Professional Documents
Culture Documents
دولية
من المسلم بها المنظمات الدولية ذات شخصية القانونية ،وان القرارات التي
تصدرها هي احدي الوسائل التي تعبر عن إرادتها الذاتية ،والتي تهدف بها
الترتيب آثار قانونية معنية ،سواء كان على سبيل االلتزام أو التوصية ،لكن في
بعض األحيان لها سلطات قوية تسمح لها بتنفيذ أغراضها بوسائل خاصة مستقلة
في ذلك عن الدول األعضاء،مما أدى بنا إلى تقسيم هذا الفصل األول :إلى
مبحثين تناولنا في المبحث األول:مفهوم قرارات المنظمات الدولية ،فالمطلب
األول :تعريف قرارات المنظمات الدولية وعناصرها،المطلب الثاني :خطوات
إعداد المنظمات الدولية وخصائصها،أما المبحث الثاني:الصور و أشكال والقيمة
القانونية لقرارات المنظمة الدولية ،المطلب األول:صور وأشكال قرارات
المنظمات الدولية،المطلب الثاني :القيمة قرارات المنظمات الدولية ومصيرها.
11ــ محمد المولى منماني ـ ادماج قرارات الجمعية العامة لمجلس االمن وتنفيذها في النظم القانونية الداخلية للدول
االعضاء مذكرة مقدمة لنيل شاهدة الماجستير للقانون الدولي للعالقات الدولية ـ كلية الحقوق بن عكنون ـ جامعة الجزائر
السنة الجامعية . 2012/2013ص 15
وتم التمييز بين القرارات في هاذ الجزء ،إن غالبية ما يتخذ منها بشأن مواقف
سياسية دولية معينة .
ويمكن ان نستشهد هنا بالقرار الذي أصدره مجلس األمن التابع لألمم المتحدة
رقم 687لعام 1991المتعلق بوقف الرسمي إلطالق النار في حري الخليج
الثانية
ففي الجزء الفعال في الموضوع يضع أمام العراق شروط تعجيزية ،فهو يفرض
على هذه الدولة التخلي عما يسما باإلرهاب ،وتدمير جميع أسلحته الكيميائية
1
و البيولوجية ،وصواريخه التي يفوق مداها 150كلم .
ثانيا عناصر قرار ذات عمل قانوني دولي وعمل انفرادي و ترتيب أثار قانونية
1ــ القرار هو عمل قانوني دولي :
فالقرار عمل قانوني راجع لتمثيله اتجاه إرادة محضى إلى أحداث أثار قانونية
2
معينة ،وفق لنظام وقواعد القانونية دولية.
والقرار هو عمل أو تصرف دولي ،ألنه تعبير عن إرادة شخص من أشخاص
القانون الدولي مثل المنظمات الدولية ،حيث يكون العمل دوليا إذا اتجهت إدارة
شخص دولي ،إلى أحداث أثار قانونية وفق لقواعد دولية .
2ــ القرار هو عمل انفرادي :
فالمنظمة الدولية تتمتع بإرادة ذاتية مستقلة ،ومتميزة عن إرادة أعضائها مما
يمنح
لها كامل الحرية مباشرة اختصاصها كإبرام المعاهدات وخاصة إصدار القرارات
فقرار المنظمة ال ينسب إلى عضو من أعضائها ،وإنما ينسب إلى جهاز وهيئة
3
ككل ،فهو يصدر من شخص قانوني دولي واحد ،ويعبر عن إرادته منفردة .
1
ص- 16 .محمد المولى منماني ،المرجع السابق،
بدر الدين بوذياب ــ الطابع التشريعي لقرارات المنظمة الدوليةـ ــ منظمة االمم المتحدة نموذجا ــ مذكرة لنيل درجة 2-
2
.الماجستير في القانون الدولي العام ــ جامعة مولود معمري تيزي وزو ،21/12/2011 ،ص21
3
.المرجع نفسه ،ص- 22
3ــ القرار يرتب أثار قانونية :
فاال ثار التي تترتب علي التصرف ينبغي أن تتمثل في إنشاء حق أو التزام ،أو
تعديله او إنهائه ،فالقرار يرتب اثر إلزامي لكافة الدول في المنظمة ،دون النظر
عن صدوره بموافقة الدولة العضو أو بدونها ،أي إن اإلعالن عن عضويتها تكون
ملتزمة بما تصدره المنظمة من قرارات.
