ ُح هل دِينَ ُك ْم ُ‬
‫صي َحةَ‬ ‫ع ْن نَزَ غَا ِت ِه َونَفَثَا ِت ِه َوا ْقبَلُوا النه ِ‬ ‫ص ِدفُوا َ‬ ‫َو ِب ْالفُ ْرقَ ِة ْال ِفتْنَةَ فَا ْ‬
‫علَى أَ ْنفُ ِس ُك ْم ‪.‬‬ ‫ِم هم ْن أ َ ْهدَا َها ِإلَ ْي ُك ْم َوا ْع ِقلُو َها َ‬
‫]‪[122‬‬
‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫قالهُللخوارجُوُقدُخرجُإلىُمعسكرهمُوُهمُمقيمونُعلىُإنكارُالحكومةُفقالُ‬
‫عليهُالسَلم‪:‬‬

‫ش ِهدَ َو ِمنها َم ْن لَ ْم يَ ْش َه ْد‬ ‫ص ِفّينَ فَقَالُوا ِمنها َم ْن َ‬ ‫ش ِهدَ َمعَنَا ِ‬ ‫أَ ُكلُّ ُك ْم َ‬
‫ص ِفّينَ ِف ْرقَةً َو َم ْن لَ ْم‬ ‫ش ِهدَ ِ‬ ‫ازوا ِف ْرقَتَي ِْن فَ ْليَ ُك ْن َم ْن َ‬ ‫امتَ ُ‬ ‫قَا َل فَ ْ‬
‫اس فَقَا َل‬ ‫يَ ْش َه ْد َها فِ ْرقَةً َحتهى أ ُ َك ِلّ َم ُك ًّال ِم ْن ُك ْم ِب َك َال ِم ِه َونَادَى النه َ‬
‫ي فَ َم ْن‬ ‫صتُوا ِلقَ ْو ِلي َوأَ ْق ِبلُوا ِبأ َ ْفئِدَتِ ُك ْم ِإلَ ه‬ ‫ع ِن ْال َك َال ِم َوأ َ ْن ِ‬ ‫أَ ْم ِس ُكوا َ‬
‫ش َهادَة ً فَ ْليَقُ ْل ِب ِع ْل ِم ِه فِي َها ث ُ هم َكله َم ُه ْم عليه السالم ِب َك َال ٍم‬ ‫ش ْدنَاهُ َ‬ ‫نَ َ‬
‫ط ِوي ٍل ِم ْن ُج ْملَتِ ِه أ َ ْن قَا َل عليه السالم أَ لَ ْم تَقُولُوا ِع ْندَ َر ْف ِع ِه ُم‬ ‫َ‬
‫ف ِحيلَةً َو ِغيلَةً َو َم ْكرا ً َو َخدِيعَةً ِإ ْخ َوانُنَا َوأَ ْه ُل دَع َْوتِنَا‬ ‫اح َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْال َم َ‬
‫ي ْالقَبُو ُل ِم ْن ُه ْم‬ ‫الرأْ ُ‬
‫س ْب َحانَهُ فَ ه‬ ‫َّللاِ ُ‬‫ب ه‬ ‫ا ْستَقَالُونَا َوا ْستَ َرا ُحوا ِإلَى ِكتَا ِ‬
‫ع ْد َو ٌ‬
‫ان‬ ‫اطنُهُ ُ‬ ‫ان َوبَ ِ‬ ‫ظا ِه ُرهُ ِإي َم ٌ‬ ‫ع ْن ُه ْم فَقُ ْلتُ لَ ُك ْم َهذَا أ َ ْم ٌر َ‬ ‫يس َ‬ ‫َوالت ه ْن ِف ُ‬
‫علَى شَأ ْ ِن ُك ْم َو ْالزَ ُموا‬ ‫آخ ُرهُ نَدَا َمةٌ فَأ َ ِقي ُموا َ‬ ‫َوأ َ هولُهُ َر ْح َمةٌ َو ِ‬
‫ق‬‫اج ِذ ُك ْم َو َال تَ ْلت َ ِفتُوا ِإلَى نَا ِع ٍ‬ ‫علَى ْال ِج َها ِد بَن ََو ِ‬ ‫ضوا َ‬ ‫ع ُّ‬ ‫ط ِريقَت َ ُك ْم َو َ‬ ‫َ‬
‫َت َه ِذ ِه ْالفَ ْعلَةُ َوقَ ْد‬ ‫ض هل َو ِإ ْن ت ُ ِر َك ذَ هل َوقَ ْد َكان ْ‬ ‫يب أَ َ‬ ‫نَعَقَ ِإ ْن أ ُ ِج َ‬
‫ضت ُ َها َو َال‬ ‫ي فَ ِري َ‬ ‫علَ ه‬ ‫ت َ‬ ‫َّللاِ لَئِ ْن أَبَ ْيت ُ َها َما َو َجبَ ْ‬ ‫ط ْيت ُ ُمو َها َو ه‬ ‫َرأَ ْيت ُ ُك ْم أ َ ْع َ‬
‫َّللاِ ِإ ْن ِجئْت ُ َها ِإ ِنّي لَ ْل ُم ِح ُّق الهذِي يُتهبَ ُع َو ِإ هن‬ ‫َّللاُ ذَ ْنبَ َها َو َو ه‬ ‫َح هملَنِي ه‬
‫سو ِل ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ص ِح ْبتُهُ فَلَقَ ْد ُكنها َم َع َر ُ‬ ‫ار ْقتُهُ ُم ْذ َ‬ ‫اب لَ َم ِعي َما فَ َ‬ ‫ا ْل ِكتَ َ‬
‫باء َو ْاْل َ ْبن ِ‬
‫َاء‬ ‫علَى ْاآل ِ‬ ‫ُور َ‬ ‫صلى هللا عليه وآله َو ِإ هن ْالقَتْ َل لَيَد ُ‬
‫صيبَ ٍة َو ِشدهةٍ ِإ هال‬ ‫ت فَ َما ن َْزدَادُ َعلَى ُك ِّل ُم ِ‬ ‫ان َو ْالقَ َرابَا ِ‬ ‫اْل ْخ َو ِ‬ ‫َو ْ ِ‬
‫ض‬ ‫ض ِ‬ ‫علَى َم َ‬ ‫صبْرا ً َ‬ ‫ق َوت َ ْس ِليما ً ِل َْل َ ْم ِر َو َ‬ ‫علَى ْال َح ّ ِ‬ ‫ضيّا ً َ‬ ‫ِإي َمانا ً َو ُم ِ‬
‫علَى َما‬ ‫اْل ْس َال ِم َ‬ ‫صبَ ْحنَا نُقَاتِ ُل ِإ ْخ َوانَنَا فِي ْ ِ‬ ‫اح َولَ ِكنها ِإنه َما أ َ ْ‬ ‫ْال ِج َر ِ‬
‫ط ِم ْعنَا‬ ‫ش ْب َه ِة َوالتهأْ ِوي ِل فَإِذَا َ‬ ‫اج َوال ُّ‬ ‫الزي ِْغ َو ِاال ْع ِو َج ِ‬ ‫دَ َخ َل ِفي ِه ِمنَ ه‬
‫شعَثَنَا َونَتَدَانَى ِب َها ِإلَى ْالبَ ِقيه ِة ِفي َما بَ ْينَنَا‬ ‫صلَ ٍة يَلُ ُّم ه‬
‫َّللاُ ِب َها َ‬ ‫ِفي َخ ْ‬
‫ع هما ِس َوا َها ‪.‬‬ ‫س ْكنَا َ‬ ‫َر ِغ ْبنَا ِفي َها َوأَ ْم َ‬
‫]‪[123‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقالهُألصحابهُفيُساحةُالحربُبصفين‬

‫اء َو َرأَى‬ ‫طةَ َجأ ْ ٍش ِع ْندَ ِ‬


‫اللّقَ ِ‬ ‫س ِم ْن نَ ْف ِس ِه َربَا َ‬ ‫ئ ِم ْن ُك ْم أ َ َح ه‬ ‫ي ْام ِر ٍ‬ ‫َوأ َ ُّ‬
‫ض ِل ن َْجدَتِ ِه الهتِي‬ ‫ع ْن أَ ِخي ِه ِبفَ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ِم ْن أ َ َح ٍد ِم ْن ِإ ْخ َوانِ ِه فَش ًَال فَ ْليَذُ ه‬
‫َّللاُ لَ َجعَلَهُ ِمثْلَهُ ِإ هن‬ ‫ع ْن نَ ْف ِس ِه فَلَ ْو شَا َء ه‬ ‫ب َ‬ ‫علَ ْي ِه َك َما يَذُ ُّ‬ ‫ض َل بِ َها َ‬ ‫فُ ِ ّ‬
‫ب ِإ هن‬ ‫ار ُ‬ ‫يث َال يَفُوتُهُ ْال ُم ِقي ُم َو َال يُ ْع ِج ُزهُ ْال َه ِ‬ ‫ب َح ِث ٌ‬ ‫طا ِل ٌ‬ ‫ت َ‬ ‫ْال َم ْو َ‬
‫ف‬ ‫ب ِبيَ ِد ِه َْل َ ْل ُ‬ ‫س اب ِْن أ َ ِبي َ‬
‫طا ِل ٍ‬ ‫ت ْالقَتْ ُل َوالهذِي نَ ْف ُ‬ ‫أ َ ْك َر َم ْال َم ْو ِ‬
‫غي ِْر‬ ‫اش ِفي َ‬ ‫علَى ْال ِف َر ِ‬‫ي ِم ْن ِميت َ ٍة َ‬ ‫علَ ه‬ ‫ْف أ َ ْه َو ُن َ‬ ‫سي ِ‬ ‫ض ْربَ ٍة ِبال ه‬ ‫َ‬
‫ب َال‬ ‫ض َبا ِ‬ ‫ِيش ال ِ ّ‬ ‫شونَ َكش َ‬ ‫ظ ُر ِإلَ ْي ُك ْم ت َ ِك ُّ‬ ‫َّللاِ َو َكأ َ ِنّي أ َ ْن ُ‬‫ع ِة ه‬ ‫طا َ‬ ‫َ‬
‫الط ِريقَ فَالنه َجاة ُ‬ ‫ضيْما ً قَ ْد ُخ ِلّيت ُ ْم َو ه‬ ‫تَأ ْ ُخذُونَ َحقّا ً َو َال ت َ ْمنَعُونَ َ‬
‫ِل ْل ُم ْقت َ ِح ِم َو ْال َهلَ َكةُ ِل ْل ُمتَلَ ّ ِو ِم ‪.‬‬
‫]‪[124‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُحثُأصحابهُعلىُالقتال‬

‫اس فَإِنههُ‬ ‫ضوا َعلَى ْاْلَض َْر ِ‬ ‫ع ُّ‬ ‫ع َوأَ ِ ّخ ُروا ْال َحا ِس َر َو َ‬ ‫فَقَ ِدّ ُموا الده ِار َ‬
‫اح فَإِنههُ أَ ْم َو ُر‬ ‫وف َع ِن ْال َه ِام َو ْالت َ ُووا فِي أ َ ْ‬ ‫أ َ ْنبَى ِلل ُّ‬
‫الر َم ِ‬‫اف ِ ّ‬ ‫ط َر ِ‬ ‫سي ُ ِ‬
‫ط ِل ْل َجأ ْ ِش َوأَ ْس َك ُن ِل ْلقُلُو ِ‬
‫ب‬ ‫ار فَإِنههُ أَ ْربَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ضوا ْاْل َ ْب َ‬ ‫غ ُّ‬ ‫ِل َْل َ ِسنه ِة َو ُ‬
‫ش ِل َو َرايَتَ ُك ْم فَ َال ت ُ ِميلُو َها َو َال‬ ‫ط َردُ ِل ْلفَ َ‬‫ات فَإِنههُ أ َ ْ‬ ‫ص َو َ‬ ‫َوأ َ ِميتُوا ْاْل َ ْ‬
‫ار ِم ْن ُك ْم‬ ‫ش ْجعَا ِن ُك ْم َو ْال َما ِن ِعينَ ال ِذّ َم َ‬ ‫ت ُ ِخلُّو َها َو َال ت َ ْجعَلُو َها ِإ هال ِبأ َ ْيدِي ُ‬
‫ق ُه ُم الهذِينَ يَ ُحفُّونَ ِب َرايَا ِت ِه ْم‬ ‫علَى نُ ُزو ِل ْال َحقَا ِئ ِ‬ ‫صا ِب ِرينَ َ‬ ‫فَإِ هن ال ه‬
‫َويَ ْكتَنِفُونَ َها ِحفَافَ ْي َها َو َو َرا َء َها َوأ َ َما َم َها َال يَتَأ َ هخ ُرونَ َ‬
‫ع ْن َها‬
‫سى‬ ‫فَيُ ْس ِل ُمو َها َو َال يَتَقَده ُمونَ َعلَ ْي َها فَيُ ْف ِردُو َها أَ ْجزَ أ َ ْام ُرؤٌ قِ ْرنَهُ َوآ َ‬
‫علَ ْي ِه قِ ْرنُهُ َوقِ ْر ُن‬ ‫أَخَاهُ ِبنَ ْف ِس ِه َولَ ْم يَ ِك ْل قِ ْرنَهُ ِإلَى أ َ ِخي ِه فَيَ ْجتَ ِم َع َ‬
‫ْف‬‫سي ِ‬ ‫اجلَ ِة َال تَ ْسلَ ُموا ِم ْن َ‬ ‫ْف ْالعَ ِ‬ ‫سي ِ‬ ‫َّللاِ لَئِ ْن فَ َر ْرت ُ ْم ِم ْن َ‬ ‫أ َ ِخي ِه َوا ْي ُم ه‬
‫ظ ُم ِإ هن فِي ْال ِف َر ِار‬ ‫سنَا ُم ْاْل َ ْع َ‬ ‫ب َوال ه‬ ‫امي ُم ْالعَ َر ِ‬ ‫ْاآل ِخ َرةِ َوأ َ ْنت ُ ْم لَ َه ِ‬
‫ار لَغَي ُْر َم ِزي ٍد فِي‬ ‫ي َو ِإ هن ْالفَ ه‬ ‫ار ْالبَاقِ َ‬ ‫الال ِز َم َو ْالعَ َ‬‫َّللاِ َوالذُّ هل ه‬ ‫َم ْو ِجدَة َ ه‬
‫آن‬
‫الظ ْم ِ‬ ‫َّللاِ َك ه‬ ‫الرائِ ُح ِإلَى ه‬ ‫وز بَ ْينَهُ َوبَيْنَ يَ ْو ِم ِه َم ِن ه‬ ‫ع ُم ِر ِه َو َال َم ْح ُج ٍ‬ ‫ُ‬
‫ار َو ه‬
‫َّللاِ‬ ‫اف ْال َع َوا ِلي ْاليَ ْو َم ت ُ ْبلَى ْاْل َ ْخبَ ُ‬ ‫ط َر ِ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫يَ ِردُ ْال َما َء ْال َجنهةُ تَ ْح َ‬
‫ار ِه ْم الله ُه هم فَإِ ْن َردُّوا ْال َح هق‬ ‫َْلَنَا أ َ ْش َو ُق ِإلَى ِلقَا ِئ ِه ْم ِم ْن ُه ْم ِإلَى ِديَ ِ‬
‫طايَا ُه ْم ِإنه ُه ْم لَ ْن‬ ‫ت َك ِل َمت َ ُه ْم َوأ َ ْبس ِْل ُه ْم ِب َخ َ‬ ‫ش ِت ّ ْ‬
‫عت َ ُه ْم َو َ‬‫ض َج َما َ‬ ‫ض ْ‬ ‫فَا ْف ُ‬
‫ط ْع ٍن د َِراكٍ يَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه ُم النهسِي ُم‬ ‫يَ ُزولُوا َع ْن َم َوا ِق ِف ِه ْم دُونَ َ‬
‫س َوا ِعدَ َو ْاْل َ ْقدَ َ‬
‫ام‬ ‫ام َويُ ْند ُِر ال ه‬ ‫ظ َ‬ ‫ام َويُ ِطي ُح ْال ِع َ‬ ‫ب يَ ْف ِل ُق ْال َه َ‬ ‫ض ْر ٍ‬
‫َو َ‬
‫ب‬‫َو َحتهى يُ ْر َم ْوا ِب ْال َمنَا ِس ِر تَتْبَعُ َها ْال َمنَا ِس ُر َويُ ْر َج ُموا ِب ْال َكتَائِ ِ‬
‫يس‬ ‫يس يَتْلُوهُ ْالخ َِم ُ‬ ‫ب َو َحتهى يُ َج هر ِب ِب َال ِد ِه ُم ْالخ َِم ُ‬ ‫ت َ ْقفُو َها ْال َح َالئِ ُ‬
‫ار ِب ِه ْم‬
‫س ِ‬ ‫ض ِه ْم َو ِبأ َ ْعن ِ‬
‫َان َم َ‬ ‫عقَ ْال ُخيُو ُل فِي ن ََو ِ‬
‫اح ِر أَ ْر ِ‬ ‫َو َحتهى ت َ ْد َ‬
‫ار ِح ِه ْم ‪.‬‬ ‫س ِ‬
‫َو َم َ‬

‫قال السيد الشريف ‪ :‬أقول الدعق الدق أي تدق الخيول بحوافرها أرضهم و نواحر‬
‫أرضهم متقابالتها ‪ ،‬و يقال منازل بني فالن تتناحر أي تتقابل ‪.‬‬
‫]‪[125‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالتحكيمُوُذلكُبعدُسماعهُألمرُالحكمين‬

‫آن ِإنه َما ُه َو‬ ‫الر َجا َل َو ِإنه َما َح هك ْمنَا ْالقُ ْرآنَ َهذَا ْالقُ ْر ُ‬ ‫ِإنها لَ ْم نُ َح ِ ّك ِم ِ ّ‬
‫ان َو َال بُده لَهُ ِم ْن ت َ ْر ُج َم ٍ‬
‫ان‬ ‫س ٍ‬ ‫ور بَيْنَ الدهفهتَي ِْن َال يَ ْن ِط ُق ِب ِل َ‬ ‫ط ٌ‬‫َط َم ْس ُ‬ ‫خ ٌّ‬
‫عانَا ْالقَ ْو ُم إلَى أَ ْن نُ َح ِ ّك َم بَ ْينَنَا‬ ‫الر َجا ُل َولَ هما دَ َ‬ ‫ع ْنهُ ِ ّ‬ ‫َو ِإنه َما يَ ْن ِط ُق َ‬
‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى‬ ‫َّللاِ ُ‬‫ب ه‬ ‫ي َع ْن ِكتَا ِ‬ ‫ْالقُ ْرآنَ لَ ْم نَ ُك ِن ْالفَ ِريقَ ْال ُمتَ َو ِلّ َ‬
‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫س ْب َحانَهُ فَإِ ْن تَنازَ ْعت ُ ْم ِفي َ‬ ‫َوقَ ْد قَا َل ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫سو ِل أَ ْن‬ ‫َّللاِ أ َ ْن ن َْح ُك َم بِ ِكتَا ِب ِه َو َردُّهُ ِإلَى ه‬
‫الر ُ‬ ‫سو ِل فَ َردُّهُ ِإلَى ه‬ ‫الر ُ‬ ‫َو ه‬
‫اس‬ ‫َّللاِ فَن َْح ُن أ َ َح ُّق النه ِ‬ ‫ب ه‬ ‫ق فِي ِكتَا ِ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫سنهتِ ِه فَإِذَا ُح ِك َم ِبال ِ ّ‬ ‫نَأ ْ ُخذَ ِب ُ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله فَن َْح ُن أ َ َح ُّق‬ ‫سو ِل ه‬ ‫سنه ِة َر ُ‬ ‫ِب ِه َو ِإ ْن ُح ِك َم ِب ُ‬
‫ت بَ ْين ََك َوبَ ْينَ ُه ْم أَ َج ًال فِي‬ ‫اس َوأ َ ْو َال ُه ْم ِب َها َوأ َ هما قَ ْولُ ُك ْم ِل َم َجعَ ْل َ‬ ‫النه ِ‬
‫هت ْالعَا ِل ُم َولَعَ هل ه‬
‫َّللاَ‬ ‫الت ه ْح ِك ِيم فَإِنه َما فَعَ ْلتُ ذَ ِل َك ِليَتَبَيهنَ ْال َجا ِه ُل َويَتَثَب َ‬
‫ام َها‬ ‫ظ ِ‬ ‫ص ِل َح فِي َه ِذ ِه ْال ُه ْدنَ ِة أَ ْم َر َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة َو َال تُؤْ َخذَ ِبأ َ ْك َ‬ ‫أَ ْن يُ ْ‬
‫اس ِع ْندَ‬ ‫ض َل النه ِ‬ ‫ي ِ ِإ هن أ َ ْف َ‬ ‫ق َوت َ ْنقَادَ ِْل َ هو ِل ْالغَ ّ‬ ‫ع ْن تَبَي ُِّن ْال َح ّ ِ‬ ‫فَت َ ْع َج َل َ‬
‫صهُ َو َك َرثَهُ ِمنَ‬ ‫ب ِإلَ ْي ِه َو ِإ ْن نَقَ َ‬ ‫ق أ َ َح ه‬ ‫َّللاِ َم ْن َكانَ ْالعَ َم ُل بِ ْال َح ّ ِ‬ ‫ه‬
‫اط ِل َو ِإ ْن َج هر ِإلَ ْي ِه فَا ِئدَة ً َوزَ ادَهُ فَأَيْنَ يُتَاهُ ِب ُك ْم َو ِم ْن أَيْنَ أ ُ ِتيت ُ ْم‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫ْص ُرونَهُ‬ ‫ق َال يُب ِ‬ ‫ع ِن ْال َح ّ ِ‬ ‫ارى َ‬ ‫ِير ِإلَى قَ ْو ٍم َحيَ َ‬ ‫ا ْست َ ِعدُّوا ِل ْل َمس ِ‬
‫ع ِن‬ ‫ب َ‬ ‫ب نُ ُك ٍ‬ ‫ع ِن ْال ِكتَا ِ‬ ‫َو ُموزَ ِعينَ ِب ْال َج ْو ِر َال يَ ْع ِدلُونَ ِب ِه ُجفَاةٍ َ‬
‫ص ُم ِإلَ ْي َها‬ ‫ق َما أ َ ْنت ُ ْم ِب َوثِيقَ ٍة يُ ْعلَ ُق ِب َها َو َال زَ َوافِ ِر ِع ٍ ّز يُ ْعت َ َ‬ ‫الط ِري ِ‬ ‫ه‬
‫ف لَ ُك ْم لَقَ ْد لَ ِقيتُ ِم ْن ُك ْم بَ ْرحا ً‬ ‫ب أَ ْنت ُ ْم أ ُ ّ ٍ‬ ‫َار ْال َح ْر ِ‬ ‫اش ن ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫س ُح ه‬ ‫لَ ِبئْ َ‬
‫اء َو َال‬ ‫ق ِع ْندَ ال ِنّدَ ِ‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫ار ِ‬ ‫َاجي ُك ْم فَ َال أ َ ْح َر ُ‬ ‫يَ ْوما ً أُنَادِي ُك ْم َويَ ْوما ً أُن ِ‬
‫اء ‪.‬‬ ‫ان ثِقَ ٍة ِع ْندَ النه َج ِ‬ ‫ِإ ْخ َو ُ‬
‫]‪[126‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُعوتبُعلىُالتسويةُفيُالعطاء‬

‫علَ ْي ِه َو ه‬
‫َّللاِ َال‬ ‫ص َر ِب ْال َج ْو ِر فِي َم ْن ُو ِلّيتُ َ‬ ‫ب النه ْ‬ ‫أ َ تَأ ْ ُم ُرو ِنّي أ َ ْن أ َ ْ‬
‫طلُ َ‬
‫اء ن َْجما ً لَ ْو َكانَ‬ ‫ير َو َما أ َ هم ن َْج ٌم فِي ال ه‬
‫س َم ِ‬ ‫س ِم ٌ‬‫س َم َر َ‬‫ور ِب ِه َما َ‬ ‫ط ُ‬ ‫أَ ُ‬
‫ْف َو ِإنه َما ْال َما ُل َما ُل ه‬
‫َّللاِ أَ َال َو ِإ هن‬ ‫س هويْتُ بَ ْينَ ُه ْم فَ َكي َ‬ ‫ْال َما ُل ِلي لَ َ‬
‫احبَهُ‬ ‫ص ِ‬ ‫اف َو ُه َو َي ْرفَ ُع َ‬ ‫ِير َو ِإ ْس َر ٌ‬ ‫غي ِْر َح ِقّ ِه تَ ْبذ ٌ‬‫طا َء ْال َما ِل ِفي َ‬ ‫ِإ ْع َ‬
‫اس َويُ ِهينُهُ ِع ْندَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ضعُهُ ِفي ْاآل ِخ َر ِة َويُ ْك ِر ُمهُ ِفي النه ِ‬ ‫ِفي الدُّ ْنيَا َويَ َ‬
‫غي ِْر أَ ْه ِل ِه ِإ هال َح َر َمهُ‬ ‫غي ِْر َح ِقّ ِه َو َال ِع ْندَ َ‬ ‫ض ِع ْام ُرؤٌ َمالَهُ فِي َ‬ ‫َولَ ْم يَ َ‬
‫احتَا َج‬ ‫ت ِب ِه النه ْع ُل يَ ْوما ً فَ ْ‬ ‫ش ْك َر ُه ْم َو َكانَ ِلغَي ِْر ِه ُودُّ ُه ْم فَإِ ْن زَ له ْ‬‫َّللاُ ُ‬
‫ه‬
‫ِين ‪.‬‬‫ِإلَى َمعُونَتِ ِه ْم فَش َُّر َخ ِلي ٍل َوأَ ْْل َ ُم َخد ٍ‬
‫]‪[127‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫وفيهُيبينُبعضُأحكامُالدينُويكشفُللخوارجُالشبهةُوينقضُحكمُالحكمين‬

‫ض ِلّلُونَ‬ ‫ضلَ ْلتُ فَ ِل َم ت ُ َ‬ ‫طأْتُ َو َ‬ ‫ع ُموا أ َ ِنّي أَ ْخ َ‬ ‫فَإِ ْن أَبَ ْيت ُ ْم ِإ هال أ َ ْن ت َ ْز ُ‬
‫ض َال ِلي َوتَأ ْ ُخذُونَ ُه ْم‬ ‫عا همةَ أ ُ هم ِة ُم َح هم ٍد صلى هللا عليه وآله ِب َ‬ ‫َ‬
‫ضعُونَ َها‬ ‫ع َواتِ ِق ُك ْم تَ َ‬ ‫علَى َ‬ ‫سيُوفُ ُك ْم َ‬ ‫طئِي َوت ُ َك ِفّ ُرونَ ُه ْم ِبذُنُو ِبي ُ‬ ‫ِب َخ َ‬
‫َب ِب َم ْن لَ ْم يُ ْذنِبْ َوقَ ْد‬ ‫طونَ َم ْن أَ ْذن َ‬ ‫اض َع ْالبُ ْر ِء َوال ُّ‬
‫س ْق ِم َوت َ ْخ ِل ُ‬ ‫َم َو ِ‬
‫صنَ‬ ‫ي ْال ُم ْح َ‬ ‫الزانِ َ‬ ‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َر َج َم ه‬ ‫سو َل ه‬ ‫ع ِل ْمت ُ ْم أ َ هن َر ُ‬ ‫َ‬
‫يراثَهُ أَ ْهلَهُ‬ ‫ث ِم َ‬ ‫علَ ْي ِه ث ُ هم َو هرثَهُ أ َ ْهلَهُ َوقَت َ َل ْالقَا ِت َل َو َو هر َ‬ ‫صلهى َ‬ ‫ث ُ هم َ‬
‫علَ ْي ِه َما ِمنَ‬ ‫س َم َ‬ ‫ص ِن ث ُ هم قَ َ‬ ‫غي َْر ْال ُم ْح َ‬ ‫ي َ‬ ‫ارقَ َو َجلَدَ ه‬
‫الزا ِن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ط َع ال ه‬ ‫َوقَ َ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه‬ ‫سو ُل ه‬ ‫ت فَأ َ َخذَ ُه ْم َر ُ‬ ‫ْالفَ ْي ِء َونَ َك َحا ْال ُم ْس ِل َما ِ‬
‫اْل ْس َال ِم‬ ‫س ْه َم ُه ْم ِمنَ ْ ِ‬ ‫َّللاِ فِي ِه ْم َولَ ْم يَ ْمنَ ْع ُه ْم َ‬ ‫ام َح هق ه‬ ‫وآله ِبذُنُو ِب ِه ْم َوأَقَ َ‬
‫اس َو َم ْن‬ ‫ار النه ِ‬ ‫َولَ ْم يُ ْخ ِر ْج أ َ ْس َما َء ُه ْم ِم ْن بَي ِْن أَ ْه ِل ِه ث ُ هم أ َ ْنت ُ ْم ِش َر ُ‬
‫ان‬‫ص ْنفَ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫سيَ ْه ِل ُك فِ ه‬ ‫ب ِب ِه تِي َههُ َو َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ان َم َر ِاميَهُ َو َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫َر َمى ِب ِه ال ه‬
‫ض ُم ْف ِر ٌ‬
‫ط‬ ‫ق َو ُم ْب ِغ ٌ‬ ‫غي ِْر ْال َح ّ ِ‬ ‫ب ِإلَى َ‬ ‫ب ِب ِه ْال ُح ُّ‬ ‫ط يَ ْذ َه ُ‬‫ب ُم ْف ِر ٌ‬ ‫ُم ِح ٌّ‬
‫ي َح ًاال النه َم ُ‬
‫ط‬ ‫اس فِ ه‬ ‫ق َو َخي ُْر النه ِ‬ ‫غي ِْر ْال َح ّ ِ‬ ‫ض ِإلَى َ‬ ‫ب ِب ِه ْالبُ ْغ ُ‬ ‫يَ ْذ َه ُ‬
‫َّللاِ َم َع‬ ‫ظ َم فَإِ هن يَدَ ه‬ ‫س َوادَ ْاْل َ ْع َ‬ ‫ط فَ ْالزَ ُموهُ َو ْالزَ ُموا ال ه‬ ‫س ُ‬ ‫ْاْل َ ْو َ‬
‫ان َك َما أ َ هن‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫اس ِلل ه‬ ‫شاذه ِمنَ النه ِ‬ ‫ع ِة َو ِإيها ُك ْم َو ْالفُ ْرقَةَ فَإِ هن ال ه‬ ‫ْال َج َما َ‬
‫ار فَا ْقتُلُوهُ َولَ ْو‬ ‫شع َ ِ‬ ‫عا ِإلَى َهذَا ال ِ ّ‬ ‫ب أ َ َال َم ْن دَ َ‬ ‫شاذه ِمنَ ْالغَن َِم ِلل ِذّئْ ِ‬ ‫ال ه‬
‫ان ِليُ ْح ِييَا َما أَ ْحيَا‬ ‫ت ِع َما َمتِي َه ِذ ِه فَإِنه َما ُح ِ ّك َم ْال َح َك َم ِ‬ ‫َكانَ ت َ ْح َ‬
‫علَ ْي ِه َو ِإ َماتَتُهُ‬ ‫ع َ‬ ‫آن َو ِإ ْحيَا ُؤهُ ِاال ْج ِت َما ُ‬ ‫ات ْالقُ ْر ُ‬ ‫آن َويُ ِميتَا َما أ َ َم َ‬ ‫ْالقُ ْر ُ‬
‫آن ِإلَ ْي ِه ُم اتهبَ ْعنَا ُه ْم َو ِإ ْن َج هر ُه ْم ِإلَ ْينَا‬ ‫ع ْنهُ فَإ ِ ْن َج هرنَا ْالقُ ْر ُ‬ ‫اق َ‬ ‫ِاال ْفتِ َر ُ‬
‫ع ْن أَ ْم ِر ُك ْم َو َال لَبه ْستُهُ‬ ‫ت َال أَبَا لَ ُك ْم بُ ْجرا ً َو َال َخت َ ْلت ُ ُك ْم َ‬ ‫اتهبَعُونَا فَلَ ْم آ ِ‬
‫علَ ْي ِه َما‬ ‫ار َر ُجلَي ِْن أَ َخ ْذنَا َ‬ ‫علَى ْ‬
‫اختِيَ ِ‬ ‫ي َملَئِ ُك ْم َ‬ ‫اجت َ َم َع َرأْ ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِإنه َما ْ‬ ‫َ‬
‫ْص َرانِ ِه َو َكانَ‬ ‫ع ْنهُ َوت َ َر َكا ْال َح هق َو ُه َما يُب ِ‬ ‫أ َ هال يَتَعَدهيَا ْالقُ ْرآنَ فَتَا َها َ‬
‫سبَقَ ا ْستِثْنَاؤُ نَا َعلَ ْي ِه َما فِي‬ ‫علَ ْي ِه َوقَ ْد َ‬ ‫ْال َج ْو ُر َه َوا ُه َما فَ َم َ‬
‫ضيَا َ‬
‫سو َء َرأْ ِي ِه َما َو َج ْو َر ُح ْك ِم ِه َما ‪.‬‬‫ق ُ‬ ‫ص ْم ِد ِل ْل َح ّ ِ‬
‫ْال ُح ُكو َم ِة ِب ْالعَ ْد ِل َوال ه‬
‫]‪[128‬‬

‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيماُيخبرُبهُعنُالمَلحمُبالبصرة‬

‫ار َو َال‬ ‫ار ِب ْال َجي ِْش الهذِي َال يَ ُك ُ‬


‫ون لَهُ ُ‬
‫غب َ ٌ‬ ‫س َ‬‫َف َكأ َ ِنّي ِب ِه َوقَ ْد َ‬ ‫يَا أ َ ْحن ُ‬
‫يرونَ ْاْل َ ْر َ‬
‫ض‬ ‫ب َو َال قَ ْعقَعَةُ لُ ُج ٍم َو َال َح ْم َح َمةُ َخ ْي ٍل يُثِ ُ‬ ‫لَ َج ٌ‬
‫بِأ َ ْقدَ ِام ِه ْم َكأَنه َها أ َ ْقدَا ُم النهعَ ِام ‪.‬‬
‫قال الشريف ‪ :‬يومئ بذلك إلى صاحب الزنج ‪.‬‬

‫ور ْال ُمزَ ْخ َرفَ ِة‬ ‫ام َرةِ َوالدُّ ِ‬ ‫ث ُ هم قَا َل عليه السالم ‪َ :‬و ْي ٌل ِل ِس َك ِك ُك ُم ْالعَ ِ‬
‫اط ِيم ْال ِفيَلَ ِة ِم ْن‬‫اطي ُم َكخ ََر ِ‬ ‫ور َوخ ََر ِ‬ ‫س ِ‬ ‫الهتِي لَ َها أ َ ْجنِ َحةٌ َكأ َ ْجنِ َح ِة النُّ ُ‬
‫ب قَ ِتيلُ ُه ْم َو َال يُ ْفقَدُ غَا ِئبُ ُه ْم أَنَا َك ُّ‬
‫اب الدُّ ْنيَا‬ ‫أُولَ ِئ َك الهذِينَ َال يُ ْندَ ُ‬
‫َاظ ُر َها ِبعَ ْي ِن َها ‪.‬‬‫ِل َو ْج ِه َها َوقَاد ُِر َها ِبقَ ْد ِر َها َون ِ‬

‫منهُفيُوصفُاألتراك‬

‫سونَ‬ ‫ط هرقَةُ يَ ْلبَ ُ‬


‫ان ْال ُم َ‬‫َكأ َ ِنّي أ َ َرا ُه ْم قَ ْوما ً َكأ َ هن ُو ُجو َه ُه ُم ْال َم َج ُّ‬
‫ون ُهن َ‬
‫َاك‬ ‫س َرقَ َوالدِّيبَا َج َويَ ْعت َ ِقبُونَ ْال َخ ْي َل ْال ِعتَاقَ َويَ ُك ُ‬ ‫ال ه‬
‫علَى ْال َم ْقتُو ِل َويَ ُكونَ‬ ‫ِي ْال َم ْج ُرو ُح َ‬ ‫ار قَتْ ٍل َحتهى يَ ْمش َ‬ ‫ا ْستِ ْح َر ُ‬
‫يت يَا‬ ‫ْط َ‬ ‫ص َحا ِب ِه لَقَ ْد أُع ِ‬ ‫ض أَ ْ‬ ‫ور فَقَا َل لَهُ بَ ْع ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ْال ُم ْف ِلتُ أَقَ هل ِمنَ ْال َمأ ْ ُ‬
‫لر ُج ِل‬ ‫ض ِح َك عليه السالم َوقَا َل ِل ه‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِع ْل َم ْالغَ ْي ِ‬ ‫أ َ ِم َ‬
‫ب َو ِإنه َما ُه َو تَعَلُّ ٌم ِم ْن‬ ‫غ ْي ٍ‬‫ْس ُه َو ِب ِع ْل ِم َ‬ ‫ب لَي َ‬ ‫َو َكانَ َك ْل ِبيّا ً يَا أَخَا َك ْل ٍ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫َّللاُ ُ‬‫عدهدَهُ ه‬ ‫ع ِة َو َما َ‬ ‫سا َ‬ ‫ب ِع ْل ُم ال ه‬ ‫ذِي ِع ْل ٍم َو ِإنه َما ِع ْل ُم ْالغَ ْي ِ‬
‫ْث َويَ ْعلَ ُم ما فِي‬ ‫ع ِة َويُن ِ َّز ُل ْالغَي َ‬ ‫سا َ‬‫َّللاَ ِع ْندَهُ ِع ْل ُم ال ه‬
‫ِبقَ ْو ِل ِه ِإ هن ه‬
‫س بِأ َ ّ‬
‫يِ‬ ‫ِب غَدا ً َوما ت َ ْد ِري نَ ْف ٌ‬ ‫س ما ذا تَ ْكس ُ‬ ‫حام َوما ت َ ْد ِري نَ ْف ٌ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫س ْب َحانَهُ َما ِفي ْاْل َ ْر َح ِام ِم ْن ذَ َك ٍر أ َ ْو‬ ‫ض تَ ُموتُ ْاآليَةَ فَيَ ْعلَ ُم ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫أ َ ْر ٍ‬
‫س ِعي ٍد َو َم ْن‬ ‫ي ٍ أَ ْو َ‬ ‫ي ٍ أ َ ْو َب ِخي ٍل َو َ‬
‫ش ِق ّ‬ ‫س ِخ ّ‬‫يح أ َ ْو َج ِمي ٍل َو َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫أُ‬
‫ٍ‬
‫َان ِللنه ِب ِيّينَ ُم َرافِقا ً فَ َهذَا ِع ْل ُم‬
‫طبا ً أ َ ْو فِي ْال ِجن ِ‬‫ار َح َ‬ ‫ون فِي النه ِ‬ ‫يَ ُك ُ‬
‫عله َمهُ ه‬
‫َّللاُ‬ ‫َّللاُ َو َما ِس َوى ذَ ِل َك فَ ِع ْل ٌم َ‬ ‫ب الهذِي َال يَ ْعلَ ُمهُ أ َ َحدٌ ِإ هال ه‬ ‫ْالغَ ْي ِ‬
‫ص ْد ِري‬ ‫عا ِلي ِبأ َ ْن يَ ِعيَهُ َ‬ ‫نَ ِبيههُ صلى هللا عليه وآله فَعَله َمنِي ِه َودَ َ‬
‫علَ ْي ِه َج َوانِ ِحي ‪.‬‬ ‫ط هم َ‬ ‫ض َ‬ ‫َوت َ ْ‬
‫]‪[129‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُذكرُالمكاييلُوُالموازين‬

‫َّللاِ ِإنه ُك ْم َو َما تَأ ْ ُملُونَ ِم ْن َه ِذ ِه الدُّ ْنيَا أَثْ ِويَا ُء ُم َؤ هجلُونَ‬ ‫ِعبَادَ ه‬
‫ب‬‫ب دَائِ ٍ‬ ‫ظ فَ ُر ه‬ ‫ع َم ٌل َم ْحفُو ٌ‬ ‫وص َو َ‬ ‫ض ْونَ أ َ َج ٌل َم ْنقُ ٌ‬ ‫َو َمدِينُونَ ُم ْقت َ َ‬
‫صبَ ْحت ُ ْم فِي زَ َم ٍن َال يَ ْزدَادُ‬ ‫ِح خَا ِس ٌر َوقَ ْد أ َ ْ‬ ‫ب َكاد ٍ‬ ‫ضيه ٌع َو ُر ه‬ ‫ُم َ‬
‫ان ِفي‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ُّر ِفي ِه ِإ هال ِإ ْقبَ ًاال َو َال ال ه‬
‫ش ْي َ‬ ‫ْال َخي ُْر ِفي ِه ِإ هال ِإ ْدبَارا ً َو َال ال ه‬
‫ت َم ِكيدَتُهُ‬ ‫عدهتُهُ َو َ‬
‫ع هم ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ان قَ ِويَ ْ‬ ‫ط َمعا ً فَ َهذَا أَ َو ٌ‬ ‫اس ِإ هال َ‬ ‫َه َال ِك النه ِ‬
‫اس فَ َه ْل‬ ‫ت ِمنَ النه ِ‬ ‫ْث ِشئْ َ‬‫ط ْر ِف َك َحي ُ‬ ‫ستُهُ اض ِْربْ ِب َ‬ ‫َت فَ ِري َ‬ ‫َوأ َ ْم َكن ْ‬
‫َّللاِ ُك ْفرا ً أ َ ْو بَ ِخ ً‬
‫يال‬ ‫غنِيّا ً بَده َل نِ ْع َمةَ ه‬ ‫ْص ُر ِإ هال فَ ِقيرا ً يُ َكا ِبدُ فَ ْقرا ً أ َ ْو َ‬ ‫تُب ِ‬
‫س ْم ِع‬ ‫َّللاِ َو ْفرا ً أَ ْو ُمتَ َم ِ ّردا ً َكأ َ هن ِبأُذُنِ ِه َع ْن َ‬ ‫ق ه‬ ‫ات ه َخذَ ْالبُ ْخ َل ِب َح ّ ِ‬
‫ار ُك ْم‬ ‫صلَ َحا ُؤ ُك ْم َوأَيْنَ أ َ ْح َر ُ‬ ‫ار ُك ْم َو ُ‬ ‫ْال َم َوا ِع ِظ َو ْقرا ً أَيْنَ أ َ ْخيَ ُ‬
‫عونَ فِي َم َكا ِس ِب ِه ْم َو ْال ُمتَن ِ َّز ُهونَ فِي‬ ‫س َم َحاؤُ ُك ْم َوأَيْنَ ْال ُمت َ َو ِ ّر ُ‬ ‫َو ُ‬
‫اجلَ ِة‬ ‫ع ْن َه ِذ ِه الدُّ ْنيَا الدهنِيه ِة َو ْالعَ ِ‬ ‫ظعَنُوا َج ِميعا ً َ‬ ‫ْس قَ ْد َ‬ ‫َمذَا ِه ِب ِه ْم أ َ لَي َ‬
‫ان‬‫شفَت َ ِ‬ ‫ص ِة َو َه ْل ُخ ِل ْقت ُ ْم ِإ هال فِي ُحثَالَ ٍة َال تَ ْلتَ ِقي ِإ هال ِبذَ ِ ّم ِه ُم ال ه‬ ‫ْال ُمنَ ِغّ َ‬
‫ف ِإنها ِ هّلِلِ َو ِإنها ِإلَ ْي ِه‬ ‫ع ْن ِذ ْك ِر ِه ْم َ‬ ‫صغَارا ً ِلقَ ْد ِر ِه ْم َوذَ َهابا ً َ‬ ‫ا ْستِ ْ‬
‫اج ٌر ُم ْزدَ ِج ٌر أَ‬ ‫سادُ فَ َال ُم ْن ِك ٌر ُمغَ ِيّ ٌر َو َال زَ ِ‬ ‫ظ َه َر ْالفَ َ‬ ‫راجعُونَ َ‬ ‫ِ‬
‫ع هز‬ ‫َّللاَ ِفي دَ ِار قُ ْد ِس ِه َوتَ ُكونُوا أَ َ‬ ‫فَ ِب َهذَا ت ُ ِريدُونَ أ َ ْن ت ُ َجا ِو ُروا ه‬
‫ضاتُهُ‬ ‫ع ْن َجنه ِت ِه َو َال تُنَا ُل َم ْر َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫ع ه‬ ‫ات َال يُ ْخدَ ُ‬ ‫أَ ْو ِليَا ِئ ِه ِع ْندَهُ َه ْي َه َ‬
‫ار ِكينَ لَهُ َوالنهاهِينَ‬ ‫َّللاُ ْاآل ِم ِرينَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف الت ه ِ‬ ‫عتِ ِه لَعَنَ ه‬ ‫طا َ‬ ‫ِإ هال ِب َ‬
‫ام ِلينَ ِب ِه‪.‬‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر ْالعَ ِ‬ ‫َ‬
‫]‪[130‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُألبيُذرُرحمهُهللاُلماُأخرجُإلىُالربذة‬

‫ْت لَهُ ِإ هن ْالقَ ْو َم خَافُ َ‬


‫وك‬ ‫َضب َ‬ ‫ار ُج َم ْن غ ِ‬ ‫ْت ِ هّلِلِ فَ ْ‬‫َضب َ‬ ‫يَا أَبَا ذَ ٍ ّر ِإنه َك غ ِ‬
‫وك‬‫علَى دِينِ َك فَاتْ ُر ْك فِي أ َ ْيدِي ِه ْم َما خَافُ َ‬ ‫علَى دُ ْنيَا ُه ْم َو ِخ ْفت َ ُه ْم َ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه فَ َما أَ ْح َو َج ُه ْم ِإلَى َما َمنَ ْعت َ ُه ْم‬
‫علَ ْي ِه َوا ْه ُربْ ِم ْن ُه ْم بِ َما ِخ ْفت َ ُه ْم َ‬ ‫َ‬
‫سدا ً‬ ‫الرا ِب ُح غَدا ً َو ْاْل َ ْكثَ ُر ُح ه‬
‫ست َ ْعلَ ُم َم ِن ه‬ ‫وك َو َ‬ ‫ع هما َمنَعُ َ‬ ‫َاك َ‬ ‫َو َما أ َ ْغن َ‬
‫ع ْب ٍد َرتْقا ً ث ُ هم اتهقَى ه‬
‫َّللاَ‬ ‫علَى َ‬ ‫ضينَ َكانَتَا َ‬ ‫ت َو ْاْل َ َر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫َولَ ْو أ َ هن ال ه‬
‫شنه َك‬‫وح َ‬‫سنه َك ِإ هال ْال َح ُّق َو َال يُ ِ‬‫َّللاُ لَهُ ِم ْن ُه َما َم ْخ َرجا ً َال يُؤْ نِ َ‬ ‫لَ َجعَ َل ه‬
‫وك‬‫ْت ِم ْن َها َْل َ همنُ َ‬ ‫ُّوك َولَ ْو قَ َرض َ‬‫ت دُ ْنيَا ُه ْم َْل َ َحب َ‬ ‫اط ُل فَلَ ْو قَ ِب ْل َ‬
‫ِإ هال ْالبَ ِ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[131‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوفيهُيبينُسببُطلبهُالحكمُوُيصفُاإلمامُالحق‬

‫شا ِهدَة ُ أَ ْبدَانُ ُه ْم‬ ‫وب ْال ُمتَ َ‬


‫ش ِت ّتَةُ ال ه‬ ‫وس ْال ُم ْخت َ ِلفَةُ َو ْالقُلُ ُ‬ ‫أَيهت ُ َها النُّفُ ُ‬
‫ق َوأ َ ْنت ُ ْم تَ ْن ِف ُرونَ‬‫علَى ْال َح ّ ِ‬ ‫ظأ َ ُر ُك ْم َ‬‫عقُولُ ُه ْم أ َ ْ‬ ‫ع ْن ُه ْم ُ‬ ‫َو ْالغَائِبَةُ َ‬
‫طلَ َع بِ ُك ْم‬ ‫ات أَ ْن أَ ْ‬ ‫س ِد َه ْي َه َ‬ ‫ع ِة ْاْل َ َ‬ ‫ور ْال ِم ْعزَ ى ِم ْن َوع َْو َ‬ ‫ع ْنهُ نُفُ َ‬ ‫َ‬
‫ق الله ُه هم ِإنه َك تَ ْعلَ ُم أَنههُ لَ ْم يَ ُك ِن‬ ‫يم ا ْع ِو َجا َج ْال َح ّ ِ‬ ‫ار ْالعَ ْد ِل أ َ ْو أ ُ ِق َ‬‫س َر َ‬‫َ‬
‫ضو ِل‬ ‫َيءٍ ِم ْن فُ ُ‬ ‫اس ش ْ‬ ‫ان َو َال ْال ِت َم َ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫سةً ِفي ُ‬ ‫الهذِي َكانَ ِمنها ُمنَافَ َ‬
‫ص َال َح ِفي‬ ‫اْل ْ‬‫ظ ِه َر ْ ِ‬ ‫ط ِام َولَ ِك ْن ِلن َِردَ ْال َمعَا ِل َم ِم ْن دِي ِن َك َونُ ْ‬ ‫ْال ُح َ‬
‫طلَةُ ِم ْن ُحدُو ِد َك‬ ‫ام ْال ُمعَ ه‬‫ِك َوتُقَ َ‬ ‫ظلُو ُمونَ ِم ْن ِعبَاد َ‬ ‫ِك فَيَأ ْ َمنَ ْال َم ْ‬ ‫ِب َالد َ‬
‫سو ُل ه‬
‫َّللاِ‬ ‫اب لَ ْم يَ ْس ِب ْقنِي ِإ هال َر ُ‬ ‫س ِم َع َوأَ َج َ‬ ‫َاب َو َ‬‫الله ُه هم ِإ ِنّي أ َ هو ُل َم ْن أَن َ‬
‫ع ِل ْمت ُ ْم أَنههُ َال يَ ْنبَ ِغي أَ ْن يَ ُكونَ‬ ‫ص َالةِ َوقَ ْد َ‬ ‫صلى هللا عليه وآله ِبال ه‬
‫اء َو ْال َمغَانِ ِم َو ْاْل َ ْح َك ِام َو ِإ َما َم ِة‬ ‫وج َوال ِدّ َم ِ‬ ‫علَى ْالفُ ُر ِ‬ ‫ْال َوا ِلي َ‬
‫ضله ُه ْم‬ ‫ْال ُم ْس ِل ِمينَ ْالبَ ِخي ُل فَت َ ُكونَ فِي أ َ ْم َوا ِل ِه ْم نَ ْه َمتُهُ َو َال ْال َجا ِه ُل فَيُ ِ‬
‫ف ِللدُّ َو ِل فَيَت ه ِخذَ‬ ‫طعَ ُه ْم ِب َجفَائِ ِه َو َال ْال َحائِ ُ‬ ‫ِب َج ْه ِل ِه َو َال ْال َجافِي فَيَ ْق َ‬
‫ف‬‫ق َويَ ِق َ‬ ‫ب بِ ْال ُحقُو ِ‬ ‫قَ ْوما ً دُونَ قَ ْو ٍم َو َال ْال ُم ْرتَشِي فِي ْال ُح ْك ِم فَيَ ْذ َه َ‬
‫سنه ِة فَيُ ْه ِل َك ْاْل ُ همةَ ‪.‬‬ ‫ط ُل ِلل ُّ‬‫اطع َو َال ْال ُمعَ ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫ِب َها دُونَ ال َمقَ ِ ِ‬
‫]‪[132‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيعظُفيهاُويزهدُفيُالدنيا‬

‫حمدُّللاُ‬

‫اط ُن ِل ُك ِّل‬ ‫طى َو َعلَى َما أ َ ْبلَى َوا ْبتَلَى ْالبَ ِ‬ ‫علَى َما أَ َخذَ َوأَ ْع َ‬ ‫ن َْح َمدُهُ َ‬
‫ُور َو َما تَ ُخ ُ‬
‫ون‬ ‫يرةٍ ْالعَا ِل ُم ِب َما ت ُ ِك ُّن ال ُّ‬
‫صد ُ‬ ‫س ِر َ‬ ‫َخ ِفيه ٍة َو ْال َح ِ‬
‫اض ُر ِل ُك ِّل َ‬
‫غي ُْرهُ َوأَ هن ُم َح همداً (ُصلىُهللاُعليهُ‬ ‫ْالعُيُ ُ‬
‫ون َونَ ْش َهدُ أَ ْن َال ِإلَهَ َ‬
‫ب‬‫اْلع َْالنَ َو ْالقَ ْل ُ‬
‫س ُِّر ْ ِ‬ ‫وآلهُ) ن َِجيبُهُ َوبَ ِعيثُهُ َ‬
‫ش َهادَة ً يُ َوافِ ُق فِي َها ال ّ‬
‫سانَ ‪.‬‬‫اللّ َ‬
‫ِ‬

‫عظةُالناس‬

‫ِب َو َما ُه َو ِإ هال‬ ‫ب َو ْال َح ُّق َال ْال َكذ ُ‬ ‫َّللاِ ْال ِجدُّ َال الله ِع ُ‬
‫وُمنهاُ‪ :‬فَإِنههُ َو ه‬
‫اس ِم ْن‬ ‫س َوادُ النه ِ‬ ‫ْال َم ْوتُ أ َ ْس َم َع دَا ِعي ِه َوأَ ْع َج َل َحادِي ِه فَ َال يَغُ هرنه َك َ‬
‫اْل ْق َال َل‬ ‫ت َم ْن َكانَ قَ ْبلَ َك ِم هم ْن َج َم َع ْال َما َل َو َحذ َِر ْ ِ‬ ‫ِك َوقَ ْد َرأَ ْي َ‬‫نَ ْفس َ‬
‫ْف نَزَ َل ِب ِه ْال َم ْوتُ‬ ‫طو َل أ َ َم ٍل َوا ْستِ ْبعَادَ أ َ َج ٍل َكي َ‬ ‫ب ُ‬ ‫َوأَ ِمنَ ْالعَ َواقِ َ‬
‫علَى أَع َْوا ِد‬‫وال َ‬ ‫طنِ ِه َوأ َ َخذَهُ ِم ْن َمأ ْ َمنِ ِه َم ْح ُم ً‬ ‫ع ْن َو َ‬ ‫ع َجهُ َ‬ ‫فَأ َ ْز َ‬
‫ساكا ً‬ ‫ب َو ِإ ْم َ‬ ‫علَى ْال َمنَا ِك ِ‬ ‫الر َجا َل َح ْم ًال َ‬ ‫الر َجا ُل ِ ّ‬
‫طى بِ ِه ِ ّ‬ ‫ْال َمنَايَا يَتَعَا َ‬
‫َام ِل أ َ َما َرأَ ْيت ُ ُم الهذِينَ يَأ ْ ُملُونَ بَ ِعيدا ً َويَ ْبنُونَ َمشِيدا ً َويَ ْج َمعُونَ‬ ‫ِب ْاْلَن ِ‬
‫ت‬‫ار ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ت بُيُوت ُ ُه ْم قُبُورا ً َو َما َج َمعُوا بُورا ً َو َ‬ ‫صبَ َح ْ‬ ‫ْف أ َ ْ‬ ‫َك ِثيرا ً َكي َ‬
‫سنَ ٍة يَ ِزيدُونَ‬ ‫أ َ ْم َوالُ ُه ْم ِل ْل َو ِار ِثينَ َوأ َ ْز َوا ُج ُه ْم ِلقَ ْو ٍم آخ َِرينَ َال ِفي َح َ‬
‫س ِيّئَ ٍة يَ ْستَ ْعتِبُونَ فَ َم ْن أ َ ْشعَ َر الت ه ْق َوى قَ ْلبَهُ بَ هرزَ َم َهلُهُ َوفَازَ‬ ‫َو َال ِم ْن َ‬
‫ع َملُهُ فَا ْهت َ ِبلُوا َه َبلَ َها َوا ْع َملُوا ِل ْل َجنه ِة َ‬
‫ع َملَ َها فَإِ هن الدُّ ْنيَا لَ ْم ت ُ ْخلَ ْق‬ ‫َ‬
‫ت لَ ُك ْم َم َجازا ً ِلتَزَ هودُوا ِم ْن َها ْاْل َ ْع َما َل ِإلَى‬ ‫لَ ُك ْم دَ َ‬
‫ار ُمقَ ٍام بَ ْل ُخ ِلقَ ْ‬
‫ور ِل ِ ّ‬
‫لزيَا ِل ‪.‬‬ ‫از َوقَ ِ ّربُوا ُّ‬
‫الظ ُه َ‬ ‫علَى أَ ْوفَ ٍ‬‫دَ ِار ْالقَ َر ِار فَ ُكونُوا ِم ْن َها َ‬
‫]‪[133‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيعظمُّللاُسبحانهُوُيذكرُالقرآنُوُالنبيُوُيعظُالناس‬

‫عظمةُّللاُتعالى‬

‫س َم َاواتُ‬ ‫ت لَهُ الدُّ ْنيَا َو ْاآل ِخ َرة ُ ِبأ َ ِز هم ِت َها َوقَذَفَ ْ‬


‫ت ِإلَ ْي ِه ال ه‬ ‫َوا ْنقَادَ ْ‬
‫ار‬ ‫ت لَهُ ِب ْالغُد ّ ُِو َو ْاآل َ‬
‫صا ِل ْاْل َ ْش َج ُ‬ ‫س َجدَ ْ‬ ‫ضونَ َمقَا ِليدَ َها َو َ‬ ‫َو ْاْل َ َر ُ‬
‫ت أ ُ ُكلَ َها‬‫ضيئَةَ َوآتَ ْ‬‫يرانَ ْال ُم ِ‬ ‫ضبَا ِن َها ال ِنّ َ‬ ‫ت لَهُ ِم ْن قُ ْ‬ ‫اض َرة ُ َوقَدَ َح ْ‬ ‫النه ِ‬
‫ار ْاليَانِعَةُ ‪.‬‬ ‫ِب َك ِل َماتِ ِه ال ِث ّ َم ُ‬

‫القرآن‬

‫ْت َال‬ ‫ظ ُه ِر ُك ْم ن ِ‬
‫َاط ٌق َال يَ ْعيَا ِل َ‬
‫سانُهُ َوبَي ٌ‬ ‫َّللاِ بَيْنَ أ َ ْ‬
‫اب ه‬ ‫منها‪َ :‬و ِكتَ ُ‬
‫ت ُ ْهدَ ُم أَ ْر َكانُهُ َو ِع ٌّز َال ت ُ ْهزَ ُم أَع َْوانُهُ‪.‬‬

‫َّللا‬
‫رسول ّ‬
‫س ِن‬‫َازعٍ ِمنَ ْاْل َ ْل ُ‬
‫س ِل َوتَن ُ‬ ‫ين فَتْ َرةٍ ِمنَ ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫علَى ِح ِ‬ ‫سلَهُ َ‬ ‫منها‪ :‬أَ ْر َ‬
‫َّللاِ ْال ُم ْد ِب ِرينَ َ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫س َل َو َختَ َم ِب ِه ْال َو ْح َ‬
‫ي فَ َجا َهدَ فِي ه‬ ‫الر ُ‬ ‫فَقَفهى ِب ِه ُّ‬
‫َو ْالعَا ِد ِلينَ ِب ِه ‪.‬‬

‫الدنيا‬
‫ْص ُر ِم هما َو َرا َء َها‬ ‫ص ِر ْاْل َ ْع َمى َال يُب ِ‬ ‫منها‪َ :‬و ِإنه َما الدُّ ْنيَا ُم ْنت َ َهى بَ َ‬
‫ير‬‫ص ُ‬ ‫ار َو َرا َء َها فَ ْالبَ ِ‬
‫ص ُرهُ َويَ ْعلَ ُم أ َ هن الده َ‬
‫ير يَ ْنفُذُ َها بَ َ‬‫ص ُ‬ ‫شيْئا ً َو ْالبَ ِ‬
‫َ‬
‫ير ِم ْن َها ُمتَزَ ّ ِودٌ‬
‫ص ُ‬‫ص َو ْالبَ ِ‬ ‫ص َو ْاْل َ ْع َمى ِإلَ ْي َها ش ِ‬
‫َاخ ٌ‬ ‫َاخ ٌ‬ ‫ِم ْن َها ش ِ‬
‫َو ْاْل َ ْع َمى لَ َها ُمتَزَ ّ ِودٌ ‪.‬‬

‫عظةُالناس‬
‫احبُهُ يَ ْشبَ ُع ِم ْنهُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ش ْيءٍ ِإ هال َويَ َكادُ َ‬ ‫ْس ِم ْن َ‬ ‫منها‪َ :‬وا ْعلَ ُموا أَنههُ لَي َ‬
‫ت َرا َحةً َو ِإنه َما ذَ ِل َك ِب َم ْن ِزلَ ِة‬ ‫َويَ َملُّهُ ِإ هال ْال َحيَاةَ فَإِنههُ َال يَ ِجدُ فِي ْال َم ْو ِ‬
‫س ْم ٌع‬ ‫اء َو َ‬ ‫ص ٌر ِل ْلعَي ِْن ْالعَ ْميَ ِ‬ ‫ت َوبَ َ‬ ‫ب ْال َم ِيّ ِ‬‫ي َحيَاة ٌ ِل ْلقَ ْل ِ‬ ‫ْال ِح ْك َم ِة اله ِتي ِه َ‬
‫س َال َمةُ ِكتَ ُ‬
‫اب‬ ‫آن َو ِفي َها ْال ِغنَى ُكلُّهُ َوال ه‬ ‫لظ ْم ِ‬‫ي ِل ه‬ ‫اء َو ِر ٌّ‬ ‫ص هم ِ‬‫ِل َْلُذُ ِن ال ه‬
‫ضهُ‬‫ْص ُرونَ ِب ِه َوت َ ْن ِطقُونَ ِب ِه َوتَ ْس َمعُونَ ِب ِه َويَ ْن ِط ُق بَ ْع ُ‬ ‫َّللاِ تُب ِ‬
‫ه‬
‫َّللاِ َو َال‬
‫ف فِي ه‬ ‫ض َو َال يَ ْخت َ ِل ُ‬ ‫علَى بَ ْع ٍ‬ ‫ضهُ َ‬ ‫ض َويَ ْش َهدُ بَ ْع ُ‬ ‫ِببَ ْع ٍ‬
‫علَى ْال ِغ ِّل فِي َما بَ ْينَ ُك ْم‬ ‫طلَ ْحت ُ ْم َ‬ ‫ص َ‬ ‫َّللاِ قَ ِد ا ْ‬ ‫ع ِن ه‬ ‫اح ِب ِه َ‬
‫ص ِ‬ ‫ف ِب َ‬ ‫يُخَا ِل ُ‬
‫ب ْاآل َما ِل‬‫علَى ُح ّ ِ‬ ‫صافَ ْيت ُ ْم َ‬ ‫علَى ِد َمنِ ُك ْم َوتَ َ‬ ‫عى َ‬ ‫ت ْال َم ْر َ‬ ‫َونَبَ َ‬
‫يث َوتَاهَ ِب ُك ُم‬ ‫ام ِب ُك ُم ْال َخ ِب ُ‬ ‫ب ْاْل َ ْم َوا ِل لَقَ ِد ا ْست َ َه َ‬ ‫َوتَعَادَ ْيت ُ ْم فِي َك ْس ِ‬
‫علَى نَ ْفسِي َوأَ ْنفُ ِس ُك ْم‪.‬‬ ‫ان َ‬ ‫َّللاُ ْال ُم ْستَعَ ُ‬
‫ور َو ه‬ ‫ْالغُ ُر ُ‬
‫]‪[134‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوقدُشاورهُعمرُبنُالخطابُفيُالخروجُإلىُغزوُ‬
‫الروم‬

‫ستْ ِر‬‫ِين ِبإِعْزَ ِاز ْال َح ْوزَ ةِ َو َ‬ ‫َّللاُ ِْل َ ْه ِل َهذَا الدّ ِ‬
‫َوقَ ْد ت َ َو هك َل ه‬
‫ص ُرونَ َو َمنَعَ ُه ْم َو ُه ْم‬ ‫ص َر ُه ْم َو ُه ْم قَ ِلي ٌل َال يَ ْنتَ ِ‬ ‫ْالعَ ْو َر ِة َوالهذِي نَ َ‬
‫ي َال يَ ُموتُ ِإنه َك َمتَى تَس ِْر ِإلَى َهذَا ْالعَد ّ ُِو‬ ‫قَ ِلي ٌل َال يَ ْمتَنِعُونَ َح ٌّ‬
‫صى‬ ‫ِك فَتَ ْلقَ ُه ْم فَت ُ ْن َكبْ َال ت َ ُك ْن ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ َكانِفَةٌ دُونَ أَ ْق َ‬‫ِبنَ ْفس َ‬
‫ْس بَ ْعدَ َك َم ْر ِج ٌع يَ ْر ِجعُونَ ِإلَ ْي ِه فَا ْبعَ ْ‬
‫ث ِإلَ ْي ِه ْم َر ُج ًال‬ ‫بِ َال ِد ِه ْم لَي َ‬
‫َّللاُ فَذَ َ‬
‫اك‬ ‫ظ َه َر ه‬ ‫صي َح ِة فَإِ ْن أَ ْ‬ ‫اح ِف ْز َمعَهُ أَ ْه َل ْالبَ َال ِء َوالنه ِ‬
‫ِم ْح َربا ً َو ْ‬
‫اس َو َمثَابَةً ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ ‪.‬‬ ‫ت ِر ْدءا ً ِللنه ِ‬ ‫ب َو ِإ ْن ت َ ُك ِن ْاْل ُ ْخ َرى ُك ْن َ‬ ‫َما ت ُ ِح ُّ‬
‫]‪[135‬‬
‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫وقدُوقعتُمشاجرةُبينهُوُبينُعثمانُفقالُالمغيرةُبنُاألخنسُلعثمانُأناُ‬
‫أكفيكه‪ُ،‬فقالُعليُعليهُالسَلمُللمغيرة‬

‫ع أ َ ْن َ‬
‫ت‬ ‫ش َج َرةِ اله ِتي َال أ َ ْ‬
‫ص َل لَ َها َو َال فَ ْر َ‬ ‫يَا ابْنَ الله ِع ِ‬
‫ين ْاْل َ ْبت َ ِر َوال ه‬
‫ت‬‫ام َم ْن أَ ْن َ‬
‫َاص ُرهُ َو َال قَ َ‬
‫تن ِ‬ ‫َّللاُ َم ْن أَ ْن َ‬
‫ع هز ه‬ ‫َّللاِ َما أَ َ‬
‫تَ ْك ِفي ِني فَ َو ه‬
‫اك ث ُ هم ا ْبلُ ْغ َج ْهدَ َك فَ َال أَ ْبقَى ه‬
‫َّللاُ‬ ‫عنها أَ ْبعَدَ ه‬
‫َّللاُ ن ََو َ‬ ‫اخ ُر ْج َ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ُم ْن ِه ُ‬
‫ْت ‪.‬‬ ‫علَي َْك ِإ ْن أ َ ْبقَي َ‬
‫َ‬
‫]‪[136‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُأمرُالبيعة‬

‫ْس أ َ ْم ِري َوأَ ْم ُر ُك ْم َو ِ‬


‫احدا ً ِإ ِنّي‬ ‫هاي فَ ْلتَةً َولَي َ‬
‫لَ ْم ت َ ُك ْن بَ ْيعَت ُ ُك ْم ِإي َ‬
‫علَى‬ ‫اس أَ ِعينُونِي َ‬ ‫أ ُ ِريدُ ُك ْم ِ هّلِلِ َوأَ ْنت ُ ْم ت ُ ِريدُونَنِي ِْل َ ْنفُ ِس ُك ْم أَيُّ َها النه ُ‬
‫ظا ِل ِم ِه َو َْلَقُودَ هن ه‬
‫الظا ِل َم‬ ‫وم ِم ْن َ‬ ‫ظلُ َ‬ ‫صفَ هن ْال َم ْ‬ ‫َّللاِ َْل ُ ْن ِ‬
‫أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َوا ْي ُم ه‬
‫ارها ً ‪.‬‬
‫ق َو ِإ ْن َكانَ َك ِ‬ ‫وردَهُ َم ْن َه َل ْال َح ّ ِ‬ ‫ِب ِخزَ ا َم ِت ِه َحتهى أ ُ ِ‬
‫]‪[137‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُشأنُطلحةُوُالزبيرُوُفيُالبيعةُله‬

‫طلحةُوُالزبير‬
‫صفا ً َو ِإنه ُه ْم‬ ‫ي ُم ْن َكرا ً َو َال َجعَلُوا بَ ْينِي َوبَ ْينَ ُه ْم نِ ْ‬ ‫َّللاِ َما أَ ْن َك ُروا َعلَ ه‬ ‫َو ه‬
‫سفَ ُكوهُ فَإِ ْن ُك ْنتُ ش َِري َك ُه ْم فِي ِه‬ ‫طلُبُونَ َحقّا ً ُه ْم ت َ َر ُكوهُ َودَما ً ُه ْم َ‬ ‫لَيَ ْ‬
‫الط ِلبَةُ ِإ هال قِبَلَ ُه ْم‬‫َصيبَ ُه ْم ِم ْنهُ َو ِإ ْن َكانُوا َولُوهُ دُونِي فَ َما ه‬ ‫فَإِ هن لَ ُه ْم ن ِ‬
‫يرتِي َما‬ ‫ص َ‬ ‫علَى أَ ْنفُ ِس ِه ْم َو ِإ هن َم ِعي لَبَ ِ‬ ‫َو ِإ هن أَ هو َل َع ْد ِل ِه ْم لَ ْل ُح ْك ُم َ‬
‫ي َو ِإنه َها لَ ْل ِفئَةُ ْالبَا ِغيَةُ فِي َها ْال َح َمأ ُ َو ْال ُح همةُ‬‫علَ ه‬‫س َ‬ ‫لَبَ ْستُ َو َال لُ ِب َ‬
‫اط ُل‬‫اض ٌح َوقَ ْد زَ ا َح ْالبَ ِ‬ ‫ش ْب َهةُ ْال ُم ْغ ِدفَةُ َو ِإ هن ْاْل َ ْم َر لَ َو ِ‬ ‫َوال ُّ‬
‫ط هن لَ ُه ْم‬ ‫َّللاِ َْل ُ ْف ِر َ‬
‫ش ْغبِ ِه َوا ْي ُم ه‬ ‫ع ْن َ‬‫سانُهُ َ‬ ‫ط َع ِل َ‬ ‫صابِ ِه َوا ْنقَ َ‬ ‫ع ْن نِ َ‬ ‫َ‬
‫ي ٍ َو َال يَعُبُّونَ بَ ْعدَهُ ِفي‬ ‫ع ْنهُ ِب ِر ّ‬ ‫صد ُُرونَ َ‬ ‫َح ْوضا ً أَنَا َما ِت ُحهُ َال يَ ْ‬
‫َح ْسي ٍ ‪.‬‬

‫أمرُالبيعة‬
‫علَى أ َ ْو َال ِد َها تَقُولُونَ‬ ‫طافِي ِل َ‬ ‫ي ِإ ْقبَا َل ْالعُو ِذ ْال َم َ‬ ‫منهُ‪ :‬فَأ َ ْقبَ ْلت ُ ْم ِإلَ ه‬
‫عتْ ُك ْم يَدِي‬‫طت ُ ُمو َها َونَازَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ضتُ َك ِفّي فَبَ َ‬ ‫ْالبَ ْيعَةَ ْالبَ ْيعَةَ قَبَ ْ‬
‫ظلَ َمانِي َونَ َكثَا بَ ْيعَتِي َوأَلهبَا‬ ‫طعَانِي َو َ‬ ‫فَ َجاذَ ْبت ُ ُمو َها الله ُه هم ِإنه ُه َما قَ َ‬
‫عقَدَا َو َال ت ُ ْح ِك ْم لَ ُه َما َما أَب َْر َما َوأَ ِر ِه َما‬ ‫احلُ ْل َما َ‬ ‫ي فَ ْ‬ ‫علَ ه‬ ‫اس َ‬ ‫النه َ‬
‫ع ِم َال َولَقَ ِد ا ْستَث َ ْبت ُ ُه َما قَ ْب َل ْال ِقتَا ِل َوا ْستَأْنَيْتُ‬
‫سا َءةَ فِي َما أ َ هم َال َو َ‬ ‫ْال َم َ‬
‫طا ال ِنّ ْع َمةَ َو َردها ْالعَافِيَةَ ‪.‬‬ ‫ام ْال ِوقَاعِ فَغَ َم َ‬ ‫ِب ِه َما أَ َم َ‬
‫]‪[138‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيومئُفيهاُإلىُذكرُالمَلحم‬

‫علَى ْال َه َوى‬ ‫طفُوا ْال ُهدَى َ‬ ‫ف ْال َه َوى َعلَى ْال ُهدَى ِإذَا َع َ‬ ‫يَ ْع ِط ُ‬
‫الرأْيِ‪.‬‬ ‫طفُوا ْالقُ ْرآنَ َعلَى ه‬ ‫ع َ‬ ‫آن ِإذَا َ‬ ‫علَى ْالقُ ْر ِ‬ ‫ي َ‬ ‫الرأ َ‬
‫ف هْ‬ ‫َويَ ْع ِط ُ‬
‫اجذُ َها‬ ‫ق بَادِيا ً ن ََو ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫ب ِب ُك ْم َ‬ ‫وم ْال َح ْر ُ‬ ‫وُمنهاُ‪َ :‬حتهى تَقُ َ‬
‫غ ٍد‬‫عاقِبَت ُ َها أَ َال َوفِي َ‬ ‫ع َها َع ْلقَما ً َ‬ ‫ضا ُ‬ ‫َم ْملُو َءة ً أ َ ْخ َالفُ َها ُح ْلوا ً َر َ‬
‫علَى‬
‫ع همالَ َها َ‬ ‫غي ِْر َها ُ‬ ‫غدٌ ِب َما َال تَ ْع ِرفُونَ يَأ ْ ُخذُ ْال َوا ِلي ِم ْن َ‬ ‫سيَأْتِي َ‬ ‫َو َ‬
‫ض أَفَا ِليذَ َك ِب ِد َها َوت ُ ْل ِقي ِإلَ ْي ِه‬ ‫ئ أ َ ْع َما ِل َها َوت ُ ْخ ِر ُج لَهُ ْاْل َ ْر ُ‬ ‫سا ِو ِ‬ ‫َم َ‬
‫ت ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫ِيرةِ َويُ ْح ِيي َم ِيّ َ‬ ‫س َ‬ ‫ع ْد ُل ال ّ‬ ‫ْف َ‬ ‫ِس ْلما ً َمقَا ِليدَ َها فَيُ ِري ُك ْم َكي َ‬
‫سنه ِة ‪.‬‬‫َوال ُّ‬
‫احي‬ ‫ض َو ِ‬ ‫ص ِب َرايَاتِ ِه فِي َ‬ ‫ش ِام َوفَ َح َ‬ ‫منهاُ‪َ :‬كأ َ ِنّي ِب ِه قَ ْد نَعَقَ ِبال ه‬
‫ض‬ ‫ش ْاْل َ ْر َ‬ ‫وس َوفَ َر َ‬ ‫ض ُر ِ‬ ‫ف ال ه‬ ‫ط َ‬ ‫ع ْ‬
‫علَ ْي َها َ‬ ‫ف َ‬ ‫ط َ‬ ‫ُكوفَانَ فَعَ َ‬
‫طأَتُهُ بَ ِعيدَ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫ت فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ت فَا ِغ َرتُهُ َوثَقُلَ ْ‬ ‫وس قَ ْد فَغ ََر ْ‬ ‫الر ُء ِ‬ ‫ِب ُّ‬
‫ض َحتهى‬ ‫اف ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ط َر ِ‬ ‫َّللاِ لَيُش ِ َّردَنه ُك ْم فِي أَ ْ‬ ‫ص ْولَ ِة َو ه‬ ‫يم ال ه‬ ‫ع ِظ َ‬ ‫ْال َج ْولَ ِة َ‬
‫َال يَ ْبقَى ِم ْن ُك ْم ِإ هال قَ ِلي ٌل َك ْال ُك ْح ِل فِي ْالعَي ِْن فَ َال ت َزَ الُونَ َكذَ ِل َك َحتهى‬
‫سنَنَ ْالقَا ِئ َمةَ‬ ‫ب أَ ْح َال ِم َها فَ ْالزَ ُموا ال ُّ‬ ‫ع َو ِاز ُ‬
‫ب َ‬ ‫وب ِإلَى ْالعَ َر ِ‬ ‫تَئ ُ َ‬
‫علَ ْي ِه بَا ِقي النُّبُ هو ِة َوا ْعلَ ُموا‬ ‫يب الهذِي َ‬ ‫ار ْالبَ ِيّنَةَ َو ْالعَ ْهدَ ْالقَ ِر َ‬ ‫َو ْاآلث َ َ‬
‫ط ُرقَهُ ِلتَت ه ِبعُوا َ‬
‫ع ِقبَهُ ‪.‬‬ ‫س ِنّي لَ ُك ْم ُ‬ ‫طانَ ِإنه َما يُ َ‬ ‫ش ْي َ‬‫أ َ هن ال ه‬
‫]‪[139‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُوقتُالشورى‬

‫صلَ ِة َر ِح ٍم َو َعائِدَةِ َك َر ٍم‬ ‫ق َو ِ‬ ‫ع أ َ َحدٌ قَ ْب ِلي ِإلَى دَع َْوةِ َح ّ ٍ‬ ‫لَ ْن يُ ْس ِر َ‬


‫سى أَ ْن تَ َر ْوا َهذَا ْاْل َ ْم َر ِم ْن بَ ْع ِد‬ ‫عوا َم ْن ِط ِقي َ‬
‫ع َ‬ ‫فَا ْس َمعُوا قَ ْو ِلي َو ُ‬
‫َان فِي ِه ْالعُ ُهودُ َحتهى يَ ُكونَ‬ ‫وف َوتُخ ُ‬ ‫سي ُ ُ‬ ‫ضى فِي ِه ال ُّ‬ ‫َهذَا ا ْليَ ْو ِم ت ُ ْنت َ َ‬
‫ض َاللَ ِة َو ِشي َعةً ِْل َ ْه ِل ْال َج َهالَ ِة ‪.‬‬
‫ض ُك ْم أ َ ِئ همةً ِْل َ ْه ِل ال ه‬‫بَ ْع ُ‬
‫]‪[140‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالنهيُعنُغيبةُالناس‬

‫س َال َم ِة أَ ْن‬ ‫صنُوعِ ِإلَ ْي ِه ْم فِي ال ه‬ ‫ص َم ِة َو ْال َم ْ‬ ‫َو ِإنه َما يَ ْنبَ ِغي ِْل َ ْه ِل ْال ِع ْ‬
‫ب‬‫ش ْك ُر ُه َو ْالغَا ِل َ‬ ‫صيَ ِة َويَ ُكونَ ال ُّ‬ ‫ب َو ْال َم ْع ِ‬ ‫يَ ْر َح ُموا أ َ ْه َل الذُّنُو ِ‬
‫اب أَخَاهُ‬ ‫ع َ‬ ‫ب الهذِي َ‬ ‫ْف بِ ْالعَائِ ِ‬ ‫ع ْن ُه ْم فَ َكي َ‬‫اجزَ لَ ُه ْم َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َو ْال َح ِ‬
‫َ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن ذُنُو ِب ِه ِم هما ُه َو‬ ‫َّللاِ َ‬‫ستْ ِر ه‬ ‫ض َع َ‬ ‫عي َهرهُ ِببَ ْل َواهُ أ َ َما ذَ َك َر َم ْو ِ‬ ‫َو َ‬
‫ب ِمثْلَهُ‬ ‫ب قَ ْد َر ِك َ‬ ‫ْف يَذُ ُّمهُ ِبذَ ْن ٍ‬ ‫عابَهُ ِب ِه َو َكي َ‬ ‫ب الهذِي َ‬ ‫ظ ُم ِمنَ الذه ْن ِ‬ ‫أَ ْع َ‬
‫َّللاَ فِي َما ِس َواهُ‬ ‫صى ه‬ ‫ع َ‬ ‫ب ِبعَ ْي ِن ِه فَقَ ْد َ‬ ‫ب ذَ ِل َك الذه ْن َ‬ ‫فَإِ ْن لَ ْم يَ ُك ْن َر ِك َ‬
‫صاهُ فِي ْال َك ِب ِ‬
‫ير‬ ‫ع َ‬ ‫َّللاِ لَئِ ْن لَ ْم يَ ُك ْن َ‬
‫ظ ُم ِم ْنهُ َوا ْي ُم ه‬ ‫ِم هما ُه َو أ َ ْع َ‬
‫ع ْبدَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫اس أَ ْكبَ ُر يَا َ‬ ‫ب النه ِ‬ ‫ع ْي ِ‬ ‫علَى َ‬ ‫ير لَ َج َرا َءتُهُ َ‬ ‫ص ِغ ِ‬ ‫صاهُ فِي ال ه‬ ‫ع َ‬ ‫َو َ‬
‫علَى‬ ‫ور لَهُ َو َال تَأ ْ َم ْن َ‬ ‫ب أَ َح ٍد ِبذَ ْن ِب ِه فَلَعَلههُ َم ْغفُ ٌ‬ ‫ع ْي ِ‬‫َال ت َ ْع َج ْل فِي َ‬
‫ع ِل َم ِم ْن ُك ْم‬ ‫ف َم ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه فَ ْليَ ْكفُ ْ‬
‫ب َ‬ ‫صيَ ٍة فَلَعَله َك ُمعَذه ٌ‬ ‫ير َم ْع ِ‬ ‫ص ِغ َ‬ ‫ِك َ‬ ‫نَ ْفس َ‬
‫ش ْك ُر شَا ِغ ًال لَهُ‬ ‫ب نَ ْف ِس ِه َو ْليَ ُك ِن ال ُّ‬ ‫ع ْي ِ‬‫غي ِْر ِه ِل َما يَ ْعلَ ُم ِم ْن َ‬ ‫ْب َ‬ ‫عي َ‬ ‫َ‬
‫غي ُْرهُ ‪.‬‬ ‫ي ِب ِه َ‬ ‫علَى ُمعَافَاتِ ِه ِم هما ا ْبت ُ ِل َ‬ ‫َ‬
‫]‪[141‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالنهيُعنُسماعُالغيبةُوفيُالفرقُبينُالحقُوُ‬
‫الباطل‬

‫ق‬‫ط ِري ٍ‬ ‫سدَادَ َ‬‫ِين َو َ‬‫ف ِم ْن أ َ ِخي ِه َوثِيقَةَ د ٍ‬ ‫اس َم ْن َع َر َ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫الر َجا ِل أ َ َما ِإنههُ قَ ْد يَ ْر ِمي ه‬
‫الر ِامي‬ ‫فَ َال يَ ْس َمعَ هن فِي ِه أَقَا ِوي َل ِ ّ‬
‫س ِمي ٌع‬ ‫ور َو ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫اط ُل ذَ ِل َك يَبُ ُ‬‫س َها ُم َويُ ِحي ُل ْال َك َال ُم َوبَ ِ‬ ‫َوت ُ ْخ ِط ُ‬
‫ئ ال ِ ّ‬
‫صا ِب َع ‪.‬‬ ‫ق َو ْالبَ ِ‬
‫اط ِل ِإ هال أَ ْربَ ُع أَ َ‬ ‫ْس بَيْنَ ْال َح ّ ِ‬
‫ش ِهيدٌ أَ َما ِإنههُ لَي َ‬‫َو َ‬
‫سئل عليه السالم عن معنى قوله هذا فجمع أصابعه ووضعها‬‫ف ُ‬
‫بين أذنه وعينه‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫س ِم ْعتُ َو ْال َح ُّق أَ ْن تَقُو َل َرأَيْتُ ‪.‬‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫اط ُل أَ ْن تَقُو َل َ‬
‫]‪[142‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُمواضعُالمعروف‬

‫المعروفُفيُغيرُأهله‬

‫غي ِْر أَ ْه ِل ِه ِمنَ‬


‫غي ِْر َح ِقّ ِه َو ِع ْندَ َ‬
‫وف ِفي َ‬ ‫اض ِع ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ْس ِل َو ِ‬ ‫َو لَي َ‬
‫اللّئَ ِام َو ثَنَا ُء ْاْل َ ْش َر ِار َو َمقَالَةُ ْال ُج هها َل‬
‫ظ ِفي َما أَتَى ِإ هال َم ْح َمدَة ُ ِ‬ ‫ْال َح ِ ّ‬
‫َّللاِ ِب َخ ْي ٌل ‪.‬‬
‫ت ه‬ ‫ع ْن ذَا ِ‬‫علَ ْي ِه ْم َما أَ ْج َودَ يَدَهُ َو ُه َو َ‬ ‫ام ُم ْن ِعما ً َ‬
‫َما دَ َ‬

‫مواضعُالمعروف‬

‫ضيَافَةَ َو‬ ‫ص ْل ِب ِه ْالقَ َرا َبةَ َو ْليُ ْحس ِْن ِم ْنهُ ال ِ ّ‬ ‫َّللاُ َم ًاال فَ ْليَ ِ‬
‫فَ َم ْن آتَاهُ ه‬
‫ص ِب ْر‬ ‫َار َم َو ْليَ ْ‬ ‫ير َو ْالغ ِ‬ ‫ي َو ْليُ ْع ِط ِم ْنهُ ْالفَ ِق َ‬‫ير َو ْالعَانِ َ‬ ‫ْليَفُ هك ِب ِه ْاْل َ ِس َ‬
‫ب فَإِ هن فَ ْوزا ً ِب َه ِذ ِه‬‫ب ا ْبتِغَا َء الث ه َوا ِ‬ ‫ق َو النه َوائِ ِ‬ ‫علَى ْال ُحقُو ِ‬ ‫سهُ َ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫ضائِ ِل ْاآل ِخ َرةِ ِإ ْن شَا َء‬ ‫ار ِم الدُّ ْنيَا َو دَ ْر ُك فَ َ‬ ‫ف َم َك ِ‬ ‫صا ِل ش ََر ُ‬ ‫ْال ِخ َ‬
‫ه‬
‫َّللاُ ‪.‬‬
‫]‪[143‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُاالستسقاءُوُفيهُتنبيهُالعبادُوجوبُاستغاثةُرحمةُّللاُإذاُحبسُعنهمُرحمةُ‬
‫المطر‬

‫س َما َء الهتِي ت ُ ِظلُّ ُك ْم ُم ِطيعَتَ ِ‬


‫ان‬ ‫ض الهتِي ت ُ ِقلُّ ُك ْم َوال ه‬ ‫أ َ َال َو ِإ هن ْاْل َ ْر َ‬
‫ان لَ ُك ْم ِب َب َر َك ِت ِه َما تَ َو ُّجعا ً لَ ُك ْم َو َال ُز ْلفَةً‬ ‫صبَ َحتَا ت َ ُجودَ ِ‬ ‫ِل َر ِبّ ُك ْم َو َما أ َ ْ‬
‫عتَا‬ ‫طا َ‬ ‫ِإلَ ْي ُك ْم َو َال ِل َخي ٍْر تَ ْر ُج َوا ِن ِه ِم ْن ُك ْم َولَ ِك ْن أ ُ ِم َرتَا ِب َمنَافِ ِع ُك ْم فَأ َ َ‬
‫َّللاَ يَ ْبت َ ِلي ِعبَادَهُ ِع ْندَ‬ ‫صا ِل ِح ُك ْم فَقَا َمتَا ِإ هن ه‬ ‫علَى ُحدُو ِد َم َ‬ ‫َوأ ُ ِقي َمتَا َ‬
‫ق‬‫ت َو ِإ ْغ َال ِ‬ ‫ت َو َحب ِْس ْالبَ َر َكا ِ‬ ‫ص الث ه َم َرا ِ‬ ‫ْاْل َ ْع َما ِل ال ه‬
‫س ِيّئ َ ِة ِبنَ ْق ِ‬
‫ب َويُ ْق ِل َع ُم ْق ِل ٌع َويَتَذَ هك َر ُمتَذَ ِ ّك ٌر‬ ‫وب تَائِ ٌ‬ ‫ت ِليَت ُ َ‬ ‫خَزَ ائِ ِن ْال َخي َْرا ِ‬
‫ور‬‫سبَبا ً ِلد ُُر ِ‬ ‫ار َ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِاال ْستِ ْغفَ َ‬ ‫َويَ ْزدَ ِج َر ُم ْزدَ ِج ٌر َوقَ ْد َجعَ َل ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫س ْب َحانَهُ ا ْستَ ْغ ِف ُروا َربه ُك ْم ِإنههُ كانَ‬ ‫ق فَقَا َل ُ‬ ‫ق َو َر ْح َم ِة ْالخ َْل ِ‬ ‫الر ْز ِ‬
‫ِّ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِم ْدرارا ً َويُ ْم ِد ْد ُك ْم ِبأ َ ْموا ٍل َوبَنِينَ‬ ‫سما َء َ‬ ‫غفهارا ً يُ ْر ِس ِل ال ه‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ْام َرأ ً ا ْستَ ْقبَ َل‬ ‫ت َويَ ْجعَ ْل لَ ُك ْم أَ ْنهارا ً فَ َر ِح َم ه‬ ‫َويَ ْجعَ ْل لَ ُك ْم َجنها ٍ‬
‫َطيئَتَهُ َوبَادَ َر َمنِيهتَهُ الله ُه هم ِإنها خ ََر ْجنَا ِإلَي َْك ِم ْن‬ ‫ت َ ْوبَتَهُ َوا ْستَقَا َل خ ِ‬
‫ان َرا ِغ ِبينَ‬ ‫يج ْالبَ َها ِئ ِم َو ْال ِو ْلدَ ِ‬
‫ع ِج ِ‬ ‫َان َوبَ ْعدَ َ‬ ‫ار َو ْاْل َ ْكن ِ‬ ‫ت ْاْل َ ْستَ ِ‬ ‫ت َ ْح ِ‬
‫عذَا ِب َك َو ِن ْق َم ِت َك‬ ‫ض َل ِن ْع َمتِ َك َوخَا ِئ ِفينَ ِم ْن َ‬ ‫اجينَ فَ ْ‬ ‫ِفي َر ْح َم ِت َك َو َر ِ‬
‫س ِنينَ‬ ‫غ ْيث َ َك َو َال تَ ْجعَ ْلنَا ِمنَ ْالقَا ِن ِطينَ َو َال ت ُ ْه ِل ْكنَا ِبال ِ ّ‬ ‫الله ُه هم فَا ْس ِقنَا َ‬
‫اح ِمينَ الله ُه هم ِإنها‬ ‫الر ِ‬ ‫سفَ َها ُء ِمنها يَا أ َ ْر َح َم ه‬ ‫اخ ْذنَا ِب َما فَعَ َل ال ُّ‬ ‫َو َال ت ُ َؤ ِ‬
‫علَي َْك ِحينَ أَ ْل َجأَتْنَا‬ ‫خ ََر ْجنَا ِإلَي َْك نَ ْش ُكو ِإلَي َْك َما َال يَ ْخفَى َ‬
‫ب‬‫طا ِل ُ‬ ‫ط ْال ُم ْج ِدبَةُ َوأَ ْعيَتْنَا ْال َم َ‬ ‫اح ُ‬‫ضا ِي ُق ْال َوع َْرة ُ َوأَ َجا َءتْنَا ْال َمقَ ِ‬ ‫ْال َم َ‬
‫ص ِعبَةُ الله ُه هم ِإنها نَ ْسأَلُ َك أ َ هال‬ ‫علَ ْينَا ْال ِفت َ ُن ْال ُم ْستَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫س َِرة ُ َوت َ َال َح َم ْ‬ ‫ْال ُمتَعَ ّ‬
‫سنَا‬‫َاطبَنَا ِبذُنُو ِبنَا َو َال تُقَا ِي َ‬ ‫اج ِمينَ َو َال تُخ ِ‬ ‫تَ ُردهنَا خَائِ ِبينَ َو َال تَ ْق ِلبَنَا َو ِ‬
‫غ ْيث َ َك َوبَ َر َكتَ َك َو ِر ْزقَ َك َو َر ْح َمت َ َك‬ ‫علَ ْينَا َ‬ ‫ش ْر َ‬ ‫ِبأ َ ْع َما ِلنَا الله ُه هم ا ْن ُ‬
‫س ْقيَا نَاقِعَةً ُم ْر ِويَةً ُم ْع ِشبَةً ت ُ ْن ِبتُ ِب َها َما قَ ْد فَ َ‬
‫ات َوت ُ ْح ِيي‬ ‫َوا ْس ِقنَا ُ‬
‫يرةَ ْال ُم ْجتَنَى ت ُ ْر ِوي بِ َها ْال ِقيعَانَ‬‫ات نَافِعَةَ ْال َحيَا َكثِ َ‬ ‫ِب َها َما قَ ْد َم َ‬
‫ار ِإنه َك‬‫ص ْاْل َ ْسعَ َ‬
‫ار َوت ُ ْر ِخ ُ‬ ‫َوتُسِي ُل ْالبُ ْ‬
‫طنَانَ َوت َ ْست َ ْو ِر ُق ْاْل َ ْش َج َ‬
‫علَى َما تَشَا ُء قَد ٌ‬
‫ِير ‪.‬‬ ‫َ‬
‫]‪[144‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُمبعثُالرسلُوفضلُأهلُالبيتُوذكرُأهلُالضَلل‬

‫مبعثُالرسل‬
‫علَى‬‫ص ُه ْم ِب ِه ِم ْن َو ْح ِي ِه َو َجعَلَ ُه ْم ُح هجةً لَهُ َ‬ ‫سلَهُ بِ َما َخ ه‬ ‫َّللاُ ُر ُ‬ ‫ث ه‬ ‫بَعَ َ‬
‫ان‬‫س ِ‬‫عا ُه ْم ِب ِل َ‬ ‫ب ْال ُح هجةُ لَ ُه ْم ِبتَ ْر ِك ْ ِ‬
‫اْل ْعذَ ِار ِإلَ ْي ِه ْم فَدَ َ‬ ‫خ َْل ِق ِه ِلئ َ هال تَ ِج َ‬
‫َف ْالخ َْلقَ َك ْشفَةً‬ ‫َّللاَ تَعَالَى قَ ْد َكش َ‬ ‫ق أ َ َال ِإ هن ه‬ ‫س ِبي ِل ْال َح ّ ِ‬ ‫ق ِإلَى َ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫ض َمائِ ِر ِه ْم‬ ‫ون َ‬ ‫ون أ َ ْس َر ِار ِه ْم َو َم ْكنُ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫َال أَنههُ َج ِه َل َما أَ ْخفَ ْوهُ ِم ْن َم ُ‬
‫اب َجزَ ا ًء َو ْال ِعقَ ُ‬
‫اب‬ ‫ع َم ًال فَيَ ُكونَ الث ه َو ُ‬ ‫س ُن َ‬ ‫َولَ ِك ْن ِليَ ْبلُ َو ُه ْم أَيُّ ُه ْم أَ ْح َ‬
‫بَ َوا ًء ‪.‬‬

‫فضلُأهلُالبيت‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم دُونَنَا َكذِبا ً َوبَ ْغيا ً‬ ‫ع ُموا أَنه ُه ُم ه‬ ‫أَيْنَ الهذِينَ زَ َ‬
‫طانَا َو َح َر َم ُه ْم َوأ َ ْد َخلَنَا‬
‫ضعَ ُه ْم َوأَ ْع َ‬ ‫علَ ْينَا أ َ ْن َرفَعَنَا ه‬
‫َّللاُ َو َو َ‬ ‫َ‬
‫طى ْال ُهدَى َويُ ْست َ ْجلَى ْالعَ َمى ِإ هن ْاْلَئِ همةَ ِم ْن‬ ‫َوأ َ ْخ َر َج ُه ْم ِبنَا يُ ْست َ ْع َ‬
‫علَى ِس َوا ُه ْم‬ ‫صلُ ُح َ‬ ‫ط ِن ِم ْن َها ِش ٍم َال تَ ْ‬ ‫سوا فِي َهذَا ْالبَ ْ‬ ‫غ ِر ُ‬ ‫قُ َري ٍْش ُ‬
‫غي ِْر ِه ْم ‪.‬‬‫صلُ ُح ْال ُو َالة ُ ِم ْن َ‬ ‫َو َال تَ ْ‬

‫أهلُالضَلل‬
‫آجنا ً‬
‫صا ِفيا ً َوش َِربُوا ِ‬‫آج ًال َوت َ َر ُكوا َ‬ ‫اج ًال َوأ َ هخ ُروا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫منهاُ‪ :‬آث َ ُروا َ‬
‫ب ْال ُم ْن َك َر فَأ َ ِلفَهُ َوبَ ِس َ‬
‫ئ ِب ِه‬ ‫ص ِح َ‬ ‫َكأ َ ِنّي أَ ْن ُ‬
‫ظ ُر ِإلَى فَا ِس ِق ِه ْم َوقَ ْد َ‬
‫َت ِب ِه خ ََالئِقُهُ ث ُ هم أ َ ْقبَ َل‬‫ص ِبغ ْ‬ ‫ارقُهُ َو ُ‬ ‫علَ ْي ِه َمفَ ِ‬
‫ت َ‬ ‫َو َوافَقَهُ َحتهى شَابَ ْ‬
‫ِيم َال‬‫ار فِي ْال َهش ِ‬ ‫هار َال يُبَا ِلي َما غ هَرقَ أَ ْو َك َو ْق ِع النه ِ‬ ‫ُم ْز ِبدا ً َكالتهي ِ‬
‫يح ْال ُهدَى‬ ‫صا ِب ِ‬ ‫ص ِب َحةُ ِب َم َ‬ ‫يَ ْح ِف ُل َما َح هرقَ أَيْنَ ْالعُقُو ُل ْال ُم ْستَ ْ‬
‫ت ِ هّلِلِ‬ ‫وب الهتِي ُو ِهبَ ْ‬ ‫َار الت ه ْق َوى أَيْنَ ْالقُلُ ُ‬ ‫ار ال هال ِم َحةُ ِإلَى َمن ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫َو ْاْل َ ْب َ‬
‫علَى‬ ‫ط ِام َوتَشَا ُّحوا َ‬ ‫علَى ْال ُح َ‬ ‫ازدَ َح ُموا َ‬ ‫َّللاِ ْ‬
‫ع ِة ه‬ ‫طا َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ت َ‬ ‫عوقِدَ ْ‬ ‫َو ُ‬
‫ع ِن ْال َجنه ِة‬ ‫ص َرفُوا َ‬ ‫ار فَ َ‬ ‫علَ ُم ْال َجنه ِة َوالنه ِ‬ ‫ْال َح َر ِام َو ُرفِ َع لَ ُه ْم َ‬
‫عا ُه ْم َربُّ ُه ْم فَنَفَ ُروا‬ ‫ار ِبأ َ ْع َما ِل ِه ْم َودَ َ‬
‫ُو ُجو َه ُه ْم َوأ َ ْقبَلُوا ِإلَى النه ِ‬
‫ان فَا ْستَ َجابُوا َوأ َ ْقبَلُوا ‪.‬‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬
‫عا ُه ُم ال ه‬ ‫َو َوله ْوا َودَ َ‬
‫]‪[145‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُفناءُالدنياُوذمُالبدعة‬

‫فناءُالدنيا‬
‫ض ُل فِي ِه ْال َمنَايَا َم َع‬ ‫ض تَ ْنت َ ِ‬‫اس ِإنه َما أ َ ْنت ُ ْم فِي َه ِذ ِه الدُّ ْنيَا غ ََر ٌ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ص َال تَنَالُونَ ِم ْن َها نِ ْع َمةً‬ ‫ص ٌ‬ ‫ع ٍة ش ََر ٌق َوفِي ُك ِّل أَ ْكلَ ٍة َغ َ‬ ‫ُك ِّل َج ْر َ‬
‫ع ُم ِر ِه ِإ هال ِب َه ْد ِم‬‫ق أ ُ ْخ َرى َو َال يُعَ هم ُر ُمعَ هم ٌر ِم ْن ُك ْم يَ ْوما ً ِم ْن ُ‬ ‫ِإ هال ِب ِف َرا ِ‬
‫آخ ََر ِم ْن أ َ َج ِل ِه َو َال ت ُ َجدهدُ لَهُ ِزيَادَة ٌ فِي أَ ْك ِل ِه ِإ هال ِبنَفَا ِد َما قَ ْبلَ َها ِم ْن‬
‫ات لَهُ أَث َ ٌر َو َال يَتَ َجدهدُ لَهُ َجدِيدٌ ِإ هال‬ ‫ِر ْزقِ ِه َو َال يَ ْحيَا لَهُ أَث َ ٌر ِإ هال َم َ‬
‫ط ِم ْنهُ‬‫بَ ْعدَ أَ ْن يَ ْخلَقَ لَهُ َجدِيدٌ َو َال تَقُو ُم لَهُ نَا ِبتَةٌ ِإ هال َوتَ ْسقُ ُ‬
‫ع َها فَ َما بَقَا ُء فَ ْرعٍ بَ ْعدَ‬ ‫صو ٌل ن َْح ُن فُ ُرو ُ‬ ‫ت أُ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫صودَة ٌ َوقَ ْد َم َ‬ ‫َم ْح ُ‬
‫ب أَ ْ‬
‫ص ِل ِه ‪.‬‬ ‫ذَ َها ِ‬

‫ذمُالبدعة‬
‫ع َو ْالزَ ُموا‬
‫سنهةٌ فَاتهقُوا ْال ِبدَ َ‬‫عةٌ ِإ هال ت ُ ِر َك ِب َها ُ‬‫ت ِب ْد َ‬ ‫منهاُ‪َ :‬و َما أ ُ ْح ِدثَ ْ‬
‫ار َها ‪.‬‬ ‫ور أَ ْف َ‬
‫ضلُ َها َو ِإ هن ُم ْح ِدثَاتِ َها ِش َر ُ‬ ‫ْال َم ْهيَ َع ِإ هن َع َو ِاز َم ْاْل ُ ُم ِ‬
‫]‪[146‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوقدُاستشارهُعمرُبنُالخطابُفيُالشخوصُلقتالُ‬
‫الفرسُبنفسه‬

‫ص ُرهُ َو َال ِخ ْذ َالنُهُ ِب َكثْ َرةٍ َو َال ِب ِقله ٍة َو ُه َو‬ ‫ِإ هن َهذَا ْاْل َ ْم َر لَ ْم يَ ُك ْن نَ ْ‬
‫عدههُ َوأ َ َمدههُ َحتهى بَلَ َغ َما بَلَ َغ‬ ‫ظ َه َرهُ َو ُج ْندُهُ الهذِي أ َ َ‬ ‫َّللاِ الهذِي أَ ْ‬ ‫ِين ه‬ ‫د ُ‬
‫َّللاُ ُم ْن ِج ٌز َو ْعدَهُ‬ ‫َّللاِ َو ه‬‫عو ٍد ِمنَ ه‬ ‫علَى َم ْو ُ‬ ‫طلَ َع َون َْح ُن َ‬ ‫ْث َ‬ ‫طلَ َع َحي ُ‬ ‫َو َ‬
‫ظ ِام ِمنَ ْالخ ََر ِز‬ ‫ان ال ِنّ َ‬ ‫ان ْالقَ ِيّ ِم ِب ْاْل َ ْم ِر َم َك ُ‬
‫َاص ٌر ُج ْندَهُ َو َم َك ُ‬ ‫َون ِ‬
‫ب ث ُ هم لَ ْم‬ ‫ظا ُم تَفَ هرقَ ْالخ ََر ُز َوذَ َه َ‬ ‫ط َع ال ِنّ َ‬ ‫ض ُّمهُ فَإِ ِن ا ْنقَ َ‬ ‫يَ ْج َمعُهُ َويَ ُ‬
‫يال فَ ُه ْم‬ ‫ب ْال َي ْو َم َو ِإ ْن َكانُوا قَ ِل ً‬ ‫ير ِه أَبَدا ً َو ْالعَ َر ُ‬ ‫يَ ْجتَ ِم ْع ِب َحذَا ِف ِ‬
‫طبا ً َوا ْست َد ِِر‬ ‫يزونَ ِب ِاال ْجتِ َماع فَ ُك ْن قُ ْ‬ ‫ع ِز ُ‬ ‫اْل ْس َال ِم َ‬ ‫يرونَ ِب ْ ِ‬ ‫َك ِث ُ‬
‫ِ‬
‫ت‬‫ص َ‬ ‫ش َخ ْ‬ ‫ب فَإِنه َك ِإ ْن َ‬ ‫َار ْال َح ْر ِ‬ ‫ص ِل ِه ْم دُون ََك ن َ‬ ‫ب َوأ َ ْ‬ ‫الر َحى ِب ْالعَ َر ِ‬ ‫ه‬
‫ار َها‬ ‫ط ِ‬ ‫ط َرافِ َها َوأ َ ْق َ‬ ‫ب ِم ْن أ َ ْ‬ ‫علَي َْك ْالعَ َر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ض ا ْنتَقَ َ‬ ‫ِم ْن َه ِذ ِه ْاْل َ ْر ِ‬
‫ت أَ َه هم ِإلَي َْك ِم هما بَ ْينَ‬ ‫ع َو َرا َء َك ِمنَ ْالعَ ْو َرا ِ‬ ‫َحتهى يَ ُكونَ َما تَدَ ُ‬
‫ص ُل ْالعَ َر ِ‬
‫ب‬ ‫ظ ُروا ِإلَي َْك غَدا ً يَقُولُوا َهذَا أَ ْ‬ ‫اج َم ِإ ْن يَ ْن ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫يَدَي َْك ِإ هن ْاْل َ َ‬
‫ط َم ِع ِه ْم‬ ‫شده ِل َكلَ ِب ِه ْم َعلَي َْك َو َ‬ ‫ون ذَ ِل َك أَ َ‬ ‫ط ْعت ُ ُموهُ ا ْست َ َر ْحت ُ ْم فَيَ ُك ُ‬ ‫فَإِذَا ا ْقت َ َ‬
‫ِير ْالقَ ْو ِم ِإلَى قِتَا ِل ْال ُم ْس ِل ِمينَ فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ‬ ‫ت ِم ْن َمس ِ‬ ‫يك فَأ َ هما َما ذَ َك ْر َ‬ ‫فِ َ‬
‫ير َما‬ ‫علَى تَ ْغ ِي ِ‬ ‫ِير ِه ْم ِم ْن َك َو ُه َو أَ ْقدَ ُر َ‬ ‫س ْب َحانَهُ ُه َو أ َ ْك َرهُ ِل َمس ِ‬ ‫ُ‬
‫ضى‬ ‫عدَ ِد ِه ْم فَإِنها لَ ْم نَ ُك ْن نُقَاتِ ُل فِي َما َم َ‬ ‫ت ِم ْن َ‬ ‫يَ ْك َرهُ َوأ َ هما َما ذَ َك ْر َ‬
‫ص ِر َو ْال َمعُونَ ِة ‪.‬‬ ‫ِب ْال َكثْ َر ِة َو ِإنه َما ُكنها نُقَا ِت ُل ِبالنه ْ‬
‫]‪[147‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالغايةُمنُالبعثةُوالزمانُالمقبل‬

‫الغايةُمنُالبعثة‬
‫ق ِليُ ْخ ِر َج ِعبَادَهُ‬ ‫َّللاُ ُم َح همدا ً (ُصلىُهللاُعليهُوآلهُ) ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫ث ه‬ ‫فَبَعَ َ‬
‫عتِ ِه‬ ‫طا َ‬ ‫ان ِإلَى َ‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬ ‫ع ِة ال ه‬ ‫طا َ‬ ‫ان ِإلَى ِعبَادَتِ ِه َو ِم ْن َ‬ ‫ِم ْن ِعبَادَةِ ْاْل َ ْوث َ ِ‬
‫آن قَ ْد بَيهنَهُ َوأَ ْح َك َمهُ ِليَ ْعلَ َم ْال ِعبَادُ َربه ُه ْم ِإ ْذ َج ِهلُوهُ َو ِليُ ِق ُّروا ِب ِه‬ ‫ِبقُ ْر ٍ‬
‫س ْب َحانَهُ فِي‬ ‫بَ ْعدَ ِإ ْذ َج َحدُوهُ َو ِليُثْ ِبتُوهُ بَ ْعدَ ِإ ْذ أ َ ْن َك ُروهُ فَتَ َجلهى لَ ُه ْم ُ‬
‫غ ْي ِر أ َ ْن يَ ُكونُوا َرأَ ْوهُ ِب َما أ َ َرا ُه ْم ِم ْن قُ ْد َرتِ ِه َوخ هَوفَ ُه ْم‬ ‫ِكتَا ِب ِه ِم ْن َ‬
‫صدَ َم ِن‬‫احت َ َ‬
‫ت َو ْ‬ ‫ْف َم َحقَ َم ْن َم َحقَ ِب ْال َمث ُ َال ِ‬ ‫ط َوتِ ِه َو َكي َ‬ ‫س ْ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫صدَ بِالنه ِق َما ِ‬‫احت َ َ‬‫ْ‬

‫الزمانُالمقبل‬
‫ش ْي ٌء أَ ْخفَى ِمنَ‬ ‫ْس ِفي ِه َ‬ ‫ان لَي َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن بَ ْعدِي زَ َم ٌ‬ ‫سيَأ ْ ِتي َ‬ ‫َو ِإنههُ َ‬
‫علَى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ب َ‬ ‫اط ِل َو َال أَ ْكث َ َر ِمنَ ْال َك ِذ ِ‬ ‫ظ َه َر ِمنَ ْالبَ ِ‬ ‫ق َو َال أَ ْ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫ب ِإذَا‬ ‫ان ِس ْلعَةٌ أَب َْو َر ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫الز َم ِ‬‫ْس ِع ْندَ أ َ ْه ِل ذَ ِل َك ه‬ ‫سو ِل ِه َولَي َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫اض ِع ِه َو َال فِي‬ ‫ع ْن َم َو ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ي َح هق تِ َال َوتِ ِه َو َال أ َ ْنفَقَ ِم ْنهُ ِإذَا ُح ِ ّر َ‬ ‫ت ُ ِل َ‬
‫ف ِمنَ ْال ُم ْن َك ِر فَقَ ْد نَبَذَ‬ ‫وف َو َال أَع َْر َ‬ ‫َي ٌء أَ ْن َك َر ِمنَ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ْال ِب َال ِد ش ْ‬
‫ان‬ ‫ط ِريدَ ِ‬ ‫اب يَ ْو َمئِ ٍذ َوأ َ ْهلُهُ َ‬‫ظتُهُ فَ ْال ِكت َ ُ‬
‫ساهُ َحفَ َ‬ ‫اب َح َملَتُهُ َوتَنَا َ‬ ‫ْال ِكت َ َ‬
‫اح ٍد َال يُؤْ ِوي ِه َما ُمؤْ ٍو‬ ‫ق َو ِ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫ان فِي َ‬ ‫ص َ‬
‫ط ِحبَ ِ‬ ‫ان ُم ْ‬ ‫احبَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫هان َو َ‬ ‫َم ْن ِفي ِ‬
‫سا ِفي ِه ْم َو َمعَ ُه ْم‬ ‫اس َولَ ْي َ‬ ‫ان فِي النه ِ‬ ‫اب َوأ َ ْهلُهُ فِي ذَ ِل َك ه‬
‫الز َم ِ‬ ‫فَ ْال ِكت َ ُ‬
‫اجت َ َم َع‬ ‫اجتَ َمعَا فَ ْ‬‫ض َاللَةَ َال ت ُ َوا ِف ُق ْال ُهدَى َو ِإ ِن ْ‬ ‫سا َمعَ ُه ْم ِْل َ هن ال ه‬ ‫َولَ ْي َ‬
‫ع ِة َكأَنه ُه ْم أ َ ِئ همةُ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫علَى ْال َج َما َ‬ ‫علَى ْالفُ ْرقَ ِة َوا ْفت َ َرقُوا َ‬ ‫ْالقَ ْو ُم َ‬
‫اب ِإ َما َم ُه ْم فَلَ ْم يَبْقَ ِع ْندَ ُه ْم ِم ْنهُ ِإ هال ا ْس ُمهُ َو َال يَ ْع ِرفُونَ‬ ‫ْس ْال ِكت َ ُ‬ ‫َولَي َ‬
‫س هم ْوا‬ ‫صا ِل ِحينَ ُك هل ُمثْلَ ٍة َو َ‬ ‫َطهُ َوزَ ب َْرهُ َو ِم ْن قَ ْب ُل َما َمثهلُوا ِبال ه‬ ‫ِإ هال خ ه‬
‫عقُوبَةَ ال ه‬
‫س ِيّئَ ِة َو ِإنه َما‬ ‫سنَ ِة ُ‬‫َّللاِ فِ ْريَةً َو َجعَلُوا فِي ْال َح َ‬ ‫علَى ه‬ ‫ص ْدقَ ُه ْم َ‬ ‫ِ‬
‫ب آ َجا ِل ِه ْم َحتهى نَزَ َل ِب ِه ُم‬ ‫طو ِل آ َما ِل ِه ْم َوتَغَيُّ ِ‬‫َهلَ َك َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم ِب ُ‬
‫ع ْنهُ ْال َم ْعذ َِرة ُ َوت ُ ْرفَ ُع َ‬
‫ع ْنهُ الت ه ْوبَةُ َوت َ ُح ُّل َمعَهُ‬ ‫عودُ الهذِي ت ُ َردُّ َ‬ ‫ْال َم ْو ُ‬
‫عةُ َوال ِنّ ْق َمةُ ‪.‬‬‫ار َ‬‫ْالقَ ِ‬

‫عظةُالناس‬
‫يال ُهد َ‬
‫ِي‬ ‫َّللاَ ُو ِفّقَ َو َم ِن ات ه َخذَ قَ ْولَهُ دَ ِل ً‬ ‫ص َح ه‬ ‫اس ِإنههُ َم ِن ا ْست َ ْن َ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ف َو ِإنههُ َال يَ ْنبَ ِغي‬ ‫عد هُوهُ خَائِ ٌ‬ ‫َّللاِ ِآم ٌن َو َ‬ ‫ار ه‬ ‫ي أَقُو ُم فَإ ِ هن َج َ‬ ‫ِللهتِي ِه َ‬
‫ظ َم فَإِ هن ِر ْفعَةَ الهذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َما‬ ‫َّللاِ أ َ ْن يَتَعَ ه‬‫ظ َمةَ ه‬ ‫ع َ‬‫ف َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫ِل َم ْن َ‬
‫س َال َمةَ الهذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َما قُ ْد َرتُهُ أ َ ْن‬ ‫ضعُوا لَهُ َو َ‬ ‫ظ َمتُهُ أ َ ْن يَتَ َوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫يح ِمنَ ْاْل َ ْج َر ِ‬
‫ب‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ار ال ه‬ ‫ق نِفَ َ‬ ‫يَ ْست َ ْس ِل ُموا لَهُ فَ َال تَ ْن ِف ُروا ِمنَ ْال َح ّ ِ‬
‫الر ْشدَ َحتهى‬ ‫سقَ ِم َوا ْعلَ ُموا أَنه ُك ْم لَ ْن ت َ ْع ِرفُوا ُّ‬ ‫ئ ِم ْن ذِي ال ه‬ ‫ار ِ‬ ‫َو ْالبَ ِ‬
‫ب َحتهى تَ ْع ِرفُوا‬ ‫ق ْال ِكتَا ِ‬ ‫ت َ ْع ِرفُوا الهذِي تَ َر َكهُ َولَ ْن تَأ ْ ُخذُوا ِب ِميثَا ِ‬
‫سوا‬ ‫س ُكوا ِب ِه َحتهى تَ ْع ِرفُوا الهذِي نَبَذَهُ فَ ْالت َ ِم ُ‬ ‫ضهُ َولَ ْن تَ َم ه‬ ‫الهذِي نَقَ َ‬
‫ْش ْال ِع ْل ِم َو َم ْوتُ ْال َج ْه ِل ُه ُم الهذِينَ‬ ‫عي ُ‬ ‫ذَ ِل َك ِم ْن ِع ْن ِد أَ ْه ِل ِه فَإِنه ُه ْم َ‬
‫ظا ِه ُر ُه ْم‬ ‫ع ْن َم ْن ِط ِق ِه ْم َو َ‬‫ص ْمت ُ ُه ْم َ‬ ‫ع ْن ِع ْل ِم ِه ْم َو َ‬ ‫يُ ْخ ِب ُر ُك ْم ُح ْك ُم ُه ْم َ‬
‫اط ِن ِه ْم َال يُخَا ِلفُونَ الدِّينَ َو َال يَ ْخت َ ِلفُونَ ِفي ِه فَ ُه َو بَ ْينَ ُه ْم شَا ِهدٌ‬ ‫ع ْن بَ ِ‬ ‫َ‬
‫َاط ٌق ‪.‬‬ ‫تن ِ‬ ‫ام ٌ‬‫ص ِ‬ ‫ِق َو َ‬ ‫صاد ٌ‬ ‫َ‬
‫]‪[148‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُذكرُأهلُالبصرة‬

‫اح ِب ِه َال‬‫ص ِ‬ ‫علَ ْي ِه دُونَ َ‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه َما يَ ْر ُجو ْاْل َ ْم َر لَهُ َويَ ْع ِطفُهُ َ‬ ‫ُك ُّل َو ِ‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما‬‫ب ُك ُّل َو ِ‬ ‫ان ِإلَ ْي ِه ِب َ‬
‫سب َ ٍ‬ ‫ان ِإلَى ه‬
‫َّللاِ ِب َح ْب ٍل َو َال يَ ُمده ِ‬ ‫يَ ُمت ه ِ‬
‫َّللاِ لَئِ ْن‬
‫عهُ بِ ِه َو ه‬ ‫َف قِنَا ُ‬‫ع هما قَ ِلي ٍل يُ ْكش ُ‬ ‫احبِ ِه َو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ب ِل َ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫ام ُل َ‬ ‫َح ِ‬
‫س َهذَا َولَيَأ ْ ِتيَ هن َهذَا َعلَى‬ ‫ع هن َهذَا نَ ْف َ‬ ‫صابُوا الهذِي يُ ِريدُونَ لَيَ ْنتَ ِز َ‬ ‫أَ َ‬
‫سن َُن‬ ‫ت لَ ُه ُم ال ُّ‬ ‫سن ه ْ‬‫ت ْال ِفئَةُ ْالبَا ِغيَةُ فَأَيْنَ ْال ُم ْحتَ ِسبُونَ فَقَ ْد ُ‬ ‫َهذَا قَ ْد قَا َم ِ‬
‫ش ْب َهةٌ َو ه‬
‫َّللاِ َال‬ ‫ث ُ‬ ‫ضله ٍة ِعلهةٌ َو ِل ُك ِّل نَا ِك ٍ‬ ‫َوقُدّ َِم لَ ُه ُم ْال َخبَ ُر َو ِل ُك ِّل َ‬
‫ي ث ُ هم َال يَ ْعت َبِ ُر ‪.‬‬ ‫ض ُر ْالبَا ِك َ‬ ‫ي َويَ ْح ُ‬ ‫ون َك ُم ْست َ ِم ِع الله ْد ِم يَ ْس َم ُع النها ِع َ‬‫أ َ ُك ُ‬
‫]‪[149‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقبلُموته‬

‫س ُ‬
‫اق‬ ‫ق َما يَ ِف ُّر ِم ْنهُ فِي فِ َر ِار ِه ْاْل َ َج ُل َم َ‬ ‫ئ َال ٍ‬ ‫اس ُك ُّل ْام ِر ٍ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ع ْن‬‫هام أَ ْب َحث ُ َها َ‬
‫ط َردْتُ ْاْلَي َ‬ ‫ب ِم ْنهُ ُم َوافَاتُهُ َك ْم أَ ْ‬ ‫النه ْف ِس َو ْال َه َر ُ‬
‫ون أ َ هما‬ ‫ات ِع ْل ٌم َم ْخ ُز ٌ‬ ‫َّللاُ ِإ هال ِإ ْخفَا َءهُ َه ْي َه َ‬ ‫ون َهذَا ْاْل َ ْم ِر فَأَبَى ه‬ ‫َم ْكنُ ِ‬
‫شيْئا ً َو ُم َح همدا ً صلى هللا عليه‬ ‫اّلِلَ َال ت ُ ْش ِر ُكوا ِب ِه َ‬ ‫صيه ِتي فَ ه‬ ‫َو ِ‬
‫سنهتَهُ أ َ ِقي ُموا َهذَي ِْن ْالعَ ُمودَي ِْن َوأَ ْو ِقدُوا َهذَي ِْن‬ ‫ض ِيّعُوا ُ‬ ‫وآله فَ َال ت ُ َ‬
‫ئ ِم ْن ُك ْم‬‫صبَا َحي ِْن َو َخ َال ُك ْم ذَ ٌّم َما لَ ْم تَ ْش ُردُوا ُح ِ ّم َل ُك ُّل ْام ِر ٍ‬ ‫ْال ِم ْ‬
‫ع ِلي ٌم‬ ‫ِين قَ ِوي ٌم َو ِإ َما ٌم َ‬ ‫ب َر ِحي ٌم َود ٌ‬ ‫ع ِن ْال َج َهلَ ِة َر ٌّ‬ ‫ف َ‬ ‫َم ْج ُهودَهُ َو ُخ ِفّ َ‬
‫غفَ َر‬ ‫ارقُ ُك ْم َ‬ ‫احبُ ُك ْم َوأَنَا ْاليَ ْو َم ِعب َْرة ٌ لَ ُك ْم َوغَدا ً ُمفَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫أَنَا ِب ْاْل َ ْم ِس َ‬
‫ض‬ ‫اك َو ِإ ْن تَ ْد َح ِ‬ ‫طأَة ُ فِي َه ِذ ِه ْال َمزَ له ِة فَذَ َ‬ ‫ت ْال َو ْ‬ ‫َّللاُ ِلي َولَ ُك ْم ِإ ْن تَثْبُ ِ‬
‫ه‬
‫غ َم ٍام‬ ‫ت ِظ ِّل َ‬ ‫اح َوتَ ْح َ‬ ‫اب ِريَ ٍ‬ ‫ان َو َم َه ّ ِ‬ ‫ص ٍ‬ ‫اء أ َ ْغ َ‬ ‫ْالقَدَ ُم فَإِنها ُكنها فِي أَ ْفيَ ِ‬
‫َط َها َو ِإنه َما ُك ْنتُ‬ ‫ض َمخ ُّ‬ ‫عفَا فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ض َم َح هل فِي ْال َج ّ ِو ُمتَلَفهقُ َها َو َ‬ ‫ا ْ‬
‫سا ِكنَةً بَ ْعدَ‬ ‫ست ُ ْعقَبُونَ ِم ِنّي ُجثهةً خ ََال ًء َ‬ ‫َجارا ً َج َاو َر ُك ْم بَدَنِي أَيهاما ً َو َ‬
‫ط َراقِي‬ ‫ظ ُك ْم ُهد ّ ُِوي َو ُخفُوتُ ِإ ْ‬ ‫ق ِليَ ِع ْ‬ ‫ط ٍ‬‫امتَةً بَ ْعدَ نُ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫َح َراكٍ َو َ‬
‫يغ‬ ‫ظ ِل ْل ُم ْعتَ ِب ِرينَ ِمنَ ْال َم ْن ِط ِ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ط َرا ِفي فَإِنههُ أَ ْو َ‬ ‫ون أَ ْ‬ ‫س ُك ُ‬
‫ق البَ ِل ِ‬ ‫َو ُ‬
‫ص ٍد ِللت ه َال ِقي غَدا ً‬ ‫ئ ُم ْر ِ‬ ‫ع ْام ِر ٍ‬ ‫َو ْالقَ ْو ِل ْال َم ْس ُموعِ َودَا ِعي لَ ُك ْم َودَا ُ‬
‫س َرا ِئ ِري َوتَ ْع ِرفُونَنِي بَ ْعدَ ُخلُ ّ ِو‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َف لَ ُك ْم َ‬ ‫تَ َر ْونَ أَي ِهامي َويُ ْكش ُ‬
‫امي ‪.‬‬ ‫غي ِْري َمقَ ِ‬ ‫َم َكانِي َوقِيَ ِام َ‬
‫]‪[150‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيوميُفيهاُإلىُالمَلحمُوُيصفُفئةُمنُأهلُالضَلل‬

‫ي ِ َوتَ ْركا ً ِل َمذَا ِه ِ‬


‫ب‬ ‫سا ِل ِك ْالغَ ّ‬ ‫ظ ْعنا ً فِي َم َ‬ ‫َوأ َ َخذُوا يَ ِمينا ً َو ِش َم ًاال َ‬
‫صدٌ َو َال تَ ْستَب ِْطئُوا َما‬ ‫الر ْش ِد فَ َال ت َ ْست َ ْع ِجلُوا َما ُه َو َكائِ ٌن ُم ْر َ‬ ‫ُّ‬
‫يَ ِجي ُء بِ ِه ْالغَدُ فَ َك ْم ِم ْن ُم ْست َ ْع ِج ٍل بِ َما ِإ ْن أَ ْد َر َكهُ َوده أَنههُ لَ ْم يُ ْد ِر ْكهُ‬
‫هان ُو ُرو ِد ُك ِّل‬ ‫غ ٍد يَا قَ ْو ِم َهذَا ِإب ُ‬ ‫ير َ‬ ‫ب ْاليَ ْو َم ِم ْن تَبَا ِش ِ‬ ‫َو َما أ َ ْق َر َ‬
‫ط ْلعَ ِة َما َال تَ ْع ِرفُونَ أ َ َال َو ِإ هن َم ْن أَ ْد َر َك َها ِمنها‬ ‫عو ٍد َودُنُ ّ ٍو ِم ْن َ‬ ‫َم ْو ُ‬
‫صا ِل ِحينَ‬ ‫علَى ِمثَا ِل ال ه‬ ‫ير َويَ ْحذُو ِفي َها َ‬ ‫اج ُم ِن ٍ‬‫يَ ْس ِري ِفي َها ِبس َِر ٍ‬
‫ص ْدعا ً‬ ‫ب َ‬ ‫ش ْعبا ً َويَ ْشعَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫صدَ َ‬ ‫ِليَ ُح هل فِي َها ِربْقا ً َويُ ْعتِقَ فِي َها ِرقّا ً َويَ ْ‬
‫ظ َرهُ ث ُ هم‬ ‫ف أَثَ َرهُ َولَ ْو تَابَ َع نَ َ‬ ‫ْص ُر ْالقَائِ ُ‬ ‫اس َال يُب ِ‬ ‫ع ِن النه ِ‬ ‫ستْ َرةٍ َ‬ ‫فِي ُ‬
‫ار ُه ْم‬ ‫ص ُ‬ ‫ص َل ت ُ ْجلَى ِبالت ه ْن ِزي ِل أَ ْب َ‬ ‫لَيُ ْش َحذَ هن فِي َها قَ ْو ٌم ش َْحذَ ْالقَي ِْن النه ْ‬
‫س ْال ِح ْك َم ِة بَ ْعدَ‬ ‫ام ِع ِه ْم َويُ ْغبَقُونَ َكأ ْ َ‬ ‫س ِ‬‫ِير فِي َم َ‬ ‫َويُ ْر َمى ِبالت ه ْفس ِ‬
‫وح في الضالل ‪.‬‬ ‫صب ُ ِ‬ ‫ال ه‬
‫ي َويَ ْست َ ْو ِجبُوا ْال ِغيَ َر‬ ‫طا َل ْاْل َ َمدُ ِب ِه ْم ِليَ ْستَ ْك ِملُوا ْال ِخ ْز َ‬ ‫منهاُ‪َ :‬و َ‬
‫ع ْن‬ ‫اخلَ ْولَقَ ْاْل َ َج ُل َوا ْستَ َرا َح قَ ْو ٌم ِإلَى ْال ِفتَ ِن َوأَشَالُوا َ‬ ‫َحتهى ِإذَا ْ‬
‫صب ِْر َولَ ْم يَ ْستَ ْع ِظ ُموا بَ ْذ َل‬ ‫َّللاِ ِبال ه‬ ‫علَى ه‬ ‫اح َح ْر ِب ِه ْم لَ ْم يَ ُمنُّوا َ‬ ‫لَقَ ِ‬
‫ع ُمدهةِ‬ ‫طا َ‬ ‫اء ا ْن ِق َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ق َحتهى ِإذَا َوافَقَ َو ِاردُ ْالقَ َ‬ ‫أ َ ْنفُ ِس ِه ْم فِي ْال َح ّ ِ‬
‫علَى أَ ْسيَافِ ِه ْم َودَانُوا ِل َر ِبّ ِه ْم ِبأ َ ْم ِر‬ ‫صائِ َر ُه ْم َ‬ ‫ْالبَ َال ِء َح َملُوا بَ َ‬
‫سولَهُ صلى هللا عليه وآله َر َج َع‬ ‫َّللاُ َر ُ‬‫ض ه‬ ‫َوا ِع ِظ ِه ْم َحتهى ِإذَا قَبَ َ‬
‫سبُ ُل َوات ه َكلُوا َعلَى ْال َو َالئِ ِ‬
‫ج‬ ‫ب َوغَالَتْ ُه ُم ال ُّ‬ ‫علَى ْاْل َ ْعقَا ِ‬ ‫قَ ْو ٌم َ‬
‫ب الهذِي أ ُ ِم ُروا ِب َم َوده ِت ِه‬ ‫سب َ َ‬ ‫الر ِح ِم َو َه َج ُروا ال ه‬ ‫غي َْر ه‬ ‫صلُوا َ‬ ‫َو َو َ‬
‫ض ِع ِه َمعَاد ُِن‬ ‫غي ِْر َم ْو ِ‬ ‫سا ِس ِه فَبَن َْوهُ ِفي َ‬ ‫ص أَ َ‬ ‫ع ْن َر ِ ّ‬ ‫َونَقَلُوا ْال ِبنَا َء َ‬
‫اروا ِفي ْال َحي َْر ِة‬ ‫ب فِي غ َْم َرةٍ قَ ْد َم ُ‬ ‫ار ٍ‬ ‫ض ِ‬ ‫اب ُك ِّل َ‬ ‫َطيئ َ ٍة َوأَب َْو ُ‬ ‫ُك ِّل خ ِ‬
‫ع ْونَ ِم ْن ُم ْنقَ ِط ٍع ِإلَى‬ ‫علَى ُ‬
‫سنه ٍة ِم ْن آ ِل فِ ْر َ‬ ‫َوذَ َهلُوا فِي ال ه‬
‫س ْك َرةِ َ‬
‫ق ِللدّ ِ‬
‫ِين ُمبَا ِي ٍن ‪.‬‬ ‫الدُّ ْنيَا َرا ِك ٍن أَ ْو ُمفَ ِ‬
‫ار ٍ‬
‫]‪[151‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيحذرُمنُالفتن‬

‫ّللاُوُرسوله‬

‫ان َو َمزَ ِ‬
‫اج ِر ِه‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬ ‫علَى َمدَ ِ‬
‫اح ِر ال ه‬ ‫َّللاَ َوأ َ ْست َ ِعينُهُ َ‬
‫َوأ َ ْح َمدُ ه‬
‫َّللاُ َوأ َ ْش َهدُ‬
‫ص ِام ِم ْن َحبَا ِئ ِل ِه َو َمخَا ِت ِل ِه َوأ َ ْش َهدُ أَ ْن َال ِإلَهَ ِإ هال ه‬ ‫َو ِاال ْع ِت َ‬
‫ضلُهُ َو َال‬ ‫ص ْف َوتُهُ َال يُ َؤازَ ى فَ ْ‬ ‫سولُهُ َون َِجيبُهُ َو َ‬ ‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬‫أَ هن ُم َح همداً َ‬
‫ض َاللَ ِة ْال ُم ْ‬
‫ظ ِل َم ِة َو ْال َج َهالَ ِة‬ ‫ت ِب ِه ْال ِب َالدُ بَ ْعدَ ال ه‬ ‫يُ ْجبَ ُر فَ ْقدُهُ أَ َ‬
‫ضا َء ْ‬
‫يم َويَ ْستَذِلُّونَ‬ ‫اس يَ ْست َ ِحلُّونَ ْال َح ِر َ‬ ‫ْالغَا ِلبَ ِة َو ْال َج ْف َوةِ ْال َجافِيَ ِة َوالنه ُ‬
‫علَى َك ْف َرةٍ ‪.‬‬ ‫علَى فَتْ َرةٍ َويَ ُموتُونَ َ‬ ‫يم يَ ْحيَ ْونَ َ‬ ‫ْال َح ِك َ‬

‫التحذيرُمنُالفتن‬

‫س َك َرا ِ‬
‫ت‬ ‫ت فَاتهقُوا َ‬ ‫ب أ َ ْغ َر ُ‬
‫اض بَ َاليَا قَ ِد ا ْقت َ َربَ ْ‬ ‫ش َر ْالعَ َر ِ‬ ‫ث ُ هم ِإنه ُك ْم َم ْع َ‬
‫احذَ ُروا بَ َوائِقَ ال ِنّ ْق َم ِة َوتَثَبهتُوا فِي قَتَ ِام ْال ِع ْش َوةِ‬ ‫ال ِنّ ْع َم ِة َو ْ‬
‫ب‬‫صا ِ‬ ‫ور َك ِمينِ َها َوا ْنتِ َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫طلُوع َجنِينِ َها َو ُ‬ ‫اج ْال ِفتْنَ ِة ِع ْندَ ُ‬ ‫َوا ْع ِو َج ِ‬
‫ِ‬
‫ع ٍة‬‫ظا َ‬ ‫طبِ َها َو َمدَ ِار َر َحا َها ت َ ْبدَأ ُ فِي َمدَ ِار َج َخ ِفيه ٍة َوتَئُو ُل ِإلَى فَ َ‬ ‫قُ ْ‬
‫ارث ُ َها‬ ‫س َِال ِم يَت َ َو َ‬ ‫ار ال ّ‬ ‫ار َها َكآثَ ِ‬ ‫ب ْالغُ َال ِم َوآثَ ُ‬ ‫َج ِليه ٍة ِشبَابُ َها َك ِشبَا ِ‬
‫آخ ُر ُه ْم ُم ْقت َ ٍد بِأ َ هو ِل ِه ْم‬ ‫الظلَ َمةُ ِب ْالعُ ُهو ِد أَ هولُ ُه ْم قَا ِئدٌ ِآل ِخ ِر ِه ْم َو ِ‬
‫ه‬
‫ع ْن قَ ِلي ٍل‬ ‫علَى ِجيفَ ٍة ُم ِري َح ٍة َو َ‬ ‫سونَ ِفي دُ ْنيَا دَ ِنيه ٍة َويَتَ َكالَبُونَ َ‬ ‫يَت َنَافَ ُ‬
‫اء‬
‫ض ِ‬ ‫يَتَبَ هرأ ُ التها ِب ُع ِمنَ ْال َمتْبُوعِ َو ْالقَائِدُ ِمنَ ْال َمقُو ِد فَيَتَزَ ايَلُونَ ِب ْالبَ ْغ َ‬
‫وف‬
‫الر ُج ِ‬ ‫طا ِل ُع ْال ِفتْنَ ِة ه‬ ‫اء ث ُ هم يَأْتِي بَ ْعدَ ذَ ِل َك َ‬ ‫اللّقَ ِ‬
‫عنُونَ ِع ْندَ ِ‬ ‫َويَت َ َال َ‬
‫ض ُّل ِر َجا ٌل‬ ‫وب بَ ْعدَ ا ْستِقَا َم ٍة َوتَ ِ‬ ‫وف فَتَ ِزي ُغ قُلُ ٌ‬ ‫الز ُح ِ‬ ‫اص َم ِة ه‬ ‫َو ْالقَ ِ‬
‫س ْاآل َرا ُء ِع ْندَ‬ ‫وم َها َوت َ ْلتَ ِب ُ‬ ‫ف ْاْل َ ْه َوا ُء ِع ْندَ ُه ُج ِ‬ ‫س َال َم ٍة َوتَ ْختَ ِل ُ‬ ‫بَ ْعدَ َ‬
‫ط َمتْهُ‬ ‫سعَى فِي َها َح َ‬ ‫ص َمتْهُ َو َم ْن َ‬ ‫ف لَ َها قَ َ‬ ‫وم َها َم ْن أ َ ْش َر َ‬ ‫نُ ُج ِ‬
‫ب‬‫ط َر َ‬‫ض َ‬ ‫يَت َ َكادَ ُمونَ فِي َها ت َ َكاد َُم ْال ُح ُم ِر فِي ْالعَانَ ِة قَ ِد ا ْ‬
‫يض فِي َها ْال ِح ْك َمةُ َوت َ ْن ِط ُق‬ ‫ي َو ْجهُ ْاْل َ ْم ِر ت َ ِغ ُ‬ ‫َم ْعقُودُ ْال َح ْب ِل َو َع ِم َ‬
‫ضي ُع‬ ‫ض ُه ْم ِب َك ْل َك ِل َها يَ ِ‬ ‫الظلَ َمةُ َوتَد ُُّق أ َ ْه َل ْالبَ ْد ِو ِب ِم ْس َح ِل َها َوت َ ُر ُّ‬ ‫فِي َها ه‬
‫ان ت َ ِردُ ِب ُم ِ ّر‬ ‫الر ْكبَ ُ‬ ‫ط ِري ِق َها ُّ‬ ‫ان َويَ ْه ِل ُك فِي َ‬ ‫ار َها ْال ُو ْحدَ ُ‬ ‫غب َ ِ‬‫فِي ُ‬
‫ع ْقدَ‬ ‫ض َ‬ ‫ِين َوت َ ْنقُ ُ‬ ‫َار الدّ ِ‬ ‫اء َوتَثْ ِل ُم َمن َ‬ ‫ط ال ِدّ َم ِ‬‫عبِي َ‬ ‫ب َ‬ ‫اء َوت َ ْحلُ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ْالقَ َ‬
‫عادٌ ِمب َْر ٌ‬
‫اق‬ ‫اس ِم ْر َ‬ ‫اس َويُدَ ِبّ ُر َها ْاْل َ ْر َج ُ‬ ‫ب ِم ْن َها ْاْل َ ْكيَ ُ‬ ‫ين يَ ْه ُر ُ‬ ‫ْاليَ ِق ِ‬
‫اْل ْس َال ُم‬ ‫علَ ْي َها ْ ِ‬ ‫ار ُق َ‬ ‫ط ُع ِفي َها ْاْل َ ْر َحا ُم َويُفَ َ‬ ‫ق ت ُ ْق َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َكا ِشفَةٌ َ‬
‫ظا ِعنُ َها ُم ِقي ٌم ‪.‬‬ ‫س ِقي ٌم َو َ‬ ‫بَ ِريئ ُ َها َ‬
‫ير يَ ْختِلُونَ ِبعَ ْق ِد ْاْل َ ْي َم ِ‬
‫ان‬ ‫طلُو ٍل َوخَائِفٍ ُم ْستَ ِج ٍ‬ ‫منهاُ‪ :‬بَيْنَ قَتِي ٍل َم ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ص َ ْ‬ ‫ان فَ َال ت َ ُكونُوا أَ ْن َ‬ ‫ور ْ ِ‬
‫اب ال ِفتَ ِن َوأع َْال َم البِدَعِ‬ ‫اْلي َم ِ‬ ‫َوبِغُ ُر ِ‬
‫ع ِة‬ ‫الطا َ‬ ‫ان ه‬ ‫علَ ْي ِه أَ ْر َك ُ‬ ‫ت َ‬ ‫علَ ْي ِه َح ْب ُل ْال َج َما َ‬
‫ع ِة َوبُ ِنيَ ْ‬ ‫ع ِقدَ َ‬ ‫َو ْالزَ ُموا َما ُ‬
‫ظا ِل ِمينَ َواتهقُوا‬ ‫ومينَ َو َال تَ ْقدَ ُموا َعلَ ْي ِه َ‬ ‫ظلُ ِ‬ ‫َّللاِ َم ْ‬ ‫علَى ه‬ ‫َوا ْقدَ ُموا َ‬
‫طونَ ُك ْم لُعَقَ‬ ‫ان َو َال ت ُ ْد ِخلُوا بُ ُ‬ ‫ط ْالعُ ْد َو ِ‬ ‫ان َو َم َها ِب َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬‫َمدَ ِار َج ال ه‬
‫سبُ َل‬ ‫س هه َل لَ ُك ْم ُ‬ ‫صيَةَ َو َ‬ ‫علَ ْي ُك ُم ْال َم ْع ِ‬
‫ْال َح َر ِام فَإِنه ُك ْم ِبعَي ِْن َم ْن َح هر َم َ‬
‫ع ِة ‪.‬‬ ‫الطا َ‬‫ه‬
‫]‪[152‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُصفاتُّللاُجلُجَللهُوصفاتُأئمةُالدين‬

‫صفاتُهللاُجلُجَلله‬

‫علَى‬ ‫ث خ َْل ِق ِه َ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الدها ِّل َعلَى ُو ُجو ِد ِه ِبخ َْل ِق ِه َو ِب ُم ْحدَ ِ‬
‫شبَهَ لَهُ َال ت َ ْستَ ِل ُمهُ ْال َمشَا ِع ُر َو َال‬ ‫علَى أَ ْن َال َ‬ ‫أَزَ ِليهتِ ِه َو ِبا ْشتِبَا ِه ِه ْم َ‬
‫صنُوعِ َو ْال َحا ِدّ َو ْال َم ْحدُو ِد‬ ‫صانِ ِع َو ْال َم ْ‬ ‫ق ال ه‬ ‫س َواتِ ُر ِال ْفتِ َرا ِ‬ ‫تَ ْح ُجبُهُ ال ه‬
‫ق َال ِب َم ْعنَى‬ ‫عدَ ٍد َو ْالخَا ِل ِ‬ ‫ب ْاْل َ َح ِد ِب َال تَأ ْ ِوي ِل َ‬ ‫ب َو ْال َم ْربُو ِ‬ ‫الر ّ ِ‬‫َو ه‬
‫ق آلَ ٍة‬‫ير َال ِبت َ ْف ِري ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫يع َال ِبأَدَاةٍ َو ْالبَ ِ‬ ‫س ِم ِ‬ ‫ب َوال ه‬ ‫ص ٍ‬ ‫َح َر َك ٍة َونَ َ‬
‫الظا ِه ِر َال‬ ‫سافَ ٍة َو ه‬ ‫اخي َم َ‬ ‫س ٍة َو ْالبَا ِئ ِن َال ِبتَ َر ِ‬ ‫شا ِه ِد َال ِب ُم َما ه‬ ‫َوال ه‬
‫اء ِب ْالقَ ْه ِر لَ َها َو ْالقُ ْد َر ِة‬ ‫طافَ ٍة بَانَ ِمنَ ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫اط ِن َال ِبلَ َ‬ ‫ِب ُرؤْ يَ ٍة َو ْالبَ ِ‬
‫وع ِإلَ ْي ِه َم ْن‬
‫الر ُج ِ‬ ‫ضوعِ لَهُ َو ُّ‬ ‫ت ْاْل َ ْشيَا ُء ِم ْنهُ ِب ْال ُخ ُ‬ ‫علَ ْي َها َوبَانَ ِ‬‫َ‬
‫ط َل أَزَ لَهُ‬ ‫عدههُ فَقَ ْد أ َ ْب َ‬ ‫عدههُ َو َم ْن َ‬ ‫صفَهُ فَقَ ْد َحدههُ َو َم ْن َحدههُ فَقَ ْد َ‬ ‫َو َ‬
‫عا ِل ٌم ِإ ْذ َال‬ ‫صفَهُ َو َم ْن قَا َل أَيْنَ فَقَ ْد َحيهزَ هُ َ‬ ‫ْف فَقَ ِد ا ْست َ ْو َ‬‫َو َم ْن قَا َل َكي َ‬
‫وب َوقَاد ٌِر ِإ ْذ َال َم ْقد ٌ‬
‫ُور ‪.‬‬ ‫ب ِإ ْذ َال َم ْربُ ٌ‬ ‫َم ْعلُو ٌم َو َر ٌّ‬

‫أئمةُالدين‬

‫طا ِل ٌع َولَ َم َع َال ِم ٌع َو َال َح َالئِ ٌح َوا ْعتَدَ َل َما ِئ ٌل‬ ‫طلَ َع َ‬ ‫منهاُ‪ :‬قَ ْد َ‬
‫ار‬‫ظ َ‬ ‫ظ ْرنَا ْال ِغيَ َر ا ْنتِ َ‬‫َّللاُ ِبقَ ْو ٍم قَ ْوما ً َو ِبيَ ْو ٍم يَ ْوما ً َوا ْنتَ َ‬
‫َوا ْست َ ْبدَ َل ه‬
‫علَى‬
‫ع َرفَاؤُ هُ َ‬ ‫علَى خ َْل ِق ِه َو ُ‬‫َّللاِ َ‬‫ط َر َو ِإنه َما ْاْلَئِ همةُ قُ هوا ُم ه‬ ‫ب ْال َم َ‬‫ْال ُم ْج ِد ِ‬
‫ع َرفُوهُ َو َال يَ ْد ُخ ُل النه َ‬
‫ار‬ ‫ع َرفَ ُه ْم َو َ‬‫ِعبَا ِد ِه َو َال يَ ْد ُخ ُل ْال َجنهةَ ِإ هال َم ْن َ‬
‫ص ُك ْم ِب ْ ِ‬
‫اْل ْس َال ِم‬ ‫َّللاَ ت َ َعالَى َخ ه‬‫ِإ هال َم ْن أ َ ْن َك َر ُه ْم َوأَ ْن َك ُروهُ ِإ هن ه‬
‫طفَى‬‫ص َ‬‫ع َك َرا َم ٍة ا ْ‬ ‫س َال َم ٍة َو ِج َما ُ‬‫ص ُك ْم لَهُ َوذَ ِل َك ِْلَنههُ ا ْس ُم َ‬ ‫َوا ْستَ ْخلَ َ‬
‫اط ِن ُح ْك ٍم َال‬ ‫ظا ِه ِر ِع ْل ٍم َوبَ ِ‬ ‫َّللاُ تَعَالَى َم ْن َه َجهُ َوبَيهنَ ُح َج َجهُ ِم ْن َ‬ ‫ه‬
‫صا ِبي ُح‬ ‫ع َجائِبُهُ فِي ِه َم َرا ِبي ُع ال ِنّعَ ِم َو َم َ‬ ‫ضي َ‬ ‫تَ ْفنَى غ ََرائِبُهُ َو َال ت َ ْنقَ ِ‬
‫َف ُّ‬
‫الظلُ َماتُ ِإ هال‬ ‫يح ِه َو َال ت ُ ْكش ُ‬ ‫الظلَ ِم َال ت ُ ْفت َ ُح ْال َخي َْراتُ ِإ هال ِب َمفَاتِ ِ‬
‫ُّ‬
‫عاهُ فِي ِه ِشفَا ُء ْال ُم ْست َ ْش ِفي‬ ‫عى َم ْر َ‬ ‫يح ِه قَ ْد أ َ ْح َمى ِح َماهُ َوأ َ ْر َ‬ ‫صا ِب ِ‬ ‫ِب َم َ‬
‫َو ِكفَايَةُ ْال ُم ْكت َ ِفي ‪.‬‬
‫]‪[153‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُصفاتُالضالينُوالغافلينُوفيهاُيعظُالناس‬

‫صفةُالضال‬

‫َّللاِ يَ ْه ِوي َم َع ْالغَافِ ِلينَ َويَ ْغدُو َم َع ْال ُم ْذنِ ِبينَ ِب َال‬
‫َو ُه َو فِي ُم ْهلَ ٍة ِمنَ ه‬
‫اص ٍد َو َال ِإ َم ٍام قَائِدٍ‪.‬‬
‫س ِبي ٍل قَ ِ‬
‫َ‬

‫صفاتُالغافلين‬

‫صيَتِ ِه ْم َوا ْست َ ْخ َر َج ُه ْم‬‫اء َم ْع ِ‬ ‫ع ْن َجزَ ِ‬ ‫َف لَ ُه ْم َ‬ ‫منهاُ‪َ :‬حتهى ِإذَا َكش َ‬
‫غ ْفلَتِ ِه ُم ا ْست َ ْقبَلُوا ُم ْدبِرا ً َوا ْستَ ْدبَ ُروا ُم ْقبِ ًال فَلَ ْم يَ ْنت َ ِفعُوا‬ ‫ب َ‬ ‫ِم ْن َج َالبِي ِ‬
‫ط ِر ِه ْم ِإ ِنّي أ ُ َحذّ ُِر ُك ْم‬
‫ض ْوا ِم ْن َو َ‬ ‫ط ِلبَ ِت ِه ْم َو َال ِب َما قَ َ‬ ‫ِب َما أَ ْد َر ُكوا ِم ْن َ‬
‫س ِم َع‬ ‫ير َم ْن َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َونَ ْفسِي َه ِذ ِه ْال َم ْن ِزلَةَ فَ ْليَ ْنتَ ِف ِع ْام ُرؤٌ ِبنَ ْف ِس ِه فَإِنه َما ْالبَ ِ‬
‫اضحا ً‬ ‫سلَ َك َجدَدا ً َو ِ‬ ‫ص َر َوا ْنتَفَ َع ِب ْال ِعبَ ِر ث ُ هم َ‬ ‫ظ َر فَأ َ ْب َ‬ ‫فَتَفَ هك َر َونَ َ‬
‫ض َال َل فِي ْال َمغَا ِوي َو َال‬ ‫عةَ فِي ْال َم َها ِوي َوال ه‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ب فِي ِه ال ه‬ ‫يَت َ َجنه ُ‬
‫ق أَ ْو‬ ‫ط ٍ‬ ‫ق أ َ ْو تَ ْح ِريفٍ فِي نُ ْ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه ْالغُ َواةَ ِبتَعَسُّفٍ فِي َح ّ ٍ‬ ‫ين َ‬‫يُ ِع ُ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫تَخ َُّوفٍ ِم ْن ِ‬

‫عظةُالناس‬

‫ص ْر ِم ْن‬ ‫غ ْفلَتِ َك َو ْ‬
‫اختَ ِ‬ ‫ظ ِم ْن َ‬‫س ْك َرتِ َك َوا ْستَ ْي ِق ْ‬
‫ام ُع ِم ْن َ‬ ‫فَأَفِ ْق أَيُّ َها ال ه‬
‫س ِ‬
‫ي ِ صلى‬ ‫ي ِ ْاْل ُ ِ ّم ّ‬
‫ان النه ِب ّ‬
‫س ِ‬‫علَى ِل َ‬ ‫ع َجلَتِ َك َوأ َ ْن ِع ِم ْال ِف ْك َر فِي َما َجا َء َك َ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫ف َم ْن خَالَ َ‬ ‫ع ْنهُ َوخَا ِل ْ‬ ‫يص َ‬ ‫هللا عليه وآله ِم هما َال بُده ِم ْنهُ َو َال َم ِح َ‬
‫ط‬‫ط ْ‬ ‫اح ُ‬ ‫ض ْع فَ ْخ َر َك َو ْ‬ ‫ي ِلنَ ْف ِس ِه َو َ‬ ‫ض َ‬ ‫غي ِْر ِه َودَ ْعهُ َو َما َر ِ‬ ‫ذَ ِل َك ِإلَى َ‬
‫ان َو َك َما‬ ‫ِين تُدَ ُ‬ ‫علَ ْي ِه َم َم هر َك َو َك َما تَد ُ‬ ‫ِكب َْر َك َوا ْذ ُك ْر قَب َْر َك فَإِ هن َ‬
‫ام َه ْد ِلقَدَ ِم َك‬ ‫ت ْاليَ ْو َم ت َ ْقدَ ُم َ‬
‫علَ ْي ِه غَدا ً فَ ْ‬ ‫صدُ َو َما قَده ْم َ‬ ‫ع ت َ ْح ُ‬ ‫تَ ْز َر ُ‬
‫َوقَ ِدّ ْم ِليَ ْو ِم َك فَ ْال َحذَ َر ْال َحذَ َر أَيُّ َها ْال ُم ْست َ ِم ُع َو ْال ِجده ْال ِجده أَيُّ َها ْالغَافِ ُل‬
‫َّللاِ فِي ال ِذّ ْك ِر ْال َح ِك ِيم الهتِي‬ ‫عزَ ائِ ِم ه‬ ‫ير ِإ هن ِم ْن َ‬ ‫َوال يُنَ ِبّئ ُ َك ِمثْ ُل َخبِ ٍ‬
‫عبْدا ً َو ِإ ْن‬ ‫ط أَنههُ َال يَ ْنفَ ُع َ‬ ‫ضى َويَ ْس َخ ُ‬ ‫ب َولَ َها يَ ْر َ‬ ‫يب َويُعَاقِ ُ‬ ‫علَ ْي َها يُ ِث ُ‬ ‫َ‬
‫صلَ ٍة‬ ‫ص ِف ْعلَهُ أ َ ْن يَ ْخ ُر َج ِمنَ الدُّ ْنيَا َال ِقيا ً َربههُ ِب َخ ْ‬ ‫سهُ َوأ َ ْخلَ َ‬ ‫أَ ْج َهدَ نَ ْف َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ض َ‬ ‫اّلِلِ ِفي َما ا ْفت َ َر َ‬ ‫ال لَ ْم يَتُبْ ِم ْن َها أ َ ْن يُ ْش ِر َك ِب ه‬ ‫ص ِ‬‫ِم ْن َه ِذ ِه ْال ِخ َ‬
‫غي ُْرهُ‬ ‫ظهُ ِب َه َال ِك نَ ْف ٍس أَ ْو يَعُ هر ِبأ َ ْم ٍر فَعَلَهُ َ‬ ‫غ ْي َ‬
‫ي َ‬ ‫ِم ْن ِعبَادَتِ ِه أ َ ْو يَ ْش ِف َ‬
‫ع ٍة فِي دِينِ ِه أ َ ْو يَ ْلقَى‬ ‫ار ِب ْد َ‬‫ظ َه ِ‬‫اس ِبإِ ْ‬ ‫أَ ْو يَ ْست َ ْن ِج َح َحا َجةً ِإلَى النه ِ‬
‫سانَي ِْن ا ْع ِق ْل ذَ ِل َك فَإِ هن ْال ِمثْ َل‬ ‫ِي فِي ِه ْم ِب ِل َ‬ ‫اس ِب َو ْج َهي ِْن أَ ْو يَ ْمش َ‬ ‫النه َ‬
‫ع َه ُّم َها‬ ‫سب َا َ‬ ‫طونُ َها َو ِإ هن ال ِ ّ‬ ‫دَ ِلي ٌل َعلَى ِش ْب ِه ِه ِإ هن ْالبَ َهائِ َم َه ُّم َها بُ ُ‬
‫سا َء َه ُّم ُه هن ِزينَةُ ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا‬ ‫غي ِْر َها َو ِإ هن ال ِنّ َ‬ ‫ان َعلَى َ‬ ‫ْالعُ ْد َو ُ‬
‫سادُ فِي َها ِإ هن ْال ُمؤْ ِمنِينَ ُم ْست َ ِكينُونَ ِإ هن ْال ُمؤْ ِمنِينَ ُم ْش ِفقُونَ ِإ هن‬ ‫َو ْالفَ َ‬
‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ خَائِفُونَ ‪.‬‬
‫]‪[154‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيذكرُفيهاُفضائلُأهلُالبيت‬

‫ف غ َْو َرهُ َون َْجدَهُ دَاعٍ‬ ‫ْص ُر أَ َمدَهُ َويَ ْع ِر ُ‬ ‫ب ِب ِه يُب ِ‬ ‫ب الله ِبي ِ‬ ‫َاظ ُر قَ ْل ِ‬ ‫َون ِ‬
‫ضوا‬ ‫ي قَ ْد خَا ُ‬ ‫الرا ِع َ‬‫عى فَا ْستَ ِجيبُوا ِللدها ِعي َوات ه ِبعُوا ه‬ ‫عا َو َراعٍ َر َ‬ ‫دَ َ‬
‫طقَ‬ ‫سن َِن َوأَ َرزَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ َونَ َ‬ ‫ار ْال ِفت َ ِن َوأ َ َخذُوا بِ ْالبِدَعِ دُونَ ال ُّ‬ ‫بِ َح َ‬
‫اب َو ْالخَزَ نَةُ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ار َو ْاْل َ ْ‬ ‫ضالُّونَ ْال ُم َك ِذّبُونَ ن َْح ُن ال ِ ّ‬
‫شع َ ُ‬ ‫ال ه‬
‫غي ِْر‬ ‫اب َو َال تُؤْ ت َى ْالبُيُوتُ ِإ هال ِم ْن أَب َْوا ِب َها فَ َم ْن أَتَا َها ِم ْن َ‬ ‫َو ْاْلَب َْو ُ‬
‫ارقا ً ‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ي َ‬ ‫أَب َْوا ِب َها ُ‬
‫س ِ ّم َ‬
‫صدَقُوا‬ ‫طقُوا َ‬ ‫الر ْح َم ِن ِإ ْن نَ َ‬ ‫وز ه‬ ‫آن َو ُه ْم ُكنُ ُ‬ ‫منهاُ‪ :‬فِي ِه ْم َك َرائِ ُم ْالقُ ْر ِ‬
‫ع ْقلَهُ‬‫ض ْر َ‬ ‫صد ُْق َرائِدٌ أَ ْهلَهُ َو ْليُ ْح ِ‬ ‫ص َمتُوا لَ ْم يُ ْسبَقُوا فَ ْليَ ْ‬ ‫َو ِإ ْن َ‬
‫اظ ُر‬‫ب فَالنه ِ‬ ‫َاء ْاآل ِخ َر ِة فَإِنههُ ِم ْن َها قَد َِم َو ِإلَ ْي َها يَ ْنقَ ِل ُ‬ ‫َو ْليَ ُك ْن ِم ْن أ َ ْبن ِ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ع َملُهُ َ‬ ‫ع َم ِل ِه أَ ْن يَ ْعلَ َم أ َ َ‬ ‫ون ُم ْبتَدَأ ُ َ‬ ‫ص ِر يَ ُك ُ‬ ‫ام ُل ِب ْالبَ َ‬ ‫ب ْالعَ ِ‬ ‫ِب ْالقَ ْل ِ‬
‫ع ْنهُ فَإِ هن‬ ‫ف َ‬ ‫علَ ْي ِه َوقَ َ‬ ‫ضى ِفي ِه َو ِإ ْن َكانَ َ‬ ‫أ َ ْم لَهُ فَإِ ْن َكانَ لَهُ َم َ‬
‫ع ِن‬ ‫ق فَ َال يَ ِزيدُهُ بُ ْعدُهُ َ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫غي ِْر َ‬ ‫علَى َ‬ ‫سائِ ِر َ‬ ‫ام َل ِبغَي ِْر ِع ْل ٍم َكال ه‬ ‫ْالعَ ِ‬
‫سائِ ِر‬ ‫ام ُل ِب ْال ِع ْل ِم َكال ه‬ ‫ح ِإ هال بُ ْعدا ً ِم ْن َحا َجتِ ِه َو ْالعَ ِ‬ ‫اض ِ‬ ‫ق ْال َو ِ‬ ‫الط ِري ِ‬ ‫ه‬
‫اج ٌع َوا ْعلَ ْم‬ ‫سائِ ٌر ُه َو أَ ْم َر ِ‬ ‫َاظ ٌر أ َ َ‬ ‫ظ ْر ن ِ‬ ‫ح فَ ْليَ ْن ُ‬ ‫اض ِ‬ ‫ق ْال َو ِ‬ ‫الط ِري ِ‬ ‫علَى ه‬ ‫َ‬
‫اطنُهُ‬ ‫اب بَ ِ‬ ‫ط َ‬ ‫ظا ِه ُرهُ َ‬ ‫اب َ‬ ‫ط َ‬ ‫علَى ِمثَا ِل ِه فَ َما َ‬ ‫اطنا ً َ‬ ‫ظا ِه ٍر بَ ِ‬ ‫أ َ هن ِل ُك ِّل َ‬
‫ِق صلى‬ ‫صاد ُ‬ ‫سو ُل ال ه‬ ‫الر ُ‬ ‫اطنُهُ َوقَ ْد قَا َل ه‬ ‫ث بَ ِ‬ ‫ظا ِه ُرهُ َخبُ َ‬ ‫ث َ‬ ‫َو َما َخبُ َ‬
‫ب ْالعَ َم َل‬ ‫ع َملَهُ َويُ ِح ُّ‬ ‫ض َ‬ ‫ب ْالعَ ْبدَ َويُ ْب ِغ ُ‬ ‫َّللاَ يُ ِح ُّ‬‫هللا عليه وآله ِإ هن ه‬
‫ت َال ِغنَى بِ ِه‬ ‫ع َم ٍل نَبَاتا ً َو ُك ُّل نَبَا ٍ‬ ‫ض بَدَنَهُ َوا ْعلَ ْم أ َ هن ِل ُك ِّل َ‬ ‫َويُ ْب ِغ ُ‬
‫ت‬ ‫سهُ َو َحلَ ْ‬ ‫اب غ َْر ُ‬ ‫ط َ‬ ‫س ْقيُهُ َ‬ ‫اب َ‬ ‫ط َ‬ ‫اء َو ْال ِميَاهُ ُم ْختَ ِلفَةٌ فَ َما َ‬ ‫ع ِن ْال َم ِ‬ ‫َ‬
‫ت ثَ َم َرتُهُ ‪.‬‬ ‫سهُ َوأَ َم هر ْ‬ ‫ث غ َْر ُ‬ ‫س ْقيُهُ َخبُ َ‬ ‫ث َ‬ ‫ثَ َم َرتُهُ َو َما َخبُ َ‬
‫]‪[155‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيذكرُفيهاُبديعُخلقةُالخفاش‬

‫حمدُّللاُوُتنـزيهه‬

‫ت‬ ‫ع ْ‬ ‫ع ْن ُك ْن ِه َم ْع ِرفَ ِت ِه َو َردَ َ‬ ‫اف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت ْاْل َ ْو َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي ا ْن َح َ‬


‫ساغا ً ِإلَى بُلُوغِ غَايَ ِة َملَ ُكو ِت ِه ُه َو ه‬
‫َّللاُ‬ ‫ظ َمتُهُ ْالعُقُو َل فَلَ ْم تَ ِج ْد َم َ‬ ‫ع َ‬‫َ‬
‫ون لَ ْم تَ ْبلُ ْغهُ ْالعُقُو ُل‬
‫ين أَ َح ُّق َوأ َ ْبيَ ُن ِم هما ت َ َرى ْالعُيُ ُ‬ ‫ْال َح ُّق ْال ُم ِب ُ‬
‫ِير فَيَ ُكونَ ُم َمث ه ًال‬ ‫علَ ْي ِه ْاْل َ ْو َها ُم ِبت َ ْقد ٍ‬‫شبهها ً َولَ ْم تَقَ ْع َ‬ ‫ِبت َ ْحدِي ٍد فَيَ ُكونَ ُم َ‬
‫ِير َو َال َمعُونَ ِة‬ ‫ورةِ ُمش ٍ‬ ‫ش َ‬ ‫غي ِْر ت َ ْمثِي ٍل َو َال َم ُ‬ ‫َخلَقَ ْال َخ ْلقَ َعلَى َ‬
‫اب َولَ ْم يُدَافِ ْع َوا ْنقَادَ‬ ‫عتِ ِه فَأ َ َج َ‬ ‫طا َ‬ ‫عنَ ِل َ‬ ‫ين فَت َ هم خ َْلقُهُ ِبأ َ ْم ِر ِه َوأ َ ْذ َ‬‫ُم ِع ٍ‬
‫َولَ ْم يُن ِ‬
‫َاز ْع ‪.‬‬

‫خلقةُالخفاش‬

‫ض‬ ‫ب ِخ ْلقَتِ ِه َما أَ َرانَا ِم ْن غ ََو ِام ِ‬ ‫ع َجائِ ِ‬ ‫ص ْنعَتِ ِه َو َ‬‫ف َ‬ ‫طائِ ِ‬ ‫َو ِم ْن لَ َ‬
‫ط ِل ُك ِّل‬‫ضيَا ُء ْالبَا ِس ُ‬ ‫يش الهتِي يَ ْقبِ ُ‬
‫ض َها ال ِ ّ‬ ‫ْال ِح ْك َم ِة فِي َه ِذ ِه ْال َخفَافِ ِ‬
‫ت أ َ ْعيُنُ َها‬ ‫ع ِشيَ ْ‬ ‫ْف َ‬‫ي ٍ َو َكي َ‬ ‫ض ِل ُك ِّل َح ّ‬ ‫الظ َال ُم ْالقَا ِب ُ‬‫ط َها ه‬ ‫س ُ‬ ‫ش ْيءٍ َويَ ْب ُ‬ ‫َ‬
‫ضيئ َ ِة نُورا ً تَ ْهتَدِي ِب ِه ِفي َمذَا ِه ِب َها‬ ‫ش ْم ِس ْال ُم ِ‬ ‫ع ْن أَ ْن تَ ْست َ ِمده ِمنَ ال ه‬ ‫َ‬
‫ع َها ِبتَ ََلْلُ ِؤ‬ ‫ارفِ َها َو َردَ َ‬ ‫ش ْم ِس ِإلَى َمعَ ِ‬ ‫ان ال ه‬ ‫ص ُل ِبعَ َال ِنيَ ِة بُ ْر َه ِ‬ ‫َوتَت ه ِ‬
‫ام ِن َها‬ ‫ت ِإ ْش َرا ِق َها َوأَ َكنه َها ِفي َم َك ِ‬ ‫سبُ َحا ِ‬ ‫ي ِ ِفي ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫ع ِن ْال ُم ِ‬ ‫ضيَا ِئ َها َ‬ ‫ِ‬
‫علَى‬ ‫ار َ‬ ‫ون ِبالنه َه ِ‬‫ي ُم ْسدَلَةُ ْال ُجفُ ِ‬ ‫ب ِفي بُلَ ِ‬
‫ج ائْ ِت َال ِق َها فَ ِه َ‬ ‫ع ِن الذه َها ِ‬ ‫َ‬
‫اس أ َ ْرزَ اقِ َها فَ َال‬ ‫ِحدَاقِ َها َو َجا ِعلَةُ الله ْي ِل ِس َراجا ً ت َ ْست َ ِد ُّل ِب ِه فِي ْالتِ َم ِ‬
‫ق‬‫س ِ‬ ‫ي ِ فِي ِه ِلغَ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ظ ْل َمتِ ِه َو َال تَ ْمتَنِ ُع ِمنَ ْال ُم ِ‬‫اف ُ‬ ‫ار َها ِإ ْسدَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫يَ ُردُّ أ َ ْب َ‬
‫ار َها َودَ َخ َل‬ ‫ضا ُح نَ َه ِ‬ ‫ت أ َ ْو َ‬ ‫ع َها َوبَدَ ْ‬‫س قِنَا َ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ت ال ه‬ ‫دُ ُجنهتِ ِه فَإِذَا أ َ ْلقَ ِ‬
‫ت ْاْل َ ْجفَانَ‬ ‫طبَقَ ِ‬ ‫ار َها أَ ْ‬‫ب فِي ِو َج ِ‬ ‫ضبَا ِ‬ ‫علَى ال ِ ّ‬ ‫ور َها َ‬ ‫ق نُ ِ‬ ‫ِم ْن ِإ ْش َرا ِ‬
‫ظلَ ِم لَيَا ِلي َها‬‫اش فِي ُ‬ ‫سبَتْهُ ِمنَ ْال َمعَ ِ‬ ‫َت ِب َما ا ْكت َ َ‬ ‫علَى َمآقِي َها َوتَبَلهغ ْ‬ ‫َ‬
‫س َكنا ً َوقَ َرارا ً‬ ‫ار َ‬ ‫س ْب َحانَ َم ْن َجعَ َل الله ْي َل لَ َها نَ َهارا ً َو َمعَاشا ً َوالنه َه َ‬ ‫فَ ُ‬
‫َو َجعَ َل لَ َها أ َ ْجنِ َحةً ِم ْن لَ ْح ِم َها ت َ ْع ُر ُج ِب َها ِع ْندَ ْال َحا َج ِة ِإلَى‬
‫ب ِإ هال‬‫ص ٍ‬ ‫ت ِري ٍش َو َال قَ َ‬ ‫غي َْر ذَ َوا ِ‬‫ان َ‬ ‫ظايَا ْاآلذَ ِ‬ ‫ش َ‬‫ان َكأَنه َها َ‬ ‫الطيَ َر ِ‬‫ه‬
‫ان لَ هما يَ ِرقها‬ ‫ق بَ ِيّنَةً أَع َْالما ً لَ َها َجنَا َح ِ‬ ‫اض َع ْالعُ ُرو ِ‬ ‫أَنه َك ت َ َرى َم َو ِ‬
‫ئ ِإلَ ْي َها‬ ‫ص ٌق ِب َها َال ِج ٌ‬ ‫ير َو َولَدُ َها َال ِ‬ ‫ظا فَيَثْقُ َال ت َ ِط ُ‬ ‫شقها َولَ ْم يَ ْغلُ َ‬ ‫فَيَ ْن َ‬
‫ارقُ َها َحتهى تَ ْشتَده أ َ ْر َكانُهُ‬ ‫ت َال يُفَ ِ‬ ‫ارتَفَعَ ْ‬ ‫ت َويَ ْرت َ ِف ُع ِإذَا ْ‬ ‫يَقَ ُع ِإذَا َوقَعَ ْ‬
‫صا ِل َح نَ ْف ِس ِه‬ ‫ع ْي ِش ِه َو َم َ‬‫ب َ‬ ‫ف َمذَا ِه َ‬ ‫وض َجنَا ُحهُ َويَ ْع ِر َ‬ ‫َويَ ْح ِملَهُ ِللنُّ ُه ِ‬
‫غي ِْر ِه ‪.‬‬ ‫غي ِْر ِمثَا ٍل خ ََال ِم ْن َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ش ْيءٍ َ‬ ‫ئ ِل ُك ِّل َ‬ ‫ار ِ‬‫س ْب َحانَ ْالبَ ِ‬ ‫فَ ُ‬
‫]‪[156‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُخاطبُبهُأهلُالبصرةُعلىُجهةُاقتصاصُالمَلحم‬

‫ع هز َو َج هل فَ ْليَ ْفعَ ْل‬ ‫علَى ه‬


‫َّللاِ َ‬ ‫سهُ َ‬ ‫ع ِع ْندَ ذَ ِل َك أ َ ْن يَ ْعت َ ِق َل نَ ْف َ‬ ‫طا َ‬ ‫فَ َم ِن ا ْست َ َ‬
‫س ِبي ِل ْال َجنه ِة َو ِإ ْن‬
‫علَى َ‬ ‫املُ ُك ْم ِإ ْن شَا َء ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ط ْعت ُ ُمونِي فَإ ِ ِنّي َح ِ‬ ‫فَإِ ْن أ َ َ‬
‫يرةٍ َوأ َ هما فُ َالنَةُ فَأ َ ْد َر َك َها َرأْ ُ‬
‫ي‬ ‫شدِيدَةٍ َو َمذَاقَ ٍة َم ِر َ‬ ‫شقه ٍة َ‬
‫َكانَ ذَا َم َ‬
‫ت ِلتَنَا َل‬ ‫ص ْد ِر َها َك ِم ْر َج ِل ْالقَي ِْن َولَ ْو دُ ِعيَ ْ‬ ‫ض ْغ ٌن غ ََال ِفي َ‬ ‫اء َو ِ‬ ‫س ِ‬‫ال ِنّ َ‬
‫ي لَ ْم ت َ ْفعَ ْل َولَ َها بَ ْعدُ ُح ْر َمت ُ َها ْاْلُولَى‬ ‫ت ِإلَ ه‬ ‫غي ِْري َما أَت َ ْ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫َّللاِ تَعَالَى ‪.‬‬‫اب َعلَى ه‬ ‫س ُ‬ ‫َو ْال ِح َ‬

‫وصفُاإليمان‬

‫علَى‬ ‫ان يُ ْستَدَ ُّل َ‬ ‫اج فَ ِب ْ ِ‬


‫اْلي َم ِ‬ ‫س َِر ِ‬ ‫س ِبي ٌل أَ ْبلَ ُج ْال ِم ْن َه ِ‬
‫اج أ َ ْن َو ُر ال ّ‬ ‫منهُ‪َ :‬‬
‫ان يُ ْع َم ُر‬ ‫اْلي َم ِ‬‫ان َو ِب ْ ِ‬‫اْلي َم ِ‬ ‫علَى ْ ِ‬ ‫ت يُ ْستَدَ ُّل َ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ت َو ِبال ه‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ال ه‬
‫ب ْال َم ْوتُ َو ِب ْال َم ْو ِ‬
‫ت ت ُ ْخت َ ُم الدُّ ْنيَا َو ِبالدُّ ْنيَا ت ُ ْح َر ُز‬ ‫ْال ِع ْل ُم َو ِب ْال ِع ْل ِم يُ ْر َه ُ‬
‫ف ْال َجنهةُ َوتُبَ هر ُز ْال َج ِحي ُم ِل ْلغَا ِوينَ َو ِإ هن‬ ‫ْاآل ِخ َرة ُ َو ِب ْال ِقيَا َم ِة ت ُ ْزلَ ُ‬
‫ار َها ِإلَى‬ ‫ض َم ِ‬ ‫ع ِن ْال ِقيَا َم ِة ُم ْرقِ ِلينَ فِي ِم ْ‬ ‫ص َر لَ ُه ْم َ‬ ‫ْالخ َْلقَ َال َم ْق َ‬
‫ص َوى ‪.‬‬ ‫ْالغَايَ ِة ْالقُ ْ‬

‫حالُأهلُالقبورُفيُالقيامة‬

‫صا ِي ِر‬‫اروا ِإلَى َم َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ث َو َ‬ ‫صوا ِم ْن ُم ْستَقَ ِ ّر ْاْل َ ْجدَا ِ‬ ‫ش َخ ُ‬ ‫منهُ‪ :‬قَ ْد َ‬


‫ع ْن َها َو ِإ هن‬‫ت ِل ُك ِّل دَ ٍار أ َ ْهلُ َها َال يَ ْستَ ْب ِدلُونَ ِب َها َو َال يُ ْنقَلُونَ َ‬ ‫ْالغَايَا ِ‬
‫ق ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ان ِم ْن ُخلُ ِ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر لَ ُخلُقَ ِ‬
‫ي َ‬ ‫وف َوالنه ْه َ‬ ‫ْاْل َ ْم َر ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ق‬‫ان ِم ْن ِر ْز ٍ‬
‫ص ِ‬ ‫ان ِم ْن أَ َج ٍل َو َال يَ ْنقُ َ‬ ‫س ْب َحانَهُ َو ِإنه ُه َما َال يُقَ ِ ّربَ ِ‬
‫ُ‬
‫ين َوال ِ ّ‬
‫شفَا ُء‬ ‫ور ْال ُم ِب ُ‬ ‫ين َوالنُّ ُ‬‫َّللاِ فَإِنههُ ْال َح ْب ُل ْال َمتِ ُ‬ ‫ب ه‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِب ِكتَا ِ‬
‫َو َ‬
‫ق َال‬ ‫ِك َوالنه َجاة ُ ِل ْل ُمتَعَ ِلّ ِ‬
‫س ِ‬‫ص َمةُ ِل ْل ُمت َ َم ّ‬ ‫ي النهاقِ ُع َو ْال ِع ْ‬ ‫النهافِ ُع َو ِ ّ‬
‫الر ُّ‬
‫الر ِدّ َو ُولُو ُج‬ ‫ب َو َال ت ُ ْخ ِلقُهُ َكثْ َرة ُ ه‬ ‫ام َو َال يَ ِزي ُغ فَيُ ْست َ ْعت َ َ‬
‫يَ ْع َو ُّج فَيُقَ َ‬
‫سبَقَ ‪.‬‬‫ع ِم َل ِب ِه َ‬ ‫صدَقَ َو َم ْن َ‬ ‫س ْم ِع َم ْن قَا َل ِب ِه َ‬ ‫ال ه‬
‫و قام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ‪ ،‬أخبرنا عن الفتنة‪ ،‬و‬
‫َّللا صلى هللا عليه وآله عنها فقال عليه‬ ‫هل سألت رسول ّ‬
‫السالم‪:‬‬
‫اس أَ ْن يُتْ َر ُكوا أَ ْن‬ ‫ِب النه ُ‬ ‫س ْب َحانَهُ قَ ْولَهُ الم أَ َحس َ‬ ‫َّللاُ ُ‬‫ِإنههُ لَ هما أ َ ْنزَ َل ه‬
‫سو ُل‬ ‫ع ِل ْمتُ أَ هن ْال ِفتْنَةَ َال ت َ ْن ِز ُل ِبنَا َو َر ُ‬ ‫يَقُولُوا آ َمنها َو ُه ْم ال يُ ْفتَنُونَ َ‬
‫َّللاِ َما‬ ‫سو َل ه‬ ‫ظ ُه ِرنَا فَقُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫َّللاِ ( صلى هللا عليه وآله ) بَيْنَ أَ ْ‬ ‫ه‬
‫ي ِإ هن أ ُ همتِي‬ ‫ع ِل ُّ‬‫َّللاُ تَعَالَى ِب َها فَقَا َل يَا َ‬ ‫َه ِذ ِه ْال ِفتْنَةُ الهتِي أَ ْخبَ َر َك ه‬
‫ت ِلي يَ ْو َم أ ُ ُح ٍد‬ ‫ْس قَ ْد قُ ْل َ‬ ‫َّللاِ أَ َولَي َ‬
‫سو ُل ه‬ ‫سيُ ْفتَنُونَ بَ ْعدِي فَقُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫َ‬
‫ش َهادَة ُ‬ ‫ع ِنّي ال ه‬ ‫ت َ‬ ‫ْث ا ْست ُ ْش ِهدَ َم ِن ا ْست ُ ْش ِهدَ ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ َو ِحيزَ ْ‬ ‫َحي ُ‬
‫ش َهادَةَ ِم ْن َو َرائِ َك فَقَا َل ِلي‬ ‫ت ِلي أ َ ْبش ِْر فَإِ هن ال ه‬ ‫ي فَقُ ْل َ‬ ‫فَش هَق ذَ ِل َك َعلَ ه‬
‫ْس َهذَا‬ ‫َّللاِ لَي َ‬‫سو َل ه‬ ‫صب ُْر َك ِإذا ً فَقُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫ْف َ‬ ‫ِإ هن ذَ ِل َك لَ َكذَ ِل َك فَ َكي َ‬
‫ش ْك ِر َوقَا َل يَا‬ ‫اط ِن ْالبُ ْش َرى َوال ُّ‬ ‫صب ِْر َولَ ِك ْن ِم ْن َم َو ِ‬ ‫اط ِن ال ه‬ ‫ِم ْن َم َو ِ‬
‫علَى َر ِبّ ِه ْم‬ ‫سيُ ْفتَنُونَ ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َويَ ُمنُّونَ ِبدِي ِن ِه ْم َ‬ ‫ي ِإ هن ْالقَ ْو َم َ‬ ‫ع ِل ُّ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫شبُ َها ِ‬ ‫ط َوتَهُ َويَ ْست َ ِحلُّونَ َح َرا َمهُ ِبال ُّ‬ ‫س ْ‬ ‫َويَت َ َمنه ْونَ َر ْح َمتَهُ َويَأ ْ َمنُونَ َ‬
‫ت‬ ‫س ْح َ‬ ‫سا ِهيَ ِة فَيَ ْستَ ِحلُّونَ ْالخ َْم َر ِبالنه ِبي ِذ َوال ُّ‬ ‫اء ال ه‬ ‫ْال َكا ِذبَ ِة َو ْاْل َ ْه َو ِ‬
‫َاز ِل أ ُ ْن ِزلُ ُه ْم‬ ‫ي ِ ْال َمن ِ‬ ‫َّللاِ فَ ِبأ َ ّ‬
‫سو َل ه‬ ‫الربَا ِب ْالبَي ِْع قُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫ِب ْال َه ِديه ِة َو ِ ّ‬
‫ِع ْندَ ذَ ِل َك أ َ ِب َم ْن ِزلَ ِة ِردهةٍ أ َ ْم ِب َم ْن ِزلَ ِة فِتْنَ ٍة فَقَا َل ِب َم ْن ِزلَ ِة فِتْنَ ٍة ‪.‬‬
‫]‪[157‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيحثُالناسُعلىُالتقوى‬

‫سبَبا ً ِل ْل َم ِزي ِد ِم ْن‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي َجعَ َل ْال َح ْمدَ ِم ْفتَاحا ً ِل ِذ ْك ِر ِه َو َ‬
‫َّللاِ ِإ هن الده ْه َر يَ ْج ِري‬ ‫ظ َمتِ ِه ِعبَادَ ه‬ ‫ع َ‬ ‫علَى َآالئِ ِه َو َ‬ ‫يال َ‬ ‫ض ِل ِه َودَ ِل ً‬ ‫فَ ْ‬
‫اضينَ َال يَعُودُ َما قَ ْد َولهى ِم ْنهُ َو َال يَ ْبقَى‬ ‫بِ ْالبَاقِينَ َك َج ْريِ ِه بِ ْال َم ِ‬
‫ظا ِه َرة ٌ‬ ‫ورهُ ُمتَ َ‬ ‫آخ ُر فَعَا ِل ِه َكأ َ هو ِل ِه ُمتَشَا ِب َهةٌ أ ُ ُم ُ‬ ‫س ْر َمدا ً َما ِفي ِه ِ‬ ‫َ‬
‫شغَ َل‬ ‫اج ِر ِبش َْو ِل ِه فَ َم ْن َ‬ ‫ع ِة ت َ ْحدُو ُك ْم َح ْد َو ه‬
‫الز ِ‬ ‫سا َ‬‫أَع َْال ُمهُ فَ َكأَنه ُك ْم ِبال ه‬
‫ت‬ ‫ت َو َمده ْ‬ ‫ارتَبَ َك ِفي ْال َهلَ َكا ِ‬ ‫ت َو ْ‬ ‫سهُ ِبغَي ِْر نَ ْف ِس ِه ت َ َحي َهر ِفي ُّ‬
‫الظلُ َما ِ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫ئ أَ ْع َما ِل ِه فَ ْال َجنهةُ غَايَةُ‬ ‫س ِيّ َ‬‫َت لَهُ َ‬ ‫ط ْغيَانِ ِه َوزَ يهن ْ‬ ‫اطينُهُ فِي ُ‬ ‫شي َ ِ‬ ‫ِب ِه َ‬
‫َّللاِ أَ هن الت ه ْق َوى دَ ُ‬
‫ار‬ ‫ار غَايَةُ ْال ُمفَ ِ ّر ِطينَ ا ْعلَ ُموا ِعبَادَ ه‬ ‫سا ِب ِقينَ َوالنه ُ‬ ‫ال ه‬
‫ص ٍن ذَ ِلي ٍل َال يَ ْمنَ ُع أَ ْهلَهُ َو َال يُ ْح ِر ُز‬ ‫ار ِح ْ‬ ‫ور دَ ُ‬ ‫يز َو ْالفُ ُج َ‬ ‫ع ِز ٍ‬ ‫ص ٍن َ‬ ‫ِح ْ‬
‫ين ت ُ ْد َر ُك‬ ‫طايَا َو ِب ْاليَ ِق ِ‬ ‫ط ُع ُح َمةُ ْال َخ َ‬ ‫َم ْن لَ َجأ َ ِإلَ ْي ِه أ َ َال َو ِبالت ه ْق َوى ت ُ ْق َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َوأ َ َح ِبّ َها‬ ‫ع ِ ّز ْاْل َ ْنفُ ِس َ‬ ‫َّللاَ فِي أَ َ‬ ‫َّللاَ ه‬ ‫َّللاِ ه‬
‫ص َوى ِعبَادَ ه‬ ‫ْالغَايَةُ ْالقُ ْ‬
‫ط ُرقَهُ فَ ِش ْق َوة ٌ‬ ‫َار ُ‬ ‫ق َوأَن َ‬ ‫س ِبي َل ْال َح ّ ِ‬ ‫ض َح لَ ُك ْم َ‬ ‫َّللاَ قَ ْد أ َ ْو َ‬
‫ِإلَ ْي ُك ْم فَإِ هن ه‬
‫اء قَ ْد‬ ‫َاء ِْلَي ِهام ْالبَقَ ِ‬ ‫سعَادَة ٌ دَائِ َمةٌ فَتَزَ هودُوا ِفي أَي ِهام ْالفَن ِ‬ ‫َال ِز َمةٌ أ َ ْو َ‬
‫ِير فَإِنه َما أ َ ْنت ُ ْم‬ ‫علَى ْال َمس ِ‬ ‫الظ ْع ِن َو ُح ِثثْت ُ ْم َ‬ ‫الزا ِد َوأ ُ ِم ْرت ُ ْم ِب ه‬
‫علَى ه‬ ‫دُ ِل ْلت ُ ْم َ‬
‫صنَ ُع‬ ‫سي ِْر أَ َال فَ َما يَ ْ‬ ‫ب ُوقُوفٍ َال يَ ْد ُرونَ َمتَى يُؤْ َم ُرونَ ِبال ه‬ ‫َك َر ْك ٍ‬
‫ع هما قَ ِلي ٍل يُ ْسلَبُهُ‬ ‫صنَ ُع ِب ْال َما ِل َم ْن َ‬ ‫ِبالدُّ ْنيَا َم ْن ُخ ِلقَ ِل ْْل ِخ َر ِة َو َما يَ ْ‬
‫َّللاُ ِمنَ‬ ‫عدَ ه‬ ‫ْس ِل َما َو َ‬ ‫َّللاِ ِإنههُ لَي َ‬ ‫سابُهُ ِعبَادَ ه‬ ‫علَ ْي ِه ت َ ِبعَتُهُ َو ِح َ‬ ‫َوت َ ْبقَى َ‬
‫َب ِعبَادَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ش ِ ّر َم ْرغ ٌ‬ ‫ع ْنهُ ِمنَ ال ه‬ ‫ْال َخي ِْر َمتْ َر ٌك َو َال فِي َما نَ َهى َ‬
‫الز ْلزَ ا ُل َوتَش ُ‬
‫ِيب‬ ‫ص فِي ِه ْاْل َ ْع َما ُل َويَ ْكث ُ ُر فِي ِه ِ ّ‬ ‫احذَ ُروا يَ ْوما ً ت ُ ْف َح ُ‬ ‫ْ‬
‫صدا ً ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم‬ ‫َّللاِ أَ هن َعلَ ْي ُك ْم َر َ‬ ‫طفَا ُل ا ْعلَ ُموا ِعبَادَ ه‬ ‫فِي ِه ْاْل َ ْ‬
‫عدَدَ‬ ‫ظونَ أَ ْع َمالَ ُك ْم َو َ‬ ‫ق يَ ْحفَ ُ‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫ظ ِ‬ ‫عيُونا ً ِم ْن َج َو ِار ِح ُك ْم َو ُحفها َ‬ ‫َو ُ‬
‫اب ذُو‬ ‫ظ ْل َمةُ لَ ْي ٍل دَ ٍ‬
‫اج َو َال يُ ِكنُّ ُك ْم ِم ْن ُه ْم بَ ٌ‬ ‫أ َ ْنفَا ِس ُك ْم َال ت َ ْست ُ ُر ُك ْم ِم ْن ُه ْم ُ‬
‫ب ْاليَ ْو ُم ِب َما فِي ِه َويَ ِجي ُء‬ ‫يب يَ ْذ َه ُ‬ ‫اج َو ِإ هن غَدا ً ِمنَ ْاليَ ْو ِم قَ ِر ٌ‬ ‫ِرت َ ٍ‬
‫ض َم ْن ِز َل‬ ‫ئ ِم ْن ُك ْم قَ ْد بَلَ َغ ِمنَ ْاْل َ ْر ِ‬‫ْالغَدُ َال ِحقا ً ِب ِه فَ َكأ َ هن ُك هل ْام ِر ٍ‬
‫ش ٍة‬ ‫ت َو ْحدَةٍ َو َم ْن ِز ِل َو ْح َ‬ ‫َط ُح ْف َرتِ ِه فَيَا لَهُ ِم ْن بَ ْي ِ‬ ‫َو ْحدَتِ ِه َو َمخ ه‬
‫غ ِشيَتْ ُك ْم‬‫عةَ قَ ْد َ‬ ‫سا َ‬‫ص ْي َحةَ قَ ْد أَتَتْ ُك ْم َوال ه‬‫غ ْربَ ٍة َو َكأ َ هن ال ه‬ ‫َو ُم ْف َر ِد ُ‬
‫ت‬ ‫ض َم َحله ْ‬ ‫اطي ُل َوا ْ‬ ‫ع ْن ُك ُم ْاْلَبَ ِ‬‫ت َ‬ ‫اء قَ ْد زَ ا َح ْ‬
‫ض ِ‬ ‫ص ِل ْالقَ َ‬ ‫َوبَ َر ْزت ُ ْم ِلفَ ْ‬
‫ت ِب ُك ُم ْاْل ُ ُم ُ‬
‫ور‬ ‫صدَ َر ْ‬‫ت ِب ُك ُم ْال َحقَائِ ُق َو َ‬ ‫ع ْن ُك ُم ْال ِعلَ ُل َوا ْستَ َحقه ْ‬ ‫َ‬
‫ظوا ِب ْال ِعبَ ِر َوا ْعتَ ِب ُروا ِب ْال ِغيَ ِر َوا ْنتَ ِفعُوا ِبالنُّذُ ِر‪.‬‬ ‫صاد َِر َها فَات ه ِع ُ‬ ‫َم َ‬
‫]‪[158‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُينَبهُفيهاُعلىُفضلُالرسولُاألعظمُوفضلُالقرآنُثمُ‬
‫حالُدولةُبنيُأمية‬

‫النبيُوالقرآن‬

‫طو ِل َه ْجعَ ٍة ِمنَ ْاْل ُ َم ِم‬ ‫س ِل َو ُ‬ ‫ين فَتْ َرةٍ ِمنَ ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫علَى ِح ِ‬ ‫سلَهُ َ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫ق الهذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه َوالنُّ ِ‬
‫ور‬ ‫صدِي ِ‬ ‫اض ِمنَ ْال ُمب َْر ِم فَ َجا َء ُه ْم بِت َ ْ‬ ‫َوا ْن ِتقَ ٍ‬
‫آن فَا ْست َ ْن ِطقُوهُ َولَ ْن يَ ْن ِطقَ َولَ ِك ْن أ ُ ْخ ِب ُر ُك ْم‬
‫ْال ُم ْقتَدَى ِب ِه ذَ ِل َك ْالقُ ْر ُ‬
‫اضي َودَ َوا َء دَا ِئ ُك ْم‬ ‫ع ِن ْال َم ِ‬‫ِيث َ‬ ‫ع ْنهُ أ َ َال ِإ هن ِفي ِه ِع ْل َم َما يَأ ْ ِتي َو ْال َحد َ‬ ‫َ‬
‫َون ْ‬
‫َظ َم َما بَ ْينَ ُك ْم‬

‫دولةُبنيُأمية‬

‫وُمنهاُ‪ :‬فَ ِع ْندَ ذَ ِل َك َال يَ ْبقَى بَيْتُ َمدَ ٍر َو َال َوبَ ٍر ِإ هال َوأَ ْد َخلَهُ‬
‫اء‬
‫س َم ِ‬ ‫الظلَ َمةُ ت َ ْر َحةً َوأَ ْولَ ُجوا فِي ِه نِ ْق َمةً فَيَ ْو َمئِ ٍذ َال يَ ْبقَى لَ ُه ْم فِي ال ه‬ ‫ه‬
‫غي َْر أَ ْه ِل ِه‬ ‫َاص ٌر أ َ ْ‬
‫صفَ ْيت ُ ْم ِب ْاْل َ ْم ِر َ‬ ‫ضن ِ‬ ‫عاذ ٌِر َو َال فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫َ‬
‫ظلَ َم َمأ ْ َك ًال ِب َمأ ْ َك ٍل‬
‫َّللاُ ِم هم ْن َ‬ ‫سيَ ْنت َ ِق ُم ه‬‫غي َْر َم ْو ِر ِد ِه َو َ‬‫َوأ َ ْو َر ْدت ُ ُموهُ َ‬
‫ص ِب ِر َو ْال َم ِق ِر‬ ‫ب ال ه‬ ‫َار ِ‬‫طا ِع ِم ْالعَ ْلقَ ِم َو َمش ِ‬ ‫ب ِم ْن َم َ‬ ‫َو َم ْش َربا ً ِب َم ْش َر ٍ‬
‫ت‬‫َطيئَا ِ‬ ‫طايَا ْالخ ِ‬ ‫ْف َو ِإنه َما ُه ْم َم َ‬ ‫سي ِ‬ ‫ار ال ه‬ ‫ف َو ِدث َ ِ‬‫ار ْالخ َْو ِ‬ ‫اس ِشعَ ِ‬ ‫َو ِلبَ ِ‬
‫َوزَ َو ِام ُل ْاآلثَ ِام فَأ ُ ْق ِس ُم ث ُ هم أ ُ ْق ِس ُم لَت َ ْن َخ َمنه َها أ ُ َميهةُ ِم ْن بَ ْعدِي َك َما ت ُ ْلفَ ُ‬
‫ظ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ط ْع ِم َها أَبَدا ً َما َك هر ْال َجدِيدَ ِ‬ ‫طعَ ُم ِب َ‬ ‫النُّخَا َمةُ ث ُ هم َال تَذُوقُ َها َو َال تَ ْ‬
‫]‪[159‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيبينُفيهاُحسنُمعاملتهُلرعيته‬

