You are on page 1of 32

‫محاضرة حول‬

‫شروط الدعوى في قانون المسطرة المدنية‬


‫(السداسي السادس )‬

‫إعداداألستاذ‪ :‬عبد اللطيف بغيل‬


‫تقديم‬

‫‪ ‬الرشوط اليت ينبغي مراعاهتا يف ادلعوى كثرية ومتعددة‪:‬‬


‫‪ -‬مفهنا ما يعتلق ابحلق موضوع ادلعوى‪ ( ،‬الرشوط املوضوعية)‬
‫‪ -‬ومهنا ما يتعلق بأشخاص ادلعوى أو أطرافها حتديدا‪(،‬رشوط صالحية القيام‬
‫ابلإجراءات القضائية)‬
‫‪ -‬ومهنا ما يتعلق بصحيفة ادلعوى‪( ،‬الرشوط الشلكية)‬
‫‪ -‬ومبا أن الرشوط املتعلقة مبوضوع ادلعوى يه مما يرتبط برشوط احلق معوما حسب‬
‫حتديدات قانون الالزتامات والعقود‪ ،‬وأن الرشوط املرتبطة بصحيفة ادلعوى‪ ،‬ويه‬
‫رشوط شلكية سنتحدث عهنا عند التطرق ملوضوع الطلبات الصلية‪ ،‬ف إاننا س نقترص‬
‫هنا عىل الرشوط املتعلقة بأطراف ادلعوى من خالل ما ييل‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫الإطار القانوين لرشوط ادلعوى‪.‬‬ ‫تقدمي عام ‪:‬‬

‫أهلية التقايض ‪ ،‬أو أهلية اخملامصة دلى القضاء‬ ‫املطلب الول‬

‫مصلحة صاحب ادلعوى‬ ‫املطلب الثاين‬

‫صفة صاحب ادلعوى‬ ‫املطلب الثالث‬

‫الإذن ابلتقايض إان اكن رضوراي‬ ‫املطلب الرابع‬

‫يف أاثر الإخالل برشوط ادلعوى‬ ‫خامتة‬


‫‪4‬‬

‫تقدمي عام‬
‫الإطار لقانوين لرشوط ادلعوى‬

‫ادلعوى املدنية كوس يةل قانونية للمطالبة ابحلق أو املطالبة حباميته‪ ،‬ينظم رشوطها قانون‬ ‫متهيد‬
‫املسطرة املدنية وقوانني أخرى خاصة‪:‬‬

‫أ‪ -‬مفن خالل قانون املسطرة املدنية‪:‬‬


‫جند أن الفصل السايس اذلي حيدد رصاحة هذه الرشوط هو الفصل الول اذلي ينص عىل أنه‪:‬‬
‫" ل يصح التقايض اإل ممن هل الصفة ‪ ،‬والهلية ‪ ،‬واملصلحة لإثبات حقوقه ‪”.‬‬
‫" يثري القايض تلقائيا انعدام الصفة والهلية أو املصلحة ‪ ،‬أو الإذن ابلتقايض اإن اكن رضوراي ‪،‬‬
‫وينذر الطرف بتصحيح املسطرة داخل أجل حيدده ‪".‬‬
‫‪5‬‬

‫” اإذا مت حتيح املسطرة اعتربت ادلعوى كهنا أقميت بصفة حصيحة وإال رصح القايض بعدم قبول‬
‫ادلعوى‪“.‬‬
‫وإاضافة اإىل هذا الفصل الول السايس يف رشوط ادلعوى‪ ،‬جند رشوطا وفصول أخرى متعددة‬
‫من قانون املسطرة املدنية تنظم بعض الوضاع اخلاصة بلك رشط من رشوط ادلعوى جنملها يف‬
‫اليت‪:‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 115‬من ق م م اذلي ينص عىل أنه‪:‬‬
‫‪-‬يس تدعي القايض مبجرد علمه بوفاة أحد الطراف أو بتغيري وضعيته ابلنس بة اإىل الهلية سواء‬
‫شفواي أو ابإشعار يوجه وفق الرشوط املنصوص علهيا يف الفصول ‪ 39 ،38 ،37‬من هلم الصفة يف‬
‫مواصةل ادلعوى للقيام بذكل اإذا مل تكن ادلعوى جاهزة للحمك‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪ 116‬من ق م م‬
‫‪ ‬اإذا مل يقم اذلين أشعروا مبواصةل ادلعوى بذكل يف الجل احملدد يرصف النظر ويبت يف القضية‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل‪118‬من ق م م‬
‫لكام اكنت الطلبات تس هتدف الترصحي مبديونية ادلوةل أو اإدارة معومية أو مكتب أو مؤسسة معومية‬
‫لدلوةل يف قضية ل عالقة لها ابلرضائب والمالك اخملزنية وجب اإدخال العون القضايئ يف ادلعوى وإال‬
‫اكنت غري مقبوةل‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬وأما من غري قانون املسطرة املدنية‪:‬‬
‫‪ -‬فنجد أساسا املادة ‪ 271‬من مدونة الرسة اليت نتص عىل أنه‪:‬‬
‫” ل يقوم الوي أو املقدم ابلترصفات التية‪ ،‬اإل بعد احلصول عىل الإذن من القايض امللكف بشون‬
‫القارصين‬
‫‪.........)2 ...........)1‬‬
‫‪ )3‬تنازل عن حق أو دعوى أو اإجراء الصلح أو قبول التحكمي بشأهنام‪“.‬‬

