You are on page 1of 27

‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم حول القرارات الصادرة عن منظمات‬

‫دولية‬
‫من المسلم بها المنظمات الدولية ذات شخصية القانونية ‪،‬وان القرارات التي‬
‫تصدرها هي احدي الوسائل التي تعبر عن إرادتها الذاتية ‪،‬والتي تهدف بها‬
‫الترتيب آثار قانونية معنية‪ ،‬سواء كان على سبيل االلتزام أو التوصية‪ ،‬لكن في‬
‫بعض األحيان لها سلطات قوية تسمح لها بتنفيذ أغراضها بوسائل خاصة مستقلة‬
‫في ذلك عن الدول األعضاء‪،‬مما أدى بنا إلى تقسيم هذا الفصل األول ‪:‬إلى‬
‫مبحثين تناولنا في المبحث األول‪:‬مفهوم قرارات المنظمات الدولية ‪،‬فالمطلب‬
‫األول ‪:‬تعريف قرارات المنظمات الدولية وعناصرها‪،‬المطلب الثاني ‪:‬خطوات‬
‫إعداد المنظمات الدولية وخصائصها‪،‬أما المبحث الثاني‪:‬الصور و أشكال والقيمة‬
‫القانونية لقرارات المنظمة الدولية‪ ،‬المطلب األول‪:‬صور وأشكال قرارات‬
‫المنظمات الدولية‪،‬المطلب الثاني‪ :‬القيمة قرارات المنظمات الدولية ومصيرها‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم قرارات المنظمات الدولية‬


‫إن القرارات التي تصدرها المنظمات الدولية هي إحدى الوسائل التي تعبر عن‬
‫إرادتها ‪ ،‬والتي تهدف بها إلى ترتيب أثار قانونية معينة ‪ ،‬مما تم تقسيم هذا‬
‫المبحث األول إلى مطلبين المطلب األول تعريف قرارات المنظمات الدولية‬
‫وعناصرها ‪ ،‬أما المطلب الثاني خطوات إعداد القرارات المنظمات الدولية‬
‫وخصائصها‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف القرارات المنظمات الدولية وعناصرها‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف القرارات‬
‫أوال القرار في اللغة العربية‪:‬‬
‫" ما قر عليه الرأي من حكم في مسالة ما ‪ ،‬وهو أيضا ما قر فيه أي حصل في‬
‫السكون " ‪1‬‬
‫ثانياــ تعريف اصطالحي ‪:‬‬
‫ينظر على انه الوسيلة القانونية التي زودت بها المنظمة للتعبير عن إرادتها إزاء‬
‫مشكلة أو مسألة من المسائل التي تأثر أمامها ‪2.‬‬
‫كما يتم تعريف القرار على انه كل تعبير من جانب المنظمة الدولية ‪ ،‬يتم على‬
‫نحو الذي حدده دستورها ‪ ،‬من خالل اإلجراءات التي رسمها عن اتجاه اإلرادة‬
‫الذاتية ‪ ،‬لها إلى ترتيب أثار قانونية ومحدودة على سبيل اإللزام والتوصية ‪2.‬‬
‫ثالثاــ تعريف قانوني ‪:‬‬
‫"بما أنه عمل ذو اثر إلزامي تتجلى بواسطته‪ ،‬السلطة األكثر قوة التي من الممكن‬
‫أن تعمل على االحتفاظ بالمنظمة الدولية "‪3.‬‬
‫من المالحظ ان التعريف قد ميز القرار بأن له اثر إلزامي ‪ ،‬والمالحظ إن إلزامية‬
‫القرار ليس بالقاعدة العامة ‪ ،‬خاصة إن الدول والمنظمات الدولية ال تقيد نفسها‬
‫بهذه‬
‫القرارات ‪،‬والسبب هو تماسكها بفكرة السيادة التي تقوم على أساس على أساس‬
‫عدم إمكانية إلزام الدولة بواسطة أعمالها صادرة عن الغير ‪4.‬‬
‫ومن وجهة نضرنا إن القرار هو أداة قانونية تمارس بها المنظمة الدولية‬
‫اختصاصاتها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر قرارات منظمات دولية‬
‫إن اغلب قرارات المنظمة الدولية إنها تشمل على جزئين رئيسيين هما المقدمة‬
‫والجزء الفعال في الموضوع هذا من جهة ‪ ،‬أما الجهة الثانية تتخذ عناصر‬
‫القرارات كذلك ‪ ،‬القرار عمل قانوني دولي ‪ ،‬القرار عمل انفرادي ‪ ،‬القرار يرتب‬
‫أثار قانونية ‪.‬‬
‫اوال عنصر المقدمة والجزء الفعال في الموضوع‬
‫‪1‬ــ المقدمة ‪ :‬والمقدمة في القرارات المنظمات الدولية هي شرح الغرض من‬
‫القرار ‪ ،‬ساعية إيجاد اكبر من التأييد للفقرات الفعالة التي تأتي بعدها ‪ ،‬كما انه‬
‫ليس لجميع مقدمات القرارات على نمط واحد ‪ ،‬فإذا كان موضعها قد سبق‬
‫التطرق‬
‫إليه فإنها تتضمن عالمات لجملة القرارات السابقة إليجاد الصلة بينهما من حيث‬
‫القدم والحداثة ‪ ،‬ففي القرارات المتعلقة بحقوق اإلنسان فانه يشار غالبا إلى قرار‬
‫الجمعية العامة ألمم المتحدة رقم ‪ 217‬ألف ( د ـ ‪ )3‬المؤرخ ‪ 10‬ديسمبر‬
‫‪1948‬‬
‫الخاص بإعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪ ،‬ويمكن إن نستشهد هنا بنص مقدمة‬
‫قرار‬
‫الجمعية العامة أللمم المتحدة رقم ‪ 41/85‬المؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ 1986‬فقد‬
‫جاء‬
‫فيه ما يلي " إن الجمعية العامة إذا تشير إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪،‬‬
‫والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ‪ ،‬واالتفاقية الدولية للقضاع‬
‫على‬
‫جميع أشكال التمييز العنصري ‪ ،‬واتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضد‬
‫المرأة إن تشير أيضا إلى إعالن حقوق الطفل الذي أصدرته بقرارها ‪1386‬‬
‫‪1‬‬
‫( د ـ ‪ )14‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪.1959‬‬
‫وإذا كانت قرارات منظمات الدولية تعالج موضوع جديد فانه يكتفي باإلشارة‬
‫في مقدمته‪ ،‬إلى مادة مناسبة في بعض االتفاقيات الدولية ‪ ،‬أو إلى احد المبادئ‬
‫األساسية في ميثاق األمم المتحدة أوالى إحدى مواده التي تتصل بالموضوع‬
‫اتصاال مباشر ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الجزء الفعل في الموضوع ‪ :‬فيتجسد في شكل طلب اتخاذ اجراء ما او‬
‫االستجابة ألحكام دولية سابقة ‪ ،‬باستعمال فقرات او كلمات من قرارات قديمة ‪،‬‬
‫إن معظم أحكام الموجودة في هذا الجزء من القرارات المنظمة الدولية ‪ ،‬يعبر‬
‫عنها بطريقة رسمية فهي في صياغتها تتصف قالب القاعدة الملزمة ‪.‬‬

‫‪11‬ــ محمد المولى منماني ـ ادماج قرارات الجمعية العامة لمجلس االمن وتنفيذها في النظم القانونية الداخلية للدول‬
‫االعضاء مذكرة مقدمة لنيل شاهدة الماجستير للقانون الدولي للعالقات الدولية ـ كلية الحقوق بن عكنون ـ جامعة الجزائر‬
‫السنة الجامعية ‪ . 2012/2013‬ص ‪15‬‬
‫وتم التمييز بين القرارات في هاذ الجزء ‪ ،‬إن غالبية ما يتخذ منها بشأن مواقف‬
‫سياسية دولية معينة ‪.‬‬
‫ويمكن ان نستشهد هنا بالقرار الذي أصدره مجلس األمن التابع لألمم المتحدة‬
‫رقم ‪ 687‬لعام ‪ 1991‬المتعلق بوقف الرسمي إلطالق النار في حري الخليج‬
‫الثانية‬
‫ففي الجزء الفعال في الموضوع يضع أمام العراق شروط تعجيزية‪ ،‬فهو يفرض‬
‫على هذه الدولة التخلي عما يسما باإلرهاب ‪ ،‬وتدمير جميع أسلحته الكيميائية‬
‫‪1‬‬
‫و البيولوجية ‪ ،‬وصواريخه التي يفوق مداها ‪ 150‬كلم ‪.‬‬

