You are on page 1of 8

‫‪:‬تابعونا على‬

‫االنستغرام اليوتيوب التويتر الفيسبوك‬ ‫تمبلر بنترست تيلكرام لينكدإن‬


‫التحوالت في البحرين والمنطقة ودور ومكانة اليسار والقوى التقدمية‪ ،‬حوار مع الكاتب البحريني د‪ .‬حسن مدن‬

‫الحوار المتمدن ‪ -‬موبايل‬

‫تفسير البطالة في االقتصاد السياسي‬


‫عادل بن حمزة‬
‫‪2013 / 4 / 17‬‬
‫ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها‪ ،‬بمناسبة ‪ 1‬ايار‪ -‬ماي ‪ 2013‬عيد العمال العالمي‬

‫التفسير الكالسيكي ‪،‬الماركسي ‪،‬النيوكالسيكي والكينزي للبطالة‬


‫إن حدة البطالة ونتائجها وتأثيراتها في النظام الرأسمالي‪ ،‬دفعت بعدد كبير من المفكرين من مختلف مدارس االقتصاد السياسي إلى‬
‫محاولة تحليلها وتفسيرها وإبراز انعكاساتها االجتماعية والسياسية‪ ،‬وواضح من خالل المدارس التي سنحاول مقاربة تفسيراتها‬
‫للبطالة أن كل مدرسة كانت تنطلق من موقع طبقي واجتماعي معين في التحليل‪ .‬بحيث كانت هذه المدارس السند الفكري‬
‫‪.‬واإليديولوجي لطبقات اجتماعية تريد أن تسود اقتصاديا وسياسيا‬

‫أوال‪ :‬تفسير االقتصاد السياسي الكالسيكي للبطالة‬


‫االقتصاد السياسي الكالسيكي هو التوجه اإليديولوجي الذي عبر بوضوح تام عن مصالح ووعي الطبقة البورجوازية الحاملة‬
‫‪ William Petty (1623-‬لمشروع الرأسمالية الصناعية في نهاية القرن ‪ ،17‬وقد عرف بداياته األولى مع كتابات وليم بيتي‬
‫وماركيز دي )‪ François Quesnay (1694-1774‬وتطور مع أعـمال الفيزيوقراطيين الفرنسيين كفـرانسـو اكيناي )‪1685‬‬
‫ليصل على أوجه مع ‪ A.R.J. Tourgot (1727-1781)،‬وتورجو )‪ Marquis de Mirabeau (1715-1789‬ميرابو‬
‫وقد شكل رواد ‪ David Ricardo (1772-1823)،‬وديفيد ريكاردو )‪ Adam Smith (1723-1790‬أعمال آدم سميث‬
‫االقتصاد السياسي الكالسيكي أهم المعاول التي استهدفت المدرسة التجارية‪ /‬الميركانتيلية‪ ،‬وأبرز المنظرين للبورجوازية الصناعية‬
‫‪].‬الصاعدة خاصة في انجلترا[‪1‬‬

‫لقد أفرد الكالسيكيون أهمية بالغة للبعدين االجتماعي والسياسي في تحليل الظاهرة االقتصادية رابطين في تحليلهم مشكلة البطالة‬
‫بالمشكلة الديمغرافية وبتراكم الرأسمال والنمو االقتصادي وبالطاقة اإلنتاجية لالقتصاد الوطني‪ ،‬وأهم ما شغل تفكير الكالسيكيين هو‬
‫مشكل التوزيع والربح وتأثيره في تراكم رأس المال‪ ،‬يقول ريكاردو في رسالة إلى مالتس‪ - :‬إن االقتصاد السياسي ليس بحثا في‬
‫طبيعة الثروة وأسبابها‪ ،‬وإنما هو بحث في القوانين التي تعين على تقسيم ناتج الصناعة بين الطبقات التي ستشترك في تكوينه[‪،"]2‬‬
‫‪:‬وقد ارتكزت دعائم الفكر االقتصادي الكالسيكي على النقط التالي‬

‫أ‪ -‬خضوع االقتصاد إلى قوانين طبيعية موضوعية صارمة مستقلة عن وعي الناس وإرادتهم‬

‫ب‪ -‬الحرية االقتصادية (حرية التجارة‪ ،‬حرية العمل‪ ،‬حرية التعاقد) من خالل شعارهم البارز "دعه يعمل‪ ..‬دعه يمر" وذلك للحد من‬
‫تدخل الدولة أو أي طرف آخر لنقابات العمالية‬
‫ج‪ -‬رفض االحتكار من خالل اإلعالء من شأن المنافسة الحرة الكاملة في جهاز السوق الفعال القادر على تجاوز أخطائه ومشاكله‬
‫بصفة تلقائية وطبيعية‪ ،‬فهو الذي يحدد كميات اإلنتاج وأشكال توزيع الناتج اإلجمالي وكذلك األسعار وحجم اإلنتاج واألجور وأي‬
‫‪.‬خلل يتكلف به ما كان يعرف بالرجل االقتصادي عند الكالسكيين‬