‫طتُ ِب ُج ْهدِي ِم ْن َو َرائِ ُك ْم َوأ َ ْعت َ ْقت ُ ُك ْم‬ ‫ار ُك ْم َوأَ َح ْ‬


‫س ْنتُ ِج َو َ‬ ‫َولَقَ ْد أ َ ْح َ‬
‫ط َراقا ً َ‬
‫ع هما‬ ‫ش ْكرا ً ِم ِنّي ِل ْل ِب ِ ّر ْالقَ ِلي ِل َو ِإ ْ‬
‫ضي ِْم ُ‬
‫ق ال ه‬ ‫ق الذُّ ِّل َو َحلَ ِ‬‫ِم ْن ِربَ ِ‬
‫ير‪.‬‬‫ش ِهدَهُ ْالبَدَ ُن ِمنَ ْال ُم ْن َك ِر ْال َكثِ ِ‬‫ص ُر َو َ‬ ‫أَ ْد َر َكهُ ْالبَ َ‬
‫]‪[160‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُعظمةُهللاُوحمدهُوذكرُاألنبياء‬

‫عظمةُّللاُ‬

‫ضي ِب ِع ْل ٍم َويَ ْعفُو‬ ‫ضاهُ أ َ َم ٌ‬


‫ان َو َر ْح َمةُ يَ ْق ِ‬ ‫ضا ٌء َو ِح ْك َمةٌ َو ِر َ‬
‫أ َ ْم ُرهُ قَ َ‬
‫ِب ِح ْل ٍم ‪.‬‬

‫حمدُّللاُ‬

‫علَى َما تُعَافِي َوت َ ْبتَ ِلي‬ ‫الله ُه هم لَ َك ْال َح ْمدُ َعلَى َما تَأ ْ ُخذُ َوت ُ ْع ِطي َو َ‬
‫ض َل ْال َح ْم ِد‬ ‫ب ْال َح ْم ِد ِإلَي َْك َوأَ ْف َ‬ ‫ضى ْال َح ْم ِد لَ َك َوأ َ َح ه‬ ‫ون أَ ْر َ‬ ‫َح ْمداً يَ ُك ُ‬
‫ب‬ ‫ت َح ْمدا ً َال يُ ْح َج ُ‬ ‫ت َويَ ْبلُ ُغ َما أَ َر ْد َ‬ ‫ِع ْندَ َك َح ْمدا ً يَ ْم ََل ُ َما َخلَ ْق َ‬
‫عدَدُهُ َو َال يَ ْفنَى َمدَدُهُ‬ ‫ص ُر دُون ََك َح ْمدا ً َال يَ ْنقَ ِط ُع َ‬ ‫ع ْن َك َو َال يُ ْق َ‬ ‫َ‬
‫ي قَيُّو ُم َال تَأ ْ ُخذُ َك ِسنَةٌ‬ ‫ظ َم ِت َك ِإ هال أَنها نَ ْعلَ ُم أَنه َك َح ٌّ‬ ‫ع َ‬ ‫فَلَ ْسنَا نَ ْعلَ ُم ُك ْنهَ َ‬
‫ار‬
‫ص َ‬ ‫ت ْاْل َ ْب َ‬ ‫ص ٌر أَ ْد َر ْك َ‬ ‫ظ ٌر َولَ ْم يُ ْد ِر ْك َك بَ َ‬ ‫َو َال ن َْو ٌم لَ ْم يَ ْنتَ ِه ِإلَي َْك نَ َ‬
‫اصي َو ْاْل َ ْقدَ ِام َو َما الهذِي ن ََرى‬ ‫ت ِبالنه َو ِ‬ ‫ْت ْاْل َ ْع َما َل َوأَ َخ ْذ َ‬ ‫صي َ‬ ‫َوأَ ْح َ‬
‫طانِ َك‬ ‫س ْل َ‬
‫ع ِظ ِيم ُ‬ ‫َصفُهُ ِم ْن َ‬ ‫ب لَهُ ِم ْن قُ ْد َرتِ َك َون ِ‬ ‫ِم ْن خ َْل ِق َك َونَ ْع َج ُ‬
‫عقُولُنَا‬ ‫ت ُ‬ ‫ع ْنهُ َوا ْنت َ َه ْ‬‫ارنَا َ‬ ‫ص ُ‬‫ت أ َ ْب َ‬ ‫ص َر ْ‬ ‫عنها ِم ْنهُ َوقَ ُ‬ ‫هب َ‬ ‫َو َما تَغَي َ‬
‫غ قَ ْلبَهُ‬ ‫ظ ُم فَ َم ْن فَ هر َ‬ ‫ب بَ ْينَنَا َوبَ ْينَهُ أَ ْع َ‬‫ور ْالغُيُو ِ‬ ‫ست ُ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫دُونَهُ َو َحالَ ْ‬
‫ت خ َْلقَ َك‬ ‫ْف ذَ َرأْ َ‬ ‫ع ْرش ََك َو َكي َ‬ ‫ت َ‬ ‫ْف أَقَ ْم َ‬ ‫َوأ َ ْع َم َل فِ ْك َرهُ ِليَ ْعلَ َم َكي َ‬
‫علَى َم ْو ِر‬ ‫ت َ‬ ‫ْف َمدَ ْد َ‬ ‫س َم َاواتِ َك َو َكي َ‬ ‫اء َ‬ ‫ت فِي ْال َه َو ِ‬ ‫عله ْق َ‬‫ْف َ‬ ‫َو َكي َ‬
‫س ْمعُهُ َوا ِلها ً‬ ‫ع ْقلُهُ َم ْب ُهورا ً َو َ‬ ‫ط ْرفُهُ َحسِيرا ً َو َ‬ ‫ض َك َر َج َع َ‬ ‫اء أ َ ْر َ‬ ‫ْال َم ِ‬
‫َو ِف ْك ُرهُ َحا ِئرا ً ‪.‬‬
‫كيفُيكونُالرجاء‬

‫ب َو ْالعَ ِظ ِيم َما بَالُهُ َال‬ ‫منها ‪ :‬يَده ِعي ِبزَ ع ِْم ِه أَنههُ يَ ْر ُجو ه‬
‫َّللاَ َكذَ َ‬
‫ع َم ِل ِه‬‫ف َر َجاؤُ هُ فِي َ‬ ‫ع ِر َ‬ ‫ع َم ِل ِه فَ ُك ُّل َم ْن َر َجا ُ‬ ‫يَتَبَي ُهن َر َجاؤُ هُ فِي َ‬
‫َّللاِ تَعَالَى فَإِنههُ َم ْد ُخو ٌل َو ُك ُّل خ َْوفٍ ُم َحقه ٌق‬ ‫َو ُك ُّل َر َجاءٍ ِإ هال َر َجا َء ه‬
‫ير َويَ ْر ُجو ْال ِعبَادَ‬ ‫َّللاَ ِفي ْال َك ِب ِ‬
‫َّللاِ فَإِنههُ َم ْعلُو ٌل يَ ْر ُجو ه‬ ‫ف ه‬ ‫ِإ هال خ َْو َ‬
‫َّللاِ َج هل‬‫ب فَ َما بَا ُل ه‬ ‫الر ه‬‫ير فَيُ ْع ِطي ْالعَ ْبدَ َما َال يُ ْع ِطي ه‬ ‫ص ِغ ِ‬‫ِفي ال ه‬
‫َاف أَ ْن تَ ُكونَ فِي‬ ‫صنَ ُع ِب ِه ِل ِعبَا ِد ِه أَ تَخ ُ‬ ‫ع هما يُ ْ‬ ‫ص ُر ِب ِه َ‬‫ثَنَاؤُ هُ يُقَ ه‬
‫ضعا ً َو َكذَ ِل َك ِإ ْن‬ ‫اء َم ْو ِ‬ ‫لر َج ِ‬‫َر َجائِ َك لَهُ َكاذِبا ً أَ ْو ت َ ُكونَ َال تَ َراهُ ِل ه‬
‫طاهُ ِم ْن خ َْوفِ ِه َما َال يُ ْع ِطي َربههُ‬ ‫ع ِبي ِد ِه أَ ْع َ‬
‫عبْدا ً ِم ْن َ‬ ‫َاف َ‬ ‫ُه َو خ َ‬
‫ض َمارا ً َو َوعْدا ً‬ ‫فَ َجعَ َل خ َْوفَهُ ِمنَ ْال ِعبَا ِد نَ ْقدا ً َوخ َْوفَهُ ِم ْن خَا ِل ِق ِه ِ‬
‫ع ْينِ ِه َو َكبُ َر َم ْوقِعُ َها ِم ْن قَ ْل ِب ِه آث َ َر َها‬‫ت الدُّ ْنيَا فِي َ‬ ‫ظ َم ِ‬ ‫ع ُ‬‫َو َكذَ ِل َك َم ْن َ‬
‫عبْدا ً لَ َها ‪.‬‬‫ار َ‬ ‫ص َ‬ ‫ط َع ِإلَ ْي َها َو َ‬ ‫َّللاِ تَعَالَى فَا ْنقَ َ‬
‫علَى ه‬ ‫َ‬

‫رسولُّللاُ‬

‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َكافٍ لَ َك فِي‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َولَقَ ْد َكانَ فِي َر ُ‬
‫ع ْي ِب َها َو َكثْ َرةِ َمخ ِ‬
‫َازي َها‬ ‫علَى ذَ ِ ّم الدُّ ْنيَا َو َ‬ ‫ْاْل ُ ْس َوةِ َودَ ِلي ٌل لَ َك َ‬
‫ت ِلغَي ِْر ِه أ َ ْكنَافُ َها َوفُ ِط َم‬ ‫ط َرافُ َها َو ُو ِ ّ‬
‫طئ َ ْ‬ ‫ع ْنهُ أ َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬‫سا ِوي َها ِإ ْذ قُ ِب َ‬
‫َو َم َ‬
‫ع ْن زَ خ ِ‬
‫َارفِ َها ‪.‬‬ ‫ي َ‬ ‫ضا ِع َها َو ُز ِو َ‬ ‫ع ْن َر َ‬ ‫َ‬

‫موسى‬

‫ْث‬‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َحي ُ‬ ‫سى َك ِل ِيم ه‬ ‫ت ثَنهيْتُ ِب ُمو َ‬ ‫َو ِإ ْن ِشئْ َ‬
‫سأَلَهُ ِإ هال‬ ‫ت ِإلَ ه‬
‫ي ِم ْن َخي ٍْر فَ ِق ٌ‬
‫ير َو ه‬
‫َّللاِ َما َ‬ ‫ب ِإ ِنّي ِلما أَ ْنزَ ْل َ‬
‫يَقُو ُل َر ّ ِ‬
‫ض َولَقَ ْد َكان ْ‬
‫َت‬ ‫ُخبْزا ً يَأ ْ ُكلُهُ ِْلَنههُ َكانَ يَأ ْ ُك ُل بَ ْقلَةَ ْاْل َ ْر ِ‬
‫شذُّ ِ‬
‫ب‬ ‫ق بَ ْ‬
‫طنِ ِه ِل ُهزَ ا ِل ِه َوتَ َ‬ ‫صفَا ِ‬ ‫يف ِ‬‫ش ِف ِ‬ ‫ُخض َْرة ُ ْالبَ ْق ِل ت ُ َرى ِم ْن َ‬
‫لَ ْح ِم ِه ‪.‬‬

‫داود‬

‫ير‬‫ب ْال َمزَ ِام ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬‫ت ثَلهثْتُ ِبدَ ُاودَ صلوات هللا عليه َ‬ ‫َو ِإ ْن ِشئْ َ‬
‫وص ِبيَ ِد ِه َويَقُو ُل‬‫ف ْال ُخ ِ‬ ‫ئ أ َ ْه ِل ْال َجنه ِة فَلَقَ ْد َكانَ يَ ْع َم ُل َ‬
‫سفَائِ َ‬ ‫َوقَ ِ‬
‫ار ِ‬
‫ير ِم ْن ث َ َمنِ َها ‪.‬‬ ‫ص ال ه‬
‫ش ِع ِ‬ ‫سائِ ِه أَيُّ ُك ْم يَ ْك ِفينِي بَ ْيعَ َها َويَأ ْ ُك ُل قُ ْر َ‬
‫ِل ُجلَ َ‬

‫عيسى‬

‫سى اب ِْن َم ْريَ َم عليه السالم فَلَقَ ْد َكانَ‬ ‫ت قُ ْلتُ فِي ِعي َ‬ ‫َو ِإ ْن ِشئْ َ‬
‫ِب َو َكانَ ِإدَا ُمهُ ْال ُجو َ‬
‫ع‬ ‫س ْال َخشِنَ َويَأ ْ ُك ُل ْال َجش َ‬ ‫سدُ ْال َح َج َر َويَ ْلبَ ُ‬ ‫يَتَ َو ه‬
‫ض‬ ‫َارقَ ْاْل َ ْر ِ‬ ‫اء َمش ِ‬ ‫َو ِس َرا ُجهُ ِبالله ْي ِل ْالقَ َم َر َو ِظ َاللُهُ ِفي ال ِ ّ‬
‫شت َ ِ‬
‫ض ِل ْلبَ َها ِئ ِم َولَ ْم ت َ ُك ْن‬‫َاربَ َها َوفَا ِك َهتُهُ َو َر ْي َحانُهُ َما ت ُ ْنبِتُ ْاْل َ ْر ُ‬‫َو َمغ ِ‬
‫ط َم ٌع يُذِلُّهُ‬‫لَهُ زَ ْو َجةٌ ت َ ْف ِتنُهُ َو َال َولَدٌ يَ ْح ُزنُهُ َو َال َما ٌل يَ ْل ِفتُهُ َو َال َ‬
‫دَابهتُهُ ِر ْج َالهُ َوخَا ِد ُمهُ يَدَاهُ ‪.‬‬

‫الرسولُاألعظم‬

‫ط َه ِر صلى هللا عليه وآله فَإِ هن ِفي ِه أ ُ ْس َوة ً‬ ‫ب ْاْل َ ْ‬


‫طي َ ِ‬ ‫س ِبنَ ِب ِيّ َك ْاْل َ ْ‬ ‫فَتَأ َ ه‬
‫سي‬ ‫َّللاِ ْال ُمتَأ َ ِ ّ‬
‫ب ْال ِعبَا ِد ِإلَى ه‬ ‫عزَ ا ًء ِل َم ْن تَعَ هزى َوأ َ َح ُّ‬ ‫سى َو َ‬ ‫ِل َم ْن تَأ َ ه‬
‫ط ْرفا ً‬ ‫ض َم الدُّ ْنيَا قَضْما ً َولَ ْم يُ ِع ْر َها َ‬ ‫ص ِْلَث َ ِر ِه قَ َ‬ ‫ِبنَ ِب ِيّ ِه َو ْال ُم ْقتَ ُّ‬
‫ت‬‫ض ْ‬ ‫ع ِر َ‬ ‫طنا ً ُ‬‫ص ُه ْم ِمنَ الدُّ ْنيَا بَ ْ‬‫ض ُم أ َ ْه ِل الدُّ ْنيَا َك ْشحا ً َوأ َ ْخ َم ُ‬ ‫أ َ ْه َ‬
‫شيْئا ً‬ ‫َض َ‬ ‫س ْب َحانَهُ أَ ْبغ َ‬ ‫َّللاَ ُ‬ ‫ع ِل َم أَ هن ه‬ ‫علَ ْي ِه الدُّ ْنيَا فَأَبَى أ َ ْن يَ ْقبَلَ َها َو َ‬ ‫َ‬
‫صغه َرهُ َولَ ْو لَ ْم يَ ُك ْن‬ ‫شيْئا ً فَ َ‬ ‫صغه َر َ‬ ‫شيْئا ً فَ َحقه َرهُ َو َ‬ ‫ضهُ َو َحقه َر َ‬ ‫فَأ َ ْبغَ َ‬
‫صغه َر ه‬
‫َّللاُ‬ ‫سولُهُ َوتَ ْع ِظي ُمنَا َما َ‬ ‫َّللاُ َو َر ُ‬ ‫َض ه‬ ‫فِينَا ِإ هال ُحبُّنَا َما أ َ ْبغ َ‬
‫َّللاِ َولَقَ ْد َكانَ صلى‬ ‫ع ْن أ َ ْم ِر ه‬ ‫سولُهُ لَ َكفَى ِب ِه ِشقَاقا ً ِ هّلِلِ َو ُم َحادهة ً َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫ف‬‫ص ُ‬ ‫سةَ ْالعَ ْب ِد َويَ ْخ ِ‬ ‫س ِج ْل َ‬ ‫ض َويَ ْج ِل ُ‬ ‫علَى ْاْل َ ْر ِ‬ ‫هللا عليه وآله يَأ ْ ُك ُل َ‬
‫ِف‬‫ي َويُ ْرد ُ‬ ‫ار َ‬ ‫ار ْالعَ ِ‬ ‫ب ْال ِح َم َ‬ ‫بِيَ ِد ِه نَ ْعلَهُ َويَ ْرقَ ُع بِيَ ِد ِه ث َ ْوبَهُ َويَ ْر َك ُ‬
‫ير فَيَقُو ُل‬ ‫صا ِو ُ‬ ‫ون ِفي ِه الت ه َ‬ ‫ب بَ ْي ِت ِه فَتَ ُك ُ‬ ‫علَى بَا ِ‬ ‫ستْ ُر َ‬ ‫ون ال ِ ّ‬ ‫خ َْلفَهُ َويَ ُك ُ‬
‫ظ ْرتُ ِإلَ ْي ِه‬ ‫ع ِنّي فَإِ ِنّي ِإذَا نَ َ‬ ‫غ ِيّ ِبي ِه َ‬ ‫اج ِه َ‬ ‫يَا فُ َالنَةُ ِ ِْل ْحدَى أ َ ْز َو ِ‬
‫ات ِذ ْك َر َها‬ ‫ع ِن الدُّ ْنيَا ِبقَ ْل ِب ِه َوأَ َم َ‬ ‫ض َ‬ ‫َارفَ َها فَأَع َْر َ‬ ‫ذَ َك ْرتُ الدُّ ْنيَا َوزَ خ ِ‬
‫ع ْينِ ِه ِل َكي َْال يَت ه ِخذَ ِم ْن َها‬ ‫ع ْن َ‬ ‫يب ِزينَت ُ َها َ‬ ‫ب أ َ ْن ت َ ِغ َ‬ ‫ِم ْن نَ ْف ِس ِه َوأ َ َح ه‬
‫ِريَاشا ً َو َال يَ ْعت َ ِقدَ َها قَ َرارا ً َو َال يَ ْر ُج َو فِي َها ُمقَاما ً فَأ َ ْخ َر َج َها ِمنَ‬
‫ص ِر َو َكذَ ِل َك َم ْن‬ ‫ع ِن ْالبَ َ‬ ‫غيهبَ َها َ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ع ِن ْالقَ ْل ِ‬ ‫ص َها َ‬ ‫النه ْف ِس َوأ َ ْش َخ َ‬
‫ظ َر ِإلَ ْي ِه َوأ َ ْن يُ ْذ َك َر ِع ْندَهُ َولَقَ ْد َكانَ فِي‬ ‫َض أ َ ْن يَ ْن ُ‬ ‫شيْئا ً أ َ ْبغ َ‬ ‫َض َ‬ ‫أَ ْبغ َ‬
‫ئ الدُّ ْنيَا‬ ‫سا ِو ِ‬‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َما يَدُلُّ ُك َعلَى َم َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َر ُ‬
‫َارفُ َها َم َع‬ ‫ع ْنهُ زَ خ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫صتِ ِه َو ُز ِويَ ْ‬ ‫ع فِي َها َم َع خَا ه‬ ‫عيُو ِب َها ِإ ْذ َجا َ‬ ‫َو ُ‬
‫َّللاُ ُم َح همدا ً بِذَ ِل َك أ َ ْم أ َ َهانَهُ‬ ‫اظ ٌر بِعَ ْق ِل ِه أ َ ْك َر َم ه‬ ‫ظ ْر نَ ِ‬ ‫ع ِظ ِيم ُز ْلفَتِ ِه فَ ْليَ ْن ُ‬ ‫َ‬
‫اْل ْف ِك ْالعَ ِظ ِيم َو ِإ ْن قَا َل‬ ‫َّللاِ ْال َع ِظ ِيم ِب ْ ِ‬ ‫ب َو ه‬ ‫فَإِ ْن قَا َل أ َ َهانَهُ فَقَ ْد َكذَ َ‬
‫ط الدُّ ْنيَا لَهُ َوزَ َوا َها‬ ‫س َ‬ ‫ْث بَ َ‬ ‫غي َْرهُ َحي ُ‬ ‫َّللاَ قَ ْد أَهَانَ َ‬ ‫أ َ ْك َر َمهُ فَ ْليَ ْعلَ ْم أ َ هن ه‬
‫ص أَث َ َرهُ َو َولَ َج‬ ‫س ِبنَ ِب ِيّ ِه َوا ْقت َ ه‬ ‫سى ُمتَأ َ ٍ ّ‬ ‫اس ِم ْنهُ فَتَأ َ ه‬ ‫ب النه ِ‬ ‫ع ْن أ َ ْق َر ِ‬ ‫َ‬
‫َّللاَ َجعَ َل ُم َح همدا ً صلى هللا‬ ‫َم ْو ِل َجهُ َو ِإ هال فَ َال َيأ ْ َم ِن ْال َهلَ َكةَ فَإِ هن ه‬
‫شِرا ً ِب ْال َجنه ِة َو ُم ْنذِرا ً ِب ْالعُقُوبَ ِة خ ََر َج‬ ‫ع ِة َو ُمبَ ّ‬ ‫سا َ‬ ‫علَما ً ِلل ه‬ ‫عليه وآله َ‬
‫علَى‬ ‫ض ْع َح َجرا ً َ‬ ‫س ِليما ً لَ ْم يَ َ‬ ‫ِمنَ الدُّ ْنيَا خ َِميصا ً َو َو َردَ ْاآل ِخ َرةَ َ‬
‫ظ َم ِمنهةَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ي َر ِبّ ِه فَ َما أ َ ْع َ‬ ‫اب دَا ِع َ‬ ‫س ِبي ِل ِه َوأ َ َج َ‬ ‫ضى ِل َ‬ ‫َح َج ٍر َحتهى َم َ‬
‫َّللاِ لَقَ ْد‬ ‫ع ِقبَهُ َو ه‬ ‫طأ ُ َ‬ ‫سلَفا ً نَت ه ِبعُهُ َوقَائِدا ً نَ َ‬ ‫علَ ْينَا ِب ِه َ‬ ‫ِع ْندَنَا ِحينَ أ َ ْنعَ َم َ‬
‫عتِي َه ِذ ِه َحتهى ا ْست َ ْحيَيْتُ ِم ْن َراقِ ِع َها َولَقَ ْد قَا َل ِلي‬ ‫َرقه ْعتُ ِم ْد َر َ‬
‫اح يَ ْح َمدُ‬ ‫ع ْن َك فَقُ ْلتُ ا ْغ ُربْ َ‬
‫ع ِنّي فَ ِع ْندَ ال ه‬
‫صب َ ِ‬ ‫قَائِ ٌل أ َ َال ت َ ْن ِبذُ َها َ‬
‫س َرى‪.‬‬ ‫ْالقَ ْو ُم ال ُّ‬
‫]‪[161‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُصفةُالنبيُوأهلُبيتهُوُأتباعُدينهُوفيهاُيعظُ‬
‫بالتقوى‬

‫الرسولُوُأهلهُوُأتباعُدينه‬

‫اج ْالبَادِي‬ ‫ي ِ َو ْال ِم ْن َه ِ‬‫ان ْال َج ِل ّ‬ ‫ضي ِء َو ْالبُ ْر َه ِ‬ ‫ور ْال ُم ِ‬ ‫ا ْبتَعَثَهُ ِبالنُّ ِ‬
‫ش َج َر ٍة‬‫ش َج َرتُهُ َخي ُْر َ‬ ‫ب ْال َهادِي أ ُ ْس َرتُهُ َخي ُْر أ ُ ْس َر ٍة َو َ‬ ‫َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ار َها ُمت َ َه ِدّلَةٌ َم ْو ِلدُهُ ِب َم هكةَ َو ِه ْج َرتُهُ‬ ‫صانُ َها ُم ْعتَ ِدلَةٌ َو ِث َم ُ‬ ‫أ َ ْغ َ‬
‫سلَهُ ِب ُح هج ٍة َكا ِفيَ ٍة‬ ‫ص ْوتُهُ أ َ ْر َ‬ ‫ع َال ِب َها ِذ ْك ُرهُ َو ْامتَده ِم ْن َها َ‬ ‫ط ْيبَةَ َ‬ ‫ِب َ‬
‫ش َرائِ َع ْال َم ْج ُهولَةَ‬ ‫ظ َه َر ِب ِه ال ه‬ ‫ظ ٍة شَافِيَ ٍة َودَع َْوةٍ ُمت َ َالفِيَ ٍة أَ ْ‬ ‫َو َم ْو ِع َ‬
‫صولَةَ فَ َم ْن يَ ْبتَ ِغ‬ ‫ام ْال َم ْف ُ‬ ‫ع ْال َم ْد ُخولَةَ َوبَيهنَ ِب ِه ْاْل َ ْح َك َ‬ ‫َوقَ َم َع ِب ِه ْال ِبدَ َ‬
‫ظ ْم َكب َْوتُهُ‬ ‫ع ْر َوتُهُ َوت َ ْع ُ‬ ‫ص ْم ُ‬ ‫اْل ْس َال ِم دَيْنا ً تَتَ َحقه ْق ِش ْق َوتُهُ َوتَ ْنفَ ِ‬ ‫غي َْر ْ ِ‬ ‫َ‬
‫علَى‬ ‫ب ْال َو ِبي ِل َوأَتَ َو هك ُل َ‬ ‫الط ِوي ِل َو ْالعَذَا ِ‬ ‫َويَ ُك ْن َمآبُهُ ِإلَى ْال ُح ْز ِن ه‬
‫س ِبي َل ْال ُم َؤ ِدّيَةَ ِإلَى َجنهتِ ِه‬ ‫اْلنَابَ ِة ِإلَ ْي ِه َوأ َ ْست َ ْر ِشدُهُ ال ه‬ ‫َّللاِ ت َ َو ُّك َل ْ ِ‬
‫ه‬
‫اصدَةَ ِإلَى َم َح ِّل َر ْغبَتِ ِه ‪.‬‬ ‫ْالقَ ِ‬

‫النصحُبالتقوى‬

‫عتِ ِه فَإِنه َها النه َجاة ُ غَدا ً َو ْال َم ْن َجاة ُ‬ ‫طا َ‬ ‫َّللاِ ِبتَ ْق َوى ه‬
‫َّللاِ َو َ‬ ‫وصي ُك ْم ِعبَادَ ه‬ ‫أُ ِ‬
‫ع َها‬
‫طا َ‬ ‫ف لَ ُك ُم الدُّ ْنيَا َوا ْن ِق َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب فَأ َ ْسبَ َغ َو َو َ‬ ‫غ َ‬ ‫ب فَأ َ ْبلَ َغ َو َر ه‬‫أَبَدا ً َر هه َ‬
‫ص َحبُ ُك ْم‬ ‫ع هما يُ ْع ِجبُ ُك ْم فِي َها ِل ِقله ِة َما يَ ْ‬ ‫ضوا َ‬ ‫َوزَ َوالَ َها َوا ْنتِقَالَ َها فَأَع ِْر ُ‬
‫ضوا‬ ‫َّللاِ فَغُ ُّ‬ ‫ان ه‬ ‫َّللاِ َوأ َ ْب َعدُ َها ِم ْن ِرض َْو ِ‬ ‫َط ه‬ ‫سخ ِ‬ ‫ب دَ ٍار ِم ْن َ‬ ‫ِم ْن َها أ َ ْق َر ُ‬
‫غ ُمو َم َها َوأَ ْشغَالَ َها ِل َما قَ ْد أَ ْيقَ ْنت ُ ْم ِب ِه ِم ْن ِف َرا ِق َها‬‫َّللاِ ُ‬‫ع ْن ُك ْم ِعبَادَ ه‬ ‫َ‬
‫ح َو ْال ُم ِج ِدّ‬‫اص ِ‬ ‫ق النه ِ‬ ‫ش ِفي ِ‬ ‫احذَ ُرو َها َحذَ َر ال ه‬ ‫ف َح َاال ِت َها فَ ْ‬ ‫ص ُّر ِ‬ ‫َوت َ َ‬
‫ارعِ ْالقُ ُر ِ‬
‫ون قَ ْبلَ ُك ْم قَ ْد‬ ‫ص ِ‬‫ِح َوا ْعت َ ِب ُروا ِب َما قَ ْد َرأ َ ْيت ُ ْم ِم ْن َم َ‬ ‫ْال َكاد ِ‬
‫ب ش ََرفُ ُه ْم‬ ‫ع ُه ْم َوذَ َه َ‬ ‫ار ُه ْم َوأ َ ْس َما ُ‬‫ص ُ‬ ‫ت أ َ ْب َ‬ ‫ت أ َ ْو َ‬
‫صالُ ُه ْم َوزَ الَ ْ‬ ‫تَزَ ايَلَ ْ‬
‫ب ْاْل َ ْو َال ِد فَ ْقدَ َها‬ ‫ور ُه ْم َونَ ِعي ُم ُه ْم فَبُ ِدّلُوا ِبقُ ْر ِ‬‫س ُر ُ‬ ‫ط َع ُ‬ ‫َو ِع ُّز ُه ْم َوا ْنقَ َ‬
‫سلُونَ َو َال‬ ‫ارقَت َ َها َال يَتَفَاخ َُرونَ َو َال يَتَنَا َ‬ ‫اج ُمفَ َ‬‫ص ْحبَ ِة ْاْل َ ْز َو ِ‬ ‫َو ِب ُ‬
‫ب ِلنَ ْف ِس ِه‬ ‫َّللاِ َحذَ َر ْالغَا ِل ِ‬ ‫احذَ ُروا ِعبَادَ ه‬ ‫يَتَزَ َاو ُرونَ َو َال يَتَ َح َاو ُرونَ فَ ْ‬
‫اض ٌح َو ْالعَلَ َم قَائِ ٌم‬ ‫اظ ِر بِعَ ْق ِل ِه فَإِ هن ْاْل َ ْم َر َو ِ‬‫ش ْه َوتِ ِه النه ِ‬‫ْال َمانِ ِع ِل َ‬
‫صدٌ ‪.‬‬ ‫س ِبي َل قَ ْ‬ ‫الط ِريقَ َجدَدٌ َوال ه‬ ‫َو ه‬
‫]‪[162‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلبعضُأصحابهُوُقدُسألهُكيفُدفعكمُقومكمُعنُهذاُ‬
‫المقامُوأنتمُأحقُبهُفقال‬

‫سدَ ٍد َولَ َك بَ ْعدُ‬ ‫غي ِْر َ‬ ‫ين ت ُ ْر ِس ُل فِي َ‬ ‫ض ِ‬ ‫س ٍد ِإنه َك لَقَ ِل ُق ْال َو ِ‬ ‫يَا أَخَا بَنِي أ َ َ‬
‫ت فَا ْعلَ ْم أَ هما ِاال ْستِ ْبدَادُ‬ ‫ص ْه ِر َو َح ُّق ْال َم ْسأَلَ ِة َوقَ ِد ا ْست َ ْعلَ ْم َ‬ ‫ِذ َما َمةُ ال ِ ّ‬
‫شدُّونَ‬‫سبا ً َو ْاْل َ َ‬ ‫علَ ْينَا ِب َهذَا ْال َمقَ ِام َون َْح ُن ْاْل َ ْعلَ ْونَ نَ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ش هح ْ‬ ‫َت أَثَ َرة ً َ‬‫سو ِل صلى هللا عليه وآله ن َْوطا ً فَإِنه َها َكان ْ‬ ‫الر ُ‬‫ِب ه‬
‫وس آخ َِرينَ َو ْال َح َك ُم ه‬
‫َّللاُ‬ ‫ع ْن َها نُفُ ُ‬ ‫َت َ‬ ‫سخ ْ‬ ‫وس قَ ْو ٍم َو َ‬ ‫علَ ْي َها نُفُ ُ‬ ‫َ‬
‫َو ْال َم ْع َودُ ِإلَ ْي ِه ْال ِقيَا َمةُ ‪.‬‬
‫صي َح فِي َح َج َراتِ ِه * َولَ ِك ْن َحدِيثا ً َما َحد ُ‬
‫ِيث‬ ‫ع ْن َك نَ ْهبا ً ِ‬ ‫َودَ ْع َ‬
‫اح ِل‬ ‫الر َو ِ‬
‫ه‬
‫ض َح َكنِي الده ْه ُر بَ ْعدَ‬ ‫س ْفيَانَ فَلَقَ ْد أَ ْ‬ ‫ب فِي اب ِْن أ َ ِبي ُ‬ ‫َط َ‬ ‫َو َهلُ هم ْالخ ْ‬
‫ب َويُ ْكثِ ُر ْاْل َ َودَ‬ ‫غ ْالعَ َج َ‬ ‫َطبا ً يَ ْست َ ْف ِر ُ‬‫َّللاِ فَيَا لَهُ خ ْ‬ ‫ِإ ْب َكائِ ِه َو َال غ َْر َو َو ه‬
‫سده فَ هو ِار ِه ِم ْن يَ ْنبُو ِع ِه‬ ‫اح ِه َو َ‬ ‫صب َ ِ‬ ‫َّللاِ ِم ْن ِم ْ‬ ‫ور ه‬ ‫طفَا َء نُ ِ‬ ‫َح َاو َل ْالقَ ْو ُم ِإ ْ‬
‫ع ْن ُه ْم ِم َح ُن‬ ‫عنها َو َ‬ ‫َو َجدَ ُحوا بَ ْينِي َوبَ ْينَ ُه ْم ِش ْربا ً َو ِبيئا ً فَإِ ْن تَ ْرتَ ِف ْع َ‬
‫ض ِه َو ِإ ْن تَ ُك ِن ْاْل ُ ْخ َرى فَال‬ ‫ق َعلَى َم ْح ِ‬ ‫ْالبَ ْل َوى أ َ ْح ِم ْل ُه ْم ِمنَ ْال َح ّ ِ‬
‫صنَعُونَ ‪.‬‬ ‫ع ِلي ٌم ِبما يَ ْ‬ ‫َّللاَ َ‬ ‫ت ِإ هن ه‬ ‫سرا ٍ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َح َ‬
‫س َك َ‬ ‫ت َ ْذهَبْ نَ ْف ُ‬
‫]‪[163‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالخالقُجلُوعَلُوفيُابتداعُالمخلوقين‬

‫الخالقُجلُوُعَل‬

‫ب‬
‫ص ِ‬ ‫ح ْال ِم َها ِد َو ُمسِي ِل ْال ِو َها ِد َو ُم ْخ ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْال ِعبَا ِد َو َ‬‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ خَا ِل ِ‬
‫ضا ٌء ُه َو ْاْل َ هو ُل َولَ ْم‬ ‫ْس ِْل َ هو ِليهتِ ِه ا ْبتِدَا ٌء َو َال ِْلَزَ ِليهتِ ِه ا ْن ِق َ‬ ‫ال ِنّ َجا ِد لَي َ‬
‫شفَاهُ َحده‬ ‫ت لَهُ ْال ِجبَاهُ َو َو هحدَتْهُ ال ِ ّ‬ ‫يَزَ ْل َو ْالبَاقِي ِب َال أَ َج ٍل خ هَر ْ‬
‫شبَ ِه َها َال تُقَدّ ُِرهُ ْاْل َ ْو َها ُم‬ ‫ْاْل َ ْشيَا َء ِع ْندَ خ َْل ِق ِه لَ َها ِإبَانَةً لَهُ ِم ْن َ‬
‫ت َال يُقَا ُل لَهُ َمتَى‬ ‫ح َو ْاْلَدَ َوا ِ‬ ‫ْ‬ ‫بِ ْال ُحدُو ِد َو ْال َح َر َكا ِ‬
‫ت َو َال بِال َج َو ِار ِ‬
‫اط ُن َال يُقَا ُل‬ ‫الظا ِه ُر َال يُقَا ُل ِم هم َو ْالبَ ِ‬ ‫ب لَهُ أَ َمدٌ ِب َحتهى ه‬ ‫َو َال يُض َْر ُ‬
‫وب فَيُ ْح َوى لَ ْم يَ ْق ُربْ ِمنَ ْاْل َ ْشيَ ِ‬
‫اء‬ ‫صى َو َال َم ْح ُج ٌ‬ ‫شبَ ٌح فَيُتَقَ ه‬ ‫يم َال َ‬ ‫ِف َ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن ِعبَا ِد ِه‬ ‫ق َو َال يَ ْخفَى َ‬ ‫ع ْن َها ِبا ْف ِت َرا ٍ‬ ‫ق َولَ ْم يَ ْبعُ ْد َ‬ ‫صا ٍ‬ ‫ِب ْال ِت َ‬
‫سا ُ‬
‫ط‬ ‫ف َرب َْوةٍ َو َال ا ْن ِب َ‬ ‫ازد َِال ُ‬ ‫ظ ٍة َو َال ْ‬ ‫ور لَ ْف َ‬ ‫ظ ٍة َو َال ُك ُر ُ‬ ‫وص لَ ْح َ‬ ‫ش ُخ ُ‬ ‫ُ‬
‫علَ ْي ِه ْالقَ َم ُر ْال ُمنِ ُ‬
‫ير‬ ‫اج يَتَفَيهأ ُ َ‬ ‫س ٍ‬ ‫ق َ‬ ‫س ٍ‬ ‫غ َ‬ ‫اج َو َال َ‬ ‫ط َوةٍ فِي لَ ْي ٍل دَ ٍ‬ ‫ُخ ْ‬
‫ب ْاْل َ ْز ِمنَ ِة‬ ‫ور َوتَقَلُّ ِ‬ ‫ور فِي ْاْلُفُو ِل َو ْال ُك ُر ِ‬ ‫س ذَاتُ النُّ ِ‬ ‫ش ْم ُ‬‫َوت َ ْعقُبُهُ ال ه‬
‫ار ُم ْد ِب ٍر قَ ْب َل ُك ِّل غَايَ ٍة‬ ‫ار نَ َه ٍ‬ ‫ور ِم ْن ِإ ْقبَا ِل لَ ْي ٍل ُم ْق ِب ٍل َو ِإ ْدبَ ِ‬ ‫َوالدُّ ُه ِ‬
‫صاءٍ َو ِعدهةٍ تَعَالَى َع هما يَ ْن َحلُهُ ْال ُم َح ِدّدُونَ ِم ْن‬ ‫َو ُمدهةِ َو ُك ِّل ِإ ْح َ‬
‫سا ِك ِن َوت َ َم ُّك ِن‬ ‫ار َوتَأَث ُّ ِل ْال َم َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ت ْاْل َ ْق َ‬ ‫ت ْاْل َ ْقدَ ِار َونِ َهايَا ِ‬ ‫صفَا ِ‬ ‫ِ‬
‫وب ‪.‬‬ ‫س ٌ‬ ‫غي ِْر ِه َم ْن ُ‬ ‫وب َو ِإلَى َ‬ ‫ْاْل َ َما ِك ِن فَ ْال َحدُّ ِلخ َْل ِق ِه َمض ُْر ٌ‬

‫ابتداعُالمخلوقين‬

‫صو ٍل أَزَ ِليه ٍة َو َال ِم ْن أ َ َوا ِئ َل أَبَ ِديه ٍة بَ ْل َخلَقَ‬ ‫ق ْاْل َ ْشيَا َء ِم ْن أ ُ ُ‬
‫لَ ْم يَ ْخلُ ِ‬
‫ش ْيءٍ ِم ْنهُ‬‫ْس ِل َ‬ ‫ورتَهُ لَي َ‬ ‫ص َ‬ ‫سنَ ُ‬ ‫ص هو َر فَأ َ ْح َ‬
‫ام َحدههُ َو َ‬ ‫َما َخلَقَ فَأَقَ َ‬
‫اضينَ‬ ‫ت ْال َم ِ‬ ‫ع ِع ْل ُمهُ ِب ْاْل َ ْم َوا ِ‬ ‫ش ْيءٍ ا ْنتِفَا ٌ‬ ‫ع ِة َ‬ ‫طا َ‬ ‫ع َو َال لَهُ ِب َ‬ ‫ْامتِنَا ٌ‬
‫ت ْالعُلَى َك ِع ْل ِم ِه‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫اء ْالبَاقِينَ َو ِع ْل ُمهُ ِب َما فِي ال ه‬ ‫َك ِع ْل ِم ِه ِب ْاْل َ ْحيَ ِ‬
‫س ْفلَى ‪.‬‬ ‫ضينَ ال ُّ‬ ‫ِب َما فِي ْاْل َ َر ِ‬
‫ت‬‫ظلُ َما ِ‬ ‫ي ِفي ُ‬ ‫ي َو ْال ُم ْنشَأ ُ ْال َم ْر ِع ُّ‬ ‫س ِو ُّ‬ ‫وق ال ه‬ ‫منهاُ‪ :‬أَيُّ َها ْال َم ْخلُ ُ‬
‫ساللَ ٍة ِم ْن ِط ٍ‬
‫ين‬ ‫ت ِم ْن ُ‬ ‫ار‪ .‬بُ ِدئْ َ‬‫ت ْاْل َ ْست َ ِ‬ ‫عفَا ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫ْاْل َ ْر َح ِام َو ُم َ‬
‫وم ت َ ُم ُ‬
‫ور‬ ‫س ٍ‬ ‫وم َوأ َ َج ٍل َم ْق ُ‬ ‫ين ِإلى قَدَ ٍر َم ْعلُ ٍ‬ ‫رار َم ِك ٍ‬ ‫ت فِي قَ ٍ‬ ‫ض ْع َ‬ ‫َو ُو ِ‬
‫ت‬ ‫عا ًء َو َال ت َ ْس َم ُع نِدَا ًء ث ُ هم أ ُ ْخ ِر ْج َ‬ ‫ير دُ َ‬ ‫ط ِن أ ُ ِ ّم َك َجنِينا ً َال ت ُ ِح ُ‬ ‫فِي بَ ْ‬
‫سبُ َل َمنَافِ ِع َها فَ َم ْن‬ ‫ف ُ‬ ‫ِم ْن َمقَ ِ ّر َك ِإلَى دَ ٍار لَ ْم ت َ ْش َه ْد َها َولَ ْم ت َ ْع ِر ْ‬
‫ع هرفَ َك ِع ْندَ ْال َحا َج ِة‬ ‫اء ِم ْن ث َ ْدي ِ أ ُ ِ ّم َك َو َ‬ ‫اك ِال ْجتِ َر ِار ْال ِغذَ ِ‬ ‫َهدَ َ‬
‫ت ذِي‬ ‫صفَا ِ‬ ‫ع ْن ِ‬ ‫ات ِإ هن َم ْن يَ ْع ِج ُز َ‬ ‫طلَ ِب َك َو ِإ َرادَتِ َك َه ْي َه َ‬ ‫اض َع َ‬ ‫َم َو ِ‬
‫ت خَا ِل ِق ِه أَ ْع َج ُز َو ِم ْن تَن َُاو ِل ِه‬ ‫صفَا ِ‬ ‫ع ْن ِ‬ ‫ت فَ ُه َو َ‬ ‫ْال َه ْيئ َ ِة َو ْاْلَدَ َوا ِ‬
‫ِب ُحدُو ِد ْال َم ْخلُو ِقينَ أ َ ْبعَدُ ‪.‬‬
‫]‪[164‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫لماُاجتمعُالناسُشكواُماُنقموهُعلىُعثمانُوسألوهُمخاطبتهُلهمُواستعتابهُ‬
‫لهمُفدخلُعليهُفقال‬

‫َّللاِ َما أ َ ْد ِري‬ ‫اس َو َرائِي َوقَ ِد ا ْست َ ْسفَ ُرونِي بَ ْين ََك َوبَ ْينَ ُه ْم َو َو ه‬ ‫ِإ هن النه َ‬
‫علَى أَ ْم ٍر َال ت َ ْع ِرفُهُ‬ ‫شيْئا ً تَ ْج َهلُهُ َو َال أَدُلُّ َك َ‬ ‫ف َ‬ ‫َما أَقُو ُل لَ َك َما أَع ِْر ُ‬
‫ع ْنهُ َو َال َخلَ ْونَا‬ ‫ش ْيءٍ فَنُ ْخبِ َر َك َ‬ ‫َاك ِإلَى َ‬ ‫سبَ ْقن َ‬ ‫ِإنه َك لَت َ ْعلَ ُم َما نَ ْعلَ ُم َما َ‬
‫س ِم ْعنَا‬ ‫ت َك َما َ‬ ‫ْت َك َما َرأَ ْينَا َو َ‬
‫س ِم ْع َ‬ ‫ش ْيءٍ فَنُبَ ِلّغَ َكهُ َوقَ ْد َرأَي َ‬ ‫ِب َ‬
‫ص ِح ْبنَا َو َما اب ُْن‬ ‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َك َما َ‬ ‫سو َل ه‬ ‫ْت َر ُ‬ ‫ص ِحب َ‬ ‫َو َ‬
‫ت‬ ‫ق ِم ْن َك َوأَ ْن َ‬ ‫ب ِبأ َ ْولَى ِبعَ َم ِل ْال َح ّ ِ‬ ‫َطا ِ‬ ‫أ َ ِبي قُ َحافَةَ َو َال اب ُْن ْالخ ه‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َو ِشي َجةَ َر ِح ٍم‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ب ِإلَى أ َ ِبي َر ُ‬ ‫أَ ْق َر ُ‬
‫ِك فَإِنه َك‬ ‫َّللاَ ِفي نَ ْفس َ‬ ‫اّلِلَ ه‬‫ص ْه ِر ِه َما لَ ْم يَن ََاال فَ ه‬ ‫ت ِم ْن ِ‬ ‫ِم ْن ُه َما َوقَ ْد ِن ْل َ‬
‫الط ُرقَ‬‫ع ًمى َو َال تُعَله ُم ِم ْن َج ْه ٍل َو ِإ هن ُّ‬ ‫ص ُر ِم ْن َ‬ ‫َّللاِ َما تُبَ ه‬ ‫َو ه‬
‫َّللاِ ِع ْندَ‬ ‫ض َل ِعبَا ِد ه‬ ‫ِين لَقَائِ َمةٌ فَا ْعلَ ْم أ َ هن أَ ْف َ‬ ‫اض َحةٌ َو ِإ هن أَع َْال َم الدّ ِ‬ ‫لَ َو ِ‬
‫عةً‬ ‫ات ِب ْد َ‬ ‫سنهةً َم ْعلُو َمةً َوأَ َم َ‬ ‫ام ُ‬‫ِي َو َهدَى فَأَقَ َ‬ ‫عا ِد ٌل ُهد َ‬ ‫ه‬
‫َّللاِ ِإ َما ٌم َ‬
‫ظا ِه َرة ٌ لَ َها‬ ‫ع لَ َ‬ ‫سنَنَ لَنَ ِيّ َرة ٌ لَ َها أَع َْال ٌم َو ِإ هن ْال ِبدَ َ‬ ‫َم ْج ُهولَةً َو ِإ هن ال ُّ‬
‫ض هل ِب ِه فَأ َ َم َ‬
‫ات‬ ‫ض هل َو ُ‬ ‫َّللاِ ِإ َما ٌم َجائِ ٌر َ‬ ‫اس ِع ْندَ ه‬ ‫أَع َْال ٌم َو ِإ هن ش هَر النه ِ‬
‫سو َل ه‬
‫َّللاِ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫عةً َمتْ ُرو َكةً َو ِإ ِنّي َ‬ ‫سنهةً َمأ ْ ُخوذَة ً َوأ َ ْحيَا ِب ْد َ‬ ‫ُ‬
‫اْل َم ِام ْال َجائِ ِر‬ ‫صلى هللا عليه وآله يَقُو ُل يُؤْ تَى يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ِب ْ ِ‬
‫ُور فِي َها‬ ‫َار َج َهنه َم فَيَد ُ‬ ‫عاذ ٌِر فَيُ ْلقَى فِي ن ِ‬ ‫ير َو َال َ‬ ‫َص ٌ‬ ‫ْس َمعَهُ ن ِ‬ ‫َولَي َ‬
‫َّللاَ أ َ هال‬
‫شد َُك ه‬ ‫ط فِي قَ ْع ِر َها َو ِإ ِنّي أَ ْن ُ‬ ‫الر َحى ث ُ هم يَ ْرتَبِ ُ‬ ‫ُور ه‬ ‫َك َما تَد ُ‬
‫ام َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة ْال َم ْقتُو َل فَإِنههُ َكانَ يُقَا ُل يُ ْقت َ ُل ِفي َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة‬ ‫ت َ ُكونَ ِإ َم َ‬
‫ور َها‬ ‫س أ ُ ُم َ‬ ‫علَ ْي َها ْالقَتْ َل َو ْال ِقتَا َل ِإلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة َويَ ْل ِب ُ‬ ‫ِإ َما ٌم يَ ْفتَ ُح َ‬
‫اط ِل يَ ُمو ُجونَ‬ ‫ْص ُرونَ ْال َح هق ِمنَ ْالبَ ِ‬ ‫ث ا ْل ِفتَنَ ِفي َها فَ َال يُب ِ‬ ‫علَ ْي َها َويَبُ ُّ‬ ‫َ‬
‫س ِيّقَةً‬
‫فِي َها َم ْوجا ً َويَ ْم ُر ُجونَ فِي َها َم ْرجا ً فَ َال ت َ ُكون هَن ِل َم ْر َوانَ َ‬
‫ضي ْالعُ ُم ِر فَقَا َل لَهُ‬ ‫ِن َوتَقَ ِ ّ‬ ‫ْث شَا َء بَ ْعدَ َج َال ِل ال ّ‬
‫س ِّ‬ ‫سوقُ َك َحي ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫اس فِي أ َ ْن يُ َؤ ِ ّجلُونِي َحتهى أَ ْخ ُر َج ِإلَ ْي ِه ْم ِم ْن‬ ‫عثْ َم ُ‬
‫ان َك ِلّ ِم النه َ‬ ‫ُ‬
‫ظا ِل ِم ِه ْم فَقَا َل عليه السالم َما َكانَ ِب ْال َمدِينَ ِة فَ َال أَ َج َل فِي ِه َو َما‬ ‫َم َ‬
‫صو ُل أ َ ْم ِر َك ِإلَ ْي ِه ‪.‬‬‫َاب فَأ َ َجلُهُ ُو ُ‬
‫غ َ‬
‫]‪[165‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيذكرُفيهاُعجيبُخلقةُالطاووس‬

‫خلقةُالطيور‬

‫سا ِك ٍن َوذِي َح َر َكات ٍَو‬ ‫ت َو َ‬ ‫ان َو َم َوا ٍ‬ ‫ع ِجيبا ً ِم ْن َحيَ َو ٍ‬ ‫ع ُه ْم خ َْلقا ً َ‬‫ا ْبتَدَ َ‬
‫ع ِظ ِيم قُ ْد َر ِت ِه َما‬ ‫ص ْنعَ ِت ِه َو َ‬ ‫يف َ‬ ‫علَى لَ ِط ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ام ِم ْن ش ََوا ِه ِد ْالبَ ِيّنَا ِ‬ ‫أَقَ َ‬
‫ت فِي أَ ْس َما ِعنَا‬ ‫س ِلّ َمةً لَهُ َونَعَقَ ْ‬ ‫ت لَهُ ْالعُقُو ُل ُم ْعت َ ِرفَةً ِب ِه َو َم َ‬ ‫ا ْنقَادَ ْ‬
‫ار الهتِي‬ ‫طي َ ِ‬ ‫ص َو ِر ْاْل َ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫علَى َو ْحدَانِيهتِ ِه َو َما ذَ َرأَ ِم ْن ُم ْختَ ِل ِ‬ ‫دَ َالئِلُهُ َ‬
‫ي أَع َْال ِم َها ِم ْن‬ ‫اج َها َو َر َوا ِس َ‬ ‫ض َو ُخ ُروقَ فِ َج ِ‬ ‫أ َ ْس َكنَ َها أَخَادِيدَ ْاْل َ ْر ِ‬
‫ير‬‫ص هرفَ ٍة فِي ِز َم ِام الت ه ْس ِخ ِ‬ ‫ت ُمتَبَايِنَ ٍة ُم َ‬ ‫ت أ َ ْجنِ َح ٍة ُم ْختَ ِلفَ ٍة َو َه ْيئَا ٍ‬‫ذَا ِ‬
‫اء‬
‫ض ِ‬ ‫ِح َو ْالفَ َ‬ ‫ْ‬
‫ق ال َج ّ ِو ال ُم ْنفَس ِ‬
‫َار ِ ْ‬ ‫َو ُم َر ْف ِرفَ ٍة ِبأ َ ْجنِ َحتِ َها فِي َمخ ِ‬
‫ظا ِه َرةٍ‬ ‫ص َو ٍر َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ع َجائِ ِ‬ ‫ج َك هونَ َها بَ ْعدَ ِإ ْذ لَ ْم ت َ ُك ْن فِي َ‬ ‫ْال ُم ْنفَ ِر ِ‬
‫ض َها بِعَبَالَ ِة خ َْل ِق ِه‬ ‫اص َل ُم ْحتَ ِجبَ ٍة َو َمنَ َع بَ ْع َ‬ ‫ق َمفَ ِ‬ ‫َو َر هكبَ َها فِي ِحقَا ِ‬
‫علَى‬ ‫سقَ َها َ‬ ‫ِف دَ ِفيفا ً َونَ َ‬ ‫اء ُخفُوفا ً َو َجعَلَهُ يَد ُّ‬ ‫أ َ ْن يَ ْس ُم َو ِفي ْال َه َو ِ‬
‫ص ْنعَ ِت ِه فَ ِم ْن َها‬‫ق َ‬ ‫يف قُ ْد َر ِت ِه َودَ ِقي ِ‬ ‫يغ ِبلَ ِط ِ‬ ‫صا ِب ِ‬ ‫اخ ِت َال ِف َها ِفي ْاْل َ َ‬ ‫ْ‬
‫س ِفي ِه َو ِم ْن َها‬ ‫غ ِم َ‬ ‫غي ُْر لَ ْو ِن َما ُ‬ ‫شوبُهُ َ‬ ‫ب لَ ْو ٍن َال يَ ُ‬ ‫وس ِفي قَالَ ِ‬ ‫َم ْغ ُم ٌ‬
‫ص ِب َغ ِب ِه ‪.‬‬ ‫ف َما ُ‬ ‫ط ّ ِوقَ ِب ِخ َال ِ‬ ‫صب ٍْغ قَ ْد ُ‬ ‫وس فِي لَ ْو ِن ِ‬ ‫َم ْغ ُم ٌ‬

‫الطاووس‬

‫س الهذِي أَقَا َمهُ فِي أ َ ْح َك ِم تَ ْعدِي ٍل َونَ ه‬


‫ضدَ‬ ‫الط ُاو ُ‬ ‫َو ِم ْن أَ ْع َج ِب َها خ َْلقا ً ه‬
‫طا َل‬ ‫ب أَ َ‬‫صبَهُ َوذَنَ ٍ‬ ‫َاح أَ ْش َر َج قَ َ‬
‫ضي ٍد ِب َجن ٍ‬ ‫أ َ ْل َوانَهُ فِي أ َ ْح َ‬
‫س ِن تَ ْن ِ‬
‫علَى‬‫س َما ِب ِه ُم ِط ًّال َ‬ ‫َم ْس َحبَهُ ِإذَا دَ َر َج ِإلَى ْاْل ُ ْنثَى نَش ََرهُ ِم ْن َ‬
‫ط ِيّ ِه َو َ‬
‫يس‬‫عنَ َجهُ نُوتِيُّهُ يَ ْختَا ُل ِبأ َ ْل َوانِ ِه َو َي ِم ُ‬ ‫يٍ َ‬ ‫َرأْ ِس ِه َكأَنههُ قِ ْل ُع دَ ِار ّ‬
‫اء ال ِدّيَ َك ِة َويَ ُؤ ُّر ِب َم َالقِ ِح ِه أَ هر ْالفُ ُحو ِل‬ ‫ض ِ‬ ‫ضي َكإِ ْف َ‬ ‫ِبزَ يَفَانِ ِه يُ ْف ِ‬
‫علَى ُمعَايَنَ ٍة َال َك َم ْن يُ ِحي ُل‬ ‫ب أ ُ ِحيلُ َك ِم ْن ذَ ِل َك َ‬ ‫ض َرا ِ‬ ‫ْال ُم ْغت َ ِل َم ِة ِلل ِ ّ‬
‫ع ُم أَنههُ يُ ْل ِق ُح ِبدَ ْمعَ ٍة‬ ‫ض ِعيفٍ ِإ ْسنَادُهُ َولَ ْو َكانَ َكزَ ع ِْم َم ْن يَ ْز ُ‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫طعَ ُم ذَ ِل َك ث ُ هم‬ ‫ضفهت َ ْي ُجفُونِ ِه َوأَ هن أ ُ ْنثَاهُ تَ ْ‬ ‫ف فِي َ‬ ‫تَ ْسفَ ُح َها َمدَ ِامعُهُ فَت َ ِق ُ‬
‫اح فَ ْح ٍل ِس َوى الده ْم ِع ْال ُم ْنبَ ِج ِس لَ َما َكانَ ذَ ِل َك‬ ‫يض َال ِم ْن ِلقَ ِ‬ ‫تَبِ ُ‬
‫ض ٍة‬ ‫ي ِم ْن ِف ه‬ ‫صبَهُ َمدَ ِار َ‬ ‫ب تَخَا ُل قَ َ‬ ‫ع َم ِة ْالغُ َرا ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ب ِم ْن ُم َ‬ ‫ِبأ َ ْع َج َ‬
‫ص ْال ِع ْقيَ ِ‬
‫ان‬ ‫ش ُمو ِس ِه خَا ِل َ‬ ‫ارا ِت ِه َو ُ‬ ‫ب دَ َ‬ ‫ع ِجي ِ‬ ‫علَ ْي َها ِم ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫َو َما أ ُ ْن ِب َ‬
‫ي ِم ْن‬ ‫ت َجنًى ُج ِن َ‬ ‫ض قُ ْل َ‬ ‫ت ْاْل َ ْر ُ‬ ‫شبه ْهتَهُ ِب َما أ َ ْنبَت َ ِ‬ ‫الزبَ ْر َج ِد فَإِ ْن َ‬ ‫َو ِفلَذَ ه‬
‫ي ِ ْال ُحلَ ِل أ َ ْو‬ ‫ضا َه ْيتَهُ ِب ْال َم َال ِب ِس فَ ُه َو َك َم ْو ِش ّ‬ ‫يع َو ِإ ْن َ‬ ‫زَ ْه َرةِ ُك ِّل َر ِب ٍ‬
‫ت‬ ‫وص ذَا ِ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ي ِ فَ ُه َو َكفُ ُ‬ ‫ب ْاليَ َم ِن َو ِإ ْن شَا َك ْلتَهُ ِب ْال ُح ِل ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ق َ‬ ‫َك ُمونِ ِ‬
‫ح ْال ُم ْختَا ِل‬ ‫ي ْال َم ِر ِ‬ ‫ت ِباللُّ َجي ِْن ْال ُم َكله ِل يَ ْمشِي َم ْش َ‬ ‫طق َ ْ‬ ‫ان قَ ْد نُ ِ ّ‬ ‫أَ ْل َو ٍ‬
‫يغ‬
‫صا ِب ِ‬ ‫احكا ً ِل َج َما ِل ِس ْربَا ِل ِه َوأ َ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫صفه ُح ذَنَبَهُ َو َجنَا َح ْي ِه فَيُقَ ْه ِقهُ َ‬ ‫َويَت َ َ‬
‫ت يَ َكادُ‬ ‫ص ْو ٍ‬ ‫ص ِر ِه ِإلَى قَ َوا ِئ ِم ِه زَ قَا ُم ْع ِو ًال بِ َ‬ ‫َاح ِه فَإِذَا َر َمى ِببَ َ‬ ‫ِوش ِ‬
‫ش‬ ‫ق تَ َو ُّج ِع ِه ِْل َ هن قَ َوائِ َمهُ ُح ْم ٌ‬ ‫صا ِد ِ‬ ‫ع ِن ا ْستِغَاثَتِ ِه َويَ ْش َهدُ ِب َ‬ ‫ين َ‬ ‫يُ ِب ُ‬
‫يصيَةٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ساقِ ِه ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ظ ْنبُو ِ‬ ‫ت ِم ْن ُ‬ ‫َكقَ َوائِ ِم ال ِدّيَ َك ِة ْال ِخ َال ِسيه ِة َوقَ ْد نَ َج َم ْ‬
‫شاة ٌ َو َم ْخ َر ُج‬ ‫عةٌ َخض َْرا ُء ُم َو ه‬ ‫ف قُ ْن ُز َ‬ ‫ض ِع ْالعُ ْر ِ‬ ‫َخ ِفيهةٌ َولَهُ ِفي َم ْو ِ‬
‫صب ِْغ ْال َو ِس َم ِة‬ ‫طنُهُ َك ِ‬ ‫ْث بَ ْ‬ ‫ق َو َم ْغ ِر ُز َها ِإلَى َحي ُ‬ ‫اْلب ِْري ِ‬ ‫عنُ ِق ِه َك ْ ِ‬ ‫َ‬
‫صقَا ٍل َو َكأَنههُ ُمتَلَ ِفّ ٌع‬ ‫ات ِ‬ ‫س ٍة ِم ْرآة ً ذَ َ‬ ‫يرةٍ ُم ْلبَ َ‬ ‫ْاليَ َما ِنيه ِة أ َ ْو َك َح ِر َ‬
‫ِب ِم ْع َج ٍر أ َ ْس َح َم ِإ هال أَنههُ يُ َخيه ُل ِل َكثْ َرةِ َمائِ ِه َو ِشدهةِ بَ ِري ِق ِه أَ هن ْال ُخض َْرةَ‬
‫ق ْالقَلَ ِم فِي‬ ‫َط َك ُم ْستَدَ ّ ِ‬ ‫س ْم ِع ِه خ ٌّ‬ ‫ق َ‬ ‫اض َرة َ ُم ْمت َ ِز َجةٌ ِب ِه َو َم َع فَتْ ِ‬ ‫النه ِ‬
‫س َوا ِد َما ُهنَا ِل َك يَأْت َ ِل ُق‬ ‫اض ِه فِي َ‬ ‫ض يَقَ ٌق فَ ُه َو ِببَيَ ِ‬ ‫ان أ َ ْبيَ ُ‬ ‫لَ ْو ِن ْاْل ُ ْق ُح َو ِ‬
‫صقَا ِل ِه َوبَ ِري ِق ِه‬ ‫ع َالهُ ِب َكثْ َرةِ ِ‬ ‫ص ْب ٌغ ِإ هال َوقَ ْد أ َ َخذَ ِم ْنهُ ِب ِقسْطٍ َو َ‬ ‫َوقَ هل ِ‬
‫ير ْال َم ْبثُوثَ ِة لَ ْم ت ُ َر ِبّ َها‬ ‫اج ِه َو َر ْونَ ِق ِه فَ ُه َو َك ْاْلَزَ ا ِه ِ‬ ‫يص دِيبَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫َوبَ ِ‬
‫وس قَيْظٍ َوقَ ْد يَ ْن َحس ُِر ِم ْن ِري ِش ِه َويَ ْع َرى‬ ‫ش ُم ُ‬ ‫يع َو َال ُ‬ ‫ار َر ِب ٍ‬ ‫ط ُ‬ ‫أ َ ْم َ‬
‫ات‬ ‫ص ِب ِه ا ْن ِحت َ َ‬ ‫ت ِم ْن قَ َ‬ ‫ط تَتْ َرى َويَ ْنبُتُ تِبَاعا ً فَيَ ْن َح ُّ‬ ‫ِم ْن ِلبَا ِس ِه فَيَ ْسقُ ُ‬
‫َاميا ً َحتهى يَعُودَ َك َه ْيئَتِ ِه قَ ْب َل‬ ‫ان ث ُ هم يَت َ َال َح ُق ن ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق ْاْل َ ْغ َ‬ ‫أَ ْو َرا ِ‬
‫غي ِْر َم َكانِ ِه‬ ‫ف أ َ ْل َوانِ ِه َو َال يَقَ ُع لَ ْو ٌن فِي َ‬ ‫سا ِل َ‬ ‫ف َ‬ ‫وط ِه َال يُخَا ِل ُ‬ ‫سق ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫ص ِب ِه أَ َرتْ َك ُح ْم َرة ً َو ْر ِديهةً‬ ‫ت قَ َ‬ ‫شعَ َرا ِ‬ ‫ش ْع َرة ً ِم ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫صفه ْح َ‬ ‫َو ِإذَا ت َ َ‬
‫ص ُل‬ ‫ْف تَ ِ‬ ‫ع ْس َج ِديهةً فَ َكي َ‬ ‫ص ْف َرة ً َ‬ ‫َوتَا َرة ً ُخض َْرة ً زَ بَ ْر َج ِديهةً َوأ َ ْحيَانا ً ُ‬
‫ط ِن أَ ْو ت َ ْبلُغُهُ قَ َرائِ ُح ْالعُقُو ِل أ َ ْو ت َ ْست َ ْن ِظ ُم‬ ‫صفَ ِة َهذَا َع َمائِ ُق ْال ِف َ‬ ‫ِإلَى ِ‬
‫ام أَ ْن‬
‫اص ِفينَ َوأَقَ ُّل أ َ ْجزَ ا ِئ ِه قَ ْد أ َ ْع َجزَ ْاْل َ ْو َه َ‬ ‫صفَهُ أ َ ْق َوا ُل ْال َو ِ‬ ‫َو ْ‬
‫ع ْن‬ ‫س ْب َحانَ الهذِي بَ َه َر ْالعُقُو َل َ‬ ‫صفَهُ فَ ُ‬ ‫ت ُ ْد ِر َكهُ َو ْاْل َ ْل ِسنَةَ أَ ْن ت َ ِ‬
‫ون فَأ َ ْد َر َكتْهُ َم ْحدُودا ً ُم َك هونا ً َو ُم َؤلهفا ً ُملَ هونا ً‬ ‫ق َج هالهُ ِل ْلعُيُ ِ‬ ‫ف خ َْل ٍ‬ ‫ص ِ‬ ‫َو ْ‬
‫ع ْن ت َأ ْ ِديَ ِة نَ ْعتِ ِه ‪.‬‬ ‫صفَتِ ِه َوقَعَدَ ِب َها َ‬ ‫يص ِ‬ ‫ع ْن ت َ ْل ِخ ِ‬ ‫سنَ َ‬ ‫َوأ َ ْع َجزَ ْاْل َ ْل ُ‬

‫صغارُالمخلوقات‬

‫س ْب َحانَ َم ْن أ َ ْد َم َج قَ َوائِ َم الذه هر ِة َو ْال َه َم َج ِة ِإلَى َما فَ ْوقَ ُه َما ِم ْن خ َْل ِ‬


‫ق‬ ‫َو ُ‬
‫شبَ ٌح ِم هما أ َ ْولَ َج‬‫ب َ‬ ‫ط ِر َ‬‫ض َ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه أَ هال يَ ْ‬ ‫ان َو ْال ِفيَلَ ِة َو َوأَى َ‬‫ْال ِحيت َ ِ‬
‫ام َم ْو ِعدَهُ َو ْالفَنَا َء غَايَتَهُ ‪.‬‬‫الرو َح ِإ هال َو َجعَ َل ْال ِح َم َ‬ ‫فِي ِه ُّ‬

‫منهاُفيُصفةُالجنة‬

‫س َك‬ ‫ت نَ ْف ُ‬ ‫ف لَ َك ِم ْن َها لَعَزَ فَ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ِر قَ ْل ِب َك ن َْح َو َما يُو َ‬ ‫ْت ِببَ َ‬ ‫فَلَ ْو َر َمي َ‬
‫ف‬‫َار ِ‬ ‫ش َه َواتِ َها َولَذها ِت َها َوزَ خ ِ‬ ‫ع ْن بَدَائِ ِع َما أ ُ ْخ ِر َج ِإلَى الدُّ ْنيَا ِم ْن َ‬ ‫َ‬
‫ع ُروقُ َها‬ ‫ت ُ‬ ‫ار ُ‬
‫غ ِيّبَ ْ‬ ‫ق أ َ ْش َج ٍ‬‫ص ِطفَا ِ‬ ‫ت ِب ْال ِف ْك ِر فِي ا ْ‬ ‫َاظ ِر َها َولَذَ ِهلَ ْ‬‫َمن ِ‬
‫ق َكبَائِ ِس‬ ‫ار َها َوفِي تَ ْع ِلي ِ‬ ‫اح ِل أ َ ْن َه ِ‬ ‫علَى َ‬
‫س َو ِ‬ ‫ان ْال ِم ْس ِك َ‬ ‫فِي ُكثْبَ ِ‬
‫ار‬ ‫طلُوعِ تِ ْل َك ِ‬
‫الث ّ َم ِ‬ ‫يج َها َوأَ ْفنَانِ َها َو ُ‬ ‫سا ِل ِ‬‫ع َ‬‫ب ِفي َ‬ ‫ط ِ‬ ‫الر ْ‬
‫اللُّؤْ لُ ِؤ ه‬
‫علَى ُم ْنيَ ِة‬ ‫غي ِْر تَ َكلُّفٍ فَتَأ ْ ِتي َ‬ ‫ام َها ت ُ ْجنَى ِم ْن َ‬ ‫ف أ َ ْك َم ِ‬‫غلُ ِ‬‫ُم ْخت َ ِلفَةً ِفي ُ‬
‫ور َها ِب ْاْل َ ْع َ‬
‫سا ِل‬ ‫ص ِ‬ ‫علَى نُ هزا ِل َها فِي أ َ ْفنِيَ ِة قُ ُ‬ ‫اف َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ُم ْجتَنِي َها َويُ َ‬
‫ور ْال ُم َر هوقَ ِة قَ ْو ٌم لَ ْم تَزَ ِل ْال َك َرا َمةُ تَتَ َمادَى ِب ِه ْم‬ ‫صفهقَ ِة َو ْال ُخ ُم ِ‬ ‫ْال ُم َ‬
‫ت قَ ْلبَ َك أَيُّ َها‬‫شغ َْل َ‬ ‫ار فَلَ ْو َ‬‫ار ْالقَ َر ِار َوأ َ ِمنُوا نُ ْقلَةَ ْاْل َ ْسفَ ِ‬ ‫َحتهى َحلُّوا دَ َ‬
‫َاظ ِر ْال ُمونِقَ ِة‬ ‫علَي َْك ِم ْن تِ ْل َك ْال َمن ِ‬ ‫صو ِل ِإلَى َما يَ ْه ُج ُم َ‬ ‫ْال ُم ْست َ ِم ُع ِب ْال ُو ُ‬
‫ت ِم ْن َم ْج ِلسِي َهذَا ِإلَى‬ ‫س َك ش َْوقا ً ِإلَ ْي َها َولَت َ َح هم ْل َ‬ ‫ت نَ ْف ُ‬‫لَزَ ِهقَ ْ‬
‫َّللاُ َو ِإيها ُك ْم ِم هم ْن يَ ْسعَى‬‫ور ا ْستِ ْع َج ًاال بِ َها َجعَلَنَا ه‬ ‫ُم َج َاو َرةِ أ َ ْه ِل ْالقُبُ ِ‬
‫َاز ِل ْاْلَب َْر ِار ِب َر ْح َم ِت ِه ‪.‬‬ ‫ِبقَ ْل ِب ِه ِإلَى َمن ِ‬

‫تفسير بعض ما في هذه الخطبة من الغريب‪:‬‬


‫قال السيد الشريف رضي هللا عنه ‪ :‬قوله عليه السالم يؤر بمالقحه اْلر كناية عن‬
‫النكاح يقال أر الرجل المرأة يؤرها إذا نكحها‪ .‬و قوله عليه السالم كأنه قلع داري‬
‫عنجه نوتيه القلع شراع السفينة و داري منسوب إلى دارين و هي بلدة على البحر‬
‫يجلب منها الطيب و عنجه أي عطفه يقال عنجت الناقة كنصرت أعنجها عنجا إذا‬
‫عطفتها و النوتي المالح‪ .‬و قوله عليه السالم ضفتي جفونه أراد جانبي جفونه و‬
‫الضفتان الجانبان‪ .‬و قوله عليه السالم و فلذ الزبرجد الفلذ جمع فلذة و هي القطعة‪.‬‬
‫و قوله عليه السالم كبائس اللؤلؤ الرطب الكباسة العذق و العساليج الغصون‬
‫واحدها عسلوج ‪.‬‬

‫]‪[166‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬

‫الحثُعلىُالتآلف‬
‫ير ُك ْم َو َال‬ ‫ير ُك ْم ِب َ‬
‫ص ِغ ِ‬ ‫ف َك ِب ُ‬ ‫ير ُك ْم َو ْليَ ْرأ َ ْ‬
‫ير ُك ْم ِب َك ِب ِ‬
‫ص ِغ ُ‬
‫س َ‬ ‫ِليَتَأ َ ه‬
‫َّللاِ يَ ْع ِقلُونَ‬
‫ع ِن ه‬ ‫ت َ ُكونُوا َك ُجفَاةِ ْال َجا ِه ِليه ِة َال فِي الدّ ِ‬
‫ِين يَتَفَقه ُهونَ َو َال َ‬
‫ضانُ َها‬ ‫ون َك ْس ُر َها ِو ْزرا ً َويُ ْخ ِر ُج ِح َ‬ ‫اح يَ ُك ُ‬ ‫ْض فِي أَدَ ٍ‬ ‫َكقَي ِ‬
‫ْض بَي ٍ‬
‫ش َّرا ً ‪.‬‬

‫بنوُأمية‬

‫ص ِل ِه ْم فَ ِم ْن ُه ْم‬‫ع ْن أ َ ْ‬‫شتهتُوا َ‬ ‫وُمنهاُ‪ :‬ا ْفت َ َرقُوا بَ ْعدَ أ ُ ْلفَتِ ِه ْم َوتَ َ‬


‫سيَ ْج َمعُ ُه ْم‬ ‫َّللاَ تَعَالَى َ‬ ‫علَى أ َ هن ه‬ ‫ص ٍن أ َ ْينَ َما َما َل َما َل َمعَهُ َ‬ ‫آخذٌ ِبغُ ْ‬ ‫ِ‬
‫َّللاُ بَ ْينَ ُه ْم ث ُ هم‬
‫ف ه‬ ‫ع ْالخ َِر ِ‬
‫يف يُ َؤ ِلّ ُ‬ ‫ِلش ِ َّر يَ ْو ٍم ِلبَنِي أ ُ َميهةَ َك َما تَ ْجتَ ِم ُع قَزَ ُ‬
‫ب ث ُ هم يَ ْفت َ ُح لَ ُه ْم أَب َْوابا ً يَسِيلُونَ ِم ْن‬ ‫س َحا ِ‬ ‫يَ ْج َمعُ ُه ْم ُر َكاما ً َك ُر َك ِام ال ه‬
‫ت‬ ‫ارة ٌ َولَ ْم تَثْبُ ْ‬ ‫علَ ْي ِه قَ َ‬ ‫س ْي ِل ْال َجنهتَي ِْن َحي ُ‬
‫ْث لَ ْم ت َ ْسلَ ْم َ‬ ‫ار ِه ْم َك َ‬‫ُم ْستَثَ ِ‬
‫ض‬ ‫اب أَ ْر ٍ‬ ‫ط ْو ٍد َو َال ِحدَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫سنَنَهُ َر ُّ‬ ‫علَ ْي ِه أ َ َك َمةٌ َولَ ْم َي ُرده َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ون أَ ْو ِديَتِ ِه ث ُ هم يَ ْسلُ ُك ُه ْم يَنَا ِبي َع فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫َّللاُ فِي بُ ُ‬ ‫يُذَ ْع ِذ ُ‬
‫ع ُه ُم ه‬
‫ار قَ ْو ٍم َوا ْي ُم ه‬
‫َّللاِ‬ ‫يَأ ْ ُخذُ ِب ِه ْم ِم ْن قَ ْو ٍم ُحقُوقَ قَ ْو ٍم َويُ َم ِ ّك ُن ِلقَ ْو ٍم فِي ِديَ ِ‬
‫علَى‬ ‫وب ْاْل َ ْليَةُ َ‬ ‫ين َك َما تَذُ ُ‬ ‫لَيَذُوبَ هن َما فِي أ َ ْيدِي ِه ْم بَ ْعدَ ْالعُلُ ّ ِو َوالت ه ْم ِك ِ‬
‫ار ‪.‬‬‫النه ِ‬

‫الناسُآخرُالزمان‬

‫ع ْن ت َ ْو ِه ِ‬
‫ين‬ ‫ق َولَ ْم ت َ ِهنُوا َ‬ ‫ص ِر ْال َح ّ ِ‬ ‫اس لَ ْو لَ ْم تَتَخَاذَلُوا َع ْن نَ ْ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬
‫ي َ‬ ‫ْس ِمثْلَ ُك ْم َولَ ْم يَ ْق َو َم ْن قَ ِو َ‬
‫ط َم ْع فِي ُك ْم َم ْن لَي َ‬ ‫اط ِل لَ ْم يَ ْ‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫ضعهفَ هن لَ ُك ُم ال ِت ّيهُ ِم ْن‬
‫لَ ِكنه ُك ْم تِ ْهت ُ ْم َمتَاهَ بَنِي ِإ ْس َرائِي َل َولَ َع ْم ِري لَيُ َ‬
‫ط ْعت ُ ُم ْاْل َ ْدنَى‬
‫ور ُك ْم َوقَ َ‬‫ظ ُه ِ‬ ‫ضعَافا ً ِب َما خَله ْفت ُ ُم ْال َح هق َو َرا َء ُ‬ ‫بَ ْعدِي أَ ْ‬
‫سلَ َك ِب ُك ْم‬‫ي لَ ُك ْم َ‬‫ص ْلت ُ ُم ْاْل َ ْبعَدَ َوا ْعلَ ُموا أَنه ُك ْم ِإ ِن اتهبَ ْعت ُ ُم الدها ِع َ‬
‫َو َو َ‬
‫اف َونَبَ ْذت ُ ُم ال ِث ّ ْق َل ْالفَا ِد َح‬
‫س ِ‬‫سو ِل َو ُك ِفيت ُ ْم َمئُونَةَ ِاال ْعتِ َ‬ ‫ِم ْن َها َج ه‬
‫الر ُ‬
‫ع ِن ْاْل َ ْعنَا ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫َ‬
‫]‪[167‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُأوائلُخَلفته‬

‫ش هر فَ ُخذُوا‬ ‫س ْب َحانَهُ أَ ْنزَ َل ِكتَابا ً َهادِيا ً بَيهنَ فِي ِه ْال َخي َْر َوال ه‬ ‫ِإ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫صدُوا‪.‬‬ ‫ش ِ ّر تَ ْق ِ‬
‫ت ال ه‬
‫س ْم ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ص ِدفُوا َ‬ ‫نَ ْه َج ْال َخي ِْر ت َ ْهتَدُوا َوا ْ‬
‫َّللاَ َح هر َم‬ ‫َّللاِ ت ُ َؤ ِدّ ُك ْم ِإلَى ْال َجنه ِة ِإ هن ه‬
‫ض أَدُّو َها ِإلَى ه‬ ‫ض ْالفَ َرائِ َ‬ ‫ْالفَ َرائِ َ‬
‫ض َل ُح ْر َمةَ‬ ‫غي َْر َم ْد ُخو ٍل َوفَ ه‬ ‫غي َْر َم ْج ُهو ٍل َوأ َ َح هل َح َال ًال َ‬ ‫َح َراما ً َ‬
‫ص َوالت ه ْو ِحي ِد ُحقُوقَ‬ ‫اْل ْخ َال ِ‬ ‫علَى ْال ُح َر ِم ُك ِلّ َها َو َ‬
‫شده ِب ْ ِ‬ ‫ْال ُم ْس ِل ِم َ‬
‫سا ِن ِه‬ ‫س ِل َم ْال ُم ْس ِل ُمونَ ِم ْن ِل َ‬ ‫ْال ُم ْس ِل ِمينَ ِفي َمعَا ِق ِد َها فَ ْال ُم ْس ِل ُم َم ْن َ‬
‫ب بَاد ُِروا أَ ْم َر‬ ‫ق َو َال يَ ِح ُّل أَذَى ْال ُم ْس ِل ِم ِإ هال ِب َما يَ ِج ُ‬ ‫َويَ ِد ِه ِإ هال ِب ْال َح ّ ِ‬
‫اس أَ َما َم ُك ْم َو ِإ هن‬ ‫صةَ أَ َح ِد ُك ْم َو ُه َو ْال َم ْوتُ فَإِ هن النه َ‬ ‫ْالعَا هم ِة َوخَا ه‬
‫ظ ُر ِبأ َ هو ِل ُك ْم‬ ‫عةَ ت َ ْحدُو ُك ْم ِم ْن خ َْل ِف ُك ْم ت َ َخفهفُوا ت َ ْل َحقُوا فَإِنه َما يُ ْنت َ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ال ه‬
‫ع ِن‬‫َّللاَ فِي ِعبَا ِد ِه َو ِب َال ِد ِه فَإِنه ُك ْم َم ْسئُولُونَ َحتهى َ‬ ‫آخ ُر ُك ْم اتهقُوا ه‬ ‫ِ‬
‫صوهُ َو ِإذَا َرأ َ ْيت ُ ُم ْال َخي َْر فَ ُخذُوا‬ ‫َّللاَ َو َال ت َ ْع ُ‬‫ْال ِبقَاعِ َو ْالبَ َهائِ ِم أَ ِطيعُوا ه‬
‫ع ْنهُ ‪.‬‬ ‫ضوا َ‬ ‫ش هر فَأَع ِْر ُ‬ ‫ِب ِه َو ِإذَا َرأ َ ْيت ُ ُم ال ه‬
‫]‪[168‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُبعدُماُبويعُلهُبالخَلفة‬
‫وقدُقالُلهُقومُمنُالصحابةُلوُعاقبتُقوماُممنُأجلبُعلىُعثمان‪ُ،‬فقالُعليهُ‬
‫السَلم‬

‫ْف ِلي بِقُ هو ٍة‬‫يَا ِإ ْخ َوتَا ْه ِإ ِنّي لَ ْستُ أَ ْج َه ُل َما تَ ْعلَ ُمونَ َولَ ِك ْن َكي َ‬
‫علَى َح ِدّ ش َْو َك ِت ِه ْم يَ ْم ِل ُكونَنَا َو َال نَ ْم ِل ُك ُه ْم َو َها ُه ْم‬ ‫َو ْالقَ ْو ُم ْال ُم ْج ِلبُونَ َ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه ْم أَع َْرابُ ُك ْم َو ُه ْم‬ ‫ت َمعَ ُه ْم ِع ْبدَانُ ُك ْم َو ْالتَفه ْ‬ ‫ار ْ‬ ‫َه ُؤ َال ِء قَ ْد ثَ َ‬
‫علَى‬ ‫ضعا ً ِلقُ ْد َرةٍ َ‬ ‫سو ُمونَ ُك ْم َما شَا ُءوا َو َه ْل تَ َر ْونَ َم ْو ِ‬ ‫ِخ َاللَ ُك ْم يَ ُ‬
‫َيءٍ ت ُ ِريدُونَهُ ِإ هن َهذَا ْاْل َ ْم َر أ َ ْم ُر َجا ِه ِليه ٍة َو ِإ هن ِل َهؤُ َال ِء ْالقَ ْو ِم َمادهة ً‬ ‫ش ْ‬
‫ور فِ ْرقَةٌ ت َ َرى َما‬ ‫علَى أ ُ ُم ٍ‬ ‫اس ِم ْن َهذَا ْاْل َ ْم ِر ِإذَا ُح ِ ّر َك َ‬ ‫ِإ هن النه َ‬
‫تَ َر ْونَ َوفِ ْرقَةٌ ت َ َرى َما َال تَ َر ْونَ َوفِ ْرقَةٌ َال تَ َرى َهذَا َو َال ذَ َ‬
‫اك‬
‫وب َم َواقِعَ َها َوتُؤْ َخذَ‬ ‫اس َوتَقَ َع ْالقُلُ ُ‬ ‫ص ِب ُروا َحتهى يَ ْهدَأ َ النه ُ‬ ‫فَا ْ‬
‫ظ ُروا َما ذَا يَأْتِي ُك ْم ِب ِه أ َ ْم ِري‬ ‫ع ِنّي َوا ْن ُ‬ ‫وق ُم ْس َم َحةً فَا ْهدَ ُءوا َ‬ ‫ْال ُحقُ ُ‬
‫ث َو ْهنا ً َوذِلهةً‬ ‫ور ُ‬ ‫ط ُمنهةً َوت ُ ِ‬ ‫ض ُع قُ هوة ً َوت ُ ْس ِق ُ‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫َو َال ت َ ْفعَلُوا فَ ْعلَةً ت ُ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫اء ْال َك ُّ‬ ‫آخ ُر الده َو ِ‬ ‫س َك َو ِإذَا لَ ْم أ َ ِج ْد بُدّا ً فَ ِ‬ ‫ِك ْاْل َ ْم َر َما ا ْستَ ْم َ‬‫سأ ُ ْمس ُ‬ ‫َو َ‬
‫]‪[169‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُعندُمسيرُأصحابُالجملُإلىُالبصرة‬

‫األمورُالجامعةُللمسلمين‬

‫ق َوأ َ ْم ٍر قَا ِئ ٍم َال يَ ْه ِل ُك‬ ‫َاط ٍ‬


‫بن ِ‬ ‫وال َهادِيا ً ِب ِكتَا ٍ‬ ‫س ً‬ ‫ث َر ُ‬ ‫ِإ هن ه‬
‫َّللاَ بَعَ َ‬
‫ت ُه هن ْال ُم ْه ِلكَاتُ ِإ هال َما‬ ‫ت ْال ُم َ‬
‫شبه َها ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫ع ْنهُ ِإ هال َها ِل ٌك َو ِإ هن ْال ُم ْبتَدَ َ‬ ‫َ‬
‫طوهُ‬ ‫ص َمةً ِْل َ ْم ِر ُك ْم فَأ َ ْع ُ‬ ‫ان ه‬
‫َّللاِ ِع ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫س ْل َ‬
‫َّللاُ ِم ْن َها َو ِإ هن فِي ُ‬ ‫ظ ه‬ ‫َح ِف َ‬
‫َّللاِ لَت َ ْفعَلُ هن أَ ْو لَيَ ْنقُلَ هن ه‬
‫َّللاُ‬ ‫غي َْر ُملَ هو َم ٍة َو َال ُم ْست َ ْك َر ٍه ِب َها َو ه‬ ‫عت َ ُك ْم َ‬‫طا َ‬ ‫َ‬
‫اْل ْس َال ِم ث ُ هم َال يَ ْنقُلُهُ ِإلَ ْي ُك ْم أَبَدا ً َحتهى يَأ ْ ِرزَ ْاْل َ ْم ُر‬‫طانَ ْ ِ‬ ‫س ْل َ‬
‫ع ْن ُك ْم ُ‬ ‫َ‬
‫ِإلَى َ‬
‫غي ِْر ُك ْم ‪.‬‬

‫التنفيرُمنُخصومه‬

‫ص ِب ُر َما لَ ْم أَخ ْ‬
‫َف‬ ‫سأ َ ْ‬
‫ارتِي َو َ‬ ‫ط ِة ِإ َم َ‬ ‫س ْخ َ‬‫علَى َ‬ ‫ِإ هن هَؤُ َال ِء قَ ْد ت َ َمالَئ ُوا َ‬
‫الرأْي ِ ا ْنقَ َ‬
‫ط َع‬ ‫علَى فَيَالَ ِة َهذَا ه‬ ‫عتِ ُك ْم فَإِنه ُه ْم ِإ ْن ت َ هم ُموا َ‬‫علَى َج َما َ‬ ‫َ‬
‫سدا ً ِل َم ْن أَفَا َء َها ه‬
‫َّللاُ‬ ‫طلَبُوا َه ِذ ِه الدُّ ْنيَا َح َ‬‫ظا ُم ْال ُم ْس ِل ِمينَ َو ِإنه َما َ‬ ‫نِ َ‬
‫علَ ْينَا ْالعَ َم ُل ِب ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫ار َها َولَ ُك ْم َ‬ ‫علَى أ َ ْدبَ ِ‬‫ور َ‬‫علَ ْي ِه فَأ َ َرادُوا َرده ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َو ْال ِقيَا ُم ِب َح ِقّ ِه‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ير ِة َر ُ‬ ‫َّللاِ تَعَالَى َو ِس َ‬ ‫ه‬
‫سنه ِت ِه ‪.‬‬
‫ش ِل ُ‬ ‫َوالنه ْع ُ‬
‫]‪[170‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫سلَهُ قَ ْو ٌم ِم ْن أ َ ْه ِل‬ ‫في وجوب اتباع الحق عند قيام الحجة كلّم به بعض العرب َوقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫ب ْال َج َم ِل‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫ب عليه السالم ِم ْن َها ِليَ ْعلَ َم لَ ُه ْم ِم ْنهُ َح ِقيقَةَ َحا ِل ِه َم َع أ َ ْ‬ ‫ص َرةِ لَ هما قَ ُر َ‬ ‫ْالبَ ْ‬
‫ش ْب َهةُ ِم ْن نُفُو ِس ِه ْم فَبَيهنَ لَهُ عليه السالم ِم ْن أ َ ْم ِر ِه َمعَ ُه ْم َما َع ِل َم بِ ِه أَنههُ َعلَى‬ ‫ِلت َ ُزو َل ال ُّ‬
‫ِث َحدَثا ً َحتهى أ َ ْر ِج َع ِإلَ ْي ِه ْم فَقَا َل‬ ‫سو ُل قَ ْو ٍم َو َال أ ُ ْحد ُ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫ق ث ُ هم قَا َل لَهُ بَايِ ْع فَقَا َل ِإ ِنّي َر ُ‬
‫عليه السالم‪:‬‬

‫سا ِق َ‬
‫ط‬ ‫وك َرائِدا ً تَ ْبت َ ِغي لَ ُه ْم َم َ‬ ‫ْت لَ ْو أَ هن الهذِينَ َو َرا َء َك بَعَث ُ َ‬ ‫أ َ َرأَي َ‬
‫اء فَخَالَفُوا ِإلَى‬ ‫ْل َو ْال َم ِ‬
‫ع ِن ْال َك َ ِ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه ْم َوأ َ ْخبَ ْرت َ ُه ْم َ‬ ‫ث فَ َر َج ْع َ‬‫ْالغَ ْي ِ‬
‫صانِعا ً قَا َل ُك ْنتُ ت َ ِ‬
‫ار َك ُه ْم‬ ‫ت َ‬ ‫ب َما ُك ْن َ‬ ‫اط ِش َو ْال َم َجا ِد ِ‬ ‫ْال َمعَ ِ‬
‫امدُ ْد ِإذا ً يَدَ َك‬ ‫اء فَقَا َل عليه السالم فَ ْ‬ ‫ْل َو ْال َم ِ‬‫َو ُمخَا ِلفَ ُه ْم ِإلَى ْال َك َ ِ‬
‫ي‬ ‫ط ْعتُ أَ ْن أ َ ْمتَنِ َع ِع ْندَ قِيَ ِام ْال ُح هج ِة َ‬
‫علَ ه‬ ‫َّللاِ َما ا ْستَ َ‬ ‫الر ُج ُل فَ َو ه‬ ‫فَقَا َل ه‬
‫فَبَايَ ْعتُهُ عليه السالم‪.‬‬
‫ب ْال َج ْر ِم ّ‬
‫يِ‪.‬‬ ‫ف بِ ُكلَ ْي ٍ‬ ‫الر ُج ُل يُ ْع َر ُ‬
‫َو ه‬
‫]‪[171‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُلماُعزمُعلىُلقاءُالقومُبصفين‬

‫الدعاء‬

‫وف الهذِي َجعَ ْلتَهُ‬ ‫ف ْال َم ْرفُوعِ َو ْال َج ّ ِو ْال َم ْكفُ ِ‬ ‫س ْق ِ‬‫ب ال ه‬ ‫الله ُه هم َر ه‬
‫ش ْم ِس َو ْالقَ َم ِر َو ُم ْختَلَفا ً ِللنُّ ُج ِ‬
‫وم‬ ‫ار َو َم ْج ًرى ِلل ه‬ ‫َم ِغيضا ً ِلله ْي ِل َوالنه َه ِ‬
‫س هكانَهُ ِسبْطا ً ِم ْن َم َال ِئ َك ِت َك َال يَ ْسأ َ ُمونَ ِم ْن‬ ‫ت ُ‬ ‫هار ِة َو َج َع ْل َ‬‫سي َ‬ ‫ال ه‬
‫ض الهتِي َجعَ ْلت َ َها قَ َرارا ً ِل َْلَن َِام َو َم ْد َرجا ً‬ ‫ب َه ِذ ِه ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ِعبَادَتِ َك َو َر ه‬
‫صى ِم هما يُ َرى َو َما َال يُ َرى َو َر ه‬
‫ب‬ ‫ِل ْل َه َوا ِ ّم َو ْاْل َ ْنعَ ِام َو َما َال يُ ْح َ‬
‫ق ا ْعتِ َمادا ً‬ ‫ض أ َ ْوتَادا ً َو ِل ْلخ َْل ِ‬ ‫الر َوا ِسي الهتِي َجعَ ْلت َ َها ِل َْل َ ْر ِ‬ ‫ْال ِجبَا ِل ه‬
‫ق َو ِإ ْن‬ ‫س ِدّ ْدنَا ِل ْل َح ّ ِ‬
‫ي َو َ‬ ‫عد ّ ُِونَا فَ َج ِنّ ْبنَا ْالبَ ْغ َ‬‫علَى َ‬ ‫ظ َه ْرتَنَا َ‬ ‫ِإ ْن أ َ ْ‬
‫ْص ْمنَا ِمنَ ْال ِفتْنَ ِة ‪.‬‬ ‫ش َهادَة َ َواع ِ‬ ‫ار ُز ْقنَا ال ه‬ ‫علَ ْينَا فَ ْ‬
‫ظ َه ْرت َ ُه ْم َ‬‫أَ ْ‬

‫الدعوةُللقتال‬

‫ق ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِحفَ ِ‬
‫اظ‬ ‫ار َو ْالغَائِ ُر ِع ْندَ نُ ُزو ِل ْال َحقَائِ ِ‬ ‫أَيْنَ ْال َمانِ ُع ِلل ِذّ َم ِ‬
‫ار َو َرا َء ُك ْم َو ْال َجنهةُ أ َ َما َم ُك ْم‪.‬‬ ‫ْالعَ ُ‬
‫]‪[173‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُرسولُّللاُومنُهوُجديرُبأنُيكونُللخَلفةُوفيُهوانُالدنيا‬

‫رسولُهللا‬

‫ِير نِ ْق َمتِ ِه ‪.‬‬


‫ِير َر ْح َمتِ ِه َونَذ ُ‬ ‫أ َ ِم ُ‬
‫ين َو ْح ِي ِه َوخَاتَ ُم ُر ُ‬
‫س ِل ِه َوبَش ُ‬

‫الجديرُبالخَلفة‬

‫اس ِب َهذَا ْاْل َ ْم ِر أ َ ْق َوا ُه ْم َ‬


‫علَ ْي ِه‬ ‫اس ِإ هن أ َ َح هق النه ِ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ب فَإِ ْن أَبَى قُوتِ َل‬ ‫ب ا ْست ُ ْعتِ َ‬ ‫َب شَا ِغ ٌ‬ ‫شغ َ‬ ‫َوأ َ ْعلَ ُم ُه ْم ِبأ َ ْم ِر ه‬
‫َّللاِ فِي ِه فَإِ ْن َ‬
‫عا همةُ‬ ‫ض َر َها َ‬ ‫اْل َما َمةُ َال ت َ ْنعَ ِقدُ َحتهى يَ ْح ُ‬ ‫ت ِْ‬ ‫َولَعَ ْم ِري لَئِ ْن َكانَ ِ‬
‫َاب‬‫علَى َم ْن غ َ‬ ‫س ِبي ٌل َولَ ِك ْن أ َ ْهلُ َها يَ ْح ُك ُمونَ َ‬ ‫اس فَ َما ِإلَى ذَ ِل َك َ‬ ‫النه ِ‬
‫ار أ َ َال َو ِإ ِنّي‬ ‫ب أَ ْن يَ ْخت َ َ‬ ‫شا ِه ِد أ َ ْن يَ ْر ِج َع َو َال ِل ْلغَائِ ِ‬ ‫ْس ِلل ه‬ ‫ع ْن َها ث ُ هم لَي َ‬ ‫َ‬
‫ْس لَهُ َوآخ ََر َمنَ َع الهذِي َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫عى َما لَي َ‬ ‫أُقَا ِت ُل َر ُجلَي ِْن َر ُج ًال اده َ‬
‫صى ْال ِعبَادُ ِب ِه‬ ‫َّللاِ فَإِنه َها َخي ُْر َما تَ َوا َ‬ ‫َّللاِ ِبت َ ْق َوى ه‬
‫وصي ُك ْم ِعبَادَ ه‬ ‫أُ ِ‬
‫ب بَ ْينَ ُك ْم َوبَيْنَ‬ ‫اب ْال َح ْر ِ‬ ‫َّللاِ َوقَ ْد فُ ِت َح بَ ُ‬‫ور ِع ْندَ ه‬ ‫ب ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ع َوا ِق ِ‬‫َو َخي ُْر َ‬
‫صب ِْر َو ْال ِع ْل ِم‬ ‫ص ِر َوال ه‬ ‫أَ ْه ِل ْال ِق ْبلَ ِة َو َال يَ ْح ِم ُل َهذَا ْالعَلَ َم ِإ هال أ َ ْه ُل ْالبَ َ‬
‫ضوا ِل َما تُؤْ َم ُرونَ ِب ِه َوقِفُوا ِع ْندَ َما ت ُ ْن َه ْونَ‬ ‫ام ُ‬ ‫ق فَ ْ‬ ‫اض ِع ْال َح ّ ِ‬ ‫ِب َم َو ِ‬
‫ع ْنهُ َو َال تَ ْع َجلُوا فِي أ َ ْم ٍر َحتهى تَتَبَيهنُوا فَإِ هن لَنَا َم َع ُك ِّل أَ ْم ٍر‬ ‫َ‬
‫ت ُ ْن ِك ُرونَهُ ِغيَرا ً ‪.‬‬

‫هوانُالدنيا‬
‫غبُونَ فِي َها‬ ‫صبَ ْحت ُ ْم تَتَ َمنه ْونَ َها َوت َ ْر َ‬ ‫أ َ َال َو ِإ هن َه ِذ ِه الدُّ ْنيَا الهتِي أ َ ْ‬
‫ت ِبدَ ِار ُك ْم َو َال َم ْن ِز ِل ُك ُم الهذِي‬ ‫س ْ‬ ‫ضي ُك ْم لَ ْي َ‬ ‫ضبُ ُك ْم َوت ُ ْر ِ‬ ‫ت ت ُ ْغ ِ‬ ‫صبَ َح ْ‬‫َوأ َ ْ‬
‫ت ِببَاقِيَ ٍة لَ ُك ْم َو َال‬ ‫س ْ‬ ‫ُخ ِل ْقت ُ ْم لَهُ َو َال الهذِي دُ ِعيت ُ ْم ِإلَ ْي ِه أ َ َال َو ِإنه َها لَ ْي َ‬
‫عوا‬ ‫ي َو ِإ ْن غ هَرتْ ُك ْم ِم ْن َها فَقَ ْد َحذه َرتْ ُك ْم ش هَر َها فَدَ ُ‬ ‫علَ ْي َها َو ِه َ‬ ‫ت َ ْبقَ ْونَ َ‬
‫سا ِبقُوا فِي َها ِإلَى الده ِار‬ ‫ع َها ِلتَ ْخ ِوي ِف َها َو َ‬ ‫ط َما َ‬ ‫ِير َها َوأ َ ْ‬‫ور َها ِلت َ ْحذ ِ‬ ‫غ ُر َ‬ ‫ُ‬
‫ع ْن َها َو َال يَ ِخنه هن أَ َحدُ ُك ْم‬ ‫ص ِرفُوا بِقُلُو ِب ُك ْم َ‬ ‫الهتِي دُ ِعيت ُ ْم ِإلَ ْي َها َوا ْن َ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬‫َّللاِ َ‬‫ع ْنهُ ِم ْن َها َوا ْست َ ِت ُّموا ِن ْع َمةَ ه‬ ‫ي َ‬ ‫علَى َما ُز ِو َ‬ ‫َخ ِنينَ ْاْل َ َم ِة َ‬
‫ظ ُك ْم ِم ْن‬ ‫علَى َما ا ْستَ ْحفَ َ‬ ‫ظ ِة َ‬ ‫َّللاِ َو ْال ُم َحافَ َ‬ ‫ع ِة ه‬‫طا َ‬ ‫علَى َ‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫ِبال ه‬
‫ش ْيءٍ ِم ْن دُ ْنيَا ُك ْم بَ ْعدَ ِح ْف ِظ ُك ْم‬ ‫ض ِيي ُع َ‬ ‫ض ُّر ُك ْم ت َ ْ‬ ‫ِكتَا ِب ِه أ َ َال َو ِإنههُ َال يَ ُ‬
‫ظت ُ ْم‬ ‫َي ٌء َحافَ ْ‬ ‫يع دِينِ ُك ْم ش ْ‬ ‫قَائِ َمةَ دِينِ ُك ْم أ َ َال َو ِإنههُ َال يَ ْنفَعُ ُك ْم بَ ْعدَ تَ ْ‬
‫ض ِي ِ‬
‫ق َوأَ ْل َه َمنَا‬ ‫َّللاُ ِبقُلُو ِبنَا َوقُلُو ِب ُك ْم ِإلَى ْال َح ّ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن أ َ ْم ِر دُ ْن َيا ُك ْم أ َ َخذَ ه‬ ‫َ‬
‫صب َْر ‪.‬‬ ‫َو ِإيها ُك ُم ال ه‬
‫]‪[174‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُمعنىُطلحةُبنُعبيدُهللاُوُقدُقالهُحينُبلغهُخروجُطلحةُوالزبيرُإلىُ‬
‫البصرةُلقتاله‬

‫علَى َما قَ ْد‬ ‫ب َوأَنَا َ‬ ‫ض ْر ِ‬ ‫ب بِال ه‬ ‫ب َو َال أ ُ َر هه ُ‬ ‫قَ ْد ُك ْنتُ َو َما أ ُ َهدهدُ بِ ْال َح ْر ِ‬
‫ب ِبدَ ِم‬ ‫لطلَ ِ‬ ‫َّللاِ َما ا ْستَ ْع َج َل ُمتَ َج ِ ّردا ً ِل ه‬
‫ص ِر َو ه‬ ‫عدَ ِني َر ِبّي ِمنَ النه ْ‬ ‫َو َ‬
‫ب ِبدَ ِم ِه ِْلَنههُ َم ِظنهتُهُ َولَ ْم يَ ُك ْن ِفي‬ ‫طالَ َ‬ ‫عثْ َمانَ ِإ هال خ َْوفا ً ِم ْن أ َ ْن يُ َ‬ ‫ُ‬
‫س‬ ‫ب ِفي ِه ِليَ ْلت َ ِب َ‬‫ط ِب َما أَ ْجلَ َ‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْنهُ فَأ َ َرادَ أ َ ْن يُغَا ِل َ‬
‫ص َ‬ ‫ْالقَ ْو ِم أ َ ْح َر ُ‬
‫احدَة ً ِم ْن‬ ‫عثْ َمانَ َو ِ‬ ‫صنَ َع فِي أ َ ْم ِر ُ‬ ‫َّللاِ َما َ‬ ‫ش ُّك‪َ .‬و َو ه‬ ‫ْاْل َ ْم ُر َويَقَ َع ال ه‬
‫ع ُم لَقَ ْد َكانَ يَ ْنبَ ِغي‬ ‫ظا ِلما ً َك َما َكانَ يَ ْز ُ‬ ‫عفهانَ َ‬ ‫ث لَئِ ْن َكانَ اب ُْن َ‬ ‫ثَ َال ٍ‬
‫ظلُوما ً لَقَ ْد‬ ‫َاص ِري ِه‪َ .‬ولَئِ ْن َكانَ َم ْ‬ ‫لَهُ أَ ْن يُ َو ِاز َر قَاتِ ِلي ِه َوأَ ْن يُنَا ِبذَ ن ِ‬
‫ع ْنهُ َو ْال ُمعَذّ ِِرينَ فِي ِه َولَئِ ْن‬ ‫َكانَ يَ ْنبَ ِغي لَهُ أ َ ْن يَ ُكونَ ِمنَ ْال ُمنَ ْهنِ ِهينَ َ‬
‫صلَتَي ِْن لَقَ ْد َكانَ يَ ْنبَ ِغي لَهُ أَ ْن يَ ْعتَ ِزلَهُ‬ ‫َكانَ فِي ش ٍَّك ِمنَ ْال َخ ْ‬
‫ث َو َجا َء‬ ‫احدَة ً ِمنَ الث ه َال ِ‬ ‫اس َمعَهُ فَ َما فَعَ َل َو ِ‬ ‫ع النه َ‬ ‫َويَ ْر ُكدَ َجانِبا ً َويَدَ َ‬
‫ف بَابُهُ َولَ ْم ت َ ْسلَ ْم َمعَاذ ُ‬
‫ِيرهُ ‪.‬‬ ‫بِأ َ ْم ٍر لَ ْم يُ ْع َر ْ‬
‫]‪[175‬‬

‫منُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالموعظةُوُبيانُقرباهُمنُرسولُّللاُ‬

‫ار ُكونَ ْال َمأ ْ ُخوذُ ِم ْن ُه ْم َما ِلي‬ ‫ع ْن ُه ْم َوالت ه ِ‬‫غي ُْر ْال َم ْغفُو ِل َ‬ ‫اس َ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫غي ِْر ِه َرا ِغ ِبينَ َكأَنه ُك ْم نَعَ ٌم أَ َرا َح ِب َها‬ ‫َّللاِ ذَا ِه ِبينَ َو ِإلَى َ‬ ‫ع ِن ه‬ ‫أ َ َرا ُك ْم َ‬
‫ي َك ْال َم ْعلُوفَ ِة‬ ‫ي ٍ َو ِإنه َما ِه َ‬ ‫ب دَ ِو ّ‬ ‫ي ٍ َو َم ْش َر ٍ‬ ‫عى َوبِ ّ‬ ‫سائِ ٌم ِإلَى َم ْر ً‬ ‫َ‬
‫ب يَ ْو َم َها‬ ‫س ُ‬ ‫ف َما ذَا يُ َرادُ ِب َها ِإذَا أ ُ ْحسِنَ ِإلَ ْي َها ت َ ْح َ‬ ‫ِل ْل ُمدَى َال ت َ ْع ِر ُ‬
‫َّللاِ لَ ْو ِشئْتُ أ َ ْن أ ُ ْخ ِب َر ُك هل َر ُج ٍل ِم ْن ُك ْم‬ ‫دَ ْه َر َها َو ِشبَعَ َها أَ ْم َر َها َو ه‬
‫َاف أَ ْن تَ ْكفُ ُروا‬ ‫يع شَأ ْ ِن ِه لَفَعَ ْلتُ َولَ ِك ْن أَخ ُ‬ ‫ِب َم ْخ َر ِج ِه َو َم ْو ِل ِج ِه َو َج ِم ِ‬
‫ضي ِه ِإلَى‬ ‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله أ َ َال َو ِإ ِنّي ُم ْف ِ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ي ِب َر ُ‬ ‫فِ ه‬
‫علَى‬‫طفَاهُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ق َوا ْ‬ ‫ص ِة ِم هم ْن يُؤْ َم ُن ذَ ِل َك ِم ْنهُ َوالهذِي بَعَثَهُ ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫ْالخَا ه‬
‫ي ِبذَ ِل َك ُك ِلّ ِه َو ِب َم ْه ِل ِك َم ْن‬ ‫ع ِهدَ ِإلَ ه‬ ‫صادِقا ً َوقَ ْد َ‬ ‫ق َما أ َ ْن ِط ُق ِإ هال َ‬ ‫ْالخ َْل ِ‬
‫شيْئا ً يَ ُم ُّر‬‫يَ ْه ِل ُك َو َم ْن َجى َم ْن يَ ْن ُجو َو َمآ ِل َهذَا ْاْل َ ْم ِر َو َما أَ ْبقَى َ‬
‫اس ِإ ِنّي‬ ‫ي أَيُّ َها النه ُ‬ ‫ضى ِب ِه ِإلَ ه‬ ‫ي َوأَ ْف َ‬ ‫غهُ فِي أُذُنَ ه‬ ‫علَى َرأْ ِسي ِإ هال أ َ ْف َر َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن‬ ‫ع ٍة ِإ هال َوأ َ ْس ِبقُ ُك ْم ِإلَ ْي َها َو َال أَ ْن َها ُك ْم َ‬
‫طا َ‬ ‫علَى َ‬ ‫َّللاِ َما أ َ ُحث ُّ ُك ْم َ‬
‫َو ه‬
‫ع ْن َها ‪.‬‬‫صيَ ٍة ِإ هال َوأَتَنَا َهى قَ ْبلَ ُك ْم َ‬ ‫َم ْع ِ‬
‫]‪[176‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوفيهاُيعظُويبينُفضلُالقرآنُوُينهىُعنُالبدعة‬

‫عظةُالناس‬
‫َصي َحةَ ه‬
‫َّللاِ فَإِ هن‬ ‫َّللاِ َوا ْقبَلُوا ن ِ‬ ‫ظوا ِب َم َوا ِع ِظ ه‬ ‫َّللاِ َوات ه ِع ُ‬
‫ان ه‬ ‫ا ْنت َ ِفعُوا ِببَيَ ِ‬
‫َّللاَ قَ ْد أ َ ْعذَ َر ِإلَ ْي ُك ْم ِب ْال َج ِليه ِة َوات ه َخذَ َعلَ ْي ُك ُم ْال ُح هجةَ َوبَيهنَ لَ ُك ْم َم َحابههُ‬‫ه‬
‫ار َههُ ِم ْن َها ِلتَت ه ِبعُوا َه ِذ ِه َوت َ ْجتَنِبُوا َه ِذ ِه فَإِ هن‬ ‫ِمنَ ْاْل َ ْع َما ِل َو َم َك ِ‬
‫ت‬‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َكانَ يَقُو ُل ِإ هن ْال َجنهةَ ُحفه ْ‬ ‫سو َل ه‬ ‫َر ُ‬
‫ع ِة‬ ‫ت َوا ْعلَ ُموا أَنههُ َما ِم ْن َ‬
‫طا َ‬ ‫ش َه َوا ِ‬‫ت ِبال ه‬ ‫ار ُحفه ْ‬ ‫ار ِه َو ِإ هن النه َ‬‫ِب ْال َم َك ِ‬
‫َي ٌء ِإ هال يَأْتِي‬ ‫صيَ ِة ه‬
‫َّللاِ ش ْ‬ ‫ش ْي ٌء ِإ هال يَأْتِي فِي ُك ْر ٍه َو َما ِم ْن َم ْع ِ‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫ه‬
‫ش ْه َوتِ ِه َوقَ َم َع َه َوى نَ ْف ِس ِه فَإِ هن‬ ‫ع ْن َ‬‫ع َ‬ ‫َّللاُ ْام َرأ ً نَزَ َ‬ ‫ش ْه َوةٍ فَ َر ِح َم ه‬ ‫فِي َ‬
‫صيَ ٍة‬‫ع ِإلَى َم ْع ِ‬ ‫ش ْيءٍ َم ْن ِزعا ً َو ِإنه َها َال تَزَ ا ُل تَ ْن ِز ُ‬ ‫س أ َ ْبعَدُ َ‬ ‫َه ِذ ِه النه ْف َ‬
‫ص ِب ُح َو َال يُ ْمسِي ِإ هال‬ ‫َّللاِ أَ هن ْال ُمؤْ ِمنَ َال يُ ْ‬ ‫ِفي َه ًوى َوا ْعلَ ُموا ِعبَادَ ه‬
‫علَ ْي َها َو ُم ْستَ ِزيدا ً لَ َها فَ ُكونُوا‬ ‫ون ِع ْندَهُ فَ َال يَزَ ا ُل زَ ِاريا ً َ‬ ‫ظن ُ ٌ‬ ‫سهُ َ‬ ‫َونَ ْف ُ‬
‫يض‬ ‫ضوا ِمنَ الدُّ ْنيَا تَ ْق ِو َ‬ ‫اضينَ أ َ َما َم ُك ْم قَ هو ُ‬ ‫سا ِب ِقينَ قَ ْبلَ ُك ْم َو ْال َم ِ‬ ‫َكال ه‬
‫َاز ِل ‪.‬‬ ‫ي ْال َمن ِ‬ ‫ط ه‬ ‫ط َو ْو َها َ‬ ‫اح ِل َو َ‬ ‫الر ِ‬
‫ه‬

‫فضلُالقرآن‬
‫ش َو ْال َهادِي‬ ‫اص ُح الهذِي َال يَغُ ُّ‬ ‫َوا ْعلَ ُموا أَ هن َهذَا ْالقُ ْرآنَ ُه َو النه ِ‬
‫س َهذَا ْالقُ ْرآنَ‬ ‫ِب َو َما َجالَ َ‬ ‫ِث الهذِي َال يَ ْكذ ُ‬ ‫ض ُّل َو ْال ُم َحدّ ُ‬ ‫الهذِي َال يُ ِ‬
‫ان‬
‫ص ٍ‬ ‫ان ِزيَادَةٍ فِي ُهدًى أَ ْو نُ ْق َ‬ ‫ص ٍ‬‫ع ْنهُ ِب ِزيَادَةٍ أ َ ْو نُ ْق َ‬‫ام َ‬ ‫أَ َحدٌ ِإ هال قَ َ‬
‫آن ِم ْن فَاقَ ٍة َو َال‬‫علَى أ َ َح ٍد بَ ْعدَ ْالقُ ْر ِ‬ ‫ْس َ‬ ‫ع ًمى َوا ْعلَ ُموا أَنههُ لَي َ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫آن ِم ْن ِغنًى فَا ْستَ ْشفُوهُ ِم ْن أَ ْد َوا ِئ ُك ْم َوا ْست َ ِعينُوا ِب ِه‬ ‫ِْل َ َح ٍد قَ ْب َل ْالقُ ْر ِ‬
‫اء َو ُه َو ْال ُك ْف ُر َوال ِنّفَ ُ‬
‫اق‬ ‫علَى َْل ْ َوائِ ُك ْم فَإِ هن فِي ِه ِشفَا ًء ِم ْن أ َ ْكبَ ِر الده ِ‬ ‫َ‬
‫َّللاَ ِب ِه َوتَ َو هج ُهوا ِإلَ ْي ِه ِب ُح ِبّ ِه َو َال تَ ْسأَلُوا‬ ‫ض َال ُل فَا ْسأَلُوا ه‬ ‫ي َوال ه‬ ‫َو ْالغَ ُّ‬
‫َّللاِ تَعَالَى ِب ِمثْ ِل ِه َوا ْعلَ ُموا أَنههُ‬ ‫ِب ِه خ َْلقَهُ ِإنههُ َما ت َ َو هجهَ ْال ِعبَادُ ِإلَى ه‬
‫آن يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة‬ ‫شفَ َع لَهُ ْالقُ ْر ُ‬
‫صده ٌق َوأَنههُ َم ْن َ‬ ‫شفه ٌع َوقَائِ ٌل ُم َ‬ ‫شَافِ ٌع ُم َ‬
‫علَ ْي ِه فَإِنههُ‬
‫صدِّقَ َ‬ ‫آن يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ُ‬
‫ش ِفّ َع فِي ِه َو َم ْن َم َح َل ِب ِه ْالقُ ْر ُ‬ ‫ُ‬
‫ث ُم ْبتَلًى فِي َح ْرثِ ِه‬ ‫ار ٍ‬ ‫يُنَادِي ُمنَا ٍد يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة أ َ َال ِإ هن ُك هل َح ِ‬
‫آن فَ ُكونُوا ِم ْن َح َرث َ ِت ِه َوأَتْبَا ِع ِه‬ ‫غي َْر َح َرث َ ِة ْالقُ ْر ِ‬ ‫ع َم ِل ِه َ‬
‫عا ِقبَ ِة َ‬‫َو َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫علَى أَ ْنفُ ِس ُك ْم َوات ه ِه ُموا َ‬ ‫ص ُحوهُ َ‬ ‫علَى َر ِبّ ُك ْم َوا ْست َ ْن ِ‬ ‫َوا ْستَدِلُّوهُ َ‬
‫شوا ِفي ِه أ َ ْه َوا َء ُك ْم ‪.‬‬ ‫آرا َء ُك ْم َوا ْست َ ِغ ُّ‬‫َ‬

‫الحثُعلىُالعمل‬
‫صب َْر‬‫ْالعَ َم َل ْالعَ َم َل ث ُ هم ال ِنّ َهايَةَ ال ِنّ َهايَةَ َو ِاال ْستِقَا َمةَ ِاال ْستِقَا َمةَ ث ُ هم ال ه‬
‫ع ِإ هن لَ ُك ْم نِ َهايَةً فَا ْنت َ ُهوا ِإلَى نِ َهايَتِ ُك ْم َو ِإ هن‬ ‫ع ْال َو َر َ‬‫صب َْر َو ْال َو َر َ‬
‫ال ه‬
‫ْل ْس َال ِم غَايَةً فَا ْنتَ ُهوا ِإلَى غَايَتِ ِه‬ ‫علَما ً فَا ْهتَدُوا ِبعَلَ ِم ُك ْم َو ِإ هن ِل ْ ِ‬
‫لَ ُك ْم َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن َح ِقّ ِه َوبَيهنَ لَ ُك ْم ِم ْن‬ ‫ض َ‬ ‫َّللاِ ِب َما ا ْفتَ َر َ‬‫اخ ُر ُجوا ِإلَى ه‬ ‫َو ْ‬
‫ظائِ ِف ِه أَنَا شَا ِهدٌ لَ ُك ْم َو َح ِجي ٌج يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َ‬
‫ع ْن ُك ْم ‪.‬‬ ‫َو َ‬

‫نصائحُللناس‬
‫ي قَ ْد تَ َو هردَ َو ِإ ِنّي‬‫اض َ‬ ‫ضا َء ْال َم ِ‬‫سا ِبقَ قَ ْد َوقَ َع َو ْالقَ َ‬ ‫أ َ َال َو ِإ هن ْالقَدَ َر ال ه‬
‫َّللاُ تَعَالَى ِإ هن الهذِينَ قالُوا َربُّنَا ه‬
‫َّللاُ ث ُ هم‬ ‫َّللاِ َو ُح هج ِت ِه قَا َل ه‬ ‫ُمت َ َك ِلّ ٌم ِب ِعدَ ِة ه‬
‫علَ ْي ِه ُم ْال َمالئِ َكةُ أَ هال تَخافُوا َوال تَ ْحزَ نُوا َوأَ ْبش ُِروا‬ ‫ا ْستَقا ُموا تَتَن هَز ُل َ‬
‫علَى‬ ‫عدُونَ َوقَ ْد قُ ْلت ُ ْم َربُّنَا ه‬
‫َّللاُ فَا ْست َ ِقي ُموا َ‬ ‫ِب ْال َجنه ِة الهتِي ُك ْنت ُ ْم تُو َ‬
‫صا ِل َح ِة ِم ْن ِعبَادَتِ ِه‬ ‫علَى ه‬
‫الط ِريقَ ِة ال ه‬ ‫اج أ َ ْم ِر ِه َو َ‬
‫علَى ِم ْن َه ِ‬ ‫ِكتَا ِب ِه َو َ‬
‫ع ْن َها فَإِ هن أ َ ْه َل‬ ‫عوا فِي َها َو َال تُخَا ِلفُوا َ‬ ‫ث ُ هم َال ت َ ْم ُرقُوا ِم ْن َها َو َال ت َ ْبت َ ِد ُ‬
‫َّللاِ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ث ُ هم ِإيها ُك ْم َوت َ ْه ِزي َع‬
‫ط ٌع ِب ِه ْم ِع ْندَ ه‬ ‫ق ُم ْنقَ َ‬ ‫ْال ُم ُرو ِ‬
‫الر ُج ُل‬‫احدا ً َو ْليَ ْخ ُز ِن ه‬ ‫سانَ َو ِ‬ ‫اللّ َ‬
‫اجعَلُوا ِ‬ ‫ص ِريفَ َها َو ْ‬ ‫ق َوت َ ْ‬ ‫ْاْل َ ْخ َال ِ‬
‫عبْدا ً يَت ه ِقي‬ ‫َّللاِ َما أَ َرى َ‬ ‫اح ِب ِه َو ه‬ ‫ص ِ‬ ‫سانَ َج ُمو ٌح ِب َ‬ ‫اللّ َ‬
‫سانَهُ فَإِ هن َهذَا ِ‬ ‫ِل َ‬
‫اء قَ ْل ِب ِه‬ ‫سانَ ْال ُمؤْ ِم ِن ِم ْن َو َر ِ‬ ‫سانَهُ َو ِإ هن ِل َ‬ ‫ت َ ْق َوى ت َ ْنفَعُهُ َحتهى يَ ْخ ُزنَ ِل َ‬
‫سانِ ِه ِْل َ هن ْال ُمؤْ ِمنَ ِإذَا أَ َرادَ أَ ْن يَت َ َكله َم‬ ‫اء ِل َ‬ ‫ق ِم ْن َو َر ِ‬ ‫ب ْال ُمنَافِ ِ‬ ‫َو ِإ هن قَ ْل َ‬
‫اراهُ‬ ‫ِب َك َال ٍم تَدَب َهرهُ ِفي نَ ْف ِس ِه فَإِ ْن َكانَ َخيْرا ً أ َ ْبدَاهُ َو ِإ ْن َكانَ ش َّرا ً َو َ‬
‫سا ِن ِه َال يَ ْد ِري َما ذَا لَهُ َو َما ذَا‬ ‫علَى ِل َ‬ ‫َو ِإ هن ْال ُمنَا ِفقَ يَت َ َكله ُم ِب َما أَتَى َ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َال يَ ْست َ ِقي ُم ِإي َم ُ‬
‫ان‬ ‫سو ُل ه‬ ‫علَ ْي ِه َولَقَ ْد قَا َل َر ُ‬ ‫َ‬
‫سانُهُ فَ َم ِن‬ ‫يم ِل َ‬ ‫يم قَ ْلبُهُ َو َال يَ ْست َ ِقي ُم قَ ْلبُهُ َحتهى يَ ْست َ ِق َ‬ ‫ع ْب ٍد َحتهى يَ ْست َ ِق َ‬ ‫َ‬
‫الرا َح ِة ِم ْن ِد َم ِ‬
‫اء‬ ‫ي ه‬ ‫َّللاَ تَعَالَى َو ُه َو نَ ِق ُّ‬ ‫ع ِم ْن ُك ْم أ َ ْن يَ ْلقَى ه‬ ‫طا َ‬ ‫ا ْست َ َ‬
‫اض ِه ْم فَ ْليَ ْفعَ ْل ‪.‬‬‫ان ِم ْن أَع َْر ِ‬ ‫س ِ‬ ‫اللّ َ‬
‫س ِلي ُم ِ‬ ‫ْال ُم ْس ِل ِمينَ َوأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َ‬

‫تحريمُالبدع‬
‫عاما ً أَ هو َل‬ ‫ام َما ا ْست َ َح هل َ‬ ‫َّللاِ أ َ هن ْال ُمؤْ ِمنَ يَ ْستَ ِح ُّل ْالعَ َ‬ ‫َوا ْعلَ ُموا ِعبَادَ ه‬
‫اس َال يُ ِح ُّل‬ ‫ث النه ُ‬ ‫عاما ً أ َ هو َل َوأَ هن َما أَ ْحدَ َ‬ ‫ام َما َح هر َم َ‬ ‫َويُ َح ِ ّر ُم ْالعَ َ‬
‫ام َما‬ ‫َّللاُ َو ْال َح َر َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َولَ ِك هن ْال َح َال َل َما أَ َح هل ه‬ ‫شيْئا ً ِم هما ُح ِ ّر َم َ‬ ‫لَ ُك ْم َ‬
‫ظت ُ ْم ِب َم ْن َكانَ‬ ‫ض هر ْست ُ ُمو َها َو ُو ِع ْ‬ ‫ور َو َ‬ ‫َّللاُ فَقَ ْد َج هر ْبت ُ ُم ْاْل ُ ُم َ‬
‫َح هر َم ه‬
‫ح فَ َال‬ ‫اض ِ‬‫ت ْاْل َ ْمثَا ُل لَ ُك ْم َودُ ِعيت ُ ْم ِإلَى ْاْل َ ْم ِر ْال َو ِ‬ ‫ض ِربَ ِ‬ ‫قَ ْبلَ ُك ْم َو ُ‬
‫ع ْن ذَ ِل َك ِإ هال أَ ْع َمى َو َم ْن لَ ْم‬ ‫ص ُّم َو َال يَ ْع َمى َ‬ ‫ع ْن ذَ ِل َك ِإ هال أَ َ‬ ‫ص ُّم َ‬‫يَ َ‬
‫ظ ِة َوأَتَاهُ‬ ‫َيءٍ ِمنَ ْال ِع َ‬ ‫ب لَ ْم يَ ْنتَ ِف ْع ِبش ْ‬‫ار ِ‬ ‫َّللاُ ِب ْالبَ َال ِء َوالت ه َج ِ‬
‫يَ ْنفَ ْعهُ ه‬
‫ف َو ِإنه َما‬ ‫ع َر َ‬‫ف َما أَ ْن َك َر َويُ ْن ِك َر َما َ‬ ‫ام ِه َحتهى يَ ْع ِر َ‬ ‫ير ِم ْن أ َ َم ِ‬‫ص ُ‬ ‫الت ه ْق ِ‬
‫ْس َمعَهُ ِمنَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫عةً لَي َ‬ ‫عةً َو ُم ْبت َ ِد ٌ‬
‫ع ِب ْد َ‬ ‫اس َر ُج َال ِن ُمت ه ِب ٌع ِش ْر َ‬ ‫النه ُ‬
‫ضيَا ُء ُح هج ٍة ‪.‬‬ ‫سنه ٍة َو َال ِ‬ ‫ان ُ‬ ‫س ْب َحانَهُ بُ ْر َه ُ‬ ‫ُ‬
‫القرآن‬
‫آن فَإِنههُ َح ْب ُل ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ظ أ َ َحدا ً ِب ِمثْ ِل َهذَا ْالقُ ْر ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ لَ ْم يَ ِع ْ‬ ‫َو ِإ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫ب َويَنَا ِبي ُع ْال ِع ْل ِم َو َما ِل ْلقَ ْل ِ‬
‫ب‬ ‫ين َو ِفي ِه َر ِبي ُع ْالقَ ْل ِ‬‫سبَبُهُ ْاْل َ ِم ُ‬ ‫ين َو َ‬‫ْال َم ِت ُ‬
‫سونَ أَ ِو‬ ‫ي النها ُ‬ ‫ب ْال ُمتَذَ ِ ّك ُرونَ َوبَ ِق َ‬ ‫غي ُْرهُ َم َع أَنههُ قَ ْد ذَ َه َ‬ ‫ِج َال ٌء َ‬
‫علَ ْي ِه َو ِإذَا َرأَ ْيت ُ ْم ش َّرا ً‬
‫سونَ فَإِذَا َرأ َ ْيت ُ ْم َخيْرا ً فَأ َ ِعينُوا َ‬ ‫ْال ُمتَنَا ُ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َكانَ يَقُو ُل يَا‬ ‫سو َل ه‬ ‫ع ْنهُ فَإِ هن َر ُ‬ ‫فَا ْذ َهبُوا َ‬
‫اصدٌ ‪.‬‬ ‫ت َج َوادٌ قَ ِ‬ ‫ش هر فَإِذَا أ َ ْن َ‬‫ابْنَ آدَ َم ا ْع َم ِل ْال َخي َْر َودَعِ ال ه‬

‫انواعُالظلم‬
‫ظ ْل ٌم َم ْغفُ ٌ‬
‫ور‬ ‫ظ ْل ٌم َال يُتْ َر ُك َو ُ‬‫ظ ْل ٌم َال يُ ْغفَ ُر َو ُ‬‫الظ ْل َم ثَ َالثَةٌ فَ ُ‬
‫أ َ َال َو ِإ هن ُّ‬
‫َّللاُ تَعَالَى‬ ‫اّلِلِ قَا َل ه‬‫ش ِْر ُك بِ ه‬‫الظ ْل ُم الهذِي َال يُ ْغفَ ُر فَال ّ‬‫ب فَأ َ هما ُّ‬ ‫طلَ ُ‬‫َال يُ ْ‬
‫ظ ْل ُم ْالعَ ْب ِد‬‫الظ ْل ُم الهذِي يُ ْغفَ ُر فَ ُ‬
‫َّللاَ ال يَ ْغ ِف ُر أ َ ْن يُ ْش َر َك ِب ِه َوأ َ هما ُّ‬ ‫ِإ هن ه‬
‫ظ ْل ُم ْال ِعبَا ِد‬ ‫الظ ْل ُم الهذِي َال يُتْ َر ُك فَ ُ‬ ‫ت َوأ َ هما ُّ‬ ‫ض ْال َهنَا ِ‬ ‫سهُ ِع ْندَ بَ ْع ِ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫ْس ُه َو َج ْرحا ً ِباْل ُمدَى‬ ‫شدِيدٌ لَي َ‬ ‫َاك َ‬ ‫اص ُهن َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ض ِه ْم بَ ْعضا ً ْال ِق َ‬ ‫بَ ْع ِ‬
‫صغ َُر ذَ ِل َك َمعَهُ فَإِيها ُك ْم َوالتهلَ ُّونَ‬ ‫اط َولَ ِكنههُ َما يُ ْست َ ْ‬ ‫سي َ ِ‬‫ض ْربا ً ِبال ِ ّ‬ ‫َو َال َ‬
‫ق َخي ٌْر ِم ْن فُ ْرقَ ٍة‬ ‫عةً فِي َما ت َ ْك َر ُهونَ ِمنَ ْال َح ّ ِ‬ ‫َّللاِ فَإِ هن َج َما َ‬‫ِين ه‬ ‫فِي د ِ‬
‫س ْب َحانَهُ لَ ْم يُ ْع ِط أَ َحدا ً ِبفُ ْرقَ ٍة‬ ‫اط ِل َو ِإ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫فِي َما ت ُ ِحبُّونَ ِمنَ ْالبَ ِ‬
‫ي‪.‬‬‫ضى َو َال ِم هم ْن بَ ِق َ‬ ‫َخيْرا ً ِم هم ْن َم َ‬

‫لزومُالطاعة‬
‫اس َو ُ‬
‫طوبَى‬ ‫ب النه ِ‬
‫عيُو ِ‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫شغَلَهُ َ‬
‫ع ْيبُهُ َ‬ ‫طوبَى ِل َم ْن َ‬ ‫اس ُ‬ ‫يَا أَيُّ َها النه ُ‬
‫علَى‬ ‫ع ِة َر ِبّ ِه َوبَ َكى َ‬ ‫ِل َم ْن لَ ِز َم بَ ْيتَهُ َوأ َ َك َل قُوتَهُ َوا ْشتَغَ َل ِب َ‬
‫طا َ‬
‫اس ِم ْنهُ فِي َرا َح ٍة ‪.‬‬ ‫شغُ ٍل َوالنه ُ‬ ‫َطيئَتِ ِه فَ َكانَ ِم ْن نَ ْف ِس ِه فِي ُ‬ ‫خ ِ‬
‫]‪[177‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُمعنىُالحكمين‬

‫علَ ْي ِه َما أ َ ْن‬


‫اروا َر ُجلَي ِْن فَأ َ َخ ْذنَا َ‬ ‫اخت َ ُ‬ ‫علَى أ َ ِن ْ‬ ‫ي َملَئِ ُك ْم َ‬‫فَأ َ ْج َم َع َرأْ ُ‬
‫ون أَ ْل ِسنَت ُ ُه َما َمعَهُ‬
‫آن َو َال يُ َجا ِوزَ اهُ َوت َ ُك ُ‬ ‫يُ َج ْع ِجعَا ِع ْندَ ْالقُ ْر ِ‬
‫ْص َرانِ ِه َو َكانَ‬ ‫ع ْنهُ َوتَ َر َكا ْال َح هق َو ُه َما يُب ِ‬ ‫َوقُلُوبُ ُه َما تَبَعَهُ فَتَا َها َ‬
‫سبَقَ ا ْس ِتثْنَاؤُ نَا َ‬
‫علَ ْي ِه َما‬ ‫ْال َج ْو ُر َه َوا ُه َما َو ِاال ْع ِو َجا ُج َرأْيَ ُه َما َوقَ ْد َ‬
‫سو َء َرأْ ِي ِه َما َو َج ْو َر ُح ْك ِم ِه َما‬ ‫ق ُ‬ ‫ِفي ْال ُح ْك ِم ِب ْالعَ ْد ِل َو ْالعَ َم ِل ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ق َوأَتَيَا ِب َما َال‬ ‫س ِبي َل ْال َح ّ ِ‬
‫َوال ِث ّقَةُ ِفي أ َ ْيدِينَا ِْل َ ْنفُ ِسنَا ِحينَ خَالَفَا َ‬
‫وس ْال ُح ْك ِم‪.‬‬ ‫ف ِم ْن َم ْع ُك ِ‬ ‫يُ ْع َر ُ‬
‫]‪[178‬‬

‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالشهادةُوُالتقوىُوقيلُإنهُخطبهاُبعدُمقتلُ‬
‫عثمانُفيُأولُخَلفته‬

‫ّللاُوُرسوله‬

‫صفُهُ‬ ‫ان َو َال يَ ِ‬ ‫ان َو َال يَ ْح ِوي ِه َم َك ٌ‬ ‫َال يَ ْشغَلُهُ شَأ ْ ٌن َو َال يُغَ ِيّ ُرهُ زَ َم ٌ‬
‫اء َو َال‬‫س َم ِ‬ ‫وم ال ه‬ ‫اء َو َال نُ ُج ِ‬ ‫ط ِر ْال َم ِ‬ ‫عدَدُ قَ ْ‬ ‫ع ْنهُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ان َال يَ ْع ُز ُ‬ ‫س ٌ‬ ‫ِل َ‬
‫صفَا َو َال َم ِقي ُل‬ ‫علَى ال ه‬ ‫يب النه ْم ِل َ‬ ‫اء َو َال دَ ِب ُ‬ ‫يح ِفي ْال َه َو ِ‬ ‫الر ِ‬‫س َوا ِفي ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ق َو َخ ِف ه‬
‫ي‬ ‫ط ْاْل َ ْو َرا ِ‬ ‫ساقِ َ‬‫اء يَ ْعلَ ُم َم َ‬ ‫الظ ْل َم ِ‬
‫الذه ِ ّر ِفي الله ْيلَ ِة ه‬
‫غي َْر َم ْعدُو ٍل ِب ِه َو َال‬ ‫ق َوأ َ ْش َهدُ أ َ ْن َال ِإلَهَ ِإ هال ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ف ْاْل َ ْحدَا ِ‬ ‫ط ْر ِ‬ ‫َ‬
‫ش َهادَةَ َم ْن‬ ‫ور دِينُهُ َو َال َم ْج ُحو ٍد ت َ ْك ِوينُهُ َ‬ ‫َم ْش ُكوكٍ فِي ِه َو َال َم ْكفُ ٍ‬
‫ت َم َو ِازينُهُ‬ ‫ص يَ ِقينُهُ َوثَقُلَ ْ‬ ‫ت د ِْخلَتُهُ َو َخلَ َ‬ ‫صف َ ْ‬ ‫ت نِيهتُهُ َو َ‬ ‫صدَقَ ْ‬ ‫َ‬
‫ى ِم ْن خ ََالئِ ِق ِه َو ْال ُم ْعتَا ُم‬ ‫سولُهُ الَ ْم ُجتْبَ َ‬ ‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬ ‫َوأَ ْش َهدُ أ َ هن ُم َح همدا ً َ‬
‫طفَى ِل َك َرائِ ِم‬ ‫ص َ‬ ‫ص ِبعَقَائِ ِل َك َرا َماتِ ِه َو ْال ُم ْ‬ ‫ح َحقَائِ ِق ِه َو ْال ُم ْخت َ ُّ‬ ‫ِلش َْر ِ‬
‫ط ْال ُهدَى َو ْال َم ْجلُ ُّو ِب ِه ِغ ْر ِب ُ‬
‫يب‬ ‫ض َحةُ ِب ِه أَ ْش َرا ُ‬ ‫س َاالتِ ِه َو ْال ُم َو ه‬ ‫ِر َ‬
‫اس ِإ هن الدُّ ْنيَا تَغُ ُّر ْال ُم َؤ ِ ّم َل لَ َها َو ْال ُم ْخ ِلدَ ِإلَ ْي َها َو َال‬ ‫ْالعَ َمى أَيُّ َها النه ُ‬
‫َّللاِ َما َكانَ‬ ‫علَ ْي َها َوا ْي ُم ه‬ ‫ب َ‬ ‫غلَ َ‬ ‫ب َم ْن َ‬ ‫س ِفي َها َوت َ ْغ ِل ُ‬ ‫س ِب َم ْن نَافَ َ‬ ‫ت َ ْنفَ ُ‬
‫ب‬‫ع ْن ُه ْم ِإ هال ِبذُنُو ٍ‬ ‫عي ٍْش فَزَ ا َل َ‬ ‫َض ِن ْع َم ٍة ِم ْن َ‬ ‫ط ِفي غ ِ ّ‬ ‫قَ ْو ٌم قَ ُّ‬
‫اس ِحينَ‬ ‫ظ هال ٍم ِل ْلعَ ِبي ِد َولَ ْو أَ هن النه َ‬ ‫ْس ِب َ‬ ‫َّللاَ لَي َ‬ ‫اجت َ َر ُحو َها ِل أ َ هن ه‬ ‫ْ‬
‫ق ِم ْن‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫عوا ِإلَى َر ِبّ ِه ْم ِب ِ‬ ‫ع ْن ُه ُم ال ِنّعَ ُم فَ ِز ُ‬‫ت َ ْن ِز ُل ِب ِه ُم ال ِنّقَ ُم َوت َ ُزو ُل َ‬
‫صلَ َح لَ ُه ْم ُك هل‬ ‫َار ٍد َوأَ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُك هل ش ِ‬ ‫نِيهاتِ ِه ْم َو َولَ ٍه ِم ْن قُلُو ِب ِه ْم لَ َرده َ‬
‫ور‬ ‫َت أ ُ ُم ٌ‬ ‫علَ ْي ُك ْم أ َ ْن تَ ُكونُوا فِي فَتْ َرةٍ َوقَ ْد َكان ْ‬ ‫فَا ِس ٍد َو ِإ ِنّي َْل َ ْخشَى َ‬
‫غي َْر َم ْح ُمودِينَ َولَئِ ْن ُرده‬ ‫ت ِم ْلت ُ ْم فِي َها َم ْيلَةً ُك ْنت ُ ْم فِي َها ِع ْندِي َ‬ ‫ض ْ‬ ‫َم َ‬
‫ي ِإ هال ْال ُج ْهدُ َولَ ْو أَشَا ُء أ َ ْن‬
‫علَ ه‬ ‫علَ ْي ُك ْم أ َ ْم ُر ُك ْم ِإنه ُك ْم لَ ُ‬
‫سعَدَا ُء َو َما َ‬ ‫َ‬
‫ف‪.‬‬ ‫سلَ َ‬
‫ع هما َ‬ ‫عفَا ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫أَقُو َل لَقُ ْلتُ َ‬
‫]‪[179‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫وقدُسألهُذعلبُاليمانيُفقالُهلُرأيتُربكُياُأميرُالمؤمنين‬
‫فقالُعليهُالسَلمُأُفأعبدُماُالُأرىُفقالُوكيفُتراه‪ُ،‬فقال‪:‬‬
‫ان َولَ ِك ْن ت ُ ْد ِر ُكهُ ْالقُلُ ُ‬
‫وب ِب َحقَا ِئ ِ‬
‫ق‬ ‫ون ِب ُمشَا َهدَةِ ْال ِعيَ ِ‬ ‫َال ت ُ ْد ِر ُكهُ ْالعُيُ ُ‬
‫غي َْر ُمبَا ِي ٍن‬‫غي َْر ُم َال ِب ٍس بَ ِعيدٌ ِم ْن َها َ‬ ‫اء َ‬ ‫يب ِمنَ ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫ان قَ ِر ٌ‬ ‫اْلي َم ِ‬ ‫ِْ‬
‫ار َح ٍة لَ ِط ٌ‬
‫يف َال‬ ‫صانِ ٌع َال بِ َج ِ‬ ‫ُمت َ َك ِلّ ٌم َال بِ َر ِويه ٍة ُم ِريدٌ َال بِ ِه هم ٍة َ‬
‫ف‬ ‫ص ُ‬ ‫ير َال يُو َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫اء بَ ِ‬‫ف ِب ْال َجفَ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ير َال يُو َ‬ ‫اء َك ِب ٌ‬‫ف ِب ْال َخفَ ِ‬
‫ص ُ‬ ‫يُو َ‬
‫ب‬ ‫الرقه ِة ت َ ْعنُو ْال ُو ُجوهُ ِل َع َ‬
‫ظ َم ِت ِه َوت َ ِج ُ‬ ‫ف ِب ِ ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫س ِة َر ِحي ٌم َال يُو َ‬ ‫ِب ْال َحا ه‬
‫وب ِم ْن َمخَافَتِ ِه ‪.‬‬ ‫ْالقُلُ ُ‬
‫]‪[180‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُذمُالعاصينُمنُأصحابه‬

‫علَى ا ْبتِ َالئِي‬ ‫ضى ِم ْن أ َ ْم ٍر َوقَده َر ِم ْن فِ ْع ٍل َو َ‬ ‫علَى َما قَ َ‬ ‫أ َ ْح َمدُ ه‬


‫َّللاَ َ‬
‫ع ْوتُ لَ ْم ت ُ ِجبْ ِإ ْن‬ ‫ِب ُك ْم أَيهت ُ َها ْال ِف ْرقَةُ الهتِي ِإذَا أ َ َم ْرتُ لَ ْم ت ُ ِط ْع َو ِإذَا دَ َ‬
‫علَى ِإ َم ٍام‬ ‫اس َ‬ ‫اجتَ َم َع النه ُ‬ ‫ور ْبت ُ ْم ُخ ْرت ُ ْم َو ِإ ِن ْ‬ ‫ضت ُ ْم َو ِإ ْن ُح ِ‬ ‫أ ُ ْم ِه ْلت ُ ْم ُخ ْ‬
‫صت ُ ْم‪َ .‬ال أَبَا ِلغَي ِْر ُك ْم َما‬ ‫طعَ ْنت ُ ْم َو ِإ ْن أ ُ ِجئْت ُ ْم ِإلَى ُمشَاقه ٍة نَ َك ْ‬ ‫َ‬
‫ت أ َ ِو الذُّ هل لَ ُك ْم‬ ‫علَى َح ِقّ ُك ْم ْال َم ْو َ‬ ‫ص ِر ُك ْم َو ْال ِج َها ِد َ‬ ‫ت َ ْنت َ ِظ ُرونَ ِبنَ ْ‬
‫ومي َولَيَأْتِيَ ِنّي لَيُفَ ِ ّرقَ هن بَ ْينِي َوبَ ْينِ ُك ْم َوأَنَا‬ ‫َّللاِ لَئِ ْن َجا َء يَ ِ‬‫فَ َو ه‬
‫ِين يَ ْج َمعُ ُك ْم َو َال‬ ‫ير ِ هّلِلِ أ َ ْنت ُ ْم أ َ َما د ٌ‬
‫غي ُْر َك ِث ٍ‬‫ص ْحبَ ِت ُك ْم قَا ٍل َو ِب ُك ْم َ‬ ‫ِل ُ‬
‫َام‬
‫الطغ َ‬ ‫عو ْال ُجفَاةَ ه‬ ‫ع َجبا ً أ َ هن ُمعَا ِويَةَ يَ ْد ُ‬ ‫ْس َ‬ ‫َح ِميهةٌ ت َ ْش َحذُ ُك ْم أ َ َولَي َ‬
‫عو ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ت َ ِري َكةُ‬ ‫طاءٍ َوأَنَا أَ ْد ُ‬ ‫ع َ‬ ‫غي ِْر َمعُونَ ٍة َو َال َ‬ ‫علَى َ‬ ‫فَيَت ه ِبعُونَهُ َ‬
‫اء فَت َفَ هرقُونَ‬ ‫ط ِ‬ ‫طائِفَ ٍة ِمنَ ْال َع َ‬ ‫اس ِإلَى ْال َمعُونَ ِة أَ ْو َ‬ ‫اْل ْس َال ِم َوبَ ِقيهةُ النه ِ‬ ‫ِْ‬
‫ضى‬ ‫ي ِإنههُ َال يَ ْخ ُر ُج ِإلَ ْي ُك ْم ِم ْن أَ ْم ِري ِر ً‬ ‫علَ ه‬‫ع ِنّي َوت َ ْخت َ ِلفُونَ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫ق ِإلَ ه‬ ‫ب َما أَنَا َال ٍ‬ ‫علَ ْي ِه َو ِإ هن أَ َح ه‬ ‫ط فَتَ ْجتَ ِمعُونَ َ‬ ‫س ْخ ٌ‬ ‫ض ْونَهُ َو َال ُ‬ ‫فَت َ ْر َ‬
‫ع هر ْفت ُ ُك ْم َما‬‫اب َوفَاتَ ْحت ُ ُك ُم ْال ِح َجا َج َو َ‬ ‫ار ْست ُ ُك ُم ْال ِكتَ َ‬
‫ْال َم ْوتُ قَ ْد دَ َ‬
‫ظ أَ ِو النها ِئ ُم‬ ‫س هو ْغت ُ ُك ْم َما َم َج ْجت ُ ْم لَ ْو َكانَ ْاْل َ ْع َمى يَ ْل َح ُ‬ ‫أَ ْن َك ْرت ُ ْم َو َ‬
‫اّلِلِ قَائِدُ ُه ْم ُمعَا ِويَةُ َو ُم َؤ ِدّبُ ُه ُم‬ ‫ظ َوأ َ ْق ِربْ بِقَ ْو ٍم ِمنَ ْال َج ْه ِل ِب ه‬ ‫يَ ْست َ ْي ِق ُ‬
‫اب ُْن النها ِبغَ ِة ‪.‬‬

‫]‪[181‬‬
‫َوم ْنُك َََلمُُلَهُعليهُالسَلم‬
‫ص َحا ِب ِه َي ْعلَ ُم لَهُ ِع ْل َم أ َ ْح َوا ِل قَ ْو ٍم ِم ْن ُج ْن ِد ْال ُكوفَ ِة قَ ْد َه ُّموا‬
‫س َل َر ُج ًال ِم ْن أ َ ْ‬
‫َوقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫ج‬ ‫اللّ َحا ِ ْ‬
‫ق بِالخ ََو ِار ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫طنُوا أ َ ْم‬ ‫الر ُج ُل قَا َل لَهُ أ َ أ َ ِمنُوا فَقَ َ‬
‫َو َكانُوا َعلَى خ َْوفٍ ِم ْنهُ عليه السالم فَلَ هما َعادَ ِإلَ ْي ِه ه‬
‫ظ َعنُوا‬ ‫َجبَنُوا فَ َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَقَا َل عليه السالم‬ ‫ظعَنُوا يَا أ َ ِم َ‬ ‫الر ُج ُل بَ ْل َ‬
‫فَقَا َل ه‬

‫ت‬ ‫صب ه ِ‬ ‫ت ْاْل َ ِسنهةُ ِإلَ ْي ِه ْم َو ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ت ثَ ُمودُ أَ َما لَ ْو أ ُ ْش ِر َ‬ ‫بُ ْعدا ً لَ ُه ْم َك َما بَ ِعدَ ْ‬
‫طانَ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫علَى َما َكانَ ِم ْن ُه ْم ِإ هن ال ه‬ ‫وف َعلَى َها َما ِت ِه ْم لَقَ ْد نَ ِد ُموا َ‬ ‫سي ُ ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫ع ْن ُه ْم فَ َح ْسبُ ُه ْم‬
‫ئ ِم ْن ُه ْم َو ُمت َ َخ ٍّل َ‬‫ْاليَ ْو َم قَ ِد ا ْستَفَله ُه ْم َو ُه َو غَدا ً ُمتَبَ ِ ّر ٌ‬
‫ص ِدّ ِه ْم‬‫ض َال ِل َو ْالعَ َمى َو َ‬ ‫ار ِت َكا ِس ِه ْم ِفي ال ه‬ ‫وج ِه ْم ِمنَ ْال ُهدَى َو ْ‬ ‫ِب ُخ ُر ِ‬
‫اح ِه ْم فِي ال ِت ّي ِه ‪.‬‬ ‫ق َو ِج َم ِ‬ ‫ع ِن ْال َح ّ ِ‬ ‫َ‬
‫]‪[182‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيحثُالناسُعلىُالجهادُللعودةُإلىُصفين‬
‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ‬ ‫طبَنَا ِب َه ِذ ِه ْال ُخ ْ‬
‫طبَ ِة أ َ ِم ُ‬ ‫ع ْن ن َْوفٍ ْالبَ َكا ِل ّ‬
‫ي ِ قَا َل َخ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ُر ِو َ‬
‫صبَ َها لَهُ‬‫ارةٍ نَ َ‬ ‫علَى ِح َج َ‬ ‫ي عليه السالم ِب ْال ُكوفَ ِة َو ُه َو قَائِ ٌم َ‬ ‫ع ِل ٌّ‬ ‫َ‬
‫صوفٍ َو َح َمائِ ُل‬ ‫عةٌ ِم ْن ُ‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْد َر َ‬
‫ي َو َ‬ ‫َج ْعدَة ُ ب ُْن ُهبَي َْرة َ ْال َم ْخ ُز ِ‬
‫وم ُّ‬
‫يف َوفِي ِر ْجلَ ْي ِه نَ ْع َال ِن ِم ْن ِليفٍ َو َكأ َ هن َج ِبينَهُ ثَ ِفنَةُ بَ ِع ٍ‬
‫ير‬ ‫س ْي ِف ِه ِل ٌ‬ ‫َ‬
‫فَقَا َل عليه السالم‪:‬‬

‫حمدُّللاُوُاستعانته‬

‫علَى‬ ‫ب ْاْل َ ْم ِر ن َْح َمدُهُ َ‬ ‫ع َواقِ ُ‬ ‫ق َو َ‬ ‫صائِ ُر ْالخ َْل ِ‬‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي ِإلَ ْي ِه َم َ‬
‫ض ِل ِه َو ْامتِنَانِ ِه َح ْمدا ً يَ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫سانِ ِه َونَ ِيّ ِر بُ ْر َهانِ ِه َون ََو ِامي فَ ْ‬ ‫ع ِظ ِيم ِإ ْح َ‬‫َ‬
‫ش ْك ِر ِه أَدَا ًء َو ِإلَى ثَ َوا ِب ِه ُمقَ ِ ّربا ً َو ِل ُح ْس ِن َم ِزي ِد ِه‬
‫ضا ًء َو ِل ُ‬‫ِل َح ِقّ ِه قَ َ‬
‫ض ِل ِه ُم َؤ ِ ّم ٍل ِلنَ ْف ِع ِه َواثِ ٍ‬
‫ق‬ ‫ين ِب ِه ا ْستِعَانَةَ َر ٍ‬
‫اج ِلفَ ْ‬ ‫وجبا ً َونَ ْستَ ِع ُ‬‫ُم ِ‬
‫الط ْو ِل ُم ْذ ِع ٍن لَهُ ِب ْالعَ َم ِل َو ْالقَ ْو ِل َونُؤْ ِم ُن ِب ِه‬ ‫ِبدَ ْف ِع ِه ُم ْعت َ ِرفٍ لَهُ ِب ه‬
‫َاب ِإلَ ْي ِه ُمؤْ ِمنا ً َو َخنَ َع لَهُ ُم ْذ ِعنا ً‬‫ِإي َمانَ َم ْن َر َجاهُ ُموقِنا ً َوأَن َ‬
‫ظ َمهُ ُم َم ِ ّجدا ً َو َالذَ ِب ِه َرا ِغبا ً ُم ْجتَ ِهدا ً ‪.‬‬ ‫ع ه‬‫ص لَهُ ُم َو ِ ّحدا ً َو َ‬ ‫َوأ َ ْخلَ َ‬

‫ّللاُالواحد‬

‫س ْب َحانَهُ فَيَ ُكونَ ِفي ْال ِع ِ ّز ُمش َ‬


‫َاركا ً َولَ ْم يَ ِل ْد فَيَ ُكونَ‬ ‫لَ ْم يُولَ ْد ُ‬
‫ان َولَ ْم يَتَعَ َاو ْرهُ ِزيَادَة ٌ‬ ‫ت َو َال زَ َم ٌ‬ ‫َم ْو ُروثا ً َها ِلكا ً َولَ ْم يَتَقَده ْمهُ َو ْق ٌ‬
‫ير‬‫ت الت ه ْد ِب ِ‬
‫ع َال َما ِ‬ ‫ظ َه َر ِل ْلعُقُو ِل ِب َما أَ َرانَا ِم ْن َ‬ ‫ان بَ ْل َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫َو َال نُ ْق َ‬
‫ت‬
‫س َم َاوا ِ‬ ‫اء ْال ُمب َْر ِم فَ ِم ْن ش ََوا ِه ِد خ َْل ِق ِه خ َْل ُق ال ه‬‫ض ِ‬ ‫ْال ُمتْقَ ِن َو ْالقَ َ‬
‫ت‬‫طائِعَا ٍ‬ ‫عا ُه هن فَأ َ َجبْنَ َ‬ ‫ت ِب َال َ‬
‫سنَ ٍد دَ َ‬ ‫ع َم ٍد قَائِ َما ٍ‬ ‫ت ِب َال َ‬ ‫طدَا ٍ‬ ‫ُم َو ه‬
‫ار ُه هن لَهُ‬‫ت َولَ ْو َال ِإ ْق َر ُ‬ ‫ت َو َال ُمب ِْطئَا ٍ‬ ‫غي َْر ُمتَلَ ِ ّكئَا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫ُم ْذ ِعنَا ٍ‬
‫ضعا ً ِلعَ ْر ِش ِه َو َال‬ ‫الط َوا ِعيَ ِة لَ َما َجعَلَ ُه هن َم ْو ِ‬ ‫عانُ ُه هن ِب ه‬ ‫الربُو ِبيه ِة َو ِإ ْذ َ‬‫ِب ُّ‬
‫ح ِم ْن‬ ‫صا ِل ِ‬ ‫ب َو ْالعَ َم ِل ال ه‬ ‫صعَدا ً ِل ْل َك ِل ِم ه‬
‫الط ِيّ ِ‬ ‫َم ْس َكنا ً ِل َم َالئِ َكتِ ِه َو َال َم ْ‬
‫ف‬‫ان فِي ُم ْخت َ ِل ِ‬ ‫خ َْل ِق ِه َجعَ َل نُ ُجو َم َها أَع َْالما ً يَ ْستَ ِد ُّل ِب َها ْال َحي َْر ُ‬
‫ف الله ْي ِل‬ ‫س ُج ِ‬ ‫ور َها ا ْد ِل ْه َما ُم ُ‬ ‫ض ْو َء نُ ِ‬ ‫ار لَ ْم يَ ْمن َْع َ‬ ‫ط ِ‬ ‫اج ْاْل َ ْق َ‬‫فِ َج ِ‬
‫س َوا ِد ْال َحنَاد ِِس أَ ْن ت َ ُرده َما شَا َ‬
‫ع‬ ‫يب َ‬ ‫ت َج َالبِ ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫طا َ‬‫ظ ِل ِم َو َال ا ْست َ َ‬ ‫ْال ُم ْ‬
‫علَ ْي ِه‬‫س ْب َحانَ َم ْن َال يَ ْخفَى َ‬ ‫ور ْالقَ َم ِر فَ ُ‬ ‫ت ِم ْن ت َ ََلْلُ ِؤ نُ ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ِفي ال ه‬
‫ت‬‫طأ ْ ِطئَا ِ‬ ‫ضينَ ْال ُمتَ َ‬ ‫اج ِفي ِبقَاعِ ْاْل َ َر ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫اج َو َال لَ ْي ٍل َ‬ ‫ق دَ ٍ‬ ‫س ٍ‬ ‫غ َ‬ ‫س َوادُ َ‬ ‫َ‬
‫الر ْعدُ ِفي أُفُ ِ‬
‫ق‬ ‫ت َو َما يَتَ َج ْل َج ُل ِب ِه ه‬ ‫س ْف ِع ْال ُمت َ َجا ِو َرا ِ‬‫َو َال ِفي يَفَاعِ ال ُّ‬
‫ط ِم ْن َو َرقَ ٍة‬ ‫وق ْالغَ َم ِام َو َما تَ ْسقُ ُ‬ ‫ع ْنهُ بُ ُر ُ‬ ‫َت َ‬ ‫اء َو َما ت َ َالش ْ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ال ه‬
‫اء َويَ ْعلَ ُم‬ ‫س َم ِ‬ ‫طا ُل ال ه‬ ‫اء َوا ْن ِه َ‬ ‫ف ْاْل َ ْن َو ِ‬ ‫اص ُ‬‫ع َو ِ‬ ‫ع ْن َم ْسقَ ِط َها َ‬ ‫ت ُ ِزيلُ َها َ‬
‫ب الذه هرةِ َو َم َج هر َها َو َما يَ ْك ِفي‬ ‫ط َرةِ َو َمقَ هر َها َو َم ْس َح َ‬ ‫ط ْالقَ ْ‬ ‫َم ْسقَ َ‬
‫طنِ َها ‪.‬‬ ‫ضةَ ِم ْن قُو ِت َها َو َما ت َ ْح ِم ُل ْاْل ُ ْنثَى فِي بَ ْ‬ ‫ْالبَعُو َ‬

‫عودُإلىُالحمد‬

‫س َما ٌء أَ ْو‬ ‫ش أَ ْو َ‬ ‫ع ْر ٌ‬ ‫ي أَ ْو َ‬ ‫َو ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْال َكائِ ِن قَ ْب َل أَ ْن يَ ُكونَ ُك ْر ِس ٌّ‬
‫س َال يُ ْد َر ُك ِب َو ْه ٍم َو َال يُقَده ُر ِبفَ ْه ٍم َو َال يَ ْشغَلُهُ‬ ‫ان أَ ْو ِإ ْن ٌ‬
‫ض أ َ ْو َج ٌّ‬ ‫أَ ْر ٌ‬
‫ظ ُر ِبعَي ٍْن َو َال يُ َحدُّ ِبأَي ٍْن َو َال‬ ‫صهُ نَائِ ٌل َو َال يَ ْن ُ‬ ‫سائِ ٌل َو َال يَ ْنقُ ُ‬ ‫َ‬
‫اس َو َال‬ ‫ج َو َال يُ ْد َر ُك بِ ْال َح َو ِ ّ‬ ‫اج َو َال يُ ْخلَ ُق بِ ِع َال ٍ‬ ‫ف بِ ْاْل َ ْز َو ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫يُو َ‬
‫ع ِظيما ً ِب َال‬ ‫سى تَ ْك ِليما ً َوأَ َراهُ ِم ْن آيَا ِت ِه َ‬ ‫اس الهذِي َكله َم ُمو َ‬ ‫اس ِبالنه ِ‬ ‫يُقَ ُ‬
‫صادِقا ً‬ ‫ت َ‬ ‫ت بَ ْل ِإ ْن ُك ْن َ‬ ‫ق َو َال لَ َه َوا ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫ت َو َال نُ ْ‬ ‫َج َو ِار َح َو َال أَدَ َوا ٍ‬
‫ف ِجب ِْري َل َو ِمي َكا ِئي َل َو ُجنُودَ‬ ‫ص ْ‬ ‫ف َر ِبّ َك فَ ِ‬‫ص ِ‬ ‫ف ِل َو ْ‬ ‫أَيُّ َها ْال ُمتَ َك ِلّ ُ‬
‫ت ْالقُد ُِس ُم ْر َج ِح ِنّينَ ُمت َ َو ِلّ َهةً‬ ‫ْال َم َالئِ َك ِة ْال ُمقَ هر ِبينَ فِي ُح ُج َرا ِ‬
‫ت ذَ ُوو‬ ‫صفَا ِ‬ ‫سنَ ْالخَا ِل ِقينَ فَإِنه َما يُ ْد َر ُك ِبال ِ ّ‬ ‫عقُولُ ُه ْم أ َ ْن يَ ُحدُّوا أ َ ْح َ‬ ‫ُ‬
‫ضي ِإذَا َبلَ َغ أَ َمدَ َح ِدّ ِه ِب ْالفَن ِ‬
‫َاء فَ َال ِإلَهَ‬ ‫ت َو َم ْن يَ ْنقَ ِ‬‫ت َو ْاْلَدَ َوا ِ‬ ‫ْال َه ْيئَا ِ‬
‫ظ ْل َمتِ ِه ُك هل نُ ٍ‬
‫ور ‪.‬‬ ‫ظلَ َم ِب ُ‬‫ظ َال ٍم َوأَ ْ‬
‫ور ِه ُك هل َ‬ ‫ضا َء ِبنُ ِ‬ ‫ِإ هال ُه َو أ َ َ‬

‫الوصيةُبالتقوى‬

‫علَ ْي ُك ُم‬ ‫اش َوأَ ْسبَ َغ َ‬ ‫الريَ َ‬ ‫س ُك ُم ِ ّ‬ ‫َّللاِ الهذِي أ َ ْلبَ َ‬ ‫َّللاِ ِبتَ ْق َوى ه‬‫وصي ُك ْم ِعبَادَ ه‬ ‫أُ ِ‬
‫س ِب ً‬
‫يال‬ ‫ت َ‬ ‫سلهما ً أَ ْو ِلدَ ْف ِع ْال َم ْو ِ‬ ‫اء ُ‬ ‫اش فَلَ ْو أَ هن أَ َحدا ً يَ ِجدُ ِإلَى ْالبَقَ ِ‬ ‫ْال َمعَ َ‬
‫س ِ ّخ َر لَهُ ُم ْل ُك‬ ‫سلَ ْي َمانَ بْنَ دَ ُاودَ عليه السالم الهذِي ُ‬ ‫لَ َكانَ ذَ ِل َك ُ‬
‫ط ْع َمتَهُ‬ ‫الز ْلفَ ِة فَلَ هما ا ْست َ ْوفَى ُ‬ ‫ع ِظ ِيم ُّ‬ ‫اْل ْن ِس َم َع النُّبُ هوةِ َو َ‬ ‫ْال ِج ِّن َو ْ ِ‬
‫ار‬ ‫ت ال ِدّيَ ُ‬ ‫صبَ َح ِ‬ ‫ت َوأَ ْ‬ ‫َاء بِنِبَا ِل ْال َم ْو ِ‬ ‫ي ْالفَن ِ‬ ‫َوا ْستَ ْك َم َل ُمدهتَهُ َر َمتْهُ قِ ِس ُّ‬
‫طلَةً َو َو ِرثَ َها قَ ْو ٌم آخ َُرونَ َو ِإ هن لَ ُك ْم ِفي‬ ‫سا ِك ُن ُمعَ ه‬ ‫ِم ْنهُ خَا ِليَةً َو ْال َم َ‬
‫سا ِلفَ ِة لَ ِعب َْرة ً أَيْنَ ْالعَ َما ِلقَةُ َوأَ ْبنَا ُء ْالعَ َما ِلقَ ِة أَيْنَ ْالفَ َرا ِعنَةُ‬ ‫ون ال ه‬ ‫ْالقُ ُر ِ‬
‫س الهذِينَ قَتَلُوا النه ِب ِيّينَ‬ ‫الر ِ ّ‬
‫اب َمدَا ِئ ِن ه‬ ‫ص َح ُ‬ ‫َوأ َ ْبنَا ُء ْالفَ َرا ِعنَ ِة أَيْنَ أَ ْ‬
‫هارينَ أَيْنَ الهذِينَ‬ ‫سنَنَ ْال َجب ِ‬ ‫س ِلينَ َوأَ ْحيَ ْوا ُ‬ ‫سنَنَ ْال ُم ْر َ‬ ‫طفَئُوا ُ‬ ‫َوأ َ ْ‬
‫سا ِك َر َو َمدهنُوا‬ ‫ع ْس َك ُروا ْالعَ َ‬ ‫وف َو َ‬ ‫وش َو َهزَ ُموا ِب ْاْلُلُ ِ‬ ‫اروا ِب ْال ُجيُ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫يع أَدَ ِب َها ِمنَ‬ ‫َ‬ ‫ْال َمدَائِنَ َو ِم ْن َها قَ ْد لَ ِب َ ْ‬
‫س ِلل ِح ْك َم ِة ُجنهت َ َها َوأ َخذَ َها ِب َج ِم ِ‬
‫ضالهتُهُ‬ ‫ي ِع ْندَ نَ ْف ِس ِه َ‬ ‫علَ ْي َها َو ْال َم ْع ِرفَ ِة ِب َها َوالتهفَ ُّرغِ لَ َها فَ ِه َ‬ ‫اْل ْقبَا ِل َ‬‫ِْ‬
‫ب‬‫ب ِإذَا ا ْغت َ َر َ‬ ‫ع ْن َها فَ ُه َو ُم ْغتَ ِر ٌ‬ ‫طلُبُ َها َو َحا َجتُهُ الهتِي يَ ْسأ َ ُل َ‬ ‫الهتِي يَ ْ‬
‫ض ِب ِج َرانِ ِه بَ ِقيهةٌ ِم ْن‬ ‫صقَ ْاْل َ ْر َ‬ ‫ب ذَنَ ِب ِه َوأ َ ْل َ‬ ‫ب ِبعَسِي ِ‬ ‫ض َر َ‬ ‫اْل ْس َال ُم َو َ‬ ‫ِْ‬
‫ف أ َ ْنبِيَائِ ِه ‪.‬‬ ‫بَقَايَا ُح هجتِ ِه َخ ِليفَةٌ ِم ْن خ ََالئِ ِ‬
‫ظ الهتِي‬ ‫اس ِإ ِنّي قَ ْد بَثَثْتُ لَ ُك ُم ْال َم َوا ِع َ‬ ‫ثم قال عليه السالم ‪ :‬أَيُّ َها النه ُ‬
‫صيَا ُء ِإلَى َم ْن‬ ‫ت ْاْل َ ْو ِ‬‫ظ ْاْل َ ْن ِبيَا ُء ِب َها أ ُ َم َم ُه ْم َوأَدهيْتُ ِإلَ ْي ُك ْم َما أَده ِ‬
‫ع َ‬ ‫َو َ‬
‫اج ِر فَلَ ْم‬‫الز َو ِ‬ ‫س ْو ِطي فَلَ ْم ت َ ْست َ ِقي ُموا َو َحدَ ْوت ُ ُك ْم ِب ه‬ ‫بَ ْعدَ ُه ْم َوأَده ْبت ُ ُك ْم ِب َ‬
‫طأ ُ ِب ُك ُم ه‬
‫الط ِريقَ‬ ‫غ ْي ِري يَ َ‬ ‫تَ ْستَ ْو ِسقُوا ِ هّلِلِ أَ ْنت ُ ْم أ َ تَت َ َوقهعُونَ ِإ َماما ً َ‬
‫سبِي َل أ َ َال ِإنههُ قَ ْد أ َ ْدبَ َر ِمنَ الدُّ ْنيَا َما َكانَ ُم ْقبِ ًال َوأ َ ْقبَ َل‬ ‫َويُ ْر ِشدُ ُك ُم ال ه‬
‫عوا‬ ‫ار َوبَا ُ‬ ‫ِم ْن َها َما َكانَ ُم ْدبِرا ً َوأ َ ْز َم َع الت ه ْر َحا َل ِعبَادُ ه‬
‫َّللاِ ْاْل َ ْخيَ ُ‬
‫ض هر‬‫ير ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ َال يَ ْفنَى َما َ‬ ‫يال ِمنَ الدُّ ْنيَا َال يَ ْبقَى ِب َكثِ ٍ‬ ‫قَ ِل ً‬
‫ص ِفّينَ أ َ هال يَ ُكونُوا ْاليَ ْو َم‬ ‫ت ِد َما ُؤ ُه ْم َو ُه ْم ِب ِ‬ ‫س ِف َك ْ‬‫ِإ ْخ َوانَنَا الهذِينَ ُ‬
‫َّللاِ لَقُوا ه‬
‫َّللاَ‬ ‫الر ْنقَ قَ ْد َو ه‬ ‫ص َويَ ْش َربُونَ ه‬ ‫ص َ‬ ‫أَ ْحيَا ًء يُسِيغُونَ ْالغُ َ‬
‫ار ْاْل َ ْم ِن بَ ْعدَ خ َْوفِ ِه ْم أَيْنَ ِإ ْخ َوانِ َ‬
‫ي‬ ‫ور ُه ْم َوأ َ َحله ُه ْم دَ َ‬‫فَ َوفها ُه ْم أ ُ ُج َ‬
‫ار َوأَيْنَ اب ُْن‬ ‫ع هم ٌ‬ ‫ق أَيْنَ َ‬ ‫ض ْوا َعلَى ْال َح ّ ِ‬ ‫الط ِريقَ َو َم َ‬ ‫الهذِينَ َر ِكبُوا ه‬
‫ظ َرا ُؤ ُه ْم ِم ْن ِإ ْخ َوا ِن ِه ُم الهذِينَ‬ ‫ش َهادَتَي ِْن َوأَيْنَ نُ َ‬ ‫ان َوأَيْنَ ذُو ال ه‬ ‫الت ه ِيّ َه ِ‬
‫علَى ْال َم ِنيه ِة َوأُب ِْردَ ِب ُر ُءو ِس ِه ْم ِإلَى ْالفَ َج َر ِة ‪.‬‬ ‫تَعَاقَدُوا َ‬
‫طا َل ْالبُ َكا َء‪.‬‬ ‫ش ِريفَ ِة ْال َك ِري َم ِة فَأ َ َ‬ ‫ب بِيَ ِد ِه َعلَى ِل ْحيَتِ ِه ال ه‬ ‫ض َر َ‬ ‫قَا َل ث ُ هم َ‬
‫ث ُ هم قَا َل عليه السالم‪:‬‬
‫ض‬ ‫ي الهذِينَ تَلَ ُوا ْالقُ ْرآنَ فَأ َ ْح َك ُموهُ َوتَدَبه ُروا ْالفَ ْر َ‬ ‫أ َ ّ ِو ِه َعلَى ِإ ْخ َوانِ َ‬
‫عوا ِل ْل ِج َها ِد فَأ َ َجابُوا‬ ‫عةَ دُ ُ‬ ‫سنهةَ َوأ َ َماتُوا ْال ِب ْد َ‬ ‫فَأَقَا ُموهُ أ َ ْحيَ ُوا ال ُّ‬
‫َو َو ِثقُوا ِب ْالقَا ِئ ِد فَاتهبَعُوهُ ‪.‬‬
‫ص ْو ِت ِه‪:‬‬‫ث ُ هم نَادَى ِبأ َ ْعلَى َ‬
‫ومي َهذَا فَ َم ْن‬ ‫َّللاِ أ َ َال َو ِإ ِنّي ُمعَ ْس ِك ٌر فِي يَ ِ‬ ‫ْال ِج َهادَ ْال ِج َهادَ ِع َبادَ ه‬
‫َّللاِ فَ ْليَ ْخ ُر ْج ‪.‬‬
‫الر َوا َح ِإلَى ه‬ ‫أ َ َرادَ ه‬
‫س ْع ٍد َر ِح َمهُ ه‬
‫َّللاُ‬ ‫سي ِْن عليه السالم فِي َعش ََرةِ َآالفٍ َو ِلقَي ِْس ب ِْن َ‬ ‫ف ‪َ :‬و َعقَدَ ِل ْل ُح َ‬ ‫قَا َل ن َْو ٌ‬
‫ي ِ فِي َعش ََرةِ َآالفٍ َو ِلغَي ِْر ِه ْم َعلَى أ َ ْعدَا ٍد أُخ ََر‬ ‫ار ّ‬‫ص ِ‬ ‫ُّوب ْاْل َ ْن َ‬‫فِي َعش ََرةِ َآالفٍ َو ِْل َ ِبي أَي َ‬
‫ون اب ُْن ُم ْل َج ٍم لَ َعنَهُ‬
‫ض َر َبهُ ْال َم ْلعُ ُ‬
‫ت ْال ُج ُم َعةُ َحتهى َ‬ ‫ص ِفّينَ فَ َما دَ َ‬
‫ار ِ‬ ‫الر ْج َعةَ ِإلَى ِ‬ ‫َو ُه َو يُ ِريد ُ ه‬
‫ان ‪.‬‬ ‫اب ِم ْن ُك ِّل َم َك ٍ‬‫ت َرا ِعي َها ت َ ْخت َ ِطفُ َها ال ِذّئ َ ُ‬‫سا ِك ُر فَ ُكنها َكأ َ ْغن ٍَام فَقَدَ ْ‬ ‫ت ْال َع َ‬‫َّللاُ فَت َ َرا َج َع ِ‬
‫ه‬
‫]‪[183‬‬
‫منُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُقدرةُّللاُوفيُفضلُالقرآنُوفيُالوصيةُبالتقوىُ‬
‫هللاُتعالى‬

‫صبَ ٍة‬ ‫ق ِم ْن َغي ِْر َم ْن َ‬ ‫غي ِْر ُرؤْ يَ ٍة َو ْالخَا ِل ِ‬ ‫وف ِم ْن َ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ظ َما َء‬ ‫سادَ ْالعُ َ‬ ‫َخلَقَ ْالخ ََالئِقَ ِبقُ ْد َرتِ ِه َوا ْست َ ْعبَدَ ْاْل َ ْربَ َ‬
‫اب ِب ِع هزتِ ِه َو َ‬
‫اْل ْن ِس‬ ‫ث ِإلَى ْال ِج ِّن َو ْ ِ‬ ‫ِب ُجو ِد ِه َو ُه َو الهذِي أ َ ْس َكنَ الدُّ ْنيَا خ َْلقَهُ َوبَعَ َ‬
‫طائِ َها َو ِليُ َحذّ ُِرو ُه ْم ِم ْن َ‬
‫ض هرائِ َها‬ ‫ع ْن ِغ َ‬ ‫سلَهُ ِليَ ْك ِشفُوا لَ ُه ْم َ‬ ‫ُر ُ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬‫عيُوبَ َها َو ِليَ ْه ُج ُموا َ‬ ‫ص ُرو ُه ْم ُ‬ ‫َو ِليَض ِْربُوا لَ ُه ْم أَ ْمثَالَ َها َو ِليُبَ ِ ّ‬
‫ام َها َو َح َال ِل َها َو َح َر ِام َها َو َما‬ ‫صا ِّح َها َوأ َ ْسقَ ِ‬ ‫ف َم َ‬ ‫ص ُّر ِ‬ ‫ِب ُم ْعتَبَ ٍر ِم ْن تَ َ‬
‫َار َو َك َرا َم ٍة َو َه َو ٍ‬
‫ان‬ ‫صا ِة ِم ْن َجنه ٍة َون ٍ‬ ‫َّللاُ ِل ْل ُم ِطي ِعينَ ِم ْن ُه ْم َو ْالعُ َ‬
‫عده ه‬ ‫أَ َ‬
‫ش ْيءٍ قَ ْدرا ً‬ ‫أ َ ْح َمدُهُ ِإلَى نَ ْف ِس ِه َك َما ا ْست َ ْح َمدَ ِإلَى خ َْل ِق ِه َو َجعَ َل ِل ُك ِّل َ‬
‫َو ِل ُك ِّل قَ ْد ٍر أَ َج ًال َو ِل ُك ِّل أ َ َج ٍل ِكتَابا ً ‪.‬‬

‫فضلُالقرآن‬

‫علَى خ َْل ِق ِه‬ ‫َاط ٌق ُح هجةُ ه‬


‫َّللاِ َ‬ ‫تن ِ‬ ‫ام ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫اج ٌر َو َ‬ ‫آن ِآم ٌر زَ ِ‬ ‫منهاُ‪ :‬فَ ْالقُ ْر ُ‬
‫ورهُ َوأ َ ْك َم َل ِب ِه‬ ‫س ُه ْم أَتَ هم نُ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم أَ ْنفُ َ‬ ‫علَ ْي ِه ِميثَاقَ ُه ْم َو ْ‬
‫ارتَ َهنَ َ‬ ‫أَ َخذَ َ‬
‫ق ِم ْن‬ ‫غ ِإلَى ْالخ َْل ِ‬ ‫ض نَ ِبيههُ صلى هللا عليه وآله َوقَ ْد فَ َر َ‬ ‫دِينَهُ َوقَبَ َ‬
‫ظ َم ِم ْن نَ ْف ِس ِه فَإِنههُ لَ ْم‬ ‫ع ه‬ ‫س ْب َحانَهُ َما َ‬ ‫ظ ُموا ِم ْنهُ ُ‬ ‫أ َ ْح َك ِام ْال ُهدَى ِب ِه فَعَ ِ ّ‬
‫ضيَهُ أ َ ْو َك ِر َههُ ِإ هال‬ ‫شيْئا ً َر ِ‬ ‫شيْئا ً ِم ْن دِي ِن ِه َولَ ْم يَتْ ُر ْك َ‬ ‫ع ْن ُك ْم َ‬
‫ف َ‬ ‫يُ ْخ ِ‬
‫عو ِإلَ ْي ِه‬‫ع ْنهُ أَ ْو تَ ْد ُ‬
‫َو َجعَ َل لَهُ َعلَما ً بَادِيا ً َوآيَةً ُم ْح َك َمةً ت َ ْز ُج ُر َ‬
‫احدٌ َوا ْعلَ ُموا أَنههُ لَ ْن‬ ‫ي َو ِ‬ ‫طهُ ِفي َما بَ ِق َ‬ ‫س َخ ُ‬ ‫احدٌ َو َ‬
‫ي َو ِ‬ ‫ضاهُ ِفي َما بَ ِق َ‬‫فَ ِر َ‬
‫علَى َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم َولَ ْن يَ ْس َخ َ‬
‫ط‬ ‫طهُ َ‬ ‫س ِخ َ‬‫َيءٍ َ‬ ‫ع ْن ُك ْم ِبش ْ‬‫ضى َ‬ ‫يَ ْر َ‬
‫ِيرونَ فِي أَث َ ٍر بَ ِيّ ٍن‬ ‫ضيَهُ ِم هم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم َو ِإنه َما تَس ُ‬ ‫ش ْيءٍ َر ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِب َ‬
‫َ‬
‫الر َجا ُل ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم قَ ْد َكفَا ُك ْم َمئُونَةَ‬ ‫َوتَت َ َكله ُمونَ ِب َر ْج ِع قَ ْو ٍل قَ ْد قَالَهُ ِ ّ‬
‫ض ِم ْن أ َ ْل ِسنَتِ ُك ُم ال ِذّ ْك َر ‪.‬‬
‫ش ْك ِر َوا ْفتَ َر َ‬ ‫علَى ال ُّ‬ ‫دُ ْنيَا ُك ْم َو َحث ه ُك ْم َ‬

‫الوصيةُبالتقوى‬

‫ضاهُ َو َحا َجتَهُ ِم ْن خ َْل ِق ِه‬ ‫صا ُك ْم ِبالت ه ْق َوى َو َجعَلَ َها ُم ْنتَ َهى ِر َ‬ ‫َوأ َ ْو َ‬
‫ض ِت ِه ِإ ْن‬ ‫اصي ُك ْم ِبيَ ِد ِه َوتَقَلُّبُ ُك ْم فِي قَ ْب َ‬ ‫َّللاَ الهذِي أَ ْنت ُ ْم ِبعَ ْي ِن ِه َون ََو ِ‬‫فَاتهقُوا ه‬
‫ظةً ِك َراما ً َال‬ ‫ع ِل َمهُ َو ِإ ْن أَ ْعلَ ْنت ُ ْم َكتَبَهُ قَ ْد َو هك َل ِبذَ ِل َك َحفَ َ‬ ‫أ َ ْس َر ْرت ُ ْم َ‬
‫َّللاَ يَ ْجعَ ْل‬ ‫ق ه‬ ‫اط ًال َوا ْعلَ ُموا أَنههُ َم ْن يَت ه ِ‬ ‫طونَ َحقّا ً َو َال يُثْ ِبتُونَ بَ ِ‬ ‫يُ ْس ِق ُ‬
‫سهُ‬ ‫ت نَ ْف ُ‬ ‫الظلَ ِم َويُخ َِلّ ْدهُ فِي َما ا ْشتَ َه ْ‬ ‫لَهُ َم ْخ َرجا ً ِمنَ ْال ِفتَ ِن َونُورا ً ِمنَ ُّ‬
‫طنَعَ َها ِلنَ ْف ِس ِه ِظلُّ َها‬ ‫ص َ‬‫َويُ ْن ِز ْلهُ َم ْن ِز َل ْال َك َرا َم ِة ِع ْندَهُ ِفي دَ ٍار ا ْ‬
‫سلُهُ‬ ‫ار َها َم َالئِ َكتُهُ َو ُرفَقَاؤُ َها ُر ُ‬ ‫ور َها بَ ْه َجتُهُ َو ُز هو ُ‬ ‫شهُ َونُ ُ‬ ‫ع ْر ُ‬ ‫َ‬
‫اس يُو ِش ُك أَ ْن يَ ْنقَ ِط َع ِب ِه ُم‬ ‫سا ِبقُوا ْاآل َجا َل فَإِ هن النه َ‬ ‫فَبَاد ُِروا ْال َمعَادَ َو َ‬
‫صبَ ْحت ُ ْم فِي‬ ‫اب الت ه ْوبَ ِة فَقَ ْد أ َ ْ‬ ‫ع ْن ُه ْم بَ ُ‬ ‫سده َ‬ ‫ْاْل َ َم ُل َويَ ْر َهقَ ُه ُم ْاْل َ َج ُل َويُ َ‬
‫علَى‬ ‫س ِبي ٍل َ‬ ‫الر ْجعَةَ َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم َوأَ ْنت ُ ْم بَنُو َ‬ ‫سأ َ َل ِإلَ ْي ِه ه‬ ‫ِمثْ ِل َما َ‬
‫ت ِبدَ ِار ُك ْم َوقَ ْد أُو ِذ ْنت ُ ْم ِم ْن َها ِب ِاال ْرتِ َحا ِل َوأ ُ ِم ْرت ُ ْم‬ ‫س ْ‬ ‫سفَ ٍر ِم ْن دَ ٍار لَ ْي َ‬ ‫َ‬
‫ار‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫صب ٌْر َ‬ ‫ق َ‬ ‫الرقِي ِ‬‫ْس ِل َهذَا ْال ِج ْل ِد ه‬ ‫الزا ِد َوا ْعلَ ُموا أَنههُ لَي َ‬ ‫فِي َها ِب ه‬
‫ب الدُّ ْنيَا أ َ‬ ‫صا ِئ ِ‬ ‫س ُك ْم فَإِنه ُك ْم قَ ْد َج هر ْبت ُ ُمو َها ِفي َم َ‬ ‫ار َح ُموا نُفُو َ‬ ‫فَ ْ‬
‫صيبُهُ َو ْالعَثْ َرةِ ت ُ ْد ِمي ِه‬ ‫ش ْو َك ِة ت ُ ِ‬‫ع أَ َح ِد ُك ْم ِمنَ ال ه‬ ‫فَ َرأ َ ْيت ُ ْم َجزَ َ‬
‫ض ِجي َع‬ ‫َار َ‬ ‫طابَقَي ِْن ِم ْن ن ٍ‬ ‫ْف ِإذَا َكانَ بَيْنَ َ‬ ‫اء ت ُ ْح ِرقُهُ فَ َكي َ‬ ‫ض ِ‬‫الر ْم َ‬ ‫َو ه‬
‫علَى النه ِ‬
‫ار‬ ‫ب َ‬ ‫َض َ‬ ‫ع ِل ْمت ُ ْم أَ هن َما ِلكا ً ِإذَا غ ِ‬ ‫ان أ َ َ‬ ‫ط ٍ‬ ‫ش ْي َ‬‫َح َج ٍر َوقَ ِرينَ َ‬
‫ت بَيْنَ أَب َْوا ِب َها‬ ‫ض ِب ِه َو ِإذَا زَ َج َر َها تَ َوثهبَ ْ‬ ‫ض َها بَ ْعضا ً ِلغَ َ‬ ‫ط َم بَ ْع ُ‬ ‫َح َ‬
‫ْف‬‫ير َكي َ‬ ‫ير الهذِي قَ ْد لَ َهزَ هُ ْالقَتِ ُ‬ ‫َجزَ عا ً ِم ْن زَ ْج َرتِ ِه أَيُّ َها ْاليَفَ ُن ْال َك ِب ُ‬
‫ت ْال َج َو ِام ُع‬ ‫ق َونَ ِشبَ ِ‬ ‫ظ ِام ْاْل َ ْعنَا ِ‬ ‫ار ِب ِع َ‬ ‫اق النه ِ‬ ‫ط َو ُ‬ ‫ت أَ ْ‬‫ت ِإذَا ْالت َ َح َم ْ‬ ‫أَ ْن َ‬
‫سا ِل ُمونَ‬ ‫َّللاَ َم ْعش ََر ْال ِعبَا ِد َوأ َ ْنت ُ ْم َ‬ ‫اّلِلَ ه‬ ‫س َوا ِع ِد فَ ه‬ ‫وم ال ه‬ ‫ت لُ ُح َ‬ ‫َحتهى أ َ َكلَ ْ‬
‫ق فَا ْسعَ ْوا فِي‬ ‫ضي ِ‬ ‫س ْق ِم َوفِي ْالفُ ْس َح ِة قَ ْب َل ال ِ ّ‬ ‫ص هح ِة قَ ْب َل ال ُّ‬ ‫فِي ال ِ ّ‬
‫اك ِرقَا ِب ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن ت ُ ْغلَقَ َر َها ِئنُ َها أَ ْس ِه ُروا ُ‬
‫عيُونَ ُك ْم‬ ‫فَ َك ِ‬
‫طونَ ُك ْم َوا ْست َ ْع ِملُوا أ َ ْقدَا َم ُك ْم َوأَ ْن ِفقُوا أَ ْم َوالَ ُك ْم َو ُخذُوا‬ ‫َوأَض ِْم ُروا بُ ُ‬
‫ع ْن َها فَقَ ْد‬ ‫علَى أَ ْنفُ ِس ُك ْم َو َال تَ ْب َخلُوا ِب َها َ‬ ‫سا ِد ُك ْم فَ ُجودُوا ِب َها َ‬ ‫ِم ْن أ َ ْج َ‬
‫ت أ َ ْقدا َم ُك ْم َوقَا َل‬ ‫ص ْر ُك ْم َويُثَ ِبّ ْ‬ ‫َّللاَ يَ ْن ُ‬
‫ص ُروا ه‬ ‫س ْب َحانَهُ إِ ْن ت َ ْن ُ‬ ‫قَا َل ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫سنا ً فَيُضا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ‬ ‫َّللاَ قَ ْرضا ً َح َ‬ ‫ض ه‬ ‫تَعَالَى َم ْن ذَا الهذِي يُ ْق ِر ُ‬
‫ض ُك ْم ِم ْن قُ ٍّل‬ ‫ص ْر ُك ْم ِم ْن ذُ ٍّل َولَ ْم يَ ْستَ ْق ِر ْ‬ ‫أ َ ْج ٌر َك ِري ٌم فَلَ ْم يَ ْست َ ْن ِ‬
‫يز ْال َح ِكي ُم‬ ‫ض َو ُه َو ْالعَ ِز ُ‬ ‫ت َو ْاْل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ص َر ُك ْم َولَهُ ُجنُودُ ال ه‬ ‫ا ْست َ ْن َ‬
‫ض َو ُه َو ْالغَنِ ُّ‬
‫ي‬ ‫ت َو ْاْل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ض ُك ْم َولَهُ خَزَ ائِ ُن ال ه‬ ‫َوا ْست َ ْق َر َ‬
‫ع َم ًال فَبَاد ُِروا ِبأ َ ْع َما ِل ُك ْم‬ ‫س ُن َ‬ ‫ْال َح ِميدُ َو ِإنه َما أ َ َرادَ أ َ ْن يَ ْبلُ َو ُك ْم أَيُّ ُك ْم أَ ْح َ‬
‫ار ُه ْم‬ ‫سلَهُ َوأَزَ َ‬ ‫َّللاِ ِفي دَ ِار ِه َرافَقَ ِب ِه ْم ُر ُ‬ ‫ان ه‬ ‫ير ِ‬‫تَ ُكونُوا َم َع ِج َ‬
‫صانَ‬ ‫َار أَبَدا ً َو َ‬ ‫ِيس ن ٍ‬ ‫ع ُه ْم أ َ ْن ت َ ْس َم َع َحس َ‬ ‫َم َالئِ َكتَهُ َوأ َ ْك َر َم أ َ ْس َما َ‬
‫َّللاِ يُؤْ ِتي ِه َم ْن يَشا ُء‬ ‫ض ُل ه‬ ‫صبا ً ذ ِل َك فَ ْ‬ ‫سادَ ُه ْم أ َ ْن ت َ ْلقَى لُغُوبا ً َونَ َ‬ ‫أ َ ْج َ‬
‫علَى‬‫عان َ‬ ‫َّللاُ ْال ُم ْست َ ُ‬ ‫ض ِل ْالعَ ِظ ِيم أَقُو ُل َما ت َ ْس َمعُونَ َو ه‬ ‫َّللاُ ذُو ْالفَ ْ‬ ‫َو ه‬
‫نَ ْفسِي َوأ َ ْنفُ ِس ُك ْم َو ُه َو َح ْسبُنَا َونِ ْع َم ْال َو ِكي ُل ‪.‬‬

‫]‪[184‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫قالهُللبرجُبنُمسهرُالطائيُوقدُقالُلهُبحيثُيسمعهُ"الُحكمُإالُلل"ُوكانُمنُ‬
‫الخوارج‬
‫ض ِئ ً‬
‫يال‬ ‫ت ِفي ِه َ‬ ‫ظ َه َر ْال َح ُّق فَ ُك ْن َ‬ ‫َّللاُ يَا أَثْ َر ُم فَ َو ه‬
‫َّللاِ لَقَ ْد َ‬ ‫ت قَبَ َح َك ه‬ ‫ا ْس ُك ْ‬
‫وم قَ ْر ِن‬
‫ت نُ ُج َ‬‫اط ُل نَ َج ْم َ‬ ‫ص ْوت ُ َك َحتهى ِإذَا نَعَ َر ْالبَ ِ‬ ‫ص َك َخ ِفيّا ً َ‬‫ش َْخ ُ‬
‫ْال َما ِع ِز‪.‬‬
‫]‪[185‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫يحمدُّللاُُفيهاُوُيثنيُعلىُرسولهُوُيصفُخلقاُمنُالحيوان‬

