Professional Documents
Culture Documents
بحث عن الذكاء المتعدد وأنواع الذكاء
بحث عن الذكاء المتعدد وأنواع الذكاء
ماهوالذكاء؟
يعرف علماء النفس وعلماء التربية "الذكاء" ،بأنه القدرة على مواجهة
الصعاب ,ومهارة التكيف مع الظروف الطارئة ،ومن ثم حل المشاكل التي
تعترض طريق الفرد .أي أن ذكاء االنسان الحقيقي – حسب هذا التعريف -
يوضع على المحك في زمن األزمات ،أكثر منه في زمن الدعة والراحة.
ونحن نقبل اليوم الرأي القائل أن الديناصورات لم تكن مخلوقات ذكية بما
فيه الكفاية ,لتواجه التغييرات المناخية التي حدثت على سطح األرض ,بدليل
أنها لم تستطع التكيف مع هذه التغييرات والبقاء على قيد الحياة.
وعلى أية حال ،فان هذا التعريف حديث نسبيا ,بينما يرتبط المفهوم التقليدي
للذكاء ،بأنه القدرة على التفكير ,واالستنتاج المنطقي ,والتوهج العقلي،
واأللمعية ،والقدرة على خزن المعلومات ،والتوصل Fاليها ،حتى أن كلمة
"انتيليجينسي" (أي ذكاء) تعني في الواليات المتحدة األمريكية ،جهاز أو
وكالة االستخبارات العسكرية والسياسية األمريكية ,وهو الجهاز الذي يجمع
المعلومات ،ويخزنها ألجل استعمال لها وشيك.
محاورالذكاء الثالثة
مما تقدم نفهم أن الناس تعودوا أن يربطوا الذكاء ،بالنشاط العقلي .وقد
راجت في الغرب فكرة قياس الذكاء على أساس قياس قوة هذا النشاط.
ولذلك كان ال "آي .كيو" عندهم ،هو نسبة ذكاء الفرد الى متوسط الذكاء
في المجتمع .أما بالنسبة لالطفال فيأخذون بالحسبان العمر الزمني للطفل,
مقارنة بعمره العقلي .وقد أرست مدرسة "ستافورد – بينيه" قواعد نظام
يعتبر أن معدل ذكاء الفرد في المجتمع هو ،100وان كل من يملك ذكاء
فوق ال 100يعتبر ذكيا .وآلية قياس الذكاء ,هي امتحانات عادية بورقة
وقلم ،تقيس القدرة العقلية للفرد ،اعتمادا على ثالثة محاور أساسية هي
القدرة على الحساب ,المنطق ,والبراعة اللفظية.
وهوالقدرة على التعبير اللغوي واستعمال الكلمات .قدرة يملكها أفراد أكثر
المفوهون ،ورؤساء القوم ،يملكون هذا النوع منّ من غيرهم .والخطباء
الذكاء ويطورونه بالمران .وربما استغلوه في الوصول الى عقول الناس.
وفي مسرحية "يوليوس قيصر" لشكسبير ,يظهر لنا بوضوح كيف يكسب
"بروتوس" الرأي العام Fلجانبه معتمدا على قوة خطابه .واألمثلة في التاريخ
العربي كثيرة .فالحجاج بن يوسف ,وهو معلم أوالد سابق ,لم يكن يمتاز
بحنكته العسكرية ,اكثر مما يمتاز بقوة بالغته وتعبيره .وخطبته في أهل
العراق معروفة.
وفي اآلونة االخيرة اكتشفت العالقة الوثيقة بين اللغة والعقل .ذلك أنه لو
أصاب منطقة في المخ تدعى منطقة "بروكا" أي ضرر مادي ,فان هذا
سيؤثر على قدرة الشخص على الكالم .وعلى الرغم من أن المصاب يظل
يفهم معنى الكلمات التي يستعملها ,اال أنه يصبح عاجزا عن التركيب
القواعدي للجملة.
يطورون لغتهم الخاصة بهم, وقد الحظ جاردنر أن االطفال الصغار والصمّ ,
عندما ال يملكون خيارا آخر للغة عامة يستعملونها .ان القدرة على فهم
اللغة وبنائها قد تختلف من شخص الى آخر ,ولكن اللغة كسمة معرفية هي
ظاهرة عالمية.
وهو القدرة على تصور األشكال وصور االشياء في الفراغ (الفضاء) ,أي
المكان ذي الثالثة أبعاد .ونحن نستعين بهذه المهارة كلما رغبنا في صنع
تمثال أو استكشاف نجم في الفضاء .وترتبط هذه القدرة بما يسمى ادراك
التواجد في المكان .وبعض الناس تختلط عليهم االمكنة (عند السفر مثال),
وال يعرفون المكان الذي يتواجدون فيه .ويستطيع آخرون العودة الى المكان
الذي كانوا فيه قبل سنوات ,بينما ال يستطيع غيرهم أن يحدد الجهات حتى
في مكان سكناه.