‫لقد كان هذا التحليل عامال مساعدا في الرفع من شأن الرأسمالية الصناعية التي توفر لها غطاء إيديولوجي هام لتوسيع نفوذها وتوفير‬
‫ما يكفي من العمالة بعيدا عن أية تعاقدات مشروطة مع مرونة كبيرة في تحديد األجور‪ .‬واعتبرت أن كل المآسي االجتماعية التي‬
‫رافقت التحول من الرأسمالية المركانتيلية إلى الرأسمالية الصناعية مثل البطالة‪ ،‬الجريمة‪ ،‬الفقر وغيرها أمورا طبيعية سيتم تجاوزها‬
‫وفقا لنضج السوق‪ ،‬وأنه ال يمكن للدولة أن تتدخل في ترتيب هذه األوضاع على نحو آخر‪ ،‬ويعبر روبرت مالست عن هذا الوضع‬
‫أفضل تعبير من خالل قوله‪":‬السبب الرئيسي للفقر الدائم ال صلة له بطريقة الحكم وبسوء توزيع الملكية‪ .‬فليس في وسع األغنياء‬
‫تأمين العمل والغذاء للفقراء‪ .‬وليس للفقراء الحق في مطالبتهم بالعمل والغذاء" والقصد من هذا الحديث هو النتائج السلبية للعاطلين‬
‫‪.‬باإلضافة إلى إسهامها في تزايد السكان النقطة المحورية في فكر مالست‬

‫انطلق الكل سيكون من فكرة أساسية تجعل من قيمة الطلب على المنتجات مساوية تمام مع نفقة إنتاجها‪ ،‬حيث يتم صرف األموال‬
‫المحصلة كأجور وأرباح على منتوجات جديدة وبالتالي فكل عملية شراء هي في نفس الوقت عملية بيع والعكس صحيح‪ .‬وهذا ما‬
‫يوفر لالقتصاد التوظيف الكامل وبالتالي استمرار تراكم رأس المال واالستثمار‪ ،‬وهذا ما يعرف بقانون ساي‪ ،‬لهذا كانت البطالة في‬
‫‪.‬الفكر الكالسيكي مستحيلة الحدوث على نطاق واسع‬
‫صناعة الحقائب الجلدية‬
‫وجود فائض عرض‬
‫وجود فائض طلب‬
‫العرض = ‪ 100‬وحدة‬
‫الطلب = ‪ 80‬وحدة‬
‫العرض= ‪ 80‬وحدة‬
‫الطلب = ‪ 100‬وحدة‬
‫زيادة المخزون السلعي‬
‫هبوط األسعار‬
‫تدهور األرباح‬
‫انخفاض الطلب على العمال‬
‫انخفاض األجور‬
‫ارتفاع األجور‬
‫وجود بطالة‬
‫انخفاض حجم اإلنتاج‬
‫نقص المخزون السلعي‬
‫ارتفاع األسعار‬
‫ارتفاع األرباح‬
‫زيادة الطلب على العمال‬
‫زيادة فرص التوظف‬
‫زيادة حجم اإلنتاج‬
‫اختفاء فائض العرض‬
‫اختفاء فائض الطلب‬
‫استعادة التوازن المفقود‬
‫الشكل رقم ‪ :2‬آليات القضاء على البطالة الجزئية في االقتصاد الكالسيكي‬