2
.المرجع نفسه ،ص- 24
1ــ التصويت باالجماع :يقتضي اتباع اسلوب االجماع بالمفهوم المطلق لهذا
االصطالح ،ان يوافق كافة اعضاء جهاز معين من اجهزة المنظمة علي مشروع
القرارالمطروح للتصويت،حتي يمكن اصدار القرار،ومن ثم فان اعتراض احد
اعضاء يؤدي الي سلب القرارامكانية وجوده ،وكذالك اذا امتنع عضوعن عن
التصويت يكون إصدار القرار مستحيال بهذا المفهوم المطلق الصطالح االجماع
وعلي ذلك فان كان عهد العصبة االمم قد جعل من اسلوب االجماع القاعدة العامة
المتبعة في التصويت داخل المنظمة فانه "لم يفعل اكثرمن التاكيد التقاليد
الدبلوماسية المستقرة والتي تقضي بوجوب تحقق الموافقة االجماعية لكافة الدول
1
االعضاء في اي لقاء دولي حتي يمكن اصدار قرار عن ذالك اللقاء".
وسار ميثاق االمم المتحدة علي نفس الطريق حيث اعتمد قاعدة االجماع بالنسبة
2
للدول الكبري في القضايا المتعلقة بالسالم واالمن الدولين.
مبدا االجماع النسبي تصادفه فما نصت عليه المادة 7من مياثق الجامعة العربية
من ان "مايقرره المجلس باالجماع يكون ملزما لجميع الدواللمشتركة في الجامعة
3
ومايقرره المجلس باالكثرية يكون ملزما لما يقبله".
2ــ التصويت باالغلبية :بعتبر مبدا االغلبية اال سلوب الذي تسلكه اغلب
المنظمات الدولية في الوقت الراهن ،فظهرت علي االشكال التالية:
2ـ 1االغلبية العادية :وتتمثل في ان نصف عدد الدول االعضاء الحاضرين
في االجماع زائد واحد بغض النظر عن عدد االعضاء في المنظمة ،ونجد هذه
الطريقة في الجمعية لالمم المتحدة .
2ــ 2االغلبية المطلقة :ويقصدبها اغلبية الدول االعضاء في المنظمة وليس
اغلبية الحضور ،فاذا كان النصاب القانوني للحضور نصف االعضاء ،لكن
ص- 170
1
.محمد السعيد دقاق ــ التنظيم الدولي ،دار الجامعة الجديدة للنشر القاهرة ،1990
2
.موسى محمد مصباح حمد للمرجع السابق ،ص- 80
-33محمد السعيد دقاق ـ المرجع السابقـ ــ.143
الفرار يتطلب الحصول علي ثلثين ،فال يوضع الموضوع علي التصويت،لكن
البد من الحضور اكثر من ثلثي االعضاء وحصول القرار علي ثلثي الدول
1
االعضاء في المنظمة وال يعتمد الحضور .
"واذاكنا نسلم بان بعض قرارات المنظمات الدولية يمكن ان تعد مصدرا مباشرا
للقانون الدولي العام ،فان من المتعين تحديد الخصائص التي تتميز بها تلك
2
كلية 2- الوندا دارا نور الدين ــ االثار القانونية لقرارات المنظمات الدولية ــ رسالة ماجستير ــ جامعة الشرق االوسط
.الحقوق ،2015 ،ص21
3
.الوندا دارا نور الدين المرجع نفسه ص- 22
4
القرارات".
ثانيا:التجريد
يجب ان تقترن العمومية بالتجريد ،بالصددقاعدة قانونية ،والعنصر المعول عليه
ص- 408
4
.صالح الدين عامرــ مقدمة لدراسة قانون دولي عام ــ دار النهضة العربية القاهرة ــ طبعة 2007
-22بدر الدين بو ذياب ــ المرجع السابق ص.66
عند البحث في مدي توافر وصف للقاعدة القانونيةهو البحث فيي المراكز القانونية
والوقائع التي وضعت لتحكمها فتاخذ القاعدةالقانونية صفة التجريد حيثما تكون
تلك الوقائع او المراكز غير قابلة للحصر والتجريد،وال تكون هذه الصفة كلما
1
امتنعت في المستقبل تكرار نشاة الوقائع او المراكزالقانونية التي تخضع لحكم القاعدة .