‫‪ ‬وهذه املادة تقابل الفصل ‪ 158‬من مدونة الحوال الشخصية امللغاة اذلي ينص برصاحة عىل هذا‬
‫املقتىض ابلقول‪:‬‬
‫” ل جيوز للويص ول املقدم أن يبارش الترصفات التية اإل ابإذن من القايض‪.....‬‬
‫رفع ادلعاوى اإل ما يكون يف تأخريه رضر عىل القارص أو ضياع حق هل‪“.‬‬
‫‪8‬‬

‫أهلية التقايض ‪ ،‬أو أهلية اخملامصة دلى القضاء‬ ‫املطلب الول‬

‫مفهوم الهلية يف التقايض وحتديدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أ‪ -‬مفهوم الهلية‪:‬‬


‫‪ -‬الهلية يف النظر القانوين يه‪ :‬صالحية الشخص لكسب احلقوق‪ ،‬والتحمل ابللزتامات ومبارشة‬
‫الترصفات القانونية اليت يكون من شأهنا أن ترتب هل هذا المر أو ذاك‪.‬‬
‫‪ -‬والهلية يف الاصطالح املسطري يه‪ " :‬صالحية الشخص لن يرفع ادلعوى‪ ،‬وأن ترفع ضده‪.‬‬
‫ب‪ -‬حتديد أهلية التقايض‪:‬‬
‫‪ -‬فالهلية هبذا التحديد تعترب أول رشط جيب أن يتوفر يف املدعي‪ ،‬واملدعى عليه عىل حد سواء‪،‬‬
‫وتكون هذه الهلية ابلنس بة للفراد الطبيعيني ببلوغ ‪ 18‬س نة مشس ية اكمةل – حسب املادة ‪ 209‬من‬
‫قانون الرسة اجلديد – مع عدم التعرض لي عارض من عوارض الهلية‪.‬‬
‫‪ -‬أما ابلنس بة للجامعة أو املؤسسات ذات الشخصية املعنوية فال تس تطيع التقايض اإذا مل تكن ممتتعة‬
‫ابلشخصية املعنوية‪ ،‬أي مكونة بطريقة رشعية مع وجود خشص ذايت يترصف ابمسها‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫أنواع الهلية‬ ‫‪2‬‬