‫ثانيا‪ :‬التفسير الماركسي للبطالة‬


‫لقد شكل الفكر الماركسي الرؤية النقدية لتصدعات الرأسمالية الصناعية لما بعد ثورة ‪ 1848‬والتي تميزت بانتشار البؤس‬
‫االجتماعي من خالل الفقر والبطالة واالستغالل البشع لإلنسان بشكل أقرب إلى العصور اإلقطاعية والفيودالية الذي قامت على‬
‫على ثالثة ركائز )‪ KARL MARX 1818-1883‬أنقاضها الرأسمالية الصناعية‪ ،‬بنيت الماركسية (نسبة إلى كارل ماركس‬
‫‪:‬أساسية وهي‬
‫)الدياليكتيك (الفلسفة الجدلية *‬
‫المادية التاريخية *‬
‫‪.‬االقتصاد السياسي *‬
‫لقد ركز كارل ماركس على الرأسمالية من خالل نقدها وتفكيك بنائها النظري والمادي‪ ،‬ولعل ابرز ما خلف ماركس هو عمله الضخم‬
‫كتاب "رأس المال" الذي صدر في أربعة أجزاء وفي ‪ 2500‬صفحة منها ما صدر قيد حياته ومنها ما أشرف عليه حواريوه‬
‫وأنصاره فيما بعد‪ .‬مثلث السلعة نقطة هامة في التحليل الماركسي‪ ،‬إذ ارتبطت بخالصات هامة كانت هي جوهر الماركسية مثل‬
‫فائض القيمة والقيمة وتراكم رأس المال والربح مرورا بقوة اإلنتاج وعالقات اإلنتاج وملكية وسائل اإلنتاج‪ ...‬حيث اعتبر ماركس"‬
‫اإلنتاج السلعي هو شكل من أشكال تنظيم اإلنتاج االجتماعي ظهر خالل مرحلة معينة من تطور قوى اإلنتاج ( جميع األدوات‬
‫واآلليات التي يستخدمها اإلنسان في عملية اإلنتاج بما فيه قوته الذهنية والعضلية) وعالقــات اإلنتـاج ( العالقات الناتجة بين أفراد‬
‫العملية اإلنتاجية وخاصة‪ :‬عالقات الملكية والتوزيع والتبادل[‪ ، )]3‬بحيث يكون اإلنتاج موجها للتبادل وليس لالستهالك الفردي‪،‬‬
‫وتستمد السلعة أهميتها من قيمتها االستعمالية والتبادلية‪ ،‬ففي قيمتها االستعمالية تبرز الحاجة االجتماعية إليها نظرا بخصائصها‬
‫الفيزيائية‪ ،‬الكيميائية والبيولوجية ولو أنه ليس كل منا له قيمة استعمالية يعتبر سلعا إذ أن هناك أشياء في الطبيعة ال تناقش قيمتها‬
‫اإلستعمالية ومع ذلك ال يمكن اعتبارها سلعا نظرا لتوفرها بكميات وفيرة[‪ ]4‬والقيمة التبادلية تنتج جدليا من القيمة اإلستعمالية‬
‫للسلعة‪ .‬فالتبادل يقع إلشباع حاجات إجماعية وأصبح هو الهدف األساسي للمنتجين‪ ،‬والنتيجة الحاسمة التي يخلص إليها رمزي زكي‬
‫بهذا الخصوص‪ " :‬هي أنه في ظل اإلنتاج السلعي يوجد انفصال بين األفراد الذين يقيمون خلف القيمة اإلستعمالية‪ ،‬وبين األفراد‬
‫"]الذين يتمتعون بهذه القيمة‪ ،‬وتصبح السلعة هنا ممثلة لعالقة إجتماعية تنشأ بين منتج السلعة والمجتمع بوجه عام[‪5‬‬