ثالثا :االلزام:
حتي تكتمل فرضية اعتبار قرارات المنظمات الدوليةتشريعا دوليا،البد ان تتوافر
2
تلك القرارات عل صفة االلزام.
من المقرر بوجه عام ضرورة توافر تواجد وصف االلزام للقواعدالتي يحتوي
عليها القرارمن اجل ان يؤدي الي نشاة قواعد قانونية دولية ،فال يكفي وصف
العمومية والتجريد في تلك القواعد ،من اجل أن تكتسب وصف القواعد الدولية ،
وانما يتعين ان يتوافر لها باالضافة الى ذلك وصف االلزام .
ويالحظ هنا ما سبق لنا االشارة اليه عند الحديث عن القوة االلزامية للقانون الدولي
العام من ان الجزاء ال يعد عنصرا في القاعدة القانونية الدولية ،حيث يرى جانب
كبير من الفقه ان ضعف الجزاء او غيابه اليعني عدم قيام القاعدة القانونية،
ومن جهة اخريفان المتعين االلماح الي وجوب النظر الي مفهوم هذا الوصف
" االزام"ن ظرة تتفق مع التطورات التي طرات علي القانون الدولي فاجازت
بالحديث عما بعرف بالقانون الهش ، 3.فكثيرا ماتكون القرارات العامة المجردة
الت تصدر عن اجهزة المنظمات الدولية ،والتي تؤدي الي انشاء قواعد قانونية
متصفة بقدر كبير من المرونة ،وتمنح امكانية التخلص من االلتزام به بغير الجزاء
او مع جزاء طفيف ،ومع ذالك فاننا في مواجهة قواعد قانونية دولية ،نشات عن
قرارات المنظمات الدولية .
2
.بدر الدين بوذياب ـ المرجع السابق ص- 66
3
.صالح الدين عامر المرجع السابق ص- 410
لقد تعددت المعايير في تصنيف القرارات المنظمات الدولية وتحديد قينتها القانونية
مما ادي بنا الي تقسيم المبحث الثاني الي مطلبين ،المطلب االول :صور
واشكال قرارات المنظمات الدولية والمطلب الثاني :القيمة القانونية للقرارات
ومصيرها .
المطلب االول:صور واشكال قرارت المنظمات الدولية
الفرع االول:صور قرارات المنظمات الدولية
اوال :القرارت الملزمة
وهي بدورها تنقسم الي قرارات ملزمة كافة عناصرها ،وقرارات ملزمة في
غايتها دون الوسيلة في تحقيق هذه الغاية .
1ــــ القرارات الملزمة في كافة عناصرها:
يقصد بها تلك القرارات التي تتمتع بالقدرة الذاتية علي انتاج اثار قانونيةملزمة
حال ومبشرادون توقف انتاجهالهذا االثار علي تدخل الحق من جانب وجهت اليه،
بل تحرص للقراربهذه الصفة كافة العناصر التي تجهزه من ان يكون نافذا بذاته
1
وال تضيف اي عنصر خارجي علي العناصر المكونة له.
القرار الملزم الصادر عن المنظمة يعد ملزما ،اذا توافرت له هذه المواصفات
وهي بقابليتها للنفاذ الفوري ،وتنتج اثارها مباشرة ،اي انه هو قرار الذي يكون
2
الذي يكون نافذا بذاته دون اضافة عنصر خارجي علي العناصر المكونة له.
واذا تواصفت هذه المواصفات المذكورة سابقا ولو منحت تسميات مختلفة
فانه يبقى يمثل هذا النوع دون سواه النه يحمل صبغة النفاذ الفوري المنتج
-11ـجمال عبد الناصر ما نع ـالقانون الدولي العام ـ الجزء االول المدخل والمصدرــدار العلوم للنشر والتوزيع عنابة
2004ص273
2
ـص- 82 .موسي محمد مصباح حمد المرجع السابق
لالثار القانونية ،حيث يجمع الفقه من اجل اعتبارالقرار قابال للنفاذ الفوري
يكفي ان تكون له القدرة علي تبديل المراكز القانونية بانشاء حق او التزام.
2ـــالقرارات من حيث الغاية دو ن الوسيلة :
هذه صورة اخري من القرارات الملزمة نصت عليها صراحة الول مرة
المادة 14من المعاهدة المنشئة للجماعة االوربية للفحم والصلب ،والتي يمكن
والتي يمكن ان نجد لها تطبيقات في المنظمات الدولية االخري م 19/6من
1
منتظم العمل الدولي ،منظمة الينيسكو .