‫ول شك أن أهلية الشخص الطبيعي وفق الترشيع املغريب ختضع لقانون أحواهل الشخصية حسب‬
‫الفصل ‪ 3‬من قانون الالزتامات والعقود‪.‬‬
‫وابلرجوع اإىل قانون الرسة املغريب جند أن الهلية قسامن‪ :‬أهلية وجوب‪ ،‬وأهلية أداء‪.‬‬
‫أ – أهلية الوجوب‪ :‬يه صالحية الشخص لكتساب احلقوق‪ ،‬وحتمل الواجبات اليت حيددها‬
‫القانون‪ ،‬ويه مالزمة هل طول حياته‪ ،‬ول ميكن حرمانه مهنا‪ .‬بل تثبت هل حىت قبل ولدته مبجرد‬
‫اس تقراره يف بطن أمه ‪ ،‬وهكذا تصح الوصية للجنني ‪ ،‬وتوقف تركة الهاكل اإذا ترك زوجته حامال ‪،‬‬
‫حىت تدل فتقسم الرتكة حسب املولود ‪ -‬ذكرا أو أنىث‪ ،‬مولودا واحدا أو اثنني ‪ -‬وتس متر معه هذه‬
‫الهلية اإىل حني بلوغه سن الرشد عاقال رش يدا‪ .‬وتعرف أيضا بأهلية الاغتناء‪ ،‬ويه صالحية املرء‬
‫لكتساب احلقوق واملنافع‬
‫‪ ‬ب – وأهلية الداء‪ :‬ويه صالحية الشخص ملامرسة حقوقه الشخصية واملالية‪ ،‬ونفاذ ترصفاته‪،‬‬
‫وحيدد القانون رشوط اكتساهبا وأس باب نقصاهنا أو انعداهما‪.‬‬
‫‪ ‬فوفق هذا املعىن فاإن من توفرت فيه أهلية الوجوب‪ ،‬ومل تتوفر فيه أهلية الداء لسبب من‬
‫الس باب‪ ،‬ككونه قارصا‪ ،‬أو كونه سفهيا‪ ،‬أو جمنوان‪ ،‬أو غري ذكل‪ ،‬فاإنه ل يس تطيع أن يبارش‬
‫ادلعوى ابمسه‪ ،‬بل جيب أن ينوب عنه يف مبارشة اخلصومة من أقامه القانون أو القضاء لهذا‬
‫الغرض‪ ،‬مثل الويل‪ ،‬والويص واملقدم‪ ،‬وأن تتوافر عند هذا النائب الهلية اليت جتزي الالتجاء‬
‫للقضاء‪.‬‬
‫وإاذا اكن فاقدو الهلية كام حددهتم املادة‪ 217 :‬من مدونة الرسة‪ ،‬ومه الصغري غري املمزي‪ ،‬واجملنون‪،‬‬
‫وفاقد العقل‪ ،‬ل ميكن أن تسمع دعاوامه مبارشة أمام القضاء‪ ،‬وكذكل انقصو الهلية املنصوص علهيم‬
‫يف املادة‪ 213 :‬من مدونة الرسة‪ ،‬ومه‪ :‬الصغري اذلي بلغ سن المتزي ومل يبلغ سن الرشد‪ ،‬والسفيه‪،‬‬
‫واملعتوه‪ ،‬فاإننا ل نستبعد أن تقبل دعوى املمزي املأذون‪ ،‬وهو اذلي جتاوزت س نه الثانية عرشة ومل‬
‫يبلغ سن الرشد‪ ،‬احملدد بامثنية عرش س نه‪.‬‬
‫‪ ‬فهذا الصغري املمزي املأذون يمتتع قانوان باكمل الهلية فامي أذن لـه ويف التقايض فيه‪ ،‬وهذا ما نصت عليه‬
‫الفقرة الخرية من املادة‪ 226 :‬من مدونة الرسة بقولها‪ " :‬يعترب احملجور اكمل الهلية فامي أذن هل‪ ،‬ويف‬
‫التقايض فيه‪ ".‬كام أن املادة‪ 225 :‬من تكل املدونة قد قسمت الترصفات الصادرة عن انقص الهلية اإىل‬
‫ثالثة أقسام‪ :‬ترصفات انفعة نفعا حمضا‪ ،‬وترصفات ضارة رضرا حمضا‪ ،‬وترصفات تدور بني النفع والرضر‪.‬‬
‫وقد أجازت املدونة النوع الول من هذه الترصفات ابإطالق‪ ،‬ومنعت الثاين ابإطالق كذكل‪ ،‬وقيدت‬
‫نفاذ النوع الثالث ابإجازة وإاذن النائب الرشعي للقارص حسب املصلحة الراحجة للمحجور‪ ،‬ويف احلدود‬
‫اخملوةل لختصاصات لك انئب رشعي‪.‬‬
‫‪ ‬وجتب الإشارة هنا اإىل أن احملجور عليه‪ ،‬أو القارص اإذا ترصف عىل حنو يرض ابلغري فاإن ترصفه يكون‬
‫ابطال‪ ،‬خبالف الترصفات غري الضارة‪ ،‬وهذا ما أكده اجمللس العىل يف أحد قراراته حيث نص عىل‬
‫أن‪ " :‬الترصفات اليت جيرهيا احلجور عليه والضارة ابلغري يه اليت تكون ابطةل‪ ،‬أما الترصفات اليت مل‬
‫يترضر مهنا الغري فتبقى حصيحة وتنتج أثرها بني الطرفني‪"...‬‬
‫‪ ‬وهكذا فاإن للقارص ويف اإطار الترصفات النافعة هل نفعا حمضا أن يقمي دعوى ضد وليه ابلنفقة‪ ،‬لهنا من‬
‫ابب جلب املنفعة اليت هل احلق – طبقا للامدة السابقة – يف اكتساهبا بدون مساعدة الب أو الويص أو‬
‫املقدم‪.‬‬
‫‪ ‬وقد س بق للمجلس العىل أن قىض هبذا حيث جاء يف أحد قراراته أنه‪ " :‬للقارص أهلية اإقامة ادلعوى‬
‫ضد وليه ابلنفقة‪ ،‬لهنا من ابب جلب املنفعة اليت هل اكتساهبا بدون مساعدة الب أو الويص أو املقدم‪.‬‬
‫‪ ‬ومن الشخاص اذلين حيق هلم اإقامة ادلعوى اإضافة اإىل ما تقدم‪:‬‬
‫‪ - ‬احملجور عليه لسفه أو غريه‪ ،‬فامي يرجع اإىل دعوى رفع احلجر دون سواها‪،‬‬
‫‪ ‬القارص اذلي أذن هل يف الزواج‪ ،‬فاإنه يتحمل مسؤوليته خبصوص أاثر الزواج مبا فهيا أن يرفع ادلعوى أو‬
‫أن ترفع عليه‪ ،‬مثل دعوى النفقة‪ ،‬أو الطالق أو غريهام من أنواع ادلعاوى اليت تنشأ عن العالقة الرابطة‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫‪ ‬القارص الجري يف احلالت اليت يسمح فهيا القانون بتشغيهل‪ ،‬ميكن هل رفع ادلعوى أمام القضاء فامي ينشأ‬
‫عن عالقة الشغل هذه من نزاعات‪ ،‬لنه يعترب اكمل الهلية خبصوص هذه العالقة‪.‬‬
‫أمهية دعاوى القارصين وانقيص الهلية يف قانون املسطرة املدنية‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ‬وقد خص قانون املسطرة املدنية دعاوى القارصين بأمهية خاصة‪ ،‬كام أن القضاء املغريب تعرض لكثري من‬
‫الإشاكليات اليت تطرهحا هذه ادلعاوى حماول توفري قدر من امحلاية القانونية هلم‪.‬‬
‫‪ ‬ويف هذا الس ياق نص الفصل‪ 9 :‬من ق م م عىل أنه‪ " :‬جيب أن تبلغ اإىل عمل النيابة العامة القضااي‬
‫املتعلقة بفاقدي الهلية‪ ،‬وبصفة عامة مجيع القضااي اليت يكون فهيا ممثل قانوين‪ ،‬انئبا أو مؤازرا لحد‬
‫الطراف"‪ .‬كام نصت الفقرة الخرية من هذا الفصل أيضا عىل أنه‪" :‬يشار يف احلمك اإىل اإيداع مس تنتجات‬
‫النيابة العامة أو تالوهتا ابجللسة‪ ،‬وإال اكن احلمك ابطال‪ ".‬وقد نص اجمللس العىل يف أحد قراراته عىل أنه‪:‬‬
‫" ما دام أنه يوجد من بني أطراف ادلعوى قارص هو الطفل ‪ ....‬تنوب عنه وادلته ‪ ....‬فاإن ذكل اكن‬
‫يقتيض تطبيق الفقرة الخرية من الفصل ‪ 9‬من ق م م‪ ،‬وملا اكن من الثابت أن القرار املطعون فيه مل يرش‬
‫اإىل كون النيابة العامة أدلت مبس تنتجاهتا أو أن املس تنتجات تليت ابجللسة اليشء اذلي جيعهل ابطال‬
‫وابلتايل معرضا للنقض‪".‬‬
‫‪ ‬ومجمل القول فاإن موضوع الهلية يعترب ركنا أساس يا لنفاذ الترصفات القانونية‪ ،‬ومهنا مبارشة ادلعوى‬
‫أمام القضاء‪ ،‬وجيب أن تتوافر هذه الهلية عند طريف اخلصومة عىل السواء‪ .‬وإال اكنت ادلعوى غري‬
‫مقبوةل‪ ،‬وجاز احلمك بعدم قبولها يف أية حاةل اكنت علهيا‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن هذا احلمك ل حيول دون رفعها وقبولها اإذا ابرشها ذو الهلية‪ ،‬لكنه اإذا اكنت الهلية رشطا لصحة‬
‫ادلعوى‪ ،‬فاإن وجوب اإاثرهتا تلقائيا من طرف احملمكة رهني بأن يكون ابمللف ما ميكن احملمكة من أن‬
‫تقف بنفسها عىل ما يفيد انعدام أو نقصان الهلية‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫مصلحة صاحب ادلعوى‬ ‫املطلب الثايث‬