‫ونظرا ألهمية القيمة التبادلية للسلع بالنسبة للرأسماليين‪ ،‬فإن هؤالء ال يترددون في إنتاج سلع ذات أهمية تبادلية رغم مخاطرها‬
‫االستعمالية كالسالح والمخدرات ورغم ذلك سيسعى المنتجون إلى إنتاجها لما تذره من أرباح ضخمة‪ ،‬كما يلجأ المنتجون إلى سحب‬
‫‪.‬السلع أو إتالفها حتى ترتفع أثمانها وبالتالي رفع األرباح إذ أن أزمة الرأسمالية هي فائض اإلنتاج‬
‫لقد شكل ظهور النفوذ نقطة النهاية لنظام المقايضة حيث انفصلت ألول مرة عملية البيع عن عملية الشراء‪ ،‬وهنا اعتبرت الماركسية‬
‫أن دخول النقود إلى مجال التعامل االقتصادي مهد إلى خلل بين العرض والطلب‪ ،‬حيث أصبحت عملية البيع والشراء ال *** بصور‬
‫تلقائية‪ ،‬إذ أصبح باإلمكان أن يبيع الفرد السلعة ويحصل على نقود دون أن يكون ملزما بشراء سلعة أخرى وهو ما يعني في نهاية‬
‫التحليل توقيف لعملية بيع‪ .‬وكلما اتسعت المدة الزمنية بين البيع والشراء كلما ترتبت عن ذلك فائض في سلعة معينة وهو ما يترتب‬
‫عليه كساد اقتصادي في قطاع معين ما يعني ذلك من تراجع لٍباح الدافع األساسي للمنتجين وبالتالي السعي إلى الحد من الخسائر عبر‬
‫‪.‬تقليص اإلنتاج وتكلفة اإلنتاج بما فيها قوى اإلنتاج خاصة تسريح أعمال مما ينتج عن ذلك البطالة‬
‫‪ Rosa Luxembourg‬لقد آمنت الماركسية سواء مع أعمال ماركس وانجلز التأسيسية أو أعمال روزا لوكسمبورغ‬
‫وبول سويزي وبول باران أو الماركسيين المعاصرين‪ ،‬بات النظام الرأسمالي يحمل بذور موته في ذاته وأن هذا ‪1870-1919‬‬
‫النظام القائم على استغالل الطبقة العاملة من خالل الهيمنة على فائض القيمة‪" ،‬إذ أن أهم اكتشافات كارل ماركس هو اكتشافه أن‬
‫قيمة قوة العمل‪ ،‬والقيمة التي يولدها العمل‪ ،‬إنما هما كميتان مختلفتان‪ .‬وهو االكتشاف الذي مكنه من تحديد فائض القيمة‪ .‬فالعامل‬
‫الذي يبيع قوة عمله‪ .‬فإنه ال يتقدم للرأسمالي "حامال عمله على يديه[‪ ".]6‬وملكية وسائل اإلنتاج بغية الرفع من الربح الذي تحققه‬
‫‪.‬الرأسمالية على حساب الطبقة العاملة‬
‫تقول روزا لوكسمبورغ ‪ 1919-1870‬في وصف الصيرورة التاريخية للماركسية واالقتصاد السياسي الماركسي‪" :‬في نفس اللحظة‬
‫التي بدا فيها أن اشتراكية المدارس القديمة قد دفنت إلى األبد تحت أنقاض ** حزيران‪ /‬يونيو ‪( 1848‬باريس)‪ ،‬كان ماركس وانجلز‬
‫يقيمان أساس الفكرة االشتراكية فوق بنيان جديد كليا‪ .‬فهما لم يبحثا عن نقاط في إسناد لالشتراكية‪ ،‬ال في اإلدانة األخالقية للنظام‬
‫االجتماعي القائم‪ ،‬وال في اكتشاف مشاريع مبتكرة ومغرية يهرب من خاللها العدالة االجتماعية إلى داخل النظام الراهن‪ .‬لقد تيمم‬
‫ماركس وانجلز أنظارهما شق دراسة العالقات االقتصادية في المجتمع المعاصر‪ .‬هنا‪ ،‬في قوانين الفوضى الرأسمالية اكتشف‬
‫ماركس‪ ،‬المنطلق الحقيقي للطموحات االشتراكية‪ .‬وكان الكالسيكيون الفرنسيون واالنجليز‪ ،‬في مجال االقتصاد السياسي‪ ،‬قد اكتشفوا‬
‫القوانين التي يحيا عليها االقتصاد الرأسمالي‪ ،‬وبها يتطور وتبعدهم بنصف قرن استأنف كارل ماركس أعمالهم‪ ،‬ابتداء من النقطة‬
‫التي توقفوا عندها‪ .‬لقد اكتشف بذوره أن قوانين النظام االقتصادي المعاصر‪ ،‬تعمل باتجاه ضياع هذا النظام‪ ،‬عبر تهديدها المتزايد‬
‫للمجتمع عن طريق نمو الفوضى‪ ،‬وعن طريق سلسلة مترابطة من الكوارث االقتصادية والسياسية إنها كما يبرهن ماركس‪،‬‬
‫االتجاهات التطورية لسيطرة الرأسمال‪ ،‬وهي اتجاهات ما إن تصل إلى نقطة نضوج معينة حتى تجعل من الضروري العبور إلى‬
‫نمط اقتصاد محدد بطريقة واعية‪ ،‬ومنظم من قبل مجموع المجتمع العامل‪ ...‬إن الرأسمال نفسه هو الذي يجعل من دنو أجله‪ ،‬عبر‬
‫تجمعيه‪ ،‬في تجمعات أكبر وأكبر‪ ،‬دافنيه القادمين‪ :‬البروليتارين‪ ،‬وعبر امتداده في كل بلدان الكوكب األرض‪ ،‬وعبر إقامة اقتصاد‬
‫عالمي تسوده الفوضى‪ ...‬إن االشتراكية أي البرنامج المشترك للعمل الثوري للبروليتارية األممية‪ ،‬هي ضرورة تاريخية‪ ،‬ألنها ثمرة‬
‫"]االتجاهات التطورية لالقتصاد الرأسمالي[‪7‬‬
‫ارتفاع الطلب على وسائل االنتاج والمواد الخام‬
‫تراكم رأس المال‬
‫السعي إلى إنتاج وسائل إنتاج جديدة باستغالل نسبي عن الطلب على السلع االستهالكية‬
‫ارتفاع االستثمار في القطاع المنتج لوسائل اإلنتاج مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف هذا اإلنتاج‬

‫نمو االستهالك بسبب نمو األجور لوفرة فرص العمل‬

‫ارتفاع سعر المواد االستهالكية بارتفاع الطلب عليها‬

‫انخفاض معدل فائض القيمة بسبب ارتفاع أجور العمال‬

‫سعي الرأسماليين إلى إحالل اآلالت محل العمال فيرتفع التكوين العضوي لرأس المال مما ينتج عنه من جديد تقليص معدل فائض‬
‫القيمة‬