‫حمدُّللاُتعالى‬

‫ش َوا ِهدُ َو َال تَ ْح ِوي ِه ْال َمشَا ِهدُ َو َال ت َ َراهُ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي َال ت ُ ْد ِر ُكهُ ال ه‬
‫ث خ َْل ِق ِه‬ ‫علَى قِدَ ِم ِه ِب ُحدُو ِ‬ ‫س َواتِ ُر الدها ِّل َ‬ ‫اظ ُر َو َال تَ ْح ُجبُهُ ال ه‬ ‫النه َو ِ‬
‫شبَهَ لَهُ‬ ‫علَى أَ ْن َال َ‬ ‫ث خ َْل ِق ِه َعلَى ُو ُجو ِد ِه َو ِبا ْش ِتبَا ِه ِه ْم َ‬ ‫َو ِب ُحدُو ِ‬
‫ام ِب ْال ِق ْس ِط ِفي‬ ‫ظ ْل ِم ِعبَا ِد ِه َوقَ َ‬
‫ارتَفَ َع َع ْن ُ‬ ‫صدَقَ ِفي ِميعَا ِد ِه َو ْ‬ ‫الهذِي َ‬
‫علَى‬ ‫اء َ‬ ‫ث ْاْل َ ْشيَ ِ‬
‫عدَ َل َعلَ ْي ِه ْم ِفي ُح ْك ِم ِه ُم ْست َ ْش ِهدٌ ِب ُحدُو ِ‬ ‫خ َْل ِق ِه َو َ‬
‫ط هر َها‬ ‫ض َ‬ ‫علَى قُ ْد َر ِت ِه َو ِب َما ا ْ‬ ‫س َم َها ِب ِه ِمنَ ْالعَ ْج ِز َ‬ ‫أَزَ ِليه ِت ِه َو ِب َما َو َ‬
‫احدٌ َال ِبعَدَ ٍد َودَائِ ٌم َال ِبأ َ َم ٍد َوقَائِ ٌم َال‬ ‫علَى دَ َو ِام ِه َو ِ‬ ‫َاء َ‬ ‫ِإلَ ْي ِه ِمنَ ْالفَن ِ‬
‫ع َرةٍ َوتَ ْش َهدُ لَهُ ْال َم َرائِي َال‬ ‫ان َال ِب ُمشَا َ‬ ‫ِبعَ َم ٍد تَتَلَقهاهُ ْاْل َ ْذ َه ُ‬
‫ط ِب ِه ْاْل َ ْو َها ُم بَ ْل ت َ َجلهى لَ َها ِب َها َو ِب َها ْامتَنَ َع ِم ْن َها‬ ‫ض َرةٍ لَ ْم ت ُ ِح ْ‬‫ِب ُم َحا َ‬
‫ت ِب ِه ال ِنّ َهايَاتُ فَ َكب َهرتْهُ‬‫ْس ِبذِي ِكبَ ٍر ْامتَده ْ‬ ‫َو ِإلَ ْي َها َحا َك َم َها لَي َ‬
‫ظ َمتْهُ تَ ْجسِيدا ً بَ ْل‬ ‫ت ِب ِه ْالغَايَاتُ فَعَ ه‬ ‫ظ ٍم تَنَا َه ْ‬‫تَ ْجسِيما ً َو َال ِبذِي ِع َ‬
‫طانا ً ‪.‬‬‫س ْل َ‬‫ظ َم ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫َكبُ َر شَأْنا ً َو َ‬

‫الرسولُاألعظم‬

‫ي صلى‬ ‫ض ُّ‬ ‫ي َوأَ ِمينُهُ ه‬


‫الر ِ‬ ‫سولُهُ ال ه‬
‫ص ِف ُّ‬ ‫َوأ َ ْش َهدُ أَ هن ُم َح همداً َ‬
‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬
‫اح‬
‫ض ِ‬ ‫ج َو ِإي َ‬ ‫ور ْالفَلَ ِ‬
‫ظ ُه ِ‬ ‫ج َو ُ‬ ‫ب ْال ُح َج ِ‬
‫سلَهُ ِب ُو ُجو ِ‬ ‫هللا عليه وآله أَ ْر َ‬
‫علَ ْي َها‬‫علَى ْال َم َح هج ِة دَ ًّاال َ‬ ‫صادِعا ً بِ َها َو َح َم َل َ‬ ‫سالَةَ َ‬ ‫الر َ‬ ‫ْال َم ْن َه ِ‬
‫ج فَبَله َغ ِ ّ‬
‫اس ْ ِ‬
‫اْل ْس َال ِم‬ ‫اء َو َجعَ َل أَ ْم َر َ‬ ‫ضي َ ِ‬
‫َار ال ِ ّ‬
‫اء َو َمن َ‬ ‫ام أَع َْال َم ِاال ْه ِتدَ ِ‬
‫َوأَقَ َ‬
‫ان َو ِثيقَةً ‪.‬‬
‫اْلي َم ِ‬ ‫ع َرى ْ ِ‬ ‫َم ِتينَةً َو ُ‬
‫منهاُفيُصفةُخلقُأصنافُمنُالحيوانُ(فيُخلقُالنمل)‬

‫ِيم ال ِنّ ْع َم ِة لَ َر َجعُوا ِإلَى‬ ‫َولَ ْو فَ هك ُروا فِي َع ِظ ِيم ْالقُ ْد َرةِ َو َجس ِ‬
‫صائِ ُر‬ ‫ع ِليلَةٌ َو ْالبَ َ‬ ‫وب َ‬ ‫ق َولَ ِك ِن ْالقُلُ ُ‬ ‫اب ْال َح ِري ِ‬ ‫عذَ َ‬ ‫ق َوخَافُوا َ‬ ‫ه‬
‫الط ِري ِ‬
‫ْف أَ ْح َك َم خ َْلقَهُ‬ ‫ير َما َخلَقَ َكي َ‬ ‫ص ِغ ِ‬ ‫ظ ُرونَ ِإلَى َ‬ ‫َم ْد ُخولَةٌ أ َ َال يَ ْن ُ‬
‫ظ َم َو ْالبَش ََر‬ ‫س هوى لَهُ ْالعَ ْ‬ ‫ص َر َو َ‬ ‫س ْم َع َو ْال َب َ‬ ‫َوأَتْقَنَ ت َ ْر ِكيبَهُ َوفَلَقَ لَهُ ال ه‬
‫طافَ ِة َه ْيئ َ ِت َها َال تَ َكادُ تُنَا ُل‬ ‫صغ َِر ُجثهتِ َها َولَ َ‬ ‫ظ ُروا ِإلَى النه ْملَ ِة ِفي ِ‬ ‫ا ْن ُ‬
‫ض َها‬ ‫علَى أَ ْر ِ‬ ‫هت َ‬ ‫ْف دَب ْ‬ ‫ص ِر َو َال ِب ُم ْست َ ْد َر ِك ْال ِف َك ِر َكي َ‬ ‫ِبلَ ْح ِظ ْالبَ َ‬
‫علَى ِر ْزقِ َها ت َ ْنقُ ُل ْال َحبهةَ ِإلَى ُج ْح ِر َها َوت ُ ِعدُّ َها فِي‬ ‫هت َ‬ ‫صب ْ‬ ‫َو ُ‬
‫صدَ ِر َها َم ْكفُو ٌل‬ ‫ُم ْستَقَ ِ ّر َها ت َ ْج َم ُع فِي َح ِ ّر َها ِلبَ ْر ِد َها َوفِي ِو ْر ِد َها ِل َ‬
‫هان َولَ ْو‬ ‫ان َو َال يَ ْح ِر ُم َها الدهي ُ‬ ‫ِب ِر ْزقِ َها َم ْر ُزوقَةٌ ِب ِو ْف ِق َها َال يُ ْغ ِفلُ َها ْال َمنه ُ‬
‫اري‬ ‫ت فِي َم َج ِ‬ ‫ام ِس َولَ ْو فَ هك ْر َ‬ ‫صفَا ْاليَا ِب ِس َو ْال َح َج ِر ْال َج ِ‬ ‫فِي ال ه‬
‫طنِ َها‬ ‫يف بَ ْ‬ ‫ف ِم ْن ش ََرا ِس ِ‬ ‫س ْف ِل َها َو َما فِي ْال َج ْو ِ‬ ‫ع ْل ِو َها َو ُ‬‫أَ ْك ِل َها فِي ُ‬
‫ع َجبا ً‬ ‫ْت ِم ْن خ َْل ِق َها َ‬ ‫ضي َ‬ ‫ع ْينِ َها َوأُذُنِ َها لَقَ َ‬ ‫الرأْ ِس ِم ْن َ‬ ‫َو َما فِي ه‬
‫علَى قَ َوا ِئ ِم َها َوبَنَا َها‬ ‫ص ِف َها تَعَبا ً فَتَعَالَى الهذِي أَقَا َم َها َ‬ ‫يت ِم ْن َو ْ‬ ‫َولَ ِق َ‬
‫علَى خ َْل ِق َها‬ ‫اط ٌر َولَ ْم يُ ِع ْنهُ َ‬ ‫ط َرتِ َها فَ ِ‬ ‫عا ِئ ِم َها لَ ْم يَ ْش َر ْكهُ ِفي ِف ْ‬ ‫علَى دَ َ‬ ‫َ‬
‫ب ِف ْك ِر َك ِلتَ ْبلُ َغ غَايَا ِت ِه َما دَلهتْ َك‬ ‫ْت ِفي َمذَا ِه ِ‬ ‫ض َرب َ‬ ‫قَاد ٌِر َولَ ْو َ‬
‫صي ِل‬ ‫ق تَ ْف ِ‬ ‫اط ُر النه ْخلَ ِة ِلدَقِي ِ‬ ‫اط َر النه ْملَ ِة ُه َو فَ ِ‬ ‫علَى أَ هن فَ ِ‬ ‫الده َاللَةُ ِإ هال َ‬
‫يف‬‫ي ٍ َو َما ْال َج ِلي ُل َوالله ِط ُ‬ ‫ف ُك ِّل َح ّ‬ ‫اختِ َال ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫َام ِ‬ ‫ش ْيءٍ َوغ ِ‬ ‫ُك ِّل َ‬
‫س َوا ٌء ‪.‬‬ ‫يف فِي خ َْل ِق ِه ِإ هال َ‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫ي َوال ه‬ ‫يف َو ْالقَ ِو ُّ‬ ‫َوالث ه ِقي ُل َو ْال َخ ِف ُ‬

‫خلقةُالسماءُوُالكون‬

‫ش ْم ِس‬ ‫الريَا ُح َو ْال َما ُء فَا ْن ُ‬


‫ظ ْر ِإلَى ال ه‬ ‫س َما ُء َو ْال َه َوا ُء َو ِ ّ‬
‫َو َكذَ ِل َك ال ه‬
‫ف َهذَا الله ْي ِل‬ ‫اء َو ْال َح َج ِر َو ْ‬
‫اختِ َال ِ‬ ‫ش َج ِر َو ْال َم ِ‬
‫ت َوال ه‬ ‫َو ْالقَ َم ِر َوالنهبَا ِ‬
‫طو ِل َه ِذ ِه‬ ‫ار َو َكثْ َر ِة َه ِذ ِه ْال ِجبَا ِل َو ُ‬ ‫ار َوتَفَ ُّج ِر َه ِذ ِه ْال ِب َح ِ‬ ‫َوالنه َه ِ‬
‫ت فَ ْال َو ْي ُل ِل َم ْن أَ ْن َك َر‬
‫س ِن ْال ُم ْخت َ ِلفَا ِ‬
‫ت َو ْاْل َ ْل ُ‬‫ق َه ِذ ِه اللُّغَا ِ‬ ‫ْال ِق َال ِل َوتَفَ ُّر ِ‬
‫ع َو َال‬ ‫ت َما لَ ُه ْم زَ ِار ٌ‬ ‫ع ُموا أَنه ُه ْم َكالنهبَا ِ‬ ‫ْال ُمقَدّ َِر َو َج َحدَ ْال ُمدَ ِبّ َر زَ َ‬
‫ع ْوا َو َال‬ ‫صانِ ٌع َولَ ْم يَ ْل َجئُوا ِإلَى ُح هج ٍة فِي َما اده َ‬ ‫ص َو ِر ِه ْم َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ِال ْختِ َال ِ‬
‫ان أَ ْو ِجنَايَةٌ ِم ْن‬ ‫غي ِْر بَ ٍ‬ ‫ون ِبنَا ٌء ِم ْن َ‬ ‫ع ْوا َو َه ْل يَ ُك ُ‬ ‫ق ِل َما أ َ ْو َ‬‫تَ ْح ِقي ٍ‬
‫ان ‪.‬‬‫غي ِْر َج ٍ‬ ‫َ‬

‫خلقةُالجرادة‬

‫ع ْينَي ِْن َح ْم َر َاوي ِْن‬‫ت فِي ْال َج َرادَةِ ِإ ْذ َخلَقَ لَ َها َ‬ ‫ت قُ ْل َ‬ ‫َو ِإ ْن ِشئْ َ‬
‫ي َوفَتَ َح لَ َها‬ ‫س ْم َع ْال َخ ِف ه‬ ‫َوأَ ْس َر َج لَ َها َحدَقَتَي ِْن قَ ْم َر َاوي ِْن َو َجعَ َل لَ َها ال ه‬
‫ض‬ ‫ي َونَابَي ِْن ِب ِه َما ت َ ْق ِر ُ‬ ‫س ْالقَ ِو ه‬ ‫ي َو َج َع َل لَ َها ْال ِح ه‬ ‫س ِو ه‬ ‫ْالفَ َم ال ه‬
‫ع ِفي زَ ْر ِع ِه ْم َو َال‬ ‫ض يَ ْر َهبُ َها ُّ‬
‫الز هرا ُ‬ ‫َو ِم ْن َجلَي ِْن ِب ِه َما تَ ْقبِ ُ‬
‫ث فِي‬ ‫يَ ْست َ ِطيعُونَ ذَبه َها َولَ ْو أ َ ْجلَبُوا ِب َج ْم ِع ِه ْم َحتهى ت َ ِردَ ْال َح ْر َ‬
‫صبَعا ً‬ ‫ش َه َواتِ َها َوخ َْلقُ َها ُكلُّهُ َال يُ َك ّ ِو ُن ِإ ْ‬ ‫ي ِم ْنهُ َ‬‫ض َ‬ ‫نَزَ َواتِ َها َوت َ ْق ِ‬
‫ض‬ ‫ت َو ْاْل َ ْر ِ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫َّللاُ الهذِي يَ ْس ُجدُ لَهُ َم ْن فِي ال ه‬ ‫ار َك ه‬ ‫ُم ْست َ ِدقهةً فَتَبَ َ‬
‫ع ِة ِس ْلما ً‬ ‫الطا َ‬ ‫ط ْوعا ً َو َك ْرها ً َويُعَ ِفّ ُر لَهُ َخدّا ً َو َو ْجها ً َويُ ْل ِقي ِإلَ ْي ِه ِب ه‬ ‫َ‬
‫س هخ َرة ٌ ِْل َ ْم ِر ِه‬ ‫ض ْعفا ً َويُ ْع ِطي لَهُ ْال ِقيَادَ َر ْهبَةً َوخ َْوفا ً فَ ه‬
‫الطي ُْر ُم َ‬ ‫َو َ‬
‫علَى النهدَى‬ ‫سى قَ َوائِ َم َها َ‬ ‫يش ِم ْن َها َوالنهفَ ِس َوأ َ ْر َ‬ ‫الر ِ‬
‫عدَدَ ِ ّ‬ ‫صى َ‬ ‫أَ ْح َ‬
‫اب َو َهذَا‬ ‫غ َر ٌ‬ ‫س َها فَ َهذَا ُ‬ ‫صى أ َ ْجنَا َ‬ ‫َو ْاليَبَ ِس َوقَده َر أَ ْق َواتَ َها َوأَ ْح َ‬
‫طا ِئ ٍر ِبا ْس ِم ِه َو َكفَ َل لَهُ‬ ‫عا ُك هل َ‬ ‫اب َو َهذَا َح َما ٌم َو َهذَا نَعَا ٌم دَ َ‬ ‫عق َ ٌ‬ ‫ُ‬
‫س َم َها فَبَ هل‬ ‫ط َل ِديَ َم َها َو َعدهدَ ِق َ‬ ‫اب ال ِث ّقَا َل فَأ َ ْه َ‬
‫س َح َ‬ ‫شأ َ ال ه‬ ‫ِب ِر ْز ِق ِه َوأَ ْن َ‬
‫ض بَ ْعدَ ُجفُو ِف َها َوأَ ْخ َر َج نَ ْبتَ َها بَ ْعدَ ُجدُو ِب َها ‪.‬‬ ‫ْاْل َ ْر َ‬
‫]‪[186‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالتوحيد‬
‫وُتجمعُهذهُالخطبةُمنُأصولُالعلمُماُالُتجمعهُخطبة‬

‫عنَى َم ْن‬ ‫اب َم ْن َمثهلَهُ َو َال ِإيهاهُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َما َو هحدَهُ َم ْن َكيهفَهُ َو َال َح ِقيقَتَهُ أ َ َ‬
‫َار ِإلَ ْي ِه َوتَ َو هه َمهُ ُك ُّل َم ْع ُروفٍ ِبنَ ْف ِس ِه‬ ‫ص َمدَهُ َم ْن أَش َ‬ ‫شبه َههُ َو َال َ‬ ‫َ‬
‫ب آلَ ٍة‬ ‫ْط َرا ِ‬ ‫ع َو ُك ُّل قَائِ ٍم فِي ِس َواهُ َم ْعلُو ٌل فَا ِع ٌل َال بِاض ِ‬ ‫صنُو ٌ‬ ‫َم ْ‬
‫ص َحبُهُ ْاْل َ ْوقَاتُ‬ ‫ي َال ِبا ْستِفَادَةٍ َال ت َ ْ‬ ‫غنِ ٌّ‬ ‫ُمقَدّ ٌِر َال ِب َج ْو ِل فِ ْك َرةٍ َ‬
‫ات َك ْونُهُ َو ْال َعدَ َم ُو ُجودُهُ َو ِاال ْب ِتدَا َء‬ ‫سبَقَ ْاْل َ ْوقَ َ‬ ‫َو َال ت َ ْر ِفدُهُ ْاْلَدَ َواتُ َ‬
‫ضادهتِ ِه بَيْنَ‬ ‫ف أ َ ْن َال َم ْشعَ َر لَهُ َو ِب ُم َ‬ ‫ع ِر َ‬ ‫ير ِه ْال َمشَا ِع َر ُ‬ ‫أَزَ لُهُ ِبت َ ْش ِع ِ‬
‫ف أَ ْن‬ ‫ع ِر َ‬ ‫اء ُ‬ ‫ارنَ ِت ِه بَيْنَ ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫ضده لَهُ َو ِب ُمقَ َ‬ ‫ف أ َ ْن َال ِ‬ ‫ع ِر َ‬ ‫ور ُ‬ ‫ْاْل ُ ُم ِ‬
‫ضو َح ِب ْالبُ ْه َم ِة َو ْال ُج ُمودَ‬ ‫الظ ْل َم ِة َو ْال ُو ُ‬‫ور ِب ُّ‬ ‫ضاده النُّ َ‬ ‫َال قَ ِرينَ لَهُ َ‬
‫ار ٌن بَيْنَ‬ ‫ف َبيْنَ ُمتَعَا ِديَا ِت َها ُمقَ ِ‬ ‫ص َر ِد ُم َؤ ِلّ ٌ‬ ‫ور ِبال ه‬ ‫ِب ْالبَلَ ِل َو ْال َح ُر َ‬
‫ب بَيْنَ ُمتَبَا ِعدَاتِ َها ُمفَ ِ ّر ٌق بَيْنَ ُمتَدَانِيَاتِ َها َال يُ ْش َم ُل‬ ‫ُمتَبَا ِينَاتِ َها ُمقَ ِ ّر ٌ‬
‫ِير ْاآل َالتُ‬ ‫س َها َوتُش ُ‬ ‫ب ِبعَ ٍدّ َو ِإنه َما ت َ ُحدُّ ْاْلَدَ َواتُ أَ ْنفُ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ِب َح ٍدّ َو َال يُ ْح َ‬
‫ظائِ ِر َها َمنَعَتْ َها ُم ْنذُ ْال ِق ْد َمةَ َو َح َمتْ َها قَدُ ْاْلَزَ ِليهةَ َو َجنهبَتْ َها لَ ْو َال‬ ‫ِإلَى نَ َ‬
‫ظ ِر ْالعُيُ ِ‬
‫ون‬ ‫ع ْن نَ َ‬ ‫صانِعُ َها ِل ْلعُقُو ِل َو ِب َها ْامتَنَ َع َ‬ ‫الت ه ْك ِملَةَ ِب َها ت َ َجلهى َ‬
‫علَ ْي ِه َما ُه َو‬ ‫ْف يَ ْج ِري َ‬ ‫ون َو ْال َح َر َكةُ َو َكي َ‬ ‫س ُك ُ‬ ‫علَ ْي ِه ال ُّ‬‫َو َال يَ ْج ِري َ‬
‫ُث فِي ِه َما ُه َو أَ ْحدَثَهُ ِإذا ً‬ ‫أَ ْج َراهُ َويَعُودُ فِي ِه َما ُه َو أ َ ْبدَاهُ َويَ ْحد ُ‬
‫ت ذَاتُهُ َولَتَ َج هزأ َ ُك ْن ُههُ َو َال ْمتَنَ َع ِمنَ ْاْلَزَ ِل َم ْعنَاهُ َولَ َكانَ لَهُ‬ ‫لَتَفَ َاوت َ ْ‬
‫ان َو ِإذا ً‬ ‫ص ُ‬ ‫ام ِإ ْذ لَ ِز َمهُ النُّ ْق َ‬ ‫س الت ه َم َ‬ ‫َو َرا ٌء ِإ ْذ ُو ِجدَ لَهُ أ َ َما ٌم َو َال ْلت َ َم َ‬
‫وال َعلَ ْي ِه‬ ‫يال بَ ْعدَ أَ ْن َكانَ َم ْدلُ ً‬ ‫صنُوعِ ِفي ِه َولَتَ َح هو َل دَ ِل ً‬ ‫ت آيَةُ ْال َم ْ‬ ‫لَقَا َم ْ‬
‫غي ِْر ِه‬ ‫ان ِاال ْمتِنَاعِ ِم ْن أ َ ْن يُ َؤ ِث ّ َر فِي ِه َما يُ َؤ ِث ّ ُر فِي َ‬ ‫ط ِ‬ ‫س ْل َ‬
‫َوخ ََر َج ِب ُ‬
‫علَ ْي ِه ْاْلُفُو ُل لَ ْم يَ ِل ْد فَيَ ُكونَ‬ ‫وز َ‬ ‫الهذِي َال يَ ُحو ُل َو َال يَ ُزو ُل َو َال يَ ُج ُ‬
‫ط ُه َر‬ ‫َاء َو َ‬ ‫ع ِن ا ِت ّخَا ِذ ْاْل َ ْبن ِ‬ ‫ير َم ْحدُودا ً َج هل َ‬ ‫ص َ‬ ‫َم ْولُودا ً َولَ ْم يُولَ ْد فَيَ ِ‬
‫ط ُن‬ ‫اء َال تَنَالُهُ ْاْل َ ْو َها ُم فَتُقَدّ َِرهُ َو َال تَت َ َو هه ُمهُ ْال ِف َ‬ ‫س ِ‬ ‫س ِة ال ِنّ َ‬ ‫ع ْن ُم َال َم َ‬ ‫َ‬
‫سه ُ‬ ‫سهُ ْاْل َ ْيدِي فَتَ َم ه‬ ‫سهُ َو َال ت َ ْل ِم ُ‬ ‫اس فَت ُ ِح ه‬ ‫ص ّ ِو َرهُ َو َال ت ُ ْد ِر ُكهُ ْال َح َو ُّ‬ ‫فَت ُ َ‬
‫َو َال يَتَغَي ُهر ِب َحا ٍل َو َال يَتَبَده ُل ِفي ْاْل َ ْح َوا ِل َو َال ت ُ ْب ِلي ِه اللهيَا ِلي َو ْاْلَيها ُم‬
‫اء َو َال‬ ‫ش ْيءٍ ِمنَ ْاْل َ ْجزَ ِ‬ ‫ف ِب َ‬ ‫ص ُ‬ ‫الظ َال ُم َو َال يُو َ‬ ‫ضيَا ُء َو ه‬ ‫َو َال يُغَ ِيّ ُرهُ ال ِ ّ‬
‫اض َو َال ِب ْالغَي ِْريه ِة‬ ‫ض ِمنَ ْاْلَع َْر ِ‬ ‫اء َو َال ِبعَ َر ٍ‬ ‫ض ِ‬ ‫ح َو ْاْل َ ْع َ‬ ‫ِب ْال َج َو ِار ِ‬
‫ع َو َال غَايَةٌ َو َال‬ ‫طا ٌ‬ ‫اض َو َال يُقَا ُل لَهُ َحدٌّ َو َال نِ َهايَةٌ َو َال ا ْن ِق َ‬ ‫َو ْاْل َ ْبعَ ِ‬
‫ش ْيئا ً يَ ْح ِملُهُ فَيُ ِميلَهُ أ َ ْو‬ ‫أ َ هن ْاْل َ ْشيَا َء ت َ ْح ِوي ِه فَت ُ ِقلههُ أ َ ْو ت ُ ْه ِويَهُ أَ ْو أ َ هن َ‬
‫ان‬
‫س ٍ‬ ‫ج يُ ْخ ِب ُر َال ِب ِل َ‬ ‫َار ٍ‬ ‫ع ْن َها ِبخ ِ‬ ‫ج َو َال َ‬ ‫اء ِب َوا ِل ٍ‬ ‫ْس فِي ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫يُعَ ِدّلَهُ لَي َ‬
‫ظ َو َال‬ ‫ظ َويَ ْحفَ ُ‬ ‫ت يَقُو ُل َو َال يَ ْل ِف ُ‬ ‫ق َوأَدَ َوا ٍ‬ ‫ت َويَ ْس َم ُع َال ِب ُخ ُرو ٍ‬ ‫َولَ َه َوا ٍ‬
‫ض‬ ‫غي ِْر ِرقه ٍة َويُ ْب ِغ ُ‬ ‫ضى ِم ْن َ‬ ‫ب َويَ ْر َ‬ ‫ظ َويُ ِريدُ َو َال يُض ِْم ُر يُ ِح ُّ‬ ‫يَت َ َحفه ُ‬
‫ون َال‬ ‫شقه ٍة يَقُو ُل ِل َم ْن أَ َرادَ َك ْونَهُ ُك ْن فَيَ ُك ُ‬ ‫غي ِْر َم َ‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫ض ُ‬ ‫َويَ ْغ َ‬
‫س ْب َحانَهُ ِف ْع ٌل ِم ْنهُ‬ ‫ع َو َال ِب ِندَاءٍ يُ ْس َم ُع َو ِإنه َما َك َال ُمهُ ُ‬ ‫ت يَ ْق َر ُ‬ ‫ص ْو ٍ‬ ‫ِب َ‬
‫شأَهُ َو َمثهلَهُ لَ ْم يَ ُك ْن ِم ْن قَ ْب ِل ذَ ِل َك َكائِنا ً َولَ ْو َكانَ قَدِيما ً لَ َكانَ ِإلَها ً‬ ‫أَ ْن َ‬
‫صفَاتُ‬ ‫علَ ْي ِه ال ِ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ثَا ِنيا ً َال يُقَا ُل َكانَ بَ ْعدَ أ َ ْن لَ ْم يَ ُك ْن فَت َ ْج ِر َ‬
‫ض ٌل‬ ‫ص ٌل َو َال لَهُ َعلَ ْي َها فَ ْ‬ ‫ون بَ ْينَ َها َوبَ ْينَهُ فَ ْ‬ ‫ْال ُم ْحدَثَاتُ َو َال يَ ُك ُ‬
‫ع َو ْال َبدِي ُع َخلَقَ‬ ‫ع َويَتَ َكافَأ َ ْال ُم ْبتَدَ ُ‬ ‫صنُو ُ‬ ‫صانِ ُع َو ْال َم ْ‬ ‫ي ال ه‬ ‫فَيَ ْست َ ِو َ‬
‫علَى خ َْل ِق َها‬ ‫غي ِْر ِه َولَ ْم يَ ْست َ ِع ْن َ‬ ‫غي ِْر ِمثَا ٍل خ ََال ِم ْن َ‬ ‫ْالخ ََالئِقَ َعلَى َ‬
‫غي ِْر ا ْشتِغَا ٍل‬ ‫س َك َها ِم ْن َ‬ ‫ض فَأ َ ْم َ‬ ‫شأ َ ْاْل َ ْر َ‬ ‫ِبأ َ َح ٍد ِم ْن خ َْل ِق ِه َوأَ ْن َ‬
‫علَى َغي ِْر قَ َر ٍار َوأَقَا َم َها بِغَي ِْر قَ َوائِ َم َو َرفَعَ َها بِغَي ِْر‬ ‫سا َها َ‬ ‫َوأ َ ْر َ‬
‫اج َو َمنَعَ َها ِمنَ الت ه َهافُ ِ‬
‫ت‬ ‫صنَ َها ِمنَ ْاْل َ َو ِد َو ِاال ْع ِو َج ِ‬ ‫عائِ َم َو َح ه‬ ‫دَ َ‬
‫عيُونَ َها‬ ‫اض ُ‬ ‫ب أَ ْسدَادَ َها َوا ْستَفَ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫سى أ َ ْوتَادَ َها َو َ‬ ‫اج أ َ ْر َ‬‫َو ِاال ْن ِف َر ِ‬
‫الظا ِه ُر‬ ‫ف َما قَ هواهُ ُه َو ه‬ ‫ضع ُ َ‬ ‫َو َخده أَ ْو ِديَت َ َها فَلَ ْم يَ ِه ْن َما بَنَاهُ َو َال َ‬
‫اط ُن لَ َها ِب ِع ْل ِم ِه َو َم ْع ِرفَتِ ِه‬ ‫ظ َمتِ ِه َو ُه َو ْالبَ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫طانِ ِه َو َ‬ ‫س ْل َ‬‫علَ ْي َها ِب ُ‬ ‫َ‬
‫ش ْي ٌء‬ ‫ش ْيءٍ ِم ْن َها ِب َج َال ِل ِه َو ِع هز ِت ِه َال يُ ْع ِج ُزهُ َ‬ ‫َو ْالعَا ِلي َعلَى ُك ِّل َ‬
‫س ِري ُع ِم ْن َها فَيَ ْسبِقَهُ‬ ‫علَ ْي ِه فَيَ ْغ ِلبَهُ َو َال يَفُوتُهُ ال ه‬ ‫طلَبَهُ َو َال يَ ْمتَنِ ُع َ‬ ‫ِم ْن َها َ‬
‫ت‬ ‫ت ْاْل َ ْشيَا ُء لَهُ َوذَله ْ‬ ‫ضع َ ِ‬ ‫َو َال يَ ْحتَا ُج ِإلَى ذِي َما ٍل فَيَ ْر ُزقَهُ َخ َ‬
‫غي ِْر ِه‬ ‫طانِ ِه ِإلَى َ‬ ‫س ْل َ‬‫ب ِم ْن ُ‬ ‫ظ َمتِ ِه َال ت َ ْست َ ِطي ُع ْال َه َر َ‬ ‫ُم ْست َ ِكينَةً ِلعَ َ‬
‫ير لَهُ‬ ‫ف َء لَهُ فَيُ َكافِئَهُ َو َال ن َِظ َ‬ ‫ض ِ ّر ِه َو َال ُك ْ‬ ‫فَت َ ْمت َ ِن َع ِم ْن نَ ْف ِع ِه َو َ‬
‫ير َم ْو ُجودُ َها‬ ‫ص َ‬ ‫سا ِويَهُ ُه َو ْال ُم ْفنِي لَ َها بَ ْعدَ ُو ُجو ِد َها َحتهى يَ ِ‬ ‫فَيُ َ‬
‫ب ِم ْن ِإ ْنشَائِ َها‬ ‫ْس فَنَا ُء الدُّ ْنيَا بَ ْعدَ ا ْبتِدَا ِع َها ِبأ َ ْع َج َ‬ ‫َك َم ْفقُو ِد َها َولَي َ‬
‫طي ِْر َها‬ ‫اجت َ َم َع َج ِمي ُع َحيَ َوانِ َها ِم ْن َ‬ ‫ْف َولَ ِو ْ‬ ‫اختِ َرا ِع َها َو َكي َ‬ ‫َو ْ‬
‫َاخ َها‬ ‫َاف أ َ ْسن ِ‬
‫صن ِ‬ ‫سائِ ِم َها َوأَ ْ‬ ‫اح َها َو َ‬ ‫َوبَ َهائِ ِم َها َو َما َكانَ ِم ْن ُم َر ِ‬
‫ض ٍة َما‬ ‫ث بَعُو َ‬ ‫علَى ِإ ْحدَا ِ‬ ‫َوأ َ ْجنَا ِس َها َو ُمتَبَ ِلّدَةِ أ ُ َم ِم َها َوأ َ ْكيَا ِس َها َ‬
‫س ِبي ُل ِإلَى ِإي َجا ِد َها‬ ‫ْف ال ه‬ ‫ت َكي َ‬ ‫ع َرفَ ْ‬ ‫علَى ِإ ْحدَاثِ َها َو َال َ‬ ‫ت َ‬ ‫قَدَ َر ْ‬
‫ت‬ ‫ت قُ َوا َها َوتَنَا َه ْ‬ ‫ع َجزَ ْ‬ ‫ت َو َ‬ ‫عقُولُ َها ِفي ِع ْل ِم ذَ ِل َك َوتَا َه ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫َولَت َ َحي َهر ْ‬
‫ع ْن‬ ‫ورة ٌ ُم ِق هرة ً ِب ْالعَ ْج ِز َ‬ ‫ارفَةً ِبأَنه َها َم ْق ُه َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِيرة ً َ‬‫ت خَا ِسئَةً َحس َ‬ ‫َو َر َجعَ ْ‬
‫س ْب َحانَهُ يَعُودُ بَ ْعدَ‬ ‫َّللاَ ُ‬ ‫ع ْن ِإ ْفنَا ِئ َها َو ِإ هن ه‬ ‫ف َ‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ِإ ْنشَا ِئ َها ُم ْذ ِعنَةً ِبال ه‬
‫ش ْي َء َمعَهُ َك َما َكانَ قَ ْب َل ا ْبتِدَائِ َها َكذَ ِل َك يَ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫َاء الدُّ ْنيَا َو ْحدَهُ َال َ‬ ‫فَن ِ‬
‫ت ِع ْندَ‬ ‫ع ِد َم ْ‬ ‫ان ُ‬ ‫ين َو َال زَ َم ٍ‬ ‫ان َو َال ِح ٍ‬ ‫ت َو َال َم َك ٍ‬ ‫بَ ْعدَ فَنَائِ َها ِب َال َو ْق ٍ‬
‫ش ْي َء ِإ هال‬ ‫عاتُ فَ َال َ‬ ‫سا َ‬ ‫سنُونَ َوال ه‬ ‫ت ال ِ ّ‬ ‫ذَ ِل َك ْاآل َجا ُل َو ْاْل َ ْوقَاتُ َوزَ الَ ِ‬
‫ور ِب َال قُ ْد َرةٍ ِم ْن َها‬ ‫يع ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ير َج ِم ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ار الهذِي ِإلَ ْي ِه َم ِ‬ ‫واحدُ ْالقَ هه ُ‬ ‫َّللاُ ْال ِ‬‫ه‬
‫َكانَ ا ْبتِدَا ُء خ َْل ِق َها َوبِغَي ِْر ْامتِنَاعٍ ِم ْن َها َكانَ فَنَا ُؤ َها َولَ ْو قَدَ َر ْ‬
‫ت‬
‫صنَعَهُ‬ ‫ش ْيءٍ ِم ْن َها ِإ ْذ َ‬ ‫ص ْن ُع َ‬‫ام بَقَا ُؤ َها لَ ْم يَت َ َكا َء ْدهُ ُ‬ ‫علَى ِاال ْمتِنَاعِ لَدَ َ‬ ‫َ‬
‫ان‬
‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َولَ ْم يَ ُؤ ْدهُ ِم ْن َها خ َْل ُق َما َخلَقَهُ َوبَ َرأَهُ َولَ ْم يُ َك ّ ِو ْن َها ِلتَ ْشدِي ِد ُ‬
‫علَى نِ ٍّد‬ ‫ان َو َال ِل ِال ْستِعَانَ ِة ِب َها َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫َو َال ِلخ َْوفٍ ِم ْن زَ َوا ٍل َونُ ْق َ‬
‫ض ٍّد ُمثَا ِو ٍر َو َال ِل ِال ْز ِديَا ِد ِب َها فِي‬ ‫ُم َكاثِ ٍر َو َال ِل ِال ْحتِ َر ِاز ِب َها ِم ْن ِ‬
‫َت ِم ْنهُ فَأ َ َرادَ‬ ‫ش ٍة َكان ْ‬ ‫ُم ْل ِك ِه َو َال ِل ُم َكاث َ َر ِة ش َِريكٍ ِفي ِش ْر ِك ِه َو َال ِل َو ْح َ‬
‫علَ ْي ِه‬‫سأ َ ٍم دَ َخ َل َ‬ ‫س ِإلَ ْي َها ث ُ هم ُه َو يُ ْفنِي َها بَ ْعدَ تَ ْك ِوينِ َها َال ِل َ‬ ‫أ َ ْن يَ ْستَأْنِ َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫اصلَ ٍة ِإلَ ْي ِه َو َال ِل ِثقَ ِل َ‬
‫ير َها َو َال ِل َرا َح ٍة َو ِ‬ ‫ص ِري ِف َها َوت َ ْد ِب ِ‬‫ِفي ت َ ْ‬
‫ع ِة ِإ ْفنَائِ َها َولَ ِكنههُ‬ ‫س ْر َ‬ ‫ع َوهُ ِإلَى ُ‬ ‫طو ُل بَقَائِ َها فَيَ ْد ُ‬ ‫علَ ْي ِه َال يُ ِملُّهُ ُ‬ ‫ِم ْن َها َ‬
‫س َك َها ِبأ َ ْم ِر ِه َوأَتْقَنَ َها ِبقُ ْد َر ِت ِه ث ُ هم يُ ِعيدُ َها‬ ‫س ْب َحانَهُ دَب َهر َها ِبلُ ْ‬
‫ط ِف ِه َوأ َ ْم َ‬ ‫ُ‬
‫ش ْيءٍ ِم ْن َها‬ ‫غي ِْر َحا َج ٍة ِم ْنهُ ِإلَ ْي َها َو َال ا ْستِعَانَ ٍة ِب َ‬ ‫َاء ِم ْن َ‬ ‫بَ ْعدَ ْالفَن ِ‬
‫َاس َو َال‬ ‫ش ٍة ِإلَى َحا ِل ا ْستِئْن ٍ‬ ‫ص َرافٍ ِم ْن َحا ِل َو ْح َ‬ ‫علَ ْي َها َو َال ِال ْن ِ‬ ‫َ‬
‫اس َو َال ِم ْن فَ ْق ٍر‬ ‫ع ًمى ِإلَى َحا ِل ِع ْل ٍم َو ْالتِ َم ٍ‬ ‫ِم ْن َحا ِل َج ْه ٍل َو َ‬
‫ضعَ ٍة ِإلَى ِع ٍ ّز َوقُ ْد َرةٍ ‪.‬‬ ‫َو َحا َج ٍة ِإلَى ِغنًى َو َكثْ َرةٍ َو َال ِم ْن ذُ ٍّل َو َ‬
‫]‪[187‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُوهيُفيُذكرُالمَلحم‬

‫اء َم ْع ُروفَةٌ َوفِي‬ ‫س َم ِ‬ ‫أ َ َال ِبأ َ ِبي َوأ ُ ِ ّمي ُه ْم ِم ْن ِعدهةٍ أَ ْس َماؤُ ُه ْم فِي ال ه‬
‫ور ُك ْم‬ ‫ار أ ُ ُم ِ‬
‫ون ِم ْن ِإ ْدبَ ِ‬ ‫ض َم ْج ُهولَةٌ أَ َال فَت َ َوقهعُوا َما يَ ُك ُ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫ض ْربَةُ‬ ‫ون َ‬ ‫ْث تَ ُك ُ‬ ‫اك َحي ُ‬ ‫َار ُك ْم ذَ َ‬
‫صغ ِ‬ ‫ص ِل ُك ْم َوا ْستِ ْع َما ِل ِ‬ ‫طاعِ ُو َ‬ ‫َوا ْن ِق َ‬
‫ْث يَ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫اك َحي ُ‬ ‫علَى ْال ُمؤْ ِم ِن أ َ ْه َونَ ِمنَ الدّ ِْر َه ِم ِم ْن ِح ِلّ ِه ذَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫س ْي ِ‬ ‫ال ه‬
‫غي ِْر‬ ‫ْث تَ ْس َك ُرونَ ِم ْن َ‬ ‫اك َحي ُ‬ ‫ظ َم أَ ْجرا ً ِمنَ ْال ُم ْع ِطي ذَ َ‬ ‫طى أ َ ْع َ‬ ‫ْال ُم ْع َ‬
‫ْط َر ٍار‬ ‫غي ِْر اض ِ‬ ‫ب بَ ْل ِمنَ ال ِنّ ْع َم ِة َوالنه ِع ِيم َوتَ ْح ِلفُونَ ِم ْن َ‬ ‫ش ََرا ٍ‬
‫ض‬‫ض ُك ُم ْالبَ َال ُء َك َما يَعَ ُّ‬ ‫ع ه‬ ‫اك ِإذَا َ‬‫اج ذَ َ‬ ‫غي ِْر ِإ ْح َر ٍ‬ ‫َوت َ ْك ِذبُونَ ِم ْن َ‬
‫الر َجا َء أَيُّ َها‬ ‫ط َو َل َهذَا ْالعَنَا َء َوأ َ ْبعَدَ َهذَا ه‬ ‫ير َما أ َ ْ‬ ‫ب ْالبَ ِع ِ‬ ‫َار َ‬
‫بغ ِ‬ ‫ْالقَت َ ُ‬
‫ور َها ْاْلَثْقَا َل ِم ْن أ َ ْي ِدي ُك ْم‬ ‫اس أَ ْلقُوا َه ِذ ِه ْاْل َ ِز همةَ اله ِتي تَ ْح ِم ُل ُ‬
‫ظ ُه ُ‬ ‫النه ُ‬
‫ب فِعَا ِل ُك ْم َو َال تَ ْقتَ ِح ُموا َما‬ ‫طانِ ُك ْم فَتَذُ ُّموا ِغ ه‬ ‫س ْل َ‬
‫علَى ُ‬ ‫عوا َ‬ ‫صده ُ‬ ‫َو َال ت َ َ‬
‫صدَ‬ ‫سنَنِ َها َوخَلُّوا قَ ْ‬ ‫ع ْن َ‬‫طوا َ‬ ‫َار ْال ِفتْنَ ِة َوأَ ِمي ُ‬
‫ا ْست َ ْقبَ ْلت ُ ْم ِم ْن فَ ْو ِر ن ِ‬
‫غي ُْر‬ ‫سبِي ِل لَ َها فَقَ ْد لَ َع ْم ِري يَ ْه ِل ُك فِي لَ َهبِ َها ْال ُمؤْ ِم ُن َويَ ْسلَ ُم فِي َها َ‬ ‫ال ه‬
‫ضي ُء ِب ِه‬ ‫الظ ْل َم ِة يَ ْستَ ِ‬
‫اج فِي ُّ‬ ‫س َِر ِ‬‫ْال ُم ْس ِل ِم ِإنه َما َمث َ ِلي بَ ْينَ ُك ْم َك َمثَ ِل ال ّ‬
‫ض ُروا آذَانَ قُلُو ِب ُك ْم‬ ‫عوا َوأَ ْح ِ‬ ‫اس َو ُ‬ ‫َم ْن َولَ َج َها فَا ْس َمعُوا أَيُّ َها النه ُ‬
‫ت َ ْف َه ُموا ‪.‬‬
‫]‪[188‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالوصيةُبأمور‬

‫التقوى‬

‫علَى َآالئِ ِه ِإلَ ْي ُك ْم‬ ‫َّللاِ َو َكثْ َرةِ َح ْم ِد ِه َ‬


‫اس ِبت َ ْق َوى ه‬ ‫وصي ُك ْم أَيُّ َها النه ُ‬ ‫أُ ِ‬
‫ار َك ُك ْم‬
‫ص ُك ْم ِبنِ ْع َم ٍة َوتَدَ َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َوبَ َالئِ ِه لَدَ ْي ُك ْم فَ َك ْم َخ ه‬
‫َونَ ْع َمائِ ِه َ‬
‫ضت ُ ْم ِْل َ ْخ ِذ ِه فَأ َ ْم َهلَ ُك ْم‪.‬‬
‫ستَ َر ُك ْم َوتَعَ هر ْ‬ ‫بِ َر ْح َم ٍة أَع َْو ْرت ُ ْم لَهُ فَ َ‬

‫الموت‬

‫ع هما‬ ‫غ ْفلَت ُ ُك ْم َ‬
‫ْف َ‬ ‫ت َو ِإ ْق َال ِل ْالغَ ْفلَ ِة َ‬
‫ع ْنهُ َو َكي َ‬ ‫وصي ُك ْم ِب ِذ ْك ِر ْال َم ْو ِ‬ ‫َوأ ُ ِ‬
‫ْس يُ ْم ِهلُ ُك ْم فَ َكفَى َوا ِعظا ً ِب َم ْوتَى‬ ‫ط َمعُ ُك ْم فِي َم ْن لَي َ‬‫ْس يُ ْغ ِفلُ ُك ْم َو َ‬‫لَي َ‬
‫غي َْر‬ ‫غي َْر َرا ِكبينَ َوأ ُ ْن ِزلُوا فِي َها َ‬ ‫ور ِه ْم َ‬ ‫عايَ ْنت ُ ُمو ُه ْم ُح ِملُوا ِإلَى قُبُ ِ‬ ‫َ‬
‫ع همارا ً َو َكأ َ هن ْاآل ِخ َرةَ لَ ْم تَزَ ْل لَ ُه ْم‬ ‫َاز ِلينَ فَ َكأَنه ُه ْم لَ ْم يَ ُكونُوا ِللدُّ ْنيَا ُ‬
‫ن ِ‬
‫شونَ‬‫وح ُ‬ ‫طنُوا َما َكانُوا يُ ِ‬ ‫وطنُونَ َوأَ ْو َ‬ ‫شوا َما َكانُوا يُ ِ‬ ‫دَارا ً أَ ْو َح ُ‬
‫عوا َما ِإلَ ْي ِه ا ْنتَقَلُوا َال َع ْن قَ ِب ٍ‬
‫يح‬ ‫ضا ُ‬ ‫ارقُوا َوأ َ َ‬ ‫َوا ْشتَغَلُوا ِب َما فَ َ‬
‫سوا‬ ‫از ِديَادا ً أَ ِن ُ‬
‫س ٍن يَ ْستَ ِطيعُونَ ْ‬ ‫يَ ْستَ ِطيعُونَ ا ْن ِتقَ ًاال َو َال ِفي َح َ‬
‫عتْ ُه ْم ‪.‬‬
‫ص َر َ‬ ‫ِبالدُّ ْنيَا فَغ هَرتْ ُه ْم َو َو ِثقُوا ِب َها فَ َ‬

‫سرعةُالنفاد‬

‫َاز ِل ُك ُم الهتِي أ ُ ِم ْرت ُ ْم أَ ْن تَ ْع ُم ُرو َها َوالهتِي‬


‫َّللاُ ِإلَى َمن ِ‬
‫سا ِبقُوا َر ِح َم ُك ُم ه‬ ‫فَ َ‬
‫علَى‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم بِال ه‬ ‫َر ِغ ْبت ُ ْم فِي َها َودُ ِعيت ُ ْم ِإلَ ْي َها َوا ْستَتِ ُّموا نِعَ َم ه‬
‫َّللاِ َ‬
‫ع‬ ‫صيَ ِت ِه فَإِ هن غَدا ً ِمنَ ْاليَ ْو ِم قَ ِر ٌ‬
‫يب َما أ َ ْس َر َ‬ ‫ع ِت ِه َو ْال ُم َجانَبَ ِة ِل َم ْع ِ‬
‫طا َ‬ ‫َ‬
‫ور‬
‫ش ُه َ‬ ‫ش ْه ِر َوأ َ ْس َر َ‬
‫ع ال ُّ‬ ‫هام فِي ال ه‬ ‫ت فِي ْاليَ ْو ِم َوأ َ ْس َر َ‬
‫ع ْاْلَي َ‬ ‫عا ِ‬ ‫سا َ‬
‫ال ه‬
‫سنِينَ فِي ْالعُ ُم ِر ‪.‬‬ ‫سنَ ِة َوأ َ ْس َر َ‬
‫ع ال ِ ّ‬ ‫فِي ال ه‬
‫]‪[189‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُاإليمانُوُوجوبُالهجرةُوصعوبةُاإليمانُوعلمُ‬
‫الوصي‬

‫أقسامُاإليمان‬

‫ب َو ِم ْنهُ َما يَ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫ون ثَا ِبتا ً ُم ْست َ ِق ّرا ً ِفي ْالقُلُو ِ‬
‫ان َما يَ ُك ُ‬ ‫فَ ِمنَ ْ ِ‬
‫اْلي َم ِ‬
‫َت لَ ُك ْم‬‫وم فَإِذَا َكان ْ‬ ‫ُور ِإلَى أَ َج ٍل َم ْعلُ ٍ‬ ‫صد ِ‬ ‫ب َوال ُّ‬ ‫ي بَيْنَ ْالقُلُو ِ‬
‫ع َو ِار ه‬ ‫َ‬
‫ض َرهُ ْال َم ْوتُ فَ ِع ْندَ ذَ ِل َك يَقَ ُع َحدُّ‬
‫بَ َرا َءة ٌ ِم ْن أَ َح ٍد فَ ِقفُوهُ َحتهى يَ ْح ُ‬
‫ْالبَ َرا َءةِ ‪.‬‬

‫وجوبُالهجرة‬

‫َو ْال ِه ْج َرة ُ قَا ِئ َمةٌ َعلَى َح ِدّ َها ْاْل َ هو ِل َما َكانَ ِ هّلِلِ ِفي أَ ْه ِل‬
‫اْل هم ِة َو ُم ْع ِل ِن َها َال يَقَ ُع ا ْس ُم ْال ِه ْج َر ِة‬
‫ض َحا َجةٌ ِم ْن ُم ْستَس ِ ِّر ْ ِ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫ع َرفَ َها َوأَقَ هر ِب َها‬ ‫ض فَ َم ْن َ‬ ‫علَى أ َ َح ٍد ِإ هال ِب َم ْع ِرفَ ِة ْال ُح هج ِة ِفي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫َ‬
‫علَى َم ْن بَلَغَتْهُ ْال ُح هجةُ‬ ‫اف َ‬ ‫ضع َ ِ‬ ‫اج ٌر َو َال يَقَ ُع ا ْس ُم ِاال ْستِ ْ‬ ‫فَ ُه َو ُم َه ِ‬
‫س ِمعَتْ َها أُذُنُهُ َو َو َ‬
‫عا َها قَ ْلبُهُ ‪.‬‬ ‫فَ َ‬

‫صعوبةُاإليمان‬

‫ع ْبدٌ ُمؤْ ِم ٌن ا ْمتَ َحنَ ه‬


‫َّللاُ‬ ‫ب َال يَ ْح ِملُهُ ِإ هال َ‬
‫صع َ ٌ‬‫ب ُم ْستَ ْ‬ ‫ِإ هن أَ ْم َرنَا َ‬
‫ص ْع ٌ‬
‫ُور أ َ ِمينَةٌ َوأَ ْح َال ٌم َر ِزينَةٌ ‪.‬‬
‫صد ٌ‬ ‫ان َو َال يَ ِعي َحدِيثَنَا ِإ هال ُ‬ ‫قَ ْلبَهُ ِل ْ ِ‬
‫ْلي َم ِ‬

‫علمُالوصي‬
‫اء أ َ ْعلَ ُم‬
‫س َم ِ‬
‫ق ال ه‬ ‫ط ُر ِ‬ ‫سلُو ِني قَ ْب َل أ َ ْن ت َ ْف ِقدُونِي فَ ََلَنَا ِب ُ‬ ‫اس َ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫طأ ُ فِي‬
‫ض قَ ْب َل أ َ ْن تَ ْشغ ََر ِب ِر ْج ِل َها فِتْنَةٌ ت َ َ‬ ‫ق ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ط ُر ِ‬‫ِم ِنّي ِب ُ‬
‫ب ِبأ َ ْح َال ِم قَ ْو ِم َها ‪.‬‬
‫ام َها َوت َ ْذ َه ُ‬ ‫ِخ َ‬
‫ط ِ‬
‫]‪[190‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيحمدُّللاُويثنيُعلىُنبيهُويعظُبالتقوى‬

‫حمدُّللاُ‬

‫ف ُحقُوقِ ِه َ‬
‫ع ِزيزَ‬ ‫ام ِه َوأَ ْستَ ِعينُهُ َ‬
‫علَى َو َ‬
‫ظائِ ِ‬ ‫ش ْكرا ً ِ ِْل ْن َع ِ‬‫أ َ ْح َمدُهُ ُ‬
‫يم ْال َم ْجدِ‪.‬‬ ‫ْال ُج ْن ِد َع ِظ َ‬

‫الثناءُعلىُالنبي‬

‫عتِ ِه َوقَا َه َر أَ ْعدَا َءهُ‬ ‫عا ِإلَى َ‬


‫طا َ‬ ‫سولُهُ دَ َ‬ ‫َوأ َ ْش َهدُ أَ هن ُم َح همداً َ‬
‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬
‫علَى تَ ْكذِي ِب ِه َو ْالتِ َم ٌ‬
‫اس‬ ‫ع َ‬ ‫ع ْن دِينِ ِه َال يَثْنِي ِه َ‬
‫ع ْن ذَ ِل َك ْ‬
‫اجتِ َما ٌ‬ ‫ِج َهادا ً َ‬
‫اء نُ ِ‬
‫ور ِه‪.‬‬ ‫طف َ ِ‬ ‫ِ ِْل ْ‬

‫العظةُبالتقوى‬

‫ع ْر َوتُهُ َو َم ْع ِق ًال َم ِنيعا ً‬ ‫َّللاِ فَإِ هن لَ َها َحب ًْال َو ِثيقا ً ُ‬ ‫ص ُموا ِبتَ ْق َوى ه‬ ‫فَا ْعتَ ِ‬
‫غ َم َراتِ ِه َو ْام َهدُوا لَهُ قَ ْب َل ُحلُو ِل ِه َوأَ ِعدُّوا‬ ‫ت َو َ‬ ‫ذ ِْر َوتُهُ َوبَاد ُِروا ْال َم ْو َ‬
‫عقَ َل‬ ‫لَهُ قَ ْب َل نُ ُزو ِل ِه فَإِ هن ْالغَايَةَ ْال ِقيَا َمةُ َو َكفَى ِبذَ ِل َك َوا ِعظا ً ِل َم ْن َ‬
‫ق‬‫ضي ِ‬ ‫َو ُم ْعتَبَرا ً ِل َم ْن َج ِه َل َوقَ ْب َل بُلُوغِ ْالغَايَ ِة َما تَ ْعلَ ُمونَ ِم ْن ِ‬
‫عا ِ ْ‬ ‫طلَ ِع َو َر ْو َ‬ ‫اْلب َْال ِس َو َه ْو ِل ْال ُم ه‬ ‫اس َو ِشدهةِ ْ ِ‬ ‫ْاْل َ ْر َم ِ‬
‫ت الفَزَ عِ‬
‫ظ ْل َم ِة الله ْح ِد َو ِخيفَ ِة‬‫اك ْاْل َ ْس َماع َو ُ‬
‫ِ‬ ‫ف ْاْلَض َْالعِ َوا ْستِ َك ِ‬ ‫اختِ َال ِ‬‫َو ْ‬
‫َّللاِ فَإِ هن الدُّ ْنيَا‬ ‫َّللاَ ِعبَادَ ه‬ ‫يح فَ ه‬
‫اّلِلَ ه‬ ‫ص ِف ِ‬ ‫يح َو َر ْد ِم ال ه‬ ‫ض ِر ِ‬ ‫غ ِ ّم ال ه‬ ‫ْال َو ْع ِد َو َ‬
‫ت‬‫عةُ فِي قَ َر ٍن َو َكأَنه َها قَ ْد َجا َء ْ‬ ‫سا َ‬ ‫سن ٍَن َوأَ ْنت ُ ْم َوال ه‬ ‫علَى َ‬ ‫اضيَةٌ ِب ُك ْم َ‬ ‫َم ِ‬
‫اط َها َو َكأَنه َها‬ ‫ص َر ِ‬‫علَى ِ‬ ‫ت ِب ُك ْم َ‬ ‫اط َها َو َوقَفَ ْ‬ ‫ت ِبأ َ ْف َر ِ‬ ‫اط َها َوأَ ِزفَ ْ‬‫ِبأ َ ْش َر ِ‬
‫ت الدُّ ْنيَا ِبأ َ ْه ِل َها‬‫ص َر َم ِ‬‫َت ِب َك َال ِك ِل َها َوا ْن َ‬ ‫ت ِبزَ َال ِز ِل َها َوأَنَاخ ْ‬ ‫قَ ْد أ َ ْش َرفَ ْ‬
‫ضى‬ ‫ش ْه ٍر ا ْنقَ َ‬ ‫ضى أَ ْو َ‬ ‫َت َكيَ ْو ٍم َم َ‬ ‫ضنِ َها فَ َكان ْ‬ ‫َوأ َ ْخ َر َجتْ ُه ْم ِم ْن ِح ْ‬
‫ض ْن ِك ْال َمقَ ِام‬ ‫س ِمينُ َها غَثّا ً فِي َم ْوقِفٍ َ‬ ‫ار َجدِيدُ َها َرثّا ً َو َ‬ ‫ص َ‬ ‫َو َ‬
‫اط ٍع لَ َهبُ َها‬ ‫س ِ‬ ‫عا ٍل لَ َجبُ َها َ‬ ‫شدِي ٍد َكلَبُ َها َ‬ ‫َار َ‬ ‫ظ ٍام َون ٍ‬ ‫ور ُم ْشت َ ِب َه ٍة ِع َ‬ ‫َوأ ُ ُم ٍ‬
‫ير َها بَ ِعي ٍد ُخ ُمودُ َها ذَاكٍ ُوقُودُ َها‬ ‫س ِع ُ‬‫ج َ‬ ‫ير َها ُمتَأ َ ِ ّج ٍ‬ ‫ُمتَغَ ِيّظٍ زَ فِ ُ‬
‫ُور َها‬ ‫اميَ ٍة قُد ُ‬ ‫ار َها َح ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫ظ ِل َم ٍة أ َ ْق َ‬‫ار َها ُم ْ‬ ‫ع ٍم قَ َر ُ‬ ‫َم ُخوفٍ َو ِعيدُ َها َ‬
‫ور َها َو ِسيقَ الهذِينَ اتهقَ ْوا َربه ُه ْم ِإلَى ْال َجنه ِة ُز َمرا ً قَ ْد أ ُ ِمنَ‬ ‫فَ ِظيعَ ٍة أ ُ ُم ُ‬
‫ت ِب ِه ُم‬ ‫اط َمأَنه ْ‬‫ار َو ْ‬ ‫ع ِن النه ِ‬ ‫اب َو ُز ْح ِز ُحوا َ‬ ‫ط َع ْال ِعت َ ُ‬ ‫اب َوا ْنقَ َ‬ ‫ْالعَذَ ُ‬
‫َت أَ ْع َمالُ ُه ْم ِفي الدُّ ْنيَا‬ ‫ار الهذِينَ َكان ْ‬ ‫ضوا ْال َمثْ َوى َو ْالقَ َر َ‬ ‫ار َو َر ُ‬ ‫الده ُ‬
‫شعا ً‬ ‫زَ ا ِكيَةً َوأ َ ْعيُنُ ُه ْم بَا ِكيَةً َو َكانَ لَ ْيلُ ُه ْم ِفي دُ ْنيَا ُه ْم نَ َهارا ً ت َ َخ ُّ‬
‫َّللاُ لَ ُه ُم‬ ‫طاعا ً فَ َجعَ َل ه‬ ‫ار ُه ْم لَي ًْال ت َ َو ُّحشا ً َوا ْن ِق َ‬ ‫ارا َو َكانَ نَ َه ُ‬ ‫َوا ْستِ ْغفَ ً‬
‫ْال َجنهةَ َمآبا ً َو ْال َجزَ ا َء ث َ َوابا ً َوكانُوا أَ َح هق ِبها َوأَ ْهلَها فِي ُم ْلكٍ دَائِ ٍم‬
‫عتِ ِه‬ ‫ضا َ‬ ‫وز فَائِ ُز ُك ْم َو ِبإِ َ‬ ‫عايَتِ ِه يَفُ ُ‬ ‫َّللاِ َما ِب ِر َ‬ ‫ع ْوا ِعبَادَ ه‬ ‫َونَ ِع ٍيم قَائِ ٍم فَ ْ‬
‫ار َ‬
‫س ُر ُمب ِْطلُ ُك ْم َوبَاد ُِروا آ َجالَ ُك ْم ِبأ َ ْع َما ِل ُك ْم فَإِنه ُك ْم ُم ْرتَ َهنُونَ ِب َما‬ ‫يَ ْخ َ‬
‫وف فَ َال‬ ‫أ َ ْسلَ ْفت ُ ْم َو َمدِينُونَ ِب َما قَده ْمت ُ ْم َو َكأ َ ْن قَ ْد نَزَ َل ِب ُك ُم ْال َم ُخ ُ‬
‫عتِ ِه‬ ‫طا َ‬ ‫َّللاُ َو ِإيها ُك ْم ِب َ‬‫عثْ َرة ً تُقَالُونَ ا ْستَ ْع َملَنَا ه‬ ‫َر ْجعَةً تَنَالُونَ َو َال َ‬
‫ض‬ ‫ض ِل َر ْح َمتِ ِه ْالزَ ُموا ْاْل َ ْر َ‬ ‫ع ْن ُك ْم بِفَ ْ‬ ‫عنها َو َ‬‫عفَا َ‬ ‫سو ِل ِه َو َ‬ ‫ع ِة َر ُ‬ ‫طا َ‬ ‫َو َ‬
‫سيُو ِف ُك ْم ِفي َه َوى‬ ‫علَى ْالبَ َال ِء َو َال ت ُ َح ِ ّر ُكوا ِبأ َ ْيدِي ُك ْم َو ُ‬ ‫ص ِب ُروا َ‬ ‫َوا ْ‬
‫ات ِم ْن ُك ْم‬ ‫َّللاُ لَ ُك ْم فَإِنههُ َم ْن َم َ‬ ‫أ َ ْل ِسنَ ِت ُك ْم َو َال ت َ ْست َ ْع ِجلُوا ِب َما لَ ْم يُعَ ِ ّج ْلهُ ه‬
‫سو ِل ِه َوأَ ْه ِل بَ ْي ِت ِه‬ ‫ق َر ُ‬ ‫ق َر ِبّ ِه َو َح ّ ِ‬ ‫علَى َم ْع ِرفَ ِة َح ّ ِ‬ ‫علَى ِف َرا ِش ِه َو ُه َو َ‬ ‫َ‬
‫اب َما ن ََوى ِم ْن‬ ‫ب ثَ َو َ‬ ‫َّللاِ َوا ْست َ ْو َج َ‬ ‫علَى ه‬ ‫ش ِهيدا ً َو َوقَ َع أ َ ْج ُرهُ َ‬ ‫ات َ‬ ‫َم َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫س ْي ِف ِه فَإِ هن ِل ُك ِّل َ‬ ‫ص َالتِ ِه ِل َ‬ ‫ام إِ ْ‬ ‫ت ال ِنّيهةُ َمقَ َ‬ ‫ع َم ِل ِه َوقَا َم ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِل ِ‬ ‫َ‬
‫ُمدهة ً َوأ َ َج ًال ‪.‬‬
‫]‪[191‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيحمدُّللاُويثنيُعلىُنبيهُويوصيُبالزهدُوالتقوى‬

‫ب ُج ْندُهُ َو ْال ُمتَعَا ِلي َجدُّهُ‬ ‫ق َح ْمدُهُ َو ْالغَا ِل ِ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْالفَا ِشي فِي ْالخ َْل ِ‬
‫ظ َم ِح ْل ُمهُ فَعَفَا‬ ‫ع ُ‬‫ظ ِام الهذِي َ‬ ‫أ َ ْح َمدُهُ َعلَى نِعَ ِم ِه الت ُّ َؤ ِام َو َآالئِ ِه ْال ِع َ‬
‫ضى ُم ْبتَدِعِ‬ ‫ضي َو َما َم َ‬ ‫ع ِل َم َما يَ ْم ِ‬‫ضى َو َ‬ ‫عدَ َل ِفي ُك ِّل َما قَ َ‬ ‫َو َ‬
‫ق ِب ِع ْل ِم ِه َو ُم ْن ِشئِ ِه ْم ِب ُح ْك ِم ِه بِ َال ا ْقتِدَاءٍ َو َال تَ ْع ِل ٍيم َو َال ْ‬
‫احتِذَاءٍ‬ ‫ْالخ ََالئِ ِ‬
‫طإٍ َو َال َحض َْر ِة َم َ ٍ‬
‫ْل ‪.‬‬ ‫صابَ ِة َخ َ‬ ‫صا ِن ٍع َح ِك ٍيم َو َال ِإ َ‬ ‫ِل ِمثَا ِل َ‬

‫الرسولُاألعظم‬

‫اس يَض ِْربُونَ ِفي‬ ‫سولُهُ ا ْبتَعَثَهُ َوالنه ُ‬ ‫َوأ َ ْش َهدُ أ َ هن ُم َح همدا ً َ‬
‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬
‫ت‬‫غ َْم َرةٍ َويَ ُمو ُجونَ فِي َحي َْرةٍ قَ ْد قَادَتْ ُه ْم أَ ِز همةُ ْال َحي ِْن َوا ْست َ ْغلَقَ ْ‬
‫علَى أ َ ْف ِئدَ ِت ِه ْم أَ ْقفَا ُل ه‬
‫الري ِْن ‪.‬‬ ‫َ‬

‫الوصيةُبالزهدُوُالتقوى‬
‫وجبَةُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو ْال ُم ِ‬ ‫َّللاِ فَإِنه َها َح ُّق ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫وصي ُك ْم ِبت َ ْق َوى ه‬‫َّللاِ أ ُ ِ‬
‫ِعبَادَ ه‬
‫علَى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫اّلِلِ َوت َ ْست َ ِعينُوا ِب َها َ‬‫علَ ْي َها ِب ه‬‫َّللاِ َحقه ُك ْم َوأَ ْن تَ ْستَ ِعينُوا َ‬‫علَى ه‬ ‫َ‬
‫يق ِإلَى ْال َجنه ِة‬ ‫الط ِر ُ‬ ‫غ ٍد ه‬ ‫فَإِ هن الت ه ْق َوى فِي ْاليَ ْو ِم ْال ِح ْر ُز َو ْال ُجنهةُ َوفِي َ‬
‫ظ لَ ْم تَب َْر ْح‬‫ع َها َحا ِف ٌ‬ ‫سا ِل ُك َها َرا ِب ٌح َو ُم ْست َ ْودَ ُ‬
‫اض ٌح َو َ‬ ‫َم ْسلَ ُك َها َو ِ‬
‫اضينَ ِم ْن ُك ْم َو ْالغَا ِب ِرينَ ِل َحا َجتِ ِه ْم‬ ‫علَى ْاْل ُ َم ِم ْال َم ِ‬‫س َها َ‬ ‫ضةً نَ ْف َ‬ ‫ار َ‬
‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫سأ َ َل َ‬
‫ع هما‬ ‫طى َو َ‬ ‫َّللاُ َما أ َ ْبدَى َوأَ َخذَ َما أَ ْع َ‬ ‫عادَ ه‬ ‫ِإلَ ْي َها غَدا ً ِإذَا أَ َ‬
‫عدَدا ً‬ ‫أ َ ْسدَى فَ َما أَقَ هل َم ْن قَ ِبلَ َها َو َح َملَ َها َح هق َح ْم ِل َها أُولَ ِئ َك ْاْلَقَلُّونَ َ‬
‫ور‬‫ش ُك ُ‬ ‫ِي ال ه‬ ‫س ْب َحانَهُ ِإ ْذ يَقُو ُل َوقَ ِلي ٌل ِم ْن ِعباد َ‬ ‫َّللاِ ُ‬‫صفَ ِة ه‬ ‫َو ُه ْم أ َ ْه ُل ِ‬
‫ضو َها ِم ْن‬ ‫علَ ْي َها َوا ْعتَا ُ‬ ‫ظوا ِب ِج ِدّ ُك ْم َ‬ ‫فَأ َ ْه ِطعُوا ِبأ َ ْس َما ِع ُك ْم ِإلَ ْي َها َوأ َ ِل ُّ‬
‫ظوا ِب َها ن َْو َم ُك ْم‬ ‫سلَفٍ َخلَفا ً َو ِم ْن ُك ِّل ُمخَا ِلفٍ ُم َوا ِفقا ً أَ ْي ِق ُ‬ ‫ُك ِّل َ‬
‫ضوا ِب َها ذُنُوبَ ُك ْم‬ ‫ار َح ُ‬ ‫طعُوا ِب َها يَ ْو َم ُك ْم َوأ َ ْش ِع ُرو َها قُلُوبَ ُك ْم َو ْ‬ ‫َوا ْق َ‬
‫ع َها‬ ‫ضا َ‬ ‫ام َوا ْعتَ ِب ُروا ِب َم ْن أَ َ‬ ‫ام َوبَاد ُِروا ِب َها ْال ِح َم َ‬ ‫َودَ ُاووا ِب َها ْاْل َ ْسقَ َ‬
‫ص هونُوا ِب َها‬ ‫صونُو َها َوتَ َ‬ ‫ع َها أ َ َال فَ ُ‬ ‫طا َ‬‫َو َال يَ ْعت َ ِب َر هن ِب ُك ْم َم ْن أ َ َ‬
‫ضعُوا َم ْن‬ ‫ع ِن الدُّ ْن َيا نُ هزاها ً َو ِإلَى ْاآل ِخ َر ِة ُو هالها ً َو َال تَ َ‬ ‫َو ُكونُوا َ‬
‫ارقَ َها‬ ‫َرفَعَتْهُ الت ه ْق َوى َو َال ت َ ْرفَعُوا َم ْن َرفَعَتْهُ الدُّ ْنيَا َو َال تَشِي ُموا بَ ِ‬
‫ضيئُوا ِبإِ ْش َراقِ َها‬ ‫َاطقَ َها َو َال ت ُ ِجيبُوا نَا ِعقَ َها َو َال تَ ْستَ ِ‬ ‫َو َال ت َ ْس َمعُوا ن ِ‬
‫ِب َوأَ ْم َوالَ َها‬ ‫طقَ َها َكاذ ٌ‬ ‫ب َونُ ْ‬ ‫َو َال ت ُ ْفتَنُوا بِأَع َْالقِ َها فَإِ هن بَ ْرقَ َها خَا ِل ٌ‬
‫ص ِدّيَةُ ْالعَنُ ُ‬
‫ون‬ ‫ي ْال ُمت َ َ‬ ‫َم ْح ُروبَةٌ َوأَع َْالقَ َها َم ْسلُوبَةٌ أ َ َال َو ِه َ‬
‫ون َو ْال َج ُحودُ ْال َكنُودُ َو ْالعَنُودُ‬ ‫ون َو ْال َما ِئنَةُ ْال َخئ ُ ُ‬ ‫ام َحةُ ْال َح ُر ُ‬ ‫َو ْال َج ِ‬
‫طأَت ُ َها ِز ْلزَ ا ٌل َو ِع ُّز َها‬ ‫صدُودُ َو ْال َحيُودُ ْال َميُودُ َحالُ َها ا ْنتِقَا ٌل َو َو ْ‬ ‫ال ه‬
‫ب‬
‫ط ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ب َونَ ْه ٍ‬ ‫سلَ ٍ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ار َح َر ٍ‬ ‫س ْف ٌل دَ ُ‬ ‫ع ْل ُو َها ُ‬ ‫ذُ ٌّل َو ِجدُّ َها َه ْز ٌل َو ُ‬
‫ت َمذَا ِهبُ َها‬ ‫ق قَ ْد تَ َحي َهر ْ‬ ‫ق َوفِ َرا ٍ‬ ‫ق َولَ َحا ٍ‬ ‫ق َو ِسيَا ٍ‬ ‫سا ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫أَ ْهلُ َها َ‬
‫ظتْ ُه ُم‬ ‫طا ِلبُ َها فَأ َ ْسلَ َمتْ ُه ُم ْال َمعَاقِ ُل َولَفَ َ‬ ‫ت َم َ‬ ‫اربُ َها َوخَابَ ْ‬ ‫ت َم َه ِ‬ ‫َوأ َ ْع َجزَ ْ‬
‫ور َولَ ْح ٍم َم ْج ُز ٍ‬
‫ور‬ ‫َاج َم ْعقُ ٍ‬ ‫َاز ُل َوأ َ ْعيَتْ ُه ُم ْال َم َحا ِو ُل فَ ِم ْن ن ٍ‬ ‫ْال َمن ِ‬
‫ق ِب َكفه ْي ِه‬ ‫صافِ ٍ‬ ‫علَى يَدَ ْي ِه َو َ‬ ‫اض َ‬ ‫ع ٍّ‬ ‫وح َو َ‬ ‫وح َودَ ٍم َم ْسفُ ٍ‬ ‫َو ِش ْل ٍو َم ْذبُ ٍ‬
‫ت‬‫ع ْز ِم ِه َوقَ ْد أَ ْدبَ َر ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫اج ٍع َ‬ ‫علَى َرأْيِ ِه َو َر ِ‬ ‫ق بِ َخده ْي ِه َوزَ ٍار َ‬ ‫َو ُم ْرت َ ِف ٍ‬
‫ات‬ ‫ات قَ ْد فَ َ‬ ‫ات َه ْي َه َ‬ ‫َاص َه ْي َه َ‬ ‫ت ِحينَ َمن ٍ‬ ‫ت ْال ِغيلَةُ َو َال َ‬ ‫ْال ِحيلَةُ َوأ َ ْقبَلَ ِ‬
‫ت‬ ‫ت الدُّ ْنيَا ِل َحا ِل بَا ِل َها فَما بَ َك ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب َو َم َ‬ ‫ب َما ذَ َه َ‬ ‫ات َوذَ َه َ‬ ‫َما فَ َ‬
‫ظ ِرينَ ‪.‬‬ ‫ض َوما كانُوا ُم ْن َ‬ ‫سما ُء َو ْاْل َ ْر ُ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ال ه‬ ‫َ‬
‫]‪[192‬‬
‫الخطبةُالقاصعة‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُتسمىُالقاصعة‬

‫اره َماُلنَ ْفسهُد َ‬


‫ونُ‬ ‫ُوا ْلك ْبريَا َء َ‬
‫ُو ْ‬
‫اخت َ َ‬ ‫سُا ْلع َّز َ‬ ‫ا ْل َح ْمد َّ‬
‫ُللُالَّذيُلَب َ‬
‫ص َ‬
‫طفَا ُه َما ِل َج َال ِل ِه ‪.‬‬ ‫خ َْل ِق ِه َو َجعَلَ ُه َما ِح ًمى َو َح َرما ً َ‬
‫علَى َ‬
‫غي ِْر ِه َوا ْ‬

‫رأسُالعصيان‬

‫اختَبَ َر ِبذَ ِل َك‬ ‫عهُ ِفي ِه َما ِم ْن ِعبَا ِد ِه ث ُ هم ْ‬ ‫علَى َم ْن نَازَ َ‬ ‫َو َجعَ َل الله ْعنَةَ َ‬
‫اض ِعينَ ِم ْن ُه ْم ِمنَ ْال ُم ْستَ ْك ِب ِرينَ‬ ‫َم َالئِ َكتَهُ ْال ُمقَ هر ِبينَ ِليَ ِميزَ ْال ُمتَ َو ِ‬
‫ت‬
‫ب َو َم ْح ُجوبَا ِ‬ ‫ت ْالقُلُو ِ‬ ‫ض َم َرا ِ‬‫س ْب َحانَهُ َو ُه َو ْالعَا ِل ُم ِب ُم ْ‬ ‫فَقَا َل ُ‬
‫س هو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ فِي ِه ِم ْن‬ ‫ين فَإِذا َ‬ ‫ب ِإ ِنّي خا ِل ٌق بَشَرا ً ِم ْن ِط ٍ‬ ‫ْالغُيُو ِ‬
‫س َجدَ ْال َمالئِ َكةُ ُكلُّ ُه ْم أَ ْج َمعُونَ ِإ هال‬ ‫ساجدِينَ فَ َ‬ ‫وحي فَقَعُوا لَهُ ِ‬ ‫ُر ِ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ب َ‬ ‫ص َ‬ ‫علَى آدَ َم ِبخ َْل ِق ِه َوتَعَ ه‬ ‫ضتْهُ ْال َح ِميهةُ فَا ْفتَخ ََر َ‬ ‫يس ا ْعت َ َر َ‬ ‫ِإ ْب ِل َ‬
‫ف ْال ُم ْستَ ْك ِب ِرينَ الهذِي‬ ‫سلَ ُ‬
‫ص ِبينَ َو َ‬ ‫َّللاِ ِإ َما ُم ْال ُمتَعَ ِ ّ‬ ‫ِْل َ ْ‬
‫ص ِل ِه فَعَد ُُّو ه‬
‫اس‬‫ع ِلبَ َ‬ ‫َّللاَ ِردَا َء ْال َجب ِْريه ِة َواده َر َ‬
‫ع ه‬ ‫صبِيه ِة َونَازَ َ‬ ‫اس ْالعَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ض َع أ َ َ‬ ‫َو َ‬
‫صغه َرهُ ه‬
‫َّللاُ ِبت َ َكب ُِّر ِه‬ ‫ْف َ‬ ‫ع التهذَلُّ ِل أَ َال ت َ َر ْونَ َكي َ‬ ‫التهعَ ُّز ِز َو َخلَ َع ِقنَا َ‬
‫عده لَهُ ِفي ْاآل ِخ َر ِة‬ ‫ضعَهُ ِبتَ َرفُّ ِع ِه فَ َجعَلَهُ ِفي الدُّ ْنيَا َم ْد ُحورا ً َوأ َ َ‬ ‫َو َو َ‬
‫س ِعيرا ً ‪.‬‬‫َ‬

‫ابتَلءُّللاُلخلقه‬
‫ضيَا ُؤهُ‬ ‫ار ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ف ْاْل َ ْب َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ور يَ ْخ َ‬‫َّللاُ أَ ْن يَ ْخلُقَ آدَ َم ِم ْن نُ ٍ‬ ‫َولَ ْو أ َ َرادَ ه‬
‫ع ْرفُهُ لَفَعَ َل َولَ ْو فَعَ َل‬ ‫اس َ‬ ‫ب يَأ ْ ُخذُ ْاْل َ ْنفَ َ‬
‫َويَ ْب َه ُر ْالعُقُو َل ُر َواؤُ هُ َو ِطي ٍ‬
‫علَى‬ ‫ت ْالبَ ْل َوى فِي ِه َ‬ ‫َاضعَةً َولَ َخفه ِ‬ ‫َاق خ ِ‬ ‫ت لَهُ ْاْل َ ْعن ُ‬ ‫ظله ْ‬‫لَ َ‬
‫ض َما يَ ْج َهلُونَ أ َ ْ‬
‫صلَهُ‬ ‫س ْب َحانَهُ يَ ْبت َ ِلي خ َْلقَهُ ِببَ ْع ِ‬ ‫َّللاَ ُ‬‫ْال َم َالئِ َك ِة َولَ ِك هن ه‬
‫ع ْن ُه ْم َو ِإ ْبعَادا ً ِل ْل ُخيَ َال ِء‬‫ار َ‬‫ار لَ ُه ْم َونَ ْفيا ً ِل ِال ْستِ ْكبَ ِ‬‫ت َ ْم ِييزا ً ِبا ِال ْختِبَ ِ‬
‫ِم ْن ُه ْم ‪.‬‬

‫طلبُالعبرة‬

‫الط ِوي َل‬ ‫ط َع َملَهُ ه‬ ‫يس ِإ ْذ أَ ْحبَ َ‬ ‫فَا ْعتَبِ ُروا بِ َما َكانَ ِم ْن فِ ْع ِل ه‬
‫َّللاِ بِإِ ْب ِل َ‬
‫سنَ ٍة َال يُ ْد َرى أَ ِم ْن‬ ‫ف َ‬ ‫َّللاَ ِستهةَ َآال ِ‬‫عبَدَ ه‬ ‫َو َج ْهدَهُ ْال َج ِهيدَ َو َكانَ قَ ْد َ‬
‫احدَ ٍة فَ َم ْن ذَا‬ ‫ع ٍة َو ِ‬ ‫سا َ‬‫ع ْن ِكب ِْر َ‬ ‫ِس ِني الدُّ ْنيَا أَ ْم ِم ْن ِس ِني ْاآل ِخ َر ِة َ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫صيَ ِت ِه َك هال َما َكانَ ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫َّللاِ ِب ِمثْ ِل َم ْع ِ‬
‫علَى ه‬ ‫يس يَ ْسلَ ُم َ‬ ‫بَ ْعدَ ِإ ْب ِل َ‬
‫ِليُ ْد ِخ َل ْال َجنهةَ بَشَرا ً ِبأ َ ْم ٍر أَ ْخ َر َج بِ ِه ِم ْن َها َملَكا ً ِإ هن ُح ْك َمهُ فِي أ َ ْه ِل‬
‫َّللاِ َوبَيْنَ أَ َح ٍد ِم ْن خ َْل ِق ِه‬
‫احدٌ َو َما بَيْنَ ه‬ ‫ض لَ َو ِ‬‫اء َوأَ ْه ِل ْاْل َ ْر ِ‬
‫س َم ِ‬ ‫ال ه‬
‫علَى ْالعَالَ ِمينَ ‪.‬‬ ‫َه َوادَة ٌ فِي ِإبَا َح ِة ِح ًمى َح هر َمهُ َ‬

‫التحذيرُمنُالشيطان‬

‫َّللاِ أ َ ْن يُ ْع ِديَ ُك ْم ِبدَائِ ِه َوأ َ ْن يَ ْستَ ِف هز ُك ْم ِبنِدَائِ ِه‬


‫عد هُو ه‬ ‫احذَ ُروا ِعبَادَ ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫فَ ْ‬
‫س ْه َم‬‫ب َعلَ ْي ُك ْم ِب َخ ْي ِل ِه َو َر ِج ِل ِه فَلَعَ ْم ِري لَقَ ْد فَ هوقَ لَ ُك ْم َ‬ ‫َوأ َ ْن يُ ْج ِل َ‬
‫ان قَ ِري ٍ‬
‫ب‬ ‫شدِي ِد َو َر َما ُك ْم ِم ْن َم َك ٍ‬ ‫ْال َو ِعي ِد َوأَ ْغ َرقَ ِإلَ ْي ُك ْم ِبالنه ْزعِ ال ه‬
‫ض َو َْل ُ ْغ ِويَنه ُه ْم‬‫ب بِما أ َ ْغ َو ْيتَنِي َْلُزَ ِيّن هَن لَ ُه ْم فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫فَقَا َل َر ّ ِ‬
‫صدهقَهُ ِب ِه‬ ‫ب َ‬ ‫صي ٍ‬ ‫غي ِْر ُم ِ‬ ‫ظ ٍّن َ‬ ‫ب بَ ِعي ٍد َو َر ْجما ً بِ َ‬ ‫أَ ْج َم ِعينَ قَ ْذفا ً ِبغَ ْي ٍ‬
‫ان ْال ِكب ِْر َو ْال َجا ِه ِليه ِة َحتهى‬ ‫س ُ‬‫ص ِبيه ِة َوفُ ْر َ‬ ‫ان ْالعَ َ‬‫أ َ ْبنَا ُء ْال َح ِميه ِة َو ِإ ْخ َو ُ‬
‫الط َما ِعيهةُ ِم ْنهُ فِي ُك ْم‬ ‫ت ه‬ ‫ام َحةُ ِم ْن ُك ْم َوا ْست َ ْح َك َم ِ‬ ‫ت لَهُ ْال َج ِ‬ ‫ِإذَا ا ْنقَادَ ْ‬
‫ي ِ ا ْست َ ْف َح َل‬ ‫ي ِ ِإلَى ْاْل َ ْم ِر ْال َج ِل ّ‬ ‫س ِ ِّر ْال َخ ِف ّ‬
‫ت ْال َحا ُل ِمنَ ال ّ‬ ‫فَنَ َج َم ِ‬
‫ت الذُّ ِّل‬ ‫ف ِب ُجنُو ِد ِه ن َْح َو ُك ْم فَأ َ ْق َح ُمو ُك ْم َولَ َجا ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َودَلَ َ‬‫طانُهُ َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ُ‬
‫ط ْعنا ً فِي‬ ‫طئُو ُك ْم ِإثْ َخانَ ْال ِج َرا َح ِة َ‬ ‫ت ْالقَتْ ِل َوأ َ ْو َ‬ ‫طا ِ‬ ‫َوأ َ َحلُّو ُك ْم َو َر َ‬
‫صدا ً ِل َمقَاتِ ِل ُك ْم‬ ‫َاخ ِر ُك ْم َوقَ ْ‬ ‫عيُونِ ُك ْم َو َح ّزا ً فِي ُحلُوقِ ُك ْم َودَقّا ً ِل َمن ِ‬ ‫ُ‬
‫ظ َم فِي‬ ‫صبَ َح أَ ْع َ‬ ‫ار ْال ُمعَدهةِ لَ ُك ْم فَأ َ ْ‬ ‫س ْوقا ً بِخَزَ ائِ ِم ْالقَ ْه ِر ِإلَى النه ِ‬ ‫َو َ‬
‫صبَ ْحت ُ ْم لَ ُه ْم‬ ‫دِي ِن ُك ْم َح ْرجا ً َوأ َ ْو َرى ِفي دُ ْنيَا ُك ْم قَ ْدحا ً ِمنَ الهذِينَ أَ ْ‬
‫علَ ْي ِه َحده ُك ْم َولَهُ ِجده ُك ْم فَلَعَ ْم ُر‬ ‫اجعَلُوا َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُمتَأ َ ِلّ ِبينَ فَ ْ‬‫َاص ِبينَ َو َ‬ ‫ُمن ِ‬
‫س ِب ُك ْم‬ ‫س ِب ُك ْم َودَفَ َع ِفي نَ َ‬ ‫ص ِل ُك ْم َو َوقَ َع ِفي َح َ‬ ‫علَى أ َ ْ‬ ‫َّللاِ لَقَ ْد فَخ ََر َ‬ ‫ه‬
‫صونَ ُك ْم ِب ُك ِّل‬ ‫س ِبيلَ ُك ْم يَ ْقتَنِ ُ‬ ‫صدَ ِب َر ِج ِل ِه َ‬ ‫ب ِب َخ ْي ِل ِه َعلَ ْي ُك ْم َوقَ َ‬ ‫َوأ َ ْجلَ َ‬
‫َان َال تَ ْمتَنِعُونَ ِب ِحيلَ ٍة َو َال تَ ْدفَعُونَ‬ ‫ان َويَض ِْربُونَ ِم ْن ُك ْم ُك هل بَن ٍ‬ ‫َم َك ٍ‬
‫ت َو َج ْولَ ِة بَ َالءٍ‬ ‫ص ِة َم ْو ٍ‬ ‫ع ْر َ‬ ‫ق َو َ‬ ‫ضي ٍ‬ ‫ِبعَ ِزي َم ٍة فِي َح ْو َم ِة ذُ ٍّل َو َح ْلقَ ِة ِ‬
‫ص ِبيه ِة َوأَ ْحقَا ِد ْال َجا ِه ِليه ِة‬ ‫ان ْالعَ َ‬ ‫ير ِ‬ ‫ط ِفئُوا َما َك َمنَ فِي قُلُو ِب ُك ْم ِم ْن نِ َ‬ ‫فَأ َ ْ‬
‫ان‬
‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ت ال ه‬ ‫ط َرا ِ‬ ‫ون فِي ْال ُم ْس ِل ِم ِم ْن َخ َ‬ ‫فَإِنه َما تِ ْل َك ْال َح ِميهةُ ت َ ُك ُ‬
‫علَى‬ ‫ض َع التهذَلُّ ِل َ‬ ‫َونَخ ََواتِ ِه َونَزَ غَا ِت ِه َونَفَثَاتِ ِه َوا ْعتَ ِمدُوا َو ْ‬
‫ت أَ ْقدَ ِام ُك ْم َوخ َْل َع الت ه َكب ُِّر ِم ْن أ َ ْعنَاقِ ُك ْم‬ ‫ُر ُءو ِس ُك ْم َو ِإ ْلقَا َء التهعَ ُّز ِز ت َ ْح َ‬
‫يس َو ُجنُو ِد ِه‬ ‫عد ّ ُِو ُك ْم ِإ ْب ِل َ‬‫ض َع َم ْسلَ َحةً بَ ْينَ ُك ْم َوبَيْنَ َ‬ ‫َوات ه ِخذُوا الت ه َوا ُ‬
‫سانا ً َو َال تَ ُكونُوا‬ ‫فَإِ هن لَهُ ِم ْن ُك ِّل أ ُ هم ٍة ُجنُودا ً َوأَع َْوانا ً َو َر ِج ًال َوفُ ْر َ‬
‫َّللاُ ِفي ِه ِس َوى َما‬ ‫ض ٍل َجعَلَهُ ه‬ ‫غي ِْر َما فَ ْ‬ ‫علَى اب ِْن أ ُ ِ ّم ِه ِم ْن َ‬ ‫َك ْال ُمت َ َك ِبّ ِر َ‬
‫ت ْال َح ِميهةُ فِي قَ ْل ِب ِه‬ ‫س ِد َوقَدَ َح ِ‬ ‫عدَ َاوةِ ْال َح َ‬ ‫ظ َمةُ ِبنَ ْف ِس ِه ِم ْن َ‬ ‫ت ْالعَ َ‬ ‫أَ ْل َحقَ ِ‬
‫يح ْال ِكب ِْر الهذِي‬ ‫ان ِفي أ َ ْن ِف ِه ِم ْن ِر ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫ب َونَفَ َخ ال ه‬ ‫ض ِ‬ ‫َار ْالغَ َ‬ ‫ِم ْن ن ِ‬
‫ام ْالقَاتِ ِلينَ ِإلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة ‪.‬‬ ‫َّللاُ ِب ِه النهدَا َمةَ َوأ َ ْلزَ َمهُ آث َ َ‬ ‫أ َ ْعقَبَهُ ه‬

‫التحذيرُمنُالكبر‬
‫ار َحةً ِ هّلِلِ‬ ‫ص َ‬ ‫ض ُم َ‬ ‫س ْدت ُ ْم فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫أَ َال َوقَ ْد أ َ ْمعَ ْنت ُ ْم فِي ْالبَ ْغي ِ َوأ َ ْف َ‬
‫اّلِلَ ه‬
‫َّللاَ فِي ِكب ِْر‬ ‫اربَ ِة فَ ه‬ ‫ارزَ ة ً ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ِب ْال ُم َح َ‬‫صبَ ِة َو ُمبَ َ‬ ‫ِب ْال ُمنَا َ‬
‫طا ِن‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ان َو َمنَافِ ُخ ال ه‬ ‫شنَئَ ِ‬ ‫ْال َح ِميه ِة َوفَ ْخ ِر ْال َجا ِه ِليه ِة فَإِنههُ َم َالقِ ُح ال ه‬
‫اضيَةَ َو ْالقُ ُرونَ ْالخَا ِليَةَ َحتهى أَ ْعنَقُوا فِي‬ ‫ع ِب َها ْاْل ُ َم َم ْال َم ِ‬‫الهتِي َخدَ َ‬
‫سلُسا ً فِي قِيَا ِد ِه‬ ‫ع ْن ِسيَاقِ ِه ُ‬ ‫ض َاللَتِ ِه ذُلُ ًال َ‬ ‫َحنَاد ِِس َج َهالَتِ ِه َو َم َها ِوي َ‬
‫علَ ْي ِه َو ِكبْرا ً‬
‫ون َ‬ ‫ت ْالقُ ُر ُ‬ ‫وب فِي ِه َوتَتَابَعَ ِ‬ ‫ت ْالقُلُ ُ‬ ‫أ َ ْمرا ً تَشَابَ َه ِ‬
‫ُور ِب ِه ‪.‬‬‫صد ُ‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫ضايَقَ ِ‬ ‫تَ َ‬

‫التحذيرُمنُطاعةُالكبراء‬

‫سادَا ِت ُك ْم َو ُكبَ َرا ِئ ُك ْم الهذِينَ ت َ َكب ُهروا‬ ‫ع ِة َ‬ ‫طا َ‬ ‫أ َ َال فَ ْال َحذَ َر ْال َحذَ َر ِم ْن َ‬
‫س ِب ِه ْم َوأ َ ْلقَ ُوا ْال َه ِجينَةَ َعلَى‬ ‫س ِب ِه ْم َوتَ َرفهعُوا فَ ْوقَ نَ َ‬ ‫ع ْن َح َ‬ ‫َ‬
‫ضا ِئ ِه َو ُمغَالَبَةً‬ ‫صنَ َع ِب ِه ْم ُم َكابَ َرة ً ِلقَ َ‬ ‫علَى َما َ‬ ‫َر ِبّ ِه ْم َو َجا َحدُوا ه‬
‫َّللاَ َ‬
‫ان ْال ِفتْنَ ِة‬ ‫عائِ ُم أ َ ْر َك ِ‬ ‫اس ْالعَ َ‬
‫ص ِبيه ِة َودَ َ‬ ‫س ِ‬‫ِآل َالئِ ِه فَإِنه ُه ْم قَ َوا ِعدُ أ َ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫َّللاَ َو َال تَ ُكونُوا ِل ِنعَ ِم ِه َ‬ ‫اء ْال َجا ِه ِليه ِة فَاتهقُوا ه‬ ‫وف ا ْعتِزَ ِ‬ ‫سي ُ ُ‬ ‫َو ُ‬
‫سادا ً َو َال ت ُ ِطيعُوا ْاْل َ ْد ِعيَا َء الهذِينَ‬ ‫ض ِل ِه ِع ْندَ ُك ْم ُح ه‬ ‫ضدَادا ً َو َال ِلفَ ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫ض ُه ْم َوأَ ْدخ َْلت ُ ْم فِي‬ ‫ص هحتِ ُك ْم َم َر َ‬ ‫طت ُ ْم ِب ِ‬ ‫ص ْف ِو ُك ْم َكدَ َر ُه ْم َو َخلَ ْ‬ ‫ش َِر ْبت ُ ْم ِب َ‬
‫ق ات ه َخذَ ُه ْم‬ ‫س ْالعُقُو ِ‬ ‫ق َوأَ ْح َال ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫اس ْالفُ ُ‬‫س ُ‬ ‫اطلَ ُه ْم َو ُه ْم أ َ َ‬
‫َح ِقّ ُك ْم بَ ِ‬
‫اج َمةً‬ ‫اس َوت َ َر ِ‬ ‫صو ُل َعلَى النه ِ‬ ‫ض َال ٍل َو ُج ْندا ً ِب ِه ْم يَ ُ‬ ‫طايَا َ‬ ‫يس َم َ‬ ‫ِإ ْب ِل ُ‬
‫عيُونِ ُك ْم َونَ ْفثا ً‬ ‫وال فِي ُ‬ ‫علَى أ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم ا ْستِ َراقا ً ِلعُقُو ِل ُك ْم َودُ ُخ ً‬ ‫يَ ْن ِط ُق َ‬
‫ئ قَدَ ِم ِه َو َمأ ْ َخذَ يَ ِد ِه ‪.‬‬ ‫ِفي أ َ ْس َما ِع ُك ْم فَ َجعَلَ ُك ْم َم ْر َمى نَ ْب ِل ِه َو َم ْو ِط َ‬

‫العبرةُبالماضين‬
‫اب ْاْل ُ َم َم ْال ُم ْست َ ْك ِب ِرينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ِم ْن بَأ ْ ِس ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ص َ‬ ‫فَا ْعت َ ِب ُروا ِب َما أ َ َ‬
‫ظوا ِب َمثَا ِوي ُخدُو ِد ِه ْم‬ ‫ص ْو َالتِ ِه َو َوقَائِ ِع ِه َو َمث ُ َالتِ ِه َوات ه ِع ُ‬ ‫َو َ‬
‫ح ْال ِكب ِْر َك َما‬ ‫ارعِ ُجنُو ِب ِه ْم َوا ْست َ ِعيذُوا ِب ه ِ‬
‫اّلِل ِم ْن لَ َواقِ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫َو َم َ‬
‫َّللاُ فِي ْال ِكب ِْر ِْل َ َح ٍد‬ ‫ص ه‬ ‫ق الده ْه ِر فَلَ ْو َر هخ َ‬ ‫ط َو ِار ِ‬ ‫ت َ ْست َ ِعيذُونَهُ ِم ْن َ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫ص ِة أَ ْن ِبيَائِ ِه َوأ َ ْو ِليَائِ ِه َولَ ِكنههُ ُ‬‫ص فِي ِه ِلخَا ه‬ ‫ِم ْن ِعبَا ِد ِه لَ َر هخ َ‬
‫ض‬ ‫صقُوا بِ ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ض َع فَأ َ ْل َ‬‫ي لَ ُه ُم الته َوا ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َك هرهَ ِإلَ ْي ِه ُم الت ه َكابُ َر َو َر ِ‬
‫ضوا أَ ْج ِن َحتَ ُه ْم‬ ‫ب ُو ُجو َه ُه ْم َو َخفَ ُ‬ ‫عفه ُروا ِفي الت ُّ َرا ِ‬ ‫ُخدُودَ ُه ْم َو َ‬
‫ص ِة‬ ‫َّللاُ ِب ْال َم ْخ َم َ‬ ‫اختَبَ َر ُه ُم ه‬ ‫ضعَ ِفينَ قَ ِد ْ‬ ‫ِل ْل ُمؤْ ِم ِنينَ َو َكانُوا قَ ْوما ً ُم ْست َ ْ‬
‫ار ِه فَ َال‬ ‫ض ُه ْم ِب ْال َم َك ِ‬ ‫ف َو َم َخ َ‬ ‫َوا ْبت َ َال ُه ْم ِب ْال َم ْج َهدَ ِة َو ْامت َ َحنَ ُه ْم ِب ْال َمخَا ِو ِ‬
‫ط ِب ْال َما ِل َو ْال َولَ ِد َج ْه ًال ِب َم َواقِ ِع ْال ِفتْنَ ِة‬ ‫س ْخ َ‬ ‫ضى َوال ُّ‬ ‫الر َ‬ ‫ت َ ْعت َ ِب ُروا ِ ّ‬
‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى‬ ‫ض ِع ْال ِغنَى َو ِاال ْقتِدَ ِار فَقَ ْد قَا َل ُ‬ ‫ار فِي َم ْو ِ‬ ‫َو ِاال ْختِبَ ِ‬
‫ع لَ ُه ْم فِي‬‫سار ُ‬ ‫سبُونَ أَنهما نُ ِمدُّ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ما ٍل َوبَنِينَ نُ ِ‬ ‫أَ يَ ْح َ‬
‫س ْب َحانَهُ يَ ْختَ ِب ُر ِعبَادَهُ‬ ‫َّللاَ ُ‬ ‫ت بَ ْل ال يَ ْشعُ ُرونَ فَإِ هن ه‬ ‫ْال َخيْرا ِ‬
‫ضعَ ِفينَ فِي أ َ ْعيُنِ ِه ْم ‪.‬‬ ‫ْال ُم ْست َ ْك ِب ِرينَ فِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم ِبأ َ ْو ِليَائِ ِه ْال ُم ْست َ ْ‬

‫تواضعُاألنبياء‬

‫ون عليه‬ ‫ار ُ‬‫سى ب ُْن ِع ْم َرانَ َو َمعَهُ أ َ ُخوهُ َه ُ‬ ‫َولَقَ ْد دَ َخ َل ُمو َ‬
‫وف َو ِبأ َ ْيدِي ِه َما‬
‫ص ِ‬ ‫ع ال ُّ‬ ‫ع ْونَ َو َعلَ ْي ِه َما َمدَ ِار ُ‬ ‫علَى فِ ْر َ‬ ‫السالم َ‬
‫ام ِع ِ ّز ِه فَقَا َل أَ َال‬ ‫طا لَهُ ِإ ْن أ َ ْسلَ َم بَقَا َء ُم ْل ِك ِه َودَ َو َ‬ ‫ي فَش ََر َ‬ ‫ص ُّ‬ ‫ْال ِع ِ‬
‫ام ْال ِع ِ ّز َوبَقَا َء ْال ُم ْل ِك َو ُه َما‬ ‫ان ِلي دَ َو َ‬ ‫ط ِ‬ ‫تَ ْع َجبُونَ ِم ْن َهذَي ِْن يَ ْش ِر َ‬
‫ُ‬
‫سا ِو َرة ٌ ِم ْن‬ ‫علَ ْي ِه َما أَ َ‬‫ي َ‬ ‫ِب َما تَ َر ْونَ ِم ْن َحا ِل ْالفَ ْق ِر َوالذُّ ِّل فَ َه هال أ ْل ِق َ‬
‫وف َولُ ْب ِس ِه َولَ ْو‬ ‫ص ِ‬ ‫اح ِتقَارا ً ِلل ُّ‬ ‫ب َو َج ْم ِع ِه َو ْ‬ ‫ظاما ً ِللذه َه ِ‬ ‫ب ِإ ْع َ‬‫ذَ َه ٍ‬
‫ْث بَعَث َ ُه ْم أَ ْن يَ ْفتَ َح لَ ُه ْم ُكنُوزَ ال ِذّ ْهبَ ِ‬
‫ان‬ ‫س ْب َحانَهُ ِْل َ ْن ِبيَائِ ِه َحي ُ‬
‫َّللاُ ُ‬‫أ َ َرادَ ه‬
‫ور‬
‫طي ُ َ‬ ‫ش َر َمعَ ُه ْم ُ‬ ‫َان َوأَ ْن يَ ْح ُ‬ ‫س ْال ِجن ِ‬ ‫َار َ‬ ‫ان َو َمغ ِ‬ ‫َو َمعَادِنَ ْال ِع ْقيَ ِ‬
‫ط َل‬ ‫ط ْالبَ َال ُء َوبَ َ‬ ‫سق َ َ‬‫ضينَ لَفَعَ َل َولَ ْو فَعَ َل لَ َ‬ ‫وش ْاْل َ َر ِ‬ ‫اء َو ُو ُح َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ال ه‬
‫ور ْال ُم ْبتَلَيْنَ‬ ‫ب ِل ْلقَا ِب ِلينَ أ ُ ُج ُ‬ ‫ت ْاْل َ ْنبَا ُء َولَ َما َو َج َ‬ ‫ض َم َحله ِ‬ ‫ْال َجزَ ا ُء َوا ْ‬
‫ت ْاْل َ ْس َما ُء‬ ‫اب ْال ُم ْح ِسنِينَ َو َال لَ ِز َم ِ‬ ‫َو َال ا ْست َ َح هق ْال ُمؤْ ِمنُونَ ث َ َو َ‬
‫عزَ ائِ ِم ِه ْم‬ ‫سلَهُ أُو ِلي قُ هوةٍ فِي َ‬ ‫س ْب َحانَهُ َجعَ َل ُر ُ‬ ‫َّللاَ ُ‬‫َمعَانِيَ َها َولَ ِك هن ه‬
‫ع ٍة ت َ ْم ََل ُ ْالقُلُ َ‬
‫وب‬ ‫ضعَفَةً فِي َما ت َ َرى ْاْل َ ْعيُ ُن ِم ْن َح َاالتِ ِه ْم َم َع قَنَا َ‬ ‫َو َ‬
‫ع أَذًى َولَ ْو‬ ‫ار َو ْاْل َ ْس َما َ‬ ‫ص َ‬ ‫ص ٍة ت َ ْم ََل ُ ْاْل َ ْب َ‬
‫صا َ‬ ‫َو ْالعُيُونَ ِغنًى َو َخ َ‬
‫ضا ُم َو ُم ْلكٍ ت ُ َمدُّ ن َْح َوهُ‬ ‫ت ْاْل َ ْن ِبيَا ُء أ َ ْه َل قُ هو ٍة َال ت ُ َرا ُم َو ِع هز ٍة َال ت ُ َ‬ ‫َكانَ ِ‬
‫علَى‬ ‫الر َحا ِل لَ َكانَ ذَ ِل َك أَ ْه َونَ َ‬ ‫عقَدُ ِ ّ‬ ‫شدُّ ِإلَ ْي ِه ُ‬‫الر َجا ِل َوت ُ َ‬ ‫َاق ِ ّ‬‫أ َ ْعن ُ‬
‫ع ْن َر ْهبَ ٍة‬ ‫ار َو َآل َمنُوا َ‬ ‫ار َوأ َ ْبعَدَ لَ ُه ْم ِفي ِاال ْس ِت ْكبَ ِ‬ ‫ق ِفي ِاال ْع ِتبَ ِ‬ ‫ْالخ َْل ِ‬
‫ت ال ِنّيهاتُ ُم ْشت َ َر َكةً‬ ‫قَا ِه َرةٍ لَ ُه ْم أ َ ْو َر ْغبَ ٍة َمائِلَ ٍة ِب ِه ْم فَ َكانَ ِ‬
‫س ْب َحانَهُ أ َ َرادَ أَ ْن يَ ُكونَ ِاال ِت ّبَا ُ‬
‫ع‬ ‫َّللاَ ُ‬‫س َمةً َولَ ِك هن ه‬ ‫سنَاتُ ُم ْقت َ َ‬ ‫َو ْال َح َ‬
‫ع ِل َو ْج ِه ِه َو ِاال ْس ِت َكانَةُ ِْل َ ْم ِر ِه‬ ‫شو ُ‬ ‫ِيق ِب ُكت ُ ِب ِه َو ْال ُخ ُ‬ ‫صد ُ‬ ‫س ِل ِه َوالت ه ْ‬‫ِل ُر ُ‬
‫غي ِْر َها‬ ‫شوبُ َها ِم ْن َ‬ ‫صةً َال ت َ ُ‬ ‫عتِ ِه أ ُ ُمورا ً لَهُ خَا ه‬ ‫طا َ‬ ‫َو ِاال ْستِ ْس َال ُم ِل َ‬
‫ت ْال َمثُوبَةُ‬ ‫ظ َم َكانَ ِ‬ ‫ار أ َ ْع َ‬ ‫ت ْالبَ ْل َوى َو ِاال ْختِبَ ُ‬ ‫شَائِبَةٌ َو ُكله َما َكانَ ِ‬
‫َو ْال َجزَ ا ُء أ َ ْجزَ َل ‪.‬‬

‫الكعبةُالمقدسة‬

‫اختَبَ َر ْاْل َ هو ِلينَ ِم ْن لَد ُْن آدَ َم صلوات‬ ‫س ْب َحانَهُ ْ‬ ‫أ َ َال تَ َر ْونَ أ َ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫ض ُّر َو َال ت َ ْنفَ ُع‬ ‫ار َال ت َ ُ‬ ‫هللا عليه ِإلَى ْاآل ِخ ِرينَ ِم ْن َهذَا ْالعَالَ ِم بِأ َ ْح َج ٍ‬
‫اس‬ ‫ام الهذِي َجعَلَهُ ِللنه ِ‬ ‫ْص ُر َو َال ت َ ْس َم ُع فَ َجعَلَ َها بَ ْيتَهُ ْال َح َر َ‬ ‫َو َال تُب ِ‬
‫ق الدُّ ْنيَا‬ ‫ض َح َجرا ً َوأَقَ ِّل نَتَا ِئ ِ‬ ‫ع ِر ِبقَاعِ ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ضعَهُ ِبأ َ ْو َ‬‫ِقيَاما ً ث ُ هم َو َ‬
‫طرا ً بَيْنَ ِجبَا ٍل َخ ِشنَ ٍة َو ِر َما ٍل‬ ‫ون ْاْل َ ْو ِديَ ِة قُ ْ‬‫ط ِ‬ ‫ق بُ ُ‬ ‫َمدَرا ً َوأَ ْ‬
‫ضي َ ِ‬
‫ف َو َال َحافِ ٌر‬ ‫ون َو ِشلَ ٍة َوقُ ًرى ُم ْنقَ ِطعَ ٍة َال يَ ْز ُكو ِب َها ُخ ٌّ‬ ‫عي ُ ٍ‬‫دَ ِمث َ ٍة َو ُ‬
‫ف ث ُ هم أ َ َم َر آدَ َم عليه السالم َو َولَدَهُ أَ ْن يَثْنُوا أَ ْع َ‬
‫طافَ ُه ْم‬ ‫َو َال ِظ ْل ٌ‬
‫ار ِه ْم َوغَايَةً ِل ُم ْلقَى ِر َحا ِل ِه ْم ت َ ْه ِوي‬ ‫ار َمثَابَةً ِل ُم ْنت َ َج ِع أ َ ْسفَ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن َْح َوهُ فَ َ‬
‫ع ِميقَ ٍة‬ ‫اج َ‬ ‫س ِحيقَ ٍة َو َم َها ِوي فِ َج ٍ‬ ‫ار َ‬ ‫ار ْاْل َ ْفئِدَةِ ِم ْن َمفَا ِو ِز قِفَ ٍ‬ ‫ِإلَ ْي ِه ثِ َم ُ‬
‫ار ُم ْنقَ ِطعَ ٍة َحتهى يَ ُه ُّزوا َمنَا ِكبَ ُه ْم ذُلُ ًال يُ َه ِلّلُونَ ِ هّلِلِ‬ ‫َو َجزَ ائِ ِر ِب َح ٍ‬
‫س َرا ِبي َل‬ ‫غبْرا ً لَهُ قَ ْد نَبَذُوا ال ه‬ ‫ش ْعثا ً ُ‬ ‫علَى أ َ ْقدَ ِام ِه ْم ُ‬ ‫َح ْولَهُ َويَ ْر ُملُونَ َ‬
‫ور َم َحا ِسنَ خ َْل ِق ِه ُم ا ْبتِ َال ًء‬ ‫شع ُ ِ‬ ‫اء ال ُّ‬ ‫ور ِه ْم َوش هَو ُهوا ِبإِ ْعفَ ِ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫َو َرا َء ُ‬
‫اختِبَارا ً ُمبِينا ً َوت َ ْم ِحيصا ً بَ ِليغا ً َجعَلَهُ ه‬
‫َّللاُ‬ ‫شدِيدا ً َو ْ‬ ‫ع ِظيما ً َو ْامتِ َحانا ً َ‬ ‫َ‬
‫ض َع بَ ْيتَهُ‬ ‫س ْب َحانَهُ أَ ْن يَ َ‬ ‫صلَةً ِإلَى َجنه ِت ِه َولَ ْو أَ َرادَ ُ‬ ‫سبَبا ً ِل َر ْح َم ِت ِه َو ُو ْ‬ ‫َ‬
‫س ْه ٍل َوقَ َر ٍار َج هم‬ ‫ار َو َ‬ ‫ت َوأ َ ْن َه ٍ‬ ‫ام بَيْنَ َجنها ٍ‬ ‫ظ َ‬ ‫ام َو َمشَا ِع َرهُ ْال ِع َ‬ ‫ْال َح َر َ‬
‫ص َل ْالقُ َرى بَيْنَ بُ هرةٍ‬ ‫ف ْالبُنَى ُمت ه ِ‬ ‫ار ُم ْلت َ ه‬ ‫الث ّ َم ِ‬
‫ي ِ‬ ‫ار دَا ِن َ‬ ‫ْاْل َ ْش َج ِ‬
‫اص ُم ْغ ِدقَ ٍة‬ ‫ض ٍة َخض َْرا َء َوأَ ْريَافٍ ُم ْح ِدقَ ٍة َو ِع َر ٍ‬ ‫س ْم َرا َء َو َر ْو َ‬ ‫َ‬
‫اء‬ ‫صغُ َر قَ ْد ُر ْال َجزَ ِ‬ ‫ام َرةٍ لَ َكانَ قَ ْد َ‬ ‫ع ِ‬‫ق َ‬ ‫ط ُر ٍ‬ ‫َاض َرةٍ َو ُ‬ ‫اض ن ِ‬ ‫َو ِريَ ٍ‬
‫علَ ْي َها‬ ‫اس ْال َم ْح ُمو ُل َ‬ ‫س ُ‬ ‫اْل َ‬ ‫ف ْالبَ َال ِء َولَ ْو َكانَ ْ ِ‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫س ِ‬ ‫علَى َح َ‬ ‫َ‬
‫ع ِب َها بَيْنَ ُز ُم ُّردَةٍ َخض َْرا َء َويَاقُوتَ ٍة َح ْم َرا َء‬ ‫ار ْال َم ْرفُو ُ‬ ‫َو ْاْل َ ْح َج ُ‬
‫ُور‬
‫صد ِ‬ ‫ش ِّك فِي ال ُّ‬ ‫عةَ ال ه‬ ‫صا َر َ‬ ‫ف ذَ ِل َك ُم َ‬ ‫ضيَاءٍ لَ َخفه َ‬ ‫ور َو ِ‬ ‫َونُ ٍ‬
‫ب ِمنَ‬ ‫ب َولَنَفَى ُم ْعتَلَ َج ه‬
‫الر ْي ِ‬ ‫ع ِن ْالقُلُو ِ‬ ‫يس َ‬ ‫ض َع ُم َجا َهدَة َ ِإ ْب ِل َ‬ ‫َولَ َو َ‬
‫َ‬ ‫َّللاَ يَ ْختَبِ ُر ِعبَادَهُ بِأ َ ْن َواعِ ال ه‬ ‫اس َولَ ِك هن ه‬
‫شدَائِ ِد َويَتَعَبهدُ ُه ْم بِأ ْن َواعِ‬ ‫النه ِ‬
‫ار ِه ِإ ْخ َراجا ً ِللت ه َكب ُِّر ِم ْن قُلُو ِب ِه ْم‬ ‫ب ْال َم َك ِ‬ ‫ض ُرو ِ‬ ‫ْال َم َجا ِه ِد َويَ ْبت َ ِلي ِه ْم ِب ُ‬
‫ض ِل ِه‬ ‫َو ِإ ْس َكانا ً ِللتهذَلُّ ِل ِفي نُفُو ِس ِه ْم َو ِليَ ْجعَ َل ذَ ِل َك أَب َْوابا ً فُتُحا ً ِإلَى فَ ْ‬
‫َوأ َ ْسبَابا ً ذُلُ ًال ِلعَ ْف ِو ِه ‪.‬‬

‫عودُإلىُالتحذير‬

‫عا ِقبَ ِة‬


‫وء َ‬
‫س ِ‬ ‫الظ ْل ِم َو ُ‬
‫آج ِل َوخَا َم ِة ُّ‬ ‫اج ِل ْالبَ ْغي ِ َو ِ‬ ‫ع ِ‬‫َّللاَ فِي َ‬ ‫فَ ه‬
‫اّلِلَ ه‬
‫ظ َمى َو َم ِكيدَتُهُ ْال ُكب َْرى الهتِي‬ ‫يس ْالعُ ْ‬ ‫صيَدَة ُ ِإ ْب ِل َ‬ ‫ْال ِكب ِْر فَإِنه َها َم ْ‬
‫وم ْالقَاتِلَ ِة فَ َما ت ُ ْكدِي أَبَدا ً َو َال‬ ‫س َاو َرة َ ال ُّ‬
‫س ُم ِ‬ ‫الر َجا ِل ُم َ‬ ‫وب ِ ّ‬ ‫سا ِو ُر قُلُ َ‬ ‫تُ َ‬
‫ع ْن ذَ ِل َك َما‬ ‫ت ُ ْش ِوي أ َ َحدا ً َال َعا ِلما ً ِل ِع ْل ِم ِه َو َال ُم ِق ًّال فِي ِط ْم ِر ِه َو َ‬
‫ت َو ُم َجا َهدَةِ‬ ‫الز َك َوا ِ‬ ‫ت َو ه‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫َّللاُ ِعبَادَهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِبال ه‬ ‫س ه‬ ‫َح َر َ‬
‫ط َرافِ ِه ْم َوت َ ْخشِيعا ً‬ ‫ت تَ ْس ِكينا ً ِْل َ ْ‬‫ضا ِ‬ ‫صيَ ِام فِي ْاْلَي ِهام ْال َم ْف ُرو َ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫يال ِلنُفُو ِس ِه ْم َوت َ ْخ ِفيضا ً ِلقُلُو ِب ِه ْم َو ِإ ْذ َهابا ً ِل ْل ُخيَ َال ِء‬ ‫ار ِه ْم َوت َ ْذ ِل ً‬ ‫ص ِ‬ ‫ِْل َ ْب َ‬
‫ضعا ً‬ ‫ب ت َ َوا ُ‬ ‫ق ْال ُو ُجو ِه ِبالت ُّ َرا ِ‬ ‫ير ِعتَا ِ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو ِل َما فِي ذَ ِل َك ِم ْن ت َ ْع ِف ِ‬ ‫َ‬
‫ون‬ ‫ط ِ‬ ‫ق ْالبُ ُ‬ ‫غرا ً َولُ ُحو ِ‬ ‫صا ُ‬ ‫ض تَ َ‬ ‫ح بِ ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ق َك َرائِ ِم ْال َج َو ِار ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫َو ْالتِ َ‬
‫ف ثَ َم َرا ِ‬
‫ت‬ ‫ص ْر ِ‬ ‫الز َكا ِة ِم ْن َ‬ ‫صيَ ِام تَذَلُّ ًال َم َع َما فِي ه‬ ‫ون ِمنَ ال ِ ّ‬ ‫ِب ْال ُمت ُ ِ‬
‫غي ِْر ذَ ِل َك ِإلَى أ َ ْه ِل ْال َم ْس َكنَ ِة َو ْالفَ ْق ِر ‪.‬‬ ‫ض َو َ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬

‫فضائلُالفرائض‬
‫ظ ُروا ِإلَى َما ِفي َه ِذ ِه ْاْل َ ْفعَا ِل ِم ْن قَ ْمع ن ََو ِ ْ‬ ‫ا ْن ُ‬
‫اج ِم الفَ ْخ ِر َوقَ ْدعِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ْرتُ فَ َما َو َجدْتُ أَ َحدا ً ِمنَ ْالعَالَ ِمينَ‬ ‫ط َوا ِل ِع ْال ِكب ِْر َولَقَ ْد نَ َ‬
‫َ‬
‫ع ْن ِعله ٍة ت َ ْحتَ ِم ُل تَ ْم ِويهَ ْال ُج َه َال ِء‬ ‫اء ِإ هال َ‬ ‫ش ْيءٍ ِمنَ ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫ب ِل َ‬ ‫ص ُ‬ ‫يَتَعَ ه‬
‫صبُونَ ِْل َ ْم ٍر َما‬ ‫غي َْر ُك ْم فَإِنه ُك ْم تَتَعَ ه‬
‫اء َ‬ ‫سفَ َه ِ‬‫ط ِبعُقُو ِل ال ُّ‬ ‫أَ ْو ُح هج ٍة ت َ ِلي ُ‬
‫علَى آدَ َم ِْل َ ْ‬
‫ص ِل ِه‬ ‫ب َ‬ ‫ص َ‬ ‫يس فَتَعَ ه‬ ‫ب َو َال ِعلهةٌ أ َ هما ِإ ْب ِل ُ‬ ‫ف لَهُ َ‬
‫سب َ ٌ‬ ‫يُ ْع َر ُ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ت ِطينِ ٌّ‬ ‫ي َوأَ ْن َ‬ ‫َار ٌّ‬‫علَ ْي ِه فِي ِخ ْلقَتِ ِه فَقَا َل أَنَا ن ِ‬ ‫طعَنَ َ‬ ‫َو َ‬

‫عصبيةُالمال‬

‫ف‬‫ار َم َواقِ ِع ال ِنّعَ ِم َ‬ ‫صبُوا ِآلثَ ِ‬ ‫َوأ َ هما ْاْل َ ْغنِيَا ُء ِم ْن ُمتْ َرفَ ِة ْاْل ُ َم ِم فَتَعَ ه‬
‫واال َوأَ ْوالدا ً َوما ن َْح ُن ِب ُمعَذه ِبينَ فَإِ ْن َكانَ َال بُده‬ ‫قالُوا نَ ْح ُن أ َ ْكث َ ُر أَ ْم ً‬
‫ام ِد ْاْل َ ْفعَا ِل‬ ‫صا ِل َو َم َح ِ‬‫ار ِم ْال ِخ َ‬ ‫صبُ ُك ْم ِل َم َك ِ‬‫ص ِبيه ِة فَ ْليَ ُك ْن تَعَ ُّ‬
‫ِمنَ ْالعَ َ‬
‫ت فِي َها ْال ُم َجدَا ُء َوالنُّ َجدَا ُء ِم ْن‬ ‫ضلَ ْ‬‫ور الهتِي تَفَا َ‬ ‫َو َم َحا ِس ِن ْاْل ُ ُم ِ‬
‫الر ِغيبَ ِة َو ْاْل َ ْح َال ِم‬
‫ق ه‬ ‫ب القَبَا ِئ ِل بِ ْاْل َ ْخ َال ِ‬ ‫ب َويَعَا ِسي ِ‬ ‫ت ْالعَ َر ِ‬ ‫بُيُوتَا ِ‬
‫صبُوا ِل ِخ َال ِل‬ ‫ار ْال َم ْح ُمودَةِ فَتَعَ ه‬ ‫ار ْال َج ِليلَ ِة َو ْاآلث َ ِ‬ ‫ط ِ‬‫ْالعَ ِظي َم ِة َو ْاْل َ ْخ َ‬
‫ع ِة ِل ْل ِب ِ ّر‬ ‫الطا َ‬ ‫اء ِبال ِذّ َم ِام َو ه‬ ‫ْال َح ْم ِد ِمنَ ْال ِح ْف ِظ ِل ْل ِج َو ِار َو ْال َوفَ ِ‬
‫ظ ِام‬ ‫اْل ْع َ‬ ‫ع ِن ْالبَ ْغي ِ َو ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ض ِل َو ْال َك ّ ِ‬ ‫صيَ ِة ِل ْل ِكب ِْر َو ْاْل َ ْخ ِذ ِب ْالفَ ْ‬ ‫َو ْال َم ْع ِ‬
‫سا ِد فِي‬ ‫ب ْالفَ َ‬ ‫اجتِنَا ِ‬ ‫ظ ِم ِل ْلغَي ِْظ َو ْ‬ ‫ق َو ْال َك ْ‬ ‫اف ِل ْلخ َْل ِ‬‫ص ِ‬ ‫ِل ْلقَتْ ِل َو ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫وء‬
‫س ِ‬ ‫ت ِب ُ‬ ‫احذَ ُروا َما نَزَ َل ِب ْاْل ُ َم ِم قَ ْبلَ ُك ْم ِمنَ ْال َمث ُ َال ِ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬
‫ش ِ ّر أ َ ْح َوالَ ُه ْم‬ ‫ْاْل َ ْفعَا ِل َوذَ ِم ِيم ْاْل َ ْع َما ِل فَتَذَ هك ُروا فِي ْال َخي ِْر َوال ه‬
‫ت َحالَ ْي ِه ْم‬ ‫احذَ ُروا أ َ ْن ت َ ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُه ْم فَإِذَا تَفَ هك ْرت ُ ْم ِفي تَفَ ُاو ِ‬ ‫َو ْ‬
‫ت ْاْل َ ْعدَا ُء لَهُ‬ ‫ت ْال ِع هزة ُ ِب ِه شَأْنَ ُه ْم َوزَ ا َح ِ‬ ‫فَ ْالزَ ُموا ُك هل أ َ ْم ٍر لَ ِز َم ِ‬
‫ت ال ِنّ ْع َمةُ لَهُ َمعَ ُه ْم‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوا ْنقَادَ ِ‬ ‫ت ْالعَا ِفيَةُ ِب ِه َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو ُمده ِ‬‫َ‬
‫وم‬‫ب ِل ْلفُ ْرقَ ِة َواللُّ ُز ِ‬ ‫علَ ْي ِه َح ْبلَ ُه ْم ِمنَ ِاال ْجتِنَا ِ‬ ‫ت ْال َك َرا َمةُ َ‬ ‫صلَ ِ‬ ‫َو َو َ‬
‫س َر‬ ‫اجتَنِبُوا ُك هل أَ ْم ٍر َك َ‬ ‫اصي ِب َها َو ْ‬ ‫علَ ْي َها َوالت ه َو ِ‬ ‫اض َ‬ ‫ِل َْل ُ ْلفَ ِة َوالت ه َح ِ ّ‬
‫ُور‬‫صد ِ‬ ‫ب َوتَشَا ُح ِن ال ُّ‬ ‫غ ِن ْالقُلُو ِ‬ ‫ضا ُ‬ ‫فِ ْق َرت َ ُه ْم َوأ َ ْوهَنَ ُمنهت َ ُه ْم ِم ْن ت َ َ‬
‫اضينَ ِمنَ‬ ‫وس َوتَخَاذُ ِل ْاْل َ ْيدِي َوتَدَب ُهروا أ َ ْح َوا َل ْال َم ِ‬ ‫َوتَدَابُ ِر النُّفُ ِ‬
‫يص َو ْالبَ َال ِء أَ لَ ْم‬ ‫ْف َكانُوا فِي َحا ِل الت ه ْم ِح ِ‬ ‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ قَ ْبلَ ُك ْم َكي َ‬
‫ضيَقَ أَ ْه ِل‬ ‫ق أ َ ْعبَا ًء َوأَ ْج َهدَ ْال ِعبَا ِد بَ َال ًء َوأَ ْ‬ ‫يَ ُكونُوا أَثْقَ َل ْالخ ََالئِ ِ‬
‫ب‬‫سو َء ْالعَذَا ِ‬ ‫سا ُمو ُه ْم ُ‬ ‫عبِيدا ً فَ َ‬ ‫الدُّ ْنيَا َح ًاال ات ه َخذَتْ ُه ُم ْالفَ َرا ِعنَةُ َ‬
‫ح ْال َحا ُل ِب ِه ْم ِفي ذُ ِّل ْال َهلَ َك ِة َوقَ ْه ِر‬ ‫ار فَلَ ْم تَب َْر ِ‬ ‫عو ُه ُم ْال ُم َر َ‬ ‫َو َج هر ُ‬
‫يال ِإلَى ِدفَاعٍ َحتهى ِإذَا‬ ‫ْالغَلَبَ ِة َال يَ ِجدُونَ ِحيلَةً ِفي ْام ِتنَاعٍ َو َال َ‬
‫س ِب ً‬
‫علَى ْاْلَذَى ِفي َم َحبه ِت ِه‬ ‫صب ِْر ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِجده ال ه‬ ‫َرأَى ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫ق ْالبَ َال ِء‬ ‫ضا ِي ِ‬ ‫َو ِاال ْحتِ َما َل ِل ْل َم ْك ُرو ِه ِم ْن خ َْوفِ ِه َج َع َل لَ ُه ْم ِم ْن َم َ‬
‫اروا‬ ‫ص ُ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫فَ َرجا ً فَأ َ ْبدَلَ ُه ُم ْال ِع هز َم َكانَ الذُّ ِّل َو ْاْل َ ْمنَ َم َكانَ ْالخ َْو ِ‬
‫َّللاِ لَ ُه ْم َما لَ ْم‬ ‫ت ْال َك َرا َمةُ ِمنَ ه‬ ‫ُملُوكا ً ُح هكاما ً َوأَئِ همةً أَع َْالما ً َوقَ ْد بَلَغَ ِ‬
‫ت ْاْل َ ْم َال ُء‬ ‫ْث َكانَ ِ‬ ‫ْف َكانُوا َحي ُ‬ ‫ظ ُروا َكي َ‬ ‫ب ا ْآل َما ُل ِإلَ ْي ِه ِب ِه ْم فَا ْن ُ‬ ‫تَ ْذ َه ِ‬
‫وب ُم ْعتَ ِدلَةً َو ْاْل َ ْيدِي ُمت َ َرا ِدفَةً‬ ‫ُم ْجت َ ِمعَةً َو ْاْل َ ْه َوا ُء ُمؤْ ت َ ِلفَةً َو ْالقُلُ ُ‬
‫احدَة ً أَ لَ ْم‬ ‫صائِ ُر نَافِذَة ً َو ْالعَزَ ائِ ُم َو ِ‬ ‫َاص َرة ً َو ْالبَ َ‬ ‫وف ُمتَن ِ‬ ‫سي ُ ُ‬ ‫َوال ُّ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ‬ ‫ضينَ َو ُملُوكا ً َعلَى ِرقَا ِ‬ ‫ار ْاْل َ َر ِ‬‫ط ِ‬ ‫يَ ُكونُوا أ َ ْربَابا ً فِي أ َ ْق َ‬
‫ور ِه ْم ِحينَ َوقَعَ ِ‬
‫ت‬ ‫آخ ِر أ ُ ُم ِ‬ ‫اروا ِإلَ ْي ِه فِي ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ظ ُروا ِإلَى َما َ‬ ‫فَا ْن ُ‬
‫شعهبُوا‬‫ت ْال َك ِل َمةُ َو ْاْل َ ْفئِدَة ُ َوتَ َ‬ ‫ت ْاْل ُ ْلفَةُ َو ْ‬
‫اختَلَفَ ِ‬ ‫ْالفُ ْرقَةُ َوت َ َ‬
‫شتهت َ ِ‬
‫اس َك َرا َمتِ ِه‬‫ع ْن ُه ْم ِلبَ َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫ار ِبينَ َوقَ ْد َخلَ َع ه‬ ‫ُم ْخت َ ِل ِفينَ َوتَفَ هرقُوا ُمت َ َح ِ‬
‫ار ِه ْم فِي ُك ْم ِعبَرا ً‬ ‫ص أ َ ْخبَ ِ‬‫ص ُ‬ ‫ي قَ َ‬ ‫ارة َ نِ ْع َمتِ ِه َوبَ ِق َ‬
‫ض َ‬‫غ َ‬ ‫سلَبَ ُه ْم َ‬
‫َو َ‬
‫ِل ْل ُم ْعتَبِ ِرينَ ‪.‬‬

‫االعتبارُباألمم‬

‫فَا ْعتَبِ ُروا بِ َحا ِل َولَ ِد ِإ ْس َما ِعي َل َوبَ ِني ِإ ْس َحاقَ َوبَنِي‬
‫ب ا ْش ِتبَاهَ‬ ‫شده ا ْع ِتدَا َل ْاْل َ ْح َوا ِل َوأَ ْق َر َ‬ ‫ِإ ْس َرا ِئي َل عليهم السالم فَ َما أ َ َ‬
‫ي َكانَ ِ‬
‫ت‬ ‫ْاْل َ ْمثَا ِل تَأ َ هملُوا أَ ْم َر ُه ْم ِفي َحا ِل ت َ َ‬
‫شت ُّ ِت ِه ْم َوتَفَ ُّر ِق ِه ْم لَيَا ِل َ‬
‫يف ْاآلفَا ِ‬
‫ق‬ ‫ع ْن ِر ِ‬ ‫ازونَ ُه ْم َ‬ ‫اص َرة ُ أَ ْربَابا ً لَ ُه ْم يَ ْحتَ ُ‬ ‫ْاْل َ َكا ِس َرة ُ َو ْالقَيَ ِ‬
‫يح‬
‫الر ِ‬ ‫ِيح َو َم َهافِي ِ ّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ق َو ُخض َْر ِة الدُّ ْنيَا ِإلَى َمنَا ِب ِ‬ ‫َوبَ ْح ِر ْال ِع َرا ِ‬
‫سا ِكينَ ِإ ْخ َوانَ دَبَ ٍر َو َوبَ ٍر أَذَ هل‬ ‫عالَةً َم َ‬ ‫اش فَتَ َر ُكو ُه ْم َ‬ ‫َونَ َك ِد ْال َمعَ ِ‬
‫ص ُمونَ‬ ‫َاح دَع َْو ٍة يَ ْعت َ ِ‬ ‫ن‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫ونَ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ْاْل ُ َم ِم دَارا ً َوأ َ ْجدَبَ ُه ْم قَ َرارا ً َال يَأ ْ‬
‫ِ‬
‫ط ِربَةٌ‬ ‫ض َ‬ ‫علَى ِع ِ ّز َها فَ ْاْل َ ْح َوا ُل ُم ْ‬ ‫ِب َها َو َال ِإلَى ِظ ِّل أ ُ ْلفَ ٍة يَ ْعت َ ِمدُونَ َ‬
‫ق َج ْه ٍل‬ ‫طبَا ِ‬ ‫َو ْاْل َ ْيدِي ُم ْخت َ ِلفَةٌ َو ْال َكثْ َرة ُ ُمتَفَ ِ ّرقَةٌ فِي بَ َال ِء أَ ْز ٍل َوأَ ْ‬
‫ت‬‫َارا ٍ‬ ‫ع ٍة َوغ َ‬ ‫طو َ‬ ‫صن ٍَام َم ْعبُودَةٍ َوأ َ ْر َح ٍام َم ْق ُ‬ ‫ت َم ْو ُءودَةٍ َوأَ ْ‬ ‫ِم ْن بَنَا ٍ‬
‫َم ْشنُونَ ٍة ‪.‬‬

‫النعمةُبرسولُّللاُ‬

‫وال فَعَقَدَ‬ ‫س ً‬ ‫ث ِإلَ ْي ِه ْم َر ُ‬‫علَ ْي ِه ْم ِحينَ بَعَ َ‬ ‫ظ ُروا ِإلَى َم َواقِ ِع نِعَ ِم ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫فَا ْن ُ‬
‫ت ال ِنّ ْع َمةُ‬‫ْف نَش ََر ِ‬ ‫علَى دَع َْو ِت ِه أ ُ ْلفَتَ ُه ْم َكي َ‬ ‫عتَ ُه ْم َو َج َم َع َ‬ ‫ِب ِمله ِت ِه َ‬
‫طا َ‬
‫ت ْال ِملهةُ‬ ‫يم َها َو ْالتَفه ِ‬
‫ت لَ ُه ْم َجدَا ِو َل نَ ِع ِ‬ ‫سالَ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َجنَا َح َك َرا َمتِ َها َوأ َ َ‬ ‫َ‬
‫صبَ ُحوا فِي نِ ْع َمتِ َها غ َِرقِينَ َوفِي‬ ‫ع َوائِ ِد بَ َر َكتِ َها فَأ َ ْ‬ ‫ِب ِه ْم فِي َ‬
‫ان‬
‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬
‫ور ِب ِه ْم فِي ِظ ِّل ُ‬ ‫ت ْاْل ُ ُم ُ‬ ‫ع ْي ِش َها فَ ِك ِهينَ قَ ْد ت َ َربهعَ ِ‬‫ُخض َْرةِ َ‬
‫ت ْاْل ُ ُم ُ‬
‫ور‬ ‫ب َوتَعَ ه‬
‫طف َ ِ‬ ‫َف ِع ٍ ّز غَا ِل ٍ‬ ‫قَا ِه ٍر َو َآوتْ ُه ُم ْال َحا ُل ِإلَى َكن ِ‬
‫وك فِي‬ ‫علَى ْالعَالَ ِمينَ َو ُملُ ٌ‬ ‫ت فَ ُه ْم ُح هكا ٌم َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم فِي ذُ َرى ُم ْلكٍ ثَا ِب ٍ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬‫علَى َم ْن َكانَ يَ ْم ِل ُك َها َ‬ ‫ور َ‬ ‫ضينَ يَ ْم ِل ُكونَ ْاْل ُ ُم َ‬ ‫اف ْاْل َ َر ِ‬
‫ط َر ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ضي َها ِفي ِه ْم َال ت ُ ْغ َم ُز لَ ُه ْم قَنَاة ٌ َو َال‬ ‫ام ِفي َم ْن َكانَ يُ ْم ِ‬ ‫ضونَ ْاْل َ ْح َك َ‬ ‫َويُ ْم ُ‬
‫ت ُ ْق َر ُ‬
‫ع لَ ُه ْم َ‬
‫صفَاة ٌ ‪.‬‬

‫لومُالعصاة‬

‫صنَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ع ِة َوثَلَ ْمت ُ ْم ِح ْ‬ ‫الطا َ‬‫ضت ُ ْم أ َ ْي ِديَ ُك ْم ِم ْن َح ْب ِل ه‬ ‫أَ َال َو ِإنه ُك ْم قَ ْد نَفَ ْ‬
‫س ْب َحانَهُ قَ ِد‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِبأ َ ْح َك ِام ْال َجا ِه ِليه ِة فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫ْال َمض ُْر َ‬
‫وب َ‬
‫عقَدَ بَ ْينَ ُه ْم ِم ْن َح ْب ِل َه ِذ ِه ْاْل ُ ْلفَ ِة‬ ‫ع ِة َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة فِي َما َ‬ ‫علَى َج َما َ‬ ‫ْامتَ هن َ‬
‫ف أَ َحدٌ‬ ‫الهتِي يَ ْنتَ ِقلُونَ فِي ِظ ِلّ َها َويَأ ْ ُوونَ ِإلَى َكنَ ِف َها ِبنِ ْع َم ٍة َال يَ ْع ِر ُ‬
‫ِمنَ ْال َم ْخلُوقِينَ لَ َها قِي َمةً ِْلَنه َها أَ ْر َج ُح ِم ْن ُك ِّل ث َ َم ٍن َوأَ َج ُّل ِم ْن ُك ِّل‬
‫ص ْرت ُ ْم بَ ْعدَ ْال ِه ْج َرةِ أَع َْرابا ً َوبَ ْعدَ ْال ُم َو َاالةِ‬ ‫ط ٍر َوا ْعلَ ُموا أَنه ُك ْم ِ‬ ‫َخ َ‬
‫اْل ْس َال ِم ِإ هال ِبا ْس ِم ِه َو َال تَ ْع ِرفُونَ ِمنَ‬ ‫أ َ ْحزَ ابا ً َما تَتَعَلهقُونَ ِمنَ ْ ِ‬
‫ار َكأَنه ُك ْم ت ُ ِريدُونَ أ َ ْن‬ ‫ار َو َال ْالعَ َ‬ ‫ان ِإ هال َر ْس َمهُ تَقُولُونَ النه َ‬ ‫اْلي َم ِ‬‫ِْ‬
‫يم ِه َونَ ْقضا ً ِل ِميثَاقِ ِه الهذِي‬ ‫علَى َو ْج ِه ِه ا ْنتِ َهاكا ً ِل َح ِر ِ‬ ‫اْل ْس َال َم َ‬‫ت ُ ْك ِفئُوا ْ ِ‬
‫ض ِه َوأ َ ْمنا ً بَيْنَ خ َْل ِق ِه َو ِإنه ُك ْم ِإ ْن لَ َجأْت ُ ْم‬ ‫َّللاُ لَ ُك ْم َح َرما ً ِفي أَ ْر ِ‬‫ضعَهُ ه‬ ‫َو َ‬
‫اربَ ُك ْم أَ ْه ُل ْال ُك ْف ِر ث ُ هم َال َجب َْرا ِئي ُل َو َال ِمي َكا ِئي ُل َو َال‬ ‫غي ِْر ِه َح َ‬‫ِإلَى َ‬
‫ْف َحتهى‬ ‫سي ِ‬ ‫عةَ ِبال ه‬ ‫ار َ‬ ‫ص ُرونَ ُك ْم ِإ هال ْال ُمقَ َ‬‫ار يَ ْن ُ‬‫ص ٌ‬ ‫اج ُرونَ َو َال أَ ْن َ‬ ‫ُم َه ِ‬
‫َّللاِ َوقَ َو ِار ِع ِه‬‫َّللاُ بَ ْينَ ُك ْم َو ِإ هن ِع ْندَ ُك ُم ْاْل َ ْمثَا َل ِم ْن بَأ ْ ِس ه‬ ‫يَ ْح ُك َم ه‬
‫َوأَي ِهام ِه َو َوقَائِ ِع ِه فَ َال ت َ ْستَب ِْطئُوا َو ِعيدَهُ َج ْه ًال ِبأ َ ْخ ِذ ِه َوت َ َه ُاونا ً‬
‫ي‬ ‫اض‬‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫نَ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َّللا‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫ِ‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ط ِش ِه َويَأْسا ً ِم ْن بَأ ْ‬ ‫ِببَ ْ‬
‫َ‬
‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر‬ ‫ي َ‬ ‫وف َوالنه ْه َ‬ ‫بَيْنَ أ َ ْيدِي ُك ْم ِإ هال ِلت َ ْر ِك ِه ُم ْاْل َ ْم َر بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫اصي َو ْال ُحلَ َما َء ِلتَ ْر ِك التهنَا ِهي أَ َال‬ ‫ب ْال َمعَ ِ‬ ‫سفَ َها َء ِل ُر ُكو ِ‬ ‫فَلَعَنَ ه‬
‫َّللاُ ال ُّ‬
‫ط ْلت ُ ْم ُحدُودَهُ َوأ َ َمت ُّ ْم أ َ ْح َكا َمهُ أ َ َال َوقَ ْد‬ ‫ع ه‬‫اْل ْس َال ِم َو َ‬ ‫ط ْعت ُ ْم قَ ْيدَ ْ ِ‬‫َوقَ ْد قَ َ‬
‫ض فَأ َ هما‬ ‫سا ِد فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ث َو ْالفَ َ‬ ‫َّللاُ بِ ِقتَا ِل أ َ ْه ِل ْالبَ ْغي ِ َوالنه ْك ِ‬ ‫ي ه‬ ‫أ َ َم َرنِ َ‬
‫ارقَةُ‬ ‫طونَ فَقَ ْد َجا َهدْتُ َوأَ هما ْال َم ِ‬ ‫النها ِكثُونَ فَقَ ْد قَات َ ْلتُ َوأ َ هما ْالقَا ِس ُ‬
‫ت لَ َها‬ ‫س ِمعَ ْ‬ ‫ص ْعقَ ٍة ُ‬ ‫الر ْد َه ِة فَقَ ْد ُك ِفيتُهُ ِب َ‬ ‫ان ه‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫فَقَ ْد دَ هو ْختُ َوأ َ هما َ‬
‫ت بَ ِقيهةٌ ِم ْن أ َ ْه ِل ْالبَ ْغي ِ َولَ ِئ ْن أَذِنَ‬ ‫ص ْد ِر ِه َوبَ ِقيَ ْ‬ ‫َو ْجبَةُ قَ ْل ِب ِه َو َر هجةُ َ‬
‫اف‬‫ط َر ِ‬ ‫شذه ُر ِفي أ َ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َْلُدِيلَ هن ِم ْن ُه ْم ِإ هال َما يَتَ َ‬ ‫َّللاُ ِفي ْال َك هر ِة َ‬ ‫ه‬
‫شذُّرا ً ‪.‬‬ ‫ا ْل ِب َال ِد ت َ َ‬

‫فضلُالوحي‬

‫ون‬‫اج َم قُ ُر ِ‬ ‫س ْرتُ ن ََو ِ‬ ‫ب َو َك َ‬ ‫صغ َِر ِب َك َال ِك ِل ْالعَ َر ِ‬ ‫ض ْعتُ فِي ال ِ ّ‬ ‫أَنَا َو َ‬
‫َّللاِ صلى هللا‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ض ِعي ِم ْن َر ُ‬ ‫ع ِل ْمت ُ ْم َم ْو ِ‬
‫ض َر َوقَ ْد َ‬ ‫َر ِبيعَةَ َو ُم َ‬
‫ضعَنِي فِي‬ ‫ص ِة َو َ‬ ‫َصي َ‬ ‫عليه وآله ِب ْالقَ َرابَ ِة ْالقَ ِريبَ ِة َو ْال َم ْن ِزلَ ِة ْالخ ِ‬
‫ص ْد ِر ِه َويَ ْكنُفُنِي فِي فِ َرا ِش ِه‬ ‫ض ُّمنِي ِإلَى َ‬ ‫ِح ْج ِر ِه َوأَنَا َولَدٌ يَ ُ‬
‫ش ْي َء ث ُ هم يُ ْل ِق ُمنِي ِه‬‫ض ُغ ال ه‬ ‫ع ْرفَهُ َو َكانَ يَ ْم َ‬ ‫سدَهُ َويُ ِش ُّمنِي َ‬ ‫سنِي َج َ‬ ‫َويُ ِم ُّ‬
‫َطلَةً فِي فِ ْع ٍل َولَقَ ْد قَ َرنَ ه‬
‫َّللاُ‬ ‫َو َما َو َجدَ ِلي َك ْذبَةً فِي قَ ْو ٍل َو َال خ ْ‬
‫ظ َم َملَكٍ ِم ْن‬ ‫بِ ِه صلى هللا عليه وآله ِم ْن لَد ُْن أَ ْن َكانَ فَ ِطيما ً أَ ْع َ‬
‫ق ْالعَالَ ِم لَ ْيلَهُ‬ ‫ار ِم َو َم َحا ِسنَ أ َ ْخ َال ِ‬ ‫ط ِريقَ ْال َم َك ِ‬ ‫َم َال ِئ َك ِت ِه يَ ْسلُ ُك ِب ِه َ‬
‫صي ِل أَث َ َر أ ُ ِ ّم ِه يَ ْرفَ ُع ِلي ِفي ُك ِّل‬ ‫ع ْالفَ ِ‬ ‫ارهُ َولَقَ ْد ُك ْنتُ أَت ه ِبعُهُ ا ِت ّبَا َ‬ ‫َونَ َه َ‬
‫اء ِب ِه َولَقَ ْد َكانَ يُ َجا ِو ُر ِفي‬ ‫علَما ً َويَأ ْ ُم ُر ِني ِب ِاال ْق ِتدَ ِ‬ ‫يَ ْو ٍم ِم ْن أ َ ْخ َال ِق ِه َ‬
‫احدٌ‬‫ْت َو ِ‬ ‫غي ِْري َولَ ْم يَ ْج َم ْع بَي ٌ‬ ‫سنَ ٍة ِب ِح َرا َء فَأ َ َراهُ َو َال يَ َراهُ َ‬ ‫ُك ِّل َ‬
‫َّللاِ ( صلى هللا عليه وآله )‬ ‫سو ِل ه‬ ‫غي َْر َر ُ‬ ‫اْل ْس َال ِم َ‬‫يَ ْو َمئِ ٍذ فِي ْ ِ‬
‫ش ُّم ِري َح‬ ‫سالَ ِة َوأَ ُ‬ ‫ور ْال َو ْحي ِ َو ِ ّ‬
‫الر َ‬ ‫َو َخدِي َجةَ َوأَنَا ثَا ِلث ُ ُه َما أ َ َرى نُ َ‬
‫علَ ْي ِه (‬ ‫ي َ‬ ‫ان ِحينَ نَزَ َل ْال َو ْح ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫س ِم ْعتُ َرنهةَ ال ه‬ ‫النُّبُ هوةِ َولَقَ ْد َ‬
‫الرنهةُ فَقَا َل َهذَا‬ ‫َّللاِ َما َه ِذ ِه ه‬ ‫سو َل ه‬ ‫صلى هللا عليه وآله ) فَقُ ْلتُ يَا َر ُ‬
‫س ِم ْن ِعبَادَتِ ِه ِإنه َك تَ ْس َم ُع َما أ َ ْس َم ُع َوتَ َرى َما أ َ َرى‬ ‫ان قَ ْد أ َ ِي َ‬‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬ ‫ال ه‬
‫ير َو ِإنه َك لَ َعلَى َخي ٍْر َولَقَ ْد ُك ْنتُ‬ ‫ي ٍ َولَ ِكنه َك لَ َو ِز ٌ‬ ‫ت ِبنَ ِب ّ‬ ‫ِإ هال أَنه َك لَ ْس َ‬
‫َمعَهُ ( صلى هللا عليه وآله ) لَ هما أَت َاهُ ْال َم ََل ُ ِم ْن قُ َري ٍْش فَقَالُوا لَهُ‬
‫ُك َو َال أ َ َحدٌ ِم ْن‬ ‫ع ِظيما ً لَ ْم يَده ِع ِه آبَاؤ َ‬ ‫ْت َ‬ ‫عي َ‬ ‫يَا ُم َح همدُ ِإنه َك قَ ِد اده َ‬
‫ع ِل ْمنَا أَنه َك‬ ‫ت أَ َج ْبتَنَا ِإلَ ْي ِه َوأَ َر ْيتَنَاهُ َ‬ ‫بَ ْي ِت َك َون َْح ُن نَ ْسأَلُ َك أ َ ْمرا ً ِإ ْن أَ ْن َ‬
‫اب فَقَا َل ( صلى‬ ‫اح ٌر َكذه ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ع ِل ْمنَا أَنه َك َ‬ ‫سو ٌل َو ِإ ْن لَ ْم ت َ ْفعَ ْل َ‬ ‫ي َو َر ُ‬ ‫نَ ِب ٌّ‬
‫ش َج َرةَ َحتهى‬ ‫عو لَنَا َه ِذ ِه ال ه‬ ‫هللا عليه وآله ) َو َما ت َ ْسأَلُونَ قَالُوا ت َ ْد ُ‬
‫ف بَيْنَ يَدَي َْك فَقَا َل ( صلى هللا عليه وآله ) ِإ هن‬ ‫ت َ ْنقَ ِل َع ِبعُ ُروقِ َها َوت َ ِق َ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم ذَ ِل َك أَ تُؤْ ِمنُونَ‬ ‫ِير فَإِ ْن فَعَ َل ه‬ ‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬ ‫على ُك ِّل َ‬ ‫َّللاَ َ‬ ‫ه‬
‫طلُبُونَ َو ِإ ِنّي‬ ‫سأ ُ ِري ُك ْم َما تَ ْ‬ ‫ق قَالُوا نَعَ ْم قَا َل فَإِنِّي َ‬ ‫َوت َ ْش َهدُونَ ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ط َر ُح فِي ْالقَ ِلي ِ‬
‫ب‬ ‫َْل َ ْعلَ ُم أَنه ُك ْم َال ت َ ِفيئُونَ ِإلَى َخي ٍْر َو ِإ هن فِي ُك ْم َم ْن يُ ْ‬
‫اب ث ُ هم قَا َل (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬يَا أَيهت ُ َها‬ ‫ب ْاْل َ ْحزَ َ‬ ‫َو َم ْن يُ َح ِ ّز ُ‬
‫اّلِلِ َو ْاليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر َوت َ ْعلَ ِمينَ أَ ِنّي‬ ‫ت تُؤْ ِمنِينَ بِ ه‬ ‫ش َج َرة ُ ِإ ْن ُك ْن ِ‬ ‫ال ه‬
‫ي ِبإِ ْذ ِن ه‬
‫َّللاِ‬ ‫َّللاِ فَا ْنقَ ِل ِعي ِبعُ ُرو ِق ِك َحتهى ت َ ِق ِفي بَيْنَ يَدَ ه‬ ‫سو ُل ه‬ ‫َر ُ‬
‫شدِيدٌ‬ ‫ي َ‬ ‫ت َولَ َها دَ ِو ٌّ‬ ‫ت ِبعُ ُرو ِق َها َو َجا َء ْ‬ ‫ق َال ْنقَلَعَ ْ‬ ‫فَ َوالهذِي بَعَثَهُ ِب ْال َح ّ ِ‬
‫سو ِل‬ ‫ي َر ُ‬ ‫ت بَيْنَ يَدَ ْ‬ ‫الطي ِْر َحتهى َوقَفَ ْ‬ ‫ف أ َ ْج ِن َح ِة ه‬ ‫ص ِ‬ ‫ف َكقَ ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫َوقَ ْ‬
‫صنِ َها ْاْل َ ْعلَى‬ ‫ت ِبغُ ْ‬ ‫َّللاِ ( صلى هللا عليه وآله ) ُم َر ْف ِرفَةً َوأ َ ْلقَ ْ‬ ‫ه‬
‫صانِ َها‬ ‫ض أَ ْغ َ‬ ‫َّللاِ ( صلى هللا عليه وآله ) َو ِببَ ْع ِ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫َ‬
‫ظ َر‬ ‫ع ْن يَ ِمينِ ِه ( صلى هللا عليه وآله ) فَلَ هما نَ َ‬ ‫علَى َم ْن ِك ِبي َو ُك ْنتُ َ‬ ‫َ‬
‫صفُ َها‬ ‫علُ ّوا ً َوا ْستِ ْكبَارا ً فَ ُم ْر َها فَ ْليَأْتِ َك نِ ْ‬ ‫ْالقَ ْو ُم ِإلَى ذَ ِل َك قَالُوا ُ‬
‫ب ِإ ْقبَا ٍل‬ ‫صفُ َها َكأ َ ْع َج ِ‬ ‫صفُ َها فَأ َ َم َر َها ِبذَ ِل َك فَأ َ ْقبَ َل ِإلَ ْي ِه نِ ْ‬ ‫َويَ ْبقَى نِ ْ‬
‫َّللاِ ( صلى هللا عليه وآله )‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ف ِب َر ُ‬ ‫ت ت َ ْلت َ ُّ‬ ‫ش ِدّ ِه دَ ِويّا ً فَ َكادَ ْ‬ ‫َوأ َ َ‬
‫ص ِف ِه َك َما‬ ‫ف فَ ْليَ ْر ِج ْع ِإلَى نِ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫عت ُ ّوا ً فَ ُم ْر َهذَا ال ِنّ ْ‬‫فَقَالُوا ُك ْفرا ً َو ُ‬
‫َكانَ فَأ َ َم َرهُ ( صلى هللا عليه وآله ) فَ َر َج َع فَقُ ْلتُ أَنَا َال ِإلَهَ ِإ هال ه‬
‫َّللاُ‬
‫ش َج َرة َ‬ ‫َّللاِ َوأ َ هو ُل َم ْن أَقَ هر ِبأ َ هن ال ه‬ ‫سو َل ه‬ ‫ِإ ِنّي أ َ هو ُل ُمؤْ ِم ٍن ِب َك يَا َر ُ‬
‫صدِيقا ً ِبنُبُ هوتِ َك َو ِإ ْج َال ًال ِل َك ِل َمتِ َك‬ ‫ت ِبأ َ ْم ِر ه‬
‫َّللاِ تَعَالَى ت َ ْ‬ ‫ت َما فَعَلَ ْ‬‫فَعَلَ ْ‬
‫يف فِي ِه‬ ‫ِح ِر َخ ِف ٌ‬ ‫س ْ‬ ‫يب ال ّ‬ ‫ع ِج ُ‬ ‫اب َ‬ ‫ساح ٌر َكذه ٌ‬ ‫فَقَا َل ْالقَ ْو ُم ُكلُّ ُه ْم بَ ْل ِ‬
‫ص ِدّقُ َك فِي أ َ ْم ِر َك ِإ هال ِمثْ ُل َهذَا يَ ْعنُونَنِي َو ِإ ِنّي لَ ِم ْن قَ ْو ٍم َال‬ ‫َو َه ْل يُ َ‬
‫صدِّي ِقينَ َو َك َال ُم ُه ْم‬ ‫َّللاِ لَ ْو َمةُ َال ِئ ٍم ِسي َما ُه ْم ِسي َما ال ِ ّ‬‫تَأ ْ ُخذُ ُه ْم ِفي ه‬
‫س ُكونَ بِ َح ْب ِل ْالقُ ْر ِ‬
‫آن‬ ‫ار ُمت َ َم ِ ّ‬‫َار النه َه ِ‬‫ار الله ْي ِل َو َمن ُ‬
‫ع هم ُ‬ ‫َك َال ُم ْاْلَب َْر ِار ُ‬
‫سو ِل ِه َال يَ ْستَ ْك ِب ُرونَ َو َال يَ ْعلُونَ َو َال‬ ‫سنَنَ َر ُ‬ ‫َّللاِ َو ُ‬‫سنَنَ ه‬ ‫يُ ْحيُونَ ُ‬
‫سادُ ُه ْم فِي ْالعَ َم ِل ‪.‬‬ ‫َان َوأَ ْج َ‬‫يَغُلُّونَ َو َال يُ ْف ِسدُونَ قُلُوبُ ُه ْم فِي ْال ِجن ِ‬
‫]‪[193‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيصفُفيهاُالمتقين‬

‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ (عليه السالم) يُقَا ُل لَهُ َه هما ٌم‬ ‫احبا ً ِْل َ ِم ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ي أ َ هن َ‬ ‫ُر ِو َ‬
‫ي ْال ُمت ه ِقينَ‬ ‫ف ِل َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِ‬ ‫عا ِبدا ً فَقَا َل لَهُ يَا أ َ ِم َ‬ ‫َكانَ َر ُج ًال َ‬
‫ع ْن َج َوابِ ِه ث ُ هم قَا َل‬ ‫ظ ُر ِإلَ ْي ِه ْم فَتَثَاقَ َل (عليه السالم) َ‬ ‫َحتهى َكأ َ ِنّي أ َ ْن ُ‬
‫َّللاَ َم َع الهذِينَ اتهقَ ْوا َوالهذِينَ ُه ْم‬ ‫ف ِإ هن ه‬ ‫َّللاَ َوأ َ ْحس ِْن َ‬ ‫ق ه‬ ‫يَا َه هما ُم ات ه ِ‬
‫علَ ْي ِه فَ َح ِمدَ ه‬
‫َّللاَ‬ ‫عزَ َم َ‬ ‫ُم ْح ِسنُونَ فَلَ ْم يَ ْقن َْع َه هما ٌم ِب َهذَا ْالقَ ْو ِل َحتهى َ‬
‫ي ِ (صلى هللا عليه وآله) ث ُ هم قَا َل‬ ‫علَى النه ِب ّ‬ ‫صلهى َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َوأَثْنَى َ‬
‫(عليه السالم) ‪:‬‬
‫غنِيّا ً‬ ‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى َخلَقَ ْالخ َْلقَ ِحينَ َخلَقَ ُه ْم َ‬ ‫َّللاَ ُ‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ه‬
‫صيَةُ َم ْن‬ ‫صيَ ِت ِه ْم ِْل َنههُ َال تَ ُ‬
‫ض ُّرهُ َم ْع ِ‬ ‫ع ِت ِه ْم ِآمنا ً ِم ْن َم ْع ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ش ُه ْم‬ ‫طا َعهُ فَقَ َ‬
‫س َم بَ ْينَ ُه ْم َمعَا ِي َ‬ ‫عةُ َم ْن أ َ َ‬ ‫طا َ‬ ‫صاهُ َو َال ت َ ْنفَعُهُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ضائِ ِل‬ ‫اضعَ ُه ْم فَ ْال ُمتهقُونَ فِي َها ُه ْم أ َ ْه ُل ْالفَ َ‬ ‫ضعَ ُه ْم ِمنَ الدُّ ْنيَا َم َو ِ‬ ‫َو َو َ‬
‫ضوا‬ ‫ض ُع َغ ُّ‬ ‫صادُ َو َم ْشيُ ُه ُم الته َوا ُ‬ ‫س ُه ُم ِاال ْقتِ َ‬ ‫اب َو َم ْلبَ ُ‬ ‫ص َو ُ‬ ‫َم ْن ِطقُ ُه ُم ال ه‬
‫علَى ْال ِع ْل ِم‬ ‫ع ُه ْم َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َو َوقَفُوا أَ ْس َما َ‬ ‫ع هما َح هر َم ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ار ُه ْم َ‬ ‫ص َ‬ ‫أَ ْب َ‬
‫ت ِفي‬ ‫س ُه ْم ِم ْن ُه ْم ِفي ْالبَ َال ِء َكاله ِتي نُ ِ ّزلَ ْ‬ ‫ت أَ ْنفُ ُ‬ ‫النها ِف ِع لَ ُه ْم نُ ِ ّزلَ ْ‬
‫علَ ْي ِه ْم لَ ْم تَ ْست َ ِق هر أَ ْر َوا ُح ُه ْم‬ ‫ب ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َاء َولَ ْو َال ْاْل َ َج ُل اله ِذي َكت َ َ‬ ‫الرخ ِ‬ ‫ه‬
‫ب َوخ َْوفا ً ِمنَ ْال ِعقَا ِ‬
‫ب‬ ‫عي ٍْن ش َْوقا ً ِإلَى الث ه َوا ِ‬ ‫ط ْرفَةَ َ‬ ‫سا ِد ِه ْم َ‬ ‫ِفي أ َ ْج َ‬
‫صغُ َر َما دُونَهُ فِي أَ ْعيُنِ ِه ْم فَ ُه ْم َو ْال َجنهةُ‬ ‫ظ َم ْالخَا ِل ُق فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم فَ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫َ‬
‫ار َك َم ْن قَ ْد َرآ َها فَ ُه ْم‬ ‫َك َم ْن قَ ْد َرآ َها فَ ُه ْم ِفي َها ُمنَعه ُمونَ َو ُه ْم َوالنه ُ‬
‫سادُ ُه ْم‬ ‫ور ُه ْم َمأ ْ ُمونَةٌ َوأ َ ْج َ‬ ‫ش ُر ُ‬ ‫فِي َها ُمعَذهبُونَ قُلُوبُ ُه ْم َم ْح ُزونَةٌ َو ُ‬
‫يرة ً‬ ‫ص َ‬ ‫صبَ ُروا أَيهاما ً قَ ِ‬ ‫ع ِفيفَةٌ َ‬ ‫س ُه ْم َ‬ ‫ن َِحيفَةٌ َو َحا َجات ُ ُه ْم َخ ِفيفَةٌ َوأ َ ْنفُ ُ‬
‫س َر َها لَ ُه ْم َربُّ ُه ْم أَ َرادَتْ ُه ُم‬ ‫ارة ٌ ُم ْر ِب َحةٌ يَ ه‬ ‫ط ِويلَةً تِ َج َ‬ ‫أ َ ْعقَبَتْ ُه ْم َرا َحةً َ‬
‫س ُه ْم ِم ْن َها أ َ هما الله ْي َل‬ ‫س َرتْ ُه ْم فَفَدَ ْوا أ َ ْنفُ َ‬ ‫الدُّ ْنيَا فَلَ ْم يُ ِريدُو َها َوأ َ َ‬
‫يال يُ َح ِ ّزنُونَ‬ ‫آن يُ َر ِت ّلُونَ َها ت َ ْرتِ ً‬ ‫اء ْالقُ ْر ِ‬ ‫صافُّونَ أ َ ْقدَا َم ُه ْم تَا ِلينَ ِْل َ ْجزَ ِ‬ ‫فَ َ‬
‫يرونَ ِب ِه دَ َوا َء دَا ِئ ِه ْم فَإِذَا َم ُّروا ِبآيَ ٍة ِفي َها‬ ‫س ُه ْم َويَ ْست َ ِث ُ‬‫ِب ِه أ َ ْنفُ َ‬
‫ظنُّوا‬ ‫س ُه ْم ِإلَ ْي َها ش َْوقا ً َو َ‬ ‫ت نُفُو ُ‬ ‫طلهعَ ْ‬ ‫ط َمعا ً َوتَ َ‬ ‫يق َر َكنُوا ِإلَ ْي َها َ‬ ‫تَ ْش ِو ٌ‬
‫صغ َْوا ِإلَ ْي َها‬ ‫يف أ َ ْ‬ ‫ب أ َ ْعيُ ِن ِه ْم َو ِإذَا َم ُّروا ِبآيَ ٍة ِفي َها ت َ ْخ ِو ٌ‬ ‫ص َ‬ ‫أَنه َها نُ ْ‬
‫صو ِل‬ ‫ش ِهيقَ َها فِي أ ُ ُ‬ ‫ير َج َهنه َم َو َ‬ ‫ظنُّوا أَ هن زَ فِ َ‬ ‫ام َع قُلُو ِب ِه ْم َو َ‬ ‫س ِ‬‫َم َ‬
‫شونَ ِل ِجبَا ِه ِه ْم َوأَ ُك ِفّ ِه ْم‬ ‫اط ِه ْم ُم ْفتَ ِر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫علَى أ َ ْو َ‬ ‫آذَانِ ِه ْم فَ ُه ْم َحانُونَ َ‬
‫اك‬‫َّللاِ تَعَالَى فِي فَ َك ِ‬ ‫طلُبُونَ ِإلَى ه‬ ‫اف أ َ ْقدَ ِام ِه ْم يَ ْ‬‫ط َر ِ‬ ‫َو ُر َك ِب ِه ْم َوأ َ ْ‬
‫ف‬‫ار أَتْ ِقيَا ُء قَ ْد بَ َرا ُه ُم ْالخ َْو ُ‬ ‫علَ َما ُء أَب َْر ٌ‬ ‫ار فَ ُحلَ َما ُء ُ‬ ‫ِرقَا ِب ِه ْم َوأ َ هما النه َه َ‬
‫ضى َو َما بِ ْالقَ ْو ِم‬ ‫سبُ ُه ْم َم ْر َ‬ ‫اظ ُر فَيَ ْح َ‬ ‫ظ ُر ِإلَ ْي ِه ُم النه ِ‬ ‫ي ْال ِقدَ ِ‬
‫اح يَ ْن ُ‬ ‫بَ ْر َ‬
‫ع ِظي ٌم َال‬ ‫ط ُه ْم أَ ْم ٌر َ‬ ‫طوا َولَقَ ْد خَالَ َ‬ ‫ض َويَقُو ُل لَقَ ْد ُخو ِل ُ‬ ‫ِم ْن َم َر ٍ‬
‫ير فَ ُه ْم ِْل َ ْنفُ ِس ِه ْم‬ ‫ض ْونَ ِم ْن أ َ ْع َما ِل ِه ُم ْالقَ ِلي َل َو َال َي ْستَ ْك ِث ُرونَ ْال َك ِث َ‬ ‫يَ ْر َ‬
‫َاف ِم هما‬ ‫ي أ َ َحدٌ ِم ْن ُه ْم خ َ‬ ‫ُمت ه ِه ُمونَ َو ِم ْن أ َ ْع َما ِل ِه ْم ُم ْش ِفقُونَ ِإذَا ُز ِ ّك َ‬
‫غي ِْري َو َر ِبّي أَ ْعلَ ُم ِبي ِمنِّي‬ ‫يُقَا ُل لَهُ فَيَقُو ُل أَنَا أ َ ْعلَ ُم ِبنَ ْفسِي ِم ْن َ‬
‫ض َل ِم هما‬ ‫اج َع ْلنِي أ َ ْف َ‬ ‫اخ ْذنِي ِب َما يَقُولُونَ َو ْ‬ ‫ِبنَ ْفسِي الله ُه هم َال ت ُ َؤ ِ‬
‫ع َال َم ِة أ َ َح ِد ِه ْم أَنه َك تَ َرى‬ ‫ظنُّونَ َوا ْغ ِف ْر ِلي َما َال يَ ْعلَ ُمونَ فَ ِم ْن َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ين َو ِح ْرصا ً فِي‬ ‫ين َو ِإي َمانا ً فِي يَ ِق ٍ‬ ‫ِين َو َح ْزما ً فِي ِل ٍ‬ ‫لَهُ قُ هوة ً فِي د ٍ‬
‫شوعا ً فِي ِعبَادَةٍ‬ ‫صدا ً فِي ِغنًى َو ُخ ُ‬ ‫ِع ْل ٍم َو ِع ْلما ً فِي ِح ْل ٍم َوقَ ْ‬
‫طلَبا ً فِي َح َال ٍل َونَشَاطا ً فِي‬ ‫صبْرا ً فِي ِشدهةٍ َو َ‬ ‫َوت َ َج ُّم ًال فِي فَاقَ ٍة َو َ‬
‫صا ِل َحةَ َو ُه َو َعلَى‬ ‫ط َم ٍع يَ ْع َم ُل ْاْل َ ْع َما َل ال ه‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ُهدًى َوت َ َح ُّرجا ً َ‬
‫ص ِب ُح َو َه ُّمهُ ال ِذّ ْك ُر يَ ِبيتُ َحذِرا ً‬ ‫ش ْك ُر َويُ ْ‬ ‫َو َج ٍل يُ ْمسِي َو َه ُّمهُ ال ُّ‬
‫اب ِمنَ‬ ‫ص َ‬ ‫ص ِب ُح فَ ِرحا ً َحذِرا ً ِل َما ُحذّ َِر ِمنَ ْالغَ ْفلَ ِة َوفَ ِرحا ً ِب َما أَ َ‬ ‫َويُ ْ‬
‫سهُ فِي َما ت َ ْك َرهُ لَ ْم يُ ْع ِط َها‬ ‫علَ ْي ِه نَ ْف ُ‬‫ت َ‬ ‫صعَبَ ْ‬‫الر ْح َم ِة ِإ ِن ا ْست َ ْ‬ ‫ض ِل َو ه‬ ‫ْالفَ ْ‬
‫ع ْي ِن ِه ِفي َما َال يَ ُزو ُل َوزَ َهادَتُهُ ِفي َما َال يَ ْبقَى‬ ‫ب قُ هرة ُ َ‬ ‫سؤْ لَ َها ِفي َما ت ُ ِح ُّ‬ ‫ُ‬
‫يال زَ َ ُّلِلُ‬ ‫يَ ْم ُز ُج ْال ِح ْل َم ِب ْال ِع ْل ِم َو ْالقَ ْو َل ِب ْالعَ َم ِل ت َ َراهُ قَ ِريبا ً أَ َملُهُ قَ ِل ً‬
‫س ْه ًال أ َ ْم ُرهُ َح ِريزا ً دِينُهُ‬ ‫سهُ َم ْن ُزورا ً أَ ْكلُهُ َ‬ ‫خَا ِشعا ً قَ ْلبُهُ قَا ِنعَةً نَ ْف ُ‬
‫ش ُّر ِم ْنهُ‬ ‫ظهُ ْال َخي ُْر ِم ْنهُ َمأ ْ ُمو ٌل َوال ه‬ ‫غ ْي ُ‬ ‫ظوما ً َ‬ ‫ش ْه َوتُهُ َم ْك ُ‬ ‫َم ِيّتَةً َ‬
‫ب ِفي الذها ِك ِرينَ َو ِإ ْن َكانَ ِفي‬ ‫ون ِإ ْن َكانَ ِفي ْالغَا ِف ِلينَ ُك ِت َ‬ ‫َمأ ْ ُم ٌ‬
‫ظلَ َمهُ َويُ ْع ِطي َم ْن‬ ‫ع هم ْن َ‬ ‫الذها ِك ِرينَ لَ ْم يُ ْكتَبْ ِمنَ ْالغَافِ ِلينَ يَ ْعفُو َ‬
‫شهُ لَ ِيّنا ً قَ ْولُهُ غَائِبا ً ُم ْن َك ُرهُ‬ ‫طعَهُ بَ ِعيدا ً فُ ْح ُ‬ ‫ص ُل َم ْن قَ َ‬ ‫َح َر َمهُ َويَ ِ‬
‫ور‬‫الز َال ِز ِل َوقُ ٌ‬ ‫اضرا ً َم ْع ُروفُهُ ُم ْق ِب ًال َخي ُْرهُ ُم ْدبِرا ً ش َُّرهُ فِي ه‬ ‫َح ِ‬
‫علَى َم ْن‬ ‫يف َ‬ ‫ور َال يَ ِح ُ‬ ‫ش ُك ٌ‬ ‫َاء َ‬‫الرخ ِ‬ ‫ور َوفِي ه‬ ‫صب ُ ٌ‬ ‫ار ِه َ‬ ‫َوفِي ْال َم َك ِ‬
‫علَ ْي ِه َال‬ ‫ق قَ ْب َل أَ ْن يُ ْش َهدَ َ‬ ‫ف بِ ْال َح ّ ِ‬ ‫ب يَ ْعتَ ِر ُ‬ ‫ض َو َال يَأْث َ ُم فِي َم ْن يُ ِح ُّ‬ ‫يُ ْب ِغ ُ‬
‫ب َو َال‬ ‫سى َما ذُ ِ ّك َر َو َال يُنَا ِب ُز ِب ْاْل َ ْلقَا ِ‬ ‫ظ َو َال يَ ْن َ‬ ‫ضي ُع َما ا ْست ُ ْح ِف َ‬ ‫يُ ِ‬
‫اط ِل َو َال‬ ‫ب َو َال يَ ْد ُخ ُل ِفي ْالبَ ِ‬ ‫صا ِئ ِ‬ ‫ار َو َال يَ ْش َمتُ ِب ْال َم َ‬ ‫ار ِب ْال َج ِ‬ ‫ض ُّ‬‫يُ َ‬
‫ض ِح َك لَ ْم يَ ْع ُل‬ ‫ص ْمتُهُ َو ِإ ْن َ‬ ‫ت لَ ْم يَغُ همهُ َ‬ ‫ص َم َ‬ ‫ق ِإ ْن َ‬ ‫يَ ْخ ُر ُج ِمنَ ْال َح ّ ِ‬
‫َّللاُ ُه َو الهذِي يَ ْنت َ ِق ُم لَهُ‬ ‫صبَ َر َحتهى يَ ُكونَ ه‬ ‫علَ ْي ِه َ‬ ‫ي َ‬ ‫ص ْوتُهُ َو ِإ ْن بُ ِغ َ‬ ‫َ‬
‫سهُ ِآل ِخ َرتِ ِه‬ ‫ب نَ ْف َ‬‫اس ِم ْنهُ فِي َرا َح ٍة أَتْعَ َ‬ ‫عنَاءٍ َوالنه ُ‬ ‫سهُ ِم ْنهُ فِي َ‬ ‫نَ ْف ُ‬
‫ع ْنهُ ُز ْهدٌ َونَزَ ا َهةٌ‬ ‫عدَ َ‬ ‫ع هم ْن تَبَا َ‬ ‫اس ِم ْن نَ ْف ِس ِه بُ ْعدُهُ َ‬ ‫َوأ َ َرا َح النه َ‬
‫ظ َم ٍة َو َال‬ ‫ع َ‬ ‫عدُهُ ِب ِكب ٍْر َو َ‬ ‫ْس تَبَا ُ‬ ‫ين َو َر ْح َمةٌ لَي َ‬ ‫َودُنُ ُّوهُ ِم هم ْن دَنَا ِم ْنهُ ِل ٌ‬
‫دُنُ ُّوهُ ِب َم ْك ٍر َو َخدِيعَ ٍة ‪.‬‬
‫سهُ فِي َها ‪ ،‬فَقَا َل أ َ ِم ُ‬
‫ير‬ ‫َت نَ ْف ُ‬ ‫ص ْعقَةً َكان ْ‬ ‫ص ِعقَ َه هما ٌم َ‬ ‫قَا َل ‪ :‬فَ َ‬
‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ عليه السالم‪:‬‬
‫صنَ ُع ْال َم َوا ِع ُ‬
‫ظ‬ ‫علَ ْي ِه ‪ ،‬ث ُ هم قَا َل ‪ :‬أَ َه َكذَا تَ ْ‬ ‫َّللاِ لَقَ ْد ُك ْنتُ أَخَافُ َها َ‬ ‫أ َ َما َو ه‬
‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ‪ ،‬فَقَا َل‬
‫ْالبَا ِلغَةُ ِبأ َ ْه ِل َها‪ ،‬فَقَا َل لَهُ قَا ِئ ٌل ‪ :‬فَ َما بَالُ َك يَا أَ ِم َ‬
‫عليه السالم‪َ :‬و ْي َح َك ِإ هن ِل ُك ِّل أ َ َج ٍل َو ْقتا ً َال يَ ْعدُوهُ َو َ‬
‫سبَبا ً َال‬
‫علَى ِل َ‬
‫سا ِن َك ‪.‬‬ ‫ان َ‬ ‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬
‫ث ال ه‬‫يَت َ َج َاو ُزهُ فَ َم ْه ًال َال تَعُ ْد ِل ِمثْ ِل َها فَإِنه َما نَفَ َ‬
‫]‪[194‬‬
‫ومنُخطبةُلهُُعليهُالسَلمُيصفُفيهاُالمنافقين‬

‫صيَ ِة‬ ‫ع ْنهُ ِمنَ ْال َم ْع ِ‬ ‫الطا َع ِة َوذَادَ َ‬ ‫علَى َما َوفهقَ لَهُ ِمنَ ه‬ ‫ن َْح َمدُهُ َ‬
‫ع ْبدُهُ‬ ‫صاما ً َونَ ْش َهدُ أَ هن ُم َح همدا ً َ‬ ‫َونَ ْسأَلُهُ ِل ِمنهتِ ِه ت َ َماما ً َو ِب َح ْب ِل ِه ا ْعتِ َ‬
‫ع فِي ِه ُك هل‬ ‫َّللاِ ُك هل غ َْم َرةٍ َوتَ َج هر َ‬ ‫ان ه‬ ‫َاض ِإلَى ِرض َْو ِ‬ ‫سولُهُ خ َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه‬ ‫ص ْونَ َو َخلَعَ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْاْل َ ْق َ‬‫ب َ‬ ‫ص ٍة َوقَ ْد تَلَ هونَ لَهُ ْاْل َ ْدن َْونَ َوتَأَله َ‬ ‫غ ه‬ ‫ُ‬
‫اح ِل َها َحتهى‬ ‫طونَ َر َو ِ‬ ‫اربَ ِت ِه بُ ُ‬ ‫ت ِإلَى ُم َح َ‬ ‫ض َربَ ْ‬ ‫ب أ َ ِعنهت َ َها َو َ‬ ‫ْالعَ َر ُ‬
‫ق ْال َمزَ ِار ‪،‬‬ ‫عدَ َاوت َ َها ِم ْن أ َ ْبعَ ِد الده ِار َوأ َ ْس َح ِ‬ ‫سا َحتِ ِه َ‬ ‫ت ِب َ‬ ‫أ َ ْنزَ لَ ْ‬
‫ق فَإِنه ُه ُم‬ ‫َّللاِ َوأ ُ َحذّ ُِر ُك ْم أ َ ْه َل ال ِنّفَا ِ‬
‫َّللاِ ِبت َ ْق َوى ه‬ ‫وصي ُك ْم ِعبَادَ ه‬ ‫أُ ِ‬
‫الزالُّونَ ْال ُم ِزلُّونَ يَتَلَ هونُونَ أَ ْل َوانا ً َويَ ْفتَنُّونَ‬ ‫ضلُّونَ َو ه‬ ‫ضالُّونَ ْال ُم ِ‬ ‫ال ه‬
‫صا ٍد قُلُوبُ ُه ْم‬ ‫صدُونَ ُك ْم ِب ُك ِّل ِم ْر َ‬ ‫ا ْف ِتنَانا ً َويَ ْع ِمدُونَ ُك ْم ِب ُك ِّل ِع َما ٍد َويَ ْر ُ‬
‫صفُ ُه ْم‬ ‫ض َرا َء َو ْ‬ ‫شونَ ْال َخفَا َء َويَ ِدبُّونَ ال ه‬ ‫صفَا ُح ُه ْم نَ ِقيهةٌ يَ ْم ُ‬ ‫دَ ِويهةٌ َو ِ‬
‫َاء َو ُم َؤ ِ ّكدُو‬ ‫الرخ ِ‬ ‫سدَة ُ ه‬ ‫دَ َوا ٌء َوقَ ْولُ ُه ْم ِشفَا ٌء َوفِ ْعلُ ُه ُم الدها ُء ْالعَيَا ُء َح َ‬
‫ص ِري ٌع َو ِإلَى ُك ِّل قَ ْل ٍ‬
‫ب‬ ‫ق َ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫اء لَ ُه ْم بِ ُك ِّل َ‬ ‫الر َج ِ‬‫طو ه‬ ‫ْالبَ َال ِء َو ُم ْقنِ ُ‬
‫ضونَ الثهنَا َء َويَتَ َراقَبُونَ ْال َجزَ ا َء‬ ‫ار ُ‬ ‫ع يَتَقَ َ‬ ‫ش ِفي ٌع َو ِل ُك ِّل ش َْج ٍو دُ ُمو ٌ‬ ‫َ‬
‫شفُوا َو ِإ ْن َح َك ُموا أَ ْس َرفُوا قَ ْد‬ ‫سأَلُوا أَ ْل َحفُوا َو ِإ ْن َعذَلُوا َك َ‬ ‫ِإ ْن َ‬
‫ي ٍ قَاتِ ًال َو ِل ُك ِّل‬ ‫اط ًال َو ِل ُك ِّل قَائِ ٍم َمائِ ًال َو ِل ُك ِّل َح ّ‬ ‫ق بَ ِ‬ ‫عدُّوا ِل ُك ِّل َح ّ ٍ‬ ‫أَ َ‬
‫الط َم ِع ِب ْاليَأ ْ ِس‬ ‫صلُونَ ِإلَى ه‬ ‫صبَاحا ً يَتَ َو ه‬ ‫ب ِم ْفتَاحا ً َو ِل ُك ِّل لَ ْي ٍل ِم ْ‬ ‫بَا ٍ‬
‫ش ِبّ ُهونَ‬ ‫ِليُ ِقي ُموا ِب ِه أ َ ْس َواقَ ُه ْم َويُ ْن ِفقُوا ِب ِه أَع َْالقَ ُه ْم يَقُولُونَ فَيُ َ‬
‫ضيقَ فَ ُه ْم‬ ‫ضلَعُوا ْال َم ِ‬ ‫الط ِريقَ َوأَ ْ‬ ‫صفُونَ فَيُ َم ّ ِو ُهونَ قَ ْد َه هونُوا ه‬ ‫َويَ ِ‬
‫ْطان أَال ِإ هن ِح ْز َ‬
‫ب‬ ‫شي ِ‬ ‫ب ال ه‬ ‫ان أُولئِ َك ِح ْز ُ‬ ‫ير ِ‬ ‫ان َو ُح َمةُ ال ِنّ َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬‫لُ َمةُ ال ه‬
‫ْطان ُه ُم ْالخا ِس ُرونَ ‪.‬‬ ‫شي ِ‬ ‫ال ه‬
‫]‪[195‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيحمدُّللاُويثنيُعلىُنبيهُويعظ‬

‫حمدُّللاُ‬

‫س ْل َ‬
‫طانِ ِه َو َج َال ِل ِكب ِْريَائِ ِه َما َحي َهر‬ ‫ار ُ‬ ‫ظ َه َر ِم ْن آث َ ِ‬‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي أَ ْ‬
‫ت َه َما ِه ِم النُّفُ ِ‬
‫وس‬ ‫ط َرا ِ‬ ‫ع َخ َ‬ ‫ب قُ ْد َرتِ ِه َو َردَ َ‬
‫ع َجائِ ِ‬ ‫ُمقَ َل ْالعُقُو ِل ِم ْن َ‬
‫ان ُك ْن ِه ِ‬
‫صفَتِ ِه‪.‬‬ ‫ع ْن ِع ْرفَ ِ‬ ‫َ‬
‫الشهادتان‬

‫ان‬
‫ع ٍ‬ ‫ص َو ِإ ْذ َ‬
‫ان َو ِإ ْخ َال ٍ‬ ‫ان َو ِإيقَ ٍ‬ ‫ش َهادَةَ ِإي َم ٍ‬ ‫َوأ َ ْش َهدُ أَ ْن َال ِإلَهَ ِإ هال ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫سة ٌ‬‫سلَهُ َوأَع َْال ُم ْال ُهدَى دَ ِار َ‬ ‫سولُهُ أَ ْر َ‬ ‫َوأَ ْش َهدُ أ َ هن ُم َح همدا ً َ‬
‫ع ْبدُهُ َو َر ُ‬
‫ق َو َهدَى ِإلَى‬ ‫ص َح ِل ْلخ َْل ِ‬‫ق َونَ َ‬ ‫ع ِب ْال َح ّ ِ‬
‫صدَ َ‬‫سةٌ فَ َ‬ ‫ام َ‬ ‫ط ِ‬‫ِين َ‬ ‫َو َمنَا ِه ُج الدّ ِ‬
‫سله َم ‪.‬‬
‫علَ ْي ِه َوآ ِل ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ص ِد َ‬ ‫الر ْش ِد َوأَ َم َر ِب ْالقَ ْ‬
‫ُّ‬

‫العظة‬

‫ع ِل َم‬‫عبَثا ً َولَ ْم يُ ْر ِس ْل ُك ْم َه َم ًال َ‬


‫َّللاِ أَنههُ لَ ْم يَ ْخلُ ْق ُك ْم َ‬
‫َوا ْعلَ ُموا ِعبَادَ ه‬
‫سانَهُ ِإلَ ْي ُك ْم فَا ْست َ ْف ِت ُحوهُ َوا ْست َ ْن ِج ُحوهُ‬ ‫صى ِإ ْح َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َوأ َ ْح َ‬ ‫َم ْبلَ َغ ِنعَ ِم ِه َ‬
‫اب َو َال أ ُ ْغ ِلقَ‬ ‫ع ْنهُ ِح َج ٌ‬ ‫طعَ ُك ْم َ‬‫اطلُبُوا ِإلَ ْي ِه َوا ْستَ ْم ِن ُحوهُ فَ َما قَ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ان َو َم َع ُك ِّل‬ ‫ين َوأَ َو ٍ‬‫ان َو ِفي ُك ِّل ِح ٍ‬ ‫اب َو ِإنههُ لَ ِب ُك ِّل َم َك ٍ‬ ‫ع ْن ُك ْم دُونَهُ بَ ٌ‬ ‫َ‬
‫صهُ ْال ِحبَا ُء َو َال يَ ْستَ ْن ِفدُهُ‬ ‫طا ُء َو َال يَ ْنقُ ُ‬ ‫ان َال يَثْ ِل ُمهُ ْالعَ َ‬ ‫ِإ ْن ٍس َو َج ٍّ‬
‫ص َو َال‬ ‫ع ْن ش َْخ ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫صي ِه نَائِ ٌل َو َال يَ ْل ِوي ِه ش َْخ ٌ‬ ‫سائِ ٌل َو َال يَ ْست َ ْق ِ‬ ‫َ‬
‫ب َو َال يَ ْشغَلُهُ‬ ‫س ْل ٍ‬‫ع ْن َ‬ ‫ت َو َال ت َ ْح ُج ُزهُ ِهبَةٌ َ‬ ‫ص ْو ٍ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫يُ ْل ِهي ِه َ‬
‫ص ْو ٌ‬
‫ب َو َال يُ ِجنُّهُ‬ ‫ع ْن ِعقَا ٍ‬ ‫ع ْن َر ْح َم ٍة َو َال تُو ِل ُههُ َر ْح َمةٌ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ض ٌ‬‫غ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ون قَ ُر َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ع ِن ْالبُ ُ‬ ‫ور َ‬ ‫الظ ُه ُ‬ ‫طعُهُ ُّ‬ ‫ور َو َال يَ ْق َ‬ ‫ع ِن ُّ‬
‫الظ ُه ِ‬ ‫ون َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ْالبُ ُ‬
‫طنَ فَعَلَنَ َودَانَ َولَ ْم يُدَ ْن لَ ْم‬ ‫طنَ َوبَ َ‬ ‫ظ َه َر فَبَ َ‬ ‫ع َال فَدَنَا َو َ‬ ‫فَنَأَى َو َ‬
‫وصي ُك ْم ِعبَادَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫احتِيَا ٍل َو َال ا ْستَعَانَ ِب ِه ْم ِل َك َال ٍل أ ُ ِ‬ ‫يَ ْذ َرأِ ْالخ َْلقَ ِب ْ‬
‫ص ُموا‬ ‫س ُكوا ِب َوثَائِ ِق َها َوا ْعت َ ِ‬ ‫الز َما ُم َو ْال ِق َوا ُم فَتَ َم ه‬ ‫ِبت َ ْق َوى ه‬
‫َّللاِ فَإِنه َها ِ ّ‬
‫سعَ ِة َو َمعَاقِ ِل‬ ‫ان ال ه‬ ‫ط ِ‬‫ع ِة َوأَ ْو َ‬ ‫َان الده َ‬ ‫ِب َحقَائِ ِق َها تَؤ ُْل ِب ُك ْم ِإلَى أ َ ْكن ِ‬
‫ظ ِل ُم لَهُ‬‫ار َوت ُ ْ‬ ‫ص ُ‬‫َص فِي ِه ْاْل َ ْب َ‬ ‫َاز ِل ْال ِع ِ ّز فِي يَ ْو ٍم تَ ْشخ ُ‬ ‫ْال ِح ْر ِز َو َمن ِ‬
‫ور فَت َ ْز َه ُق‬ ‫ص ِ‬ ‫َار َويُ ْنفَ ُخ ِفي ال ُّ‬ ‫ص ُرو ُم ْال ِعش ِ‬ ‫ط ُل ِفي ِه ُ‬ ‫ار َوتُعَ ه‬ ‫ط ُ‬ ‫ْاْل َ ْق َ‬
‫ش َو ِام ُخ َوال ُّ‬
‫ص ُّم‬ ‫ش ُّم ال ه‬ ‫ُك ُّل ُم ْه َج ٍة َوت َ ْب َك ُم ُك ُّل لَ ْه َج ٍة َوت َ ِذ ُّل ال ُّ‬
‫س ْملَقا ً فَ َال‬ ‫س َرابا ً َر ْق َرقا ً َو َم ْع َهدُ َها قَاعا ً َ‬ ‫ص ْلدُ َها َ‬ ‫ير َ‬ ‫ص ُ‬ ‫الر َوا ِس ُخ فَيَ ِ‬ ‫ه‬
‫ش ِفي ٌع يَ ْشفَ ُع َو َال َح ِمي ٌم يَ ْنفَ ُع َو َال َم ْعذ َِرة ٌ ت َ ْدفَ ُع ‪.‬‬ ‫َ‬
‫]‪[196‬‬
‫وُمنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيذكرُفيهاُبعثةُالنبيُوالعظةُبالزهد‬

‫بعثةُالنبي‬
‫اط ٌع َو َال َم ْن َه ٌج َو ِ‬
‫اض ٌح ‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫علَ ٌم قَا ِئ ٌم َو َال َمن ٌ‬
‫َار َ‬ ‫بَعَثَهُ ِحينَ َال َ‬

‫العظةُبالزهد‬

‫وص‬ ‫ش ُخ ٍ‬ ‫ار ُ‬ ‫َّللاِ َوأ ُ َحذّ ُِر ُك ُم الدُّ ْنيَا فَإِنه َها دَ ُ‬
‫َّللاِ ِبت َ ْق َوى ه‬
‫وصي ُك ْم ِعبَادَ ه‬ ‫أُ ِ‬
‫اطنُ َها بَائِ ٌن ت َ ِميدُ ِبأ َ ْه ِل َها َميَدَانَ‬ ‫ظا ِع ٌن َوقَ ِ‬ ‫سا ِكنُ َها َ‬‫يص َ‬ ‫َو َم َحلهةُ تَ ْن ِغ ٍ‬
‫ار فَ ِم ْن ُه ُم ْالغ َِر ُق ْال َو ِب ُق‬ ‫ج ْال ِب َح ِ‬ ‫ف فِي لُ َج ِ‬ ‫اص ُ‬ ‫صفُ َها ْالعَ َو ِ‬ ‫س ِفينَ ِة ت َ ْق ِ‬
‫ال ه‬
‫الريَا ُح بِأ َ ْذيَا ِل َها‬
‫اج تَ ْح ِف ُزهُ ِ ّ‬ ‫ون ْاْل َ ْم َو ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫علَى بُ ُ‬ ‫اجي َ‬ ‫َو ِم ْن ُه ُم النه ِ‬
‫ْس ِب ُم ْستَ ْد َركٍ َو َما نَ َجا‬ ‫علَى أَ ْه َوا ِل َها فَ َما غ َِرقَ ِم ْن َها فَلَي َ‬ ‫َوت َ ْح ِملُهُ َ‬
‫طلَقَةٌ‬ ‫س ُن ُم ْ‬ ‫َّللاِ ْاآلنَ فَا ْعلَ ُموا َو ْاْل َ ْل ُ‬ ‫ِم ْن َها فَإِلَى َم ْهلَكٍ ِعبَادَ ه‬
‫ب فَسِي ٌح َو ْال َم َجا ُل‬ ‫ضا ُء لَ ْدنَةٌ َو ْال ُم ْنقَلَ ُ‬‫ص ِحي َحةٌ َو ْاْل َ ْع َ‬ ‫ان َ‬ ‫َو ْاْل َ ْبدَ ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم نُ ُزولَهُ‬ ‫ت فَ َح ِقّقُوا َ‬ ‫ت َو ُحلُو ِل ْال َم ْو ِ‬ ‫ق ْالفَ ْو ِ‬‫يض قَ ْب َل ِإ ْر َها ِ‬ ‫ع ِر ٌ‬ ‫َ‬
‫َو َال ت َ ْنت َ ِظ ُروا قُدُو َمهُ‪.‬‬
‫]‪[197‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُينبهُفيهُعلىُفضيلتهُلقبولُقولهُوأمرهُونهيه‬

‫ب ُم َح هم ٍد (صلى هللا عليه‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫ظونَ ِم ْن أَ ْ‬ ‫ع ِل َم ْال ُم ْست َ ْحفَ ُ‬