‫مفهوم املصلحة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬متهيد‪:‬‬
‫املصلحة رشط أسايس لقبول ادلعوى‪ ،‬ولختاذ أي اإجراء يتعلق هبا‪ ،‬أو يرتتب علهيا‪ ،‬سواء أاكن‬
‫املقصود به اإثبات ادلعوى أو الطعن يف القرار‪ ،‬أو احلمك الصادر فهيا‪ ،‬أو مبارشة التنفيذ‪ ،‬أو‬
‫اجلامعية شلك ادلعوى أو موضوعها‪ ،‬فال‬
‫دفع يتناول‬
‫اسةبأوياحلياة‬
‫التقدم‬
‫ظروفو ادلر‬
‫تدينراءاته أ‬
‫الاعرتاض عىل أي ا مإجوراءاهجةمن اإج‬
‫يقبل من خشص اإاثرة نزاع يشغل به وقت القضاة‪ ،‬ويستنفد هجدمه‪ ،‬بغري أن تكون هل مصلحة من‬
‫طري ادلعوى‪ ،‬وأنه اإذا انتفت‬‫املصلحة والتأ‬
‫مقياس‬ ‫اجلودة أنيف التكوين‬
‫مقاييسرايئ‪" :‬‬
‫لغيابنون الإج‬ ‫عندحلول‬
‫فقهاء القا‬ ‫ورائه‪ ،‬وذلكل اش هتراإجياد‬
‫املصلحة انتفى حق ادلعوى"‪.‬‬
‫مفهوم المصلحة ‪:‬‬ ‫أول‬

‫‪ ‬يقصد ابملصلحة الفائدة العملية اليت تعود عىل رافع ادلعوى من احلمك هل بطلبه‪ ،‬حفيث ل تعود من‬
‫رفع ادلعوى فائدة عىل رافعها فال تقبل دعواه‪.‬‬
‫‪ ‬ومبىن هذه القاعدة تزنيه ساحات القضاء عن الانشغال بدعاوى ل فائدة معلية مهنا‪ ،‬مفثل هذه‬
‫ادلعاوى غري منتجة أو كيدية‪ ،‬وما أنشئت احملامك ملثل هذه ادلعاوى‪.‬‬
‫‪ ‬أو يه املنفعة اليت تعود عىل املدعي من اختصام املدعى عليه‪.‬‬
‫‪ ‬فاملصلحة املقصودة يه احلاجة اإىل حامية القانون‪ ،‬فاإذا اعتدي عىل حق خشص ما‪ ،‬أو اكن حقه‬
‫همددا ابلعتداء عليه ( هتديدا جداي ) حتققت مصلحته يف قبول ادلعوى‪.‬‬
‫‪ ‬وقد نص قانون املسطرة املدنية رصاحة عىل رضورة توافر رشط املصلحة يف التقايض‪ ،‬وذكل يف‬
‫الفصل الول حيث نص عىل أنه‪ " :‬ل يصح التقايض اإل ممن لـه الصفة‪ ،‬والهلية‪ ،‬واملصلحة لإثبات‬
‫حقوقه‪".‬‬
‫ل جيوز اخللط بني املصلحة يف ادلعوى واحلق اذلي حتميه‪:‬‬ ‫اثنيا‪:‬‬

‫‪ ‬انطالقا مما س بق بيانه يف التعريف يتقرر أنه ل جيوز اخللط بني املصلحة مبقوماهتا وحدودها واحلق‬
‫اذلي تقام ادلعوى محلايته‪ ،‬وإال اكن يف ذكل خلط بني موضوع ادلعوى ورشط قبولها‪ ،‬اإذ املصلحة‬
‫تتناول وجود احلق يف مبارشة ادلعوى أو عدم وجوده برصف النظر عن وجود احلق اذلي تقام‬
‫ادلعوى لتقريره أو حاميته‪.‬‬
‫‪ ‬فرشط املصلحة ل يعين وجوب ثبوت احلق املدعى به كرشط لقبول ادلعوى‪ ،‬لن هذا لن يظهر أو‬
‫يتأكد اإل بصدور حمك احملمكة‪.‬‬
‫رشوط املصلحة‪:‬‬ ‫اثلثا‬