‫انخفاض معدل الربح‬

‫استمرار انخفاض معدل الربح‬

‫انهيار أسعار وسائل اإلنتاج فتهوي أرباحها‬

‫تقليل تراكم رأس المال من خالل‪ :‬خفض الطلب على وسائل اإلنتاج بما فيه تسريح العمال‬

‫توسع في اإلنتاج‬

‫ارتفاع أسعارها‬

‫خسائر وإفالسات‬

‫مرحلة الكساد‬
‫الشكل رقم ‪ :3‬يوضح التصور الماركسي لنمط اإلنتاج الرأسمالي‬

‫ثالثا‪ :‬تفسير البطالة عند النيوكالسيك واالشتراكيين الطوباويين‬

‫لقد جاءت أعمال االقتصاديين اإلنسانيين في أعقاب النتائج المدمرة التي خلفتها الرأسمالية الصناعية على المستوى اإلنساني‪ ،‬حيث‬
‫انتشرت مظاهر البؤس والفقر والبطالة والدعارة والجرمية‪ ،‬وارتفعت بذلك الهامشية االجتماعية وعادت أوربا إلى ممارسات‬
‫العبودية واالستغالل الالإنساني للطبقة العاملة بل حتى األطفال لم يتم استثناؤهم من اآللة الهمجية لالقتصاد الرأسمالي الصناعي‪ ،‬وقد‬
‫‪ Robert Owen‬روبرت أوين ‪ Saint Simon (1760-1825)،‬مثلت كتابات رواد هذا االتجاه سان سيمون‬
‫‪ P.J.Prudhoun (1809-1865)،‬بييـر جوزيف برودون ‪ C. Fourrier (1772-1838)،‬شارل فورييه ‪(1771-1858)،‬‬
‫جون فرنسيس براي ‪ C.A.Blanqui (1805- 1881)،‬لوي أوجست بالنكي ‪ F.Lassale (1825-1864)،‬السال‬
‫وغيرهم‪ ،‬انتقادات صارمة لهذه ‪ J.Karl.Robertus (1805- 1875)...‬ورود برتـس )‪J.François Bray (1809-1895‬‬
‫الوضعية وفضحا للمساوئ الكبيرة التي ينطوي عليها نمط اإلنتاج الرأسمالي إلى الحد الذي دفع بعضا منهم إلى تقديم بدائل طوباوية‬
‫لحل الجانب اإلنساني للرأسمالية وقد عرفوا أيضا باالشتراكية الخيالية[‪ ]8‬الني لم تراوح مجالس البورجوازية الصغيرة مراهنة على‬
‫‪.‬إصالح الرأسمالية من الداخل من خالل معالجة الجوانب االجتماعية في عالقات اإلنتاج‬

‫‪ Jhon Gray‬وجـون جـراي )‪ William Thompson (1782-1833‬ويمكن القول أن أعمال وليام تومبسون‬
‫‪:‬على التوالي )‪ Thomas Hodgeskin (1778-1869‬وتوماس هودجسين )‪(1799-1850‬‬
‫‪.‬بحث في مبادئ توزيع الثروة المؤدية أكثر من غيرها إلى السعادة البشرية" وليام تومبسون ‪ 1824‬و"جزاء العمل" ‪í "1827‬‬

‫النظام االجتماعي‪ :‬رسالة في مبدأ التبادل" جون جراي ‪í "1831‬‬

‫‪.‬الدفاع عن العمل" توماس هودجسكين ‪í "1825‬‬

‫األسس النظرية األولى التي بنى عليها ماركس معظم أفكاره وتصوراته حول النظام الرأسمالي‪ ،‬لقد ركز االقتصاديون اإلنسانيون‬
‫على أن البطالة هي النتيجة الموضوعية لهيمنة المالك على األرض والرأسماليين على وسائل اإلنتاج وبالتالي الهيمنة على القيمة‬
‫التي هي ناتج عمل العمال‪ ،‬بينما مالكو وسائل اإلنتاج ما هم إال مجموعات طفيلية على هامش اإلنتاج تسعى فقط إلى السيطرة على‬
‫فائض القيمة وتنمية األرباح بخفض تكاليف اإلنتاج وخاصة تسريح اليد العاملة أو استغاللها استغالال بشعا‪ ،‬لذا اعتقدوا ومعهم عدد‬
‫من المفكرين االقتصاديين أن الطبقة العاملة من حقها أن تفهم آليات االقتصاد السياسي لكي تفهم آليات االستغالل وبالتالي تنظيم‬
‫صفوفها لمواجهة الرأسمالية المتوحشة الصاعدة‪ ،‬وهو ما تحقق في العام ‪ 1825‬في بريطانيا إذ صدر أول قانون يشرع لتأسيس‬
‫‪.‬نقابات عمالية‬