وقد دلت الكشوف المخبرية األخيرة ارتباط هذا النوع من الذكاء بمنطقة تقع
في النصف األيمن من المخ .بحيث لو تضررت هذه المنطقة لسبب ما ,لفقد
االنسان القدرة على تمييز األمكنة حتى المعروفة لديه سابقا ,أو التعرف الى
أقرب األشخاص اليه.
ومن المهم أن نميز بين الذكاء الفراغي وبين ملكة الرؤية بالعين .وعادة ما
يخلط الناس بين االثنين ،ما داموا يعتمدون في تمييزهم لألجسام وادراكها
على حاسة النظر .فاألعمى يستطيع أن يدرك األشياء بأن يتحسسها وبدون
أن يراها .وهو ما يؤكد استقالل الذكاء الفراغي عن حاسة البصر ,وتشكيله
جزءا من الذكاء البشري عموما.
وهو أن يعي االنسان نفسه والعالم الذي يعيش فيه ،ويدرك العالقات التي
تربط االمور والظواهر المحيطة به ،مهما بدت بعيدة أو منفصلة الواحدة
عن االخرى .ووعي المرء لنفسه يعني ان يتعمق في نوعية مشاعره,
وماهية وجوده .وهو وعي يقود عاجال أو آجال ,الى االعتزاز بالنفس
وتقديرها ,والى قوة الشخصية الذي يميز االنبياء والمفكرين والمصلحين
االجتماعيين.
أما ضعف هذا النوع من الذكاء ,فيؤدي الى ضعف وعي الشخص بذاته،
والى انقطاعه عن المحيط الذي يعيش به ,كما يحدث لألطفال الفاقدي الصلة
بما حولهم .""autistics
وكثيرا ما ال يبرز هذا النوع من الذكاء في األشخاص الذين يملكونه من
الخارج ،اال اذا عبر عنه في صيغ مناسبة وملموسة ،كالكتابة مثال والرسم،
فنرى تفجر الشخصية التي بدت لنا على السطح شخصية راكدة أوال .أو
حين يعبر عنها بصيغ غير ملموسة كالفرح والغضب.
أهمية تنوع الذكاء
والقول بتنوع الذكاء فائق القيمة .وهو أن يجعل الناس ,وخصوصا المربين
واالهل وعلماء النفس ,مقدرين ألنواع من المواهب والقدرات لم تكن
مصنفة كنوع من الذكاء .فالعب كرة القدم المتفوق هو شخص ذكي ,حتى
لو لم يكن متفوقا في الحساب ,أو لم يكن يستطيع القاء كلمة امام جمهور.
وهذه األنواع من الذكاء ،ال يستطيع امتحان الذكاء على الطريقة الغربية
يقدرون
ّ قياسها .واألهم من ذلك أن الناس ال يعيرونه اهتماما .وحتى عندما
أصحابه ،اال أنهم نادرا ما يصنفونهم على أنهم أذكياء ،بل كشواذ أو طفرات
اجتماعية.
ويفصل هوارد بين أنواع الذكاء هذه بحجة معقولة ،كما رأينا ,فامتالك
شخص لواحدة منها ،يكون مستقال عن امتالكه األخرى .والمعلمون في
المدارس يالحظون تفوق بعض طالبهم في مضمار ,وعدم تفوقهم في
مضمار آخر .مثال يتفوق طالب في الحساب ,وال يتفوق في اللغات بنفس
المقدار.
وثمة مالحظة أخرى ليست أقل أهمية ،وهي أن الفرد قد يوهب أكثر من
ملكة ذكاء واحدة ,فيكون رياضيا مثال وموسيقيا في نفس الوقت .وهي فكرة
حاولت الثقافة الغربية سابقا قمعها ,باعالئها شأن التخصص ,وتحديد الفرد
بوظيفة واحدة يقوم بها ال يتعداها الىغيرها ,بزعم أن من كان موسيقيا مثال
ال يمكن ان يكون قائدا بارعا ,على سبيل المثال .ولكن التاريخ البشري
مليء باألمثلة المناقضة ،ألناس متعددي المواهب ,بفعل امتالكهم ألكثر من
نوع واحد من الذكاء – الموسوعيين على سبيل المثال .وعندما يكون الفرد
حرا في اختيار الوظيفة التي بقوم بأدائها ,نراه بستطيع أن يؤدي أكثر من
وظيفة واحدة ,وان يتقن أكثر من عمل واحد.
المراجع:
-Haward Garner - 1كتاب " "Frames Of Mindجامعة هارفارد 1987
-2الموقع http://egycastle.blogspot.com