‫‪ – 1 ‬أن تكون املصلحة قانونية‪:‬‬


‫‪ ‬مبعىن أن تستند املصلحة اإىل حق ومركز قانوين‪ ،‬حبيث يكون الغرض من ادلعوى حامية هذا احلق‬
‫أو املركز القانوين‪ ،‬وذكل بتقريره اإذا نوزع فيه‪ ،‬أو دفع العدوان عنه‪ ،‬أو تعويض ما حلق به من‬
‫رضر بسبب ذكل‪.‬‬
‫‪ ‬وليك تكون املصلحة قانونية جيب أن تكون مضبوطة بأمرين‪:‬‬
‫أ‪ -‬أل تكون املصلحة غري مرشوعة‪:‬‬
‫‪ ‬فليك تكون املصلحة قانونية جيب أن تكون مرشوعة‪ ،‬ويتعني عىل القايض أن يتأكد من مرشوعية‬
‫الادعاء دون أن يتعرض لفحص الوقائع اليت يبين علهيا املدعي طلبه‪ .‬ففي مثال اخلليةل اليت تطلب‬
‫تعويضا عن وفاة خليلها‪ ،‬فاإن القايض يتأكد فقط من وجود قاعدة قانونية حتمي حق أو مركز اخلليةل‪،‬‬
‫فاإذا تبني أن القانون ل حيمي من الناحية اجملردة حق اخلليةل يف التعويض فاإنه حيمك بعدم قبول هذا‬
‫الطلب دون أن يتحقق من الوقائع ما اإذا اكنت تس تحق التعويض من عدمه‪ .‬أي دون حبث يف‬
‫الوقائع عام لو اكن طلهبا يستند اإىل حق‪.‬‬
‫‪ ‬وعىل ذكل فالقايض عند ما يفصل يف قبول ادلعوى اإمنا حيل مسأةل قانونية حبتة‪ ،‬ويه البحث عن وجود‬
‫قاعدة قانونية متنح حامية ملثل هذا احلق املدعى‪ ،‬ويتأكد من أن الادعاء هو ادعاء حبق يس تحق حامية‬
‫القانون ‪ ،‬أو أن املصلحة اليت يطالب حباميهتا من املصاحل اليت حيمهيا القانون‬

‫ب‪ -‬أل تكون املصلحة اقتصادية‪:‬‬


‫اإذا اكن القانون حيمى املصلحة القانونية لصاحب ادلعوى‪ ،‬فاإنه يف مقابل ذكل ل حيمي مصلحته الاقتصادية‬
‫اليت هيدف اإىل حتقيقها من وراء اإقامة ادلعوى‪.‬‬
‫وذلكل فال تقبل ادلعوى اليت يرفعها أحد املنافسني لرشكة ما‪ ،‬يطلب بطالهنا لعيب يف تكويهنا‪ ،‬لن‬
‫مصلحته ابلرمغ من وجودها ‪ -‬ممتثةل يف احلمك ببطالن الرشكة خيلصه من منافس هتا ‪ -‬اإل أن هذه املصلحة‬
‫ل تستند اإىل أساس قانوين‪ ،‬وإان استندت اإىل مصلحة اقتصادية لرافعها‪ .‬وابملقابل فاإن من ارتبط مع‬
‫الرشكة ابلزتام ما‪ ،‬مفصلحته ظاهرة وقانونية يف طلب احلمك ببطالهنا ليتخلص من الزتاماته قبلها‪.‬‬
‫‪ – 2 ‬أن تكون املصلحة قامئة وحاةل‪:‬‬
‫‪ ‬تقرير القاعدة‪:‬‬
‫‪ ‬يشرتط لقبول ادلعوى أن تكون املصلحة فهيا قامئة وحاةل‪ .‬ويقصد بذكل أن يكون حق رفع ادلعوى قد‬
‫اعتدي عليه‪ ،‬أو أثري شك حول مركزه القانوين يربر الالتجاء اإىل القضاء‪ ،‬كن ميتنع املدين عن الوفاء‬
‫ابلزتامه لدلائن ابلرمغ من حلول ادلين‪ ،‬فيحرم ادلائن من الانتفاع مبزااي حقه‪ ،‬وذلكل تقبل دعوى ادلائن‬
‫للمطالبة بدين حل أجهل‪ ،‬أما قبل حلول أجل الالزتام فال تقبل ادلعوى‪ ،‬لن املصلحة فهيا ليست قامئة‬
‫ولو اكن ادلائن يتوقع امتناع املدين عن الوفاء ابلزتامه عند حلول أجهل‬
‫‪ ‬الاس تثناء‪:‬‬
‫‪ ‬جرى الفقه والقضاء عىل القول بقبول بعض ادلعاوى ‪ -‬اس تثناء من القاعدة العامة – ل تكون فهيا‬
‫املصلحة قامئة وإامنا حممتةل فقط‪ ،‬مبعىن أن الرضر فهيا مل يقع والاعتداء عىل حق رافع ادلعوى مل حيصل‬
‫بعد ‪ ،‬وإامنا هو حممتل الوقوع أو متوقع احلصول‪ ،‬فرتفع ادلعوى ل لرفع رضر وقع ابلفعل‪ ،‬وإامنا لتويق‬
‫الرضر قبل وقوعه‪.‬‬
‫‪ ‬وقد اختلفت الترشيعات يف الخذ بدعاوى الاس تثناء‪ ،‬مفهنا ما نص عىل بعض هذه ادلعاوى يف‬
‫قوانيهنا اكملرشع املرصي واملرشع السوري‪ ،‬ومهنا ما خلت نصوصه من أيه اإشارة اإلهيا اكملرشع املغريب‪،‬‬
‫واملرشع الفرنيس‪.‬‬
‫‪ ‬واملصلحة احملمتةل حسب املعيار الترشيعي تبدو يف طائفتني من ادلعاوى‪:‬‬
‫‪ ‬الوىل‪ :‬يكون الغرض فهيا من ادلعوى الاحتياط لرفع رضر حمدق‪.‬‬
‫‪ ‬والطائفة الثانية‪ :‬يكون الغرض فهيا من ادلعوى الاس تيثاق حلق خيىش زوال دليهل عند الزناع فيه‪.‬‬