‫ثانيا عناصر قرار ذات عمل قانوني دولي وعمل انفرادي و ترتيب أثار قانونية‬
‫‪1‬ــ القرار هو عمل قانوني دولي ‪:‬‬
‫فالقرار عمل قانوني راجع لتمثيله اتجاه إرادة محضى إلى أحداث أثار قانونية‬
‫‪2‬‬
‫معينة‪ ،‬وفق لنظام وقواعد القانونية دولية‪.‬‬
‫والقرار هو عمل أو تصرف دولي ‪ ،‬ألنه تعبير عن إرادة شخص من أشخاص‬
‫القانون الدولي مثل المنظمات الدولية ‪ ،‬حيث يكون العمل دوليا إذا اتجهت إدارة‬
‫شخص دولي ‪ ،‬إلى أحداث أثار قانونية وفق لقواعد دولية ‪.‬‬
‫‪2‬ــ القرار هو عمل انفرادي ‪:‬‬
‫فالمنظمة الدولية تتمتع بإرادة ذاتية مستقلة ‪ ،‬ومتميزة عن إرادة أعضائها مما‬
‫يمنح‬
‫لها كامل الحرية مباشرة اختصاصها كإبرام المعاهدات وخاصة إصدار القرارات‬
‫فقرار المنظمة ال ينسب إلى عضو من أعضائها ‪ ،‬وإنما ينسب إلى جهاز وهيئة‬
‫‪3‬‬
‫ككل ‪ ،‬فهو يصدر من شخص قانوني دولي واحد ‪ ،‬ويعبر عن إرادته منفردة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ص‪- 16‬‬ ‫‪.‬محمد المولى منماني ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫بدر الدين بوذياب ــ الطابع التشريعي لقرارات المنظمة الدوليةـ ــ منظمة االمم المتحدة نموذجا ــ مذكرة لنيل درجة ‪2-‬‬
‫‪2‬‬

‫‪.‬الماجستير في القانون الدولي العام ــ جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،21/12/2011 ،‬ص‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪- 22‬‬
‫‪3‬ــ القرار يرتب أثار قانونية ‪:‬‬
‫فاال ثار التي تترتب علي التصرف ينبغي أن تتمثل في إنشاء حق أو التزام ‪،‬أو‬
‫تعديله او إنهائه ‪،‬فالقرار يرتب اثر إلزامي لكافة الدول في المنظمة ‪،‬دون النظر‬
‫عن صدوره بموافقة الدولة العضو أو بدونها‪ ،‬أي إن اإلعالن عن عضويتها تكون‬
‫ملتزمة بما تصدره المنظمة من قرارات‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬خطوات اعداد قرارات المنظمات الدولية‬


‫وخصائصها‬
‫الفرع االول ‪ :‬خطوات اعداد قرارات المنظمات الدولية‬
‫ال تاتي قرارات منظمات دولية بمجرد الصدفة ‪ ،‬وانما تمر بالخطوات اتخاذ‬
‫القرارفي المنظمات الدولية بعدة مراحل ‪ ،‬وتظهر الى حيز الوجود في صورة‬
‫مختلفة وهي كما يلي ‪:‬‬
‫اوال ــ اعداد القرار ‪ :‬يقدم مشروع القرار من طرف وفد دولة واحدة او عدد‬
‫من‬
‫وفود الدول ‪ ،‬او اجهزة المنظمة ويكمن حقها في المبادرة نحو هذا االتجاه‬
‫وتسجل‬
‫عادة اسماء الوفود المبادرة بالمشروع‪ ،‬ولكن هذه المجموعة من الوفود ال تثبت‬
‫أسماؤها الى جانب المشروع عندما يتم اقراره بصفة نهائية ولكن تأتي المبادرة‬
‫بوفد واحد بمشروعه ‪ ،‬فيكون عندها مسؤوال عن كل محتواه ‪ ،‬وقد تتجنب بعض‬
‫الوفود ارفاق أسماءها بالئحة متبنى المشروع على الرغم من اقتناعها به ‪ ،‬وقد‬
‫‪1‬‬
‫يكون ذلك حرصا منها من اجل تجنب البعض على معارضتها في المستقبل ‪.‬‬

‫‪11‬ــ موسى محمد مصباح حمد ــ المرجع السابق ص ‪. 79‬‬


‫ثانيا ــ احالة المشروع رسمي الى االمانة العامة ‪ :‬يتم توزيع المشروع على‬
‫جميع‬
‫االعضاء باللغات المقررة وقد تسارع وفود اخرى بعد ذلك الى تبنيه ثم يدرج‬
‫ذلك المشروع في جدول اعمال الخاص بالجهاز مع مقدمة مناسبة يضعها احد‬
‫الوفود المساندة لنص المشروع حيث تتسم هذه المقدمة باكبر قدر من االجاز‬
‫‪1‬‬
‫والدقة معا ‪ ،‬ومبينة الهمية التي تستوجب قبوله على الصعيد الدولي ‪.‬‬

‫ثالثاــ مرحلة المفاوضات ‪ :‬حيث يدرج المشروع في جدول اعمال مع المقدمة‬


‫المناسبة التي يقدمها احد مساندي المشروع ‪،‬وتجري عملية تنقيحات‬
‫الضرورية‬
‫والتعديالت وقد يقبل متنبؤو المشروع االصليون هذه التعديالت ‪،‬عندئذ يرجع‬
‫صياغته في صورته نهائية وكذالك يرجع توزيعه في صيغته المعدلة والمقنحة‬
‫علي االعضاء قبل عملية التصويت النهائية ‪.‬‬
‫رابعا ــ التصويت‪ :‬القاعدة العامة هي ان كل عضو في المنظمة الدولية يتمتع‬
‫بصوت‬
‫واحد ‪،‬الفرق بين الدولة الصغيرة وال الكبيرة ‪،‬فاصوات االعضاء تعتبر‬
‫متساوية‬
‫من حيث القوة نتيجة لمبدا المساوات القا نونية بين هؤالء االعضاء‪،‬لكن العضو‬
‫اليخضع ابدا للتصويت ‪،‬فله كل الصالحية ان يشترك فيه او يمتنع عنه كما‬
‫يحق‬
‫‪2‬‬
‫له الموافقة علي القرارات او رفضها‪.‬‬
‫مما يجد ران هناك عدة وسائل وطرق للتصويت علي اتخذ القرارات من قبل‬
‫المنظمات الدولية توضح علي النحو التالي‪:‬‬

‫‪ 21‬ــ بدر الدين بوذياب ــ المرجع السابق ص‪24‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪- 24‬‬
‫‪1‬ــ التصويت باالجماع ‪:‬يقتضي اتباع اسلوب االجماع بالمفهوم المطلق لهذا‬
‫االصطالح ‪،‬ان يوافق كافة اعضاء جهاز معين من اجهزة المنظمة علي مشروع‬
‫القرارالمطروح للتصويت‪،‬حتي يمكن اصدار القرار‪،‬ومن ثم فان اعتراض احد‬
‫اعضاء يؤدي الي سلب القرارامكانية وجوده ‪،‬وكذالك اذا امتنع عضوعن عن‬
‫التصويت يكون إصدار القرار مستحيال بهذا المفهوم المطلق الصطالح االجماع‬
‫وعلي ذلك فان كان عهد العصبة االمم قد جعل من اسلوب االجماع القاعدة العامة‬
‫المتبعة في التصويت داخل المنظمة فانه "لم يفعل اكثرمن التاكيد التقاليد‬
‫الدبلوماسية المستقرة والتي تقضي بوجوب تحقق الموافقة االجماعية لكافة الدول‬
‫‪1‬‬
‫االعضاء في اي لقاء دولي حتي يمكن اصدار قرار عن ذالك اللقاء"‪.‬‬
‫وسار ميثاق االمم المتحدة علي نفس الطريق حيث اعتمد قاعدة االجماع بالنسبة‬
‫‪2‬‬
‫للدول الكبري في القضايا المتعلقة بالسالم واالمن الدولين‪.‬‬
‫مبدا االجماع النسبي تصادفه فما نصت عليه المادة ‪ 7‬من مياثق الجامعة العربية‬
‫من ان "مايقرره المجلس باالجماع يكون ملزما لجميع الدواللمشتركة في الجامعة‬
‫‪3‬‬
‫ومايقرره المجلس باالكثرية يكون ملزما لما يقبله"‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ التصويت باالغلبية‪ :‬بعتبر مبدا االغلبية اال سلوب الذي تسلكه اغلب‬
‫المنظمات الدولية في الوقت الراهن ‪،‬فظهرت علي االشكال التالية‪:‬‬
‫‪2‬ـ‪ 1‬االغلبية العادية ‪:‬وتتمثل في ان نصف عدد الدول االعضاء الحاضرين‬
‫في االجماع زائد واحد بغض النظر عن عدد االعضاء في المنظمة ‪،‬ونجد هذه‬
‫الطريقة في الجمعية لالمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪2‬ــ‪ 2‬االغلبية المطلقة‪ :‬ويقصدبها اغلبية الدول االعضاء في المنظمة وليس‬
‫اغلبية الحضور ‪،‬فاذا كان النصاب القانوني للحضور نصف االعضاء ‪،‬لكن‬