فان اختصاصات الجمعية العامة نجد انها تملك اصدار قرارات ملزمة ،
فالقرارت
المشتركة الت تتطلب تدخل مجلس االمن مع الجمعية العامة لترتيب اثار قانونية
وهي قرارات داخلية تمارس السلطة الالئحية للمنظمات دولية ،اذ مباشرتها
يكون
بهدف من الجمعية العامة (انشاء اجهزة فرعية،اقرارمزانية، )....اما عن القرار
المشتركة تجتمع فيها اثار ملزمة صدورها عن الجمعية العامة و مجلس االمن
وتحتوي (اختيار قضاة محكمة العدل الدولية ،اختيار االمين العام لالمم
2
المتحدة).
لكن مجلس االمن فقد تكفل ميثاق االمم المتحدة باخذ تعهد عام ومسبق من الدول
االعضاء في المنظمة الت انشائها بالنزول عند القرارات التي يتخذها مجلس
االمن
1
.محمد السعيد دقاق ــ المرجع السابق ص - 164
2
.محمد المولى منماني ،المرجع السابق ،ص- 19
والخضوع لها والعمل علي تنفيذها ،ولقد افردميثاق االمم المتحدة مجلس االمن
عن بقية فروع االمم المتحدة بالقوة االلزامية لقراراته الجمعيةحسب نص المادة
1. 25
ثانيا:القرارات الغير ملزمة (التوصيات):
وتعد هذه التوصيات مجردة قانونا منعنص االلزام بمعني ،اليمكن اعتبارها
تصرفات قانونية بالمفهو الدقيق،غير انهاليست مجردة منكل قيمة اذن هي وسيلة
ادبية للضغط تمنح الطرف الموجه اليه في مركز الدفاع مبررة موقفه الي
مستوي التبني السياسي 2.
وتملك المنظمات الدولية عمل توصيات غيرر ملزمة للمخاطبين بها،وتعبر
التوصيات عن اراء المنظمة في وضع دولي معين،حتي ان كانت تفتقر الي القوة
االلزامية اال انه من المستحب االستجابة اليها .وتخاطب هذه التوصيات عادة
الدول
االعضاء في المنظمة ،وولكنها قد تخاطب الدول غير االعضاء فيها .وقد تصدر
من هيئة الي اخري في نفس المنظمة ،يمكنها مخاطبة المنظمات الدولية االخري
وحت االفراد .والتملك التوصية في االساس قيمة الزامية ولكن تساهم في خلق
القانو ن الدولي يظل علي درجة كبيرة من االهمية3.
وكذالك يعني بها القرارات التي التعتبر مصدرا مباشرا للقانون الدولي مثل
التوصيات،واللوائح التت نص المواثيق المنشئة للمنظمات الدوليةعلي انها
غير ملزمة ،وقد تحسم الموثيق الدولية االمر فتنص علي عدم الزميتها ،وجاء هذا
في المادة ()189من المعاهدة المنشئة للمجموعة االوربية ،والمادة ()69من
ميثاق
المنظمة الدولية للطيران المدني،والمادة ()161من معاهدة المجموعة االوربية
للطاقة الذرية1.
الفرع الثاني :اشكا ل الوظيفة التشريعية للمنظما ت الدولية:
"لم تنص المادة ( )38من نظام االساسي لمحكمة العدل الدوليةعلي اعتبار
قرارات
المنظمات الدولية كالمصدر من مصادر القانونالدولي ،والسبب في ذالك ان
المنظمات الدولية برزت بشكل كبير بعد اقرار النظام االساسي لمحكة العدل
الدولية"2.
وبعد الحرب العالمية الثانية .ازداد وتنوع عدد المنظمات الدولية وازداد دورها
في تطوير العالقات الدولية ،مما مكنها دورا فعاال في اصدار قرارات لها صفة
التشريعية تلتزم الدول بتنفيذها .وتجدهذه القرارات صفتها واساسهاالقانوني
في مثاق المنظمة ذاتها3.
ويري بعض الفقهاء ان هذه القرارات تشكل مصدرا مستقال ومتميزا لقواعد
القاون الدولي النه استنادا اختصاص المنظمة الدولية باصدار قرارات ذات
طابع تشريعي الي المعاهدة المنشئة لها اعطي لهذه القرارات مصدرا متميزا
ومستقال1.