‫‪ ‬أنظر هذه ادلعاوى يف امللحق الول املرفق هذه احملارضة‬


‫‪22‬‬

‫صفة صاحب ادلعوى‬ ‫املطلب الثالث‬

‫مفهوم الصفة‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ‬اختلف الفقهاء يف تعريف الصفة‪ ،‬فهناك من يرى أن الصفة يه‪ :‬املصلحة الشخصية املبارشة‪ ،‬وهناك‬
‫من يفرق بني املصلحة الشخصية املبارشة والصفة‪ ،‬وخيلط بني الصفة والمتثيل القانوين‪ ،‬وهناك من يرى‬
‫أنه ل توجد صفة مبعىن اللكمة‪ ،‬وإامنا توجد فقط ولية يف رفع ادلعوى‪.‬‬
‫‪ ‬غري أنه من املس تقر معال‪ ،‬واملنصوص عليه ترشيعا‪ ،‬أن مبارشة ادلعوى جيب أن تمت مبعرفة صاحب‬
‫احلق ‪ ،‬وهو ما يعرب عنه بأنه جيب أن ترفع ادلعوى من ذي صفة عىل ذي صفة ‪.‬‬
‫‪ ‬فالصفة يقصد هبا تكل العالقة اخملوةل لرافع ادلعوى‪ ،‬من أجل عرض قضيته عىل احملمكة‪ ،‬وإابداء دفاعه‬
‫فهيا‪.‬‬
‫ذووا الصفة يف اخملامصة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ‬ا القاعدة العامة‪ ،‬أن أحصاب احلقوق مه‪ :‬ذوو الصفة يف اخملامصة عهنا أمام القضاء‪ ،‬ول ميكن الفصل بني‬
‫ماكل احلق‪ ،‬وبني ذي الشأن يف ادلعوى اليت تكفهل‪ ،‬لنه اإذا انتقل احلق للورثة أو للغري انتقلت‬
‫ادلعوى معه‪ ،‬وأصبح هؤلء أحصاب الصفة يف مبارشهتا‪.‬‬
‫‪ ‬وذلكل جيب ملعرفة من هل الصفة يف اخلصومة‪ ،‬البحث عن صاحب احلق موضوع الزناع‪ ،‬ول يقبل من‬
‫غري ذي احلق أن يقايض عنه حلساب غريه‪ ،‬حبيث اإذا جنح يف ادلعوى‪ ،‬انتفع ذكل الغري ابحلمك الصادر‬
‫فهيا ملصلحته‪ ،‬وإاذا فشل ل يضار ذكل الغري بفشهل‬
‫‪ ‬وعىل هذا فيجب عىل من يرفع ادلعوى أن يبني صفته يف رفعها‪ ،‬وهو يتقاىض ابمسه أو نيابة عن غريه‪،‬‬
‫فقد يرفعها الشخص بصفته انئبا عن غريه مبوجب واكةل تعاقدية أو واكةل قانونية‪ ،‬اكلوصياء عىل القرص‪،‬‬
‫أو املقدمني عن القرص‪ ،‬وكذكل ابلنس بة للشخاص الاعتبارية‪ ،‬ل بد أن ترفع ادلعوى ابمس من ميثلها‬
‫قانوان‪ ،‬سواء أاكنت رشكة أو مجعية‪ ،‬أي ابمس رئيس جملس اإدارة الرشكة أو مديرها العام‪ ،‬ويف حاةل‬
‫الشخاص الاعتبارية العامة من أشخاص إاقلميية‪ ،‬وأشخاص مرفقية‪ ،‬فاإن ادلعوى ترفع من ممثلها‬
‫القانوين أو رئيسها اذلي منحه القانون حق التقايض ابمسها دلى احملامك‪.‬‬
‫‪ ‬وهكذا ترفع ادلعوى ضد‪:‬‬
‫‪ - 1 ‬ادلوةل‪ ،‬يف خشص رئيس احلكومة وهل أن يلكف بمتثيهل الوزير اخملتص عند الاقتضاء؛‬
‫‪ - 2 ‬اخلزينة‪ ،‬يف خشص اخلازن العام؛‬
‫‪ - 3 ‬امجلاعات احمللية‪ ،‬يف خشص العامل ابلنس بة للعاملت والقالمي‪ ،‬ويف خشص رئيس اجمللس القروي‬
‫ابلنس بة للجامعات؛‬
‫‪ - 4 ‬املؤسسات العمومية‪ ،‬يف خشص ممثلها القانوين؛‬
‫‪ -5 ‬املديرية العامة للرضائب‪ ،‬يف خشص املدير العام للرضائب فامي خيص الزناعات املتعلقة ابلقضااي اجلبائية‬
‫اليت تدخل مضن اختصاصاهتا‬
‫‪ -6 ‬مديرية أمالك ادلوةل‪ ،‬يف خشص مدير أمالك ادلوةل فامي خيص الزناعات اليت هتم املكل اخلاص لدلوةل‪.‬‬
‫‪ ‬المتيزي بني الصفة الاصلية والصفة الاس تثنائية والمتثيل القانوين أو الصفة الإجرائية‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫أ‪ -‬المتيزي بني الصفة الصلية والصفة الاس تثنائية‪:‬‬