‫ص‪- 170‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬محمد السعيد دقاق ــ التنظيم الدولي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر القاهرة ‪،1990‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬موسى محمد مصباح حمد للمرجع السابق‪ ،‬ص‪- 80‬‬
‫‪ -33‬محمد السعيد دقاق ـ المرجع السابقـ ــ‪.143‬‬
‫الفرار يتطلب الحصول علي ثلثين ‪،‬فال يوضع الموضوع علي التصويت‪،‬لكن‬
‫البد من الحضور اكثر من ثلثي االعضاء وحصول القرار علي ثلثي الدول‬
‫‪1‬‬
‫االعضاء في المنظمة وال يعتمد الحضور ‪.‬‬

‫‪2‬ــ‪3‬االغلبية الموصوفة ‪ :‬يعبر عنها في بعض االحوال باالغلبية‬


‫المدعمة ‪،‬وهي عبارة عن اغلبية خاصة يشترط تحققهالصدور القرارات التي لها‬
‫‪2‬‬
‫قدر معين من االهمية ‪.‬‬
‫وتتطلب هذه االغلبية باالشتراط عدد من االصوات المؤيدة يفوق ذالك العددالذي‬
‫يكفي لتحقيق االغلبية العادية‪،‬فمثال بعض المنظمات تتطلب ثلثي االعضاء او‬
‫الحضور‪،‬ويطلق علي هذا الموصوف ‪،‬الن المعاهدة اشترطت حدا معينا ان‬
‫تتحصل علي القرارات الصادرة من المنظمة ‪،‬فالقرارات الصادرة عن مجلس‬
‫االمن يجب ان تتحصل علي تسعة اصوات ‪،‬واذا كانت المسالةمن المسائل‬
‫المهمة فاليكفي تسعة اصوات ‪،‬بل يجب عدم اعتراض دولة دائمة العضوية‬
‫في المجلس لهذا فان االغلبية الموصوفة قد تكون بالثلثي او اكثر وبرقم معين‬
‫‪3‬‬
‫من االصوات ‪.‬‬

‫فاالغلبية الموصوفة هي عبارةعن اغلبيةخاصة يشترط تحقيقها لصدور القرارات‬


‫التي لها قدر معين من االهمية ‪،‬ويجري حساب االغلبية الموصوفة علي اساس‬

‫‪ -11‬موسي محمد مصباح‪ ،‬المرجع السابق ـص‪.80‬‬

‫‪ -22‬محمد السعيد دقاق ـالمرجع السابقـــ ص ‪.146‬‬

‫‪ -33‬موسي محمد مصباح حمد ـالمرجع السابق ـ‪.81‬‬


‫‪1‬‬
‫ان لكل دولة صوت واحد ‪.‬‬

‫فاالغلبية الموصوفة كذالك تستعمل في حاالت معينة بشكل متكرر‪،‬وفي االخص‬


‫‪2‬‬
‫في االمم المتحدة كما هو مذكور في المادة ‪ 18/2‬من ميثاق االمم المتحدة ‪.‬‬
‫ـــ قبول االعضاء الجدد او ايقافهم او فصلهم‬
‫ــــ اقرارميزانية المنظمة الدولية‬
‫ـــ تعديل دستو ر المنظمة الدولية‬
‫ـــ تعيين اعضاء اجهزة المنظمة الدولية‬
‫ـــاجراءات حفظ السالم واالمن الدوليين‬
‫وتتسم هذه القاعذة بانها ال تعوض اصدار القرارات حتي وان توافق مع جميع‬
‫الدول االعضاء عليها‪،‬وهكذا يمكن القول ان هذاالقاعدة عكس قاعدة االجماع‬
‫تسهل سير عمل المنظمة الدولية ‪،‬في حين كانت قاعدة االجماع تعرقلها‪.‬‬
‫و قد اخذ ت منظمة االمم المتحدة بقاعدة االغلبية بكافة فروعها‪،‬ويرجع‬
‫‪3‬‬
‫السبب في ذالك ان هذه القاعدة تستند علي مذهب الديمقراطية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬خصائص قرارات المنظمة الدولية التي تعد مصدرا‬
‫شكليا للقانون الدولي العام‪.‬‬

‫"واذاكنا نسلم بان بعض قرارات المنظمات الدولية يمكن ان تعد مصدرا مباشرا‬
‫للقانون الدولي العام ‪،‬فان من المتعين تحديد الخصائص التي تتميز بها تلك‬

‫‪ -11‬بدر الدين بوذياب ـالمرجع السابق ص‪.29‬‬

‫‪2‬‬
‫كلية ‪2-‬‬ ‫الوندا دارا نور الدين ــ االثار القانونية لقرارات المنظمات الدولية ــ رسالة ماجستير ــ جامعة الشرق االوسط‬
‫‪.‬الحقوق‪ ،2015 ،‬ص‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬الوندا دارا نور الدين المرجع نفسه ص‪- 22‬‬
‫‪4‬‬
‫القرارات"‪.‬‬

‫والشك ان ذلك التحديد يجب عليه ضرورة من ان ينطلق من البحث عن القواعد‬


‫ال يحتويها القرارلمعرفة ما اذا كنا بصدد قواعدقانونية دولية‪،‬او في قرا ر فردي‬
‫ومنه فان قرارا مامن قرارات المنظمات الدولية يؤدي مباشرة الين شاة قواعد‬
‫قانونية دولية ان تتصف القواعد الواردة به بالعمومية والتجريد وان تكون قواعد‬
‫ملزمة‪.‬‬
‫اوال‪:‬العمومية‪:‬‬
‫عمومية القرار تعني ان يكون موجه للمخاطبين سواء دول او منظمات دون ان‬
‫يتم‬
‫تحديد ذواتهم ‪،‬فال يتم توجيهه للمنظمة او دولةبعينها بل يكون عاما وليس فرديا‬
‫ونجد تاكيدا علي هذامن قضاء محكمة الجماعات االو ربية التي اعتمدت دائما‬
‫في تحديدها لطبيعة القرارالصادر عن المنظمات الدولية ‪،‬وما اذا كان فرديا او‬
‫عاما ‪،‬الي قابلية فقبول المخاطبين باحكامه او عدم قابليتهم للتحديد بالذات‪ ،‬فلقد‬
‫ذهبت المحكمةالي ان الخصيصة االساسية للقرار الفردي في الجماعة االوربية‬
‫تخرج من امكانية تحديد المخاطبين باحكامه "بذواتهم " لكن نجد ان الخصيصة‬
‫االساسية لالئحة والنها تعبير عن قواعد قانونية تتمثل في انها تتوجه الي‬
‫المخاطبين ال يمكن تحديدهم ‪،‬ومنه فان طائفة المخاطبين باحكامها ينظر اليهم‬
‫‪2‬‬
‫نظرة مجردة عن ذواتهم ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التجريد‬
‫يجب ان تقترن العمومية بالتجريد ‪،‬بالصددقاعدة قانونية ‪،‬والعنصر المعول عليه‬

