You are on page 1of 42

‫محاضرة حول‬

‫أقسام الدعوى في قانون المسطرة المدنية‬

‫إعداداألستاذ‪ :‬عبد اللطيف بغيل‬


‫تقديم‬

‫‪‬هناك تقس اميت متعددة لدلعوى حبسب كوهنا جنائية أو مدنية‪ ،‬أو جتارية أو‬
‫مفتتحة للخصومة أو متفرعة عهنا‪ ،‬أو دعاوى أرسية أو وقتية أو غري ذكل من‬
‫التقس اميت اليت درج الرشاح عىل اخلوض فهيا وبيان حدود وخصائص لك‬
‫دعوى ونوع املسطرة املتبعة بشأن لك قسم مهنا‪.‬‬
‫‪‬لكننا هنا س نعمل عىل التطرق اىل القسام الساس ية لدلعوى املدنية مقترصين‬
‫عىل ما جرى الفقه التقليدي – وسايره يف ذكل الترشيع املغريب – عىل تقس مي‬
‫ادلعاوى عىل النحو التايل‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫ادلعاوى صخصية والعينية‪ ،‬واخملتلطة‪.‬‬ ‫القسم الول‬


‫القسم الثاين ادلعاوى املنقو ة وادلعاوى العقارية‪.‬‬
‫القسم الثالث دعوى امللكية‪ ،‬ودعاوى الياةة‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫القسم الول‬
‫ادلعاوى الشخصية والعينية‪ ،‬و اخملتلطة‬

‫تنقسم ادلعاوى من حيث طبيعة القوق اليت تستند الهيا اىل دعاوى صخصية ودعاوى‬
‫متهيد عينية‪ .‬ويرتبط هبذين القسمني‪ ،‬قسم اثلث‪ ،‬وهو ادلعاوى اخملتلطة‪ .‬ولهذا س نعرف بلك‬
‫قسم من هذه القسام‪ ،‬من خالل الفرعني التاليني‪:‬‬
‫الدعاوى الشخصية هي اليت تكفل حقا شخصيا ناشئا عن دين أو التزام شخصي‪ .‬واحلق الشخصي هو رابطة بني شخصني ختول ألحدمها – وهو الدائن –‬
‫‪5‬‬

‫الدعاوى الشخصية والدعاوى العينية والدعوى المختلطة‬ ‫الفرع الول‬

‫الدعاوى الشخصية‪:‬‬ ‫أوال‬


‫مفهوم ادلعوى الشخصية‬ ‫‪1‬‬

‫ادلعاوى الشخصية يه اليت تكفل حقا صخصيا انش ئا عن دين أو الزتام صخيص‪ .‬والق الشخيص‬
‫هو رابطة بني صخصني ختول لحدهام – وهو ادلائن – الق يف مطالبة الآخر – وهو املدين –‬
‫ابلقيام بعمل‪ ،‬أو الامتناع عن القيام بعمل‪).‬‬