‫لمواجهة هذه الوضعية نشأت المدرسة الحدية النيوكالسيكية كتعبير للبورجوازية الخائفة من تفاقم وعي الطبقة العاملة ونتائجه السلبية‬
‫على مصالحها‪ ،‬حاملة معاولها لهدم العالقات االجتماعية لالقتصاد‪ ،‬وللتأكيد على قانون ساي من جديد ونفي تعرض النظام ألزمة‬
‫فائض اإلنتاج كما أكدت الماركسية وبذلك رفضوا رفضا مطلقا إمكانية حدوث بطالة واسعة إذ أن المنافسة الكاملة تمكن االقتصاد من‬
‫بلوغ التوظيف الكامل وبالتالي ال يمكن تصور البطالة في هذا النظام إال بصورتها االختيارية أو الهيكلية[‪ ،]9‬ولعل الظروف‬
‫التاريخية (نهاية القرن ‪ )19‬التي اشتغلت فيها المدرسة النيوكالسيكية والتي صادفت الحركة االستعمارية التي ساهمت في تراكم‬
‫رأس المال في البلدان الصناعية نظرا لعمليات النهب الكبيرة التي تعرضت لها في دراستها حول "ما هو االقتصاد السياسي[‪،]10‬‬
‫حيث مكنت هذه الوضعية من تحسن نسبي في الجوانب االجتماعية للطبقة العاملة‪ ،‬إضافة إلى التقدم التكنولوجي الهائل الذي عرفه‬
‫‪...).‬العالم آنذاك (التلفون‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬السيارة‬

‫في ختام هذا الجرد لتصورات النيوكالسيك يتضح لنا بأن هذه المدرسة لم تعطي عناية ملمة لموضوع البطالة وذلك لطابعها المحافظ‬
‫‪.‬الذي آمن بالتوظيف الكامل لالقتصاد‬

‫رابعا‪ :‬التفسير الكنيزي للبطالة‬


‫كنت ترى بائعي السندات السابقين على أرصفة الشوارع يحاولن بيع التفاح‪ ،‬على حين أصبح الكتبة السابقون يطوفون أحياء المال"‬
‫لكي يعيشوا على تلميع األحذية ومسحها‪ .‬وأخذ المتعطلون والمشردون يرحبون بالقبض عليهم بتهمة التشرد بغية الحصول على‬
‫الدفء والطعام في السجن‪ .‬وطلب أكثر من مائة عامل أمريكي العمل في االتحاد السوفياتي[‪ ".]11‬بهذه الصورة القاتمة يختزل‬
‫شانون األزمة االقتصادية الخانقة التي كان يعرفها المجتمع األمريكي‪ ،‬وهي الظروف التي ستعلن عن ميالد واحدة من أهم المدارس‬
‫والتي اعتبرها خصومها )‪ Johon M.Keynes (1883-1946‬االقتصادية أال وهي المدرسة الكنيزية مع جون ماينرد كنيز‬
‫مدرسة منظرة للبطالة‪ ،‬والحقيقة أنها كانت كذلك في االتجاه الذي يناقض االقتصاديين المحافظين الذي كانوا الزالوا أوفياء للمدرسة‬
‫الكالسيكية والمدرسة الحدية‪ ،‬على الرغم من المآسي التي عرفها العالم بعد الخميس السود سنة ‪ ،1929‬والتي يقول عنها جوزيف‬
‫لم توجد أي منطقة محصنة من آثار أزمة عام ‪ ،1929‬ألنها كانت أزمة صناعية وزراعية‪ J.A.Schumpeter : "،‬شومبيتر‬
‫فانطبقت آثارها السيئة على الجميع‪ .‬وخفضت الدخول والمرتبات في جميع البالد ولجميع األفراد‪ ،‬إما بطريق مباشر‪ ،‬ناجم عن‬
‫سقوط قيمة العمالت‪ ،‬وإما بطريق غير مباشر بتخفيض اإلنفاق الحكومي الذي اضطرت إليه الحكومات عندما انكمشت مواردها‬
‫بنسبة تتراوح بين ‪ 25 %‬و ‪ 45 %‬كما قدرت المؤسسة األلمانية للبحوث االقتصادية‪ .‬ولم يحدث قط في تاريخ الخمسين سنة‬
‫الماضية أن تدهورت دخول الناس كما هوت في هذه األزمة التي لم تبق على مرتبات الموظفين وذوي الدخول الثابتة والزراعيين‪،‬‬
‫وهي الدخول التي من النادر أن تكون قد مست أو لم تمس على اإلطالق في األزمات السابقة[‪ ،".]12‬لقد أدت مرحلة األزمة هذه إلى‬
‫تحوالت جوهرية في دور الدولة التي كانت في السابق وبفعل ضغط الكالسيكيين والنيوكالسيك محايدة بشكل مطلق‪ ،‬لتتحول إلى‬
‫جهة متدخلة على عكس التصور الرأسمالي الذي يمنح للسوق أهمية بالغة‪ ،‬وقد تجلى تدخل الدولة وخاصة في الواليات المتحدة‬
‫مركزة على العامة لزيادة حجم الطلب ‪ New Deal‬األمريكية مع السياسة التي نهجها فرانكلين روزفلت والمعروفة بالنهج الجديد‬
‫الكلي[‪ ،]13‬وكان لهذه السياسة آثار إيجابية على خفض معدالت البطالة والفقر في كل من الواليات المتحدة األمريكية وكذلك‬
‫‪.‬بريطانيا وألمانيا مع صعود النازية واتجاهها نحو األشغال الكبرى والتسلح الضخم‬
‫لقد برز كينز في كنف هذا التدخل الدولي في الشأن االقتصادي على نحو غير مسبوق‪ ،‬فنزعت نظريته إلى تبرير وتنظير هذا‬
‫التدخل‪ ،‬حيث يتبين من كتابات كينز ما لدور الدولة من أهمية في إقامة التوازن للنظام الرأسمالي‪ ،‬وبالتالي نقص األطروحة‬
‫‪.‬الكالسيكية والنيوكالسيكية‬