‫ص‪- 408‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬صالح الدين عامرــ مقدمة لدراسة قانون دولي عام ــ دار النهضة العربية القاهرة ــ طبعة ‪2007‬‬
‫‪ -22‬بدر الدين بو ذياب ــ المرجع السابق ص‪.66‬‬
‫عند البحث في مدي توافر وصف للقاعدة القانونيةهو البحث فيي المراكز القانونية‬
‫والوقائع التي وضعت لتحكمها فتاخذ القاعدةالقانونية صفة التجريد حيثما تكون‬
‫تلك الوقائع او المراكز غير قابلة للحصر والتجريد‪،‬وال تكون هذه الصفة كلما‬
‫‪1‬‬
‫امتنعت في المستقبل تكرار نشاة الوقائع او المراكزالقانونية التي تخضع لحكم القاعدة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬االلزام‪:‬‬
‫حتي تكتمل فرضية اعتبار قرارات المنظمات الدوليةتشريعا دوليا‪،‬البد ان تتوافر‬
‫‪2‬‬
‫تلك القرارات عل صفة االلزام‪.‬‬
‫من المقرر بوجه عام ضرورة توافر تواجد وصف االلزام للقواعدالتي يحتوي‬
‫عليها القرارمن اجل ان يؤدي الي نشاة قواعد قانونية دولية ‪،‬فال يكفي وصف‬
‫العمومية والتجريد في تلك القواعد ‪ ،‬من اجل أن تكتسب وصف القواعد الدولية ‪،‬‬
‫وانما يتعين ان يتوافر لها باالضافة الى ذلك وصف االلزام ‪.‬‬
‫ويالحظ هنا ما سبق لنا االشارة اليه عند الحديث عن القوة االلزامية للقانون الدولي‬
‫العام من ان الجزاء ال يعد عنصرا في القاعدة القانونية الدولية ‪ ،‬حيث يرى جانب‬
‫كبير من الفقه ان ضعف الجزاء او غيابه اليعني عدم قيام القاعدة القانونية‪،‬‬
‫ومن جهة اخريفان المتعين االلماح الي وجوب النظر الي مفهوم هذا الوصف‬
‫" االزام"ن ظرة تتفق مع التطورات التي طرات علي القانون الدولي فاجازت‬
‫بالحديث عما بعرف بالقانون الهش ‪ ، 3.‬فكثيرا ماتكون القرارات العامة المجردة‬
‫الت تصدر عن اجهزة المنظمات الدولية ‪،‬والتي تؤدي الي انشاء قواعد قانونية‬
‫متصفة بقدر كبير من المرونة ‪،‬وتمنح امكانية التخلص من االلتزام به بغير الجزاء‬
‫او مع جزاء طفيف ‪،‬ومع ذالك فاننا في مواجهة قواعد قانونية دولية ‪،‬نشات عن‬
‫قرارات المنظمات الدولية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬الصور‪ ‬واشكال والقيمة القانونية لقرارات المنظمات‬


‫الدولية ومصيرها‬
‫‪ .‬صالح الدين عامرـ المرجع السابق ــ ص‪- 409‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬بدر الدين بوذياب ـ المرجع السابق ص‪- 66‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬صالح الدين عامر المرجع السابق ص‪- 410‬‬
‫لقد تعددت المعايير في تصنيف القرارات المنظمات الدولية وتحديد قينتها القانونية‬
‫مما ادي بنا الي تقسيم المبحث الثاني الي مطلبين ‪،‬المطلب االول‪ :‬صور‬
‫واشكال قرارات المنظمات الدولية والمطلب الثاني‪ :‬القيمة القانونية للقرارات‬
‫ومصيرها ‪.‬‬
‫المطلب االول‪:‬صور واشكال قرارت المنظمات الدولية‬
‫الفرع االول‪:‬صور قرارات المنظمات الدولية‬
‫اوال‪ :‬القرارت الملزمة‬
‫وهي بدورها تنقسم الي قرارات ملزمة كافة عناصرها ‪،‬وقرارات ملزمة في‬
‫غايتها دون الوسيلة في تحقيق هذه الغاية ‪.‬‬
‫‪1‬ــــ القرارات الملزمة في كافة عناصرها‪:‬‬
‫يقصد بها تلك القرارات التي تتمتع بالقدرة الذاتية علي انتاج اثار قانونيةملزمة‬
‫حال ومبشرادون توقف انتاجهالهذا االثار علي تدخل الحق من جانب وجهت اليه‪،‬‬
‫بل تحرص للقراربهذه الصفة كافة العناصر التي تجهزه من ان يكون نافذا بذاته‬
‫‪1‬‬
‫وال تضيف اي عنصر خارجي علي العناصر المكونة له‪.‬‬
‫القرار الملزم الصادر عن المنظمة يعد ملزما ‪،‬اذا توافرت له هذه المواصفات‬
‫وهي بقابليتها للنفاذ الفوري ‪،‬وتنتج اثارها مباشرة ‪،‬اي انه هو قرار الذي يكون‬
‫‪2‬‬
‫الذي يكون نافذا بذاته دون اضافة عنصر خارجي علي العناصر المكونة له‪.‬‬

‫واذا تواصفت هذه المواصفات المذكورة سابقا ولو منحت تسميات مختلفة‬
‫فانه يبقى يمثل هذا النوع دون سواه النه يحمل صبغة النفاذ الفوري المنتج‬

‫‪ -11‬ـجمال عبد الناصر ما نع ـالقانون الدولي العام ـ الجزء االول المدخل والمصدرــدار العلوم للنشر والتوزيع عنابة‬
‫‪ 2004‬ص‪273‬‬

‫‪2‬‬
‫ـص‪- 82‬‬ ‫‪.‬موسي محمد مصباح حمد المرجع السابق‬
‫لالثار القانونية ‪،‬حيث يجمع الفقه من اجل اعتبارالقرار قابال للنفاذ الفوري‬
‫يكفي ان تكون له القدرة علي تبديل المراكز القانونية بانشاء حق او التزام‪.‬‬
‫‪2‬ـــالقرارات من حيث الغاية دو ن الوسيلة ‪:‬‬
‫هذه صورة اخري من القرارات الملزمة نصت عليها صراحة الول مرة‬
‫المادة ‪ 14‬من المعاهدة المنشئة للجماعة االوربية للفحم والصلب ‪ ،‬والتي يمكن‬
‫والتي يمكن ان نجد لها تطبيقات في المنظمات الدولية االخري م ‪19/6‬من‬
‫‪1‬‬
‫منتظم العمل الدولي ‪،‬منظمة الينيسكو ‪.‬‬
‫فان اختصاصات الجمعية العامة نجد انها تملك اصدار قرارات ملزمة ‪،‬‬
‫فالقرارت‬
‫المشتركة الت تتطلب تدخل مجلس االمن مع الجمعية العامة لترتيب اثار قانونية‬
‫وهي قرارات داخلية تمارس السلطة الالئحية للمنظمات دولية ‪،‬اذ مباشرتها‬
‫يكون‬
‫بهدف من الجمعية العامة (انشاء اجهزة فرعية‪،‬اقرارمزانية‪، )....‬اما عن القرار‬
‫المشتركة تجتمع فيها اثار ملزمة صدورها عن الجمعية العامة و مجلس االمن‬
‫وتحتوي (اختيار قضاة محكمة العدل الدولية‪ ،‬اختيار االمين العام لالمم‬
‫‪2‬‬
‫المتحدة)‪.‬‬

‫لكن مجلس االمن فقد تكفل ميثاق االمم المتحدة باخذ تعهد عام ومسبق من الدول‬
‫االعضاء في المنظمة الت انشائها بالنزول عند القرارات التي يتخذها مجلس‬
‫االمن‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬محمد السعيد دقاق ــ المرجع السابق ص ‪- 164‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬محمد المولى منماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪- 19‬‬
‫والخضوع لها والعمل علي تنفيذها ‪ ،‬ولقد افردميثاق االمم المتحدة مجلس االمن‬
‫عن بقية فروع االمم المتحدة بالقوة االلزامية لقراراته الجمعيةحسب نص المادة‬
‫‪1. 25‬‬
‫ثانيا‪:‬القرارات الغير ملزمة (التوصيات)‪:‬‬
‫وتعد هذه التوصيات مجردة قانونا منعنص االلزام بمعني ‪،‬اليمكن اعتبارها‬
‫تصرفات قانونية بالمفهو الدقيق‪،‬غير انهاليست مجردة منكل قيمة اذن هي وسيلة‬
‫ادبية للضغط تمنح الطرف الموجه اليه في مركز الدفاع مبررة موقفه الي‬
‫مستوي التبني السياسي ‪2.‬‬
‫وتملك المنظمات الدولية عمل توصيات غيرر ملزمة للمخاطبين بها‪،‬وتعبر‬
‫التوصيات عن اراء المنظمة في وضع دولي معين‪،‬حتي ان كانت تفتقر الي القوة‬
‫االلزامية اال انه من المستحب االستجابة اليها‪ .‬وتخاطب هذه التوصيات عادة‬
‫الدول‬
‫االعضاء في المنظمة ‪،‬وولكنها قد تخاطب الدول غير االعضاء فيها ‪.‬وقد تصدر‬
‫من هيئة الي اخري في نفس المنظمة ‪،‬يمكنها مخاطبة المنظمات الدولية االخري‬
‫وحت االفراد ‪.‬والتملك التوصية في االساس قيمة الزامية ولكن تساهم في خلق‬
‫القانو ن الدولي يظل علي درجة كبيرة من االهمية‪3.‬‬