‫وملا اكن الفراد يس تطيعون ابرادهتم أن ينش ئوا الزتامات صخصية ال عدد لها‪ ،‬فال ميكن وضع بيان‬
‫لدلعاوى الشخصية اليت تكفل تنفيذ هذه الالزتامات‪ ،‬فهي تنشأ دامئا عن عقد‪ ،‬أو فعل غري‬
‫مرشوع‪ ،‬أو اثراء بال سبب‪ ،‬أو نص يف القانون‪.‬‬
‫‪ ‬ومن مث فان ادلعوى الشخصية ترفع مستندة اىل حق صخيص‪ ،‬مثل ادلعوى اليت يرفعها‬
‫ادلائن عىل مدينه‪ ،‬مطالبا القيام بتنفيذ الزتامه والوفاء به‪ ،‬واكدلعوى اليت يرفعها املرضور‬
‫عىل من تسبب يف رضره بطلب التعويض‪.‬‬
‫‪ ‬وادلعاوى الشخصية قد يكون موضوعها حامية حق صخيص عىل منقول‪ ،‬وقد يكون‬
‫موضوعها حامية حق صخيص عىل عقار‪.‬‬
‫‪ - ‬مثال الوىل‪ :‬دعوى صاحب العني املنقو ة املكرتاة قبل املكرتي ملطالبة هذا الخري‬
‫ابصالح الرضار اليت ألقها املكرتي ابملنقول أو التعويض عهنا‪.‬‬
‫‪ - ‬ومثال الثانية‪ :‬ادلعوى اليت يقميها صاحب العقار‪ ،‬عىل لك من ألق أرضارا بعقاره مطالبا‬
‫اايه ابلتعويض‪.‬‬
‫‪ ‬فهذه ادلعاوى وأمثالها تعترب من ادلعاوى الشخصية رمغ أن الق الشخيص اذلي يطالب‬
‫به املدع فهيا‪ ،‬واقع عىل عقار‪.‬‬
‫‪ ‬وقد قىض اجمللس العىل تطبيقا لهذا املفهوم بأن‪ " :‬املدعى عليه ابخالء عقار حمفظ حيث‬
‫يطلب استيفاء قمية االصالحات اليت أنفقها من أجل ذكل العقار اذلي حيتهل كرشط‬
‫الخالئه‪ ،‬ال يكون طلبه هذا متساك حبق عيين ‪ ،‬بل حبق حبس قابل لالس تعامل مضن‬
‫رشوط الفصول ‪ 292( :‬و ‪ ) 296‬من ظهري الالزتامات والعقود ‪ ،‬دون أن خيضع‬
‫لوجوب التقييد عىل الرمس العقاري‬
‫‪8‬‬

‫ممزيات ادلعوى الشخصية‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫ادلعوى الشخصية ميارسها صخص يدع أن هل حقا قبل صخص أآخر‪ ،‬فهي ترتكز عىل حق صخيص مرتتب‬ ‫أ‬
‫يف ذمة املدعى عليه‪.‬‬
‫يكون هدف ادلعوى الشخصية وموضوعها‪ :‬اما الزام املدعى عليه بدفع مبلغ من املال اكملطالبة بدين أو تعويض مادي أو‬
‫القيام بعمل مكطالبة همندس أو فنان ابجناة تصممي أو رمس لوحة فنية‪ ،‬أو الامتناع عن القيام بعمل‪ ،‬مكطالبة املدين املرهتن‬ ‫ب‬
‫ابالمتناع عن اس تعامل اليشء املرهون لغراضه الشخصية‪.‬‬
‫تقام ادلعوى الشخصية ضد الطرف امللزتم اذلي جتمعه ابملدعى عليه عالقة قانونية‪ ،‬وال ميكن توجهيها ضد صخص أآخر‪ ،‬ولو‬ ‫ج‬
‫اكن بيده املال اذلي ميلكه املدع ‪ ،‬أو اذلي جيب تسلميه اليه‪.‬‬

‫يعترب النظر يف ادلعوى الشخصية من اختصاص حممكة موطن املدعى عليه‪ ،‬طبقا للفقرة الوىل من الفصل‪ 27 :‬من ق م م‪.‬‬ ‫د‬
‫‪9‬‬

‫الدعوى العينية ‪:‬‬ ‫اثنيا‬

‫مفهوم ادلعوى العينية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫ادلعاوى العينية يه تكل اليت يمتسك املدع فهيا حبق عيين ‪ ،‬والق العيين هو ‪ :‬سلطة مبارشة عىل‬
‫يشء مادي معني بذاته‪ .‬وختول لصاحهبا أن يس تأثر بقمية ما هل يف اليشء حمل الق دون وساطة‬
‫أحد‪ .‬والق العيين هو يف طبيعته حق عقاري‪ ،‬وهذا ما يفهم من املادة الثامنة من مدونة القوق‬
‫العينية ( قانون رمق‪ 39 .08 :‬صادر يف ‪ 22 :‬نومفرب ‪ )2011‬حيث جاء فهيا‪ " :‬الق العيين العقاري‬
‫هو سلطة مبارشة خيولها القانون لشخص معني عىل عقار معني‪ ،‬ويكون الق العيين أصليا أو‬
‫تبعيا‪".‬‬
‫‪ -‬ومن أمثةل ادلعاوى العينية‪ ،‬دعوى الاس تحقاق‪،‬‬