‫لقد ركز كينز على أهمية الطلب الكلي الفعال والذي يقسمه إلى طلب على سلع االستهالك من جهة‪ ،‬وطلب على سلع االستثمار‪،‬‬
‫وهذا الطلب هو الذي يحدد حجم العرض الكلي‪ ،‬وبالتالي حجم الناتج واألجور والعمالة‪ .‬وبالنتيجة فإن البطالة هي المقابل‬
‫الموضوعي لضعف الطلب الكلي الفعال وللقضاء عليها يجب تنمية الطلب الكلي الفعال‪ ،‬ولتحقيق التوازن في الدخل القومي كان من‬
‫‪:‬الالزم بالنسبة لكينز أن يتعادل االدخار مع االستثمار على نحو المعادالت التالية‬

‫الدخل القومي = االستهالك ‪ +‬االدخار‬

‫الناتج القومي = االستهالك ‪ +‬االستثمار‬

‫أي الدخل القومي = الناتج القومي وبالتالي فإن االدخار = االستثمار‬

‫وتتضح أهمية هذه الخالصة في ضوء المستجدات التي عرفها النظام الرأسمالي على عهد كينز حيث بفاعلين جدد إلى مجال التحكم‬
‫في االدخار واالستثمار عبر األسواق النقدية والمالية‪ ،‬وهو ما لم يعايشه الكالسيكيون والنيوكالسيك‪ ،‬الذي لم يضعوا في الحسبان‬
‫إمكانية انفصال االدخار عن االستثمار إذ اعتبروا كل ادخار هو استثمار‪ ،‬وبالتالي ال مجال لوجود خلل بين العملتين وهو ما أصبح‬
‫ممكنا في عهد كينز الذي اعتبر الكساد والبطالة هما الحصيلة الموضوعية للخلل ما بين االدخار واالستثمار ومن ثم نادى بتدخل‬
‫الدولة‪" ،‬فلو افترضنا‪ ،‬مثال‪ ،‬أنه في فترة ما زاد حجم االدخار على االستثمار‪ ،‬فإننا نجد حسب المنطق الكنيزي‪ ،‬أن الطلب الكلي‬
‫الفعال سوف يقل عن العرض الكلي‪ .‬في هذه الحالة سنجد أن المخزون السلعي في قطاع األعمال يتزايد عن مستواه الطبيعي‪،‬‬
‫وتتراكم السلع في المحال التجارية‪ ،‬وتنخفض السعار‪ ،‬واقل األرباح‪ ،‬ويقل الناتج‪ ،‬وتتزايد الطاقة العاطلة‪ ،‬وتحدث بطالة‪ ،‬وينخفض‬
‫مستوى الدخل القومي‪ .‬ولما كانت هناك عالقة دالية (عالقة ارتباط) بين مستوى الدخل القومي ومستوى االدخار القومي‪ ،‬فإن‬
‫انخفاض الدخل القومي سيؤدي خالل الفترة الجارية إلى تقليل حجم االدخار‪ ،‬حتى يتعادل مع حجم االستثمار في نهاية الفترة‪ .‬وبذلك‬
‫يتحدد توازن الدخل القومي عند مستوى أقل من مستواه في بداية الفترة‪ .‬وخالل هذه الفترة يكون هناك انكماش قد حدث مسببا معه‬
‫‪]".‬حدوث بطالة بين صفوف العمال[‪14‬‬