‫الصفة هبذا التحديد اذلي بيناه سابقا ميكن أن تكون اإما أصلية أو اس تثنائية أو ما يسمى ابحللول‪ ،‬فهيي‬
‫تكون أصلية عندما يدعي خشص حقا لنفسه‪ ،‬وتكون اس تثنائية عندما حيل خشص حمل صاحب احلق‬
‫ملبارشته ادلعوى‪ ،‬كام يف ادلعوى الغري املبارشة‪ ،‬أو البوليانية‪ .‬ومن صورها يف القانون املغريب ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 70‬من ظهري العقارات احملفظة من أنه‪ " :‬ميكن دلائين املنتفع احلصول عىل اإبطال التنازل اذلي‬
‫يكون قد أوقع أرضارا هبم‪”.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬المتيزي بني الصفة الاس تثنائية والمتثيل القانوين‪:‬‬
‫‪ ‬وينبغي المتيزي بني الصفة الاس تثنائية أو ما يسمى (ب‪ ............................‬بني املرادف) ‪ ،‬وبني‬
‫المتثيل القانوين أو (‪.................................‬بني املرادف) ففي الصفة الاس تثنائية يطالب‬
‫خشص اثلث هو ادلائن عادة لنفسه حبق مملوك لغريه‪ ،‬وهو مدينه‪ ،‬وهو حلول ل يمت اإل بنص‬
‫خاص يمتتع به اإما يف الصفة الإجرائية أو المتثيل القانوين‪ ،‬فاإن هذا الغري أو املمثل اإمنا يطالب حبق‬
‫نيابة معن ميثهل اكلويل أو الويص اذلي ينوب عن القارص أو انقص الهلية‪ ،‬وكذكل من ميثل غريه‬
‫أمام القضاء ( مثل ‪......................‬أذكر مثال أخر) ومن مث فاإنه ل يعترب ذا صفة يف ادلعوى‪،‬‬
‫وإامنا تكون هل صفة اإجرائية ملبارشة اإجراءات اخلصومة فقط‪.‬‬
‫‪ ‬بقي عليك أن تبني الفرق بني الصفة الصلية والمتيل القانوين أو ‪ ........ ..................‬عىل ضوء‬
‫ما س بق بيانه‪ ،‬أجب هنا‪:‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪ -4 ‬العالقة بني احلق املدعى به والصفة‪:‬‬
‫‪ ‬يتضح مما س بق أن احلق املدعى به والصفة‪ ،‬عنرصان يمكالن بعضهام‪ ،‬فالدعاء حبق يعرب عن‬
‫اجلانب املادي أو املوضوعي لدلعوى‪ ،‬يف حني أن الصفة تعرب عن اجلانب الشخيص اذلي يربر‬
‫عالقة الشخص ابليشء‪.‬‬
‫‪ ‬الإذن ابلتقايض كرشط اس تثنايئ يف ادلعوى‬ ‫املطلب الرابع‬