‫‪1‬ــ محمد المولى منماني المرجع السابق ص‪19‬‬


‫‪2‬ــ احمد بلقاسم ـالقانون الدولي العام ـ المفهوم والمصادرــدار هومة للنشر والتوزيع الجزائر ــالطبعة الثالثة ـ‬
‫‪2003‬ــــص‪202‬‬
‫‪3‬ــمحمد يوسف علوان القانون الدولي العامــالمقدمة والمصادرــدار الشر والتوزيع ـعمان ــالطبعة الثالثةــ‪ 2003‬ـص‬
‫‪425‬‬

‫وكذالك يعني بها القرارات التي التعتبر مصدرا مباشرا للقانون الدولي مثل‬
‫التوصيات‪،‬واللوائح التت نص المواثيق المنشئة للمنظمات الدوليةعلي انها‬
‫غير ملزمة‪ ،‬وقد تحسم الموثيق الدولية االمر فتنص علي عدم الزميتها ‪،‬وجاء هذا‬
‫في المادة (‪)189‬من المعاهدة المنشئة للمجموعة االوربية ‪،‬والمادة (‪)69‬من‬
‫ميثاق‬
‫المنظمة الدولية للطيران المدني‪،‬والمادة (‪)161‬من معاهدة المجموعة االوربية‬
‫للطاقة الذرية‪1.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬اشكا ل الوظيفة التشريعية للمنظما ت الدولية‪:‬‬
‫"لم تنص المادة (‪ )38‬من نظام االساسي لمحكمة العدل الدوليةعلي اعتبار‬
‫قرارات‬
‫المنظمات الدولية كالمصدر من مصادر القانونالدولي ‪،‬والسبب في ذالك ان‬
‫المنظمات الدولية برزت بشكل كبير بعد اقرار النظام االساسي لمحكة العدل‬
‫الدولية"‪2.‬‬
‫وبعد الحرب العالمية الثانية ‪.‬ازداد وتنوع عدد المنظمات الدولية وازداد دورها‬
‫في تطوير العالقات الدولية ‪،‬مما مكنها دورا فعاال في اصدار قرارات لها صفة‬
‫التشريعية تلتزم الدول بتنفيذها ‪ .‬وتجدهذه القرارات صفتها واساسهاالقانوني‬
‫في مثاق المنظمة ذاتها‪3.‬‬

‫‪1‬ـــموسي محمد مصباح حمد ـالمرجع السابق ــص‪82‬‬


‫‪2‬ـــالمرجع نفسه ـــص‪82‬‬
‫‪3‬ـــالمرجع نفسهـص‪83‬‬

‫ويري بعض الفقهاء ان هذه القرارات تشكل مصدرا مستقال ومتميزا لقواعد‬
‫القاون الدولي النه استنادا اختصاص المنظمة الدولية باصدار قرارات ذات‬
‫طابع تشريعي الي المعاهدة المنشئة لها اعطي لهذه القرارات مصدرا متميزا‬
‫ومستقال‪1.‬‬
‫وتتخذ القرارات عدة اشكال كما يلي‪:‬‬
‫‪ /1‬القرارات التي تتخذها المنظمات الدولة فيما تضعهمن لوائحاوانظمة داخلية‬
‫للمنظمة‪،‬فاللوائح الداخلية تشد طريق العمل داخل المنظمة‪،‬وقيام المنظمة بوضع‬
‫الئحة داخلية يكون من االختصاصات المعترف بها للمنظمة وان لم تنص‬
‫المعاهدة المنشئة للمنظمة عل ذالك صراحة ‪.‬فهذه القرارات تصدر من جانب‬
‫واحد‬
‫ولها وصف العمومية والتجريد‪2.‬‬
‫‪ /2‬تسري قرارات بعض المنظمات الدولية علي جميع الدول االعضاء دون‬
‫الحاجة ال تصديقها بل يكفي عدم اعتراضها عليها ‪.‬مثل القرارات التي تتعلق‬
‫بالمسئل الفنية للمالحة الجوية‪3.‬‬
‫‪/3‬القرارات التي يتخذها مجلس االمن طبقا لميثاق االمم المتحدة في المسائل التي‬
‫تتعلق بحماية السلم واالمن الدوليين‪،‬اال اذا نصت تلك القرارات بانه حالة خاصة‬
‫بالنزاع المعروض امامها وال تكمن سابقة دولية مثل ماحصل ذالك بالنسبة‬
‫للقرارات الصادرة ضد العراق التي نصت علي ان هذا حالة خاصة بالعراق‬
‫وال يعد سابقة ‪4‬‬

‫‪1‬ـــ جمال عبد الناصر مانع ـالمرجع السابق ــص‪270‬‬


‫‪2‬ـموسي محمد مصباح حمدـالمرجع السابق ـص‪83‬‬
‫‪3‬ــالمرجع نفسه ص‪83‬‬
‫‪4‬ــالمرجع نفسه ص‪83‬‬

‫‪/4‬القرارات التي تتخذها المنظمات الدولية االقلمية والتي تصدر طبقا لميثاق‬
‫المنظمة والتي تتخذ باالجماع تعد تشريعا يلزم الدول االعضاء في المنظمة‪،‬‬
‫لكن هذا النوع من القرارات اليسري علي الدول االخري‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القيمة القانونية للقرارت ومصيرها‬
‫الفرع االول‪ :‬القيمة القانونية للقرارات الملزمة‬
‫تملك المنظمات الدولية سلطة اصدار قرارات ملزمة ‪،‬من اجل التعبير عن ارادتها‬
‫وترتب هذه القررات اثر قانونية بذاتها لكن مخالفتها يرتب مسؤولية قانونية‬
‫دولية‬
‫فان القرارات الملزمة التي تصدرها تلك المنظمات يجب من وجود سند قانوني‬
‫يبررها ‪،‬لذالك يري بعض الفقهاء ان القوة االلزامية لهذا النوع من القرارات‬
‫يرجع‬
‫الي ماتنص عليه المعاهدة المنشئة للمنظمة ‪،‬وذالك لوجد نص صريح في ميثاق‬
‫المنظمة ‪،‬تلزم فيها اعضائها علي عدم مخالفة القرارات الصادرة عنها‪ ،‬مثال ذلك‬
‫احكام المادة (‪)2‬فقرة ‪2‬من ميثاق االمم المتحدة ‪1.‬‬
‫بينما يذهب البعض االخر الي ان مصدر اللزام هو القرار نفسه واي كان‬
‫مصدر‬
‫االلتزام ‪،‬فان قرار المنظمةالدولية يكون ملزم للدول االعضاء عند صدوره ‪،‬‬
‫فانهم يلتزمون بتنفيذ القرار في هذا االساس ‪،‬وليس علي اساس تنفيذ عمل اداري‬
‫من جانب كل دولة ولكن اغلب المنظمات الدولية ال تستطيع اصدار قرارات‬
‫ملزمة اال في نطاق محدد يتم ذكره وتحديده في ميثاق المنظمة ‪ ،‬وهنا ك بعض‬
‫المنظمات الدولية االقلمية التي لهاسلطات واسعة وملزمة نحو دول االعضاء‬
‫ولمواطني االعضاء مباشرة كا لهيئة االوربية للفحم والصلب ‪2.‬‬