‫َولَقَ ْد َ‬
‫ط َولَقَ ْد‬ ‫عةً قَ ُّ‬ ‫سا َ‬‫سو ِل ِه َ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫َّللاِ َو َال َ‬ ‫علَى ه‬ ‫وآله) أ َ ِنّي لَ ْم أ َ ُرده َ‬
‫طا ُل َوتَتَأ َ هخ ُر‬ ‫ص فِي َها ْاْل َ ْب َ‬ ‫اط ِن الهتِي ت َ ْن ُك ُ‬ ‫س ْيتُهُ بِنَ ْفسِي فِي ْال َم َو ِ‬ ‫َوا َ‬
‫َّللاِ (صلى‬ ‫سو ُل ه‬ ‫ض َر ُ‬ ‫فِي َها ْاْل َ ْقدَا ُم ن َْجدَة ً أ َ ْك َر َمنِي ه‬
‫َّللاُ ِب َها َولَقَ ْد قُ ِب َ‬
‫سهُ فِي‬ ‫ت نَ ْف ُ‬ ‫سالَ ْ‬ ‫ص ْد ِري َولَقَ ْد َ‬ ‫سهُ لَعَلَى َ‬ ‫هللا عليه وآله) َو ِإ هن َرأْ َ‬
‫غ ْسلَهُ (صلى هللا عليه‬ ‫علَى َو ْج ِهي َولَقَ ْد ُو ِلّيتُ ُ‬ ‫َك ِفّي فَأ َ ْم َر ْرت ُ َها َ‬
‫ط َو َم ََل ٌ‬ ‫ار َو ْاْل َ ْف ِنيَةُ َم ََل ٌ يَ ْه ِب ُ‬ ‫ت الده ُ‬ ‫ض هج ِ‬ ‫وآله) َو ْال َم َال ِئ َكةُ أَع َْوا ِني فَ َ‬
‫علَ ْي ِه َحتهى‬ ‫صلُّونَ َ‬ ‫س ْم ِعي َه ْينَ َمةٌ ِم ْن ُه ْم يُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ارقَ ْ‬ ‫يَ ْع ُر ُج َو َما فَ َ‬
‫يح ِه فَ َم ْن ذَا أ َ َح ُّق ِب ِه ِم ِنّي َحيّا ً َو َم ِيّتا ً فَا ْنفُذُوا‬ ‫ض ِر ِ‬ ‫ار ْينَاهُ ِفي َ‬ ‫َو َ‬
‫عد ّ ُِو ُك ْم فَ َوالهذِي َال ِإلَهَ‬ ‫صد ُْق نِيهات ُ ُك ْم فِي ِج َها ِد َ‬ ‫صائِ ِر ُك ْم َو ْلت َ ْ‬‫علَى بَ َ‬ ‫َ‬
‫اط ِل أَقُو ُل َما‬ ‫ق َو ِإنه ُه ْم لَعَلَى َمزَ له ِة ْالبَ ِ‬ ‫ِإ هال ُه َو ِإ ِنّي لَعَلَى َجادهةِ ْال َح ّ ِ‬
‫َّللاَ ِلي َولَ ُك ْم ‪.‬‬ ‫ت َ ْس َمعُونَ َوأ َ ْست َ ْغ ِف ُر ه‬
‫]‪[198‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫ينبهُعلىُإحاطةُعلمُّللاُبالجزئياتُثمُيحثُعلىُالتقوىُوُيبينُفضلُاإلسَلمُوُ‬
‫القرآن‬

‫ي ْال ِعبَا ِد ِفي‬‫اص َ‬‫ت َو َمعَ ِ‬ ‫وش ِفي ْالفَلَ َوا ِ‬ ‫ع ِجي َج ْال ُو ُح ِ‬ ‫يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ط َم ْال َم ِ‬
‫اء‬ ‫ت َو ت َ َال ُ‬
‫َام َرا ِ‬‫ار ْالغ ِ‬‫َان فِي ْال ِب َح ِ‬
‫ف ال ِنّين ِ‬ ‫اختِ َال َ‬ ‫ت َو ْ‬ ‫ْال َخلَ َوا ِ‬
‫ير َو ْح ِي ِه‬
‫س ِف ُ‬ ‫يب ه‬
‫َّللاِ َو َ‬ ‫ت َو أَ ْش َهدُ أَ هن ُم َح همدا ً ن َِج ُ‬ ‫اصفَا ِ‬ ‫اح ْالعَ ِ‬
‫الريَ ِ‬‫ِب ِ ّ‬
‫سو ُل َر ْح َمتِ ِه ‪.‬‬ ‫َو َر ُ‬

‫الوصيةُبالتقوى‬

‫َّللاِ الهذِي ا ْبتَدَأ َ خ َْلقَ ُك ْم َو ِإلَ ْي ِه يَ ُك ُ‬


‫ون‬ ‫وصي ُك ْم ِبتَ ْق َوى ه‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ ِنّي أ ُ ِ‬
‫صدُ‬ ‫ط ِلبَتِ ُك ْم َو ِإلَ ْي ِه ُم ْنت َ َهى َر ْغبَتِ ُك ْم َو ن َْح َوهُ قَ ْ‬ ‫َمعَادُ ُك ْم َو ِب ِه نَ َجا ُح َ‬
‫اء قُلُو ِب ُك ْم َو‬ ‫س ِبي ِل ُك ْم َو ِإلَ ْي ِه َم َر ِامي َم ْفزَ ِع ُك ْم فَإِ هن ت َ ْق َوى ه‬
‫َّللاِ دَ َوا ُء دَ ِ‬ ‫َ‬
‫ص َال ُح فَ َ‬
‫سا ِد‬ ‫سا ِد ُك ْم َو َ‬ ‫ض أَ ْج َ‬ ‫ع َمى أَ ْفئِدَتِ ُك ْم َو ِشفَا ُء َم َر ِ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫بَ َ‬
‫ار ُك ْم َو أ َ ْم ُن‬ ‫ص ِ‬ ‫عشَا أَ ْب َ‬ ‫ور دَن َِس أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َو ِج َال ُء َ‬ ‫ط ُه ُ‬ ‫ُور ُك ْم َو ُ‬ ‫صد ِ‬ ‫ُ‬
‫َّللاِ ِشعَارا ً‬ ‫طا َعةَ ه‬ ‫اجعَلُوا َ‬ ‫ظ ْل َمتِ ُك ْم فَ ْ‬
‫س َوا ِد ُ‬ ‫ضيَا ُء َ‬ ‫فَزَ عِ َجأ ْ ِش ُك ْم َو ِ‬
‫ار ُك ْم َو لَ ِطيفا ً بَيْنَ أَض َْال ِع ُك ْم َو‬ ‫يال دُونَ ِشعَ ِ‬ ‫ار ُك ْم َو دَ ِخ ً‬ ‫دُونَ ِدثَ ِ‬
‫ش ِفيعا ً ِلدَ َر ِك‬‫ين ُو ُرو ِد ُك ْم َو َ‬ ‫ور ُك ْم َو َم ْن َه ًال ِل ِح ِ‬‫أ َ ِميرا ً فَ ْوقَ أ ُ ُم ِ‬
‫س َكنا ً‬ ‫ور ُك ْم َو َ‬ ‫ون قُبُ ِ‬‫ط ِ‬ ‫صا ِبي َح ِلبُ ُ‬‫ط ِلبَتِ ُك ْم َو ُجنهةً ِليَ ْو ِم فَزَ ِع ُك ْم َو َم َ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ ِح ْر ٌز ِم ْن‬ ‫عةَ ه‬ ‫طا َ‬ ‫اطنِ ُك ْم فَإِ هن َ‬‫ب َم َو ِ‬ ‫شتِ ُك ْم َو نَفَسا ً ِل َك ْر ِ‬‫طو ِل َو ْح َ‬ ‫ِل ُ‬
‫ان ُموقَدَةٍ فَ َم ْن أَ َخذَ‬ ‫ير ٍ‬ ‫ف ُمت َ َوقهعَ ٍة َو أ ُ َو ِار نِ َ‬ ‫ف ُم ْكتَنِفَ ٍة َو َمخَا ِو َ‬ ‫َمتَا ِل َ‬
‫ت لَهُ ْاْل ُ ُم ُ‬
‫ور‬ ‫احلَ ْولَ ْ‬
‫شدَائِدُ بَ ْعدَ دُنُ ّ ِو َها َو ْ‬ ‫ع ْنهُ ال ه‬
‫ت َ‬ ‫عزَ بَ ْ‬‫بِالت ه ْق َوى َ‬
‫ع ْنهُ ْاْل َ ْم َوا ُج بَ ْعدَ ت َ َرا ُك ِم َها َو أ َ ْس َهلَ ْ‬
‫ت لَهُ‬ ‫ت َ‬ ‫ارتِ َها َو ا ْنفَ َر َج ْ‬
‫بَ ْعدَ َم َر َ‬
‫وط َها‪َ .‬و‬ ‫علَ ْي ِه ْال َك َرا َمةُ بَ ْعدَ قُ ُح ِ‬ ‫ت َ‬‫طلَ ْ‬‫صا ِب َها َو َه َ‬ ‫اب بَ ْعدَ ِإ ْن َ‬ ‫صع َ ُ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫علَ ْي ِه ال ِنّعَ ُم بَ ْعدَ‬ ‫ت َ‬ ‫ور َها َو تَفَ هج َر ْ‬‫الر ْح َمةُ بَ ْعدَ نُفُ ِ‬‫علَ ْي ِه ه‬
‫ت َ‬ ‫تَ َحدهبَ ْ‬
‫َّللاَ الهذِي‬ ‫علَ ْي ِه ْالبَ َر َكةُ بَ ْعدَ ِإ ْرذَا ِذ َها فَاتهقُوا ه‬ ‫ت َ‬ ‫ضو ِب َها َو َوبَلَ ْ‬ ‫نُ ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِبنِ ْع َمتِ ِه‬‫سالَتِ ِه َو ْامتَ هن َ‬ ‫ع َ‬
‫ظ ُك ْم ِب ِر َ‬ ‫ظتِ ِه َو َو َ‬ ‫نَفَعَ ُك ْم ِب َم ْو ِع َ‬
‫ع ِت ِه ‪.‬‬ ‫طا َ‬ ‫ق َ‬ ‫اخ ُر ُجوا ِإلَ ْي ِه ِم ْن َح ّ ِ‬ ‫فَعَ ِبّدُوا أ َ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم ِل ِعبَادَ ِت ِه َو ْ‬

‫فضلُاإلسَلم‬

‫طنَعَهُ‬ ‫ص َ‬ ‫طفَاهُ ِلنَ ْف ِس ِه َو ا ْ‬ ‫ص َ‬ ‫َّللاِ الهذِي ا ْ‬ ‫ِين ه‬ ‫اْل ْس َال َم د ُ‬ ‫ث ُ هم ِإ هن َهذَا ْ ِ‬


‫علَى َم َحبهتِ ِه أَذَ هل‬ ‫عائِ َمهُ َ‬ ‫ام دَ َ‬ ‫صفَاهُ ِخيَ َرة َ خ َْل ِق ِه َو أَقَ َ‬ ‫ع ْينِ ِه َو أ َ ْ‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫ض َع ْال ِملَ َل ِب َر ْف ِع ِه َو أ َ َهانَ أَ ْعدَا َءهُ ِب َك َرا َم ِت ِه َو‬ ‫ْاْل َ ْديَانَ ِب ِع هز ِت ِه َو َو َ‬
‫سقَى َم ْن‬ ‫ض َاللَ ِة ِب ُر ْكنِ ِه َو َ‬ ‫ص ِر ِه َو َهدَ َم أ َ ْر َكانَ ال ه‬ ‫َخذَ َل ُم َحادِّي ِه ِبنَ ْ‬
‫اض ِب َم َواتِ ِح ِه ث ُ هم َجعَلَهُ َال‬ ‫اض ِه َو أَتْأَقَ ْال ِحيَ َ‬ ‫ش ِم ْن ِحيَ ِ‬ ‫ع ِط َ‬ ‫َ‬
‫سا ِس ِه َو َال زَ َوا َل‬ ‫ام ِلعُ ْر َوتِ ِه َو َال فَ هك ِل َح ْلقَتِ ِه َو َال ا ْن ِهدَ َ‬
‫ام ِْل َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ا ْن ِف َ‬
‫عفَا َء‬ ‫ع ِل ُمدهتِ ِه َو َال َ‬ ‫طا َ‬ ‫ش َج َرتِ ِه َو َال ا ْن ِق َ‬ ‫ع ِل َ‬ ‫عائِ ِم ِه َو َال ا ْن ِق َال َ‬ ‫ِلدَ َ‬
‫عوثَةَ‬ ‫ط ُر ِق ِه َو َال ُو ُ‬ ‫ض ْن َك ِل ُ‬ ‫ِلش ََرا ِئ ِع ِه َو َال َجذه ِلفُ ُرو ِع ِه َو َال َ‬
‫ص َل‬ ‫ع َ‬ ‫صا ِب ِه َو َال َ‬ ‫ض ِح ِه َو َال ِع َو َج ِال ْنتِ َ‬ ‫س َوادَ ِل َو َ‬ ‫س ُهولَتِ ِه َو َال َ‬ ‫ِل ُ‬
‫ارة َ‬ ‫يح ِه َو َال َم َر َ‬ ‫صا ِب ِ‬ ‫ث ِلفَ ِ ّج ِه َو َال ا ْن ِطفَا َء ِل َم َ‬ ‫ع َ‬ ‫عو ِد ِه َو َال َو َ‬ ‫ِفي ُ‬
‫س َها‬ ‫سا َ‬ ‫هت لَ َها آ َ‬ ‫ق أَ ْسنَا َخ َها َو ثَب َ‬ ‫سا َخ فِي ْال َح ّ ِ‬ ‫عائِ ُم أ َ َ‬ ‫ِل َح َال َوتِ ِه فَ ُه َو دَ َ‬
‫يرانُ َها َو َمن ٌ‬
‫َار‬ ‫هت ِن َ‬ ‫شب ْ‬ ‫صا ِبي ُح َ‬ ‫عيُونُ َها َو َم َ‬ ‫ت ُ‬ ‫َو يَنَا ِبي ُع غ َُز َر ْ‬
‫ي ِب َها‬ ‫صدَ ِب َها فِ َجا ُج َها َو َمنَا ِه ُل َر ِو َ‬ ‫ار َها َو أَع َْال ٌم قُ ِ‬ ‫سف ه ُ‬‫ا ْقتَدَى ِب َها ُ‬
‫َام‬
‫سن َ‬ ‫عائِ ِم ِه َو َ‬ ‫َّللاُ فِي ِه ُم ْنت َ َهى ِرض َْوانِ ِه َو ذ ِْر َوة َ دَ َ‬ ‫ُو هرادُ َها‪َ .‬جعَ َل ه‬
‫ير ْالبُ ْر َه ِ‬
‫ان‬ ‫ان ُمنِ ُ‬ ‫ان َرفِي ُع ْالبُ ْنيَ ِ‬ ‫يق ْاْل َ ْر َك ِ‬
‫َّللاِ َوثِ ُ‬‫عتِ ِه فَ ُه َو ِع ْندَ ه‬ ‫طا َ‬ ‫َ‬
‫َار ُم ْع ِوذُ ْال َمث َ ِ‬
‫ار‬ ‫ف ْال َمن ِ‬
‫ان ُم ْش ِر ُ‬
‫ط ِ‬‫س ْل َ‬
‫يز ال ُّ‬ ‫ع ِز ُ‬‫ان َ‬‫ير ِ‬ ‫ضي ُء ال ِنّ َ‬ ‫ُم ِ‬
‫اضعَهُ ‪.‬‬ ‫ضعُوهُ َم َو ِ‬‫فَش ِ َّرفُوهُ َو ات ه ِبعُوهُ َو أَدُّوا ِإلَ ْي ِه َحقههُ َو َ‬

‫الرسولُاألعظم‬

‫ق ِحينَ‬ ‫ث ُم َح همدا ً صلى هللا عليه وآله بِ ْال َح ّ ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ بَعَ َ‬


‫َّللاَ ُ‬‫ث ُ هم ِإ هن ه‬
‫ت‬ ‫ظلَ َم ْ‬ ‫ع َو أ َ ْ‬ ‫ع َو أَ ْقبَ َل ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ ِاال ِ ّ‬
‫ط َال ُ‬ ‫طا ُ‬‫دَنَا ِمنَ الدُّ ْنيَا ِاال ْن ِق َ‬
‫شنَ ِم ْن َها‬ ‫ق َو َخ ُ‬ ‫سا ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫ت ِبأ َ ْه ِل َها َ‬ ‫ق َو قَا َم ْ‬ ‫بَ ْه َجت ُ َها بَ ْعدَ ِإ ْش َرا ٍ‬
‫ب ِم ْن‬ ‫طاعٍ ِم ْن ُمدهتِ َها َو ا ْقتِ َرا ٍ‬ ‫ف ِم ْن َها قِيَادٌ فِي ا ْن ِق َ‬ ‫ِم َهادٌ َو أ َ ِز َ‬
‫َار ِم ْن‬ ‫ص ٍام ِم ْن َح ْلقَ ِت َها َو ا ْن ِتش ٍ‬ ‫ص ُّر ٍم ِم ْن أ َ ْه ِل َها َو ا ْن ِف َ‬ ‫اط َها َو تَ َ‬ ‫أَ ْش َر ِ‬
‫ص ٍر ِم ْن‬ ‫ع ْو َراتِ َها َو قِ َ‬ ‫شفٍ ِم ْن َ‬ ‫عفَاءٍ ِم ْن أَع َْال ِم َها َو ت َ َك ُّ‬ ‫سبَ ِب َها َو َ‬ ‫َ‬
‫سالَ ِت ِه َو َك َرا َمةً ِْل ُ هم ِت ِه َو َر ِبيعا ً ِْل َ ْه ِل‬ ‫َّللاُ بَ َالغا ً ِل ِر َ‬
‫طو ِل َها َجعَلَهُ ه‬ ‫ُ‬
‫ار ِه ‪.‬‬
‫ص ِ‬‫زَ َمانِ ِه َو ِر ْفعَةً ِْلَع َْوانِ ِه َو ش ََرفا ً ِْل َ ْن َ‬

‫القرآنُالكريم‬

‫صا ِبي ُحهُ َو ِس َراجا ً َال يَ ْخبُو‬ ‫طفَأ ُ َم َ‬ ‫اب نُورا ً َال ت ُ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ْال ِكتَ َ‬ ‫ث ُ هم أ َ ْنزَ َل َ‬
‫شعَاعا ً‬ ‫ض ُّل نَ ْه ُجهُ َو ُ‬ ‫ت َ َوقُّدُهُ َو بَ ْحرا ً َال يُ ْد َر ُك قَ ْع ُرهُ َو ِم ْن َهاجا ً َال يُ ِ‬
‫ض ْو ُءهُ َو فُ ْرقَانا ً َال يُ ْخ َمدُ بُ ْر َهانُهُ َو تِ ْبيَانا ً َال ت ُ ْهدَ ُم أ َ ْر َكانُهُ‬ ‫ظ ِل ُم َ‬‫َال يُ ْ‬
‫ارهُ َو َحقّا ً َال‬ ‫ص ُ‬ ‫َو ِشفَا ًء َال ت ُ ْخشَى أَ ْسقَا ُمهُ َو ِع ّزا ً َال ت ُ ْهزَ ُم أ َ ْن َ‬
‫ان َو بُ ْحبُو َحتُهُ َو يَنَا ِبي ُع ْال ِع ْل ِم َو‬ ‫ت ُ ْخذَ ُل أَع َْوانُهُ فَ ُه َو َم ْعد ُِن ْ ِ‬
‫اْلي َم ِ‬
‫اْل ْس َال ِم َو بُ ْنيَانُهُ َو‬ ‫ي ِْ‬ ‫غ ْد َرانُهُ َو أَثَافِ ُّ‬ ‫اض ْالعَ ْد ِل َو ُ‬‫ورهُ َو ِريَ ُ‬ ‫بُ ُح ُ‬
‫ون َال‬ ‫عي ُ ٌ‬ ‫طانُهُ َو بَ ْح ٌر َال يَ ْن ِزفُهُ ْال ُم ْستَ ْن ِزفُونَ َو ُ‬ ‫ق َو ِغي َ‬ ‫أ َ ْو ِديَةُ ْال َح ّ ِ‬
‫َاز ُل َال‬ ‫ض َها ْال َو ِاردُونَ َو َمن ِ‬ ‫ضبُ َها ْال َماتِ ُحونَ َو َمنَا ِه ُل َال يَ ِغي ُ‬ ‫يُ ْن ِ‬
‫سائِ ُرونَ َو‬ ‫ع ْن َها ال ه‬‫سافِ ُرونَ َو أَع َْال ٌم َال يَ ْع َمى َ‬ ‫ض ُّل نَ ْه َج َها ْال ُم َ‬
‫يَ ِ‬
‫اء َو‬ ‫ط ِش ْالعُلَ َم ِ‬ ‫َّللاُ ِريّا ً ِلعَ َ‬
‫اصدُونَ َج َعلَهُ ه‬ ‫ع ْن َها ْالقَ ِ‬‫وز َ‬ ‫آ َكا ٌم َال يَ ُج ُ‬
‫ْس‬‫اء َو دَ َوا ًء لَي َ‬ ‫صلَ َح ِ‬‫ق ال ُّ‬ ‫اء َو َم َحا هج ِل ُ‬
‫ط ُر ِ‬ ‫ب ْالفُقَ َه ِ‬ ‫َر ِبيعا ً ِلقُلُو ِ‬
‫ع ْر َوتُهُ َو َم ْع ِق ًال‬ ‫ظ ْل َمةٌ َو َحب ًْال َو ِثيقا ً ُ‬ ‫ْس َمعَهُ ُ‬ ‫بَ ْعدَهُ دَا ٌء َو نُورا ً لَي َ‬
‫َمنِيعا ً ذ ِْر َوتُهُ َو ِع ّزا ً ِل َم ْن ت َ َو هالهُ َو ِس ْلما ً ِل َم ْن دَ َخلَهُ َو ُهدًى ِل َم ِن‬
‫ع ْذرا ً ِل َم ِن ا ْنت َ َحلَهُ َو بُ ْر َهانا ً ِل َم ْن ت َ َكله َم ِب ِه َو شَا ِهدا ً ِل َم ْن‬ ‫ائْت َ هم ِب ِه َو ُ‬
‫ام ًال ِل َم ْن َح َملَهُ َو َم ِطيهةً ِل َم ْن‬ ‫ص َم ِب ِه َو فَ ْلجا ً ِل َم ْن َحا هج ِب ِه َو َح ِ‬ ‫خَا َ‬
‫عى َو‬ ‫س َم َو ُجنهةً ِل َم ِن ا ْست َ َْل َ َم َو ِع ْلما ً ِل َم ْن َو َ‬ ‫أ َ ْع َملَهُ َو آيَةً ِل َم ْن ت َ َو ه‬
‫ضى ‪.‬‬ ‫َحدِيثا ً ِل َم ْن َر َوى َو ُح ْكما ً ِل َم ْن قَ َ‬
‫]‪[199‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُكانُيوصيُبهُأصحابه‬

‫الصَلة‬

‫علَ ْي َها َوا ْستَ ْكثِ ُروا ِم ْن َها َوتَقَ هربُوا‬ ‫ظوا َ‬ ‫ص َالةِ َو َحافِ ُ‬ ‫تَعَا َهدُوا أ َ ْم َر ال ه‬
‫علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِكتابا ً َم ْوقُوتا ً أَ َال ت َ ْس َمعُونَ ِإلَى‬ ‫َت َ‬ ‫ِب َها فَإِنه َها كان ْ‬
‫سقَ َر قالُوا لَ ْم ن َُك ِمنَ‬ ‫سلَ َك ُك ْم فِي َ‬ ‫سئِلُوا ما َ‬ ‫ار ِحينَ ُ‬ ‫ب أَ ْه ِل النه ِ‬ ‫َج َوا ِ‬
‫ط َالقَ‬‫ط ِلقُ َها ِإ ْ‬
‫ق َوت ُ ْ‬‫ت ْال َو َر ِ‬ ‫ب َح ه‬ ‫ت الذُّنُو َ‬ ‫ص ِلّينَ َو ِإنه َها لَتَ ُح ُّ‬ ‫ْال ُم َ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) ِب ْال َح هم ِة ت َ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫سو ُل ه‬ ‫شبه َه َها َر ُ‬ ‫ق َو َ‬ ‫الربَ ِ‬
‫ِّ‬
‫س‬‫الر ُج ِل فَ ُه َو يَ ْغتَ ِس ُل ِم ْن َها ِفي ْاليَ ْو ِم َوالله ْيلَ ِة خ َْم َ‬ ‫ب ه‬ ‫علَى بَا ِ‬ ‫َ‬
‫ف َحقه َها‬ ‫ع َر َ‬‫علَ ْي ِه ِمنَ الده َر ِن َوقَ ْد َ‬ ‫سى أ َ ْن يَ ْبقَى َ‬ ‫ع َ‬ ‫ت فَ َما َ‬ ‫َم هرا ٍ‬
‫ع ْن َها ِزينَةُ َمتَاعٍ َو َال قُ هرة ُ‬ ‫ِر َجا ٌل ِمنَ ْال ُمؤْ ِم ِنينَ الهذِينَ َال تَ ْشغَلُ ُه ْم َ‬
‫جارة ٌ‬‫س ْب َحانَهُ ِرجا ٌل ال ت ُ ْل ِهي ِه ْم تِ َ‬ ‫عي ٍْن ِم ْن َولَ ٍد َو َال َما ٍل يَقُو ُل ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫َ‬
‫سو ُل‬ ‫الزكاةِ َو َكانَ َر ُ‬ ‫يتاء ه‬
‫صالةِ َو ِإ ِ‬ ‫قام ال ه‬ ‫ع ْن ِذ ْك ِر ه‬
‫َّللاِ َو ِإ ِ‬ ‫َوال بَ ْي ٌع َ‬
‫ِير لَهُ ِب ْال َجنه ِة‬ ‫ص َالةِ بَ ْعدَ الت ه ْبش ِ‬ ‫َصبا ً ِبال ه‬ ‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) ن ِ‬ ‫ه‬
‫علَيْها فَ َكانَ‬ ‫ط ِب ْر َ‬ ‫ص َ‬‫صالةِ َوا ْ‬ ‫س ْب َحانَهُ َوأْ ُم ْر أَ ْهلَ َك ِبال ه‬ ‫ِلقَ ْو ِل ه‬
‫َّللاِ ُ‬
‫سهُ ‪.‬‬ ‫علَ ْي َها نَ ْف َ‬ ‫صبِ ُر َ‬‫يَأ ْ ُم ُر بِ َها أ َ ْهلَهُ َويَ ْ‬

‫الزكاة‬

‫ص َالةِ قُ ْربَانا ً ِْل َ ْه ِل ْ ِ‬


‫اْل ْس َال ِم فَ َم ْن‬ ‫ت َم َع ال ه‬ ‫الز َكاةَ ُج ِعلَ ْ‬‫ث ُ هم ِإ هن ه‬
‫ارة ً َو ِمنَ النه ِ‬
‫ار‬ ‫ب النه ْف ِس ِب َها فَإِنه َها ت ُ ْجعَ ُل لَهُ َكفه َ‬ ‫طا َها َ‬
‫ط ِيّ َ‬ ‫أَ ْع َ‬
‫علَ ْي َها لَ َهفَهُ فَإِ هن‬‫سهُ َو َال يُ ْكثِ َر هن َ‬ ‫ِح َجازا ً َو ِوقَايَةً فَ َال يُتْ ِبعَنه َها أ َ َحدٌ نَ ْف َ‬
‫ض ُل ِم ْن َها‬ ‫ب النه ْف ِس ِب َها يَ ْر ُجو ِب َها َما ُه َو أَ ْف َ‬ ‫ط ِيّ ِ‬‫غي َْر َ‬ ‫طا َها َ‬ ‫َم ْن أَ ْع َ‬
‫ط ِوي ُل النهدَ ِم ‪.‬‬ ‫ضا ُّل ْالعَ َم ِل َ‬ ‫ون ْاْل َ ْج ِر َ‬ ‫سنه ِة َم ْغبُ ُ‬ ‫فَ ُه َو َجا ِه ٌل بِال ُّ‬
‫األمانة‬

‫علَى‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ع ِر َ‬ ‫ْس ِم ْن أَ ْه ِل َها ِإنه َها ُ‬‫َاب َم ْن لَي َ‬ ‫ث ُ هم أَدَا َء ْاْل َ َمانَ ِة فَقَ ْد خ َ‬
‫ضينَ ْال َم ْد ُح هوةِ َو ْال ِجبَا ِل ذَا ِ‬
‫ت‬ ‫ت ْال َم ْبنِيه ِة َو ْاْل َ َر ِ‬‫س َم َاوا ِ‬ ‫ال ه‬
‫ض َو َال أَ ْعلَى َو َال أ َ ْع َ‬
‫ظ َم‬ ‫ط َو َل َو َال أَع َْر َ‬ ‫صوبَ ِة فَ َال أ َ ْ‬ ‫الطو ِل ْال َم ْن ُ‬‫ُّ‬
‫ض أَ ْو قُ هوةٍ أَ ْو ِع ٍ ّز َال ْمتَنَ ْعنَ‬ ‫ع ْر ٍ‬ ‫طو ٍل أَ ْو َ‬ ‫َي ٌء ِب ُ‬‫ِم ْن َها َولَ ِو ْامتَنَ َع ش ْ‬
‫ف ِم ْن ُه هن‬ ‫ضع َ ُ‬ ‫عقَ ْلنَ َما َج ِه َل َم ْن ُه َو أَ ْ‬ ‫َولَ ِك ْن أ َ ْشفَ ْقنَ ِمنَ ْالعُقُوبَ ِة َو َ‬
‫وال ‪.‬‬‫ظلُوما ً َج ُه ً‬ ‫ان ِإنههُ كانَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫َو ُه َو ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬

‫علمُّللاُتعالى‬

‫علَ ْي ِه َما ْال ِعبَادُ ُم ْقت َ ِرفُونَ فِي‬


‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى َال يَ ْخفَى َ‬ ‫ِإ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫ط ِب ِه ِع ْلما ً أ َ ْع َ‬
‫ضاؤُ ُك ْم ُ‬
‫ش ُهودُهُ‬ ‫ف ِب ِه ُخبْرا ً َوأَ َحا َ‬ ‫ط َ‬‫ار ِه ْم لَ ُ‬
‫لَ ْي ِل ِه ْم َونَ َه ِ‬
‫عيُونُهُ َو َخلَ َوات ُ ُك ْم ِعيَانُهُ ‪.‬‬ ‫ض َمائِ ُر ُك ْم ُ‬
‫َو َج َو ِار ُح ُك ْم ُجنُودُهُ َو َ‬
‫]‪[200‬‬
‫وُمنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُمعاوية‬

‫َّللاِ َما ُمعَا ِويَةُ بِأ َ ْد َهى ِم ِنّي َولَ ِكنههُ يَ ْغد ُِر َويَ ْف ُج ُر َولَ ْو َال َك َرا ِهيَةُ‬ ‫َو ه‬
‫غدَ َرةٍ فُ َج َرة ٌ َو ُك ُّل فُ َج َرةٍ‬‫اس َولَ ِك ْن ُك ُّل ُ‬ ‫ْالغَ ْد ِر لَ ُك ْنتُ ِم ْن أَ ْد َهى النه ِ‬
‫َّللاِ َما أ ُ ْست َ ْغفَ ُل‬
‫ف ِب ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َو ه‬ ‫ُكفَ َرة ٌ َو ِل ُك ِّل غَاد ٍِر ِل َوا ٌء يُ ْع َر ُ‬
‫ِب ْال َم ِكيدَ ِة َو َال أ ُ ْستَ ْغ َم ُز ِبال ه‬
‫شدِيدَ ِة ‪.‬‬
‫]‪[201‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيعظُبسلوكُالطريقُالواضح‬

‫ق ْال ُهدَى ِل ِقله ِة أَ ْه ِل ِه فَإِ هن النه َ‬


‫اس‬ ‫ط ِري ِ‬‫شوا فِي َ‬ ‫اس َال ت َ ْست َ ْو ِح ُ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ط ِوي ٌل أَيُّ َها النه ُ‬
‫اس‬ ‫ع َها َ‬‫ير َو ُجو ُ‬ ‫ص ٌ‬ ‫علَى َمائِدَةٍ ِشبَعُ َها قَ ِ‬ ‫اجت َ َمعُوا َ‬‫قَ ِد ْ‬
‫عقَ َر نَاقَةَ ثَ ُمودَ َر ُج ٌل‬ ‫س ْخ ُ‬
‫ط َو ِإنه َما َ‬ ‫ضا َوال ُّ‬ ‫الر َ‬
‫اس ِ ّ‬ ‫ِإنه َما يَ ْج َم ُع النه َ‬
‫ضا فَقَا َل ُ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫الر َ‬
‫ع ُّموهُ ِب ِ ّ‬‫ب لَ هما َ‬ ‫َّللاُ بِ ْالعَذَا ِ‬
‫احدٌ فَعَ هم ُه ُم ه‬ ‫َو ِ‬
‫ض ُه ْم‬‫ت أَ ْر ُ‬ ‫صبَ ُحوا ناد ِِمينَ فَ َما َكانَ ِإ هال أ َ ْن خ َ‬
‫َار ْ‬ ‫فَعَقَ ُروها فَأ َ ْ‬
‫ارةِ أَيُّ َها النه ُ‬
‫اس‬ ‫ض ْالخ هَو َ‬ ‫س هك ِة ْال ُم ْح َماةِ فِي ْاْل َ ْر ِ‬
‫ار ال ِ ّ‬ ‫ِب ْال َخ ْسفَ ِة ُخ َو َ‬
‫ف َوقَ َع ِفي ال ِت ّي ِه‬ ‫اض َح َو َردَ ْال َما َء َو َم ْن خَالَ َ‬ ‫الط ِريقَ ْال َو ِ‬ ‫سلَ َك ه‬ ‫َم ْن َ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[202‬‬

‫َوم ْنُك َََلمُلَهُعليهُالسَلم‬


‫ساءُفَاط َمةَُعليهاُالسَلمُكَا ْلمنَاجيُبهُ‬ ‫سيدَةُالن َ‬ ‫ع ْنهُأَنَّهُقَالَهُع ْندَُد َْفنُ َ‬
‫يُ َ‬
‫رو َ‬
‫ُّللاُصلىُهللاُعليهُوآلهُع ْندَُقَ ْبره‪:‬‬ ‫َرسو َل َّ‬

‫ازلَ ِة فِي ِج َو ِار َك‬ ‫ع ِن ا ْبنَتِ َك النه ِ‬ ‫ع ِنّي َو َ‬ ‫سو َل ه‬


‫َّللاِ َ‬ ‫علَي َْك يَا َر ُ‬ ‫س َال ُم َ‬ ‫ال ه‬
‫صب ِْري‬ ‫ص ِفيهتِ َك َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫سو َل ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ق ِب َك قَ هل يَا َر ُ‬ ‫س ِريعَ ِة الله َحا ِ‬ ‫َوال ه‬
‫سي ِلي ِبعَ ِظ ِيم فُ ْرقَ ِت َك َوفَاد ِ‬
‫ِح‬ ‫ع ْن َها ت َ َجلُّدِي ِإ هال أ َ هن ِفي التهأ َ ِ ّ‬ ‫َو َر هق َ‬
‫ت‬‫ض ْ‬ ‫س ْدت ُ َك ِفي َم ْل ُحودَ ِة قَب ِْر َك َوفَا َ‬ ‫ض َع تَعَ ٍ ّز فَلَقَ ْد َو ه‬ ‫صيبَ ِت َك َم ْو ِ‬ ‫ُم ِ‬
‫راجعُونَ فَلَقَ ِد‬ ‫ف ِإنها ِ هّلِلِ َو ِإنها ِإلَ ْي ِه ِ‬ ‫س َك َ‬ ‫ص ْد ِري نَ ْف ُ‬ ‫بَيْنَ ن َْح ِري َو َ‬
‫س ْر َمدٌ َوأَ هما‬ ‫الر ِهينَةُ أَ هما ُح ْزنِي فَ َ‬ ‫ت ه‬ ‫ت ْال َودِيعَةُ َوأ ُ ِخذَ ِ‬ ‫ا ْست ُ ْر ِجعَ ِ‬
‫ت ِب َها ُم ِقي ٌم‬ ‫ار َك الهتِي أَ ْن َ‬ ‫َّللاُ ِلي دَ َ‬ ‫ار ه‬ ‫س ههدٌ ِإلَى أ َ ْن يَ ْخت َ َ‬ ‫لَ ْي ِلي فَ ُم َ‬
‫س َؤا َل‬ ‫علَى َهض ِْم َها فَأ َ ْح ِف َها ال ُّ‬ ‫ضافُ ِر أ ُ همتِ َك َ‬ ‫ستُنَ ِبّئ ُ َك ا ْبنَت ُ َك ِبتَ َ‬‫َو َ‬
‫ط ِل ْالعَ ْهدُ َولَ ْم يَ ْخ ُل ِم ْن َك ال ِذّ ْك ُر‬ ‫َوا ْست َ ْخ ِب ْر َها ْال َحا َل َهذَا َولَ ْم يَ ُ‬
‫ف فَ َال‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫سئِ ٍم فَإِ ْن أَ ْن َ‬‫س َال َم ُم َودِّعٍ َال قَا ٍل َو َال َ‬ ‫علَ ْي ُك َما َ‬ ‫س َال ُم َ‬ ‫َوال ه‬
‫صا ِب ِرينَ ‪.‬‬ ‫عدَ ه‬
‫َّللاُ ال ه‬ ‫ظ ٍّن ِب َما َو َ‬ ‫وء َ‬ ‫س ِ‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫ع ْن َم َاللَ ٍة َو ِإ ْن أ ُ ِق ْم فَ َال َ‬ ‫َ‬
‫]‪[203‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالتزهيدُمنُالدنياُوُالترغيبُفيُاآلخرة‬

‫ار قَ َر ٍار فَ ُخذُوا ِم ْن‬ ‫از َو ْاآل ِخ َرة ُ دَ ُ‬ ‫ار َم َج ٍ‬ ‫اس ِإنه َما الدُّ ْنيَا دَ ُ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ار ُك ْم ِع ْندَ َم ْن يَ ْعلَ ُم أ َ ْس َر َ‬
‫ار ُك ْم‬ ‫َم َم ِ ّر ُك ْم ِل َمقَ ِ ّر ُك ْم َو َال ت َ ْهتِ ُكوا أَ ْستَ َ‬
‫َوأ َ ْخ ِر ُجوا ِمنَ الدُّ ْنيَا قُلُوبَ ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن تَ ْخ ُر َج ِم ْن َها أَ ْبدَانُ ُك ْم فَ ِفي َها‬
‫اس َما‬ ‫اخت ُ ِب ْرت ُ ْم َو ِلغَي ِْر َها ُخ ِل ْقت ُ ْم ِإ هن ْال َم ْر َء ِإذَا َهلَ َك قَا َل النه ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ْال َم َال ِئ َكةُ َما قَده َم ِ هّلِلِ آبَا ُؤ ُك ْم فَقَ ِدّ ُموا بَ ْعضا ً يَ ُك ْن لَ ُك ْم‬ ‫ت َ َر َك َوقَالَ ِ‬
‫قَ ْرضا ً َو َال ت ُ ْخ ِلفُوا ُك ًّال فَيَ ُكونَ فَ ْرضا ً َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ‪.‬‬
‫]‪[204‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُكانُكثيراُماُيناديُبهُأصحابه‬

‫الر ِحي ِل َوأَقِلُّوا ْالعُ ْر َجةَ‬ ‫ِي فِي ُك ْم ِب ه‬ ‫ت َ َج هه ُزوا َر ِح َم ُك ُم ه‬


‫َّللاُ فَقَ ْد نُود َ‬
‫الزا ِد فَإِ هن أ َ َما َم ُك ْم‬ ‫ح َما ِب َحض َْرتِ ُك ْم ِمنَ ه‬ ‫علَى الدُّ ْنيَا َوا ْنقَ ِلبُوا ِب َ‬
‫صا ِل ِ‬ ‫َ‬
‫َاز َل َم ُخوفَةً َم ُهولَةً َال بُده ِمنَ ْال ُو ُرو ِد َعلَ ْي َها‬ ‫عقَبَةً َكئُودا ً َو َمن ِ‬ ‫َ‬
‫ظ ْال َمنِيه ِة ن َْح َو ُك ْم دَانِيَةٌ‬‫وف ِع ْندَ َها‪َ .‬وا ْعلَ ُموا أَ هن َم َال ِح َ‬ ‫َو ْال ُوقُ ِ‬
‫ت ِفي ُك ْم َوقَ ْد دَ َه َمتْ ُك ْم ِفي َها ُم ْف ِظعَاتُ‬ ‫َو َكأَنه ُك ْم ِب َمخَا ِل ِب َها َوقَ ْد نَ ِشبَ ْ‬
‫ع َالئِقَ الدُّ ْنيَا‬ ‫طعُوا َ‬ ‫ض َالتُ ْال َم ْحذُ ِ‬
‫ور‪ .‬فَقَ ِ ّ‬ ‫ور َو ُم ْع ِ‬ ‫ْاْل ُ ُم ِ‬
‫ظ ِه ُروا ِبزَ ا ِد الت ه ْق َوى ‪.‬‬ ‫َوا ْست َ ْ‬
‫و قد مضى شيء من هذا الكالم فيما تقدم بخالف هذه الرواية‪.‬‬
‫]‪[205‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫كلمُبهُطلحةُوُالزبيرُبعدُبيعتهُبالخَلفةُوقدُعتباُعليهُمنُتركُمشورتهماُ‬
‫واالستعانةُفيُاألمورُبهما‬

‫ش ْيءٍ َكانَ‬ ‫ي َ‬ ‫لَقَ ْد نَقَ ْمت ُ َما يَسِيرا ً َوأَ ْر َجأْت ُ َما َكثِيرا ً أَ َال ت ُ ْخ ِب َرانِي أَ ُّ‬
‫علَ ْي ُك َما ِب ِه أ َ ْم‬‫ي قَ ْس ٍم ا ْستَأْثَ ْرتُ َ‬ ‫ع ْنهُ أ َ ْم أ َ ُّ‬‫لَ ُك َما فِي ِه َح ٌّق دَفَ ْعت ُ ُك َما َ‬
‫ع ْنهُ أَ ْم َج ِه ْلتُهُ أَ ْم‬ ‫ضعُ ْفتُ َ‬ ‫ي أَ َحدٌ ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ َ‬ ‫ق َرفَعَهُ ِإلَ ه‬ ‫ي َح ّ ٍ‬ ‫أَ ُّ‬
‫َت ِلي فِي ْال ِخ َالفَ ِة َر ْغبَةٌ َو َال ِفي‬ ‫َّللاِ َما َكان ْ‬ ‫طأْتُ بَابَهُ‪َ .‬و ه‬ ‫أ َ ْخ َ‬
‫علَ ْي َها فَلَ هما‬‫ع ْوت ُ ُمو ِني ِإلَ ْي َها َو َح َم ْلت ُ ُمو ِني َ‬ ‫ْال ِو َاليَ ِة ِإ ْربَةٌ َولَ ِكنه ُك ْم دَ َ‬
‫ض َع لَنَا َوأَ َم َرنَا ِب ْال ُح ْك ِم‬ ‫َّللاِ َو َما َو َ‬ ‫ب ه‬ ‫ظ ْرتُ ِإلَى ِكتَا ِ‬ ‫ي نَ َ‬
‫ت ِإلَ ه‬ ‫ض ْ‬‫أَ ْف َ‬
‫ي (صلى هللا عليه وآله) فَا ْقتَدَ ْيتُهُ فَلَ ْم‬ ‫ِب ِه فَاتهبَ ْعتُهُ َو َما ا ْست َ هن النه ِب ُّ‬
‫غي ِْر ُك َما َو َال َوقَ َع ُح ْك ٌم‬ ‫أ َ ْحت َ ْج فِي ذَ ِل َك ِإلَى َرأْ ِي ُك َما َو َال َرأْي ِ َ‬
‫ِير ُك َما َو ِإ ْخ َوانِي ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ َولَ ْو َكانَ ذَ ِل َك لَ ْم‬ ‫َج ِه ْلتُهُ فَأ َ ْستَش َ‬
‫غي ِْر ُك َما‪َ .‬وأ َ هما َما ذَ َك ْرت ُ َما ِم ْن أَ ْم ِر ْاْل ُ ْس َوةِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن ُك َما َو َال َ‬ ‫غبْ َ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫فَإِ هن ذَ ِل َك أ َ ْم ٌر لَ ْم أَ ْح ُك ْم أَنَا فِي ِه بِ َرأْ ِيي َو َال َو ِليتُهُ َه ًوى ِم ِنّي بَ ْل‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله)‬ ‫سو ُل ه‬ ‫َو َجدْتُ أَنَا َوأ َ ْنت ُ َما َما َجا َء ِب ِه َر ُ‬
‫ضى‬ ‫َّللاُ ِم ْن قَ ْس ِم ِه َوأ َ ْم َ‬ ‫غ ه‬ ‫غ ِم ْنهُ فَلَ ْم أَ ْحتَ ْج ِإلَ ْي ُك َما ِفي َما قَ ْد فَ َر َ‬ ‫قَ ْد فُ ِر َ‬
‫عتْبَى‪.‬‬ ‫َّللاِ ِع ْندِي َو َال ِلغَي ِْر ُك َما ِفي َهذَا ُ‬ ‫ْس لَ ُك َما َو ه‬ ‫ِفي ِه ُح ْك َمهُ فَلَي َ‬
‫صب َْر‪.‬‬‫ق َوأَ ْل َه َمنَا َو ِإيها ُك ُم ال ه‬ ‫َّللاُ ِبقُلُو ِبنَا َوقُلُو ِب ُك ْم ِإلَى ْال َح ّ ِ‬ ‫أَ َخذَ ه‬
‫علَ ْي ِه أَ ْو‬ ‫عانَ َ‬ ‫َّللاُ َر ُج ًال َرأَى َحقّا ً فَأ َ َ‬ ‫ثم قال (عليه السالم)‪َ :‬ر ِح َم ه‬
‫اح ِب ِه‪.‬‬
‫ص ِ‬‫علَى َ‬ ‫ق َ‬ ‫ع ْونا ً ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫َرأَى َج ْورا ً فَ َردههُ َو َكانَ َ‬
‫]‪[206‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُوقدُسمعُقوماُمنُأصحابهُيسبونُأهلُالشامُأيامُ‬
‫حربهمُبصفين‬

‫ص ْفت ُ ْم أ َ ْع َمالَ ُه ْم‬


‫سبها ِبينَ َولَ ِكنه ُك ْم لَ ْو َو َ‬‫ِإ ِنّي أ َ ْك َرهُ لَ ُك ْم أ َ ْن تَ ُكونُوا َ‬
‫ب فِي ْالقَ ْو ِل َوأَ ْبلَ َغ فِي ْالعُ ْذ ِر َوقُ ْلت ُ ْم‬ ‫َوذَ َك ْرت ُ ْم َحالَ ُه ْم َكانَ أ َ ْ‬
‫ص َو َ‬
‫ات بَ ْينِنَا‬ ‫ص ِل ْح ذَ َ‬ ‫اح ِق ْن ِد َما َءنَا َو ِد َما َء ُه ْم َوأ َ ْ‬‫س ِبّ ُك ْم ِإيها ُه ْم الله ُه هم ْ‬
‫َم َكانَ َ‬
‫ف ْال َح هق َم ْن َج ِهلَهُ‬ ‫ض َاللَتِ ِه ْم َحتهى يَ ْع ِر َ‬ ‫َوبَ ْينِ ِه ْم َوا ْه ِد ِه ْم ِم ْن َ‬
‫ان َم ْن لَ ِه َج ِب ِه ‪.‬‬‫ي ِ َو ْالعُ ْد َو ِ‬
‫ع ِن ْالغَ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ِو َ‬‫َويَ ْر َ‬
‫]‪[207‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫فيُبعضُأيامُصفينُوقدُرأىُالحسنُابنهُعليهُالسَلمُيتسرعُإلىُالحرب‬

‫س بِ َهذَي ِْن ‪ -‬يَ ْع ِني‬ ‫ع ِنّي َهذَا ْالغُ َال َم َال يَ ُهده ِني‪ ،‬فَإِنه ِني أَ ْنفَ ُ‬‫ْام ِل ُكوا َ‬
‫علَى ْال َم ْو ِ‬
‫ت ِلئَ هال يَ ْنقَ ِط َع ِب ِه َما‬ ‫سيْنَ عليهما السالم ‪َ -‬‬ ‫سنَ َو ْال ُح َ‬ ‫ْال َح َ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله)‪.‬‬ ‫سو ِل ه‬ ‫نَ ْس ُل َر ُ‬
‫قال السيد الشريف ‪ :‬قوله عليه السالم املكوا عني هذا الغالم من أعلى الكالم و‬
‫أفصحه‪.‬‬
‫]‪[208‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقالهُلماُاضطربُعليهُأصحابهُفيُأمرُالحكومة‬

‫ب َحتهى‬ ‫علَى َما أ ُ ِح ُّ‬ ‫اس ِإنههُ لَ ْم يَزَ ْل أ َ ْم ِري َمعَ ُك ْم َ‬ ‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫ي ِلعَد ّ ُِو ُك ْم‬
‫ت َو ِه َ‬ ‫ت ِم ْن ُك ْم َوتَ َر َك ْ‬ ‫َّللاِ أ َ َخذَ ْ‬
‫ب َوقَ ْد َو ه‬ ‫نَ ِه َكتْ ُك ُم ْال َح ْر ُ‬
‫صبَ ْحتُ ْاليَ ْو َم َمأ ْ ُمورا ً َو ُك ْنتُ أ َ ْم ِس‬ ‫أَ ْن َه ُك‪ .‬لَقَ ْد ُك ْنتُ أ َ ْم ِس أ َ ِميرا ً فَأ َ ْ‬
‫ْس ِلي أ َ ْن‬ ‫صبَ ْحتُ ْاليَ ْو َم َم ْن ِهيّا ً َوقَ ْد أ َ ْحبَ ْبت ُ ُم ْالبَقَا َء َولَي َ‬‫نَا ِهيا ً فَأ َ ْ‬
‫علَى َما ت َ ْك َر ُهونَ ‪.‬‬ ‫أَ ْح ِملَ ُك ْم َ‬
‫]‪[209‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫بالبصرةُوقدُدخلُعلىُالعَلءُبنُزيادُالحارثيُوهوُمنُأصحابهُيعودهُفلماُرأىُ‬
‫سعةُدارهُقال‪:‬‬

‫ت ِإلَ ْي َها فِي ْاآل ِخ َرةِ‬ ‫صنَ ُع بِ ِسعَ ِة َه ِذ ِه الده ِار فِي الدُّ ْنيَا َوأَ ْن َ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫َما ُك ْن َ‬
‫ت ِب َها ْاآل ِخ َرةَ ت َ ْق ِري فِي َها‬ ‫ت بَلَ ْغ َ‬ ‫ت أَ ْح َو َج َوبَلَى ِإ ْن ِشئْ َ‬ ‫ُك ْن َ‬
‫طا ِلعَ َها فَإِذا ً‬ ‫ط ِل ُع ِم ْن َها ْال ُحقُوقَ َم َ‬ ‫الر ِح َم َوت ُ ْ‬‫ص ُل ِفي َها ه‬ ‫ْف َوتَ ِ‬ ‫ضي َ‬ ‫ال ه‬
‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ أ َ ْش ُكو‬ ‫ت ِب َها ْاآل ِخ َرةَ فَقَا َل لَهُ ْالعَ َال ُء يَا أ َ ِم َ‬ ‫ت قَ ْد بَلَ ْغ َ‬ ‫أَ ْن َ‬
‫س ْال َعبَا َءةَ َوتَخَلهى‬ ‫اص َم بْنَ ِزيَا ٍد قَا َل َو َما لَهُ قَا َل لَ ِب َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِإلَي َْك أ َ ِخي َ‬
‫ي نَ ْف ِس ِه لَقَ ِد ا ْست َ َه َ‬
‫ام‬ ‫عدَ ه‬‫ي ِب ِه فَلَ هما َجا َء قَا َل يَا ُ‬ ‫علَ ه‬‫ع ِن الدُّ ْنيَا قَا َل َ‬ ‫َ‬
‫َّللاَ أ َ َح هل لَ َك‬
‫ت أ َ ْهلَ َك َو َولَدَ َك أَ ت َ َرى ه‬ ‫يث أ َ َما َر ِح ْم َ‬ ‫ِب َك ْال َخ ِب ُ‬
‫َّللاِ ِم ْن ذَ ِل َك قَا َل‬ ‫علَى ه‬ ‫ت أَ ْه َو ُن َ‬ ‫ت َو ُه َو يَ ْك َرهُ أ َ ْن تَأ ْ ُخذَ َها أ َ ْن َ‬ ‫الط ِيّبَا ِ‬ ‫ه‬
‫شوبَ ِة َمأ ْ َك ِل َك‬ ‫ِك َو ُج ُ‬ ‫شونَ ِة َم ْلبَس َ‬ ‫ت فِي ُخ ُ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ َهذَا أَ ْن َ‬ ‫يَا أَ ِم َ‬
‫علَى أَئِ هم ِة‬ ‫ض َ‬ ‫َّللاَ تَعَالَى فَ َر َ‬ ‫ت ِإ هن ه‬ ‫قَا َل َو ْي َح َك ِإ ِنّي لَ ْستُ َكأ َ ْن َ‬
‫ير فَ ْق ُرهُ‬ ‫اس َكي َْال يَتَبَيه َغ بِ ْالفَ ِق ِ‬ ‫ضعَفَ ِة النه ِ‬ ‫س ُه ْم ِب َ‬ ‫ْالعَ ْد ِل أ َ ْن يُقَدّ ُِروا أ َ ْنفُ َ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[210‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫وقدُسألهُسائلُعنُأحاديثُالبدعُوعماُفيُأيديُالناسُمنُاختَلفُالخبرُفقالُ‬
‫عليهُالسَلم‬

‫ص ْدقا ً َو َكذِبا ً َونَا ِسخا ً‬ ‫اس َحقّا ً َوبَ ِ‬


‫اط ًال َو ِ‬ ‫ِإ هن فِي أ َ ْيدِي النه ِ‬
‫صا ً َو ُم ْح َكما ً َو ُمتَشَا ِبها ً َو ِح ْفظا ً َو َو ْهما ً‬ ‫عا ّما ً َوخَا ّ‬ ‫سوخا ً َو َ‬ ‫َو َم ْن ُ‬
‫علَى َ‬
‫ع ْه ِد ِه َحتهى‬ ‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫ِب َ‬‫َولَقَ ْد ُكذ َ‬
‫ار‬‫ي ُمتَعَ ِ ّمدا ً فَ ْليَتَبَ هوأْ َم ْقعَدَهُ ِمنَ النه ِ‬
‫علَ ه‬
‫ب َ‬ ‫َطيبا ً فَقَا َل َم ْن َكذَ َ‬ ‫ام خ ِ‬ ‫قَ َ‬
‫س‪.‬‬ ‫َام ٌ‬‫ْس لَ ُه ْم خ ِ‬ ‫ث أ َ ْربَعَةُ ِر َجا ٍل لَي َ‬ ‫اك ِب ْال َحدِي ِ‬
‫َو ِإنه َما أَت َ َ‬

‫المنافقون‬

‫اْل ْس َال ِم َال يَتَأَث ه ُم َو َال‬


‫ص ِنّ ٌع ِب ْ ِ‬
‫ان ُمت َ َ‬‫ْلي َم ِ‬ ‫ظ ِه ٌر ِل ْ ِ‬ ‫َر ُج ٌل ُمنَا ِف ٌق ُم ْ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) ُمتَعَ ِ ّمدا ً‬ ‫سو ِل ه‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫ِب َ‬ ‫يَت َ َح هر ُج يَ ْكذ ُ‬
‫ص ِدّقُوا قَ ْولَهُ‬ ‫ِب لَ ْم يَ ْقبَلُوا ِم ْنهُ َولَ ْم يُ َ‬ ‫اس أَنههُ ُمنَافِ ٌق َكاذ ٌ‬ ‫ع ِل َم النه ُ‬‫فَلَ ْو َ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) َرآهُ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ب َر ُ‬ ‫اح ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫َولَ ِكنه ُه ْم قَالُوا َ‬
‫ع ِن‬ ‫ع ْنهُ فَيَأ ْ ُخذُونَ ِبقَ ْو ِل ِه َوقَ ْد أَ ْخبَ َر َك ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ف َ‬ ‫س ِم َع ِم ْنهُ َولَ ِق َ‬
‫َو َ‬
‫صفَ ُه ْم ِب ِه لَ َك ث ُ هم بَقُوا بَ ْعدَهُ‬ ‫صفَ ُه ْم ِب َما َو َ‬ ‫ْال ُمنَافِ ِقينَ ِب َما أ َ ْخبَ َر َك َو َو َ‬
‫ور َو ْالبُ ْهت َ ِ‬
‫ان‬ ‫الز ِ‬ ‫ار ِب ُّ‬ ‫عاةِ ِإلَى النه ِ‬ ‫ض َاللَ ِة َوالدُّ َ‬‫فَتَقَ هربُوا ِإلَى أَئِ هم ِة ال ه‬
‫اس فَأ َ َكلُوا ِب ِه ُم‬ ‫ب النه ِ‬ ‫علَى ِرقَا ِ‬ ‫فَ َوله ْو ُه ُم ْاْل َ ْع َما َل َو َجعَلُو ُه ْم ُح هكاما ً َ‬
‫َّللاُ فَ َهذَا أ َ َحدُ‬ ‫ص َم ه‬ ‫ع َ‬ ‫وك َوالدُّ ْنيَا ِإ هال َم ْن َ‬ ‫اس َم َع ْال ُملُ ِ‬ ‫الدُّ ْنيَا َو ِإنه َما النه ُ‬
‫ْاْل َ ْربَعَ ِة ‪.‬‬

‫الخاطئون‬
‫علَى َو ْج ِه ِه فَ َو ِه َم‬ ‫شيْئا ً لَ ْم يَ ْحفَ ْ‬
‫ظهُ َ‬ ‫سو ِل ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫س ِم َع ِم ْن َر ُ‬ ‫َو َر ُج ٌل َ‬
‫فِي ِه َولَ ْم يَتَعَ هم ْد َكذِبا ً فَ ُه َو فِي يَدَ ْي ِه َويَ ْر ِوي ِه َويَ ْع َم ُل ِب ِه َويَقُو ُل أَنَا‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) فَلَ ْو َع ِل َم ْال ُم ْس ِل ُمونَ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫س ِم ْعتُهُ ِم ْن َر ُ‬ ‫َ‬
‫ضهُ ‪.‬‬‫أَنههُ َو ِه َم فِي ِه لَ ْم يَ ْقبَلُوهُ ِم ْنهُ َولَ ْو َع ِل َم ُه َو أَنههُ َكذَ ِل َك لَ َرفَ َ‬

‫اهلُالشبهة‬

‫شيْئا ً‬ ‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫س ِم َع ِم ْن َر ُ‬ ‫ث َ‬ ‫َو َر ُج ٌل ثَا ِل ٌ‬


‫َيءٍ‬‫ع ْن ش ْ‬ ‫س ِمعَهُ يَ ْن َهى َ‬ ‫ع ْنهُ َو ُه َو َال يَ ْعلَ ُم أَ ْو َ‬ ‫يَأ ْ ُم ُر ِب ِه ث ُ هم ِإنههُ نَ َهى َ‬
‫سو َخ َولَ ْم يَ ْحفَ ِظ النها ِس َخ فَلَ ْو‬ ‫ظ ْال َم ْن ُ‬
‫ث ُ هم أَ َم َر بِ ِه َو ُه َو َال يَ ْعلَ ُم فَ َح ِف َ‬
‫س ِمعُوهُ ِم ْنهُ أَنههُ‬ ‫ع ِل َم ْال ُم ْس ِل ُمونَ ِإ ْذ َ‬
‫ضهُ َولَ ْو َ‬ ‫سو ٌخ لَ َرفَ َ‬ ‫ع ِل َم أَنههُ َم ْن ُ‬
‫َ‬
‫ضوهُ ‪.‬‬ ‫سو ٌخ لَ َرفَ ُ‬ ‫َم ْن ُ‬

‫الصادقونُالحافظون‬

‫ض ِل ْل َك ِذ ِ‬
‫ب‬ ‫سو ِل ِه ُم ْب ِغ ٌ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫علَى ه‬
‫َّللاِ َو َال َ‬ ‫َوآخ َُر َرا ِب ٌع لَ ْم يَ ْكذِبْ َ‬
‫َّللا (صلى هللا عليه وآله) َولَ ْم‬ ‫سو ِل ه ِ‬ ‫َّللاِ َوت َ ْع ِظيما ً ِل َر ُ‬
‫خ َْوفا ً ِمنَ ه‬
‫س ِمعَهُ لَ ْم يَ ِز ْد‬ ‫علَى َما َ‬ ‫علَى َو ْج ِه ِه فَ َجا َء ِب ِه َ‬ ‫س ِم َع َ‬‫ظ َما َ‬ ‫يَ ِه ْم بَ ْل َح ِف َ‬
‫سو َخ‬ ‫ظ ْال َم ْن ُ‬ ‫ظ النها ِس َخ فَعَ ِم َل ِب ِه َو َح ِف َ‬ ‫ص ِم ْنهُ فَ ُه َو َح ِف َ‬ ‫فِي ِه َولَ ْم يَ ْنقُ ْ‬
‫ض َع‬ ‫َاص َو ْالعَا هم َو ْال ُم ْح َك َم َو ْال ُمتَشَا ِبهَ فَ َو َ‬ ‫ف ْالخ ه‬ ‫ع َر َ‬ ‫ع ْنهُ َو َ‬ ‫ب َ‬ ‫فَ َجنه َ‬
‫َّللاِ (صلى هللا‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ون ِم ْن َر ُ‬ ‫ضعَهُ َوقَ ْد َكانَ يَ ُك ُ‬ ‫َيءٍ َم ْو ِ‬ ‫ُك هل ش ْ‬
‫عا ٌّم فَيَ ْس َمعُهُ‬ ‫َاص َو َك َال ٌم َ‬ ‫ان فَ َك َال ٌم خ ٌّ‬ ‫عليه وآله) ْال َك َال ُم لَهُ َو ْج َه ِ‬
‫سو ُل ه‬
‫َّللاِ‬ ‫عنَى َر ُ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِب ِه َو َال َما َ‬ ‫عنَى ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫ف َما َ‬ ‫َم ْن َال يَ ْع ِر ُ‬
‫علَى َ‬
‫غي ِْر‬ ‫ام ُع َويُ َو ِ ّج ُههُ َ‬
‫س ِ‬‫(صلى هللا عليه وآله) فَيَ ْح ِملُهُ ال ه‬
‫ْس ُك ُّل‬ ‫صدَ ِب ِه َو َما خ ََر َج ِم ْن أ َ ْج ِل ِه َولَي َ‬ ‫َم ْع ِرفَ ٍة ِب َم ْعنَاهُ َو َما قُ ِ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) َم ْن َكانَ يَ ْسأَلُهُ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ار ُ‬
‫ئ‬ ‫ي َو ه‬
‫الط ِ‬ ‫َويَ ْست َ ْف ِه ُمهُ َحتهى إِ ْن َكانُوا لَيُ ِحبُّونَ أ َ ْن يَ ِجي َء ْاْلَع َْرا ِب ُّ‬
‫فَيَ ْسأَلَهُ (عليه السالم) َحتهى يَ ْس َمعُوا َو َكانَ َال يَ ُم ُّر ِبي ِم ْن ذَ ِل َك‬
‫اس فِي‬ ‫علَ ْي ِه النه ُ‬ ‫ظتُهُ فَ َه ِذ ِه ُو ُجوهُ َما َ‬ ‫ع ْنهُ َو َح ِف ْ‬
‫سأ َ ْلتُهُ َ‬
‫ش ْي ٌء ِإ هال َ‬ ‫َ‬
‫اختِ َالفِ ِه ْم َو ِعلَ ِل ِه ْم فِي ِر َوايَاتِ ِه ْم ‪.‬‬
‫ْ‬
‫]‪[211‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُعجيبُصنعةُالكون‬

‫ص ْنعَتِ ِه أَ ْن َجعَ َل ِم ْن‬ ‫ف َ‬ ‫طائِ ِ‬ ‫َو َكانَ ِم ِن ا ْقتِدَ ِار َجبَ ُروتِ ِه َوبَد ِ‬
‫ِيع لَ َ‬
‫ط َر ِم ْنهُ‬ ‫امدا ً ث ُ هم فَ َ‬
‫ف يَبَسا ً َج ِ‬ ‫اص ِ‬ ‫اخ ِر ْال ُمت َ َرا ِك ِم ْال ُمتَقَ ِ‬ ‫اء ْالبَ ْح ِر ه‬
‫الز ِ‬ ‫َم ِ‬
‫ت بِأ َ ْم ِر ِه‬‫س َك ْ‬‫ارتِتَاقِ َها فَا ْست َ ْم َ‬ ‫ت بَ ْعدَ ْ‬ ‫س َم َاوا ٍ‬ ‫س ْب َع َ‬ ‫طبَاقا ً فَفَتَقَ َها َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ض ُر ْال ُمثْعَ ْن ِج ُر‬ ‫سى أ َ ْرضا ً َي ْح ِملُ َها ْاْل َ ْخ َ‬ ‫علَى َح ِدّ ِه َوأَ ْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫َوقَا َم ْ‬
‫اري‬ ‫ف ْال َج ِ‬ ‫عنَ ِل َه ْيبَ ِت ِه َو َوقَ َ‬ ‫س هخ ُر قَ ْد ذَ هل ِْل َ ْم ِر ِه َوأَ ْذ َ‬ ‫َو ْالقَ ْمقَا ُم ْال ُم َ‬
‫سا َها‬ ‫ط َوا ِد َها فَأ َ ْر َ‬ ‫شوزَ ُمتُونِ َها َوأَ ْ‬ ‫ِم ْنهُ ِل َخ ْشيَتِ ِه َو َجبَ َل َج َال ِميدَ َها َونُ ُ‬
‫س َها ِفي ْال َه َو ِ‬
‫اء‬ ‫ت ُر ُءو ُ‬ ‫ض ْ‬‫ارا ِت َها فَ َم َ‬ ‫ِفي َم َرا ِسي َها َوأ َ ْلزَ َم َها قَ َر َ‬
‫سا َخ‬ ‫س ُهو ِل َها َوأ َ َ‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫اء فَأ َ ْن َهدَ ِجبَالَ َها َ‬ ‫صولُ َها فِي ْال َم ِ‬ ‫ت أُ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫َو َر َ‬
‫صا ِب َها فَأ َ ْش َهقَ ِق َاللَ َها‬ ‫اض ِع أ َ ْن َ‬ ‫ار َها َو َم َو ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ون أَ ْق َ‬‫قَ َوا ِعدَ َها ِفي ُمت ُ ِ‬
‫ض ِع َمادا ً َوأ َ هرزَ َها فِي َها أ َ ْوتَادا ً‬ ‫طا َل أ َ ْنشَازَ َها َو َجعَلَ َها ِل َْل َ ْر ِ‬ ‫َوأ َ َ‬
‫علَى َح َر َكتِ َها ِم ْن أ َ ْن ت َ ِميدَ ِبأ َ ْه ِل َها أَ ْو تَسِي َخ ِب ِح ْم ِل َها أ َ ْو‬ ‫َت َ‬ ‫س َكن ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ان ِميَا ِه َها‬ ‫س َك َها بَ ْعدَ َم َو َج ِ‬ ‫س ْب َحانَ َم ْن أ َ ْم َ‬ ‫اض ِع َها فَ ُ‬ ‫ع ْن َم َو ِ‬ ‫تَ ُزو َل َ‬
‫ط َها لَ ُه ْم‬ ‫س َ‬ ‫طوبَ ِة أَ ْكنَافِ َها فَ َجعَلَ َها ِل َخ ْل ِق ِه ِم َهاداً َوبَ َ‬ ‫َوأ َ ْج َمدَ َها بَ ْعدَ ُر ُ‬
‫ي ٍ َرا ِك ٍد َال يَ ْج ِري َوقَا ِئ ٍم َال يَ ْس ِري ت ُ َك ْر ِك ُرهُ‬ ‫ِف َراشا ً فَ ْوقَ بَ ْح ٍر لُ ِ ّج ّ‬
‫ف ِإ هن فِي ذ ِل َك لَ ِعب َْرة ً‬ ‫ضهُ ْالغَ َما ُم الذه َو ِار ُ‬ ‫ف َوت َ ْم ُخ ُ‬ ‫اص ُ‬ ‫الريَا ُح ْالعَ َو ِ‬ ‫ِّ‬
‫ِل َم ْن يَ ْخشى ‪.‬‬
‫]‪[212‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُكانُيستنهضُبهاُأصحابهُإلىُجهادُأهلُالشامُفيُ‬
‫زمانه‬

‫س ِم َع َمقَالَتَنَا ْالعَا ِدلَةَ َ‬


‫غي َْر ْال َجا ِئ َر ِة‬ ‫ِك َ‬‫ع ْب ٍد ِم ْن ِعبَاد َ‬ ‫الله ُه هم أَيُّ َما َ‬
‫س ْم ِع ِه لَ َها‬ ‫ِين َوالدُّ ْنيَا فَأَبَى بَ ْعدَ َ‬‫غي َْر ْال ُم ْف ِسدَةِ فِي الدّ ِ‬ ‫ص ِل َحةَ َ‬ ‫َو ْال ُم ْ‬
‫ع ْن ِإعْزَ ِاز دِينِ َك فَإِنها‬ ‫طا َء َ‬ ‫اْل ْب َ‬‫ص َرتِ َك َو ْ ِ‬‫ع ْن نُ ْ‬ ‫وص َ‬ ‫ِإ هال النُّ ُك َ‬
‫علَ ْي ِه َج ِمي َع‬ ‫ش َهادَة ً َونَ ْستَ ْش ِهدُ َ‬‫شا ِهدِينَ َ‬ ‫علَ ْي ِه يَا أ َ ْكبَ َر ال ه‬‫نَ ْستَ ْش ِهد َُك َ‬
‫ص ِر ِه‬ ‫ع ْن نَ ْ‬ ‫ت بَ ْعدُ ْال ُم ْغنِي َ‬ ‫ض َك َوس َم َاواتِ َك ث ُ هم أ َ ْن َ‬ ‫َما أ َ ْس َك ْنتَهُ أ َ ْر َ‬
‫َو ْاآل ِخذُ لَهُ ِبذَ ْن ِب ِه ‪.‬‬
‫]‪[213‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُتمجيدُّللاُوُتعظيمه‬

‫ب ِل َمقَا ِل ْال َو ِ‬
‫اص ِفينَ‬ ‫شبَ ِه ْال َم ْخلُوقِينَ ْالغَا ِل ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫يِ َ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ ْالعَ ِل ّ‬
‫ع ْن‬ ‫اط ِن ِب َج َال ِل ِع هزتِ ِه َ‬ ‫اظ ِرينَ َو ْالبَ ِ‬ ‫ير ِه ِللنه ِ‬‫ب ت َ ْد ِب ِ‬
‫الظا ِه ِر ِبعَ َجائِ ِ‬ ‫ه‬
‫از ِديَا ٍد َو َال ِع ْل ٍم ُم ْستَفَا ٍد‬‫ب َو َال ْ‬ ‫سا ٍ‬ ‫فِ ْك ِر ْال ُمت َ َو ِ ّه ِمينَ ْالعَا ِل ِم بِ َال ا ْكتِ َ‬
‫ير الهذِي َال ت َ ْغشَاهُ ُّ‬
‫الظلَ ُم‬ ‫ض ِم ٍ‬‫ور ِب َال َر ِويه ٍة َو َال َ‬ ‫يع ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ال ُمقَدّ ِِر ِل َج ِم ِ‬
‫ْ‬
‫ار‬ ‫ضي ُء ِب ْاْل َ ْن َو ِار َو َال يَ ْر َهقُهُ لَ ْي ٌل َو َال يَ ْج ِري َ‬
‫علَ ْي ِه نَ َه ٌ‬ ‫َو َال يَ ْست َ ِ‬
‫ار ‪.‬‬ ‫ار َو َال ِع ْل ُمهُ ِب ْ ِ‬
‫اْل ْخبَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫اْل ْب َ‬ ‫ْس ِإ ْد َرا ُكهُ ِب ْ ِ‬ ‫لَي َ‬

‫وُمنهاُفيُذكرُالنبيُصلىُهللاُعليهُوآله‬

‫س َاو َر‬‫اء فَ َرتَقَ ِب ِه ْال َمفَاتِقَ َو َ‬ ‫اء َوقَده َمهُ فِي ِاال ْ‬
‫ص ِطفَ ِ‬ ‫سلَهُ ِبال ِ ّ‬
‫ضي َ ِ‬ ‫أَ ْر َ‬
‫س هر َح‬‫س هه َل ِب ِه ْال ُح ُزونَةَ َحتهى َ‬ ‫صعُوبَةَ َو َ‬ ‫ب َوذَله َل ِب ِه ال ُّ‬ ‫ِب ِه ْال ُمغَا ِل َ‬
‫ين َو ِش َما ٍل ‪.‬‬‫ع ْن يَ ِم ٍ‬‫ض َال َل َ‬ ‫ال ه‬
‫]‪[214‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيصفُجوهرُالرسولُويصفُالعلماءُويعظُبالتقوى‬

‫ص َل َوأَ ْش َهدُ أَ هن ُم َح همدا ً َ‬


‫ع ْبدُهُ‬ ‫عدَ َل َو َح َك ٌم فَ َ‬ ‫ع ْد ٌل َ‬ ‫َوأ َ ْش َهدُ أَنههُ َ‬
‫َّللاُ ْالخ َْلقَ فِ ْرقَتَي ِْن َجعَلَهُ فِي‬ ‫س َخ ه‬ ‫س ِيّدُ ِعبَا ِد ِه ُكله َما نَ َ‬‫سولُهُ َو َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫اج ٌر أ َ َال َو ِإ هن ه‬
‫َّللاَ‬ ‫ب فِي ِه فَ ِ‬ ‫ض َر َ‬ ‫عا ِه ٌر َو َال َ‬ ‫َخي ِْر ِه َما لَ ْم يُ ْس ِه ْم فِي ِه َ‬
‫صما ً َو ِإ هن‬ ‫لطا َع ِة ِع َ‬ ‫عائِ َم َو ِل ه‬‫ق دَ َ‬ ‫س ْب َحانَهُ قَ ْد َجعَ َل ِل ْل َخي ِْر أ َ ْه ًال َو ِل ْل َح ّ ِ‬‫ُ‬
‫علَى ْاْل َ ْل ِسنَ ِة‬‫س ْب َحانَهُ يَقُو ُل َ‬ ‫ع ْونا ً ِمنَ ه‬
‫َّللاِ ُ‬ ‫طا َع ٍة َ‬ ‫لَ ُك ْم ِع ْندَ ُك ِّل َ‬
‫َويُث َ ِبّتُ ْاْل َ ْفئِدَة َ فِي ِه ِكفَا ٌء ِل ُم ْكتَفٍ َو ِشفَا ٌء ِل ُم ْشتَفٍ ‪.‬‬

‫صفةُالعلماء‬

‫صونَهُ‬ ‫صونُونَ َم ُ‬ ‫َّللاِ ْال ُم ْست َ ْحفَ ِظينَ ِع ْل َمهُ يَ ُ‬


‫َوا ْعلَ ُموا أَ هن ِعبَادَ ه‬
‫صلُونَ ِب ْال ِو َاليَ ِة َويَت َ َالقَ ْونَ ِب ْال َم َحبه ِة‬ ‫عيُونَهُ يَت َ َوا َ‬‫َويُفَ ِ ّج ُرونَ ُ‬
‫الريبَةُ َو َال‬ ‫شوبُ ُه ُم ِ ّ‬ ‫صد ُُرونَ ِب ِريه ٍة َال ت َ ُ‬ ‫ساقَ ْونَ ِب َكأ ْ ٍس َر ِويه ٍة َويَ ْ‬ ‫َويَتَ َ‬
‫عقَدَ خ َْلقَ ُه ْم َوأ َ ْخ َالقَ ُه ْم فَعَلَ ْي ِه‬
‫علَى ذَ ِل َك َ‬‫ع ِفي ِه ُم ْال ِغيبَةُ َ‬ ‫ت ُ ْس ِر ُ‬
‫ض ِل ْالبَ ْذ ِر يُ ْنتَقَى فَيُؤْ َخذُ ِم ْنهُ‬ ‫صلُونَ فَ َكانُوا َكتَفَا ُ‬ ‫يَت َ َحابُّونَ َو ِب ِه يَت َ َوا َ‬
‫يص ‪.‬‬ ‫يص َو َهذهبَهُ الت ه ْم ِح ُ‬ ‫َويُ ْلقَى قَ ْد َميهزَ هُ الت ه ْخ ِل ُ‬

‫العظةُبالتقوى‬

‫ظ ِر‬ ‫عةً قَ ْب َل ُحلُو ِل َها َو ْليَ ْن ُ‬‫ار َ‬‫فَ ْليَ ْقبَ ِل ْام ُر ٌؤ َك َرا َمةً ِبقَبُو ِل َها َو ْليَ ْحذَ ْر قَ ِ‬
‫ام ِه فِي َم ْن ِز ٍل َحتهى يَ ْست َ ْب ِد َل ِب ِه‬ ‫ير أَي ِهام ِه َوقَ ِلي ِل ُمقَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْام ُر ٌؤ فِي قَ ِ‬
‫س ِل ٍيم‬
‫ب َ‬ ‫طوبَى ِلذِي قَ ْل ٍ‬ ‫ف ُم ْنتَقَ ِل ِه فَ ُ‬‫ار ِ‬ ‫صن َْع ِل ُمتَ َح هو ِل ِه َو َمعَ ِ‬‫َم ْن ِز ًال فَ ْليَ ْ‬
‫س َال َم ِة‬ ‫سبِي َل ال ه‬
‫اب َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب َم ْن يُ ْردِي ِه َوأ َ َ‬ ‫ع َم ْن يَ ْهدِي ِه َوت َ َجنه َ‬ ‫طا َ‬ ‫أَ َ‬
‫ع ِة َها ٍد أَ َم َرهُ َوبَادَ َر ْال ُهدَى قَ ْب َل أَ ْن ت ُ ْغلَقَ‬ ‫ص َرهُ َو َ‬
‫طا َ‬ ‫ص ِر َم ْن بَ ه‬ ‫ِببَ َ‬
‫ط ْال َح ْو َبةَ فَقَ ْد أ ُ ِق َ‬
‫يم‬ ‫ط َع أ َ ْسبَابُهُ َوا ْست َ ْفت َ َح الت ه ْوبَةَ َوأ َ َما َ‬‫أَب َْوابُهُ َوت ُ ْق َ‬
‫س ِبي ِل ‪.‬‬ ‫ِي نَ ْه َج ال ه‬ ‫ق َو ُهد َ‬ ‫الط ِري ِ‬‫علَى ه‬ ‫َ‬
‫]‪[215‬‬
‫ومنُدعاءُلهُعليهُالسَلمُكانُيدعوُبهُكثيرا‬

‫علَى‬ ‫س ِقيما ً َو َال َمض ُْروبا ً َ‬ ‫ص ِب ْح ِبي َم ِيّتا ً َو َال َ‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ الهذِي لَ ْم يُ ْ‬
‫طوعا ً دَا ِب ِري‬ ‫ع َم ِلي َو َال َم ْق ُ‬ ‫سوءٍ َو َال َمأ ْ ُخوذا ً ِبأ َ ْس َو ِإ َ‬ ‫ع ُروقِي ِب ُ‬ ‫ُ‬
‫ع ْن دِينِي َو َال ُم ْن ِكرا ً ِل َر ِبّي َو َال ُم ْستَ ْو ِحشا ً ِم ْن ِإي َمانِي‬ ‫َو َال ُم ْرتَدّا ً َ‬
‫صبَ ْحتُ‬ ‫ب ْاْل ُ َم ِم ِم ْن قَ ْب ِلي أَ ْ‬ ‫ع ْق ِلي َو َال ُمعَذهبا ً ِبعَذَا ِ‬ ‫َو َال ُم ْلت َ ِبسا ً َ‬
‫ي َو َال ُح هجةَ ِلي َو َال‬ ‫علَ ه‬‫ظا ِلما ً ِلنَ ْفسِي لَ َك ْال ُح هجةُ َ‬ ‫عبْدا ً َم ْملُوكا ً َ‬ ‫َ‬
‫ي ِإ هال َما َوقَ ْيتَنِي الله ُه هم‬ ‫ط ْيتَنِي َو َال أَت ه ِق َ‬ ‫أ َ ْست َ ِطي ُع أ َ ْن آ ُخذَ ِإ هال َما أَ ْع َ‬
‫ام‬
‫ض َ‬ ‫اك أَ ْو أ ُ َ‬‫ض هل ِفي ُهدَ َ‬ ‫َاك أَ ْو أَ ِ‬
‫عوذُ ِب َك أ َ ْن أَ ْفت َ ِق َر فِي ِغن َ‬ ‫ِإ ِنّي أ َ ُ‬
‫اجعَ ْل نَ ْفسِي أَ هو َل‬ ‫ط َهدَ َو ْاْل َ ْم ُر لَ َك الله ُه هم ْ‬ ‫ض َ‬ ‫طانِ َك أ َ ْو أ ُ ْ‬ ‫س ْل َ‬
‫فِي ُ‬
‫ع َها ِم ْن َك َرا ِئ ِمي َوأَ هو َل َودِيعَ ٍة تَ ْرت َ ِجعُ َها ِم ْن َودَا ِئ ِع‬ ‫َك ِري َم ٍة ت َ ْنت َ ِز ُ‬
‫ع ْن قَ ْو ِل َك أَ ْو أ َ ْن نُ ْفتَتَنَ‬‫ب َ‬ ‫نِعَ ِم َك ِع ْندِي الله ُه هم ِإنها نَعُوذُ ِب َك أَ ْن نَ ْذ َه َ‬
‫ع ْن دِينِ َك أَ ْو تَتَابَ َع ِبنَا أ َ ْه َواؤُ نَا دُونَ ْال ُهدَى الهذِي َجا َء ِم ْن ِع ْند َ‬
‫ِك‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[216‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُخطبهاُبصفين‬

‫علَ ْي ُك ْم َحقّا ً ِب ِو َاليَ ِة أ َ ْم ِر ُك ْم َولَ ُك ْم‬ ‫س ْب َحانَهُ ِلي َ‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد َجعَ َل ه‬
‫َّللاُ ُ‬
‫س ُع ْاْل َ ْشيَ ِ‬
‫اء‬ ‫ق ِمثْ ُل الهذِي ِلي َعلَ ْي ُك ْم فَ ْال َح ُّق أَ ْو َ‬ ‫ي ِمنَ ْال َح ّ ِ‬ ‫علَ ه‬ ‫َ‬
‫ف َال يَ ْج ِري ِْل َ َح ٍد ِإ هال َج َرى‬ ‫ص ِ‬ ‫ضيَقُ َها فِي التهنَا ُ‬‫ف َوأَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫فِي الت ه َوا ُ‬
‫ي لَهُ‬ ‫علَ ْي ِه ِإ هال َج َرى لَهُ َولَ ْو َكانَ ِْل َ َح ٍد أَ ْن يَ ْج ِر َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َال يَ ْج ِري َ‬ ‫َ‬
‫س ْب َحانَهُ دُونَ خ َْل ِق ِه ِلقُ ْد َر ِت ِه‬ ‫علَ ْي ِه لَ َكانَ ذَ ِل َك خَا ِلصا ً ِ هّلِلِ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫َو َال يَ ْج ِر َ‬
‫ضائِ ِه‬‫وف قَ َ‬ ‫ص ُر ُ‬ ‫علَ ْي ِه ُ‬ ‫ت َ‬ ‫علَى ِعبَا ِد ِه َو ِلعَ ْد ِل ِه فِي ُك ِّل َما َج َر ْ‬ ‫َ‬
‫علَى ْال ِعبَا ِد أ َ ْن يُ ِطيعُوهُ َو َجعَ َل َجزَ ا َء ُه ْم‬ ‫س ْب َحانَهُ َجعَ َل َحقههُ َ‬ ‫َولَ ِكنههُ ُ‬
‫سعا ً ِب َما ُه َو ِمنَ ْال َم ِزي ِد‬ ‫ض ًال ِم ْنهُ َوتَ َو ُّ‬
‫ب تَفَ ُّ‬ ‫عفَةَ الث ه َوا ِ‬ ‫ضا َ‬‫علَ ْي ِه ُم َ‬ ‫َ‬
‫أ َ ْهلُهُ ‪.‬‬

‫حقُالواليُوحقُالرعية‬

‫علَى‬ ‫اس َ‬ ‫ض النه ِ‬ ‫ض َها ِلبَ ْع ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِم ْن ُحقُو ِق ِه ُحقُوقا ً ا ْفت َ َر َ‬ ‫ث ُ هم َجعَ َل ُ‬
‫ض َها بَ ْعضا ً َو َال‬ ‫ب بَ ْع ُ‬ ‫وج ُ‬‫ض فَ َجعَلَ َها تَت َ َكافَأ ُ فِي ُو ُجو ِه َها َويُ ِ‬ ‫بَ ْع ٍ‬
‫س ْب َحانَهُ ِم ْن‬ ‫ض ُ‬ ‫ظ ُم َما ا ْفتَ َر َ‬ ‫ض‪َ .‬وأ َ ْع َ‬ ‫ض َها ِإ هال ِببَ ْع ٍ‬ ‫ب بَ ْع ُ‬ ‫يُ ْست َ ْو َج ُ‬
‫علَى ْال َوا ِلي‬ ‫الر ِعيه ِة َ‬ ‫الر ِعيه ِة َو َح ُّق ه‬ ‫علَى ه‬ ‫ق َح ُّق ْال َوا ِلي َ‬ ‫تِ ْل َك ْال ُحقُو ِ‬
‫ظاما ً ِْل ُ ْلفَتِ ِه ْم‬ ‫علَى ُك ٍّل فَ َجعَلَ َها نِ َ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِل ُك ٍّل َ‬ ‫ض َها ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫ضةٌ فَ َر َ‬ ‫فَ ِري َ‬
‫ح ْال ُو َال ِة َو َال‬‫ص َال ِ‬ ‫الر ِعيهةُ ِإ هال ِب َ‬ ‫صلُ ُح ه‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫س ْ‬‫َو ِع ّزا ً ِلدِي ِن ِه ْم فَلَ ْي َ‬
‫الر ِعيهةُ ِإلَى ْال َوا ِلي‬ ‫ت ه‬ ‫صلُ ُح ْال ُو َالة ُ ِإ هال ِبا ْستِقَا َم ِة ه‬
‫الر ِعيه ِة فَإِذَا أَده ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ت َمنَا ِه ُج‬ ‫ع هز ْال َح ُّق بَ ْينَ ُه ْم َوقَا َم ْ‬ ‫َحقههُ َوأَدهى ْال َوا ِلي ِإلَ ْي َها َحقه َها َ‬
‫صلَ َح‬‫سن َُن فَ َ‬ ‫علَى أ َ ْذ َال ِل َها ال ُّ‬ ‫ت َ‬ ‫ت َمعَا ِل ُم ْالعَ ْد ِل َو َج َر ْ‬ ‫ِين َوا ْعتَدَلَ ْ‬ ‫الدّ ِ‬
‫ام ُع ْاْل َ ْعدَا ِء‪.‬‬ ‫ط ِ‬ ‫ت َم َ‬ ‫س ْ‬ ‫اء الده ْولَ ِة َويَئِ َ‬ ‫ط ِم َع فِي بَقَ ِ‬ ‫ان َو ُ‬ ‫الز َم ُ‬ ‫ِبذَ ِل َك ه‬
‫اختَلَفَ ْ‬
‫ت‬ ‫ف ْال َوا ِلي ِب َر ِعيه ِت ِه ْ‬ ‫الر ِعيهةُ َوا ِليَ َها أَ ْو أَ ْج َح َ‬ ‫ت ه‬ ‫غلَبَ ِ‬ ‫َو ِإذَا َ‬
‫ِين‬‫اْل ْدغَا ُل فِي الدّ ِ‬ ‫ت َمعَا ِل ُم ْال َج ْو ِر َو َكث ُ َر ْ ِ‬ ‫ظ َه َر ْ‬ ‫ُهنَا ِل َك ْال َك ِل َمةُ َو َ‬
‫ت‬ ‫ت ْاْل َ ْح َكا ُم َو َكث ُ َر ْ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫ع ِّ‬ ‫سن َِن فَعُ ِم َل ِب ْال َه َوى َو ُ‬ ‫ت َم َحا ُّج ال ُّ‬ ‫َوت ُ ِر َك ْ‬
‫اط ٍل‬ ‫ط َل َو َال ِل َع ِظ ِيم بَ ِ‬ ‫ع ِّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ش ِلعَ ِظ ِيم َح ّ ٍ‬ ‫وس فَ َال يُ ْست َ ْو َح ُ‬ ‫ِعلَ ُل النُّفُ ِ‬
‫ظ ُم تَ ِبعَاتُ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ار َوت َ ْع ُ‬ ‫ار َوت َ ِع ُّز ْاْل َ ْش َر ُ‬ ‫فُ ِع َل فَ ُهنَا ِل َك ت َ ِذ ُّل ْاْلَب َْر ُ‬
‫ح فِي ذَ ِل َك َو ُح ْس ِن التهعَ ُاو ِن‬ ‫ص ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ ِع ْندَ ْال ِعبَادِ‪ .‬فَعَلَ ْي ُك ْم ِبالتهنَا ُ‬ ‫ُ‬
‫طا َل فِي‬ ‫صهُ َو َ‬ ‫َّللاِ ِح ْر ُ‬ ‫ضا ه‬ ‫ْس أ َ َحدٌ َو ِإ ِن ا ْشتَده َعلَى ِر َ‬ ‫علَ ْي ِه فَلَي َ‬ ‫َ‬
‫ع ِة لَهُ‬ ‫س ْب َحانَهُ أَ ْهلُهُ ِمنَ ه‬
‫الطا َ‬ ‫َّللاُ ُ‬ ‫اجتِ َهادُهُ ِببَا ِل ٍغ َح ِقيقَةَ َما ه‬ ‫ْالعَ َم ِل ْ‬
‫صي َحةُ ِب َم ْبلَ ِغ ُج ْه ِد ِه ْم‬ ‫علَى ِعبَا ِد ِه النه ِ‬ ‫ق ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ب ُحقُو ِ‬ ‫َولَ ِك ْن ِم ْن َو ِ‬
‫اج ِ‬
‫ت فِي‬ ‫ظ َم ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ْس ْام ُر ٌؤ َو ِإ ْن َ‬ ‫ق بَ ْينَ ُه ْم َولَي َ‬ ‫علَى ِإقَا َم ِة ْال َح ّ ِ‬ ‫َوالتهعَ ُاو ُن َ‬
‫علَى َما‬ ‫ق أ َ ْن يُعَانَ َ‬ ‫ضيلَتُهُ ِبفَ ْو ِ‬ ‫ِين فَ ِ‬ ‫ت فِي الدّ ِ‬ ‫ق َم ْن ِزلَتُهُ َوتَقَده َم ْ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫وس َوا ْقت َ َح َمتْهُ‬ ‫صغه َرتْهُ النُّفُ ُ‬ ‫َّللاُ ِم ْن َح ِقّ ِه َو َال ْام ُر ٌؤ َو ِإ ْن َ‬ ‫َح هملَهُ ه‬
‫علَ ْي ِه ‪.‬‬‫علَى ذَ ِل َك أَ ْو يُعَانَ َ‬ ‫ُون أَ ْن يُ ِعينَ َ‬ ‫ون ِبد ِ‬ ‫ْالعُيُ ُ‬
‫ط ِوي ٍل يُ ْك ِث ُر ِفي ِه‬ ‫ص َحا ِب ِه ِب َك َال ٍم َ‬ ‫فَأ َ َجابَهُ عليه السالم َر ُج ٌل ِم ْن أ َ ْ‬
‫عتَهُ لَهُ‪ ،‬فَقَا َل عليه السالم‪:‬‬ ‫طا َ‬ ‫س ْمعَهُ َو َ‬ ‫علَ ْي ِه َويَ ْذ ُك ُر َ‬ ‫الثهنَا َء َ‬
‫ضعُهُ‬ ‫س ْب َحانَهُ فِي نَ ْف ِس ِه َو َج هل َم ْو ِ‬ ‫َّللاِ ُ‬‫ظ َم َج َال ُل ه‬ ‫ع ُ‬ ‫ق َم ْن َ‬ ‫ِإ هن ِم ْن َح ّ ِ‬
‫ظ ِم ذَ ِل َك ُك ُّل َما ِس َواهُ َو ِإ هن أَ َح هق َم ْن‬ ‫صغُ َر ِع ْندَهُ ِل ِع َ‬ ‫ِم ْن قَ ْل ِب ِه أ َ ْن يَ ْ‬
‫سانُهُ ِإلَ ْي ِه فَإِنههُ‬ ‫ف ِإ ْح َ‬ ‫ط َ‬ ‫علَ ْي ِه َولَ ُ‬ ‫ت نِ ْع َمةُ ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ظ َم ْ‬ ‫َكانَ َكذَ ِل َك لَ َم ْن َع ُ‬
‫ظما ً َو ِإ هن‬ ‫علَ ْي ِه ِع َ‬ ‫ازدَادَ َح ُّق ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫علَى أ َ َح ٍد ِإ هال ْ‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫ظ ْم نِ ْع َمةُ ه‬ ‫لَ ْم ت َ ْع ُ‬
‫ب‬ ‫ظ هن ِب ِه ْم ُح ُّ‬ ‫اس أَ ْن يُ َ‬ ‫ح النه ِ‬ ‫صا ِل ِ‬ ‫ت ْال ُو َالةِ ِع ْندَ َ‬ ‫َف َح َاال ِ‬ ‫ِم ْن أ َ ْسخ ِ‬
‫علَى ْال ِكب ِْر َوقَ ْد َك ِر ْهتُ أَ ْن يَ ُكونَ َجا َل‬ ‫ض َع أَ ْم ُر ُه ْم َ‬ ‫ْالفَ ْخ ِر َويُو َ‬
‫َاء َولَ ْستُ ِب َح ْم ِد ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ع الثهن ِ‬ ‫ط َرا َء َوا ْس ِت َما َ‬ ‫اْل ْ‬
‫ب ِْ‬ ‫ظ ِنّ ُك ْم أ َ ِنّي أ ُ ِح ُّ‬ ‫فِي َ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫طاطا ً ِ هّلِلِ ُ‬ ‫ب أ َ ْن يُقَا َل ذَ ِل َك لَت َ َر ْكتُهُ ا ْن ِح َ‬ ‫َكذَ ِل َك َولَ ْو ُك ْنتُ أ ُ ِح ُّ‬
‫اء َو ُربه َما ا ْست َ ْحلَى‬ ‫ظ َم ِة َو ْال ِكب ِْريَ ِ‬ ‫ع ْن تَنَا ُو ِل َما ُه َو أ َ َح ُّق ِب ِه ِمنَ ْال َع َ‬ ‫َ‬
‫اجي‬ ‫ي ِب َج ِمي ِل ثَنَاءٍ ِ ِْل ْخ َر ِ‬ ‫علَ ه‬ ‫اس الثهنَا َء بَ ْعدَ ْالبَ َال ِء فَ َال تُثْنُوا َ‬ ‫النه ُ‬
‫ق لَ ْم أ َ ْف ُر ْغ ِم ْن‬ ‫س ْب َحانَهُ َو ِإلَ ْي ُك ْم ِمنَ الت ه ِقيه ِة فِي ُحقُو ٍ‬ ‫َّللاِ ُ‬ ‫نَ ْفسِي ِإلَى ه‬
‫ضا ِئ َها فَ َال ت ُ َك ِلّ ُمو ِني ِب َما ت ُ َكله ُم ِب ِه‬ ‫ض َال بُده ِم ْن ِإ ْم َ‬ ‫أَدَا ِئ َها َوفَ َرا ِئ َ‬
‫ظ ِب ِه ِع ْندَ أ َ ْه ِل ْالبَاد َِرةِ َو َال‬ ‫ظوا ِم ِنّي ِب َما يُت َ َحفه ُ‬ ‫ْال َجبَا ِب َرة ُ َو َال تَت َ َحفه ُ‬
‫ق قِي َل ِلي‬ ‫ظنُّوا ِبي ا ْستِثْقَ ًاال فِي َح ّ ٍ‬ ‫صانَعَ ِة َو َال ت َ ُ‬ ‫طونِي ِب ْال ُم َ‬ ‫تُخَا ِل ُ‬
‫ظ ٍام ِلنَ ْفسِي فَإِنههُ َم ِن ا ْستَثْقَ َل ْال َح هق أَ ْن يُقَا َل لَهُ أ َ ِو‬ ‫اس ِإ ْع َ‬ ‫َو َال ْالتِ َم َ‬
‫علَ ْي ِه فَ َال تَ ُكفُّوا‬ ‫علَ ْي ِه َكانَ ْالعَ َم ُل ِب ِه َما أَثْقَ َل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ْالعَ ْد َل أ َ ْن يُ ْع َر َ‬
‫ق أ َ ْن‬ ‫ورةٍ بِعَ ْد ٍل فَإِ ِنّي لَ ْستُ فِي نَ ْفسِي بِفَ ْو ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ق أَ ْو َم ُ‬ ‫ع ْن َمقَالَ ٍة بِ َح ّ ٍ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ِم ْن نَ ْفسِي َما ُه َو‬ ‫ي ه‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ال‬‫ه‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫آ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ئ‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫أُ‬
‫َ‬
‫غي ُْرهُ‬ ‫ب َ‬ ‫ب َال َر ه‬ ‫ع ِبيدٌ َم ْملُو ُكونَ ِل َر ّ ٍ‬ ‫أَ ْملَ ُك ِب ِه ِم ِنّي فَإِنه َما أَنَا َوأ َ ْنت ُ ْم َ‬
‫يَ ْم ِل ُك ِمنها َما َال ن َْم ِل ُك ِم ْن أ َ ْنفُ ِسنَا َوأ َ ْخ َر َجنَا ِم هما ُكنها فِي ِه ِإلَى َما‬
‫يرة َ بَ ْعدَ‬ ‫ص َ‬ ‫طانَا ْالبَ ِ‬ ‫ض َاللَ ِة ِب ْال ُهدَى َوأَ ْع َ‬ ‫علَ ْي ِه فَأ َ ْبدَلَنَا بَ ْعدَ ال ه‬ ‫صلَ ْحنَا َ‬ ‫َ‬
‫ْالعَ َمى ‪.‬‬

‫]‪[217‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُالتظلمُوُالتشكيُمنُقريش‬
‫طعُوا‬ ‫علَى قُ َري ٍْش َو َم ْن أ َ َ‬
‫عانَ ُه ْم فَإِنه ُه ْم قَ ْد قَ َ‬ ‫الله ُه هم ِإ ِنّي أ َ ْست َ ْعد َ‬
‫ِيك َ‬
‫ع ِتي َحقّا ً ُك ْنتُ أ َ ْولَى‬ ‫َر ِح ِمي َوأ َ ْكفَئُوا ِإنَا ِئي َوأ َ ْج َمعُوا َعلَى ُمنَازَ َ‬
‫ق أَ ْن‬ ‫ق أَ ْن تَأ ْ ُخذَهُ َوفِي ْال َح ّ ِ‬ ‫غي ِْري َوقَالُوا أ َ َال ِإ هن فِي ْال َح ّ ِ‬ ‫ِب ِه ِم ْن َ‬
‫ْس ِلي‬ ‫ظ ْرتُ فَإِذَا لَي َ‬ ‫سفا ً فَنَ َ‬ ‫ت ُمتَأ َ ِ ّ‬
‫ص ِب ْر َم ْغ ُموما ً أ َ ْو ُم ْ‬
‫ت ُ ْمنَعَهُ فَا ْ‬
‫ع ِن ْال َمنِيه ِة‬ ‫ضنَ ْنتُ ِب ِه ْم َ‬‫سا ِعدٌ ِإ هال أَ ْه َل بَ ْيتِي فَ َ‬ ‫َرافِدٌ َو َال ذَ ٌّ‬
‫اب َو َال ُم َ‬
‫صبَ ْرتُ ِم ْن‬ ‫ش َجا َو َ‬ ‫علَى ال ه‬ ‫علَى ْالقَذَى َو َج ِر ْعتُ ِري ِقي َ‬ ‫ضيْتُ َ‬ ‫فَأ َ ْغ َ‬
‫ار‪.‬‬‫شف َ ِ‬ ‫ب ِم ْن َو ْخ ِز ال ِ ّ‬ ‫علَى أ َ َم هر ِمنَ ْالعَ ْلقَ ِم َوآلَ َم ِل ْلقَ ْل ِ‬‫ظ ِم ْالغَي ِْظ َ‬ ‫َك ْ‬
‫قال الشريف رضي هللا عنه‪ :‬وقد مضى هذا الكالم في أثناء خطبة متقدمة إال أني‬
‫ذكرته هاهنا الختالف الروايتين‪.‬‬
‫]‪[218‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُذكرُالسائرينُإلىُالبصرةُلحربهُعليهُالسَلم‬

‫علَى‬ ‫ي َو َ‬ ‫ت ْال ُم ْس ِل ِمينَ الهذِي فِي يَدَ ه‬ ‫ع هما ِلي َو ُخ هز ِ‬


‫ان بَ ْي ِ‬ ‫علَى ُ‬ ‫فَقَ ِد ُموا َ‬
‫علَى بَ ْيعَتِي فَ َ‬
‫شتهتُوا َك ِل َمت َ ُه ْم‬ ‫عتِي َو َ‬ ‫طا َ‬ ‫ص ٍر ُكلُّ ُه ْم فِي َ‬ ‫أ َ ْه ِل ِم ْ‬
‫طاِئفَةً م ْن ُه ْم‬ ‫علَى ِشيعَتِي فَقَتَلُوا َ‬ ‫عت َ ُه ْم َو َوثَبُوا َ‬
‫ي َج َما َ‬‫علَ ه‬
‫سدُوا َ‬ ‫َوأ َ ْف َ‬
‫اربُوا ِب َها َحتهى لَقُوا ه‬
‫َّللاَ‬ ‫ضوا َعلَى أَ ْسيَافِ ِه ْم فَ َ‬
‫ض َ‬ ‫ع ُّ‬ ‫طاِئفَةٌ َ‬
‫غ ْدرا ً َو َ‬ ‫َ‬
‫صا ِد ِقينَ ‪.‬‬‫َ‬
‫]‪[219‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫لماُمرُبطلحةُبنُعبدُهللاُوعبدُالرحمنُبنُعتابُبنُأسيدُوهماُقتيَلنُيومُ‬
‫الجمل‬

‫َّللاِ لَقَ ْد ُك ْنتُ أَ ْك َرهُ‬


‫ان غ َِريبا ً أ َ َما َو ه‬ ‫صبَ َح أَبُو ُم َح هم ٍد ِب َهذَا ْال َم َك ِ‬
‫لَقَ ْد أ َ ْ‬
‫ب أَ ْد َر ْكتُ َوتْ ِري ِم ْن‬ ‫ون ْال َك َوا ِك ِ‬‫ط ِ‬ ‫ت بُ ُ‬ ‫ْش قَتْلَى تَ ْح َ‬ ‫أ َ ْن ت َ ُكونَ قُ َري ٌ‬
‫ان بَنِي ُج َم َح لَقَ ْد أَتْلَعُوا أ َ ْعنَاقَ ُه ْم ِإلَى‬ ‫ع ْب ِد َمنَافٍ َوأَ ْفلَتَتْنِي أَ ْعيَ ُ‬‫بَنِي َ‬
‫صوا دُونَهُ ‪.‬‬ ‫أَ ْم ٍر لَ ْم يَ ُكونُوا أَ ْهلَهُ فَ ُوقِ ُ‬
‫]‪[220‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُوصفُالسالكُالطريقُإلىُّللاُسبحانه‬

‫ظهُ َوبَ َرقَ‬ ‫غ ِلي ُ‬


‫ف َ‬ ‫ط َ‬‫سهُ َحتهى دَ هق َج ِليلُهُ َولَ ُ‬ ‫ع ْقلَهُ َوأ َ َم َ‬
‫ات نَ ْف َ‬ ‫قَ ْد أ َ ْحيَا َ‬
‫س ِبي َل َوتَدَافَعَتْهُ‬ ‫سلَ َك ِب ِه ال ه‬ ‫الط ِريقَ َو َ‬ ‫ق فَأَبَانَ لَهُ ه‬ ‫ير ْالبَ ْر ِ‬
‫لَهُ َال ِم ٌع َكثِ ُ‬
‫ط َمأْنِينَ ِة‬
‫ت ِر ْج َالهُ بِ ُ‬ ‫س َال َم ِة َودَ ِار ْ ِ‬
‫اْلقَا َم ِة َوثَبَت َ ْ‬ ‫ب ال ه‬ ‫اب ِإلَى بَا ِ‬ ‫ْاْلَب َْو ُ‬
‫ضى َربههُ ‪.‬‬ ‫الرا َح ِة ِب َما ا ْست َ ْع َم َل قَ ْلبَهُ َوأَ ْر َ‬
‫بَدَنِ ِه فِي قَ َر ِار ْاْل َ ْم ِن َو ه‬
‫]‪[221‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫قالهُبعدُتَلوتهُأ َ ْلهاكمُالتَّكاثرُ َحتَّىُز ْرتمُا ْل َمقاب َُر‬

‫ظعَهُ لَقَ ِد‬ ‫طرا ً َما أ َ ْف َ‬ ‫يَا لَهُ َم َراما ً َما أ َ ْبعَدَهُ َوزَ ْورا ً َما أَ ْغفَلَهُ َو َخ َ‬
‫ارعِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ان بَ ِعي ٍد أَ فَ ِب َم َ‬ ‫شو ُه ْم ِم ْن َم َك ٍ‬ ‫ي ُمده ِك ٍر َوتَن ََاو ُ‬ ‫ا ْست َ ْخلَ ْوا ِم ْن ُه ْم أ َ ه‬
‫آبَائِ ِه ْم يَ ْفخ َُرونَ أَ ْم بِعَدِي ِد ْال َه ْل َكى يَت َ َكاثَ ُرونَ يَ ْرتَ ِجعُونَ ِم ْن ُه ْم‬
‫َت َو َْل َ ْن يَ ُكونُوا ِع َبرا ً أَ َح ُّق ِم ْن أ َ ْن‬ ‫س َكن ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ت َو َح َر َكا ٍ‬ ‫سادا ً خ ََو ْ‬ ‫أ َ ْج َ‬
‫َاب ذِله ٍة أَ ْح َجى ِم ْن أَ ْن‬ ‫طوا ِب ِه ْم َجن َ‬ ‫يَ ُكونُوا ُم ْفتَخَرا ً َو َْل َ ْن يَ ْه ِب ُ‬
‫ار ْالعَ ْش َوةِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ظ ُروا ِإلَ ْي ِه ْم ِبأ َ ْب َ‬ ‫ام ِع هزةٍ لَقَ ْد نَ َ‬ ‫يَقُو ُموا ِب ِه ْم َمقَ َ‬
‫ت‬ ‫صا ِ‬ ‫ع َر َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َ‬ ‫طقُوا َ‬ ‫ض َربُوا ِم ْن ُه ْم ِفي غ َْم َر ِة َج َهالَ ٍة َولَ ِو ا ْست َ ْن َ‬ ‫َو َ‬
‫ض‬ ‫ت ذَ َهبُوا ِفي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫الربُوعِ ْالخَا ِليَ ِة لَقَالَ ْ‬ ‫ار ْالخَا ِويَ ِة َو ُّ‬ ‫تِ ْل َك ال ِدّيَ ِ‬
‫ام ِه ْم َوت َ ْست َ ْن ِبتُونَ‬ ‫طئُونَ ِفي َه ِ‬ ‫ض هال ًال َوذَ َه ْبت ُ ْم ِفي أ َ ْعقَا ِب ِه ْم ُج هه ًاال تَ َ‬ ‫ُ‬
‫ظوا َوت َ ْس ُكنُونَ فِي َما خ هَربُوا َو ِإنه َما‬ ‫سا ِد ِه ْم َوتَ ْرتَعُونَ فِي َما لَفَ ُ‬ ‫فِي أ َ ْج َ‬
‫ف غَايَتِ ُك ْم‬ ‫سلَ ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم أُولَئِ ُك ْم َ‬ ‫ْاْلَيها ُم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُه ْم بَ َواكٍ َون ََوائِ ُح َ‬
‫َت لَ ُه ْم َمقَا ِو ُم ْال ِع ِ ّز َو َحلَبَاتُ ْالفَ ْخ ِر‬ ‫ط َمنَا ِه ِل ُك ْم الهذِينَ َكان ْ‬ ‫َوفُ هرا ُ‬
‫ض‬‫ت ْاْل َ ْر ُ‬ ‫ط ِ‬‫س ِلّ َ‬
‫يال ُ‬ ‫س ِب ً‬ ‫خ َ‬ ‫ون ْال َب ْرزَ ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫سلَ ُكوا فِي بُ ُ‬ ‫س َوقا ً َ‬ ‫ُملُوكا ً َو ُ‬
‫صبَ ُحوا ِفي‬ ‫ت ِم ْن ِد َما ِئ ِه ْم فَأ َ ْ‬ ‫وم ِه ْم َوش َِربَ ْ‬ ‫ت ِم ْن لُ ُح ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِفي ِه فَأ َ َكلَ ْ‬ ‫َ‬
‫ض َمارا ً َال يُو َجدُونَ َال‬ ‫ور ِه ْم َج َمادا ً َال يَ ْن ُمونَ َو ِ‬ ‫ت قُبُ ِ‬ ‫فَ َج َوا ِ‬
‫ع ُه ْم ُو ُرودُ ْاْل َ ْه َوا ِل َو َال يَ ْح ُزنُ ُه ْم تَنَ ُّك ُر ْاْل َ ْح َوا ِل َو َال يَ ْح ِفلُونَ‬ ‫يُ ْف ِز ُ‬
‫ش ُهودا ً َال‬ ‫ظ ُرونَ َو ُ‬ ‫غيهبا ً َال يُ ْنتَ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫اص ِ‬ ‫ف َو َال يَأْذَنُونَ ِل ْلقَ َو ِ‬ ‫اج ِ‬ ‫الر َو ِ‬ ‫ِب ه‬
‫ع ْن‬ ‫شتهتُوا َو َآالفا ً فَا ْفت َ َرقُوا َو َما َ‬ ‫ض ُرونَ َو ِإنه َما َكانُوا َج ِميعا ً فَتَ َ‬ ‫يَ ْح ُ‬
‫ار ُه ْم‬ ‫ت ِديَ ُ‬ ‫ص هم ْ‬ ‫ار ُه ْم َو َ‬ ‫ت أ َ ْخبَ ُ‬ ‫ع ِميَ ْ‬ ‫ع ْه ِد ِه ْم َو َال بُ ْع ِد َم َح ِلّ ِه ْم َ‬ ‫طو ِل َ‬ ‫ُ‬
‫ص َمما ً‬ ‫س ْم ِع َ‬ ‫ق خ ََرسا ً َو ِبال ه‬ ‫ط ِ‬ ‫سقُوا َكأْسا ً بَدهلَتْ ُه ْم ِبالنُّ ْ‬ ‫َولَ ِكنه ُه ْم ُ‬
‫سبَا ٍ‬
‫ت‬ ‫عى ُ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫صفَ ِة َ‬ ‫ارتِ َجا ِل ال ِ ّ‬ ‫س ُكونا ً فَ َكأَنه ُه ْم فِي ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫َو ِب ْال َح َر َكا ِ‬
‫ع َرا‬
‫ت بَ ْينَ ُه ْم ُ‬ ‫سونَ َوأ َ ِحبها ُء َال يَتَزَ َاو ُرونَ بَ ِليَ ْ‬ ‫ان َال يَتَأَنه ُ‬ ‫ير ٌ‬ ‫ِج َ‬
‫َاء فَ ُكلُّ ُه ْم َو ِحيدٌ َو ُه ْم َج ِمي ٌع‬ ‫اْلخ ِ‬ ‫اب ْ ِ‬ ‫ت ِم ْن ُه ْم أ َ ْسبَ ُ‬ ‫طع َ ْ‬ ‫ف َوا ْنقَ َ‬ ‫ار ِ‬ ‫التهعَ ُ‬
‫ار‬ ‫ص َباحا ً َو َال ِلنَ َه ٍ‬ ‫ارفُونَ ِللَ ْي ٍل َ‬ ‫ب ْال َه ْج ِر َو ُه ْم أ َ ِخ هال ُء َال يَتَعَ َ‬ ‫َو ِب َجا ِن ِ‬
‫س ْر َمدا ً شَا َهدُوا ِم ْن‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫ظعَنُوا فِي ِه َكانَ َ‬ ‫ي ْال َجدِيدَي ِْن َ‬ ‫سا ًء أ َ ُّ‬ ‫َم َ‬
‫ظ َم ِم هما‬ ‫ظ َع ِم هما خَافُوا َو َرأ َ ْوا ِم ْن آيَا ِت َها أَ ْع َ‬ ‫ار دَ ِار ِه ْم أ َ ْف َ‬ ‫ط ِ‬ ‫أ َ ْخ َ‬
‫ت َمبَا ِل َغ ْالخ َْو ِ‬
‫ف‬ ‫ت لَ ُه ْم ِإلَى َمبَا َءةٍ فَات َ ْ‬ ‫قَده ُروا فَ ِك ْلتَا ْالغَايَتَي ِْن ُمده ْ‬
‫صفَ ِة َما شَا َهدُوا َو َما‬ ‫اء فَلَ ْو َكانُوا يَ ْن ِطقُونَ ِب َها لَعَيُّوا ِب ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫َو ه‬
‫ت فِي ِه ْم‬ ‫ار ُه ْم لَقَ ْد َر َجعَ ْ‬ ‫ت أَ ْخبَ ُ‬ ‫طع َ ْ‬ ‫ار ُه ْم َوا ْنقَ َ‬ ‫ت آث َ ُ‬ ‫ع ِميَ ْ‬ ‫عايَنُوا َولَئِ ْن َ‬ ‫َ‬
‫غي ِْر‬ ‫ان ْالعُقُو ِل َوتَ َكله ُموا ِم ْن َ‬ ‫ع ْن ُه ْم آذَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫س ِمعَ ْ‬ ‫ار ا ْل ِعبَ ِر َو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫أ َ ْب َ‬
‫سا ُم‬ ‫ت ْاْل َ ْج َ‬ ‫اض ُر َوخ ََو ِ‬ ‫ت ْال ُو ُجوهُ النه َو ِ‬ ‫ق فَقَالُوا َكلَ َح ِ‬ ‫ط ِ‬‫ت النُّ ْ‬ ‫ِج َها ِ‬
‫ارثْنَا‬ ‫ض َج ِع َوت َ َو َ‬ ‫يق ْال َم ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ام ْال ِبلَى َوت َ َكا َءدَنَا ِ‬ ‫النه َوا ِع ُم َولَ ِب ْسنَا أَ ْهدَ َ‬
‫ت َم َحا ِس ُن‬ ‫ص ُموتُ فَا ْن َم َح ْ‬ ‫ع ال ُّ‬ ‫الربُو ُ‬‫علَ ْينَا ُّ‬ ‫ت َ‬ ‫شةَ َوت َ َه هك َم ْ‬ ‫ْال َو ْح َ‬
‫ش ِة‬ ‫سا ِك ِن ْال َو ْح َ‬ ‫ت فِي َم َ‬ ‫طالَ ْ‬ ‫ص َو ِرنَا َو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ار ُ‬ ‫ت َمعَ ِ‬ ‫سا ِدنَا َوتَنَ هك َر ْ‬ ‫أ َ ْج َ‬
‫سعا ً فَلَ ْو َمث ه ْلتَ ُه ْم‬ ‫ق ُمت ه َ‬ ‫ضي ٍ‬ ‫ب فَ َرجا ً َو َال ِم ْن ِ‬ ‫ِإقَا َمتُنَا َولَ ْم ن َِج ْد ِم ْن َك ْر ٍ‬
‫سخ ْ‬
‫َت‬ ‫ارتَ َ‬ ‫اء لَ َك َوقَ ِد ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫وب ْال ِغ َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َم ْح ُج ُ‬ ‫ِف َ‬ ‫ِبعَ ْق ِل َك أ َ ْو ُكش َ‬
‫ت‬ ‫سف َ ْ‬ ‫ار ُه ْم ِبالت ُّ َراب فَ َخ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت أَ ْب َ‬ ‫ت َوا ْكت َ َحلَ ْ‬ ‫ع ُه ْم ِب ْال َه َوا ِ ّم فَا ْست َ هك ْ‬ ‫أ َ ْس َما ُ‬
‫وب فِي‬ ‫ت ْالقُلُ ُ‬ ‫ت ْاْل َ ْل ِسنَةُ فِي أ َ ْف َوا ِه ِه ْم بَ ْعدَ ذَ َالقَتِ َها َو َه َمدَ ِ‬ ‫طع َ ِ‬ ‫َوتَقَ ه‬
‫ار َح ٍة ِم ْن ُه ْم َجدِيدُ ِبلًى‬ ‫اث فِي ُك ِّل َج ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ظتِ َها َو َ‬ ‫ُور ِه ْم بَ ْعدَ يَقَ َ‬ ‫صد ِ‬ ‫ُ‬
‫ت فَ َال أ َ ْي ٍد تَ ْدفَ ُع َو َال‬ ‫ط ُرقَ ْاآلفَ ِة ِإلَ ْي َها ُم ْست َ ْس ِل َما ٍ‬ ‫س هه َل ُ‬ ‫س هم َج َها َو َ‬ ‫َ‬
‫ون لَ ُه ْم فِي ُك ِّل‬ ‫عي ُ ٍ‬ ‫ب َوأَ ْقذَا َء ُ‬ ‫ْت أ َ ْش َجانَ قُلُو ٍ‬ ‫ع لَ َرأَي َ‬ ‫وب ت َ ْجزَ ُ‬ ‫قُلُ ٌ‬
‫ض‬ ‫ت ْاْل َ ْر ُ‬ ‫صفَةُ َحا ٍل َال ت َ ْنت َ ِق ُل َوغ َْم َرة ٌ َال ت َ ْن َج ِلي فَ َك ْم أ َ َكلَ ِ‬ ‫ع ٍة ِ‬ ‫ظا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ي ت َ َرفٍ َو َر ِب َ‬
‫يب‬ ‫غ ِذ ه‬‫ق لَ ْو ٍن َكانَ فِي الدُّ ْنيَا َ‬ ‫س ٍد َوأَنِي ِ‬ ‫يز َج َ‬ ‫ع ِز ِ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫س ْل َوةِ ِإ ْن‬ ‫ع ِإلَى ال ه‬ ‫ع ِة ُح ْزنِ ِه َويَ ْفزَ ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ور فِي َ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫ش ََرفٍ يَتَعَله ُل ِبال ُّ‬
‫ش َحا َحةً ِبلَ ْه ِو ِه َولَ ِع ِب ِه‬ ‫ع ْي ِش ِه َو َ‬ ‫ار ِة َ‬ ‫ض َ‬ ‫ضنّا ً ِبغَ َ‬ ‫ت ِب ِه َ‬ ‫صيبَةٌ نَزَ لَ ْ‬ ‫ُم ِ‬
‫غفُو ٍل‬ ‫ض َح ُك ِإلَ ْي ِه فِي ِظ ِّل َعي ٍْش َ‬ ‫ض َح ُك ِإلَى الدُّ ْنيَا َوتَ ْ‬ ‫فَبَ ْينَا ُه َو يَ ْ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه‬ ‫ظ َر ْ‬ ‫ت ْاْلَيها ُم قُ َواهُ َونَ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫س َكهُ َونَقَ َ‬ ‫ئ الده ْه ُر ِب ِه َح َ‬ ‫ِإ ْذ َو ِط َ‬
‫ي َه ٍ ّم َما َكانَ يَ ِجدُهُ‬ ‫ث َال يَ ْع ِرفُهُ َون َِج ُّ‬ ‫طهُ بَ ٌّ‬ ‫ب فَخَالَ َ‬ ‫وف ِم ْن َكث َ ٍ‬ ‫ْال ُحت ُ ُ‬
‫ع ِإلَى َما َكانَ‬ ‫ص هح ِت ِه فَفَ ِز َ‬ ‫َس َما َكانَ ِب ِ‬ ‫ت ِفي ِه فَت َ َراتُ ِعلَ ٍل آن َ‬ ‫َوت َ َولهدَ ْ‬
‫ار‬ ‫ار ِد ِب ْال َح ِ ّ‬ ‫يك ْالبَ ِ‬‫ار َوت َ ْح ِر ِ‬ ‫ار ِب ْالقَ ِ ّ‬ ‫ين ْال َح ِ ّ‬ ‫ع هودَهُ ْاْل َ ِطبها ُء ِم ْن ت َ ْس ِك ِ‬ ‫َ‬
‫ار ِإ هال َهيه َج بُ ُرودَة ً‬ ‫ارة ً َو َال َح هر َك ِب َح ٍ ّ‬ ‫ار ٍد ِإ هال ث َ هو َر َح َر َ‬ ‫ط ِف ْئ ِببَ ِ‬ ‫فَلَ ْم يُ ْ‬
‫ت دَاءٍ َحتهى‬ ‫الطبَائِ ِع ِإ هال أ َ َمده ِم ْن َها ُك هل ذَا ِ‬ ‫ج ِلتِ ْل َك ه‬ ‫از ٍ‬ ‫َو َال ا ْعتَدَ َل ِب ُم َم ِ‬
‫ع ْن‬ ‫سوا َ‬ ‫صفَ ِة دَائِ ِه َوخ َِر ُ‬ ‫ضهُ َوتَعَايَا أَ ْهلُهُ ِب ِ‬ ‫فَت َ َر ُمعَ ِلّلُهُ َوذَ َه َل ُم َم ِ ّر ُ‬
‫ي َخبَ ٍر يَ ْكت ُ ُمونَهُ فَقَائِ ٌل‬ ‫عوا دُونَهُ ش َِج ه‬ ‫ع ْنهُ َوتَنَازَ ُ‬ ‫س ِا ِئلينَ َ‬ ‫ب ال ه‬ ‫َج َوا ِ‬
‫علَى فَ ْق ِد ِه‬ ‫ص ِبّ ٌر لَ ُه ْم َ‬ ‫عافِيَتِ ِه َو ُم َ‬ ‫اب َ‬ ‫يَقُو ُل ُه َو ِل َما ِب ِه َو ُم َم ٍّن لَ ُه ْم ِإيَ َ‬
‫َاح ِم ْن‬ ‫اضينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه فَبَ ْينَا ُه َو َكذَ ِل َك َعلَى َجن ٍ‬ ‫سى ْال َم ِ‬ ‫يُذَ ِ ّك ُر ُه ْم أ ُ َ‬
‫ص ِه‬ ‫ص ِ‬ ‫غ َ‬ ‫ض ِم ْن ُ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ض لَهُ َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫ق الدُّ ْنيَا َوت َ ْر ِك ْاْل َ ِحبه ِة ِإ ْذ َ‬ ‫فِ َرا ِ‬
‫سا ِن ِه فَ َك ْم ِم ْن ُم ِه ٍ ّم ِم ْن‬ ‫طوبَةُ ِل َ‬ ‫ت ُر ُ‬ ‫س ْ‬ ‫طنَ ِت ِه َويَ ِب َ‬ ‫ت ن ََوا ِفذُ ِف ْ‬ ‫فَت َ َحي َهر ْ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫صا هم َ‬ ‫س ِمعَهُ فَت َ َ‬ ‫عاءٍ ُمؤْ ِل ٍم ِبقَ ْل ِب ِه َ‬ ‫ع ْن َر ِدّ ِه َودُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ع َرفَهُ فَعَ ه‬ ‫َج َوا ِب ِه َ‬
‫ير َكانَ يَ ْر َح ُمهُ َو ِإ هن ِل ْل َم ْو ِ‬
‫ت‬ ‫ص ِغ ٍ‬ ‫ظ ُمهُ أ َ ْو َ‬ ‫ير َكانَ يُعَ ِ ّ‬ ‫ِم ْن َك ِب ٍ‬
‫عقُو ِل‬ ‫علَى ُ‬ ‫صفَ ٍة أَ ْو تَ ْعتَ ِد َل َ‬ ‫ظ ُع ِم ْن أ َ ْن ت ُ ْستَ ْغ َرقَ ِب ِ‬ ‫ي أ َ ْف َ‬ ‫ت ِه َ‬ ‫لَغَ َم َرا ٍ‬
‫أ َ ْه ِل الدُّ ْنيَا ‪.‬‬
‫]‪[222‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫ُو ْاآلصالُرجا ٌلُالُت ْلهيه ْمُت َ‬
‫جارةٌ َ‬
‫ُوالُبَ ْي ٌعُع َْنُ‬ ‫سبحُلَهُفيهاُبا ْلغدو َ‬
‫قالهُعندُتَلوتهُي َ‬
‫ُّللا‬
‫ذكْر َُّ‬

‫ب تَ ْس َم ُع ِب ِه بَ ْعدَ‬ ‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى َجعَ َل ال ِذّ ْك َر ِجال ًء ِل ْلقُلُو ِ‬ ‫ِإ هن ه‬


‫َّللاَ ُ‬
‫ْص ُر ِب ِه بَ ْعدَ ْالعَ ْش َو ِة َوت َ ْنقَادُ ِب ِه بَ ْعدَ ْال ُمعَانَدَ ِة َو َما بَ ِر َح‬ ‫ْال َو ْق َر ِة َوتُب ِ‬
‫ت‬‫ان ْالفَتَ َرا ِ‬ ‫ت َآال ُؤهُ فِي ْالبُ ْر َه ِة بَ ْعدَ ْالبُ ْر َه ِة َوفِي أَ ْز َم ِ‬ ‫ع هز ْ‬‫ِ هّلِلِ َ‬
‫صبَ ُحوا‬ ‫عقُو ِل ِه ْم فَا ْستَ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ِعبَادٌ نَا َجا ُه ْم فِي فِ ْك ِر ِه ْم َو َكله َم ُه ْم فِي ذَا ِ‬
‫ار َو ْاْل َ ْس َماعِ َو ْاْل َ ْفئِدَةِ يُذَ ِ ّك ُرونَ ِبأَي ِهام ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ظ ٍة فِي ْاْل َ ْب َ‬ ‫ور يَقَ َ‬ ‫ِبنُ ِ‬
‫ت َم ْن أَ َخذَ ْالقَ ْ‬
‫صدَ‬ ‫َويُخ ّ َِوفُونَ َمقَا َمهُ ِب َم ْن ِزلَ ِة ْاْلَدِله ِة فِي ْالفَلَ َوا ِ‬
‫ش ُروهُ ِبالنه َجا ِة َو َم ْن أَ َخذَ يَ ِمينا ً َو ِش َم ًاال ذَ ُّموا‬ ‫ط ِريقَهُ َوبَ ه‬ ‫َح ِمدُوا ِإلَ ْي ِه َ‬
‫صا ِبي َح تِ ْل َك‬ ‫الط ِريقَ َو َحذه ُروهُ ِمنَ ْال َهلَ َك ِة َو َكانُوا َكذَ ِل َك َم َ‬ ‫ِإلَ ْي ِه ه‬
‫ت َو ِإ هن ِلل ِذّ ْك ِر َْل َ ْه ًال أ َ َخذُوهُ ِمنَ الدُّ ْنيَا‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫ت َوأَدِلهةَ ِت ْل َك ال ُّ‬ ‫ُّ‬
‫الظلُ َما ِ‬
‫هام ْال َحيَاةِ‬
‫طعُونَ ِب ِه أَي َ‬ ‫ع ْنهُ يَ ْق َ‬‫ارة ٌ َو َال بَ ْي ٌع َ‬ ‫بَدَ ًال فَلَ ْم تَ ْشغ َْل ُه ْم تِ َج َ‬
‫َّللاِ ِفي أَ ْس َماعِ ْالغَا ِف ِلينَ‬ ‫ار ِم ه‬ ‫ع ْن َم َح ِ‬ ‫اج ِر َ‬ ‫الز َو ِ‬ ‫َويَ ْه ِتفُونَ ِب ه‬
‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر َويَتَنَا َه ْونَ‬ ‫َويَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال ِق ْس ِط َويَأْتَ ِم ُرونَ ِب ِه َويَ ْن َه ْونَ َ‬
‫طعُوا الدُّ ْنيَا ِإلَى ْاآل ِخ َر ِة َو ُه ْم فِي َها فَشَا َهدُوا َما َو َرا َء‬ ‫ع ْنهُ فَ َكأَنه َما قَ َ‬ ‫َ‬
‫اْلقَا َم ِة فِي ِه‬‫طو ِل ْ ِ‬ ‫وب أَ ْه ِل ْالبَ ْرزَ خِ فِي ُ‬ ‫غي ُ َ‬ ‫اطلَعُوا ُ‬ ‫ذَ ِل َك فَ َكأَنه َما ه‬
‫طا َء ذَ ِل َك ِْل َ ْه ِل الدُّ ْنيَا‬ ‫شفُوا ِغ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِعدَاتِ َها فَ َك َ‬ ‫ت ْال ِقيَا َمةُ َ‬ ‫َو َحقهقَ ِ‬
‫اس َويَ ْس َمعُونَ َما َال يَ ْس َمعُونَ‬ ‫َحتهى َكأَنه ُه ْم يَ َر ْونَ َما َال يَ َرى النه ُ‬
‫فَلَ ْو َمث ه ْلت َ ُه ْم ِلعَ ْق ِل َك فِي َمقَا ِو ِم ِه ُم ْال َم ْح ُمودَةِ َو َم َجا ِل ِس ِه ُم ْال َم ْش ُهودَةِ‬
‫علَى ُك ِّل‬ ‫سبَ ِة أَ ْنفُ ِس ِه ْم َ‬
‫غوا ِل ُم َحا َ‬ ‫َوقَ ْد نَش َُروا دَ َوا ِوينَ أَ ْع َما ِل ِه ْم َوفَ َر ُ‬
‫طوا‬ ‫ع ْن َها فَفَ هر ُ‬ ‫ع ْن َها أ َ ْو نُ ُهوا َ‬ ‫ص ُروا َ‬ ‫يرةٍ أ ُ ِم ُروا ِب َها فَقَ ه‬ ‫يرةٍ َو َك ِب َ‬ ‫ص ِغ َ‬ ‫َ‬
‫ع ِن ِاال ْستِ ْق َال ِل‬ ‫ضعُفُوا َ‬ ‫ور ُه ْم فَ َ‬ ‫ظ ُه َ‬‫في َها َو َح هملُوا ثِقَ َل أ َ ْوزَ اِ ِره ْم ُ‬
‫ش ُجوا نَشِيجا ً َوت َ َج َاوبُوا ن َِحيبا ً يَ ِعجُّونَ ِإلَى َر ِبّ ِه ْم ِم ْن َمقَ ِام‬ ‫ِب َها فَنَ َ‬
‫ت ِب ِه ُم‬ ‫صا ِبي َح دُ ًجى قَ ْد َحفه ْ‬ ‫ْت أَع َْال َم ُهدًى َو َم َ‬ ‫نَدَ ٍم َوا ْعتِ َرافٍ لَ َرأَي َ‬
‫اء‬
‫س َم ِ‬ ‫اب ال ه‬ ‫ت لَ ُه ْم أَب َْو ُ‬ ‫س ِكينَةُ َوفُ ِت َح ْ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ال ه‬ ‫ت َ‬ ‫ْال َم َال ِئ َكةُ َوتَن هَزلَ ْ‬
‫علَ ْي ِه ْم فِي ِه‬ ‫اطلَ َع ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ت فِي َم ْقعَ ٍد ه‬ ‫ت لَ ُه ْم َمقَا ِعدُ ْال َك َرا َما ِ‬ ‫َوأ ُ ِعده ْ‬
‫عا ِئ ِه َر ْو َح الت ه َج ُاو ِز‬ ‫س ُمونَ ِبدُ َ‬ ‫س ْعيَ ُه ْم َو َح ِمدَ َمقَا َم ُه ْم يَتَنَ ه‬ ‫ي َ‬ ‫ض َ‬ ‫فَ َر ِ‬
‫سى‬ ‫طو ُل ْاْل َ َ‬ ‫ظ َمتِ ِه َج َر َح ُ‬ ‫ارى ذِله ٍة ِلعَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ض ِل ِه َوأ ُ َ‬ ‫َر َهائِ ُن فَاقَ ٍة ِإلَى فَ ْ‬
‫ب َر ْغبَ ٍة ِإلَى ه‬
‫َّللاِ ِم ْن ُه ْم يَدٌ‬ ‫عيُونَ ُه ْم ِل ُك ِّل بَا ِ‬ ‫اء ُ‬ ‫طو ُل ْالبُ َك ِ‬ ‫قُلُوبَ ُه ْم َو ُ‬
‫علَ ْي ِه‬‫يب َ‬ ‫يق لَدَ ْي ِه ْال َمنَا ِد ُح َو َال يَ ِخ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫عةٌ يَ ْسأَلُونَ َم ْن َال ت َ ِ‬ ‫ار َ‬‫قَ ِ‬
‫غي َْر َها ِمنَ ْاْل َ ْنفُ ِس لَ َها‬ ‫ِك فَإِ هن َ‬ ‫س َك ِلنَ ْفس َ‬ ‫الرا ِغبُونَ فَ َحا ِسبْ نَ ْف َ‬ ‫ه‬
‫غي ُْر َك ‪.‬‬‫ِيب َ‬‫َحس ٌ‬
‫]‪[223‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫غ َّركَ ُب َربكَ ُا ْلكَر ُ‬
‫يم‬ ‫قالهُعندُتَلوتهُياُأَيُّ َه ْ‬
‫اُاإل ْنسانُماُ َ‬

‫ط ُع ُم ْغتَ ٍ ّر َم ْعذ َِرة ً لَقَ ْد أَب َْر َح َج َهالَةً‬ ‫ض َم ْسئُو ٍل ُح هجةً َوأ َ ْق َ‬ ‫أ َ ْد َح ُ‬
‫ان َما َج هرأَ َك َعلَى ذَ ْن ِب َك َو َما غ هَر َك ِب َر ِبّ َك َو َما‬ ‫س ُ‬ ‫اْل ْن َ‬‫ِبنَ ْف ِس ِه يَا أَيُّ َها ْ ِ‬
‫ظةٌ‬ ‫ْس ِم ْن ن َْو َمتِ َك يَقَ َ‬ ‫ِك أَ َما ِم ْن دَائِ َك بُلُو ٌل أ َ ْم لَي َ‬ ‫س َك ِب َهلَ َك ِة نَ ْفس َ‬ ‫أَنه َ‬
‫ي‬‫اح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫غي ِْر َك فَلَ ُربه َما ت َ َرى ال ه‬ ‫ِك َما تَ ْر َح ُم ِم ْن َ‬ ‫أ َ َما ت َ ْر َح ُم ِم ْن نَ ْفس َ‬
‫سدَهُ فَت َ ْب ِكي‬ ‫ض َج َ‬ ‫ش ْم ِس فَت ُ ِظلُّهُ أ َ ْو تَ َرى ْال ُم ْبتَلَى ِبأَلَ ٍم يُ ِم ُّ‬ ‫ِم ْن َح ِ ّر ال ه‬
‫اك‬‫ع هز َ‬ ‫صا ِب َك َو َ‬ ‫علَى دَا ِئ َك َو َجلهدَ َك َعلَى ُم َ‬ ‫صب َهر َك َ‬ ‫َر ْح َمةً لَهُ فَ َما َ‬
‫ْف َال‬ ‫علَي َْك َو َكي َ‬ ‫ع ُّز ْاْل َ ْنفُ ِس َ‬ ‫ي أَ َ‬ ‫ِك َو ِه َ‬ ‫علَى نَ ْفس َ‬ ‫اء َ‬ ‫ع ِن ْالبُ َك ِ‬ ‫َ‬
‫اصي ِه َمدَ ِار َج‬ ‫ت ِب َمعَ ِ‬ ‫ط َ‬ ‫ت ِن ْق َم ٍة َوقَ ْد ت َ َو هر ْ‬ ‫ف بَيَا ِ‬ ‫ظ َك خ َْو ُ‬ ‫يُو ِق ُ‬
‫اء ْالفَتْ َرةِ فِي قَ ْل ِب َك ِبعَ ِزي َم ٍة َو ِم ْن َك َرى ْالغَ ْفلَ ِة‬ ‫ط َواتِ ِه فَتَدَ َاو ِم ْن دَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ظ ٍة َو ُك ْن ِ هّلِلِ ُم ِطيعا ً َو ِب ِذ ْك ِر ِه آ ِنسا ً َوتَ َمث ه ْل ِفي َحا ِل‬ ‫َاظ ِر َك ِبيَقَ َ‬ ‫ِفي ن ِ‬
‫ض ِل ِه‬ ‫ع ْف ِو ِه َويَتَغَ همد َُك ِبفَ ْ‬ ‫وك ِإلَى َ‬ ‫ع َ‬ ‫علَي َْك يَ ْد ُ‬ ‫ع ْنهُ ِإ ْقبَالَهُ َ‬ ‫يك َ‬ ‫تَ َو ِلّ َ‬
‫ي ٍ َما أَ ْك َر َمهُ‬ ‫غي ِْر ِه فَتَعَالَى ِم ْن قَ ِو ّ‬ ‫ع ْنهُ ِإلَى َ‬ ‫ت ُمت َ َو ٍّل َ‬ ‫َوأ َ ْن َ‬
‫ت فِي‬ ‫صيَتِ ِه َوأَ ْن َ‬ ‫علَى َم ْع ِ‬ ‫ض ِعيفٍ َما أَ ْج َرأ َ َك َ‬ ‫ت ِم ْن َ‬ ‫ض ْع َ‬ ‫َوت َ َوا َ‬
‫ضلَهُ َولَ ْم‬ ‫ب فَلَ ْم يَ ْمنَ ْع َك فَ ْ‬ ‫ض ِل ِه ُمتَقَ ِلّ ٌ‬ ‫سعَ ِة فَ ْ‬ ‫َف ِستْ ِر ِه ُم ِقي ٌم َوفِي َ‬ ‫َكن ِ‬
‫عي ٍْن ِفي ِن ْع َم ٍة‬ ‫ف َ‬ ‫ط َر َ‬ ‫ط ِف ِه َم ْ‬ ‫ع ْن َك ِستْ َرهُ بَ ْل لَ ْم ت َ ْخ ُل ِم ْن لُ ْ‬ ‫يَ ْه ِت ْك َ‬
‫ع ْن َك فَ َما‬ ‫ص ِرفُ َها َ‬ ‫علَي َْك أ َ ْو بَ ِليه ٍة يَ ْ‬ ‫س ِيّئ َ ٍة يَ ْست ُ ُر َها َ‬ ‫يُ ْح ِدث ُ َها لَ َك أ َ ْو َ‬
‫َت ِفي ُمت ه ِفقَي ِْن‬ ‫صفَةَ َكان ْ‬ ‫َّللاِ لَ ْو أَ هن َه ِذ ِه ال ِ ّ‬ ‫ط ْعتَهُ َوا ْي ُم ه‬ ‫ظنُّ َك ِب ِه لَ ْو أَ َ‬ ‫َ‬
‫علَى نَ ْفس َ‬
‫ِك‬ ‫ت أ َ هو َل َحا ِك ٍم َ‬ ‫فِي ْالقُ هوةِ ُمت َ َو ِازيَي ِْن فِي ْالقُ ْد َرةِ لَ ُك ْن َ‬
‫ئ ْاْل َ ْع َما ِل َو َحقّا ً أَقُو ُل َما الدُّ ْنيَا غ هَرتْ َك‬ ‫سا ِو ِ‬ ‫ق َو َم َ‬ ‫ِبذَ ِم ِيم ْاْل َ ْخ َال ِ‬
‫س َواءٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫ت َوآذَنَتْ َك َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫شفَتْ َك ْال ِع َ‬ ‫ت َولَقَ ْد َكا َ‬ ‫َولَ ِك ْن ِب َها ا ْغت َ َر ْر َ‬
‫ص فِي قُ هو ِت َك‬ ‫ي ِب َما ت َ ِعد َُك ِم ْن نُ ُزو ِل ْالبَ َال ِء ِب ِج ْس ِم َك َوالنه ْق ِ‬ ‫َولَ ِه َ‬
‫ح لَ َها ِع ْندَ َك‬ ‫َاص ٍ‬‫بن ِ‬ ‫صدَ ُق َوأَ ْوفَى ِم ْن أ َ ْن ت َ ْك ِذبَ َك أَ ْو تَغُ هر َك َولَ ُر ه‬ ‫أَ ْ‬
‫ب َولَئِ ْن تَعَ هر ْفت َ َها فِي ال ِدّيَ ِ‬
‫ار‬ ‫ق ِم ْن َخبَ ِر َها ُم َكذه ٌ‬ ‫صا ِد ٍ‬ ‫ُمت ه َه ٌم َو َ‬
‫ير َك َوبَ َالغِ‬ ‫وع ْالخَا ِليَ ِة لَت َ ِجدَنه َها ِم ْن ُح ْس ِن ت َ ْذ ِك ِ‬ ‫الربُ ِ‬ ‫ْالخَا ِويَ ِة َو ُّ‬
‫ار َم ْن لَ ْم‬ ‫يح ِب َك َولَنِ ْع َم دَ ُ‬ ‫ش ِح ِ‬ ‫علَي َْك َوال ه‬ ‫ق َ‬ ‫ش ِفي ِ‬‫ظتِ َك ِب َم َحله ِة ال ه‬ ‫َم ْو ِع َ‬
‫سعَدَا َء ِبالدُّ ْنيَا‬ ‫ط ْن َها َم َح ًّال َو ِإ هن ال ُّ‬‫ض ِب َها دَارا ً َو َم َح ُّل َم ْن لَ ْم يُ َو ِ ّ‬ ‫يَ ْر َ‬
‫ت‬‫اجفَةُ َو َحقه ْ‬ ‫الر ِ‬‫ت ه‬ ‫اربُونَ ِم ْن َها ْاليَ ْو َم ِإذَا َر َجفَ ِ‬ ‫غَدا ً ُه ُم ْال َه ِ‬
‫سكٍ أَ ْهلُهُ َو ِب ُك ِّل َم ْعبُو ٍد َ‬
‫عبَدَتُهُ‬ ‫ِب َج َالئِ ِل َها ْال ِقيَا َمةُ َولَ ِحقَ ِب ُك ِّل َم ْن َ‬
‫ع ْد ِل ِه َوقِ ْس ِط ِه يَ ْو َمئِ ٍذ خ َْر ُق‬ ‫عتِ ِه فَلَ ْم يُ ْجزَ فِي َ‬ ‫طا َ‬ ‫طاعٍ أ َ ْه ُل َ‬ ‫َو ِب ُك ِّل ُم َ‬
‫ض ِإ هال بِ َح ِقّ ِه فَ َك ْم ُح هج ٍة‬ ‫س قَدَ ٍم فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫اء َو َال َه ْم ُ‬ ‫ص ٍر فِي ْال َه َو ِ‬ ‫بَ َ‬
‫ع ْذ ٍر ُم ْنقَ ِطعَةٌ فَت َ َح هر ِم ْن أَ ْم ِر َك َما‬ ‫ق ُ‬ ‫ضةٌ َو َ‬
‫ع َالئِ ِ‬ ‫اح َ‬ ‫اك دَ ِ‬‫يَ ْو َم ذَ َ‬
‫ع ْذ ُر َك َوتَثْبُتُ ِب ِه ُح هجت ُ َك َو ُخ ْذ َما يَ ْبقَى لَ َك ِم هما َال تَ ْبقَى‬ ‫يَقُو ُم ِب ِه ُ‬
‫ير ‪.‬‬‫طايَا الت ه ْش ِم ِ‬ ‫ار َح ْل َم َ‬ ‫سفَ ِر َك َو ِش ْم بَ ْرقَ النه َجا ِة َو ْ‬ ‫س ْر ِل َ‬ ‫لَهُ َوتَيَ ه‬
‫]‪[224‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيتبرأُمنُالظلم‬

‫س ههدا ً أَ ْو أ ُ َج هر فِي ْاْل َ ْغ َال ِل‬ ‫ان ُم َ‬ ‫س ْعدَ ِ‬ ‫س ِك ال ه‬ ‫علَى َح َ‬ ‫يت َ‬ ‫َّللاِ َْل َ ْن أ َ ِب َ‬ ‫َو ه‬
‫ظا ِلما ً‬ ‫سولَهُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َ‬ ‫َّللاَ َو َر ُ‬‫ي ِم ْن أَ ْن أَ ْلقَى ه‬ ‫ب ِإلَ ه‬‫صفهدا ً أ َ َح ُّ‬ ‫ُم َ‬
‫ظ ِل ُم أَ َحدا ً‬‫ْف أَ ْ‬‫ط ِام َو َكي َ‬ ‫َيءٍ ِمنَ ْال ُح َ‬ ‫َاصبا ً ِلش ْ‬ ‫ض ْال ِعبَا ِد َوغ ِ‬ ‫ِلبَ ْع ِ‬
‫َّللاِ‬‫طو ُل فِي الث ه َرى ُحلُولُ َها َو ه‬ ‫ع ِإلَى ْال ِبلَى قُفُولُ َها َويَ ُ‬ ‫ِلنَ ْف ٍس يُ ْس ِر ُ‬
‫صاعا ً‬ ‫يال َوقَ ْد أ َ ْملَقَ َحتهى ا ْستَ َما َح ِني ِم ْن بُ ِ ّر ُك ْم َ‬ ‫ع ِق ً‬ ‫لَقَ ْد َرأَيْتُ َ‬
‫ان ِم ْن فَ ْق ِر ِه ْم َكأَنه َما‬ ‫غب َْر ْاْل َ ْل َو ِ‬ ‫ور ُ‬ ‫شع ُ ِ‬ ‫ث ال ُّ‬ ‫ش ْع َ‬ ‫ص ْبيَانَهُ ُ‬ ‫َو َرأَيْتُ ِ‬
‫ي ْالقَ ْو َل‬ ‫علَ ه‬ ‫ع َاودَ ِني ُم َؤ ِ ّكدا ً َو َك هر َر َ‬ ‫ظ ِل ِم َو َ‬ ‫ت ُو ُجو ُه ُه ْم ِب ْال ِع ْ‬ ‫س ّ ِودَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ظ هن أ َ ِنّي أَ ِبيعُهُ دِينِي َوأَت ه ِب ُع قِيَادَهُ‬ ‫س ْم ِعي فَ َ‬ ‫صغَيْتُ ِإلَ ْي ِه َ‬ ‫ُم َردِّدا ً فَأ َ ْ‬
‫ط ِريقَتِي فَأ َ ْح َميْتُ لَهُ َحدِيدَةً ث ُ هم أَ ْدنَ ْيت ُ َها ِم ْن ِج ْس ِم ِه ِليَ ْعتَ ِب َر‬ ‫ارقا ً َ‬ ‫ُمفَ ِ‬
‫ض ِجي َج ذِي دَنَفٍ ِم ْن أَلَ ِم َها َو َكادَ أ َ ْن يَ ْحتَ ِرقَ ِم ْن‬ ‫ض هج َ‬ ‫ِب َها فَ َ‬
‫ع ِقي ُل أَ تَئِ ُّن ِم ْن َحدِيدَةٍ أ َ ْح َما َها‬ ‫س ِم َها فَقُ ْلتُ لَهُ ث َ ِكلَتْ َك الث ه َوا ِك ُل يَا َ‬ ‫ِمي َ‬
‫ضبِ ِه أ َ تَئِ ُّن‬ ‫هار َها ِلغَ َ‬ ‫س َج َر َها َجب ُ‬ ‫َار َ‬ ‫سانُ َها ِللَ ِعبِ ِه َوتَ ُج ُّرنِي ِإلَى ن ٍ‬ ‫ِإ ْن َ‬
‫ط َرقَنَا‬ ‫ار ٌق َ‬ ‫ط ِ‬‫ب ِم ْن ذَ ِل َك َ‬ ‫ظى َوأَ ْع َج ُ‬ ‫ِمنَ ْاْلَذَى َو َال أ َ ِئ ُّن ِم ْن لَ َ‬
‫ق َحيه ٍة‬ ‫َت ِب ِري ِ‬ ‫ع ِجن ْ‬‫ش ِنئْت ُ َها َكأَنه َما ُ‬ ‫عائِ َها َو َم ْع ُجونَ ٍة َ‬ ‫ِب َم ْلفُوفَ ٍة ِفي ِو َ‬
‫علَ ْينَا أ َ ْه َل‬ ‫صدَقَةٌ فَذَ ِل َك ُم َح هر ٌم َ‬ ‫صلَةٌ أ َ ْم زَ َكاة ٌ أ َ ْم َ‬ ‫أَ ْو قَ ْيئِ َها فَقُ ْلتُ أَ ِ‬
‫اك َولَ ِكنه َها َه ِديهةٌ فَقُ ْلتُ َه ِبلَتْ َك ْال َهبُو ُل أ َ‬ ‫ت فَقَا َل َال ذَا َو َال ذَ َ‬ ‫ْالبَ ْي ِ‬
‫ت أَ ْم ذُو ِجنه ٍة أ َ ْم تَ ْه ُج ُر‬ ‫ط أَ ْن َ‬ ‫عنِي أَ ُم ْخت َ ِب ٌ‬ ‫َّللاِ أَتَ ْيتَنِي ِلت َ ْخدَ َ‬ ‫ِين ه‬‫ع ْن د ِ‬ ‫َ‬
‫علَى أ َ ْن‬ ‫ت أَ ْف َال ِك َها َ‬
‫س ْبعَةَ ِب َما ت َ ْح َ‬ ‫يم ال ه‬ ‫ْطيتُ ْاْلَقَا ِل َ‬ ‫َّللاِ لَ ْو أُع ِ‬ ‫َو ه‬
‫يرةٍ َما فَعَ ْلتُهُ َو ِإ هن دُ ْنيَا ُك ْم‬ ‫ش ِع َ‬ ‫ب َ‬ ‫َّللاَ فِي ن َْملَ ٍة أ َ ْسلُبُ َها ُج ْل َ‬ ‫ي ه‬ ‫ْص َ‬ ‫أَع ِ‬
‫ي ٍ َو ِلنَ ِع ٍيم‬ ‫ض ُم َها َما ِلعَ ِل ّ‬ ‫ِع ْندِي َْل َ ْه َو ُن ِم ْن َو َرقَ ٍة فِي فَ ِم َج َرادَةٍ تَ ْق َ‬
‫الزلَ ِل َو ِب ِه‬
‫ْح ه‬‫ت ْالعَ ْق ِل َوقُب ِ‬ ‫يَ ْفنَى َولَذهةٍ َال ت َ ْبقَى نَعُوذُ ِب ه‬
‫اّلِلِ ِم ْن ُ‬
‫سبَا ِ‬
‫ين ‪.‬‬‫نَ ْست َ ِع ُ‬
‫]‪[225‬‬
‫ومنُدعاءُلهُعليهُالسَلمُيلتجئُإلىُّللاُأنُيغنيه‬

‫ار فَأ َ ْست َ ْر ِزقَ‬ ‫اْل ْقتَ ِ‬


‫ي ِب ْ ِ‬‫ار َو َال ت َ ْبذُ ْل َجا ِه َ‬
‫س ِ‬‫ص ْن َو ْج ِهي ِب ْاليَ َ‬ ‫الله ُه هم ُ‬
‫ار خ َْل ِق َك َوأ ُ ْبتَلَى ِب َح ْم ِد َم ْن‬ ‫ف ِش َر َ‬‫طا ِل ِبي ِر ْزقِ َك َوأ َ ْست َ ْع ِط َ‬‫َ‬
‫اء ذَ ِل َك ُك ِلّ ِه َو ِل ُّ‬
‫ي‬ ‫ت ِم ْن َو َر ِ‬ ‫طانِي َوأ ُ ْفتَتَنَ بِذَ ِ ّم َم ْن َمنَعَنِي َوأَ ْن َ‬‫أَ ْع َ‬
‫َيءٍ قَد ٌ‬
‫ِير ‪.‬‬ ‫على ُك ِّل ش ْ‬ ‫اء َو ْال َم ْن ِع ِإنه َك َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ِْ‬
‫اْل ْع َ‬
‫]‪[226‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالتنفيرُمنُالدنيا‬

‫ار ِب ْالبَ َال ِء َم ْحفُوفَةٌ َو ِب ْالغَ ْد ِر َم ْع ُروفَةٌ َال تَدُو ُم أَ ْح َوالُ َها َو َال يَ ْسلَ ُم‬ ‫دَ ٌ‬
‫ْش فِي َها َم ْذ ُمو ٌم‬ ‫ص ِ ّرفَةٌ ْالعَي ُ‬ ‫ات ُمت َ َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫نُ هزالُ َها أ َ ْح َوا ٌل ُم ْخت َ ِلفَةٌ َوت َ َ‬
‫اض ُم ْستَ ْهدَفَةٌ ت َ ْر ِمي ِه ْم‬ ‫ان ِم ْن َها َم ْعدُو ٌم َو ِإنه َما أ َ ْهلُ َها فِي َها أَ ْغ َر ٌ‬ ‫َو ْاْل َ َم ُ‬
‫َّللاِ أَنه ُك ْم َو َما أَ ْنت ُ ْم فِي ِه‬ ‫ام َها َوا ْعلَ ُموا ِعبَادَ ه‬ ‫ام َها َوت ُ ْفنِي ِه ْم ِب ِح َم ِ‬ ‫ِب ِس َه ِ‬
‫ط َو َل‬ ‫ضى قَ ْبلَ ُك ْم ِم هم ْن َكانَ أَ ْ‬ ‫س ِبي ِل َم ْن قَ ْد َم َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ِم ْن َه ِذ ِه الدُّ ْنيَا َ‬
‫ص َوات ُ ُه ْم‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫صبَ َح ْ‬ ‫ِم ْن ُك ْم أ َ ْع َمارا ً َوأ َ ْع َم َر ِديَارا ً َوأ َ ْبعَدَ آثَارا ً أَ ْ‬
‫ار ُه ْم‬ ‫ار ُه ْم خَا ِليَةً َوآث َ ُ‬ ‫سادُ ُه ْم بَا ِليَةً َو ِديَ ُ‬ ‫امدَة ً َو ِريَا ُح ُه ْم َرا ِكدَة ً َوأ َ ْج َ‬ ‫َه ِ‬
‫ص ُخ َ‬
‫ور‬ ‫ق ْال ُم َم ههدَةِ ال ُّ‬ ‫ار ِ‬ ‫شيهدَ ِة َوالنه َم ِ‬‫ور ْال َم َ‬ ‫ص ِ‬ ‫عافِيَةً فَا ْست َ ْبدَلُوا ِب ْالقُ ُ‬ ‫َ‬
‫الال ِطئَةَ ْال ُم ْل َحدَةَ اله ِتي قَ ْد بُ ِن َ‬
‫ي‬ ‫ور ه‬ ‫سنهدَةَ َو ْالقُبُ َ‬ ‫ار ْال ُم َ‬
‫َو ْاْل َ ْح َج َ‬
‫ب‬ ‫ب ِبنَا ُؤ َها فَ َم َحلُّ َها ُم ْقتَ ِر ٌ‬ ‫ش ِيّدَ ِبالت ُّ َرا ِ‬ ‫ب فِنَاؤُ َها َو ُ‬ ‫علَى ْالخ ََرا ِ‬ ‫َ‬
‫وحشِينَ َوأَ ْه ِل فَ َراغٍ‬ ‫ب بَيْنَ أَ ْه ِل َم َحله ٍة ُم ِ‬ ‫سا ِكنُ َها ُم ْغت َ ِر ٌ‬ ‫َو َ‬
‫ص َل‬ ‫صلُونَ تَ َوا ُ‬ ‫ان َو َال يَت َ َوا َ‬ ‫ط ِ‬ ‫سونَ بِ ْاْل َ ْو َ‬ ‫ُمتَشَا ِغ ِلينَ َال يَ ْستَأْنِ ُ‬
‫ْف‬ ‫ب ْال ِج َو ِار َودُنُ ّ ِو الده ِار َو َكي َ‬ ‫ان َعلَى َما بَ ْينَ ُه ْم ِم ْن قُ ْر ِ‬ ‫ير ِ‬ ‫ْال ِج َ‬
‫ط َحنَ ُه ْم ِب َك ْل َك ِل ِه ْال ِبلَى َوأَ َكلَتْ ُه ُم ْال َجنَا ِد ُل‬ ‫ون بَ ْينَ ُه ْم تَزَ ُاو ٌر َوقَ ْد َ‬ ‫يَ ُك ُ‬
‫ارتَ َهنَ ُك ْم ذَ ِل َك‬ ‫اروا ِإلَ ْي ِه َو ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ْرت ُ ْم ِإلَى َما َ‬ ‫َوالث ه َرى َو َكأ َ ْن قَ ْد ِ‬
‫ت ِب ُك ُم‬ ‫ْف ِب ُك ْم لَ ْو تَنَا َه ْ‬ ‫ع فَ َكي َ‬ ‫ض هم ُك ْم ذَ ِل َك ْال ُم ْست َ ْودَ ُ‬ ‫ض َج ُع َو َ‬ ‫ْال َم ْ‬
‫ت َو ُردُّوا‬ ‫ور ُهنا ِل َك ت َ ْبلُوا ُك ُّل نَ ْف ٍس ما أَ ْسلَفَ ْ‬ ‫ت ْالقُبُ ُ‬ ‫ور َوبُ ْعثِ َر ِ‬ ‫ْاْل ُ ُم ُ‬
‫ع ْن ُه ْم ما كانُوا يَ ْفتَ ُرونَ ‪.‬‬ ‫ض هل َ‬ ‫ق َو َ‬ ‫َّللاِ َم ْوال ُه ُم ْال َح ّ ِ‬ ‫ِإلَى ه‬
‫]‪[227‬‬
‫ومنُدعاءُلهُعليهُالسَلمُيلجأُفيهُإلىُّللاُليهديهُإلىُالرشاد‬

‫ض ُر ُه ْم ِب ْال ِكفَايَ ِة ِل ْل ُمت َ َو ِ ّك ِلينَ‬‫َس ْاآلنِسِينَ ِْل َ ْو ِليَائِ َك َوأَ ْح َ‬ ‫الله ُه هم ِإنه َك آن ُ‬
‫ض َمائِ ِر ِه ْم‬ ‫علَ ْي ِه ْم فِي َ‬ ‫س َرائِ ِر ِه ْم َوت َ ه‬
‫ط ِل ُع َ‬ ‫علَي َْك تُشَا ِهدُ ُه ْم فِي َ‬ ‫َ‬
‫شوفَةٌ َوقُلُوبُ ُه ْم ِإلَي َْك‬ ‫صائِ ِر ِه ْم فَأ َ ْس َر ُ‬
‫ار ُه ْم لَ َك َم ْك ُ‬ ‫َوت َ ْعلَ ُم َم ْبلَ َغ بَ َ‬
‫علَ ْي ِه ُم‬‫هت َ‬ ‫صب ْ‬ ‫س ُه ْم ِذ ْك ُر َك َو ِإ ْن ُ‬ ‫شتْ ُه ُم ْالغُ ْربَةُ آنَ َ‬ ‫َم ْل ُهوفَةٌ ِإ ْن أ َ ْو َح َ‬
‫ار ِة ِب َك ِع ْلما ً ِبأ َ هن أَ ِز همةَ ْاْل ُ ُم ِ‬
‫ور‬ ‫ب لَ َجئُوا ِإلَى ِاال ْس ِت َج َ‬ ‫ْال َم َ‬
‫صا ِئ ُ‬
‫ع ْن َم ْسأَلَتِي أ َ ْو‬ ‫ضائِ َك الله ُه هم ِإ ْن فَ ِه ْهتُ َ‬ ‫ع ْن قَ َ‬ ‫صاد َِر َها َ‬ ‫ِك َو َم َ‬ ‫ِبيَد َ‬
‫صا ِل ِحي َو ُخ ْذ ِبقَ ْل ِبي ِإلَى‬ ‫علَى َم َ‬ ‫ع ْن ِط ْلبَ ِتي فَدُله ِني َ‬ ‫ع ِميتُ َ‬ ‫َ‬
‫ْس ذَ ِل َك ِبنُ ْك ٍر ِم ْن ِهدَايَاتِ َك َو َال ِب ِب ْدعٍ ِم ْن ِكفَايَاتِ َك‬ ‫َم َرا ِشدِي فَلَي َ‬
‫ع ْد ِل َك ‪.‬‬ ‫علَى َ‬ ‫ع ْف ِو َك َو َال ت َ ْح ِم ْلنِي َ‬‫علَى َ‬ ‫اح ِم ْلنِي َ‬ ‫الله ُه هم ْ‬
‫]‪[228‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيريدُبهُبعضُأصحابه‬

‫سنهةَ َوخَله َ‬
‫ف‬ ‫ِ هّلِلِ بَ َال ُء فُ َال ٍن فَلَقَ ْد قَ هو َم ْاْل َ َودَ َودَ َاوى ْالعَ َمدَ َوأَقَ َ‬
‫ام ال ُّ‬
‫سبَقَ ش هَر َها‬‫اب َخي َْر َها َو َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب أَ َ‬ ‫ب قَ ِلي َل ْالعَ ْي ِ‬
‫ي الث ه ْو ِ‬
‫ب نَ ِق ه‬‫ْال ِفتْنَةَ ذَ َه َ‬
‫ق‬
‫ط ُر ٍ‬‫طا َعتَهُ َواتهقَاهُ بِ َح ِقّ ِه َر َح َل َوتَ َر َك ُه ْم فِي ُ‬ ‫أَدهى ِإلَى ه‬
‫َّللاِ َ‬
‫ضا ُّل َو َال يَ ْستَ ْي ِق ُن ْال ُم ْهتَدِي‪.‬‬
‫ش ِعّبَ ٍة َال يَ ْهتَدِي ِب َها ال ه‬ ‫ُمت َ َ‬
‫]‪[229‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُوصفُبيعتهُبالخَلفة‬
‫ُقالُالشريف‪ُ:‬وقدُتقدمُمثلهُبألفاظُمختلفة‬

‫علَ ه‬
‫ي‬ ‫ضت ُ َها ث ُ هم تَدَا َك ْكت ُ ْم َ‬
‫طت ُ ْم يَدِي فَ َكفَ ْفت ُ َها َو َمدَ ْدت ُ ُمو َها فَقَبَ ْ‬‫س ْ‬ ‫َوبَ َ‬
‫ت النه ْع ُل‬ ‫اض َها يَ ْو َم ِو ْر ِد َها َحتهى ا ْنقَ َ‬
‫طع َ ِ‬ ‫علَى ِحيَ ِ‬ ‫اْل ِب ِل ْال ِه ِيم َ‬
‫اك ْ ِ‬‫تَدَ ه‬
‫اس ِببَ ْيعَ ِت ِه ْم‬‫ور النه ِ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫يف َو َبلَ َغ ِم ْن ُ‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫ئ ال ه‬ ‫الردَا ُء َو ُو ِط َ‬ ‫ط ِّ‬ ‫سق َ َ‬‫َو َ‬
‫ير َوتَ َحا َم َل ن َْح َو َها‬ ‫ير َو َهدَ َج ِإلَ ْي َها ْال َك ِب ُ‬‫ص ِغ ُ‬ ‫هاي أ َ ِن ا ْبت َ َه َج ِب َها ال ه‬‫ِإي َ‬
‫اب ‪.‬‬‫ت ِإلَ ْي َها ْال ِكعَ ُ‬ ‫ْالعَ ِلي ُل َو َح َ‬
‫س َر ْ‬
‫]‪[230‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُمقاصدُأخرى‬

‫يرة ُ َمعَا ٍد َو ِعتْ ٌق ِم ْن ُك ِّل َملَ َك ٍة‬


‫سدَا ٍد َوذَ ِخ َ‬ ‫فَإِ هن ت َ ْق َوى ه‬
‫َّللاِ ِم ْفتَا ُح َ‬
‫ب َوتُنَا ُل‬ ‫ار ُ‬‫ب َويَ ْن ُجو ْال َه ِ‬ ‫َونَ َجاة ٌ ِم ْن ُك ِّل َهلَ َك ٍة ِب َها يَ ْن َج ُح ه‬
‫الطا ِل ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الرغَا ِئ ُ‬
‫ه‬

‫فضلُالعمل‬

‫عا ُء يُ ْس َم ُع َو ْال َحا ُل‬ ‫فَا ْع َملُوا َو ْالعَ َم ُل يُ ْرفَ ُع َوالت ه ْوبَةُ ت َ ْنفَ ُع َوالدُّ َ‬
‫ع ُمرا ً نَا ِكسا ً أَ ْو َم َرضا ً‬ ‫اريَةٌ َوبَاد ُِروا ِب ْاْل َ ْع َما ِل ُ‬ ‫َها ِدئَةٌ َو ْاْل َ ْق َال ُم َج ِ‬
‫ش َه َوا ِت ُك ْم‬ ‫ت َها ِد ُم لَذها ِت ُك ْم َو ُم َكدّ ُِر َ‬ ‫َحا ِبسا ً أَ ْو َم ْوتا ً خَا ِلسا ً فَإِ هن ْال َم ْو َ‬
‫ب َو َواتِ ٌر‬ ‫غي ُْر َم ْغلُو ٍ‬ ‫ب َوقِ ْر ٌن َ‬ ‫غي ُْر َم ْحبُو ٍ‬ ‫َو ُمبَا ِعدُ ِطيهاتِ ُك ْم زَ ائِ ٌر َ‬
‫صدَتْ ُك ْم‬ ‫ب قَ ْد أَ ْعلَقَتْ ُك ْم َحبَا ِئلُهُ َوت َ َكنهفَتْ ُك ْم غ ََوا ِئلُهُ َوأَ ْق َ‬ ‫طلُو ٍ‬ ‫غي ُْر َم ْ‬ ‫َ‬
‫ع ْد َوتُهُ َوقَله ْ‬
‫ت‬ ‫علَ ْي ُك ْم َ‬‫ت َ‬ ‫ط َوتُهُ َوتَتَابَعَ ْ‬ ‫س ْ‬
‫ت فِي ُك ْم َ‬ ‫ع ُ‬
‫ظ َم ْ‬ ‫َمعَا ِبلُهُ َو َ‬
‫اح ِتدَا ُم ِعلَ ِل ِه‬
‫ظلَ ِل ِه َو ْ‬ ‫اجي ُ‬ ‫ع ْن ُك ْم نَب َْوتُهُ فَيُو ِش ُك أ َ ْن ت َ ْغشَا ُك ْم دَ َو ِ‬ ‫َ‬
‫طبَاقِ ِه‬ ‫س َك َراتِ ِه َوأَ ِلي ُم ِإ ْر َهاقِ ِه َودُ ُج ُّو أَ ْ‬ ‫غ َم َراتِ ِه َوغ ََوا ِشي َ‬ ‫ِس َ‬ ‫َو َحنَاد ُ‬
‫ت ن َِجيه ُك ْم َوفَ هرقَ نَ ِديه ُك ْم‬ ‫شوبَةُ َمذَاقِ ِه فَ َكأ َ ْن قَ ْد أَتَا ُك ْم بَ ْغتَةً فَأ َ ْس َك َ‬ ‫َو ُج ُ‬
‫ث ُو هراثَ ُك ْم يَ ْقتَ ِس ُمونَ ت ُ َراث َ ُك ْم‬ ‫ار ُك ْم َوبَعَ َ‬ ‫ط َل ِديَ َ‬‫ع ه‬ ‫ار ُك ْم َو َ‬ ‫عفهى آثَ َ‬ ‫َو َ‬
‫َام ٍ‬
‫ت‬ ‫ون لَ ْم يَ ْمن َْع َوآخ ََر ش ِ‬ ‫ب َم ْح ُز ٍ‬ ‫َاص لَ ْم يَ ْنفَ ْع َوقَ ِري ٍ‬ ‫بَيْنَ َح ِم ٍيم خ ٍ ّ‬
‫لَ ْم يَ ْجزَ ْع ‪.‬‬

‫فضلُالجد‬
‫ب َو ِاال ْستِ ْعدَا ِد َوالتهزَ ُّو ِد فِي َم ْن ِز ِل‬ ‫فَعَلَ ْي ُك ْم ِب ْال َج ِدّ َو ِاال ْجتِ َها ِد َوالتهأ َ ُّه ِ‬
‫ت َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم ِمنَ‬ ‫الزا ِد َو َال تَغُ هرنه ُك ُم ْال َحيَاة ُ الدُّ ْنيَا َك َما غ هَر ْ‬ ‫ه‬
‫صابُوا‬ ‫احتَلَبُوا د هِرتَ َها َوأَ َ‬‫ون ْالخَا ِليَ ِة الهذِينَ ْ‬ ‫اضيَ ِة َو ْالقُ ُر ِ‬ ‫ْاْل ُ َم ِم ْال َم ِ‬
‫سا ِكنُ ُه ْم أَ ْجدَاثا ً‬ ‫ت َم َ‬ ‫ِغ هرت َ َها َوأ َ ْفن َْوا ِعدهت َ َها َوأ َ ْخلَقُوا ِجدهت َ َها َوأَ ْ‬
‫صبَ َح ْ‬
‫يراثا ً َال يَ ْع ِرفُونَ َم ْن أَتَا ُه ْم َو َال يَ ْح ِفلُونَ َم ْن بَ َكا ُه ْم‬ ‫َوأ َ ْم َوالُ ُه ْم ِم َ‬
‫ارة ٌ‬
‫ارة ٌ غ هَر َ‬ ‫احذَ ُروا الدُّ ْنيَا فَإِنه َها َ‬
‫غده َ‬ ‫عا ُه ْم فَ ْ‬ ‫َو َال يُ ِجيبُونَ َم ْن دَ َ‬
‫ضي‬ ‫ع َال يَدُو ُم َرخَا ُؤ َها َو َال يَ ْنقَ ِ‬ ‫سةٌ ن َُزو ٌ‬ ‫ع ُم ْل ِب َ‬
‫ع ُم ْع ِطيَةٌ َمنُو ٌ‬ ‫َخدُو ٌ‬
‫عنَا ُؤ َها َو َال يَ ْر ُكدُ بَ َال ُؤ َها ‪.‬‬ ‫َ‬

‫وُمنهاُفيُصفةُالزهاد‬

‫سوا ِم ْن أَ ْه ِل َها فَ َكانُوا ِفي َها َك َم ْن‬ ‫َكانُوا قَ ْوما ً ِم ْن أ َ ْه ِل الدُّ ْنيَا َولَ ْي ُ‬
‫ْص ُرونَ َوبَادَ ُروا فِي َها َما يَ ْحذَ ُرونَ‬ ‫ع ِملُوا فِي َها ِب َما يُب ِ‬ ‫ْس ِم ْن َها َ‬ ‫لَي َ‬
‫ظ ْه َران َْي أَ ْه ِل ْاآل ِخ َرةِ َويَ َر ْونَ أَ ْه َل الدُّ ْنيَا‬ ‫ب أَ ْبدَانِ ِه ْم بَيْنَ َ‬‫تَقَله ُ‬
‫ب أَ ْحيَائِ ِه ْم‬ ‫ت قُلُو ِ‬ ‫ظاما ً ِل َم ْو ِ‬ ‫سا ِد ِه ْم َو ُه ْم أ َ َ‬
‫شدُّ ِإ ْع َ‬ ‫ت أَ ْج َ‬ ‫ظ ُمونَ َم ْو َ‬ ‫يُعَ ِ ّ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[231‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلم‬
‫خطبهاُبذيُقارُوُهوُمتوجهُإلىُالبصرةُذكرهاُالواقديُفيُكتابُالجمل‬

‫ص ْد َ‬
‫ع َو َرتَقَ‬ ‫ت َر ِبّ ِه فَلَ هم ه‬
‫َّللاُ ِب ِه ال ه‬ ‫ع ِب َما أ ُ ِم َر بِ ِه َوبَله َغ ِر َ‬
‫س َاال ِ‬ ‫فَ َ‬
‫صدَ َ‬
‫ش ْم َل بَيْنَ ذَ ِوي ْاْل َ ْر َح ِام بَ ْعدَ ْالعَدَ َاوةِ‬
‫ف ِب ِه ال ه‬ ‫ِب ِه ْالفَتْقَ َوأَله َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ضغَائِ ِن ْالقَا ِد َح ِة فِي ْالقُلُو ِ‬ ‫ُور َوال ه‬ ‫صد ِ‬ ‫ْال َوا ِغ َرةِ فِي ال ُّ‬
‫]‪[232‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫كلمُبهُعبدُهللاُبنُزمعةُوُهوُمنُشيعتهُوذلكُأنهُقدمُعليهُفيُخَلفتهُيطلبُ‬
‫منهُماال‬

‫ْس ِلي َو َال لَ َك َو ِإنه َما ُه َو فَ ْي ٌء‬ ‫فقال عليه السالم‪ِ :‬إ هن َهذَا ْال َما َل لَي َ‬
‫ب أَ ْسيَا ِف ِه ْم فَإِ ْن ش َِر ْكتَ ُه ْم فِي َح ْر ِب ِه ْم َكانَ لَ َك ِمثْ ُل‬ ‫ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ َو َج ْل ُ‬
‫ون ِلغَي ِْر أ َ ْف َوا ِه ِه ْم‪.‬‬ ‫َح ِ ّ‬
‫ظ ِه ْم َو ِإ هال فَ َجنَاة ُ أَ ْيدِي ِه ْم َال ت َ ُك ُ‬
‫]‪[233‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫بعدُأنُأقدمُأحدهمُعلُالكَلمُفحصرُوهوُفيُفضلُأهلُالبيتُووصفُفسادُ‬
‫الزمان‬

‫ان فَ َال يُ ْس ِعدُهُ ْالقَ ْو ُل ِإذَا ْامتَنَ َع‬ ‫س ِ‬ ‫ضعَةٌ ِمنَ ْ ِ‬


‫اْل ْن َ‬ ‫سانَ بَ ْ‬ ‫اللّ َ‬
‫أَ َال َو ِإ هن ِ‬
‫ت‬ ‫س َع َو ِإنها َْل ُ َم َرا ُء ْال َك َال ِم َو ِفينَا تَنَ ه‬
‫شب َ ْ‬ ‫ط ُق ِإذَا ات ه َ‬ ‫َو َال يُ ْم ِهلُهُ النُّ ْ‬
‫صونُهُ ‪.‬‬ ‫غ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ع ُروقُهُ َو َ‬
‫علَ ْينَا تَ َهدهلَ ْ‬ ‫ُ‬

‫فسادُالزمان‬

‫ان ْالقَائِ ُل فِي ِه ِب ْال َح ّ ِ‬


‫ق قَ ِلي ٌل‬ ‫َّللاُ أَنه ُك ْم فِي زَ َم ٍ‬
‫َوا ْعلَ ُموا َر ِح َم ُك ُم ه‬
‫ق ذَ ِلي ٌل أَ ْهلُهُ ُم ْعتَ ِكفُونَ‬ ‫الال ِز ُم ِل ْل َح ّ ِ‬
‫ق َك ِلي ٌل َو ه‬ ‫ص ْد ِ‬‫ع ِن ال ِ ّ‬ ‫س ُ‬
‫ان َ‬ ‫اللّ َ‬
‫َو ِ‬
‫ار ٌم َوشَائِبُ ُه ْم‬ ‫ع ِ‬‫ان فَتَا ُه ْم َ‬ ‫اْل ْد َه ِ‬ ‫علَى ْ ِ‬ ‫ط ِل ُحونَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ان ُم ْ‬ ‫صي َ ِ‬ ‫علَى ْال ِع ْ‬ ‫َ‬
‫ير ُه ْم‬‫ير ُه ْم َك ِب َ‬ ‫ص ِغ ُ‬ ‫ظ ُم َ‬ ‫ِق َال يُعَ ِ ّ‬ ‫ارنُ ُه ْم ُم َماذ ٌ‬‫عا ِل ُم ُه ْم ُمنَافِ ٌق َوقَ ِ‬
‫آثِ ٌم َو َ‬
‫َو َال يَعُو ُل َ‬
‫غنِيُّ ُه ْم فَ ِق َ‬
‫ير ُه ْم ‪.‬‬
‫]‪[234‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫ُّللاُ ْبنُ َيزيدَُع َْنُ َمالكُ ْبنُد ْح َيةَُ‬ ‫بُا ْل َي َمام ُّيُع َْنُأ َ ْح َمدَُ ْبنُقت َ ْي َبةَُع َْنُ َ‬
‫ع ْبد َُّ‬ ‫َر َوىُذ ْعلَ ٌ‬
‫قَا َُل‬
‫ُاخت ََلفُالنَّاسُفَقَا َل‪:‬‬
‫نُعليهُالسَلمُ َوقَدُْذك َرُع ْندَه ْ‬ ‫كنَّاُع ْندَُأَميرُا ْلم ْؤمني َُ‬

‫خ‬
‫سب َ ِ‬ ‫ئ ِطينِ ِه ْم َوذَ ِل َك أَنه ُه ْم َكانُوا فِ ْلقَةً ِم ْن َ‬ ‫ِإنه َما فَ هرقَ بَ ْينَ ُه ْم َمبَا ِد ُ‬
‫ب‬ ‫ب قُ ْر ِ‬ ‫س ِ‬ ‫علَى َح َ‬ ‫س ْه ِل َها فَ ُه ْم َ‬ ‫ع ْذ ِب َها َو َح ْز ِن ت ُ ْربَ ٍة َو َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫أَ ْر ٍ‬
‫اء‬
‫الر َو ِ‬ ‫اخ ِت َالفِ َها يَتَفَ َاوتُونَ فَتَا ُّم ُّ‬ ‫علَى قَ ْد ِر ْ‬ ‫اربُونَ َو َ‬ ‫ض ِه ْم يَتَقَ َ‬ ‫أ َ ْر ِ‬
‫ير ْال ِه هم ِة َوزَ ا ِكي ْالعَ َم ِل قَ ِبي ُح‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ْالعَ ْق ِل َو َمادُّ ْالقَا َم ِة قَ ِ‬ ‫نَاقِ ُ‬
‫ض ِريبَ ِة ُم ْن َك ُر‬ ‫وف ال ه‬ ‫سب ِْر َو َم ْع ُر ُ‬ ‫يب ْالقَ ْع ِر بَ ِعيدُ ال ه‬ ‫ظ ِر َوقَ ِر ُ‬ ‫ْال َم ْن َ‬
‫ان َحدِيدُ ْال َجن ِ‬
‫َان‪.‬‬ ‫اللّ َ‬
‫س ِ‬ ‫يق ِ‬ ‫ط ِل ُ‬‫ب َو َ‬ ‫ب ُمتَفَ ِ ّر ُق اللُّ ّ ِ‬ ‫ْال َج ِليبَ ِة َوتَائِهُ ْالقَ ْل ِ‬
‫]‪[235‬‬
‫ُّللاُصلىُهللاُعليهُوآلهُ‬
‫ُرسول َّ‬
‫س َل َ‬
‫ُوه َوُ َيليُغ ْ‬‫َوم ْنُك َََلمُلَهُعليهُالسَلمُقَالَه َ‬
‫َوت َ ْجه َ‬
‫يزهُ‬

‫ط َع ِب َم ْو ِت َك َما لَ ْم يَ ْنقَ ِط ْع‬ ‫َّللاِ لَقَ ِد ا ْنقَ َ‬


‫سو َل ه‬ ‫ت َوأ ُ ِ ّمي يَا َر ُ‬ ‫ِبأ َ ِبي أَ ْن َ‬
‫ت‬‫ص َ‬ ‫ص ْ‬ ‫اء َخ ه‬ ‫س َم ِ‬
‫ار ال ه‬ ‫اء َوأَ ْخبَ ِ‬ ‫غي ِْر َك ِمنَ النُّبُ هوةِ َو ْ ِ‬
‫اْل ْنبَ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ِب َم ْو ِ‬
‫يك‬
‫اس فِ َ‬ ‫ار النه ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت َحتهى َ‬ ‫ع هم ْم َ‬‫اك َو َ‬ ‫ع هم ْن ِس َو َ‬ ‫س ِلّيا ً َ‬
‫ت ُم َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫َحتهى ِ‬
‫ع ِن ْال َجزَ عِ َْل َ ْنفَ ْدنَا‬ ‫ْت َ‬ ‫صب ِْر َونَ َهي َ‬ ‫ت ِبال ه‬ ‫س َوا ًء َولَ ْو َال أَنه َك أ َ َم ْر َ‬ ‫َ‬
‫اط ًال َو ْال َك َمدُ ُم َحا ِلفا ً َوقَ هال لَ َك‬ ‫ون َولَ َكانَ الدها ُء ُم َم ِ‬ ‫شئ ُ ِ‬ ‫علَي َْك َما َء ال ُّ‬ ‫َ‬
‫ت َوأ ُ ِ ّمي‬ ‫ع دَ ْفعُهُ ِبأ َ ِبي أَ ْن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫َولَ ِكنههُ َما َال يُ ْملَ ُك َردُّهُ َو َال يُ ْست َ َ‬
‫اجعَ ْلنَا ِم ْن بَا ِل َك ‪.‬‬ ‫ا ْذ ُك ْرنَا ِع ْندَ َر ِبّ َك َو ْ‬
‫]‪[236‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلم‬
‫اقتصُفيهُذكرُماُكانُمنهُبعدُهجرةُالنبيُصلىُهللاُعليهُوآلهُثمُلحاقهُبه‬

‫طأ ُ ِذ ْك َرهُ‬
‫َّللا (صلى هللا عليه وآله) فَأ َ َ‬
‫سو ِل ه ِ‬‫فَ َجعَ ْلتُ أَتْبَ ُع َمأ ْ َخذَ َر ُ‬
‫َحتهى ا ْنت َ َهيْتُ ِإلَى ْالعَ َر ِ‬
‫ج‪.‬‬

‫قال السيد الشريف رضي هللا عنه ‪ :‬في كالم طويل ‪ ،‬قوله ( عليه السالم ) فأطأ‬
‫ذكره من الكالم الذي رمى به إلى غايتي اْليجاز و الفصاحة أراد أني كنت أعطى‬
‫خبره ( صلى هللا عليه وآله ) من بدء خروجي إلى أن انتهيت إلى هذا الموضع‬
‫فكنى عن ذلك بهذه الكناية العجيبة‪.‬‬
‫]‪[237‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُفيُالمسارعةُإلىُالعمل‬

‫ورة ٌ َوالت ه ْوبَةُ‬ ‫ش َ‬ ‫ف َم ْن ُ‬ ‫ص ُح ُ‬ ‫اء َوال ُّ‬ ‫فَا ْع َملُوا َوأ َ ْنت ُ ْم فِي نَفَ ِس ْالبَقَ ِ‬
‫عى َو ْال ُمسِي ُء يُ ْر َجى قَ ْب َل أَ ْن يَ ْخ ُمدَ ْالعَ َم ُل‬ ‫طةٌ َو ْال ُم ْد ِب ُر يُ ْد َ‬ ‫سو َ‬ ‫َم ْب ُ‬
‫صعَدَ‬ ‫اب الت ه ْوبَ ِة َوتَ ْ‬ ‫سده بَ ُ‬ ‫ي ْاْل َ َج ُل َويُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َويَ ْنقَ ِط َع ْال َم َه ُل َويَ ْنقَ ِ‬
‫ت َو ِم ْن‬ ‫ْال َم َالئِ َكةُ فَأ َ َخذَ ْام ُر ٌؤ ِم ْن نَ ْف ِس ِه ِلنَ ْف ِس ِه َوأ َ َخذَ ِم ْن َح ّ‬
‫ي ٍ ِل َم ِيّ ٍ‬
‫َّللاَ َو ُه َو ُمعَ هم ٌر ِإلَى أ َ َج ِل ِه‬ ‫َاف ه‬ ‫ب ِلدَا ِئ ٍم ْام ُرؤٌ خ َ‬ ‫ق َو ِم ْن ذَا ِه ٍ‬ ‫ان ِلبَا ٍ‬ ‫فَ ٍ‬
‫ام َها َوزَ هم َها ِب ِز َم ِ‬
‫ام َها‬ ‫سهُ ِب ِل َج ِ‬ ‫ع َم ِل ِه ْام ُر ٌؤ أَ ْل َج َم نَ ْف َ‬‫ور ِإلَى َ‬ ‫ظ ٌ‬ ‫َو َم ْن ُ‬
‫ع ِة‬
‫طا َ‬ ‫ام َها ِإلَى َ‬ ‫َّللاِ َوقَادَ َها ِب ِز َم ِ‬‫اصي ه‬ ‫ع ْن َمعَ ِ‬ ‫ام َها َ‬ ‫فَأ َ ْم َ‬
‫س َك َها ِب ِل َج ِ‬
‫ه‬
‫َّللاِ ‪.‬‬
‫]‪[238‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُفيُشأنُالحكمينُوذمُأهلُالشام‬

‫طوا ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ب َوتُلُ ِقّ ُ‬‫ع ِبيدٌ أ َ ْقزَ ا ٌم ُج ِمعُوا ِم ْن ُك ِّل أ َ ْو ٍ‬ ‫طغَا ٌم َو َ‬ ‫ُجفَاة ٌ َ‬
‫علَ ْي ِه‬‫ب َويُ َولهى َ‬ ‫ب َويُعَله َم َويُدَ هر َ‬ ‫ب ِم هم ْن يَ ْنبَ ِغي أ َ ْن يُفَقههَ َويُ َؤده َ‬ ‫ش َْو ٍ‬
‫ار َو َال ِمنَ‬ ‫ص ِ‬ ‫اج ِرينَ َو ْاْل َ ْن َ‬ ‫سوا ِمنَ ْال ُم َه ِ‬ ‫َويُؤْ َخذَ َعلَى يَدَ ْي ِه لَ ْي ُ‬
‫اروا ِْل َ ْنفُ ِس ِه ْم‬ ‫اْليمانَ أَ َال َو ِإ هن ْالقَ ْو َم ْ‬
‫اختَ ُ‬ ‫ار َو ْ ِ‬ ‫الهذِينَ تَبَ هوؤُا الده َ‬
‫ب ْالقَ ْو ِم ِم هما‬ ‫ب ْالقَ ْو ِم ِم هما ت ُ ِحبُّونَ َو ِإنه ُك ُم ْ‬
‫اختَ ْرت ُ ْم ِْل َ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْق َر َ‬ ‫أَ ْق َر َ‬
‫َّللاِ ب ِْن قَي ٍْس ِب ْاْل َ ْم ِس يَقُو ُل ِإنه َها فِتْنَةٌ‬ ‫ت َ ْك َر ُهونَ َو ِإنه َما َع ْهدُ ُك ْم ِبعَ ْب ِد ه‬
‫طأ َ‬‫صادِقا ً فَقَ ْد أَ ْخ َ‬ ‫سيُوفَ ُك ْم فَإِ ْن َكانَ َ‬ ‫ار ُك ْم َو ِشي ُموا ُ‬ ‫طعُوا أ َ ْوت َ َ‬ ‫فَقَ ِ ّ‬
‫غي َْر ُم ْست َ ْك َر ٍه َو ِإ ْن َكانَ َكاذِبا ً فَقَ ْد لَ ِز َمتْهُ الت ُّ َه َمةُ فَا ْدفَعُوا‬ ‫ِير ِه َ‬ ‫ِب َمس ِ‬
‫هاس َو ُخذُوا َم َه َل‬ ‫َّللاِ ب ِْن ْالعَب ِ‬ ‫اص ِبعَ ْب ِد ه‬ ‫ع ْم ِرو ب ِْن ْالعَ ِ‬ ‫ص ْد ِر َ‬ ‫ِفي َ‬
‫اْل ْس َال ِم أَ َال تَ َر ْونَ ِإلَى ِب َال ِد ُك ْم ت ُ ْغزَ ى‬ ‫ي ِْ‬ ‫اص َ‬ ‫طوا قَ َو ِ‬ ‫ْاْلَي ِهام َو ُحو ُ‬
‫صفَاتِ ُك ْم ت ُ ْر َمى ‪.‬‬ ‫َو ِإلَى َ‬
‫]‪[239‬‬
‫ومنُخطبةُلهُعليهُالسَلمُيذكرُفيهاُآلُمحمدُصلىُهللاُعليهُوآله‬

‫ع ْن ِع ْل ِم ِه ْم َو‬ ‫ْش ْال ِع ْل ِم َو َم ْوتُ ْال َج ْه ِل يُ ْخ ِب ُر ُك ْم ِح ْل ُم ُه ْم َ‬ ‫عي ُ‬ ‫ُه ْم َ‬


‫ع ْن ِح َك ِم َم ْن ِط ِق ِه ْم َال يُخَا ِلفُونَ‬ ‫ص ْمت ُ ُه ْم َ‬‫اطنِ ِه ْم َو َ‬ ‫ع ْن بَ ِ‬ ‫ظا ِه ُر ُه ْم َ‬‫َ‬
‫ْال َح هق َو َال يَ ْخت َ ِلفُونَ فِي ِه َو ُه ْم دَ َعائِ ُم ْ ِ‬
‫اْل ْس َال ِم َو َو َالئِ ُج‬
‫ع ْن ُمقَ ِ‬
‫ام ِه‬ ‫اط ُل َ‬ ‫صا ِب ِه َو ا ْنزَ ا َح ْالبَ ِ‬ ‫عادَ ْال َح ُّق ِإلَى نِ َ‬ ‫ص ِام ِب ِه ْم َ‬ ‫ِاال ْعتِ َ‬
‫عايَ ٍة َال‬
‫عايَ ٍة َو ِر َ‬ ‫ع ْق َل ِو َ‬ ‫عقَلُوا الدِّينَ َ‬ ‫سانُهُ َع ْن َم ْن ِب ِت ِه َ‬ ‫ط َع ِل َ‬‫َو ا ْنقَ َ‬
‫عاتَهُ قَ ِلي ٌل ‪.‬‬ ‫ير َو ُر َ‬ ‫س َماعٍ َو ِر َوايَ ٍة فَإِ هن ُر َواة َ ْال ِع ْل ِم َكثِ ٌ‬ ‫ع ْق َل َ‬ ‫َ‬
‫]‪[240‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقالهُلعبدُهللاُبنُالعباسُوقدُجاءهُبرسالةُمنُعثمانُ‬
‫وهوُمحصورُيسألهُفيهاُالخروجُإلىُمالهُبينبعُليقلُهتفُالناسُباسمهُ‬
‫للخَلفةُبعدُأنُكانُسألهُمثلُذلكُمنُقبلُفقالُعليهُالسَلم‪:‬‬
‫َاضحا ً‬ ‫ان ِإ هال أ َ ْن يَ ْجعَلَ ِني َج َم ًال ن ِ‬ ‫عثْ َم ُ‬‫هاس ‪َ ،‬ما يُ ِريدُ ُ‬ ‫عب ٍ‬ ‫َو ابْنَ َ‬
‫ي أَ ْن أَ ْقد َُم‬ ‫ي أ َ ْن أَ ْخ ُر َج ث ُ هم بَعَ َ‬
‫ث إِلَ ه‬ ‫ث ِإلَ ه‬ ‫ِب ْالغ َْر ِ‬
‫ب أ َ ْق ِب ْل َو أَ ْد ِب ْر بَعَ َ‬
‫ع ْنهُ َحتهى‬ ‫ي أَ ْن أ َ ْخ ُر َج َو ه‬
‫َّللاِ لَقَ ْد دَفَ ْعتُ َ‬ ‫ث ِإلَ ه‬ ‫ث ُ هم ُه َو ْاآلنَ يَ ْبعَ ُ‬
‫َخ ِشيتُ أ َ ْن أ َ ُكونَ آثِما ً ‪.‬‬
‫]‪[241‬‬
‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُيحثُبهُأصحابهُعلىُالجهاد‬

‫ار‬ ‫ض َم ٍ‬ ‫ش ْك َرهُ َو ُم َو ِ ّرث ُ ُك ْم أ َ ْم َرهُ َو ُم ْم ِهلُ ُك ْم فِي ِم ْ‬ ‫َّللاُ ُم ْستَأْدِي ُك ْم ُ‬


‫َو ه‬
‫ضو َل‬ ‫اط ُووا فُ ُ‬ ‫آز ِر َو ْ‬ ‫عقَدَ ْال َم ِ‬‫شدُّوا ُ‬ ‫سبَقَهُ فَ ُ‬ ‫عوا َ‬ ‫َم ْحدُو ٍد ِلتَتَنَازَ ُ‬
‫ع ِزي َمةٌ َو َو ِلي َمةٌ َما أ َ ْنقَ َ‬
‫ض النه ْو َم ِلعَزَ ائِ ِم‬ ‫اص ِر َال ت َ ْجت َ ِم ُع َ‬ ‫ْالخ ََو ِ‬
‫ير ْال ِه َم ِم ‪.‬‬ ‫ْاليَ ْو ِم َوأ َ ْم َحى ُّ‬
‫الظلَ َم ِلتَذَا ِك ِ‬
‫بابُالمختارُمنُكتبُورسائلُأميرُالمؤمنينُعليهُالسَلم‬