‫‪ -1 ‬مفهوم الإذن ابلتقايض‪:‬‬


‫‪ ‬الإذن ابلتقايض ‪ -‬حس امب يظهر يل‪ -‬هو رخصة جيب طلهبا من القضاء عندما تكون ادلعوى متعلقة‬
‫بناقص الهلية بواسطة من ينوب عنه ‪ ،‬أو من هجة اإدارية عندما يكون مقمي ادلعوى مشمول بنظام‬
‫قانوين يشرتط هذا الإذن من الإدارة أو اجلهة اليت يتبع لها‪.‬‬
‫‪ ‬وقد نص قانون املسطرة املدنية يف الفصل الول عىل هذا الرشط ابلقول‪:‬‬
‫‪...” ‬تثري احملمكة تلقائيا انعدام الصفة أو الهلية أو املصلحة أو الإذن ابلتقايض اإن اكن رضوراي‪“.‬‬
‫‪ ‬فهذا الإذن يف نظري ليس واكةل أو نيابة كام يرى البعض‪ ،‬لنه لو اكن كذكل ملا تطلهبا القانون من‬
‫النائب الرشعي اكلويص أو املقدم للتقايض نيابة عن انقص الهلية ‪ -‬لهنام أصال وكيلني مبقتضة‬
‫الوصاية والتقدمي ‪ -‬وذكل من خالل املادة ‪ 271‬من مدونة الرسة اليت نصت عىل أنه‪ ” :‬ل يقوم‬
‫الويص أو املقدم ابلترصفات التية اإل بعد احلصول عىل اإذن من القايض امللكف بشون‬
‫القارضين‪ )3 ......:‬تنازل عن حق أو دعوى أو اإجرا الصلح ‪“.....‬‬
‫‪ -2 ‬حالت الإذن ابلتقايض‪:‬‬
‫‪ ‬أبرز حالت الإذن ابلتقايض تتجىل يف حالتني‪ ،‬نتطرق هلام ابختصار كام ييل‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪ -‬احلاةل الول‪ :‬الإذن ابلتقاض يف دعاوى القارصين‪:‬‬
‫‪ ‬الإذن يف هذه احلاةل‪:‬‬
‫‪ -‬اإما أن يعطيه الويل للقارص خبصوص ما أذن هل فيه‪ ،‬فاإنه يتحمل املسؤولية اكمةل فامي ينشأ عن‬
‫الترصفات اليت يقوم هبا‪ ،‬مبا يف ذكل اإماكنية رفع ادلعوى‪ ،‬مع الاس تظهار فهيا ابلإذن املمنوح هل من‬
‫وليه‪.‬‬
‫‪ -‬الإذن بقرار من القايض امللكف بشون القارصين بناء عىل طلب من الويص أو املقدم أو من القارص‬
‫نفسه اإذا أنس منه الرشد‪ ،‬وظهرت عليه عالمات الرشد‪ ،‬والنباهة‪.‬‬
‫‪ ‬ول شك أن الإذن املشرتط هنا جيب أن يكون رضوراي‪ ،‬وأما اإدا انتفت حاةل الرضورة فال يتطلب‬
‫هذا الإذن‪ ،‬ومن مث‪:‬‬
‫‪ ‬فال يكون الإذن ابلتقايض رضوراي اإذا اكن يف تأخري اإقامة ادلعوى رضر عىل احملجور‪.‬‬
‫‪ ‬ومن المثةل احلية عىل توافر عنرص املعفي من الإذن ابلتقايض نيابة عن احملجور‪:‬‬
‫‪ -‬رفع الم دعوى قضائية أصاةل عن نفسها ونيابة عن أبناهئا احملاجر دعوى قضائية تطالب فهيا ابلتعويض‬
‫عن الرضر الناجت عن فقدان زوهجا جرا سقوط جدار عليه يف الرشكة اليت اكن يعمل هبا‪ ،‬أو جرا‬
‫حادثة سري‪ ،‬أو غري هذه احلالت‪.‬‬
‫‪ -‬فالرضر هنا يف مثل هذه ادلعاوى قامئ حيث يدي التأخر يف اإقامة ادلعوى اإىل التأخري يف عدم‬
‫الاس تفادة من النعويض اذلي قد حتمك به احملمكة‪ ،‬واذلي يكون احملاجر حمتاجني اإليه اليوم قبل الغد‪.‬‬
‫‪ -‬ومن المةل أيضا عىل توافر عنرص الرضر املعفي من احلصول عىل الإذن ابلتقايض ادلعوى املوشكة‬
‫عىل السقوط جراء رساين التقادم‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬احلاةل الثانية‪ :‬خضوع الشخص لنظام قانوين خاص يفرتض الإذن ابلتقايض‪:‬‬
‫‪ ‬وذكل حبمك الوصاية الإدارية اليت يه نظام قانوين يقيض فامي يقيض به هبذا الإذن‪ ،‬وذكل مثل‪:‬‬
‫‪ -‬عداوى امجلاعة الرامية اإىل احملافظة عىل مصاحلها امجلاعية يف عقار معني‪ ،‬فهنا لبد من احلصول عىل‬
‫اإذن ابلتقايض طبقا للنظام القانوين اذلي ختضع هل امجلاعات‪.‬‬
‫‪ -‬وقد جا يف قارا حملمكة النقض أنه‪ ” :‬وحيث أن احملمكة املطعون يف حمكها حني قبلت اكحملمكة الوىل‬
‫دعوى امجلاعة الرامية اإىل احملافظة عىل مصاحلها امجلاعية يف العقار املتنازع فيه دون أن تثري تلقائيا عدم‬
‫الإذن يف اإقامهتا طرف الصوي الإداري عىل امجلاعات‪ ،‬قد خالفت النص المر( ‪ .............. ...‬حاول‬
‫اس تحضار هذا النص وأرش اإىل رمقه يف هذا الفراغ ) واذلي يعترب من النظام العام الواجب اإاثرته يف‬
‫مجيع املراحل ‪.‬‬
‫‪ -‬ودعاوى الوقاف‪ ،‬اليت ختضع للنظام القانوين للوقاف‪ ،‬فقد نصت حممكة النقض يف قرار لها عىل أنه‪:‬‬
‫”تكون احملمكة قد خرقت الفصل( ‪..................‬بني هذا الفصل هنا يف هذا الفراغ) حيامن قبلت‬
‫دعوى انظر الوقاف دون توفره عىل اإذن خاص من وزارته وابلتايل أسات التعليل وعرضت قرارها‬
‫للنقض‪“.‬‬
‫يف أاثر الإخالل برشوط ادلعوى‪:‬‬ ‫خامتة‬

‫يف ختام احلديث عن رشوط ادلعوى‪ ،‬وخالصة ملا س بق نشري أنه ل بد من توافر هذه الرشوط يف أي دعوى أو‬
‫طلب‪ ،‬سواء اكن طلبا أصليا أو مقابال‪ ،‬من املدعي أو املدعى عليه‪ ،‬حتت طائةل عدم القبول‪ ،‬برشط اإنذار الطرف‬
‫اذلي وقع الاختالل يف رشوط ادلعوى من جانبه لتصحيح املسطرة داخل أجل حتدده احملمكة‪ ،‬طبقا ملا ورد يف‬
‫املادة الوىل من ق م م‪.‬‬
‫” تثري احملمكة تلقائيا انعدام الصفة أو الهلية أو املصلحة أو الإذن ابلتقايض اإن اكن رضوراي وتنذر الطرف بتصحيح‬
‫املسطرة داخل أجل حتدده‪” .‬‬
‫‪-‬مفن خالل هذا النص جند أن احملمكة ملزمة قانوان ابلقيام ابإجرائن هامني قبل الترصحي بعدم قبول ادلعوى لوجود‬
‫اإخالل برشوطها وهام‪:‬‬
‫أ) أن تثري تلقائيا انعدام هذه الرشوط أو يثريها أحد اخلصوم أو نواهبم كذكل‪،‬‬
‫ب) أن تنذر الطرف أو الطراف بتصحيح املسطرة داخل أجل حتدده‪،‬‬
‫ولهذا اكن احلمك بعدم قبول ادلعوى دون اإنذار الطراف‪ ،‬ومنحهم أجال لتصحيح املسطرة يعترب خرقا رصحيا‬
‫ملقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 1‬من ق م م ‪.‬‬

You might also like