‫‪1‬ـموسي محمد مصباح حمدــالمرجع السابق ـص‪84‬‬


‫‪2‬ـــالمرجع نفسه ص‪84‬‬

‫وتنقسم قرارات المنظمات الدوليةالملزمة الي نوعين وهما القرارات الداخلية‬


‫للمنظمة والقرارات الملزمة للمنظمة و المتعلقة بعال قاتها الخارجية‪.‬‬
‫اوال‪ :‬قرارات المنظمات الدولية في مجا ل نشاطها الداخلي‪:‬‬
‫تصدر المنظمات الدولية العديد من القرارات الملزمة في المجالت المرتبطة‬
‫بحياتها‪،‬وهذه القرارات اما ذات طبيعة عامة اوذات طبيعة فردية‪.‬وتكمن التفرقة‬
‫بينهما علي مدي امكانية تحديد المخاطبين باحاكمها ‪1.‬‬
‫القرارات الفردية ‪ :‬تخاطب شخص او اشخاصا معينين بذواتهم كا لقرارات‬
‫التي عن االمانة العامة بتعيين موظف اوفصله حيث يكمن هذا النوع من‬
‫القرارات ضمن االختصاصات االدارية لالمين العام والقرارات الجمعية العامة‬
‫بانتخاب االعضاء غير الدائمين لمجلس االمن ‪ 2.‬موسي محمدص‪84‬‬
‫القرارا العامة ‪ :‬فمثلها لوائح االجراءات التي تضعها اجهزة المنظمة الرئيسية‬
‫و الفرعية لتنظيم اسلوب سير العمل في داخل الجهاز وموظفي المنظمة و‬
‫اللوائح الخاصة بالميزانية والمالية ‪ ،3.‬والنها تتمتع بالصفة االلزامية للمنظمة‬
‫والجهزتها وللدول االعضاء فيها فال تتخذ هذه القرارات االوفق وفق بعض‬
‫االجراءات التي تراعي التوازنات‬
‫السياسة في المنظمة‪ .‬ومثال "تعين الجمعية العامة لالمم المتحدة االمين العام‬
‫بناءا علي توصية مجلس االمن ‪.4‬‬
‫وتقوم كل من الجمعية العامة ومجلس االمن بشكل مستقل ب انتخاب اعضاء‬
‫محكمة العدل الدولية ‪ 5‬م ‪ 10/‬من النظام االساسي لمحكة العدل الدولية‬
‫‪1‬ــمحمديوسف علوان ـالمرجع السابق ــص‪420‬‬
‫‪2‬ـــموسي محمدمصباح حمد ـالمرجع السابق ـص‪84‬‬
‫‪3‬ـــمحمد يوسف علوان ــالمرجع السابق ــص‪420‬‬
‫‪4‬ـــالمادة ‪ 97‬من ميثاق االمم المتحدة‬

‫ثانيا ‪ :‬القرارا ت الملزمة للمنظمة والمتعلقة با لعالقات الخارجية‪:‬‬


‫عندما تمارس المنظمة الدولية اعمالها تدخل في عالقات مع اشخاص القانون‬
‫الدولي وقد تتخذ هذه العالقات صورة اتفاقية ‪،‬ومن الممكن انة تكون هذه‬
‫االتفاقية‬
‫مع دولة او دول او منظمة دولبة اخري ‪،‬او نجد ها في صورة تصرفات فردية‬
‫صادرة من جانب المنظمة وتتلخص سلطات المنظم الدولية في مجال عملها‬
‫الخرجي كما يلي‪:‬‬
‫اــــ ابرام اتفاقيات دولية‪ :‬فقد شهد الفقه تحوال عن االفكار التي كانت تجعل اهلية‬
‫عقد المعاهدات وفقا علي دول ذات سيادة ‪،‬واتجه الراي الي ربط تلك االهلية‬
‫بوصف الشخصية القانونية الدولية ‪،‬ولما كان ثبوت ذلك الوصف للمنظمات‬
‫الدولية قد بات امرامسلمابه منطرف غالبية الفقه الدولي‪،‬فان التسليم باهلية‬
‫المنظمات الدولية اصبح موضوع للقبول والتسليم‪،‬مما ادي لنصوص المواثيق‬
‫لبعض المنظمات الدولية صراحة علي هذه السلطة ‪ )1(.‬صالح الدين عامر ص‬
‫‪.400‬‬
‫ب ــــ القرارات التنفيذية ‪:‬تصدر هذه القرارات بحق الدول االعضاء عادة‬
‫ومن الممكن ان تصدرهذه القرارات الملزمة بحق االفراد‪،‬مثال ذالك اتقاقية‬
‫الجماعة االوربية للفحم والصلب اذ تلزم هذه االتفاقية االفراد المخاطبين‬
‫عند اعالمهم ‪،‬وكذالك تدخل القرارات الصادرة من مجلس االمن تحت‬
‫الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة والتي تتعلق بحفظ السلم واالمن الدوليين‬
‫ثالثا‪ :‬القرارات الملزمة التي تصدر عن التي عن المنظما ت الدولية ال تعد‬
‫مصدرا‬
‫للقانون الدولي في جميع االحوال‪:‬‬
‫ان كافة القرارات الملزمة التي تصدر عن المنظمة الدولية‪،‬والي تعد اعماال‬
‫قانونية‬
‫التكون في ذاتها مصدرا من مصادر القانون الدولي ‪،‬وان جاز ان تعد مصدرا‬
‫اللتزامات دولية تترتب علي عاتق المنظمة الدولية بوصفها شخصا من اشخاص‬
‫القانون الدوليي او علي عاتق الدول االعضاء في المنظمة ‪،‬فا لقرار الملزم الذي‬
‫الذي يصدر عن المنظمة الدولية با عتماد ميزانيتها ‪،‬او تعيين امينها العام‬
‫او نزاع بين دولتين ‪،‬او باتخاذ اجراءات او تدابير معينة بصدد ازمة دولية‬
‫او غير ذالك من المسائل التنفذية اليمكن ان ينظر اليه بوصفه منشئالقواعد‬
‫قانونية دولية‪ ،‬لكن القرارات الت تضع قواعد عامة‪،‬هي التي يمكنالنظر اليها‬
‫بوصفها منشئة لقواعد قانونية دولية ومثال علي ذالك الجرات العمل في احد‬
‫اجهزتها ‪،‬او الئحة التي تصدر عن المنظمة لتطبق مباشرة علي الدول االعضاء‬
‫او في اقليمها ‪،‬او القرار الذي يصدر عن المنظمة بوضع الئحة لنظامها‬
‫الداخلي ‪)1(.‬‬
‫رابعا‪ :‬قرارات المنظمات الدولية قد تكون مصدرا شكليا مباشرا او مجرد مصدر‬
‫مادي من مصادر القانون الدولي ‪:‬‬
‫يمكن ان تعد القرارات والتوصيات الت تصدر عن المنظمة الدولية في بعضص‬
‫االحوال مصدر شكليا مباشرا من مصادر القانون الدولي ‪ ،‬لكن ثمة من‬
‫االحوال‬
‫ماتكون فيها قرارات المنظمات الدولية باتخاذ قرار بابرام اتفاقية دولية تؤدي الي‬
‫انشاء قواعد قانونية دولية ‪،‬فان المصدر الشكلي المباشر للقانون هنا هو االتفاقية‬
‫وليس قرار الجهاز المختص في المنظمة بابرام تلك االتفاقية ‪،‬كما ان صدور‬
‫توصيات او قرارات عن احد اال جهزة المنظمة بما يمكن الي انشاء عرف‬
‫دولي اليعد مصدرا شكلبا مباشرا من مصادر القانون الدولي العام ‪،‬ذالك الن‬
‫المصدر‬
‫في تلك الحالة هو العرف الدولي ‪)2(.‬‬

‫‪ -1‬صالح الدين عامر ــالمرجعالسابق ــص‪406‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع ص‪407‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬القيمة القانونية للقرارات الغير ملزمة (توصيات )‪:‬‬