وتتخذ القرارات عدة اشكال كما يلي:
/1القرارات التي تتخذها المنظمات الدولة فيما تضعهمن لوائحاوانظمة داخلية
للمنظمة،فاللوائح الداخلية تشد طريق العمل داخل المنظمة،وقيام المنظمة بوضع
الئحة داخلية يكون من االختصاصات المعترف بها للمنظمة وان لم تنص
المعاهدة المنشئة للمنظمة عل ذالك صراحة .فهذه القرارات تصدر من جانب
واحد
ولها وصف العمومية والتجريد2.
/2تسري قرارات بعض المنظمات الدولية علي جميع الدول االعضاء دون
الحاجة ال تصديقها بل يكفي عدم اعتراضها عليها .مثل القرارات التي تتعلق
بالمسئل الفنية للمالحة الجوية3.
/3القرارات التي يتخذها مجلس االمن طبقا لميثاق االمم المتحدة في المسائل التي
تتعلق بحماية السلم واالمن الدوليين،اال اذا نصت تلك القرارات بانه حالة خاصة
بالنزاع المعروض امامها وال تكمن سابقة دولية مثل ماحصل ذالك بالنسبة
للقرارات الصادرة ضد العراق التي نصت علي ان هذا حالة خاصة بالعراق
وال يعد سابقة 4
/4القرارات التي تتخذها المنظمات الدولية االقلمية والتي تصدر طبقا لميثاق
المنظمة والتي تتخذ باالجماع تعد تشريعا يلزم الدول االعضاء في المنظمة،
لكن هذا النوع من القرارات اليسري علي الدول االخري.
المطلب الثاني :القيمة القانونية للقرارت ومصيرها
الفرع االول :القيمة القانونية للقرارات الملزمة
تملك المنظمات الدولية سلطة اصدار قرارات ملزمة ،من اجل التعبير عن ارادتها
وترتب هذه القررات اثر قانونية بذاتها لكن مخالفتها يرتب مسؤولية قانونية
دولية
فان القرارات الملزمة التي تصدرها تلك المنظمات يجب من وجود سند قانوني
يبررها ،لذالك يري بعض الفقهاء ان القوة االلزامية لهذا النوع من القرارات
يرجع
الي ماتنص عليه المعاهدة المنشئة للمنظمة ،وذالك لوجد نص صريح في ميثاق
المنظمة ،تلزم فيها اعضائها علي عدم مخالفة القرارات الصادرة عنها ،مثال ذلك
احكام المادة ()2فقرة 2من ميثاق االمم المتحدة 1.
بينما يذهب البعض االخر الي ان مصدر اللزام هو القرار نفسه واي كان
مصدر
االلتزام ،فان قرار المنظمةالدولية يكون ملزم للدول االعضاء عند صدوره ،
فانهم يلتزمون بتنفيذ القرار في هذا االساس ،وليس علي اساس تنفيذ عمل اداري
من جانب كل دولة ولكن اغلب المنظمات الدولية ال تستطيع اصدار قرارات
ملزمة اال في نطاق محدد يتم ذكره وتحديده في ميثاق المنظمة ،وهنا ك بعض
المنظمات الدولية االقلمية التي لهاسلطات واسعة وملزمة نحو دول االعضاء
ولمواطني االعضاء مباشرة كا لهيئة االوربية للفحم والصلب 2.
اثار المعاهدات ،حيث اليلتزم الغير بها وبالتالي ال تسري التوصية في حق
الدول الغير
/3توصيات تتمتع بوصف الشرعية الدولية :يذهب انصار هذا الراي الي القول
بان التوصية تخلق مايمكن تسميته بالشرعة الدولية ان االقتضاء الذي تطلبه
التوصية من المخاطب بها يعد بمثابة تعبير ارادي عنراي القانو ن الدولي بصدد
المسالة التي صدرت التوصية بشانها )1(.موسي محمد مصباح ص86
ثانيا :امكانية ان تعد بض القرارات غير ملزمة مصدرا للقانون الدولي :
وعلي الرغم من ان الفقه الدولي يقرر ان التوصيات التي تصدر عن اجهزة االمم
المنظمات الدولية تفتقر الي عنصر االلزام ،ومن ثم ينتفي عنها وصف العمل
القانوني الدولي ،فانه يسلم في مجموعة ايضا بوجود بعض اال ستثناءات علي هذا
المبدا يمكن ان تؤدي بالتوصيات في حاالت معين الي القدرة علي انشاء قواعد
قانونية تلزم الدول االعضاء في المنظمة ،ويمكن ان تمتد الي غيرهم في بعض
االحيان ةنتطرق الي المبدا العا م و بعدها االستثنا ءات .