‫]‪[1‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسالمُإلىُأهلُالكوفةُعندُمسيرهُ‬
‫منُالمدينةُإلىُالبصرة‬

‫ةْ‬ ‫ل ال ُك َ‬
‫وف ِ‬ ‫مؤ ِمنِينَْ إِلَى أَه ِْ‬ ‫ير ال ُ‬ ‫ّللا َعلِيْ أَ ِم ِْ‬ ‫د َ ِْ‬ ‫ِمنْ َعب ِْ‬
‫ُ‬
‫د َف ِإنِي أخ ِب ُر ُكمْ‬ ‫م ال َع َربِْ أَ َما بَع ُْ‬ ‫َسنَا ِْ‬ ‫َار و َ‬ ‫ة اْلَنص ِْ‬ ‫جَب َه ِْ‬
‫ه إِ َْ‬
‫ن‬ ‫ه َك ِعيَانِ ِْ‬ ‫سم ُع ُْ‬ ‫ون َ‬ ‫ح َتى ي َُك َْ‬ ‫َان َ‬ ‫َعنْ أَم ِْر ُعثم َْ‬
‫ج ِرينَْ‬ ‫مهَا ِ‬ ‫ل ِمنَْ ال ُ‬ ‫ت َرجَُ ًْ‬ ‫ه َف ُكن ُْ‬ ‫ال َناسَْ طَ َع ُنوا َعلَي ِْ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫َة وَالزبَي ُْر‬ ‫ان طَلح ُْ‬ ‫َه و ََك َْ‬ ‫عتَاب ُْ‬ ‫َه وَأقِلْ ِ‬ ‫أكثِ ُْر استِعتَاب ْ‬
‫حدَاْئِ ِهمَا‬ ‫ق ِ‬ ‫يف وَأَر َف ُْ‬ ‫ج ُْ‬ ‫ه ال َو ِ‬ ‫همَا فِي ِْ‬ ‫سي ِر ِ‬ ‫َن َ‬ ‫أَهو ُْ‬
‫ُ‬
‫ح لَ ُْ‬
‫ه‬ ‫ضبْ َفأتِي َْ‬ ‫َة َغ َ‬ ‫ه َفلت ُْ‬ ‫ة فِي ِْ‬ ‫ش َْ‬‫ان ِمنْ َعائِ َ‬ ‫يف و ََك َْ‬ ‫ال َع ِن ُْ‬
‫هينَْ‬ ‫اس َغي َْر ُمستَك َر ِ‬ ‫َقومْ َف َقت َُلو ُْه وَب ََايَ َع ِني ال َن ُْ‬
‫ن دَا َْر‬ ‫موا أَ َْ‬ ‫خيَ ِرينَْ وَاعلَ ُ‬ ‫َل ُمجبَ ِرينَْ بَلْ طَائِ ِعينَْ ُم َ‬ ‫و َْ‬
‫َاشتْ‬ ‫ال ِهج َر ِْة َقدْ َقلَ َعتْ بِأَهلِهَا و ََقلَ ُعوا بِهَا َوج َ‬
‫َة َعلَى ال ُقط ِْ‬
‫ب‬ ‫ت ال ِفتن ُْ‬ ‫َل و ََقا َم ِْ‬ ‫مرج ِْ‬ ‫جَيشَْ ال ِ‬
‫جهَا َْد َع ُد ِو ُكمْ إِنْ‬ ‫ير ُكمْ َوبَا ِد ُروا ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َفأَسر ُعوا إلَى أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ج َْ‬ ‫ّللا َع َْز َو َ‬‫شا َء َ ُْ‬ ‫َ‬

‫]‪[2‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسالمُإلىُأهلُالكوفةُبعدُفتحُ‬
‫البصرة‬

‫ت نَ ِب ِي ُك ْ‬
‫م‬ ‫ل ِمصرْ َعنْ أَه ِْ‬
‫ل بَي ِْ‬ ‫ّللا ِمنْ أَه ِْ‬
‫م َ ُْ‬ ‫جز ُ‬
‫َاك ُْ‬ ‫َو َ‬
‫َالشاكِ ِرينَْ‬ ‫هو َ‬ ‫اعتِ ِْ‬‫سنَْ مَا يَج ِزي ال َعا ِملِينَْ بِطَ َ‬ ‫أَح َ‬
‫عي ُتمْ َفأَجَب ُتمْ‪.‬‬ ‫مع ُتمْ وَأَطَع ُتمْ َو ُد ِ‬
‫س ِ‬‫ه َف َقدْ َ‬ ‫م ِت ِْ‬‫لِ ِنع َ‬
‫]‪[3‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسالمُلشريحُبنُالحارثُقاضيه‬

‫يرْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ي أَ‬


‫ْ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬
‫ث‬
‫ِ‬ ‫َار‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫نَْ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ح‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ش‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي أَ‬ ‫َو ُر ِو َْ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫مؤ ِمنِينَْ عليه السالم اش َت َرى َعلَى َعه ِد ِْه دَاراًَ‬ ‫ال ُ‬
‫حاً و ََقا َْ‬
‫ل‬ ‫ش َري ْ‬ ‫ك َفاستَد َعى ُ‬ ‫ه َذلِ َْ‬ ‫َاراً َفبَلَ َغ ُْ‬ ‫بِ َثمَانِينَْ ِدين ْ‬
‫ه‪:‬‬ ‫لَ ُْ‬
‫ت لَهَا‬ ‫َاراً و ََكتَب َْ‬ ‫َاراً بِ َثمَانِينَْ ِدين ْ‬ ‫تد ْ‬ ‫ك ابتَع َْ‬ ‫بَلَ َغنِي أَن َ َْ‬
‫وداً ‪.‬‬ ‫ش ُه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت فِي ِْ‬ ‫َاباً وَأَشهَد َْ‬ ‫كِت ْ‬
‫مؤ ِمنِينَْ ‪،‬‬ ‫ك يَا أَ ِمي َْر ال ُ‬ ‫ان َذلِ َْ‬ ‫ش َريحْ ‪َ :‬قدْ َك َْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُْ‬ ‫َف َقا َْ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ل لَ ُْ‬ ‫م َقا َْ‬ ‫ب ‪ُ ،‬ث َْ‬ ‫ض ِْ‬ ‫مغ َ‬ ‫ه نَظَ َْر ال ُ‬ ‫ل َفنَظَ َْر إِلَي ِْ‬ ‫َقا َْ‬
‫ظ ُْر فِي كِتَابِ َْ‬
‫ك‬ ‫ل يَن ُ‬ ‫ك مَنْ َْ‬ ‫سيَأتِي َْ‬ ‫ه َ‬ ‫ح ‪ :‬أَمَا إِن َ ُْ‬ ‫ش َري ُْ‬ ‫يَا ُ‬
‫صاً‬
‫خ ْ‬ ‫شا ِ‬ ‫ك ِمنهَا َ‬ ‫ج َْ‬ ‫ح َتى ُيخ ِر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك َعنْ ب َِي َنتِ َْ‬ ‫َل يَسأَ ُل َْ‬ ‫و َْ‬
‫ح َْ‬
‫ل‬ ‫ش َري ُْ‬ ‫ظرْ يَا ُ‬ ‫صاً َفان ُ‬ ‫خالِ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ك إِلَى َقب ِر َْ‬ ‫م َْ‬ ‫َو ُيس ِل َ‬
‫ك أَوْ نَ َقد َْ‬
‫ت‬ ‫ه ِذ ِْه ال َدا َْر ِمنْ َغي ِْر مَالِ َْ‬ ‫ت َ‬ ‫ون ابتَع َْ‬ ‫تَ ُك ُْ‬
‫ت دَا َْر‬ ‫سر َْ‬ ‫خ ِْ‬ ‫ت َقدْ َ‬ ‫ك َف ِإ َذا أَن َْ‬ ‫الثمَنَْ ِمنْ َغي ِْر ح ََاللِ َْ‬ ‫َ‬
‫عن َْ‬
‫د‬ ‫ت أَتَي َت ِني ِ‬ ‫ك لَوْ ُكن َْ‬ ‫خ َر ِْة ‪ .‬أَمَا إِنَ َْ‬ ‫الدنيَا َودَا َْر اْل ِ‬
‫ه ِذ ِْه‬ ‫َاباً َعلَى َ‬ ‫ك ِكت ْ‬ ‫ت لَ َْ‬ ‫كتَب ُْ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ك مَا اشتَر ََي َْ‬ ‫ش َرائِ َْ‬ ‫ِ‬
‫همْ‬ ‫ار بِ ِدر َ‬ ‫ه ِذ ِْه ال َد ِْ‬ ‫ش َرا ِء َ‬ ‫ة َفلَمْ تَر َغبْ فِي ِ‬ ‫خ ِْ‬ ‫النس َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫َفمَا َفو ُْ‬
‫ه َذا مَا اش َت َرى َعبدْ َذلِيلْ ِمنْ‬ ‫ذهُ‪َ َِ :‬‬ ‫ه ِ‬ ‫خةُُ َ‬ ‫س َ‬ ‫الن ْ‬ ‫و ُّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫َاراً ِمنْ د ِْ‬
‫َار‬ ‫يل اش َت َرى ِمن ُهْ د ْ‬ ‫ح ِْ‬ ‫ج لِل َر ِ‬ ‫ع َْ‬ ‫م َِيتْ َقدْ أز ِ‬
‫ة الهَالِكِينَْ َوتَجم ُْ‬
‫َع‬ ‫خطَ ِْ‬ ‫ب ال َفانِينَْ َو ِ‬ ‫ور ِمنْ جَانِ ِْ‬ ‫ال ُغ ُر ِْ‬
‫َهي إِلَى‬ ‫ت‬‫َن‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ح ُدودْ أَربَ َعةْ الحَدْ اْلَ‬ ‫ه ِذ ِْه ال َدا َْر ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫عي‬ ‫َهي إِلَى َدوَا ِ‬ ‫الثانِي يَنت ِ‬ ‫عي اْل َفاتِْ وَالحَدْ َ‬ ‫َْدوَا ِ‬
‫َهي إِلَى ال َهوَى‬ ‫ث يَنت ِ‬ ‫الثالِ ُْ‬‫صيبَاتِْ وَالحَدْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ُ‬
‫الشيطَا ِْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َهي إِلَى‬ ‫ع يَنت ِ‬ ‫مر ِدي وَالحَدْ ال َرابِ ُْ‬ ‫ال ُ‬
‫ه َذا‬ ‫ار اش َت َرى َ‬ ‫ه ِذ ِْه ال َد ِْ‬ ‫َاب َ‬‫ع ب ُْ‬ ‫ه ُيش َر ُْ‬ ‫مغ ِوي َوفِي ِْ‬ ‫ال ُ‬
‫ه ِذ ِْه‬ ‫َل َ‬ ‫جِ بِاْلَج ِْ‬ ‫مز َع ْ‬ ‫ه َذا ال ُ‬ ‫َل ِمنْ َ‬ ‫مغت ََرْ بِاْلَم ِْ‬ ‫ال ُ‬
‫ل فِي ُذ ِْ‬
‫ل‬ ‫خو ِْ‬ ‫ة وَالد ُ‬ ‫ع ِْز ال َقنَا َع ِْ‬ ‫وجِ ِمنْ ِ‬ ‫خ ُر ْ‬ ‫ال َدا َْر بِال ُ‬
‫مشت َِري فِيمَا‬ ‫ه َذا ال ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ة َفمَا أَد َر َْ‬ ‫َالض َرا َع ِْ‬ ‫بو َ‬ ‫الطَلَ ِْ‬
‫سا ِْ‬
‫م‬ ‫ل أَج َ‬ ‫ه ِمنْ َد َركْ َف َعلَى ُمبَل ِب ِْ‬ ‫اش َت َرى ِمن ُْ‬
‫يل ُمل ِْ‬
‫ك‬ ‫جبَابِ َر ِْة َو ُم ِز ِْ‬ ‫وس ال َ‬ ‫ِْ‬ ‫ب ُن ُف‬ ‫َسالِ ِْ‬ ‫كو َ‬ ‫م ُلو ِْ‬ ‫ال ُ‬
‫حميَ َْر َومَنْ‬ ‫ص َْر َو ُتبَعْ َو ِ‬ ‫ل كِس َرى و ََقي َ‬ ‫ة ِمث ِْ‬ ‫ع َن ِْ‬ ‫ال َف َرا ِ‬
‫َشيَ َْ‬
‫د‬ ‫ل َفأَك َث َْر َومَنْ بَنَى و َ‬ ‫ل َعلَى المَا ِْ‬ ‫ع المَا َْ‬ ‫م َْ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ه لِلوَلَ ِْ‬
‫د‬ ‫م ِْ‬‫د َونَظَ َْر بِزَع ِ‬ ‫خ َْر وَاع َت َق َْ‬ ‫د وَا َد َ‬ ‫ج َْ‬ ‫ف َونَ َ‬ ‫َوزَخ َر َْ‬
‫سابِْ‬ ‫ح َ‬ ‫ض وَال ِ‬ ‫ف ال َعر ِْ‬ ‫يعاً إِلَى مَوقِ ِْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ص ُهمْ َ‬ ‫خا ُ‬ ‫إِش َ‬
‫ل ال َق َ‬
‫ضا ِء‬ ‫ع اْلَم ُْر بِ َفص ِْ‬ ‫الثوَابِْ وَال ِع َقابِْ إِ َذا و ََق َْ‬ ‫عِ َ‬ ‫ضْ‬ ‫َومَو ِ‬
‫ك ال َعق ُْ‬
‫ل‬ ‫د َعلَى َذلِ َْ‬ ‫ش ِه َْ‬ ‫ون َ‬ ‫ط ُل َْ‬ ‫مب ِ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫هنالِ َْ‬ ‫س َْر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫َو َ‬
‫ق الدنيَا ‪.‬‬ ‫م ِمنْ َع َالئِ ِْ‬ ‫َس ِل َْ‬ ‫ج ِمنْ أَس ِْر ال َهوَى و َ‬ ‫خ َر َْ‬ ‫إِ َذا َ‬

‫]‪[4‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُبعضُأمراءُجيشه‬
‫ت‬‫ب َو ِإ ْن تَ َوافَ ِ‬ ‫اك الهذِي نُ ِح ُّ‬ ‫ع ِة فَذَ َ‬ ‫عادُوا ِإلَى ِظ ِّل ه‬
‫الطا َ‬ ‫فَإِ ْن َ‬
‫ع َك ِإلَى‬ ‫طا َ‬ ‫ان فَا ْن َه ْد ِب َم ْن أ َ َ‬ ‫ق َو ْال ِع ْ‬
‫صي َ ِ‬ ‫شقَا ِ‬‫ور ِب ْالقَ ْو ِم ِإلَى ال ِ ّ‬‫ْاْل ُ ُم ُ‬
‫ع ْن َك فَإِ هن‬
‫س َ‬ ‫ع َ‬ ‫ع هم ْن تَقَا َ‬ ‫اك َوا ْست َ ْغ ِن ِب َم ِن ا ْنقَادَ َمعَ َك َ‬
‫ص َ‬ ‫ع َ‬ ‫َم ْن َ‬
‫وض ِه ‪.‬‬ ‫ارهَ َم ِغيبُهُ َخي ٌْر ِم ْن َم ْش َه ِد ِه َوقُعُودُهُ أ َ ْغنَى ِم ْن نُ ُه ِ‬ ‫ْال ُمت َ َك ِ‬
‫]‪[5‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأشعثُبنُقيسُعاملُأذربيجان‬

‫ت‬‫عنُ ِق َك أ َ َمانَةٌ َوأ َ ْن َ‬ ‫ْس لَ َك ِب ُ‬


‫ط ْع َم ٍة َولَ ِكنههُ فِي ُ‬ ‫ع َملَ َك لَي َ‬‫َو ِإ هن َ‬
‫ات فِي َر ِعيه ٍة َو َال تُخ ِ‬
‫َاط َر‬ ‫ْس لَ َك أ َ ْن تَ ْفتَ َ‬
‫عى ِل َم ْن فَ ْوقَ َك لَي َ‬ ‫ُم ْست َ ْر ً‬
‫ت ِم ْن‬‫ع هز َو َج هل َوأَ ْن َ‬ ‫ال ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ِإ هال بِ َوثِيقَ ٍة َوفِي يَدَي َْك َما ٌل ِم ْن َم ِ‬
‫ي َولَ َع ِلّي أَ هال أ َ ُكونَ ش هَر ُو َال ِت َك لَ َك َوال ه‬
‫س َال ُم‬ ‫س ِلّ َمهُ ِإلَ ه‬
‫ُخ هزا ِن ِه َحتهى ت ُ َ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[6‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫علَى َما‬ ‫عثْ َمانَ َ‬ ‫ع َم َر َو ُ‬ ‫ِإنههُ بَايَعَنِي ْالقَ ْو ُم الهذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَ ْك ٍر َو ُ‬
‫ار َو َال ِل ْلغَائِ ِ‬
‫ب أَ ْن يَ ُرده‬ ‫شا ِه ِد أَ ْن يَ ْختَ َ‬‫علَ ْي ِه فَلَ ْم يَ ُك ْن ِلل ه‬
‫بَايَعُو ُه ْم َ‬
‫علَى َر ُج ٍل‬ ‫اجت َ َمعُوا َ‬ ‫ار فَإِ ِن ْ‬ ‫ص ِ‬‫اج ِرينَ َو ْاْل َ ْن َ‬ ‫ورى ِل ْل ُم َه ِ‬ ‫ش َ‬ ‫َو ِإنه َما ال ُّ‬
‫ع ْن أ َ ْم ِر ِه ْم خ ِ‬
‫َار ٌج‬ ‫ضا فَإِ ْن خ ََر َج َ‬ ‫س هم ْوهُ ِإ َماما ً َكانَ ذَ ِل َك ِ هّلِلِ ِر ً‬ ‫َو َ‬
‫علَى‬ ‫ط ْع ٍن أ َ ْو ِب ْد َع ٍة َردُّوهُ ِإلَى َما خ ََر َج ِم ْنهُ فَإِ ْن أَبَى قَاتَلُوهُ َ‬ ‫ِب َ‬
‫َّللاُ َما تَ َولهى َولَعَ ْم ِري يَا‬ ‫س ِبي ِل ْال ُمؤْ ِم ِنينَ َو َو هالهُ ه‬ ‫غي َْر َ‬ ‫ا ِت ّبَا ِع ِه َ‬
‫اس ِم ْن‬ ‫اك لَتَ ِجدَ ِنّي أَب َْرأَ النه ِ‬
‫ت ِبعَ ْق ِل َك دُونَ َه َو َ‬ ‫ظ ْر َ‬ ‫ُمعَا ِويَةُ لَئِ ْن نَ َ‬
‫ع ْنهُ ِإ هال أ َ ْن تَتَ َجنهى فَت َ َج هن‬
‫ع ْزلَ ٍة َ‬‫عثْ َمانَ َولَت َ ْعلَ َم هن أَ ِنّي ُك ْنتُ فِي ُ‬ ‫دَ ِم ُ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫َما بَدَا لَ َك َوال ه‬
‫]‪[7‬‬

‫ومنُكتابُمنهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُأيضا‬

‫سالَةٌ ُم َحب َهرة ٌ نَ هم ْقت َ َها‬ ‫صلَةٌ َو ِر َ‬


‫ظةٌ ُم َو ه‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد أَتَتْنِي ِم ْن َك َم ْو ِع َ‬
‫ص ٌر‬ ‫ْس لَهُ بَ َ‬ ‫ئ لَي َ‬ ‫اب ْام ِر ٍ‬‫وء َرأْ ِي َك َو ِكتَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ض َال ِل َك َوأ َ ْم َ‬
‫ض ْيتَ َها ِب ُ‬ ‫ِب َ‬
‫ض َال ُل‬ ‫عاهُ ْال َه َوى فَأ َ َجابَهُ َوقَادَهُ ال ه‬ ‫يَ ْهدِي ِه َو َال قَائِدٌ يُ ْر ِشدُهُ قَ ْد دَ َ‬
‫ض هل خَا ِبطا ً ‪.‬‬ ‫فَاتهبَعَهُ فَ َه َج َر َال ِغطا ً َو َ‬
‫َف فِي َها‬ ‫ظ ُر َو َال يُ ْستَأْن ُ‬ ‫احدَة ٌ َال يُثَنهى فِي َها النه َ‬ ‫َوم ْنهُ‪ِْ :‬لَنه َها بَ ْيعَةٌ َو ِ‬
‫طا ِع ٌن َو ْال ُم َر ّ ِوي فِي َها ُمدَا ِه ٌن ‪.‬‬ ‫َار ُج ِم ْن َها َ‬‫ار ْالخ ِ‬ ‫ْال ِخيَ ُ‬
‫]‪[8‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُجريرُبنُعبدُهللاُالبجليُلماُأرسلهُإلىُمعاوية‬

‫ص ِل َو ُخ ْذهُ‬ ‫علَى ْالفَ ْ‬ ‫اح ِم ْل ُمعَا ِويَةَ َ‬ ‫اك ِكتَا ِبي فَ ْ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِذَا أَت َ َ‬
‫ب ُم ْج ِليَ ٍة أَ ْو ِس ْل ٍم ُم ْخ ِزيَ ٍة فَإِ ِن‬‫ِب ْاْل َ ْم ِر ْال َج ْز ِم ث ُ هم َخ ِيّ ْرهُ بَيْنَ َح ْر ٍ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬‫س ِْل َم فَ ُخ ْذ بَ ْيعَتَهُ َوال ه‬
‫ار ال ّ‬ ‫اخت َ َ‬ ‫ار ْال َح ْر َ‬
‫ب فَا ْنبِ ْذ ِإلَ ْي ِه َو ِإ ِن ْ‬ ‫ْ‬
‫اخت َ َ‬
‫]‪[9‬‬

‫وُمنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫وم َوفَعَلُوا‬ ‫ص ِلنَا َو َه ُّموا ِبنَا ْال ُه ُم َ‬ ‫اجتِيَا َح أَ ْ‬ ‫فَأ َ َرادَ قَ ْو ُمنَا قَتْ َل نَ ِب ِيّنَا َو ْ‬
‫ط ُّرونَا ِإلَى‬ ‫ض َ‬ ‫ف َوا ْ‬ ‫سونَا ْالخ َْو َ‬ ‫ب َوأ َ ْحلَ ُ‬ ‫ِبنَا ْاْلَفَا ِعي َل َو َمنَعُونَا ْالعَ ْذ َ‬
‫ع ْن‬ ‫ب َ‬ ‫علَى الذه ّ ِ‬ ‫َّللاُ لَنَا َ‬ ‫ب فَعَزَ َم ه‬ ‫َار ْال َح ْر ِ‬ ‫َجبَ ٍل َوع ٍْر َوأَ ْوقَدُوا لَنَا ن َ‬
‫اء ُح ْر َم ِت ِه ُمؤْ ِمنُنَا يَ ْب ِغي ِبذَ ِل َك ْاْل َ ْج َر‬ ‫الر ْمي ِ ِم ْن َو َر ِ‬ ‫َح ْوزَ ِت ِه َو ه‬
‫ص ِل َو َم ْن أَ ْسلَ َم ِم ْن قُ َري ٍْش ِخ ْل ٌو ِم هما ن َْح ُن‬ ‫ع ِن ْاْل َ ْ‬ ‫امي َ‬ ‫َو َكا ِف ُرنَا يُ َح ِ‬
‫ان أَ ْم ٍن‬ ‫ِيرةٍ تَقُو ُم دُونَهُ فَ ُه َو ِمنَ ْالقَتْ ِل ِب َم َك ِ‬ ‫عش َ‬ ‫ِفي ِه ِب ِح ْلفٍ يَ ْمنَعُهُ أَ ْو َ‬
‫س َوأ َ ْح َج َم‬ ‫اح َم هر ْالبَأ ْ ُ‬ ‫َّللا (صلى هللا عليه وآله) ِإذَا ْ‬ ‫سو ُل ه ِ‬ ‫َو َكانَ َر ُ‬
‫وف َو ْاْل َ ِسنه ِة‬ ‫سي ُ ِ‬ ‫ص َحابَهُ َح هر ال ُّ‬ ‫اس قَده َم أ َ ْه َل بَ ْيتِ ِه فَ َوقَى ِب ِه ْم أ َ ْ‬ ‫النه ُ‬
‫ث يَ ْو َم بَ ْد ٍر َوقُتِ َل َح ْمزَ ة ُ يَ ْو َم أ ُ ُح ٍد َوقُتِ َل‬ ‫ار ِ‬ ‫عبَ ْيدَة ُ ب ُْن ْال َح ِ‬ ‫فَقُتِ َل ُ‬
‫َج ْعفَ ٌر يَ ْو َم ُمؤْ تَةَ َوأ َ َرادَ َم ْن لَ ْو ِشئْتُ ذَ َك ْرتُ ا ْس َمهُ ِمثْ َل الهذِي‬
‫ع َجبا ً‬ ‫ت فَيَا َ‬ ‫ت َو َمنِيهتَهُ أ ُ ِ ّجلَ ْ‬ ‫ع ِ ّجلَ ْ‬‫ش َهادَةِ َولَ ِك هن آ َجالَ ُه ْم ُ‬ ‫أ َ َرادُوا ِمنَ ال ه‬
‫ص ْرتُ يُ ْق َر ُن ِبي َم ْن لَ ْم يَ ْس َع ِبقَدَ ِمي َولَ ْم ت َ ُك ْن لَهُ‬ ‫ِللده ْه ِر ِإ ْذ ِ‬
‫ي ُمدهعٍ َما َال‬ ‫سابِقَتِي الهتِي َال يُ ْد ِلي أ َ َحدٌ بِ ِمثْ ِل َها ِإ هال أَ ْن يَده ِع َ‬ ‫َك َ‬
‫علَى ُك ِّل َحا ٍل َوأَ هما َما‬ ‫َّللاَ يَ ْع ِرفُهُ َو ْال َح ْمدُ ِ هّلِلِ َ‬‫ظ ُّن ه‬ ‫أَع ِْرفُهُ َو َال أ َ ُ‬
‫ظ ْرتُ فِي َهذَا ْاْل َ ْم ِر فَلَ ْم‬ ‫عثْ َمانَ ِإلَي َْك فَإِ ِنّي نَ َ‬ ‫ت ِم ْن دَ ْف ِع قَتَلَ ِة ُ‬ ‫سأ َ ْل َ‬ ‫َ‬
‫غي ِْر َك َولَعَ ْم ِري لَ ِئ ْن لَ ْم تَ ْن ِز ْع‬ ‫سعُ ِني دَ ْفعُ ُه ْم ِإلَي َْك َو َال ِإلَى َ‬ ‫أَ َرهُ يَ َ‬
‫طلُبُون ََك َال يُ َك ِلّفُون ََك‬ ‫ع ْن قَ ِلي ٍل يَ ْ‬ ‫غ ِيّ َك َو ِشقَاقِ َك لَتَ ْع ِرفَنه ُه ْم َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫سو ُء َك‬ ‫ب يَ ُ‬ ‫طلَ ٌ‬‫س ْه ٍل ِإ هال أَنههُ َ‬ ‫طلَبَ ُه ْم فِي بَ ٍ ّر َو َال بَ ْح ٍر َو َال َجبَ ٍل َو َال َ‬ ‫َ‬
‫س َال ُم ِْل َ ْه ِل ِه ‪.‬‬ ‫س ُّر َك لُ ْقيَانُهُ َوال ه‬ ‫ِو ْجدَانُهُ َوزَ ْو ٌر َال يَ ُ‬

‫]‪[10‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُأيضا‬

‫ت فِي ِه ِم ْن دُ ْنيَا‬ ‫يب َما أ َ ْن َ‬ ‫ع ْن َك َج َال ِب ُ‬ ‫ت َ‬ ‫شف َ ْ‬ ‫صانِ ٌع ِإذَا ت َ َك ه‬ ‫ت َ‬ ‫ْف أ َ ْن َ‬ ‫َو َكي َ‬
‫عتْ َك فَأ َ َج ْبتَ َها َوقَادَتْ َك‬ ‫ت بِلَذهتِ َها دَ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت بِ ِزينَتِ َها َو َخدَ َ‬ ‫قَ ْد تَبَ هه َج ْ‬
‫علَى َما‬ ‫ف َ‬ ‫ط ْعت َ َها َو ِإنههُ يُو ِش ُك أَ ْن يَ ِقفَ َك َوا ِق ٌ‬ ‫فَاتهبَ ْعت َ َها َوأ َ َم َرتْ َك فَأ َ َ‬
‫ب‬‫سا ِ‬ ‫ع ْن َهذَا ْاْل َ ْم ِر َو ُخ ْذ أ ُ ْهبَةَ ْال ِح َ‬ ‫س َ‬ ‫يك ِم ْنهُ ِم َج ٌّن فَا ْقعَ ْ‬ ‫َال يُ ْن ِج َ‬
‫س ْم ِع َك َو ِإ هال تَ ْفعَ ْل‬ ‫ش ِ ّم ْر ِل َما قَ ْد نَزَ َل ِب َك َو َال ت ُ َم ِ ّك ِن ْالغُ َواةَ ِم ْن َ‬ ‫َو َ‬
‫ان ِم ْن َك‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ف قَ ْد أَ َخذَ ال ه‬ ‫ِك فَإِنه َك ُمتْ َر ٌ‬ ‫ت ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫أ ُ ْع ِل ْم َك َما أ َ ْغفَ ْل َ‬
‫وح َوالده ِم َو َمتَى‬ ‫الر‬‫ُّ‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ج‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫يك‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫خ‬‫َ‬ ‫َمأ ْ‬
‫ِ‬
‫ق‬‫سا ِب ٍ‬ ‫الر ِعيه ِة َو ُو َالة َ أ َ ْم ِر ْاْل ُ هم ِة ِبغَي ِْر قَدَ ٍم َ‬ ‫سةَ ه‬ ‫سا َ‬ ‫ُك ْنت ُ ْم يَا ُمعَا ِويَةُ َ‬
‫اء َوأ ُ َحذّ ُِر َك‬ ‫شق َ ِ‬ ‫ق ال ه‬ ‫س َوا ِب ِ‬ ‫وم َ‬ ‫اّلِلِ ِم ْن لُ ُز ِ‬ ‫ق َونَعُوذُ ِب ه‬ ‫َو َال ش ََرفٍ بَا ِس ٍ‬
‫يرةِ‬ ‫س ِر َ‬ ‫ف ْالعَ َالنِيَ ِة َوال ه‬ ‫أَ ْن ت َ ُكونَ ُمت َ َمادِيا ً فِي ِغ هرةِ ْاْل ُ ْمنِ ِيّ ِة ُم ْختَ ِل َ‬
‫ْف‬‫ي َوأَع ِ‬ ‫اخ ُر ْج ِإلَ ه‬ ‫اس َجانِبا ً َو ْ‬ ‫ب فَدَعِ النه َ‬ ‫ت ِإلَى ْال َح ْر ِ‬ ‫َوقَ ْد دَ َع ْو َ‬
‫علَى‬ ‫َطى َ‬ ‫علَى قَ ْلبِ ِه َو ْال ُمغ ه‬ ‫ين َ‬ ‫ْالفَ ِريقَي ِْن ِمنَ ْال ِقتَا ِل ِلت َ ْعلَ َم أَيُّنَا ْال َم ِر ُ‬
‫ش ْدخا ً يَ ْو َم بَ ْد ٍر‬ ‫يك َوخَا ِل َك َ‬ ‫ِك َوأ َ ِخ َ‬ ‫س ٍن قَا ِت ُل َجدّ َ‬ ‫ص ِر ِه فَأَنَا أَبُو َح َ‬ ‫بَ َ‬
‫عد ّ ُِوي َما ا ْستَ ْبدَ ْلتُ دِينا ً‬ ‫ب أَ ْلقَى َ‬ ‫ْف َم ِعي َو ِبذَ ِل َك ْالقَ ْل ِ‬ ‫سي ُ‬ ‫َوذَ ِل َك ال ه‬
‫طا ِئ ِعينَ‬ ‫اج الهذِي تَ َر ْكت ُ ُموهُ َ‬ ‫َو َال ا ْست َ ْحدَثْتُ نَ ِبيّا ً َو ِإ ِنّي لَعَلَى ْال ِم ْن َه ِ‬
‫عثْ َمانَ َولَقَ ْد‬ ‫ت ثَائِرا ً ِبدَ ِم ُ‬ ‫ت أَنه َك ِجئْ َ‬ ‫ع ْم َ‬ ‫َودَخ َْلت ُ ْم فِي ِه ُم ْك َرهِينَ َوزَ َ‬
‫طا ِلبا ً‬‫ت َ‬ ‫َاك ِإ ْن ُك ْن َ‬ ‫اطلُ ْبهُ ِم ْن ُهن َ‬ ‫عثْ َمانَ فَ ْ‬ ‫ْث َوقَ َع دَ ُم ُ‬ ‫ت َحي ُ‬ ‫ع ِل ْم َ‬ ‫َ‬
‫ض ِجي َج ْال ِج َما ِل‬ ‫ضتْ َك َ‬ ‫ب ِإذَا َع ه‬ ‫ض ُّج ِمنَ ْال َح ْر ِ‬ ‫فَ َكأ َ ِنّي قَ ْد َرأ َ ْيت ُ َك تَ ِ‬
‫ب ْال ُمتَتَا ِب ِع‬ ‫ض ْر ِ‬ ‫عو ِني َجزَ عا ً ِمنَ ال ه‬ ‫عتِ َك ت َ ْد ُ‬ ‫ِب ْاْلَثْقَا ِل َو َكأ َ ِنّي بِ َج َما َ‬
‫ي‬‫َّللاِ َو ِه َ‬ ‫ب ه‬ ‫ع ِإلَى ِكتَا ِ‬ ‫ار َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع بَ ْعدَ َم َ‬ ‫ار َ‬ ‫ص ِ‬ ‫اء ْال َواقِ ِع َو َم َ‬ ‫ض ِ‬‫َو ْالقَ َ‬
‫احدَة ٌ أ َ ْو ُمبَا ِيعَةٌ َحائِدَة ٌ ‪.‬‬ ‫َكافِ َرة ٌ َج ِ‬
‫]‪[11‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُوصىُبهاُجيشاُبعثهُإلىُالعدو‬

‫فَإِذَا نَزَ ْلت ُ ْم ِبعَد ّ ٍُو أَ ْو نَزَ َل ِب ُك ْم فَ ْليَ ُك ْن ُمعَ ْس َك ُر ُك ْم فِي قُبُ ِل ْاْل َ ْش َر ِ‬
‫اف‬
‫ار َك ْي َما يَ ُكونَ لَ ُك ْم ِر ْدءا ً َودُونَ ُك ْم‬ ‫اح ْال ِجبَا ِل أَ ْو أَثْن ِ‬
‫َاء ْاْل َ ْن َه ِ‬ ‫أ َ ْو ِسفَ ِ‬
‫اجعَلُوا لَ ُك ْم‬ ‫اح ٍد أَ ِو اثْنَي ِْن َو ْ‬‫َم َردّا ً َو ْلت َ ُك ْن ُمقَاتَلَت ُ ُك ْم ِم ْن َو ْج ٍه َو ِ‬
‫ب ِلئَ هال يَأ ْ ِتيَ ُك ُم ْالعَد ُُّو‬‫ضا ِ‬ ‫ب ْال ِه َ‬ ‫اصي ْال ِجبَا ِل َو َمنَا ِك ِ‬ ‫صي َ ِ‬‫ُرقَبَا َء ِفي َ‬
‫عيُونُ ُه ْم‬‫ِم ْن َم َكا ِن َمخَافَ ٍة أ َ ْو أ َ ْم ٍن َوا ْعلَ ُموا أَ هن ُمقَ ِدّ َمةَ ْالقَ ْو ِم ُ‬
‫ط َال ِئعُ ُه ْم َو ِإيها ُك ْم َوالتهفَ ُّرقَ فَإِذَا نَزَ ْلت ُ ْم فَا ْن ِزلُوا‬‫عيُونَ ْال ُمقَ ِدّ َم ِة َ‬‫َو ُ‬
‫اجعَلُوا‬ ‫غ ِشيَ ُك ُم الله ْي ُل فَ ْ‬ ‫ارتَ ِحلُوا َج ِميعا ً َو ِإذَا َ‬ ‫ارت َ َح ْلت ُ ْم فَ ْ‬
‫َج ِميعا ً َو ِإذَا ْ‬
‫ضةً ‪.‬‬‫ض َم َ‬ ‫الر َما َح ِكفهةً َو َال تَذُوقُوا النه ْو َم ِإ هال ِغ َرارا ً أَ ْو َم ْ‬ ‫ِّ‬
‫]‪[12‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُوصىُبهاُمعقلُبنُقيسُالرياحيُحينُأنفذهُإلىُ‬
‫الشامُفيُثَلثةُآالفُمقدمةُله‬

‫َّللاَ الهذِي َال بُده لَ َك ِم ْن ِلقَائِ ِه َو َال ُم ْنتَ َهى لَ َك دُونَهُ َو َال تُقَاتِلَ هن‬ ‫ق ه‬ ‫ات ه ِ‬
‫سي ِْر َو َال‬ ‫اس َو َر ِفّ ْه فِي ال ه‬ ‫ِإ هال َم ْن قَاتَلَ َك َو ِس ِر ْالبَ ْردَي ِْن َوغ ّ َِو ْر ِبالنه ِ‬
‫ظ ْعنا ً فَأ َ ِر ْح‬‫س َكنا ً َوقَده َرهُ ُمقَاما ً َال َ‬ ‫َّللاَ َجعَلَهُ َ‬ ‫تَس ِْر أ َ هو َل الله ْي ِل فَإِ هن ه‬
‫س َح ُر أ َ ْو ِحينَ‬ ‫ت ِحينَ يَ ْنبَ ِط ُح ال ه‬ ‫ظ ْه َر َك فَإِذَا َوقَ ْف َ‬ ‫فِي ِه بَدَن ََك َو َر ّ ِو ْح َ‬
‫ف ِم ْن‬ ‫يت ْالعَد هُو فَ ِق ْ‬ ‫َّللاِ فَإِذَا لَ ِق َ‬
‫علَى بَ َر َك ِة ه‬ ‫يَ ْنفَ ِج ُر ْالفَ ْج ُر فَس ِْر َ‬
‫ِب‬‫سطا ً َو َال ت َ ْد ُن ِمنَ ْالقَ ْو ِم دُنُ هو َم ْن يُ ِريدُ أَ ْن يُ ْنش َ‬ ‫ص َحا ِب َك َو َ‬ ‫أَ ْ‬
‫س َحتهى يَأ ْ ِتيَ َك‬ ‫اب ْالبَأ ْ َ‬
‫عدَ َم ْن يَ َه ُ‬ ‫ع ْن ُه ْم تَبَا ُ‬ ‫ب َو َال تَبَا َ‬
‫ع ْد َ‬ ‫ْال َح ْر َ‬
‫اْل ْعذَ ِار‬ ‫عا ِئ ِه ْم َو ْ ِ‬
‫علَى قِتَا ِل ِه ْم قَ ْب َل دُ َ‬ ‫شنَآنُ ُه ْم َ‬ ‫أ َ ْم ِري َو َال يَ ْح ِملَنه ُك ُم َ‬
‫ِإلَ ْي ِه ْم ‪.‬‬
‫]‪[13‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأميرينُمنُأمراءُجيشه‬

‫ث‬
‫ار ِ‬‫علَى َم ْن فِي َح ِيّ ِز ُك َما َما ِل َك بْنَ ْال َح ِ‬ ‫َوقَ ْد أ َ هم ْرتُ َ‬
‫علَ ْي ُك َما َو َ‬
‫اجعَ َالهُ د ِْرعا ً َو ِم َجنّا ً فَإِنههُ ِم هم ْن َال‬‫ْاْل َ ْشت َ َر فَا ْس َمعَا لَهُ َوأَ ِطيعَا َو ْ‬
‫ع ِإلَ ْي ِه أَ ْحزَ ُم َو َال‬
‫اْل ْس َرا ُ‬‫ع هما ْ ِ‬‫طؤُ هُ َ‬ ‫طتُهُ َو َال بُ ْ‬ ‫س ْق َ‬
‫َاف َو ْهنُهُ َو َال َ‬
‫يُخ ُ‬
‫ع ْنهُ أ َ ْمث َ ُل‪.‬‬ ‫عهُ ِإلَى َما ْالبُ ْ‬
‫ط ُء َ‬ ‫ِإ ْس َرا ُ‬
‫]‪[14‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُلعسكرهُقبلُلقاءُالعدوُبصفين‬

‫علَى ُح هج ٍة َوتَ ْر ُك ُك ْم‬ ‫َّللاِ َ‬‫َال تُقَاتِلُو ُه ْم َحتهى يَ ْبدَ ُءو ُك ْم فَإِنه ُك ْم بِ َح ْم ِد ه‬
‫ت ْال َه ِزي َمةُ‬ ‫ِإيها ُه ْم َحتهى يَ ْبدَ ُءو ُك ْم ُح هجةٌ أ ُ ْخ َرى لَ ُك ْم َ‬
‫علَ ْي ِه ْم فَإِذَا َكانَ ِ‬
‫علَى‬ ‫صيبُوا ُم ْع ِورا ً َو َال ت ُ ْج ِه ُزوا َ‬ ‫َّللاِ فَ َال ت َ ْقتُلُوا ُم ْدبِرا ً َو َال ت ُ ِ‬ ‫بِإِ ْذ ِن ه‬
‫سبَبْنَ‬ ‫ض ُك ْم َو َ‬ ‫شت َ ْمنَ أَع َْرا َ‬ ‫سا َء ِبأَذًى َو ِإ ْن َ‬ ‫يح َو َال ت َ ِهي ُجوا ال ِنّ َ‬ ‫َج ِر ٍ‬
‫ض ِعيفَاتُ ْالقُ َوى َو ْاْل َ ْنفُ ِس َو ْالعُقُو ِل ِإ ْن ُكنها‬ ‫أ ُ َم َرا َء ُك ْم فَإِنه ُه هن َ‬
‫الر ُج ُل لَيَتَن ََاو ُل‬ ‫ات َو ِإ ْن َكانَ ه‬ ‫ع ْن ُه هن َو ِإنه ُه هن لَ ُم ْش ِر َك ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫لَنُؤْ َم ُر ِب ْال َك ّ ِ‬
‫ع ِقبُهُ ِم ْن بَ ْع ِد ِه‬ ‫ْال َم ْرأَة َ فِي ْال َجا ِه ِليه ِة ِب ْالفَ ْه ِر أ َ ِو ْال ِه َر َاوةِ فَيُعَي ُهر ِب َها َو َ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[15‬‬

‫ومنُدعاءُلهُعليهُالسَلمُكانُعليهُالسَلمُيقولُإذاُلقيُالعدوُمحاربا‬

‫ار‬
‫ص ُ‬‫ت ْاْل َ ْب َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ش َخ َ‬
‫َاق َو َ‬‫ت ْاْل َ ْعن ُ‬ ‫وب َو ُمده ِ‬ ‫ت ْالقُلُ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫الله ُه هم ِإلَي َْك أ َ ْف َ‬
‫َآن‬
‫شن ِ‬ ‫ون ال ه‬ ‫ص هر َح َم ْكنُ ُ‬ ‫ان الله ُه هم قَ ْد َ‬ ‫ت ْاْل َ ْبدَ ُ‬
‫ضي َ ِ‬ ‫ت ْاْل َ ْقدَا ُم َوأ ُ ْن ِ‬‫َونُ ِقلَ ِ‬
‫َان الله ُه هم ِإنها نَ ْش ُكو ِإلَي َْك َ‬
‫غ ْيبَةَ نَبِ ِيّنَا‬ ‫ضغ ِ‬ ‫اج ُل ْاْل َ ْ‬ ‫َت َم َر ِ‬ ‫َو َجاش ْ‬
‫ت أ َ ْه َوا ِئنَا َربهنَا ا ْفت َ ْح بَ ْينَنا َوبَيْنَ قَ ْو ِمنا ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫شت ُّ َ‬
‫عد ّ ُِونَا َوت َ َ‬ ‫َو َكثْ َرة َ َ‬
‫ت َخي ُْر ْالفا ِت ِحينَ ‪.‬‬ ‫َوأ َ ْن َ‬
‫]‪[16‬‬

‫وكانُيقولُعليهُالسَلمُألصحابهُعندُالحرب‬

‫طوا‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَ هرة ٌ بَ ْعدَ َها َك هرة ٌ َو َال َج ْولَةٌ بَ ْعدَ َها َح ْملَةٌ َوأ َ ْع ُ‬
‫َال ت َ ْشتَده هن َ‬
‫س ُك ْم‬ ‫ع َها َوا ْذ ُم ُروا أَ ْنفُ َ‬‫ار َ‬‫ص ِ‬ ‫ب َم َ‬ ‫طئُوا ِل ْل ُجنُو ِ‬
‫وف ُحقُوقَ َها َو َو ِ ّ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫ال ُّ‬
‫ات‬
‫ص َو َ‬ ‫ي ِ َوأَ ِميتُوا ْاْل َ ْ‬ ‫ب ِّ‬
‫الطلَ ْح ِف ّ‬ ‫ض ْر ِ‬ ‫ي ِ َوال ه‬ ‫الط ْع ِن الده ْع ِس ّ‬ ‫علَى ه‬ ‫َ‬
‫س َمةَ َما أ َ ْسلَ ُموا‬ ‫ش ِل فَ َو الهذِي فَلَقَ ْال َحبهةَ َوبَ َرأَ النه َ‬ ‫ط َردُ ِل ْلفَ َ‬‫فَإِنههُ أ َ ْ‬
‫ظ َه ُروهُ‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْ‬
‫س ُّروا ْال ُك ْف َر فَلَ هما َو َجدُوا أَع َْوانا ً َ‬‫َولَ ِك ِن ا ْست َ ْسلَ ُموا َوأَ َ‬
‫‪.‬‬
‫]‪[17‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُجواباُعنُكتابُمنهُإليه‬

‫ْطيَ َك ْاليَ ْو َم َما َمنَ ْعت ُ َك‬ ‫ام فَإِ ِنّي لَ ْم أ َ ُك ْن ِْلُع ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ي ال ه‬ ‫طلَبُ َك ِإلَ ه‬ ‫َوأ َ هما َ‬
‫ت أَ ْنفُ ٍس‬ ‫ب ِإ هال ُحشَاشَا ِ‬ ‫ت ْالعَ َر َ‬ ‫ب قَ ْد أ َ َكلَ ِ‬‫أ َ ْم ِس َوأ َ هما قَ ْولُ َك ِإ هن ْال َح ْر َ‬
‫اط ُل فَإِلَى‬ ‫ت أ َ َال َو َم ْن أ َ َكلَهُ ْال َح ُّق فَإِلَى ْال َجنه ِة َو َم ْن أَ َكلَهُ ْالبَ ِ‬ ‫بَ ِقيَ ْ‬
‫علَى‬ ‫ضى َ‬ ‫ت ِبأ َ ْم َ‬ ‫الر َجا ِل فَلَ ْس َ‬ ‫ب َو ِ ّ‬ ‫ار َوأ َ هما ا ْس ِت َوا ُؤنَا ِفي ْال َح ْر ِ‬ ‫النه ِ‬
‫علَى الدُّ ْنيَا‬ ‫ص َ‬ ‫ش ِام ِبأ َ ْح َر َ‬ ‫ْس أ َ ْه ُل ال ه‬ ‫ين َولَي َ‬ ‫علَى ْاليَ ِق ِ‬ ‫ش ِّك ِم ِنّي َ‬ ‫ال ه‬
‫ع ْب ِد َمنَافٍ‬ ‫علَى ْاآل ِخ َر ِة َوأ َ هما قَ ْولُ َك ِإنها بَنُو َ‬ ‫ق َ‬ ‫ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِع َرا ِ‬
‫ب‬
‫ط ِل ِ‬ ‫ب َكعَ ْب ِد ْال ُم ه‬ ‫ْس أ ُ َميهةُ َك َها ِش ٍم َو َال َح ْر ٌ‬ ‫فَ َكذَ ِل َك ن َْح ُن َولَ ِك ْن لَي َ‬
‫ص ِري ُح‬ ‫ق َو َال ال ه‬ ‫اج ُر َك ه‬
‫الط ِلي ِ‬ ‫ب َو َال ْال ُم َه ِ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫س ْفيَانَ َكأ َ ِبي َ‬ ‫َو َال أَبُو ُ‬
‫س‬‫ق َو َال ْال ُم ِح ُّق َك ْال ُمب ِْط ِل َو َال ْال ُمؤْ ِم ُن َك ْال ُم ْد ِغ ِل َولَ ِبئْ َ‬ ‫صي ِ‬ ‫َكالله ِ‬
‫َار َج َهنه َم َوفِي أَ ْيدِينَا بَ ْعدُ‬ ‫سلَفا ً َه َوى فِي ن ِ‬ ‫ف يَتْبَ ُع َ‬ ‫ف خ َْل ٌ‬ ‫ْالخ َْل ُ‬
‫ض ُل النُّبُ هوةِ الهتِي أ َ ْذلَ ْلنَا ِب َها ْالعَ ِزيزَ َونَعَ ْشنَا ِب َها الذه ِلي َل َولَ هما‬ ‫فَ ْ‬
‫ط ْوعا ً‬ ‫ت لَهُ َه ِذ ِه ْاْل ُ همةُ َ‬ ‫ب فِي دِينِ ِه أَ ْف َواجا ً َوأ َ ْسلَ َم ْ‬ ‫َّللاُ ْالعَ َر َ‬
‫أَ ْد َخ َل ه‬
‫علَى‬ ‫ِين ِإ هما َر ْغبَةً َو ِإ هما َر ْهبَةً َ‬ ‫َو َك ْرها ً ُك ْنت ُ ْم ِم هم ْن دَ َخ َل فِي الدّ ِ‬
‫اج ُرونَ ْاْل َ هولُونَ‬ ‫ب ْال ُم َه ِ‬ ‫س ْب ِق ِه ْم َوذَ َه َ‬
‫ق ِب َ‬ ‫س ْب ِ‬ ‫ِحينَ فَازَ أ َ ْه ُل ال ه‬
‫يال‬‫س ِب ً‬ ‫ِك َ‬ ‫علَى نَ ْفس َ‬ ‫َصيبا ً َو َال َ‬ ‫يك ن ِ‬ ‫ان ِف َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ض ِل ِه ْم فَ َال ت َ ْجعَلَ هن ِلل ه‬ ‫ِبفَ ْ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬
‫َوال ه‬
‫]‪[18‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُعبدُهللاُبنُعباسُوُهوُعاملهُعلىُالبصرة‬

‫ِث أ َ ْهلَ َها‬ ‫س ْال ِفتَ ِن فَ َحاد ْ‬‫يس َو َم ْغ ِر ُ‬ ‫ط ِإ ْب ِل َ‬‫ص َرة َ َم ْه ِب ُ‬‫َوا ْعلَ ْم أَ هن ْالبَ ْ‬
‫ع ْن قُلُو ِب ِه ْم َوقَ ْد بَلَغَنِي‬‫ف َ‬ ‫ع ْقدَة َ ْالخ َْو ِ‬ ‫احلُ ْل ُ‬ ‫ان ِإلَ ْي ِه ْم َو ْ‬‫س ِ‬ ‫ِب ْ ِ‬
‫اْل ْح َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َو ِإ هن بَنِي تَ ِم ٍيم لَ ْم يَ ِغبْ لَ ُه ْم‬
‫ظتُك َ‬ ‫تَنَ ُّم ُر َك ِلبَنِي ت َ ِم ٍيم َو ِغ ْل َ‬
‫طلَ َع لَ ُه ْم آخ َُر َو ِإنه ُه ْم لَ ْم يُ ْسبَقُوا ِب َو ْغ ٍم ِفي َجا ِه ِليه ٍة َو َال‬ ‫ن َْج ٌم ِإ هال َ‬
‫ورونَ‬ ‫صةً ن َْح ُن َمأ ْ ُج ُ‬ ‫سةً َوقَ َرابَةً خَا ه‬ ‫ِإ ْس َال ٍم َو ِإ هن لَ ُه ْم ِبنَا َر ِحما ً َما ه‬
‫هاس‬‫اربَ ْع أَبَا ْالعَب ِ‬‫علَى قَ ِطيعَ ِت َها فَ ْ‬ ‫ورونَ َ‬ ‫صلَ ِت َها َو َمأ ْ ُز ُ‬ ‫علَى ِ‬ ‫َ‬
‫ِك ِم ْن َخي ٍْر َوش ٍ َّر فَإِنها‬ ‫سانِ َك َويَد َ‬ ‫علَى ِل َ‬ ‫َّللاُ فِي َما َج َرى َ‬ ‫َر ِح َم َك ه‬
‫ظ ِنّي ِب َك َو َال يَ ِفيلَ هن َرأْ ِيي فِ َ‬
‫يك‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِل ِ‬‫ان فِي ذَ ِل َك َو ُك ْن ِع ْندَ َ‬ ‫ش َِري َك ِ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬‫َوال ه‬
‫]‪[19‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُبعضُعماله‬

‫ش َك ْوا ِم ْن َك ِغ ْل َ‬
‫ظةً َوقَ ْس َوة ً‬ ‫ِك َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن دَ َهاقِينَ أَ ْه ِل بَلَد َ‬
‫ظ ْرتُ فَلَ ْم أ َ َر ُه ْم أَ ْه ًال ِْل َ ْن يُ ْدن َْوا ِلش ِْر ِك ِه ْم َو َال‬ ‫احتِقَارا ً َو َج ْف َوة ً َونَ َ‬‫َو ْ‬
‫شوبُهُ‬ ‫ين ت َ ُ‬ ‫س لَ ُه ْم ِج ْلبَابا ً ِمنَ ِ‬
‫اللّ ِ‬ ‫ص ْوا َويُ ْجفَ ْوا ِلعَ ْه ِد ِه ْم فَ ْالبَ ْ‬ ‫أ َ ْن يُ ْق َ‬
‫الرأْفَ ِة َو ْام ُز ْج لَ ُه ْم‬
‫شده ِة َودَا ِو ْل لَ ُه ْم بَيْنَ ْالقَ ْس َو ِة َو ه‬ ‫ط َرفٍ ِمنَ ال ِ ّ‬ ‫ِب َ‬
‫اء ِإ ْن شَا َء ه‬
‫َّللاُ ‪.‬‬ ‫ص ِ‬‫اْل ْق َ‬‫اْل ْبعَا ِد َو ْ ِ‬‫َاء َو ْ ِ‬ ‫ب َو ْ ِ‬
‫اْل ْدن ِ‬ ‫بَيْنَ الت ه ْق ِري ِ‬
‫]‪[20‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلم‬
‫إلى زياد ابن أبيه وهو خليفة عامله عبد هللا بن عباس على البصرة وعبد هللا عامل‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم يومئذ عليها وعلى كور اْلهواز وفارس وكرمان‬
‫وغيرها‬

‫ت ِم ْن فَ ْي ِء‬ ‫صادِقا ً لَئِ ْن بَلَغَنِي أَنه َك ُخ ْن َ‬ ‫سما ً َ‬ ‫َو ِإ ِنّي أ ُ ْق ِس ُم ِب ه‬


‫اّلِلِ قَ َ‬
‫ع َك قَ ِلي َل‬ ‫شدهة ً تَدَ ُ‬‫علَ ْي َك َ‬
‫شده هن َ‬ ‫ص ِغيرا ً أ َ ْو َك ِبيرا ً َْل َ ُ‬‫شيْئا ً َ‬ ‫ْال ُم ْس ِل ِمينَ َ‬
‫ضئِي َل ْاْل َ ْم ِر َوال ه‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫الظ ْه ِر َ‬ ‫ْال َو ْف ِر ث َ ِقي َل ه‬
‫]‪[21‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُزيادُأيضا‬

‫ِك ِمنَ ْال َما ِل‬ ‫صدا ً َوا ْذ ُك ْر فِي ْاليَ ْو ِم غَدا ً َوأَ ْمس ْ‬ ‫اف ُم ْقتَ ِ‬‫اْل ْس َر َ‬ ‫فَدَعِ ْ ِ‬
‫ض َل ِليَ ْو ِم َحا َجتِ َك أَ ت َ ْر ُجو أ َ ْن يُ ْع ِطيَ َك‬ ‫ورتِ َك َوقَدّ ِِم ْالفَ ْ‬ ‫ض ُر َ‬ ‫ِبقَ ْد ِر َ‬
‫ت‬‫ط َم ُع َوأ َ ْن َ‬ ‫ت ِع ْندَهُ ِمنَ ْال ُمتَ َك ِبّ ِرينَ َوت َ ْ‬ ‫اض ِعينَ َوأَ ْن َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْج َر ْال ُمت َ َو ِ‬
‫ه‬
‫ب لَ َك‬‫وج َ‬ ‫يف َو ْاْل َ ْر َملَةَ أَ ْن يُ ِ‬ ‫ض ِع َ‬ ‫غ فِي النه ِع ِيم تَ ْمنَعُهُ ال ه‬ ‫ُمت َ َم ِ ّر ٌ‬
‫علَى َما‬ ‫ف َوقَا ِد ٌم َ‬ ‫ي ِب َما أَ ْسلَ َ‬ ‫ص ِدّ ِقينَ َو ِإنه َما ْال َم ْر ُء َم ْج ِز ٌّ‬‫اب ْال ُمت َ َ‬ ‫ثَ َو َ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫قَده َم َوال ه‬
‫]‪[22‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُعبدُهللاُبنُالعباسُرحمهُهللاُتعالى‬
‫َّللا عليه و آله‬
‫َّللا يقول "ما انتفعت بكالم بعد كالم رسول هللا صلى ّ‬
‫و كان عبد ّ‬
‫كانتفاعي بهذا الكالم" ‪:‬‬

‫سوؤُ هُ‬ ‫س ُّرهُ دَ ْر ُك َما لَ ْم يَ ُك ْن ِليَفُوتَهُ َويَ ُ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ْال َم ْر َء قَ ْد يَ ُ‬
‫آخ َرتِ َك‬ ‫ت ِم ْن ِ‬ ‫ور َك بِ َما نِ ْل َ‬ ‫س ُر ُ‬ ‫فَ ْوتُ َما لَ ْم يَ ُك ْن ِليُ ْد ِر َكهُ فَ ْليَ ُك ْن ُ‬
‫اك فَ َال ت ُ ْك ِث ْر ِب ِه‬
‫ت ِم ْن دُ ْنيَ َ‬ ‫سفُ َك َعلَى َما فَات َ َك ِم ْن َها َو َما ِن ْل َ‬ ‫َو ْليَ ُك ْن أ َ َ‬
‫علَ ْي ِه َجزَ عا ً َو ْليَ ُك ْن َه ُّم َك ِفي َما بَ ْعدَ‬ ‫س َ‬ ‫فَ َرحا ً َو َما فَات َ َك ِم ْن َها فَ َال تَأ ْ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫]‪[23‬‬

‫ومنُكَلمُلهُعليهُالسَلمُقالهُقبلُموتهُعلىُسبيلُالوصيةُلماُضربهُابنُملجمُ‬
‫لعنهُهللا‬

‫شيْئا ً َو ُم َح همدٌ صلى هللا عليه‬ ‫اّلِلِ َ‬‫صيهتِي لَ ُك ْم أ َ هال ت ُ ْش ِر ُكوا ِب ه‬ ‫َو ِ‬
‫سنهتَهُ أَقِي ُموا َهذَي ِْن ْالعَ ُمودَي ِْن َوأَ ْوقِدُوا َهذَي ِْن‬ ‫ض ِيّعُوا ُ‬ ‫وآله فَ َال ت ُ َ‬
‫احبُ ُك ْم َو ْاليَ ْو َم ِعب َْرة ٌ لَ ُك ْم‬
‫ص ِ‬ ‫صبَا َحي ِْن َوخ ََال ُك ْم ذَ ٌّم أَنَا ِب ْاْل َ ْم ِس َ‬ ‫ْال ِم ْ‬
‫ي دَ ِمي َو ِإ ْن أَ ْفنَ فَ ْالفَنَا ُء ِميعَادِي‬ ‫ارقُ ُك ْم ِإ ْن أَبْقَ فَأَنَا َو ِل ُّ‬‫َوغَدا ً ُمفَ ِ‬
‫سنَةٌ فَا ْعفُوا أ َ ال ت ُ ِحبُّونَ‬ ‫ْف فَ ْالعَ ْف ُو ِلي قُ ْربَةٌ َو ُه َو لَ ُك ْم َح َ‬ ‫َو ِإ ْن أَع ُ‬
‫ت َو ِاردٌ َك ِر ْهتُهُ َو َال‬ ‫َّللاِ َما فَ َجأ َ ِني ِمنَ ْال َم ْو ِ‬ ‫أَ ْن يَ ْغ ِف َر ه‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم َو ه‬
‫ب َو َجدَ َوما ِع ْندَ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ب َو َردَ َو َ‬ ‫ار ٍ‬ ‫طا ِل ٌع أ َ ْن َك ْرتُهُ َو َما ُك ْنتُ ِإ هال َكقَ ِ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ َخي ٌْر ِل َْلَب ِ‬
‫ْرار ‪.‬‬ ‫ه‬
‫قال السيد الشريف رضي هللا عنه ‪ :‬أقول و قد مضى بعض هذا الكالم فيما تقدم‬
‫من الخطب إال أن فيه هاهنا زيادة أوجبت تكريره ‪.‬‬
‫]‪[24‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُبماُيعملُفيُأموالهُكتبهاُبعدُمنصرفهُمنُصفين‬

‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ فِي‬ ‫ب أ َ ِم ُ‬ ‫طا ِل ٍ‬‫ي ب ُْن أَ ِبي َ‬ ‫ع ِل ُّ‬ ‫ع ْبدُ ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫َهذَا َما أ َ َم َر ِب ِه َ‬
‫َّللاِ ِليُو ِل َجهُ ِب ِه ْال َجنهةَ َويُ ْع ِطيَهُ ِب ِه ْاْل َ َمنَةَ ‪.‬‬ ‫َما ِل ِه ا ْبتِغَا َء َو ْج ِه ه‬
‫ي ٍ يَأ ْ ُك ُل ِم ْنهُ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف‬ ‫ع ِل ّ‬‫س ُن ب ُْن َ‬ ‫م ْن َهاُ‪ :‬فَإِنههُ يَقُو ُم ِبذَ ِل َك ْال َح َ‬
‫ي قَ َ‬
‫ام‬ ‫سي ٌْن َح ٌّ‬ ‫ث َو ُح َ‬ ‫س ٍن َحدَ ٌ‬ ‫ث ِب َح َ‬ ‫وف فَإِ ْن َحدَ َ‬ ‫َويُ ْن ِف ُق ِم ْنهُ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫صدَقَ ِة‬ ‫اط َمةَ ِم ْن َ‬ ‫صدَ َرهُ َو ِإ هن ِال ْبنَ ْي فَ ِ‬ ‫صدَ َرهُ َم ْ‬ ‫ِب ْاْل َ ْم ِر بَ ْعدَهُ َوأَ ْ‬
‫ام بِذَ ِل َك ِإلَى ا ْبن َْي‬ ‫ي ٍ َو ِإ ِنّي ِإنه َما َجعَ ْلتُ ْال ِقيَ َ‬ ‫ي ٍ ِمثْ َل الهذِي ِلبَنِي َ‬
‫ع ِل ّ‬ ‫ع ِل ّ‬
‫َ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َّللاِ َوقُ ْربَةً ِإلَى َر ُ‬ ‫اط َمةَ ا ْبتِغَا َء َو ْج ِه ه‬ ‫فَ ِ‬
‫علَى الهذِي‬ ‫ط َ‬ ‫صلَتِ ِه َويَ ْشت َ ِر ُ‬ ‫وآله َوت َ ْك ِريما ً ِل ُح ْر َمتِ ِه َوت َ ْش ِريفا ً ِل ُو ْ‬
‫صو ِل ِه َويُ ْن ِفقَ ِم ْن ثَ َم ِر ِه َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫علَى أ ُ ُ‬ ‫يَ ْجعَلُهُ ِإلَ ْي ِه أ َ ْن يَتْ ُر َك ْال َما َل َ‬
‫ِي لَهُ َوأ َ هال يَ ِبي َع ِم ْن أَ ْو َال ِد ن َِخي ِل َه ِذ ِه ْالقُ َرى َو ِديهةً‬ ‫أ ُ ِم َر ِب ِه َو ُهد َ‬
‫وف‬‫ط ُ‬ ‫الال ِتي أ َ ُ‬ ‫ض َها ِغ َراسا ً َو َم ْن َكانَ ِم ْن ِإ َما ِئي ه‬ ‫َحتهى ت ُ ْش ِك َل أ َ ْر ُ‬
‫ظ ِه‬ ‫ي ِم ْن َح ِ ّ‬ ‫علَى َولَ ِد َها َو ِه َ‬ ‫س ُك َ‬ ‫ام ٌل فَت ُ ْم َ‬ ‫ي َح ِ‬ ‫علَ ْي ِه هن لَ َها َولَدٌ أَ ْو ِه َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن َها ِ ّ‬
‫الر ُّق‬ ‫عتِيقَةٌ قَ ْد أَ ْف َر َج َ‬ ‫ي َ‬ ‫ي َحيهةٌ فَ ِه َ‬ ‫ات َولَدُ َها َو ِه َ‬ ‫فَإِ ْن َم َ‬
‫َو َح هر َر َها ْال ِعتْ ُق ‪.‬‬
‫قال الشريف ‪ :‬قوله ( عليه السالم ) في هذه الوصية و أال يبيع من نخلها ودية‬
‫الودية الفسيلة و جمعها ودي‪ .‬و قوله ( عليه السالم ) حتى تشكل أرضها غراسا‬
‫هو من أفصح الكالم و المراد به أن اْلرض يكثر فيها غراس النخل حتى يراها‬
‫الناظر على غير تلك الصفة التي عرفها بها فيشكل عليه أمرها و يحسبها غيرها ‪.‬‬

‫]‪[25‬‬
‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُكانُيكتبهاُلمنُيستعملهُعلىُالصدقات‬
‫قال الشريف‪ :‬وإنما ذكرنا هنا جمال ليعلم بها أنه عليه السالم كان يقيم عماد الحق‬
‫ويشرع أمثلة العدل‪ ،‬في صغير اْلمور وكبيرها ودقيقها وجليلها‬

‫ع هن ُم ْس ِلما ً َو َال‬ ‫يك لَهُ َو َال ت ُ َر ّ ِو َ‬ ‫َّللاِ َو ْحدَهُ َال ش َِر َ‬ ‫ط ِل ْق َعلَى ت َ ْق َوى ه‬ ‫ا ْن َ‬
‫َّللاِ فِي َما ِل ِه‬ ‫ق ه‬ ‫ارها ً َو َال تَأ ْ ُخذَ هن ِم ْنهُ أَ ْكثَ َر ِم ْن َح ّ ِ‬ ‫علَ ْي ِه َك ِ‬
‫ت َ ْجتَازَ هن َ‬
‫ط أَ ْبيَات َ ُه ْم‬ ‫غي ِْر أ َ ْن تُخَا ِل َ‬ ‫ي ِ فَا ْن ِز ْل ِب َمائِ ِه ْم ِم ْن َ‬ ‫علَى ْال َح ّ‬ ‫ت َ‬ ‫فَإِذَا قَد ِْم َ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬ ‫س ِلّ َم َ‬ ‫ار َحتهى تَقُ َ‬
‫وم بَ ْينَ ُه ْم فَت ُ َ‬ ‫س ِكينَ ِة َو ْال َوقَ ِ‬ ‫ض ِإلَ ْي ِه ْم ِبال ه‬ ‫ث ُ هم ْام ِ‬
‫ي ه‬
‫َّللاِ‬ ‫سلَنِي ِإلَ ْي ُك ْم َو ِل ُّ‬ ‫َّللاِ أَ ْر َ‬
‫ِج ِبالت ه ِحيه ِة لَ ُه ْم ث ُ هم تَقُو َل ِعبَادَ ه‬ ‫َو َال ت ُ ْخد ْ‬
‫َّللاِ فِي أَ ْم َوا ِل ُك ْم فَ َه ْل ِ هّلِلِ فِي أ َ ْم َوا ِل ُك ْم ِم ْن‬ ‫َو َخ ِليفَتُهُ ِآل ُخذَ ِم ْن ُك ْم َح هق ه‬
‫اج ْعهُ َو ِإ ْن أ َ ْنعَ َم لَ َك‬ ‫ق فَت ُ َؤدُّوهُ ِإلَى َو ِل ِيّ ِه فَإِ ْن قَا َل قَائِ ٌل َال فَ َال ت ُ َر ِ‬ ‫َح ّ ٍ‬
‫غي ِْر أَ ْن ت ُ ِخيفَهُ أَ ْو تُو ِعدَهُ أَ ْو ت َ ْع ِسفَهُ أَ ْو‬ ‫ط ِل ْق َمعَهُ ِم ْن َ‬ ‫ُم ْن ِع ٌم فَا ْن َ‬
‫ض ٍة فَإِ ْن َكانَ لَهُ َما ِشيَةٌ أَ ْو‬ ‫ب أَ ْو ِف ه‬ ‫اك ِم ْن ذَ َه ٍ‬ ‫ط َ‬ ‫ت ُ ْر ِهقَهُ فَ ُخ ْذ َما أ َ ْع َ‬
‫ِإ ِب ٌل فَ َال ت َ ْد ُخ ْل َها ِإ هال ِبإِ ْذنِ ِه فَإِ هن أَ ْكثَ َر َها لَهُ فَإِذَا أَتَ ْيت َ َها فَ َال ت َ ْد ُخ ْل‬
‫عنِيفٍ ِب ِه َو َال تُنَ ِفّ َر هن بَ ِهي َمةً َو َال‬ ‫علَ ْي ِه َو َال َ‬ ‫س ِلّطٍ َ‬ ‫علَ ْي َها دُ ُخو َل ُمت َ َ‬ ‫َ‬
‫عي ِْن ث ُ هم‬ ‫ص ْد َ‬ ‫صدَعِ ْال َما َل َ‬ ‫احبَ َها فِي َها َوا ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫سوأ َ هن َ‬ ‫عنه َها َو َال ت َ ُ‬ ‫ت ُ ْف ِز َ‬
‫ي‬‫ع ْالبَاقِ َ‬ ‫صدَ ِ‬ ‫ارهُ ث ُ هم ا ْ‬ ‫ض هن ِل َما ْ‬
‫اخت َ َ‬ ‫ار فَ َال ت َ ْع ِر َ‬ ‫اخت َ َ‬‫َخ ِيّ ْرهُ فَإِذَا ْ‬
‫ارهُ فَ َال تَزَ ا ُل‬ ‫اختَ َ‬ ‫ض هن ِل َما ْ‬ ‫ار فَ َال تَ ْع ِر َ‬ ‫اختَ َ‬ ‫عي ِْن ث ُ هم َخ ِيّ ْرهُ فَإِذَا ْ‬ ‫ص ْد َ‬ ‫َ‬
‫ض َح هق ه‬
‫َّللاِ‬ ‫َّللاِ فِي َما ِل ِه فَا ْقبِ ْ‬ ‫ق ه‬ ‫َكذَ ِل َك َحتهى يَ ْبقَى َما فِي ِه َوفَا ٌء ِل َح ّ ِ‬
‫ت‬ ‫صنَ ْع َ‬ ‫صن َْع ِمثْ َل الهذِي َ‬ ‫ط ُه َما ث ُ هم ا ْ‬ ‫اخ ِل ْ‬
‫ِم ْنهُ فَإِ ِن ا ْستَقَالَ َك فَأَقِ ْلهُ ث ُ هم ْ‬
‫ع ْودا ً َو َال َه ِر َمةً‬ ‫َّللاِ ِفي َما ِل ِه َو َال تَأ ْ ُخذَ هن َ‬ ‫أ َ هو ًال َحت هى تَأ ْ ُخذَ َح هق ه‬
‫علَ ْي َها ِإ هال‬ ‫ع َو ٍار َو َال تَأ ْ َمن هَن َ‬ ‫ات َ‬ ‫سةً َو َال ذَ َ‬ ‫ورة ً َو َال َم ْهلُو َ‬ ‫س َ‬ ‫َو َال َم ْك ُ‬
‫صلَهُ ِإلَى َو ِل ِيّ ِه ْم‬ ‫َم ْن ت َ ِث ُق ِبدِي ِن ِه َرا ِفقا ً ِب َما ِل ْال ُم ْس ِل ِمينَ َحتهى يُ َو ِ ّ‬
‫غي َْر‬ ‫ش ِفيقا ً َوأ َ ِمينا ً َح ِفيظا ً َ‬ ‫َاصحا ً َ‬ ‫فَيَ ْق ِس َمهُ بَ ْينَ ُه ْم َو َال ت ُ َو ِ ّك ْل ِب َها ِإ هال ن ِ‬
‫احد ُْر ِإلَ ْينَا َما‬ ‫ب ث ُ هم ْ‬ ‫ب َو َال ُمتْ ِع ٍ‬ ‫ُم ْعنِفٍ َو َال ُم ْج ِحفٍ َو َال ُم ْل ِغ ٍ‬
‫َّللاُ ِب ِه فَإِذَا أ َ َخذَ َها أَ ِمينُ َك فَأ َ ْو ِع ْز‬ ‫ْث أ َ َم َر ه‬ ‫ص ِيّ ْرهُ َحي ُ‬ ‫اجت َ َم َع ِع ْندَ َك نُ َ‬ ‫ْ‬
‫ض هر‬ ‫ص َر لَبَنَ َها فَيَ ُ‬ ‫صي ِل َها َو َال يَ ْم ُ‬ ‫ِإلَ ْي ِه أ َ هال يَ ُحو َل بَيْنَ نَاقَ ٍة َوبَيْنَ فَ ِ‬
‫ض هر] ذَ ِل َك ِب َولَ ِد َها َو َال يَ ْج َهدَنه َها ُر ُكوبا ً َو ْليَ ْعد ِْل بَيْنَ‬ ‫[فَيُ ِ‬
‫ب َو ْليَ ْستَأ ْ ِن‬
‫الال ِغ ِ‬ ‫علَى ه‬ ‫احبَاتِ َها فِي ذَ ِل َك َوبَ ْينَ َها َو ْليُ َر ِفّ ْه َ‬ ‫ص َو ِ‬ ‫َ‬
‫ور ْد َها َما ت َ ُم ُّر ِب ِه ِمنَ ْالغُد ُِر َو َال يَ ْعد ِْل ِب َها‬ ‫الظا ِل ِع َو ْليُ ِ‬
‫ب َو ه‬ ‫ِبالنه ِق ِ‬
‫ت‬‫عا ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ق َو ْليُ َر ّ ِو ْح َها فِي ال ه‬ ‫ض ِإلَى َج َوا ِدّ ُّ‬
‫الط ُر ِ‬ ‫ت ْاْل َ ْر ِ‬‫ع ْن نَ ْب ِ‬ ‫َ‬
‫ب َحت هى تَأْتِيَنَا بِإِ ْذ ِن ه‬
‫َّللاِ بُدهنا ً‬ ‫اف َو ْاْل َ ْعشَا ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫َو ْليُ ْم ِه ْل َها ِع ْندَ ال ِنّ َ‬
‫ب ه‬
‫َّللاِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ت ِلنَ ْق ِس َم َها َ‬ ‫ت َو َال َم ْج ُهودَا ٍ‬ ‫غي َْر ُمتْعَبَا ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫ُم ْن ِقيَا ٍ‬
‫ظ ُم ِْل َ ْج ِر َك َوأَ ْق َر ُ‬
‫ب‬ ‫سنه ِة نَ ِب ِيّ ِه صلى هللا عليه وآله فَإِ هن ذَ ِل َك أ َ ْع َ‬ ‫َو ُ‬
‫ِك ِإ ْن شَا َء ه‬
‫َّللاُ‪.‬‬ ‫ِل ُر ْشد َ‬
‫]‪[26‬‬

‫ومنُعهدُلهُعليهُالسَلمُإلىُبعضُعمالهُوُقدُبعثهُعلىُالصدقة‬

‫ش ِهيدَ‬ ‫ْث َال َ‬ ‫ع َم ِل ِه َحي ُ‬ ‫ت َ‬ ‫س َرائِ ِر أ َ ْم ِر ِه َو َخ ِفيها ِ‬ ‫َّللاِ فِي َ‬ ‫أ َ َم َرهُ ِبت َ ْق َوى ه‬
‫َّللاِ فِي َما‬ ‫ع ِة ه‬ ‫طا َ‬ ‫َيءٍ ِم ْن َ‬ ‫غي ُْرهُ َو َال َو ِكي َل دُونَهُ َوأ َ َم َرهُ أَ هال يَ ْع َم َل ِبش ْ‬ ‫َ‬
‫ف ِس ُّرهُ‬ ‫س هر َو َم ْن لَ ْم يَ ْخت َ ِل ْ‬ ‫غي ِْر ِه فِي َما أ َ َ‬ ‫ف ِإلَى َ‬ ‫ظ َه َر فَيُ َخا ِل َ‬ ‫َ‬
‫ص ْال ِعبَادَةَ َوأ َ َم َرهُ‬ ‫ع َال ِنيَتُهُ َو ِف ْعلُهُ َو َمقَالَتُهُ فَقَ ْد أَدهى ْاْل َ َمانَةَ َوأَ ْخلَ َ‬ ‫َو َ‬
‫ار ِة‬‫اْل َم َ‬ ‫ض ًال ِب ْ ِ‬ ‫ع ْن ُه ْم تَفَ ُّ‬ ‫َب َ‬ ‫ض َه ُه ْم َو َال يَ ْرغ َ‬ ‫أ َ هال يَ ْجبَ َه ُه ْم َو َال يَ ْع َ‬
‫ان َعلَى ا ْس ِت ْخ َر ِ‬
‫اج‬ ‫ِين َو ْاْلَع َْو ُ‬ ‫ان ِفي الدّ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم فَإِنه ُه ُم ْ ِ‬
‫اْل ْخ َو ُ‬ ‫َ‬
‫َصيبا ً َم ْف ُروضا ً َو َحقّا ً َم ْعلُوما ً‬ ‫صدَقَ ِة ن ِ‬ ‫ق َو ِإ هن لَ َك فِي َه ِذ ِه ال ه‬ ‫ْال ُحقُو ِ‬
‫وك َحقه َك‬ ‫ضعَفَا َء ذَ ِوي فَاقَ ٍة َو ِإنها ُم َوفُّ َ‬ ‫ش َر َكا َء أ َ ْه َل َم ْس َكنَ ٍة َو ُ‬ ‫َو ُ‬
‫صوما ً يَ ْو َم‬ ‫اس ُخ ُ‬ ‫فَ َو ِفّ ِه ْم ُحقُوقَ ُه ْم َو ِإ هال ت َ ْفعَ ْل فَإِنه َك ِم ْن أ َ ْكث َ ِر النه ِ‬
‫ين‬‫سا ِك ُ‬ ‫َّللاِ ْالفُقَ َرا ُء َو ْال َم َ‬ ‫ص ُمهُ ِع ْندَ ه‬ ‫سى ِل َم ْن َخ ْ‬ ‫ْال ِقيَا َم ِة َوبُؤْ َ‬
‫س ِبي ِل َو َم ِن ا ْست َ َهانَ‬ ‫َار ُمونَ َواب ُْن ال ه‬ ‫عونَ َو ْالغ ِ‬ ‫سا ِئلُونَ َو ْال َم ْدفُو ُ‬ ‫َوال ه‬
‫سهُ َودِينَهُ َع ْن َها فَقَ ْد أَ َح هل‬ ‫ِب ْاْل َ َمانَ ِة َو َرت َ َع فِي ْال ِخيَانَ ِة َولَ ْم يُن ِ َّز ْه نَ ْف َ‬
‫ي فِي الدُّ ْنيَا َو ُه َو فِي ْاآل ِخ َرةِ أَذَ ُّل َوأ َ ْخزَ ى‬ ‫بِنَ ْف ِس ِه الذُّ هل َو ْال ِخ ْز َ‬
‫ش ْاْل َ ِئ هم ِة‬ ‫ش ِغ ُّ‬ ‫ظ َع ا ْل ِغ ِ ّ‬ ‫ظ َم ْال ِخيَانَ ِة ِخيَانَةُ ْاْل ُ هم ِة َوأ َ ْف َ‬ ‫َو ِإ هن أَ ْع َ‬
‫س َال ُم‪.‬‬‫َوال ه‬
‫]‪[27‬‬

‫ومنُعهدُلهُعليهُالسَلمُإلىُمحمدُبنُأبيُبكرُرضيُهللاُعنهُحينُقلدهُمصر‬

‫آس‬ ‫ط لَ ُه ْم َو ْج َه َك َو ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ض لَ ُه ْم َجنَا َح َك َوأ َ ِل ْن لَ ُه ْم َجانِبَ َك َوا ْب ُ‬ ‫اخ ِف ْ‬ ‫فَ ْ‬


‫ظ َما ُء فِي َح ْي ِف َك‬ ‫ط َم َع ْالعُ َ‬ ‫ظ َرةِ َحتهى َال يَ ْ‬ ‫ظ ِة َوالنه ْ‬ ‫بَ ْينَ ُه ْم فِي الله ْح َ‬
‫سائِلُ ُك ْم‬ ‫َّللاَ تَعَالَى يُ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم فَإِ هن ه‬ ‫ع ْد ِل َك َ‬ ‫ضعَفَا ُء ِم ْن َ‬ ‫س ال ُّ‬ ‫لَ ُه ْم َو َال يَيْأ َ َ‬
‫الظا ِه َرةِ‬ ‫يرةِ َو ه‬ ‫يرةِ ِم ْن أَ ْع َما ِل ُك ْم َو ْال َك ِب َ‬ ‫ص ِغ َ‬ ‫ع ِن ال ه‬ ‫َم ْعش ََر ِعبَا ِد ِه َ‬
‫ف فَ ُه َو أَ ْك َر ُم َوا ْعلَ ُموا‬ ‫ظلَ ُم َو ِإ ْن يَ ْع ُ‬ ‫ورةِ فَإِ ْن يُعَذِّبْ فَأ َ ْنت ُ ْم أ َ ْ‬ ‫َو ْال َم ْست ُ َ‬
‫َار ُكوا‬ ‫آج ِل ْاآل ِخ َرةِ فَش َ‬ ‫اج ِل الدُّ ْنيَا َو ِ‬ ‫َّللاِ أ َ هن ْال ُمت ه ِقينَ ذَ َهبُوا ِبعَ ِ‬ ‫ِعبَادَ ه‬
‫آخ َرتِ ِه ْم‬ ‫َار ُكوا أَ ْه َل الدُّ ْنيَا فِي ِ‬ ‫أ َ ْه َل الدُّ ْنيَا فِي دُ ْنيَا ُه ْم َولَ ْم يُش ِ‬
‫ظوا‬ ‫ت فَ َح ُ‬ ‫ض ِل َما أ ُ ِكلَ ْ‬ ‫َت َوأ َ َكلُو َها ِبأ َ ْف َ‬ ‫س ِكن ْ‬ ‫ض ِل َما ُ‬ ‫س َكنُوا الدُّ ْنيَا ِبأ َ ْف َ‬ ‫َ‬
‫ي ِب ِه ْال ُمتْ َرفُونَ َوأ َ َخذُوا ِم ْن َها َما أَ َخذَهُ ْال َجبَا ِب َرة ُ‬ ‫ِمنَ الدُّ ْنيَا ِب َما َح ِظ َ‬
‫ح‬ ‫الزا ِد ْال ُمبَ ِلّ ِغ َو ْال َمتْ َج ِر ه‬
‫الرا ِب ِ‬ ‫ع ْن َها ِب ه‬ ‫ْال ُمت َ َك ِبّ ُرونَ ث ُ هم ا ْنقَلَبُوا َ‬
‫َّللاِ غَدا ً‬ ‫ان ه‬ ‫ير ُ‬ ‫صابُوا لَذهة َ ُز ْه ِد الدُّ ْنيَا فِي دُ ْنيَا ُه ْم َوتَيَقهنُوا أَنه ُه ْم ِج َ‬ ‫أَ َ‬
‫يب ِم ْن لَذهةٍ‬ ‫َص ٌ‬ ‫ص لَ ُه ْم ن ِ‬ ‫آخ َرتِ ِه ْم َال ت ُ َردُّ لَ ُه ْم دَع َْوة ٌ َو َال َي ْنقُ ُ‬ ‫فِي ِ‬
‫عدهتَهُ فَإِنههُ يَأْتِي‬ ‫ت َوقُ ْربَهُ َوأ َ ِعدُّوا لَهُ ُ‬ ‫َّللاِ ْال َم ْو َ‬
‫احذَ ُروا ِعبَادَ ه‬ ‫فَ ْ‬
‫ون َمعَهُ ش ٌَّر أَبَدا ً أَ ْو ش ٍ َّر‬ ‫ب َج ِلي ٍل ِب َخي ٍْر َال يَ ُك ُ‬ ‫َط ٍ‬ ‫ع ِظ ٍيم َوخ ْ‬ ‫ِبأ َ ْم ٍر َ‬
‫ام ِل َها َو َم ْن‬ ‫ب ِإلَى ْال َجنه ِة ِم ْن َع ِ‬ ‫ون َمعَهُ َخي ٌْر أَبَدا ً فَ َم ْن أ َ ْق َر ُ‬ ‫َال يَ ُك ُ‬
‫ت ِإ ْن أَقَ ْمت ُ ْم لَهُ‬ ‫ط َردَا ُء ْال َم ْو ِ‬ ‫ام ِل َها َوأَ ْنت ُ ْم ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ار ِم ْن َ‬ ‫ب ِإلَى النه ِ‬ ‫أ َ ْق َر ُ‬
‫أ َ َخذَ ُك ْم َو ِإ ْن فَ َر ْرت ُ ْم ِم ْنهُ أ َ ْد َر َك ُك ْم َو ُه َو أ َ ْلزَ ُم لَ ُك ْم ِم ْن ِظ ِلّ ُك ْم ْال َم ْوتُ‬
‫احذَ ُروا نَارا ً قَ ْع ُر َها‬ ‫ط َوى ِم ْن خ َْل ِف ُك ْم فَ ْ‬ ‫اصي ُك ْم َوالدُّ ْنيَا ت ُ ْ‬ ‫َم ْعقُودٌ ِبن ََو ِ‬
‫ْس ِفي َها َر ْح َمةٌ َو َال‬ ‫ار لَي َ‬ ‫شدِيدٌ َو َعذَابُ َها َجدِيدٌ دَ ٌ‬ ‫بَ ِعيدٌ َو َح ُّر َها َ‬
‫ط ْعت ُ ْم أَ ْن يَ ْشتَده‬ ‫ت ُ ْس َم ُع ِفي َها دَع َْوة ٌ َو َال تُفَ هر ُج فِي َها ُك ْربَةٌ َو ِإ ِن ا ْستَ َ‬
‫اج َمعُوا بَ ْينَ ُه َما فَإِ هن ْالعَ ْبدَ‬ ‫ظنُّ ُك ْم ِب ِه فَ ْ‬ ‫سنَ َ‬ ‫َّللاِ َوأ َ ْن يَ ْح ُ‬ ‫خ َْوفُ ُك ْم ِمنَ ه‬
‫سنَ‬ ‫علَى قَ ْد ِر خ َْوفِ ِه ِم ْن َر ِبّ ِه َو ِإ هن أ َ ْح َ‬ ‫ون ُح ْس ُن َ‬
‫ظ ِنّ ِه ِب َر ِبّ ِه َ‬ ‫ِإنه َما يَ ُك ُ‬
‫شدُّ ُه ْم خ َْوفا ً ِ هّلِلِ َوا ْعلَ ْم يَا ُم َح همدَ بْنَ أَ ِبي بَ ْك ٍر أ َ ِنّي‬ ‫اّلِلِ أَ َ‬
‫ظنّا ً ِب ه‬ ‫اس َ‬ ‫النه ِ‬
‫وق أ َ ْن‬ ‫ت َم ْحقُ ٌ‬ ‫ص َر فَأ َ ْن َ‬
‫ظ َم أَ ْجنَادِي فِي نَ ْفسِي أ َ ْه َل ِم ْ‬ ‫قَ ْد َوله ْيت ُ َك أ َ ْع َ‬
‫ع ْن دِينِ َك َولَ ْو لَ ْم يَ ُك ْن لَ َك ِإ هال‬ ‫ِك َوأ َ ْن تُنَافِ َح َ‬ ‫علَى نَ ْفس َ‬ ‫ف َ‬ ‫تُخَا ِل َ‬
‫ضا أَ َح ٍد ِم ْن خ َْل ِق ِه فَإِ هن فِي ه‬
‫َّللاِ‬ ‫َّللاَ بِ ِر َ‬ ‫عةٌ ِمنَ الده ْه ِر َو َال ت ُ ْس ِخ ِط ه‬ ‫سا َ‬‫َ‬
‫ص َالة َ‬‫ص ِّل ال ه‬ ‫غي ِْر ِه َ‬ ‫ف ِفي َ‬ ‫َّللاِ َخلَ ٌ‬‫ْس ِمنَ ه‬ ‫غي ِْر ِه َولَي َ‬ ‫َخلَفا ً ِم ْن َ‬
‫ع ْن‬ ‫ت لَ َها َو َال تُعَ ِ ّج ْل َو ْقتَ َها ِلفَ َراغٍ َو َال ت ُ َؤ ِ ّخ ْر َها َ‬ ‫ِل َو ْق ِت َها ْال ُم َؤقه ِ‬
‫ص َال ِت َك ‪.‬‬ ‫ع َم ِل َك تَبَ ٌع ِل َ‬‫َيءٍ ِم ْن َ‬ ‫َو ْق ِت َها ِال ْش ِتغَا ٍل َوا ْعلَ ْم أ َ هن ُك هل ش ْ‬
‫يِ‬‫ي النه ِب ّ‬ ‫الردَى َو َو ِل ُّ‬ ‫س َوا َء ِإ َما ُم ْال ُهدَى َو ِإ َما ُم ه‬ ‫َوم ْنهُ‪ :‬فَإِنههُ َال َ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه وآله ِإ ِنّي َال‬ ‫سو ُل ه‬ ‫ي ِ َولَقَ ْد قَا َل ِلي َر ُ‬ ‫عد ُُّو النهبِ ّ‬ ‫َو َ‬
‫علَى أ ُ هم ِتي ُمؤْ ِمنا ً َو َال ُم ْش ِركا ً أ َ هما ْال ُمؤْ ِم ُن فَيَ ْمنَعُهُ ه‬
‫َّللاُ‬ ‫َاف َ‬ ‫أَخ ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫َاف َ‬‫َّللاُ بِش ِْر ِك ِه َولَ ِك ِنّي أَخ ُ‬ ‫ِبإِي َما ِن ِه َوأ َ هما ْال ُم ْش ِر ُك فَيَ ْق َمعُهُ ه‬
‫ان يَقُو ُل َما ت َ ْع ِرفُونَ َويَ ْفعَ ُل َما‬ ‫س ِ‬ ‫اللّ َ‬
‫عا ِل ِم ِ‬ ‫َان َ‬ ‫ق ْال َجن ِ‬ ‫ُك هل ُمنَا ِف ِ‬
‫ت ُ ْن ِك ُرونَ ‪.‬‬
‫]‪[28‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُجوابا‬

‫قال الشريف‪ :‬و هو من محاسن الكتب‪.‬‬


‫َّللاِ ُم َح همداً صلى هللا‬ ‫ص ِطفَا َء ه‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد أَتَانِي ِكتَابُ َك تَ ْذ ُك ُر فِي ِه ا ْ‬
‫ص َحا ِب ِه فَلَقَ ْد َخبهأ َ لَنَا‬ ‫عليه وآله ِلدِينِ ِه َوتَأ ْ ِييدَهُ ِإيهاهُ ِل َم ْن أَيهدَهُ ِم ْن أَ ْ‬
‫َّللاِ تَعَالَى ِع ْندَنَا‬ ‫ت ت ُ ْخ ِب ُرنَا ِببَ َال ِء ه‬ ‫ط ِف ْق َ‬ ‫ع َجبا ً ِإ ْذ َ‬ ‫الده ْه ُر ِم ْن َك َ‬
‫ت فِي ذَ ِل َك َكنَاقِ ِل الت ه ْم ِر ِإلَى َه َج َر أ َ ْو‬ ‫علَ ْينَا فِي نَ ِب ِيّنَا فَ ُك ْن َ‬ ‫َونِ ْع َمتِ ِه َ‬
‫اس فِي‬ ‫ض َل النه ِ‬ ‫ت أ َ هن أ َ ْف َ‬ ‫ع ْم َ‬ ‫ضا ِل َوزَ َ‬ ‫س ِدّ ِد ِه ِإلَى ال ِنّ َ‬ ‫دَا ِعي ُم َ‬
‫ص‬ ‫ت أ َ ْمرا ً ِإ ْن ت َ هم ا ْعتَزَ لَ َك ُكلُّهُ َو ِإ ْن نَقَ َ‬ ‫اْل ْس َال ِم فُ َال ٌن َوفُ َال ٌن فَذَ َك ْر َ‬ ‫ِْ‬
‫س‬‫سائِ َ‬ ‫ضو َل َوال ه‬ ‫اض َل َو ْال َم ْف ُ‬ ‫ت َو ْالفَ ِ‬ ‫لَ ْم يَ ْل َح ْق َك ث َ ْل ُمهُ َو َما أَ ْن َ‬
‫اج ِرينَ‬ ‫اء َوالت ه ْم ِييزَ بَيْنَ ْال ُم َه ِ‬ ‫َاء ُّ‬
‫الطلَقَ ِ‬ ‫اء َوأَ ْبن ِ‬ ‫لطلَقَ ِ‬‫وس َو َما ِل ُّ‬ ‫س َ‬ ‫َو ْال َم ُ‬
‫ات لَقَ ْد َح هن‬ ‫طبَقَا ِت ِه ْم َه ْي َه َ‬‫يف َ‬ ‫يب دَ َر َجا ِت ِه ْم َوتَ ْع ِر َ‬ ‫ْاْل َ هو ِلينَ َوتَ ْر ِت َ‬
‫علَ ْي ِه ْال ُح ْك ُم لَ َها أَ َال تَ ْربَ ُع‬ ‫ط ِفقَ يَ ْح ُك ُم ِفي َها َم ْن َ‬ ‫ْس ِم ْن َها َو َ‬ ‫ِق ْد ٌح لَي َ‬
‫ور ذَ ْر ِع َك َوتَتَأ َ هخ ُر َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫ص َ‬ ‫ف قُ ُ‬ ‫ظ ْل ِع َك َوت َ ْع ِر ُ‬ ‫علَى َ‬ ‫ان َ‬ ‫س ُ‬ ‫أَيُّ َها ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫الظافِ ِر َو ِإنه َك‬ ‫ظفَ ُر ه‬ ‫ب َو َال َ‬ ‫غلَبَةُ ْال َم ْغلُو ِ‬ ‫علَي َْك َ‬ ‫أ َ هخ َر َك ْالقَدَ ُر فَ َما َ‬
‫غي َْر ُم ْخ ِب ٍر لَ َك‬ ‫ص ِد أ َ َال ت َ َرى َ‬ ‫ع ِن ْالقَ ْ‬ ‫غ َ‬ ‫اب فِي ال ِت ّي ِه َر هوا ٌ‬ ‫لَذَ هه ٌ‬
‫َّللاِ تَعَالَى‬ ‫س ِبي ِل ه‬ ‫ِث أ َ هن قَ ْوما ً ا ْست ُ ْش ِهدُوا فِي َ‬ ‫َّللاِ أ ُ َحدّ ُ‬
‫َولَ ِك ْن ِبنِ ْع َم ِة ه‬
‫ش ِهيدُنَا‬ ‫ض ٌل َحتهى ِإذَا ا ْست ُ ْش ِهدَ َ‬ ‫ار َو ِل ُك ٍّل فَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫اج ِرينَ َو ْاْل َ ْن َ‬ ‫ِمنَ ْال ُم َه ِ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه‬ ‫سو ُل ه‬ ‫صهُ َر ُ‬ ‫اء َو َخ ه‬ ‫ش َهدَ ِ‬‫س ِيّدُ ال ُّ‬ ‫قِي َل َ‬
‫علَ ْي ِه أ َ َو َال تَ َرى أ َ هن قَ ْوما ً‬ ‫ص َالتِ ِه َ‬ ‫يرة ً ِع ْندَ َ‬ ‫س ْب ِعينَ ت َ ْك ِب َ‬ ‫وآله) ِب َ‬
‫اح ِدنَا‬ ‫ض ٌل َحتهى ِإذَا فُ ِع َل ِب َو ِ‬ ‫َّللاِ َو ِل ُك ٍّل فَ ْ‬ ‫س ِبي ِل ه‬ ‫ت أ َ ْيدِي ِه ْم ِفي َ‬ ‫طع َ ْ‬ ‫قُ ِ ّ‬
‫هار ِفي ْال َجنه ِة َوذُو ْال َجنَا َحي ِْن َولَ ْو َال َما‬ ‫الطي ُ‬‫اح ِد ِه ْم ِقي َل ه‬ ‫َما فُ ِع َل ِب َو ِ‬
‫ضا ِئ َل َج همةً‬ ‫سهُ لَذَ َك َر ذَا ِك ٌر فَ َ‬ ‫ع ْنهُ ِم ْن ت َ ْز ِكيَ ِة ْال َم ْر ِء نَ ْف َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫نَ َهى ه‬
‫ع ْن َك َم ْن‬ ‫ام ِعينَ فَدَ ْع َ‬ ‫س ِ‬ ‫ان ال ه‬ ‫وب ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو َال تَ ُم ُّج َها آذَ ُ‬ ‫ت َ ْع ِرفُ َها قُلُ ُ‬
‫صنَا ِئ ُع لَنَا لَ ْم‬ ‫اس بَ ْعدُ َ‬ ‫صنَائِ ُع َر ِبّنَا َوالنه ُ‬ ‫الر ِميهةُ فَإِنها َ‬ ‫ت ِب ِه ه‬ ‫َمالَ ْ‬
‫طنَا ُك ْم‬ ‫علَى قَ ْو ِم َك أَ ْن َخلَ ْ‬ ‫ط ْو ِلنَا َ‬ ‫ي َ‬ ‫عا ِد ُّ‬ ‫يَ ْمنَ ْعنَا قَدِي ُم ِع ِ ّزنَا َو َال َ‬
‫ون‬‫َاك َوأَنهى يَ ُك ُ‬ ‫اء َولَ ْست ُ ْم ُهن َ‬ ‫ِبأ َ ْنفُ ِسنَا فَنَ َك ْحنَا َوأ َ ْن َك ْحنَا فِ ْع َل ْاْل َ ْكفَ ِ‬
‫سدُ‬ ‫َّللاِ َو ِم ْن ُك ْم أ َ َ‬
‫سدُ ه‬ ‫ِب َو ِمنها أَ َ‬ ‫ي َو ِم ْن ُك ُم ْال ُم َكذّ ُ‬ ‫ذَ ِل َك َو ِمنها النه ِب ُّ‬
‫ار َو ِمنها‬ ‫ص ْبيَةُ النه ِ‬ ‫ب أ َ ْه ِل ْال َجنه ِة َو ِم ْن ُك ْم ِ‬ ‫شبَا ِ‬ ‫س ِيّدَا َ‬ ‫ف َو ِمنها َ‬ ‫ْاْل َ ْح َال ِ‬
‫ير ِم هما لَنَا‬ ‫ب فِي َكثِ ٍ‬ ‫ط ِ‬ ‫اء ْالعَالَ ِمينَ َو ِم ْن ُك ْم َح همالَةُ ْال َح َ‬ ‫س ِ‬ ‫َخي ُْر نِ َ‬
‫َّللاِ يَ ْج َم ُع‬ ‫اب ه‬ ‫س ِم َع َو َجا ِه ِليهتُنَا َال ت ُ ْدفَ ُع َو ِكتَ ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَإِ ْس َال ُمنَا قَ ْد ُ‬ ‫َو َ‬
‫حام‬‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى َوأُولُوا ْاْل َ ْر ِ‬ ‫عنها َو ُه َو قَ ْولُهُ ُ‬ ‫شذه َ‬ ‫لَنَا َما َ‬
‫اس‬ ‫َّللاِ َوقَ ْولُهُ تَعَالَى ِإ هن أ َ ْولَى النه ِ‬ ‫ب ه‬ ‫ض ِفي ِكتا ِ‬ ‫ض ُه ْم أ َ ْولى ِببَ ْع ٍ‬ ‫بَ ْع ُ‬
‫ي‬‫َّللاُ َو ِل ُّ‬ ‫ي َوالهذِينَ آ َمنُوا َو ه‬ ‫يم لَلهذِينَ اتهبَعُوهُ َوهذَا النه ِب ُّ‬ ‫ِبإِبْرا ِه َ‬
‫ع ِة َولَ هما‬ ‫الطا َ‬‫ارة ً أَ ْولَى ِب ه‬ ‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَن َْح ُن َم هرة ً أ َ ْولَى ِب ْالقَ َرابَ ِة َوتَ َ‬
‫سو ِل‬ ‫س ِقيفَ ِة ِب َر ُ‬ ‫ار يَ ْو َم ال ه‬ ‫ص ِ‬ ‫علَى ْاْل َ ْن َ‬ ‫اج ُرونَ َ‬ ‫احت َ هج ْال ُم َه ِ‬ ‫ْ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) فَلَ ُجوا َعلَ ْي ِه ْم فَإِ ْن يَ ُك ِن ْالفَلَ ُج ِب ِه فَ ْال َح ُّق‬ ‫ه‬
‫ت أ َ ِنّي‬ ‫ع ْم َ‬ ‫علَى دَع َْوا ُه ْم َوزَ َ‬ ‫ار َ‬ ‫ص ُ‬ ‫لَنَا دُونَ ُك ْم َو ِإ ْن يَ ُك ْن ِبغَي ِْر ِه فَ ْاْل َ ْن َ‬
‫علَى ُك ِلّ ِه ْم بَغَيْتُ فَإِ ْن يَ ُك ْن ذَ ِل َك َكذَ ِل َك‬ ‫سدْتُ َو َ‬ ‫اء َح َ‬ ‫ِل ُك ِّل ْال ُخلَفَ ِ‬
‫ظا ِه ٌر‬ ‫ش َكاة ٌ َ‬ ‫علَي َْك فَيَ ُكونَ ْالعُ ْذ ُر ِإلَي َْك‪َ .‬و ِت ْل َك َ‬ ‫ت ْال ِجنَايَةُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫فَلَ ْي َ‬
‫وش‬ ‫ش ُ‬ ‫ت ‪ِ :‬إ ِنّي ُك ْنتُ أُقَادُ َك َما يُقَادُ ْال َج َم ُل ْال َم ْخ ُ‬ ‫ار َها‪َ .‬وقُ ْل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ع ْن َك َ‬ ‫َ‬
‫ض َح‬ ‫ت َوأَ ْن تَ ْف َ‬ ‫ت أَ ْن تَذُ هم فَ َمدَ ْح َ‬ ‫َحتهى أُبَا ِي َع َولَعَ ْم ُر ه‬
‫َّللاِ لَقَ ْد أ َ َر ْد َ‬
‫ظلُوما ً‬ ‫ض ٍة ِفي أ َ ْن يَ ُكونَ َم ْ‬ ‫ضا َ‬ ‫غ َ‬ ‫علَى ْال ُم ْس ِل ِم ِم ْن َ‬ ‫ت َو َما َ‬ ‫ض ْح َ‬ ‫فَا ْفت َ َ‬
‫َما لَ ْم يَ ُك ْن شَا ّكا ً فِي دِينِ ِه َو َال ُم ْرتَابا ً ِبيَ ِقينِ ِه َو َه ِذ ِه ُح هجتِي ِإلَى‬
‫سنَ َح ِم ْن ِذ ْك ِر َها‬ ‫طلَ ْقتُ لَ َك ِم ْن َها ِبقَ ْد ِر َما َ‬ ‫صدُ َها َولَ ِك ِنّي أ َ ْ‬ ‫غي ِْر َك قَ ْ‬ ‫َ‬
‫ع ْن‬ ‫اب َ‬ ‫عثْ َمانَ فَلَ َك أ َ ْن ت ُ َج َ‬ ‫ت َما َكانَ ِم ْن أ َ ْم ِري َوأَ ْم ِر ُ‬ ‫ث ُ هم ذَ َك ْر َ‬
‫َه ِذ ِه ِل َر ِح ِم َك ِم ْنهُ فَأَيُّنَا َكانَ أ َ ْعدَى لَهُ َوأ َ ْهدَى ِإلَى َمقَاتِ ِل ِه أَ َم ْن‬
‫ص َرهُ فَت َ َراخَى‬ ‫ص َرتَهُ فَا ْست َ ْقعَدَهُ َوا ْستَ َكفههُ أ َ ْم َم ِن ا ْستَ ْن َ‬ ‫بَذَ َل لَهُ نُ ْ‬
‫َّللا َل قَ ْد يَ ْعلَ ُم‬ ‫علَ ْي ِه َك هال َو ه ِ‬ ‫ث ْال َمنُونَ ِإلَ ْي ِه َحتهى أَتَى قَدَ ُرهُ َ‬ ‫ع ْنهُ َوبَ ه‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ْال ُمعَ ّ ِوقِينَ ِم ْن ُك ْم َو ْالقائِ ِلينَ ِ ِْل ْخوانِ ِه ْم َهلُ هم ِإلَيْنا َوال يَأْتُونَ‬ ‫ه‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫يال‪َ .‬و َما ُك ْنتُ ِْل َ ْعتَذ َِر ِم ْن أ َ ِنّي ُك ْنتُ أَ ْن ِق ُم َ‬ ‫س ِإ هال قَ ِل ً‬ ‫ْالبَأ ْ َ‬
‫وم َال‬‫ب َملُ ٍ‬ ‫ب ِإلَ ْي ِه ِإ ْرشَادِي َو ِهدَايَتِي لَهُ فَ ُر ه‬ ‫أ َ ْحدَاثا ً فَإِ ْن َكانَ الذه ْن ُ‬
‫صال َح‬ ‫اْل ْ‬ ‫ص ُح ‪َ .‬و َما أ َ َردْتُ ِإ هال ْ ِ‬ ‫الظنهةَ ْال ُمتَنَ ِ ّ‬
‫ب لَهُ ‪َ .‬وقَ ْد يَ ْست َ ِفيدُ ِ ّ‬ ‫ذَ ْن َ‬
‫علَ ْي ِه ت َ َو هك ْلتُ َو ِإلَ ْي ِه أُنِ ُ‬
‫يب‬ ‫ط ْعتُ َوما ت َ ْوفِي ِقي ِإ هال ِب ه‬
‫اّلِلِ َ‬ ‫َما ا ْست َ َ‬
‫ْف فَلَقَ ْد‬
‫سي ُ‬ ‫ص َحابِي ِع ْندَ َك ِإ هال ال ه‬ ‫ْس ِلي َو ِْل َ ْ‬ ‫ت أَنههُ لَي َ‬ ‫َوذَ َك ْر َ‬
‫ع ِن‬ ‫ب َ‬ ‫ط ِل ِ‬ ‫ع ْب ِد ْال ُم ه‬‫ْت بَ ِني َ‬ ‫ار َمتَى أَ ْلفَي َ‬ ‫ت بَ ْعدَ ا ْس ِت ْعبَ ٍ‬ ‫ض َح ْك َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ق ْال َه ْي َجا‬ ‫يال يَ ْل َح ِ‬‫ث قَ ِل ً‬ ‫ْف ُمخ هَو ِفينَ ‪ .‬فَلَ ِبّ ْ‬ ‫سي ِ‬ ‫اء نَا ِك ِلينَ َو ِبال ه‬ ‫ْاْل َ ْعدَ ِ‬
‫ب ِم ْن َك َما تَ ْستَ ْب ِعدُ َوأَنَا ُم ْر ِق ٌل‬ ‫ب َويَ ْق ُر ُ‬ ‫طلُ ُ‬ ‫طلُبُ َك َم ْن ت َ ْ‬ ‫سي َ ْ‬‫َح َم ْل ‪ .‬فَ َ‬
‫ار َوالتها ِب ِعينَ لَ ُه ْم‬ ‫ص ِ‬ ‫اج ِرينَ َو ْاْل َ ْن َ‬ ‫ن َْح َو َك فِي َج ْحفَ ٍل ِمنَ ْال ُم َه ِ‬
‫ت‬‫س َرا ِبي َل ْال َم ْو ِ‬ ‫س ْر ِب ِلينَ َ‬ ‫اط ٍع قَتَا ُم ُه ْم ُمت َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫شدِي ٍد ِز َحا ُم ُه ْم َ‬ ‫ان َ‬ ‫س ٍ‬ ‫ِبإِ ْح َ‬
‫وف‬‫سي ُ ٌ‬ ‫ص ِحبَتْ ُه ْم ذُ ِ ّريهةٌ بَ ْد ِريهةٌ َو ُ‬ ‫اء ِإلَ ْي ِه ْم ِلقَا ُء َر ِبّ ِه ْم َوقَ ْد َ‬ ‫اللّقَ ِ‬
‫ب ِ‬ ‫أ َ َح ُّ‬
‫ِك‬‫يك َوخَا ِل َك َو َجدّ َ‬ ‫صا ِل َها فِي أ َ ِخ َ‬ ‫ت َم َواقِ َع نِ َ‬ ‫ع َر ْف َ‬ ‫َها ِش ِميهةٌ قَ ْد َ‬
‫الظا ِل ِمينَ ِببَ ِعي ٍد ‪.‬‬ ‫ي ِمنَ ه‬ ‫َوأ َ ْه ِل َك َوما ِه َ‬
‫]‪[29‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأهلُالبصرة‬

‫ع ْنهُ فَعَفَ ْوتُ‬ ‫َار َح ْب ِل ُك ْم َو ِشقَاقِ ُك ْم َما لَ ْم تَ ْغبَ ْوا َ‬


‫َوقَ ْد َكانَ ِم ِن ا ْنتِش ِ‬
‫ع ْن ُم ْد ِب ِر ُك ْم َوقَ ِب ْلتُ ِم ْن ُم ْق ِب ِل ُك ْم‬ ‫ْف َ‬ ‫سي َ‬ ‫ع ْن ُم ْج ِر ِم ُك ْم َو َرفَ ْعتُ ال ه‬ ‫َ‬
‫اء ْال َجائِ َرةِ ِإلَى‬ ‫سفَهُ ْاآل َر ِ‬ ‫ور ْال ُم ْر ِديَةُ َو َ‬‫ت بِ ُك ُم ْاْل ُ ُم ُ‬ ‫ط ْ‬ ‫فَإِ ْن َخ َ‬
‫ُمنَابَذَ ِتي َو ِخ َال ِفي فَ َها أَنَا ذَا قَ ْد قَ هربْتُ ِجيَادِي َو َر َح ْلتُ ِر َكا ِبي‬
‫ون‬‫ِير ِإلَ ْي ُك ْم َْلُو ِقعَ هن ِب ُك ْم َو ْقعَةً َال يَ ُك ُ‬ ‫َولَ ِئ ْن أَ ْل َجأْت ُ ُمو ِني ِإلَى ْال َمس ِ‬
‫ع ِة‬ ‫الطا َ‬ ‫ف ِلذِي ه‬ ‫ار ٌ‬ ‫ع ِ‬‫ق َم َع أ َ ِنّي َ‬ ‫يَ ْو ُم ْال َج َم ِل ِإلَ ْي َها ِإ هال َكلَ ْعقَ ِة َال ِع ٍ‬
‫غي ُْر ُمتَ َجا ِو ٍز ُمت ه َهما ً ِإلَى بَ ِر ّ‬
‫يٍ‬ ‫صي َح ِة َحقههُ َ‬ ‫ضلَهُ َو ِلذِي النه ِ‬ ‫ِم ْن ُك ْم فَ ْ‬
‫يٍ ‪.‬‬‫َو َال نَا ِكثا ً ِإلَى َوفِ ّ‬
‫]‪[30‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫ار ِج ْع ِإلَى َم ْع ِرفَ ِة َما‬ ‫علَي َْك َو ْ‬ ‫ظ ْر فِي َح ِقّ ِه َ‬ ‫َّللاَ فِي َما لَدَي َْك َوا ْن ُ‬ ‫ق ه‬ ‫فَات ه ِ‬
‫سبُ ًال نَ ِيّ َرة ً‬ ‫اض َحةً َو ُ‬ ‫ع ِة أَع َْالما ً َو ِ‬ ‫لطا َ‬ ‫َال ت ُ ْعذَ ُر ِب َج َهالَتِ ِه فَإِ هن ِل ه‬
‫اس‬ ‫اس َويُخَا ِلفُ َها ْاْل َ ْن َك ُ‬ ‫طلَبَةً يَ ِردُ َها ْاْل َ ْكيَ ُ‬ ‫َو َم َح هجةً نَ ْه َجةً َوغَايَةً ُم ه‬
‫َّللاُ ِن ْع َمتَهُ‬
‫غي َهر ه‬ ‫ط ِفي ال ِت ّي ِه َو َ‬ ‫ق َو َخبَ َ‬ ‫ع ِن ْال َح ّ ِ‬ ‫ار َ‬ ‫ع ْن َها َج َ‬ ‫ب َ‬ ‫َم ْن نَ َك َ‬
‫ْث‬‫س ِبيلَ َك َو َحي ُ‬ ‫َّللاُ لَ َك َ‬ ‫س َك فَقَ ْد بَيهنَ ه‬ ‫س َك نَ ْف َ‬ ‫َوأ َ َح هل ِب ِه ِن ْق َمتَهُ فَنَ ْف َ‬
‫ْت ِإلَى غَايَ ِة ُخ ْس ٍر َو َم َحله ِة ُك ْف ٍر فَإِ هن‬ ‫ور َك فَقَ ْد أ َ ْج َري َ‬ ‫ت ِب َك أ ُ ُم ُ‬ ‫تَنَا َه ْ‬
‫غيّا ً َوأَ ْو َردَتْ َك ْال َم َها ِل َك‬ ‫س َك قَ ْد أ َ ْولَ َجتْ َك ش َّرا ً َوأ َ ْق َح َمتْ َك َ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫سا ِل َك ‪.‬‬ ‫ت َعلَي َْك ْال َم َ‬ ‫ع َر ْ‬ ‫َوأ َ ْو َ‬
‫]‪[31‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُللحسنُبنُعليُعليهُالسَلمُكتبهاُإليهُبحاضرينُ‬
‫عندُانصرافهُمنُصفين‬

‫ان ْال ُم ْد ِب ِر ْالعُ ُم ِر ْال ُم ْست َ ْس ِل ِم ِللدُّ ْنيَا‬ ‫لز َم ِ‬ ‫ان ْال ُم ِق ِ ّر ِل ه‬ ‫ِمنَ ْال َوا ِل ِد ْالفَ ِ‬
‫ع ْن َها غَدا ً ِإلَى ْال َم ْولُو ِد ْال ُم َؤ ِ ّم ِل‬ ‫الظا ِع ِن َ‬ ‫سا ِكنَ ْال َم ْوتَى َو ه‬ ‫سا ِك ِن َم َ‬ ‫ال ه‬
‫ض ْاْل َ ْسقَ ِام َو َر ِهينَ ِة‬ ‫س ِبي َل َم ْن قَ ْد َهلَ َك غ ََر ِ‬ ‫سا ِل ِك َ‬ ‫َما َال يُ ْد ِر ُك ال ه‬
‫ور َوغ َِر ِيم‬ ‫اج ِر ْالغُ ُر ِ‬ ‫ع ْب ِد الدُّ ْنيَا َوت َ ِ‬ ‫ب َو َ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ْاْلَي ِهام َو َر ِميه ِة ْال َم َ‬
‫ب‬
‫ص ِ‬ ‫ان َونُ ُ‬ ‫ين ْاْل َ ْحزَ ِ‬ ‫وم َوقَ ِر ِ‬ ‫يف ْال ُه ُم ِ‬ ‫ت َو َح ِل ِ‬ ‫ير ْال َم ْو ِ‬ ‫ْال َمنَايَا َوأَ ِس ِ‬
‫ت أ َ هما َب ْعدُ فَإِ هن ِفي َما‬ ‫ت َو َخ ِليفَ ِة ْاْل َ ْم َو ا ِ‬ ‫ش َه َو ا ِ‬ ‫يع ال ه‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ْاآلفَا ِ‬
‫ي َو ِإ ْقبَا ِل ْاآل ِخ َر ِة‬ ‫علَ ه‬‫وح الده ْه ِر َ‬ ‫ع ِنّي َو ُج ُم ِ‬ ‫ار الدُّ ْنيَا َ‬ ‫تَبَيه ْنتُ ِم ْن ِإ ْدبَ ِ‬
‫غي َْر‬ ‫اي َو ِاال ْه ِت َم ِام ِب َما َو َرا ِئي َ‬ ‫ع ْن ِذ ْك ِر َم ْن ِس َو َ‬ ‫ع ِني َ‬ ‫ي َما يَزَ ُ‬ ‫ِإلَ ه‬
‫صدَفَنِي َرأْ ِيي‬ ‫اس َه ُّم نَ ْفسِي فَ َ‬ ‫وم النه ِ‬ ‫ْث تَفَ هردَ بِي دُونَ ُه ُم ِ‬ ‫أ َ ِنّي َحي ُ‬
‫ضى بِي‬ ‫ض أَ ْم ِري فَأ َ ْف َ‬ ‫ص هر َح ِلي َم ْح ُ‬ ‫اي َو َ‬ ‫ع ْن َه َو َ‬ ‫ص َرفَنِي َ‬ ‫َو َ‬
‫ِب َو َو َج ْدت ُ َك‬ ‫شوبُهُ َكذ ٌ‬ ‫ق َال يَ ُ‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫ب َو ِ‬ ‫ون فِي ِه لَ ِع ٌ‬ ‫ِإلَى ِج ٍّد َال يَ ُك ُ‬
‫صابَنِي‬ ‫صابَ َك أ َ َ‬ ‫شيْئا ً لَ ْو أ َ َ‬ ‫ضي بَ ْل َو َج ْدت ُ َك ُك ِلّي َحتهى َكأ َ هن َ‬ ‫بَ ْع ِ‬
‫اك أَتَانِي فَعَنَانِي ِم ْن أَ ْم ِر َك َما يَ ْعنِينِي ِم ْن‬ ‫ت لَ ْو أَتَ َ‬ ‫َو َكأ َ هن ْال َم ْو َ‬
‫ظ ِهرا ً ِب ِه ِإ ْن أَنَا بَ ِقيتُ لَ َك أَ ْو‬ ‫أ َ ْم ِر نَ ْفسِي فَ َكتَبْتُ ِإلَي َْك ِكتَا ِبي ُم ْست َ ْ‬
‫ارةِ‬ ‫وم أ َ ْم ِر ِه َو ِع َم َ‬ ‫ي َولُ ُز ِ‬ ‫ي بُنَ ه‬ ‫َّللاِ أ َ ْ‬
‫يك بِت َ ْق َو ى ه‬ ‫وص َ‬ ‫فَنِيتُ فَإِ ِنّي أ ُ ِ‬
‫ب بَ ْين ََك‬ ‫سب َ ٍ‬ ‫ب أَ ْوثَ ُق ِم ْن َ‬ ‫سب َ ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ص ِام ِب َح ْب ِل ِه َوأَ ُّ‬ ‫قَ ْل ِب َك ِب ِذ ْك ِر ِه َو ِاال ْع ِت َ‬
‫الز َهادَ ِة‬ ‫ظ ِة َوأَ ِمتْهُ ِب ه‬ ‫ت ِب ِه أَ ْحي ِ قَ ْلبَ َك ِب ْال َم ْو ِع َ‬ ‫ت أَ َخ ْذ َ‬ ‫َّللاِ ِإ ْن أَ ْن َ‬ ‫َوبَيْنَ ه‬
‫ت َوقَ ِ ّر ْرهُ ِب ْالفَن ِ‬
‫َاء‬ ‫ين َون ّ َِو ْرهُ ِب ْال ِح ْك َم ِة َوذَ ِّ ّْلِلُ ِب ِذ ْك ِر ْال َم ْو ِ‬ ‫َوقَ ّ ِو ِه ِب ْاليَ ِق ِ‬
‫ب اللهيَا ِلي‬ ‫ش تَقَلُّ ِ‬ ‫ص ْولَةَ الده ْه ِر َوفُ ْح َ‬ ‫ص ْرهُ فَ َجائِ َع الدُّ ْنيَا َو َحذّ ِْرهُ َ‬ ‫َوبَ ِ ّ‬
‫اب َم ْن‬ ‫ص َ‬ ‫اضينَ َوذَ ِ ّك ْرهُ ِب َما أَ َ‬ ‫ار ْال َم ِ‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْخبَ َ‬‫ض َ‬ ‫َو ْاْلَي ِهام َواع ِْر ْ‬
‫ظ ْر فِي َما‬ ‫ار ِه ْم فَا ْن ُ‬ ‫ار ِه ْم َوآث َ ِ‬ ‫َكانَ قَ ْبلَ َك ِمنَ ْال َو ِلينَ َو ِس ْر فِي ِديَ ِ‬
‫ع هما ا ْنتَقَلُوا َوأَيْنَ َحلُّوا َونَزَ لُوا فَإِنه َك ت َ ِجدُ ُه ْم قَ ِد ا ْنتَقَلُوا‬ ‫فَعَلُوا َو َ‬
‫ت‬‫ص ْر َ‬ ‫ع ْن قَ ِلي ٍل قَ ْد ِ‬ ‫ار ْالغُ ْربَ ِة َو َكأَنه َك َ‬ ‫ع ِن ْاْل َ ِحبه ِة َو َحلُّوا ِديَ َ‬ ‫َ‬
‫اك َودَعِ ْالقَ ْو َل فِي َما‬ ‫آخ َرتَ َك ِبدُ ْنيَ َ‬ ‫اك َو َال ت َ ِب ْع ِ‬ ‫ص ِل ْح َمثْ َو َ‬ ‫َكأ َ َح ِد ِه ْم فَأ َ ْ‬
‫ت‬‫ق ِإذَا ِخ ْف َ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ِك َ‬ ‫ف َوأَ ْمس ْ‬ ‫اب فِي َما لَ ْم ت ُ َكله ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ف َو ْال ِخ َ‬ ‫َال ت َ ْع ِر ُ‬
‫ب ْاْل َ ْه َو‬ ‫ض َال ِل َخي ٌْر ِم ْن ُر ُكو ِ‬ ‫ف ِع ْندَ َحي َْرةِ ال ه‬ ‫ض َاللَتَهُ فَإِ هن ْال َك ه‬ ‫َ‬
‫سا ِن َك‬ ‫ِك َو ِل َ‬ ‫وف ت َ ُك ْن ِم ْن أَ ْه ِل ِه َوأ َ ْن ِك ِر ْال ُم ْن َك َر ِبيَد َ‬ ‫ا ِل َوأْ ُم ْر ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫َّللاِ َح هق ِج َها ِد ِه َو َال تَأ ْ ُخ ْذ َك‬ ‫ِك َو َجا ِه ْد ِفي ه‬ ‫َوبَا ِي ْن َم ْن فَعَلَهُ ِب ُج ْهد َ‬
‫ْث َكانَ َوتَفَقه ْه ِفي‬ ‫ق َحي ُ‬ ‫ت ِل ْل َح ّ ِ‬ ‫ض ْالغَ َم َرا ِ‬ ‫َّللاِ لَ ْو َمةُ َال ِئ ٍم َو ُخ ِ‬ ‫ِفي ه‬
‫صبُ ُر‬ ‫علَى ْال َم ْك ُرو ِه َونِ ْع َم ْال ُخلُ ُق الت ه َ‬ ‫صب َُّر َ‬ ‫س َك الت ه َ‬ ‫ع ّ ِو ْد نَ ْف َ‬‫ِين َو َ‬ ‫الدّ ِ‬
‫ور َك ُك ِلّ َها ِإلَى ِإلَ ِه َك فَإِنه َك ت ُ ْل ِجئ ُ َها‬ ‫س َك فِي أ ُ ُم ِ‬ ‫ق َوأَ ْل ِج ْئ نَ ْف َ‬ ‫فِي ْال َح ّ ِ‬
‫ص فِي ْال َم ْسأَلَ ِة ِل َر ِبّ َك فَإِ هن‬ ‫يز َوأ َ ْخ ِل ْ‬ ‫ع ِز ٍ‬ ‫يز َو َمانِ ٍع َ‬ ‫ِإلَى َك ْهفٍ َح ِر ٍ‬
‫صيهتِي َو َال‬ ‫َارةَ َوتَفَ هه ْم َو ِ‬ ‫طا َء َو ْال ِح ْر َمانَ َوأ َ ْكثِ ِر ِاال ْستِخ َ‬ ‫ِبيَ ِد ِه ْال َع َ‬
‫ص ْفحا ً فَإِ هن َخي َْر ْالقَ ْو ِل َما نَفَ َع َوا ْعلَ ْم أَنههُ َال َخي َْر فِي‬ ‫ع ْن َك َ‬ ‫ت َ ْذ َهبَ هن َ‬
‫ي ِإ ِنّي لَ هما‬ ‫ي بُنَ ه‬ ‫ِع ْل ٍم َال يَ ْنفَ ُع َو َال يُ ْنتَفَ ُع ِب ِع ْل ٍم َال يَ ِح ُّق تَعَلُّ ُمهُ أ َ ْ‬
‫صيهتِي‬ ‫َرأ َ ْيتُنِي قَ ْد بَلَ ْغتُ ِسنّا ً َو َرأ َ ْيتُنِي أ َ ْزدَادُ َو ْهنا ً بَادَ ْرتُ ِب َو ِ‬
‫ص ًاال ِم ْن َها قَ ْب َل أ َ ْن يَ ْع َج َل ِبي أ َ َج ِلي دُونَ أ َ ْن‬ ‫ِإلَي َْك َوأ َ ْو َردْتُ ِخ َ‬
‫صتُ‬ ‫ص فِي َرأْ ِيي َك َما نُ ِق ْ‬ ‫ي ِإلَي َْك ِب َما ِفي نَ ْفسِي أ َ ْو أ َ ْن أ ُ ْنقَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫أ ُ ْف ِ‬
‫ت ْال َه َو ى َو ِفت َ ِن الدُّ ْنيَا‬ ‫غلَبَا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ِفي ِج ْس ِمي أ َ ْو يَ ْس ِبقَ ِني ِإلَي َْك بَ ْع ُ‬
‫ض ْالخَا ِليَ ِة َما‬ ‫ث َك ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ب ْال َحدَ ِ‬ ‫ور َو ِإنه َما قَ ْل ُ‬ ‫ب النهفُ ِ‬ ‫ص ْع ِ‬ ‫فَت َ ُكونَ َكال ه‬
‫س َو قَ ْلبُ َك‬ ‫ب قَ ْب َل أَ ْن يَ ْق ُ‬ ‫َيءٍ قَ ِبلَتْهُ فَبَادَ ْرت ُ َك ِب ْاْلَدَ ِ‬ ‫ي فِي َها ِم ْن ش ْ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫أُ‬
‫َ‬
‫اك أَ ْه ُل‬ ‫ْ‬
‫َويَ ْشت َ ِغ َل لُب َُّك ِلت َ ْست َ ْق ِب َل ِب ِج ِدّ َرأ ِي َك ِمنَ ْاْل َ ْم ِر َما قَ ْد َكفَ َ‬
‫ب‬ ‫الطلَ ِ‬ ‫يت َمئُونَةَ ه‬ ‫ب بُ ْغيَتَهُ َوت َ ْج ِربَتَهُ فَت َ ُكونَ قَ ْد ُك ِف َ‬ ‫ار ِ‬ ‫الت ه َج ِ‬
‫اك ِم ْن ذَ ِل َك َما قَ ْد ُكنها نَأْتِي ِه‬ ‫ج الت ه ْج ِربَ ِة فَأَتَ َ‬ ‫يت ِم ْن ِع َال ِ‬ ‫عوفِ َ‬ ‫َو ُ‬
‫ي ِإ ِنّي َو ِإ ْن لَ ْم أَ ُك ْن‬ ‫ي بُنَ ه‬ ‫علَ ْينَا ِم ْنهُ أ َ ْ‬ ‫ظلَ َم َ‬ ‫َوا ْستَبَانَ لَ َك َما ُربه َما أ َ ْ‬
‫ظ ْرتُ فِي أَ ْع َما ِل ِه ْم َوفَ هك ْرتُ فِي‬ ‫ع ُم َر َم ْن َكانَ قَ ْب ِلي فَقَ ْد نَ َ‬ ‫ع ِ ّم ْرتُ ُ‬ ‫ُ‬
‫عدْتُ َكأ َ َح ِد ِه ْم بَ ْل َكأ َ ِنّي ِب َما‬ ‫ار ِه ْم َحتهى ُ‬ ‫ار ِه ْم َو ِس ْرتُ فِي آث َ ِ‬ ‫أ َ ْخبَ ِ‬
‫آخ ِر ِه ْم فَعَ َر ْفتُ‬ ‫ع ِ ّم ْرتُ َم َع َو ِل ِه ْم ِإلَى ِ‬ ‫ور ِه ْم قَ ْد ُ‬ ‫ي ِم ْن أ ُ ُم ِ‬ ‫ا ْنت َ َهى ِإلَ ه‬
‫صتُ لَ َك ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ض َر ِر ِه فَا ْستَ ْخلَ ْ‬ ‫ص ْف َو ذَ ِل َك ِم ْن َكدَ ِر ِه َونَ ْفعَهُ ِم ْن َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن َك َم ْج ُهولَهُ َو َرأَيْتُ‬ ‫ص َر ْفتُ َ‬ ‫أ َ ْم ٍر ن َِخيلَهُ َوت َ َو هخيْتُ لَ َك َج ِميلَهُ َو َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ش ِفيقَ َوأَ ْج َم ْعتُ َ‬ ‫عنَانِي ِم ْن أ َ ْم ِر َك َما يَ ْعنِي ْال َو ا ِلدَ ال ه‬ ‫ْث َ‬ ‫َحي ُ‬
‫ت ُم ْق ِب ُل ْالعُ ُم ِر َو ُم ْقت َبَ ُل الده ْه ِر ذُو ِنيه ٍة‬ ‫ِم ْن أَدَ ِب َك أَ ْن يَ ُكونَ ذَ ِل َك َوأ َ ْن َ‬
‫ع هز َو َج هل‬ ‫ب ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫صا ِفيَ ٍة َوأ َ ْن أ َ ْبتَ ِدئ َ َك ِبت َ ْع ِل ِيم ِكتَا ِ‬ ‫س ِلي َم ٍة َونَ ْف ٍس َ‬ ‫َ‬
‫ام ِه َو َح َال ِل ِه َو َح َر ِام ِه َال أ ُ َجا ِو ُز‬ ‫اْل ْس َال ِم َوأ َ ْح َك ِ‬ ‫َوتَأ ْ ِوي ِل ِه َوش ََرا ِئ ِع ْ ِ‬
‫اس‬ ‫ف النه ُ‬ ‫اختَلَ َ‬ ‫علَي َْك َما ْ‬ ‫س َ‬ ‫غي ِْر ِه ث ُ هم أ َ ْشفَ ْقتُ أ َ ْن يَ ْلتَ ِب َ‬ ‫ذَ ِل َك ِب َك ِإلَى َ‬
‫علَ ْي ِه ْم فَ َكانَ ِإ ْح َكا ُم‬ ‫س َ‬ ‫آرائِ ِه ْم ِمثْ َل الهذِي ْالتَبَ َ‬ ‫فِي ِه ِم ْن أ َ ْه َو ائِ ِه ْم َو َ‬
‫ي ِم ْن ِإ ْس َال ِم َك ِإلَى‬ ‫ب ِإلَ ه‬ ‫ذَ ِل َك َعلَى َما َك ِر ْهتُ ِم ْن ت َ ْن ِبي ِه َك لَهُ أ َ َح ه‬
‫َّللاُ فِي ِه ِل ُر ْشد َ‬
‫ِك‬ ‫علَي َْك ِب ِه ْال َهلَ َكةَ َو َر َج ْوتُ أ َ ْن يُ َو ِفّقَ َك ه‬ ‫أَ ْم ٍر َال آ َم ُن َ‬
‫ي أ َ هن‬ ‫صيهتِي َه ِذ ِه َوا ْعلَ ْم يَا بُنَ ه‬ ‫ِك فَعَ ِهدْتُ ِإلَي َْك َو ِ‬ ‫صد َ‬ ‫َوأ َ ْن يَ ْه ِديَ َك ِلقَ ْ‬
‫ار‬‫ص ُ‬ ‫َّللاِ َو ِاال ْقتِ َ‬
‫صيهتِي تَ ْق َو ى ه‬ ‫ي ِم ْن َو ِ‬ ‫آخذٌ ِب ِه ِإلَ ه‬ ‫ت ِ‬ ‫ب َما أ َ ْن َ‬ ‫أ َ َح ه‬
‫علَ ْي ِه ْال َو لُونَ ِم ْن‬ ‫ضى َ‬ ‫علَي َْك َو ْاْل َ ْخذُ بِ َما َم َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ضهُ ه‬ ‫علَى َما فَ َر َ‬ ‫َ‬
‫ظ ُروا‬ ‫عوا أَ ْن نَ َ‬ ‫صا ِل ُحونَ ِم ْن أ َ ْه ِل بَ ْي ِت َك فَإِنه ُه ْم لَ ْم يَدَ ُ‬ ‫آبَا ِئ َك َوال ه‬
‫آخ ُر‬ ‫ت ُمفَ ِ ّك ٌر ث ُ هم َرده ُه ْم ِ‬ ‫َاظ ٌر َوفَ هك ُروا َك َما أَ ْن َ‬ ‫تن ِ‬ ‫ِْل َ ْنفُ ِس ِه ْم َك َما أ َ ْن َ‬
‫ت‬ ‫ع هما لَ ْم يُ َكلهفُوا فَإِ ْن أَبَ ْ‬ ‫اك َ‬ ‫س ِ‬ ‫اْل ْم َ‬‫ع َرفُوا َو ْ ِ‬ ‫ذَ ِل َك ِإلَى ْاْل َ ْخ ِذ ِب َما َ‬
‫طلَبُ َك ذَ ِل َك‬ ‫ع ِل ُموا فَ ْليَ ُك ْن َ‬ ‫س َك أ َ ْن ت َ ْقبَ َل ذَ ِل َك دُونَ أ َ ْن ت َ ْعلَ َم َك َما َ‬ ‫نَ ْف ُ‬
‫ت َوا ْبدَأْ قَ ْب َل‬ ‫صو َما ِ‬ ‫ق ْال ُخ ُ‬ ‫علَ ِ‬‫ت َو ُ‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫ِبتَفَ ُّه ٍم َوتَعَلُّ ٍم َال ِبت َ َو ُّر ِط ال ُّ‬
‫الر ْغبَ ِة ِإلَ ْي ِه فِي تَ ْوفِي ِق َك‬ ‫ظ ِر َك فِي ذَ ِل َك ِب ِاال ْستِعَانَ ِة ِبإِلَ ِه َك َو ه‬ ‫نَ َ‬
‫ض َاللَ ٍة فَإِ ْن‬ ‫ش ْب َه ٍة أ َ ْو أَ ْسلَ َمتْ َك ِإلَى َ‬ ‫َوت َ ْر ِك ُك ِّل شَائِبَ ٍة أ َ ْولَ َجتْ َك فِي ُ‬
‫اجتَ َم َع َو َكانَ َه ُّم َك فِي‬ ‫ش َع َوتَ هم َرأْيُ َك فَ ْ‬ ‫صفَا قَ ْلبُ َك فَ َخ َ‬ ‫ت أ َ ْن قَ ْد َ‬ ‫أَ ْيقَ ْن َ‬
‫س ْرتُ لَ َك َو ِإ ْن لَ ْم يَ ْجت َ ِم ْع لَ َك َما‬ ‫ظ ْر فِي َما فَ ه‬ ‫احدا ً فَا ْن ُ‬ ‫ذَ ِل َك َه ّما ً َو ِ‬
‫ظ ِر َك َوفِ ْك ِر َك فَا ْعلَ ْم أَنه َك ِإنه َما تَ ْخ ِب ُ‬
‫ط‬ ‫ِك َوفَ َراغِ نَ َ‬ ‫ب ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫ت ُ ِح ُّ‬
‫ط أَ ْو‬ ‫ِين َم ْن َخبَ َ‬ ‫ب الدّ ِ‬ ‫طا ِل ُ‬ ‫ْس َ‬ ‫الظ ْل َما َء َولَي َ‬ ‫ط ه‬ ‫ْالعَ ْش َو ا َء َوتَت َ َو هر ُ‬
‫صيهتِي َوا ْعلَ ْم أ َ هن‬ ‫ي َو ِ‬ ‫ع ْن ذَ ِل َك أ َ ْمثَ ُل فَتَفَ هه ْم يَا بُنَ ه‬ ‫اك َ‬ ‫س ُ‬ ‫اْل ْم َ‬ ‫ط َو ْ ِ‬ ‫َخلَ َ‬
‫ت ُه َو َما ِل ُك ْال َحيَاةِ َوأَ هن ْالخَا ِلقَ ُه َو ْال ُم ِميتُ َوأَ هن‬ ‫َما ِل َك ْال َم ْو ِ‬
‫ي ُه َو ْال ُمعَافِي َوأَ هن الدُّ ْنيَا لَ ْم ت َ ُك ْن‬ ‫ي ُه َو ْال ُم ِعيدُ َوأ َ هن ْال ُم ْبت َ ِل َ‬ ‫ْال ُم ْفنِ َ‬
‫اء َو ِاال ْبتِ َال ِء‬ ‫علَ ْي ِه ِمنَ النه ْع َم ِ‬ ‫علَى َما َجعَلَ َها ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ِلتَ ْست َ ِق هر ِإ هال َ‬
‫علَي َْك‬ ‫اء ِفي ْال َم َعا ِد أ َ ْو َما شَا َء ِم هما َال تَ ْعلَ ُم فَإِ ْن أَ ْش َك َل َ‬ ‫َو ْال َجزَ ِ‬
‫ت ِب ِه‬ ‫علَى َج َهالَ ِت َك فَإِنه َك َو ُل َما ُخ ِل ْق َ‬ ‫اح ِم ْلهُ َ‬
‫ش ْي ٌء ِم ْن ذَ ِل َك فَ ْ‬ ‫َ‬
‫ت َو َما أ َ ْكث َ َر َما ت َ ْج َه ُل ِمنَ ْاْل َ ْم ِر َويَتَ َحي ُهر ِفي ِه‬ ‫ع ِلّ ْم َ‬ ‫َجا ِه ًال ث ُ هم ُ‬
‫ص ْم‬ ‫ْص ُرهُ بَ ْعدَ ذَ ِل َك فَا ْعتَ ِ‬ ‫ص ُر َك ث ُ هم تُب ِ‬ ‫ض ُّل فِي ِه بَ َ‬ ‫َرأْيُ َك َويَ ِ‬
‫اك َو ْليَ ُك ْن لَهُ تَعَبُّد َُك َو ِإلَ ْي ِه َر ْغبَت ُ َك‬ ‫س َو َ‬ ‫ِبالهذِي َخلَقَ َك َو َرزَ قَ َك َو َ‬
‫س ْب َحانَهُ َك َما‬ ‫َّللاِ ُ‬ ‫ع ِن ه‬ ‫ي أ َ هن أ َ َحدا ً لَ ْم يُ ْن ِب ْئ َ‬ ‫شفَقَت ُ َك َوا ْعلَ ْم يَا بُنَ ه‬ ‫َو ِم ْنهُ َ‬
‫ض ِب ِه َرائِدا ً‬ ‫ار َ‬ ‫سو ُل (ُصلىُهللاُعليهُوآلهُ) فَ ْ‬ ‫الر ُ‬ ‫ع ْنهُ ه‬ ‫أ َ ْنبَأ َ َ‬
‫ظ ِر‬ ‫َصي َحةً َو ِإنه َك لَ ْن ت َ ْبلُ َغ فِي النه َ‬ ‫َو ِإلَى النه َجاةِ قَائِدا ً فَإِ ِنّي لَ ْم آلُ َك ن ِ‬
‫ي أَنههُ لَ ْو َكانَ‬ ‫ظ ِري لَ َك َوا ْعلَ ْم يَا بُنَ ه‬ ‫ت َم ْبلَ َغ نَ َ‬ ‫اجت َ َه ْد َ‬ ‫ِك َو ِإ ِن ْ‬ ‫ِلنَ ْفس َ‬
‫ت‬‫طانِ ِه َولَعَ َر ْف َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ار ُم ْل ِك ِه َو ُ‬ ‫ْت آث َ َ‬ ‫سلُهُ َولَ َرأَي َ‬ ‫يك َْلَتَتْ َك ُر ُ‬ ‫ِل َر ِبّ َك ش َِر ٌ‬
‫ضادُّهُ ِفي‬ ‫سهُ َال يُ َ‬ ‫ف نَ ْف َ‬ ‫ص َ‬ ‫احدٌ َك َما َو َ‬ ‫صفَا ِت ِه َولَ ِكنههُ ِإلَهٌ َو ِ‬ ‫أَ ْفعَالَهُ َو ِ‬
‫اء ِب َال َو ِليه ٍة‬ ‫ُم ْل ِك ِه أ َ َحدٌ َو َال يَ ُزو ُل أَبَدا ً َولَ ْم يَزَ ْل َو ٌل قَ ْب َل ْاْل َ ْشيَ ِ‬
‫ط ِة‬ ‫ت ُربُو ِبيهتُهُ ِبإِ َحا َ‬ ‫ع ْن أ َ ْن تَثْبُ َ‬ ‫ظ َم َ‬ ‫ع ُ‬‫اء ِب َال ِن َهايَ ٍة َ‬ ‫آخ ٌر بَ ْعدَ ْاْل َ ْشيَ ِ‬ ‫َو ِ‬
‫ت ذَ ِل َك فَا ْفعَ ْل َك َما يَ ْنبَ ِغي ِل ِمثْ ِل َك أَ ْن يَ ْفعَلَهُ‬ ‫ع َر ْف َ‬‫ص ٍر فَإِذَا َ‬ ‫ب أ َ ْو بَ َ‬ ‫قَ ْل ٍ‬
‫ع ْج ِز ِه و َع ِظ ِيم َحا َجتِ ِه‬ ‫ط ِر ِه َوقِله ِة َم ْقد َِرتِ ِه َو َكثْ َرةِ َ‬ ‫صغ َِر َخ َ‬ ‫فِي ِ‬
‫شفَقَ ِة ِم ْن‬ ‫عقُوبَتِ ِه َوال ه‬ ‫عتِ ِه َو ْال َخ ْشيَ ِة ِم ْن ُ‬ ‫ب َ‬
‫طا َ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫ِإلَى َر ِبّ ِه فِي َ‬
‫ي‬‫يح يَا بُنَ ه‬ ‫ع ْن قَ ِب ٍ‬ ‫س ٍن َولَ ْم يَ ْن َه َك ِإ هال َ‬ ‫س ْخ ِط ِه فَإِنههُ لَ ْم يَأ ْ ُم ْر َك ِإ هال ِب َح َ‬ ‫ُ‬
‫ع ِن‬ ‫ع ِن الدُّ ْنيَا َو َحا ِل َها َوزَ َو ا ِل َها َوا ْنتِقَا ِل َها َوأ َ ْنبَأْت ُ َك َ‬ ‫ِإ ِنّي قَ ْد أ َ ْنبَأْت ُ َك َ‬
‫ض َربْتُ لَ َك فِي ِه َما ْاْل َ ْمثَا َل ِلتَ ْعت َ ِب َر‬ ‫ْاآل ِخ َرةِ َو َما أ ُ ِعده ِْل َ ْه ِل َها فِي َها َو َ‬
‫س ْف ٍر نَبَا‬ ‫علَ ْي َها ِإنه َما َمث َ ُل َم ْن َخبَ َر الدُّ ْنيَا َك َمث َ ِل قَ ْو ٍم َ‬ ‫ِب َها َوت َ ْحذُ َو َ‬
‫احت َ َملُوا‬ ‫َصيبا ً َو َجنَابا ً َم ِريعا ً فَ ْ‬ ‫ِيب فَأ َ ُّموا َم ْن ِز ًال خ ِ‬ ‫ِب ِه ْم َم ْن ِز ٌل َجد ٌ‬
‫شوبَةَ‬ ‫سفَ ِر َو ُج ُ‬ ‫شونَةَ ال ه‬ ‫ق َو ُخ ُ‬ ‫صدِي ِ‬ ‫ق َوفِ َراقَ ال ه‬ ‫الط ِري ِ‬ ‫َو ْعثَا َء ه‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ْس يَ ِجدُونَ ِل َ‬ ‫س َعةَ دَ ِار ِه ْم َو َم ْن ِز َل قَ َر ِار ِه ْم فَلَي َ‬ ‫طعَ ِم ِليَأْتُوا َ‬ ‫ال َم ْ‬
‫ب ِإلَ ْي ِه ْم‬ ‫ش ْي َء أَ َح ُّ‬ ‫ِم ْن ذَ ِل َك أَلَما ً َو َال يَ َر ْونَ نَفَقَةً فِي ِه َم ْغ َرما ً َو َال َ‬
‫ِم هما قَ هربَ ُه ْم ِم ْن َم ْن ِز ِل ِه ْم َوأ َ ْدنَا ُه ْم ِم ْن َم َحلهتِ ِه ْم َو َمث َ ُل َم ِن ا ْغت َ هر بِ َها‬
‫ْس‬ ‫ب فَلَي َ‬ ‫ب فَنَبَا ِب ِه ْم ِإلَى َم ْن ِز ٍل َجدِي ٍ‬ ‫َصي ٍ‬ ‫َك َمث َ ِل قَ ْو ٍم َكانُوا ِب َم ْن ِز ٍل خ ِ‬
‫ارقَ ِة َما َكانُوا ِفي ِه ِإلَى‬ ‫ظ َع ِع ْندَ ُه ْم ِم ْن ُمفَ َ‬ ‫ش ْي ٌء أ َ ْك َرهَ ِإلَ ْي ِه ْم َو َال أ َ ْف َ‬ ‫َ‬
‫س َك ِميزَ انا ً‬ ‫اجعَ ْل نَ ْف َ‬ ‫ي ْ‬ ‫يرونَ ِإلَ ْي ِه يَا بُنَ ه‬ ‫ص ُ‬ ‫علَ ْي ِه َويَ ِ‬‫َما يَ ْه ُج ُمونَ َ‬
‫ِك َوا ْك َر ْه لَهُ‬ ‫ب ِلنَ ْفس َ‬ ‫غي ِْر َك فَأ َ ْح ِببْ ِلغَي ِْر َك َما ت ُ ِح ُّ‬ ‫فِي َما بَ ْين ََك َوبَيْنَ َ‬
‫ب‬‫ظلَ َم َوأَ ْحس ِْن َك َما ت ُ ِح ُّ‬ ‫ب أ َ ْن ت ُ ْ‬ ‫ظ ِل ْم َك َما َال ت ُ ِح ُّ‬ ‫َما ت َ ْك َرهُ لَ َها َو َال ت َ ْ‬
‫غي ِْر َك‬ ‫ِك َما ت َ ْست َ ْق ِب ُحهُ ِم ْن َ‬ ‫سنَ ِإلَي َْك َوا ْست َ ْق ِب ْح ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫أَ ْن يُ ْح َ‬
‫ِك َو َال تَقُ ْل َما َال تَ ْعلَ ُم‬ ‫ضاهُ لَ ُه ْم ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫اس ِب َما ت َ ْر َ‬ ‫ض ِمنَ النه ِ‬ ‫ار َ‬ ‫َو ْ‬
‫ب أ َ ْن يُقَا َل لَ َك َوا ْعلَ ْم أ َ هن‬ ‫َو ِإ ْن قَ هل َما ت َ ْعلَ ُم َو َال تَقُ ْل َما َال ت ُ ِح ُّ‬
‫ب فَا ْس َع فِي َك ْد ِح َك َو َال‬ ‫ب َوآفَةُ ْاْل َ ْلبَا ِ‬ ‫ص َو ا ِ‬ ‫ضدُّ ال ه‬ ‫اب ِ‬‫اْل ْع َج َ‬ ‫ِْ‬
‫ش َع َما ت َ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫ِك فَ ُك ْن أَ ْخ َ‬ ‫صد َ‬ ‫ِيت ِلقَ ْ‬ ‫ت ُهد َ‬ ‫َازنا ً ِلغَي ِْر َك َو ِإذَا أ َ ْن َ‬ ‫ت َ ُك ْن خ ِ‬
‫شدِيدَ ٍة‬ ‫شقه ٍة َ‬ ‫سافَ ٍة بَ ِعيدَ ٍة َو َم َ‬ ‫ط ِريقا ً ذَا َم َ‬ ‫ِل َر ِبّ َك َوا ْعلَ ْم أ َ هن أَ َما َم َك َ‬
‫الزا ِد‬ ‫ع ْن ُح ْس ِن ِاال ْر ِتيَا ِد َوقَ ْد ِر بَ َال ِغ َك ِمنَ ه‬ ‫َوأَنههُ َال ِغنَى ِب َك ِفي ِه َ‬
‫طاقَ ِت َك فَيَ ُكونَ ِث ْق ُل‬ ‫ظ ْه ِر َك فَ ْوقَ َ‬ ‫علَى َ‬ ‫الظ ْه ِر فَ َال ت َ ْح ِملَ هن َ‬ ‫َم َع ِخفه ِة ه‬
‫ت ِم ْن أَ ْه ِل ْالفَاقَ ِة َم ْن يَ ْح ِم ُل لَ َك زَ ادَ َك‬ ‫علَي َْك َو ِإذَا َو َج ْد َ‬ ‫ذَ ِل َك َوبَ ًاال َ‬
‫ْث تَ ْحتَا ُج ِإلَ ْي ِه فَا ْغتَنِ ْمهُ‬ ‫يك ِب ِه غَدا ً َحي ُ‬ ‫ِإلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة فَيُ َو افِ َ‬
‫طلُبُهُ فَ َال‬ ‫علَ ْي ِه فَلَعَله َك تَ ْ‬ ‫ت قَاد ٌِر َ‬ ‫َو َح ِ ّم ْلهُ ِإيهاهُ َوأ َ ْك ِث ْر ِم ْن ت َ ْز ِوي ِد ِه َوأَ ْن َ‬
‫ضا َءهُ لَ َك‬ ‫َاك ِليَ ْجعَ َل قَ َ‬ ‫ض َك فِي َحا ِل ِغن َ‬ ‫تَ ِجدُهُ َوا ْغتَنِ ْم َم ِن ا ْست َ ْق َر َ‬
‫ف فِي َها‬ ‫عقَبَةً َكئُودا ً ْال ُم ِخ ُّ‬ ‫ع ْس َرتِ َك َوا ْعلَ ْم أَ هن أ َ َما َم َك َ‬ ‫فِي يَ ْو ِم ُ‬
‫ع‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫علَ ْي َها أ َ ْقبَ ُح َح ًاال ِمنَ ْ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫ئ‬
‫ُ‬ ‫ْط‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫س ُن َح ًاال ِمنَ ْال ُمثْ ِق ِل َو ْ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬
‫ارت َ ْد‬ ‫َار فَ ْ‬ ‫علَى ن ٍ‬ ‫علَى َجنه ٍة أ َ ْو َ‬ ‫ط َك ِب َها َال َم َحالَةَ ِإ هما َ‬ ‫َوأ َ هن َم ْه ِب َ‬
‫ْس بَ ْعدَ‬ ‫ط ِئ ْال َم ْن ِز َل قَ ْب َل ُحلُو ِل َك فَلَي َ‬ ‫ِك قَ ْب َل نُ ُزو ِل َك َو َو ِ ّ‬ ‫ِلنَ ْفس َ‬
‫ف َوا ْعلَ ْم أَ هن الهذِي ِبيَ ِد ِه‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫ب َو َال ِإلَى الدُّ ْنيَا ُم ْن َ‬ ‫ت ُم ْست َ ْعت َ ٌ‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫اء َوتَ َكفه َل لَ َك‬ ‫ع ِ‬‫ض قَ ْد أَذِنَ لَ َك فِي الدُّ َ‬ ‫ت َو ْاْل َ ْر ِ‬ ‫س َم َو ا ِ‬ ‫خَزَ ائِ ُن ال ه‬
‫اْل َجابَ ِة َوأ َ َم َر َك أ َ ْن ت َ ْسأَلَهُ ِليُ ْع ِطيَ َك َوت َ ْستَ ْر ِح َمهُ ِليَ ْر َح َم َك َولَ ْم‬ ‫ِب ْ ِ‬
‫ع ْنهُ َولَ ْم يُ ْل ِجئْ َك ِإلَى َم ْن يَ ْشفَ ُع لَ َك‬ ‫يَ ْجعَ ْل بَ ْين ََك َوبَ ْينَهُ َم ْن يَ ْح ُجبُ َك َ‬
‫اج ْل َك ِبال ِنّ ْق َم ِة َولَ ْم‬ ‫ت ِمنَ الت ه ْوبَ ِة َولَ ْم يُعَ ِ‬ ‫سأ ْ َ‬‫ِإلَ ْي ِه َولَ ْم يَ ْمنَ ْع َك ِإ ْن أ َ َ‬
‫ش ِدّ ْد‬ ‫ضي َحةُ ِب َك أ َ ْولَى َولَ ْم يُ َ‬ ‫ْث ْالفَ ِ‬ ‫ض ْح َك َحي ُ‬ ‫اْلنَابَ ِة َولَ ْم يَ ْف َ‬ ‫يُعَ ِيّ ْر َك ِب ْ ِ‬
‫اْلنَابَ ِة َولَ ْم يُنَا ِق ْش َك ِب ْال َج ِري َم ِة َولَ ْم يُؤْ ِي ْس َك ِمنَ‬ ‫علَي َْك ِفي قَبُو ِل ْ ِ‬ ‫َ‬
‫س ِيّئَت َ َك‬ ‫ب َ‬ ‫س َ‬‫سنَةً َو َح َ‬ ‫ب َح َ‬ ‫ع ِن الذه ْن ِ‬ ‫ع َك َ‬ ‫الر ْح َم ِة بَ ْل َجعَ َل نُ ُزو َ‬ ‫ه‬
‫اب‬
‫ب َوبَ َ‬ ‫اب ْال َمت َا ِ‬ ‫ع ْشرا ً َوفَت َ َح لَ َك بَ َ‬ ‫سنَت َ َك َ‬ ‫ب َح َ‬ ‫س َ‬ ‫احدَة ً َو َح َ‬ ‫َو ِ‬
‫اك‬‫ع ِل َم ن َْج َو َ‬ ‫اك َو ِإذَا نَا َج ْيتَهُ َ‬ ‫س ِم َع نِدَ َ‬ ‫ب فَإِذَا نَادَ ْيتَهُ َ‬ ‫ِاال ْستِ ْعتَا ِ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه ُه ُمو َم َك‬ ‫ش َك ْو َ‬‫ِك َو َ‬ ‫ات نَ ْفس َ‬ ‫ْت ِإلَ ْي ِه ِب َحا َجتِ َك َوأ َ ْبثَثْتَهُ ذَ َ‬ ‫ضي َ‬ ‫فَأ َ ْف َ‬
‫سأ َ ْلتَهُ ِم ْن خَزَ ائِ ِن‬ ‫ور َك َو َ‬ ‫علَى أ ُ ُم ِ‬ ‫ش ْفتَهُ ُك ُروبَ َك َوا ْستَعَ ْنتَهُ َ‬ ‫َوا ْست َ ْك َ‬
‫ار‬‫غي ُْرهُ ِم ْن ِزيَادَةِ ْاْل َ ْع َم ِ‬ ‫طائِ ِه َ‬ ‫علَى ِإ ْع َ‬ ‫َر ْح َمتِ ِه َما َال يَ ْقد ُِر َ‬
‫ق ث ُ هم َجعَ َل فِي يَدَي َْك َمفَاتِي َح‬ ‫سعَ ِة ْاْل َ ْرزَ ا ِ‬ ‫ان َو َ‬ ‫ص هح ِة ْاْل َ ْبدَ ِ‬ ‫َو ِ‬
‫ت‬‫ت ا ْست َ ْفتَ ْح َ‬ ‫خَزَ ا ِئ ِن ِه ِب َما أَذِنَ لَ َك ِفي ِه ِم ْن َم ْسأَلَ ِت ِه فَ َمتَى ِشئْ َ‬
‫طنه َك‬ ‫يب َر ْح َمتِ ِه فَ َال يُقَ ِنّ َ‬ ‫ت شَآ ِب َ‬ ‫ط ْر َ‬ ‫اب ِن ْع َم ِت ِه َوا ْست َ ْم َ‬ ‫اء أَب َْو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِبالدُّ َ‬
‫ع ْن َك‬ ‫ت َ‬ ‫علَى قَ ْد ِر ال ِنّيه ِة َو ُربه َما أ ُ ِ ّخ َر ْ‬ ‫طا ُء ِإ َجابَ ِت ِه فَإِ هن ْالعَ ِطيهةَ َ‬ ‫ِإ ْب َ‬
‫اء ْاآل ِم ِل‬ ‫ط ِ‬ ‫سائِ ِل َوأَ ْجزَ َل ِل َع َ‬ ‫ظ َم ِْل َ ْج ِر ال ه‬ ‫اْل َجابَةُ ِليَ ُكونَ ذَ ِل َك أ َ ْع َ‬ ‫ِْ‬
‫اج ًال أ َ ْو‬ ‫ع ِ‬ ‫يت َخيْرا ً ِم ْنهُ َ‬ ‫ش ْي َء فَ َال تُؤْ تَاهُ َوأُوتِ َ‬ ‫ت ال ه‬ ‫سأ َ ْل َ‬ ‫َو ُربه َما َ‬
‫طلَ ْبتَهُ فِي ِه‬ ‫ب أَ ْم ٍر قَ ْد َ‬ ‫ع ْن َك ِل َما ُه َو َخي ٌْر لَ َك فَلَ ُر ه‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫آج ًال أ َ ْو ُ‬ ‫ِ‬
‫َه َال ُك دِينِ َك لَ ْو أُوتِيتَهُ فَ ْلت َ ُك ْن َم ْسأَلَت ُ َك فِي َما يَ ْبقَى لَ َك َج َمالُهُ َويُ ْنفَى‬
‫ي أَنه َك‬ ‫ع ْن َك َوبَالُهُ فَ ْال َما ُل َال يَ ْبقَى لَ َك َو َال ت َ ْبقَى لَهُ َوا ْعلَ ْم يَا بُنَ ه‬ ‫َ‬
‫ت َال ِل ْل َحيَاةِ‬ ‫اء َو ِل ْل َم ْو ِ‬ ‫َاء َال ِل ْلبَقَ ِ‬ ‫ت ِل ْْل ِخ َرةِ َال ِللدُّ ْنيَا َو ِل ْلفَن ِ‬ ‫ِإنه َما ُخ ِل ْق َ‬
‫ق ِإلَى ْاآل ِخ َرةِ َوأَنه َك َ‬
‫ط ِريدُ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫َوأ َنه َك فِي قُ ْلعَ ٍة َودَ ِار بُ ْلغَ ٍة َو َ‬
‫طا ِلبُهُ َو َال بُده أَنههُ‬
‫اربُهُ َو َال يَفُوتُهُ َ‬ ‫ت الهذِي َال يَ ْن ُجو ِم ْنهُ َه ِ‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫س ِيّئَ ٍة قَ ْد‬‫علَى َحا ٍل َ‬ ‫ت َ‬ ‫علَى َحذَ ِر أ َ ْن يُ ْد ِر َك َك َوأَ ْن َ‬ ‫ُم ْد ِر ُكهُ فَ ُك ْن ِم ْنهُ َ‬
‫ت‬ ‫س َك ِم ْن َها ِبالت ه ْوبَ ِة فَيَ ُحو َل بَ ْين ََك َوبَيْنَ ذَ ِل َك فَإِذَا أَ ْن َ‬
‫ِث نَ ْف َ‬‫ت ت ُ َحدّ ُ‬ ‫ُك ْن َ‬
‫س َك ‪.‬‬‫ت نَ ْف َ‬‫قَ ْد أ َ ْهلَ ْك َ‬

‫ذكرُالموت‬
‫ضي بَ ْعدَ‬ ‫علَ ْي ِه َوت ُ ْف ِ‬
‫ت َو ِذ ْك ِر َما ت َ ْه ُج ُم َ‬ ‫ي أ َ ْك ِث ْر ِم ْن ِذ ْك ِر ْال َم ْو ِ‬ ‫يَا بُنَ ه‬
‫ت لَهُ‬‫شدَ ْد َ‬ ‫ت ِم ْنهُ ِح ْذ َر َك َو َ‬ ‫ت ِإلَ ْي ِه َحتهى يَأ ْ ِتيَ َك َوقَ ْد أ َ َخ ْذ َ‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫هاك أَ ْن تَ ْغتَ هر ِب َما ت َ َرى ِم ْن‬ ‫أ َ ْز َر َك َو َال يَأْتِيَ َك بَ ْغتَةً فَيَ ْب َه َر َك َو ِإي َ‬
‫ت‬ ‫ع ْن َها َونَعَ ْ‬ ‫علَ ْي َها فَقَ ْد نَبهأ َ َك ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ِإ ْخ َال ِد أ َ ْه ِل الدُّ ْنيَا ِإلَ ْي َها َوت َ َكالُ ِب ِه ْم َ‬
‫ب‬‫سا ِوي َها فَإِنه َما أَ ْهلُ َها ِك َال ٌ‬ ‫ع ْن َم َ‬‫ت لَ َك َ‬ ‫شف َ ْ‬‫ع ْن نَ ْف ِس َها َوتَ َك ه‬ ‫ي لَ َك َ‬ ‫ِه َ‬
‫يز َها‬ ‫ع ِز ُ‬ ‫ض َويَأ ْ ُك ُل َ‬ ‫علَى بَ ْع ٍ‬ ‫ض َها َ‬ ‫اريَةٌ يَ ِه ُّر بَ ْع ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ع َ‬ ‫عا ِويَةٌ َو ِسبَا ٌ‬ ‫َ‬
‫ير َها نَعَ ٌم ُمعَقهلَةٌ َوأ ُ ْخ َرى ُم ْه َملَةٌ قَ ْد‬ ‫ص ِغ َ‬ ‫ير َها َ‬ ‫ذَ ِليلَ َها َويَ ْق َه ُر َك ِب ُ‬
‫عا َه ٍة ِب َو ا ٍد‬ ‫س ُرو ُح َ‬ ‫ت َم ْج ُهولَ َها ُ‬ ‫عقُولَ َها َو َر ِكبَ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ضله ْ‬ ‫أَ َ‬
‫ت ِب ِه ُم الدُّ ْنيَا‬ ‫سلَ َك ْ‬‫ْس لَ َها َراعٍ يُ ِقي ُم َها َو َال ُمسِي ٌم يُسِي ُم َها َ‬ ‫ث لَي َ‬ ‫َو ْع ٍ‬
‫َار ْال ُهدَى فَتَا ُهوا ِفي‬ ‫ع ْن َمن ِ‬ ‫ار ِه ْم َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ت ِبأ َ ْب َ‬ ‫ط ِريقَ ْالعَ َمى َوأَ َخذَ ْ‬ ‫َ‬
‫ت بِ ِه ْم َولَ ِعبُوا‬ ‫َح ْي َر ِت َها َوغ َِرقُوا ِفي ِن ْع َمتِ َها َوات ه َخذُو َها َربّا ً فَلَ ِعبَ ْ‬
‫سوا َما َو َرا َء َها ‪.‬‬ ‫ِب َها َونَ ُ‬

‫الترفقُفيُالطلب‬
‫ان يُو ِش ُك َم ْن أ َ ْس َر َ‬
‫ع‬ ‫ظع َ ُ‬ ‫ت ْاْل َ ْ‬ ‫ُر َو يْدا ً يُ ْس ِف ُر ه‬
‫الظ َال ُم َكأ َ ْن قَ ْد َو َردَ ِ‬
‫َت َم ِطيهتُهُ الله ْي َل َوالنه َه َ‬
‫ار فَإِنههُ‬ ‫ي أَ هن َم ْن َكان ْ‬ ‫أ َ ْن يَ ْل َحقَ َوا ْعلَ ْم يَا بُنَ ه‬
‫سافَةَ َو ِإ ْن َكانَ ُم ِقيما ً َوادِعا ً‬ ‫ط ُع ْال َم َ‬ ‫ار ِب ِه َو ِإ ْن َكانَ َواقِفا ً َويَ ْق َ‬ ‫س ُ‬ ‫يُ َ‬
‫س ِبي ِل‬ ‫َوا ْعلَ ْم يَ ِقينا ً أَنه َك لَ ْن ت َ ْبلُ َغ أ َ َملَ َك َولَ ْن ت َ ْعد َُو أ َ َجلَ َك َوأَنه َك فِي َ‬
‫ب فَإِنههُ ُر ه‬
‫ب‬ ‫س ِ‬ ‫ب َوأَ ْج ِم ْل فِي ْال ُم ْكت َ َ‬ ‫ض فِي ه‬
‫الطلَ ِ‬ ‫َم ْن َكانَ قَ ْبلَ َك فَ َخ ِفّ ْ‬
‫ق َو َال ُك ُّل‬‫ب ِب َم ْر ُزو ٍ‬ ‫طا ِل ٍ‬‫ْس ُك ُّل َ‬ ‫ب َولَي َ‬ ‫ب قَ ْد َج هر ِإلَى َح َر ٍ‬ ‫طلَ ٍ‬ ‫َ‬
‫ساقَتْ َك ِإلَى‬ ‫ع ْن ُك ِّل دَنِيه ٍة َو ِإ ْن َ‬ ‫س َك َ‬ ‫وم َوأ َ ْك ِر ْم نَ ْف َ‬‫ُم ْج ِم ٍل ِب َم ْح ُر ٍ‬
‫ِك ِع َو ضا ً َو َال ت َ ُك ْن‬ ‫اض بِ َما ت َ ْبذُ ُل ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫ب فَإِنه َك لَ ْن ت َ ْعت َ َ‬ ‫الرغَائِ ِ‬ ‫ه‬
‫َّللاُ ُح ّرا ً َو َما َخي ُْر َخي ٍْر َال يُنَا ُل ِإ هال ِبش ٍ َّر‬ ‫غي ِْر َك َوقَ ْد َجعَلَ َك ه‬ ‫ع ْبدَ َ‬ ‫َ‬
‫طايَا ه‬
‫الط َم ِع‬ ‫ف ِب َك َم َ‬ ‫وج َ‬‫هاك أ َ ْن ت ُ ِ‬‫َويُ ْس ٍر َال يُنَا ُل ِإ هال ِبعُ ْس ٍر َو ِإي َ‬
‫ت أَ هال يَ ُكونَ بَ ْين ََك َوبَيْنَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ط ْع َ‬‫وردَ َك َمنَا ِه َل ْال َهلَ َك ِة َو ِإ ِن ا ْست َ َ‬ ‫فَت ُ ِ‬
‫ِير ِمنَ‬ ‫س ْه َم َك َو ِإ هن ْاليَس َ‬ ‫آخذٌ َ‬ ‫ذُو نِ ْع َم ٍة فَا ْفعَ ْل فَإِنه َك ُم ْد ِر ٌك قَ ْس َم َك َو ِ‬
‫ير ِم ْن خ َْل ِق ِه َو ِإ ْن َكانَ ُك ٌّل ِم ْنهُ‬ ‫ظ ُم َوأ َ ْك َر ُم ِمنَ ْال َكثِ ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ أ َ ْع َ‬
‫َّللاِ ُ‬‫ه‬
‫‪.‬‬

‫وصاياُشتى‬
‫ات ِم ْن‬ ‫س ُر ِم ْن ِإ ْد َرا ِك َك َما فَ َ‬ ‫ص ْمتِ َك أَ ْي َ‬
‫ط ِم ْن َ‬ ‫يك َما فَ َر َ‬ ‫َوت َ َالفِ َ‬
‫ظ َما فِي يَدَي َْك‬ ‫اء َو ِح ْف ُ‬ ‫ش ِدّ ْال ِو َك ِ‬‫اء ِب َ‬ ‫ع ِ‬‫ظ َما فِي ْال ِو َ‬ ‫َم ْن ِط ِق َك َو ِح ْف ُ‬
‫ارة ُ ْاليَأ ْ ِس َخي ٌْر ِمنَ‬ ‫غي ِْر َك َو َم َر َ‬ ‫ي َ‬ ‫ب َما ِفي يَدَ ْ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫ي ِم ْن َ‬ ‫ب ِإلَ ه‬ ‫أَ َح ُّ‬
‫ور‬‫اس َو ْال ِح ْرفَةُ َم َع ْال ِعفه ِة َخي ٌْر ِمنَ ْال ِغنَى َم َع ْالفُ ُج ِ‬ ‫ب ِإلَى النه ِ‬ ‫ه‬
‫الطلَ ِ‬
‫ض ُّرهُ َم ْن أ َ ْكثَ َر أَ ْه َج َر‬‫ساعٍ ِفي َما يَ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ظ ِلس ِ ِّر ِه َو ُر ه‬ ‫َو ْال َم ْر ُء أَ ْحفَ ُ‬
‫ار ْن أ َ ْه َل ْال َخي ِْر تَ ُك ْن ِم ْن ُه ْم َوبَا ِي ْن أَ ْه َل ال ه‬
‫ش ِ ّر‬ ‫ص َر قَ ِ‬ ‫َو َم ْن تَفَ هك َر أَ ْب َ‬
‫الظ ْل ِم ِإذَا‬
‫ش ُّ‬ ‫يف أَ ْف َح ُ‬ ‫ض ِع ِ‬ ‫ظ ْل ُم ال ه‬ ‫الطعَا ُم ْال َح َرا ُم َو ُ‬ ‫س ه‬ ‫ع ْن ُه ْم ِبئْ َ‬ ‫ت َ ِب ْن َ‬
‫الر ْف ُق ُخ ْرقا ً َكانَ ْال ُخ ْر ُق ِر ْفقا ً ُربه َما َكانَ الده َو ا ُء دَا ًء َوالدها ُء‬ ‫َكانَ ِ ّ‬
‫هاك‬
‫ص ُح َو ِإي َ‬ ‫َش ْال ُم ْستَ ْن َ‬ ‫ح َوغ ه‬ ‫اص ِ‬ ‫غي ُْر النه ِ‬ ‫ص َح َ‬ ‫دَ َو ا ًء َو ُربه َما نَ َ‬
‫ظ‬‫ضائِ ُع النه ْو َكى َو ْالعَ ْق ُل ِح ْف ُ‬ ‫علَى ْال ُمنَى فَإِنه َها بَ َ‬ ‫َو ِاال ِت ّ َكا َل َ‬
‫صةَ قَ ْب َل أ َ ْن‬ ‫ظ َك بَاد ِِر ْالفُ ْر َ‬ ‫ع َ‬ ‫ْت َما َو َ‬ ‫ب َو َخي ُْر َما َج هرب َ‬ ‫ار ِ‬ ‫الت ه َج ِ‬
‫وب َو ِمنَ‬ ‫ب يَئ ُ ُ‬ ‫يب َو َال ُك ُّل غَائِ ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫ب يُ ِ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ْس ُك ُّل َ‬ ‫صةً لَي َ‬ ‫غ ه‬ ‫ت َ ُكونَ ُ‬
‫ف‬ ‫س ْو َ‬ ‫عاقِبَةٌ َ‬ ‫سدَة ُ ْال َم َعا ِد َو ِل ُك ِّل أ َ ْم ٍر َ‬ ‫الزا ِد َو َم ْف َ‬ ‫عةُ ه‬ ‫ضا َ‬ ‫سا ِد ِإ َ‬ ‫ْالفَ َ‬
‫ير َال‬ ‫ِير أ َ ْن َمى ِم ْن َكثِ ٍ‬ ‫ب يَس ٍ‬ ‫َاط ٌر َو ُر ه‬ ‫اج ُر ُمخ ِ‬ ‫يك َما قُدّ َِر لَ َك الت ه ِ‬ ‫يَأ ْتِ َ‬
‫سا ِه ِل الده ْه َر َما ذَ هل‬ ‫ين َ‬ ‫ظنِ ٍ‬ ‫ق َ‬ ‫صدِي ٍ‬ ‫ين َو َال فِي َ‬ ‫ين َم ِه ٍ‬ ‫َخي َْر فِي ُم ِع ٍ‬
‫هاك أَ ْن تَ ْج َم َح‬ ‫ش ْيءٍ َر َجا َء أَ ْكثَ َر ِم ْنهُ َو ِإي َ‬ ‫َاط ْر بِ َ‬ ‫لَ َك قَعُودُهُ َو َال تُخ ِ‬
‫علَى‬ ‫ص ْر ِم ِه َ‬ ‫يك ِع ْندَ َ‬ ‫س َك ِم ْن أ َ ِخ َ‬ ‫اح ِم ْل نَ ْف َ‬ ‫اج ْ‬ ‫ِب َك َم ِطيهةُ الله َج ِ‬
‫اربَ ِة َو ِع ْندَ ُج ُمو ِد ِه َعلَى‬ ‫ف َو ْال ُمقَ َ‬ ‫ط ِ‬ ‫علَى الله َ‬ ‫صدُو ِد ِه َ‬ ‫صلَ ِة َو ِع ْندَ ُ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫ين َو ِع ْندَ‬ ‫اللّ ِ‬‫علَى ِ‬ ‫ع ِد ِه َعلَى الدُّنُ ّ ِو َو ِع ْندَ ِشده ِت ِه َ‬ ‫ْالبَ ْذ ِل َو ِع ْندَ تَبَا ُ‬
‫علَي َْك‬ ‫ع ْبدٌ َو َكأَنههُ ذُو نِ ْع َم ٍة َ‬ ‫علَى ْالعُ ْذ ِر َحتهى َكأَنه َك لَهُ َ‬ ‫ُج ْر ِم ِه َ‬
‫ض ِع ِه أ َ ْو أَ ْن تَ ْفعَلَهُ ِبغَي ِْر أ َ ْه ِل ِه َال‬ ‫غي ِْر َم ْو ِ‬ ‫ض َع ذَ ِل َك فِي َ‬ ‫هاك أ َ ْن ت َ َ‬ ‫َو ِإي َ‬
‫ض أ َخ َ‬
‫َاك‬ ‫صدِيقَ َك َو ْام َح ْ‬ ‫ِي َ‬ ‫صدِيقا ً فَتُعَاد َ‬ ‫صدِي ِق َك َ‬ ‫عد َُو َ‬ ‫تَت ه ِخذَ هن َ‬
‫ظ فَإِنِّي لَ ْم أ َ َر‬ ‫َت أ َ ْو قَ ِبي َحةً َوت َ َج هرعِ ْالغَ ْي َ‬ ‫سنَةً َكان ْ‬ ‫صي َحةَ َح َ‬ ‫النه ِ‬
‫ظ َك فَإِنههُ‬ ‫عاقِبَةً َو َال أَلَذه َمغَبهةً َو ِل ْن ِل َم ْن غَالَ َ‬ ‫عةً أ َ ْحلَى ِم ْن َها َ‬ ‫ُج ْر َ‬
‫ض ِل فَإِنههُ أَ ْحلَى‬ ‫عد ّ ُِو َك ِب ْالفَ ْ‬ ‫يُو ِش ُك أ َ ْن يَ ِلينَ لَ َك َو ُخ ْذ َعلَى َ‬
‫ِك بَ ِقيهةً‬ ‫ق لَهُ ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫يك فَا ْستَ ْب ِ‬ ‫ت قَ ِطيعَةَ أَ ِخ َ‬ ‫الظفَ َري ِْن َو ِإ ْن أ َ َر ْد َ‬ ‫ه‬
‫ِق‬‫صدّ ْ‬ ‫ظ هن ِب َك َخيْرا ً فَ َ‬ ‫يَ ْر ِج ُع ِإلَ ْي َها ِإ ْن بَدَا لَهُ ذَ ِل َك يَ ْوما ً َما َو َم ْن َ‬
‫علَى َما بَ ْين ََك َوبَ ْينَهُ فَإِنههُ لَي َ‬
‫ْس‬ ‫يك ا ِت ّ َك ًاال َ‬ ‫ضيعَ هن َح هق أ َ ِخ َ‬ ‫ظنههُ َو َال ت ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ق ِب َك َو َال‬ ‫ت َحقههُ َو َال يَ ُك ْن أَ ْهلُ َك أ َ ْشقَى ْالخ َْل ِ‬ ‫ض ْع َ‬ ‫خ َم ْن أ َ َ‬ ‫لَ َك ِبأ َ ٍ‬
‫علَى قَ ِطيعَتِ َك‬ ‫وك أ َ ْق َو ى َ‬ ‫ع ْن َك َو َال يَ ُكون هَن أَ ُخ َ‬ ‫غبَ هن فِي َم ْن زَ ِهدَ َ‬ ‫ت َ ْر َ‬
‫علَى‬ ‫سا َءةِ أَ ْق َو ى ِم ْن َك َ‬ ‫علَى ْ ِ‬
‫اْل َ‬ ‫صلَتِ ِه َو َال ت َ ُكون هَن َ‬ ‫علَى ِ‬ ‫ِم ْن َك َ‬
‫ظلَ َم َك فَإِنههُ يَ ْسعَى فِي‬ ‫ظ ْل ُم َم ْن َ‬ ‫علَي َْك ُ‬ ‫ان َو َال يَ ْكبُ َر هن َ‬ ‫س ِ‬ ‫اْل ْح َ‬ ‫ِْ‬
‫ي‬ ‫سو َءهُ َوا ْعلَ ْم يَا بُنَ ه‬ ‫س هر َك أَ ْن تَ ُ‬ ‫ْس َجزَ ا ُء َم ْن َ‬ ‫ض هرتِ ِه َونَ ْف ِع َك َولَي َ‬ ‫َم َ‬
‫ت لَ ْم تَأْتِ ِه‬ ‫طلُبُ َك فَإِ ْن أَ ْن َ‬ ‫طلُبُهُ َو ِر ْز ٌق يَ ْ‬ ‫ان ِر ْز ٌق ت َ ْ‬ ‫الر ْزقَ ِر ْزقَ ِ‬ ‫أ َ هن ِ ّ‬
‫ع ِع ْندَ ْال َحا َج ِة َو ْال َجفَا َء ِع ْندَ ْال ِغنَى ِإنه َما لَ َك‬ ‫ضو َ‬ ‫اك َما أ َ ْقبَ َح ْال ُخ ُ‬ ‫أَت َ َ‬
‫علَى َما‬ ‫ازعا ً َ‬ ‫ت َج ِ‬ ‫اك َو ِإ ْن ُك ْن َ‬ ‫ت ِب ِه َمثْ َو َ‬ ‫صلَ ْح َ‬ ‫اك َما أ َ ْ‬ ‫ِم ْن دُ ْنيَ َ‬
‫علَى‬ ‫ص ْل ِإلَي َْك ا ْستَ ِد هل َ‬ ‫علَى ُك ِّل َما لَ ْم يَ ِ‬ ‫اجزَ ْع َ‬ ‫ت ِم ْن يَدَي َْك فَ ْ‬ ‫تَفَله َ‬
‫ور أَ ْشبَاهٌ َو َال ت َ ُكون هَن ِم هم ْن َال‬ ‫َما لَ ْم يَ ُك ْن ِب َما قَ ْد َكانَ فَإِ هن ْاْل ُ ُم َ‬
‫ظ ِب ْاآلدَا ِ‬
‫ب‬ ‫يال ِم ِه فَإِ هن ْالعَاقِ َل يَت ه ِع ُ‬ ‫ت فِي ِإ َ‬ ‫ظةُ ِإ هال ِإذَا بَالَ ْغ َ‬ ‫تَ ْنفَعُهُ ْال ِع َ‬
‫ت ْال ُه ُم ِ‬
‫وم‬ ‫ع ْن َك َو ِاردَا ِ‬ ‫اط َر ْح َ‬ ‫ب‪ْ .‬‬ ‫ض ْر ِ‬ ‫ظ ِإ هال ِبال ه‬ ‫َو ْالبَ َهائِ َم َال تَت ه ِع ُ‬
‫ب‬‫اح ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ار َوال ه‬ ‫صدَ َج َ‬ ‫ين َم ْن ت َ َر َك ْالقَ ْ‬ ‫صب ِْر َو ُح ْس ِن ْاليَ ِق ِ‬ ‫بِعَزَ ائِ ِم ال ه‬
‫يك ْالعَ َمى‬ ‫غ ْيبُهُ َو ْال َه َو ى ش َِر ُ‬ ‫صدَقَ َ‬ ‫ِيق َم ْن َ‬ ‫صد ُ‬ ‫ب َوال ه‬ ‫ُمنَا ِس ٌ‬
‫يب َم ْن‬ ‫ب أَ ْبعَدُ ِم ْن بَ ِعي ٍد َو ْالغ َِر ُ‬ ‫ب َوقَ ِري ٍ‬ ‫ب ِم ْن قَ ِري ٍ‬ ‫ب بَ ِعي ٍد أ َ ْق َر ُ‬ ‫َو ُر ه‬
‫ص َر‬ ‫ضاقَ َم ْذ َهبُهُ َو َم ِن ا ْقتَ َ‬ ‫يب َم ْن تَعَدهى ْال َح هق َ‬ ‫لَ ْم يَ ُك ْن لَهُ َح ِب ٌ‬
‫ب بَ ْين ََك َوبَيْنَ‬ ‫سب َ ٌ‬‫ت ِب ِه َ‬ ‫ب أ َ َخ ْذ َ‬ ‫س َب ٍ‬ ‫علَى قَ ْد ِر ِه َكانَ أ َ ْبقَى لَهُ َوأ َ ْوثَ ُق َ‬ ‫َ‬
‫س ِإ ْد َراكا ً ِإذَا‬ ‫ون ْاليَأ ْ ُ‬‫عد ُُّو َك قَ ْد يَ ُك ُ‬ ‫س ْب َحانَهُ َو َم ْن لَ ْم يُبَا ِل َك فَ ُه َو َ‬ ‫ه‬
‫َّللاِ ُ‬
‫اب‬‫ص ُ‬ ‫ص ٍة ت ُ َ‬ ‫ظ َه ُر َو َال ُك ُّل فُ ْر َ‬ ‫ع ْو َر ٍة ت َ ْ‬ ‫ْس ُك ُّل َ‬ ‫الط َم ُع َه َالكا ً لَي َ‬ ‫َكانَ ه‬
‫ش هر‬‫اب ْاْل َ ْع َمى ُر ْشدَهُ أَ ِ ّخ ِر ال ه‬ ‫ص َ‬ ‫صدَهُ َوأَ َ‬ ‫ير قَ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫طأ َ ْالبَ ِ‬ ‫َو ُربه َما أ َ ْخ َ‬
‫صلَةَ ْالعَاقِ ِل َم ْن‬ ‫ت تَعَ هج ْلتَهُ َوقَ ِطيعَةُ ْال َجا ِه ِل ت َ ْع ِد ُل ِ‬ ‫فَإِنه َك ِإذَا ِشئْ َ‬
‫اب‬‫ص َ‬ ‫ْس ُك ُّل َم ْن َر َمى أ َ َ‬ ‫ظ َمهُ أَ َهانَهُ لَي َ‬ ‫الز َمانَ خَانَهُ َو َم ْن أ َ ْع َ‬ ‫أَ ِمنَ ه‬
‫ق‬‫الط ِري ِ‬ ‫ق قَ ْب َل ه‬ ‫الرفِي ِ‬
‫ع ِن ه‬ ‫س ْل َ‬ ‫ان َ‬ ‫الز َم ُ‬ ‫ان تَغَي َهر ه‬ ‫ط ُ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ِإذَا تَغَي َهر ال ُّ‬
‫هاك أ َ ْن تَ ْذ ُك َر ِمنَ ْال َك َال ِم َما يَ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫ار قَ ْب َل الده ِار ِإي َ‬ ‫ع ِن ْال َج ِ‬ ‫َو َ‬
‫غي ِْر َك ‪.‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ْت ذَ ِل َك َ‬ ‫ُمض ِْحكا ً َو ِإ ْن َح َكي َ‬

‫الرأيُفيُالمرأة‬
‫ع ْز َم ُه هن ِإلَى َو ْه ٍن‬ ‫اء فَإِ هن َرأْيَ ُه هن ِإلَى أَ ْف ٍن َو َ‬ ‫هاك َو ُمش ََو َرةَ ال ِنّ َ‬
‫س ِ‬ ‫َو ِإي َ‬
‫ار ِه هن ِب ِح َجا ِب َك ِإيها ُه هن فَإِ هن ِشدهةَ ْال ِح َجا ِ‬
‫ب‬ ‫علَ ْي ِه هن ِم ْن أ َ ْب َ‬
‫ص ِ‬ ‫ف َ‬ ‫َوا ْكفُ ْ‬
‫شده ِم ْن ِإ ْدخَا ِل َك َم ْن َال يُوثَ ُق ِب ِه‬ ‫ْس ُخ ُرو ُج ُه هن ِبأ َ َ‬ ‫أَ ْبقَى َ‬
‫علَ ْي ِه هن َولَي َ‬
‫غي َْر َك فَا ْفعَ ْل َو َال ت ُ َم ِلّ ِك ْال َم ْرأَة َ‬
‫ت أَ هال يَ ْع ِر ْفنَ َ‬ ‫ط ْع َ‬ ‫علَ ْي ِه هن َو ِإ ِن ا ْستَ َ‬
‫َ‬
‫ت ِبقَ ْه َر َمانَ ٍة‬ ‫س ْ‬‫س َها فَإِ هن ْال َم ْرأَة َ َر ْي َحانَةٌ َولَ ْي َ‬ ‫ِم ْن أ َ ْم ِر َها َما َج َو زَ نَ ْف َ‬
‫ط ِم ْع َها فِي أَ ْن تَ ْشفَ َع ِلغَي ِْر َها َو ِإي َ‬
‫هاك‬ ‫س َها َو َال ت ُ ْ‬ ‫َو َال ت َ ْعدُ ِب َك َرا َمتِ َها نَ ْف َ‬
‫ص ِحي َحةَ ِإلَى‬ ‫عو ال ه‬ ‫غي َْرةٍ فَإِ هن ذَ ِل َك يَ ْد ُ‬ ‫ض ِع َ‬ ‫غي ِْر َم ْو ِ‬ ‫َوالتهغَايُ َر فِي َ‬
‫ع َم ًال‬‫ان ِم ْن َخدَ ِم َك َ‬ ‫س ٍ‬ ‫اجعَ ْل ِل ُك ِّل ِإ ْن َ‬
‫ب َو ْ‬ ‫الريَ ِ‬‫سقَ ِم َو ْالبَ ِريئَةَ ِإلَى ِ ّ‬ ‫ال ه‬
‫ِيرتَ َك‬
‫عش َ‬ ‫تَأ ْ ُخذُهُ ِب ِه فَإِنههُ أ َ ْح َرى أ َ هال يَت َ َو ا َكلُوا فِي ِخ ْد َمتِ َك َوأ َ ْك ِر ْم َ‬
‫ير َويَد َُك‬‫ص ُ‬ ‫صلُ َك الهذِي ِإلَ ْي ِه ت َ ِ‬ ‫ير َوأ َ ْ‬‫فَإِنه ُه ْم َجنَا ُح َك الهذِي بِ ِه ت َ ِط ُ‬
‫صو ُل‪.‬‬ ‫اله ِتي ِب َها ت َ ُ‬

‫دعاء‬
‫اء لَ َك فِي ْالعَ ِ‬
‫اجلَ ِة‬ ‫ض ِ‬‫اك َوا ْسأ َ ْلهُ َخي َْر ْالقَ َ‬
‫َّللاَ دِين ََك َودُ ْنيَ َ‬
‫ا ْست َ ْودِعِ ه‬
‫س َال ُم‪.‬‬‫َو ْاآل ِجلَ ِة َوالدُّ ْنيَا َو ْاآل ِخ َرةِ َوال ه‬
‫]‪[32‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫اس َكثِيرا ً َخدَ ْعت َ ُه ْم ِبغَ ِيّ َك َوأ َ ْلقَ ْيتَ ُه ْم فِي َم ْو ِ‬
‫ج‬ ‫يال ِمنَ النه ِ‬ ‫ْت ِج ً‬ ‫َوأ َ ْردَي َ‬
‫ع ْن‬‫ازوا َ‬ ‫شبُ َهاتُ فَ َج ُ‬ ‫الظلُ َماتُ َوتَتَ َال َ‬
‫ط ُم ِب ِه ُم ال ُّ‬ ‫بَ ْح ِر َك ت َ ْغشَا ُه ُم ُّ‬
‫ع َولُوا‬‫ار ِه ْم َو َ‬‫علَى أَ ْدبَ ِ‬ ‫علَى أ َ ْعقَابِ ِه ْم َوتَ َوله ْوا َ‬ ‫صوا َ‬ ‫ِو ْج َهتِ ِه ْم َونَ َك ُ‬
‫وك بَ ْعدَ‬‫ارقُ َ‬ ‫صا ِئ ِر فَإِنه ُه ْم فَ َ‬ ‫سا ِب ِه ْم ِإ هال َم ْن فَا َء ِم ْن أ َ ْه ِل ْالبَ َ‬ ‫علَى أ َ ْح َ‬ ‫َ‬
‫علَى‬ ‫َّللاِ ِم ْن ُم َوازَ َر ِت َك ِإ ْذ َح َم ْلتَ ُه ْم َ‬ ‫َم ْع ِرفَ ِت َك َو َه َربُوا ِإلَى ه‬
‫َّللاَ يَا ُمعَا ِويَةُ ِفي نَ ْفس َ‬
‫ِك‬ ‫ق ه‬ ‫ع ِن ْالقَ ْ‬
‫ص ِد فَات ه ِ‬ ‫ب َو َعدَ ْل َ‬
‫ت ِب ِه ْم َ‬ ‫ص ْع ِ‬ ‫ال ه‬
‫ع ْن َك َو ْاآل ِخ َرة َ قَ ِريبَةٌ‬ ‫طانَ قِيَادَ َك فَإِ هن الدُّ ْنيَا ُم ْنقَ ِطعَةٌ َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ب ال ه‬ ‫َو َجا ِذ ِ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬‫ِم ْن َك َوال ه‬
‫]‪[33‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُقثمُبنُالعباسُوهوُعاملهُعلىُمكة‬

‫ي يُ ْع ِل ُمنِي أَنههُ ُو ِ ّجهَ ِإلَى‬ ‫ب ِإلَ ه‬‫ب َكت َ َ‬ ‫ع ْينِي ِب ْال َم ْغ ِر ِ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن َ‬
‫اع‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ص ِ ّم ْاْل َ‬‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ش ِام ْالعُ ْمي ِ ْ‬
‫ال‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫َاس ِم ْن أ َ‬‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ْال َم ْو ِس ِم أ ُ‬
‫ِ‬
‫اط ِل َويُ ِطيعُونَ ْال َم ْخلوقَ‬
‫ُ‬ ‫سونَ ْال َح هق بِ ْالبَ ِ‬ ‫ار الهذِينَ يَ ْلبِ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْال ُك ْم ِه ْاْل َ ْب َ‬
‫ِين َويَ ْشت َ ُرونَ‬ ‫ق َويَ ْحتَ ِلبُونَ الدُّ ْنيَا دَ هر َها ِبالدّ ِ‬ ‫صيَ ِة ا ْلخَا ِل ِ‬ ‫ِفي َم ْع ِ‬
‫املُهُ َو َال‬ ‫ع ِ‬ ‫آج ِل ْاْلَب َْر ِار ْال ُمت ه ِقينَ َولَ ْن يَفُوزَ ِب ْال َخي ِْر ِإ هال َ‬ ‫اجلَ َها ِب ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫از ِم‬‫ام ْال َح ِ‬ ‫علَى َما ِفي يَدَي َْك ِقيَ َ‬ ‫ش ِ ّر ِإ هال فَا ِعلُهُ فَأ َ ِق ْم َ‬ ‫يُ ْجزَ ى َجزَ ا َء ال ه‬
‫هاك‬
‫ام ِه َو ِإي َ‬ ‫يع ِ ِْل َم ِ‬ ‫ْ‬ ‫س ْل َ‬‫ب التها ِب ِع ِل ُ‬ ‫ح الله ِبي ِ‬ ‫ب َوالنه ِ‬
‫طانِ ِه ال ُم ِط ِ‬ ‫اص ِ‬ ‫ص ِلي ِ‬
‫ال ه‬
‫اء‬
‫س ِ‬ ‫اء بَ ِطرا ً َو َال ِع ْندَ ْالبَأ ْ َ‬ ‫َو َما يُ ْعتَذَ ُر ِم ْنهُ َو َال ت َ ُك ْن ِع ْندَ النه ْع َم ِ‬
‫س َال ُم‪.‬‬‫فَش ًِال َوال ه‬
‫]‪[34‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلم‬
‫إلىُمحمدُبنُأبيُبكرُلماُبلغهُتوجدهُمنُعزلهُباألشترُعنُمصرُثمُتوفيُ‬
‫األشترُفيُتوجههُإلىُهناكُقبلُوصولهُإليها‬