‫‪--------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪[1]- َ Autorenkollektive, Geschichte der Okonomis chen Lehrmeinungen, Verlage Die‬‬


‫‪Wirtschoft Berlin 1965 : 64-66‬‬

‫عن رمزي زكي م س ص‪179 :‬‬

‫راجع خطابات ريكاردو إلى مالتس (‪( )1833-1810‬أشرف على نشرها ج‪.‬بونار ‪ )1887‬باللغة اإلنجليزية ص‪ 157 :‬عن ‪[2]-‬‬
‫رمزي م س ص‪180 :‬‬

‫أ نظر رمزي م س ص ‪184‬ق ص ‪[3]- 236‬‬

‫نفسه ص ‪[4] - 185‬‬

‫نفسه ص ‪[5]- 187‬‬

‫رمزي زكي م س ص‪ 192 :‬وراجع الصفحات ‪[6]- 196-195-194-193‬‬


‫ص‪ Word 36 :‬روز اللوكسمبورغ‪ :‬ما هو االقتصاد السياسي دراسة منشورة على الموقع االلكتروني الحوار المتمدن‪ /‬صيغة ‪[7]-‬‬
‫‪ WWW.rezgar.com‬و‪37‬‬

‫للمزيد من التفاصيل‪ .‬راجع‪ :‬رمزي زكي ص‪ 243 :‬إلى ‪ 250‬م س ‪[8]-‬‬

‫عن رمزي ‪ A.C Pigou : The Theory of Unemployment, Macmillan, London 1933 p :252‬راجع ‪[9]-‬‬
‫زكي م س ص‪284 :‬‬

‫راجع دراسة روزا لوكسمبورغ م س ]‪[10‬‬

‫انظر‪ :‬ديفيد أ‪ .‬شانون – الواليات المتحدة األمريكية في األزمة االقتصادية‪ .‬ترجمة صالح محمد سليمان عزب‪ ،‬الدار القومية ‪[11]-‬‬
‫للطباعة والنشر القاهرة (من دون تاريخ) ص‪ 11 :‬عن رمزي زكي م س ص‪306 :‬‬

‫‪ J.A Schumpeter : Busines Cycles. Macgraw- Hill, New york , 1939 p :90‬انظر ‪[12]-‬‬

‫رمزي زكي م س ص‪[13]- 293:‬‬

‫رمزي زكي م س ص‪[14]- 298:‬‬

‫‪facebook sharing buttontwitter sharing buttonpinterest sharing buttonemail sharing‬‬


‫‪buttonsms sharing buttonsharethis sharing button‬‬

‫التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي‬

‫اخر االفالم‬

‫التغير المناخي يهدد جزر سان بالس البنمية باالختفاء تحت أمواج ‪..‬‬

‫إسرائيل تشن ضربات داخل األراضي السورية بعد سقوط صاروخ قرب مف ‪..‬‬

‫الجزائر‪ :‬السجن ‪ 3‬سنوات لسعيد جاب الخير في قضية االستهزاء بال ‪..‬‬

‫المعارضة في تشاد تتحدث عن ‪-‬انقالب مؤسساتي‪ ..-‬لماذا؟ ‪..‬‬


‫السعودية‪ :‬التحالف‪ :‬اعتراض مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه خميس ‪..‬‬

‫‪Phome‬‬
‫الموقع الرئيسي | الموقع الرئيسي للكاتب‪-‬ة‬

‫‪:‬تابعونا على‬
‫التويتر الفيسبوك‬ ‫‪ RSS‬اليوتيوب‬ ‫االنستغرام‬ ‫لينكدإن‬ ‫تيلكرام‬ ‫تمبلر بنترست‬
‫الموقع الرئيسي‬
‫هيئة ادارة الحوار المتمدن ‪ -‬لإلتصال بنا‬
‫إحصائيات مؤسسة الحوار المتمدن‬
‫قواعد النشر‬
‫ابرز كتاب ‪ /‬كاتبات الحوار المتمدن‬
‫يوتيوب التمدن‬
‫مكتبة التمدن‬
‫عدد الزوار‪2,407,765,960 :‬‬
‫اضافة موضوع جديد‬
‫اضافة االخبار‬
‫حمالت الحوار المتمدن التضامنية‬ ‫أخبار عامة‬
‫وكالة أنباء المرأة‬
‫اخبار األدب والفن‬
‫وكالة أنباء اليسار‬
‫وكالة أنباء العلمانية‬
‫وكالة أنباء العمال‬
‫وكالة أنباء حقوق اإلنسان‬
‫اخبار الرياضة‬
‫اخبار االقتصاد‬
‫اخبار الطب والعلوم‬
‫اخبار التمدن‬
‫إضافة يوتيوب‪-‬فلم إلى يوتيوب التمدن‬
‫إضافة كتاب إلى مكتبة التمدن‬

You might also like