1ـــ المبدأ العام:
القاعدة العامة ان التوصيات التي تصدر عن اجهزة المنطمات الدولية ،ال تعد
في ذاتها منشئة لقواعد قا نونية ،وذالك الفتقادها الي القوة الملزمة ،وانتفاء وصف
العمل القانوني الدولي عنها ،وذالك منذ عهد عصبة االمم فلم تنظرالدول
االعضاء
الي التوصيات التي كانت تصدر عن الجمعية العامة او مجلس العصبة بوصفها
اعماال قانونية ملزمة .وذهب جانب الفقه الي تاكيد هذه الوجهة بان عهد عصبة
االمم لميخول اجهزة العصبةالتوصيات الالزمة في قدرتها علي انشاء التزامات
دولية )2(.صالح الدين عامر ص403
1ــموسي محمد مصباح حمد ـالمرجع السابق ــص86
2ـــصالح الدين عامر ــالمرجع السابق ــص403
وعندما تم انشاء هيئة االمم المتحدة وضعت المادة 10من الميثاق المبدا العام
بشان وظائف الجمعية العامة وسلطتهامقررة ان "للجمعية العامة ان تناقش اي
مسالة او امر يدخل في نطا ق هذا الميثاق او يتصل بسلطات فرع من الفروع
المنصوص عليها فيه او وظائفه ،كما ان لها فيما عدا ما نص عليه في المادة 12
ان توصي اعضاء الهيئة او مجلس االمن او كليهما بما تراه في تلك المسائل و
اال مور"( )1ميثاق االمم المتحدة الفصل الرابع
2ـــ االستثناءات عل المبدا العام:
وهناك من الحاالت مايكون فيها للتوصيات قوة الزامية ،وترقي الي مرتبة
العمل القانوني الدولي ويمكن ان تؤدي الين شاة قواعد قانونية دولية ومن
ابرزظ تلك الحاالت :
2ـ 1الحلة التي يتقرر فيها بموجب الميثاق المنشئ للمنظمة ترتيب اثارقا نونية
ملزمة علي التوصية:
ومن امثلة ذلك ان التوصيات التي تصدر عن مؤتمر منظمة العمل الدولية
يجب ان تقوم الدول االعضاء خالل سنة من تاريخ صدورها بعرضها علي
السلطات الوطنية المختصة من اجل اصدارها في شكل قا نوني ،ويجب علي تلك
الدول ان تقوم باخطار مكتب مدير العمل الدولي باالجراءات التي قامت باتخاذها
في هذا الصدد ،كما ياخذ دستو ر منظمة اليونيسكو بذات االسلوب )2(.صالح
الدين عامر ص403
2ـــ 2تسليم الدول بالقوة الملزمة لبعض التوصيات:
قد تتفق الدول بموجب اتفاقيةعلي االلتزام بتنفيذ التوصيات التي عن احد اجهزة
منظمة الدولية،وقدعرف هذا االسلوب الكثير من التطبيقات في ظل عصبة االمم
فقد ذهبت المحكمة الدائمة للعدل الدولي ا الن التوصية المجلس عصبة االمم
الموجهة بتا ريخ 10ديسمبر 1927الي كل منبولندا ولتوانيا،والتي تدعو
الدولتين
حل النزاع فيما بينهما عن طريق التفاوض ،اصبحت ملزمة لهما بعد قبولهما
بها
وال يتصف قرار مجلس االمن رقم 242سنة 1967الخاص بالنزاع في
الشرق
االوسط باال لزام ،اال ان قبول الدول المعنية به منحه القوة اال لزامية .
فاالراء االستشارية لمحكمة العدل الدولية الت تصدر بناء علي طلب المحكة
االدارية التابعة لالمم المتحدة او المحكمة اال دارية التا بعة لمنظمة العمل الدولية
هي عبا رة عن قرارات ملزمة لهما )1(.محمد يوسف علوان ص429
وقد يحدث ان تقبل الدول االعضاء او بعضها علي االقل علي تنفيذ بال توصية
بعد اقرارها ،كما حدث عندما اصدرت الجمعية العامة لالمم المتحدة بتوقيع
بعض الجزاءات ضد اسبا نيا في ظل حكومة الجنرال فرانكو ،حيث ساهمت
بعض الدول بتنفيذ تلك الجزاءات .