‫ع َم ِل َك َو ِإ ِنّي‬ ‫يح ْاْل َ ْشتَ ِر ِإلَى َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد بَلَغَنِي َم ْو ِجدَت ُ َك ِم ْن ت َ ْس ِر ِ‬
‫از ِديَادا ً لَ َك ِفي ْال ِج ِدّ‬ ‫طا ًء لَ َك ِفي ْال َج ْهدَ َو َال ْ‬ ‫لَ ْم أ َ ْفعَ ْل ذَ ِل َك ا ْس ِت ْب َ‬
‫علَي َْك‬ ‫س ُر َ‬ ‫س ْل َ‬
‫طا ِن َك لَ َوله ْيت ُ َك َما ُه َوأَ ْي َ‬ ‫ِك ِم ْن ُ‬ ‫ت يَد َ‬ ‫َولَ ْو نَزَ ْعتُ َما ت َ ْح َ‬
‫الر ُج َل الهذِي ُك ْنتُ َوله ْيتُهُ أَ ْم َر‬ ‫ب ِإلَي َْك ِو َاليَةً ِإ هن ه‬ ‫َمئُونَةً َوأ َ ْع َج ُ‬
‫شدِيدا ً نَا ِقما ً فَ َر ِح َمهُ‬ ‫عد ّ ُِونَا َ‬ ‫علَى َ‬ ‫َاصحا ً َو َ‬‫ص َر َكانَ َر ُج ًال لَنَا ن ِ‬ ‫ِم ْ‬
‫ضونَ أَ ْو َالهُ‬ ‫ع ْنهُ َرا ُ‬ ‫َّللاُ فَلَقَ ِد ا ْست َ ْك َم َل أَيها َمهُ َو َالقَى ِح َما َمهُ َون َْح ُن َ‬ ‫ه‬
‫علَى‬ ‫ض َ‬ ‫ص ِح ْر ِلعَد ّ ُِو َك َو ْام ِ‬ ‫اب لَهُ فَأ َ ْ‬
‫ف الث ه َو َ‬ ‫ع َ‬‫ضا َ‬ ‫َّللاُ ِرض َْوانَهُ َو َ‬ ‫ه‬
‫س ِبي ِل َر ِبّ َك‬‫ع ِإلى َ‬ ‫اربَ َك َوا ْد ُ‬ ‫ب َم ْن َح َ‬ ‫ش ِ ّم ْر ِل َح ْر ِ‬‫يرتِ َك َو َ‬ ‫ص َ‬ ‫بَ ِ‬
‫علَى َما يُ ْن ِز ُل ِب َك‬ ‫اّلِلِ يَ ْك ِف َك َما أ َ َه هم َك َويُ ِع ْن َك َ‬
‫َوأ َ ْكثِ ِر ِاال ْستِعَانَةَ ِب ه‬
‫ِإ ْن شَا َء ه‬
‫َّللاُ‪.‬‬
‫]‪[35‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُعبدُهللاُبنُالعباسُبعدُمقتلُمحمدُبنُأبيُبكر‬

‫َّللاُ قَ ِد‬‫ت َو ُم َح همدُ ب ُْن أَ ِبي بَ ْك ٍر َر ِح َمهُ ه‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ِم ْ‬
‫ص َر قَ ِد ا ْفتُتِ َح ْ‬
‫سيْفا ً‬‫ام ًال َكادِحا ً َو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫َاصحا ً َو َ‬ ‫َّللاِ ن َْحت َ ِسبُهُ َولَدا ً ن ِ‬
‫ا ْست ُ ْش ِهدَ فَ ِع ْندَ ه‬
‫علَى لَ َحاقِ ِه َوأ َ َم ْرت ُ ُه ْم‬ ‫اس َ‬ ‫اطعا ً َو ُر ْكنا ً دَافِعا ً َوقَ ْد ُك ْنتُ َحثَثْتُ النه َ‬ ‫قَ ِ‬
‫ع ْودا ً َوبَ ْدءا ً فَ ِم ْن ُه ُم‬‫ِب ِغيَا ِث ِه قَ ْب َل ْال َو ْقعَ ِة َودَ َع ْوت ُ ُه ْم ِس ّرا ً َو َج ْهرا ً َو َ‬
‫ارها ً َو ِم ْن ُه ُم ْال ُم ْعت َ ُّل َكاذِبا ً َو ِم ْن ُه ُم ْالقَا ِعدُ خَاذ ًِال أ َ ْسأ َ ُل ه‬
‫َّللاَ‬ ‫ْاآل ِتي َك ِ‬
‫ط َم ِعي ِع ْندَ‬ ‫َّللاِ لَ ْو َال َ‬ ‫اج ًال فَ َو ه‬ ‫ع ِ‬ ‫تَعَالَى أ َ ْن يَ ْجعَ َل ِلي ِم ْن ُه ْم فَ َرجا ً َ‬
‫علَى ْال َمنِيه ِة َْل َ ْحبَبْتُ‬ ‫ش َهادَ ِة َوت َ ْو ِطينِي نَ ْفسِي َ‬ ‫عد ّ ُِوي فِي ال ه‬ ‫ِلقَائِي َ‬
‫ي ِب ِه ْم أَبَداً‪.‬‬ ‫احدا ً َو َال أَ ْلت َ ِق َ‬
‫أَ هال أ َ ْلقَى َم َع َه ُؤ َال ِء يَ ْوما ً َو ِ‬
‫]‪[36‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلم‬
‫إلىُأخيهُعقيلُبنُأبيُطالبُفيُذكرُجيشُأنفذهُإلىُبعضُاألعداءُوُهوُجوابُ‬
‫كتابُكتبهُإليهُعقيل‬

‫ش هم َر‬‫س هر ْحتُ ِإلَ ْي ِه َجيْشا ً َكثِيفا ً ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ فَلَ هما بَلَغَهُ ذَ ِل َك َ‬ ‫فَ َ‬
‫س‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ت ال ه‬ ‫طفهلَ ِ‬‫ق َوقَ ْد َ‬ ‫الط ِري ِ‬‫ض ه‬ ‫ص نَادِما ً فَلَ ِحقُوهُ ِببَ ْع ِ‬ ‫اربا ً َونَ َك َ‬ ‫َه ِ‬
‫ع ٍة َحتهى‬ ‫سا َ‬ ‫ف َ‬ ‫شيْئا ً َك َال َو َال فَ َما َكانَ ِإ هال َك َم ْو ِق ِ‬ ‫ب فَا ْقتَتَلُوا َ‬ ‫ْليَا ِ‬ ‫ِل ْ ِ‬
‫ق‬‫الر َم ِ‬ ‫غي ُْر ه‬ ‫ق َولَ ْم يَبْقَ ِم ْنهُ َ‬ ‫نَ َجا َج ِريضا ً بَ ْعدَ َما أ ُ ِخذَ ِم ْنهُ ِب ْال ُم َخنه ِ‬
‫ض َال ِل‬ ‫ض ُه ْم فِي ال ه‬ ‫ع ْن َك قُ َريْشا ً َوتَ ْر َكا َ‬ ‫فَ ََلْيا ً ِب ََلْي ٍ َما نَ َجا فَدَ ْع َ‬
‫علَى‬ ‫ق َو ِج َما َح ُه ْم فِي ال ِت ّي ِه فَإِنه ُه ْم قَ ْد أ َ ْج َمعُوا َ‬ ‫شقَا ِ‬ ‫َوت َ ْج َوالَ ُه ْم فِي ال ِ ّ‬
‫َّللاِ صلى هللا عليه‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ب َر ُ‬ ‫علَى َح ْر ِ‬ ‫َح ْر ِبي َكإِ ْج َما ِع ِه ْم َ‬
‫طعُوا َر ِح ِمي‬ ‫ع ِنّي ْال َج َو ِازي فَقَ ْد قَ َ‬ ‫ت قُ َريْشا ً َ‬ ‫وآله قَ ْب ِلي فَ َجزَ ْ‬
‫ع ْنهُ ِم ْن َرأْ ِيي فِي‬ ‫ت َ‬ ‫سأ َ ْل َ‬‫طانَ اب ِْن أ ُ ِ ّمي َوأ َ هما َما َ‬ ‫س ْل َ‬
‫سلَبُونِي ُ‬ ‫َو َ‬
‫َّللاَ َال يَ ِزيدُنِي َكثْ َرة ُ‬ ‫ْال ِقتَا ِل فَإِ هن َرأْ ِيي قِتَا ُل ْال ُم ِح ِلّينَ َحتهى أَ ْلقَى ه‬
‫سبَ هن ابْنَ أَبِ َ‬
‫يك‬ ‫شةً َو َال ت َ ْح َ‬ ‫عنِّي َو ْح َ‬ ‫اس َح ْو ِلي ِع هزة ً َو َال تَفَ ُّرقُ ُه ْم َ‬ ‫النه ِ‬
‫ضي ِْم َوا ِهنا ً َو َال‬ ‫شِعا ً َو َال ُم ِق ّرا ً ِلل ه‬ ‫ض ِ ّرعا ً ُمتَ َخ ّ‬ ‫اس ُمت َ َ‬ ‫َولَ ْو أَ ْسلَ َمهُ النه ُ‬
‫ب ْال ُمتَقَ ِعّ ِد َولَ ِكنههُ‬ ‫لرا ِك ِ‬ ‫الز َم ِام ِل ْلقَا ِئ ِد َو َال َو ِطي َء ه‬
‫الظ ْه ِر ِل ه‬ ‫س ِّ‬ ‫س ِل َ‬ ‫َ‬
‫ور‬
‫صب ُ ٌ‬ ‫ت فَإِنه ِني َ‬ ‫ْف أ َ ْن َ‬ ‫س ِل ٍيم ‪ .‬فَإِ ْن ت َ ْسأ َ ِلي ِني َكي َ‬ ‫َك َما قَا َل أ َ ُخو بَ ِني َ‬
‫ت‬‫ي أَ ْن ت ُ َرى ِبي َكآبَةٌ فَيَ ْش َم َ‬ ‫علَ ه‬ ‫يب يَ ِع ُّز َ‬ ‫ص ِل ُ‬
‫ان َ‬ ‫الز َم ِ‬ ‫ب ه‬ ‫علَى َر ْي ِ‬ ‫َ‬
‫يب ‪.‬‬‫سا َء َح ِب ُ‬ ‫عا ٍد أ َ ْو يُ َ‬ ‫َ‬
‫]‪[37‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫ع ِة َو ْال َحي َْرةِ ْال ُمتهبَعَ ِة‬‫شده لُ ُزو َم َك ِل َْل َ ْه َوا َء ْال ُم ْبتَدَ َ‬ ‫َّللاِ َما أ َ َ‬
‫س ْب َحانَ ه‬ ‫فَ ُ‬
‫ي ِ هّلِلِ ِط ْلبَةٌ َو َعلَى‬ ‫ق الهتِي ِه َ‬ ‫اح ْال َوثَائِ ِ‬ ‫اط َر ِ‬‫ق َو ِ ّ‬ ‫يع ْال َحقَائِ ِ‬ ‫ض ِي ِ‬ ‫َم َع ت َ ْ‬
‫عثْ َمانَ َوقَتَلَتِ ِه فَإِنه َك ِإنه َما‬‫علَى ُ‬ ‫ار َك ْال ِح َجا َج َ‬ ‫ِعبَا ِد ِه ُح هجةٌ فَأ َ هما ِإ ْكث َ ُ‬
‫ص ُر‬ ‫ْث َكانَ النه ْ‬ ‫ص ُر لَ َك َو َخذَ ْلتَهُ َحي ُ‬ ‫ْث َكانَ النه ْ‬ ‫عثْ َمانَ َحي ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ص ْر َ‬‫نَ َ‬
‫لَهُ َوال ه‬
‫س َال ُم ‪.‬‬
‫]‪[38‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأهلُمصرُلماُولىُعليهمُاألشتر‬

‫َضبُوا ِ هّلِلِ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإلَى ْالقَ ْو ِم الهذِينَ غ ِ‬ ‫ي ٍ أ َ ِم ِ‬


‫ع ِل ّ‬ ‫ع ْب ِد ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫س َرا ِدقَهُ‬ ‫ب ْال َج ْو ُر ُ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ب ِب َح ِقّ ِه فَ َ‬ ‫ض ِه َوذُ ِه َ‬ ‫ي فِي أ َ ْر ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِحينَ ُ‬
‫وف يُ ْست َ َرا ُح ِإلَ ْي ِه‬ ‫الظا ِع ِن فَ َال َم ْع ُر ٌ‬ ‫اج ِر َو ْال ُم ِق ِيم َو ه‬ ‫علَى ْالبَ ِ ّر َو ْالفَ ِ‬ ‫َ‬
‫عبْدا ً ِم ْن ِعبَا ِد ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ع ْنهُ أَ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد بَعَثْتُ ِإلَ ْي ُك ْم َ‬ ‫َو َال ُم ْن َك ٌر يُتَنَا َهى َ‬
‫شده‬ ‫الر ْوعِ أَ َ‬ ‫ت ه‬ ‫عا ِ‬ ‫سا َ‬ ‫اء َ‬ ‫ع ِن ْاْل َ ْعدَ ِ‬ ‫ف َو َال يَ ْن ُك ُل َ‬ ‫هام ْالخ َْو ِ‬ ‫َال يَنَا ُم أَي َ‬
‫ث أَ ُخو َم ْذ ِح ٍ‬
‫ج‬ ‫ار ِ‬ ‫ار َو ُه َو َما ِل ُك ب ُْن ْال َح ِ‬ ‫ق النه ِ‬ ‫ار ِم ْن َح ِري ِ‬ ‫علَى ْالفُ هج ِ‬ ‫َ‬
‫ْف ِم ْن‬ ‫سي ٌ‬ ‫طابَقَ ْال َح هق فَإِنههُ َ‬ ‫فَا ْس َمعُوا لَهُ َوأَ ِطيعُوا أ َ ْم َرهُ فِي َما َ‬
‫ض ِريبَ ِة فَإِ ْن أَ َم َر ُك ْم أ َ ْن‬ ‫الظبَ ِة َو َال نَا ِبي ال ه‬ ‫َّللاِ َال َك ِلي ُل ُّ‬ ‫وف ه‬ ‫سي ُ ِ‬‫ُ‬
‫تَ ْن ِف ُروا فَا ْن ِف ُروا َو ِإ ْن أ َ َم َر ُك ْم أ َ ْن ت ُ ِقي ُموا فَأَقِي ُموا فَإِنههُ َال يُ ْق ِد ُم َو َال‬
‫علَى‬ ‫ع ْن أ َ ْم ِري َوقَ ْد آثَ ْرت ُ ُك ْم ِب ِه َ‬ ‫يُ ْح ِج ُم َو َال يُ َؤ ِ ّخ ُر َو َال يُقَ ِدّ ُم ِإ هال َ‬
‫علَى َ‬
‫عد ّ ُِو ُك ْم ‪.‬‬ ‫ش ِكي َمتِ ِه َ‬ ‫َصي َحتِ ِه لَ ُك ْم َو ِشدهةِ َ‬ ‫نَ ْفسِي ِلن ِ‬
‫]‪[39‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُعمروُبنُالعاص‬

‫غيُّهُ َم ْهتُوكٍ ِستْ ُرهُ‬ ‫ظا ِه ٍر َ‬ ‫ئ َ‬ ‫ت دِين ََك تَبَعا ً ِلدُ ْنيَا ْام ِر ٍ‬ ‫فَإِنه َك قَ ْد َجعَ ْل َ‬
‫ت أَثَ َرهُ‬ ‫طتِ ِه فَاتهبَ ْع َ‬ ‫يم ِب ِخ ْل َ‬‫س ِفّهُ ْال َح ِل َ‬‫يم ِب َم ْج ِل ِس ِه َويُ َ‬‫ِين ْال َك ِر َ‬‫يَش ُ‬
‫ض ْرغ َِام يَلُوذُ بِ َمخَا ِلبِ ِه َويَ ْنتَ ِظ ُر َما‬ ‫ب ِلل ِ ّ‬ ‫ع ْال َك ْل ِ‬‫ضلَهُ ا ِت ّبَا َ‬ ‫ْت فَ ْ‬ ‫طلَب َ‬‫َو َ‬
‫آخ َرت َ َك َولَ ْو ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫اك َو ِ‬ ‫ْت دُ ْنيَ َ‬ ‫س ِت ِه فَأ َ ْذ َهب َ‬‫ض ِل فَ ِري َ‬ ‫يُ ْلقَى ِإلَ ْي ِه ِم ْن فَ ْ‬
‫َّللاُ ِم ْن َك َو ِم ِن اب ِْن أَ ِبي‬ ‫ْت فَإِ ْن يُ َم ِ ّكنِّي ه‬ ‫طلَب َ‬‫ت َما َ‬ ‫ت أ َ ْد َر ْك َ‬‫أَ َخ ْذ َ‬
‫س ْفيَانَ أ َ ْج ِز ُك َما بِ َما قَده ْمت ُ َما َو ِإ ْن ت ُ ْع ِجزَ ا َوتَ ْبقَيَا فَ َما أ َ َما َم ُك َما ش ٌَّر‬ ‫ُ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫لَ ُك َما َوال ه‬
‫]‪[40‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُبعضُعماله‬

‫ت َرب َهك‬ ‫َط َ‬‫ت فَعَ ْلتَهُ فَقَ ْد أ َ ْسخ ْ‬‫ع ْن َك أَ ْم ٌر ِإ ْن ُك ْن َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد بَلَغَنِي َ‬
‫ت ْاْل َ ْر َ‬
‫ض‬ ‫ْت أ َ َمانَت َ َك بَلَغَنِي أَنه َك َج هر ْد َ‬ ‫ْت ِإ َما َم َك َوأ َ ْخزَ ي َ‬‫صي َ‬‫ع َ‬ ‫َو َ‬
‫ارفَ ْع ِإلَ ه‬
‫ي‬ ‫ت يَدَي َْك فَ ْ‬ ‫ت َما ت َ ْح َ‬ ‫ت قَدَ َمي َْك َوأ َ َك ْل َ‬‫ت َما ت َ ْح َ‬ ‫فَأ َ َخ ْذ َ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬
‫اس َوال ه‬ ‫ب النه ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ظ ُم ِم ْن ِح َ‬ ‫َّللاِ أ َ ْع َ‬
‫اب ه‬ ‫س َ‬ ‫سابَ َك َوا ْعلَ ْم أ َ هن ِح َ‬‫ِح َ‬
‫]‪[41‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُبعضُعماله‬

‫اري‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ ِنّي ُك ْنتُ أ َ ْش َر ْكت ُ َك فِي أ َ َمانَتِي َو َجعَ ْلت ُ َك ِشعَ ِ‬
‫طانَتِي َولَ ْم يَ ُك ْن َر ُج ٌل ِم ْن أَ ْه ِلي أَ ْوثَقَ ِم ْن َك فِي نَ ْفسِي‬ ‫َو ِب َ‬
‫الز َمانَ‬ ‫ْت ه‬ ‫ي فَلَ هما َرأَي َ‬ ‫اء ْاْل َ َمانَ ِة ِإلَ ه‬‫ساتِي َو ُم َوازَ َرتِي َوأَدَ ِ‬ ‫ِل ُم َوا َ‬
‫ت‬‫اس قَ ْد خ َِزيَ ْ‬ ‫ب َوأ َ َمانَةَ النه ِ‬ ‫ب َو ْالعَد َُوقَ ْد َح ِر َ‬ ‫ع ِ ّم َك قَ ْد َك ِل َ‬‫علَى اب ِْن َ‬ ‫َ‬
‫ظ ْه َر ْال ِم َج ِّن‬ ‫ع ِ ّم َك َ‬ ‫ْت ِالب ِْن َ‬ ‫ت قَلَب َ‬ ‫شغ ََر ْ‬ ‫ت َو َ‬ ‫َو َه ِذ ِه ْاْل ُ همةَ قَ ْد فَنَ َك ْ‬
‫ار ِقينَ َو َخذَ ْلتَهُ َم َع ْالخَا ِذ ِلينَ َو ُخ ْنتَهُ َم َع ْالخَا ِئ ِنينَ‬ ‫ار ْقتَهُ َم َع ْال ُمفَ ِ‬ ‫فَفَ َ‬
‫َّللاَ ت ُ ِريدُ‬ ‫ْت َو َكأَنه َك لَ ْم تَ ُك ِن ه‬ ‫ْت َو َال ْاْل َ َمانَةَ أَدهي َ‬ ‫سي َ‬ ‫ع ِ ّم َك آ َ‬ ‫فَ َال ابْنَ َ‬
‫ت‬‫علَى بَ ِيّنَ ٍة ِم ْن َر ِبّ َك َو َكأَنه َك ِإنه َما ُك ْن َ‬ ‫ِك َو َكأَنه َك لَ ْم ت َ ُك ْن َ‬ ‫ِب ِج َهاد َ‬
‫ع ْن فَ ْيئِ ِه ْم فَلَ هما‬ ‫ت َ ِكيدُ َه ِذ ِه ْاْل ُ همةَ َع ْن دُ ْنيَا ُه ْم َوتَ ْن ِوي ِغ هرتَ ُه ْم َ‬
‫ت ْال َوثْبَةَ‬ ‫عا َج ْل َ‬ ‫ْت ْال َك هرة َ َو َ‬ ‫شدهة ُ فِي ِخيَانَ ِة ْاْل ُ هم ِة أَ ْس َرع َ‬ ‫أَ ْم َكنَتْ َك ال ِ ّ‬
‫صونَ ِة ِْل َ َر ِام ِل ِه ْم‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن أَ ْم َوا ِل ِه ُم ْال َم ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ت َما قَدَ ْر َ‬ ‫ط ْف َ‬‫اخت َ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ِيرةَ فَ َح َم ْلتَهُ‬ ‫ب ْاْلَزَ ِّل دَ ِاميَةَ ْال ِم ْعزَ ى ْال َكس َ‬ ‫اف ال ِذّئْ ِ‬ ‫ط َ‬ ‫اختِ َ‬‫ام ِه ُم ْ‬ ‫َوأ َ ْيت َ ِ‬
‫غي َْر ُمتَأ َ ِث ّ ٍم ِم ْن أ َ ْخ ِذ ِه َكأَنه َك َال‬ ‫ص ْد ِر بِ َح ْم ِل ِه َ‬ ‫يب ال ه‬ ‫از َر ِح َ‬ ‫ِإلَى ْال ِح َج ِ‬
‫س ْب َحانَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫يك َوأ ُ ِ ّم َك فَ ُ‬ ‫ت ِإلَى أ َ ْه ِل َك ت ُ َراثَ َك ِم ْن أَ ِب َ‬ ‫أَبَا ِلغَي ِْر َك َحدَ ْر َ‬
‫ب أَيُّ َها ْال َم ْعدُودُ َكانَ‬ ‫سا ِ‬ ‫اش ْال ِح َ‬ ‫َاف ِنقَ َ‬ ‫أَ َما تُؤْ ِم ُن ِب ْال َمعَا ِد أَ َو َما تَخ ُ‬
‫ت تَ ْعلَ ُم‬ ‫طعَاما ً َوأَ ْن َ‬ ‫ْف تُسِي ُغ ش ََرابا ً َو َ‬ ‫ب َكي َ‬ ‫ِع ْندَنَا ِم ْن أُو ِلي ْاْل َ ْلبَا ِ‬
‫سا َء‬ ‫اْل َما َء َوت َ ْن ِك ُح ال ِنّ َ‬ ‫ع ِْ‬ ‫ب َح َراما ً َوت َ ْبتَا ُ‬ ‫أَنه َك تَأ ْ ُك ُل َح َراما ً َوتَ ْش َر ُ‬
‫ين َو ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال ُم َجا ِهدِينَ الهذِينَ‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫ِم ْن أ َ ْم َوا ِل ْاليَتَا َمى َو ْال َم َ‬
‫ق ه‬
‫َّللاَ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َه ِذ ِه ْاْل َ ْم َوا َل َوأ َ ْح َرزَ ِب ِه ْم َه ِذ ِه ْال ِب َالدَ فَات ه ِ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫أَفَا َء ه‬
‫اردُ ْد ِإلَى هَؤُ َال ِء ْالقَ ْو ِم أَ ْم َوالَ ُه ْم فَإِنه َك ِإ ْن لَ ْم ت َ ْفعَ ْل ث ُ هم أَ ْم َكنَنِي ه‬
‫َّللاُ‬ ‫َو ْ‬
‫ض َربْتُ‬ ‫س ْي ِفي الهذِي َما َ‬ ‫يك َو َْلَض ِْربَنه َك ِب َ‬ ‫َّللاِ فِ َ‬‫ِم ْن َك َْل ُ ْعذ َِر هن ِإلَى ه‬
‫سيْنَ فَعَ َال ِمثْ َل‬ ‫سنَ َو ْال ُح َ‬ ‫َّللاِ لَ ْو أَ هن ْال َح َ‬
‫ار َو َو ه‬‫ِب ِه أ َ َحدا ً ِإ هال دَ َخ َل النه َ‬
‫ظ ِف َرا ِم ِنّي ِبإِ َرادَةٍ‬‫َت لَ ُه َما ِع ْندِي َه َوادَة ٌ َو َال َ‬ ‫ت َما َكان ْ‬ ‫الهذِي فَعَ ْل َ‬
‫ظلَ َمتِ ِه َما َوأ ُ ْق ِس ُم ِب ه‬
‫اّلِلِ‬ ‫ع ْن َم ْ‬ ‫اط َل َ‬ ‫َحتهى آ ُخذَ ْال َح هق ِم ْن ُه َما َوأ ُ ِزي َح ْالبَ ِ‬
‫س ُّرنِي أ َ هن َما أ َ َخ ْذتَهُ ِم ْن أ َ ْم َوا ِل ِه ْم َح َال ٌل ِلي‬‫ب ْالعَالَ ِمينَ َما يَ ُ‬ ‫َر ّ ِ‬
‫ت ْال َمدَى‬ ‫ح ُر َويْدا ً فَ َكأَنه َك قَ ْد بَلَ ْغ َ‬‫ض ِّ‬‫يراثا ً ِل َم ْن بَ ْعدِي فَ َ‬ ‫أَتْ ُر ُكهُ ِم َ‬
‫علَي َْك أَ ْع َمالُ َك بِ ْال َم َح ِّل الهذِي‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ع ِر َ‬ ‫ت الث ه َرى َو ُ‬ ‫ت ت َ ْح َ‬ ‫َودُفِ ْن َ‬
‫الر ْجعَةَ َو َ‬
‫الت‬ ‫ض ِيّ ُع ِفي ِه ه‬ ‫الظا ِل ُم ِفي ِه ِب ْال َح ْس َر ِة َويَت َ َمنهى ْال ُم َ‬
‫يُنَادِي ه‬
‫ناص ‪.‬‬ ‫ِحينَ َم ٍ‬
‫]‪[42‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلم‬
‫إلىُعمرُبنُأبيُسلمةُالمخزوميُوكانُعاملهُعلىُالبحرين‪ُ،‬فعزله‪ُ،‬واستعملُ‬
‫نعمانُبنُعجَلنُالزرقيُمكانه‬

‫علَى‬ ‫ي َ‬ ‫ع ْج َالنَ ُّ‬


‫الز َرقِ ه‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ ِنّي قَ ْد َولهيْتُ النُّ ْع َمانَ ب ِْن َ‬
‫س ْن َ‬
‫ت‬ ‫علَي َْك فَلَقَ ْد أ َ ْح َ‬ ‫ب َ‬ ‫ْالبَ ْح َري ِْن َونَزَ ْعتُ يَدَ َك ِب َال ذَ ٍ ّم لَ َك َو َال تَثْ ِري ٍ‬
‫وم َو َال ُمت ه َه ٍم َو َال‬ ‫ين َو َال َملُ ٍ‬ ‫ظ ِن ٍ‬ ‫غي َْر َ‬ ‫ْال ِو َاليَةَ َوأَدهي َ‬
‫ْت ْاْل َ َمانَةَ فَأ َ ْق ِب ْل َ‬
‫ش ِام َوأَ ْحبَبْتُ أ َ ْن‬ ‫ظلَ َم ِة أَ ْه ِل ال ه‬
‫ِير ِإلَى َ‬ ‫وم فَلَقَ ْد أ َ َردْتُ ْال َمس َ‬‫َمأْث ُ ٍ‬
‫علَى ِج َها ِد ْال َعد ّ ُِو َو ِإقَا َم ِة‬ ‫ظ ِه ُر ِب ِه َ‬ ‫ت َ ْش َهدَ َم ِعي فَإِنه َك ِم هم ْن أ َ ْست َ ْ‬
‫ِين ِإ ْن شَا َء ه‬
‫َّللاُ‪.‬‬ ‫ع ُمو ِد الدّ ِ‬ ‫َ‬
‫]‪[43‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمصقلةُبنُهبيرةُالشيبانيُوهوُعاملهُعلىُ‬
‫أردشيرُخرة‬

‫ْت‬
‫صي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ت ِإلَ َه َك َو َ‬‫َط َ‬ ‫ت فَعَ ْلتَهُ فَقَ ْد أ َ ْسخ ْ‬ ‫ع ْن َك أ َ ْم ٌر ِإ ْن ُك ْن َ‬
‫بَلَغَ ِني َ‬
‫ِإ َما َم َك أَنه َك ت َ ْق ِس ُم فَ ْي َء ْال ُم ْس ِل ِمينَ الهذِي َحازَ تْهُ ِر َما ُح ُه ْم َو ُخيُولُ ُه ْم‬
‫ب قَ ْو ِم َك فَ َوالهذِي‬ ‫علَ ْي ِه ِد َما ُؤ ُه ْم فِي َم ِن ا ْعتَا َم َك ِم ْن أَع َْرا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫َوأ ُ ِريقَ ْ‬
‫ي َه َوانا ً‬ ‫علَ ه‬‫س َمةَ لَئِ ْن َكانَ ذَ ِل َك َحقّا ً لَتَ ِجدَ هن لَ َك َ‬ ‫فَلَقَ ْال َحبهةَ َوبَ َرأَ النه َ‬
‫ص ِل ْح دُ ْنيَ َ‬
‫اك‬ ‫ق َر ِبّ َك َو َال ت ُ ْ‬‫َولَتَ ِخفه هن ِع ْندِي ِميزَ انا ً فَ َال تَ ْست َ ِه ْن بِ َح ّ ِ‬
‫س ِرينَ أَ ْع َم ًاال أَ َال َو ِإ هن َح هق َم ْن قِبَلَ َك‬ ‫ق دِينِ َك فَت َ ُكونَ ِمنَ ْاْل َ ْخ َ‬ ‫ِب َم ْح ِ‬
‫س َوا ٌء يَ ِردُونَ ِع ْندِي‬ ‫َوقِبَلَنَا ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ فِي قِ ْس َم ِة َهذَا ْالفَ ْي ِء َ‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬
‫صد ُُرونَ َ‬ ‫علَ ْي ِه َويَ ْ‬
‫َ‬
‫]‪[44‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُزيادُابنُأبيهُوُقدُبلغهُأنُمعاويةُكتبُإليهُيريدُ‬
‫خديعتهُباستلحاقه‬

‫ب ِإلَي َْك يَ ْست َ ِز ُّل لُب َهك َويَ ْستَ ِف ُّل غ َْربَ َك‬ ‫ع َر ْفتُ أَ هن ُمعَا ِويَةَ َكتَ َ‬ ‫َوقَ ْد َ‬
‫ان يَأ ْ ِتي ْال َم ْر َء ِم ْن بَي ِْن يَدَ ْي ِه َو ِم ْن خ َْل ِف ِه‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫احذَ ْرهُ فَإِنه َما ُه َوال ه‬‫فَ ْ‬
‫ب ِغ هرتَهُ َوقَ ْد َكانَ‬ ‫ع ْن ِش َما ِل ِه ِليَ ْقتَ ِح َم َ‬
‫غ ْفلَتَهُ َويَ ْست َ ِل َ‬ ‫ع ْن يَ ِمينِ ِه َو َ‬
‫َو َ‬
‫ث‬‫ب فَ ْلتَةٌ ِم ْن َحدِي ِ‬ ‫َطا ِ‬ ‫ع َم َر ب ِْن ْالخ ه‬ ‫س ْفيَانَ فِي زَ َم ِن ُ‬ ‫ِم ْن أَ ِبي ُ‬
‫ب َو َال‬ ‫س ٌ‬ ‫ان َال يَثْبُتُ ِب َها نَ َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ت ال ه‬ ‫النه ْف ِس َون َْزغَةٌ ِم ْن نَزَ غَا ِ‬
‫ث َو ْال ُمتَعَ ِلّ ُق ِب َها َك ْال َوا ِغ ِل ْال ُمدَفه ِع َوالنه ْو ِط‬ ‫يُ ْست َ َح ُّق ِب َها ِإ ْر ٌ‬
‫ب‪.‬‬‫ْال ُمذَ ْبذَ ِ‬
‫ب ْال َك ْعبَ ِة ‪َ ،‬ولَ ْم تَزَ ْل‬ ‫اب قَا َل ‪َ :‬‬
‫ش ِهدَ بِ َها َو َر ّ ِ‬ ‫فَلَ هما قَ َرأ َ ِزيَادٌ ْال ِكتَ َ‬
‫عاهُ ُمعَا ِويَةُ‪.‬‬
‫فِي نَ ْف ِس ِه َحتهى اده َ‬
‫قال الرضي‪ :‬قوله عليه السالم الواغل هو الذي يهجم على الشرب ليشرب معهم و‬
‫ليس منهم فال يزال مدفعا محاجزا و النوط المذبذب هو ما يناط برحل الراكب من‬
‫قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره و استعجل سيره ‪.‬‬
‫]‪[45‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلم‬
‫إلىُعثمانُبنُحنيفُاألنصاريُوكانُعاملهُعلىُالبصرة‬
‫وقدُبلغهُأنهُدعيُإلىُوليمةُقومُمنُأهلها‪ُ،‬فمضىُإليهاُقوله‬

‫ص َرةِ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ يَا ابْنَ ُحنَيْفٍ فَقَ ْد بَلَغَنِي أ َ هن َر ُج ًال ِم ْن فِتْيَ ِة أ َ ْه ِل ْالبَ ْ‬
‫ان َوت ُ ْنقَ ُل‬ ‫اب لَ َك ْاْل َ ْل َو ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ْت ِإلَ ْي َها ت ُ ْستَ َ‬ ‫اك ِإلَى َمأْدُبَ ٍة فَأ َ ْس َرع َ‬ ‫ع َ‬ ‫دَ َ‬
‫عائِلُ ُه ْم َم ْجفُ ٌّو‬ ‫طعَ ِام قَ ْو ٍم َ‬ ‫يب ِإلَى َ‬ ‫ظنَ ْنتُ أَنه َك ت ُ ِج ُ‬ ‫ان َو َما َ‬ ‫ِإلَي َْك ْال ِجفَ ُ‬
‫ض ِم فَ َما ا ْشتَبَهَ‬ ‫ض ُمهُ ِم ْن َهذَا ْال َم ْق َ‬ ‫ظ ْر ِإلَى َما ت َ ْق َ‬ ‫ع ٌّو فَا ْن ُ‬ ‫غنِيُّ ُه ْم َم ْد ُ‬ ‫َو َ‬
‫ب ُو ُجو ِه ِه فَن َْل ِم ْنهُ أَ َال َو ِإ هن‬ ‫ت ِب ِطي ِ‬ ‫ظهُ َو َما أَ ْيقَ ْن َ‬ ‫علَي َْك ِع ْل ُمهُ فَ ْال ِف ْ‬ ‫َ‬
‫ور ِع ْل ِم ِه أَ َال َو ِإ هن‬ ‫ضي ُء ِبنُ ِ‬ ‫وم ِإ َماما ً يَ ْقتَدِي ِب ِه َويَ ْست َ ِ‬ ‫ِل ُك ِّل َمأ ْ ُم ٍ‬
‫ص ْي ِه أَ َال‬ ‫ط ْع ِم ِه ِبقُ ْر َ‬ ‫ِإ َما َم ُك ْم قَ ِد ا ْكتَفَى ِم ْن دُ ْنيَاهُ ِب ِط ْم َر ْي ِه َو ِم ْن ُ‬
‫اج ِت َها ٍد‬ ‫علَى ذَ ِل َك َولَ ِك ْن أ َ ِعينُو ِني ِب َو َرعٍ َو ْ‬ ‫َو ِإنه ُك ْم َال ت َ ْقد ُِرونَ َ‬
‫َّللاِ َما َكنَ ْزتُ ِم ْن دُ ْنيَا ُك ْم ِتبْرا ً َو َال ادهخ َْرتُ ِم ْن‬ ‫سدَا ٍد فَ َو ه‬ ‫َو ِعفه ٍة َو َ‬
‫غنَائِ ِم َها َو ْفرا ً َو َال أ َ ْعدَدْتُ ِلبَا ِلي ث َ ْو ِبي ِط ْمرا ً َو َال ُح ْزتُ ِم ْن‬ ‫َ‬
‫ي فِي‬ ‫ان دَ ِب َرةٍ َولَ ِه َ‬ ‫ت أَتَ ٍ‬ ‫ض َها ِشبْرا ً َو َال أ َ َخ ْذتُ ِم ْنهُ ِإ هال َكقُو ِ‬ ‫أ َ ْر ِ‬
‫َت فِي أَ ْيدِينَا فَدَ ٌك‬ ‫ص ٍة َم ِق َرةٍ بَلَى َكان ْ‬ ‫ع ْف َ‬ ‫ع ْينِي أ َ ْو َهى َوأ َ ْو َه ُن ِم ْن َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن َها‬ ‫َت َ‬ ‫سخ ْ‬ ‫وس قَ ْو ٍم َو َ‬ ‫علَ ْي َها نُفُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ش هح ْ‬ ‫س َما ُء فَ َ‬ ‫ظلهتْهُ ال ه‬ ‫ِم ْن ُك ِّل َما أ َ َ‬
‫غي ِْر فَدَكٍ‬ ‫صنَ ُع ِبفَدَكٍ َو َ‬ ‫َّللاُ َو َما أَ ْ‬ ‫وس قَ ْو ٍم آخ َِرينَ َونِ ْع َم ْال َح َك ُم ه‬ ‫نُفُ ُ‬
‫يب‬‫ار َها َوتَ ِغ ُ‬ ‫ظ ْل َمتِ ِه آث َ ُ‬‫ث تَ ْنقَ ِط ُع فِي ُ‬ ‫غ ٍد َجدَ ٌ‬ ‫ظانُّ َها فِي َ‬ ‫س َم َ‬ ‫َوالنه ْف ُ‬
‫ت يَدَا َحافِ ِر َها‬ ‫سع َ ْ‬ ‫ار َها َو ُح ْف َرة ٌ لَ ْو ِزيدَ فِي فُ ْس َحتِ َها َوأ َ ْو َ‬ ‫أَ ْخبَ ُ‬
‫اب ْال ُمتَ َرا ِك ُم َو ِإنه َما‬ ‫سده فُ َر َج َها الت ُّ َر ُ‬ ‫ط َها ْال َح َج ُر َو ْال َمدَ ُر َو َ‬ ‫ضغ َ َ‬ ‫َْل َ ْ‬
‫ف ْاْل َ ْكبَ ِر‬ ‫ي ِآمنَةً يَ ْو َم ْالخ َْو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي نَ ْفسِي أ َ ُرو ُ‬
‫ض َها ِبالت ه ْق َوى ِلتَأ ِت َ‬ ‫ِه َ‬
‫الط ِريقَ ِإلَى‬ ‫ق َولَ ْو ِشئْتُ َال ْهتَدَيْتُ ه‬ ‫ب ْال َم ْزلَ ِ‬ ‫علَى َج َوا ِن ِ‬ ‫ت َ‬ ‫َوتَثْبُ َ‬
‫ج َهذَا ْالقَ ِ ّز َولَ ِك ْن‬ ‫سا ِئ ِ‬ ‫ح َونَ َ‬ ‫ب َهذَا ْالقَ ْم ِ‬ ‫س ِل َولُبَا ِ‬ ‫صفهى َهذَا ْالعَ َ‬ ‫ُم َ‬
‫ط ِع َم ِة‬ ‫ش ِعي ِإلَى تَ َخي ُِّر ْاْل َ ْ‬ ‫اي َويَقُودَ ِني َج َ‬ ‫ات أ َ ْن يَ ْغ ِلبَنِي َه َو َ‬ ‫َه ْي َه َ‬
‫ع ْهدَ‬ ‫ص َو َال َ‬ ‫ط َم َع لَهُ فِي ْالقُ ْر ِ‬ ‫از أَ ْو ْاليَ َما َم ِة َم ْن َال َ‬ ‫َولَعَ هل ِب ْال ِح َج ِ‬
‫ون غ َْرثَى َوأ َ ْكبَادٌ َح هرى‬ ‫ط ٌ‬ ‫طانا ً َو َح ْو ِلي بُ ُ‬ ‫يت ِم ْب َ‬‫شبَ ِع أ َ ْو أ َ ِب َ‬
‫لَهُ ِبال ِ ّ‬
‫أ َ ْو أ َ ُكونَ َك َما قَا َل ْالقَائِ ُل ‪:‬‬
‫طنَ ٍة * َو َح ْولَ َك أ َ ْكبَادٌ ت َ ِح ُّن ِإلَى ْال ِق ِدّ‬ ‫يت ِب ِب ْ‬
‫َو َح ْسبُ َك دَا ًء أ َ ْن ت َ ِب َ‬
‫َار ُك ُه ْم فِي‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو َال أُش ِ‬ ‫أَ أ َ ْقنَ ُع ِم ْن نَ ْفسِي بِأ َ ْن يُقَا َل َهذَا أ َ ِم ُ‬
‫شوبَ ِة ْالعَي ِْش فَ َما ُخ ِل ْقتُ‬ ‫ار ِه الده ْه ِر أَ ْو أَ ُكونَ أ ُ ْس َوة ً لَ ُه ْم ِفي ُج ُ‬ ‫َم َك ِ‬
‫علَفُ َها أَ ِو‬ ‫ط ِة َه ُّم َها َ‬ ‫ت َك ْالبَ ِهي َم ِة ْال َم ْربُو َ‬ ‫ِليَ ْشغَلَ ِني أ َ ْك ُل ه‬
‫الط ِيّبَا ِ‬
‫ع هما يُ َرادُ ِب َها‬ ‫ش ِم ْن أَع َْال ِف َها َوت َ ْل ُهو َ‬ ‫شغُلُ َها تَقَ ُّم ُم َها ت َ ْكت َ ِر ُ‬ ‫ْال ُم ْر َ‬
‫سلَ ِة ُ‬
‫ض َاللَ ِة أ َ ْو أ َ ْعتَس َ‬
‫ِف‬ ‫عا ِبثا ً أ َ ْو أَ ُج هر َح ْب َل ال ه‬ ‫سدًى أ َ ْو أ ُ ْه َم َل َ‬ ‫أ َ ْو أُتْ َر َك ُ‬
‫ط ِريقَ ْال َمتَا َه ِة َو َكأ َ ِنّي ِبقَائِ ِل ُك ْم يَقُو ُل ِإذَا َكانَ َهذَا قُوتُ اب ِْن أ َ ِبي‬ ‫َ‬
‫ان‬‫ش ْجعَ ِ‬ ‫ان َو ُمنَازَ لَ ِة ال ُّ‬ ‫ع ْن قِتَا ِل ْاْل َ ْق َر ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ض ْع ُ‬‫ب فَقَ ْد قَعَدَ ِب ِه ال ه‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫َ‬
‫َض َرةَ أ َ َر ُّق‬ ‫الر َواتِ َع ْالخ ِ‬ ‫عودا ً َو ه‬ ‫ب ُ‬ ‫صلَ ُ‬‫ش َج َرة َ ْالبَ ِ ّريهةَ أ َ ْ‬ ‫أَ َال َو ِإ هن ال ه‬
‫طأ ُ ُخ ُموداً‪َ .‬وأَنَا ِم ْن‬ ‫ت ْال ِع ْذيَةَ أ َ ْق َوى َوقُودا ً َوأَ ْب َ‬ ‫ُجلُودا ً َوالنها ِبتَا ِ‬
‫َّللاِ لَ ْو‬‫ض ِد َو ه‬ ‫ض ْو ِء َوالذّ َِراعِ ِمنَ ْالعَ ُ‬ ‫ض ْو ِء ِمنَ ال ه‬ ‫َّللاِ َكال ه‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َر ُ‬
‫ت‬‫ع ْن َها َولَ ْو أَ ْم َكنَ ِ‬ ‫علَى قِتَا ِلي لَ َما َولهيْتُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ت ْالعَ َر ُ‬ ‫ظا َه َر ِ‬‫تَ َ‬
‫ط ِ ّه َر‬ ‫سأ َ ْج َهدُ ِفي أَ ْن أ ُ َ‬ ‫ار ْعتُ ِإلَ ْي َها َو َ‬ ‫ص ِم ْن ِرقَابِ َها لَ َ‬
‫س َ‬ ‫ْالفُ َر ُ‬
‫وس َحتهى‬ ‫وس َو ْال ِج ْس ِم ْال َم ْر ُك ِ‬ ‫ص ْال َم ْع ُك ِ‬ ‫ش ْخ ِ‬ ‫ض ِم ْن َهذَا ال ه‬ ‫ْاْل َ ْر َ‬
‫صي ِد ‪.‬‬ ‫ب ْال َح ِ‬ ‫ت َ ْخ ُر َج ْال َمدَ َرة ُ ِم ْن بَي ِْن َح ّ ِ‬
‫‪ُ،‬وه َوآخرهُ‪:‬‬ ‫َوم ْنُ َهذَاُا ْلكتَاب َ‬
‫سلَ ْلتُ ِم ْن َمخَا ِل ِب ِك‬ ‫علَى غ ِ‬
‫َار ِب ِك قَ ِد ا ْن َ‬ ‫ع ِنّي يَا دُ ْنيَا فَ َح ْبلُ ِك َ‬ ‫ِإلَي ِْك َ‬
‫ض ِك أَيْنَ ْالقُ ُر ُ‬
‫ون‬ ‫اح ِ‬ ‫اب فِي َمدَ ِ‬ ‫اجتَنَبْتُ الذه َه َ‬ ‫ت ِم ْن َحبَائِ ِل ِك َو ْ‬ ‫َوأ َ ْفلَ ُّ‬
‫َارفِ ِك فَ َها‬ ‫الهذِينَ غ ََر ْرتِ ِه ْم بِ َمدَا ِع ِب ِك أَيْنَ ْاْل ُ َم ُم الهذِينَ فَتَ ْنتِ ِه ْم ِبزَ خ ِ‬
‫ت ش َْخصا ً‬ ‫َّللاِ لَ ْو ُك ْن ِ‬ ‫ين اللُّ ُحو ِد َو ه‬ ‫ام ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ور َو َم َ‬ ‫ُه ْم َر َهائِ ُن ْالقُبُ ِ‬
‫َّللاِ فِي ِعبَا ٍد غ ََر ْرتِ ِه ْم‬ ‫علَي ِْك ُحدُودَ ه‬ ‫سيّا ً َْلَقَ ْمتُ َ‬ ‫َم ْرئِيّا ً َوقَالَبا ً ِح ِ ّ‬
‫ف‬‫ي ِ َوأ ُ َم ٍم أ َ ْلقَ ْيتِ ِه ْم فِي ْال َم َها ِوي َو ُملُوكٍ أ َ ْسلَ ْمتِ ِه ْم ِإلَى التهلَ ِ‬ ‫ِب ْاْل َ َمانِ ّ‬
‫ئ‬‫ات َم ْن َو ِط َ‬ ‫صدَ َر َه ْي َه َ‬ ‫َوأ َ ْو َر ْدتِ ِه ْم َم َو ِاردَ ْالبَ َال ِء ِإ ْذ َال ِو ْردَ َو َال َ‬
‫ع ْن َحبَائِ ِل ِك‬ ‫از َو هر َ‬ ‫ب لُ َج َج ِك غ َِرقَ َو َم ِن ْ‬ ‫ض ِك زَ ِلقَ َو َم ْن َر ِك َ‬ ‫دَ ْح َ‬
‫ضاقَ بِ ِه ُمنَا ُخهُ َوالدُّ ْنيَا ِع ْندَهُ‬ ‫سا ِل ُم ِم ْن ِك َال يُبَا ِلي ِإ ْن َ‬ ‫ُو ِفّقَ َوال ه‬
‫َّللاِ َال أ َ ِذ ُّل لَ ِك فَتَ ْستَذ ِِلّي ِني‬ ‫ع ِنّي فَ َو ه‬ ‫َكيَ ْو ٍم َحانَ ا ْنس َِال ُخهُ اع ُْز ِبي َ‬
‫َّللاِ يَ ِمينا ً أ َ ْستَثْ ِني فِي َها ِب َمشِيئَ ِة ه‬
‫َّللاِ‬ ‫س لَ ِك فَتَقُودِي ِني َوا ْي ُم ه‬ ‫َو َال أ َ ْسلَ ُ‬
‫ص ِإذَا قَدَ ْرتُ‬ ‫ش َمعَ َها ِإلَى ْالقُ ْر ِ‬ ‫ضةً ت َ ِه ُّ‬ ‫ض هن نَ ْفسِي ِريَا َ‬ ‫َْل َ ُرو َ‬
‫ع هن ُم ْقلَتِي َكعَي ِْن‬ ‫ح َمأْدُوما ً َو َْلَدَ َ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي ِه َمطعُوما ً َوتَ ْقنَ ُع ِب ْال ِم ْل ِ‬ ‫َ‬
‫سائِ َمةُ ِم ْن‬ ‫ئ ال ه‬ ‫ع َها أَ تَ ْمت َ ِل ُ‬ ‫غةً دُ ُمو َ‬ ‫ب َم ِعينُ َها ُم ْست َ ْف ِر َ‬ ‫ض َ‬ ‫َماءٍ نَ َ‬
‫ي‬‫ع ِل ٌّ‬ ‫ض َويَأ ْ ُك ُل َ‬ ‫ع ْش ِب َها فَت َ ْربِ َ‬ ‫ضةُ ِم ْن ُ‬ ‫الر ِبي َ‬ ‫ِر ْع ِي َها فَتَب ُْر َك َوت َ ْشبَ ُع ه‬
‫طا ِولَ ِة‬ ‫سنِينَ ْال ُمتَ َ‬ ‫ع ْينُهُ ِإذَا ا ْقتَدَى بَ ْعدَ ال ِ ّ‬ ‫ت ِإذا ً َ‬ ‫ِم ْن زَ ا ِد ِه فَيَ ْه َج َع قَ هر ْ‬
‫ت ِإلَى َر ِبّ َها‬ ‫طوبَى ِلنَ ْف ٍس أَده ْ‬ ‫سائِ َم ِة ْال َم ْر ِعيه ِة ُ‬ ‫املَ ِة َوال ه‬ ‫ِب ْالبَ ِهي َم ِة ْال َه ِ‬
‫ض َها‬ ‫غ ْم َ‬ ‫ت فِي الله ْي ِل ُ‬ ‫س َها َو َه َج َر ْ‬ ‫ت ِب َج ْن ِب َها بُؤْ َ‬ ‫ع َر َك ْ‬ ‫ض َها َو َ‬ ‫فَ ْر َ‬
‫ت َكفه َها فِي‬ ‫سدَ ْ‬ ‫ض َها َوت َ َو ه‬ ‫َت أَ ْر َ‬ ‫علَ ْي َها ا ْفت َ َرش ْ‬ ‫ب ْال َك َرى َ‬ ‫غلَ َ‬ ‫َحتهى ِإذَا َ‬
‫اج ِع ِه ْم‬ ‫ض ِ‬ ‫ع ْن َم َ‬ ‫ت َ‬ ‫ف َمعَا ِد ِه ْم َوت َ َجافَ ْ‬ ‫عيُونَ ُه ْم خ َْو ُ‬ ‫َم ْعش ٍَر أ َ ْس َه َر ُ‬
‫طو ِل‬ ‫ت بِ ُ‬ ‫شعَ ْ‬‫ت ِب ِذ ْك ِر َر ِبّ ِه ْم ِشفَا ُه ُه ْم َوتَقَ ه‬ ‫ُجنُوبُ ُه ْم َو َه ْم َه َم ْ‬
‫َّللاِ ُه ُم‬ ‫ب ه‬ ‫َّللاِ أَال ِإ هن ِح ْز َ‬ ‫ب ه‬ ‫ار ِه ْم ذُنُوبُ ُه ْم أُول ِئ َك ِح ْز ُ‬ ‫ا ْس ِت ْغفَ ِ‬
‫ص َك ِليَ ُكونَ ِمنَ‬ ‫ف أ َ ْق َرا ُ‬ ‫َّللاَ يَا ابْنَ ُحنَيْفٍ َو ْلت َ ْكفُ ْ‬ ‫ق ه‬ ‫ْال ُم ْف ِل ُحونَ فَات ه ِ‬
‫ص َك ‪.‬‬ ‫ار خ ََال ُ‬ ‫النه ِ‬
‫]‪[46‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُبعضُعماله‬

‫ِين َوأَ ْق َم ُع ِب ِه ن َْخ َوة َ‬ ‫علَى ِإقَا َم ِة الدّ ِ‬ ‫ظ ِه ُر ِب ِه َ‬‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِنه َك ِم هم ْن أَ ْستَ ْ‬
‫علَى َما أَ َه هم َك‬ ‫وف فَا ْستَ ِع ْن ِب ه‬
‫اّلِلِ َ‬ ‫سدُّ ِب ِه لَ َهاةَ الث ه ْغ ِر ْال َم ُخ ِ‬ ‫ْاْلَثِ ِيم َوأ َ ُ‬
‫الر ْف ُق أَ ْرفَقَ‬
‫ارفُ ْق َما َكانَ ِ ّ‬ ‫ين َو ْ‬ ‫اللّ ِ‬
‫ث ِمنَ ِ‬ ‫ض ْغ ٍ‬ ‫شدهة َ ِب ِ‬ ‫اخ ِل ِط ال ِ ّ‬ ‫َو ْ‬
‫لر ِعيه ِة‬‫ض ِل ه‬ ‫اخ ِف ْ‬ ‫شدهة ُ َو ْ‬ ‫ع ْن َك ِإ هال ال ِ ّ‬
‫شده ِة ِحينَ َال ت ُ ْغ ِني َ‬ ‫َوا ْعت َ ِز ْم ِبال ِ ّ‬
‫آس بَ ْينَ ُه ْم فِي‬ ‫ط لَ ُه ْم َو ْج َه َك َوأ َ ِل ْن لَ ُه ْم َجا ِنبَ َك َو ِ‬ ‫س ْ‬‫َجنَا َح َك َوا ْب ُ‬
‫ظ َما ُء ِفي‬ ‫ط َم َع ْالعُ َ‬ ‫َار ِة َوالت ه ِحيه ِة َحتهى َال يَ ْ‬ ‫اْلش َ‬ ‫ظ َر ِة َو ْ ِ‬‫ظ ِة َوالنه ْ‬ ‫الله ْح َ‬
‫س َال ُم‪.‬‬‫ع ْد ِل َك َوال ه‬ ‫ضعَفَا ُء ِم ْن َ‬ ‫س ال ُّ‬ ‫َح ْي ِف َك َو َال يَ ْيأ َ َ‬
‫]‪[47‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُللحسنُوالحسينُعليهماُالسَلمُلماُضربهُابنُملجمُ‬
‫لعنهُهللا‬

‫علَى‬ ‫سفَا َ‬ ‫َّللاِ َوأ َ هال ت َ ْب ِغيَا الدُّ ْنيَا َو ِإ ْن بَغَتْ ُك َما َو َال تَأ ْ َ‬ ‫وصي ُك َما ِبت َ ْق َوى ه‬ ‫أُ ِ‬
‫ق َوا ْع َم َال ِل َْل َ ْج ِر َو ُكونَا‬ ‫وال ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫ع ْن ُك َما َوقُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫َيءٍ ِم ْن َها ُز ِو َ‬ ‫ش ْ‬
‫وصي ُك َما َو َج ِمي َع َولَدِي َوأَ ْه ِلي‬ ‫ع ْونا ً أ ُ ِ‬ ‫وم َ‬ ‫ظلُ ِ‬‫صما ً َو ِل ْل َم ْ‬‫لظا ِل ِم َخ ْ‬ ‫ِل ه‬
‫ت بَ ْينِ ُك ْم‬ ‫ح ذَا ِ‬ ‫َظ ِم أَ ْم ِر ُك ْم َو َ‬ ‫َّللاِ َون ْ‬
‫َو َم ْن بَلَغَهُ ِكتَا ِبي ِبتَ ْق َوى ه‬
‫ص َال ِ‬
‫ت‬‫ص َال ُح ذَا ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َجده ُك َما (صلى هللا عليه وآله) يَقُو ُل َ‬ ‫فَإِ ِنّي َ‬
‫َّللاَ ِفي ْاْل َ ْيتَ ِام فَ َال‬ ‫َّللاَ ه‬
‫صيَ ِام ه‬ ‫ص َال ِة َوال ِ ّ‬ ‫عا هم ِة ال ه‬ ‫ض ُل ِم ْن َ‬ ‫ْالبَي ِْن أ َ ْف َ‬
‫يرا ِن ُك ْم‬ ‫َّللاَ ِفي ِج َ‬ ‫ضيعُوا ِب َحض َْر ِت ُك ْم َو ه‬
‫َّللاَ ه‬ ‫ت ُ ِغبُّوا أ َ ْف َوا َه ُه ْم َو َال يَ ِ‬
‫سيُ َو ِ ّرث ُ ُه ْم‬ ‫ظنَنها أَنههُ َ‬ ‫وصي ِب ِه ْم َحتهى َ‬ ‫صيهةُ نَ ِبيِّ ُك ْم َما زَ ا َل يُ ِ‬ ‫فَإِنه ُه ْم َو ِ‬
‫َّللاَ فِي‬ ‫َّللاَ ه‬‫غي ُْر ُك ْم َو ه‬ ‫آن َال يَ ْس ِبقُ ُك ْم بِ ْالعَ َم ِل ِب ِه َ‬ ‫َّللاَ فِي ْالقُ ْر ِ‬ ‫َّللاَ ه‬‫َو ه‬
‫ت َر ِبّ ُك ْم َال تُخَلُّوهُ َما‬ ‫َّللاَ فِي بَ ْي ِ‬ ‫ع ُمودُ دِينِ ُك ْم َو ه‬
‫َّللاَ ه‬ ‫ص َالةِ فَإِنه َها َ‬‫ال ه‬
‫َّللاَ فِي ْال ِج َها ِد ِبأ َ ْم َوا ِل ُك ْم‬ ‫َّللاَ ه‬ ‫ظ ُروا َو ه‬ ‫بَ ِقيت ُ ْم فَإِنههُ ِإ ْن ت ُ ِر َك لَ ْم تُنَا َ‬
‫ص ِل َوالتهبَاذُ ِل‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِبالت ه َوا ُ‬ ‫س ِبي ِل ه‬
‫َّللاِ َو َ‬ ‫َوأ َ ْنفُ ِس ُك ْم َوأ َ ْل ِسنَتِ ُك ْم فِي َ‬
‫وف َوالنه ْه َ‬
‫ي‬ ‫ط َع َال تَتْ ُر ُكوا ْاْل َ ْم َر ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫َو ِإيها ُك ْم َوالتهدَابُ َر َوالتهقَا ُ‬
‫اب لَ ُك ْم ‪.‬‬ ‫عونَ فَ َال يُ ْستَ َج ُ‬ ‫ار ُك ْم ث ُ هم تَ ْد ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِش َر ُ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر فَيُ َولهى َ‬ ‫َ‬
‫ضونَ ِد َما َء‬ ‫ب َال أ ُ ْل ِفيَنه ُك ْم ت َ ُخو ُ‬ ‫ط ِل ِ‬‫ع ْب ِد ْال ُم ه‬ ‫ث ُ هم قَا َل‪ :‬يَا بَنِي َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَ َال َال ت َ ْقتُلُ هن ِبي ِإ هال‬ ‫ْال ُم ْس ِل ِمينَ خ َْوضا ً تَقُولُونَ قُتِ َل أَ ِم ُ‬
‫ض ْربَةً‬ ‫ض ْربَتِ ِه َه ِذ ِه فَاض ِْربُوهُ َ‬ ‫ت ِم ْن َ‬ ‫ظ ُروا ِإذَا أَنَا ِم ُّ‬ ‫قَاتِ ِلي ا ْن ُ‬
‫َّللاِ (صلى هللا‬ ‫سو َل ه‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫الر ُج ِل فَإِ ِنّي َ‬ ‫ض ْربَ ٍة َو َال ت ُ َم ِث ّلُوا ِب ه‬ ‫ِب َ‬
‫ور ‪.‬‬‫ب ْالعَقُ ِ‬ ‫عليه وآله) يَقُو ُل ِإيها ُك ْم َو ْال ُمثْلَةَ َولَ ْو ِب ْال َك ْل ِ‬
‫]‪[48‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫ان َخلَلَهُ‬ ‫َان ْال َم ْر َء فِي دِينِ ِه َودُ ْنيَاهُ َويُ ْب ِديَ ِ‬ ‫ور يُوتِغ ِ‬ ‫الز َ‬‫ي َو ُّ‬ ‫فَإِ هن ْالبَ ْغ َ‬
‫ي فَ َواتُهُ َوقَ ْد‬ ‫ض َ‬‫غي ُْر ُم ْد ِركٍ َما قُ ِ‬ ‫ع ِل ْمتُ أَنه َك َ‬ ‫ِع ْندَ َم ْن يَ ِعيبُهُ َوقَ ْد َ‬
‫احذَ ْر يَ ْوما ً‬ ‫َّللاِ فَأ َ ْكذَبَ ُه ْم فَ ْ‬
‫علَى ه‬ ‫ق فَت َأَله ْوا َ‬‫ام أ َ ْق َوا ٌم أ َ ْمرا ً بِغَي ِْر ْال َح ّ ِ‬
‫َر َ‬
‫طانَ ِم ْن‬ ‫ش ْي َ‬‫ع َم ِل ِه َويَ ْندَ ُم َم ْن أ َ ْم َكنَ ال ه‬
‫عا ِقبَةَ َ‬ ‫ط ِفي ِه َم ْن أَ ْح َمدَ َ‬ ‫يَ ْغت َ ِب ُ‬
‫ت ِم ْن أ َ ْه ِل ِه‬ ‫آن َولَ ْس َ‬ ‫ِقيَا ِد ِه فَلَ ْم يُ َجا ِذ ْبهُ َوقَ ْد دَ َع ْوتَنَا ِإلَى ُح ْك ِم ْالقُ ْر ِ‬
‫س َال ُم‪.‬‬ ‫هاك أ َ َج ْبنَا َولَ ِكنها أَ َج ْبنَا ْالقُ ْرآنَ ِفي ُح ْك ِم ِه َوال ه‬ ‫َولَ ْسنَا ِإي َ‬
‫]‪[49‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُأيضا‬

‫احبُ َها ِم ْن َها‬‫ص ِ‬ ‫صبْ َ‬ ‫غي ِْر َها َولَ ْم يُ ِ‬‫ع ْن َ‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ هن الدُّ ْنيَا َم ْشغَلَةٌ َ‬
‫ي‬‫علَ ْي َها َولَ َهجا ً ِب َها َولَ ْن يَ ْستَ ْغنِ َ‬‫ت لَهُ ِح ْرصا ً َ‬ ‫شيْئا ً ِإ هال فَت َ َح ْ‬
‫َ‬
‫اء ذَ ِل َك فِ َر ُ‬
‫اق‬ ‫ع هما لَ ْم يَ ْبلُ ْغهُ ِم ْن َها َو ِم ْن َو َر ِ‬
‫احبُ َها بِ َما نَا َل فِي َها َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ت َما بَ ِق َ‬ ‫ظ َ‬ ‫ضى َح ِف ْ‬ ‫ت ِب َما َم َ‬ ‫ض َما أَب َْر َم َولَ ِو ا ْعتَ َب ْر َ‬ ‫َما َج َم َع َونَ ْق ُ‬
‫س َال ُم‪.‬‬‫َوال ه‬
‫]‪[50‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأمرائهُعلىُالجيش‬

‫ب‬
‫ص َحا ِ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإلَى أَ ْ‬ ‫ب أَ ِم ِ‬ ‫ي ِ ب ِْن أَ ِبي َ‬
‫طا ِل ٍ‬ ‫ع ِل ّ‬
‫َّللاِ َ‬‫ع ْب ِد ه‬‫ِم ْن َ‬
‫علَى َر ِعيهتِ ِه‬ ‫علَى ْال َوا ِلي أَ هال يُغَ ِيّ َرهُ َ‬ ‫ح أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن َحقّا ً َ‬ ‫ْال َم َ‬
‫سا ِل ِ‬
‫َّللاُ لَهُ ِم ْن‬ ‫س َم ه‬ ‫ص بِ ِه َوأ َ ْن يَ ِزيدَهُ َما قَ َ‬ ‫ط ْو ٌل ُخ ه‬ ‫ض ٌل نَالَهُ َو َال َ‬ ‫فَ ْ‬
‫علَى ِإ ْخ َوا ِن ِه أ َ َال َو ِإ هن لَ ُك ْم ِع ْندِي أَ هال‬ ‫ِنعَ ِم ِه دُنُ ّوا ً ِم ْن ِع َبا ِد ِه َو َع ْ‬
‫ط فا ً َ‬
‫ي دُونَ ُك ْم أَ ْمرا ً ِإ هال ِفي‬ ‫ط ِو َ‬ ‫ب َو َال أَ ْ‬ ‫أ َ ْحت َ ِجزَ دُونَ ُك ْم ِس ّرا ً ِإ هال ِفي َح ْر ٍ‬
‫ط ِع ِه َوأ َ ْن‬ ‫ف ِب ِه دُونَ َم ْق َ‬ ‫ع ْن َم َح ِلّ ِه َو َال أ َ ِق َ‬ ‫ُح ْك ٍم َو َال أ ُ َؤ ِ ّخ َر لَ ُك ْم َحقّا ً َ‬
‫علَ ْي ُك ُم‬
‫ت ِ هّلِلِ َ‬ ‫س َوا ًء فَإِذَا فَعَ ْلتُ ذَ ِل َك َو َج َب ْ‬ ‫ق َ‬ ‫تَ ُكونُوا ِع ْندِي فِي ْال َح ّ ِ‬
‫طوا‬ ‫ع ْن دَع َْو ٍة َو َال تُفَ ِ ّر ُ‬ ‫صوا َ‬ ‫عةُ َوأَ هال تَ ْن ُك ُ‬ ‫الطا َ‬‫علَ ْي ُك ُم ه‬ ‫ال ِنّ ْع َمةُ َو ِلي َ‬
‫ق فَإِ ْن أ َ ْنت ُ ْم لَ ْم‬‫ت ِإلَى ْال َح ّ ِ‬ ‫ضوا ْالغَ َم َرا ِ‬ ‫ح َوأ َ ْن ت َ ُخو ُ‬ ‫ص َال ٍ‬ ‫فِي َ‬
‫ي ِم هم ِن اع َْو هج ِم ْن ُك ْم‬ ‫علَ ه‬ ‫علَى ذَ ِل َك لَ ْم يَ ُك ْن أَ َحدٌ أَ ْه َونَ َ‬ ‫ت َ ْست َ ِقي ُموا ِلي َ‬
‫صةً فَ ُخذُوا َهذَا ِم ْن‬ ‫ْظ ُم لَهُ ْالعُقُوبَةَ َو َال يَ ِجدُ ِع ْندِي فِي َها ُر ْخ َ‬ ‫ث ُ هم أُع ِ‬
‫س َال ُم‪.‬‬ ‫َّللاُ ِب ِه أَ ْم َر ُك ْم َوال ه‬ ‫ص ِل ُح ه‬ ‫طو ُه ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم َما يُ ْ‬ ‫أ ُ َم َرائِ ُك ْم َوأ َ ْع ُ‬
‫]‪[51‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُعمالهُعلىُالخراج‬

‫اج أ َ هما بَ ْعدُ‬ ‫ب ْالخ ََر ِ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإلَى أ َ ْ‬ ‫ي ٍ أَ ِم ِ‬ ‫ع ِل ّ‬ ‫ع ْب ِد ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫صائِ ٌر ِإلَ ْي ِه لَ ْم يُقَ ِدّ ْم ِلنَ ْف ِس ِه َما يُ ْح ِر ُز َها‬ ‫فَإِ هن َم ْن لَ ْم يَ ْحذَ ْر َما ُه َو َ‬
‫ير َولَ ْو لَ ْم يَ ُك ْن فِي َما‬ ‫ِير َوأ َ هن ث َ َوابَهُ َكثِ ٌ‬ ‫َوا ْعلَ ُموا أ َ هن َما ُك ِلّ ْفت ُ ْم بِ ِه يَس ٌ‬
‫َاف لَ َكانَ ِفي ثَ َوا ِ‬
‫ب‬ ‫اب يُخ ُ‬ ‫ان ِعقَ ٌ‬ ‫ع ْنهُ ِمنَ ْالبَ ْغي ِ َو ْالعُ ْد َو ِ‬ ‫نَ َهى ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫اس ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم‬ ‫صفُوا النه َ‬ ‫طلَ ِب ِه فَأ َ ْن ِ‬
‫ع ْذ َر ِفي ت َ ْر ِك َ‬ ‫اج ِتنَا ِب ِه َما َال ُ‬ ‫ْ‬
‫الر ِعيه ِة َو ُو َك َال ُء ْاْل ُ هم ِة‬‫ان ه‬ ‫ص ِب ُروا ِل َح َوا ِئ ِج ِه ْم فَإِنه ُك ْم ُخ هز ُ‬ ‫َوا ْ‬
‫ع ْن‬ ‫سوهُ َ‬ ‫ع ْن َحا َجتِ ِه َو َال تَ ْح ِب ُ‬ ‫سفَ َرا ُء ْاْلَئِ هم ِة َو َال ت ُ ْح ِش ُموا أ َ َحدا ً َ‬ ‫َو ُ‬
‫صيْفٍ َو َال‬ ‫اج ِك ْس َوة َ ِشتَاءٍ َو َال َ‬ ‫اس فِي ْالخ ََر ِ‬ ‫ط ِلبَتِ ِه َو َال ت َ ِبيعُ هن ِللنه ِ‬ ‫َ‬
‫ان‬‫س ْوطا ً ِل َم َك ِ‬ ‫عبْدا ً َو َال تَض ِْربُ هن أ َ َحدا ً َ‬ ‫دَابهةً يَ ْعت َ ِملُونَ َعلَ ْي َها َو َال َ‬
‫ص ٍّل َو َال ُمعَا َه ٍد ِإ هال أ َ ْن‬ ‫اس ُم َ‬ ‫س هن َما َل أَ َح ٍد ِمنَ النه ِ‬ ‫د ِْر َه ٍم َو َال ت َ َم ُّ‬
‫اْل ْس َال ِم فَإِنههُ َال‬ ‫علَى أَ ْه ِل ْ ِ‬ ‫تَ ِجدُوا فَ َرسا ً أ َ ْو ِس َالحا ً يُ ْعدَى ِب ِه َ‬
‫اْل ْس َال ِم فَيَ ُكونَ‬ ‫اء ْ ِ‬‫ع ذَ ِل َك فِي أ َ ْيدِي أ َ ْعدَ ِ‬ ‫يَ ْنبَ ِغي ِل ْل ُم ْس ِل ِم أ َ ْن يَدَ َ‬
‫يرةٍ‬‫َصي َحةً َو َال ْال ُج ْندَ ُحسْنَ ِس َ‬ ‫س ُك ْم ن ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َال تَده ِخ ُروا أ َ ْنفُ َ‬ ‫ش َْو َكةً َ‬
‫س ِبي ِل ه‬
‫َّللاِ َما‬ ‫َّللاِ قُ هوة ً َوأ َ ْبلُوا ِفي َ‬ ‫الر ِعيهةَ َمعُونَةً َو َال دِينَ ه‬ ‫َو َال ه‬
‫طنَ َع ِع ْندَن ََاو ِع ْندَ ُك ْم أ َ ْن‬ ‫ص َ‬‫س ْب َحانَهُ قَ ِد ا ْ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ا ْست َ ْو َج َ‬
‫َت قُ هوتُنَا َو َال قُ هوةَ ِإ هال ِب ه‬
‫اّلِلِ‬ ‫ص َرهُ ِب َما بَلَغ ْ‬ ‫نَ ْش ُك َرهُ ِب ُج ْه ِدنَا َوأَ ْن نَ ْن ُ‬
‫ي ِ ْالعَ ِظ ِيم ‪.‬‬ ‫ْالعَ ِل ّ‬

‫]‪[52‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأمراءُالبَلدُفيُمعنىُالصَلة‬
‫ض‬ ‫س ِم ْن َم ْر ِب ِ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫الظ ْه َر َحتهى ت َ ِفي َء ال ه‬ ‫اس ُّ‬ ‫صلُّوا ِبالنه ِ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَ َ‬
‫ض ٍو ِمنَ‬‫ع ْ‬ ‫ضا ُء َحيهةٌ فِي ُ‬ ‫س بَ ْي َ‬‫ش ْم ُ‬ ‫ص َر َوال ه‬ ‫صلُّوا ِب ِه ُم ْالعَ ْ‬ ‫ْالعَ ْن ِز َو َ‬
‫ب ِحينَ‬ ‫صلُّوا ِب ِه ُم ْال َم ْغ ِر َ‬ ‫َان َو َ‬‫سخ ِ‬ ‫ار فِي َها فَ ْر َ‬
‫س ُ‬ ‫ار ِحينَ يُ َ‬ ‫النه َه ِ‬
‫صلُّوا ِب ِه ُم ْال ِعشَا َء ِحينَ‬ ‫صائِ ُم َويَ ْدفَ ُع ْال َحا ُّج ِإلَى ِمنًى َو َ‬ ‫يُ ْف ِط ُر ال ه‬
‫صلُّوا ِب ِه ُم ْالغَدَاةَ َو ه‬
‫الر ُج ُل‬ ‫ث الله ْي ِل َو َ‬ ‫شفَ ُق ِإلَى ثُلُ ِ‬‫ارى ال ه‬ ‫يَت َ َو َ‬
‫ضعَ ِف ِه ْم َو َال تَ ُكونُوا‬‫ص َالةَ أ َ ْ‬ ‫صلُّوا ِب ِه ْم َ‬‫اح ِب ِه َو َ‬‫ص ِ‬ ‫ف َو ْجهَ َ‬ ‫يَ ْع ِر ُ‬
‫فَتها ِنينَ ‪.‬‬
‫]‪[53‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلم‬
‫كتبهُلألشترُالنخعيُلماُوالهُعلىُمصرُوُأعمالهاُحينُاضطربُأمرُأميرهاُ‬
‫محمدُبنُأبيُبكر‬

‫الر ِح ِيم‬
‫الر ْح َم ِن ه‬ ‫َّللاِ ه‬‫ِب ْس ِم ه‬
‫ث‬‫ار ِ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ َما ِل َك بْنَ ْال َح ِ‬ ‫ي أَ ِم ُ‬ ‫ع ِل ٌّ‬ ‫ع ْبدُ ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫َهذَا َما أَ َم َر ِب ِه َ‬
‫اج َها َو ِج َهادَ‬ ‫ص َر ِجبَايَةَ خ ََر ِ‬ ‫ع ْه ِد ِه ِإلَ ْي ِه ِحينَ َو هالهُ ِم ْ‬ ‫ْاْل َ ْشت َ َر ِفي َ‬
‫ارةَ ِب َال ِد َها أَ َم َرهُ ِبت َ ْق َوى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ص َال َح أ َ ْه ِل َها َو ِع َم َ‬ ‫عد ّ ُِو َها َوا ْس ِت ْ‬ ‫َ‬
‫سنَ ِن ِه‬‫ض ِه َو ُ‬ ‫ع ِت ِه َوا ِت ّبَاعِ َما أ َ َم َر ِب ِه فِي ِكتَا ِب ِه ِم ْن فَ َرا ِئ ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ار َ‬ ‫َو ِإ ْيث َ ِ‬
‫الهتِي َال يَ ْسعَدُ أَ َحدٌ ِإ هال ِبا ِت ّبَا ِع َها َو َال يَ ْشقَى ِإ هال َم َع ُج ُحو ِد َها‬
‫سا ِن ِه فَإِنههُ َج هل‬ ‫س ْب َحانَهُ ِبقَ ْل ِب ِه َويَ ِد ِه َو ِل َ‬ ‫َّللاَ ُ‬‫ص َر ه‬ ‫عتِ َها َوأَ ْن َي ْن ُ‬ ‫ضا َ‬‫َو ِإ َ‬
‫ع هزهُ َوأ َ َم َرهُ أ َ ْن‬ ‫ص َرهُ َو ِإعْزَ ِاز َم ْن أَ َ‬ ‫ص ِر َم ْن نَ َ‬ ‫ا ْس ُمهُ قَ ْد ت َ َكفه َل ِبنَ ْ‬
‫س‬ ‫ت فَإِ هن النه ْف َ‬ ‫ع َها ِع ْندَ ْال َج َم َحا ِ‬ ‫ت َويَزَ َ‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫سهُ ِمنَ ال ه‬ ‫يَ ْكس َِر نَ ْف َ‬
‫َّللاُ ث ُ هم ا ْعلَ ْم يَا َما ِل ُك أ َ ِنّي قَ ْد َو هج ْهت ُ َك‬ ‫وء ِإ هال َما َر ِح َم ه‬ ‫س ِ‬ ‫ارة ٌ ِبال ُّ‬ ‫أَ هم َ‬
‫اس‬‫ع ْد ٍل َو َج ْو ٍر َوأ َ هن النه َ‬ ‫علَ ْي َها د َُو ٌل قَ ْبلَ َك ِم ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫ِإلَى ِب َال ٍد قَ ْد َج َر ْ‬
‫ور‬ ‫ظ ُر ِفي ِه ِم ْن أ ُ ُم ِ‬ ‫ت تَ ْن ُ‬ ‫ور َك ِفي ِمثْ ِل َما ُك ْن َ‬ ‫ظ ُرونَ ِم ْن أ ُ ُم ِ‬ ‫يَ ْن ُ‬
‫علَى‬ ‫ت تَقُو ُل ِفي ِه ْم َو ِإنه َما يُ ْستَدَ ُّل َ‬ ‫يك َما ُك ْن َ‬ ‫ْال ُو َال ِة قَ ْبلَ َك َويَقُولُونَ ِف َ‬
‫ب‬‫س ِن ِعبَا ِد ِه فَ ْليَ ُك ْن أَ َح ه‬ ‫علَى أ َ ْل ُ‬ ‫َّللاُ لَ ُه ْم َ‬
‫صا ِل ِحينَ ِب َما يُ ْج ِري ه‬ ‫ال ه‬
‫ِك‬‫ش هح ِبنَ ْفس َ‬ ‫اك َو ُ‬ ‫ام ِل ْك َه َو َ‬ ‫ح فَ ْ‬ ‫صا ِل ِ‬ ‫يرة ُ ْالعَ َم ِل ال ه‬ ‫الذهخَائِ ِر ِإلَي َْك ذَ ِخ َ‬
‫هت أ َ ْو‬ ‫اف ِم ْن َها فِي َما أَ َحب ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫اْل ْن َ‬ ‫ش هح ِبالنه ْف ِس ْ ِ‬ ‫ع هما َال يَ ِح ُّل لَ َك فَإِ هن ال ُّ‬ ‫َ‬
‫ف ِب ِه ْم‬ ‫ط َ‬ ‫لر ِعيه ِة َو ْال َم َحبهةَ لَ ُه ْم َواللُّ ْ‬ ‫الر ْح َمةَ ِل ه‬ ‫ت َوأ َ ْش ِع ْر قَ ْلبَ َك ه‬ ‫َك ِر َه ْ‬
‫ان ِإ هما أ َ ٌخ‬ ‫ص ْنفَ ِ‬ ‫اريا ً تَ ْغتَنِ ُم أَ ْكلَ ُه ْم فَإِنه ُه ْم ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫سبُعا ً َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬‫َو َال تَ ُكون هَن َ‬
‫الزلَ ُل‬
‫ط ِم ْن ُه ُم ه‬ ‫ق يَ ْف ُر ُ‬ ‫ير لَ َك فِي ْالخ َْل ِ‬ ‫ِين َو ِإ هما ن َِظ ٌ‬ ‫لَ َك فِي الدّ ِ‬
‫طإ ِ‬‫علَى أ َ ْيدِي ِه ْم فِي ْالعَ ْم ِد َو ْال َخ َ‬ ‫ض لَ ُه ُم ْال ِعلَ ُل َويُؤْ تَى َ‬ ‫َوت َ ْع ِر ُ‬
‫ضى أَ ْن‬ ‫ب َوتَ ْر َ‬ ‫ص ْف ِح َك ِمثْ ِل الهذِي ت ُ ِح ُّ‬ ‫ع ْف ِو َك َو َ‬ ‫ْط ِه ْم ِم ْن َ‬ ‫فَأَع ِ‬
‫علَي َْك‬ ‫ص ْف ِح ِه فَإِنه َك فَ ْوقَ ُه ْم َو َوا ِلي ْاْل َ ْم ِر َ‬ ‫ع ْف ِو ِه َو َ‬ ‫َّللاُ ِم ْن َ‬ ‫يُ ْع ِطيَ َك ه‬
‫اك أ َ ْم َر ُه ْم َوا ْبتَ َال َك ِب ِه ْم َو َال‬ ‫َّللاُ فَ ْوقَ َم ْن َو هال َك َوقَ ِد ا ْست َ ْكفَ َ‬ ‫فَ ْوقَ َك َو ه‬
‫ع ْن‬ ‫َّللاِ فَإِنههُ َال يَدَ لَ َك ِبنِ ْق َمتِ ِه َو َال ِغنَى ِب َك َ‬ ‫ب ه‬ ‫س َك ِل َح ْر ِ‬ ‫صبَ هن نَ ْف َ‬ ‫ت َ ْن ِ‬
‫ع ْف ٍو َو َال ت َ ْب َج َح هن ِبعُقُوبَ ٍة َو َال‬ ‫علَى َ‬ ‫ع ْف ِو ِه َو َر ْح َمتِ ِه َو َال ت َ ْندَ َم هن َ‬ ‫َ‬
‫ت ِم ْن َها َم ْندُو َحةً َو َال تَقُولَ هن ِإ ِنّي ُم َؤ هم ٌر‬ ‫ع هن ِإلَى بَاد َِرةٍ َو َج ْد َ‬ ‫ت ُ ْس ِر َ‬
‫ب ِمنَ‬ ‫ِين َوتَقَ ُّر ٌ‬ ‫ب َو َم ْن َه َكةٌ ِللدّ ِ‬ ‫ع فَإِ هن ذَ ِل َك ِإ ْدغَا ٌل ِفي ْالقَ ْل ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫آ ُم ُر فَأ ُ َ‬
‫طا ِن َك أُبه َهةً أ َ ْو َم ِخيلَةً‬ ‫س ْل َ‬‫ت ِفي ِه ِم ْن ُ‬ ‫ث لَ َك َما أ َ ْن َ‬ ‫ْال ِغيَ ِر َو ِإذَا أ َ ْحدَ َ‬
‫علَى َما َال ت َ ْقد ُِر‬ ‫َّللاِ فَ ْوقَ َك َوقُ ْد َر ِت ِه ِم ْن َك َ‬ ‫ظ ِم ُم ْل ِك ه‬ ‫ظ ْر ِإلَى ِع َ‬ ‫فَا ْن ُ‬
‫ع ْن َك‬ ‫ف َ‬ ‫اح َك َويَ ُك ُّ‬ ‫ام ُن ِإلَي َْك ِم ْن ِط َم ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ِك فَإِ هن ذَ ِل َك يُ َ‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫َ‬
‫سا َماة َ‬ ‫هاك َو ُم َ‬ ‫ع ْق ِل َك ِإي َ‬ ‫ع ْن َك ِم ْن َ‬ ‫ب َ‬ ‫عزَ َ‬ ‫ِم ْن غ َْر ِب َك َويَ ِفي ُء ِإلَي َْك ِب َما َ‬
‫هار‬ ‫َّللاَ يُ ِذ ُّل ُك هل َجب ٍ‬ ‫شبُّهَ ِب ِه فِي َجبَ ُروتِ ِه فَإِ هن ه‬ ‫ظ َمتِ ِه َوالت ه َ‬ ‫ع َ‬ ‫َّللاِ فِي َ‬ ‫ه‬
‫ِك َو ِم ْن‬ ‫اس ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫ف النه َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َّللاَ َوأَ ْن ِ‬ ‫ف ه‬ ‫ص ِ‬ ‫ين ُك هل ُم ْختَا ٍل أ َ ْن ِ‬ ‫َويُ ِه ُ‬
‫ظ ِل ْم‬ ‫ص ِة أ َ ْه ِل َك َو َم ْن لَ َك فِي ِه َه ًوى ِم ْن َر ِعيهتِ َك فَإِنه َك ِإ هال تَ ْفعَ ْل ت َ ْ‬ ‫خَا ه‬
‫ص َمهُ‬ ‫ص َمهُ دُونَ ِعبَا ِد ِه َو َم ْن خَا َ‬ ‫َّللاُ َخ ْ‬ ‫َّللاِ َكانَ ه‬ ‫ظلَ َم ِعبَادَ ه‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫ْس‬ ‫وب َولَي َ‬ ‫ع أَ ْو يَت ُ َ‬ ‫ض ُح هجتَهُ َو َكانَ ِ هّلِلِ َح ْربا ً َحتهى يَ ْن ِز َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْد َح َ‬ ‫ه‬
‫علَى‬ ‫َّللاِ َوت َ ْع ِجي ِل ِن ْق َم ِت ِه ِم ْن ِإقَا َم ٍة َ‬ ‫ير ِن ْع َم ِة ه‬ ‫عى ِإلَى ت َ ْغ ِي ِ‬ ‫َي ٌء أ َ ْد َ‬‫ش ْ‬
‫صا ِد‬ ‫لظا ِل ِمينَ ِب ْال ِم ْر َ‬ ‫ط َهدِينَ َو ُه َو ِل ه‬ ‫ض َ‬ ‫س ِمي ٌع دَع َْوة َ ْال ُم ْ‬ ‫َّللاَ َ‬‫ظ ْل ٍم فَإِ هن ه‬ ‫ُ‬
‫ع ُّم َها ِفي ْالعَ ْد ِل‬ ‫ق َوأ َ َ‬ ‫ط َها ِفي ْال َح ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ور ِإلَي َْك أَ ْو َ‬ ‫ب ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫َو ْليَ ُك ْن أ َ َح ه‬
‫ضى‬ ‫ف ِب ِر َ‬ ‫ط ْالعَا هم ِة يُ ْج ِح ُ‬ ‫س ْخ َ‬ ‫الر ِعيه ِة فَإِ هن ُ‬ ‫ضى ه‬ ‫َوأ َ ْج َمعُ َها ِل ِر َ‬
‫ْس‬ ‫ضى ْالعَا هم ِة َولَي َ‬ ‫ص ِة يُ ْغتَفَ ُر َم َع ِر َ‬ ‫ط ْالخَا ه‬ ‫س ْخ َ‬ ‫ص ِة َو ِإ هن ُ‬ ‫ْالخَا ه‬
‫َاء َوأَقَ هل‬ ‫الرخ ِ‬ ‫علَى ْال َوا ِلي َمئُونَةً فِي ه‬ ‫الر ِعيه ِة أَثْقَ َل َ‬ ‫أ َ َحدٌ ِمنَ ه‬
‫اف َوأَقَ هل‬ ‫اْل ْل َح ِ‬ ‫اف َوأَ ْسأ َ َل ِب ْ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْل ْن َ‬ ‫َمعُونَةً لَهُ فِي ْالبَ َال ِء َوأ َ ْك َرهَ ِل ْ ِ‬
‫صبْرا ً‬ ‫ف َ‬ ‫ض َع َ‬ ‫ع ْذرا ً ِع ْندَ ْال َم ْن ِع َوأَ ْ‬ ‫طأ َ ُ‬ ‫اء َوأ َ ْب َ‬ ‫ط ِ‬ ‫اْل ْع َ‬ ‫ش ْكرا ً ِع ْندَ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫ع‬
‫ِين َو ِج َما ُ‬ ‫ص ِة َو ِإنه َما ِع َمادُ الدّ ِ‬ ‫ت الده ْه ِر ِم ْن أ َ ْه ِل ْالخَا ه‬ ‫ِع ْندَ ُم ِل هما ِ‬
‫ص ْغ ُو َك لَ ُه ْم‬ ‫اء ْالعَا همةُ ِمنَ ْاْل ُ هم ِة فَ ْليَ ُك ْن ِ‬ ‫ْال ُم ْس ِل ِمينَ َو ْالعُدهة ُ ِل َْل َ ْعدَ ِ‬
‫طلَبُ ُه ْم‬ ‫َو َم ْيلُ َك َمعَ ُه ْم َو ْليَ ُك ْن أ َ ْبعَدَ َر ِعيهتِ َك ِم ْن َك َوأَ ْشنَأ َ ُه ْم ِع ْندَ َك أَ ْ‬
‫ستَ َر َها فَ َال‬ ‫عيُوبا ً ْال َوا ِلي أَ َح ُّق َم ْن َ‬ ‫اس ُ‬ ‫اس فَإِ هن فِي النه ِ‬ ‫ب النه ِ‬ ‫ِل َمعَا ِي ِ‬
‫ظ َه َر لَ َك‬ ‫ير َما َ‬ ‫ط ِه ُ‬‫علَي َْك تَ ْ‬ ‫ع ْن َك ِم ْن َها فَإِنه َما َ‬ ‫َاب َ‬ ‫ع هما غ َ‬ ‫تَ ْك ِشفَ هن َ‬
‫ت يَ ْست ُ ِر‬ ‫ط ْع َ‬ ‫ع ْن َك فَا ْست ُ ِر ْالعَ ْو َرة َ َما ا ْست َ َ‬ ‫َاب َ‬ ‫علَى َما غ َ‬ ‫َّللاُ يَ ْح ُك ُم َ‬ ‫َو ه‬
‫ع ْقدَة َ ُك ِّل‬ ‫اس ُ‬ ‫ع ِن النه ِ‬ ‫ط ِل ْق َ‬ ‫ستْ َرهُ ِم ْن َر ِعيهتِ َك أَ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫َّللاُ ِم ْن َك َما ت ُ ِح ُّ‬ ‫ه‬
‫ض ُح لَ َك‬ ‫ع ْن ُك ِّل َما َال يَ ِ‬ ‫َاب َ‬ ‫ب ُك ِّل ِوتْ ٍر َوتَغ َ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ع ْن َك َ‬ ‫ط ْع َ‬ ‫ِح ْق ٍد َوا ْق َ‬
‫شبههَ‬ ‫َاش َو ِإ ْن تَ َ‬ ‫ي غ ٌّ‬ ‫سا ِع َ‬ ‫ساعٍ فَإِ هن ال ه‬ ‫ق َ‬ ‫صدِي ِ‬ ‫َو َال ت َ ْع َجلَ هن ِإلَى تَ ْ‬
‫ع ِن‬ ‫يال يَ ْع ِد ُل ِب َك َ‬ ‫ور ِت َك بَ ِخ ً‬ ‫ش َ‬ ‫اص ِحينَ َو َال ت ُ ْد ِخلَ هن ِفي َم ُ‬ ‫ِبالنه ِ‬
‫ور َو َال‬ ‫ع ِن ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ض ِعفُ َك َ‬ ‫ض ِل َويَ ِعد َُك ْالفَ ْق َر َو َال َجبَانا ً يُ ْ‬ ‫ْالفَ ْ‬
‫ص‬ ‫ش َرهَ ِب ْال َج ْو ِر فَإِ هن ْالبُ ْخ َل َو ْال ُجبْنَ َو ْال ِح ْر َ‬ ‫َح ِريصا ً يُزَ ِيّ ُن لَ َك ال ه‬
‫اّلِلِ ِإ هن ش هَر ُوزَ َرائِ َك َم ْن َكانَ‬ ‫الظ ِّن ِب ه‬‫سو ُء ه‬ ‫شتهى يَ ْج َمعُ َها ُ‬ ‫غ ََرائِ ُز َ‬
‫ِل َْل َ ْش َر ِار قَ ْبلَ َك َو ِزيرا ً َو َم ْن ش َِر َك ُه ْم فِي ْاآلثَ ِام فَ َال يَ ُكون هَن لَ َك‬
‫اجدٌ ِم ْن ُه ْم‬ ‫ت َو ِ‬ ‫الظلَ َم ِة َوأَ ْن َ‬ ‫ان ه‬ ‫ان ْاْل َث َ َم ِة َو ِإ ْخ َو ُ‬ ‫طانَةً فَإِنه ُه ْم أَع َْو ُ‬ ‫ِب َ‬
‫علَ ْي ِه ِمثْ ُل‬ ‫ْس َ‬ ‫آرائِ ِه ْم َونَفَا ِذ ِه ْم َولَي َ‬ ‫ف ِم هم ْن لَهُ ِمثْ ُل َ‬ ‫َخي َْر ْال َخلَ ِ‬
‫ظ ْل ِم ِه‬ ‫علَى ُ‬ ‫ظا ِلما ً َ‬ ‫ام ِه ْم ِم هم ْن لَ ْم يُعَا ِو ْن َ‬ ‫ار ِه ْم َوأ َ ْوزَ ِار ِه ْم َوآث َ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫آ َ‬
‫س ُن لَ َك َمعُونَةً‬ ‫علَي َْك َمئُونَةً َوأ َ ْح َ‬ ‫َف َ‬ ‫علَى ِإثْ ِم ِه أُولَ ِئ َك أَخ ُّ‬ ‫َو َال آ ِثما ً َ‬
‫صة ً‬ ‫طفا ً َوأَقَ ُّل ِلغَي ِْر َك ِإ ْلفا ً فَات ه ِخ ْذ أُولَ ِئ َك خَا ه‬ ‫علَي َْك َع ْ‬ ‫َوأ َ ْحنَى َ‬
‫ق لَ َك‬ ‫ِل َخلَ َوا ِت َك َو َحفَ َال ِت َك ث ُ هم ْليَ ُك ْن آث َ ُر ُه ْم ِع ْندَ َك أَ ْق َولَ ُه ْم ِب ُم ِ ّر ْال َح ّ ِ‬
‫َّللاُ ِْل َ ْو ِليَائِ ِه َواقِعا ً ذَ ِل َك‬ ‫ون ِم ْن َك ِم هما َك ِرهَ ه‬ ‫عدَة ً ِفي َما يَ ُك ُ‬ ‫سا َ‬ ‫َوأ َقَله ُه ْم ُم َ‬
‫ض ُه ْم‬ ‫ق ث ُ هم ُر ْ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫ص ْق ِبأ َ ْه ِل ْال َو َرعِ َوال ِ ّ‬ ‫ْث َوقَ َع َو ْال َ‬ ‫اك َحي ُ‬ ‫ِم ْن َه َو َ‬
‫اط ٍل لَ ْم تَ ْفعَ ْلهُ فَإِ هن َكثْ َرةَ‬ ‫وك ِببَ ِ‬ ‫وك َو َال يَ ْب َج ُح َ‬ ‫ط ُر َ‬ ‫علَى أ َ هال يُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِن‬‫الز ْه َو َوت ُ ْدنِي ِمنَ ْال ِع هزةِ َو َال يَ ُكون هَن ْال ُم ْحس ُ‬ ‫ِث ه‬ ‫اء ت ُ ْحد ُ‬ ‫ط َر ِ‬ ‫اْل ْ‬‫ِْ‬
‫س َواءٍ فَإِ هن فِي ذَ ِل َك تَ ْز ِهيدا ً ِْل َ ْه ِل‬ ‫َو ْال ُمسِي ُء ِع ْندَ َك ِب َم ْن ِزلَ ٍة َ‬
‫سا َءةِ‬ ‫اْل َ‬‫علَى ْ ِ‬ ‫سا َءةِ َ‬ ‫ان َوت َ ْد ِريبا ً ِْل َ ْه ِل ْ ِ‬
‫اْل َ‬ ‫س ِ‬ ‫اْل ْح َ‬ ‫ان فِي ْ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫اْل ْح َ‬ ‫ِْ‬
‫عى ِإلَى‬ ‫َي ٌء ِبأ َ ْد َ‬‫ْس ش ْ‬ ‫سهُ َوا ْعلَ ْم أَنههُ لَي َ‬ ‫َوأ َ ْل ِز ْم ُك ًّال ِم ْن ُه ْم َما أ َ ْلزَ َم نَ ْف َ‬
‫ت‬‫سانِ ِه ِإلَ ْي ِه ْم َوت َ ْخ ِفي ِف ِه ْال َمئُونَا ِ‬ ‫ظ ِّن َراعٍ ِب َر ِعيهتِ ِه ِم ْن ِإ ْح َ‬ ‫ُح ْس ِن َ‬
‫ْس لَهُ قِبَلَ ُه ْم فَ ْليَ ُك ْن ِم ْن َك‬ ‫علَى َما لَي َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوت َ ْر ِك ا ْستِ ْك َرا ِه ِه ِإيها ُه ْم َ‬ ‫َ‬
‫الظ ِّن‬ ‫الظ ِّن ِب َر ِعيهتِ َك فَإِ هن ُحسْنَ ه‬ ‫فِي ذَ ِل َك أ َ ْم ٌر يَ ْجت َ ِم ُع لَ َك ِب ِه ُح ْس ُن ه‬
‫ظنُّ َك ِب ِه لَ َم ْن‬ ‫سنَ َ‬ ‫يال َو ِإ هن أ َ َح هق َم ْن َح ُ‬ ‫ط ِو ً‬‫صبا ً َ‬ ‫ع ْن َك نَ َ‬ ‫ط ُع َ‬ ‫يَ ْق َ‬
‫سا َء بَ َال َ‬
‫ؤُك‬ ‫ظنُّ َك بِ ِه لَ َم ْن َ‬ ‫سا َء َ‬ ‫ؤُك ِع ْندَهُ َو ِإ هن أ َ َح هق َم ْن َ‬ ‫سنَ بَ َال َ‬ ‫َح ُ‬
‫ُور َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة‬ ‫صد ُ‬ ‫ع ِم َل ِب َها ُ‬ ‫صا ِل َحةً َ‬ ‫سنهةً َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ِع ْندَهُ َو َال ت َ ْنقُ ْ‬
‫سنهةً‬ ‫الر ِعيهةُ َو َال ت ُ ْح ِدثَ هن ُ‬ ‫علَ ْي َها ه‬ ‫ت َ‬ ‫صلَ َح ْ‬ ‫ت ِب َها ْاْل ُ ْلفَةُ َو َ‬ ‫اجت َ َمعَ ْ‬ ‫َو ْ‬
‫سنه َها‬ ‫سن َِن فَيَ ُكونَ ْاْل َ ْج ُر ِل َم ْن َ‬ ‫اضي ِت ْل َك ال ُّ‬ ‫ش ْيءٍ ِم ْن َم ِ‬ ‫ض ُّر ِب َ‬ ‫تَ ُ‬
‫شةَ‬ ‫اء َو ُمنَاقَ َ‬ ‫سةَ ْالعُلَ َم ِ‬ ‫ار َ‬ ‫ْت ِم ْن َها َوأ َ ْكثِ ْر ُمدَ َ‬ ‫علَي َْك ِب َما نَقَض َ‬ ‫َو ْال ِو ْز ُر َ‬
‫ِك َو ِإقَا َم ِة َما ا ْستَقَ َ‬
‫ام‬ ‫علَ ْي ِه أَ ْم ُر ِب َالد َ‬ ‫صلَ َح َ‬ ‫ت َما َ‬ ‫اء فِي تَثْبِي ِ‬ ‫ْال ُح َك َم ِ‬
‫ض َها ِإ هال‬ ‫صلُ ُح بَ ْع ُ‬ ‫ات َال يَ ْ‬ ‫طبَقَ ٌ‬ ‫الر ِعيهةَ َ‬ ‫اس قَ ْبلَ َك َوا ْعلَ ْم أ َ هن ه‬ ‫ِب ِه النه ُ‬
‫َّللاِ َو ِم ْن َها‬ ‫ض فَ ِم ْن َها ُجنُودُ ه‬ ‫ع ْن بَ ْع ٍ‬ ‫ض َها َ‬ ‫ض َو َال ِغنَى ِببَ ْع ِ‬ ‫ِببَ ْع ٍ‬
‫ع هما ُل‬ ‫ضاة ُ ْال َع ْد ِل َو ِم ْن َها ُ‬ ‫ص ِة َو ِم ْن َها قُ َ‬ ‫اب ْالعَا هم ِة َو ْالخَا ه‬ ‫ُكت ه ُ‬
‫اج ِم ْن أَ ْه ِل ال ِذّ هم ِة‬ ‫ق َو ِم ْن َها أ َ ْه ُل ْال ِج ْزيَ ِة َو ْالخ ََر ِ‬ ‫الر ْف ِ‬
‫اف َو ِ ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫اْل ْن َ‬ ‫ِْ‬
‫الطبَقَةُ‬ ‫ت َو ِم ْن َها ه‬ ‫عا ِ‬ ‫صنَا َ‬ ‫ار َوأَ ْه ُل ال ِ ّ‬ ‫اس َو ِم ْن َها الت ُّ هج ُ‬ ‫َو ُم ْس ِل َم ِة النه ِ‬
‫س ْه َمهُ‬ ‫َّللاُ لَهُ َ‬ ‫س همى ه‬ ‫س ْفلَى ِم ْن ذَ ِوي ْال َحا َج ِة َو ْال َم ْس َكنَ ِة َو ُك ٌّل قَ ْد َ‬ ‫ال ُّ‬
‫سنه ِة نَ ِب ِيّ ِه (صلى هللا‬ ‫ضةً ِفي ِكتَا ِب ِه أَ ْو ُ‬ ‫ض َع َعلَى َح ِدّ ِه فَ ِري َ‬ ‫َو َو َ‬
‫ون‬ ‫ص ُ‬ ‫َّللاِ ُح ُ‬ ‫ع ْهدا ً ِم ْنهُ ِع ْندَنَا َم ْحفُوظا ً فَ ْال ُجنُودُ ِبإِ ْذ ِن ه‬ ‫عليه وآله) َ‬
‫ْس تَقُو ُم‬ ‫سبُ ُل ْاْل َ ْم ِن َولَي َ‬ ‫ِين َو ُ‬ ‫الر ِعيه ِة َوزَ ي ُْن ْال ُو َالةِ َو ِع ُّز الدّ ِ‬ ‫ه‬
‫َّللاُ لَ ُه ْم ِمنَ‬ ‫ام ِل ْل ُجنُو ِد ِإ هال ِب َما يُ ْخ ِر ُج ه‬ ‫الر ِعيهةُ ِإ هال ِب ِه ْم ث ُ هم َال قِ َو َ‬ ‫ه‬
‫علَ ْي ِه فِي َما‬ ‫عد ّ ُِو ِه ْم َويَ ْعتَ ِمدُونَ َ‬ ‫علَى ِج َها ِد َ‬ ‫اج الهذِي يَ ْق َو ْونَ ِب ِه َ‬ ‫ْالخ ََر ِ‬
‫ص ْنفَي ِْن‬ ‫ام ِل َهذَي ِْن ال ِ ّ‬ ‫اء َحا َجتِ ِه ْم ث ُ هم َال قِ َو َ‬ ‫ون ِم ْن َو َر ِ‬ ‫ص ِل ُح ُه ْم َويَ ُك ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ب ِل َما يُ ْح ِك ُمونَ‬ ‫ضاةِ َو ْالعُ هما ِل َو ْال ُكتها ِ‬ ‫ث ِمنَ ْالقُ َ‬ ‫ف الثها ِل ِ‬ ‫ص ْن ِ‬ ‫ِإ هال ِبال ِ ّ‬
‫اص‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن خ ََو ِ ّ‬ ‫ِمنَ ْال َمعَاقِ ِد َويَ ْج َمعُونَ ِمنَ ْال َمنَافِ ِع َويُؤْ تَ َمنُونَ َ‬
‫ار َوذَ ِوي‬ ‫ام لَ ُه ْم َج ِميعا ً ِإ هال ِبالت ُّ هج ِ‬ ‫ع َوا ِ ّم َها َو َال قِ َو َ‬ ‫ور َو َ‬ ‫ْاْل ُ ُم ِ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن َم َرافِ ِق ِه ْم َويُ ِقي ُمونَهُ ِم ْن‬ ‫ت فِي َما يَ ْجت َ ِمعُونَ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫صنَا َ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫غي ِْر ِه ْم‬ ‫ق ِبأ َ ْيدِي ِه ْم َما َال يَ ْبلُغُهُ ِر ْف ُق َ‬ ‫أَ ْس َواقِ ِه ْم َويَ ْكفُونَ ُه ْم ِمنَ الت ه َرفُّ ِ‬
‫س ْفلَى ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َحا َج ِة َو ْال َم ْس َكنَ ِة الهذِينَ يَ ِح ُّق ِر ْفدُ ُه ْم‬ ‫الطبَقَةُ ال ُّ‬ ‫ث ُ هم ه‬
‫علَى ْال َوا ِلي َح ٌّق ِبقَ ْد ِر َما‬ ‫سعَةٌ َو ِل ُك ٍّل َ‬ ‫َّللاِ ِل ُك ٍّل َ‬
‫َو َمعُونَت ُ ُه ْم َوفِي ه‬
‫َّللاُ ِم ْن ذَ ِل َك‬ ‫ْس يَ ْخ ُر ُج ْال َوا ِلي ِم ْن َح ِقيقَ ِة َما أ َ ْلزَ َمهُ ه‬ ‫ص ِل ُحهُ َولَي َ‬ ‫يُ ْ‬
‫وم ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫علَى لُ ُز ِ‬ ‫ين نَ ْف ِس ِه َ‬ ‫اّلِلِ َوتَ ْو ِط ِ‬ ‫ِإ هال ِب ِاال ْه ِت َم ِام َو ِاال ْس ِتعَانَ ِة ِب ه‬
‫ص َح ُه ْم‬ ‫ِك أَ ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْو ثَقُ َل فَ َو ِّل ِم ْن ُجنُود َ‬ ‫َف َ‬ ‫علَ ْي ِه ِفي َما خ ه‬ ‫صب ِْر َ‬ ‫َوال ه‬
‫ضلَ ُه ْم‬ ‫ام َك َوأ َ ْنقَا ُه ْم َجيْبا ً َوأَ ْف َ‬ ‫سو ِل ِه َو ِ ِْل َم ِ‬ ‫ِك ِ هّلِلِ َو ِل َر ُ‬ ‫ِفي نَ ْفس َ‬
‫ف‬ ‫ب َو َي ْست َ ِري ُح ِإلَى ْالعُ ْذ ِر َويَ ْرأَ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ع ِن ْالغَ َ‬ ‫ئ َ‬ ‫ِح ْلما ً ِم هم ْن يُب ِْط ُ‬
‫ف َو َال يَ ْقعُدُ‬ ‫يرهُ ْالعُ ْن ُ‬ ‫اء َو ِم هم ْن َال يُثِ ُ‬ ‫علَى ْاْل َ ْق ِويَ ِ‬ ‫اء َويَ ْنبُو َ‬ ‫ضعَفَ ِ‬ ‫ِبال ُّ‬
‫ب َوأَ ْه ِل‬ ‫سا ِ‬ ‫ت َو ْاْل َ ْح َ‬ ‫ص ْق ِبذَ ِوي ْال ُم ُرو َءا ِ‬ ‫ف ث ُ هم ْال َ‬ ‫ض ْع ُ‬ ‫ِب ِه ال ه‬
‫ع ِة‬ ‫ش َجا َ‬ ‫سنَ ِة ث ُ هم أَ ْه ِل النه ْجدَةِ َوال ه‬ ‫ق ْال َح َ‬ ‫س َوا ِب ِ‬ ‫صا ِل َح ِة َوال ه‬ ‫ت ال ه‬ ‫ْالبُيُوتَا ِ‬
‫ف‬ ‫ب ِمنَ ْالعُ ْر ِ‬ ‫شع َ ٌ‬ ‫ع ِمنَ ْال َك َر ِم َو ُ‬ ‫س َما َح ِة فَإِنه ُه ْم ِج َما ٌ‬ ‫َاء َوال ه‬ ‫سخ ِ‬ ‫َوال ه‬
‫ان ِم ْن َولَ ِد ِه َما َو َال يَتَفَاقَ َم هن‬ ‫ور ِه ْم َما يَتَفَقهدُ ْال َوا ِلدَ ِ‬ ‫ث ُ هم تَفَقه ْد ِم ْن أ ُ ُم ِ‬
‫طفا ً تَعَا َه ْدت َ ُه ْم بِ ِه َو ِإ ْن‬ ‫ش ْي ٌء قَ هو ْيت َ ُه ْم بِ ِه َو َال تَ ْح ِق َر هن لُ ْ‬ ‫ِك َ‬ ‫فِي نَ ْفس َ‬
‫الظ ِّن ِب َك َو َال‬ ‫صي َح ِة لَ َك َو ُح ْس ِن ه‬ ‫قَ هل فَإِنههُ دَا ِعيَةٌ لَ ُه ْم ِإلَى بَ ْذ ِل النه ِ‬
‫ِير ِم ْن‬ ‫ِيم َها فَإِ هن ِل ْليَس ِ‬ ‫علَى َجس ِ‬ ‫ور ِه ُم ا ِت ّ َك ًاال َ‬ ‫يف أ ُ ُم ِ‬ ‫تَدَ ْع تَفَقُّدَ لَ ِط ِ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫ِيم َم ْو ِقعا ً َال يَ ْست َ ْغنُونَ َ‬ ‫ضعا ً يَ ْنت َ ِفعُونَ ِب ِه َو ِل ْل َجس ِ‬ ‫ط ِف َك َم ْو ِ‬ ‫لُ ْ‬
‫سا ُه ْم فِي َمعُونَتِ ِه‬ ‫ِك ِع ْندَ َك َم ْن َوا َ‬ ‫وس ُج ْند َ‬ ‫َو ْليَ ُك ْن آث َ ُر ُر ُء ِ‬
‫س ُع َم ْن َو َرا َء ُه ْم ِم ْن‬ ‫سعُ ُه ْم َويَ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن ِجدَتِ ِه ِب َما يَ َ‬ ‫ض َل َ‬ ‫َوأ َ ْف َ‬
‫احدا ً فِي ِج َها ِد ْال َعد ّ ُِو فَإِ هن‬ ‫وف أ َ ْه ِلي ِه ْم َحتهى يَ ُكونَ َه ُّم ُه ْم َه ّما ً َو ِ‬ ‫ُخلُ ِ‬
‫عي ِْن ْال ُو َالةِ‬ ‫ض َل قُ هرةِ َ‬ ‫علَي َْك َو ِإ هن أ َ ْف َ‬ ‫ف قُلُوبَ ُه ْم َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم يَ ْع ِط ُ‬ ‫طفَ َك َ‬ ‫ع ْ‬‫َ‬
‫ظ َه ُر‬ ‫الر ِعيه ِة و ِإنههُ َال تَ ْ‬ ‫ور َم َودهةِ ه‬ ‫ظ ُه ُ‬ ‫ا ْستِقَا َمةُ ْالعَ ْد ِل ِفي ْال ِب َال ِد َو ُ‬
‫طتِ ِه ْم‬ ‫َصي َحت ُ ُه ْم ِإ هال ِب ِحي َ‬ ‫ص ُّح ن ِ‬ ‫ُور ِه ْم َو َال ت َ ِ‬ ‫صد ِ‬ ‫س َال َم ِة ُ‬ ‫َم َودهت ُ ُه ْم ِإ هال ِب َ‬
‫اع‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫اء‬
‫ِ‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ُو‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ور َوقِله ِة ا ْستِثْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫علَى ُو َالةِ ْاْل ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫علَ ْي ِه ْم َوت َ ْعدِي ِد‬ ‫َاء َ‬ ‫اص ْل فِي ُح ْس ِن الثهن ِ‬ ‫س ْح فِي آ َما ِل ِه ْم َو َو ِ‬ ‫ُمدهتِ ِه ْم فَا ْف َ‬
‫َما أ َ ْبلَى ذَ ُوو ْالبَ َال ِء ِم ْن ُه ْم فَإِ هن َكثْ َرة َ ال ِذّ ْك ِر ِل ُح ْس ِن أ َ ْفعَا ِل ِه ْم ت َ ُه ُّز‬
‫ئ‬‫ف ِل ُك ِّل ْام ِر ٍ‬ ‫َّللاُ ث ُ هم اع ِْر ْ‬ ‫ض النها ِك َل ِإ ْن شَا َء ه‬ ‫ع َوت ُ َح ِ ّر ُ‬ ‫ش َجا َ‬ ‫ال ُّ‬
‫ص َر هن ِب ِه‬ ‫غي ِْر ِه َو َال تُقَ ِ ّ‬ ‫ئ ِإلَى َ‬ ‫ض هم هن بَ َال َء ْام ِر ٍ‬ ‫ِم ْن ُه ْم َما أ َ ْبلَى َو َال ت َ ُ‬
‫ئ ِإلَى أَ ْن ت ُ ْع ِظ َم ِم ْن‬ ‫ف ْام ِر ٍ‬ ‫ع َونه َك ش ََر ُ‬ ‫دُونَ غَايَ ِة بَ َالئِ ِه َو َال يَ ْد ُ‬
‫ص ِغ َر ِم ْن‬ ‫ئ ِإلَى أ َ ْن تَ ْستَ ْ‬ ‫ضعَةُ ْام ِر ٍ‬ ‫ص ِغيرا ً َو َال َ‬ ‫بَ َال ِئ ِه َما َكانَ َ‬
‫ض ِلعُ َك ِمنَ‬ ‫سو ِل ِه َما يُ ْ‬ ‫َّللاِ َو َر ُ‬ ‫اردُ ْد ِإلَى ه‬ ‫ع ِظيما ً َو ْ‬ ‫بَ َال ِئ ِه َما َكانَ َ‬
‫َّللاُ تَعَالَى ِلقَ ْو ٍم‬ ‫ور فَقَ ْد قَا َل ه‬ ‫علَي َْك ِمنَ ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ب َويَ ْشت َ ِبهُ َ‬ ‫طو ِ‬ ‫ْال ُخ ُ‬
‫سو َل‬ ‫الر ُ‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا ه‬ ‫ب ِإ ْرشَادَ ُه ْم يا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا أ َ ِطيعُوا ه‬ ‫أَ َح ه‬
‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫َوأُو ِلي ْاْل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم فَإِ ْن تَنازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫سو ِل‬ ‫الر ُ‬ ‫الردُّ ِإلَى ه‬ ‫َّللاِ ْاْل َ ْخذُ ِب ُم ْح َك ِم ِكتَا ِب ِه َو ه‬ ‫الردُّ ِإلَى ه‬ ‫سو ِل فَ ه‬ ‫الر ُ‬ ‫َو ه‬
‫اس‬ ‫اختَ ْر ِل ْل ُح ْك ِم بَيْنَ النه ِ‬ ‫غي ِْر ْال ُمفَ ِ ّرقَ ِة ث ُ هم ْ‬ ‫امعَ ِة َ‬ ‫سنهتِ ِه ْال َج ِ‬ ‫ْاْل َ ْخذُ ِب ُ‬
‫ور َو َال ت ُ َم ِ ّح ُكهُ‬ ‫يق ِب ِه ْاْل ُ ُم ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ِك ِم هم ْن َال ت َ ِ‬ ‫ض َل َر ِعيهتِ َك فِي نَ ْفس َ‬ ‫أَ ْف َ‬
‫ص ُر ِمنَ ْالفَ ْي ِء ِإلَى ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫الزله ِة َو َال يَ ْح َ‬ ‫صو ُم َو َال يَت َ َمادَى فِي ه‬ ‫ْال ُخ ُ‬
‫ط َم ٍع َو َال يَ ْكت َ ِفي بِأ َ ْدنَى فَ ْه ٍم‬ ‫علَى َ‬ ‫سهُ َ‬ ‫ف نَ ْف ُ‬ ‫ع َرفَهُ َو َال ت ُ ْش ِر ُ‬ ‫ِإذَا َ‬
‫ج َوأَقَله ُه ْم‬ ‫ت َوآ َخذَ ُه ْم ِب ْال ُح َج ِ‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫صاهُ َوأَ ْوقَفَ ُه ْم ِفي ال ُّ‬ ‫دُونَ أ َ ْق َ‬
‫ف ْاْل ُ ُم ِ‬
‫ور‬ ‫ش ِ‬ ‫علَى ت َ َك ُّ‬ ‫صبَ َر ُه ْم َ‬ ‫ص ِم َوأ َ ْ‬ ‫تَبَ ُّرما ً ِب ُم َرا َجعَ ِة ْال َخ ْ‬
‫ضاح ْال ُح ْك ِم ِم هم ْن َال يَ ْزدَ ِهي ِه ِإ ْ‬ ‫َوأ َ ْ‬
‫ط َرا ٌء َو َال‬ ‫ص َر َم ُه ْم ِع ْندَ ا ِت ّ َ ِ‬
‫س ْح لَهُ‬ ‫ضائِ ِه َوا ْف َ‬ ‫يَ ْست َ ِميلُهُ ِإ ْغ َرا ٌء َوأُولَئِ َك قَ ِلي ٌل ث ُ هم أ َ ْك ِث ْر تَعَا ُهدَ قَ َ‬
‫ْط ِه‬ ‫اس َوأَع ِ‬ ‫فِي ْالبَ ْذ ِل َما يُ ِزي ُل ِعلهتَهُ َوت َ ِق ُّل َمعَهُ َحا َجتُهُ ِإلَى النه ِ‬
‫صتِ َك ِليَأ ْ َمنَ‬ ‫غي ُْرهُ ِم ْن َخا ه‬ ‫ط َم ُع فِي ِه َ‬ ‫ِمنَ ْال َم ْن ِزلَ ِة لَدَي َْك َما َال يَ ْ‬
‫ظرا ً بَ ِليغا ً فَإِ هن‬ ‫ظ ْر فِي ذَ ِل َك نَ َ‬ ‫الر َجا ِل لَهُ ِع ْندَ َك فَا ْن ُ‬ ‫ِبذَ ِل َك ا ْغتِيَا َل ِ ّ‬
‫َهذَا الدِّينَ قَ ْد َكانَ أ َ ِسيرا ً فِي أ َ ْيدِي ْاْل َ ْش َر ِار يُ ْع َم ُل فِي ِه ِب ْال َه َوى‬
‫اختِبَارا ً‬ ‫ع هما ِل َك فَا ْست َ ْع ِم ْل ُه ُم ْ‬ ‫ور ُ‬ ‫ظ ْر فِي أ ُ ُم ِ‬ ‫ب ِب ِه الدُّ ْنيَا ث ُ هم ا ْن ُ‬ ‫طلَ ُ‬ ‫َوت ُ ْ‬
‫ب ْال َج ْو ِر َو ْال ِخيَانَ ِة‬ ‫شع َ ِ‬ ‫ع ِم ْن ُ‬ ‫َو َال ت ُ َو ِلّ ِه ْم ُم َحابَاة ً َوأَث َ َرة ً فَإِنه ُه َما ِج َما ٌ‬
‫صا ِل َح ِة‬ ‫ت ال ه‬ ‫اء ِم ْن أَ ْه ِل ْالبُيُوتَا ِ‬ ‫َوت َ َو هخ ِم ْن ُه ْم أ َ ْه َل الت ه ْج ِربَ ِة َو ْال َحيَ ِ‬
‫ص ُّح أَع َْراضا ً‬ ‫اْل ْس َال ِم ْال ُمتَقَ ِدّ َم ِة فَإِنه ُه ْم أ َ ْك َر ُم أ َ ْخ َالقا ً َوأ َ َ‬ ‫َو ْالقَدَ ِم فِي ْ ِ‬
‫ظرا ً ث ُ هم‬ ‫ور نَ َ‬ ‫ب ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ع َواقِ ِ‬ ‫ام ِع ِإ ْش َراقا ً َوأَ ْبلَ ُغ ِفي َ‬ ‫ط ِ‬‫َوأَقَ ُّل فِي ْال َم َ‬
‫ح أَ ْنفُ ِس ِه ْم‬ ‫ص َال ِ‬ ‫علَى ا ْس ِت ْ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ْاْل َ ْرزَ اقَ فَإِ هن ذَ ِل َك قُ هوة ٌ لَ ُه ْم َ‬ ‫أ َ ْس ِب ْغ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ِإ ْن خَالَفُوا‬ ‫ت أ َ ْيدِي ِه ْم َو ُح هجةٌ َ‬ ‫ع ْن تَن َُاو ِل َما ت َ ْح َ‬ ‫َو ِغنًى لَ ُه ْم َ‬
‫ث ْالعُيُونَ ِم ْن أ َ ْه ِل‬ ‫أ َ ْم َر َك أ َ ْو ثَلَ ُموا أَ َمانَت َ َك ث ُ هم تَفَقه ْد أ َ ْع َمالَ ُه ْم َوا ْبعَ ِ‬
‫س ِ ِّر ِْل ُ ُمو ِر ِه ْم َح ْد َوة ٌ‬ ‫علَ ْي ِه ْم فَإِ هن تَعَا ُهدَ َك ِفي ال ّ‬ ‫اء َ‬ ‫ق َو ْال َوفَ ِ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫ان‬‫ظ ِمنَ ْاْلَع َْو ِ‬ ‫الر ِعيه ِة َوت َ َحفه ْ‬ ‫ق ِب ه‬ ‫الر ْف ِ‬‫علَى ا ْس ِت ْع َما ِل ْاْل َ َمانَ ِة َو ِ ّ‬ ‫لَ ُه ْم َ‬
‫علَ ْي ِه ِع ْندَ َك‬ ‫ت ِب َها َ‬ ‫اجتَ َمعَ ْ‬ ‫ط يَدَهُ ِإلَى ِخيَانَ ٍة ْ‬ ‫س َ‬ ‫فَإِ ْن أ َ َحدٌ ِم ْن ُه ْم بَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْالعُقُوبَةَ فِي‬ ‫ت َ‬ ‫ط َ‬ ‫س ْ‬‫ْت ِبذَ ِل َك شَا ِهدا ً فَبَ َ‬ ‫عيُونِ َك ا ْكتَفَي َ‬ ‫ار ُ‬ ‫أ َ ْخبَ ُ‬
‫ص ْبتَهُ ِب َمقَ ِام ْال َمذَله ِة‬ ‫ع َم ِل ِه ث ُ هم نَ َ‬ ‫اب ِم ْن َ‬ ‫ص َ‬ ‫بَدَنِ ِه َوأ َ َخ ْذتَهُ ِب َما أ َ َ‬
‫اج ِب َما‬ ‫ار الت ُّ َه َم ِة َوتَفَقه ْد أَ ْم َر ْالخ ََر ِ‬ ‫ع َ‬‫س ْمتَهُ ِب ْال ِخيَانَ ِة َوقَله ْدتَهُ َ‬ ‫َو َو َ‬
‫ص َالحا ً ِل َم ْن ِس َوا ُه ْم‬ ‫ص َال ِح ِه ْم َ‬ ‫ص َال ِح ِه َو َ‬ ‫ص ِل ُح أ َ ْهلَهُ فَإِ هن فِي َ‬ ‫يُ ْ‬
‫علَى‬ ‫اس ُكله ُه ْم ِعيَا ٌل َ‬ ‫ص َال َح ِل َم ْن ِس َوا ُه ْم ِإ هال ِب ِه ْم ِْل َ هن النه َ‬ ‫َو َال َ‬
‫ض أَ ْبلَ َغ ِم ْن‬ ‫ارةِ ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ظ ُر َك فِي ِع َم َ‬ ‫اج َوأ َ ْه ِل ِه َو ْليَ ُك ْن نَ َ‬ ‫ْالخ ََر ِ‬
‫ار ِة‬ ‫اج ِْل َ هن ذَ ِل َك َال يُ ْد َر ُك ِإ هال ِب ْال ِع َم َ‬ ‫ب ْالخ ََر ِ‬ ‫ظ ِر َك ِفي ا ْس ِت ْج َال ِ‬ ‫نَ َ‬
‫ب ْال ِب َالدَ َوأَ ْهلَ َك ْال ِعبَادَ َولَ ْم‬ ‫ار ٍة أ َ ْخ َر َ‬ ‫ب ْالخ ََرا َج ِبغَي ِْر ِع َم َ‬ ‫طلَ َ‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫ب أ َ ْو‬ ‫ع ِش ْر ٍ‬ ‫طا َ‬‫ش َك ْوا ِثقَ ًال أ َ ْو ِعلهةً أ َ ِو ا ْن ِق َ‬ ‫يال فَإِ ْن َ‬ ‫يَ ْست َ ِق ْم أ َ ْم ُرهُ ِإ هال قَ ِل ً‬
‫ش‬ ‫ط ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫ف ِب َها َ‬ ‫ض ا ْغت َ َم َر َها غ ََر ٌق أَ ْو أ َ ْج َح َ‬ ‫بَاله ٍة أ َ ْو ِإ َحالَةَ أ َ ْر ٍ‬
‫علَي َْك‬ ‫صلُ َح ِب ِه أ َ ْم ُر ُه ْم َو َال يَثْقُلَ هن َ‬ ‫ع ْن ُه ْم ِب َما ت َ ْر ُجو أ َ ْن يَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫َخفه ْف َ‬
‫علَي َْك فِي‬ ‫ع ْن ُه ْم فَإِنههُ ذُ ْخ ٌر يَعُودُونَ ِب ِه َ‬ ‫ت ِب ِه ْال َمئُونَةَ َ‬ ‫َي ٌء َخفه ْف َ‬ ‫ش ْ‬
‫ين ِو َاليَتِ َك َم َع ا ْستِ ْج َال ِب َك ُحسْنَ ثَنَائِ ِه ْم‬ ‫ِك َوتَ ْز ِي ِ‬ ‫ارةِ ِب َالد َ‬ ‫ِع َم َ‬
‫ت‬ ‫ض َل قُ هوتِ ِه ْم ِب َما ذَخ َْر َ‬ ‫ض ِة ْالعَ ْد ِل فِي ِه ْم ُم ْعتَ ِمدا ً فَ ْ‬ ‫َوتَبَ ُّج ِح َك ِبا ْستِفَا َ‬
‫ع ْد ِل َك‬ ‫ع هو ْدتَ ُه ْم ِم ْن َ‬ ‫ام َك لَ ُه ْم َوال ِث ّقَةَ ِم ْن ُه ْم ِب َما َ‬ ‫ِع ْندَ ُه ْم ِم ْن ِإ ْج َم ِ‬
‫ت فِي ِه‬ ‫ع هو ْل َ‬ ‫ور َما ِإذَا َ‬ ‫ث ِمنَ ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َو ِر ْف ِق َك ِب ِه ْم فَ ُربه َما َحدَ َ‬ ‫َ‬
‫س ُه ْم ِب ِه فَإِ هن ْالعُ ْم َرانَ ُم ْحت َ ِم ٌل َما‬ ‫ط ِيّبَةً أ َ ْنفُ ُ‬ ‫احت َ َملُوهُ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن بَ ْعدُ ْ‬ ‫َ‬
‫ض ِم ْن ِإع َْو ِاز أَ ْه ِل َها َو ِإنه َما يُ ْع ِو ُز‬ ‫اب ْاْل َ ْر ِ‬ ‫َح هم ْلتَهُ َو ِإنه َما يُؤْ تَى خ ََر ُ‬
‫اء‬‫ظ ِنّ ِه ْم ِب ْالبَقَ ِ‬ ‫وء َ‬ ‫س ِ‬ ‫علَى ْال َج ْم ِع َو ُ‬ ‫اف أ َ ْنفُ ِس ْال ُو َالةِ َ‬ ‫أَ ْهلُ َها ِ ِْل ْش َر ِ‬
‫ور َك‬ ‫علَى أ ُ ُم ِ‬ ‫ظ ْر فِي َحا ِل ُكتها ِب َك فَ َو ِّل َ‬ ‫َوقِله ِة ا ْنتِفَا ِع ِه ْم ِب ْال ِعبَ ِر ث ُ هم ا ْن ُ‬
‫ار َك‬ ‫سائِلَ َك اله ِتي ت ُ ْد ِخ ُل فِي َها َم َكايِدَ َك َوأَ ْس َر َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ص ْ‬ ‫اخ ُ‬ ‫َخي َْر ُه ْم َو ْ‬
‫ق ِم هم ْن َال تُب ِْط ُرهُ ْال َك َرا َمةُ‬ ‫ح ْاْل َ ْخ َال ِ‬ ‫ِبأ َ ْج َم ِع ِه ْم ِل ُو ُجو ِه َ‬
‫صا ِل ِ‬
‫ص ُر ِب ِه‬ ‫ْل َو َال تَ ْق ُ‬ ‫علَي َْك ِفي ِخ َالفٍ لَ َك ِب َحض َْر ِة َم َ ٍ‬ ‫ئ ِب َها َ‬ ‫فَيَ ْجت َ ِر َ‬
‫علَى‬ ‫صدَ ِار َج َوابَا ِت َها َ‬ ‫علَي َْك َو ِإ ْ‬ ‫ع ِ ّما ِل َك َ‬ ‫ت ُ‬ ‫يرا ِد ُم َكاتَبَا ِ‬ ‫ع ْن ِإ َ‬ ‫ْالغَ ْفلَةُ َ‬
‫ع ْقدا ً‬ ‫ف َ‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫ع ْن َك فِي َما يَأ ْ ُخذُ لَ َك َويُ ْع ِطي ِم ْن َك َو َال يُ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ص َوا ِ‬ ‫ال ه‬
‫علَي َْك َو َال يَ ْج َه ُل َم ْبلَ َغ‬ ‫ع ِقدَ َ‬ ‫ق َما ُ‬ ‫ط َال ِ‬ ‫ع ْن ِإ ْ‬ ‫ا ْعتَقَدَهُ لَ َك َو َال يَ ْع ِج ُز َ‬
‫غي ِْر ِه‬ ‫ون ِبقَ ْد ِر َ‬ ‫ور فَإِ هن ْال َجا ِه َل ِبقَ ْد ِر نَ ْف ِس ِه يَ ُك ُ‬ ‫قَ ْد ِر نَ ْف ِس ِه فِي ْاْل ُ ُم ِ‬
‫ستِ َك َوا ْس ِتنَا َمتِ َك‬ ‫علَى فِ َرا َ‬ ‫ار َك ِإيها ُه ْم َ‬ ‫اختِيَ ُ‬‫أَ ْج َه َل ث ُ هم َال يَ ُك ِن ْ‬
‫ت ْال ُو َالةِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ضونَ ِل ِف َرا َ‬ ‫الر َجا َل يَتَعَ هر ُ‬ ‫الظ ِّن ِم ْن َك فَإِ هن ِ ّ‬ ‫َو ُح ْس ِن ه‬
‫صي َح ِة‬ ‫ْس َو َرا َء ذَ ِل َك ِمنَ النه ِ‬ ‫صنُّ ِع ِه ْم َو ُح ْس ِن ِخ ْد َمتِ ِه ْم َولَي َ‬ ‫ِبت َ َ‬
‫صا ِل ِحينَ قَ ْبلَ َك فَاع ِْم ْد‬ ‫اختَبِ ْر ُه ْم بِ َما ُولُّوا ِلل ه‬ ‫ش ْي ٌء َولَ ِك ِن ْ‬ ‫َو ْاْل َ َمانَ ِة َ‬
‫س ِن ِه ْم َكانَ فِي ْالعَا هم ِة أَثَرا ً َوأَع َْر ِف ِه ْم بِ ْاْل َ َمانَ ِة َو ْجها ً فَإِ هن ذَ ِل َك‬ ‫ِْل َ ْح َ‬
‫اجعَ ْل ِل َرأْ ِس ُك ِّل أ َ ْم ٍر‬ ‫يت أَ ْم َرهُ َو ْ‬ ‫َصي َح ِت َك ِ هّلِلِ َو ِل َم ْن ُو ِلّ َ‬ ‫دَ ِلي ٌل َعلَى ن ِ‬
‫علَ ْي ِه‬
‫شتهتُ َ‬ ‫ير َها َو َال يَت َ َ‬ ‫ور َك َرأْسا ً ِم ْن ُه ْم َال يَ ْق َه ُرهُ َك ِب ُ‬ ‫ِم ْن أ ُ ُم ِ‬
‫ع ْنهُ أ ُ ْل ِز ْمتَهُ ث ُ هم‬ ‫ْت َ‬ ‫ب فَتَغَابَي َ‬ ‫ع ْي ٍ‬ ‫ير َها َو َم ْه َما َكانَ فِي ُكتها ِب َك ِم ْن َ‬ ‫َكثِ ُ‬
‫ص ِب ِه ْم َخيْرا ً ْال ُم ِق ِيم‬ ‫ت َوأ َ ْو ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫صنَا َ‬ ‫ار َوذَ ِوي ال ِ ّ‬ ‫ص ِبالت ُّ هج ِ‬ ‫ا ْست َ ْو ِ‬
‫ق ِببَدَنِ ِه فَإِنه ُه ْم َم َوادُّ ْال َمنَافِ ِع‬ ‫ب ِب َما ِل ِه َو ْال ُمتَ َر ِفّ ِ‬ ‫ط ِر ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ِم ْن ُه ْم َو ْال ُم ْ‬
‫ح فِي بَ ِ ّر َك‬ ‫ار ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ق َو ُج هالبُ َها ِمنَ ْال َمبَا ِع ِد َو ْال َم َ‬ ‫اب ْال َم َرافِ ِ‬ ‫َوأ َ ْسبَ ُ‬
‫اض ِع َها َو َال‬ ‫اس ِل َم َو ِ‬ ‫ْث َال يَ ْلتَئِ ُم النه ُ‬ ‫س ْه ِل َك َو َجبَ ِل َك َو َحي ُ‬ ‫َوبَ ْح ِر َك َو َ‬
‫ص ْل ٌح َال ت ُ ْخشَى‬ ‫َاف بَائِقَتُهُ َو ُ‬ ‫علَ ْي َها فَإِنه ُه ْم ِس ْل ٌم َال تُخ ُ‬ ‫يَ ْجت َ ِر ُءونَ َ‬
‫ِك َوا ْعلَ ْم َم َع‬ ‫ور ُه ْم ِب َحض َْرتِ َك َوفِي َح َوا ِشي ِب َالد َ‬ ‫غَائِلَتُهُ َوتَفَقه ْد أ ُ ُم َ‬
‫احتِ َكارا ً‬ ‫ش ّحا ً قَ ِبيحا ً َو ْ‬ ‫احشا ً َو ُ‬ ‫ضيقا ً فَ ِ‬ ‫ير ِم ْن ُه ْم ِ‬ ‫ذَ ِل َك أ َ هن فِي َكثِ ٍ‬
‫ْب‬
‫عي ٌ‬ ‫ض هرةٍ ِل ْلعَا هم ِة َو َ‬ ‫اب َم َ‬ ‫ت َوذَ ِل َك بَ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫ِل ْل َمنَافِ ِع َوت َ َح ُّكما ً فِي ْال ِبيَا َ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه‬ ‫سو َل ه‬ ‫ار فَإ ِ هن َر ُ‬ ‫امن َْع ِمنَ ِاال ْحتِ َك ِ‬ ‫علَى ْال ُو َالةِ فَ ْ‬ ‫َ‬
‫ار‬ ‫ع ْد ٍل َوأَ ْسعَ ٍ‬ ‫ين َ‬ ‫س ْمحا ً ِب َم َو ِاز ِ‬ ‫وآله) َمنَ َع ِم ْنهُ َو ْليَ ُك ِن ْالبَ ْي ُع بَيْعا ً َ‬
‫ف ُح ْك َرة ً بَ ْعدَ‬ ‫ار َ‬ ‫ف بِ ْالفَ ِريقَي ِْن ِمنَ ْالبَائِ ِع َو ْال ُم ْبتَاعِ فَ َم ْن قَ َ‬ ‫َال ت ُ ْج ِح ُ‬
‫الطبَقَ ِة‬ ‫َّللاَ ِفي ه‬ ‫َّللاَ ه‬ ‫غي ِْر ِإ ْس َرافٍ ث ُ هم ه‬ ‫عا ِق ْبهُ ِفي َ‬ ‫نَ ْه ِي َك ِإيهاهُ فَنَ ِ ّك ْل ِب ِه َو َ‬
‫اجينَ َوأَ ْه ِل‬ ‫ين َو ْال ُم ْحت َ ِ‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫س ْفلَى ِمنَ الهذِينَ َال ِحيلَةَ لَ ُه ْم ِمنَ ْال َم َ‬ ‫ال ُّ‬
‫احفَ ِظ ِ هّلِلِ‬ ‫الطبَقَ ِة قَانِعا ً َو ُم ْعتَ ّرا ً َو ْ‬ ‫الز ْمنَى فَإِ هن ِفي َه ِذ ِه ه‬ ‫سى َو ه‬ ‫ْالبُؤْ َ‬
‫ت َما ِل ِك‬ ‫اجعَ ْل لَ ُه ْم قِ ْسما ً ِم ْن بَ ْي ِ‬ ‫ظ َك ِم ْن َح ِقّ ِه فِي ِه ْم َو ْ‬ ‫َما ا ْست َ ْحفَ َ‬
‫صى‬ ‫اْل ْس َال ِم فِي ُك ِّل بَلَ ٍد فَإِ هن ِل َْل َ ْق َ‬ ‫ص َوافِي ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫َوقِ ْسما ً ِم ْن غ هَال ِ‬
‫يت َحقههُ َو َال يَ ْشغَلَنه َك‬ ‫ِم ْن ُه ْم ِمثْ َل الهذِي ِل َْل َ ْدنَى َو ُك ٌّل قَ ِد ا ْست ُ ْر ِع َ‬
‫ير ْال ُم ِه هم‬ ‫ام َك ْال َكثِ َ‬ ‫ض ِيي ِع َك التهافِهَ ِ ِْل ْح َك ِ‬ ‫ط ٌر فَإِنه َك َال ت ُ ْعذَ ُر ِبت َ ْ‬ ‫ع ْن ُه ْم بَ َ‬ ‫َ‬
‫ور َم ْن‬ ‫ص ِعّ ْر َخده َك لَ ُه ْم َوتَفَقه ْد أ ُ ُم َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو َال ت ُ َ‬ ‫ص َه هم َك َ‬ ‫فَ َال ت ُ ْش ِخ ْ‬
‫الر َجا ُل فَفَ ِ ّر ْغ‬ ‫ون َوت َ ْح ِق ُرهُ ِ ّ‬ ‫ص ُل ِإلَي َْك ِم ْن ُه ْم ِم هم ْن ت َ ْقت َ ِح ُمهُ ْالعُيُ ُ‬ ‫َال يَ ِ‬
‫ور ُه ْم‬ ‫ض ِع فَ ْليَ ْرفَ ْع ِإلَي َْك أ ُ ُم َ‬ ‫ِْلُولَئِ َك ثِقَت َ َك ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َخ ْشيَ ِة َوالته َوا ُ‬
‫َّللاِ َي ْو َم ت َ ْلقَاهُ فَإِ هن َه ُؤ َال ِء ِم ْن بَي ِْن‬ ‫اْل ْعذَ ِار ِإلَى ه‬ ‫ث ُ هم ا ْع َم ْل ِفي ِه ْم ِب ْ ِ‬
‫غي ِْر ِه ْم َو ُك ٌّل فَأ َ ْعذ ِْر ِإلَى ه‬
‫َّللاِ‬ ‫اف ِم ْن َ‬ ‫ص ِ‬ ‫اْل ْن َ‬‫الر ِعيه ِة أ َ ْح َو ُج ِإلَى ْ ِ‬ ‫ه‬
‫س ِِّن ِم هم ْن‬ ‫الرقه ِة ِفي ال ّ‬ ‫ِفي تَأ ْ ِديَ ِة َح ِقّ ِه ِإلَ ْي ِه َوتَعَ هه ْد أ َ ْه َل ْاليُتْ ِم َوذَ ِوي ِ ّ‬
‫علَى ْال ُو َالةِ ثَ ِقي ٌل‬ ‫سهُ َوذَ ِل َك َ‬ ‫ب ِل ْل َم ْسأَلَ ِة نَ ْف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َال ِحيلَةَ لَهُ َو َال يَ ْن ِ‬
‫طلَبُوا ْالعَاقِبَةَ‬ ‫علَى أَ ْق َو ٍام َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َو ْال َح ُّق ُكلُّهُ ث َ ِقي ٌل َوقَ ْد يُ َخ ِفّفُهُ ه‬
‫اجعَ ْل ِلذَ ِوي‬ ‫َّللاِ لَ ُه ْم َو ْ‬ ‫عو ِد ه‬ ‫ق َم ْو ُ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫س ُه ْم َو َوثِقُوا ِب ِ‬ ‫صب ُهروا أ َ ْنفُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫س لَ ُه ْم َم ْج ِلسا ً‬ ‫ص َك َوتَ ْج ِل ُ‬ ‫غ لَ ُه ْم فِي ِه ش َْخ َ‬ ‫ت ِم ْن َك قِ ْسما ً تُفَ ِ ّر ُ‬ ‫ْال َحا َجا ِ‬
‫ع ْن ُه ْم ُج ْندَ َك َوأَع َْوان ََك‬ ‫ض ُع فِي ِه ِ هّلِلِ الهذِي َخلَقَ َك َوت ُ ْق ِعدُ َ‬ ‫عا ّما ً فَتَت َ َوا َ‬ ‫َ‬
‫غي َْر ُمتَت َ ْعتِ ٍع فَإِ ِنّي‬ ‫ش َر ِط َك َحتهى يُ َك ِلّ َم َك ُمت َ َك ِلّ ُم ُه ْم َ‬ ‫ِم ْن أ َ ْح َرا ِس َك َو ُ‬
‫غي ِْر َم ْو ِط ٍن‬ ‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) يَقُو ُل فِي َ‬ ‫سو َل ه‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫َ‬
‫غي َْر‬ ‫يِ َ‬ ‫يف فِي َها َحقُّهُ ِمنَ ْالقَ ِو ّ‬ ‫ض ِع ِ‬ ‫س أ ُ همةٌ َال يُؤْ َخذُ ِلل ه‬ ‫لَ ْن تُقَده َ‬
‫ضيقَ‬ ‫ع ْن ُه ُم ال ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َونَ ّ ِ‬ ‫احت َ ِم ِل ْال ُخ ْرقَ ِم ْن ُه ْم َو ْال ِع ه‬ ‫ُمتَت َ ْعتِ ٍع ث ُ هم ْ‬
‫اب‬ ‫وجبْ لَ َك ث َ َو َ‬ ‫َاف َر ْح َمتِ ِه َويُ ِ‬ ‫علَي َْك ِبذَ ِل َك أَ ْكن َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫س ِط ه‬ ‫َف يَ ْب ُ‬ ‫َو ْاْلَن َ‬
‫ْت َهنِيئا ً َو ْامن َْع فِي ِإ ْج َما ٍل َو ِإ ْعذَ ٍار ث ُ هم‬ ‫طي َ‬ ‫ْط َما أ َ ْع َ‬ ‫عتِ ِه َوأَع ِ‬ ‫طا َ‬ ‫َ‬
‫ع هما ِل َك بِ َما‬ ‫ور َك َال بُده لَ َك ِم ْن ُمبَاش ََرتِ َها ِم ْن َها ِإ َجابَةُ ُ‬ ‫ور ِم ْن أ ُ ُم ِ‬ ‫أ ُ ُم ٌ‬
‫اس يَ ْو َم ُو ُرو ِد َها‬ ‫ت النه ِ‬ ‫ار َحا َجا ِ‬ ‫صدَ ُ‬ ‫ع ْنهُ ُكتهابُ َك َو ِم ْن َها ِإ ْ‬ ‫يَ ْعيَا َ‬
‫ع َملَهُ فَإِ هن‬ ‫ض ِل ُك ِّل َي ْو ٍم َ‬ ‫ُور أَع َْوا ِن َك َوأَ ْم ِ‬ ‫صد ُ‬ ‫علَي َْك ِب َما ت َ ْح َر ُج ِب ِه ُ‬ ‫َ‬
‫ض َل ِت ْل َك‬ ‫َّللاِ أَ ْف َ‬ ‫ِك ِفي َما بَ ْين ََك َوبَيْنَ ه‬ ‫اجعَ ْل ِلنَ ْفس َ‬ ‫ِل ُك ِّل يَ ْو ٍم َما ِفي ِه َو ْ‬
‫ت‬ ‫صلَ َح ْ‬ ‫َت ُكلُّ َها ِ هّلِلِ ِإذَا َ‬ ‫س ِام َو ِإ ْن َكان ْ‬ ‫ت َوأ َ ْجزَ َل تِ ْل َك ْاْل َ ْق َ‬ ‫ْال َم َواقِي ِ‬
‫ص ِب ِه‬ ‫ص ِة َما ت ُ ْخ ِل ُ‬ ‫الر ِعيهةُ َو ْليَ ُك ْن فِي خَا ه‬ ‫ت ِم ْن َها ه‬ ‫فِي َها ال ِنّيهةُ َو َ‬
‫س ِل َم ْ‬
‫َّللاَ ِم ْن بَدَنِ َك‬ ‫ْط ه‬ ‫صةً فَأَع ِ‬ ‫ي لَهُ خَا ه‬ ‫ض ِه الهتِي ِه َ‬ ‫ِ هّلِلِ دِين ََك ِإقَا َمةُ فَ َرائِ ِ‬
‫ام ًال‬ ‫َّللاِ ِم ْن ذَ ِل َك َك ِ‬ ‫ْت ِب ِه ِإلَى ه‬ ‫ف َما تَقَ هرب َ‬ ‫ار َك َو َو ّ ِ‬ ‫فِي لَ ْي ِل َك َونَ َه ِ‬
‫ت فِي‬ ‫وص بَا ِلغا ً ِم ْن بَدَنِ َك َما بَلَ َغ َو ِإذَا قُ ْم َ‬ ‫وم َو َال َم ْنقُ ٍ‬ ‫غي َْر َمثْلُ ٍ‬ ‫َ‬
‫اس َم ْن‬ ‫ض ِيّعا ً فَإِ هن فِي النه ِ‬ ‫اس فَ َال ت َ ُكون هَن ُمنَ ِفّرا ً َو َال ُم َ‬ ‫ص َالتِ َك ِللنه ِ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه‬ ‫سو َل ه‬ ‫سأ َ ْلتُ َر ُ‬ ‫بِ ِه ْال ِعلهةُ َولَهُ ْال َحا َجةُ َوقَ ْد َ‬
‫ص ِّل ِب ِه ْم‬ ‫ص ِلّي ِب ِه ْم فَقَا َل َ‬ ‫ْف أ ُ َ‬ ‫وآله) ِحينَ َو هج َه ِني ِإلَى ْاليَ َم ِن َكي َ‬
‫ط ّ ِولَ هن‬ ‫ضعَ ِف ِه ْم َو ُك ْن ِب ْال ُمؤْ ِم ِنينَ َر ِحيما ً َوأ َ هما بَ ْعدُ فَ َال ت ُ َ‬ ‫ص َال ِة أ َ ْ‬ ‫َك َ‬
‫ش ْعبَةٌ ِمنَ‬ ‫لر ِعيه ِة ُ‬ ‫اب ْال ُو َال ِة َع ِن ا ه‬ ‫اح ِت َج َ‬ ‫ع ْن َر ِعيه ِت َك فَإِ هن ْ‬ ‫اح ِت َجابَ َك َ‬ ‫ْ‬
‫ع ْن ُه ْم ِع ْل َم َما‬ ‫ط ُع َ‬ ‫اب ِم ْن ُه ْم يَ ْق َ‬ ‫ور َو ِاال ْحتِ َج ُ‬ ‫ق َوقِلهةُ ِع ْل ٍم ِب ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫ير َويَ ْقبُ ُح‬ ‫ص ِغ ُ‬ ‫ظ ُم ال ه‬ ‫ير َويَ ْع ُ‬ ‫صغُ ُر ِع ْندَ ُه ُم ْال َك ِب ُ‬ ‫احت َ َجبُوا دُونَهُ فَيَ ْ‬ ‫ْ‬
‫اط ِل َو ِإنه َما ْال َوا ِلي بَش ٌَر‬ ‫َاب ْال َح ُّق ِب ْالبَ ِ‬ ‫س ُن ْالقَ ِبي ُح َويُش ُ‬ ‫س ُن َويَ ْح ُ‬ ‫ْال َح َ‬
‫علَى‬ ‫ت َ‬ ‫س ْ‬ ‫ور َولَ ْي َ‬ ‫اس ِب ِه ِمنَ ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ع ْنهُ النه ُ‬ ‫ارى َ‬ ‫ف َما ت َ َو َ‬ ‫َال يَ ْع ِر ُ‬
‫ت‬ ‫ب َو ِإنه َما أ َ ْن َ‬ ‫ق ِمنَ ْال َك ِذ ِ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫وب ال ِ ّ‬ ‫ض ُر ُ‬ ‫ف ِب َها ُ‬ ‫ات ت ُ ْع َر ُ‬ ‫ق ِس َم ٌ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫ق فَ ِف َ‬
‫يم‬ ‫س َك ِبا ْلبَ ْذ ِل فِي ْال َح ّ ِ‬ ‫َت نَ ْف ُ‬‫سخ ْ‬ ‫أ َ َحدُ َر ُجلَي ِْن ِإ هما ْام ُر ٌؤ َ‬
‫ق ت ُ ْع ِطي ِه أَ ْو فِ ْع ٍل َك ِر ٍيم ت ُ ْسدِي ِه أَ ْو ُم ْبتَلًى‬ ‫ب َح ّ ٍ‬ ‫اج ِ‬ ‫احتِ َجابُ َك ِم ْن َو ِ‬ ‫ْ‬
‫سوا ِم ْن بَ ْذ ِل َك‬ ‫ع ْن َم ْسأَلَتِ َك ِإذَا أ َ ِي ُ‬ ‫اس َ‬ ‫ف النه ِ‬ ‫ع َك ه‬ ‫ِب ْال َم ْن ِع فَ َما أ َ ْس َر َ‬
‫علَي َْك ِم ْن‬ ‫اس ِإلَي َْك ِم هما َال َمئُونَةَ فِي ِه َ‬ ‫ت النه ِ‬ ‫َم َع أ َ هن أ َ ْكث َ َر َحا َجا ِ‬
‫صةً‬ ‫صافٍ فِي ُمعَا َملَ ٍة ث ُ هم ِإ هن ِل ْل َوا ِلي خَا ه‬ ‫ب ِإ ْن َ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫ظ ِل َم ٍة أَ ْو َ‬ ‫ش َكاةِ َم ْ‬ ‫َ‬
‫اح ِس ْم‬ ‫صافٍ فِي ُمعَا َملَ ٍة فَ ْ‬ ‫ط ُاو ٌل َوقِلهةُ ِإ ْن َ‬ ‫ار َوت َ َ‬ ‫طانَةً فِي ِه ُم ا ْستِئْث َ ٌ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ب تِ ْل َك ْاْل َ ْح َوا ِل َو َال ت ُ ْق ِطعَ هن ِْل َ َح ٍد ِم ْن‬ ‫ط ِع أ َ ْسبَا ِ‬ ‫َمادهة َ أُولَئِ َك بِقَ ْ‬
‫ع ْقدَ ٍة‬ ‫ط َمعَ هن ِم ْن َك ِفي ا ْع ِتقَا ِد ُ‬ ‫َحا ِشيَ ِت َك َو َحا هم ِت َك قَ ِطيعَةً َو َال يَ ْ‬
‫ع َم ٍل ُم ْشت َ َركٍ يَ ْح ِملُونَ‬ ‫ب أَ ْو َ‬ ‫اس ِفي ِش ْر ٍ‬ ‫ض ُّر ِب َم ْن يَ ِلي َها ِمنَ النه ِ‬ ‫تَ ُ‬
‫علَي َْك‬ ‫غي ِْر ِه ْم فَيَ ُكونَ َم ْهنَأ ُ ذَ ِل َك لَ ُه ْم دُون ََك َو َع ْيبُهُ َ‬ ‫علَى َ‬ ‫َمئُونَتَهُ َ‬
‫ب َو ْالبَ ِعي ِد‬ ‫فِي الدُّ ْنيَا َو ْاآل ِخ َرةِ َوأَ ْل ِز ِم ْال َح هق َم ْن لَ ِز َمهُ ِمنَ ْالقَ ِري ِ‬
‫صتِ َك‬ ‫صا ِبرا ً ُم ْحتَسِبا ً َواقِعا ً ذَ ِل َك ِم ْن قَ َرابَتِ َك َوخَا ه‬ ‫َو ُك ْن فِي ذَ ِل َك َ‬
‫علَي َْك ِم ْنهُ فَإِ هن َمغَبهةَ ذَ ِل َك‬ ‫عاقِبَتَهُ ِب َما يَثْقُ ُل َ‬ ‫ْث َوقَ َع َوا ْبت َ ِغ َ‬ ‫َحي ُ‬
‫ص ِح ْر لَ ُه ْم بِعُ ْذ ِر َك‬ ‫الر ِعيهةُ ِب َك َحيْفا ً فَأ َ ْ‬ ‫ت ه‬ ‫ظنه ِ‬ ‫َم ْح ُمودَة ٌ َو ِإ ْن َ‬
‫ضةً ِم ْن َك‬ ‫ار َك فَإِ هن فِي ذَ ِل َك ِريَا َ‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ظنُونَ ُه ْم ِبإِ ْ‬ ‫ع ْن َك ُ‬ ‫َوا ْعد ِْل َ‬
‫يم ِه ْم‬ ‫ِك َو ِر ْفقا ً ِب َر ِعيهتِ َك َو ِإ ْعذَارا ً تَ ْبلُ ُغ ِب ِه َحا َجتَ َك ِم ْن ت َ ْق ِو ِ‬ ‫ِلنَ ْفس َ‬
‫ضا‬‫اك ِإلَ ْي ِه َعد ُُّو َك و ِ هّلِلِ فِي ِه ِر ً‬ ‫ع َ‬ ‫ص ْلحا ً دَ َ‬ ‫ق َو َال ت َ ْدفَعَ هن ُ‬ ‫علَى ْال َح ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ِك‬ ‫وم َك َوأَ ْمنا ً ِل ِب َالد َ‬ ‫ِك َو َرا َحةً ِم ْن ُه ُم ِ‬ ‫عةً ِل ُجنُود َ‬ ‫ح دَ َ‬ ‫ص ْل ِ‬
‫فَإِ هن ِفي ال ُّ‬
‫ص ْل ِح ِه فَإِ هن ْالعَد هُو ُربه َما‬ ‫َولَ ِك ِن ْال َحذَ َر ُك هل ْال َحذَ ِر ِم ْن َعد ّ ُِو َك بَ ْعدَ ُ‬
‫ب ِليَتَغَفه َل فَ ُخ ْذ ِب ْال َح ْز ِم َوات ه ِه ْم ِفي ذَ ِل َك ُحسْنَ ه‬
‫الظ ِّن َو ِإ ْن‬ ‫ار َ‬ ‫قَ َ‬
‫ع ْهدَ َك‬ ‫ط َ‬ ‫ع ْقدَة ً أَ ْو أ َ ْلبَ ْستَهُ ِم ْن َك ِذ همةً فَ ُح ْ‬ ‫عد ّ ُِو َك ُ‬ ‫ت بَ ْين ََك َوبَيْنَ َ‬ ‫عقَ ْد َ‬ ‫َ‬
‫س َك ُجنهةً دُونَ َما‬ ‫اجعَ ْل نَ ْف َ‬ ‫ع ِذ همت َ َك ِب ْاْل َ َمانَ ِة َو ْ‬ ‫ار َ‬ ‫اء َو ْ‬ ‫ِب ْال َوفَ ِ‬
‫علَ ْي ِه‬
‫شدُّ َ‬‫اس أَ َ‬ ‫ش ْي ٌء النه ُ‬ ‫ض ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ْس ِم ْن فَ َرائِ ِ‬ ‫ْت فَإِنههُ لَي َ‬ ‫طي َ‬ ‫أَ ْع َ‬
‫آرائِ ِه ْم ِم ْن ت َ ْع ِظ ِيم ْال َوفَ ِ‬
‫اء‬ ‫ت َ‬ ‫شت ُّ ِ‬‫ق أ َ ْه َوائِ ِه ْم َوتَ َ‬ ‫اجتِ َماعا ً َم َع تَفَ ُّر ِ‬ ‫ْ‬
‫ِب ْالعُ ُهو ِد َوقَ ْد لَ ِز َم ذَ ِل َك ْال ُم ْش ِر ُكونَ ِفي َما بَ ْينَ ُه ْم دُونَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ ِل َما‬
‫س هن‬ ‫ب ْالغَ ْد ِر فَ َال ت َ ْغد َِر هن ِب ِذ همتِ َك َو َال تَ ِخي َ‬ ‫ا ْست َ ْوبَلُوا ِم ْن َع َواقِ ِ‬
‫َّللاِ ِإ هال َجا ِه ٌل‬ ‫علَى ه‬ ‫ئ َ‬ ‫عد هُو َك فَإِنههُ َال يَ ْجتَ ِر ُ‬ ‫ِك َو َال ت َ ْختِلَ هن َ‬ ‫ِبعَ ْهد َ‬
‫ضاهُ بَيْنَ ْال ِعبَا ِد ِب َر ْح َمتِ ِه‬ ‫ع ْهدَهُ َو ِذ همتَهُ أَ ْمنا ً أ َ ْف َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ي َوقَ ْد َجعَ َل ه‬ ‫ش ِق ٌّ‬ ‫َ‬
‫ضونَ ِإلَى ِج َو ِار ِه فَ َال ِإ ْدغَا َل‬ ‫َو َح ِريما ً يَ ْس ُكنُونَ ِإلَى َمنَعَتِ ِه َويَ ْست َ ِفي ُ‬
‫ع ْقدا ً ت ُ َج ّ ِو ُز فِي ِه ْال ِعلَ َل َو َال‬ ‫ع فِي ِه َو َال ت َ ْع ِق ْد َ‬ ‫سةَ َو َال ِخدَا َ‬ ‫َو َال ُمدَالَ َ‬
‫يق‬ ‫ض ُ‬ ‫ع َونه َك ِ‬ ‫علَى لَ ْح ِن قَ ْو ٍل بَ ْعدَ التهأ ْ ِكي ِد َوالت ه ْوثِقَ ِة َو َال يَ ْد ُ‬ ‫تُعَ ّ ِولَ هن َ‬
‫ق فَإِ هن‬ ‫اخ ِه بِغَي ِْر ْال َح ّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ب ا ْن ِف َ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫َّللاِ ِإلَى َ‬ ‫ع ْهدُ ه‬ ‫أ َ ْم ٍر لَ ِز َم َك فِي ِه َ‬
‫عا ِقبَ ِت ِه َخي ٌْر ِم ْن‬ ‫ض َل َ‬ ‫ق أ َ ْم ٍر ت َ ْر ُجو ا ْن ِف َرا َجهُ َوفَ ْ‬ ‫ضي ِ‬ ‫علَى ِ‬ ‫صب َْر َك َ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ ِفي ِه ِط ْلبَةٌ َال تَ ْستَ ْق ِب ُل‬ ‫ط ِب َك ِمنَ ه‬ ‫َاف ت َ ِبعَتَهُ َوأ َ ْن ت ُ ِحي َ‬ ‫غ ْد ٍر تَخ ُ‬ ‫َ‬
‫س ْف َك َها ِبغَي ِْر ِح ِلّ َها فَإِنههُ‬ ‫هاك َوال ِدّ َما َء َو َ‬ ‫آخ َرت َ َك ِإي َ‬ ‫اك َو َال ِ‬ ‫ِفي َها دُ ْنيَ َ‬
‫ظ َم ِلت َ ِبعَ ٍة َو َال أَ ْح َرى ِبزَ َوا ِل نِ ْع َم ٍة‬ ‫عى ِلنِ ْق َم ٍة َو َال أ َ ْع َ‬ ‫ش ْي ٌء أ َ ْد َ‬ ‫ْس َ‬ ‫لَي َ‬
‫ئ‬ ‫س ْب َحانَهُ ُم ْبت َ ِد ٌ‬ ‫اء ِبغَي ِْر َح ِقّ َها َو ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫س ْف ِك ال ِدّ َم ِ‬ ‫طاعِ ُمدهةٍ ِم ْن َ‬ ‫َوا ْن ِق َ‬
‫اء يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة فَ َال تُقَ ّ ِويَ هن‬ ‫سافَ ُكوا ِمنَ ال ِدّ َم ِ‬ ‫ِب ْال ُح ْك ِم بَيْنَ ْال ِعبَا ِد فِي َما ت َ َ‬
‫ض ِعفُهُ َويُو ِهنُهُ بَ ْل يُ ِزيلُهُ‬ ‫س ْف ِك دَ ٍم َح َر ٍام فَإِ هن ذَ ِل َك ِم هما يُ ْ‬ ‫طان ََك ِب َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ُ‬
‫َّللاِ َو َال ِع ْندِي فِي قَتْ ِل ْالعَ ْم ِد ِْل َ هن فِي ِه‬ ‫ع ْذ َر لَ َك ِع ْندَ ه‬ ‫َويَ ْنقُلُهُ َو َال ُ‬
‫س ْيفُ َك أ َ ْو‬ ‫ط َك أَ ْو َ‬ ‫س ْو ُ‬ ‫علَي َْك َ‬ ‫ط َ‬ ‫طإٍ َوأ َ ْف َر َ‬ ‫يت ِب َخ َ‬ ‫قَ َودَ ْالبَدَ ِن َو ِإ ِن ا ْبت ُ ِل َ‬
‫ط َم َح هن بِ َك‬ ‫يَد َُك بِ ْالعُقُوبَ ِة فَإِ هن فِي ْال َو ْكزَ ةِ فَ َما فَ ْوقَ َها َم ْقتَلَةً فَ َال ت َ ْ‬
‫اء ْال َم ْقتُو ِل َحقه ُه ْم َو ِإي َ‬
‫هاك‬ ‫ِي ِإلَى أَ ْو ِليَ ِ‬ ‫طا ِن َك َع ْن أ َ ْن ت ُ َؤدّ َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ن َْخ َوة ُ ُ‬
‫اء فَإِ هن‬ ‫ط َر ِ‬ ‫اْل ْ‬ ‫ب ِْ‬ ‫ِك َوال ِث ّقَةَ ِب َما يُ ْع ِجبُ َك ِم ْن َها َو ُح ه‬ ‫اب ِبنَ ْفس َ‬ ‫اْل ْع َج َ‬ ‫َو ْ ِ‬
‫ون ِم ْن‬ ‫ان ِفي نَ ْف ِس ِه ِليَ ْم َحقَ َما يَ ُك ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ص ال ه‬ ‫ق فُ َر ِ‬ ‫ذَ ِل َك ِم ْن أ َ ْوث َ ِ‬
‫سانِ َك أ َ ِو‬ ‫علَى َر ِعيهتِ َك ِبإِ ْح َ‬ ‫هاك َو ْال َم هن َ‬ ‫ان ْال ُم ْح ِسنِينَ َو ِإي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ِإ ْح َ‬
‫التهزَ يُّدَ فِي َما َكانَ ِم ْن فِ ْع ِل َك أ َ ْو أ َ ْن تَ ِعدَ ُه ْم فَتُتْ ِب َع َم ْو ِعدَ َك ِب ُخ ْل ِف َك‬
‫ف‬ ‫ق َو ْال ُخ ْل َ‬ ‫ور ْال َح ّ ِ‬ ‫ب ِبنُ ِ‬ ‫سانَ َوالتهزَ يُّدَ يَ ْذ َه ُ‬ ‫اْل ْح َ‬ ‫فَإِ هن ْال َم هن يُب ِْط ُل ْ ِ‬
‫َّللاُ تَعَالَى َكبُ َر َم ْقتا ً ِع ْندَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫اس قَا َل ه‬ ‫َّللاِ َوالنه ِ‬ ‫ت ِع ْندَ ه‬ ‫ب ْال َم ْق َ‬ ‫وج ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ور قَ ْب َل أ َ َوانِ َها أَ ِو‬ ‫هاك َو ْالعَ َجلَةَ ِب ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫أَ ْن تَقُولُوا ما ال ت َ ْفعَلُونَ َو ِإي َ‬
‫ت أ َ ِو ْال َو ْهنَ‬ ‫ط فِي َها ِع ْندَ ِإ ْم َكانِ َها أ َ ِو الله َجا َجةَ فِي َها ِإذَا تَنَ هك َر ْ‬ ‫سقُّ َ‬ ‫الت ه َ‬
‫ضعَهُ َوأَ ْو ِق ْع ُك هل أ َ ْم ٍر‬ ‫ض ْع ُك هل أ َ ْم ٍر َم ْو ِ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ض َح ْ‬ ‫ع ْن َها ِإذَا ا ْست َ ْو َ‬ ‫َ‬
‫ع هما‬ ‫ي َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫َا‬ ‫غ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫و‬‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬‫و‬‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫اس فِي ِه أ ُ‬ ‫ار ِب َما النه ُ‬ ‫هاك َو ِاال ْستِئْث َ َ‬ ‫َم ْوقِعَهُ َو ِإي َ‬
‫َ‬
‫ع هما‬ ‫ون فَإِنههُ َمأ ْ ُخوذٌ ِم ْن َك ِلغَي ِْر َك َو َ‬ ‫ض َح ِل ْلعُيُ ِ‬ ‫ت ُ ْعنَى ِب ِه ِم هما قَ ْد َو َ‬
‫وم ْام ِل ْك‬ ‫ظلُ ِ‬ ‫ف ِم ْن َك ِل ْل َم ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ور َويُ ْنتَ َ‬ ‫ع ْن َك أ َ ْغ ِطيَةُ ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫ِف َ‬ ‫قَ ِلي ٍل ت َ ْن َكش ُ‬
‫س‬ ‫احت َ ِر ْ‬ ‫سانِ َك َو ْ‬ ‫ب ِل َ‬ ‫ِك َوغ َْر َ‬ ‫ط َوةَ يَد َ‬ ‫س ْ‬ ‫ِك َو َ‬ ‫س ْو َرة َ َحدّ َ‬ ‫َح ِميهةَ أ َ ْن ِف َك َو َ‬
‫ضبُ َك‬ ‫غ َ‬ ‫ط َوةِ َحتهى يَ ْس ُكنَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ير ال ه‬ ‫ف ْالبَاد َِرةِ َوتَأ ْ ِخ ِ‬ ‫ِم ْن ُك ِّل ذَ ِل َك بِ َك ّ ِ‬
‫ِك َحتهى ت ُ ْك ِث َر ُه ُمو َم َك‬ ‫ار َولَ ْن ت َ ْح ُك َم ذَ ِل َك ِم ْن نَ ْفس َ‬ ‫فَت َ ْم ِل َك ِاال ْخ ِتيَ َ‬
‫ضى ِل َم ْن‬ ‫ب َعلَي َْك أ َ ْن تَتَذَ هك َر َما َم َ‬ ‫اج ُ‬ ‫ِب ِذ ْك ِر ْال َمعَا ِد ِإلَى َر ِبّ َك َو ْال َو ِ‬
‫ع ْن‬‫اضلَ ٍة أ َ ْو أَثَ ٍر َ‬ ‫سنه ٍة فَ ِ‬ ‫عا ِدلَ ٍة أَ ْو ُ‬ ‫تَقَده َم َك ِم ْن ُح ُكو َم ٍة َ‬
‫ِي ِب َما‬ ‫َّللاِ فَتَ ْقتَد َ‬ ‫ب ه‬ ‫ض ٍة فِي ِكتَا ِ‬ ‫نَ ِب ِيّنَا (صلى هللا عليه وآله) أ َ ْو فَ ِري َ‬
‫ع ِهدْتُ‬ ‫ِك فِي ا ِت ّبَاعِ َما َ‬ ‫ع ِم ْلنَا ِب ِه فِي َها َوت َ ْجت َ ِهدَ ِلنَ ْفس َ‬ ‫ت ِم هما َ‬ ‫شَا َه ْد َ‬
‫علَي َْك‬‫ع ْهدِي َهذَا َوا ْست َ ْوث َ ْقتُ ِب ِه ِمنَ ْال ُح هج ِة ِلنَ ْفسِي َ‬ ‫ِإلَي َْك فِي َ‬
‫ِك ِإلَى َه َوا َها َوأَنَا أ َ ْسأ َ ُل ه‬
‫َّللاَ‬ ‫س ُّرعِ نَ ْفس َ‬ ‫ِل َكي َْال ت َ ُكونَ لَ َك ِعلهةٌ ِع ْندَ ت َ َ‬
‫اء ُك ِّل َر ْغبَ ٍة أَ ْن يُ َو ِفّقَنِي‬ ‫ط ِ‬ ‫علَى ِإ ْع َ‬ ‫ع ِظ ِيم قُ ْد َرتِ ِه َ‬ ‫سعَ ِة َر ْح َمتِ ِه َو َ‬ ‫ِب َ‬
‫ح ِإلَ ْي ِه َو ِإلَى‬ ‫اض ِ‬ ‫علَى ْالعُ ْذ ِر ْال َو ِ‬ ‫اْلقَا َم ِة َ‬ ‫ضاهُ ِمنَ ْ ِ‬ ‫هاك ِل َما فِي ِه ِر َ‬ ‫َو ِإي َ‬
‫َاء فِي ْال ِعبَا ِد َو َج ِمي ِل ْاْلَث َ ِر فِي ْالبِ َال ِد َوت َ َم ِام‬ ‫خ َْل ِق ِه َم َع ُح ْس ِن الثهن ِ‬
‫ش َهادَ ِة‬ ‫س َعادَ ِة َوال ه‬ ‫يف ْال َك َرا َم ِة َوأَ ْن يَ ْخ ِت َم ِلي َولَ َك ِبال ه‬ ‫ض ِع ِ‬ ‫ال ِنّ ْع َم ِة َوت َ ْ‬
‫علَ ْي ِه َوآ ِل ِه‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫س َال ُم َ‬ ‫راجعُونَ َوال ه‬ ‫ِإنها ِإلَ ْي ِه ِ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫سله َم ت َ ْس ِليما ً َك ِثيرا ً َوال ه‬ ‫الطا ِه ِرينَ َو َ‬ ‫الط ِيّ ِبينَ ه‬ ‫سله َم ه‬ ‫َو َ‬
‫]‪[54‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلم‬
‫إلىُطلحةُوُالزبيرُمعُ(عمرانُبنُالحصينُالخزاعي)‬
‫ُذكرهُأبوُجعفرُاإلسكافيُفيُكتابُالمقاماتُفيُمناقبُأميرُالمؤمنينُعليهُ‬
‫السَلم‬

‫اس َحتهى أ َ َرادُونِي‬ ‫ع ِل ْمت ُ َما َو ِإ ْن َكت َ ْمت ُ َما أ َ ِنّي لَ ْم أ ُ ِر ِد النه َ‬‫أَ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد َ‬
‫َولَ ْم أُبَا ِي ْع ُه ْم َحتهى بَايَعُونِي َو ِإنه ُك َما ِم هم ْن أَ َرادَنِي َوبَايَعَنِي َو ِإ هن‬
‫اض ٍر فَإِ ْن ُك ْنت ُ َما‬ ‫ض َح ِ‬ ‫ب َو َال ِلعَ َر ٍ‬‫ان غَا ِل ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬‫ْالعَا همةَ لَ ْم تُبَايِ ْعنِي ِل ُ‬
‫ب َو ِإ ْن ُك ْنت ُ َما‬ ‫َّللاِ ِم ْن قَ ِري ٍ‬ ‫ار ِجعَا َوتُوبَا ِإلَى ه‬ ‫طا ِئعَي ِْن فَ ْ‬ ‫بَايَ ْعت ُ َمانِي َ‬
‫ار ُك َما‬ ‫ظ َه ِ‬ ‫س ِبي َل ِبإِ ْ‬ ‫ار َهي ِْن فَقَ ْد َجعَ ْلت ُ َما ِلي َ‬
‫علَ ْي ُك َما ال ه‬ ‫بَايَ ْعت ُ َمانِي َك ِ‬
‫ق‬‫صيَةَ َولَعَ ْم ِري َما ُك ْنت ُ َما بِأ َ َح ّ ِ‬ ‫عةَ َو ِإ ْس َر ِار ُك َما ْال َم ْع ِ‬ ‫ه‬
‫الطا َ‬
‫ان َو ِإ هن دَ ْفعَ ُك َما َهذَا ْاْل َ ْم َر ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن‬ ‫اج ِرينَ ِبالت ه ِقيه ِة َو ْال ِكتْ َم ِ‬ ‫ْال ُم َه ِ‬
‫وج ُك َما ِم ْنهُ بَ ْعدَ ِإ ْق َر ِار ُك َما‬ ‫علَ ْي ُك َما ِم ْن ُخ ُر ِ‬ ‫س َع َ‬ ‫ت َ ْد ُخ َال فِي ِه َكانَ أَ ْو َ‬
‫ع ِنّي‬ ‫ف َ‬ ‫عثْ َمانَ فَبَ ْينِي َوبَ ْينَ ُك َما َم ْن تَخَله َ‬ ‫ع ْمت ُ َما أَ ِنّي قَت َ ْلتُ ُ‬ ‫ِب ِه َوقَ ْد زَ َ‬
‫ئ ِبقَ ْد ِر َما ْ‬
‫احت َ َم َل‬ ‫ع ْن ُك َما ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َمدِينَ ِة ث ُ هم يُ ْلزَ ُم ُك ُّل ْام ِر ٍ‬ ‫َو َ‬
‫ظ َم أَ ْم ِر ُك َما ْالعَ ُ‬
‫ار‬ ‫ع ْن َرأْ ِي ُك َما فَإِ هن ْاآلنَ أ َ ْع َ‬ ‫َان َ‬ ‫ش ْيخ ِ‬ ‫ار ِجعَا أَيُّ َها ال ه‬ ‫فَ ْ‬
‫س َال ُم‪.‬‬
‫ار َوال ه‬‫ار َوالنه ُ‬ ‫ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن يَت َ َج هم َع ْالعَ ُ‬
‫]‪[55‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫س ْب َحانَهُ قَ ْد َجعَ َل الدُّ ْنيَا ِل َما بَ ْعدَ َها َوا ْبتَلَى فِي َها‬ ‫َّللاَ ُ‬‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ه‬
‫س ْعي ِ فِي َها‬ ‫ع َم ًال َولَ ْسنَا ِللدُّ ْنيَا ُخ ِل ْقنَا َو َال ِبال ه‬ ‫س ُن َ‬ ‫أَ ْهلَ َها ِليَ ْعلَ َم أَيُّ ُه ْم أَ ْح َ‬
‫َّللاُ بِ َك َوا ْبتَ َال َك‬ ‫ض ْعنَا فِي َها ِلنُ ْبتَلَي بِ َها َوقَ ِد ا ْبت َ َالنِي ه‬ ‫أ ُ ِم ْرنَا َو ِإنه َما ُو ِ‬
‫علَى الدُّ ْنيَا ِبتَأ ْ ِوي ِل‬ ‫ت َ‬ ‫علَى ْاآلخ َِر فَعَدَ ْو َ‬ ‫ِبي فَ َجعَ َل أ َ َحدَنَا ُح هجةً َ‬
‫ص ْيتَهُ أ َ ْن َ‬
‫ت‬ ‫ع َ‬ ‫سا ِني َو َ‬ ‫طلَ ْبت َ ِني ِب َما لَ ْم ت َ ْج ِن يَدِي َو َال ِل َ‬ ‫آن فَ َ‬ ‫ْالقُ ْر ِ‬
‫ق ه‬
‫َّللاَ‬ ‫عا ِل ُم ُك ْم َجا ِهلَ ُك ْم َوقَا ِئ ُم ُك ْم قَا ِعدَ ُك ْم فَات ه ِ‬‫ب َ‬ ‫ش ِام ِبي َوأَله َ‬ ‫َوأ َ ْه ُل ال ه‬
‫ف ِإلَى ْاآل ِخ َرةِ َو ْج َه َك‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫طانَ قِيَادَ َك َوا ْ‬ ‫ش ْي َ‬
‫َازعِ ال ه‬ ‫ِك َون ِ‬ ‫فِي نَ ْفس َ‬
‫ع ٍة‬ ‫ار َ‬ ‫اج ِل قَ ِ‬ ‫َّللاُ ِم ْنهُ بِعَ ِ‬‫صيبَ َك ه‬ ‫احذَ ْر أ َ ْن يُ ِ‬ ‫ط ِريقُ َك َو ْ‬ ‫ط ِريقُنَا َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫فَ ِه َ‬
‫اج َرةٍ‬ ‫غي َْر فَ ِ‬ ‫ط ُع الدها ِب َر فَإِ ِنّي أُو ِلي لَ َك ِب ه‬
‫اّلِلِ أَ ِليهةً َ‬ ‫ص َل َوت َ ْق َ‬ ‫س ْاْل َ ْ‬ ‫ت َ َم ُّ‬
‫هاك َج َو ِام ُع ْاْل َ ْقدَ ِار َال أَزَ ا ُل ِببَا َحتِ َك َحتهى يَ ْح ُك َم‬ ‫لَئِ ْن َج َمعَتْنِي َو ِإي َ‬
‫َّللاُ بَ ْينَنا َو ُه َو َخي ُْر ْالحا ِك ِمينَ ‪.‬‬ ‫ه‬
‫]‪[56‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُوصىُبهاُشريحُبنُهانئُلماُجعلهُعلىُمقدمتهُإلىُ‬
‫الشام‬

‫ور‬‫ِك الدُّ ْنيَا ْالغ َُر َ‬


‫علَى نَ ْفس َ‬ ‫َف َ‬ ‫ساءٍ َوخ ْ‬ ‫اح َو َم َ‬ ‫صب َ ٍ‬‫َّللاَ فِي ُك ِّل َ‬ ‫ق ه‬ ‫ات ه ِ‬
‫ع ْن َكثِ ٍ‬
‫ير‬ ‫س َك َ‬ ‫علَى َحا ٍل َوا ْعلَ ْم أَنه َك ِإ ْن لَ ْم ت َ ْردَ ْع نَ ْف َ‬ ‫َو َال تَأ ْ َم ْن َها َ‬
‫ير ِمنَ‬ ‫ت ِب َك ْاْل َ ْه َوا ُء ِإلَى َكثِ ٍ‬ ‫س َم ْ‬ ‫ب َمخَافَةَ َم ْك ُرو ٍه َ‬ ‫ِم هما ت ُ ِح ُّ‬
‫ِك َمانِعا ً َرادِعا ً َو ِلن َْز َوتِ َك ِع ْندَ ْال َح ِفي َ‬
‫ظ ِة َواقِما ً‬ ‫ض َر ِر فَ ُك ْن ِلنَ ْفس َ‬ ‫ال ه‬
‫امعاً‪.‬‬
‫قَ ِ‬
‫]‪[57‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأهلُالكوفةُعندُمسيرهُمنُالمدينةُإلىُالبصرة‬

‫ظلُوما ً َو ِإ هما‬ ‫ظا ِلما ً َو ِإ هما َم ْ‬


‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ ِنّي خ ََر ْجتُ ِم ْن َح ِيّي َهذَا ِإ هما َ‬
‫َّللاَ َم ْن بَلَغَهُ ِكتَابِي َهذَا لَ هما‬‫علَ ْي ِه َو ِإ ِنّي أُذَ ِ ّك ُر ه‬
‫بَا ِغيا ً َو ِإ هما َم ْب ِغيّا ً َ‬
‫عانَنِي َو ِإ ْن ُك ْنتُ ُمسِيئا ً ا ْست َ ْعتَبَنِي‪.‬‬ ‫ي فَإِ ْن ُك ْنتُ ُم ْحسِنا ً أ َ َ‬ ‫نَفَ َر ِإلَ ه‬
‫]‪[58‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُكتبهُإلىُأهلُاألمصارُيقصُفيهُماُجرىُبينهُوُبينُ‬
‫أهلُصفين‬

‫الظا ِه ُر أ َ هن‬ ‫ش ِام َو ه‬ ‫َو َكانَ بَ ْد ُء أ َ ْم ِرنَا أَنها ْالتَقَ ْينَا َو ْالقَ ْو ُم ِم ْن أَ ْه ِل ال ه‬
‫احدَة ٌ َو َال‬
‫اْل ْس َال ِم َو ِ‬ ‫احدٌ َودَع َْوتَنَا فِي ْ ِ‬ ‫احدٌ َونَ ِبيهنَا َو ِ‬ ‫َربهنَا َو ِ‬
‫سو ِل ِه َو َال يَ ْستَ ِزيدُونَنَا‬ ‫ق ِب َر ُ‬ ‫صدِي ِ‬ ‫اّلِلِ َوالت ه ْ‬ ‫ان ِب ه‬
‫اْلي َم ِ‬‫نَ ْست َ ِزيدُ ُه ْم فِي ْ ِ‬
‫عثْ َمانَ َون َْح ُن ِم ْنهُ بَ َرا ٌء‬ ‫اختَلَ ْفنَا فِي ِه ِم ْن دَ ِم ُ‬ ‫ْاْل َ ْم ُر َوا ِحدٌ ِإ هال َما ْ‬
‫اء النهائِ َرةِ َوتَ ْس ِك ِ‬
‫ين‬ ‫طف َ ِ‬ ‫فَقُ ْلنَا تَعَالَ ْوا نُدَا ِو َما َال يُ ْد َر ُك ْاليَ ْو َم بِإِ ْ‬
‫ْع ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫علَى َوض ِ‬ ‫ْالعَا هم ِة َحتهى يَ ْشتَده ْاْل َ ْم ُر َويَ ْست َ ْج ِم َع فَنَ ْق َوى َ‬
‫ت ْال َح ْر ُ‬
‫ب‬ ‫اضعَهُ فَقَالُوا َب ْل نُدَا ِوي ِه ِب ْال ُم َكا َب َر ِة فَأَبَ ْوا َحتهى َجنَ َح ِ‬ ‫َم َو ِ‬
‫ستْنَا َو ِإيها ُه ْم‬‫ض هر َ‬‫َت فَلَ هما َ‬ ‫يرانُ َها َو َح ِمش ْ‬ ‫ت ِن َ‬ ‫ت َو َوقَدَ ْ‬ ‫َو َر َكدَ ْ‬
‫ت َمخَا ِلبَ َها فِينَا َوفِي ِه ْم أَ َجابُوا ِع ْندَ ذَ ِل َك ِإلَى الهذِي‬ ‫ضع َ ْ‬ ‫َو َو َ‬
‫طلَبُوا‬ ‫ار ْعنَا ُه ْم ِإلَى َما َ‬ ‫س َ‬ ‫ع ْوا َو َ‬ ‫ع ْونَا ُه ْم ِإلَ ْي ِه فَأ َ َج ْبنَا ُه ْم ِإلَى َما دَ َ‬‫دَ َ‬
‫ت ِم ْن ُه ُم ْال َم ْعذ َِرة ُ فَ َم ْن تَ هم‬ ‫طع َ ْ‬‫علَ ْي ِه ُم ْال ُح هجةُ َوا ْنقَ َ‬‫َت َ‬ ‫َحتهى ا ْستَبَان ْ‬
‫َّللاُ ِمنَ ْال َهلَ َك ِة َو َم ْن لَ هج َوتَ َمادَى‬ ‫علَى ذَ ِل َك ِم ْن ُه ْم فَ ُه َو الهذِي أ َ ْنقَذَهُ ه‬ ‫َ‬
‫س ْو ِء‬ ‫ت دَا ِئ َرة ُ ال ه‬ ‫ار ْ‬ ‫ص َ‬ ‫علَى قَ ْل ِب ِه َو َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫س الهذِي َرانَ ه‬ ‫الرا ِك ُ‬ ‫فَ ُه َو ه‬
‫علَى َرأْ ِس ِه ‪.‬‬ ‫َ‬
‫]‪[59‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُاألسودُبنُقطبةُصاحبُجندُحلوان‬

‫ف َه َواهُ َمنَعَهُ ذَ ِل َك َكثِيرا ً ِمنَ ْالعَ ْد ِل‬ ‫اختَلَ َ‬


‫ي ِإذَا ْ‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ْال َوا ِل َ‬
‫ْس فِي ْال َج ْو ِر‬ ‫س َوا ًء فَإِنههُ لَي َ‬ ‫ق َ‬ ‫اس ِع ْندَ َك فِي ْال َح ّ ِ‬ ‫فَ ْليَ ُك ْن أ َ ْم ُر النه ِ‬
‫س َك فِي َما‬ ‫اجتَنِبْ َما ت ُ ْن ِك ُر أَ ْمثَالَهُ َوا ْبتَذ ِْل نَ ْف َ‬ ‫ض ِمنَ ْالعَ ْد ِل فَ ْ‬ ‫ِع َو ٌ‬
‫اجيا ً ثَ َوابَهُ َو ُمتَخ ّ َِوفا ً ِعقَابَهُ َوا ْعلَ ْم أ َ هن الدُّ ْنيَا‬ ‫علَي َْك َر ِ‬ ‫ض ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ا ْفت َ َر َ‬
‫علَ ْي ِه‬‫غتُهُ َ‬ ‫َت فَ ْر َ‬ ‫عةً ِإ هال َكان ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ط َ‬ ‫احبُ َها ِفي َها قَ ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ار بَ ِليه ٍة لَ ْم يَ ْف ُر ْغ َ‬ ‫دَ ُ‬
‫ش ْي ٌء أَبَدا ً َو ِمنَ‬‫ق َ‬ ‫ع ِن ْال َح ّ ِ‬‫َح ْس َرة ً يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َوأَنههُ لَ ْن يُ ْغ ِنيَ َك َ‬
‫ِك فَإِ هن‬ ‫الر ِعيه ِة ِب ُج ْهد َ‬‫علَى ه‬ ‫اب َ‬ ‫س ُ‬ ‫ِك َو ِاال ْحتِ َ‬‫ظ نَ ْفس َ‬ ‫ق َعلَي َْك ِح ْف ُ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫ص ُل ِب َك َوال ه‬ ‫ض ُل ِمنَ الهذِي يَ ِ‬ ‫ص ُل ِإلَي َْك ِم ْن ذَ ِل َك أ َ ْف َ‬ ‫الهذِي يَ ِ‬
‫]‪[60‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُالعمالُالذينُيطأُالجيشُعملهم‬

‫ْش ِم ْن ُجبَاةِ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإلَى َم ْن َم هر ِب ِه ْال َجي ُ‬ ‫ي ٍ أ َ ِم ِ‬


‫ع ِل ّ‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫ع ْب ِد ه‬
‫ارة ٌ‬‫ي َم ه‬ ‫سي ْهرتُ ُجنُودا ً ِه َ‬ ‫ع هما ِل ْال ِب َال ِد أَ هما بَ ْعدُ فَإِنِّي قَ ْد َ‬ ‫ْالخ ََر ِ‬
‫اج َو ُ‬
‫ف‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن َك ّ ِ‬‫ب ِ هّلِلِ َ‬ ‫َّللاُ َوقَ ْد أ َ ْو َ‬
‫ص ْيت ُ ُه ْم بِ َما يَ ِج ُ‬ ‫بِ ُك ْم ِإ ْن شَا َء ه‬
‫شذَا َوأَنَا أَب َْرأ ُ ِإلَ ْي ُك ْم َو ِإلَى ِذ هم ِت ُك ْم ِم ْن َمعَ هر ِة‬ ‫ف ال ه‬ ‫ص ْر ِ‬ ‫ْاْلَذَى َو َ‬
‫ع ْن َها َم ْذ َهبا ً ِإلَى ِشبَ ِع ِه‬ ‫ط ِ ّر َال يَ ِجدُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ِة ْال ُم ْ‬ ‫ْال َجي ِْش ِإ هال ِم ْن َج ْو َ‬
‫ظ ْل ِم ِه ْم َو ُكفُّوا أَ ْيد َ‬
‫ِي‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫ظ ْلما ً َ‬ ‫شيْئا ً ُ‬ ‫فَنَ ِ ّكلُوا َم ْن تَن ََاو َل ِم ْن ُه ْم َ‬
‫ض لَ ُه ْم فِي َما ا ْستَثْنَ ْينَاهُ ِم ْن ُه ْم َوأَنَا‬ ‫ارتِ ِه ْم َوالتهعَ ُّر ِ‬ ‫ض ه‬ ‫ع ْن ُم َ‬ ‫سفَ َهائِ ُك ْم َ‬ ‫ُ‬
‫ع َرا ُك ْم ِم هما يَ ْغ ِلبُ ُك ْم‬ ‫ظا ِل َم ُك ْم َو َما َ‬‫ي َم َ‬ ‫ارفَعُوا ِإلَ ه‬ ‫ظ ُه ِر ْال َجي ِْش فَ ْ‬ ‫بَيْنَ أ َ ْ‬
‫غ ِيّ ُرهُ ِب َمعُونَ ِة‬ ‫اّلِلِ َو ِبي فَأَنَا أ ُ َ‬
‫ِم ْن أ َ ْم ِر ِه ْم َو َما َال ت ُ ِطيقُونَ دَ ْفعَهُ ِإ هال ِب ه‬
‫َّللاِ ِإ ْن شَا َء ه‬
‫َّللاُ‪.‬‬ ‫ه‬
‫]‪[61‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُكميلُبنُزيادُالنخعي‬
‫وهوُعاملهُعلىُهيتُينكرُعليهُتركهُدفعُمنُيجتازُبهُمنُجيشُالعدوُطالباُ‬
‫الغارة‬

‫اض ٌر‬ ‫ي لَعَ ْج ٌز َح ِ‬ ‫ي َوت َ َكلُّفَهُ َما ُك ِف َ‬‫ض ِيي َع ْال َم ْر ِء َما ُو ِلّ َ‬
‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ هن تَ ْ‬
‫علَى أَ ْه ِل قِ ْرقِي ِسيَا َوت َ ْع ِطيلَ َك‬ ‫َارة َ َ‬‫اطيَ َك ْالغ َ‬ ‫ي ُمتَب ٌهر َو ِإ هن تَعَ ِ‬ ‫َو َرأْ ٌ‬
‫ع ْن َها‬ ‫ْش َ‬ ‫ْس ِب َها َم ْن يَ ْمنَعُ َها َو َال يَ ُردُّ ْال َجي َ‬ ‫َاك لَي َ‬ ‫سا ِل َح َك الهتِي َوله ْين َ‬ ‫َم َ‬
‫ت ِج ْسرا ً ِل َم ْن أ َ َرادَ ْالغ َ‬
‫َارة َ ِم ْن أَ ْعدَائِ َك‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ع فَقَ ْد ِ‬‫شعَا ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫لَ َرأْ ٌ‬
‫سا ٍّد‬‫ب َو َال َ‬ ‫ب ْال َجانِ ِ‬ ‫ب َو َال َم ِهي ِ‬ ‫شدِي ِد ْال َم ْن ِك ِ‬ ‫غي َْر َ‬ ‫علَى أ َ ْو ِليَائِ َك َ‬ ‫َ‬
‫ص ِر ِه َو َال ُم ْج ٍز‬ ‫ع ْن أ َ ْه ِل ِم ْ‬ ‫ث ُ ْغ َرة ً َو َال َكا ِس ٍر ِلعَد ّ ٍُو ش َْو َكةً َو َال ُم ْغ ٍن َ‬
‫ع ْن أ َ ِم ِ‬
‫ير ِه ‪.‬‬ ‫َ‬
‫]‪[62‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأهلُمصرُمعُمالكُاألشترُلماُوالهُإمارتها‬