‫ويقصد بالتوصية القرا ر غير ملزم الذي تتخذه المنظمة بحق دولة العضو‪،‬‬
‫فالتوصية تصدر كما يصدر القرار الملزم من حيث االجراءات ‪،‬والتوصيات‬
‫التي تصدر ها المنظمات الدولية ‪،‬ليس لها قوة قانونية ملزمة وال يرتب عليها‬
‫اي اثر قانوني اال اذا قبلها من وجهت له ‪ ،‬والتوصية اليكون لها التاثير االدبي‬
‫والسياسي واالخالقي ‪،‬اال اذا صدرت علي وفق االغلبية التي تريدها معاهدة‬
‫انشاء منظمة ‪ ،‬واذا ما وافقت الدول االعضاء بالمنظمة علي هذه التوصيات‬
‫فانها تعد قرارات نافذة بحقها ‪.‬واذا رفضت الدول هذه التوصيا ت فينتج عنها‬
‫مخالفة معاهدة انشاء المنظمة ‪ ،‬لكن اذا قبلتها فانها تعد بمثابة القرارات الملزمة‬
‫الت يجب عليها تنفيذها ‪ )1(.‬موسي محمذ مصباح ص‪86‬‬
‫وقد استقرت االراء الفقهية بشان تكييف القانوني للتوصيات الي ثالثة اتجاهات‪:‬‬
‫‪ /1‬التوصية ذات قينة ادبية‪ :‬يذهب انصار هذا االتجاه الي القولبان التوصية‬
‫عبارة عن نصيحة او دعوة او رغبة توجهها المنظمة في موضوع معين الي‬
‫دولة العضو ‪ ،‬وهي التتمتع باي قوة الزامية كما انها ال ترتب المسؤولية الدولية‬
‫علي عاتق الدولة ال تاخذ بها الكن هذا اليجرد التوصية من اي قيمة ‪.‬‬
‫‪ /2‬التوصيات ال تتمتع بالطبيعة قانونية واحدة ‪:‬يري انصار ها االتجاه بان‬
‫التوصيات ليس لها قيمة قانونية واحدة ‪،‬فالتوصيات التي يوجهها الجهاز االدني‬
‫في المنظمة الي الجهاز االعلي فانها تعتبر بمثابة اقتراح او راي استشاري‬
‫ليس له قيمة قانونية ملزمة ‪،‬لكن التوصية الصادرة من المنظمة الدولية للدول‬
‫االعضاء لها طبية مركبة فهي من حيث الوسيلة غير ملزمة ‪،‬الكن من حيث‬
‫الغاية فانها تستهدف اعطاء مضمون اال لتزام من جهة الدولة العصو‪.‬الكن‬
‫التوصية الموجهة الي الدولة ليست عضوا في المنظمة ‪ ،‬فان االسا س القانوني‬
‫الذي تستمد منه المنظمة سلطتها ليس اال معاهدة دولية تسري عليها قاعدة نسبية‬

‫اثار المعاهدات ‪،‬حيث اليلتزم الغير بها وبالتالي ال تسري التوصية في حق‬
‫الدول الغير‬
‫‪ /3‬توصيات تتمتع بوصف الشرعية الدولية ‪ :‬يذهب انصار هذا الراي الي القول‬
‫بان التوصية تخلق مايمكن تسميته بالشرعة الدولية ان االقتضاء الذي تطلبه‬
‫التوصية من المخاطب بها يعد بمثابة تعبير ارادي عنراي القانو ن الدولي بصدد‬
‫المسالة التي صدرت التوصية بشانها ‪ )1(.‬موسي محمد مصباح ص‪86‬‬
‫ثانيا ‪:‬امكانية ان تعد بض القرارات غير ملزمة مصدرا للقانون الدولي ‪:‬‬
‫وعلي الرغم من ان الفقه الدولي يقرر ان التوصيات التي تصدر عن اجهزة االمم‬
‫المنظمات الدولية تفتقر الي عنصر االلزام ‪،‬ومن ثم ينتفي عنها وصف العمل‬
‫القانوني الدولي ‪،‬فانه يسلم في مجموعة ايضا بوجود بعض اال ستثناءات علي هذا‬
‫المبدا يمكن ان تؤدي بالتوصيات في حاالت معين الي القدرة علي انشاء قواعد‬
‫قانونية تلزم الدول االعضاء في المنظمة ‪،‬ويمكن ان تمتد الي غيرهم في بعض‬
‫االحيان ةنتطرق الي المبدا العا م و بعدها االستثنا ءات ‪.‬‬
‫‪1‬ـــ المبدأ العام‪:‬‬
‫القاعدة العامة ان التوصيات التي تصدر عن اجهزة المنطمات الدولية ‪،‬ال تعد‬
‫في ذاتها منشئة لقواعد قا نونية ‪،‬وذالك الفتقادها الي القوة الملزمة ‪،‬وانتفاء وصف‬
‫العمل القانوني الدولي عنها ‪،‬وذالك منذ عهد عصبة االمم فلم تنظرالدول‬
‫االعضاء‬
‫الي التوصيات التي كانت تصدر عن الجمعية العامة او مجلس العصبة بوصفها‬
‫اعماال قانونية ملزمة ‪ .‬وذهب جانب الفقه الي تاكيد هذه الوجهة بان عهد عصبة‬
‫االمم لميخول اجهزة العصبةالتوصيات الالزمة في قدرتها علي انشاء التزامات‬
‫دولية‪ )2(.‬صالح الدين عامر ص‪403‬‬
‫‪1‬ــموسي محمد مصباح حمد ـالمرجع السابق ــص‪86‬‬
‫‪2‬ـــصالح الدين عامر ــالمرجع السابق ــص‪403‬‬
‫وعندما تم انشاء هيئة االمم المتحدة وضعت المادة ‪ 10‬من الميثاق المبدا العام‬
‫بشان وظائف الجمعية العامة وسلطتهامقررة ان "للجمعية العامة ان تناقش اي‬
‫مسالة او امر يدخل في نطا ق هذا الميثاق او يتصل بسلطات فرع من الفروع‬
‫المنصوص عليها فيه او وظائفه ‪،‬كما ان لها فيما عدا ما نص عليه في المادة ‪12‬‬
‫ان توصي اعضاء الهيئة او مجلس االمن او كليهما بما تراه في تلك المسائل و‬
‫اال مور"(‪ )1‬ميثاق االمم المتحدة الفصل الرابع‬
‫‪2‬ـــ االستثناءات عل المبدا العام‪:‬‬
‫وهناك من الحاالت مايكون فيها للتوصيات قوة الزامية ‪،‬وترقي الي مرتبة‬
‫العمل القانوني الدولي ويمكن ان تؤدي الين شاة قواعد قانونية دولية ومن‬
‫ابرزظ تلك الحاالت ‪:‬‬
‫‪2‬ـ‪ 1‬الحلة التي يتقرر فيها بموجب الميثاق المنشئ للمنظمة ترتيب اثارقا نونية‬
‫ملزمة علي التوصية‪:‬‬
‫ومن امثلة ذلك ان التوصيات التي تصدر عن مؤتمر منظمة العمل الدولية‬
‫يجب ان تقوم الدول االعضاء خالل سنة من تاريخ صدورها بعرضها علي‬
‫السلطات الوطنية المختصة من اجل اصدارها في شكل قا نوني ‪،‬ويجب علي تلك‬
‫الدول ان تقوم باخطار مكتب مدير العمل الدولي باالجراءات التي قامت باتخاذها‬
‫في هذا الصدد ‪،‬كما ياخذ دستو ر منظمة اليونيسكو بذات االسلوب‪ )2(.‬صالح‬
‫الدين عامر ص‪403‬‬
‫‪2‬ـــ‪ 2‬تسليم الدول بالقوة الملزمة لبعض التوصيات‪:‬‬
‫قد تتفق الدول بموجب اتفاقيةعلي االلتزام بتنفيذ التوصيات التي عن احد اجهزة‬
‫منظمة الدولية‪،‬وقدعرف هذا االسلوب الكثير من التطبيقات في ظل عصبة االمم‬
‫فقد ذهبت المحكمة الدائمة للعدل الدولي ا الن التوصية المجلس عصبة االمم‬
‫الموجهة بتا ريخ ‪ 10‬ديسمبر ‪1927‬الي كل منبولندا ولتوانيا‪،‬والتي تدعو‬
‫الدولتين‬
‫حل النزاع فيما بينهما عن طريق التفاوض ‪،‬اصبحت ملزمة لهما بعد قبولهما‬
‫بها‬
‫وال يتصف قرار مجلس االمن رقم ‪ 242‬سنة ‪ 1967‬الخاص بالنزاع في‬
‫الشرق‬
‫االوسط باال لزام ‪،‬اال ان قبول الدول المعنية به منحه القوة اال لزامية ‪.‬‬
‫فاالراء االستشارية لمحكمة العدل الدولية الت تصدر بناء علي طلب المحكة‬
‫االدارية التابعة لالمم المتحدة او المحكمة اال دارية التا بعة لمنظمة العمل الدولية‬
‫هي عبا رة عن قرارات ملزمة لهما ‪ )1(.‬محمد يوسف علوان ص‪429‬‬
‫وقد يحدث ان تقبل الدول االعضاء او بعضها علي االقل علي تنفيذ بال توصية‬
‫بعد اقرارها ‪،‬كما حدث عندما اصدرت الجمعية العامة لالمم المتحدة بتوقيع‬
‫بعض الجزاءات ضد اسبا نيا في ظل حكومة الجنرال فرانكو ‪ ،‬حيث ساهمت‬
‫بعض الدول بتنفيذ تلك الجزاءات ‪.‬‬
‫ومن جهة اخري فان االمر ال يتوقف في هذا المجال علي الدول االعضاء في‬
‫المنظمة ‪ ،‬بل انه يمكن يمتد الي غير االعضاء ومثال علي ذالك في هذا المجال‬
‫مبادرة البا نيا التي لم تكن عضوا في االمم المتحدة الي اعالن قبولها للتوصية‬
‫التي اصدرها مجلس االمن في سنة ‪، 1948‬والتي اوصي فيها طرفي النزاع‬
‫مضيق كورفو ( بريطانيا والبنيا) بعرض نزاعهما علي محكمة العدل الدولية‪(.‬‬
‫‪ )2‬صالح الدين عامر ص‪405‬‬
‫‪3‬ــتصدر التوصية وهي محتوية علي اعالن با لمبادئ عامة لتطوير القا نون‬
‫الدولي‪:‬‬
‫وقد تصدر التوصية وهي محتوية علي اعالن با لمبا دئ عامة لتطوير القانو‬
‫الدولي رغم ان الخالف يثور حول امكانية ترتيب التزامات قا نونية خاصة‬