ومن جهة اخري فان االمر ال يتوقف في هذا المجال علي الدول االعضاء في
المنظمة ،بل انه يمكن يمتد الي غير االعضاء ومثال علي ذالك في هذا المجال
مبادرة البا نيا التي لم تكن عضوا في االمم المتحدة الي اعالن قبولها للتوصية
التي اصدرها مجلس االمن في سنة ، 1948والتي اوصي فيها طرفي النزاع
مضيق كورفو ( بريطانيا والبنيا) بعرض نزاعهما علي محكمة العدل الدولية(.
)2صالح الدين عامر ص405
3ــتصدر التوصية وهي محتوية علي اعالن با لمبادئ عامة لتطوير القا نون
الدولي:
وقد تصدر التوصية وهي محتوية علي اعالن با لمبا دئ عامة لتطوير القانو
الدولي رغم ان الخالف يثور حول امكانية ترتيب التزامات قا نونية خاصة
1ـــ التعديل:
وال يثير التعديال ت التوصيات اي مشكل"،وتعد هذه التوصيات مجردة قانونا من
عنص االلزام بمعني ال يمكن اعتبارها تصرفات قانونية بالمفهوم الدقيق للكلمة
غيرانها ليست مجردة من كل قيمة فهي وسيلة ادبية للضغط "( )1احمد بلقاسم
فهي التنشا حقوق والتزامات بذات التحديد والفورية الذي تنشئه القرارات الملزمة
ومنه اليثير تعديلها مشكالت قانونية متعلقة بالتعاقب التوصيات وتكون صورة
التعديل تكمن عادة في توصية الحقة يذكرفيها المنظمة بتوصية او توصيات
سابقة
ثم ياتي بعد ذالك ذكر الحكم المعدل الذي يمثل مضمون توصية الحقة ( )2سعيد
دقاق ص170
لكن االمر بالنسبة للقرارات الملزمةفان االمر يختلف ،مما يؤدي الي االجراءات
المتبعة في تعديلها تسير علي ذات المنهج الالزم الصدار ها ،مثال انه في اطار
الجماعات االو ربية ،وفي االحوال الت البد منها فيها الحصول علي الراي
الموافق للبرلمان االوربي لكي يقوم مجلس الوزراءفي اصدار القرار فانه
الحصول علي الراي الموافق للبرلمان االوربي ان اراد التعديل .
لذالك فان المادة 155من معاهدة روما تنص علي ضرو رة اخذ راي اللجنة
في بعض االمور قبل ان يقوم مجلس الوزراء با صدار قرارات بشانها او قبل
ان يجري تعديالت علي قرارات سبق اصدارها ( )2سعيد دقاق ص170
2ـــ االلغاء:
يعني االلغاء انهاء الوجود القانوني للقرار المعني بحيث يزول وتزول االثار
المترتبة عليه ،والغاء القرارات يلجا اليه في المنظمات الدولية ذات الطابع الفني
اكثرمن تلك الى تتميز بالطابع السياسي ولعل ذالك دافع الى القرارات التي تعدو
فيتلك االخيرة التتمتع غالبا بالقوة الملزمة وانما تتمثل عادة من التوصيات وهذا
ما اليطرح ضرورة عملية الغاء القرار.سعيد دقاق 1ص171
وقديستتبع الغاء القرار احال قرار اخر محله بحيث يعد ناسخا له او قد يكتفي
بااللغاء فقط .واليحول دون الغاء القرارات الصادرة من المنظمة بوجود حقوق
قد ترتبت لصالح المخاطبين با حكامهم ،ب انه يجوز كما ذهبت الي ذالك محكمة
العدل الخاصة بالجماعات االو ربية ان يسري االلغاء باثر رجعي وعندئذ ال
يكون لمن تضرر من الغاء القرارسوي حق التعويض وفي هذا تقول المحكمة
"ان من حق السلطة العليا الغاء القرار الصادر منها حتي ولو تم ذالك باثر رجعي
طالما كان ذالك ما يقتضيه تحقيق االمن القانون ،علي ان تصرفات السلطة العليا
في هذا الصدد وتظل خاضعة للرقابة القضائية لمحكمة العدل االوربية"( )2سعيد
دقاق ص171