‫ث ُم َح همدا ً (صلى هللا عليه وآله)‬ ‫س ْب َحانَهُ بَعَ َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫ضى (عليه‬ ‫س ِلينَ فَلَ هما َم َ‬ ‫علَى ْال ُم ْر َ‬ ‫نَذِيرا ً ِل ْلعَالَ ِمينَ َو ُم َهي ِْمنا ً َ‬
‫َّللاِ َما َكانَ يُ ْلقَى فِي‬ ‫ع ْال ُم ْس ِل ُمونَ ْاْل َ ْم َر ِم ْن بَ ْع ِد ِه فَ َو ه‬ ‫السالم) تَنَازَ َ‬
‫ب ت ُ ْز ِع ُج َهذَا ْاْل َ ْم َر ِم ْن بَ ْع ِد ِه‬ ‫ط ُر ِببَا ِلي أ َ هن ْالعَ َر َ‬ ‫ُرو ِعي َو َال يَ ْخ ُ‬
‫ع ِنّي ِم ْن‬ ‫ع ْن أ َ ْه ِل بَ ْي ِت ِه َو َال أَنه ُه ْم ُمنَ ُّحوهُ َ‬ ‫(صلى هللا عليه وآله) َ‬
‫س ْكتُ‬ ‫علَى فُ َال ٍن يُبَا ِيعُونَهُ فَأ َ ْم َ‬ ‫اس َ‬ ‫ع ِني ِإ هال ا ْن ِثيَا ُل النه ِ‬ ‫بَ ْع ِد ِه فَ َما َرا َ‬
‫عونَ‬ ‫اْل ْس َال ِم يَ ْد ُ‬ ‫ع ِن ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫اس قَ ْد َر َجعَ ْ‬ ‫اجعَةَ النه ِ‬ ‫يَدِي َحتهى َرأَيْتُ َر ِ‬
‫ق دَي ِْن ُم َح هم ٍد (صلى هللا عليه وآله) فَ َخ ِشيتُ ِإ ْن لَ ْم‬ ‫ِإلَى َم ْح ِ‬
‫صيبَةُ‬ ‫ون ْال ُم ِ‬ ‫اْل ْس َال َم َوأ َ ْهلَهُ أ َ ْن أَ َرى فِي ِه ثَ ْلما ً أَ ْو َه ْدما ً ت َ ُك ُ‬ ‫ص ِر ْ ِ‬ ‫أ َ ْن ُ‬
‫ع أَي ٍهام قَ َالئِ َل‬ ‫ي َمتَا ُ‬ ‫ت ِو َاليَتِ ُك ُم الهتِي ِإنه َما ِه َ‬ ‫ظ َم ِم ْن فَ ْو ِ‬ ‫ي أ َ ْع َ‬ ‫علَ ه‬ ‫ِب ِه َ‬
‫ب‬‫س َحا ُ‬ ‫ش ُع ال ه‬ ‫اب أَ ْو َك َما يَتَقَ ه‬ ‫س َر ُ‬ ‫يَ ُزو ُل ِم ْن َها َما َكانَ َك َما يَ ُزو ُل ال ه‬
‫اط َمأ َ هن‬ ‫اط ُل َوزَ هَقَ َو ْ‬ ‫ث َحتهى زَ ا َح ْالبَ ِ‬ ‫ضتُ فِي تِ ْل َك ْاْل َ ْحدَا ِ‬ ‫فَنَ َه ْ‬
‫الدّ ُ‬
‫ِين َوتَنَ ْهنَهَ‪.‬‬
‫ض ُك ِلّ َها َما‬ ‫ع ْاْل َ ْر ِ‬ ‫احدا ً َو ُه ْم ِط َال ُ‬ ‫َوم ْنهُ‪ِ :‬إ ِنّي َو ه‬
‫َّللاِ لَ ْو لَ ِقيت ُ ُه ْم َو ِ‬
‫ض َال ِل ِه ُم الهذِي ُه ْم فِي ِه َو ْال ُهدَى‬ ‫بَالَيْتُ َو َال ا ْست َ ْو َح ْشتُ َو ِإ ِنّي ِم ْن َ‬
‫ين ِم ْن َر ِبّي َو ِإ ِنّي ِإلَى‬ ‫يرةٍ ِم ْن نَ ْفسِي َويَ ِق ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫الهذِي أَنَا َعلَ ْي ِه لَعَلَى بَ ِ‬
‫سى أ َ ْن يَ ِل َ‬
‫ي‬ ‫اج َولَ ِكنهنِي آ َ‬ ‫اق َو ُح ْس ِن ث َ َوا ِب ِه لَ ُم ْنت َ ِظ ٌر َر ٍ‬ ‫َّللاِ لَ ُم ْشت َ ٌ‬
‫اء ه‬ ‫ِلقَ ِ‬
‫َّللاِ د َُو ًال َو ِعبَادَهُ‬ ‫ار َها فَيَت ه ِخذُوا َما َل ه‬ ‫سفَ َها ُؤ َها َوفُ هج ُ‬ ‫أ َ ْم َر َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة ُ‬
‫صا ِل ِحينَ َح ْربا ً َو ْالفَا ِس ِقينَ ِح ْزبا ً فَإِ هن ِم ْن ُه ُم الهذِي قَ ْد‬ ‫خ ََو ًال َوال ه‬
‫اْل ْس َال ِم َو ِإ هن ِم ْن ُه ْم َم ْن لَ ْم يُ ْس ِل ْم‬ ‫ام َو ُج ِلدَ َحدّا ً ِفي ْ ِ‬ ‫ب ِفي ُك ُم ْال َح َر َ‬ ‫ش َِر َ‬
‫ضا ِئ ُخ فَلَ ْو َال ذَ ِل َك َما أَ ْكث َ ْرتُ‬ ‫الر َ‬ ‫اْل ْس َال ِم ه‬ ‫علَى ْ ِ‬ ‫َت لَهُ َ‬ ‫ضخ ْ‬ ‫َحتهى ُر ِ‬
‫ض ُك ْم َولَت َ َر ْكت ُ ُك ْم ِإ ْذ أَبَ ْيت ُ ْم َو َونَ ْيت ُ ْم‬ ‫تَأ ْ ِليبَ ُك ْم َوتَأْنِيبَ ُك ْم َو َج ْمعَ ُك ْم َوت َ ْح ِري َ‬
‫ار ُك ْم قَ ِد ا ْفتُتِ َح ْ‬
‫ت‬ ‫ص ِ‬‫ت َو ِإلَى أَ ْم َ‬ ‫ص ْ‬ ‫أَ َال ت َ َر ْونَ ِإلَى أَ ْ‬
‫ط َرافِ ُك ْم قَ ِد ا ْنتَقَ َ‬
‫َّللاُ ِإلَى‬ ‫َو ِإلَى َم َما ِل ِك ُك ْم ت ُ ْز َوى َو ِإلَى ِب َال ِد ُك ْم ت ُ ْغزَ ى ا ْن ِف ُروا َر ِح َم ُك ُم ه‬
‫ف َوتَبُو ُءوا‬ ‫ض فَت ُ ِق ُّروا ِب ْال َخ ْس ِ‬ ‫عد ّ ُِو ُك ْم َو َال تَثهاقَلُوا ِإلَى ْاْل َ ْر ِ‬‫قِتَا ِل َ‬
‫ب ْاْل َ ِر ُق َو َم ْن ن َ‬
‫َام‬ ‫َس َو ِإ هن أَخَا ْال َح ْر ِ‬ ‫َصيبُ ُك ُم ْاْلَخ ه‬ ‫ِبالذُّ ِّل َويَ ُكونَ ن ِ‬
‫ع ْنهُ َوال ه‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫لَ ْم يُنَ ْم َ‬
‫]‪[63‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأبيُموسىُاألشعري‬
‫وهوُعاملهُعلىُالكوفة‪ُ،‬وقدُبلغهُعنهُتثبيطهُالناسُعنُالخروجُإليهُلماُندبهمُ‬
‫لحربُأصحابُالجمل‬

‫َّللاِ ب ِْن قَي ٍْس أ َ هما بَ ْعدُ‬


‫ع ْب ِد ه‬‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإلَى َ‬ ‫ي ٍ أَ ِم ِ‬ ‫ع ِل ّ‬ ‫ع ْب ِد ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫علَي َْك‬
‫سو ِلي َ‬ ‫ع ْن َك قَ ْو ٌل ُه َو لَ َك َو َعلَي َْك فَإِذَا قَد َِم َر ُ‬ ‫فَقَ ْد بَلَغَ ِني َ‬
‫اخ ُر ْج ِم ْن ُج ْح ِر َك َوا ْندُبْ َم ْن‬ ‫ارفَ ْع ذَ ْيلَ َك َوا ْشدُ ْد ِمئْزَ َر َك َو ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫َّللاِ لَتُؤْ تَيَ هن ِم ْن‬
‫ت فَا ْبعُ ْد َوا ْي ُم ه‬‫ش ْل َ‬‫ت فَا ْنفُ ْذ َو ِإ ْن تَفَ ه‬ ‫َمعَ َك فَإِ ْن َحقه ْق َ‬
‫ِك‬
‫امد َ‬ ‫ط ُز ْبد َُك ِبخَاثِ ِر َك َوذَائِبُ َك ِب َج ِ‬ ‫ت َو َال تُتْ َر ُك َحتهى يُ ْخلَ َ‬ ‫ْث أَ ْن َ‬‫َحي ُ‬
‫ام َك َك َحذَ ِر َك ِم ْن خ َْل ِف َك‬ ‫ع ْن قِ ْعدَتِ َك َوت َ ْحذَ َر ِم ْن أ َ َم ِ‬ ‫َو َحتهى ت ُ ْع َج ُل َ‬
‫ب‬‫ي ِب ْال ُه َو ْينَى الهتِي ت َ ْر ُجو َولَ ِكنه َها الدها ِهيَةُ ْال ُكب َْرى يُ ْر َك ُ‬ ‫َو َما ِه َ‬
‫ع ْقلَ َك َو ْام ِل ْك أ َ ْم َر َك‬ ‫س هه ُل َجبَلُ َها فَا ْع ِق ْل َ‬ ‫ص ْعبُ َها َويُ َ‬ ‫َج َملُ َها َويُذَله ُّل َ‬
‫ب َو َال فِي‬ ‫غي ِْر َر ْح ٍ‬ ‫ت فَتَنَ هح ِإلَى َ‬ ‫ظ َك فَإِ ْن َك ِر ْه َ‬ ‫َصيبَ َك َو َح ه‬ ‫َو ُخ ْذ ن ِ‬
‫ت نَائِ ٌم َحتهى َال يُقَا َل أَيْنَ فُ َال ٌن َو ه‬
‫َّللاِ ِإنههُ‬ ‫ي ِ لَت ُ ْكفَيَ هن َوأ َ ْن َ‬ ‫نَ َجاةٍ فَ ِب ْال َح ِر ّ‬
‫صنَ َع ْال ُم ْل ِحدُونَ َوال ه‬
‫س َال ُم‪.‬‬ ‫ق َو َما أُبَا ِلي َما َ‬ ‫لَ َح ٌّق َم َع ُم ِح ّ ٍ‬
‫]‪[64‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُجوابُا ً‬

‫ع ِة‬ ‫ت ِمنَ ْاْل ُ ْلفَ ِة َو ْال َج َما َ‬ ‫علَى َما ذَ َك ْر َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِنها ُكنها ن َْح ُن َوأ َ ْنت ُ ْم َ‬
‫فَفَ هرقَ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ْم أَ ْم ِس أَنها آ َمنها َو َكفَ ْرت ُ ْم َو ْاليَ ْو َم أَنها ا ْستَقَ ْمنَا‬
‫اْل ْس َال ِم‬ ‫ف ِْ‬ ‫َوفُتِ ْنت ُ ْم َو َما أ َ ْسلَ َم ُم ْس ِل ُم ُك ْم ِإ هال َك ْرها ً َوبَ ْعدَ أَ ْن َكانَ أَ ْن ُ‬
‫ت أَ ِنّي قَتَ ْلتُ‬ ‫َّللا (صلى هللا عليه وآله) ِح ْزبا ً َوذَ َك ْر َ‬ ‫سو ِل ه ِ‬ ‫ُكلُّهُ ِل َر ُ‬
‫ص َري ِْن َوذَ ِل َك‬ ‫شةَ َونَزَ ْلتُ بَيْنَ ْال ِم ْ‬ ‫الزبَي َْر َوش هَردْتُ ِبعَا ِئ َ‬ ‫ط ْل َحةَ َو ُّ‬ ‫َ‬
‫ت أَنه َك‬ ‫علَي َْك َو َال ْالعُ ْذ ُر ِفي ِه ِإلَي َْك َوذَ َك ْر َ‬ ‫ع ْنهُ فَ َال َ‬ ‫ْت َ‬ ‫أ َ ْم ٌر ِغب َ‬
‫ت ْال ِه ْج َرة ُ يَ ْو َم‬ ‫طع َ ِ‬‫ار َوقَ ِد ا ْنقَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫اج ِرينَ َو ْاْل َ ْن َ‬ ‫زَ ائِ ِري فِي ْال ُم َه ِ‬
‫ع َج ٌل فَا ْست َ ْرفِ ْه فَإِنِّي ِإ ْن أَ ُز ْر َك فَذَ ِل َك‬ ‫وك فَإِ ْن َكانَ فِي ِه َ‬ ‫أ ُ ِس َر أ َ ُخ َ‬
‫َّللاُ ِإنه َما بَعَثَنِي ِإلَي َْك ِلل ِنّ ْق َم ِة ِم ْن َك َو ِإ ْن ت َ ُز ْرنِي‬ ‫ِير أ َ ْن يَ ُكونَ ه‬ ‫َجد ٌ‬
‫سدٍ‪:‬‬‫فَ َك َما قَا َل أ َ ُخو بَنِي أ َ َ‬
‫ب بَيْنَ أ َ ْغ َو ٍار‬ ‫اص ٍ‬ ‫ْف تَض ِْربُ ُه ْم * ِب َح ِ‬ ‫صي ِ‬ ‫ُم ْست َ ْق ِب ِلينَ ِريَا َح ال ه‬
‫َو ُج ْل ُمو ِد‬
‫يك فِي َمقَ ٍام‬ ‫ِك َوخَا ِل َك َوأَ ِخ َ‬ ‫ضتُهُ ِب َجدّ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ْف الهذِي أَ ْع َ‬ ‫سي ُ‬‫َو ِع ْندِي ال ه‬
‫ب ْالعَ ْق ِل‬ ‫ار ُ‬ ‫ب ْال ُمقَ ِ‬‫ف ْالقَ ْل ِ‬ ‫ع ِل ْمتُ ْاْل َ ْغلَ ُ‬ ‫َّللاِ َما َ‬ ‫اح ٍد َو ِإنه َك َو ه‬ ‫َو ِ‬
‫علَي َْك‬ ‫سوءٍ َ‬ ‫طلَ َع ُ‬ ‫طلَعَ َك َم ْ‬ ‫سلهما ً أ َ ْ‬ ‫يت ُ‬ ‫َو ْاْل َ ْولَى أ َ ْن يُقَا َل لَ َك ِإنه َك َر ِق َ‬
‫طلَب َ‬
‫ْت‬ ‫سا ِئ َم ِت َك َو َ‬ ‫غي َْر َ‬ ‫ْت َ‬ ‫عي َ‬ ‫ضاله ِت َك َو َر َ‬ ‫غي َْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫ش ْد َ‬ ‫َال لَ َك ِْلَنه َك نَ َ‬
‫ت ِم ْن أَ ْه ِل ِه َو َال فِي َم ْع ِدنِ ِه فَ َما أ َ ْبعَدَ قَ ْولَ َك ِم ْن فِ ْع ِل َك‬ ‫أَ ْمرا ً لَ ْس َ‬
‫شقَ َاوة ُ َوت َ َم ِنّي‬ ‫ت ِم ْن أَ ْع َم ٍام َوأ َ ْخ َوا ٍل َح َملَتْ ُه ُم ال ه‬ ‫يب َما أ َ ْشبَ ْه َ‬ ‫َوقَ ِر ٌ‬
‫عوا‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫اط ِل َعلَى ْال ُج ُحو ِد ِب ُم َح هم ٍد (صلى هللا عليه وآله) فَ ُ‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫ع ِظيما ً َولَ ْم يَ ْمنَعُوا َح ِريما ً‬ ‫ت لَ ْم يَ ْدفَعُوا َ‬ ‫ع ِل ْم َ‬‫ْث َ‬ ‫ع ُه ْم َحي ُ‬ ‫ار َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َم َ‬
‫سيُوفٍ َما خ ََال ِم ْن َها ْال َوغَى َولَ ْم ت ُ َما ِش َها ْال ُه َو ْينَى َوقَ ْد‬ ‫ِب َو ْق ِع ُ‬
‫اس ث ُ هم َحا ِك ِم‬‫عثْ َمانَ فَا ْد ُخ ْل فِي َما دَ َخ َل فِي ِه النه ُ‬ ‫ت فِي قَتَلَ ِة ُ‬ ‫أ َ ْكث َ ْر َ‬
‫َّللاِ تَعَالَى َوأَ هما تِ ْل َك الهتِي‬ ‫ب ه‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ي أ َ ْح ِم ْل َك َو ِإيها ُه ْم َ‬
‫ْالقَ ْو َم ِإلَ ه‬
‫س َال ُم‬ ‫صا ِل َوال ه‬ ‫ع ِن اللهبَ ِن فِي أَ هو ِل ْال ِف َ‬ ‫يِ َ‬ ‫ص ِب ّ‬ ‫عةُ ال ه‬ ‫ت ُ ِريدُ فَإِنه َها ُخ ْد َ‬
‫ِْل َ ْه ِل ِه‪.‬‬
‫]‪[65‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُأيضا‬

‫ور فَقَ ْد‬ ‫ان ْاْل ُ ُم ِ‬ ‫اص ِر ِم ْن ِعيَ ِ‬ ‫ح ْالبَ ِ‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد آنَ لَ َك أ َ ْن تَ ْنت َ ِف َع ِبالله ْم ِ‬
‫ور‬‫غ ُر َ‬ ‫ام َك ُ‬ ‫اطي َل َوا ْقتِ َح ِ‬ ‫عائِ َك ْاْلَبَ ِ‬ ‫ت َمدَ ِار َج أَ ْس َالفِ َك ِبا ِدّ َ‬ ‫سلَ ْك َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن َك َوا ْبتِزَ ِاز َك ِل َما قَ ِد‬ ‫ع َال َ‬ ‫ب َوبِا ْنتِ َحا ِل َك َما قَ ْد َ‬ ‫ْال َمي ِْن َو ْاْل َ َكاذِي ِ‬
‫ق َو ُج ُحودا ً ِل َما ُه َو أَ ْلزَ ُم لَ َك ِم ْن‬ ‫اخت ُ ِزنَ دُون ََك ِف َرارا ً ِمنَ ْال َح ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ص ْد ُر َك فَ َما ذَا بَ ْعدَ‬ ‫ئ ِب ِه َ‬ ‫س ْمعُ َك َو ُم ِل َ‬ ‫عاهُ َ‬ ‫لَ ْح ِم َك َودَ ِم َك ِم هما قَ ْد َو َ‬
‫ش ْب َهةَ‬ ‫احذَ ِر ال ُّ‬ ‫ْس فَ ْ‬ ‫ان ِإ هال اللهب ُ‬ ‫ين َوبَ ْعدَ ْالبَيَ ِ‬ ‫ض َال ُل ْال ُم ِب ُ‬ ‫ق ِإ هال ال ه‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫ت َج َال ِبيبَ َها‬ ‫طالَ َما أَ ْغدَفَ ْ‬ ‫ستِ َها فَإِ هن ْال ِفتْنَةَ َ‬ ‫علَى لُ ْب َ‬ ‫َوا ْشتِ َمالَ َها َ‬
‫اب ِم ْن َك ذُو أَفَانِينَ ِمنَ‬ ‫ظ ْل َمت ُ َها َوقَ ْد أَتَانِي ِكتَ ٌ‬ ‫ار ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ْاْل َ ْب َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َوأ َ ْغ َ‬
‫ير لَ ْم يَ ُح ْك َها ِم ْن َك ِع ْل ٌم َو َال‬ ‫اط َ‬ ‫س ِ‬ ‫س ِْل ِم َوأَ َ‬
‫ع ِن ال ّ‬ ‫ت قُ َوا َها َ‬ ‫ضعُفَ ْ‬ ‫ْالقَ ْو ِل َ‬
‫اس‬ ‫اس َو ْالخَا ِب ِط فِي الدِّي َم ِ‬ ‫ض فِي الده َه ِ‬ ‫ت ِم ْن َها َك ْالخَائِ ِ‬ ‫صبَ ْح َ‬ ‫ِح ْل ٌم أ َ ْ‬
‫ص ُر دُونَ َها‬ ‫َاز َح ِة ْاْلَع َْال ِم ت َ ْق ُ‬ ‫ْت ِإلَى َم ْرقَبَ ٍة بَ ِعيدَةِ ْال َم َر ِام ن ِ‬ ‫َوت َ َرقهي َ‬
‫ي ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ بَ ْعدِي‬ ‫اش ِ هّلِلِ أَ ْن ت َ ِل َ‬ ‫ُّوق َو َح َ‬ ‫وق َويُ َحاذَى ِب َها ْالعَي ُ‬ ‫ْاْلَنُ ُ‬
‫ع ْهدا ً فَ ِمنَ‬ ‫ع ْقدا ً أَ ْو َ‬ ‫علَى أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫ي لَ َك َ‬ ‫ص ْدرا ً أَ ْو ِو ْردا ً أَ ْو أ ُ ْج ِر َ‬ ‫َ‬
‫ت َحتهى يَ ْن َهدَ ِإلَي َْك‬ ‫ط َ‬ ‫ظ ْر لَ َها فَإِنه َك ِإ ْن فَ هر ْ‬ ‫س َك َوا ْن ُ‬ ‫ار ْك نَ ْف َ‬ ‫ْاآلنَ فَتَدَ َ‬
‫ت أ َ ْمرا ً ُه َو ِم ْن َك ْاليَ ْو َم‬ ‫ور َو ُم ِن ْع َ‬ ‫علَي َْك ْاْل ُ ُم ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َّللاِ أ ُ ْر ِت َج ْ‬
‫ِعبَادُ ه‬
‫س َال ُم‪.‬‬‫َم ْقبُو ٌل َوال ه‬
‫]‪[66‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُعبدُهللاُبنُالعباسُوُقدُتقدمُذكرهُبخَلفُهذهُ‬
‫الرواية‬

‫ش ْي ِء الهذِي لَ ْم يَ ُك ْن ِليَفُوتَهُ َويَ ْحزَ ُن‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ هن ْال َم ْر َء لَيَ ْف َر ُح بِال ه‬
‫ت ِفي‬ ‫ض َل َما ِن ْل َ‬‫صيبَهُ فَ َال يَ ُك ْن أَ ْف َ‬ ‫ش ْي ِء الهذِي لَ ْم يَ ُك ْن ِليُ ِ‬ ‫علَى ال ه‬ ‫َ‬
‫اط ٍل أَ ْو‬‫طفَا ُء بَ ِ‬ ‫غيْظٍ َولَ ِك ْن ِإ ْ‬‫غ لَذهةٍ أَ ْو ِشفَا ُء َ‬ ‫اك بُلُو ُ‬ ‫ِك ِم ْن دُ ْنيَ َ‬ ‫نَ ْفس َ‬
‫ت‬‫علَى َما خَله ْف َ‬ ‫سفُ َك َ‬ ‫ت َوأَ َ‬ ‫ور َك ِب َما قَده ْم َ‬‫س ُر ُ‬ ‫ق َو ْليَ ُك ْن ُ‬ ‫ِإ ْحيَا ُء َح ّ ٍ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َو َه ُّم َك فِي َما بَ ْعدَ ْال َم ْو ِ‬
‫]‪[67‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُقثمُبنُالعباسُوُهوُعاملهُعلىُمكة‬

‫س لَ ُه ُم‬
‫اج ِل ْ‬ ‫اس ْال َح هج َوذَ ِ ّك ْر ُه ْم ِبأَي ِهام ه‬
‫َّللاِ َو ْ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَأَقِ ْم ِللنه ِ‬
‫ع ِلّ ِم ْال َجا ِه َل َوذَا ِك ِر ْالعَا ِل َم َو َال يَ ُك ْن‬ ‫ي َو َ‬ ‫ت ْال ُم ْست َ ْفتِ َ‬ ‫ص َري ِْن فَأ َ ْف ِ‬‫ْالعَ ْ‬
‫ب ِإ هال َو ْج ُه َك َو َال‬ ‫اج ٌ‬ ‫سانُ َك َو َال َح ِ‬ ‫ير ِإ هال ِل َ‬ ‫س ِف ٌ‬ ‫اس َ‬ ‫لَ َك ِإلَى النه ِ‬
‫ع ْن أَب َْوا ِب َك ِفي‬ ‫ت َ‬ ‫ع ْن ِلقَا ِئ َك ِب َها فَإِنه َها ِإ ْن ذِيدَ ْ‬ ‫ت َ ْح ُجبَ هن ذَا َحا َج ٍة َ‬
‫ظ ْر ِإلَى َما‬ ‫ضا ِئ َها َوا ْن ُ‬ ‫علَى قَ َ‬ ‫أَ هو ِل ِو ْر ِد َها لَ ْم ت ُ ْح َم ْد ِفي َما بَ ْعدُ َ‬
‫ص ِر ْفهُ ِإلَى َم ْن ِقبَلَ َك ِم ْن ذَ ِوي‬ ‫َّللاِ فَا ْ‬ ‫اجت َ َم َع ِع ْندَ َك ِم ْن َما ِل ه‬ ‫ْ‬
‫ض َل‬ ‫ت َو َما فَ َ‬ ‫اض َع ْالفَاقَ ِة َو ْالخ هَال ِ‬‫صيبا ً ِب ِه َم َو ِ‬ ‫ع ِة ُم ِ‬ ‫ْال ِعيَا ِل َو ْال َم َجا َ‬
‫اح ِم ْلهُ ِإلَ ْينَا ِلنَ ْق ِس َمهُ فِي َم ْن قِبَلَنَا َو ُم ْر أ َ ْه َل َم هكةَ أَ هال‬ ‫ع ْن ذَ ِل َك فَ ْ‬ ‫َ‬
‫ف فِي ِه‬ ‫سوا ًء ْالعا ِك ُ‬ ‫س ْب َحانَهُ يَقُو ُل َ‬ ‫سا ِك ٍن أ َ ْجرا ً فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫يَأ ْ ُخذُوا ِم ْن َ‬
‫غي ِْر أ َ ْه ِل ِه‬‫ف ْال ُم ِقي ُم ِب ِه َو ْالبَادِي الهذِي يَ ُح ُّج ِإلَ ْي ِه ِم ْن َ‬ ‫َو ْالبا ِد فَ ْالعَا ِك ُ‬
‫س َال ُم ‪.‬‬ ‫َوفهقَنَا ه‬
‫َّللاُ َو ِإيها ُك ْم ِل َم َحا ِبّ ِه َوال ه‬
‫]‪[68‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُسلمانُالفارسيُرحمهُهللاُقبلُأيامُخَلفته‬

‫س َها قَاتِ ٌل َ‬
‫س ُّم َها‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِنه َما َمث َ ُل الدُّ ْنيَا َمثَ ُل ْال َحيه ِة لَ ِيّ ٌن َم ُّ‬
‫ع ْن َك‬
‫ض ْع َ‬ ‫ص َحبُ َك ِم ْن َها َو َ‬ ‫ع هما يُ ْع ِجبُ َك فِي َها ِل ِقله ِة َما يَ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫فَأَع ِْر ْ‬
‫ف َح َاالتِ َها َو ُك ْن آن َ‬
‫َس‬ ‫ت بِ ِه ِم ْن فِ َراقِ َها َوت َ َ‬
‫ص ُّر ِ‬ ‫ُه ُمو َم َها ِل َما أ َ ْيقَ ْن َ‬
‫احبَ َها ُكله َما ْ‬
‫اط َمأ َ هن ِفي َها‬ ‫ص ِ‬ ‫ون ِم ْن َها فَإِ هن َ‬ ‫ون ِب َها أ َ ْحذَ َر َما ت َ ُك ُ‬ ‫َما ت َ ُك ُ‬
‫َاس أَزَ الَتْهُ َ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫ور أ َ ْو ِإلَى ِإين ٍ‬ ‫ع ْنهُ ِإلَى َم ْحذُ ٍ‬ ‫صتْهُ َ‬ ‫ور أ َ ْش َخ َ‬ ‫س ُر ٍ‬ ‫ِإلَى ُ‬
‫س َال ُم‪.‬‬
‫اش َوال ه‬ ‫ِإلَى ِإي َح ٍ‬
‫]‪[69‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُالحارثُالهمذاني‬

‫ص ْحهُ َوأ َ ِح هل َح َاللَهُ َو َح ِ ّر ْم َح َرا َمهُ‬ ‫آن َوا ْست َ ْن ِ‬ ‫س ْك ِب َح ْب ِل ْالقُ ْر ِ‬ ‫َوت َ َم ه‬
‫ضى ِمنَ الدُّ ْنيَا ِل َما‬ ‫ق َوا ْعتَ ِب ْر ِب َما َم َ‬ ‫ف ِمنَ ْال َح ّ ِ‬ ‫سلَ َ‬ ‫ِق ِب َما َ‬ ‫صدّ ْ‬ ‫َو َ‬
‫آخ َر َها َال ِح ٌق بِأ َ هو ِل َها َو ُكلُّ َها‬ ‫ض َها يُ ْشبِهُ بَ ْعضا ً َو ِ‬ ‫ي ِم ْن َها فَإِ هن بَ ْع َ‬ ‫بَ ِق َ‬
‫ق َوأ َ ْك ِث ْر ِذ ْك َر‬ ‫علَى َح ّ ٍ‬ ‫َّللاِ أ َ ْن ت َ ْذ ُك َرهُ ِإ هال َ‬
‫ظ ِم ا ْس َم ه‬ ‫ع ِّ‬ ‫ار ٌق َو َ‬ ‫َحا ِئ ٌل ُمفَ ِ‬
‫ق‬‫ت ِإ هال ِبش َْرطٍ َو ِثي ٍ‬ ‫ت َو َال تَت َ َم هن ْال َم ْو َ‬ ‫ت َو َما بَ ْعدَ ْال َم ْو ِ‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫احبُهُ ِلنَ ْف ِس ِه َويُ ْك َرهُ ِلعَا هم ِة ْال ُم ْس ِل ِمينَ‬ ‫ص ِ‬ ‫ضاهُ َ‬ ‫ع َم ٍل يَ ْر َ‬ ‫احذَ ْر ُك هل َ‬ ‫َو ْ‬
‫س ِ ِّر َويُ ْستَ َحى ِم ْنهُ فِي ْالعَ َالنِيَ ِة‬ ‫ع َم ٍل يُ ْع َم ُل ِب ِه فِي ال ّ‬ ‫احذَ ْر ُك هل َ‬ ‫َو ْ‬
‫احبُهُ أ َ ْن َك َرهُ أ َ ْو ا ْعتَذَ َر ِم ْنهُ َو َال‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْنهُ َ‬ ‫س ِئ َل َ‬ ‫ع َم ٍل ِإذَا ُ‬ ‫احذَ ْر ُك هل َ‬ ‫َو ْ‬
‫اس ِب ُك ِّل َما‬ ‫ث النه َ‬ ‫ض َك غ ََرضا ً ِلنِبَا ِل ْالقَ ْو ِل َو َال ت ُ َح ِدّ ِ‬ ‫تَ ْجعَ ْل ِع ْر َ‬
‫وك‬‫اس ُك هل َما َحدهث ُ َ‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫ت ِب ِه فَ َكفَى ِبذَ ِل َك َكذِبا ً َو َال تَ ُرده َ‬ ‫س ِم ْع َ‬ ‫َ‬
‫احلُ ْم‬ ‫ظ َوتَ َج َاو ْز ِع ْندَ ْال َم ْقدَ َرةِ َو ْ‬ ‫ِب ِه فَ َكفَى ِبذَ ِل َك َج ْه ًال َوا ْك ِظ ِم ْالغَ ْي َ‬
‫ص ِل ْح ُك هل‬ ‫صفَ ْح َم َع الده ْولَ ِة تَ ُك ْن لَ َك ْالعَاقِبَةُ َوا ْستَ ْ‬ ‫ب َوا ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِع ْندَ ْالغَ َ‬
‫َّللاِ ِع ْندَ َك َو ْليُ َر‬ ‫ض ِيّعَ هن نِ ْع َمةً ِم ْن نِعَ ِم ه‬ ‫علَي َْك َو َال ت ُ َ‬ ‫نِ ْع َم ٍة أ َ ْنعَ َم َها ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫ض َل ْال ُمؤْ ِم ِنينَ‬ ‫علَي َْك َوا ْعلَ ْم أَ هن أ َ ْف َ‬ ‫علَي َْك أَث َ ُر َما أ َ ْنعَ َم ه‬
‫َّللاُ ِب ِه َ‬ ‫َ‬
‫ضلُ ُه ْم ت َ ْق ِد َمةً ِم ْن نَ ْف ِس ِه َوأَ ْه ِل ِه َو َما ِل ِه فَإِنه َك َما تُقَ ِدّ ْم ِم ْن َخي ٍْر يَبْقَ‬ ‫أ َ ْف َ‬
‫ص َحابَةَ َم ْن‬ ‫احذَ ْر َ‬ ‫لَ َك ذُ ْخ ُرهُ َو َما ت ُ َؤ ِ ّخ ْرهُ يَ ُك ْن ِلغَي ِْر َك َخي ُْرهُ َو ْ‬
‫اح ِب ِه َوا ْس ُك ِن‬ ‫ص ِ‬ ‫ب ُم ْعتَبَ ٌر ِب َ‬ ‫اح َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع َملُهُ فَإِ هن ال ه‬ ‫يَ ِفي ُل َرأْيُهُ َويُ ْن َك ُر َ‬
‫َاز َل ْالغَ ْفلَ ِة‬ ‫احذَ ْر َمن ِ‬ ‫ع ْال ُم ْس ِل ِمينَ َو ْ‬ ‫ام فَإِنه َها ِج َما ُ‬ ‫ظ َ‬‫ار ْال ِع َ‬ ‫ص َ‬ ‫ْاْل َ ْم َ‬
‫علَى َما‬ ‫ص ْر َرأْيَ َك َ‬ ‫َّللاِ َوا ْق ُ‬‫طا َع ِة ه‬ ‫ان َعلَى َ‬ ‫اء َوقِلهةَ ْاْلَع َْو ِ‬ ‫َو ْال َجفَ ِ‬
‫ان‬
‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫اض ُر ال ه‬ ‫ق فَإِنه َها َم َح ِ‬ ‫هاك َو َمقَا ِعدَ ْاْل َ ْس َوا ِ‬ ‫يك َو ِإي َ‬ ‫يَ ْعنِ َ‬
‫علَ ْي ِه فَإِ هن ذَ ِل َك‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْل َ‬
‫ظ َر ِإلَى َم ْن فُ ِ ّ‬ ‫يض ْال ِفت َ ِن َوأَ ْكثِ ْر أ َ ْن ت َ ْن ُ‬ ‫ار ُ‬ ‫َو َمعَ ِ‬
‫ص َالة َ‬‫سافِ ْر فِي يَ ْو ِم ُج ُمعَ ٍة َحتهى ت َ ْش َهدَ ال ه‬ ‫ش ْك ِر َو َال ت ُ َ‬‫ب ال ُّ‬‫ِم ْن أَب َْوا ِ‬
‫يع‬
‫َّللاَ فِي َج ِم ِ‬ ‫َّللاِ أ َ ْو فِي أَ ْم ٍر ت ُ ْعذَ ُر ِب ِه َوأَ ِط ِع ه‬
‫سبِي ِل ه‬ ‫اص ًال فِي َ‬ ‫ِإ هال فَ ِ‬
‫س َك فِي‬ ‫علَى َما ِس َوا َها َوخَا ِد ْع نَ ْف َ‬ ‫اضلَةٌ َ‬ ‫طا َعةَ ه‬
‫َّللاِ فَ ِ‬ ‫ور َك فَإِ هن َ‬ ‫أ ُ ُم ِ‬
‫ط َها ِإ هال َما َكانَ‬ ‫ع ْف َو َها َونَشَا َ‬‫ارفُ ْق ِب َها َو َال ت َ ْق َه ْر َها َو ُخ ْذ َ‬‫ْال ِعبَادَةِ َو ْ‬
‫ضائِ َها َوتَعَا ُه ِد َها‬‫ض ِة فَإِنههُ َال بُده ِم ْن قَ َ‬ ‫علَي َْك ِمنَ ْالفَ ِري َ‬ ‫َم ْكتُوبا ً َ‬
‫ت آبِ ٌق ِم ْن َر ِبّ َك فِي‬ ‫هاك أ َ ْن يَ ْن ِز َل بِ َك ْال َم ْوتُ َوأَ ْن َ‬
‫ِع ْندَ َم َح ِلّ َها َو ِإي َ‬
‫ش ِ ّر ُم ْل َح ٌق‬‫ش هر ِبال ه‬‫ق فَإِ هن ال ه‬ ‫سا ِ‬‫صا َحبَةَ ْالفُ ه‬‫هاك َو ُم َ‬ ‫ب الدُّ ْنيَا َو ِإي َ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫َ‬
‫ع ِظي ٌم ِم ْن‬ ‫ب فَإِنههُ ُج ْندٌ َ‬ ‫ض َ‬‫احذَ ِر ْالغَ َ‬ ‫َّللاَ َوأ َ ْح ِببْ أ َ ِحبها َءهُ َو ْ‬‫َو َو ِقّ ِر ه‬
‫س َال ُم‪.‬‬
‫يس َوال ه‬ ‫ُجنُو ِد ِإ ْب ِل َ‬
‫]‪[70‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُسهلُبنُحنيفُاألنصاري‬
‫وهوُعاملهُعلىُالمدينةُفيُمعنىُقومُمنُأهلهاُلحقواُبمعاوية‬

‫سلهلُونَ ِإلَى ُمعَا ِويَةَ فَ َال‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَقَ ْد بَلَغَنِي أ َ هن ِر َج ًاال ِم هم ْن قِبَلَ َك يَت َ َ‬
‫ع ْن َك ِم ْن َمدَ ِد ِه ْم فَ َكفَى‬ ‫ب َ‬ ‫عدَ ِد ِه ْم َويَ ْذ َه ُ‬
‫علَى َما يَفُوت ُ َك ِم ْن َ‬ ‫ف َ‬ ‫س ْ‬ ‫تَأ ْ َ‬
‫ع ُه ْم‬‫ضا ُ‬ ‫ق َو ِإي َ‬ ‫ار ُه ْم ِمنَ ْال ُهدَى َو ْال َح ّ ِ‬ ‫غيّا ً َولَ َك ِم ْن ُه ْم شَافِيا ً فِ َر ُ‬ ‫لَ ُه ْم َ‬
‫علَ ْي َها َو ُم ْه ِطعُونَ‬ ‫ِإلَى ْالعَ َمى َو ْال َج ْه ِل فَإِنه َما ُه ْم أَ ْه ُل دُ ْنيَا ُم ْق ِبلُونَ َ‬
‫ع ْوهُ َو َع ِل ُموا أَ هن‬ ‫س ِمعُوهُ َو َو َ‬ ‫ع َرفُوا ْالعَ ْد َل َو َرأ َ ْوهُ َو َ‬ ‫ِإلَ ْي َها َوقَ ْد َ‬
‫س ْحقا ً‬ ‫ق أ ُ ْس َوة ٌ فَ َه َربُوا ِإلَى ْاْلَثَ َر ِة فَبُ ْعدا ً لَ ُه ْم َو ُ‬ ‫اس ِع ْندَنَا ِفي ْال َح ّ ِ‬ ‫النه َ‬
‫َط َم ُع ِفي‬ ‫َّللاِ لَ ْم يَ ْن ِف ُروا ِم ْن َج ْو ٍر َولَ ْم يَ ْل َحقُوا ِبعَ ْد ٍل َو ِإنها لَن ْ‬ ‫ِإنه ُه ْم َو ه‬
‫س ِ ّه َل لَنَا َح ْزنَهُ ِإ ْن شَا َء ه‬
‫َّللاُ‬ ‫ص ْعبَهُ َويُ َ‬ ‫َّللاُ لَنَا َ‬ ‫َهذَا ْاْل َ ْم ِر أ َ ْن يُذَ ِلّ َل ه‬
‫س َال ُم‪.‬‬ ‫َوال ه‬
‫]‪[71‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُالمنذرُبنُالجارودُالعبديُوخانُفيُبعضُماُوالهُ‬
‫منُأعماله‬

‫ظنَ ْنتُ أَنه َك تَت ه ِب ُع َه ْديَهُ‬


‫يك غ هَر ِني ِم ْن َك َو َ‬ ‫ص َال َح أ َ ِب َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن َ‬
‫اك ا ْن ِقيَادا ً‬ ‫ع ِل َه َو َ‬ ‫ع ْن َك َال تَدَ ُ‬
‫ي َ‬ ‫ي ِإلَ ه‬‫ت ِفي َما ُرقِّ َ‬ ‫س ِبيلَهُ فَإِذَا أ َ ْن َ‬
‫َوت َ ْسلُ ُك َ‬
‫ص ُل‬ ‫آخ َرتِ َك َوت َ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اك ِبخ ََرا ِ‬ ‫عتَادا ً ت َ ْع ُم ُر دُ ْنيَ َ‬ ‫َو َال ت ُ ْب ِقي ِآل ِخ َرتِ َك َ‬
‫ع ْن َك َحقّا ً لَ َج َم ُل‬‫ِيرت َ َك ِبقَ ِطيعَ ِة دِينِ َك َولَئِ ْن َكانَ َما بَلَغَنِي َ‬ ‫عش َ‬ ‫َ‬
‫ْس ِبأ َ ْه ٍل أَ ْن‬ ‫صفَتِ َك فَلَي َ‬ ‫أَ ْه ِل َك َو ِش ْس ُع نَ ْع ِل َك َخي ٌْر ِم ْن َك‪َ ،‬و َم ْن َكانَ ِب ِ‬
‫سده ِب ِه ثَ ْغ ٌر أ َ ْو يُ ْنفَذَ ِب ِه أَ ْم ٌر أ َ ْو يُ ْعلَى لَهُ قَ ْد ٌر أَ ْو يُ ْش َر َك فِي أ َ َمانَ ٍة‬ ‫يُ َ‬
‫ص ُل ِإلَي َْك ِكتَا ِبي َهذَا ِإ ْن‬ ‫ي ِحينَ يَ ِ‬ ‫أَ ْو يُؤْ َمنَ َعلَى ِجبَايَ ٍة فَأ َ ْق ِب ْل ِإلَ ه‬
‫شَا َء ه‬
‫َّللاُ‪.‬‬
‫قال الرضي‪ :‬و المنذر بن الجارود هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين (عليه‬
‫السالم)‪ :‬إنه لنظار في عطفيه مختال في برديه تفال في شراكيه‪.‬‬
‫]‪[72‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُعبدُهللاُبنُالعباس‬

‫ْس لَ َك َوا ْعلَ ْم‬ ‫ق َما لَي َ‬ ‫ق أ َ َجلَ َك َو َال َم ْر ُزو ٍ‬


‫سا ِب ٍ‬
‫ت ِب َ‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِنه َك لَ ْس َ‬
‫ار د َُو ٍل فَ َما‬ ‫علَي َْك َوأَ هن الدُّ ْنيَا دَ ُ‬ ‫ِبأ َ هن الده ْه َر يَ ْو َم ِ‬
‫ان يَ ْو ٌم لَ َك َويَ ْو ٌم َ‬
‫علَي َْك لَ ْم ت َ ْدفَ ْعهُ‬
‫ض ْع ِف َك َو َما َكانَ ِم ْن َها َ‬ ‫علَى َ‬ ‫اك َ‬ ‫َكانَ ِم ْن َها لَ َك أَت َ َ‬
‫ِبقُ هو ِت َك‪.‬‬
‫]‪[73‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاوية‬

‫علَى الت ه َردُّ ِد فِي َج َوا ِب َك َو ِاال ْستِ َماعِ ِإلَى ِكتَا ِب َك‬ ‫أَ هما بَ ْعدُ فَإِ ِنّي َ‬
‫ستِي َو ِإنه َك ِإ ْذ ت ُ َحا ِولُنِي ْاْل ُ ُم َ‬
‫ور‬ ‫ئ فِ َرا َ‬ ‫َط ٌ‬ ‫لَ ُم َو ِ ّه ٌن َرأْ ِيي َو ُمخ ِ ّ‬
‫ور َك ْال ُم ْستَثْ ِق ِل النهائِ ِم ت َ ْك ِذبُهُ أ َ ْح َال ُمهُ َو ْال ُمت َ َح ِيّ ِر‬ ‫ط َ‬ ‫س ُ‬‫اجعُنِي ال ُّ‬ ‫َوت ُ َر ِ‬
‫ت ِب ِه‬ ‫علَ ْي ِه َولَ ْس َ‬ ‫ظهُ َمقَا ُمهُ َال يَ ْد ِري أَ لَهُ َما يَأ ْ ِتي أَ ْم َ‬ ‫ْالقَا ِئ ِم يَ ْب َه ُ‬
‫صلَ ْ‬
‫ت‬ ‫اء لَ َو َ‬ ‫ض ِاال ْس ِت ْبقَ ِ‬ ‫اّلِلِ ِإنههُ لَ ْو َال بَ ْع ُ‬ ‫ش ِبيهٌ َوأ ُ ْق ِس ُم ِب ه‬ ‫غي َْر أَنههُ ِب َك َ‬ ‫َ‬
‫طانَ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫س الله ْح َم َوا ْعلَ ْم أَ هن ال ه‬ ‫ظ َم َوت َ ْه ِل ُ‬‫ع ْالعَ ْ‬ ‫ع ت َ ْق َر ُ‬
‫ِإلَي َْك ِم ِنّي قَ َو ِار ُ‬
‫َصي َحتِ َك‬ ‫ور َك َوتَأْذَنَ ِل َمقَا ِل ن ِ‬ ‫سنَ أ ُ ُم ِ‬ ‫اج َع أ َ ْح َ‬ ‫ع ْن أ َ ْن ت ُ َر ِ‬ ‫ط َك َ‬ ‫قَ ْد ثَبه َ‬
‫س َال ُم ِْل َ ْه ِل ِه‪.‬‬‫َوال ه‬
‫]‪[74‬‬

‫ومنُحلفُلهُعليهُالسَلمُكتبهُبينُربيعةُواليمنُونقلُمنُخطُهشامُبنُالكلبي‬

‫اض ُر َها َوبَادِي َها َو َر ِبيعَةُ‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْه ُل ْاليَ َم ِن َح ِ‬ ‫اجت َ َم َع َ‬‫َهذَا َما ْ‬
‫عونَ ِإلَ ْي ِه َويَأ ْ ُم ُرونَ ِب ِه‬ ‫َّللاِ يَ ْد ُ‬
‫ب ه‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫اض ُر َها َوبَادِي َها أَنه ُه ْم َ‬ ‫َح ِ‬
‫َويُ ِجيبُونَ َم ْن دَ َعا ِإلَ ْي ِه َوأ َ َم َر بِ ِه َال يَ ْشت َ ُرونَ بِ ِه ثَ َمنا ً َو َال‬
‫ف ذَ ِل َك َوتَ َر َكهُ‬ ‫علَى َم ْن خَالَ َ‬ ‫ض ْونَ ِب ِه بَدَ ًال َوأَنه ُه ْم يَدٌ َو ِ‬
‫احدَة ٌ َ‬ ‫يَ ْر َ‬
‫ع ْهدَ ُه ْم‬‫ضونَ َ‬ ‫احدَة ٌ َال يَ ْنقُ ُ‬ ‫ض دَع َْوت ُ ُه ْم َو ِ‬ ‫ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ‬‫ار بَ ْع ُ‬ ‫ص ٌ‬ ‫أ َ ْن َ‬
‫ب َو َال ِال ْس ِت ْذ َال ِل قَ ْو ٍم قَ ْوما ً َو َال‬ ‫َاض ٍ‬ ‫بغ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب َو َال ِلغَ َ‬ ‫عا ِت ٍ‬ ‫ِل َم ْعتَبَ ِة َ‬
‫عا ِل ُم ُه ْم‬ ‫س ِفي ُه ُه ْم َو َ‬ ‫علَى ذَ ِل َك شَا ِهدُ ُه ْم َوغَائِبُ ُه ْم َو َ‬ ‫سبه ِة قَ ْو ٍم قَ ْوما ً َ‬‫ِل َم َ‬
‫ع ْهدَ‬‫َّللاِ َو ِميثَاقَهُ ِإ هن َ‬ ‫ع ْهدَ ه‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِبذَ ِل َك َ‬‫َو َح ِلي ُم ُه ْم َو َجا ِهلُ ُه ْم ث ُ هم ِإ هن َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ي ب ُْن أَ ِبي َ‬ ‫ع ِل ُّ‬‫ب َ‬ ‫وال َو َكت َ َ‬ ‫َّللاِ َكانَ َم ْسئ ُ ً‬ ‫ه‬
‫]‪[75‬‬

‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُمعاويةُفيُأولُماُبويعُلهُذكرهُالواقديُفيُ‬
‫كتابُ"الجمل"‬

‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإلَى ُمعَا ِويَةَ ب ِْن أَ ِبي ُ‬


‫س ْفيَانَ أ َ هما‬ ‫ي ٍ أَ ِم ِ‬
‫ع ِل ّ‬ ‫ع ْب ِد ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫ع ْن ُك ْم َحتهى َكانَ َما َال‬ ‫اضي َ‬ ‫ت ِإ ْعذَ ِاري فِي ُك ْم َو ِإع َْر ِ‬ ‫بَ ْعدُ فَقَ ْد َ‬
‫ع ِل ْم َ‬
‫ط ِوي ٌل َو ْال َك َال ُم َكثِ ٌ‬
‫ير َوقَ ْد أَ ْدبَ َر َما‬ ‫ِيث َ‬ ‫بُده ِم ْنهُ َو َال دَ ْف َع لَهُ َو ْال َحد ُ‬
‫ي فِي َو ْف ٍد ِم ْن‬ ‫أ َ ْدبَ َر َوأ َ ْقبَ َل َما أ َ ْقبَ َل فَبَا ِي ْع َم ْن قِبَلَ َك َوأ َ ْق ِب ْل ِإلَ ه‬
‫س َال ُم‪.‬‬ ‫ص َحابِ َك َوال ه‬ ‫أَ ْ‬
‫]‪[76‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُلعبدُهللاُبنُالعباسُعندُاستخَلفهُإياهُعلىُالبصرة‬

‫ب فَإِنههُ‬ ‫هاك َو ْالغَ َ‬


‫ض َ‬ ‫ِك َو ُح ْك ِم َك َو ِإي َ‬
‫اس ِب َو ْج ِه َك َو َم ْج ِلس َ‬‫س ِع النه َ‬ ‫َ‬
‫ان َوا ْعلَ ْم أ َ هن َما قَ هربَ َك ِمنَ ه‬
‫َّللاِ يُبَا ِعد َُك ِمنَ النه ِ‬
‫ار‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫َ‬
‫طي َْرة ٌ ِمنَ ال ه‬
‫ار‪.‬‬‫َّللاِ يُقَ ِ ّربُ َك ِمنَ النه ِ‬
‫عدَ َك ِمنَ ه‬ ‫َو َما بَا َ‬
‫]‪[77‬‬

‫ومنُوصيةُلهُعليهُالسَلمُلعبدُهللاُبنُالعباسُلماُبعثهُلَلحتجاجُعلىُالخوارج‬

‫آن فَإِ هن ْالقُ ْرآنَ َح هما ٌل ذُو ُو ُجو ٍه تَقُو ُل‬ ‫َاص ْم ُه ْم ِب ْالقُ ْر ِ‬
‫َال تُخ ِ‬
‫سنه ِة فَإِنه ُه ْم لَ ْن يَ ِجدُوا َ‬
‫ع ْن َها‬ ‫َويَقُولُونَ ‪َ ...‬ولَ ِك ْن َح ِ‬
‫اج ْج ُه ْم ِبال ُّ‬
‫َم ِحيصاً‪.‬‬
‫]‪[78‬‬
‫ومنُكتابُلهُعليهُالسَلمُإلىُأبيُموسىُاألشعري‬
‫جواباُفيُأمرُالحكمين‪ُ،‬ذكرهُسعيدُبنُيحيىُاألمويُفيُكتابُ"المغازي"‬

‫ظ ِه ْم فَ َمالُوا َم َع‬ ‫ير ِم ْن َح ِ ّ‬ ‫ع ْن َكثِ ٍ‬ ‫ير ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫اس قَ ْد تَغَي َهر َكثِ ٌ‬ ‫فَإِ هن النه َ‬
‫طقُوا ِب ْال َه َوى َو ِإ ِنّي نَزَ ْلتُ ِم ْن َهذَا ْاْل َ ْم ِر َم ْن ِز ًال ُم ْع ِجبا ً‬ ‫الدُّ ْنيَا َونَ َ‬
‫س ُه ْم َوأَنَا أُدَا ِوي ِم ْن ُه ْم قَ ْرحا ً أَخ ُ‬
‫َاف‬ ‫اجت َ َم َع ِب ِه أ َ ْق َوا ٌم أَ ْع َجبَتْ ُه ْم أَ ْنفُ ُ‬
‫ْ‬
‫ع ِة أ ُ هم ِة‬‫علَى َج َما َ‬ ‫ص َ‬ ‫ْس َر ُج ٌل فَا ْعلَ ْم أ َ ْح َر َ‬ ‫علَقا ً َولَي َ‬ ‫أ َ ْن يَ ُكونَ َ‬
‫ُم َح هم ٍد (صلى هللا عليه وآله) َوأ ُ ْلفَتِ َها ِم ِنّي أ َ ْبتَ ِغي بِذَ ِل َك ُحسْنَ‬
‫علَى نَ ْفسِي َو ِإ ْن‬ ‫سأ َ ِفي ِبالهذِي َوأَيْتُ َ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ب َو َك َر َم ْال َمآ ِ‬ ‫الث ه َوا ِ‬
‫ي َم ْن ُح ِر َم نَ ْف َع َما‬ ‫ش ِق ه‬ ‫ار ْقت َ ِني َ‬
‫علَ ْي ِه فَإِ هن ال ه‬ ‫ح َما فَ َ‬ ‫ع ْن َ‬
‫صا ِل ِ‬ ‫ت َ‬ ‫تَغَي ْهر َ‬
‫اط ٍل َوأَ ْن‬ ‫ي ِمنَ ْالعَ ْق ِل َوالت ه ْج ِربَ ِة َو ِإ ِنّي َْل َ ْعبَدُ أ َ ْن يَقُو َل قَا ِئ ٌل ِببَ ِ‬ ‫ُ‬
‫أو ِت َ‬
‫اس‬ ‫ار النه ِ‬ ‫ف فَإِ هن ِش َر َ‬ ‫َّللاُ فَدَ ْع َما َال تَ ْع ِر ُ‬ ‫صلَ َحهُ ه‬ ‫أ ُ ْف ِسدَ أ َ ْمرا ً قَ ْد أَ ْ‬
‫س َال ُم‪.‬‬‫وء َوال ه‬ ‫س ِ‬ ‫طائِ ُرونَ ِإلَي َْك ِبأَقَا ِوي ِل ال ُّ‬ ‫َ‬
‫]‪[79‬‬

‫ومنُكتابُكتبهُعليهُالسَلمُلماُاستخلفُإلىُأمراءُاألجناد‬

‫اس ْال َح هق‬


‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِنه َما أ َ ْهلَ َك َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْم أَنه ُه ْم َمنَعُوا النه َ‬
‫فَا ْشت َ َر ْوهُ َوأ َ َخذُو ُه ْم ِب ْالبَ ِ‬
‫اط ِل فَا ْقتَدَ ْوهُ‪.‬‬
‫بابُالمختارُمنُحكمُأميرُالمؤمنينُعليهُالسَلم ُ‬

‫ُ‬

‫‪1- 50‬‬

‫‪ -1‬قَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ك ْن فِي ْال ِفتْنَ ِة َكاب ِْن اللهبُ ِ‬
‫ون َال َ‬
‫ظ ْه ٌر‬
‫ب‪.‬‬ ‫ع فَيُ ْحلَ َ‬ ‫ب َو َال َ‬
‫ض ْر ٌ‬ ‫فَيُ ْر َك َ‬
‫الط َم َع‬‫‪َ -2‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْز َرى ِبنَ ْف ِس ِه َم ِن ا ْست َ ْشعَ َر ه‬
‫سهُ َم ْن أ َ هم َر‬ ‫علَ ْي ِه نَ ْف ُ‬ ‫َت َ‬ ‫ع ْن ُ‬
‫ض ِ ّر ِه َو َهان ْ‬ ‫َف َ‬ ‫ي ِبالذُّ ِّل َم ْن َكش َ‬ ‫ض َ‬ ‫َو َر ِ‬
‫سانَهُ‪.‬‬ ‫علَ ْي َها ِل َ‬
‫َ‬
‫صةٌ َو ْالفَ ْق ُر‬ ‫ار َو ْال ُجب ُْن َم ْنقَ َ‬‫‪َ -3‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬البُ ْخ ُل َع ٌ‬
‫يب ِفي بَ ْلدَ ِت ِه‪.‬‬
‫س ْالفَ ِطنَ َع ْن ُح هج ِت ِه َو ْال ُم ِق ُّل غ َِر ٌ‬ ‫يُ ْخ ِر ُ‬
‫عةٌ َو ُّ‬
‫الز ْهدُ‬ ‫ش َجا َ‬ ‫‪َ -4‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬العَ ْج ُز آفَةٌ َوال ه‬
‫صب ُْر َ‬
‫ضى‪.‬‬ ‫الر َ‬
‫ين ِ ّ‬ ‫ع ُجنهةٌ َونِ ْع َم ْالقَ ِر ُ‬ ‫ثَ ْر َوة ٌ َو ْال َو َر ُ‬
‫‪َ -5‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِع ْل ُم ِو َراثَةٌ َك ِري َمةٌ َو ْاآلدَ ُ‬
‫اب ُحلَ ٌل‬
‫ُم َجدهدَة ٌ َو ْال ِف ْك ُر ِم ْرآة ٌ َ‬
‫صافِيَةٌ‪.‬‬
‫شةُ‬ ‫ُوق ِس ِ ّر ِه َو ْالبَشَا َ‬ ‫ص ْند ُ‬‫ص ْد ُر ْالعَاقِ ِل ُ‬ ‫‪َ -6‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ِحبَالَةُ ْال َم َوده ِة َو ِاال ْح ِت َما ُل قَب ُْر ْالعُيُو ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫ع ْن َهذَا ْال َم ْعنَى أَيْضا ً ْال َم ْسأَلَةُ ِخبَا ُء‬ ‫ارةِ َ‬ ‫ي أَنههُ قَا َل فِي ْال ِعبَ َ‬ ‫َو ُر ِو َ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬ ‫اخ ُ‬
‫ط َ‬ ‫ع ْن نَ ْف ِس ِه َكث ُ َر ال ه‬
‫س ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ب َو َم ْن َر ِ‬
‫ض َ‬ ‫ْالعُيُو ِ‬
‫صدَقَةُ دَ َوا ٌء ُم ْن ِج ٌح َوأَ ْع َما ُل ْال ِعبَا ِد فِي‬ ‫‪َ -7‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ال ه‬
‫ب أ َ ْعيُ ِن ِه ْم فِي آ َجا ِل ِه ْم‪.‬‬ ‫اج ِل ِه ْم نُ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫ع ِ‬‫َ‬
‫ظ ُر ِبش َْح ٍم‬ ‫ان يَ ْن ُ‬‫س ِ‬ ‫‪َ -8‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ا ْع َجبُوا ِل َهذَا ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫س ِم ْن خ َْر ٍم‬ ‫ظ ٍم َويَتَنَفه ُ‬ ‫َويَت َ َكله ُم ِبلَ ْح ٍم َويَ ْس َم ُع ِبعَ ْ‬

‫ارتْهُ‬
‫ع َ‬‫علَى أ َ َح ٍد أ َ َ‬ ‫ت الدُّ ْنيَا َ‬ ‫‪َ -9‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا أ َ ْقبَلَ ِ‬
‫سلَبَتْهُ َم َحا ِسنَ نَ ْف ِس ِه‪.‬‬ ‫ع ْنهُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫غي ِْر ِه َو ِإذَا أَ ْدبَ َر ْ‬
‫َم َحا ِسنَ َ‬
‫طةً ِإ ْن ِمت ُّ ْم َمعَ َها‬
‫اس ُمخَالَ َ‬
‫طوا النه َ‬ ‫‪َ -10‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬خَا ِل ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو ِإ ْن ِع ْشت ُ ْم َحنُّوا ِإلَ ْي ُك ْم‪.‬‬ ‫بَ َك ْوا َ‬
‫اجعَ ِل ْالعَ ْف َو‬ ‫علَى َ‬
‫عد ّ ُِو َك فَ ْ‬ ‫ت َ‬‫‪َ -11‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا قَدَ ْر َ‬
‫ش ْكرا ً ِل ْلقُ ْد َر ِة َ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬ ‫ع ْنهُ ُ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫سا ِ‬ ‫ع ِن ا ْكتِ َ‬ ‫ع َجزَ َ‬ ‫اس َم ْن َ‬ ‫‪َ -12‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْع َج ُز النه ِ‬
‫ظ ِف َر ِب ِه ِم ْن ُه ْم‪.‬‬ ‫ضيه َع َم ْن َ‬ ‫ان َوأ َ ْع َج ُز ِم ْنهُ َم ْن َ‬ ‫ِْ‬
‫اْل ْخ َو ِ‬
‫اف ال ِنّعَ ِم فَ َال‬
‫ط َر ُ‬ ‫ت ِإلَ ْي ُك ْم أ َ ْ‬ ‫صلَ ْ‬
‫‪َ -13‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا َو َ‬
‫صا َها ِب ِقله ِة ال ُّ‬
‫ش ْك ِر‪.‬‬ ‫تُنَ ِفّ ُروا أ َ ْق َ‬
‫ب أُتِي َح لَهُ ْاْل َ ْبعَدُ‪.‬‬ ‫ضيهعَهُ ْاْل َ ْق َر ُ‬ ‫‪َ -14‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َ‬
‫‪َ -15‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما ُك ُّل َم ْفت ُ ٍ‬
‫ون يُعَاتَ ُ‬
‫ب‪.‬‬
‫‪َ -16‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ت َ ِذ ُّل ْاْل ُ ُم ُ‬
‫ور ِل ْل َمقَاد ِ‬
‫ِير َحتهى يَ ُكونَ‬
‫ْال َحتْ ُ‬
‫ف ِفي الت ه ْد ِب ِ‬
‫ير‪.‬‬
‫سو ِل (صلى هللا عليه‬ ‫ع ْن قَ ْو ِل ه‬
‫الر ُ‬ ‫سئِ َل (عليه السالم) َ‬ ‫‪َ -17‬و ُ‬
‫شبه ُهوا ِب ْاليَ ُهودِ‪ ،‬فَقَا َل (عليه السالم)‪:‬‬ ‫ْب َو َال ت َ َ‬
‫شي َ‬‫غ ِيّ ُروا ال ه‬ ‫وآله) َ‬
‫ِين قُ ٌّل فَأ َ هما ْاآلنَ َوقَ ِد‬
‫ِإنه َما قَا َل (صلى هللا عليه وآله) ذَ ِل َك َوالدّ ُ‬
‫اختَ َ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ب ِب ِج َرا ِن ِه فَا ْم ُرؤٌ َو َما ْ‬ ‫ض َر َ‬‫طاقُهُ َو َ‬ ‫س َع ِن َ‬
‫ات ه َ‬
‫‪َ -18‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬في الهذِينَ ا ْعتَزَ لُوا ْال ِقتَا َل َمعَهُ‪َ :‬خذَلُوا‬
‫ص ُروا ْالبَ ِ‬
‫اط َل‪.‬‬ ‫ْال َح هق َولَ ْم يَ ْن ُ‬
‫عثَ َر ِبأ َ َج ِل ِه‪.‬‬
‫‪َ -19‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َج َرى فِي ِعنَان أَ َم ِل ِه َ‬
‫عث َ َرا ِت ِه ْم فَ َما‬
‫ت َ‬ ‫‪َ -20‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ ِقيلُوا ذَ ِوي ْال ُم ُرو َءا ِ‬
‫يَ ْعث ُ ُر ِم ْن ُه ْم َ‬
‫عاثِ ٌر ِإ هال َويَدُ ه‬
‫َّللاِ ِبيَ ِد ِه يَ ْرفَعُهُ‪.‬‬
‫ت ْال َه ْيبَةُ ِب ْال َخ ْيبَ ِة َو ْال َحيَا ُء‬‫‪َ -21‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قُ ِرنَ ِ‬
‫ص ْال َخي ِْر‪.‬‬ ‫ب فَا ْنت َ ِه ُزوا فُ َر َ‬ ‫س َحا ِ‬ ‫ان َو ْالفُ ْر َ‬
‫صةُ ت َ ُم ُّر َم هر ال ه‬ ‫ِب ْال ِح ْر َم ِ‬
‫‪َ -22‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَنَا َح ٌّق فَإِ ْن أُع ِ‬
‫ْطينَاهُ َو ِإ هال َر ِك ْبنَا‬
‫س َرى‪.‬‬‫طا َل ال ُّ‬ ‫أَ ْع َجازَ ْ ِ‬
‫اْل ِب ِل َو ِإ ْن َ‬
‫قال الرضي‪ :‬و هذا من لطيف الكالم و فصيحه و معناه أنا‬
‫إن لم نعط حقنا كنا أذالء و ذلك أن الرديف يركب عجز‬
‫البعير كالعبد و اْلسير و من يجري مجراهما‪.‬‬
‫طأ َ ِب ِه َ‬
‫ع َملُهُ لَ ْم يُ ْس ِر ْع ِب ِه نَ َ‬
‫سبُهُ‪.‬‬ ‫‪َ -23‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أَ ْب َ‬
‫ب ْال ِع َ‬
‫ظ ِام ِإغَاثَةُ‬ ‫ت الذُّنُو ِ‬ ‫‪َ -24‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬م ْن َكفه َ‬
‫ارا ِ‬
‫ع ِن ْال َم ْك ُرو ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ْال َم ْل ُه ِ‬
‫وف َوالت ه ْن ِف ُ‬
‫يس َ‬
‫س ْب َحانَهُ‬ ‫‪َ -25‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا ابْنَ آدَ َم ِإذَا َرأَي َ‬
‫ْت َرب َهك ُ‬
‫احذَ ْرهُ‪.‬‬ ‫صي ِه فَ ْ‬ ‫علَي َْك ِنعَ َمهُ َوأ َ ْن َ‬
‫ت ت َ ْع ِ‬ ‫يُتَا ِب ُع َ‬
‫ض َم َر أَ َحدٌ َ‬
‫شيْئا ً ِإ هال َ‬
‫ظ َه َر ِفي‬ ‫‪َ -26‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما أَ ْ‬
‫صفَ َحا ِ‬
‫ت َو ْج ِه ِه‪.‬‬ ‫سانِ ِه َو َ‬ ‫فَلَتَا ِ‬
‫ت ِل َ‬
‫‪َ -27‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ام ِش ِبدَائِ َك َما َمشَى ِب َك‪.‬‬
‫الز ْه ِد ِإ ْخفَا ُء ا ُّ‬
‫لز ْهدِ‪.‬‬ ‫‪َ -28‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْف َ‬
‫ض ُل ُّ‬
‫ار َو ْال َم ْوتُ ِفي ِإ ْقبَا ٍل‬‫ت ِفي ِإ ْدبَ ٍ‬ ‫‪َ -29‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا ُك ْن َ‬
‫ع ْال ُم ْلتَقَى‪.‬‬‫فَ َما أ َ ْس َر َ‬
‫ستَ َر َحتهى‬ ‫‪َ -30‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َحذَ َر ْال َحذَ َر فَ َو ه‬
‫َّللاِ لَقَ ْد َ‬
‫غفَ َر‪.‬‬‫َكأَنههُ قَ ْد َ‬
‫علَى أ َ ْربَ ِع‬ ‫ان َ‬ ‫اْلي َم ُ‬ ‫ان فَقَا َل ْ ِ‬ ‫اْلي َم ِ‬‫ع ِن ْ ِ‬ ‫سئِ َل (عليه السالم) َ‬ ‫‪َ -31‬و ُ‬
‫علَى‬ ‫صب ُْر ِم ْن َها َ‬ ‫ين َو ْالعَ ْد ِل َو ْال ِج َها ِد َوال ه‬ ‫صب ِْر َو ْاليَ ِق ِ‬‫علَى ال ه‬ ‫عا ِئ َم َ‬‫دَ َ‬
‫ب فَ َم ِن ا ْشتَاقَ‬ ‫الز ْه ِد َوالت ه َرقُّ ِ‬ ‫ق َو ُّ‬ ‫ق َوال ه‬
‫شف َ ِ‬ ‫ش ْو ِ‬ ‫علَى ال ه‬ ‫ب َ‬ ‫شع َ ٍ‬ ‫أ َ ْربَ ِع ُ‬
‫اجتَن َ‬
‫َب‬ ‫ار ْ‬ ‫ت َو َم ْن أَ ْشفَقَ ِمنَ النه ِ‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫س َال َع ِن ال ه‬ ‫ِإلَى ْال َجنه ِة َ‬
‫ت َو َم ِن‬ ‫صيبَا ِ‬ ‫ت َو َم ْن زَ ِهدَ فِي الدُّ ْنيَا ا ْست َ َهانَ ِب ْال ُم ِ‬ ‫ْال ُم َح هر َما ِ‬
‫علَى أَ ْربَ ِع‬ ‫ين ِم ْن َها َ‬ ‫ت َو ْاليَ ِق ُ‬ ‫ع ِإلَى ْال َخي َْرا ِ‬ ‫ار َ‬ ‫س َ‬‫ت َ‬ ‫ب ْال َم ْو َ‬ ‫ارتَقَ َ‬ ‫ْ‬
‫ظ ِة ْال ِعب َْرةِ‬‫طنَ ِة َوتَأ َ ُّو ِل ْال ِح ْك َم ِة َو َم ْو ِع َ‬ ‫ْص َرةِ ْال ِف ْ‬‫علَى تَب ِ‬ ‫ب َ‬‫شع َ ٍ‬ ‫ُ‬
‫َت لَهُ ْال ِح ْك َمةُ َو َم ْن‬ ‫طنَ ِة تَبَيهن ْ‬‫ص َر فِي ْال ِف ْ‬ ‫سنه ِة ْاْل َ هو ِلينَ فَ َم ْن تَبَ ه‬‫َو ُ‬
‫ف ْال ِعب َْرة َ فَ َكأَنه َما َكانَ‬ ‫ع َر َ‬‫ف ْال ِعب َْرةَ َو َم ْن َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫َت لَهُ ْال ِح ْك َمةُ َ‬ ‫تَبَيهن ْ‬
‫ص ْالفَ ْه ِم‬ ‫علَى غَائِ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫شع َ ٍ‬ ‫علَى أَ ْربَ ِع ُ‬ ‫فِي ْاْل َ هو ِلينَ َو ْالعَ ْد ُل ِم ْن َها َ‬
‫ع ِل َم غ َْو َر‬ ‫سا َخ ِة ْال ِح ْل ِم فَ َم ْن فَ ِه َم َ‬ ‫َوغ َْو ِر ْال ِع ْل ِم َو ُز ْه َرةِ ْال ُح ْك ِم َو َر َ‬
‫ع ْن ش ََرا ِئ ِع ْال ُح ْك ِم َو َم ْن َحلُ َم لَ ْم‬ ‫صدَ َر َ‬ ‫ْال ِع ْل ِم َو َم ْن َع ِل َم غ َْو َر ْال ِع ْل ِم َ‬
‫علَى‬ ‫اس َح ِميدا ً َو ْال ِج َهادُ ِم ْن َها َ‬ ‫اش فِي النه ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ط فِي أ َ ْم ِر ِه َو َ‬ ‫يُفَ ِ ّر ْ‬
‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر‬ ‫وف َوالنه ْهي ِ َ‬ ‫علَى ْاْل َ ْم ِر ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ب َ‬‫شع َ ٍ‬ ‫أ َ ْربَ ِع ُ‬
‫شده‬ ‫وف َ‬ ‫َآن ْالفَا ِس ِقينَ فَ َم ْن أ َ َم َر ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫شن ِ‬ ‫اط ِن َو َ‬ ‫ق فِي ْال َم َو ِ‬ ‫ص ْد ِ‬ ‫َوال ِ ّ‬
‫وف ْال َكا ِف ِرينَ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْن َك ِر أَ ْرغ ََم أُنُ َ‬ ‫ور ْال ُمؤْ ِم ِنينَ َو َم ْن نَ َهى َ‬ ‫ظ ُه َ‬ ‫ُ‬
‫ئ ْالفَا ِس ِقينَ‬ ‫شنِ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َم ْن َ‬‫ضى َما َ‬ ‫اط ِن قَ َ‬ ‫صدَقَ فِي ْال َم َو ِ‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫علَى‬ ‫ضاهُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َو ْال ُك ْف ُر َ‬ ‫َّللاُ لَهُ َوأَ ْر َ‬ ‫ب ه‬ ‫َض َ‬ ‫ب ِ هّلِلِ غ ِ‬ ‫َض َ‬ ‫َوغ ِ‬
‫ق فَ َم ْن تَعَ همقَ‬ ‫ش ق َا ِ‬ ‫َازعِ َو ه‬
‫الزي ِْغ َوال ِ ّ‬ ‫ق‪َ .‬والتهن ُ‬ ‫علَى التهعَ ُّم ِ‬ ‫عائِ َم َ‬ ‫أ َ ْربَ ِع دَ َ‬
‫ع ِن ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫ع َماهُ َ‬ ‫ام َ‬ ‫عهُ ِب ْال َج ْه ِل دَ َ‬ ‫ق َو َم ْن َكث ُ َر نِزَ ا ُ‬ ‫لَ ْم يُنِبْ ِإلَى ْال َح ّ ِ‬
‫س ِك َر‬‫س ِيّئَةُ َو َ‬ ‫َت ِع ْندَهُ ال ه‬ ‫سن ْ‬ ‫سنَةُ َو َح ُ‬ ‫ت ِع ْندَهُ ْال َح َ‬ ‫سا َء ْ‬‫غ َ‬ ‫َو َم ْن زَ ا َ‬
‫علَ ْي ِه‬‫ض َل َ‬ ‫ط ُرقُهُ َوأَ ْع َ‬ ‫علَ ْي ِه ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ع َر ْ‬ ‫َاق َو ُ‬‫ض َاللَ ِة َو َم ْن ش ه‬ ‫س ْك َر ال ه‬ ‫ُ‬
‫علَى‬ ‫ب َ‬ ‫ش َع ٍ‬ ‫علَى أَ ْربَ ِع ُ‬ ‫ش ُّك َ‬ ‫علَ ْي ِه َم ْخ َر ُجهُ َوال ه‬ ‫ضاقَ َ‬ ‫أَ ْم ُرهُ َو َ‬
‫اري َو ْال َه ْو ِل َوالت ه َردُّ ِد َو ِاال ْستِ ْس َال ِم فَ َم ْن َجعَ َل ْال ِم َرا َء دَ ْيدَنا ً لَ ْم‬ ‫الت ه َم ِ‬
‫ع ِقبَ ْي ِه َو َم ْن ت َ َردهدَ‬ ‫علَى َ‬ ‫ص َ‬ ‫ص ِب ْح لَ ْيلُهُ َو َم ْن َهالَهُ َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه نَ َك َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ين َو َم ِن ا ْست َ ْسلَ َم ِل َهلَ َك ِة الدُّ ْنيَا‬ ‫اط ِ‬ ‫شي َ ِ‬ ‫سنَا ِب ُك ال ه‬ ‫ب َو ِطئَتْهُ َ‬ ‫الر ْي ِ‬ ‫فِي ه‬
‫َو ْاآل ِخ َر ِة َهلَ َك فِي ِه َما‪.‬‬
‫قال الرضي‪ :‬و بعد هذا كالم تركنا ذكره خوف اْلطالة و‬
‫الخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪َ -32‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فَا ِع ُل ْال َخي ِْر َخي ٌْر ِم ْنهُ َوفَا ِع ُل ال ه‬
‫ش ِ ّر‬
‫ش ٌَّر ِم ْنهُ‪.‬‬
‫س ْمحا ً َو َال ت َ ُك ْن ُمبَذِّرا ً َو ُك ْن‬‫‪َ -33‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ك ْن َ‬
‫ُمقَدِّرا ً َو َال ت َ ُك ْن ُمقَ ِت ّراً‪.‬‬
‫ف ْال ِغنَى ت َ ْر ُك ْال ُمنَى‪.‬‬ ‫‪َ -34‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْش َر ُ‬
‫اس ِب َما يَ ْك َر ُهونَ‬‫ع ِإلَى النه ِ‬ ‫‪َ -35‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أ َ ْس َر َ‬
‫قَالُوا فِي ِه ِب َما َال يَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬
‫سا َء ْالعَ َم َل‪.‬‬
‫طا َل ْاْل َ َم َل أ َ َ‬‫‪َ -36‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أ َ َ‬
‫ش ِام‬‫ِير ِه ِإلَى ال ه‬
‫‪َ -37‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد لَ ِقيَهُ ِع ْندَ َمس ِ‬
‫ار فَت َ َر هجلُوا لَهُ َوا ْشتَدُّوا بَيْنَ يَدَ ْي ِه فَقَا َل‪َ :‬ما َهذَا الهذِي‬ ‫ين ْاْل َ ْنبَ ِ‬‫دَ َهاقِ ُ‬
‫ظ ُم ِب ِه أ ُ َم َرا َءنَا فَقَا َل َو ه‬
‫َّللاِ َما يَ ْنت َ ِف ُع‬ ‫صنَ ْعت ُ ُموهُ فَقَالُوا ُخلُ ٌق ِمنها نُعَ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫علَى أ َ ْنفُ ِس ُك ْم فِي دُ ْنيَا ُك ْم َوتَ ْشقَ ْونَ ِب ِه‬ ‫شقُّونَ َ‬ ‫ِب َهذَا أ ُ َم َرا ُؤ ُك ْم َو ِإنه ُك ْم لَت َ ُ‬
‫عةَ‬ ‫اب َوأَ ْربَ َح الده َ‬ ‫شقهةَ َو َرا َء َها ْال ِعقَ ُ‬ ‫س َر ْال َم َ‬ ‫آخ َرتِ ُك ْم َو َما أ َ ْخ َ‬ ‫فِي ِ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ان ِمنَ النه ِ‬ ‫َمعَ َها ْاْل َ َم ُ‬
‫ي‬‫س ِن (عليه السالم) يَا بُنَ ه‬ ‫‪َ -38‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ال ْب ِن ِه ْال َح َ‬
‫ت َمعَ ُه هن ِإ هن أ َ ْغنَى‬ ‫ع ِم ْل َ‬
‫ض ُّر َك َما َ‬ ‫عنِّي أ َ ْربَعا ً َوأ َ ْربَعا ً َال يَ ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫احفَ ْ‬‫ْ‬
‫ب‬‫ش ِة ْالعُ ْج ُ‬‫ش ْال َو ْح َ‬ ‫ْال ِغنَى ْالعَ ْق ُل َوأ َ ْك َب َر ْالفَ ْق ِر ْال ُح ْم ُق َوأَ ْو َح َ‬
‫ق فَإِنههُ‬ ‫صادَقَةَ ْاْل َ ْح َم ِ‬ ‫هاك َو ُم َ‬ ‫ي ِإي َ‬ ‫ق يَا بُنَ ه‬ ‫ب ُح ْس ُن ْال ُخلُ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َوأ َ ْك َر َم ْال َح َ‬
‫ع ْن َك‬ ‫صادَقَةَ ْالبَ ِخي ِل فَإِنههُ يَ ْقعُدُ َ‬ ‫هاك َو ُم َ‬ ‫ض هر َك َو ِإي َ‬ ‫يُ ِريدُ أ َ ْن يَ ْنفَعَ َك فَيَ ُ‬
‫اج ِر فَإِنههُ يَبِيعُ َك ِبالتهافِ ِه‬ ‫صادَقَةَ ْالفَ ِ‬ ‫هاك َو ُم َ‬ ‫ون ِإلَ ْي ِه َو ِإي َ‬ ‫أ َ ْح َو َج َما ت َ ُك ُ‬
‫علَي َْك ْالبَ ِعيدَ‬
‫ب َ‬ ‫ب يُقَ ِ ّر ُ‬‫س َرا ِ‬ ‫ب فَإِنههُ َكال ه‬ ‫صادَقَةَ ْال َكذها ِ‬ ‫هاك َو ُم َ‬ ‫َو ِإي َ‬
‫علَي َْك ْالقَ ِر َ‬
‫يب‪.‬‬ ‫َويُبَ ِعّدُ َ‬
‫ت‬‫ض هر ْ‬ ‫‪َ -39‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال قُ ْربَةَ ِبالنه َوافِ ِل ِإذَا أَ َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ِب ْالفَ َرا ِئ ِ‬
‫ان ْالعَا ِق ِل َو َرا َء قَ ْل ِب ِه َوقَ ْل ُ‬
‫ب‬ ‫س ُ‬‫‪َ -40‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل َ‬
‫سانِ ِه‪.‬‬
‫ق َو َرا َء ِل َ‬‫ْاْل َ ْح َم ِ‬
‫قال الرضي‪ :‬و هذا من المعاني العجيبة الشريفة و المراد به‬
‫أن العاقل ال يطلق لسانه إال بعد مشاورة الروية و مؤامرة‬
‫الفكرة و اْلحمق تسبق حذفات لسانه و فلتات كالمه مراجعة‬
‫فكره و مماخضة رأيه فكأن لسان العاقل تابع لقلبه و كأن قلب‬
‫اْلحمق تابع للسانه‪.‬‬
‫‪ -41‬و قد روي عنه (عليه السالم) هذا المعنى بلفظ آخر و‬
‫هو قوله‪:‬‬
‫ان ْالعَا ِق ِل فِي قَ ْل ِب ِه‪.‬‬
‫س ُ‬ ‫قَ ْل ُ‬
‫ب ْاْل َ ْح َم ِ‬
‫ق فِي فِي ِه َو ِل َ‬
‫ومعناهما واحد‪.‬‬
‫ص َحا ِب ِه ِفي ِعله ٍة ا ْعتَله َها َجعَ َل‬ ‫ض أَ ْ‬ ‫‪َ -42‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬لبَ ْع ِ‬
‫ض َال أ َ ْج َر فِي ِه‬ ‫س ِيّئَاتِ َك فَإِ هن ْال َم َر َ‬ ‫اك َح ّ‬
‫طا ً ِل َ‬ ‫ش ْك َو َ‬ ‫َّللاُ َما َكانَ ِم ْن َ‬ ‫ه‬
‫ق َو ِإنه َما ْاْل َ ْج ُر ِفي‬ ‫ت ْاْل َ ْو َرا ِ‬ ‫ت َويَ ُحت ُّ َها َح ه‬ ‫س ِيّئَا ِ‬
‫ط ال ه‬‫َولَ ِكنههُ يَ ُح ُّ‬
‫س ْب َحانَهُ يُ ْد ِخ ُل‬ ‫ان َو ْالعَ َم ِل ِب ْاْل َ ْيدِي َو ْاْل َ ْقدَ ِام َو ِإ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ْالقَ ْو ِل ِب ِ‬
‫اللّ َ‬
‫صا ِل َح ِة َم ْن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه ْال َجنهةَ‪.‬‬ ‫ير ِة ال ه‬ ‫س ِر َ‬‫ق ال ِنّيه ِة َوال ه‬‫ص ْد ِ‬ ‫ِب ِ‬
‫قال الرضي‪ :‬و أقول صدق (عليه السالم) إن المرض ال أجر‬
‫فيه ْلنه ليس من قبيل ما يستحق عليه العوض ْلن العوض‬
‫يستحق على ما كان في مقابلة فعل هللا تعالى بالعبد من اآلالم‬
‫و اْلمراض و ما يجري مجرى ذلك و اْلجر و الثواب‬
‫يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد فبينهما فرق قد‬
‫بينه (عليه السالم) كما يقتضيه علمه الثاقب و رأيه الصائب‪.‬‬
‫ت يَ ْر َح ُم ه‬
‫َّللاُ‬ ‫ب ب ِْن ْاْل َ َر ّ ِ‬ ‫‪َ -43‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬في ِذ ْك ِر َخبها ِ‬
‫طائِعا ً َوقَنِ َع ِب ْال َكفَ ِ‬
‫اف‬ ‫ت فَلَقَ ْد أ َ ْسلَ َم َرا ِغبا ً َو َها َج َر َ‬ ‫هاب بْنَ ْاْل َ َر ّ ِ‬ ‫َخب َ‬
‫اش ُم َجا ِهداً‪.‬‬ ‫ع َ‬ ‫َّللاِ َو َ‬‫ع ِن ه‬ ‫ي َ‬ ‫ض َ‬ ‫َو َر ِ‬
‫طوبَى ِل َم ْن ذَ َك َر ْال َمعَادَ َو َ‬
‫ع ِم َل‬ ‫‪َ -44‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬‬
‫ع ِن ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬ ‫ي َ‬ ‫ض َ‬ ‫اف َو َر ِ‬ ‫ب َوقَ ِن َع ِب ْال َكفَ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ِل ْل ِح َ‬
‫وم ْال ُمؤْ ِم ِن ِب َ‬
‫س ْي ِفي‬ ‫ش َ‬ ‫ض َربْتُ َخ ْي ُ‬ ‫‪َ -45‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ ْو َ‬
‫صبَبْتُ الدُّ ْنيَا ِب َج هماتِ َها‬ ‫ضنِي َولَ ْو َ‬ ‫ضنِي َما أ َ ْبغَ َ‬ ‫َهذَا َعلَى أ َ ْن يُ ْب ِغ َ‬
‫ي‬‫ض َ‬ ‫علَى أ َ ْن يُ ِحبه ِني َما أَ َحبه ِني َوذَ ِل َك أَنههُ قُ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫علَى ْال ُمنَا ِف ِ‬ ‫َ‬
‫ي ِ (صلى هللا عليه وآله) أَنههُ قَا َل‬ ‫ي ِ ْاْل ُ ِ ّم ّ‬
‫ان النه ِب ّ‬
‫س ِ‬‫علَى ِل َ‬ ‫ضى َ‬ ‫فَا ْنقَ َ‬
‫ض َك ُمؤْ ِم ٌن َو َال يُ ِحب َُّك ُمنَافِ ٌق‪.‬‬ ‫ي َال يُ ْب ِغ ُ‬ ‫ع ِل ُّ‬
‫يَا َ‬
‫َّللاِ ِم ْن‬ ‫س ِيّئَةٌ تَ ُ‬
‫سو ُء َك َخي ٌْر ِع ْندَ ه‬ ‫‪َ -46‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫سنَ ٍة ت ُ ْع ِجبُ َك‪.‬‬
‫َح َ‬
‫ص ْدقُهُ‬ ‫علَى قَ ْد ِر ِه هم ِت ِه َو ِ‬‫الر ُج ِل َ‬ ‫‪َ -47‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قَ ْد ُر ه‬
‫علَى قَ ْد ِر‬‫علَى قَ ْد ِر أَنَفَتِ ِه َو ِعفهتُهُ َ‬ ‫عتُهُ َ‬
‫ش َجا َ‬ ‫علَى قَ ْد ِر ُم ُرو َءتِ ِه َو َ‬ ‫َ‬
‫غي َْر ِت ِه‪.‬‬ ‫َ‬
‫الرأْي ِ‬ ‫الظفَ ُر ِب ْال َح ْز ِم َو ْال َح ْز ُم ِبإِ َجالَ ِة ه‬
‫‪َ -48‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ه‬
‫ين ْاْل َ ْس َر ِار‪.‬‬
‫ص ِ‬ ‫الرأْ ُ‬
‫ي بِت َ ْح ِ‬ ‫َو ه‬
‫ص ْولَةَ ْال َك ِر ِيم ِإذَا َجا َ‬
‫ع‬ ‫احذَ ُروا َ‬
‫‪َ -49‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬‬
‫َوالله ِئ ِيم ِإذَا َ‬
‫ش ِب َع‪.‬‬
‫الر َجا ِل َو ْح ِشيهةٌ فَ َم ْن تَأَلهفَ َها‬ ‫‪َ -50‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قُلُ ُ‬
‫وب ِ ّ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬ ‫أ َ ْقبَلَ ْ‬
‫ت َ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪51- 100‬‬

‫ور َما أ َ ْسعَدَ َك َجدُّ َك‪.‬‬


‫ع ْيبُ َك َم ْست ُ ٌ‬
‫‪َ -51‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫اس ِب ْالعَ ْف ِو أَ ْقدَ ُر ُه ْم َ‬
‫علَى‬ ‫‪َ -52‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْولَى النه ِ‬
‫ْالعُقُوبَ ِة‪.‬‬
‫سخَا ُء َما َكانَ ا ْب ِتدَا ًء فَأ َ هما َما َكانَ‬ ‫‪َ -53‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ال ه‬
‫ع ْن َم ْسأَلَ ٍة فَ َحيَا ٌء َوتَذَ ُّم ٌم‪.‬‬
‫َ‬
‫‪َ -54‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال ِغنَى َك ْالعَ ْق ِل َو َال فَ ْق َر َك ْال َج ْه ِل َو َال‬
‫ير َك ْال ُمش َ‬
‫َاو َرةِ‪.‬‬ ‫ظ ِه َ‬ ‫ب َو َال َ‬ ‫اث َك ْاْلَدَ ِ‬ ‫ير َ‬
‫ِم َ‬
‫علَى َما ت َ ْك َرهُ‬ ‫صب ٌْر َ‬
‫ان َ‬ ‫صب َْر ِ‬ ‫‪َ -55‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ال ه‬
‫صب ُْر َ‬
‫ب‪.‬‬‫ع هما ت ُ ِح ُّ‬
‫صب ٌْر َ‬
‫َو َ‬
‫ط ٌن َو ْالفَ ْق ُر فِي‬
‫‪َ -56‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِغنَى فِي ْالغُ ْربَ ِة َو َ‬
‫غ ْربَةٌ‪.‬‬ ‫ْال َو َ‬
‫ط ِن ُ‬
‫‪َ -57‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬القَنَا َ‬
‫عةُ َما ٌل َال يَ ْنفَدُ‪.‬‬
‫قال الرضي‪ :‬و قد روي هذا الكالم عن النبي (صلى هللا عليه‬
‫وآله )‪.‬‬
‫‪َ -58‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َما ُل َمادهة ُ ال ه‬
‫ش َه َواتِ‪.‬‬
‫‪َ -59‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َحذه َر َك َك َم ْن بَ ه‬
‫ش َر َك‪.‬‬
‫ع ْنهُ َ‬
‫عقَ َر‪.‬‬ ‫سبُ ٌع ِإ ْن ُخ ِلّ َ‬
‫ي َ‬ ‫س ُ‬
‫ان َ‬ ‫اللّ َ‬
‫‪َ -60‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬‬
‫ب ُح ْل َوة ُ الله ْسبَ ِة‪.‬‬ ‫‪َ -61‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َم ْرأَة ُ َ‬
‫ع ْق َر ٌ‬
‫سنَ ِم ْن َها‬ ‫ي ِ ِبأ َ ْح َ‬ ‫‪َ -62‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا ُح ِيّ َ‬
‫يت ِبتَ ِحيه ٍة فَ َح ّ‬
‫ض ُل َم َع ذَ ِل َك‬ ‫علَ ْي َها َو ْالفَ ْ‬ ‫َو ِإذَا أ ُ ْس ِديَ ْ‬
‫ت ِإلَي َْك يَدٌ فَ َكافِئْ َها ِب َما يُ ْر ِبي َ‬
‫ِل ْلبَاد ِ‬
‫ِئ‪.‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ش ِفي ُع َجنَا ُح ه‬
‫الطا ِل ِ‬ ‫‪َ -63‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ال ه‬
‫ار ِب ِه ْم َو ُه ْم‬
‫س ُ‬ ‫‪َ -64‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ ْه ُل الدُّ ْنيَا َك َر ْك ٍ‬
‫ب يُ َ‬
‫ِنيَا ٌم‪.‬‬
‫غ ْربَةٌ‪.‬‬
‫‪َ -65‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فَ ْقدُ ْاْل َ ِحبه ِة ُ‬
‫‪َ -66‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فَ ْوتُ ْال َحا َج ِة أَ ْه َو ُن ِم ْن َ‬
‫طلَ ِب َها ِإلَى‬
‫غي ِْر أ َ ْه ِل َها‪.‬‬
‫َ‬
‫اء ْالقَ ِلي ِل فَإِ هن‬
‫ط ِ‬‫ح ِم ْن ِإ ْع َ‬
‫‪َ -67‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال ت َ ْست َ ِ‬
‫ْال ِح ْر َمانَ أَقَ ُّل ِم ْنهُ‪.‬‬
‫اف ِزينَةُ ْالفَ ْق ِر َوال ُّ‬
‫ش ْك ُر ِزينَةُ‬ ‫‪َ -68‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬العَفَ ُ‬
‫ْال ِغنَى‪.‬‬
‫‪َ -69‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا لَ ْم يَ ُك ْن َما ت ُ ِريدُ فَ َال تُبَ ْل َما ُك ْن َ‬
‫ت‪.‬‬
‫‪َ -70‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال ت َ َرى ْال َجا ِه َل ِإ هال ُم ْف ِرطا ً أ َ ْو‬
‫ُمفَ ِ ّرطاً‪.‬‬
‫ص ْال َك َال ُم‪.‬‬
‫‪َ -71‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا تَ هم ْالعَ ْق ُل نَقَ َ‬
‫‪َ -72‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬الده ْه ُر يُ ْخ ِل ُق ْاْل َ ْبدَانَ َويُ َج ِدّدُ ْاآل َما َل‬
‫ب َو َم ْن فَاتَهُ‬ ‫َص َ‬‫ظ ِف َر ِب ِه ن ِ‬ ‫ب ْال َمنِيهةَ َويُبَا ِعدُ ْاْل ُ ْمنِيهةَ َم ْن َ‬ ‫َويُقَ ِ ّر ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫تَ ِع َ‬
‫اس ِإ َماما ً فَ ْليَ ْبدَأْ‬ ‫سهُ ِللنه ِ‬‫ب نَ ْف َ‬ ‫ص َ‬ ‫‪َ -73‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن نَ َ‬
‫ِيرتِ ِه قَ ْب َل تَأْدِي ِب ِه‬ ‫غي ِْر ِه َو ْليَ ُك ْن تَأْدِيبُهُ ِبس َ‬ ‫ِبت َ ْع ِل ِيم نَ ْف ِس ِه قَ ْب َل ت َ ْع ِل ِيم َ‬
‫سانِ ِه َو ُمعَ ِلّ ُم‬‫ِب ِل َ‬
‫اس َو ُم َؤ ِدّ ِب ِه ْم‪.‬‬ ‫اْل ْج َال ِل ِم ْن ُمعَ ِلّ ِم النه ِ‬‫نَ ْف ِس ِه َو ُم َؤ ِدّبُ َها أَ َح ُّق ِب ْ ِ‬
‫طاهُ ِإلَى أَ َج ِل ِه‪.‬‬ ‫س ْال َم ْر ِء ُخ َ‬ ‫‪َ -74‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬نَفَ ُ‬
‫ض َو ُك ُّل ُمتَ َوقه ٍع آتٍ‪.‬‬
‫‪َ -75‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ك ُّل َم ْعدُو ٍد ُم ْنقَ ٍ‬
‫ت ا ْعت ُ ِب َر ِ‬
‫آخ ُر َها‬ ‫‪َ -76‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ْاْل ُ ُم َ‬
‫ور ِإذَا ا ْشتَبَ َه ْ‬
‫ِبأ َ هو ِل َها‪.‬‬
‫علَى‬ ‫ي ِ ِع ْندَ دُ ُخو ِل ِه َ‬ ‫ضبَا ِئ ّ‬ ‫ض َر ِار ب ِْن َح ْمزَ ة َ ال ه‬ ‫‪َ -77‬و ِم ْن َخبَ ِر ِ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ (عليه السالم) َوقَا َل‬ ‫ع ْن أ َ ِم ِ‬
‫ُمعَا ِويَةَ َو َم ْسأَلَتِ ِه لَهُ َ‬
‫سدُولَهُ َو ُه َو‬ ‫ض َم َوا ِق ِف ِه َوقَ ْد أَ ْرخَى الله ْي ُل ُ‬ ‫فَأ َ ْش َهدُ لَقَ ْد َرأ َ ْيتُهُ ِفي بَ ْع ِ‬
‫س ِل ِيم َويَ ْب ِكي‬ ‫علَى ِل ْحيَتِ ِه يَتَ َم ْل َم ُل تَ َم ْل ُم َل ال ه‬ ‫ض َ‬ ‫قَائِ ٌم فِي ِم ْح َرا ِب ِه قَا ِب ٌ‬
‫ت أ َ ْم‬
‫ض ِ‬ ‫ع ِنّي أ َ ِبي تَعَ هر ْ‬ ‫ين َويَقُو ُل‪ :‬يَا دُ ْنيَا يَا دُ ْنيَا ِإلَي ِْك َ‬ ‫بُ َكا َء ْال َح ِز ِ‬
‫غي ِْري َال َحا َجةَ ِلي‬ ‫غ ِ ّري َ‬ ‫ات ُ‬ ‫ت َال َحانَ ِحينُ ِك َه ْي َه َ‬ ‫ي تَش هَو ْق ِ‬ ‫ِإلَ ه‬
‫ط ُر ِك‬‫ير َو َخ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ش ِك قَ ِ‬ ‫طله ْقت ُ ِك ث َ َالثا ً َال َر ْجعَةَ فِي َها فَعَ ْي ُ‬ ‫يك قَ ْد َ‬ ‫فِ ِ‬
‫سفَ ِر‬‫ق َوبُ ْع ِد ال ه‬ ‫طو ِل ه‬
‫الط ِري ِ‬ ‫الزا ِد َو ُ‬ ‫ير آ ِه ِم ْن قِله ِة ه‬ ‫ِير َوأ َ َملُ ِك َح ِق ٌ‬ ‫يَس ٌ‬
‫ع ِظ ِيم ْال َم ْو ِردِ‪.‬‬ ‫َو َ‬
‫سأَلَهُ أَ‬ ‫ي ِ لَ هما َ‬ ‫ام ّ‬ ‫سائِ ِل ال ه‬
‫ش ِ‬ ‫‪َ -78‬و ِم ْن َك َال ٍم لَهُ (عليه السالم) ِلل ه‬
‫ط ِوي ٍل‬ ‫َّللاِ َوقَدَ ٍر بَ ْعدَ َك َال ٍم َ‬ ‫ضاءٍ ِمنَ ه‬ ‫ش ِام ِبقَ َ‬ ‫ِيرنَا ِإلَى ال ه‬ ‫َكانَ َمس ُ‬
‫ضا ًء َال ِزما ً َوقَدَرا ً َحاتِما ً لَ ْو‬ ‫ت قَ َ‬ ‫ظنَ ْن َ‬‫ارهُ‪َ :‬و ْي َح َك لَعَله َك َ‬ ‫َهذَا ُم ْخت َ ُ‬
‫ط ْال َو ْعدُ َو ْال َو ِعيدُ ِإ هن‬ ‫سق َ َ‬
‫اب َو َ‬ ‫اب َو ْال ِعقَ ُ‬ ‫ط َل الث ه َو ُ‬ ‫َكانَ ذَ ِل َك َكذَ ِل َك لَبَ َ‬
‫ف يَسِيرا ً َولَ ْم‬ ‫س ْب َحانَهُ أ َ َم َر ِعبَادَهُ ت َ ْخ ِييرا ً َونَ َها ُه ْم ت َ ْحذِيرا ً َو َكله َ‬ ‫َّللاَ ُ‬ ‫ه‬
‫ص َم ْغلُوبا ً َولَ ْم‬ ‫علَى ْالقَ ِلي ِل َكثِيرا ً َولَ ْم يُ ْع َ‬ ‫طى َ‬ ‫عسِيرا ً َوأَ ْع َ‬ ‫ف َ‬ ‫يُ َك ِلّ ْ‬
‫عبَثا ً‬ ‫ب ِل ْل ِعبَا ِد َ‬ ‫ط ْع ُم ْك ِرها ً َولَ ْم يُ ْر ِس ِل ْاْل َ ْن ِبيَا َء لَ ِعبا ً َولَ ْم يُ ْن ِز ِل ْال ُكت ُ َ‬ ‫يُ َ‬
‫ظ ُّن الهذِينَ‬ ‫اط ًال ذ ِل َك َ‬ ‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما بَ ِ‬ ‫ت َو ْاْل َ ْر َ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫َو َال َخلَقَ ال ه‬
‫َكفَ ُروا فَ َو ْي ٌل ِللهذِينَ َكفَ ُروا ِمنَ النه ِ‬
‫ار‪.‬‬
‫َت فَإِ هن ْال ِح ْك َمةَ‬ ‫‪َ -79‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬خ ِذ ْال ِح ْك َمةَ أَنهى َكان ْ‬
‫ص ْد ِر ِه َحتهى تَ ْخ ُر َج فَتَ ْس ُكنَ‬ ‫ق فَتَلَ ْجلَ ُج فِي َ‬ ‫ص ْد ِر ْال ُمنَافِ ِ‬ ‫ون فِي َ‬ ‫ت َ ُك ُ‬
‫ص ْد ِر ْال ُمؤْ ِم ِن‪.‬‬ ‫اح ِب َها ِفي َ‬ ‫ص َو ِ‬ ‫ِإلَى َ‬
‫ضالهةُ ْال ُمؤْ ِم ِن فَ ُخ ِذ ْال ِح ْك َمةَ‬ ‫‪َ -80‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِح ْك َمةُ َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫َولَ ْو ِم ْن أ َ ْه ِل ال ِنّفَا ِ‬
‫ئ َما يُ ْح ِسنُهُ‪.‬‬ ‫‪َ -81‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قِي َمةُ ُك ِّل ْام ِر ٍ‬
‫قال الرضي‪ :‬و هي الكلمة التي ال تصاب لها قيمة و ال توزن‬
‫بها حكمة و ال تقرن إليها كلمة‪.‬‬
‫ض َر ْبت ُ ْم ِإلَ ْي َها‬‫وصي ُك ْم ِبخ َْم ٍس لَ ْو َ‬ ‫‪َ -82‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ ُ ِ‬
‫َت ِلذَ ِل َك أ َ ْه ًال َال يَ ْر ُج َو هن أ َ َحدٌ ِم ْن ُك ْم ِإ هال َربههُ َو َال‬ ‫اْل ِب ِل لَ َكان ْ‬‫ط ِْ‬ ‫آبَا َ‬
‫ع هما َال يَ ْعلَ ُم أ َ ْن‬ ‫س ِئ َل َ‬ ‫يَخَافَ هن ِإ هال ذَ ْنبَهُ َو َال يَ ْست َ ِحيَ هن أ َ َحدٌ ِم ْن ُك ْم ِإذَا ُ‬
‫ش ْي َء أَ ْن يَتَعَله َمهُ‬ ‫يَقُو َل َال أ َ ْعلَ ُم َو َال يَ ْست َ ِحيَ هن أ َ َحدٌ ِإذَا لَ ْم يَ ْعلَ ِم ال ه‬
‫الرأْ ِس ِمنَ ْال َج َ‬
‫س ِد َو َال‬ ‫ان َك ه‬‫اْلي َم ِ‬‫صب َْر ِمنَ ْ ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِبال ه‬
‫صب ِْر فَإِ هن ال ه‬ ‫َو َ‬
‫ان َال َ‬
‫صب َْر َمعَهُ‪.‬‬ ‫س َمعَهُ َو َال ِفي ِإي َم ٍ‬ ‫س ٍد َال َرأْ َ‬ ‫َخي َْر ِفي َج َ‬
‫علَ ْي ِه َو َكانَ لَهُ‬ ‫ط ِفي الثهن ِ‬
‫َاء َ‬ ‫‪َ -83‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل َر ُج ٍل أ َ ْف َر َ‬
‫ُمت ه ِهما ً أَنَا دُونَ َما تَقُو ُل َوفَ ْوقَ َما فِي نَ ْفس َ‬
‫ِك‪.‬‬
‫عدَدا ً َوأَ ْكث َ ُر َولَداً‪.‬‬
‫ْف أ َ ْبقَى َ‬ ‫‪َ -84‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬بَ ِقيهةُ ال ه‬
‫سي ِ‬
‫ت‬‫صيب َ ْ‬ ‫‪َ -85‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن ت َ َر َك قَ ْو َل َال أَ ْد ِري أ ُ ِ‬
‫َمقَاتِلُهُ‪.‬‬
‫ي ِم ْن َجلَ ِد ْالغُ َال ِم‬‫ب ِإلَ ه‬ ‫ْخ أَ َح ُّ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ي‬‫ُ‬ ‫‪َ -86‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬رأْ‬
‫ِ‬
‫ي ِم ْن َم ْش َه ِد ْالغُ َال ِم‪.‬‬
‫َو ُر ِو َ‬
‫ط َو َمعَهُ ِاال ْستِ ْغفَ ُ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ع ِجبْتُ ِل َم ْن يَ ْقنَ ُ‬‫‪َ -87‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ي ٍ ْالبَاقِ ُر (عليه‬ ‫ع ْنهُ أَبُو َج ْعفَ ٍر ُم َح همدُ ب ُْن َ‬
‫ع ِل ّ‬ ‫‪َ -88‬و َح َكى َ‬
‫السالم) أَنههُ قَا َل‪:‬‬
‫َّللاِ َوقَ ْد ُرفِ َع أ َ َحدُ ُه َما فَدُونَ ُك ُم‬ ‫ب ه‬ ‫عذَا ِ‬
‫َان ِم ْن َ‬ ‫ض أ َ َمان ِ‬ ‫َكانَ فِي ْاْل َ ْر ِ‬
‫َّللاِ (صلى‬ ‫سو ُل ه‬ ‫ان الهذِي ُر ِف َع فَ ُه َو َر ُ‬ ‫س ُكوا ِب ِه أ َ هما ْاْل َ َم ُ‬ ‫ْاآلخ ََر فَت َ َم ه‬
‫َّللاُ تَعَالَى‬
‫ار قَا َل ه‬ ‫ان ْالبَاقِي فَ ِاال ْستِ ْغفَ ُ‬
‫هللا عليه وآله) َوأَ هما ْاْل َ َم ُ‬
‫َّللاُ ُمعَ ِذّبَ ُه ْم َو ُه ْم‬
‫ت ِفي ِه ْم َوما كانَ ه‬ ‫َّللاُ ِليُعَ ِذّبَ ُه ْم َوأ َ ْن َ‬
‫َوما كانَ ه‬
‫يَ ْست َ ْغ ِف ُرونَ ‪.‬‬
‫قال الرضي‪ :‬و هذا من محاسن االستخراج و لطائف‬
‫االستنباط‪.‬‬
‫صلَ َح‬ ‫َّللاِ أَ ْ‬
‫صلَ َح َما بَ ْينَهُ َوبَيْنَ ه‬ ‫‪َ -89‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أَ ْ‬
‫َّللاُ لَهُ‬
‫صلَ َح ه‬ ‫آخ َر ِت ِه أَ ْ‬ ‫صلَ َح أ َ ْم َر ِ‬
‫اس َو َم ْن أ َ ْ‬ ‫َّللاُ َما بَ ْينَهُ َوبَيْنَ النه ِ‬
‫ه‬
‫َّللاِ َحافِ ٌ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫علَ ْي ِه ِمنَ ه‬ ‫ظ َكانَ َ‬ ‫أ َ ْم َر دُ ْنيَاهُ َو َم ْن َكانَ لَهُ ِم ْن نَ ْف ِس ِه َوا ِع ٌ‬

‫اس‬‫‪َ -90‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬الفَ ِقيهُ ُك ُّل ْالفَ ِقي ِه َم ْن لَ ْم يُقَ ِنّ ِط النه َ‬
‫َّللاِ َولَ ْم يُؤْ ِم ْن ُه ْم ِم ْن َم ْك ِر‬
‫ح ه‬ ‫َّللاِ َولَ ْم يُؤْ ِي ْس ُه ْم ِم ْن َر ْو ِ‬
‫ِم ْن َر ْح َم ِة ه‬
‫ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬
‫‪َ -91‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن َه ِذ ِه ْالقُلُ َ‬
‫وب تَ َم ُّل َك َما تَ َم ُّل ْاْل َ ْبدَ ُ‬
‫ان‬
‫ف ْال ِح َك ِم‪.‬‬ ‫فَا ْبتَغُوا لَ َها َ‬
‫ط َرائِ َ‬
‫ان‬
‫س ِ‬ ‫اللّ َ‬
‫علَى ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ض ُع ْال ِع ْل ِم َما ُوقِ َ‬
‫‪َ -92‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْو َ‬
‫ظ َه َر ِفي ْال َج َو ِار ِ‬
‫ح َو ْاْل َ ْر َك ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫َوأ َ ْرفَعُهُ َما َ‬
‫عوذُ ِب َك‬ ‫‪َ -93‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يَقُولَ هن أ َ َحدُ ُك ْم الله ُه هم ِإ ِنّي أَ ُ‬
‫علَى فِتْنَ ٍة َولَ ِك ْن‬ ‫ْس أ َ َحدٌ ِإ هال َو ُه َو ُم ْشتَ ِم ٌل َ‬ ‫ِمنَ ْال ِفتْنَ ِة ِْلَنههُ لَي َ‬
‫س ْب َحانَهُ يَقُو ُل‬ ‫ت ْال ِفتَ ِن فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬ ‫ض هال ِ‬ ‫َم ِن ا ْستَعَاذَ فَ ْليَ ْست َ ِع ْذ ِم ْن ُم ِ‬
‫َوا ْعلَ ُموا أَنهما أ َ ْموالُ ُك ْم َوأ َ ْوالدُ ُك ْم ِفتْنَةٌ َو َم ْعنَى ذَ ِل َك أَنههُ يَ ْختَ ِب ُر ُه ْم‬
‫ي ِب ِق ْس ِم ِه َو ِإ ْن‬ ‫اض َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ط ِل ِر ْزقِ ِه َو ه‬ ‫اخ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ِب ْاْل َ ْم َوا ِل َو ْاْل َ ْو َال ِد ِليَتَبَيهنَ ال ه‬
‫ظ َه َر ْاْل َ ْفعَا ُل اله ِتي ِب َها‬ ‫س ْب َحانَهُ أ َ ْعلَ َم ِب ِه ْم ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َولَ ِك ْن ِلتَ ْ‬
‫َكانَ ُ‬
‫ور َويَ ْك َرهُ‬ ‫ب الذُّ ُك َ‬ ‫اب ِْل َ هن بَ ْع َ‬
‫ض ُه ْم يُ ِح ُّ‬ ‫اب َو ْال ِعقَ ُ‬ ‫يُ ْست َ َح ُّق الث ه َو ُ‬
‫ير ْال َما ِل َويَ ْك َرهُ ا ْن ِث َال َم ْال َحا ِل‪.‬‬ ‫ب تَثْ ِم َ‬ ‫ض ُه ْم يُ ِح ُّ‬ ‫َاث َوبَ ْع َ‬ ‫اْلن َ‬ ‫ِْ‬
‫قال الرضي‪ :‬و هذا من غريب ما سمع منه في التفسير‪.‬‬
‫ْس ْال َخي ُْر أ َ ْن َي ْكث ُ َر َمالُ َك‬
‫ع ِن ْال َخي ِْر َما ُه َو فَقَا َل لَي َ‬ ‫سئِ َل َ‬ ‫‪َ -94‬و ُ‬
‫ظ َم ِح ْل ُم َك َوأ َ ْن‬
‫َو َولَد َُك َولَ ِك هن ْال َخي َْر أ َ ْن يَ ْكث ُ َر ِع ْل ُم َك َوأ َ ْن يَ ْع ُ‬
‫سأ ْ َ‬
‫ت‬ ‫َّللاَ َو ِإ ْن أ َ َ‬
‫ت ه‬ ‫ت َح ِم ْد َ‬‫س ْن َ‬‫اس ِب ِعبَادَةِ َر ِبّ َك فَإِ ْن أَ ْح َ‬‫ي النه َ‬ ‫تُبَا ِه َ‬
‫َّللاَ َو َال َخي َْر ِفي الدُّ ْنيَا ِإ هال ِل َر ُجلَي ِْن َر ُج ٍل أ َ ْذن َ‬
‫َب ذُنُوبا ً‬ ‫ت ه‬ ‫ا ْست َ ْغفَ ْر َ‬
‫ع فِي ْال َخي َْراتِ‪.‬‬ ‫ار ُ‬ ‫ار ُك َها ِبالت ه ْوبَ ِة َو َر ُج ٍل يُ َ‬
‫س ِ‬ ‫فَ ُه َو يَتَدَ َ‬
‫ْف يَ ِق ُّل‬ ‫ع َم ٌل َم َع الت ه ْق َوى َو َكي َ‬ ‫‪َ -95‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يَ ِق ُّل َ‬
‫َما يُتَقَبه ُل‪.‬‬
‫اء أ َ ْعلَ ُم ُه ْم ِب َما‬
‫اس ِب ْاْل َ ْن ِبيَ ِ‬ ‫‪َ -96‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن أَ ْولَى النه ِ‬
‫يم لَلهذِينَ اتهبَعُوهُ َوهذَا‬ ‫اس ِبإِبْرا ِه َ‬ ‫َجا ُءوا ِب ِه ث ُ هم ت َ َال ِإ هن أ َ ْولَى النه ِ‬
‫ع ه‬
‫َّللاَ‬ ‫طا َ‬‫ي ُم َح هم ٍد َم ْن أَ َ‬ ‫ي َوالهذِينَ آ َمنُوا ْاآليَةَ ث ُ هم قَا َل ِإ هن َو ِل ه‬ ‫النه ِب ُّ‬
‫ت‬‫َّللاَ َو ِإ ْن قَ ُربَ ْ‬
‫صى ه‬ ‫ع َ‬ ‫ت لُ ْح َمتُهُ َو ِإ هن َعد هُو ُم َح هم ٍد َم ْن َ‬ ‫َو ِإ ْن بَعُدَ ْ‬
‫قَ َرابَتُهُ‪.‬‬
‫وريه ِة يَتَ َه هجدُ َويَ ْق َرأ ُ‬ ‫س ِم َع (عليه السالم) َر ُج ًال ِمنَ ْال َح ُر ِ‬ ‫‪َ -97‬و َ‬
‫ص َالةٍ فِي ش ٍَّك‪.‬‬ ‫ين َخي ٌْر ِم ْن َ‬ ‫علَى يَ ِق ٍ‬ ‫فَقَا َل ن َْو ٌم َ‬
‫ع ْق َل‬ ‫‪َ -98‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ا ْع ِقلُوا ْال َخبَ َر ِإذَا َ‬
‫س ِم ْعت ُ ُموهُ َ‬
‫عاتَهُ قَ ِلي ٌل‪.‬‬
‫ير َو ُر َ‬ ‫ع ْق َل ِر َوايَ ٍة فَإِ هن ُر َواةَ ْال ِع ْل ِم َك ِث ٌ‬ ‫عايَ ٍة َال َ‬ ‫ِر َ‬
‫راجعُونَ فَقَا َل ِإ هن قَ ْولَنَا‬ ‫س ِم َع َر ُج ًال يَقُو ُل ِإنها ِ هّلِلِ َو ِإنها ِإلَ ْي ِه ِ‬ ‫‪َ -99‬و َ‬
‫راجعُونَ ِإ ْق َر ٌ‬
‫ار‬ ‫علَى أ َ ْنفُ ِسنَا ِب ْال ُم ْل ِك َوقَ ْولَنَا َو ِإنها ِإلَ ْي ِه ِ‬ ‫ار َ‬ ‫ِإنها ِ هّلِلِ ِإ ْق َر ٌ‬
‫علَى أ َ ْنفُ ِسنَا ِب ْال ُه ْل ِك‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪َ -100‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬و َمدَ َحهُ قَ ْو ٌم فِي َو ْج ِه ِه فَقَا َل الله ُه هم‬
‫اجعَ ْلنَا َخيْرا ً‬ ‫ِإنه َك أ َ ْعلَ ُم ِبي ِم ْن نَ ْفسِي َوأَنَا أَ ْعلَ ُم ِبنَ ْفسِي ِم ْن ُه ْم الله ُه هم ْ‬
‫ظنُّونَ َوا ْغ ِف ْر لَنَا َما َال يَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬ ‫ِم هما يَ ُ‬
ُ

ُ
‫‪101- 150‬‬

‫ج ِإ هال ِبثَ َال ٍ‬


‫ث‬ ‫ضا ُء ْال َح َوائِ ِ‬ ‫‪َ -101‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يَ ْست َ ِقي ُم قَ َ‬
‫ظ َه َر َو ِبت َ ْع ِجي ِل َها ِلت َ ْهنُ َؤ‪.‬‬ ‫ام َها ِلت َ ْ‬ ‫ظ َم َو ِبا ْستِ ْكتَ ِ‬ ‫َار َها ِلتَ ْع ُ‬ ‫صغ ِ‬ ‫ِبا ْستِ ْ‬
‫ان َال يُقَ هر ُ‬
‫ب‬ ‫اس زَ َم ٌ‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫‪َ -102‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَأْتِي َ‬
‫ف ِفي ِه ِإ هال‬ ‫ضع ه ُ‬ ‫اج ُر َو َال يُ َ‬ ‫ف ِفي ِه ِإ هال ْالفَ ِ‬ ‫ظ هر ُ‬ ‫اح ُل َو َال يُ َ‬ ‫ِفي ِه ِإ هال ْال َم ِ‬
‫الر ِح ِم َمنّا ً َو ْال ِعبَادَة َ‬ ‫صلَةَ ه‬ ‫غ ْرما ً َو ِ‬ ‫صدَقَةَ فِي ِه ُ‬ ‫ف يَعُدُّونَ ال ه‬ ‫ص ُ‬ ‫ْال ُم ْن ِ‬
‫اء‬
‫س ِ‬ ‫ور ِة ال ِنّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ان ِب َم ُ‬‫ط ُ‬ ‫س ْل َ‬
‫ون ال ُّ‬ ‫اس فَ ِع ْندَ ذَ ِل َك يَ ُك ُ‬ ‫طالَةً َعلَى النه ِ‬ ‫ا ْس ِت َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫صي َ ِ‬‫ير ْال ِخ ْ‬ ‫ان َوت َ ْد ِب ِ‬‫ص ْبيَ ِ‬ ‫ارةِ ال ِ ّ‬ ‫َو ِإ َم َ‬
‫ع فَ ِقي َل لَهُ فِي ذَ ِل َك فَقَا َل‪:‬‬ ‫ار َخلَ ٌق َم ْرقُو ٌ‬ ‫علَ ْي ِه ِإزَ ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫‪َ -103‬و ُرئِ َ‬
‫س َو َي ْقتَدِي ِب ِه ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِإ هن الدُّ ْنيَا‬ ‫ب َوت َ ِذ ُّل ِب ِه النه ْف ُ‬ ‫ش ُع لَهُ ْالقَ ْل ُ‬ ‫يَ ْخ َ‬
‫ب الدُّ ْنيَا‬ ‫ان فَ َم ْن أ َ َح ه‬ ‫يال ِن ُم ْختَ ِلفَ ِ‬ ‫س ِب َ‬ ‫ان َو َ‬ ‫ان ُمتَفَا ِوتَ ِ‬ ‫عد هُو ِ‬ ‫َو ْاآل ِخ َرة َ َ‬
‫ق‬‫عادَا َها َو ُه َما ِب َم ْن ِزلَ ِة ْال َم ْش ِر ِ‬ ‫َض ْاآل ِخ َرةَ َو َ‬ ‫َوت َ َو هال َها أ َ ْبغ َ‬
‫اح ٍد بَعُدَ ِمنَ ْاآلخ َِر‬ ‫ب ِم ْن َو ِ‬ ‫اش بَ ْينَ ُه َما ُكله َما قَ ُر َ‬ ‫ب َو َم ٍ‬ ‫َو ْال َم ْغ ِر ِ‬
‫ض هرت َ ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫َو ُه َما بَ ْعدُ َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ (عليه‬ ‫يِ‪ ،‬قَا َل‪َ :‬رأَيْتُ أ َ ِم َ‬ ‫ع ْن ن َْوفٍ ْالبَ َكا ِل ّ‬ ‫‪َ -104‬و َ‬
‫وم‪ ،‬فَقَا َل‬ ‫ظ َر فِي النُّ ُج ِ‬ ‫ات لَ ْيلَ ٍة َوقَ ْد خ ََر َج ِم ْن فِ َرا ِش ِه فَنَ َ‬ ‫السالم) ذَ َ‬
‫ت أَ ْم َر ِام ٌق‪ ،‬فَقُ ْلتُ بَ ْل َر ِام ٌق‪ ،‬قَا َل‪ :‬يَا‬ ‫ف أَ َراقِدٌ أ َ ْن َ‬ ‫ِلي‪ :‬يَا ن َْو ُ‬
‫الرا ِغ ِبينَ فِي ْاآل ِخ َرةِ أُولَ ِئ َك‬ ‫لزا ِهدِينَ فِي الدُّ ْنيَا ه‬ ‫طوبَى ِل ه‬ ‫ف ُ‬ ‫ن َْو ُ‬
‫ساطا ً َوت ُ َرابَ َها ِف َراشا ً َو َما َء َها ِطيبا ً‬ ‫ض ِب َ‬ ‫قَ ْو ٌم ات ه َخذُوا ْاْل َ ْر َ‬
‫علَى‬ ‫ضوا الدُّ ْنيَا قَ ْرضا ً َ‬ ‫عا َء ِدثَارا ً ث ُ هم قَ َر ُ‬ ‫َو ْالقُ ْرآنَ ِشعَارا ً َوالدُّ َ‬
‫ام ِفي ِمثْ ِل َه ِذ ِه‬ ‫ف ِإ هن دَ ُاودَ (عليه السالم) قَ َ‬ ‫ِيح يَا ن َْو ُ‬ ‫اج ْال َمس ِ‬ ‫ِم ْن َه ِ‬
‫ع ْبدٌ ِإ هال‬‫عو فِي َها َ‬ ‫عةٌ َال يَ ْد ُ‬ ‫ع ِة ِمنَ الله ْي ِل فَقَا َل ِإنه َها لَ َ‬
‫سا َ‬ ‫سا َ‬ ‫ال ه‬
‫ش ْر ِطيّا ً أ َ ْو‬‫ع ِريفا ً أَ ْو ُ‬‫شارا ً أَ ْو َ‬ ‫يب لَهُ ِإ هال أَ ْن يَ ُكونَ َ‬
‫ع ه‬ ‫ا ْست ُ ِج َ‬
‫ي‬‫ب َك ْوبَ ٍة ـ َو ِه َ‬ ‫اح َ‬‫ص ِ‬ ‫ور ـ أ َ ْو َ‬ ‫ي ُّ‬
‫الط ْنبُ ُ‬ ‫طبَ ٍة ـ َو ِه َ‬ ‫ع ْر َ‬‫ب َ‬ ‫اح َ‬‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫ور ـ‪.‬‬ ‫الط ْب ُل َو ْال َك ْوبَةَ ُّ‬
‫الط ْنبُ ُ‬ ‫طبَةَ ه‬ ‫الط ْب ُل‪َ ،‬وقَ ْد ِقي َل أَيْضا ً ِإ هن ْالعَ ْر َ‬ ‫ه‬

‫ض فَ َال‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَ َرا ِئ َ‬‫ض َ‬ ‫َّللاَ ا ْفت َ َر َ‬


‫‪َ -105‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ه‬
‫ع ْن أ َ ْشيَا َء فَ َال‬ ‫ض ِيّعُو َها َو َحده لَ ُك ْم ُحدُودا ً فَ َال ت َ ْعتَدُو َها َونَ َها ُك ْم َ‬ ‫تُ َ‬
‫ع ْن أ َ ْشيَا َء َولَ ْم يَدَ ْع َها نِ ْسيَانا ً فَ َال تَتَ َكلهفُو َها‪.‬‬ ‫ت لَ ُك ْم َ‬ ‫س َك َ‬ ‫ت َ ْنت َ ِه ُكو َها َو َ‬
‫شيْئا ً ِم ْن أَ ْم ِر دِينِ ِه ْم‬ ‫اس َ‬ ‫‪َ -106‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يَتْ ُر ُك النه ُ‬
‫ض ُّر ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم َما ُه َو أ َ َ‬ ‫ح دُ ْنيَا ُه ْم ِإ هال فَت َ َح ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ص َال ِ‬ ‫ِال ْس ِت ْ‬
‫عا ِل ٍم قَ ْد قَتَلَهُ َج ْهلُهُ َو ِع ْل ُمهُ َمعَهُ‬ ‫‪َ -107‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ر ه‬
‫ب َ‬
‫َال يَ ْنفَعُهُ‪.‬‬
‫ضعَةٌ‬ ‫ان بَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫اط َهذَا ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬ ‫ع ِلّقَ ِبنِيَ ِ‬‫‪َ -108‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَقَ ْد ُ‬
‫ب َوذَ ِل َك أَ هن لَهُ َم َواده ِمنَ ْال ِح ْك َم ِة‬ ‫ب َما فِي ِه َوذَ ِل َك ْالقَ ْل ُ‬ ‫ي أ َ ْع َج ُ‬ ‫ِه َ‬
‫الط َم ُع َو ِإ ْن َها َج‬ ‫الر َجا ُء أَذَلههُ ه‬ ‫سنَ َح لَهُ ه‬ ‫ضدَادا ً ِم ْن ِخ َال ِف َها فَإِ ْن َ‬ ‫َوأ َ ْ‬
‫ف َو ِإ ْن‬ ‫س ُ‬ ‫س قَتَلَهُ ْاْل َ َ‬ ‫ص َو ِإ ْن َملَ َكهُ ْاليَأ ْ ُ‬ ‫الط َم ُع أ َ ْهلَ َكهُ ْال ِح ْر ُ‬
‫ِب ِه ه‬
‫ِي‬
‫ضى نَس َ‬ ‫الر َ‬ ‫ظ َو ِإ ْن أَ ْسعَدَهُ ِ ّ‬ ‫ب ا ْشتَده ِب ِه ْالغَ ْي ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ض لَهُ ْالغَ َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫َ‬
‫س َع لَهُ ْاْل َ ْم ُر‬ ‫شغَلَهُ ْال َحذَ ُر َو ِإ ِن ات ه َ‬ ‫ف َ‬ ‫ظ َو ِإ ْن غَالَهُ ْالخ َْو ُ‬ ‫الت ه َحفُّ َ‬
‫صيبَةٌ‬ ‫صابَتْهُ ُم ِ‬ ‫طغَاهُ ْال ِغنَى َو ِإ ْن أَ َ‬ ‫ا ْستَلَبَتْهُ ْال ِغ هرة ُ َو ِإ ْن أَفَادَ َم ًاال أ َ ْ‬
‫شغَلَهُ ْالبَ َال ُء َو ِإ ْن َج َهدَهُ ْال ُجو ُ‬
‫ع‬ ‫ضتْهُ ْالفَاقَةُ َ‬ ‫ع ه‬ ‫ع َو ِإ ْن َ‬ ‫ض َحهُ ْال َجزَ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ير‬
‫ص ٍ‬ ‫طنَةُ فَ ُك ُّل تَ ْق ِ‬ ‫ظتْهُ ْال ِب ْ‬‫شبَ ُع َك ه‬ ‫ط ِب ِه ال ِ ّ‬‫ف َو ِإ ْن أ َ ْف َر َ‬ ‫قَعَدَ ِب ِه ال ه‬
‫ض ْع ُ‬
‫ض ٌّر َو ُك ُّل ِإ ْف َراطٍ لَهُ ُم ْف ِسدٌ‪.‬‬ ‫ِب ِه ُم ِ‬
‫طى ِب َها يَ ْل َح ُق‬‫‪َ -109‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ن َْح ُن النُّ ْم ُرقَةُ ْال ُو ْس َ‬
‫التها ِلي َو ِإلَ ْي َها يَ ْر ِج ُع ْالغَا ِلي‪.‬‬
‫س ْب َحانَهُ ِإ هال َم ْن َال‬ ‫‪َ -110‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يُ ِقي ُم أ َ ْم َر ه‬
‫َّللاِ ُ‬
‫ام َع‪.‬‬ ‫ط ِ‬‫ع َو َال يَت ه ِب ُع ْال َم َ‬
‫ار ُ‬
‫ض ِ‬ ‫صانِ ُع َو َال يُ َ‬ ‫يُ َ‬
‫س ْه ُل ب ُْن ُحنَيْفٍ‬
‫ي َ‬‫‪َ -111‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد ت ُ ُو ِفّ َ‬
‫ص ِفّينَ َو َكانَ أَ َح ه‬
‫ب‬ ‫ي ِب ْال ُكوفَ ِة بَ ْعدَ َم ْر ِج ِع ِه َمعَهُ ِم ْن ِ‬‫ار ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْاْل َ ْن َ‬
‫اس ِإلَ ْي ِه‪:‬‬‫النه ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫لَ ْو أ َ َحبهنِي َجبَ ٌل لَتَ َهافَ َ‬
‫معنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه و ال‬
‫يفعل ذلك إال باْلتقياء اْلبرار و المصطفين اْلخيار‪ ،‬و هذا‬
‫مثل قوله (عليه السالم)‪:‬‬
‫ت فَ ْليَ ْست َ ِعده ِل ْلفَ ْق ِر ِج ْلبَاباً‪.‬‬
‫‪َ -112‬م ْن أ َ َحبهنَا أ َ ْه َل ْالبَ ْي ِ‬
‫وقد يؤول ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره‪.‬‬
‫‪َ -113‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال َما َل أَع َْودُ ِمنَ ْالعَ ْق ِل َو َال َو ْحدَةَ‬
‫ير َو َال َك َر َم َكالت ه ْق َوى َو َال‬ ‫ع ْق َل َكالت ه ْد ِب ِ‬ ‫ب َو َال َ‬ ‫ش ِمنَ ْالعُ ْج ِ‬ ‫أ َ ْو َح ُ‬
‫ق َو َال‬ ‫ب َو َال قَا ِئدَ َكالت ه ْو ِفي ِ‬ ‫اث َك ْاْلَدَ ِ‬ ‫ير َ‬‫ق َو َال ِم َ‬ ‫قَ ِرينَ َك ُح ْس ِن ْال ُخلُ ِ‬
‫ع َك ْال ُوقُ ِ‬
‫وف‬ ‫ب َو َال َو َر َ‬ ‫ح َو َال ِر ْب َح َكالث ه َوا ِ‬ ‫صا ِل ِ‬‫ارة َ َك ْالعَ َم ِل ال ه‬ ‫تِ َج َ‬
‫الز ْه ِد ِفي ْال َح َر ِام َو َال ِع ْل َم َكالتهفَ ُّك ِر َو َال‬ ‫ش ْب َه ِة َو َال ُز ْهدَ َك ُّ‬ ‫ِع ْندَ ال ُّ‬
‫ب‬‫س َ‬ ‫صب ِْر َو َال َح َ‬ ‫اء َوال ه‬ ‫ض َو َال ِإي َمانَ َك ْال َحيَ ِ‬ ‫اء ْالفَ َرائِ ِ‬ ‫ِعبَادَة َ َكأَدَ ِ‬
‫ظا َه َرةَ أ َ ْوث َ ُق‬ ‫ف َك ْال ِع ْل ِم َو َال ِع هز َك ْال ِح ْل ِم َو َال ُم َ‬ ‫ض ِع َو َال ش ََر َ‬ ‫َكالت ه َوا ُ‬
‫ِمنَ ْال ُمش َ‬
‫َاو َرةِ‪.‬‬
‫ان‬
‫الز َم ِ‬ ‫علَى ه‬ ‫ص َال ُح َ‬ ‫‪َ -114‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا ا ْست َ ْولَى ال ه‬
‫ظلَ َم‬ ‫ظ َه ْر ِم ْنهُ َح ْوبَةٌ فَقَ ْد َ‬ ‫الظ هن ِب َر ُج ٍل لَ ْم تَ ْ‬‫سا َء َر ُج ٌل ه‬ ‫َوأ َ ْه ِل ِه ث ُ هم أ َ َ‬
‫سنَ َر ُج ٌل ه‬
‫الظ هن‬ ‫ان َوأَ ْه ِل ِه فَأ َ ْح َ‬ ‫علَى ه‬
‫الز َم ِ‬ ‫سادُ َ‬ ‫َو ِإذَا ا ْستَ ْولَى ْالفَ َ‬
‫ِب َر ُج ٍل فَقَ ْد غ هَر َر‪.‬‬
‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ‬
‫ْف ن َِجد َُك يَا أ َ ِم َ‬ ‫‪َ -115‬و ِقي َل لَهُ (عليه السالم) َكي َ‬
‫ون َحا ُل َم ْن يَ ْفنَى ِببَقَائِ ِه َويَ ْسقَ ُم‬ ‫ْف يَ ُك ُ‬ ‫فَقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬كي َ‬
‫ص هحتِ ِه َويُؤْ تَى ِم ْن َمأ ْ َمنِ ِه‪.‬‬ ‫ِب ِ‬
‫ان ِإلَ ْي ِه‬
‫س ِ‬ ‫ج ِب ْ ِ‬
‫اْل ْح َ‬ ‫‪َ -116‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ك ْم ِم ْن ُم ْستَ ْد َر ٍ‬
‫ون ِب ُح ْس ِن ْالقَ ْو ِل ِفي ِه َو َما ا ْبتَلَى ه‬
‫َّللاُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َم ْفت ُ ٍ‬ ‫ستْ ِر َ‬ ‫ور ِبال ه‬ ‫َو َم ْغ ُر ٍ‬
‫أ َ َحدا ً ِب ِمثْ ِل ْ ِ‬
‫اْل ْم َال ِء لَهُ‪.‬‬
‫ب غَا ٍل‬ ‫ي َر ُج َال ِن ُم ِح ٌّ‬‫‪َ -117‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬هلَ َك فِ ه‬
‫ض قَا ٍل‪.‬‬‫َو ُم ْب ِغ ٌ‬
‫صةٌ‪.‬‬ ‫غ ه‬ ‫ص ِة ُ‬‫عةُ ْالفُ ْر َ‬
‫ضا َ‬ ‫‪َ -118‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ َ‬
‫‪َ -119‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬مث َ ُل الدُّ ْنيَا َك َمثَ ِل ْال َحيه ِة لَ ِيّ ٌن َم ُّ‬
‫س َها‬
‫س ُّم النها ِق ُع ِفي َج ْو ِف َها يَ ْه ِوي ِإلَ ْي َها ْال ِغ ُّر ْال َجا ِه ُل َو َي ْحذَ ُر َها ذُو‬ ‫َوال ه‬
‫ب ْالعَاقِ ُل‪.‬‬‫اللُّ ّ ِ‬
‫ع ْن قُ َري ٍْش فَقَا َل أَ هما بَنُو‬ ‫سئِ َل (عليه السالم) َ‬ ‫‪َ -120‬و ُ‬
‫ِيث ِر َجا ِل ِه ْم َوال ِنّ َكا َح فِي‬ ‫ب َحد َ‬ ‫وم فَ َر ْي َحانَةُ قُ َري ٍْش نُ ِح ُّ‬
‫َم ْخ ُز ٍ‬
‫ع ْب ِد ش َْم ٍس فَأ َ ْبعَدُ َها َرأْيا ً َوأَ ْمنَعُ َها ِل َما َو َرا َء‬
‫سائِ ِه ْم َوأ َ هما بَنُو َ‬ ‫نِ َ‬
‫ت‬‫ور َها َوأ َ هما ن َْح ُن فَأ َ ْبذَ ُل ِل َما فِي أَ ْيدِينَا َوأَ ْس َم ُح ِع ْندَ ْال َم ْو ِ‬ ‫ظ ُه ِ‬‫ُ‬
‫صبَ ُح‪.‬‬‫ص ُح َوأَ ْ‬ ‫ص ُح َوأ َ ْن َ‬‫ِبنُفُو ِسنَا َو ُه ْم أ َ ْكث َ ُر َوأ َ ْم َك ُر َوأ َ ْن َك ُر َون َْح ُن أ َ ْف َ‬
‫ب‬‫ع َم ٍل ت َ ْذ َه ُ‬
‫ع َملَي ِْن َ‬‫شتهانَ َما بَيْنَ َ‬ ‫‪َ -121‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ب َمئُونَتُهُ َويَ ْبقَى أَ ْج ُرهُ‪.‬‬ ‫ع َم ٍل ت َ ْذ َه ُ‬ ‫لَذهتُهُ َوت َ ْبقَى ت َ ِبعَتُهُ َو َ‬
‫ت فِي َها‬ ‫ض َح ُك فَقَا َل َكأ َ هن ْال َم ْو َ‬ ‫س ِم َع َر ُج ًال يَ ْ‬ ‫‪َ -122‬وت َ ِب َع ِجنَازَ ة ً فَ َ‬
‫ب َو َكأ َ هن‬ ‫غي ِْرنَا َو َج َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ب َو َكأ َ هن ْال َح هق فِي َها َ‬ ‫غي ِْرنَا ُكتِ َ‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫اجعُونَ نُبَ ّ ِوئ ُ ُه ْم‬ ‫س ْف ٌر َ‬
‫ع هما قَ ِلي ٍل ِإلَ ْينَا َر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫الهذِي ن ََرى ِمنَ ْاْل َ ْم َوا ِ‬
‫أ َ ْجدَاث َ ُه ْم َونَأ ْ ُك ُل ت ُ َراث َ ُه ْم َكأَنها ُمخَلهدُونَ بَ ْعدَ ُه ْم ث ُ هم قَ ْد نَسِينَا ُك هل‬
‫ظ ٍة َو ُر ِمينَا ِب ُك ِّل فَادِحٍ َو َجا ِئ َحةٍ‪.‬‬ ‫َوا ِعظٍ َو َوا ِع َ‬
‫اب‬‫ط َ‬ ‫طوبَى ِل َم ْن ذَ هل ِفي نَ ْف ِس ِه َو َ‬ ‫‪َ -123‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬‬
‫ض َل ِم ْن‬ ‫َت َخ ِليقَتُهُ َوأ َ ْنفَقَ ْالفَ ْ‬ ‫سن ْ‬‫يرتُهُ َو َح ُ‬ ‫س ِر َ‬ ‫ت َ‬ ‫صلَ َح ْ‬ ‫َك ْسبُهُ َو َ‬
‫اس ش هَرهُ َو َو ِسعَتْهُ‬ ‫ع ِن النه ِ‬ ‫عزَ َل َ‬ ‫سانِ ِه َو َ‬‫ض َل ِم ْن ِل َ‬ ‫س َك ْالفَ ْ‬ ‫َما ِل ِه َوأ َ ْم َ‬
‫ع ِة‪.‬‬‫سبْ إلَى ْال ِب ْد َ‬ ‫سنهةُ َولَ ْم يُ ْن َ‬ ‫ال ُّ‬
‫قال الرضي‪ :‬أقول و من الناس من ينسب هذا الكالم إلى‬
‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) و كذلك الذي قبله‪.‬‬
‫الر ُج ِل‬ ‫غي َْرة ُ ه‬ ‫غي َْرة ُ ْال َم ْرأ َ ِة ُك ْف ٌر َو َ‬ ‫‪َ -124‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ِإي َم ٌ‬
‫ان‪.‬‬
‫اْل ْس َال َم نِ ْسبَةً لَ ْم يَ ْن ُ‬
‫س ْب َها‬ ‫سبَ هن ْ ِ‬ ‫‪َ -125‬وقَا َل (عليه السالم)‪َْ :‬ل َ ْن ُ‬
‫ين ُه َو‬ ‫ين َو ْاليَ ِق ُ‬‫اْل ْس َال ُم ُه َو الت ه ْس ِلي ُم َوالته ْس ِلي ُم ُه َو ْاليَ ِق ُ‬
‫أَ َحدٌ قَ ْب ِلي ْ ِ‬
‫ار ُه َو ْاْل َدَا ُء َو ْاْلَدَا ُء‬ ‫اْل ْق َر ُ‬
‫ار َو ْ ِ‬ ‫اْل ْق َر ُ‬
‫ِيق ُه َو ْ ِ‬
‫صد ُ‬ ‫ِيق َوالت ه ْ‬‫صد ُ‬ ‫الت ه ْ‬
‫ُه َو ْالعَ َم ُل‪.‬‬
‫ع ِجبْتُ ِل ْلبَ ِخي ِل يَ ْست َ ْع ِج ُل ْالفَ ْق َر الهذِي‬ ‫‪َ -126‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ْش‬
‫عي َ‬ ‫يش فِي الدُّ ْنيَا َ‬ ‫ب فَيَ ِع ُ‬ ‫طلَ َ‬‫ب َويَفُوتُهُ ْال ِغنَى الهذِي ِإيهاهُ َ‬ ‫ِم ْنهُ َه َر َ‬
‫ع ِجبْتُ ِل ْل ُمت َ َك ِبّ ِر‬ ‫اء َو َ‬ ‫ب ْاْل َ ْغ ِنيَ ِ‬ ‫ب ِفي ْاآل ِخ َر ِة ِح َ‬
‫سا َ‬ ‫س ُ‬ ‫اء َويُ َحا َ‬ ‫ْالفُقَ َر ِ‬
‫ع ِجبْتُ ِل َم ْن ش هَك‬ ‫ون غَدا ً ِجيفَةً َو َ‬ ‫طفَةً َويَ ُك ُ‬ ‫الهذِي َكانَ ِب ْاْل َ ْم ِس نُ ْ‬
‫ت َو ُه َو يَ َرى‬ ‫ِي ْال َم ْو َ‬ ‫ع ِجبْتُ ِل َم ْن نَس َ‬ ‫َّللاِ َو ُه َو يَ َرى خ َْلقَ ه‬
‫َّللاِ َو َ‬ ‫ِفي ه‬
‫ع ِجبْتُ ِل َم ْن أ َ ْن َك َر النه ْشأَة َ ْاْل ُ ْخ َرى َو ُه َو يَ َرى النه ْشأَة َ‬ ‫ْال َم ْوتَى َو َ‬
‫اء‪.‬‬ ‫ار ْالبَقَ ِ‬ ‫اركٍ دَ َ‬ ‫ار ْالفَن ِ‬
‫َاء َوت َ ِ‬ ‫ام ٍر دَ َ‬‫ع ِجبْتُ ِلعَ ِ‬ ‫ْاْلُولَى َو َ‬
‫ي ِب ْال َه ِ ّم‬‫ص َر فِي ْالعَ َم ِل ا ْبت ُ ِل َ‬ ‫‪َ -127‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن قَ ه‬
‫يب‪.‬‬ ‫َص ٌ‬ ‫ْس ِ هّلِلِ ِفي َما ِل ِه َونَ ْف ِس ِه ن ِ‬ ‫َو َال َحا َجةَ ِ هّلِلِ ِفي َم ْن لَي َ‬
‫‪َ -128‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ت َ َوقه ُوا ْالبَ ْردَ ِفي أ َ هو ِل ِه َوتَلَقه ْوهُ ِفي‬
‫ار أَ هولُهُ يُ ْح ِر ُق‬ ‫ان َك ِف ْع ِل ِه فِي ْاْل َ ْش َج ِ‬
‫آخ ِر ِه فَإِنههُ يَ ْفعَ ُل فِي ْاْل َ ْبدَ ِ‬
‫ِ‬
‫ور ُق‪.‬‬
‫آخ ُرهُ يُ ِ‬ ‫َو ِ‬
‫ق ِع ْندَ َك يُ َ‬
‫ص ِغّ ُر‬ ‫ظ ُم ْال َخا ِل ِ‬
‫‪َ -129‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ع َ‬
‫ْال َم ْخلُوقَ ِفي َ‬
‫ع ْي ِن َك‪.‬‬
‫علَى‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِفّينَ فَأ َ ْش َر َ‬ ‫‪َ -130‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد َر َج َع ِم ْن ِ‬
‫ش ِة َو ْال َم َحا ِّل ْال ُم ْق ِف َرةِ‬
‫وح َ‬ ‫ار ْال ُم ِ‬ ‫ظا ِه ِر ْال ُكوفَ ِة يَا أ َ ْه َل ال ِدّيَ ِ‬ ‫ور ِب َ‬ ‫ْالقُبُ ِ‬
‫ظ ِل َم ِة يَا أ َ ْه َل الت ُّ ْربَ ِة يَا أَ ْه َل ْالغُ ْربَ ِة يَا أَ ْه َل ْال َو ْحدَ ِة يَا‬ ‫ور ْال ُم ْ‬‫َو ْالقُبُ ِ‬
‫سا ِب ٌق َون َْح ُن لَ ُك ْم تَبَ ٌع َال ِح ٌق أ َ هما الدُّ ُ‬
‫ور‬ ‫ط َ‬ ‫أ َ ْه َل ْال َو ْح َ‬
‫ش ِة أ َ ْنت ُ ْم لَنَا فَ َر ٌ‬
‫ت‬‫ت َوأَ هما ْاْل َ ْم َوا ُل فَقَ ْد قُ ِس َم ْ‬ ‫َت َوأ َ هما ْاْل َ ْز َوا ُج فَقَ ْد نُ ِك َح ْ‬ ‫س ِكن ْ‬ ‫فَقَ ْد ُ‬
‫ص َحا ِب ِه‬‫ت ِإلَى أَ ْ‬ ‫َهذَا َخبَ ُر َما ِع ْندَنَا فَ َما َخبَ ُر َما ِع ْندَ ُك ْم ث ُ هم ْالتَفَ َ‬
‫الزا ِد الت ه ْق َوى‪.‬‬ ‫فَقَا َل أ َ َما لَ ْو أُذِنَ لَ ُه ْم فِي ْال َك َال ِم َْل َ ْخبَ ُرو ُك ْم أَ هن َخي َْر ه‬
‫س ِم َع َر ُج ًال يَذُ ُّم الدُّ ْنيَا أَيُّ َها الذها ُّم‬ ‫‪َ -131‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد َ‬
‫اطي ِل َها أَ تَ ْغت َ ُّر بِالدُّ ْنيَا ث ُ هم‬ ‫ع ِبأَبَ ِ‬ ‫ور َها ْال َم ْخدُو ُ‬ ‫ِللدُّ ْنيَا ْال ُم ْغت َ ُّر ِبغُ ُر ِ‬
‫علَي َْك َمتَى‬ ‫ي ْال ُمتَ َج ِ ّر َمةُ َ‬ ‫علَ ْي َها أ َ ْم ِه َ‬ ‫ت ْال ُمت َ َج ِ ّر ُم َ‬ ‫تَذُ ُّم َها أ َ ْن َ‬
‫ارعِ آبَائِ َك ِمنَ ْال ِبلَى أَ ْم‬ ‫ص ِ‬ ‫ا ْست َ ْه َوتْ َك أ َ ْم َمتَى غ هَرتْ َك أ َ ِب َم َ‬
‫ْت‬ ‫ت ِب َكفهي َْك َو َك ْم َم هرض َ‬ ‫عله ْل َ‬
‫ت الث ه َرى َك ْم َ‬ ‫اج ِع أ ُ هم َها ِت َك ت َ ْح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِب َم َ‬
‫غدَاةَ َال يُ ْغنِي‬ ‫ف لَ ُه ُم ْاْل َ ِطبها َء َ‬ ‫ص ُ‬ ‫شفَا َء َوت َ ْست َ ْو ِ‬ ‫ِبيَدَي َْك ت َ ْبت َ ِغي لَ ُه ُم ال ِ ّ‬
‫علَ ْي ِه ْم بُ َكاؤُ َك لَ ْم يَ ْنفَ ْع أ َ َحدَ ُه ْم ِإ ْشفَاقُ َك‬ ‫اؤُك َو َال يُ ْجدِي َ‬ ‫ع ْن ُه ْم دَ َو َ‬ ‫َ‬
‫ت لَ َك ِب ِه‬ ‫ع ْنهُ ِبقُ هوتِ َك َوقَ ْد َمثهلَ ْ‬ ‫ط ِلبَتِ َك َولَ ْم ت َ ْدفَ ْع َ‬ ‫ف فِي ِه بِ َ‬ ‫َولَ ْم ت ُ ْسعَ ْ‬
‫ق ِل َم ْن‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫ار ِ‬ ‫ع َك ِإ هن الدُّ ْنيَا دَ ُ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ص َر ِع ِه َم ْ‬ ‫س َك َو ِب َم ْ‬ ‫الدُّ ْنيَا نَ ْف َ‬
‫ار ِغنًى ِل َم ْن تَزَ هودَ ِم ْن َها‬ ‫ع ْن َها َودَ ُ‬ ‫عا ِفيَ ٍة ِل َم ْن فَ ِه َم َ‬ ‫ار َ‬ ‫صدَقَ َها َودَ ُ‬ ‫َ‬
‫صلهى َم َالئِ َك ِة‬ ‫َّللاِ َو ُم َ‬‫هاء ه‬ ‫ظ ِب َها َم ْس ِجدُ أَ ِحب ِ‬ ‫ظ ٍة ِل َم ِن اتهعَ َ‬ ‫ار َم ْو ِع َ‬ ‫َودَ ُ‬
‫الر ْح َمةَ‬ ‫سبُوا ِفي َها ه‬ ‫َّللاِ ا ْكت َ َ‬
‫اء ه‬ ‫َّللاِ َو َمتْ َج ُر أ َ ْو ِليَ ِ‬ ‫ط َو ْحي ِ ه‬ ‫َّللاِ َو َم ْه ِب ُ‬ ‫ه‬
‫ت‬‫َت ِببَ ْينِ َها َونَادَ ْ‬ ‫َو َر ِب ُحوا فِي َها ْال َجنهةَ فَ َم ْن ذَا يَذُ ُّم َها َوقَ ْد آذَن ْ‬
‫ت لَ ُه ْم ِببَ َال ِئ َها ْالبَ َال َء َوش هَوقَتْ ُه ْم‬ ‫س َها َوأ َ ْهلَ َها فَ َمثهلَ ْ‬ ‫ت نَ ْف َ‬ ‫ِب ِف َرا ِق َها َونَعَ ْ‬
‫ت بِفَ ِجيعَ ٍة ت َ ْر ِغيبا ً‬ ‫ت ِبعَافِيَ ٍة َوا ْبتَ َك َر ْ‬ ‫ور َرا َح ْ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫ور َها ِإلَى ال ُّ‬ ‫س ُر ِ‬ ‫ِب ُ‬
‫غدَاةَ النهدَا َم ِة َو َح ِمدَ َها‬ ‫َوت َ ْر ِهيبا ً َوت َ ْخ ِويفا ً َوت َ ْحذِيرا ً فَذَ هم َها ِر َجا ٌل َ‬
‫صدهقُوا‬ ‫آخ َُرونَ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ذَ هك َرتْ ُه ُم الدُّ ْنيَا فَتَذَ هك ُروا َو َحدهثَتْ ُه ْم فَ َ‬
‫ظوا‪.‬‬ ‫ظتْ ُه ْم فَاتهعَ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫َو َو َ‬
‫ّلِل َملَكا ً يُنَادِي فِي ُك ِّل يَ ْو ٍم ِلدُوا‬ ‫‪َ -132‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ِ ه ِ‬
‫َاء َوا ْبنُوا ِل ْلخ ََرا ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫اج َمعُوا ِل ْلفَن ِ‬ ‫ت َو ْ‬ ‫ِل ْل َم ْو ِ‬
‫اس‬‫ار َمقَ ٍ ّر َوالنه ُ‬ ‫ار َم َم ٍ ّر َال دَ ُ‬ ‫‪َ -133‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬الدُّ ْنيَا دَ ُ‬
‫سه ُ‬ ‫ع نَ ْف َ‬ ‫سهُ فَأ َ ْوبَقَ َها َو َر ُج ٌل ا ْبتَا َ‬ ‫ع ِفي َها نَ ْف َ‬ ‫ِفي َها َر ُج َال ِن َر ُج ٌل بَا َ‬
‫فَأ َ ْعتَقَ َها‪.‬‬
‫صدِيقا ً َحتهى‬ ‫ِيق َ‬ ‫صد ُ‬ ‫ون ال ه‬ ‫‪َ -134‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يَ ُك ُ‬
‫ث ِفي نَ ْكبَ ِت ِه َو َ‬
‫غ ْيبَ ِت ِه َو َوفَا ِت ِه‪.‬‬ ‫ظ أَخَاهُ ِفي ث َ َال ٍ‬ ‫يَ ْحفَ َ‬
‫ي أَ ْربَعا ً لَ ْم يُ ْح َر ْم أَ ْربَعا ً‬ ‫ْط َ‬ ‫‪َ -135‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أُع ِ‬
‫ي الت ه ْوبَةَ لَ ْم يُ ْح َر ِم‬ ‫ْط َ‬ ‫اْل َجابَةَ َو َم ْن أُع ِ‬ ‫عا َء لَ ْم يُ ْح َر ِم ْ ِ‬ ‫ي الدُّ َ‬ ‫ْط َ‬ ‫َم ْن أُع ِ‬
‫ي‬ ‫ْط‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ار لَ ْم يُ ْح َر ِم ْال َم ْغ ِف َرةَ َو َم ْن أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫اال‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ْط‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ْالقَبُو َل َو َم ْن أ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الزيَادَة َ‪.‬‬ ‫ش ْك َر لَ ْم يُ ْح َر ِم ِ ّ‬ ‫ال ُّ‬
‫قال الرضي‪ :‬و تصديق ذلك كتاب هللا قال هللا في الدعاء‬
‫سوءا ً أَ ْو‬ ‫عونِي أ َ ْست َ ِجبْ لَ ُك ْم و قال في االستغفار َو َم ْن يَ ْع َم ْل ُ‬ ‫ا ْد ُ‬
‫غفُورا ً َر ِحيما ً و قال في‬ ‫َّللاَ يَ ِج ِد ه‬
‫َّللاَ َ‬ ‫سهُ ث ُ هم يَ ْست َ ْغ ِف ِر ه‬ ‫ظ ِل ْم نَ ْف َ‬‫يَ ْ‬
‫علَى‬ ‫ش َك ْرت ُ ْم َْل َ ِزيدَنه ُك ْم و قال في التوبة ِإنه َما الت ه ْوبَةُ َ‬ ‫الشكر لَئِ ْن َ‬
‫ب فَأُول ِئ َك‬ ‫سو َء ِب َجهالَ ٍة ث ُ هم يَتُوبُونَ ِم ْن قَ ِري ٍ‬ ‫َّللاِ ِللهذِينَ يَ ْع َملُونَ ال ُّ‬ ‫ه‬
‫ع ِليما ً َح ِكيماً‪.‬‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوكانَ ه‬ ‫وب ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يَت ُ ُ‬
‫ي ٍ َو ْال َح ُّج‬ ‫ان ُك ِّل ت َ ِق ّ‬ ‫ص َالة ُ قُ ْربَ ُ‬ ‫‪َ -136‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ال ه‬
‫صيَا ُم َو ِج َهادُ‬ ‫ش ْيءٍ زَ َكاة ٌ َوزَ َكاة ُ ْال َبدَ ِن ال ِ ّ‬ ‫ض ِعيفٍ َو ِل ُك ِّل َ‬ ‫ِج َهادُ ُك ِّل َ‬
‫ْال َم ْرأَةِ ُح ْس ُن التهبَعُّ ِل‪.‬‬
‫صدَقَ ِة‪.‬‬ ‫الر ْزقَ ِبال ه‬ ‫‪َ -137‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ا ْستَ ْن ِزلُوا ِ ّ‬
‫ف َجادَ ِب ْالعَ ِطيه ِة‪.‬‬
‫‪َ -138‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أَ ْيقَنَ ِب ْال َخلَ ِ‬
‫علَى قَ ْد ِر ْال َمئُونَ ِة‪.‬‬
‫‪َ -139‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ت َ ْن ِز ُل ْال َمعُونَةُ َ‬
‫عا َل َم ِن ا ْقت َ َ‬
‫صدَ‪.‬‬ ‫‪َ -140‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما َ‬
‫اري ِْن‪.‬‬
‫س َ‬‫‪َ -141‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬قلهةُ ْال ِعيَا ِل أ َ َحدُ ْاليَ َ‬
‫ف ْالعَ ْق ِل‪.‬‬ ‫‪َ -142‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬الت ه َودُّدُ نِ ْ‬
‫ص ُ‬
‫ف ْال َه َر ِم‪.‬‬ ‫‪َ -143‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َه ُّم نِ ْ‬
‫ص ُ‬
‫صيبَ ِة‬ ‫علَى قَ ْد ِر ْال ُم ِ‬ ‫صب ُْر َ‬ ‫‪َ -144‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَ ْن ِز ُل ال ه‬
‫ع َملُهُ‪.‬‬
‫ط َ‬ ‫صيبَ ِت ِه َح ِب َ‬ ‫علَى فَ ِخ ِذ ِه ِع ْندَ ُم ِ‬ ‫ب يَدَهُ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫ام ِه‬ ‫صي َ ِ‬ ‫ْس لَهُ ِم ْن ِ‬ ‫صا ِئ ٍم لَي َ‬ ‫‪َ -145‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ك ْم ِم ْن َ‬
‫س َه ُر‬‫ام ِه ِإ هال ال ه‬‫ْس لَهُ ِم ْن قِيَ ِ‬ ‫الظ َمأ ُ َو َك ْم ِم ْن قَائِ ٍم لَي َ‬
‫ع َو ه‬ ‫ِإ هال ْال ُجو ُ‬
‫ار ُه ْم‪.‬‬
‫ط ُ‬‫اس َو ِإ ْف َ‬‫َو ْالعَنَا ُء َحبهذَا ن َْو ُم ْاْل َ ْكيَ ِ‬
‫صنُوا‬ ‫صدَقَ ِة َو َح ِ ّ‬ ‫سوا ِإي َمانَ ُك ْم ِبال ه‬ ‫سو ُ‬ ‫‪َ -146‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬‬
‫اء‪.‬‬‫ع ِ‬ ‫الز َكا ِة َوا ْدفَعُوا أ َ ْم َوا َج ْالبَ َال ِء ِبالدُّ َ‬‫أ َ ْم َوالَ ُك ْم ِب ه‬
‫ي ِ قَا َل‬ ‫‪َ -147‬و ِم ْن َك َال ٍم لَهُ (عليه السالم) ِل ُك َم ْي ِل ب ِْن ِزيَا ٍد النه َخ ِع ّ‬
‫ب‬
‫طا ِل ٍ‬ ‫ي ب ُْن أَ ِبي َ‬ ‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬
‫ع ِل ُّ‬ ‫ُك َم ْي ُل ب ُْن ِزيَا ٍد أ َ َخذَ ِبيَدِي أ َ ِم ُ‬
‫س‬‫ص َح َر تَنَفه َ‬ ‫(عليه السالم) فَأ َ ْخ َر َجنِي ِإلَى ْال َجب ِ‬
‫هان فَلَ هما أ َ ْ‬
‫وب أَ ْو ِعيَةٌ‬‫صعَدَا َء ث ُ هم قَا َل‪ :‬يَا ُك َم ْي َل بْنَ ِزيَادٍ‪ِ :‬إ هن َه ِذ ِه ْالقُلُ َ‬ ‫ال ُّ‬
‫اس ثَ َالثَةٌ فَعَا ِل ٌم‬ ‫ع ِنّي َما أَقُو ُل لَ َك النه ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫احفَ ْ‬‫عا َها فَ ْ‬ ‫فَ َخي ُْر َها أ َ ْو َ‬
‫ق‬‫ع ُك ِّل نَا ِع ٍ‬ ‫ع أَتْبَا ُ‬ ‫عا ٌ‬ ‫سبِي ِل نَ َجاةٍ َو َه َم ٌج َر َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ي َو ُمت َعَ ِلّ ٌم َ‬ ‫َربهانِ ٌّ‬
‫ور ْال ِع ْل ِم َولَ ْم يَ ْل َجئُوا ِإلَى‬ ‫ضيئُوا ِبنُ ِ‬ ‫يَ ِميلُونَ َم َع ُك ِّل ِر ٍ‬
‫يح لَ ْم يَ ْست َ ِ‬
‫س َك َوأ َ ْن َ‬
‫ت‬ ‫ق يَا ُك َم ْي ُل ْال ِع ْل ُم َخي ٌْر ِمنَ ْال َما ِل ْال ِع ْل ُم يَ ْح ُر ُ‬ ‫ُر ْك ٍن َو ِثي ٍ‬
‫ق‬‫اْل ْنفَا ِ‬ ‫علَى ْ ِ‬ ‫صهُ النهفَقَةُ َو ْال ِع ْل ُم يَ ْز ُكوا َ‬ ‫س ْال َما َل َو ْال َما ُل ت َ ْنقُ ُ‬ ‫ت َ ْح ُر ُ‬
‫ص ِني ُع ْال َما ِل يَ ُزو ُل ِبزَ َوا ِل ِه يَا ُك َم ْي َل بْنَ ِزيَا ٍد َم ْع ِرفَةُ ْال ِع ْل ِم د ٌ‬
‫ِين‬ ‫َو َ‬
‫عةَ فِي َحيَاتِ ِه َو َج ِمي َل ْاْل ُ ْحدُوث َ ِة‬ ‫ان ه‬
‫الطا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ِب ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬ ‫ان ِب ِه‪ِ ،‬ب ِه يَ ْكس ُ‬ ‫يُدَ ُ‬
‫علَ ْي ِه يَا ُك َم ْي ُل َهلَ َك ُخ هز ُ‬
‫ان‬ ‫بَ ْعدَ َوفَا ِت ِه َو ْال ِع ْل ُم َحا ِك ٌم َو ْال َما ُل َم ْح ُكو ٌم َ‬
‫ي الده ْه ُر أ َ ْعيَانُ ُه ْم‬ ‫ْاْل َ ْم َوا ِل َو ُه ْم أ َ ْحيَا ٌء َو ْالعُلَ َما ُء بَاقُونَ َما بَ ِق َ‬
‫ب َم ْو ُجودَة ٌ َها ِإ هن َها ُهنَا لَ ِع ْلما ً َج ّما ً‬ ‫َم ْفقُودَة ٌ َوأ َ ْمثَالُ ُه ْم ِفي ْالقُلُو ِ‬
‫غي َْر‬ ‫صبْتُ لَ ِقنا ً َ‬ ‫صبْتُ لَهُ َح َملَةً بَلَى أَ َ‬ ‫ص ْد ِر ِه لَ ْو أ َ َ‬ ‫َار ِبيَ ِد ِه ِإلَى َ‬ ‫َوأَش َ‬
‫علَى‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫ظ ِهرا ً ِبنِعَ ِم ه‬ ‫ِين ِللدُّ ْنيَا َو ُم ْست َ ْ‬ ‫علَ ْي ِه ُم ْست َ ْع ِم ًال آلَةَ الدّ ِ‬ ‫ون َ‬ ‫َمأ ْ ُم ٍ‬
‫يرةَ لَهُ‬ ‫ص َ‬ ‫ق َال بَ ِ‬ ‫علَى أ َ ْو ِليَائِ ِه أَ ْو ُم ْنقَادا ً ِل َح َملَ ِة ْال َح ّ ِ‬ ‫ِعبَا ِد ِه َو ِب ُح َج ِج ِه َ‬
‫ش ْب َه ٍة أ َ َال َال‬ ‫ض ِم ْن ُ‬ ‫ار ٍ‬ ‫ع ِ‬ ‫ش ُّك فِي قَ ْل ِب ِه ِْل َ هو ِل َ‬ ‫فِي أ َ ْحنَائِ ِه يَ ْنقَ ِد ُح ال ه‬
‫ش ْه َوةِ أَ ْو ُم ْغ َرما ً‬ ‫س ْال ِقيَا ِد ِلل ه‬ ‫س ِل َ‬ ‫اك أ َ ْو َم ْن ُهوما ً بِاللهذهةِ َ‬ ‫ذَا َو َال ذَ َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ب َ‬ ‫ش ْيءٍ أَ ْق َر ُ‬ ‫ِين فِي َ‬ ‫عاةِ الدّ ِ‬ ‫سا ِم ْن ُر َ‬ ‫ِب ْال َج ْم ِع َو ِاال ِدّخ ِ‬
‫َار لَ ْي َ‬
‫ام ِلي ِه‬ ‫ت َح ِ‬ ‫سا ِئ َمةُ َكذَ ِل َك يَ ُموتُ ْال ِع ْل ُم ِب َم ْو ِ‬ ‫شبَها ً ِب ِه َما ْاْل َ ْنعَا ُم ال ه‬ ‫َ‬
‫ظا ِهرا ً‬ ‫ض ِم ْن قَائِ ٍم ِ هّلِلِ ِب ُح هج ٍة ِإ هما َ‬ ‫الله ُه هم بَلَى َال ت َ ْخلُو ْاْل َ ْر ُ‬
‫َّللاِ َوبَ ِيّنَاتُهُ َو َك ْم ذَا‬ ‫ط َل ُح َج ُج ه‬ ‫َم ْش ُهورا ً َو ِإ هما خَا ِئفا ً َم ْغ ُمورا ً ِلئ َ هال ت َ ْب ُ‬
‫ظ ُمونَ ِع ْندَ ه‬
‫َّللاِ‬ ‫عدَدا ً َو ْاْل َ ْع َ‬ ‫َّللاِ ْاْلَقَلُّونَ َ‬ ‫َوأَيْنَ أُولَئِ َك‪ ،‬أُولَ ِئ َك َو ه‬
‫ظ َرا َء ُه ْم‬ ‫عو َها نُ َ‬ ‫َّللاُ ِب ِه ْم ُح َج َجهُ َوبَ ِيّنَاتِ ِه َحتهى يُو ِد ُ‬ ‫ظ ه‬ ‫قَ ْدرا ً يَ ْحفَ ُ‬
‫علَى َح ِقيقَ ِة‬ ‫ب أ َ ْشبَا ِه ِه ْم َه َج َم ِب ِه ُم ْال ِع ْل ُم َ‬ ‫عو َها فِي قُلُو ِ‬ ‫َويَ ْز َر ُ‬
‫ع َرهُ‬ ‫ين َوا ْستَ َالنُوا َما ا ْستَ ْو َ‬ ‫يرةِ َوبَاش َُروا ُرو َح ْاليَ ِق ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫ص ِحبُوا الدُّ ْنيَا‬ ‫ش ِم ْنهُ ْال َجا ِهلُونَ َو َ‬ ‫سوا بِ َما ا ْست َ ْو َح َ‬ ‫ْال ُمتْ َرفُونَ َوأَنِ ُ‬
‫َّللاِ فِي‬ ‫ان أ َ ْر َوا ُح َها ُمعَلهقَةٌ ِب ْال َم َح ِّل ْاْل َ ْعلَى أُولَئِ َك ُخلَفَا ُء ه‬ ‫ِبأ َ ْبدَ ٍ‬
‫ف يَا‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫عاة ُ ِإلَى دِي ِن ِه آ ِه آ ِه ش َْوقا ً ِإلَى ُرؤْ يَ ِت ِه ْم ا ْن َ‬ ‫ض ِه َوالدُّ َ‬ ‫أ َ ْر ِ‬
‫ت‪.‬‬‫ُك َم ْي ُل ِإذَا ِشئْ َ‬
‫سانِ ِه‪.‬‬ ‫‪َ -148‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َم ْر ُء َم ْخبُو ٌء ت َ ْح َ‬
‫ت ِل َ‬
‫‪َ -149‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬هلَ َك ْام ُرؤٌ لَ ْم يَ ْع ِر ْ‬
‫ف قَ ْد َرهُ‪.‬‬
‫ظهُ َال تَ ُك ْن ِم هم ْن‬ ‫سأَلَهُ أَ ْن يَ ِع َ‬ ‫‪َ -150‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل َر ُج ٍل َ‬
‫طو ِل ْاْل َ َم ِل يَقُو ُل ِفي‬ ‫ع َم ٍل َويُ َر ِ ّجي الت ه ْوبَةَ ِب ُ‬ ‫يَ ْر ُجو ْاآل ِخ َرة َ ِبغَي ِْر َ‬
‫ي‬
‫ْط َ‬ ‫الرا ِغ ِبينَ ِإ ْن أُع ِ‬ ‫الزا ِهدِينَ َويَ ْع َم ُل فِي َها ِبعَ َم ِل ه‬ ‫الدُّ ْنيَا ِبقَ ْو ِل ه‬
‫ُ‬ ‫ِم ْن َها لَ ْم يَ ْشبَ ْع َو ِإ ْن ُمنِ َع ِم ْن َها لَ ْم يَ ْقن َْع يَ ْع ِج ُز َ‬
‫ي‬ ‫ش ْك ِر َما أوتِ َ‬ ‫ع ْن ُ‬
‫ي يَ ْن َهى َو َال يَ ْنتَ ِهي َويَأ ْ ُم ُر بِ َما َال يَأْتِي‬ ‫الزيَادَة َ فِي َما بَ ِق َ‬ ‫َويَ ْبت َ ِغي ِ ّ‬
‫ض ْال ُم ْذنِ ِبينَ َو ُه َو‬ ‫ع َملَ ُه ْم َويُ ْب ِغ ُ‬ ‫صا ِل ِحينَ َو َال يَ ْع َم ُل َ‬ ‫ب ال ه‬ ‫يُ ِح ُّ‬
‫ت ِم ْن‬ ‫علَى َما يَ ْك َرهُ ْال َم ْو َ‬ ‫ت ِل َكثْ َر ِة ذُنُو ِب ِه َويُ ِقي ُم َ‬ ‫أَ َحدُ ُه ْم يَ ْك َرهُ ْال َم ْو َ‬
‫ب ِبنَ ْف ِس ِه ِإذَا‬ ‫ص هح أ َ ِمنَ َال ِهيا ً يُ ْع َج ُ‬ ‫ظ هل نَادِما ً َو ِإ ْن َ‬ ‫س ِق َم َ‬ ‫أَ ْج ِل ِه ِإ ْن َ‬
‫ط ّرا ً َو ِإ ْن نَالَهُ‬ ‫ض َ‬ ‫عا ُم ْ‬ ‫صابَهُ بَ َال ٌء دَ َ‬ ‫ي ِإ ْن أ َ َ‬ ‫ط ِإذَا ا ْبت ُ ِل َ‬ ‫ي َويَ ْقنَ ُ‬ ‫عو ِف َ‬ ‫ُ‬
‫علَى‬ ‫ظ ُّن َو َال يَ ْغ ِلبُ َها َ‬ ‫علَى َما يَ ُ‬ ‫سهُ َ‬ ‫ض ُم ْغت َ ّرا ً ت َ ْغ ِلبُهُ نَ ْف ُ‬ ‫َرخَا ٌء أَع َْر َ‬
‫غي ِْر ِه ِبأ َ ْدنَى ِم ْن ذَ ْن ِب ِه َويَ ْر ُجو ِلنَ ْف ِس ِه‬ ‫علَى َ‬ ‫َاف َ‬ ‫َما يَ ْست َ ْي ِق ُن يَخ ُ‬
‫ط َو َوهَنَ‬ ‫ع َم ِل ِه ِإ ِن ا ْست َ ْغنَى بَ ِط َر َوفُتِنَ َو ِإ ِن ا ْفتَقَ َر قَنِ َ‬ ‫ِبأ َ ْكث َ َر ِم ْن َ‬
‫ف‬ ‫ش ْه َوة ٌ أَ ْسلَ َ‬ ‫ت لَهُ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ع َر َ‬ ‫سأ َ َل ِإ ْن َ‬ ‫ع ِم َل َويُبَا ِل ُغ ِإذَا َ‬ ‫ص ُر ِإذَا َ‬ ‫يُقَ ِ ّ‬
‫ع ْن ش ََرائِ ِط‬ ‫ع َرتْهُ ِم ْحنَةٌ ا ْنفَ َر َج َ‬ ‫ف الت ه ْوبَةَ َو ِإ ْن َ‬ ‫س هو َ‬ ‫صيَةَ َو َ‬ ‫ْال َم ْع ِ‬
‫ظ ِة َو َال يَت ه ِع ُ‬
‫ظ‬ ‫ف ْال ِعب َْرة َ َو َال يَ ْعت َ ِب ُر َويُبَا ِل ُغ فِي ْال َم ْو ِع َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ْال ِمله ِة يَ ِ‬
‫ام ُح ِفي َما‬ ‫س ِ‬ ‫س ِفي َما يَ ْفنَى َويُ َ‬ ‫فَ ُه َو ِب ْالقَ ْو ِل ُم ِد ٌّل َو ِمنَ ْالعَ َم ِل ُم ِق ٌّل يُنَا ِف ُ‬
‫ت َو َال يُبَاد ُِر‬ ‫يَ ْبقَى يَ َرى ْالغُ ْن َم َم ْغ َرما ً َو ْالغُ ْر َم َم ْغنَما ً يَ ْخشَى ْال َم ْو َ‬
‫غي ِْر ِه َما يَ ْستَ ِق ُّل أ َ ْكثَ َر ِم ْنهُ ِم ْن نَ ْف ِس ِه‬ ‫صيَ ِة َ‬ ‫ت يَ ْست َ ْع ِظ ُم ِم ْن َم ْع ِ‬ ‫ْالفَ ْو َ‬
‫اس‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫غي ِْر ِه فَ ُه َو َ‬ ‫ع ِة َ‬ ‫طا َ‬ ‫عتِ ِه َما يَ ْح ِق ُرهُ ِم ْن َ‬ ‫طا َ‬ ‫َويَ ْست َ ْكثِ ُر ِم ْن َ‬
‫ب ِإلَ ْي ِه ِمنَ ال ِذّ ْك ِر‬ ‫اء أ َ َح ُّ‬‫طا ِع ٌن َو ِلنَ ْف ِس ِه ُمدَا ِه ٌن الله ْه ُو َم َع ْاْل َ ْغ ِنيَ ِ‬ ‫َ‬
‫غي ِْر ِه ِلنَ ْف ِس ِه َو َال يَ ْح ُك ُم َ‬
‫علَ ْي َها ِلغَي ِْر ِه يُ ْر ِشدُ‬ ‫علَى َ‬ ‫َم َع ْالفُقَ َر ِ‬
‫اء يَ ْح ُك ُم َ‬
‫صي َويَ ْست َ ْو ِفي َو َال يُو ِفي‬ ‫ع َويَ ْع ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫سهُ فَ ُه َو يُ َ‬
‫غي َْرهُ َويُ ْغ ِوي نَ ْف َ‬‫َ‬
‫غي ِْر َر ِبّ ِه َو َال يَ ْخشَى َربههُ فِي خ َْل ِق ِه‪.‬‬ ‫َويَ ْخشَى ْالخ َْلقَ فِي َ‬
‫قال الرضي‪ :‬و لو لم يكن في هذا الكتاب إال هذا الكالم لكفى‬
‫به موعظة ناجعة و حكمة بالغة و بصيرة لمبصر و عبرة‬
‫لناظر مفكر‪.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪200ُ-151‬‬

‫عا ِقبَةٌ ُح ْل َوة ٌ‬ ‫‪َ -151‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل ُك ِّل ْام ِر ٍ‬
‫ئ َ‬
‫أ َ ْو ُم هرة ٌ‬

‫ار َو َما أَ ْدبَ َر‬


‫‪َ -152‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل ُك ِّل ُم ْقبِ ٍل ِإ ْدبَ ٌ‬
‫َكأ َ ْن لَ ْم يَ ُك ْن‬
‫ور ه‬
‫الظفَ َر‬ ‫‪َ -153‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يَ ْعدَ ُم ال ه‬
‫صب ُ ُ‬
‫الز َم ُ‬
‫ان‬ ‫َو ِإ ْن َ‬
‫طا َل ِب ِه ه‬

‫اضي ِب ِف ْع ِل قَ ْو ٍم‬ ‫‪َ -154‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ه‬


‫الر ِ‬
‫اط ٍل ِإثْ َم ِ‬
‫ان‬ ‫اخ ٍل فِي بَ ِ‬‫علَى ُك ِّل دَ ِ‬
‫اخ ِل فِي ِه َمعَ ُه ْم َو َ‬ ‫َكالده ِ‬
‫ضى بِ ِه‬
‫الر َ‬‫ِإثْ ُم ْالعَ َم ِل بِ ِه َو ِإثْ ُم ِ ّ‬
‫ص ُموا ِبال ِذّ َم ِم ِفي‬
‫‪َ -155‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ا ْعت َ ِ‬
‫أ َ ْوتَا ِد َها‬
‫ع ِة َم ْن َال‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِب َ‬
‫طا َ‬ ‫‪َ -156‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ت ُ ْعذَ ُرونَ ِب َج َهالَتِ ِه‬

‫ص ْرت ُ ْم ِإ ْن أَ ْب َ‬
‫ص ْرت ُ ْم‬ ‫‪َ -157‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قَ ْد بُ ِ ّ‬
‫َوقَ ْد ُهدِيت ُ ْم ِإ ِن ا ْهتَدَ ْيت ُ ْم َوأ ُ ْس ِم ْعت ُ ْم ِإ ِن ا ْستَ َم ْعت ُ ْم‪.‬‬
‫ان‬
‫س ِ‬‫اْل ْح َ‬ ‫عا ِتبْ أَخ َ‬
‫َاك ِب ْ ِ‬ ‫‪َ -158‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬ ‫اردُ ْد ش هَرهُ ِب ْ ِ‬
‫اْل ْنعَ ِام َ‬ ‫ِإلَ ْي ِه‪َ ،‬و ْ‬
‫سهُ َم َو ِ‬
‫اض َع‬ ‫ض َع نَ ْف َ‬‫‪َ -159‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َو َ‬
‫سا َء ِب ِه ه‬
‫الظ هن‪.‬‬ ‫الت ُّ َه َم ِة فَ َال يَلُو َم هن َم ْن أ َ َ‬
‫‪َ -160‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َملَ َك ا ْستَأْث َ َر‪.‬‬
‫‪َ -161‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ِن ا ْستَبَده ِب َرأْ ِي ِه َهلَ َك‪،‬‬
‫عقُو ِل َها‪.‬‬‫َار َك َها ِفي ُ‬
‫الر َجا َل ش َ‬ ‫َو َم ْن ش َ‬
‫َاو َر ِ ّ‬
‫‪َ -162‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َكتَ َم ِس هرهُ َكانَ ِ‬
‫ت‬
‫ْال ِخيَ َرة ُ ِبيَ ِد ِه‪.‬‬
‫‪َ -163‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬الفَ ْق ُر ْال َم ْوتُ ْاْل َ ْكبَ ُر‪.‬‬
‫ضى َح هق َم ْن َال‬
‫‪َ -164‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن قَ َ‬
‫يَ ْق ِ‬
‫ضي َحقههُ فَقَ ْد َ‬
‫عبَدَهُ‪.‬‬
‫ق فِي‬ ‫عةَ ِل َم ْخلُو ٍ‬ ‫طا َ‬ ‫‪َ -165‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال َ‬
‫صيَ ِة ْالخَا ِل ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫َم ْع ِ‬
‫اب ْال َم ْر ُء ِبتَأ ْ ِخ ِ‬
‫ير‬ ‫‪َ -166‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يُعَ ُ‬
‫اب َم ْن أ َ َخذَ َما لَي َ‬
‫ْس لَهُ‪.‬‬ ‫َح ِقّ ِه ِإنه َما يُعَ ُ‬
‫اب يَ ْمنَ ُع ِاال ْز ِديَادَ‪.‬‬ ‫‪َ -167‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ ْ :‬‬
‫اْل ْع َج ُ‬
‫‪َ -168‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬اْل َ ْم ُر قَ ِر ٌ‬
‫يب‬
‫اب قَ ِلي ٌل‪.‬‬
‫ص ِط َح ُ‬
‫َو ِاال ْ‬
‫ص ْب ُح ِلذِي‬ ‫‪َ -169‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قَ ْد أَ َ‬
‫ضا َء ال ُّ‬
‫ع ْينَي ِْن‪.‬‬
‫َ‬
‫ب أَ ْه َو ُن ِم ْن‬
‫‪َ -170‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ت َ ْر ُك الذه ْن ِ‬
‫ب ْال َمعُونَ ِة‪.‬‬ ‫َ‬
‫طلَ ِ‬
‫‪َ -171‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ك ْم ِم ْن أَ ْكلَ ٍة َمنَعَ ْ‬
‫ت‬
‫أ َ َك َالتٍ‪.‬‬
‫اس أ َ ْعدَا ُء َما َج ِهلُوا‪.‬‬
‫‪َ -172‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬النه ُ‬
‫‪َ -173‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ِن ا ْست َ ْقبَ َل ُو ُجوهَ ْاآل َر ِ‬
‫اء‬
‫ف َم َوا ِق َع ْال َخ َ‬
‫طإِ‪.‬‬ ‫ع َر َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫‪َ -174‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أَ َحده ِسنَانَ ْالغَ َ‬
‫ض ِ‬
‫اء ْالبَ ِ‬
‫اط ِل‪.‬‬ ‫علَى قَتْ ِل أ َ ِشده ِ‬ ‫ِ هّلِلِ قَ ِو َ‬
‫ي َ‬
‫ْت أَ ْمرا ً فَقَ ْع فِي ِه‬‫‪َ -175‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا ِهب َ‬
‫َاف ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫فَإِ هن ِشدهة َ ت َ َو ِقّي ِه أَ ْع َ‬
‫ظ ُم ِم هما تَخ ُ‬
‫سعَةُ‬
‫س ِة َ‬ ‫‪َ -176‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬آلَةُ ِ ّ‬
‫الريَا َ‬
‫ص ْد ِر‪.‬‬
‫ال ه‬
‫از ُج ِر ْال ُمسِي َء ِبث َ َوا ِ‬
‫ب‬ ‫‪َ -177‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬‬
‫ْال ُم ْحس ِِن‪.‬‬
‫ش هر ِم ْن َ‬
‫ص ْد ِر‬ ‫ص ِد ال ه‬ ‫اح ُ‬‫‪َ -178‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬‬
‫غي ِْر َك ِبقَ ْل ِع ِه ِم ْن َ‬
‫ص ْد ِر َك‪.‬‬ ‫َ‬
‫الرأْ‬ ‫‪َ -179‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬الله َجا َجةُ ت َ ُ‬
‫ي‪.‬‬‫س ُّل ه َ‬
‫‪َ -180‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ه‬
‫الط َم ُع ِر ٌّق ُم َؤبهدٌ‪.‬‬
‫يط النهدَا َمةُ‬
‫‪َ -181‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ث َ َم َرة ُ الت ه ْف ِر ِ‬
‫َوث َ َم َرة ُ ْال َح ْز ِم ال ه‬
‫س َال َمةُ‪.‬‬
‫ع ِن‬
‫ت َ‬ ‫‪َ -182‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال َخي َْر فِي ال ه‬
‫ص ْم ِ‬
‫ْال ُح ْك ِم َك َما أَنههُ َال َخي َْر فِي ْالقَ ْو ِل ِب ْال َج ْه ِل‪.‬‬
‫ان ِإ هال‬ ‫اختَلَفَ ْ‬
‫ت دَع َْوت َ ِ‬ ‫‪َ -183‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما ْ‬
‫ض َاللَةً‪.‬‬ ‫َكان ْ‬
‫َت ِإ ْحدَا ُه َما َ‬

‫ش َك ْكتُ فِي ْال َح ّ ِ‬


‫ق ُم ْذ‬ ‫‪َ -184‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما َ‬
‫أ ُ ِريتُهُ‪.‬‬
‫‪َ -185‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما َكذَبْتُ َو َال ُك ِذّبْتُ َو َال‬
‫ضلَ ْلتُ َو َال ُ‬
‫ض هل ِبي‪.‬‬ ‫َ‬
‫لظا ِل ِم ْالبَادِي غَدا ً ِب َك ِفّ ِه‬
‫‪َ -186‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل ه‬
‫ضةٌ‪.‬‬
‫ع ه‬
‫َ‬
‫‪َ -187‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ه‬
‫الر ِحي ُل َو ِش ٌ‬
‫يك‪.‬‬
‫ص ْف َحتَهُ ِل ْل َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫‪َ -188‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أ َ ْبدَى َ‬
‫َهلَ َك‪.‬‬

‫‪َ -189‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن لَ ْم يُ ْن ِج ِه ال ه‬


‫صب ُْر‬
‫أ َ ْهلَ َكهُ ْال َجزَ عُ‪.‬‬
‫‪َ -190‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وا َع َجبَا ْه أَ تَ ُك ُ‬
‫ون‬
‫ص َحابَ ِة َو ْالقَ َرابَ ِة‪.‬‬
‫ْال ِخ َالفَةُ ِبال ه‬
‫قال الرضي‪ :‬و روي له شعر في هذا المعنى‪:‬‬
‫فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا و‬
‫المشيرون غيب‬
‫و إن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى‬
‫بالنبي و أقرب‬
‫‪َ -191‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إنه َما ْال َم ْر ُء فِي الدُّ ْنيَا‬
‫ب‬‫صا ِئ ُ‬ ‫ب تُبَاد ُِرهُ ْال َم َ‬‫ض ُل فِي ِه ْال َمنَايَا َونَ ْه ٌ‬ ‫ض ت َ ْنت َ ِ‬
‫غ ََر ٌ‬
‫ص َو َال‬ ‫ص ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫ع ٍة ش ََر ٌق َوفِي ُك ِّل أَ ْكلَ ٍة َ‬ ‫َو َم َع ُك ِّل ُج ْر َ‬
‫ق أ ُ ْخ َرى َو َال يَ ْستَ ْق ِب ُل يَ ْوما ً‬ ‫يَنَا ُل ْالعَ ْبدُ ِن ْع َمةً ِإ هال ِب ِف َرا ِ‬
‫ق آخ ََر ِم ْن أ َ َج ِل ِه فَن َْح ُن أَع َْو ُ‬
‫ان‬ ‫ع ُم ِر ِه ِإ هال ِب ِف َرا ِ‬ ‫ِم ْن ُ‬
‫وف فَ ِم ْن أَيْنَ ن َْر ُجو ْال َبقَا َء‬ ‫ب ْال ُحت ُ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫سنَا نَ ْ‬ ‫ون َوأ َ ْنفُ ُ‬‫ْال َمنُ ِ‬
‫ش ْيءٍ ش ََرفا ً ِإ هال‬ ‫ار لَ ْم يَ ْرفَعَا ِم ْن َ‬ ‫َو َهذَا الله ْي ُل َوالنه َه ُ‬
‫ق َما َج َمعَا‪.‬‬ ‫عا ْال َك هرة َ فِي َه ْد ِم َما بَنَيَا َوت َ ْف ِري ِ‬ ‫أ َ ْس َر َ‬
‫ْت‬ ‫‪َ -192‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا ابْنَ آدَ َم َما َك َ‬
‫سب َ‬
‫َاز ٌن ِلغَي ِْر َك‪.‬‬ ‫فَ ْوقَ قُوتِ َك فَأ َ ْن َ‬
‫ت فِي ِه خ ِ‬
‫ش ْه َوة ً َو ِإ ْقبَ ًاال‬ ‫‪َ -193‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ِل ْلقُلُو ِ‬
‫ب َ‬
‫ب ِإذَا‬ ‫َو ِإ ْدبَارا ً فَأْتُو َها ِم ْن قِبَ ِل َ‬
‫ش ْه َوتِ َها َو ِإ ْقبَا ِل َها فَإِ هن ْالقَ ْل َ‬
‫ي‪.‬‬
‫ع ِم َ‬ ‫أ ُ ْك ِرهَ َ‬
‫غي ِْظي‬ ‫‪َ -194‬و َكانَ (عليه السالم) يَقُو ُل َمتَى أَ ْش ِفي َ‬
‫ع ِن ِاال ْن ِتقَ ِام فَيُقَا ُل ِلي لَ ْو‬ ‫َضبْتُ أ َ ِحينَ أَع ِْج ُز َ‬ ‫ِإذَا غ ِ‬
‫ت‪.‬‬‫عفَ ْو َ‬ ‫علَ ْي ِه فَيُقَا ُل ِلي لَ ْو َ‬ ‫ت أ َ ْم ِحينَ أ َ ْقد ُِر َ‬‫صبَ ْر َ‬‫َ‬
‫علَى َم ْزبَلَ ٍة‬ ‫‪َ -195‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد َم هر ِبقَذَ ٍر َ‬
‫ي ِفي َخبَ ٍر آخ ََر أَنههُ قَا َل‬ ‫اخلُونَ َو ُر ِو َ‬ ‫َهذَا َما بَ ِخ َل ِب ِه ْالبَ ِ‬
‫سونَ فِي ِه ِب ْاْل َ ْم ِس‪.‬‬‫َهذَا َما ُك ْنت ُ ْم تَتَنَافَ ُ‬
‫‪َ -196‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ ْم يَ ْذهَبْ ِم ْن َما ِل َك َما‬
‫ع َ‬
‫ظ َك‪.‬‬ ‫َو َ‬
‫‪َ -197‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن َه ِذ ِه ْالقُلُ َ‬
‫وب ت َ َم ُّل َك َما‬
‫ف ْال ِح ْك َم ِة‪.‬‬ ‫ت َ َم ُّل ْاْل َ ْبدَ ُ‬
‫ان فَا ْبتَغُوا لَ َها َ‬
‫ط َرا ِئ َ‬
‫ْ‬ ‫‪َ -198‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ هما َ‬
‫س ِم َع قَ ْو َل الخ ََو ِار ِ‬
‫ج‬
‫اط ٌل‪.‬‬ ‫َال ُح ْك َم ِإ هال ِ هّلِلِ َك ِل َمةُ َح ّ ٍ‬
‫ق يُ َرادُ ِب َها بَ ِ‬
‫صفَ ِة ْالغ َْوغ ِ‬
‫َاء ُه ُم‬ ‫‪َ -199‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فِي ِ‬
‫غلَبُوا َو ِإذَا تَفَ هرقُوا لَ ْم يُ ْع َرفُوا َوقِي َل‬
‫اجت َ َمعُوا َ‬‫الهذِينَ ِإذَا ْ‬
‫ض ُّروا‬ ‫اجتَ َمعُوا َ‬ ‫بَ ْل قَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ه ُم الهذِينَ ِإذَا ْ‬
‫ع َر ْفنَا َم َ‬
‫ض هرة َ ْ‬
‫اج ِت َما ِع ِه ْم‬ ‫َو ِإذَا تَفَ هرقُوا نَفَعُوا فَ ِقي َل قَ ْد َ‬
‫اب ْال ِم َه ِن ِإلَى‬ ‫ص َح ُ‬ ‫فَ َما َم ْنفَعَةُ ا ْفتِ َراقِ ِه ْم فَقَا َل يَ ْر ِج ُع أ َ ْ‬
‫اء ِإلَى ِبنَا ِئ ِه‬ ‫اس ِب ِه ْم َك ُر ُجوعِ ْالبَنه ِ‬ ‫ِم ْهنَ ِت ِه ْم فَيَ ْنت َ ِف ُع النه ُ‬
‫هاز ِإلَى َم ْخبَ ِز ِه‪.‬‬ ‫س ِج ِه َو ْال َخب ِ‬ ‫اج ِإلَى َم ْن َ‬ ‫س ِ‬ ‫َوالنه ه‬
‫ُ‬
‫ان َو َمعَهُ‬ ‫ي ِب َج ٍ‬ ‫‪َ -200‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وأتِ َ‬
‫غ َْوغَا ُء فَقَا َل َال َم ْر َحبا ً ِب ُو ُجو ٍه َال ت ُ َرى ِإ هال ِع ْندَ ُك ِّل‬
‫س ْوأ َ ٍة‪.‬‬
‫َ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪201- 250‬‬