‫‪1‬ـــمحمد يوسف علوان ــالمرجع السابق ـص‪429‬‬


‫‪2‬ـــصالح الدين عامر ــالمرجع السابق ـص‪405‬‬
‫فيما يتعلق بالتوصيات التي تحتوي علي هذه اال عالنات ‪،‬وعندها النظر الهمية‬
‫هذه المبادئ من حيث تطوير قواعد القانون الدولي في شتي المجالت سواء‬
‫‪،‬اقتصادية ‪،‬سياسية ‪،‬او حقوق انسان ‪،‬لكن من جانب تطوير العالقات الدولية‬
‫اصبح من الضروري ترتيب بعض االثار القانونية علي هذه التوصيات ‪،‬ورغم‬
‫ان الجمعية العا مة لمنظمة االمم المتحدة تصدر قرارات اال انها مجرد توصيات‬
‫استنا دا الي المواد ‪10‬و‪11‬و‪،14‬وهذه التوصيات ليس لها قوة الزامية‪،‬ومن هذه‬
‫التوصيات القرار المرقم ‪1514‬الصادرةعن الجمعية العامة ‪14/12/1960‬‬
‫بشان تصفية اال ستعمار ‪ ،‬والقرار المرقم‪ 2625‬في ‪ 24/10/1970‬بخصوص‬
‫العالقات السلمية والودية بين الدول ‪،‬واالعالن العالمي لحقوق اال نسان المرقم‬
‫‪217‬في ‪،10/12/1948‬وعهدي اال مم المتحدة بشان الحقوق السياسية والمدنية‬
‫وال اقتصادية واال جتماعية والثقافية لعام ‪ 1966‬محمد نصر محمد الوسيط‬
‫في القانون الدولي العام ص‪226‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مصير قرارات المنظمات الدولية‪:‬‬
‫من بين القرارات التي تصدرها المنظمات الدولية مايريد من ورائه تحقيق‬
‫غابة معينة ‪،‬او يكون صادرا في خال ل فترة محدودة سلفا طا لت هذه المدة‬
‫اوقصرت ‪.‬‬
‫وفي كال الحا لتين فان القرار يصبح منتهيا اذا ماتحقق الغرض من وراء صدوره‬
‫او اذا انقضت الفترة اريد له ان يسريان يسرير في خال لها‪.‬‬
‫علي ان هناك طائفة اخري من القرارات تصدر لمدة غير محدودة ‪،‬فاالصل‬
‫عندئذ ان تظل هذه القرارات قائمة منتجة الثارها التي يتم نسا خهاعن طريق‬
‫استبدالها بقرارات اخري اوتعديلها ا والغا ئها‪.‬‬
‫اوال‪:‬تعديل القرارات او الغائها‪:‬‬
‫اذا صدر قرار ما لمدة غير محدودة او تحقيق هدف ذي طبيعة متجددة ‪،‬‬
‫فاالصل ان يستمر العمل بهذا القرار‪،‬لكن من الممكن ان تتغير الظروف‬
‫التي في ظلها ومن اجلها ثم اصداره‪ .‬مما يتطلب االمر البحث عن امكانية تعديله‬
‫او الغائه كليا ‪،‬فا عادة النظر في القاعدة او تصرف كلما اقتضت الظروف ذلك‬
‫يرجع هذا الي جوهر النظم القا نونية بوجه عام ‪،‬وضمنا الستمرار ها وتجددها‬
‫السعيد دقاق ص‪169‬‬

‫‪1‬ـــ التعديل‪:‬‬
‫وال يثير التعديال ت التوصيات اي مشكل‪"،‬وتعد هذه التوصيات مجردة قانونا من‬
‫عنص االلزام بمعني ال يمكن اعتبارها تصرفات قانونية بالمفهوم الدقيق للكلمة‬
‫غيرانها ليست مجردة من كل قيمة فهي وسيلة ادبية للضغط "(‪ )1‬احمد بلقاسم‬
‫فهي التنشا حقوق والتزامات بذات التحديد والفورية الذي تنشئه القرارات الملزمة‬
‫ومنه اليثير تعديلها مشكالت قانونية متعلقة بالتعاقب التوصيات وتكون صورة‬
‫التعديل تكمن عادة في توصية الحقة يذكرفيها المنظمة بتوصية او توصيات‬
‫سابقة‬
‫ثم ياتي بعد ذالك ذكر الحكم المعدل الذي يمثل مضمون توصية الحقة (‪ )2‬سعيد‬
‫دقاق ص‪170‬‬
‫لكن االمر بالنسبة للقرارات الملزمةفان االمر يختلف ‪،‬مما يؤدي الي االجراءات‬
‫المتبعة في تعديلها تسير علي ذات المنهج الالزم الصدار ها ‪،‬مثال انه في اطار‬
‫الجماعات االو ربية ‪،‬وفي االحوال الت البد منها فيها الحصول علي الراي‬
‫الموافق للبرلمان االوربي لكي يقوم مجلس الوزراءفي اصدار القرار فانه‬
‫الحصول علي الراي الموافق للبرلمان االوربي ان اراد التعديل ‪.‬‬
‫لذالك فان المادة ‪ 155‬من معاهدة روما تنص علي ضرو رة اخذ راي اللجنة‬
‫في بعض االمور قبل ان يقوم مجلس الوزراء با صدار قرارات بشانها او قبل‬
‫ان يجري تعديالت علي قرارات سبق اصدارها (‪ )2‬سعيد دقاق ص‪170‬‬
‫‪2‬ـــ االلغاء‪:‬‬
‫يعني االلغاء انهاء الوجود القانوني للقرار المعني بحيث يزول وتزول االثار‬
‫المترتبة عليه ‪،‬والغاء القرارات يلجا اليه في المنظمات الدولية ذات الطابع الفني‬
‫اكثرمن تلك الى تتميز بالطابع السياسي ولعل ذالك دافع الى القرارات التي تعدو‬
‫فيتلك االخيرة التتمتع غالبا بالقوة الملزمة وانما تتمثل عادة من التوصيات وهذا‬
‫ما اليطرح ضرورة عملية الغاء القرار‪.‬سعيد دقاق‪ 1‬ص‪171‬‬

‫وقديستتبع الغاء القرار احال قرار اخر محله بحيث يعد ناسخا له او قد يكتفي‬
‫بااللغاء فقط ‪ .‬واليحول دون الغاء القرارات الصادرة من المنظمة بوجود حقوق‬
‫قد ترتبت لصالح المخاطبين با حكامهم ‪،‬ب انه يجوز كما ذهبت الي ذالك محكمة‬
‫العدل الخاصة بالجماعات االو ربية ان يسري االلغاء باثر رجعي وعندئذ ال‬
‫يكون لمن تضرر من الغاء القرارسوي حق التعويض وفي هذا تقول المحكمة‬
‫"ان من حق السلطة العليا الغاء القرار الصادر منها حتي ولو تم ذالك باثر رجعي‬
‫طالما كان ذالك ما يقتضيه تحقيق االمن القانون ‪،‬علي ان تصرفات السلطة العليا‬
‫في هذا الصدد وتظل خاضعة للرقابة القضائية لمحكمة العدل االوربية"(‪ )2‬سعيد‬
‫دقاق ص‪171‬‬

‫‪1‬ــــمحمد السعيد الدقاق ـالمرجع السابق ــص‪171‬‬


‫‪2‬ــــالمرجع نفسه ص‪171‬‬

You might also like