‫ظانِ ِه‬ ‫ان َملَ َكي ِْن يَ ْحفَ َ‬ ‫س ٍ‬ ‫‪َ -201‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن َم َع ُك ِّل ِإ ْن َ‬
‫صينَةٌ‪.‬‬ ‫فَإِذَا َجا َء ْالقَدَ ُر خَلهيَا بَ ْينَهُ َوبَ ْينَهُ َو ِإ هن ْاْل َ َج َل ُجنهةٌ َح ِ‬
‫الزبَي ُْر نُبَا ِيعُ َك‬ ‫ط ْل َحةُ َو ُّ‬ ‫‪َ -202‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد قَا َل لَهُ َ‬
‫ان فِي ْالقُ هوةِ‬ ‫ش َر َكاؤُ َك فِي َهذَا ْاْل َ ْم ِر َال َولَ ِكنه ُك َما ش َِري َك ِ‬ ‫علَى أَنها ُ‬ ‫َ‬
‫علَى ْالعَ ْج ِز َو ْاْل َ َودِ‪.‬‬ ‫َان َ‬‫ع ْون ِ‬ ‫َو ِاال ْس ِتعَانَ ِة َو َ‬
‫َّللاَ الهذِي ِإ ْن قُ ْلت ُ ْم‬ ‫اس اتهقُوا ه‬ ‫‪َ -203‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَيُّ َها النه ُ‬
‫ت الهذِي ِإ ْن َه َر ْبت ُ ْم ِم ْنهُ‬ ‫ع ِل َم َوبَاد ُِروا ْال َم ْو َ‬ ‫ض َم ْرت ُ ْم َ‬ ‫س ِم َع َو ِإ ْن أَ ْ‬ ‫َ‬
‫أَ ْد َر َك ُك ْم َو ِإ ْن أَقَ ْمت ُ ْم أ َ َخذَ ُك ْم َو ِإ ْن نَسِيت ُ ُموهُ ذَ َك َر ُك ْم‪.‬‬
‫وف َم ْن َال‬ ‫‪َ -204‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يُزَ ِ ّهدَنه َك فِي ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ش ْيءٍ ِم ْنهُ َوقَ ْد‬ ‫علَ ْي ِه َم ْن َال يَ ْستَ ْم ِت ُع ِب َ‬ ‫يَ ْش ُك ُرهُ لَ َك فَقَ ْد يَ ْش ُك ُر َك َ‬
‫ب‬ ‫ع ْال َكافِ ُر َو ه‬
‫َّللاُ يُ ِح ُّ‬ ‫ضا َ‬ ‫شا ِك ِر أ َ ْكث َ َر ِم هما أَ َ‬‫ش ْك ِر ال ه‬ ‫ت ُ ْد ِر ُك ِم ْن ُ‬
‫ْال ُم ْح ِس ِنينَ ‪.‬‬
‫يق ِب َما ُج ِع َل فِي ِه ِإ هال‬ ‫ض ُ‬ ‫‪َ -205‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ك ُّل ِو َ‬
‫عاءٍ يَ ِ‬
‫عا َء ْال ِع ْل ِم فَإِنههُ يَت ه ِس ُع بِ ِه‪.‬‬
‫ِو َ‬
‫ض ْال َح ِل ِيم ِم ْن ِح ْل ِم ِه أَ هن‬ ‫‪َ -206‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ هو ُل ِع َو ِ‬
‫ارهُ َعلَى ْال َجا ِه ِل‪.‬‬ ‫ص ُ‬‫اس أَ ْن َ‬ ‫النه َ‬
‫‪َ -207‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ ْن لَ ْم ت َ ُك ْن َح ِليما ً فَتَ َحله ْم فَإِنههُ قَ هل َم ْن‬
‫شبههَ ِبقَ ْو ٍم ِإ هال أ َ ْوش ََك أ َ ْن يَ ُكونَ ِم ْن ُه ْم‪.‬‬
‫تَ َ‬
‫غفَ َل‬ ‫سهُ َر ِب َح َو َم ْن َ‬ ‫ب نَ ْف َ‬ ‫س َ‬ ‫‪َ -208‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َحا َ‬
‫ص َر فَ ِه َم‬ ‫ص َر َو َم ْن أَ ْب َ‬ ‫َاف أ َ ِمنَ َو َم ِن ا ْعتَبَ َر أَ ْب َ‬
‫ع ْن َها َخس َِر َو َم ْن خ َ‬ ‫َ‬
‫َو َم ْن فَ ِه َم َ‬
‫ع ِل َم‪.‬‬
‫‪َ -209‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَت َ ْع ِطفَ هن الدُّ ْنيَا َعلَ ْينَا بَ ْعدَ ِش َما ِس َها‬
‫يب ذَ ِل َك َونُ ِريدُ أ َ ْن نَ ُم هن‬ ‫ع ِق َ‬‫علَى َولَ ِد َها َوتَ َال َ‬
‫وس َ‬‫ض ُر ِ‬ ‫ف ال ه‬ ‫ط َ‬‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫ض َون َْجعَلَ ُه ْم أَئِ همةً َون َْجعَلَ ُه ُم‬ ‫علَى الهذِينَ ا ْست ُ ْ‬
‫ض ِعفُوا فِي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫َ‬
‫ْال ِ‬
‫وارثِينَ ‪.‬‬
‫ش هم َر ت َ ْج ِريدا ً‬
‫َّللاَ ت َ ِقيهةَ َم ْن َ‬ ‫‪َ -210‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ات هقُوا ه‬
‫ظ َر ِفي َك هر ِة‬ ‫ع ْن َو َج ٍل َونَ َ‬ ‫ش ِفي َم َه ٍل َوبَادَ َر َ‬ ‫َو َجده ت َ ْش ِميرا ً َو َك هم َ‬
‫صدَ ِر َو َمغَبه ِة ْال َم ْر ِج ِع‪.‬‬ ‫عاقِبَ ِة ْال َم ْ‬
‫ْال َم ْوئِ ِل َو َ‬
‫اض َو ْال ِح ْل ُم‬ ‫س ْاْلَع َْر ِ‬ ‫ار ُ‬ ‫‪َ -211‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ُجودُ َح ِ‬
‫ض َك ِم هم ْن َ‬
‫غدَ َر‬ ‫سلُ ُّو ِع َو ُ‬ ‫س ِفي ِه َو ْالعَ ْف ُو زَ َكاة ُ ه‬
‫الظفَ ِر َوال ُّ‬ ‫فِدَا ُم ال ه‬
‫صب ُْر‬ ‫ط َر َم ِن ا ْست َ ْغنَى ِب َرأْ ِي ِه َوال ه‬ ‫عي ُْن ْال ِهدَايَ ِة َوقَ ْد خَا َ‬‫َارة ُ َ‬
‫َو ِاال ْستِش َ‬
‫ف ْال ِغنَى‬ ‫ان َوأ َ ْش َر ُ‬ ‫الز َم ِ‬‫ان ه‬ ‫ع ِم ْن أَع َْو ِ‬ ‫َاض ُل ْال ِح ْدثَانَ َو ْال َجزَ ُ‬ ‫يُن ِ‬
‫ير َو ِمنَ الت ه ْوفِي ِ‬
‫ق‬ ‫ت َه َوى أ َ ِم ٍ‬ ‫ير تَ ْح َ‬ ‫ت َ ْر ُك ْال ُمنَى َو َك ْم ِم ْن َ‬
‫ع ْق ٍل أ َ ِس ٍ‬
‫ظ الت ه ْج ِربَ ِة َو ْال َم َودهة ُ قَ َرابَةٌ ُم ْستَفَادَة ٌ َو َال تَأ ْ َمن هَن َملُ ً‬
‫وال‪.‬‬ ‫ِح ْف ُ‬

‫سا ِد‬‫ب ْال َم ْر ِء ِبنَ ْف ِس ِه أ َ َحدُ ُح ه‬ ‫‪َ -212‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬‬
‫ع ْج ُ‬
‫ع ْق ِل ِه‪.‬‬
‫َ‬
‫علَى ْالقَذَى َو ْاْلَلَ ِم تَ ْر َ‬
‫ض‬ ‫‪َ -213‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ ْغ ِ‬
‫ض َ‬
‫أَبَداً‪.‬‬
‫ت أ َ ْغ َ‬
‫صانُهُ‪.‬‬ ‫عودُهُ َكثُفَ ْ‬ ‫‪َ -214‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َالنَ ُ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ف يَ ْه ِد ُم ه ْ‬ ‫‪َ -215‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِخ َال ُ‬
‫الرأ َ‬
‫طا َل‪.‬‬‫‪َ -216‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن نَا َل ا ْست َ َ‬
‫ب ْاْل َ ْح َوا ِل ِع ْل ُم َج َوا ِه ِر‬‫‪َ -217‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فِي تَقَلُّ ِ‬
‫الر َجا ِل‪.‬‬
‫ِّ‬
‫س ْق ِم ْال َم َودهةِ‪.‬‬
‫ق ِم ْن ُ‬‫صدِي ِ‬ ‫سدُ ال ه‬ ‫‪َ -218‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ح َ‬
‫ق‬
‫ت بُ ُرو ِ‬ ‫ارعِ ْالعُقُو ِل ت َ ْح َ‬ ‫ص ِ‬ ‫‪َ -219‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْكثَ ُر َم َ‬
‫ام ِع‪.‬‬‫ط ِ‬ ‫ْال َم َ‬
‫علَى الثِ ّقَ ِة‬ ‫ضا ُء َ‬ ‫ْس ِمنَ ْالعَ ْد ِل ْالقَ َ‬‫‪َ -220‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَي َ‬
‫بِ ه‬
‫الظ ِّن‪.‬‬
‫الزادُ ِإلَى ْال َمعَا ِد ْالعُ ْد َو ُ‬
‫ان‬ ‫س ه‬ ‫‪َ -221‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬بئْ َ‬
‫علَى ْال ِعبَادِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ف أ َ ْع َما ِل ْال َك ِر ِيم َ‬
‫غ ْفلَتُهُ‬ ‫‪َ -222‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬م ْن أ َ ْش َر ِ‬
‫ع هما يَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫َ‬
‫ساهُ ْال َحيَا ُء ثَ ْوبَهُ لَ ْم يَ َر النه ُ‬
‫اس‬ ‫‪َ -223‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َك َ‬
‫ع ْيبَهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ون ْال َه ْيبَةُ‬‫ت تَ ُك ُ‬ ‫ص ْم ِ‬ ‫‪َ -224‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ب َكثْ َر ِة ال ه‬
‫ظ ُم ْاْل َ ْقدَ ُ‬
‫ار‬ ‫ضا ِل تَ ْع ُ‬ ‫صفَ ِة يَ ْكث ُ ُر ْال ُم َو ِ‬
‫اصلُونَ َو ِب ْ ِ‬
‫اْل ْف َ‬ ‫َو ِبالنه َ‬
‫ِيرةِ‬
‫س َ‬ ‫سؤْ دُدُ َو ِبال ّ‬‫ب ال ُّ‬ ‫احتِ َما ِل ْال ُم َؤ ِن يَ ِج ُ‬‫ض ِع تَتِ ُّم ال ِنّ ْع َمةُ َو ِب ْ‬
‫َو ِبالت ه َوا ُ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬
‫ار َ‬ ‫ص ُ‬‫س ِفي ِه ت َ ْكث ُ ُر ْاْل َ ْن َ‬
‫ع ِن ال ه‬‫ئ َو ِب ْال ِح ْل ِم َ‬
‫ْالعَا ِدلَ ِة يُ ْق َه ُر ْال ُمنَا ِو ُ‬
‫س َال َم ِة‬
‫ع ْن َ‬ ‫سا ِد َ‬ ‫ب ِلغَ ْفلَ ِة ْال ُح ه‬‫‪َ -225‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬العَ َج ُ‬
‫سادِ‪.‬‬ ‫ْاْل َ ْج َ‬
‫ق الذُّ ِّل‪.‬‬ ‫ام ُع فِي ِوثَا ِ‬ ‫‪َ -226‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ه‬
‫الط ِ‬
‫ب َو ِإ ْق َر ٌ‬
‫ار‬ ‫ان َم ْع ِرفَةٌ بِ ْالقَ ْل ِ‬ ‫اْلي َم ُ‬‫ان فَقَا َل ْ ِ‬ ‫اْلي َم ِ‬‫ع ِن ْ ِ‬ ‫سئِ َل َ‬ ‫‪َ -227‬و ُ‬
‫ان‪.‬‬‫ع َم ٌل ِب ْاْل َ ْر َك ِ‬
‫ان َو َ‬ ‫اللّ َ‬
‫س ِ‬ ‫ِب ِ‬
‫علَى الدُّ ْنيَا َح ِزينا ً فَقَ ْد‬ ‫صبَ َح َ‬ ‫‪َ -228‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أ َ ْ‬
‫ت ِب ِه‬ ‫صيبَةً نَزَ لَ ْ‬ ‫صبَ َح يَ ْش ُكو ُم ِ‬ ‫اخطا ً َو َم ْن أَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫اء ه‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫صبَ َح ِلقَ َ‬‫أَ ْ‬
‫ب ثُلُثَا‬ ‫ض َع لَهُ ِل ِغنَاهُ ذَ َه َ‬ ‫غنِيّا ً فَتَ َوا َ‬ ‫صبَ َح يَ ْش ُكو َربههُ َو َم ْن أَتَى َ‬ ‫فَقَ ْد أ َ ْ‬
‫ار فَ ُه َو ِم هم ْن َكانَ يَت ه ِخذُ‬ ‫ات فَدَ َخ َل النه َ‬ ‫دِينِ ِه َو َم ْن قَ َرأ َ ْالقُ ْرآنَ فَ َم َ‬
‫ط قَ ْلبُهُ ِم ْن َها ِبثَ َال ٍ‬
‫ث‬ ‫ب الدُّ ْنيَا ْالتَا َ‬‫َّللاِ ُه ُزوا ً َو َم ْن لَ ِه َج قَ ْلبُهُ ِب ُح ّ ِ‬
‫ت ه‬ ‫آيَا ِ‬
‫ص َال يَتْ ُر ُكهُ َوأ َ َم ٍل َال يُ ْد ِر ُكهُ‪.‬‬ ‫َه ٍ ّم َال يُ ِغبُّهُ َو ِح ْر ٍ‬
‫ع ِة ُم ْلكا ً َو ِب ُح ْس ِن ْال ُخلُ ِ‬
‫ق‬ ‫‪َ -229‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬كفَى بِ ْالقَنَا َ‬
‫ط ِيّبَةً‬
‫ع ْن قَ ْو ِل ِه تَعَالَى فَلَنُ ْح ِييَنههُ َحياة ً َ‬ ‫س ِئ َل (عليه السالم) َ‬ ‫نَ ِعيما ً َو ُ‬
‫ي ْالقَنَا َ‬
‫عةُ‪.‬‬ ‫فَقَا َل ِه َ‬
‫الر ْز ُق‬ ‫علَ ْي ِه ِ ّ‬‫َار ُكوا الهذِي قَ ْد أَ ْقبَ َل َ‬ ‫‪َ -230‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ش ِ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬
‫ظ َ‬ ‫فَإِنههُ أ َ ْخلَ ُق ِل ْل ِغنَى َوأ َ ْجدَ ُر ِبإِ ْقبَا ِل ْال َح ِ ّ‬

‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر ِب ْالعَ ْد ِل‬


‫‪َ -231‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فِي قَ ْو ِل ِه تَعَالَى ِإ هن ه‬
‫ان التهفَ ُّ‬
‫ض ُل‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫اْل ْح َ‬‫اف َو ْ ِ‬‫ص ُ‬ ‫سان ْالعَ ْد ُل ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬ ‫اْل ْح ِ‬ ‫َو ْ ِ‬
‫ط ِب ْاليَ ِد‬
‫يرةِ يُ ْع َ‬
‫ص َ‬‫‪َ -232‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن يُ ْع ِط ِب ْاليَ ِد ْالقَ ِ‬
‫ه‬
‫الط ِويلَ ِة‪.‬‬
‫قال الرضي‪ :‬و معنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله في‬
‫سبيل الخير و البر و إن كان يسيرا فإن هللا تعالى يجعل‬
‫الجزاء عليه عظيما كثيرا و اليدان هاهنا عبارة عن النعمتين‬
‫ففرق (عليه السالم) بين نعمة العبد و نعمة الرب تعالى ذكره‬
‫بالقصيرة و الطويلة فجعل تلك قصيرة و هذه طويلة ْلن نعم‬
‫هللا أبدا تضعف على نعم المخلوق أضعافا كثيرة إذ كانت نعم‬
‫هللا أصل النعم كلها فكل نعمة إليها ترجع و منها تنزع‪.‬‬
‫س ِن (عليه السالم) َال‬ ‫‪َ -233‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ال ْبنِ ِه ْال َح َ‬
‫ي ِإلَ ْي َها‬‫يت ِإلَ ْي َها فَأ َ ِجبْ فَإِ هن الدها ِع َ‬ ‫ارزَ ةٍ َو ِإ ْن دُ ِع َ‬‫ع َو هن ِإلَى ُمبَ َ‬ ‫ت َ ْد ُ‬
‫ص ُروعٌ‪.‬‬ ‫ي َم ْ‬ ‫بَاغٍ َو ْالبَا ِغ َ‬
‫صا ِل‬ ‫ار ِخ َ‬ ‫اء ِش َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫صا ِل ال ِنّ َ‬ ‫ار ِخ َ‬ ‫‪َ -234‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬خيَ ُ‬
‫ت ْال َم ْرأَة ُ َم ْز ُه هوة ً لَ ْم‬‫الز ْه ُو َو ْال ُجب ُْن َو ْالبُ ْخ ُل فَإِذَا َكانَ ِ‬
‫الر َجا ِل ه‬ ‫ِّ‬
‫ت َمالَ َها َو َما َل بَ ْع ِل َها َو ِإذَا‬ ‫ظ ْ‬ ‫َت بَ ِخيلَةً َح ِف َ‬‫ت ُ َم ِ ّك ْن ِم ْن نَ ْف ِس َها َو ِإذَا َكان ْ‬
‫ض لَ َها‪.‬‬ ‫َيءٍ يَ ْع ِر ُ‬ ‫ت ِم ْن ُك ِّل ش ْ‬ ‫َت َجبَانَةً فَ ِرقَ ْ‬ ‫َكان ْ‬
‫ف لَنَا ْالعَاقِ َل فَقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ه َو الهذِي‬ ‫ص ْ‬ ‫‪َ -235‬وقِي َل لَهُ ِ‬
‫ف لَنَا ْال َجا ِه َل فَقَا َل‪ :‬قَ ْد فَعَ ْلتُ ‪.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫اضعَهُ فَ ِقي َل فَ ِ‬‫ش ْي َء َم َو ِ‬ ‫ض ُع ال ه‬ ‫يَ َ‬
‫قال الرضي‪ :‬يعني أن الجاهل هو الذي ال يضع الشيء‬
‫مواضعه فكأن ترك صفته صفة له إذ كان بخالف وصف‬
‫العاقل‪.‬‬
‫ع ْينِي‬ ‫َّللاِ لَدُ ْنيَا ُك ْم َه ِذ ِه أَ ْه َو ُن فِي َ‬
‫‪َ -236‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬و ه‬
‫ير ِفي يَ ِد َم ْجذُ ٍ‬
‫وم‪.‬‬ ‫ق ِخ ْن ِز ٍ‬ ‫ِم ْن ِع َرا ِ‬
‫َّللاَ َر ْغبَةً فَ ِت ْل َك‬
‫عبَدُوا ه‬ ‫‪َ -237‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن قَ ْوما ً َ‬
‫َّللاَ َر ْهبَةً فَتِ ْل َك ِعبَادَة ُ ا ْلعَ ِبي ِد َو ِإ هن‬
‫عبَدُوا ه‬ ‫ار َو ِإ هن قَ ْوما ً َ‬ ‫ِعبَادَة ُ الت ُّ هج ِ‬
‫ش ْكرا ً فَ ِت ْل َك ِعبَادَة ُ ْاْل َ ْح َر ِار‪.‬‬
‫َّللاَ ُ‬
‫عبَدُوا ه‬ ‫قَ ْوما ً َ‬
‫‪َ -238‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َم ْرأَة ُ ش ٌَّر ُكلُّ َها َوش َُّر َما فِي َها أَنههُ‬
‫َال بُده ِم ْن َها‪.‬‬
‫ضيه َع ْال ُحقُوقَ‬
‫ي َ‬‫ع الت ه َوا ِن َ‬ ‫‪َ -239‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أ َ َ‬
‫طا َ‬
‫صدِيقَ ‪.‬‬‫ضيه َع ال ه‬
‫ي َ‬‫ع ْال َوا ِش َ‬‫طا َ‬‫َو َم ْن أ َ َ‬
‫يب فِي الده ِار َر ْه ٌن‬
‫َص ُ‬ ‫‪َ -240‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َح َج ُر ْالغ ِ‬
‫علَى خ ََرا ِب َها‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال الرضي‪ :‬و يروى هذا الكالم عن النبي (صلى هللا عليه‬
‫وآله) و ال عجب أن يشتبه الكالمان ْلن مستقاهما من قليب و‬
‫مفرغهما من ذنوب‪.‬‬
‫شدُّ ِم ْن‬ ‫علَى ه‬
‫الظا ِل ِم أَ َ‬ ‫‪َ -241‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَ ْو ُم ْال َم ْ‬
‫ظلُ ِ‬
‫وم َ‬
‫علَى ْال َم ْ‬
‫ظلُ ِ‬
‫وم‪.‬‬ ‫يَ ْو ِم ه‬
‫الظا ِل ِم َ‬
‫ض التُّقَى َو ِإ ْن قَ هل‬ ‫ق ه‬
‫َّللاَ بَ ْع َ‬ ‫‪َ -242‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ات ه ِ‬
‫َّللاِ ِستْرا ً َو ِإ ْن َر هق‪.‬‬
‫اجعَ ْل بَ ْين ََك َوبَيْنَ ه‬
‫َو ْ‬
‫اب‪.‬‬
‫ص َو ُ‬
‫ي ال ه‬ ‫ازدَ َح َم ْال َج َو ُ‬
‫اب َخ ِف َ‬ ‫‪َ -243‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا ْ‬
‫ّلِل فِي ُك ِّل نِ ْع َم ٍة َحقّا ً فَ َم ْن أَدهاهُ‬ ‫‪َ -244‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ِ ه ِ‬
‫ط َر بِزَ َوا ِل ِن ْع َم ِت ِه‪.‬‬ ‫ص َر ِفي ِه خَا َ‬
‫زَ ادَهُ ِم ْن َها َو َم ْن قَ ه‬
‫ت ال ه‬
‫ش ْه َوةُ‪.‬‬ ‫ت ْال َم ْقد َِرة ُ قَله ِ‬‫‪َ -245‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا َكث ُ َر ِ‬
‫ار ال ِنّعَ ِم فَ َما ُك ُّل ش ِ‬
‫َار ٍد‬ ‫احذَ ُروا ِنفَ َ‬ ‫‪َ -246‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬‬
‫ِب َم ْردُودٍ‪.‬‬
‫الر ِح ِم‪.‬‬
‫ف ِمنَ ه‬ ‫ط ُ‬‫‪َ -247‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َك َر ُم أ َ ْع َ‬
‫ِق َ‬
‫ظنههُ‪.‬‬ ‫ظ هن ِب َك َخيْرا ً فَ َ‬
‫صدّ ْ‬ ‫‪َ -248‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َ‬
‫س َك‬ ‫ت نَ ْف َ‬ ‫ض ُل ْاْل َ ْع َما ِل َما أ َ ْك َر ْه َ‬
‫‪َ -249‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ ْف َ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬
‫َ‬
‫خ ْالعَزَ ائِ ِم‬‫س ْب َحانَهُ بِفَ ْس ِ‬
‫َّللاَ ُ‬‫ع َر ْفتُ ه‬
‫‪َ -250‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ض ْال ِه َم ِم‪.‬‬
‫َو َح ِّل ْالعُقُو ِد َونَ ْق ِ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪261- 300‬‬

‫ارة ُ الدُّ ْنيَا َح َال َوة ُ ْاآل ِخ َرةِ‪،‬‬ ‫‪َ -251‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م َر َ‬
‫ارة ُ ْاآل ِخ َر ِة‪.‬‬
‫َو َح َال َوة ُ الدُّ ْنيَا َم َر َ‬
‫ط ِهيرا ً ِمنَ‬ ‫اْلي َمانَ ت َ ْ‬ ‫َّللاُ ْ ِ‬
‫ض ه‬ ‫‪َ -252‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فَ َر َ‬
‫لر ْز ِ‬
‫ق‬ ‫ع ِن ْال ِكب ِْر َو ه‬
‫الز َكاة َ تَ ْس ِبيبا ً ِل ِ ّ‬ ‫ص َالةَ تَ ْن ِزيها ً َ‬ ‫ش ِْر ِك َوال ه‬ ‫ال ّ‬
‫ِين َو ْال ِج َهادَ‬ ‫ق َو ْال َح هج تَ ْق ِربَةً ِللدّ ِ‬ ‫ص ْالخ َْل ِ‬ ‫ام ا ْبتِ َال ًء ِ ِْل ْخ َال ِ‬ ‫صي َ َ‬ ‫َوال ِ ّ‬
‫ع ِن‬ ‫ي َ‬ ‫صلَ َحةً ِل ْلعَ َوا ِ ّم َوالنه ْه َ‬ ‫وف َم ْ‬ ‫ْل ْس َال ِم َو ْاْل َ ْم َر بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ِع ّزا ً ِل ْ ِ‬
‫اص‬‫ص َ‬ ‫الر ِح ِم َم ْن َماة ً ِل ْلعَدَ ِد َو ْال ِق َ‬ ‫صلَةَ ه‬ ‫اء َو ِ‬‫سفَ َه ِ‬ ‫ْال ُم ْن َك ِر َر ْدعا ً ِلل ُّ‬
‫ب‬
‫ش ْر ِ‬ ‫ار ِم َوت َ ْر َك ُ‬ ‫ظاما ً ِل ْل َم َح ِ‬ ‫اء َو ِإقَا َمةَ ْال ُحدُو ِد ِإ ْع َ‬ ‫َح ْقنا ً ِلل ِدّ َم ِ‬
‫س ِرقَ ِة ِإي َجابا ً ِل ْل ِعفه ِة َوتَ ْر َك‬ ‫صينا ً ِل ْلعَ ْق ِل َو ُم َجانَبَةَ ال ه‬ ‫ْالخ َْم ِر ت َ ْح ِ‬
‫ت‬
‫ش َهادَا ِ‬ ‫اط تَ ْك ِثيرا ً ِللنه ْس ِل َوال ه‬ ‫اللّ َو ِ‬ ‫ب َوت َ ْر َك ِ‬ ‫س ِ‬‫صينا ً ِللنه َ‬ ‫الزنَى تَ ْح ِ‬ ‫ِّ‬
‫ق‬‫ص ْد ِ‬ ‫ب تَ ْش ِريفا ً ِلل ِ ّ‬ ‫ت َوت َ ْر َك ْال َك ِذ ِ‬ ‫علَى ْال ُم َجا َحدَا ِ‬ ‫ظ َهارا ً َ‬ ‫ا ْستِ ْ‬
‫عةَ‬ ‫الطا َ‬ ‫ظاما ً ِل َْل ُ هم ِة َو ه‬ ‫ف َو ْاْل َ َمانَةَ ِن َ‬ ‫س َال َم أ َ َمانا ً ِمنَ ْال َمخَا ِو ِ‬ ‫َوال ه‬
‫ْل َما َم ِة‪.‬‬‫تَ ْع ِظيما ً ِل ْ ِ‬
‫الظا ِل َم ِإذَا أَ َر ْدت ُ ْم يَ ِمينَهُ‬ ‫‪َ -253‬و َكانَ (عليه السالم) يَقُو ُل أ َ ْح ِلفُوا ه‬
‫وج َل‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ِب َها َكاذِبا ً ُ‬ ‫َّللاِ َوقُ هوتِ ِه فَإِنههُ ِإذَا َحلَ َ‬ ‫ِبأَنههُ بَ ِري ٌء ِم ْن َح ْو ِل ه‬
‫اّلِلِ الهذِي َال ِإلَهَ ِإ هال ُه َو لَ ْم يُعَا َج ْل ِْلَنههُ قَ ْد‬ ‫ف ِب ه‬ ‫ْالعُقُوبَةَ َو ِإذَا َحلَ َ‬
‫َّللاَ تَعَالَى‪.‬‬ ‫َو هحدَ ه‬
‫ِك فِي‬ ‫ي نَ ْفس َ‬ ‫ص ه‬ ‫‪َ -254‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا ابْنَ آدَ َم ُك ْن َو ِ‬
‫ِك‪.‬‬‫َما ِل َك َوا ْع َم ْل فِي ِه َما تُؤْ ثِ ُر أَ ْن يُ ْع َم َل فِي ِه ِم ْن بَ ْعد َ‬
‫ب ِمنَ ْال ُجنُ ِ‬
‫ون ِْل َ هن‬ ‫ض ْر ٌ‬ ‫‪َ -255‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِحدهة ُ َ‬
‫احبَ َها يَ ْندَ ُم فَإ ِ ْن لَ ْم يَ ْندَ ْم فَ ُجنُونُهُ ُم ْست َ ْح ِك ٌم‪.‬‬
‫ص ِ‬‫َ‬
‫سدِ‪.‬‬ ‫س ِد ِم ْن ِقله ِة ْال َح َ‬ ‫ص هحةُ ْال َج َ‬ ‫‪َ -256‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬‬
‫ي ِ يَا ُك َم ْي ُل‬ ‫‪َ -257‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل ُك َم ْي ِل ب ِْن ِزيَا ٍد النه َخ ِع ّ‬
‫ار ِم َويُ ْد ِل ُجوا فِي َحا َج ِة َم ْن‬ ‫ب ْال َم َك ِ‬ ‫ُم ْر أ َ ْهلَ َك أ َ ْن يَ ُرو ُحوا فِي َك ْس ِ‬
‫ع قَ ْلبا ً‬ ‫ات َما ِم ْن أَ َح ٍد أَ ْودَ َ‬ ‫ص َو َ‬ ‫ُه َو نَائِ ٌم فَ َوالهذِي َو ِس َع َ‬
‫س ْمعُهُ ْاْل َ ْ‬
‫ت ِب ِه‬ ‫طفا ً فَإِذَا نَزَ لَ ْ‬ ‫ور لُ ْ‬
‫س ُر ِ‬ ‫س ُرورا ً ِإ هال َو َخلَقَ ه‬
‫َّللاُ لَهُ ِم ْن ذَ ِل َك ال ُّ‬ ‫ُ‬
‫ع ْنهُ َك َما‬ ‫ط ُردَ َها َ‬ ‫اء فِي ا ْن ِحدَ ِار ِه َحتهى يَ ْ‬ ‫نَائِبَةٌ َج َرى ِإلَ ْي َها َك ْال َم ِ‬
‫ط َردُ غ َِريبَةُ ْ ِ‬
‫اْل ِب ِل‪.‬‬ ‫تُ ْ‬

‫صدَقَ ِة‪.‬‬ ‫َّللاَ ِبال ه‬‫اج ُروا ه‬ ‫‪َ -258‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا أَ ْملَ ْقت ُ ْم فَتَ ِ‬
‫‪َ -259‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َوفَا ُء ِْل َ ْه ِل ْالغَ ْد ِر َغ ْد ٌر ِع ْندَ ه‬
‫َّللاِ‬
‫َو ْالغَ ْد ُر ِبأ َ ْه ِل ْالغَ ْد ِر َوفَا ٌء ِع ْندَ ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬
‫ان ِإلَ ْي ِه‬
‫س ِ‬ ‫ج ِب ْ ِ‬
‫اْل ْح َ‬ ‫‪َ -260‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ك ْم ِم ْن ُم ْستَ ْد َر ٍ‬
‫ون ِب ُح ْس ِن ْالقَ ْو ِل فِي ِه َو َما ا ْبتَلَى ه‬
‫َّللاُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َم ْفت ُ ٍ‬
‫ستْ ِر َ‬ ‫ور ِبال ه‬ ‫َو َم ْغ ُر ٍ‬
‫س ْب َحانَهُ أ َ َحدا ً ِب ِمثْ ِل ْ ِ‬
‫اْل ْم َال ِء لَهُ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قال الرضي‪ :‬و قد مضى هذا الكالم فيما تقدم إال أن فيه هاهنا‬
‫زيادة جيدة مفيدة‪.‬‬
‫ب ُمعَا ِويَةَ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫َارة ُ أَ ْ‬ ‫‪َ -261‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ هما بَلَغَهُ ِإغ َ‬
‫ار فَخ ََر َج ِبنَ ْف ِس ِه َما ِشيا ً َحتهى أَتَى النُّ َخ ْيلَةَ َوأَ ْد َر َكهُ‬ ‫علَى ْاْل َ ْنبَ ِ‬‫َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ن َْح ُن نَ ْك ِفي َك ُه ْم‪.‬‬
‫اس َوقَالُوا يَا أَ ِم َ‬ ‫النه ُ‬
‫ت‬‫غي َْر ُك ْم ِإ ْن َكانَ ِ‬ ‫ْف تَ ْكفُونَنِي َ‬ ‫س ُك ْم فَ َكي َ‬ ‫فَقَا َل‪َ :‬ما ت َ ْكفُونَنِي أ َ ْنفُ َ‬
‫ْف‬ ‫عاتِ َها َو ِإنهنِي ْاليَ ْو َم َْل َ ْش ُكو َحي َ‬ ‫ْف ُر َ‬ ‫عايَا قَ ْب ِلي لَت َ ْش ُكو َحي َ‬ ‫الر َ‬‫ه‬
‫عةُ‪.‬‬ ‫ع َو ُه ُم ْال َوزَ َ‬ ‫َر ِعيهتِي َكأَنهنِي ْال َمقُودُ َو ُه ُم ْالقَادَة ُ أَ ِو ْال َم ْو ُزو ُ‬
‫فلما قال (عليه السالم) هذا القول في كالم طويل قد ذكرنا‬
‫مختاره في جملة الخطب‪ ،‬تقدم إليه رجالن من أصحابه‪ ،‬فقال‬
‫أحدهما إني ال أملك إال نفسي و أخي‪ ،‬فمر بأمرك يا أمير‬
‫ان ِم هما أ ُ ِريدُ‪.‬‬ ‫المؤمنين ننقد له‪ ،‬فقال (عليه السالم)‪َ :‬وأَيْنَ تَقَعَ ِ‬
‫ظ ُّن‬ ‫ث بْنَ َح ْوطٍ أَتَاهُ فَقَا َل أَ تَ َرانِي أَ ُ‬ ‫ار َ‬ ‫‪َ -262‬وقِي َل ِإ هن ْال َح ِ‬
‫ض َاللَةٍ‪.‬‬ ‫علَى َ‬ ‫اب ْال َج َم ِل َكانُوا َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ظ ْر‬ ‫ت تَ ْحتَ َك َولَ ْم تَ ْن ُ‬ ‫ظ ْر َ‬ ‫ث ِإنه َك نَ َ‬ ‫ار ُ‬
‫فَقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا َح ِ‬
‫ف‬ ‫ف َم ْن أَتَاهُ َولَ ْم ت َ ْع ِر ِ‬ ‫ف ْال َح هق فَت َ ْع ِر َ‬ ‫ت ِإنه َك لَ ْم ت َ ْع ِر ِ‬ ‫فَ ْوقَ َك فَ ِح ْر َ‬
‫س ِعي ِد‬ ‫ث‪ :‬فَإِ ِنّي أ َ ْعتَ ِز ُل َم َع َ‬ ‫ار ُ‬ ‫ف َم ْن أَتَاهُ‪ .‬فَقَا َل ْال َح ِ‬ ‫اط َل فَت َ ْع ِر َ‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫س ِعيدا ً‬ ‫ع َم َر‪ ،‬فَقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن َ‬ ‫َّللاِ ب ِْن ُ‬‫ع ْب ِد ه‬‫ب ِْن َما ِلكٍ َو َ‬
‫اط َل‪.‬‬‫ص َرا ْال َح هق َولَ ْم يَ ْخذُ َال ْالبَ ِ‬ ‫ع َم َر لَ ْم يَ ْن ُ‬ ‫َّللاِ بْنَ ُ‬ ‫ع ْبدَ ه‬ ‫َو َ‬
‫س ِد‬‫ب ْاْل َ َ‬ ‫ان َك َرا ِك ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫س ْل َ‬‫ب ال ُّ‬ ‫اح ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫‪َ -263‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫ض ِع ِه‪.‬‬ ‫ط ِب َم ْو ِق ِع ِه َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم ِب َم ْو ِ‬ ‫يُ ْغبَ ُ‬
‫ظوا‬ ‫غي ِْر ُك ْم ت ُ ْحفَ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ع ِق ِ‬ ‫‪َ -264‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ ْح ِسنُوا فِي َ‬
‫ع ِق ِب ُك ْم‪.‬‬
‫فِي َ‬
‫ص َوابا ً‬ ‫اء ِإذَا َكانَ َ‬ ‫‪َ -265‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن َك َال َم ْال ُح َك َم ِ‬
‫طأ ً َكانَ دَا ًء‪.‬‬ ‫َكانَ دَ َوا ًء َو ِإذَا َكانَ َخ َ‬
‫اْلي َمانَ فَقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا‬ ‫سأَلَهُ َر ُج ٌل أ َ ْن يُعَ ِ ّرفَهُ ْ ِ‬ ‫‪َ -266‬و َ‬
‫اس فَإِ ْن نَس َ‬
‫ِيت‬ ‫علَى أَ ْس َماعِ النه ِ‬ ‫َكانَ ْالغَدُ فَأْتِنِي َحتهى أ ُ ْخ ِب َر َك َ‬
‫اردَةِ يَ ْنقُفُ َها َهذَا‬
‫ش ِ‬‫غي ُْر َك فَإِ هن ْال َك َال َم َكال ه‬
‫علَي َْك َ‬ ‫َمقَالَتِي َح ِف َ‬
‫ظ َها َ‬
‫َويُ ْخ ِطئ ُ َها َهذَا‪.‬‬
‫وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب و هو قوله‬
‫اْليمان على أربع شعب‪.‬‬
‫‪َ -267‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا ابْنَ آدَ َم َال ت َ ْح ِم ْل َه هم يَ ْو ِم َك الهذِي‬
‫ت‬‫ع ُم ِر َك يَأ ْ ِ‬‫اك فَإِنههُ ِإ ْن يَ ُك ِم ْن ُ‬ ‫علَى يَ ْو ِم َك الهذِي قَ ْد أَتَ َ‬ ‫لَ ْم يَأْتِ َك َ‬
‫َّللاُ فِي ِه ِب ِر ْزقِ َك‪.‬‬
‫ه‬
‫سى أَ ْن‬ ‫ع َ‬ ‫‪َ -268‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ ْح ِببْ َح ِبيبَ َك َه ْونا ً َما َ‬
‫سى أَ ْن‬ ‫ع َ‬‫ض َك َه ْونا ً َما َ‬ ‫ض بَ ِغي َ‬ ‫ض َك يَ ْوما ً َما َوأ َ ْب ِغ ْ‬ ‫يَ ُكونَ بَ ِغي َ‬
‫يَ ُكونَ َح ِبيبَ َك يَ ْوما ً َما‪.‬‬
‫ام ٌل‬‫ع ِ‬ ‫ام َال ِن َ‬‫ع ِ‬ ‫اس ِفي الدُّ ْنيَا َ‬ ‫‪َ -269‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬النه ُ‬
‫علَى َم ْن‬ ‫آخ َر ِت ِه يَ ْخشَى َ‬ ‫ع ْن ِ‬ ‫شغَلَتْهُ دُ ْنيَاهُ َ‬ ‫ع ِم َل ِفي الدُّ ْنيَا ِللدُّ ْنيَا قَ ْد َ‬ ‫َ‬
‫غي ِْر ِه‬‫ع ُم َرهُ فِي َم ْنفَعَ ِة َ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه فَيُ ْفنِي ُ‬ ‫يَ ْخلُفُهُ ْالفَ ْق َر َويَأ ْ َمنُهُ َ‬
‫ع ِم َل فِي الدُّ ْنيَا ِل َما بَ ْعدَ َها فَ َجا َءهُ الهذِي لَهُ ِمنَ الدُّ ْنيَا ِبغَي ِْر‬ ‫ام ٌل َ‬ ‫ع ِ‬‫َو َ‬
‫صبَ َح َو ِجيها ً‬ ‫اري ِْن َج ِميعا ً فَأ َ ْ‬ ‫ظي ِْن َمعا ً َو َملَ َك الده َ‬ ‫ع َم ٍل فَأ َ ْح َرزَ ْال َح ه‬ ‫َ‬
‫َّللاِ َال يَ ْسأ َ ُل ه‬
‫َّللاَ َحا َجةً فَيَ ْمنَعُهُ‪.‬‬ ‫ِع ْندَ ه‬
‫ب ِفي أَي ِهام ِه َح ْل ُ‬
‫ي‬ ‫َطا ِ‬ ‫ع َم َر ب ِْن ْالخ ه‬ ‫ي أَنههُ ذُ ِك َر ِع ْندَ ُ‬ ‫‪َ -270‬و ُر ِو َ‬
‫وش ْال ُم ْس ِل ِمينَ‬ ‫ت ِب ِه ُجيُ َ‬ ‫ْال َك ْعبَ ِة َو َكثْ َرتُهُ فَقَا َل قَ ْو ٌم لَ ْو أَ َخ ْذتَهُ فَ َج هه ْز َ‬
‫ع َم ُر ِبذَ ِل َك‬ ‫صنَ ُع ْال َك ْعبَةُ ِب ْال َح ْلي ِ فَ َه هم ُ‬‫ظ َم ِل َْل َ ْج ِر َو َما ت َ ْ‬ ‫َكانَ أ َ ْع َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ (عليه السالم) فَقَا َل (عليه السالم)‪:‬‬ ‫ع ْنهُ أ َ ِم َ‬
‫سأ َ َل َ‬‫َو َ‬
‫ي ِ (صلى هللا عليه وآله) َو ْاْل َ ْم َوا ُل‬ ‫علَى النه ِب ّ‬ ‫ِإ هن َهذَا ْالقُ ْرآنَ أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫ض‬ ‫س َم َها بَيْنَ ْال َو َرث َ ِة فِي ْالفَ َرائِ ِ‬ ‫أ َ ْربَعَةٌ أ َ ْم َوا ُل ْال ُم ْس ِل ِمينَ فَقَ ه‬
‫ْث‬ ‫َّللاُ َحي ُ‬
‫ضعَهُ ه‬ ‫س فَ َو َ‬ ‫علَى ُم ْست َ ِح ِقّي ِه َو ْال ُخ ُم ُ‬ ‫س َمهُ َ‬ ‫َو ْالفَ ْي ُء فَقَ ه‬
‫ي ْال َك ْعبَ ِة‬ ‫ْث َجعَلَ َها َو َكانَ َح ْل ُ‬ ‫َّللاُ َحي ُ‬ ‫صدَقَاتُ فَ َجعَلَ َها ه‬ ‫ضعَهُ َوال ه‬ ‫َو َ‬
‫ف‬ ‫علَى َحا ِل ِه َولَ ْم يَتْ ُر ْكهُ نِ ْسيَانا ً َولَ ْم يَ ْخ َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫فِي َها يَ ْو َمئِ ٍذ فَت َ َر َكهُ ه‬
‫ع َم ُر لَ ْو َال َك‬ ‫سولُهُ فَقَا َل لَهُ ُ‬ ‫َّللاُ َو َر ُ‬ ‫ْث أَقَ هرهُ ه‬ ‫علَ ْي ِه َم َكانا ً فَأَقِ هرهُ َحي ُ‬ ‫َ‬
‫ي ِب َحا ِل ِه‪.‬‬ ‫ض ْحنَا َوت َ َر َك ْال َح ْل َ‬ ‫َال ْفت َ َ‬
‫س َرقَا ِم ْن‬ ‫ي أَنههُ (عليه السالم) ُرفِ َع ِإلَ ْي ِه َر ُج َال ِن َ‬ ‫‪ُ -271‬ر ِو َ‬
‫اس‪.‬‬ ‫وض النه ِ‬ ‫ع ُر ِ‬ ‫َّللاِ َو ْاآلخ َُر ِم ْن ُ‬ ‫ع ْبدٌ ِم ْن َما ِل ه‬ ‫َّللاِ أ َ َحدُ ُه َما َ‬‫َما ِل ه‬
‫علَ ْي ِه َما ُل‬ ‫َّللاِ َو َال َحده َ‬ ‫فَقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ هما َهذَا فَ ُه َو ِم ْن َما ِل ه‬
‫ط َع يَدَهُ‪.‬‬ ‫شدِيدُ فَقَ َ‬ ‫ضهُ بَ ْعضاً‪َ ،‬وأ َ هما ْاآلخ َُر فَعَلَ ْي ِه ْال َحدُّ ال ه‬ ‫َّللاِ أ َ َك َل بَ ْع ُ‬ ‫ه‬
‫اي ِم ْن َه ِذ ِه‬ ‫ت قَدَ َم َ‬ ‫‪َ -272‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ ْو قَ ِد ا ْست َ َو ْ‬
‫ض لَغَي ْهرتُ أ َ ْشيَا َء‪.‬‬ ‫اح ِ‬ ‫ْال َمدَ ِ‬
‫َّللاَ لَ ْم يَ ْجعَ ْل‬ ‫‪َ -273‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ا ْعلَ ُموا ِع ْلما ً يَ ِقينا ً أَ هن ه‬
‫ت َم ِكيدَتُهُ أ َ ْكث َ َر‬ ‫ط ِلبَتُهُ َوقَ ِويَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ت ِحيلَتُهُ َوا ْشتَده ْ‬ ‫ظ َم ْ‬‫ع ُ‬ ‫ِل ْلعَ ْب ِد َو ِإ ْن َ‬
‫ض ْع ِف ِه‬ ‫ي لَهُ فِي ال ِذّ ْك ِر ْال َح ِك ِيم َولَ ْم يَ ُح ْل بَيْنَ ْالعَ ْب ِد فِي َ‬ ‫س ِ ّم َ‬ ‫ِم هما ُ‬
‫ي لَهُ فِي ال ِذّ ْك ِر ْال َح ِك ِيم‬ ‫س ِ ّم َ‬ ‫َوقِله ِة ِحيلَتِ ِه َوبَيْنَ أ َ ْن يَ ْبلُ َغ َما ُ‬
‫ار ُك‬ ‫اس َرا َحةً فِي َم ْنفَعَ ٍة َوالت ه ِ‬ ‫ظ ُم النه ِ‬ ‫ام ُل ِب ِه أ َ ْع َ‬ ‫ف ِل َهذَا ْالعَ ِ‬ ‫ار ُ‬ ‫َو ْالعَ ِ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ب ُم ْنعَ ٍم َ‬ ‫ض هرةٍ َو ُر ه‬ ‫شغُ ًال فِي َم َ‬ ‫اس ُ‬ ‫ظ ُم النه ِ‬ ‫اك فِي ِه أ َ ْع َ‬ ‫ش ُّ‬ ‫لَهُ ال ه‬
‫ع لَهُ ِب ْالبَ ْل َوى فَ ِز ْد أَيُّ َها‬ ‫صنُو ٌ‬ ‫ب ُم ْبتَلًى َم ْ‬ ‫ُم ْست َ ْد َر ٌج ِبالنُّ ْع َمى َو ُر ه‬
‫ف ِع ْندَ ُم ْنتَ َهى‬ ‫ع َجلَتِ َك َوقِ ْ‬ ‫ص ْر ِم ْن َ‬ ‫ش ْك ِر َك َوقَ ِ ّ‬ ‫ْال ُم ْست َ ْن ِف ُع فِي ُ‬
‫ِر ْزقِ َك‪.‬‬
‫‪َ -274‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال ت َ ْجعَلُوا ِع ْل َم ُك ْم َج ْه ًال َويَ ِقينَ ُك ْم‬
‫ش ّكا ً ِإذَا َع ِل ْمت ُ ْم فَا ْع َملُوا َو ِإذَا تَيَقه ْنت ُ ْم فَأ َ ْق ِد ُموا‪.‬‬ ‫َ‬
‫صد ٍِر‬ ‫غي ُْر ُم ْ‬ ‫وردٌ َ‬ ‫الط َم َع ُم ِ‬ ‫‪َ -275‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ه‬
‫اء قَ ْب َل ِر ِيّ ِه َو ُكله َما‬ ‫ب ْال َم ِ‬ ‫َار ُ‬ ‫ي ٍ َو ُربه َما ش َِرقَ ش ِ‬ ‫غي ُْر َوفِ ّ‬ ‫ام ٌن َ‬ ‫ض ِ‬‫َو َ‬
‫الر ِزيهةُ ِلفَ ْق ِد ِه َو ْاْل َ َمانِ ُّ‬
‫ي‬ ‫ت ه‬ ‫ظ َم ِ‬ ‫ش ْي ِء ْال ُمتَنَافَ ِس فِي ِه َ‬
‫ع ُ‬ ‫ظ َم قَ ْد ُر ال ه‬ ‫ع ُ‬ ‫َ‬
‫ظ يَأ ْ ِتي َم ْن َال يَأْتِي ِه‪.‬‬ ‫صائِ ِر َو ْال َح ُّ‬ ‫ت ُ ْع ِمي أ َ ْعيُنَ ْالبَ َ‬
‫عوذُ ِب َك ِم ْن أَ ْن ت ُ َح ّ‬
‫سِنَ‬ ‫‪َ -276‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬الله ُه هم ِإ ِنّي أَ ُ‬
‫يرتِي‬ ‫س ِر َ‬ ‫ع َالنِيَتِي َوتُقَ ِبّ َح فِي َما أُب ِْط ُن لَ َك َ‬ ‫ون َ‬ ‫فِي َال ِمعَ ِة ْالعُيُ ِ‬
‫ت ُم ه‬ ‫يع َما أَ ْن َ‬ ‫ُم َحافِظا ً َ‬
‫علَ ْي ِه‬‫ط ِل ٌع َ‬ ‫اس ِم ْن نَ ْفسِي ِب َج ِم ِ‬ ‫اء النه ِ‬ ‫علَى ِرث َ ِ‬
‫ع َم ِلي‬ ‫وء َ‬ ‫س ِ‬ ‫ي ِإلَي َْك ِب ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ظا ِه ِري َوأ ُ ْف ِ‬ ‫اس ُحسْنَ َ‬ ‫ِي ِللنه ِ‬‫ِم ِنّي فَأ ُ ْبد َ‬
‫ضاتِ َك‪.‬‬ ‫عدا ً ِم ْن َم ْر َ‬ ‫ِك َوت َبَا ُ‬ ‫تَقَ ُّربا ً ِإلَى ِعبَاد َ‬
‫غب ِْر لَ ْيلَ ٍة‬ ‫س ْينَا ِم ْنهُ فِي ُ‬ ‫‪َ -277‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال َوالهذِي أ َ ْم َ‬
‫ع ْن يَ ْو ٍم أَغ هَر َما َكانَ َكذَا َو َكذَا‪.‬‬ ‫دَ ْه َما َء ت َ ْكش ُِر َ‬
‫ير‬‫علَ ْي ِه أ َ ْر َجى ِم ْن َك ِث ٍ‬ ‫‪َ -278‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قَ ِلي ٌل تَدُو ُم َ‬
‫َم ْملُو ٍل ِم ْنهُ‪.‬‬
‫ض‬ ‫ت النه َوافِ ُل بِ ْالفَ َرائِ ِ‬ ‫ض هر ِ‬ ‫‪َ -279‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا أَ َ‬
‫ضو َها‪.‬‬ ‫ارفُ ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫‪َ -280‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن تَذَ هك َر بُ ْعدَ ال ه‬
‫سفَ ِر ا ْستَعَده‪.‬‬
‫الر ِويهةُ َك ْال ُمعَايَنَ ِة َم َع‬
‫ت ه‬ ‫س ِ‬‫‪َ -281‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ ْي َ‬
‫ش ْالعَ ْق ُل َم ِن‬ ‫ِب ْالعُيُ ُ‬
‫ون أ َ ْهلَ َها َو َال يَغُ ُّ‬ ‫ار فَقَ ْد ت َ ْكذ ُ‬
‫ص ِ‬‫اْل ْب َ‬ ‫ِْ‬
‫ص َحهُ‪.‬‬‫ا ْست َ ْن َ‬
‫اب ِمنَ‬
‫ظ ِة ِح َج ٌ‬ ‫‪َ -282‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬بَ ْينَ ُك ْم َوبَيْنَ ْال َم ْو ِع َ‬
‫ْال ِغ هر ِة‪.‬‬
‫ف‪.‬‬
‫س ّ ِو ٌ‬ ‫‪َ -283‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬جا ِهلُ ُك ْم ُم ْزدَادٌ َو َ‬
‫عا ِل ُم ُك ْم ُم َ‬
‫ع ْذ َر ْال ُمتَعَ ِلّ ِلينَ ‪.‬‬
‫ط َع ْال ِع ْل ُم ُ‬
‫‪َ -284‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬قَ َ‬
‫ار َو ُك ُّل‬ ‫ظ َ‬ ‫‪َ -285‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ك ُّل ُمعَا َج ٍل يَ ْسأ َ ُل ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫ُم َؤ هج ٍل يَتَعَله ُل ِبالت ه ْس ِو ِ‬
‫يف‪.‬‬
‫طوبَى لَهُ ِإ هال‬ ‫ش ْيءٍ ُ‬ ‫اس ِل َ‬ ‫‪َ -286‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما قَا َل النه ُ‬
‫س ْوءٍ ‪.‬‬ ‫َوقَ ْد َخبَأ َ لَهُ الده ْه ُر يَ ْو َم َ‬
‫ظ ِل ٌم فَ َال تَ ْسلُ ُكوهُ َوبَ ْح ٌر‬ ‫يق ُم ْ‬ ‫ط ِر ٌ‬ ‫ع ِن ْالقَدَ ِر فَقَا َل َ‬ ‫س ِئ َل َ‬ ‫‪َ -287‬و ُ‬
‫َّللاِ فَ َال تَتَ َكلهفُوهُ‪.‬‬‫يق فَ َال ت َ ِل ُجوهُ َو ِس ُّر ه‬ ‫ع ِم ٌ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه‬
‫ظ َر َ‬ ‫عبْدا ً َح َ‬ ‫‪َ -288‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا أَ ْرذَ َل ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫ْال ِع ْل َم‪.‬‬
‫ضى أَ ٌخ فِي ه‬
‫َّللاِ‬ ‫‪َ -289‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬كانَ ِلي فِي َما َم َ‬
‫َارجا ً ِم ْن‬ ‫ع ْينِ ِه َو َكانَ خ ِ‬ ‫صغ َُر الدُّ ْنيَا فِي َ‬ ‫ع ْينِي ِ‬ ‫َو َكانَ يُ ْع ِظ ُمهُ فِي َ‬
‫طنِ ِه فَ َال يَ ْشت َ ِهي َما َال يَ ِجدُ َو َال يُ ْكثِ ُر ِإذَا َو َجدَ َو َكانَ‬ ‫ان بَ ْ‬‫ط ِ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ُ‬
‫سا ِئ ِلينَ‬‫غ ِلي َل ال ه‬ ‫امتا ً فَإِ ْن قَا َل بَذه ْالقَا ِئ ِلينَ َونَقَ َع َ‬ ‫ص ِ‬ ‫أ َ ْكث َ َر دَ ْه ِر ِه َ‬
‫ص ُّل‬ ‫ب َو ِ‬ ‫ْث غَا ٍ‬ ‫ضعَفا ً فَإِ ْن َجا َء ْال ِجدُّ فَ ُه َو لَي ُ‬ ‫ض ِعيفا ً ُم ْست َ ْ‬ ‫َو َكانَ َ‬
‫علَى َما‬ ‫اضيا ً َو َكانَ َال يَلُو ُم أَ َحدا ً َ‬ ‫ي قَ ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫َوا ٍد َال يُ ْد ِلي ِب ُح هج ٍة َحتهى يَأ ْ‬
‫َ‬
‫ارهُ َو َكانَ َال َي ْش ُكو َو َجعا ً‬ ‫يَ ِجدُ ْالعُ ْذ َر فِي ِمثْ ِل ِه َحتهى يَ ْس َم َع ا ْعتِذَ َ‬
‫ِإ هال ِع ْندَ بُ ْرئِ ِه َو َكانَ يَقُو ُل َما يَ ْفعَ ُل َو َال يَقُو ُل َما َال يَ ْفعَ ُل َو َكانَ‬
‫علَى َما‬ ‫ت َو َكانَ َ‬ ‫س ُكو ِ‬ ‫علَى ال ُّ‬ ‫علَى ْال َك َال ِم لَ ْم يُ ْغلَبْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫غ ِل َ‬‫ِإذَا ُ‬
‫ظ ُر‬ ‫ان يَ ْن ُ‬ ‫علَى أ َ ْن يَتَ َكله َم َو َكانَ ِإذَا بَدَ َههُ أَ ْم َر ِ‬ ‫ص ِم ْنهُ َ‬ ‫يَ ْس َم ُع أ َ ْح َر َ‬
‫ق فَ ْالزَ ُمو َها‬ ‫ب ِإلَى ْال َه َوى فَيُخَا ِلفُهُ فَعَلَ ْي ُك ْم ِب َه ِذ ِه ْالخ ََال ِئ ِ‬ ‫أَيُّ ُه َما أ َ ْق َر ُ‬
‫سوا فِي َها فَإ ِ ْن لَ ْم ت َ ْست َ ِطيعُو َها فَا ْعلَ ُموا أ َ هن أ َ ْخذَ ْالقَ ِلي ِل َخي ٌْر‬ ‫َوتَنَافَ ُ‬
‫ِم ْن ت َ ْر ِك ْال َكثِ ِ‬
‫ير‪.‬‬
‫صيَ ِت ِه‬ ‫علَى َم ْع ِ‬ ‫ع ِد ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫‪َ -290‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ ْو لَ ْم يَت َ َو ه‬
‫ش ْكرا ً ِلنِعَ ِم ِه‪.‬‬ ‫صى ُ‬ ‫ب أ َ هال يُ ْع َ‬ ‫لَ َكانَ يَ ِج ُ‬
‫ع ِن‬ ‫ث ْبنَ قَي ٍْس َ‬ ‫ع هزى ْاْل َ ْشعَ َ‬ ‫‪َ -291‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد َ‬
‫اب ٍْن لَهُ‪.‬‬
‫الر ِح ُم‬ ‫ت ِم ْن َك ذَ ِل َك ه‬ ‫علَى ا ْب ِن َك فَقَ ِد ا ْست َ َحقه ْ‬ ‫ث ِإ ْن ت َ ْحزَ ْن َ‬ ‫يَا أ َ ْشعَ ُ‬
‫ت‬
‫صبَ ْر َ‬ ‫ث ِإ ْن َ‬ ‫ف يَا أَ ْشعَ ُ‬ ‫صيبَ ٍة َخلَ ٌ‬ ‫َّللاِ ِم ْن ُك ِّل ُم ِ‬ ‫ص ِب ْر فَ ِفي ه‬ ‫َو ِإ ْن ت َ ْ‬
‫علَي َْك‬ ‫ْت َج َرى َ‬ ‫ور َو ِإ ْن َج ِزع َ‬ ‫ت َمأ ْ ُج ٌ‬ ‫علَي َْك ْالقَدَ ُر َوأ َ ْن َ‬ ‫َج َرى َ‬
‫س هر َك َو ُه َو َب َال ٌء َوفِتْنَةٌ‬ ‫ث ا ْبنُ َك َ‬ ‫ور يَا أ َ ْشعَ ُ‬ ‫ت َمأ ْ ُز ٌ‬ ‫ْالقَدَ ُر َوأ َ ْن َ‬
‫اب َو َر ْح َمةٌ‪.‬‬ ‫َو َحزَ ن ََك َو ُه َو ث َ َو ٌ‬
‫َّللاِ (صلى هللا‬ ‫سو ِل ه‬ ‫علَى قَب ِْر َر ُ‬ ‫‪َ -292‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫عةَ دَ ْفنِ ِه‪:‬‬ ‫سا َ‬ ‫عليه وآله) َ‬
‫علَي َْك َو ِإ هن‬ ‫ع لَقَ ِبي ٌح ِإ هال َ‬ ‫ع ْن َك َو ِإ هن ْال َجزَ َ‬ ‫صب َْر لَ َج ِمي ٌل ِإ هال َ‬ ‫ِإ هن ال ه‬
‫اب ِب َك لَ َج ِلي ٌل َو ِإنههُ قَ ْبلَ َك َو َب ْعدَ َك لَ َجلَ ٌل‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫ْال ُم َ‬
‫ب ْال َما ِئقَ فَإِنههُ يُزَ ِيّ ُن لَ َك‬ ‫ص َح ِ‬ ‫‪َ -293‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال تَ ْ‬
‫ِف ْعلَهُ َويَ َودُّ أَ ْن ت َ ُكونَ ِمثْلَهُ‪.‬‬
‫ب فَقَا َل‬ ‫ق َو ْال َم ْغ ِر ِ‬ ‫سافَ ِة َما بَيْنَ ْال َم ْش ِر ِ‬ ‫ع ْن َم َ‬ ‫سئِ َل َ‬ ‫‪َ -294‬وقَ ْد ُ‬
‫ش ْم ِس‪.‬‬ ‫ِيرة ُ يَ ْو ٍم ِلل ه‬‫(عليه السالم)‪َ :‬مس َ‬
‫ُك ث َ َالثَةٌ‬ ‫ُك ثَ َالثَةٌ َوأ َ ْعدَاؤ َ‬ ‫ص ِدقَاؤ َ‬ ‫‪َ -295‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ ْ‬
‫عد ُُّو َعد ّ ُِو َك َوأَ ْعدَ َ‬
‫اؤُك‬ ‫صدِي ِق َك َو َ‬ ‫ِيق َ‬ ‫صد ُ‬ ‫صدِيقُ َك َو َ‬ ‫ُك َ‬ ‫ص ِدقَاؤ َ‬ ‫فَأ َ ْ‬
‫ِيق َعد ّ ُِو َك‪.‬‬ ‫صد ُ‬ ‫صدِي ِق َك َو َ‬ ‫عد ُُّو َ‬ ‫عد ُُّو َك َو َ‬ ‫َ‬
‫عد ّ ٍُو لَهُ ِب َما‬
‫علَى َ‬ ‫‪َ -296‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل َر ُج ٍل َرآهُ يَ ْسعَى َ‬
‫سهُ ِليَ ْقت ُ َل ِر ْدفَهُ‪.‬‬ ‫ت َك ه‬
‫الطا ِع ِن نَ ْف َ‬ ‫ار ِبنَ ْف ِس ِه ِإنه َما أ َ ْن َ‬
‫ِفي ِه ِإض َْر ٌ‬
‫‪َ -297‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما أ َ ْكث َ َر ْال ِعبَ َر َوأَقَ هل ِاال ْعتِبَ َ‬
‫ار‪.‬‬
‫صو َم ِة أَثِ َم َو َم ْن‬ ‫‪َ -298‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن بَالَ َغ فِي ْال ُخ ُ‬
‫ص َم‪.‬‬‫َّللاَ َم ْن خَا َ‬‫ي ه‬ ‫ظ ِل َم َو َال يَ ْست َ ِطي ُع أَ ْن يَت ه ِق َ‬
‫ص َر فِي َها ُ‬ ‫قَ ه‬
‫ب أ ُ ْم ِه ْلتُ بَ ْعدَهُ َحتهى‬ ‫‪َ -299‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما أ َ َه هم ِني ذَ ْن ٌ‬
‫َّللاَ ْالعَا ِفيَةَ‪.‬‬
‫ي َر ْكعَتَي ِْن َوأ َ ْسأ َ َل ه‬ ‫ص ِلّ َ‬‫أُ َ‬
‫علَى‬ ‫َّللاُ ْالخ َْلقَ َ‬ ‫ب ه‬ ‫ْف يُ َحا ِس ُ‬ ‫سئِ َل (عليه السالم) َكي َ‬ ‫‪َ -300‬و ُ‬
‫علَى َكثْ َر ِت ِه ْم فَ ِقي َل‬‫َكثْ َر ِت ِه ْم فَقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ك َما يَ ْر ُزقُ ُه ْم َ‬
‫ْف يُ َحا ِسبُ ُه ْم َو َال يَ َر ْونَهُ فَقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ك َما يَ ْر ُزقُ ُه ْم َو َال‬ ‫َكي َ‬
‫يَ َر ْونَهُ‪.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪350ُ-301‬‬

‫ع ْق ِل َك‪َ ،‬و ِكتَابُ َك‬


‫ان َ‬ ‫سولُ َك تَ ْر ُج َم ُ‬ ‫‪َ -301‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ر ُ‬
‫ع ْن َك‪.‬‬‫أَ ْبلَ ُغ َما يَ ْن ِط ُق َ‬
‫‪َ -302‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما ْال ُم ْبتَلَى الهذِي قَ ِد ا ْشتَده ِب ِه ْالبَ َال ُء‬
‫اء الهذِي َال يَأ ْ َم ُن ْالبَ َال َء‪.‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ِبأ َ ْح َو َج ِإلَى الدُّ َ‬
‫الر ُج ُل‬‫اس أَ ْبنَا ُء الدُّ ْنيَا َو َال يُ َال ُم ه‬ ‫‪َ -303‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬النه ُ‬
‫ب أ ُ ِ ّم ِه‪.‬‬
‫علَى ُح ّ ِ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ فَ َم ْن َمنَعَهُ‬‫سو ُل ه‬ ‫‪َ -304‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ْال ِم ْس ِكينَ َر ُ‬
‫طى ه‬
‫َّللاَ‪.‬‬ ‫طاهُ فَقَ ْد أ َ ْع َ‬
‫َّللاَ َو َم ْن أَ ْع َ‬ ‫فَقَ ْد َمنَ َع ه‬
‫ط‪.‬‬ ‫ور قَ ُّ‬ ‫‪َ -305‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما زَ نَى َ‬
‫غي ُ ٌ‬
‫‪َ -306‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬كفَى بِ ْاْل َ َج ِل َح ِ‬
‫ارساً‪.‬‬
‫علَى الث ُّ ْك ِل َو َال يَنَا ُم‬ ‫‪َ -307‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَنَا ُم ه‬
‫الر ُج ُل َ‬
‫علَى ْال َح َر ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال الرضي‪ :‬و معنى ذلك أنه يصبر على قتل اْلوالد و ال‬
‫يصبر على سلب اْلموال‪.‬‬
‫اء قَ َرابَةٌ بَيْنَ ْاْل َ ْبن ِ‬
‫َاء‬ ‫‪َ -308‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م َودهة ُ ْاآلبَ ِ‬
‫َو ْالقَ َرابَةُ ِإلَى ْال َم َوده ِة أَ ْح َو ُج ِمنَ ْال َم َوده ِة ِإلَى ْالقَ َرابَ ِة‪.‬‬
‫ظنُونَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَإِ هن ه‬
‫َّللاَ‬ ‫‪َ -309‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬اتهقُوا ُ‬
‫علَى أ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم‪.‬‬
‫تَعَالَى َجعَ َل ْال َح هق َ‬
‫ع ْب ٍد َحتهى يَ ُكونَ‬ ‫ان َ‬‫صد ُُق ِإي َم ُ‬ ‫‪َ -310‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال يَ ْ‬
‫َّللاِ أ َ ْوثَقَ ِم ْنهُ ِب َما فِي يَ ِد ِه‪.‬‬
‫ِب َما فِي يَ ِد ه‬
‫‪َ -311‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِْ :‬لَن َِس ب ِْن َما ِلكٍ َوقَ ْد َكانَ بَعَثَهُ ِإلَى‬
‫س ِمعَهُ‬‫شيْئا ً ِم هما َ‬‫ص َر ِة يُذَ ِ ّك ُر ُه َما َ‬ ‫الزبَي ِْر لَ هما َجا َء ِإلَى ْالبَ ْ‬ ‫ط ْل َحةَ َو ُّ‬
‫َ‬
‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) فِي َم ْعنَا ُه َما فَلَ َوى َ‬
‫ع ْن‬ ‫سو ِل ه‬ ‫ِم ْن َر ُ‬
‫ذَ ِل َك فَ َر َج َع ِإلَ ْي ِه فَقَا َل ِإ ِنّي أ ُ ْن ِسيتُ ذَ ِل َك ْاْل َ ْم َر فَقَا َل (عليه‬
‫ضا َء َال ِمعَةً َال‬
‫َّللاُ ِب َها بَ ْي َ‬‫ض َربَ َك ه‬ ‫ت َكاذِبا ً فَ َ‬ ‫السالم)‪ِ :‬إ ْن ُك ْن َ‬
‫ت ُ َو ِاري َها ْال ِع َما َمةُ‪ .‬قال الرضي‪ :‬يعني البرص فأصاب أنسا هذا‬
‫الداء فيما بعد في وجهه فكان ال يرى إال مبرقعا‪.‬‬
‫ب ِإ ْقبَ ًاال َو ِإ ْدبَارا ً فَإِذَا أ َ ْقبَلَ ْ‬
‫ت‬ ‫‪َ -312‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ِل ْلقُلُو ِ‬
‫علَى‬ ‫ص ُروا ِب َها َ‬ ‫ت فَا ْقت َ ِ‬‫علَى النه َوافِ ِل َو ِإذَا أَ ْدبَ َر ْ‬ ‫اح ِملُو َها َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ْالفَ َرائِ ِ‬
‫آن نَبَأ ُ َما قَ ْبلَ ُك ْم َو َخبَ ُر َما‬ ‫‪َ -313‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وفِي ْالقُ ْر ِ‬
‫بَ ْعدَ ُك ْم َو ُح ْك ُم َما بَ ْينَ ُك ْم‪.‬‬
‫ْث َجا َء فَإِ هن‬ ‫‪َ -314‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ردُّوا ْال َح َج َر ِم ْن َحي ُ‬
‫ش هر َال يَ ْدفَعُهُ ِإ هال ال ه‬
‫ش ُّر‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫َّللاِ ب ِْن أ َ ِبي َرافِ ٍع أ َ ِل ْق‬‫عبَ ْي ِد ه‬ ‫‪َ -315‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل َكاتِ ِب ِه ُ‬
‫ط بَيْنَ‬ ‫ور َوقَ ْر ِم ْ‬
‫ط ِ‬ ‫س ُ‬ ‫دَ َوات َ َك َوأَ ِط ْل ِج ْلفَةَ قَلَ ِم َك َوفَ ِ ّر ْج بَيْنَ ال ُّ‬
‫صبَا َح ِة ْالخ ِ ّ‬
‫َط‪.‬‬ ‫وف فَإِ هن ذَ ِل َك أ َ ْجدَ ُر ِب َ‬ ‫ْال ُح ُر ِ‬
‫وب ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال َما ُل‬ ‫س ُ‬ ‫‪َ -316‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَنَا يَ ْع ُ‬
‫وب ْالفُ هج ِ‬
‫ار‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫يَ ْع ُ‬
‫قال الرضي‪ :‬و معنى ذلك أن المؤمنين يتبعونني و الفجار‬
‫يتبعون المال كما تتبع النحل يعسوبها و هو رئيسها‪.‬‬
‫ض ْاليَ ُهو ِد َما دَفَ ْنت ُ ْم نَ ِبيه ُك ْم َحتهى ْ‬
‫اختَلَ ْفت ُ ْم ِفي ِه‬ ‫‪َ -317‬وقَا َل لَهُ بَ ْع ُ‬
‫ع ْنهُ َال فِي ِه َولَ ِكنه ُك ْم َما َجفه ْ‬
‫ت‬ ‫اختَلَ ْفنَا َ‬ ‫فَقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَهُ ِإنه َما ْ‬
‫اجعَ ْل لَنا ِإلها ً َكما لَ ُه ْم آ ِل َهةٌ‬ ‫أَ ْر ُجلُ ُك ْم ِمنَ ْالبَ ْح ِر َحتهى قُ ْلت ُ ْم ِلنَ ِبيِّ ُك ْم ْ‬
‫قا َل ِإنه ُك ْم قَ ْو ٌم ت َ ْج َهلُونَ ‪.‬‬
‫ْت ْاْل َ ْق َرانَ ‪ ،‬فَقَا َل (عليه السالم)‪:‬‬ ‫غلَب َ‬‫ش ْيءٍ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫‪َ -318‬و ِقي َل لَهُ ِبأ َ ّ‬
‫علَى نَ ْف ِس ِه‪.‬‬ ‫عانَ ِني َ‬ ‫َما لَ ِقيتُ َر ُج ًال إِ هال أ َ َ‬
‫قال الرضي‪ :‬يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب‪.‬‬
‫ي ِإ ِنّي‬ ‫‪َ -319‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ال ْب ِن ِه ُم َح هم ِد اب ِْن ْال َحنَ ِفيه ِة يَا بُنَ ه‬
‫صةٌ ِللدّ ِ‬
‫ِين‬ ‫علَي َْك ْالفَ ْق َر فَا ْست َ ِع ْذ ِب ه‬
‫اّلِلِ ِم ْنهُ فَإِ هن ْالفَ ْق َر َم ْنقَ َ‬ ‫َاف َ‬ ‫أَخ ُ‬
‫شةٌ ِل ْلعَ ْق ِل دَا ِعيَةٌ ِل ْل َم ْقتِ‪.‬‬ ‫َم ْد َه َ‬
‫س ْل تَفَقُّها ً‬ ‫ضلَ ٍة َ‬ ‫ع ْن ُم ْع ِ‬ ‫سأَلَهُ َ‬‫سائِ ٍل َ‬ ‫‪َ -320‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل َ‬
‫شبِيهٌ بِ ْالعَا ِل ِم َو ِإ هن ْالعَا ِل َم‬
‫َو َال ت َ ْسأ َ ْل تَعَنُّتا ً فَإ ِ هن ْال َجا ِه َل ْال ُمتَعَ ِلّ َم َ‬
‫ش ِبيهٌ ِب ْال َجا ِه ِل ْال ُمتَعَ ِنّتِ‪.‬‬ ‫ِف َ‬ ‫س َ‬ ‫ْال ُمتَعَ ّ‬
‫َار ِإلَ ْي ِه‬‫هاس َوقَ ْد أَش َ‬ ‫َّللاِ ب ِْن ْالعَب ِ‬
‫‪َ -321‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬لعَ ْب ِد ه‬
‫ص ْيت ُ َك‬ ‫ع َ‬ ‫ي َوأ َ َرى فَإِ ْن َ‬ ‫علَ ه‬
‫ِير َ‬‫ش ْيءٍ لَ ْم يُ َوافِ ْق َرأْيَهُ لَ َك أَ ْن تُش َ‬ ‫فِي َ‬
‫فَأ َ ِط ْعنِي‪.‬‬
‫ي أَنههُ (عليه السالم) لَ هما َو َردَ ْال ُكوفَةَ قَادِما ً ِم ْن‬ ‫‪َ -322‬و ُر ِو َ‬
‫علَى قَتْلَى ِ‬
‫ص ِفّينَ‬ ‫اء َ‬
‫س ِ‬ ‫س ِم َع بُ َكا َء ال ِنّ َ‬ ‫ام ِيّينَ فَ َ‬ ‫ص ِفّينَ َم هر ِبال ِ ّ‬
‫شب َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي ِ َو َكانَ ِم ْن ُو ُجو ِه قَ ْو ِم ِه‪،‬‬ ‫ام ّ‬ ‫شب َ ِ‬ ‫ش َر ْح ِبي َل ال ِ ّ‬ ‫ب ب ُْن ُ‬‫َوخ ََر َج ِإلَ ْي ِه َح ْر ُ‬
‫علَى َما أَ ْس َم ُع أَ َال‬ ‫ساؤُ ُك ْم َ‬ ‫فَقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَهُ أ َ ت َ ْغ ِلبُ ُك ْم نِ َ‬
‫ب يَ ْمشِي َمعَهُ َو ُه َو (عليه‬ ‫ين‪َ ،‬وأ َ ْقبَ َل َح ْر ٌ‬ ‫الرنِ ِ‬ ‫ع ْن َهذَا ه‬ ‫ت َ ْن َه ْونَ ُه هن َ‬
‫ي ِمثْ ِل َك َم َع‬ ‫ار ِج ْع فَإِ هن َم ْش َ‬ ‫ب‪ ،‬فَقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬‬ ‫السالم) َرا ِك ٌ‬
‫ِمثْ ِلي فِتْنَةٌ ِل ْل َوا ِلي َو َمذَلهةٌ ِل ْل ُمؤْ ِم ِن‪.‬‬
‫ج يَ ْو َم‬ ‫‪َ -323‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬وقَ ْد َم هر ِبقَتْلَى ْالخ ََو ِار ِ‬
‫ض هر ُك ْم َم ْن غ هَر ُك ْم فَ ِقي َل لَهُ َم ْن غ هَر ُه ْم يَا‬ ‫ان بُؤْ سا ً لَ ُك ْم لَقَ ْد َ‬ ‫النه ْه َر َو ِ‬
‫وء‬
‫س ِ‬ ‫ارة ُ ِبال ُّ‬ ‫س ْاْل َ هم َ‬ ‫ض ُّل َو ْاْل َ ْنفُ ُ‬‫ان ْال ُم ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَقَا َل ال ه‬ ‫أَ ِم َ‬
‫ار‬ ‫ظ َه َ‬ ‫اْل ْ‬
‫عدَتْ ُه ُم ْ ِ‬ ‫اصي َو َو َ‬ ‫ت لَ ُه ْم ِب ْال َمعَ ِ‬‫س َح ْ‬ ‫ي ِ َوفَ َ‬ ‫غ هَرتْ ُه ْم ِب ْاْل َ َمانِ ّ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ت ِب ِه ُم النه َ‬ ‫فَا ْقت َ َح َم ْ‬
‫ت فَإِ هن‬ ‫َّللاِ فِي ْال َخلَ َوا ِ‬ ‫ي ه‬ ‫اص َ‬ ‫‪َ -324‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬اتهقُوا َمعَ ِ‬
‫شا ِهدَ ُه َو ْال َحا ِك ُم‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫‪َ -325‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ هما بَلَغَهُ قَتْ ُل ُم َح هم ِد ب ِْن أَ ِبي‬
‫صوا‬ ‫ور ِه ْم ِب ِه‪ِ ،‬إ هال أَنه ُه ْم نَقَ ُ‬ ‫س ُر ِ‬‫علَى قَ ْد ِر ُ‬ ‫علَ ْي ِه َ‬‫بَ ْك ٍر‪ِ :‬إ هن ُح ْزنَنَا َ‬
‫صنَا َح ِبيباً‪.‬‬ ‫بَ ِغيضا ً َونَقَ ْ‬
‫َّللاُ فِي ِه ِإلَى اب ِْن‬ ‫‪َ -326‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬العُ ُم ُر الهذِي أَ ْعذَ َر ه‬
‫سنَةً‪.‬‬‫آدَ َم ِستُّونَ َ‬
‫اْلثْ ُم ِب ِه‪،‬‬
‫ظ ِف َر ْ ِ‬
‫ظ ِف َر َم ْن َ‬ ‫‪َ -327‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما َ‬
‫وب‪.‬‬‫ش ِ ّر َم ْغلُ ٌ‬ ‫ب ِبال ه‬ ‫َو ْالغَا ِل ُ‬
‫ض فِي أَ ْم َوا ِل‬ ‫س ْب َحانَهُ فَ َر َ‬ ‫‪َ -328‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫ي َو ه‬
‫َّللاُ‬ ‫غنِ ٌّ‬‫ير ِإ هال ِب َما ُم ِت ّ َع بِ ِه َ‬
‫ع فَ ِق ٌ‬ ‫ت ْالفُقَ َر ِ‬
‫اء فَ َما َجا َ‬ ‫اء أ َ ْق َوا َ‬
‫ْاْل َ ْغنِيَ ِ‬
‫ع ْن ذَ ِل َك‪.‬‬‫سائِلُ ُه ْم َ‬‫تَعَالَى َ‬
‫ع ُّز ِمنَ‬ ‫ع ِن ْالعُ ْذ ِر أَ َ‬ ‫‪َ -329‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬اال ْستِ ْغنَا ُء َ‬
‫ق ِب ِه‪.‬‬‫ص ْد ِ‬
‫ال ِ ّ‬
‫‪َ -330‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَقَ ُّل َما يَ ْلزَ ُم ُك ْم ِ هّلِلِ أَ هال ت َ ْست َ ِعينُوا‬
‫علَى َمعَ ِ‬
‫اصي ِه‪.‬‬ ‫ِبنِعَ ِم ِه َ‬
‫غنِي َمةَ‬
‫عةَ َ‬ ‫س ْب َحانَهُ َجعَ َل ه‬
‫الطا َ‬ ‫‪َ -331‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ه‬
‫َّللاَ ُ‬
‫يط ْالعَ َجزَ ِة‪.‬‬‫اس ِع ْندَ ت َ ْف ِر ِ‬ ‫ْاْل َ ْكيَ ِ‬
‫ض ِه‪.‬‬ ‫َّللاِ فِي أَ ْر ِ‬ ‫عةُ ه‬ ‫ان َوزَ َ‬ ‫ط ُ‬ ‫س ْل َ‬
‫‪َ -332‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ال ُّ‬
‫صفَ ِة ْال ُمؤْ ِم ِن ْال ُمؤْ ِم ُن ِب ْش ُرهُ فِي‬ ‫‪َ -333‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬فِي ِ‬
‫ش ْيءٍ نَ ْفسا ً‬ ‫ص ْدرا ً َوأَذَ ُّل َ‬ ‫َيءٍ َ‬ ‫س ُع ش ْ‬ ‫َو ْج ِه ِه َو ُح ْزنُهُ فِي قَ ْل ِب ِه أ َ ْو َ‬
‫ص ْمتُهُ‬ ‫ير َ‬ ‫غ ُّمهُ بَ ِعيدٌ َه ُّمهُ َكثِ ٌ‬
‫ط ِوي ٌل َ‬ ‫س ْمعَةَ َ‬ ‫الر ْفعَةَ َويَ ْشنَأ ُ ال ُّ‬ ‫يَ ْك َرهُ ِ ّ‬
‫س ْه ُل‬‫ين ِبخَلهتِ ِه َ‬ ‫ضنِ ٌ‬ ‫ور ِب ِف ْك َرتِ ِه َ‬
‫ور َم ْغ ُم ٌ‬ ‫صب ُ ٌ‬ ‫ور َ‬ ‫ش ُك ٌ‬ ‫َم ْشغُو ٌل َو ْقتُهُ َ‬
‫ص ْل ِد َو ُه َو أَذَ ُّل ِمنَ‬
‫ب ِمنَ ال ه‬ ‫صلَ ُ‬‫سهُ أ َ ْ‬‫ْال َخ ِليقَ ِة لَ ِيّ ُن ْالعَ ِري َك ِة نَ ْف ُ‬
‫ْالعَ ْبدِ‪.‬‬
‫يرهُ‪،‬‬ ‫ص َ‬ ‫‪َ -334‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬لَ ْو َرأَى ْالعَ ْبدُ ْاْل َ َج َل َو َم ِ‬
‫ورهُ‪.‬‬ ‫غ ُر َ‬ ‫َض ْاْل َ َم َل َو ُ‬ ‫َْل َ ْبغ َ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ئ فِي َما ِل ِه ش َِري َك ِ‬ ‫‪َ -335‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل ُك ِّل ْام ِر ٍ‬
‫ِث‪.‬‬‫ث َو ْال َح َواد ُ‬ ‫ْال َو ِار ُ‬
‫‪َ -336‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َم ْسئُو ُل ُح ٌّر َحتهى يَ ِعدَ‪.‬‬
‫الر ِامي ِب َال‬ ‫‪َ -337‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬الدها ِعي ِب َال َ‬
‫ع َم ٍل َك ه‬
‫َوت َ ٍر‪.‬‬
‫ع َو َال‬ ‫ع َو َم ْس ُمو ٌ‬ ‫طبُو ٌ‬ ‫ان َم ْ‬
‫‪َ -338‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِع ْل ُم ِع ْل َم ِ‬
‫طبُوعُ‪.‬‬ ‫ع ِإذَا لَ ْم يَ ُك ِن ْال َم ْ‬
‫يَ ْنفَ ُع ْال َم ْس ُمو ُ‬
‫الرأْي ِ ِبالدُّ َو ِل يُ ْق ِب ُل ِبإِ ْقبَا ِل َها‬
‫اب ه‬ ‫ص َو ُ‬ ‫‪َ -339‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫َويَ ْذ َه ُ‬
‫ب ِبذَ َها ِب َها‪.‬‬
‫ش ْك ُر ِزينَةُ‬‫اف ِزينَةُ ْالفَ ْق ِر َوال ُّ‬ ‫‪َ -340‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬العَفَ ُ‬
‫ْال ِغنَى‪.‬‬
‫علَى ه‬
‫الظا ِل ِم أَ َ‬
‫شدُّ ِم ْن يَ ْو ِم‬ ‫‪َ -341‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَ ْو ُم ْالعَ ْد ِل َ‬
‫ْال َج ْو ِر َعلَى ْال َم ْ‬
‫ظلُ ِ‬
‫وم‪.‬‬
‫س َع هما فِي أ َ ْيدِي‬ ‫‪َ -342‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِغنَى ْاْل َ ْكبَ ُر ْاليَأ ْ ُ‬
‫اس‪.‬‬‫النه ِ‬
‫س َرا ِئ ُر َم ْبلُ هوة ٌ‬ ‫ظةٌ َوال ه‬ ‫‪َ -343‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬اْلَقَا ِوي ُل َم ْحفُو َ‬
‫صونَ َم ْد ُخولُونَ ِإ هال‬ ‫اس َم ْنقُو ُ‬ ‫ت َر ِهينَةٌ َوالنه ُ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫َو ُك ُّل نَ ْف ٍس ِبما َك َ‬
‫ضلُ ُه ْم‬ ‫ف يَ َكادُ أ َ ْف َ‬ ‫ت َو ُم ِجيبُ ُه ْم ُمتَ َك ِلّ ٌ‬ ‫سائِلُ ُه ْم ُمتَعَ ِنّ ٌ‬ ‫ص َم ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫َم ْن َ‬
‫صلَبُ ُه ْم‬‫ط َويَ َكادُ أ َ ْ‬ ‫س ْخ ُ‬ ‫ضى َوال ُّ‬ ‫الر َ‬ ‫ض ِل َرأْ ِي ِه ِ ّ‬ ‫ع ْن فَ ْ‬ ‫َرأْيا ً يَ ُردُّهُ َ‬
‫احدَةُ‪.‬‬ ‫ظةُ َوت َ ْست َ ِحيلُهُ ْال َك ِل َمةُ ْال َو ِ‬ ‫عودا ً ت َ ْن َك ُؤهُ الله ْح َ‬
‫ُ‬
‫َّللاَ فَ َك ْم ِم ْن‬‫اس اتهقُوا ه‬ ‫‪َ -344‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬معَا ِش َر النه ِ‬
‫ف يَتْ ُر ُكهُ‬ ‫س ْو َ‬‫ام ٍع َما َ‬ ‫ان َما َال يَ ْس ُكنُهُ َو َج ِ‬ ‫ُم َؤ ِ ّم ٍل َما َال يَ ْبلُغُهُ َوبَ ٍ‬
‫احت َ َم َل‬ ‫صابَهُ َح َراما ً َو ْ‬ ‫ق َمنَعَهُ أَ َ‬ ‫اط ٍل َج َمعَهُ َو ِم ْن َح ّ ٍ‬ ‫َولَعَلههُ ِم ْن بَ ِ‬
‫علَى َر ِبّ ِه آ ِسفا ً َال ِهفا ً قَ ْد َخس َِر الدُّ ْنيا‬ ‫ِب ِه آثَاما ً فَبَا َء ِب ِو ْز ِر ِه َوقَد َِم َ‬
‫ران ْال ُم ِب ُ‬
‫ين‪.‬‬ ‫َو ْاآل ِخ َرة َ ذ ِل َك ُه َو ْال ُخ ْس ُ‬
‫اصي‪.‬‬ ‫ص َم ِة تَعَذُّ ُر ْال َمعَ ِ‬ ‫‪َ -345‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬منَ ْال ِع ْ‬
‫س َؤا ُل‬‫امدٌ يُ ْق ِط ُرهُ ال ُّ‬
‫‪َ -346‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما ُء َو ْج ِه َك َج ِ‬
‫ظ ْر ِع ْندَ َم ْن ت ُ ْق ِط ُرهُ‪.‬‬‫فَا ْن ُ‬
‫ق َملَ ٌق‬ ‫‪َ -347‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬الثهنَا ُء ِبأ َ ْكثَ َر ِمنَ ِاال ْستِ ْحقَا ِ‬
‫ي أ َ ْو َح َ‬
‫سدٌ‪.‬‬ ‫ع ِن ِاال ْستِ ْحقَا ِ‬
‫ق ِع ٌّ‬ ‫ير َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوالت ه ْق ِ‬
‫احبُهُ‪.‬‬‫ص ِ‬ ‫ب َما ا ْستَ َهانَ بِ ِه َ‬ ‫شدُّ الذُّنُو ِ‬ ‫‪َ -348‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَ َ‬
‫ب نَ ْف ِس ِه ا ْشتَغَ َل‬ ‫ع ْي ِ‬‫ظ َر فِي َ‬ ‫‪َ -349‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن نَ َ‬
‫علَى َما فَاتَهُ‬ ‫َّللاِ لَ ْم يَ ْحزَ ْن َ‬‫ق ه‬ ‫ي ِب ِر ْز ِ‬ ‫ض َ‬‫غي ِْر ِه َو َم ْن َر ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ع ْي ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ب َو َم ِن‬ ‫ع ِط َ‬ ‫ور َ‬ ‫ْف ْالبَ ْغي ِ قُتِ َل ِب ِه َو َم ْن َكابَدَ ْاْل ُ ُم َ‬ ‫سي َ‬ ‫س هل َ‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫وء ات ُّ ِه َم َو َم ْن َكث ُ َر‬ ‫س ِ‬ ‫اخ َل ال ُّ‬‫ا ْقت َ َح َم اللُّ َج َج غ َِرقَ َو َم ْن دَ َخ َل َمدَ ِ‬
‫طؤُ هُ قَ هل َحيَا ُؤهُ َو َم ْن قَ هل َحيَا ُؤهُ‬ ‫ط ُؤهُ َو َم ْن َكث ُ َر َخ َ‬ ‫َك َال ُمهُ َكث ُ َر َخ َ‬
‫ار‬‫ات قَ ْلبُهُ دَ َخ َل النه َ‬ ‫ات قَ ْلبُهُ َو َم ْن َم َ‬ ‫عهُ َم َ‬ ‫عهُ َو َم ْن قَ هل َو َر ُ‬ ‫قَ هل َو َر ُ‬
‫ضيَ َها ِلنَ ْف ِس ِه فَذَ ِل َك‬ ‫اس فَأ َ ْن َك َر َها ث ُ هم َر ِ‬
‫ب النه ِ‬ ‫عيُو ِ‬ ‫ظ َر ِفي ُ‬ ‫َو َم ْن نَ َ‬
‫ت‬‫عةُ َما ٌل َال يَ ْنفَدُ َو َم ْن أَ ْكثَ َر ِم ْن ِذ ْك ِر ْال َم ْو ِ‬ ‫ْاْل َ ْح َم ُق ِبعَ ْينِ ِه َو ْالقَنَا َ‬
‫ع ِل َم أَ هن َك َال َمهُ ِم ْن َع َم ِل ِه قَ هل‬ ‫ِير َو َم ْن َ‬ ‫ي ِمنَ الدُّ ْنيَا ِب ْاليَس ِ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫َك َال ُمهُ ِإ هال فِي َما يَ ْعنِي ِه‪.‬‬
‫ع َال َما ٍ‬
‫ت‬ ‫ث َ‬ ‫الر َجا ِل ث َ َال ُ‬‫لظا ِل ِم ِمنَ ِ ّ‬ ‫‪َ -350‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل ه‬
‫ظا ِه ُر ْالقَ ْو َم‬ ‫صيَ ِة َو َم ْن دُونَهُ ِب ْالغَلَبَ ِة َويُ َ‬ ‫ظ ِل ُم َم ْن فَ ْوقَهُ ِب ْال َم ْع ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ه‬
‫الظلَ َمةَ‪.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪400ُ-351‬‬

‫ون ْالفَ ْر َجةُ‬


‫شدهةِ ت َ ُك ُ‬
‫‪َ -351‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ع ْندَ تَنَا ِهي ال ِ ّ‬
‫الرخَا ُء‪.‬‬
‫ون ه‬ ‫ق ْالبَ َال ِء يَ ُك ُ‬
‫ق َحلَ ِ‬ ‫َو ِع ْندَ تَ َ‬
‫ضاي ُ ِ‬
‫ص َحا ِب ِه َال تَ ْجعَلَ هن أ َ ْكث َ َر‬
‫ض أَ ْ‬ ‫‪َ -352‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬لبَ ْع ِ‬
‫َّللاَ َال‬
‫َّللاِ فَإِ هن ه‬ ‫ِك فَإِ ْن يَ ُك ْن أَ ْهلُ َك َو َولَد َُك أَ ْو ِليَا َء ه‬
‫شغُ ِل َك ِبأ َ ْه ِل َك َو َولَد َ‬ ‫ُ‬
‫شغُلُ َك ِبأ َ ْعدَ ِ‬
‫اء‬ ‫ضي ُع أ َ ْو ِليَا َءهُ َو ِإ ْن يَ ُكونُوا أَ ْعدَا َء ه‬
‫َّللاِ فَ َما َه ُّم َك َو ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬
‫يك ِمثْلُهُ‪.‬‬ ‫‪َ -353‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ ْكبَ ُر ْالعَ ْي ِ‬
‫ب أ َ ْن ت َ ِع َ‬
‫يب َما فِ َ‬
‫‪َ -354‬و َهنهأ َ ِب َحض َْر ِت ِه َر ُج ٌل َر ُج ًال ِبغُ َال ٍم ُو ِلدَ لَهُ فَقَا َل لَهُ ِليَ ْه ِنئْ َك‬
‫ت‬‫ش َك ْر َ‬ ‫س فَقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال تَقُ ْل ذَ ِل َك َولَ ِك ْن قُ ْل َ‬ ‫ار ُ‬ ‫ْالفَ ِ‬
‫ت ِب هرهُ‪.‬‬ ‫شدههُ َو ُر ِز ْق َ‬ ‫ب َوبَلَ َغ أَ ُ‬‫ور َك لَ َك ِفي ْال َم ْو ُهو ِ‬ ‫ب َوبُ ِ‬ ‫ْال َوا ِه َ‬
‫ع هما ِل ِه ِبنَا ًء فَ ْخما ً فَقَا َل (عليه السالم)‪:‬‬ ‫‪َ -355‬وبَنَى َر ُج ٌل ِم ْن ُ‬
‫ف لَ َك ْال ِغنَى‪.‬‬ ‫ص ُ‬ ‫س َها ِإ هن ْالبِنَا َء يَ ِ‬ ‫ت ْال َو ِر ُق ُر ُءو َ‬ ‫طلَعَ ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫اب بَ ْيتِ ِه‬‫علَى َر ُج ٍل بَ ُ‬ ‫سده َ‬ ‫‪َ -356‬وقِي َل لَهُ (عليه السالم) لَ ْو ُ‬
‫َوت ُ ِر َك فِي ِه ِم ْن أَيْنَ َكانَ يَأْتِي ِه ِر ْزقُهُ فَقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬م ْن‬
‫ث يَأْتِي ِه أ َ َجلُهُ‬ ‫َح ْي ُ‬
‫ات لَ ُه ْم فَقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن‬ ‫ت َم َ‬ ‫ع ْن َم ِيّ ٍ‬‫ع هزى قَ ْوما ً َ‬ ‫‪َ -357‬و َ‬
‫احبُ ُك ْم َهذَا‬ ‫ص ِ‬ ‫ْس لَ ُك ْم بَدَأَ َو َال ِإلَ ْي ُك ُم ا ْنتَ َهى َوقَ ْد َكانَ َ‬ ‫َهذَا ْاْل َ ْم َر لَي َ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬‫علَ ْي ُك ْم َو ِإ هال قَد ِْمت ُ ْم َ‬ ‫ض أ َ ْسفَ ِ‬
‫ار ِه فَإ ِ ْن قَد َِم َ‬ ‫سافِ ُر فَعُدُّوهُ فِي بَ ْع ِ‬ ‫يُ َ‬
‫اس ِليَ َر ُك ُم ه‬
‫َّللاُ ِمنَ ال ِنّ ْع َم ِة‬ ‫‪َ -358‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أَيُّ َها النه ُ‬
‫علَ ْي ِه فِي ذَا ِ‬
‫ت‬ ‫س َع َ‬ ‫َو ِج ِلينَ َك َما يَ َرا ُك ْم ِمنَ ال ِنّ ْق َم ِة فَ ِرقِينَ ِإنههُ َم ْن ُو ِ ّ‬
‫علَ ْي ِه فِي‬ ‫ض ِيّقَ َ‬ ‫يَ ِد ِه فَلَ ْم يَ َر ذَ ِل َك ا ْستِ ْد َراجا ً فَقَ ْد أ َ ِمنَ َم ُخوفا ً َو َم ْن ُ‬
‫ضيه َع َمأ ْ ُم ً‬
‫وال‪.‬‬ ‫اختِبَارا ً فَقَ ْد َ‬‫ت يَ ِد ِه فَلَ ْم يَ َر ذَ ِل َك ْ‬‫ذَا ِ‬
‫ص ُروا فَإِ هن‬ ‫الر ْغبَ ِة أ َ ْق ِ‬
‫‪َ -359‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا أ َ ْس َرى ه‬
‫ب ْال ِح ْدث َ ِ‬
‫ان‬ ‫يف أَ ْنيَا ِ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫عهُ ِم ْن َها ِإ هال َ‬ ‫علَى الدُّ ْنيَا َال يَ ُرو ُ‬‫ْال ُمعَ ِ ّر َج َ‬
‫ض َر َاوةِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫اس ت َ َوله ْوا ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم تَأْدِيبَ َها َوا ْع ِدلُوا ِب َها َ‬‫أَيُّ َها النه ُ‬
‫عادَاتِ َها‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت ِم ْن أَ َح ٍد‬ ‫ظنه هن ِب َك ِل َم ٍة خ ََر َج ْ‬ ‫‪َ -360‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال ت َ ُ‬
‫ت ت َ ِجدُ لَ َها فِي ْال َخي ِْر ُم ْحت َ َم ًال‪.‬‬‫سوءا ً َوأ َ ْن َ‬ ‫ُ‬
‫س ْب َحانَهُ َحا َجةٌ‬ ‫َّللاِ ُ‬ ‫َت لَ َك ِإلَى ه‬ ‫‪َ -361‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إذَا َكان ْ‬
‫س ْل‬‫سو ِل ِه (صلى هللا عليه وآله) ث ُ هم َ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫فَا ْبدَأْ ِب َم ْسأَلَ ِة ال ه‬
‫ص َال ِة َ‬
‫ي ِإ ْحدَا ُه َما‬ ‫ض َ‬ ‫َّللاَ أ َ ْك َر ُم ِم ْن أ َ ْن يُ ْسأ َ َل َحا َجتَي ِْن فَيَ ْق ِ‬
‫َحا َجت َ َك فَإِ هن ه‬
‫َويَ ْمنَ َع ْاْل ُ ْخ َرى‪.‬‬
‫ض ِه فَ ْليَدَعِ ْال ِم َرا َء‪.‬‬ ‫ض هن ِب ِع ْر ِ‬ ‫‪َ -362‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ق ْال ُمعَا َجلَةُ قَ ْب َل ْ ِ‬
‫اْل ْم َك ِ‬ ‫‪َ -363‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬منَ ْال ُخ ْر ِ‬
‫َو ْاْلَنَاة ُ بَ ْعدَ ْالفُ ْر َ‬
‫ص ِة‪.‬‬
‫ون فَ ِفي الهذِي قَ ْد‬ ‫ع هما َال يَ ُك ُ‬ ‫‪َ -364‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال ت َ ْسأ َ ْل َ‬
‫شغُ ٌل‪.‬‬ ‫َكانَ لَ َك ُ‬
‫صا ِفيَةٌ َو ِاال ْع ِتبَ ُ‬
‫ار ُم ْنذ ٌِر‬ ‫‪َ -365‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِف ْك ُر ِم ْرآة ٌ َ‬
‫َاص ٌح َو َكفَى أَدَبا ً ِلنَ ْفس َ‬
‫ِك ت َ َجنُّبُ َك َما َك ِر ْهتَهُ ِلغَي ِْر َك‪.‬‬ ‫ن ِ‬
‫ع ِل َم‬ ‫ون ِب ْالعَ َم ِل فَ َم ْن َ‬ ‫‪َ -366‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال ِع ْل ُم َم ْق ُر ٌ‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬
‫ارت َ َح َل َ‬ ‫ف ِب ْالعَ َم ِل فَإِ ْن أ َ َجابَهُ َو ِإ هال ْ‬ ‫ع ِم َل َو ْال ِع ْل ُم يَ ْهتِ ُ‬ ‫َ‬
‫طا ٌم‬ ‫ع الدُّ ْنيَا ُح َ‬ ‫اس َمتَا ُ‬ ‫‪َ -367‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا أَيُّ َها النه ُ‬
‫ط َمأْنِينَتِ َها َوبُ ْلغَت ُ َها‬ ‫ظى ِم ْن ُ‬ ‫عاهُ قُ ْلعَت ُ َها أ َ ْح َ‬ ‫ئ فَت َ َجنهبُوا َم ْر َ‬ ‫ُمو ِب ٌ‬
‫ي‬‫غنِ َ‬ ‫علَى ُم ْكثِ ٍر ِم ْن َها ِب ْالفَاقَ ِة َوأ ُ ِعينَ َم ْن َ‬ ‫أَ ْز َكى ِم ْن ث َ ْر َوتِ َها ُح ِك َم َ‬
‫َاظ َر ْي ِه َك َمها ً َو َم ِن‬ ‫تن ِ‬ ‫الرا َح ِة َم ْن َراقَهُ ِزب ِْر ُج َها أ َ ْعقَبَ ْ‬ ‫ع ْن َها ِب ه‬ ‫َ‬
‫علَى‬ ‫ص َ‬ ‫يرهُ أ َ ْش َجانا ً لَ ُه هن َر ْق ٌ‬ ‫ض ِم َ‬ ‫ت َ‬ ‫َف ِب َها َم ََل َ ْ‬ ‫شغ َ‬ ‫ا ْست َ ْشعَ َر ال ه‬
‫ظ ِم ِه‬ ‫غ ٌّم يَ ْح ُزنُهُ َكذَ ِل َك َحتهى يُؤْ َخذَ ِب َك َ‬ ‫اء قَ ْل ِب ِه َه ٌّم يَ ْشغَلُهُ َو َ‬ ‫س َو ْيدَ ِ‬ ‫ُ‬
‫علَى‬ ‫َّللاِ فَنَاؤُ هُ َو َ‬ ‫علَى ه‬ ‫اء ُم ْنقَ ِطعا ً أ َ ْب َه َراهُ َه ِيّنا ً َ‬ ‫ض ِ‬ ‫فَيُ ْلقَى ِب ْالفَ َ‬
‫ار‬ ‫ظ ُر ْال ُمؤْ ِم ُن ِإلَى الدُّ ْنيَا ِبعَي ِْن ِاال ْعتِبَ ِ‬ ‫ان ِإ ْلقَا ُؤهُ َو ِإنه َما يَ ْن ُ‬ ‫اْل ْخ َو ِ‬ ‫ِْ‬
‫ت‬‫ْط َر ِار َو َي ْس َم ُع ِفي َها ِبأُذُ ِن ْال َم ْق ِ‬ ‫ط ِن ِاالض ِ‬ ‫َويَ ْقت َاتُ ِم ْن َها ِببَ ْ‬
‫اء ُح ِزنَ‬ ‫َاض ِإ ْن ِقي َل أَثْ َرى ِقي َل أ َ ْكدَى َو ِإ ْن فُ ِر َح لَهُ ِب ْالبَقَ ِ‬ ‫اْل ْبغ ِ‬ ‫َو ْ ِ‬
‫سونَ ‪.‬‬ ‫َاء َهذَا َولَ ْم يَأ ْ ِت ِه ْم يَ ْو ٌم ِفي ِه يُ ْب ِل ُ‬ ‫لَهُ ِب ْالفَن ِ‬
‫علَى‬ ‫اب َ‬ ‫ض َع الث ه َو َ‬ ‫س ْب َحانَهُ َو َ‬ ‫َّللاَ ُ‬‫‪َ -368‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ه‬
‫شة ً‬ ‫ع ْن نِ ْق َمتِ ِه َو ِحيَا َ‬ ‫صيَتِ ِه ِذيَادَة ً ِل ِعبَا ِد ِه َ‬ ‫علَى َم ْع ِ‬ ‫اب َ‬ ‫عتِ ِه َو ْال ِعقَ َ‬ ‫طا َ‬ ‫َ‬
‫لَ ُه ْم ِإلَى َجنه ِت ِه‪.‬‬
‫ان َال يَ ْبقَى‬ ‫اس زَ َم ٌ‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫‪َ -369‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَأْتِي َ‬
‫اجدُ ُه ْم‬ ‫س ِ‬ ‫اْل ْس َال ِم ِإ هال ا ْس ُمهُ َو َم َ‬ ‫آن ِإ هال َر ْس ُمهُ َو ِمنَ ْ ِ‬ ‫فِي ِه ْم ِمنَ ْالقُ ْر ِ‬
‫ار َها ش َُّر‬ ‫ع هم ُ‬ ‫س هكانُ َها َو ُ‬ ‫اب ِمنَ ْال ُهدَى ُ‬ ‫َاء خ ََر ٌ‬ ‫ام َرة ٌ ِمنَ ْال ِبن ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫يَ ْو َمئِ ٍذ َ‬
‫َطيئَةُ يَ ُردُّونَ‬ ‫ض ِم ْن ُه ْم ت َ ْخ ُر ُج ْال ِفتْنَةُ َو ِإلَ ْي ِه ْم تَأ ْ ِوي ْالخ ِ‬ ‫أ َ ْه ِل ْاْل َ ْر ِ‬
‫ع ْن َها ِإلَ ْي َها يَقُو ُل ه‬
‫َّللاُ‬ ‫سوقُونَ َم ْن تَأ َ هخ َر َ‬ ‫ع ْن َها ِفي َها َويَ ُ‬ ‫شذه َ‬ ‫َم ْن َ‬
‫يم ِفي َها‬ ‫علَى أُولَ ِئ َك ِفتْنَةً تَتْ ُر ُك ْال َح ِل َ‬ ‫س ْب َحانَهُ فَ ِبي َحلَ ْفتُ َْل َ ْبعَث َ هن َ‬ ‫ُ‬
‫عثْ َرةَ ْالغَ ْفلَ ِة‪.‬‬ ‫َّللاَ َ‬ ‫َحي َْرانَ َوقَ ْد فَعَ َل َون َْح ُن نَ ْست َ ِقي ُل ه‬
‫ي أَنههُ (عليه السالم) قَله َما ا ْعتَدَ َل ِب ِه ْال ِم ْنبَ ُر ِإ هال قَا َل‬ ‫‪َ -370‬و ُر ِو َ‬
‫َّللاَ فَ َما ُخ ِلقَ ْام ُر ٌؤ َعبَثا ً فَيَ ْل ُه َو َو َال‬ ‫اس اتهقُوا ه‬ ‫طبَ ِة أَيُّ َها النه ُ‬ ‫ام ْال ُخ ْ‬ ‫أَ َم َ‬
‫َت لَهُ ِب َخلَفٍ ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ‬ ‫سن ْ‬ ‫سدًى فَيَ ْلغُ َو َو َما دُ ْنيَاهُ الهتِي تَ َح ه‬ ‫ت ُ ِر َك ُ‬
‫ظ ِف َر ِمنَ الدُّ ْنيَا‬ ‫ور الهذِي َ‬ ‫ظ ِر ِع ْندَهُ َو َما ْال َم ْغ ُر ُ‬ ‫سو ُء النه َ‬ ‫الهتِي قَبه َح َها ُ‬
‫س ْه َمتِ ِه‪.‬‬ ‫ظ ِف َر ِمنَ ْاآل ِخ َرةِ ِبأ َ ْدنَى ُ‬ ‫ِبأ َ ْعلَى ِه همتِ ِه َك ْاآلخ َِر الهذِي َ‬
‫اْل ْس َال ِم َو َال‬ ‫ف أَ ْعلَى ِمنَ ْ ِ‬ ‫‪َ -371‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال ش ََر َ‬
‫ش ِفي َع‬ ‫س ُن ِمنَ ْال َو َرعِ َو َال َ‬ ‫ع ُّز ِمنَ الت ه ْق َوى َو َال َم ْع ِق َل أ َ ْح َ‬ ‫ِع هز أ َ َ‬
‫ب‬‫ع ِة َو َال َما َل أَ ْذ َه ُ‬ ‫أ َ ْن َج ُح ِمنَ الت ه ْوبَ ِة َو َال َك ْنزَ أ َ ْغنَى ِمنَ ْالقَنَا َ‬
‫اف فَقَ ِد‬ ‫علَى بُ ْلغَ ِة ْال َكفَ ِ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ت َو َم ِن ا ْقت َ َ‬ ‫ضى ِب ْالقُو ِ‬ ‫الر َ‬ ‫ِل ْلفَاقَ ِة ِمنَ ِ ّ‬
‫الر ْغبَةُ ِم ْفتَا ُح‬ ‫ع ِة َو ه‬ ‫ض الده َ‬ ‫الرا َحةَ َوتَبَ هوأ َ َخ ْف َ‬ ‫ظ َم ه‬ ‫ا ْنت َ َ‬
‫سدُ دَ َواعٍ ِإلَى‬ ‫ص َو ْال ِكب ُْر َو ْال َح َ‬ ‫ب َو ْال ِح ْر ُ‬ ‫ب َو َم ِطيهةُ التهعَ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫النه َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ئ ْالعُيُو ِ‬ ‫سا ِو ِ‬ ‫ام ُع َم َ‬ ‫ش ُّر َج ِ‬ ‫ب َوال ه‬ ‫التهقَ ُّح ِم ِفي الذُّنُو ِ‬
‫ي ِ يَا‬ ‫ار ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫َّللاِ ْاْل َ ْن َ‬
‫ع ْب ِد ه‬ ‫‪َ -372‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل َجا ِب ِر ب ِْن َ‬
‫عا ِل ٍم ُم ْستَ ْع ِم ٍل ِع ْل َمهُ َو َجا ِه ٍل َال‬ ‫ِين َوالدُّ ْنيَا ِبأ َ ْربَعَ ٍة َ‬ ‫َجا ِب ُر قِ َوا ُم الدّ ِ‬
‫ير َال يَبِي ُع‬ ‫ف أ َ ْن يَتَعَله َم َو َج َوا ٍد َال يَ ْب َخ ُل بِ َم ْع ُروفِ ِه َوفَ ِق ٍ‬ ‫يَ ْست َ ْن ِك ُ‬
‫ف ْال َجا ِه ُل أَ ْن يَتَعَله َم‬ ‫ضيه َع ْالعَا ِل ُم ِع ْل َمهُ ا ْستَ ْن َك َ‬ ‫آخ َرتَهُ ِبدُ ْنيَاهُ فَإِذَا َ‬ ‫ِ‬
‫آخ َرتَهُ ِبدُ ْنيَاهُ يَا َجا ِب ُر َم ْن‬ ‫ير ِ‬ ‫ع ْالفَ ِق ُ‬ ‫ي ِب َم ْع ُرو ِف ِه بَا َ‬ ‫َو ِإذَا بَ ِخ َل ْالغَ ِن ُّ‬
‫ام ِ هّلِلِ فِي َها‬ ‫اس ِإلَ ْي ِه فَ َم ْن قَ َ‬ ‫ت َح َوا ِئ ُج النه ِ‬ ‫علَ ْي ِه َكث ُ َر ْ‬
‫َّللاِ َ‬ ‫ت ِنعَ ُم ه‬ ‫َكث ُ َر ْ‬
‫ب‬‫اء َو َم ْن لَ ْم يَقُ ْم فِي َها ِب َما يَ ِج ُ‬ ‫ض َها ِللده َو ِام َو ْالبَقَ ِ‬ ‫ع هر َ‬ ‫ب فِي َها َ‬ ‫ِب َما يَ ِج ُ‬
‫لز َوا ِل َو ْالفَن ِ‬
‫َاء‪.‬‬ ‫ض َها ِل ه‬ ‫ع هر َ‬ ‫َ‬
‫ع ْب ِد‬‫ع ْن َ‬ ‫يخ ِه َ‬ ‫ار ِ‬ ‫ي ِفي ت َ ِ‬ ‫ير ه‬
‫الطبَ ِر ُّ‬ ‫‪َ -373‬و َر َوى اب ُْن َج ِر ٍ‬
‫اج َم َع‬ ‫الر ْح َم ِن ب ِْن أ َ ِبي لَ ْيلَى ْالفَ ِقي ِه َو َكانَ ِم هم ْن خ ََر َج ِل ِقتَا ِل ْال َح هج ِ‬ ‫ه‬
‫علَى ْال ِج َها ِد ِإ ِنّي‬ ‫اس َ‬ ‫ض ِب ِه النه َ‬ ‫ث أَنههُ قَا َل فِي َما َكانَ يَ ُح ُّ‬ ‫اب ِْن ْاْل َ ْشعَ ِ‬
‫صا ِل ِحينَ َوأَثَابَهُ ثَ َو َ‬
‫اب‬ ‫َّللاُ دَ َر َجتَهُ فِي ال ه‬ ‫ع ِليّا ً َرفَ َع ه‬ ‫س ِم ْعتُ َ‬ ‫َ‬
‫ش ِام‪ :‬أَيُّ َها ْال ُمؤْ ِمنُونَ‬ ‫صدِّي ِقينَ يَقُو ُل يَ ْو َم لَ ِقينَا أ َ ْه َل ال ه‬ ‫اء َوال ِ ّ‬ ‫ش َهدَ ِ‬ ‫ال ُّ‬
‫عى ِإلَ ْي ِه فَأ َ ْن َك َرهُ ِبقَ ْل ِب ِه‬ ‫ع ْد َوانا ً يُ ْع َم ُل ِب ِه َو ُم ْن َكرا ً يُ ْد َ‬ ‫ِإنههُ َم ْن َرأَى ُ‬
‫ض ُل ِم ْن‬ ‫سانِ ِه فَقَ ْد أ ُ ِج َر َو ُه َو أَ ْف َ‬ ‫ئ َو َم ْن أ َ ْن َك َرهُ ِب ِل َ‬ ‫س ِل َم َوبَ ِر َ‬ ‫فَقَ ْد َ‬
‫ي ْالعُ ْليَا َو َك ِل َمةُ‬ ‫َّللاِ ِه َ‬‫ْف ِلت َ ُكونَ َك ِل َمةُ ه‬ ‫سي ِ‬ ‫اح ِب ِه َو َم ْن أ َ ْن َك َرهُ ِبال ه‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫علَى‬ ‫ام َ‬ ‫سبِي َل ْال ُهدَى َوقَ َ‬ ‫اب َ‬ ‫ص َ‬ ‫س ْفلَى فَذَ ِل َك الهذِي أَ َ‬ ‫ي ال ُّ‬ ‫الظا ِل ِمينَ ِه َ‬ ‫ه‬
‫ين‪.‬‬ ‫ق َون هَو َر ِفي قَ ْل ِب ِه ْاليَ ِق ُ‬ ‫الط ِري ِ‬ ‫ه‬
‫‪َ -374‬وفِي َك َال ٍم آخ ََر لَهُ يَ ْج ِري َهذَا ْال َم ْج َرى فَ ِم ْن ُه ُم ْال ُم ْن ِك ُر‬
‫صا ِل ْال َخي ِْر َو ِم ْن ُه ُم‬ ‫سانِ ِه َوقَ ْل ِب ِه فَذَ ِل َك ْال ُم ْست َ ْك ِم ُل ِل ِخ َ‬ ‫ِل ْل ُم ْن َك ِر ِبيَ ِد ِه َو ِل َ‬
‫صلَتَي ِْن ِم ْن‬ ‫ِك ِب َخ ْ‬ ‫س ٌ‬ ‫ار ُك ِبيَ ِد ِه فَذَ ِل َك ُمت َ َم ّ‬ ‫سانِ ِه َوقَ ْل ِب ِه َوالت ه ِ‬ ‫ْال ُم ْن ِك ُر ِب ِل َ‬
‫ار ُك ِبيَ ِد ِه‬ ‫صلَةً َو ِم ْن ُه ُم ْال ُم ْن ِك ُر ِبقَ ْل ِب ِه َوالت ه ِ‬ ‫ض ِيّ ٌع َخ ْ‬ ‫صا ِل ْال َخي ِْر َو ُم َ‬ ‫ِخ َ‬
‫س َك‬ ‫ث َوتَ َم ه‬ ‫صلَتَي ِْن ِمنَ الث ه َال ِ‬ ‫ف ْال َخ ْ‬ ‫ضيه َع أ َ ْش َر َ‬ ‫سا ِن ِه فَذَ ِل َك الهذِي َ‬ ‫َو ِل َ‬
‫سا ِن ِه َوقَ ْل ِب ِه َويَ ِد ِه فَذَ ِل َك‬ ‫ار ْال ُم ْن َك ِر ِب ِل َ‬ ‫ار ٌك ِ ِْل ْن َك ِ‬‫احدَةٍ َو ِم ْن ُه ْم ت َ ِ‬ ‫ِب َو ِ‬
‫َّللاِ ِع ْندَ‬ ‫س ِبي ِل ه‬ ‫اء َو َما أ َ ْع َما ُل ْال ِب ِ ّر ُكلُّ َها َو ْال ِج َهادُ فِي َ‬ ‫َم ِيّتُ ْاْل َ ْحيَ ِ‬
‫يٍ‬ ‫ع ْن ْال ُم ْن َك ِر ِإ هال َكنَ ْفث َ ٍة فِي بَ ْح ٍر لُ ِ ّج ّ‬ ‫وف َوالنه ْهي ِ َ‬ ‫ْاْل َ ْم ِر ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ان ِم ْن أ َ َج ٍل‬ ‫ي َع ِن ْال ُم ْن َك ِر َال يُقَ ِ ّربَ ِ‬ ‫وف َوالنه ْه َ‬ ‫َو ِإ هن ْاْل َ ْم َر ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ع ْد ٍل ِع ْندَ‬ ‫ض ُل ِم ْن ذَ ِل َك ُك ِلّ ِه َك ِل َمةُ َ‬ ‫ق َوأ َ ْف َ‬ ‫ان ِم ْن ِر ْز ٍ‬ ‫ص ِ‬ ‫َو َال يَ ْنقُ َ‬
‫ِإ َم ٍام َجائِ ٍر‪.‬‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ (عليه‬ ‫س ِم ْعتُ أَ ِم َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُج َح ْيفَةَ قَا َل َ‬ ‫‪َ -375‬و َ‬
‫علَ ْي ِه ِمنَ ْال ِج َها ِد ْال ِج َهادُ ِبأ َ ْيدِي ُك ْم‬ ‫السالم) يَقُو ُل أ َ هو ُل َما ت ُ ْغلَبُونَ َ‬
‫ف ِبقَ ْل ِب ِه َم ْع ُروفا ً َولَ ْم يُ ْن ِك ْر‬ ‫ث ُ هم ِبأ َ ْل ِسنَتِ ُك ْم ث ُ هم ِبقُلُو ِب ُك ْم فَ َم ْن لَ ْم يَ ْع ِر ْ‬
‫ب فَ ُج ِع َل أ َع َْالهُ أ َ ْسفَلَهُ َوأَ ْسفَلُهُ أَع َْالهُ‪.‬‬ ‫ُم ْن َكرا ً قُ ِل َ‬
‫اط َل‬‫‪َ -376‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ْال َح هق ثَ ِقي ٌل َم ِري ٌء َو ِإ هن ْالبَ ِ‬
‫يف َو ِبي ٌء‪.‬‬ ‫َخ ِف ٌ‬
‫علَى َخي ِْر َه ِذ ِه ْاْل ُ هم ِة‬ ‫‪َ -377‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال تَأ ْ َمن هَن َ‬
‫َّللاِ ِإ هال ْالقَ ْو ُم ْالخا ِس ُرونَ‬ ‫َّللاِ ِلقَ ْو ِل ِه تَعَالَى فَال يَأ ْ َم ُن َم ْك َر ه‬ ‫اب ه‬ ‫عذَ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َو َال ت َ ْيأ َ َ‬
‫َّللاِ ِلقَ ْو ِل ِه تَعَالَى ِإنههُ ال‬ ‫ح ه‬ ‫س هن ِلش ِ َّر َه ِذ ِه ْاْل هم ِة ِم ْن َر ْو ِ‬
‫َّللاِ ِإ هال ْالقَ ْو ُم ْالكافِ ُرونَ ‪.‬‬ ‫ح ه‬ ‫س ِم ْن َر ْو ِ‬ ‫يَيْأ َ ُ‬
‫ب َو ُه َو‬ ‫ئ ْالعُيُو ِ‬ ‫سا ِو ِ‬‫ام ٌع ِل َم َ‬‫‪َ -378‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬البُ ْخ ُل َج ِ‬
‫سوءٍ ‪.‬‬ ‫ِز َما ٌم يُقَادُ ِب ِه ِإلَى ُك ِّل ُ‬
‫ان ِر ْز ٌق‬ ‫الر ْز ُق ِر ْزقَ ِ‬ ‫‪َ -379‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬يَا ابْنَ آدَ َم ِ ّ‬
‫علَى‬ ‫سنَ ِت َك َ‬ ‫اك فَ َال ت َ ْح ِم ْل َه هم َ‬ ‫طلُبُ َك فَإِ ْن لَ ْم تَأ ْ ِت ِه أَت َ َ‬‫طلُبُهُ َو ِر ْز ٌق يَ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ع ُم ِر َك‬ ‫سنَةُ ِم ْن ُ‬ ‫علَى َما ِفي ِه فَإِ ْن ت َ ُك ِن ال ه‬ ‫اك ُك ُّل يَ ْو ٍم َ‬‫َه ِ ّم يَ ْو ِم َك َكفَ َ‬
‫س َم لَ َك َو ِإ ْن لَ ْم تَ ُك ِن‬ ‫غ ٍد َجدِي ٍد َما قَ َ‬ ‫يك ِفي ُك ِّل َ‬ ‫سيُؤْ ِت َ‬‫َّللاَ تَعَالَى َ‬ ‫فَإِ هن ه‬
‫ْس لَ َك َولَ ْن يَ ْس ِبقَ َك ِإلَى‬ ‫صنَ ُع ِب ْال َه ِ ّم فِي َما لَي َ‬ ‫ع ُم ِر َك فَ َما ت َ ْ‬ ‫سنَةُ ِم ْن ُ‬ ‫ال ه‬
‫ئ َع ْن َك َما قَ ْد قُدّ َِر‬ ‫ب َولَ ْن يُب ِْط َ‬ ‫علَ ْي ِه غَا ِل ٌ‬ ‫ب َولَ ْن يَ ْغ ِلبَ َك َ‬ ‫ِر ْزقِ َك َ‬
‫طا ِل ٌ‬
‫لَ َك‪.‬‬
‫قال الرضي‪ :‬و قد مضى هذا الكالم فيما تقدم من هذا الباب‬
‫إال أنه هاهنا أوضح و أشرح فلذلك كررناه على القاعدة‬
‫المقررة في أول الكتاب‪.‬‬
‫ب ُم ْست َ ْق ِب ٍل يَ ْوما ً لَي َ‬
‫ْس ِب ُم ْست َ ْد ِب ِر ِه‬ ‫‪َ -380‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ر ه‬
‫آخ ِر ِه‪.‬‬
‫ت بَ َوا ِكي ِه فِي ِ‬ ‫َو َم ْغبُوطٍ فِي أ َ هو ِل لَ ْي ِل ِه قَا َم ْ‬
‫‪َ -381‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َك َال ُم فِي َوثَاقِ َك َما لَ ْم تَتَ َكله ْم ِب ِه‬
‫سان ََك َك َما ت َ ْخ ُز ُن‬ ‫اخ ُز ْن ِل َ‬ ‫ت فِي َوثَاقِ ِه فَ ْ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫ت ِب ِه ِ‬ ‫فَإِذَا ت َ َكله ْم َ‬
‫ت نِ ْق َمةً‪.‬‬ ‫ت نِ ْع َمةً َو َجلَبَ ْ‬ ‫سلَبَ ْ‬
‫ب َك ِل َم ٍة َ‬ ‫ذَ َهبَ َك َو َو ِرقَ َك فَ ُر ه‬
‫‪َ -382‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ال تَقُ ْل َما َال تَ ْعلَ ُم بَ ْل َال تَقُ ْل ُك هل َما‬
‫ض يَ ْحتَ ُّج ِب َها‬ ‫علَى َج َو ِار ِح َك ُك ِلّ َها فَ َرائِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َّللاَ فَ َر َ‬ ‫ت َ ْعلَ ُم فَإِ هن ه‬
‫علَي َْك يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة‪.‬‬ ‫َ‬
‫صيَ ِت ِه‬ ‫َّللاُ ِع ْندَ َم ْع ِ‬ ‫اك ه‬ ‫احذَ ْر أَ ْن يَ َر َ‬ ‫‪َ -383‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬‬
‫يت فَا ْق َو‬ ‫طا َع ِت ِه فَت َ ُكونَ ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ ‪َ ،‬و ِإذَا قَ ِو َ‬ ‫َويَ ْف ِقدَ َك ِع ْندَ َ‬
‫صيَ ِة ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬ ‫ع ْن َم ْع ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ضع ُ ْ‬ ‫ت فَا ْ‬ ‫ضعُ ْف َ‬‫َّللاِ‪َ ،‬و ِإذَا َ‬ ‫ع ِة ه‬ ‫علَى َ‬
‫طا َ‬ ‫َ‬
‫ون ِإلَى الدُّ ْنيَا َم َع َما تُعَا ِي ُن‬ ‫الر ُك ُ‬ ‫‪َ -384‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُّ :‬‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ب َ‬ ‫ت ِبالث ه َوا ِ‬ ‫ير ِفي ُح ْس ِن ْالعَ َم ِل ِإذَا َو ِث ْق َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ِم ْن َها َج ْه ٌل َوالت ه ْق ِ‬
‫ع ْج ٌز‪.‬‬ ‫ار لَهُ َ‬ ‫الط َمأ ْ ِنينَةُ ِإلَى ُك ِّل أ َ َح ٍد قَ ْب َل ِاال ْخ ِتبَ ِ‬‫غب ٌْن َو ُّ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ أَنههُ َال‬ ‫علَى ه‬ ‫ان الدُّ ْنيَا َ‬ ‫‪َ -385‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬م ْن َه َو ِ‬
‫صى ِإ هال فِي َها َو َال يُنَا ُل َما ِع ْندَهُ ِإ هال بِت َ ْر ِك َها‪.‬‬ ‫يُ ْع َ‬
‫ضهُ‪.‬‬ ‫شيْئا ً نَالَهُ أَ ْو بَ ْع َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪َ -386‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن َ‬
‫طلَ َ‬
‫ار َو َما ش ٌَّر‬ ‫‪َ -387‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬ما َخي ٌْر ِب َخي ٍْر بَ ْعدَهُ النه ُ‬
‫ور َو ُك ُّل بَ َالءٍ‬ ‫ِبش ٍ َّر بَ ْعدَهُ ْال َجنهةُ َو ُك ُّل نَ ِع ٍيم دُونَ ْال َجنه ِة فَ ُه َو َم ْحقُ ٌ‬
‫عافِيَةٌ‪.‬‬‫ار َ‬ ‫دُونَ النه ِ‬
‫شدُّ ِمنَ‬ ‫‪َ -388‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬أ َ َال َو ِإ هن ِمنَ ْالبَ َال ِء ْالفَاقَةَ َوأَ َ‬
‫ب أ َ َال‬‫ض ْالقَ ْل ِ‬‫ض ْالبَدَ ِن َم َر ُ‬ ‫شدُّ ِم ْن َم َر ِ‬ ‫ض ْالبَدَ ِن َوأ َ َ‬ ‫ْالفَاقَ ِة َم َر ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ص هح ِة ْالبَدَ ِن ت َ ْق َوى ْالقَ ْل ِ‬ ‫َو ِإ هن ِم ْن ِ‬
‫طأ َ ِب ِه َ‬
‫ع َملُهُ لَ ْم يُ ْس ِر ْع ِب ِه‬ ‫‪َ -389‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬م ْن أَ ْب َ‬
‫سبُهُ‪.‬‬ ‫نَ َ‬
‫ب آبَائِ ِه‪.‬‬ ‫س ُ‬‫ب نَ ْف ِس ِه لَ ْم يَ ْنفَ ْعهُ َح َ‬‫س ُ‬ ‫َوفِي ِر َوايَ ٍة أ ُ ْخ َرى‪َ :‬م ْن فَاتَهُ َح َ‬
‫عةٌ‬‫سا َ‬‫ت فَ َ‬‫عا ٍ‬ ‫سا َ‬‫ث َ‬ ‫‪َ -390‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬ل ْل ُمؤْ ِم ِن ث َ َال ُ‬
‫عةٌ يُخ َِلّي بَيْنَ نَ ْف ِس ِه‬ ‫سا َ‬ ‫شهُ َو َ‬ ‫عةٌ يَ ُر ُّم َمعَا َ‬
‫سا َ‬ ‫َاجي فِي َها َربههُ َو َ‬ ‫يُن ِ‬
‫َاخصا ً‬ ‫ْس ِل ْلعَاقِ ِل أَ ْن يَ ُكونَ ش ِ‬ ‫َوبَيْنَ لَذهتِ َها فِي َما يَ ِح ُّل َويَ ْج ُم ُل َولَي َ‬
‫غي ِْر‬ ‫ط َوةٍ فِي َمعَا ٍد أ َ ْو لَذهةٍ فِي َ‬ ‫اش أ َ ْو ُخ ْ‬ ‫ِإ هال فِي ث َ َال ٍ‬
‫ث َم َر هم ٍة ِل َمعَ ٍ‬
‫ُم َح هر ٍم‪.‬‬
‫ص ْر َك ه‬
‫َّللاُ‬ ‫‪َ -391‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬‬
‫از َه ْد فِي الدُّ ْنيَا يُبَ ِ ّ‬
‫ع ْن َك‪.‬‬ ‫ع ْو َراتِ َها َو َال ت َ ْغفُ ْل فَلَ ْس َ‬
‫ت ِب َم ْغفُو ٍل َ‬ ‫َ‬
‫‪َ -392‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬ت َ َكله ُموا ت ُ ْع َرفُوا فَإِ هن ْال َم ْر َء َم ْخبُو ٌء‬
‫سا ِن ِه‪.‬‬ ‫تَ ْح َ‬
‫ت ِل َ‬
‫‪َ -393‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬خ ْذ ِمنَ الدُّ ْنيَا َما أَتَ َ‬
‫اك َوتَ َو هل َ‬
‫ع هما‬
‫ت لَ ْم ت َ ْفعَ ْل فَأ َ ْج ِم ْل فِي ه‬
‫الطلَ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ع ْن َك فَإِ ْن أ َ ْن َ‬‫ت َ َولهى َ‬
‫ب قَ ْو ٍل أ َ ْنفَذُ ِم ْن َ‬
‫ص ْو ٍل‪.‬‬ ‫‪َ -394‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ر ه‬
‫علَ ْي ِه َكافٍ ‪.‬‬ ‫‪َ -395‬وقَا َل (عليه السالم)‪ُ :‬ك ُّل ُم ْقتَ َ‬
‫ص ٍر َ‬
‫‪َ -396‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬ال َمنِيهةُ َو َال الدهنِيهةُ َوالتهقَلُّ ُل َو َال‬
‫ان يَ ْو ٌم لَ َك‬ ‫ط قَا ِئما ً َوالده ْه ُر يَ ْو َم ِ‬
‫ط قَا ِعدا ً لَ ْم يُ ْع َ‬‫س ُل َو َم ْن لَ ْم يُ ْع َ‬
‫الت ه َو ُّ‬
‫علَي َْك فَا ْ‬
‫ص ِب ْر‪.‬‬ ‫ط ْر َو ِإذَا َكانَ َ‬ ‫علَي َْك فَإِذَا َكانَ لَ َك فَ َال ت َ ْب َ‬ ‫َويَ ْو ٌم َ‬
‫يف َم ْح ِملُهُ‬ ‫يب ْال ِم ْس ُك َخ ِف ٌ‬ ‫الط ُ‬‫‪َ -397‬وقَا َل (عليه السالم)‪ :‬نِ ْع َم ِ ّ‬
‫ع ِط ٌر ِري ُحهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ط ِكب َْر َك َوا ْذ ُك ْر‬ ‫ط ْ‬ ‫اح ُ‬ ‫ض ْع فَ ْخ َر َك َو ْ‬ ‫‪َ -398‬وقَا َل (عليه السالم)‪َ :‬‬
‫قَب َْر َك‪.‬‬
‫علَى ْال َوا ِل ِد َحقّا ً َو ِإ هن ِل ْل َوا ِل ِد‬ ‫‪َ -399‬وقَا َل (عليه السالم)‪ِ :‬إ هن ِل ْل َولَ ِد َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫علَى ْال َولَ ِد أَ ْن يُ ِطيعَهُ ِفي ُك ِّل َ‬ ‫علَى ْال َولَ ِد َحقّا ً فَ َح ُّق ْال َوا ِل ِد َ‬ ‫َ‬
‫سِنَ‬ ‫س ْب َحانَهُ َو َح ُّق ْال َولَ ِد َعلَى ْال َوا ِل ِد أَ ْن يُ َح ّ‬ ‫صيَ ِة ه‬
‫َّللاِ ُ‬ ‫ِإ هال فِي َم ْع ِ‬
‫سِنَ أَدَ َبهُ َويُعَ ِلّ َمهُ ْالقُ ْرآنَ ‪.‬‬ ‫ا ْس َمهُ َويُ َح ّ‬
‫ِح ُر‬ ‫س ْ‬ ‫الرقَى َح ٌّق َوال ّ‬ ‫‪َ -400‬وقَا َل (عليه السالم)‪ْ :‬العَي ُْن َح ٌّق َو ُّ‬
‫ق‬‫ت ِب َح ّ ٍ‬ ‫س ْ‬ ‫ق َو ْالعَ ْد َوى لَ ْي َ‬ ‫ت ِب َح ّ ٍ‬ ‫س ْ‬ ‫َح ٌّق َو ْالفَأ ْ ُل َح ٌّق َو ِ ّ‬
‫الطيَ َرة ُ لَ ْي َ‬
‫ظ ُر ِإلَى‬‫وب نُ ْش َرة ٌ َوالنه َ‬ ‫الر ُك ُ‬ ‫س ُل نُ ْش َرة ٌ َو ُّ‬ ‫يب نُ ْش َرة ٌ َو ْالعَ َ‬ ‫الط ُ‬ ‫َو ِ ّ‬
‫ْال ُخض َْر ِة نُ ْش َرةٌ‪.‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪450ُ-401‬‬

‫اس فِي أَ ْخ َالقِ ِه ْم أ َ ْم ٌن‬ ‫اربَةُ النه ِ‬


‫‪َ -401‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ُ :‬مقَ َ‬
‫ِم ْن غ ََوائِ ِل ِه ْم‪.‬‬
‫َاط ِبي ِه َوقَ ْد ت َ َكله َم ِب َك ِل َم ٍة‬
‫ض ُمخ ِ‬ ‫‪َ -402‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ِ :‬لبَ ْع ِ‬
‫س ْقباً‪.‬‬‫ت َ‬ ‫ش ِكيرا ً َو َهدَ ْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ْن قَ ْو ِل ِمثْ ِل َها لَقَ ْد ِط ْر َ‬
‫صغ َُر ِمثْلُهُ َ‬ ‫يُ ْست َ ْ‬
‫قال الرضي ‪ :‬و الشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر‬
‫قبل أن يقوى ويستحصف والسقب الصغير من اْلبل وال يهدر‬
‫إال بعد أن يستفحل‪.‬‬
‫‪َ -403‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬م ْن أ َ ْو َمأ َ ِإلَى ُمتَفَا ِو ٍ‬
‫ت َخذَلَتْهُ‬
‫ْال ِحيَ ُل‪.‬‬
‫ع ْن َم ْعنَى قَ ْو ِل ِه ْم َال‬ ‫‪َ -404‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬وقَ ْد ُ‬
‫س ِئ َل َ‬
‫شيْئا ً َو َال ن َْم ِل ُك ِإ هال َما‬ ‫َح ْو َل َو َال قُ هوة َ ِإ هال ِب ه‬
‫اّلِلِ ِإنها َال ن َْم ِل ُك َم َع ه‬
‫َّللاِ َ‬
‫َمله َكنَا فَ َمتَى َمله َكنَا َما ُه َو أ َ ْملَ ُك ِب ِه ِمنها َكلهفَنَا َو َمتَى أ َ َخذَهُ ِمنها َو َ‬
‫ض َع‬
‫تَ ْك ِليفَهُ َ‬
‫عنها‪.‬‬
‫اج ُع‬‫س ِمعَهُ يُ َر ِ‬ ‫ار ب ِْن يَا ِس ٍر َوقَ ْد َ‬‫‪َ -405‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ِ :‬لعَ هم ِ‬
‫ِين ِإ هال‬‫ار فَإِنههُ لَ ْم يَأ ْ ُخ ْذ ِمنَ الدّ ِ‬ ‫ع هم ُ‬ ‫ش ْعبَةَ َك َالما ً دَ ْعهُ يَا َ‬ ‫يرة َ بْنَ ُ‬ ‫ْال ُم ِغ َ‬
‫ت‬‫شبُ َها ِ‬ ‫علَى نَ ْف ِس ِه ِليَ ْجعَ َل ال ُّ‬ ‫س َ‬ ‫ع ْم ٍد لَ َب َ‬
‫علَى َ‬ ‫اربَهُ ِمنَ الدُّ ْنيَا َو َ‬ ‫َما قَ َ‬
‫طاتِ ِه‪.‬‬ ‫عاذِرا ً ِل َ‬
‫سق َ َ‬ ‫َ‬
‫اء ِل ْلفُقَ َر ِ‬
‫اء‬ ‫ض َع ْاْل َ ْغ ِنيَ ِ‬
‫سنَ تَ َوا ُ‬ ‫‪َ -406‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬ما أ َ ْح َ‬
‫علَى ْاْل َ ْغ ِنيَ ِ‬
‫اء ا ِت ّ َك ًاال‬ ‫اء َ‬ ‫س ُن ِم ْنهُ ِتيهُ ْالفُقَ َر ِ‬
‫َّللاِ َوأ َ ْح َ‬
‫طلَبا ً ِل َما ِع ْندَ ه‬ ‫َ‬
‫علَى ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ْام َرأ ً َ‬
‫ع ْق ًال ِإ هال‬ ‫ع ه‬ ‫‪َ -407‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬ما ا ْستَ ْودَ َ‬
‫ا ْست َ ْنقَذَهُ ِب ِه يَ ْوما ً َما‪.‬‬
‫عهُ‪.‬‬
‫ص َر َ‬ ‫ع ْال َح هق َ‬ ‫ار َ‬‫ص َ‬ ‫‪َ -408‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬م ْن َ‬
‫ف ْالبَ َ‬
‫ص ِر‪.‬‬ ‫ص َح ُ‬ ‫‪َ -409‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ْ :‬القَ ْل ُ‬
‫ب ُم ْ‬
‫يس ْاْل َ ْخ َال ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫‪َ -410‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ :‬التُّقَى َر ِئ ُ‬
‫علَى َم ْن‬ ‫سا ِن َك َ‬ ‫ب ِل َ‬ ‫‪َ -411‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬ال ت َ ْجعَلَ هن ذَ َر َ‬
‫سدهدَ َك‪.‬‬ ‫غةَ قَ ْو ِل َك َعلَى َم ْن َ‬‫طقَ َك َوبَ َال َ‬ ‫أ َ ْن َ‬
‫َاب َما‬‫اجتِن ُ‬ ‫ِك ْ‬ ‫اك أَدَبا ً ِلنَ ْفس َ‬‫‪َ -412‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬كفَ َ‬
‫غي ِْر َك‪.‬‬ ‫تَ ْك َر ُههُ ِم ْن َ‬
‫صب َْر ْاْل َ ْح َر ِار َو ِإ هال‬‫صبَ َر َ‬ ‫‪َ -413‬وقَا َل (عليه السالم) ‪َ :‬م ْن َ‬
‫ار‪.‬‬‫سلُ هو ْاْل َ ْغ َم ِ‬
‫س َال ُ‬ ‫َ‬
‫ث ب ِْن قَي ٍْس‬ ‫‪َ -414‬وفِي َخبَ ٍر آخ ََر أَنههُ (عليه السالم) قَا َل ِل َْل َ ْشعَ ِ‬
‫سلُ هو‬
‫ت ُ‬ ‫ار ِم َو ِإ هال َ‬
‫سلَ ْو َ‬ ‫صب َْر ْاْل َ َك ِ‬‫ت َ‬ ‫ع ِن اب ٍْن لَهُ ِإ ْن َ‬
‫صبَ ْر َ‬ ‫ُمعَ ِ ّزيا ً َ‬
‫ْالبَ َها ِئ ِم‪.‬‬
‫ض ُّر َوت َ ُم ُّر‬ ‫صفَ ِة الدُّ ْنيَا تَغُ ُّر َوتَ ُ‬ ‫‪َ -415‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ :‬فِي ِ‬
‫ض َها ث َ َوابا ً ِْل َ ْو ِليَائِ ِه َو َال ِعقَابا ً ِْل َ ْعدَائِ ِه َو ِإ هن‬
‫َّللاَ تَعَالَى لَ ْم يَ ْر َ‬‫ِإ هن ه‬
‫ارت َ َحلُوا‪.‬‬ ‫سا ِئقُ ُه ْم فَ ْ‬
‫صا َح ِب ِه ْم َ‬ ‫ب بَ ْينَا ُه ْم َحلُّوا ِإ ْذ َ‬ ‫أَ ْه َل الدُّ ْنيَا َك َر ْك ٍ‬
‫شيْئا ً‬ ‫س ِن (عليه السالم) َال تُخ َِلّفَ هن َو َرا َء َك َ‬ ‫‪َ -416‬وقَا َل ِال ْبنِ ِه ْال َح َ‬
‫ع ِة‬
‫طا َ‬ ‫ع ِم َل فِي ِه ِب َ‬ ‫ِمنَ الدُّ ْنيَا فَإِنه َك تَخ َِلّفُهُ ِْل َ َح ِد َر ُجلَي ِْن ِإ هما َر ُج ٌل َ‬
‫ي‬ ‫ش ِق َ‬ ‫َّللاِ فَ َ‬
‫صيَ ِة ه‬ ‫يت ِب ِه َو ِإ هما َر ُج ٌل َ‬
‫ع ِم َل فِي ِه ِب َم ْع ِ‬ ‫ش ِق َ‬ ‫س ِعدَ ِب َما َ‬‫َّللاِ فَ َ‬
‫ه‬
‫ْس أَ َحدُ َهذَي ِْن‬ ‫صيَتِ ِه َولَي َ‬ ‫علَى َم ْع ِ‬ ‫ع ْونا ً لَهُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت لَهُ فَ ُك ْن َ‬ ‫ِب َما َج َم ْع َ‬
‫ِك‪.‬‬‫علَى نَ ْفس َ‬ ‫َح ِقيقا ً أ َ ْن تُؤْ ثِ َرهُ َ‬
‫علَى َو ْج ٍه آخ ََر َو ُه َو ‪:‬‬ ‫قال الرضي ‪َ :‬ويُ ْر َوى َهذَا ْال َك َال ُم َ‬
‫ِك ِمنَ الدُّ ْنيَا قَ ْد َكانَ لَهُ أ َ ْه ٌل قَ ْبلَ َك َو ُه َو‬ ‫أ َ هما بَ ْعدُ فَإِ هن الهذِي فِي يَد َ‬
‫ع ِم َل‬ ‫ام ٌع ِْل َ َح ِد َر ُجلَي ِْن َر ُج ٍل َ‬ ‫ت َج ِ‬ ‫صائِ ٌر ِإلَى أ َ ْه ٍل بَ ْعدَ َك َو ِإنه َما أَ ْن َ‬ ‫َ‬
‫ع ِم َل فِي ِه‬ ‫يت بِ ِه أَ ْو َر ُج ٍل َ‬ ‫ش ِق َ‬ ‫س ِعدَ بِ َما َ‬ ‫َّللاِ فَ َ‬
‫ع ِة ه‬ ‫طا َ‬ ‫فِي َما َج َم ْعتَهُ بِ َ‬
‫ْس أَ َحدُ َهذَي ِْن أَ ْه ًال أ َ ْن‬ ‫ت لَهُ َولَي َ‬ ‫يت ِب َما َج َم ْع َ‬ ‫ش ِق َ‬ ‫َّللاِ فَ َ‬
‫صيَ ِة ه‬ ‫ِب َم ْع ِ‬
‫ار ُج ِل َم ْن‬ ‫ظ ْه ِر َك فَ ْ‬ ‫علَى َ‬ ‫ِك َو َال أ َ ْن ت َ ْح ِم َل لَهُ َ‬ ‫علَى نَ ْفس َ‬ ‫تُؤْ ِث َرهُ َ‬
‫ي ِر ْزقَ ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬ ‫َّللاِ َو ِل َم ْن بَ ِق َ‬‫ضى َر ْح َمةَ ه‬ ‫َم َ‬
‫‪َ -417‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ِ :‬لقَائِ ٍل قَا َل ِب َحض َْرتِ ِه أَ ْست َ ْغ ِف ُر ه‬
‫َّللاَ‪،‬‬
‫ار دَ َر َجةُ ْال ِع ِلّ ِيّينَ ‪،‬‬ ‫ار‪ِ ،‬اال ْس ِت ْغفَ ُ‬ ‫ث َ ِكلَتْ َك أ ُ ُّم َك‪ ،‬أ َ ت َ ْد ِري َما ِاال ْس ِت ْغفَ ُ‬
‫ضى‪،‬‬ ‫علَى َما َم َ‬ ‫ان‪ ،‬أَ هولُ َها النهدَ ُم َ‬ ‫َو ُه َو ا ْس ٌم َوا ِق ٌع َعلَى ِست ه ِة َمعَ ٍ‬
‫ِي ِإلَى‬ ‫ث أَ ْن ت ُ َؤدّ َ‬ ‫علَى ت َ ْر ِك ْالعَ ْو ِد ِإلَ ْي ِه أَبَداً‪َ ،‬والثها ِل ُ‬ ‫َوالثها ِني ْالعَ ْز ُم َ‬
‫علَي َْك ت َ ِبعَةٌ‪،‬‬ ‫ْس َ‬ ‫س لَي َ‬ ‫َّللاَ أ َ ْملَ َ‬ ‫ْال َم ْخلُوقِينَ ُحقُوقَ ُه ْم َحتهى ت َ ْلقَى ه‬
‫ِي َحقه َها‪،‬‬ ‫ضيه ْعتَ َها فَت ُ َؤدّ َ‬ ‫علَي َْك َ‬ ‫ض ٍة َ‬ ‫الرا ِب ُع أ َ ْن ت َ ْع ِمدَ ِإلَى ُك ِّل فَ ِري َ‬ ‫َو ه‬
‫ت فَتُذِيبَهُ‬ ‫س ْح ِ‬ ‫علَى ال ُّ‬ ‫ت َ‬ ‫س أ َ ْن ت َ ْع ِمدَ ِإلَى الله ْح ِم الهذِي نَبَ َ‬ ‫َو ْالخ ِ‬
‫َام ُ‬
‫شأ َ بَ ْينَ ُه َما لَ ْح ٌم َجدِيدٌ‪،‬‬ ‫ظ ِم َويَ ْن َ‬ ‫صقَ ْال ِج ْلدَ ِب ْال َع ْ‬ ‫ان َحتهى ت ُ ْل ِ‬ ‫ِب ْاْل َ ْحزَ ِ‬
‫ع ِة َك َما أَذَ ْقتَهُ َح َال َوة َ‬ ‫ِس أَ ْن تُذِيقَ ْال ِج ْس َم أَلَ َم ه‬
‫الطا َ‬ ‫ساد ُ‬ ‫َوال ه‬
‫صيَ ِة‪ ،‬فَ ِع ْندَ ذَ ِل َك تَقُو ُل أ َ ْست َ ْغ ِف ُر ه‬
‫َّللاَ‪.‬‬ ‫ْال َم ْع ِ‬
‫ِيرةٌ‪.‬‬
‫عش َ‬ ‫‪َ -418‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ْ :‬ال ِح ْل ُم َ‬
‫ين اب ُْن آدَ َم َم ْكتُو ُم ْاْل َ َج ِل‬ ‫‪َ -419‬وقَا َل (عليه السالم) ‪ِ :‬م ْس ِك ٌ‬
‫ظ ْالعَ َم ِل تُؤْ ِل ُمهُ ْالبَقهةُ َوت َ ْقتُلُهُ ال ه‬
‫ش ْرقَةُ َوت ُ ْن ِتنُهُ‬ ‫ون ْال ِعلَ ِل َم ْحفُو ُ‬‫َم ْكنُ ُ‬
‫ْالعَ ْرقَةُ‪.‬‬
‫ص َحا ِب ِه‬ ‫ي أَنههُ (عليه السالم) َكانَ َجا ِلسا ً فِي أَ ْ‬ ‫‪َ -420‬و ُر ِو َ‬
‫ار ِه ْم فَقَا َل (عليه‬ ‫ص ِ‬ ‫ت بِ ِه ُم ْام َرأَة ٌ َج ِميلَةٌ فَ َر َمقَ َها ْالقَ ْو ُم ِبأ َ ْب َ‬ ‫فَ َم هر ْ‬
‫ب ِهبَا ِب َها‬ ‫ط َو ِام ُح َو ِإ هن ذَ ِل َك َ‬
‫سب َ ُ‬ ‫ار َه ِذ ِه ْالفُ ُحو ِل َ‬ ‫ص َ‬ ‫السالم )‪ِ :‬إ هن أ َ ْب َ‬
‫ي ْام َرأَة ٌ‬ ‫س أَ ْهلَهُ فَإِنه َما ِه َ‬ ‫ظ َر أ َ َحدُ ُك ْم ِإلَى ْام َرأَةٍ ت ُ ْع ِجبُهُ فَ ْليُ َال ِم ْ‬ ‫فَإِذَا نَ َ‬
‫ام َرأَتِ ِه‪.‬‬
‫َك ْ‬
‫ب‬‫َّللاُ‪َ ،‬كافِرا ً َما أ َ ْفقَ َههُ‪ ،‬فَ َوث َ َ‬ ‫ج ‪ :‬قَاتَلَهُ ه‬ ‫فَقَا َل َر ُج ٌل ِمنَ ْالخ ََو ِار ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫س ٍّ‬ ‫ب ِب َ‬ ‫س ٌّ‬‫ْالقَ ْو ُم ِليَ ْقتُلُوهُ‪ ،‬فَقَا َل (عليه السالم) ‪ُ :‬ر َويْدا ً ِإنه َما ُه َو َ‬
‫ع ْن ذَ ْن ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ع ْف ٌو َ‬ ‫أ َ ْو َ‬
‫‪َ -421‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫غ ِيّ َك ِم ْن ُر ْشد َ‬
‫ِك‪.‬‬ ‫سبُ َل َ‬ ‫ع ْق ِل َك َما أ َ ْو َ‬
‫ض َح لَ َك ُ‬ ‫اك ِم ْن َ‬
‫َكفَ َ‬
‫‪َ -422‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫شيْئاً‪.‬‬‫ا ْفعَلُوا ْال َخي َْر َو َال ت َ ْح ِق ُروا ِم ْنهُ َ‬
‫ير َو َال يَقُولَ هن أ َ َحدُ ُك ْم ِإ هن أَ َحدا ً أ َ ْولَى‬ ‫ير َوقَ ِليلَهُ َكثِ ٌ‬ ‫يرهُ َك ِب ٌ‬ ‫ص ِغ َ‬ ‫فَإِ هن َ‬
‫ش ِ ّر أ َ ْه ًال فَ َم ْه َما‬‫َّللاِ َكذَ ِل َك ِإ هن ِل ْل َخي ِْر َوال ه‬
‫ِب ِف ْع ِل ْال َخي ِْر ِم ِنّي فَيَ ُكونَ َو ه‬
‫تَ َر ْكت ُ ُموهُ ِم ْن ُه َما َكفَا ُك ُموهُ أ َ ْهلُهُ‪.‬‬
‫‪َ -423‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ع ِم َل ِلدِينِ ِه َكفَاهُ‬ ‫ع َالنِيَتَهُ‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫صلَ َح ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يرتَهُ أ َ ْ‬ ‫س ِر َ‬ ‫صلَ َح َ‬ ‫َم ْن أ َ ْ‬
‫سنَ ه‬
‫َّللاُ َما بَ ْينَهُ‬ ‫َّللاِ‪ ،‬أَ ْح َ‬
‫سنَ فِي َما بَ ْينَهُ َوبَيْنَ ه‬ ‫َّللاُ أ َ ْم َر دُ ْنيَاهُ‪َ ،‬و َم ْن أ َ ْح َ‬
‫ه‬
‫اس‪.‬‬ ‫َوبَيْنَ النه ِ‬
‫‪َ -424‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫اط ٌع فَا ْست ُ ْر َخلَ َل ُخلُ ِق َك ِب ِح ْل ِم َك‬ ‫سا ٌم قَ ِ‬ ‫سا ِت ٌر َو ْالعَ ْق ُل ُح َ‬ ‫طا ٌء َ‬ ‫ْال ِح ْل ُم ِغ َ‬
‫اك ِبعَ ْق ِل َك‪.‬‬‫َوقَاتِ ْل َه َو َ‬
‫‪َ -425‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫َّللاُ ِبالنِّعَ ِم ِل َمنَافِ ِع ْال ِعبَا ِد فَيُ ِق ُّر َها فِي أ َ ْيدِي ِه ْم‬
‫ص ُه ُم ه‬ ‫ِإ هن ِ هّلِلِ ِعبَادا ً يَ ْخت َ ُّ‬
‫غي ِْر ِه ْم‪.‬‬‫ع َها ِم ْن ُه ْم ث ُ هم َح هولَ َها ِإلَى َ‬ ‫َما بَذَلُو َها فَإِذَا َمنَعُو َها نَزَ َ‬
‫‪َ -426‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫صلَتَي ِْن ْالعَافِيَ ِة َو ْال ِغنَى بَ ْينَا ت َ َراهُ‬ ‫َال يَ ْنبَ ِغي ِل ْلعَ ْب ِد أ َ ْن يَثِقَ ِب َخ ْ‬
‫غنِيّا ً ِإ ِذ ا ْفتَقَ َر‪.‬‬ ‫ُمعَافًى ِإ ْذ َ‬
‫س ِق َم َوبَ ْينَا ت َ َراهُ َ‬
‫‪َ -427‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ش َكا َها‬‫َّللاِ َو َم ْن َ‬‫ش َكا َها ِإلَى ه‬ ‫ش َكا ْال َحا َجةَ ِإلَى ُمؤْ ِم ٍن فَ َكأَنههُ َ‬ ‫َم ْن َ‬
‫ش َكا ه‬
‫َّللاَ‪.‬‬ ‫ِإلَى َكافِ ٍر فَ َكأَنه َما َ‬
‫‪َ -428‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ش َك َر ِقيَا َمهُ‪َ ،‬و ُك ُّل يَ ْو ٍم َال‬
‫صيَا َمهُ َو َ‬ ‫ِإنه َما ُه َو ِعيدٌ ِل َم ْن قَ ِب َل ه‬
‫َّللاُ ِ‬
‫َّللاُ ِفي ِه فَ ُه َو ِعيدٌ‪.‬‬
‫صى ه‬ ‫يُ ْع َ‬
‫‪َ -429‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ب َم ًاال فِي‬ ‫ت يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َح ْس َرة ُ َر ُج ٍل َك َ‬
‫س َ‬ ‫س َرا ِ‬ ‫ظ َم ْال َح َ‬ ‫ِإ هن أ َ ْع َ‬
‫س ْب َحانَهُ فَدَ َخ َل‬ ‫ع ِة ه‬
‫َّللاِ ُ‬ ‫طا َ‬‫َّللاِ فَ َو ِرثَهُ َر ُج ٌل فَأ َ ْنفَقَهُ ِفي َ‬ ‫ع ِة ه‬ ‫طا َ‬ ‫غي ِْر َ‬ ‫َ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ِب ِه ْال َجنهةَ َودَ َخ َل ْاْل َ هو ُل ِب ِه النه َ‬
‫‪َ -430‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫س ْعيا ً َر ُج ٌل أ َ ْخلَقَ بَدَنَهُ فِي‬
‫ص ْفقَةً َوأ َ ْخيَبَ ُه ْم َ‬ ‫اس َ‬ ‫س َر النه ِ‬ ‫ِإ هن أ َ ْخ َ‬
‫علَى ِإ َرادَ ِت ِه فَخ ََر َج ِمنَ الدُّ ْنيَا‬ ‫ِير َ‬ ‫سا ِع ْدهُ ْال َمقَاد ُ‬ ‫ب َما ِل ِه َولَ ْم ت ُ َ‬‫طلَ ِ‬ ‫َ‬
‫علَى ْاآل ِخ َر ِة ِبتَ ِبعَ ِت ِه‪.‬‬ ‫ِب َح ْس َر ِت ِه َوقَد َِم َ‬
‫‪َ -431‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫طلَبَهُ ْال َم ْوتُ‬
‫ب الدُّ ْنيَا َ‬ ‫طلَ َ‬‫وب فَ َم ْن َ‬ ‫طلُ ٌ‬ ‫ب َو َم ْ‬ ‫طا ِل ٌ‬ ‫ان َ‬ ‫الر ْز ُق ِر ْزقَ ِ‬ ‫ِّ‬
‫طلَبَتْهُ الدُّ ْنيَا َحتهى‬‫ب ْاآل ِخ َرةَ َ‬ ‫طلَ َ‬‫ع ْن َها َو َم ْن َ‬ ‫َحتهى يُ ْخ ِر َجهُ َ‬
‫ي ِر ْزقَهُ ِم ْن َها‪.‬‬ ‫يَ ْست َ ْوفِ َ‬
‫‪َ -432‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫اس‬‫ظ َر النه ُ‬ ‫اط ِن الدُّ ْنيَا ِإذَا نَ َ‬‫ظ ُروا ِإلَى بَ ِ‬ ‫َّللاِ ُه ُم الهذِينَ نَ َ‬ ‫ِإ هن أ َ ْو ِليَا َء ه‬
‫اج ِل َها فَأ َ َماتُوا‬
‫اس ِبعَ ِ‬ ‫آج ِل َها ِإذَا ا ْشتَغَ َل النه ُ‬ ‫ظا ِه ِر َها َوا ْشتَغَلُوا ِب ِ‬ ‫ِإلَى َ‬
‫ع ِل ُموا أَنههُ َ‬
‫سيَتْ ُر ُك ُه ْم‬ ‫شوا أ َ ْن يُ ِميت َ ُه ْم َوت َ َر ُكوا ِم ْن َها َما َ‬ ‫ِم ْن َها َما َخ ُ‬
‫غي ِْر ِه ْم ِم ْن َها ا ْستِ ْق َال ًال َودَ َر َك ُه ْم لَ َها فَ ْوتا ً أَ ْعدَا ُء َما‬
‫ار َ‬ ‫َو َرأ َ ُوا ا ْستِ ْكث َ َ‬
‫ع ِل ُموا‬ ‫ع ِل َم ْال ِكت َ ُ‬
‫اب َو ِب ِه َ‬ ‫اس ِب ِه ْم ُ‬ ‫عادَى النه ُ‬ ‫س ْل ُم َما َ‬ ‫اس َو َ‬ ‫سالَ َم النه ُ‬ ‫َ‬
‫اب َو ِب ِه قَا ُموا َال يَ َر ْونَ َم ْر ُج ّوا ً فَ ْوقَ َما يَ ْر ُجونَ‬ ‫ام ْال ِكت َ ُ‬ ‫َو ِب ِه ْم قَ َ‬
‫َو َال َم ُخوفا ً فَ ْوقَ َما يَخَافُونَ ‪.‬‬
‫‪َ -433‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ت َوبَقَا َء الت ه ِبعَاتِ‪.‬‬ ‫ع اللهذها ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ا ْذ ُك ُروا ا ْن ِق َ‬
‫‪َ -434‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫اخبُ ْر ت َ ْق ِل ِه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫قال الرضي ‪ :‬و من الناس من يروي هذا للرسول (صلى هللا‬
‫عليه وآله) و مما يقوي أنه من كالم أمير المؤمنين (عليه‬
‫السالم) ما حكاه ثعلب عن ابن اْلعرابي قال المأمون لو ال أن‬
‫عليا (عليه السالم) قال اخبر تقله لقلت اقله تخبر‪.‬‬
‫‪َ -435‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫اب ِ ّ‬
‫الزيَادَةِ‬ ‫ش ْك ِر َويُ ْغ ِلقَ َ‬
‫ع ْنهُ بَ َ‬ ‫اب ال ُّ‬ ‫علَى َ‬
‫ع ْب ٍد بَ َ‬ ‫َّللاُ ِليَ ْفت َ َح َ‬
‫َما َكانَ ه‬
‫اب ْ ِ‬
‫اْل َجابَ ِة َو َال‬ ‫ع ْنهُ بَ َ‬ ‫اء َويُ ْغ ِلقَ َ‬‫ع ِ‬‫اب الدُّ َ‬‫علَى َع ْب ٍد بَ َ‬ ‫َو َال ِليَ ْفت َ َح َ‬
‫اب ْال َم ْغ ِف َرةِ‪.‬‬
‫ع ْنهُ بَ َ‬ ‫ِليَ ْفت َ َح ِلعَ ْب ٍد بَ َ‬
‫اب الت ه ْوبَ ِة َويُ ْغ ِلقَ َ‬
‫‪َ -436‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ت ِب ِه ْال ِك َرا ُم‪.‬‬ ‫اس ِب ْال َك َر ِم َم ْن ُ‬
‫ع ِرفَ ْ‬ ‫أ َ ْولَى النه ِ‬
‫‪َ -437‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫اضعَ َها َو ْال ُجودُ يُ ْخ ِر ُج َها ِم ْن ِج َهتِ َها‬ ‫ور َم َو ِ‬ ‫ض ُع ْاْل ُ ُم َ‬‫ْالعَ ْد ُل يَ َ‬
‫َاص فَ ْالعَ ْد ُل أ َ ْش َرفُ ُه َما‬
‫ض خ ٌّ‬ ‫ار ٌ‬ ‫س َعا ٌّم َو ْال ُجودُ َ‬
‫ع ِ‬ ‫سائِ ٌ‬‫َو ْالعَ ْد ُل َ‬
‫ضلُ ُه َما‪.‬‬ ‫َوأ َ ْف َ‬
‫‪َ -438‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫اس أ َ ْعدَا ُء َما َج ِهلُوا‪.‬‬ ‫النه ُ‬
‫‪َ -439‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫س ْب َحانَهُ ‪ِ { :‬ل َكيْال‬ ‫آن‪ ،‬قَا َل ه‬
‫َّللاُ ُ‬ ‫الز ْهدُ ُكلُّهُ بَيْنَ َك ِل َمتَي ِْن ِمنَ ْالقُ ْر ِ‬ ‫ُّ‬
‫على ما فات َ ُك ْم َوال ت َ ْف َر ُحوا بِما آتا ُك ْم }‬ ‫س ْوا َ‬ ‫تَأ ْ َ‬
‫اضي َولَ ْم يَ ْف َر ْح ِب ْاآلتِي فَقَ ْد أ َ َخذَ ُّ‬
‫الز ْهدَ‬ ‫علَى ْال َم ِ‬ ‫س َ‬ ‫َو َم ْن لَ ْم يَأ ْ َ‬
‫ط َرفَ ْي ِه‪.‬‬‫ِب َ‬
‫‪َ -440‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ض النه ْو َم ِلعَزَ ائِ ِم ْاليَ ْو ِم‪.‬‬ ‫َما أ َ ْنقَ َ‬
‫‪َ -441‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫الر َجا ِل‪.‬‬ ‫ير ِ ّ‬ ‫ام ُ‬ ‫ض ِ‬‫ْال ِو َاليَاتُ َم َ‬
‫‪َ -442‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ْس بَلَدٌ ِبأ َ َح هق ِب َك ِم ْن بَلَ ٍد َخي ُْر ْال ِب َال ِد َما َح َملَ َك‪.‬‬ ‫لَي َ‬
‫‪َ -443‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫َّللاِ لَ ْو َكانَ َجبَ ًال لَ َكانَ فِ ْندا ً َولَ ْو َكانَ َح َجرا ً‬
‫َما ِل ٌك َو َما َما ِل ٌك َو ه‬
‫علَ ْي ِه ه‬
‫الطائِ ُر‪.‬‬ ‫ص ْلدا ً َال يَ ْرت َ ِقي ِه ْال َحافِ ُر َو َال يُوفِي َ‬
‫لَ َكانَ َ‬
‫قال الرضي ‪ :‬و الفند المنفرد من الجبال‪.‬‬
‫‪َ -444‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ير َم ْملُو ٍل ِم ْنهُ‪.‬‬
‫علَ ْي ِه َخي ٌْر ِم ْن َكثِ ٍ‬
‫قَ ِلي ٌل َمدُو ٌم َ‬
‫‪َ -445‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ِإذَا َكانَ ِفي َر ُج ٍل خَلهةٌ َرا ِئقَةٌ فَا ْنت َ ِظ ُروا أَخ ََوا ِت َها‪.‬‬
‫‪َ -446‬وقَا َل (عليه السالم) لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق‬
‫في كالم دار بينهما‪:‬‬
‫ير ْال ُمؤْ ِم ِنينَ‬ ‫غتْ َها ْال ُحقُ ُ‬
‫وق يَا أَ ِم َ‬ ‫يرة ُ قَا َل دَ ْغدَ َ‬ ‫ت ِإ ِبلُ َك ْال َك ِث َ‬
‫َما فَعَلَ ْ‬
‫فَقَا َل (عليه السالم) ‪ :‬ذَ ِل َك أ َ ْح َمدُ ُ‬
‫سبُ ِل َها‪.‬‬
‫‪َ -447‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫الربَا‪.‬‬
‫ط َم فِي ِ ّ‬ ‫َم ِن ات ه َج َر ِبغَي ِْر فِ ْق ٍه فَقَ ِد ْ‬
‫ارت َ َ‬
‫‪َ -448‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ار َها‪.‬‬ ‫ب ا ْبت َ َالهُ ه‬
‫َّللاُ ِب ِكبَ ِ‬ ‫صائِ ِ‬‫َار ْال َم َ‬ ‫صغ َ‬ ‫ظ َم ِ‬ ‫ع ه‬ ‫َم ْن َ‬
‫‪َ -449‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ش َه َواتُهُ‪.‬‬ ‫علَ ْي ِه َ‬
‫َت َ‬ ‫سهُ َهان ْ‬ ‫علَ ْي ِه نَ ْف ُ‬
‫ت َ‬ ‫َم ْن َك ُر َم ْ‬
‫‪َ -450‬وقَا َل (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ع ْق ِل ِه َم هجةً‪.‬‬‫َما َمزَ َح ْام ُرؤٌ َم ْز َحةً ِإ هال َم هج ِم ْن َ‬

‫ُ‬
ُ
‫‪451- 480‬‬

‫ص ُ‬
‫ان‬ ‫يك نُ ْق َ‬
‫ب فِ َ‬ ‫‪َ -451‬وقَا َل (عليه السالم )‪ُ :‬ز ْهد َُك فِي َرا ِغ ٍ‬
‫يك ذُ ُّل نَ ْف ٍس‪.‬‬ ‫َح ٍ ّ‬
‫ظ َو َر ْغبَت ُ َك فِي زَ ا ِه ٍد فِ َ‬
‫علَى‬
‫ض َ‬ ‫‪َ -452‬وقال (عليه السالم )‪ْ :‬ال ِغنَى َو ْالفَ ْق ُر بَ ْعدَ ْال َع ْر ِ‬
‫ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬
‫الزبَي ُْر َر ُج ًال ِمنها أ َ ْه َل‬ ‫‪َ -453‬وقَا َل (عليه السالم )‪َ :‬ما زَ ا َل ُّ‬
‫ع ْبدُ ه‬
‫َّللاِ‪.‬‬ ‫شأ َ ا ْبنُهُ ْال َم ْشئُو ُم َ‬ ‫ت َحتهى نَ َ‬ ‫ْالبَ ْي ِ‬
‫طفَةٌ‬ ‫‪َ -454‬وقَا َل (عليه السالم )‪َ :‬ما ِالب ِْن آدَ َم َو ْالفَ ْخ ِر أَ هولُهُ نُ ْ‬
‫سهُ َو َال يَ ْدفَ ُع َحتْفَهُ‪.‬‬ ‫آخ ُرهُ ِجيفَةٌ َو َال يَ ْر ُز ُق نَ ْف َ‬ ‫َو ِ‬
‫اء فَقَا َل (عليه السالم )‪ِ :‬إ هن‬ ‫شعَ َر ِ‬ ‫سئِ َل َم ْن أ َ ْشعَ ُر ال ُّ‬ ‫‪َ -455‬و ُ‬
‫صبَتِ َها فَإِ ْن َكانَ‬ ‫ف ْالغَايَةُ ِع ْندَ قَ َ‬ ‫ْالقَ ْو َم لَ ْم يَ ْج ُروا فِي َح ْلبَ ٍة ت ُ ْع َر ُ‬
‫ض ِلّي ُل‪ .‬يريد إمرأ القيس‪.‬‬ ‫َو َال بُده فَ ْال َم ِل ُك ال ِ ّ‬
‫ظةَ ِْل َ ْه ِل َها‬ ‫ع َه ِذ ِه اللُّ َما َ‬ ‫‪َ -456‬وقَا َل (عليه السالم )‪ :‬أ َ َال ُح ٌّر يَدَ ُ‬
‫ْس ِْل َ ْنفُ ِس ُك ْم ث َ َم ٌن ِإ هال ْال َجنهةَ فَ َال تَ ِبيعُو َها ِإ هال ِب َها‪.‬‬ ‫ِإنههُ لَي َ‬
‫ب ِع ْل ٍم‬ ‫طا ِل ُ‬‫ان َ‬ ‫ان َال يَ ْشبَعَ ِ‬ ‫‪َ -457‬وقَا َل (عليه السالم )‪َ :‬م ْن ُهو َم ِ‬
‫ب دُ ْنيَا‪.‬‬ ‫طا ِل ُ‬ ‫َو َ‬
‫ْث‬‫ص ْدقَ َحي ُ‬ ‫ان أَ ْن تُؤْ ِث َر ال ِ ّ‬ ‫اْلي َم ُ‬‫‪َ -458‬وقَا َل (عليه السالم )‪ِ ْ :‬‬
‫ض ٌل‬ ‫ْث يَ ْنفَعُ َك َوأ َ هال يَ ُكونَ فِي َحدِيثِ َك فَ ْ‬ ‫ب َحي ُ‬ ‫علَى ْال َك ِذ ِ‬ ‫ض ُّر َك َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ث َ‬
‫غي ِْر َك‪.‬‬ ‫َّللاَ فِي َحدِي ِ‬ ‫ي ه‬ ‫ع َم ِل َك َوأ َ ْن تَت ه ِق َ‬‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫علَى الت ه ْقد ِ‬
‫ِير َحتهى‬ ‫ب ْال ِم ْقدَ ُ‬
‫ار َ‬ ‫‪َ -459‬وقَا َل (عليه السالم )‪ :‬يَ ْغ ِل ُ‬
‫ير‪ .‬قال الرضي‪َ :‬وقد مضى هذا المعنى‬ ‫تَ ُكونَ ْاآلفَةُ فِي الت ه ْد ِب ِ‬
‫فيما تقدم برواية تخالف هذه اْللفاظ‪.‬‬
‫علُ ُّو‬ ‫‪َ -460‬وقَا َل (عليه السالم )‪ْ :‬ال ِح ْل ُم َو ْاْلَنَاة ُ ت َ ْوأَ َم ِ‬
‫ان يُ ْنتِ ُج ُه َما ُ‬
‫ْال ِه هم ِة‪.‬‬
‫‪َ -461‬وقَا َل (عليه السالم )‪ْ :‬ال ِغيبَةُ ُج ْهدُ ْالعَ ِ‬
‫اج ِز‪.‬‬
‫ون ِب ُح ْس ِن ْالقَ ْو ِل فِي ِه‪.‬‬
‫ب َم ْفت ُ ٍ‬
‫‪َ -462‬وقَا َل (عليه السالم )‪ُ :‬ر ه‬
‫ت ِلغَي ِْر َها َولَ ْم ت ُ ْخلَ ْق‬ ‫‪َ -463‬وقَا َل (عليه السالم )‪ :‬الدُّ ْنيَا ُخ ِلقَ ْ‬
‫ِلنَ ْف ِس َها‪.‬‬
‫‪َ -464‬وقَا َل (عليه السالم )‪ِ :‬إ هن ِل َب ِني أ ُ َميهةَ ِم ْر َودا ً يَ ْج ُرونَ ِفي ِه‬
‫ع لَغَلَبَتْ ُه ْم‪.‬‬
‫ضبَا ُ‬‫اختَلَفُوا ِفي َما بَ ْينَ ُه ْم ث ُ هم َكادَتْ ُه ُم ال ِ ّ‬
‫َولَ ْو قَ ِد ْ‬
‫قال الرضي‪َ :‬والمرود هنا مفعل من اْلرواد َوهو اْلمهال‬
‫َواْلظهار َوهذا من أفصح الكالم َوأغربه فكأنه (عليه‬
‫السالم) شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه‬
‫إلى الغاية فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها‪.‬‬
‫ار‪ُ :‬ه ْم َو ه‬
‫َّللاِ َرب ُهوا‬ ‫ح ْاْل َ ْن َ‬
‫ص ِ‬ ‫‪َ -465‬وقَا َل (عليه السالم) ِفي َم ْد ِ‬
‫اط َوأَ ْل ِسنَتِ ِه ُم‬ ‫اْل ْس َال َم َك َما يُ َربهى ْال ِف ْل ُو َم َع َ‬
‫غنَا ِئ ِه ْم ِبأ َ ْيدِي ِه ُم ال ِ ّ‬
‫سب َ ِ‬ ‫ِْ‬
‫س َِال ِط‪.‬‬‫ال ّ‬
‫‪َ -466‬وقَا َل (عليه السالم )‪ْ :‬العَي ُْن ِو َكا ُء ال ه‬
‫س ِه‪.‬‬
‫قال الرضي‪َ :‬وهذه من االستعارات العجيبة كأنه يشبه السه‬
‫بالوعاء َوالعين بالوكاء فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء‬
‫َوهذا القول في اْلشهر اْلظهر من كالم النبي (صلى هللا عليه‬
‫وآله) َوقد رواه قوم ْلمير المؤمنين (عليه السالم) َوذكر ذلك‬
‫المبرد في كتاب المقتضب في باب اللفظ بالحروف َوقد تكلمنا‬
‫على هذه االستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات اآلثار‬
‫النبوية‪.‬‬
‫‪َ -467‬وقَا َل (عليه السالم) فِي َك َال ٍم لَهُ‪َ :‬و َو ِليَ ُه ْم َوا ٍل فَأَقَ َ‬
‫ام‬
‫ِين ِب ِج َرا ِن ِه‪.‬‬‫ب الدّ ُ‬ ‫ام َحتهى َ‬
‫ض َر َ‬ ‫َوا ْستَقَ َ‬
‫وض‬
‫ض ٌ‬ ‫ع ُ‬ ‫ان َ‬ ‫اس زَ َم ٌ‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫‪َ -468‬وقَا َل (عليه السالم )‪ :‬يَأ ْ ِتي َ‬
‫علَى َما فِي يَدَ ْي ِه َولَ ْم يُؤْ َم ْر ِبذَ ِل َك قَا َل ه‬
‫َّللاُ‬ ‫ض ْال ُمو ِس ُر فِي ِه َ‬ ‫يَعَ ُّ‬
‫ار َوت ُ ْستَذَ ُّل‬ ‫ض َل بَ ْينَ ُك ْم تَ ْن َهدُ فِي ِه ْاْل َ ْش َر ُ‬ ‫س ُوا ْالفَ ْ‬ ‫س ْب َحانَهُ َوال ت َ ْن َ‬ ‫ُ‬
‫َّللاِ (صلى هللا‬ ‫سو ُل ه‬ ‫ط ُّرونَ َوقَ ْد نَ َهى َر ُ‬ ‫ض َ‬‫ار َويُبَا ِي ُع ْال ُم ْ‬ ‫ْاْل َ ْخيَ ُ‬
‫ض َ‬
‫ط ِ ّرينَ ‪.‬‬ ‫ع ْن بَي ِْع ْال ُم ْ‬ ‫عليه وآله) َ‬
‫ب ُم ْف ِر ٌ‬
‫ط‬ ‫ي َر ُج َال ِن ُم ِح ٌّ‬ ‫‪َ -469‬وقَا َل (عليه السالم )‪ :‬يَ ْه ِل ُك فِ ه‬
‫ت ُم ْفت َ ٍر‪.‬‬ ‫َوبَا ِه ٌ‬
‫ي َر ُج َال ِن‬ ‫قال الرضي‪َ :‬وهذا مثل قوله (عليه السالم )‪َ :‬هلَ َك فِ ه‬
‫ض قَا ٍل‪.‬‬ ‫ب غَا ٍل َو ُم ْب ِغ ٌ‬ ‫ُم ِح ٌّ‬
‫س ِئ َل َع ِن الت ه ْو ِحي ِد َو ْالعَ ْد ِل فَقَا َل (عليه السالم‬ ‫‪َ -470‬و ُ‬
‫)‪ :‬الت ه ْو ِحيدُ أ َ هال تَت َ َو هه َمهُ َو ْالعَ ْد ُل أَ هال تَت ه ِه َمهُ‪.‬‬
‫ع ِن ْال ُح ْك ِم‬ ‫ت َ‬ ‫ص ْم ِ‬‫‪َ -471‬وقال (عليه السالم )‪َ :‬ال َخي َْر ِفي ال ه‬
‫َك َما أَنههُ َال َخي َْر فِي ْالقَ ْو ِل ِب ْال َج ْه ِل‪.‬‬
‫عاءٍ ا ْست َ ْسقَى ِب ِه‪ :‬الله ُه هم ا ْس ِقنَا‬ ‫‪َ -472‬وقَا َل (عليه السالم) فِي دُ َ‬
‫صعَا ِب َها‪.‬‬ ‫ب دُونَ ِ‬ ‫س َحا ِ‬ ‫ذُلُ َل ال ه‬
‫قال الرضي‪َ :‬وهذا من الكالم العجيب الفصاحة َوذلك‬
‫أنه (عليه السالم) شبه السحاب ذوات الرعود َوالبوارق‬
‫َوالرياح َوالصواعق باْلبل الصعاب التي تقمص برحالها‬
‫َوتقص بركبانها َوشبه السحاب خالية من تلك الروائع باْلبل‬
‫الذلل التي تحتلب طيعة َوتقتعد مسمحة‪.‬‬
‫ش ْيبَ َك يَا أ َ ِم َ‬
‫ير‬ ‫ت َ‬ ‫‪َ -473‬وقِي َل لَهُ (عليه السالم) لَ ْو َ‬
‫غي ْهر َ‬
‫اب ِزينَةٌ َون َْح ُن قَ ْو ٌم فِي‬ ‫ض ُ‬ ‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَقَا َل (عليه السالم )‪ْ :‬ال ِخ َ‬
‫َّللا (صلى هللا عليه وآله )‪.‬‬ ‫سو ِل ه ِ‬ ‫صيبَةٍ‪ .‬يُ ِريدُ َوفَاة َ َر ُ‬ ‫ُم ِ‬
‫س ِبي ِل ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ش ِهيدُ ِفي َ‬ ‫‪َ -474‬وقَا َل (عليه السالم )‪َ :‬ما ْال ُم َجا ِهدُ ال ه‬
‫يف أَ ْن يَ ُكونَ َملَكا ً ِمنَ‬ ‫ف لَ َكادَ ْالعَ ِف ُ‬ ‫ظ َم أ َ ْجرا ً ِم هم ْن قَدَ َر فَعَ ه‬
‫ِبأ َ ْع َ‬
‫ْال َم َالئِ َك ِة‪.‬‬
‫عةُ َما ٌل َال يَ ْنفَدُ‪.‬‬ ‫‪َ -475‬وقَا َل (عليه السالم )‪ْ :‬القَنَا َ‬
‫قال الرضي‪َ :‬وقد روى بعضهم هذا الكالم لرسول هللا (صلى‬
‫هللا عليه وآله )‪.‬‬
‫‪َ -476‬وقَا َل (عليه السالم) ِل ِزيَا ِد اب ِْن أ َ ِبي ِه َوقَ ِد ا ْستَ ْخلَفَهُ ِلعَ ْب ِد ه‬
‫َّللاِ‬
‫ط ِوي ٍل َكانَ بَ ْينَ ُه َما‬ ‫س َوأ َ ْع َما ِل َها ِفي َك َال ٍم َ‬ ‫ار َ‬ ‫علَى فَ ِ‬ ‫هاس َ‬ ‫ب ِْن ْالعَب ِ‬
‫ف‬‫احذَ ِر ْالعَ ْس َ‬ ‫اج‪ :‬ا ْست َ ْع ِم ِل ْالعَ ْد َل َو ْ‬ ‫ع ْن تَقَدُّ ِم ْالخ ََر ِ‬
‫نَ َهاهُ ِفي ِه َ‬
‫ْف‪.‬‬
‫سي ِ‬ ‫عو ِإلَى ال ه‬ ‫ف يَعُودُ ِب ْال َج َال ِء َو ْال َحي َ‬
‫ْف يَ ْد ُ‬ ‫ْف فَإِ هن ْال َع ْس َ‬‫َو ْال َحي َ‬
‫َف ِب َها‬ ‫ب َما ا ْستَخ ه‬ ‫شدُّ الذُّنُو ِ‬ ‫‪َ -477‬وقَا َل (عليه السالم )‪ :‬أ َ َ‬
‫احبُهُ‪.‬‬
‫ص ِ‬‫َ‬
‫علَى أ َ ْه ِل ْال َج ْه ِل أَ ْن‬‫َّللاُ َ‬ ‫‪َ -478‬وقَا َل (عليه السالم )‪َ :‬ما أ َ َخذَ ه‬
‫علَى أ َ ْه ِل ْال ِع ْل ِم أَ ْن يُعَ ِلّ ُموا‪.‬‬‫يَتَعَله ُموا َحتهى أ َ َخذَ َ‬
‫ان َم ْن ت ُ ُك ِلّ َ‬
‫ف لَهُ‪.‬‬ ‫‪َ -479‬وقَا َل (عليه السالم )‪ :‬ش َُّر ْ ِ‬
‫اْل ْخ َو ِ‬
‫قال الرضي‪ْ :‬لن التكليف مستلزم للمشقة َوهو شر الزم عن‬
‫اْلخ المتكلف له فهو شر اْلخوان‪.‬‬
‫احتَش ََم ْال ُمؤْ ِم ُن أَخَاهُ فَقَ ْد فَ َ‬
‫ارقَهُ‪.‬‬ ‫‪َ -480‬وقَا َل (عليه السالم )‪ِ :‬إذَا ْ‬
‫قال الرضي‪ :‬يقال حشمه َوأحشمه إذا أغضبه َوقيل أخجله‬
‫َواحتشمه طلب ذلك له َوهو مظنة مفارقته‪.‬‬
‫َوهذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كالم أمير‬
‫من به من‬ ‫المؤمنين عليه السالم‪ ،‬حامدين ّّلِل سبحانه على ما ّ‬
‫توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافه‪َ ،‬وتقريب ما بعد من أقطاره‪.‬‬
‫َوتقرر العزم كما شرطنا أوال على تفضيل أوراق من البياض‬
‫في آخر كل باب من اْلبواب‪ ،‬ليكون القتناص الشارد‪،‬‬
‫َواستلحاق الوارد‪َ ،‬وما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض‪َ ،‬ويقع‬
‫باّلِل عليه توكلنا‪َ ،‬وهو حسبنا‬ ‫إلينا بعد الشذوذ‪َ ،‬وما توفيقنا إال ّ‬
‫َونعم الوكيل‪.‬‬
‫َّللا على‬ ‫َوذلك في رجب سنة أربع مائة من الهجرة‪َ ،‬وصلى ّ‬
‫سيدنا محمد خاتم الرسل‪َ ،‬والهادي إلى خير السبل‪َ ،‬وآله‬
‫الطاهرين‪َ ،‬وأصحابه نجوم اليقين‪.‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫فصل‬
‫نذكرُفيهُشيئاًُمنُغريبُكَلمهُالمحتاجُإلىُالتـفسير‬

‫‪ -1‬وفي حديثه (عليه السالم)‪:‬‬


‫ِين ِبذَنَ ِب ِه فَيَ ْجتَ ِمعُونَ ِإلَ ْي ِه َك َما‬
‫وب الدّ ِ‬
‫س ُ‬ ‫ب يَ ْع ُ‬ ‫فَإِذَا َكانَ ذَ ِل َك َ‬
‫ض َر َ‬
‫يف ‪.‬‬ ‫ع ْالخ َِر ِ‬‫يَ ْجت َ ِم ُع قَزَ ُ‬
‫قال الرضي ‪ :‬اليعسوب السيد العظيم المالك ْلمور الناس‬
‫يومئذ والقزع قطع الغيم التي ال ماء فيها ‪.‬‬

‫‪ -2‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬


‫ش ُح ‪.‬‬ ‫يب ال ه‬
‫ش ْح َ‬ ‫َهذَا ْالخ ِ‬
‫َط ُ‬
‫يريد الماهر بالخطبة الماضي فيها وكل ماض في كالم وسير‬
‫فهو شحشح والشحشح في غير هذا الموضع البخيل الممسك ‪.‬‬

‫‪ -3‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬


‫ِإ هن ِل ْل ُخ ُ‬
‫صو َم ِة قُ َحما ً ‪.‬‬
‫يريد بالقحم المهالك ْلنها تقحم أصحابها في المهالك والمتالف‬
‫في اْلكثر فمن ذلك قحمة اْلعراب وهو أن تصيبهم السنة‬
‫فتتعرق أموالهم فذلك تقحمها فيهم وقيل فيه وجه آخر وهو‬
‫أنها تقحمهم بالد الريف أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند‬
‫محول البدو ‪.‬‬
‫‪ -4‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ق فَ ْالعَ َ‬
‫صبَةُ أ َ ْولَى ‪.‬‬ ‫َص ْال ِحقَا ِ‬ ‫ِإذَا بَلَ َغ ال ِنّ َ‬
‫سا ُء ن ه‬
‫والنص منتهى اْلشياء ومبلغ أقصاها كالنص في السير ْلنه‬
‫أقصى ما تقدر عليه الدابة وتقول نصصت الرجل عن اْلمر‬
‫إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه فنص الحقاق‬
‫يريد به اْلدراك ْلنه منتهى الصغر والوقت الذي يخرج منه‬
‫الصغير إلى حد الكبير وهو من أفصح الكنايات عن هذا اْلمر‬
‫وأغربها يقول فإذا بلغ النساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من‬
‫أمها إذا كانوا محرما مثل اْلخوة واْلعمام وبتزويجها إن‬
‫أرادوا ذلك‪ .‬والحقاق محاقة اْلم للعصبة في المرأة وهو‬
‫الجدال والخصومة وقول كل واحد منهما لْلخر أنا أحق منك‬
‫بهذا يقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جداال وقد قيل إن نص‬
‫الحقاق بلوغ العقل وهو اْلدراك ْلنه (عليه السالم) إنما أراد‬
‫منتهى اْلمر الذي تجب فيه الحقوق واْلحكام‪ .‬ومن رواه نص‬
‫الحقائق فإنما أراد جمع حقيقة هذا معنى ما ذكره أبو عبيد‬
‫القاسم بن سالم‪ .‬والذي عندي أن المراد بنص الحقاق هاهنا‬
‫بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصرفها في‬
‫حقوقها تشبيها بالحقاق من اْلبل وهي جمع حقة وحق وهو‬
‫الذي استكمل ثالث سنين ودخل في الرابعة وعند ذلك يبلغ‬
‫إلى الحد الذي يتمكن فيه من ركوب ظهره ونصه في السير‬
‫والحقائق أيضا جمع حقة فالروايتان جميعا ترجعان إلى معنى‬
‫واحد وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أوال ‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬
‫ت‬ ‫ان ْ‬
‫ازدَادَ ِ‬ ‫ازدَادَ ْ ِ‬
‫اْلي َم ُ‬ ‫ظةً فِي ْالقَ ْل ِ‬
‫ب ُكله َما ْ‬ ‫اْلي َمانَ يَ ْبدُو لُ ْم َ‬
‫ِإ هن ْ ِ‬
‫اللُّ ْم َ‬
‫ظةُ ‪.‬‬
‫واللمظة مثل النكتة ونحوها من البياض ومنه قيل فرس ألمظ‬
‫إذا كان بجحفلته شيء من البياض ‪.‬‬

‫‪ -6‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬


‫علَ ْي ِه أَ ْن يُزَ ِ ّكيَهُ ِل َما‬
‫ب َ‬
‫ون يَ ِج ُ‬ ‫الر ُج َل ِإذَا َكانَ لَهُ الدهي ُْن ه‬
‫الظنُ ُ‬ ‫ِإ هن ه‬
‫ضهُ ‪.‬‬‫ضى ِإذَا قَبَ َ‬
‫َم َ‬
‫فالظنون الذي ال يعلم صاحبه أ يقبضه من الذي هو عليه أم‬
‫ال فكأنه الذي يظن به فمرة يرجوه ومرة ال يرجوه وهذا من‬
‫أفصح الكالم وكذلك كل أمر تطلبه وال تدري على أي شيء‬
‫أنت منه فهو ظنون وعلى ذلك قول اْلعشى ‪:‬‬
‫ما يجعل الجد الظنون الذي * جنب صوب اللجب الماطر‬
‫مثل الفراتي إذا ما طما * يقذف بالبوصي والماهر‬
‫والجد ‪ :‬البئر العادية في الصحراء ‪ ،‬والظنون التي ال يعلم هل‬
‫فيها ماء أم ال ‪.‬‬

‫‪ -7‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬


‫اء َما ا ْستَ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم ‪.‬‬ ‫شيه َع َجيْشا ً ِبغ َْزيَ ٍة فَقَا َل ا ْع ِذبُوا َ‬
‫ع ِن ال ِنّ َ‬
‫س ِ‬ ‫أنههُ َ‬
‫ومعناه اصدفوا عن ذكر النساء وشغل القلب بهن وامتنعوا‬
‫من المقاربة لهن ْلن ذلك يفت في عضد الحمية ويقدح في‬
‫معاقد العزيمة ويكسر عن العدو ويلفت عن اْلبعاد في الغزو‬
‫فكل من امتنع من شيء فقد عذب عنه والعاذب والعذوب‬
‫الممتنع من اْلكل والشرب ‪.‬‬

‫‪ -8‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬


‫َك ْاليَا ِس ِر ْالفَا ِل ِ‬
‫ج يَ ْنت َ ِظ ُر أَ هو َل فَ ْوزَ ةٍ ِم ْن قِدَ ِ‬
‫اح ِه ‪.‬‬
‫الياسرون هم الذين يتضاربون بالقداح على الجزور والفالج‬
‫القاهر والغالب يقال فلج عليهم وفلجهم ‪ ،‬وقال الراجز ‪:‬‬
‫" لما رأيت فالجا قد فلجا " ‪.‬‬

‫‪ -9‬وفي حديثه (عليه السالم) ‪:‬‬


‫َّللاِ (صلى هللا عليه وآله) فَلَ ْم‬ ‫سو ِل ه‬ ‫س اتهقَ ْينَا ِب َر ُ‬ ‫اح َم هر ْالبَأ ْ ُ‬
‫ُكنها ِإذَا ْ‬
‫ب ِإلَى ْالعَد ّ ُِو ِم ْنهُ ‪.‬‬
‫يَ ُك ْن أ َ َحدٌ ِمنها أ َ ْق َر َ‬
‫ومعنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو واشتد عضاض‬
‫الحرب فزع المسلمون إلى قتال رسول هللا (صلى هللا عليه‬
‫وآله) بنفسه فينزل هللا عليهم النصر به ويأمنون مما كانوا‬
‫يخافونه بمكانه‪ .‬وقوله إذا احمر البأس كناية عن اشتداد اْلمر‬
‫وقد قيل في ذلك أقوال أحسنها أنه شبه حمي الحرب بالنار‬
‫التي تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ومما يقوي ذلك‬
‫قول رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) وقد رأى مجتلد الناس‬
‫يوم حنين وهي حرب هوازن اآلن حمي الوطيس فالوطيس‬
‫مستوقد النار فشبه رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) ما استحر‬
‫من جالد القوم باحتدام النار وشدة التهابها ‪.‬‬
‫انقضى هذا الفصل ورجعنا إلى سنن الغرض اْلول في هذا‬
‫الباب‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫ُ‬

You might also like