‫‪ -‬ودعاوى املطالبة ابمللكية أو الياةة‪،‬‬

‫‪ -‬أو بأن لعقاره حق ارتفاق عىل عقار جاره‪،‬‬

‫‪ -‬أو بأن عقاره ال يتحمل حقوق ارتفاق‪ ،‬وأن ملكيته لـه خالية من أي قيد يقيدها‪،‬‬

‫‪ -‬واملطالبة مبا يرتتب عىل الرهن من حق الامتياة والبس‪.‬‬


‫‪ ‬مفثل هذه ادلعاوى حتم مجيع القوق العينية‪ ،‬سواء اكنت أصلية مثل‪ :‬حق امللكية‪ ،‬وحق‬
‫السطحية‪ ،‬وحق الانتفاع‪ ،‬وحق الاس تعامل‪ ،‬وحق السكىن والكراء الطويل المد‪ ،‬وحقوق‬
‫الارتفاق‪ ،‬والوقف أو تبعية‪ ،‬مثل حق الرهن‪.‬‬
‫‪ ‬والقوق العينية واردة يف القانون املغريب عىل سبيل الرص ‪ -‬حسب املادة ‪ 9‬و ‪10‬من مدونة‬
‫القوق العينية الصادرة بقانون‪ - 39 .08 :‬وابلتايل تكون ادلعاوى العينية حمدودة كذكل‪.‬‬
‫‪ ‬فادلعوى اليت ترفع مستندة اىل حق امللكية يه دعوى الاس تحقاق – سواء اكن اليشء اململوك‬
‫منقوال أو عقارا – وابملثل ادلعاوى اليت ترفع مستندة اىل القوق العينية التبعية ويه اليت يرفعها‬
‫ادلائن املرهتن رمسيا أو حياةاي‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫مميزات الدعوى العينية‬ ‫‪2‬‬

‫ميارس ادلعوى العينية صاحب الق العيين عندما يعتدى عىل حقه العيين أو جيابه ابجلحود‬
‫‪1‬‬
‫واالناكر من قبل أي صخص‪.‬‬

‫ان هدف ادلعوى العينية وموضوعها هو تقرير وجود الق العيين املتناةع عليه‪ ،‬ومتكني صاحبه‬
‫من ممارس ته دون عائق أو اس تحقاق ملكية عني غصهبا غاصب‪ ،‬أو منع معتد من ممارسة حق‬ ‫‪2‬‬
‫عيين يدعيه ةورا أو هبتاان‪.‬‬
‫‪ ‬ال توجه ادلعوى العينية ضد صخص معني ‪ ،‬اكملدين يف ادلعاوى الشخصية ‪ ،‬وامنا تقام ضد أي‬
‫صخص يناةع صاحب الق العيين يف حقه أو يعتدي عليه أو يدع حقا عليه ‪ ،‬وذلكل جيوة‬
‫‪ 3‬لصاحب الق العيين ممارسة دعواه اةاء أي حائز الجباره عىل رد اليشء املوجود حبوةته دون وجه‬
‫حق ‪.‬‬

‫‪ ‬ال توجه ادلعوى العينية ضد صخص معني ‪ ،‬اكملدين يف ادلعاوى الشخصية ‪ ،‬وامنا تقام ضد أي‬
‫صخص يناةع صاحب الق العيين يف حقه أو يعتدي عليه أو يدع حقا عليه ‪ ،‬وذلكل جيوة‬
‫‪ 4‬لصاحب الق العيين ممارسة دعواه اةاء أي حائز الجباره عىل رد اليشء املوجود حبوةته دون وجه‬
‫حق ‪.‬‬
‫أثر التمييز بين الدعوى الشخصية والدعوى العينية‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬تتجىل أآاثر هذا المتيزي فامي يرجع لالختصاص واالجراءات املسطرية‪:‬‬


‫أ – مفن حيث الختصاص‪ :‬ترفع ادلعوى الشخصية بصفة عامة أمام حممكة موطن املدعى عليه‪ ،‬وترفع‬
‫ادلعوى العينية أمام حممكة موقع العقار مىت اكن الزناع يتعلق بعقار‪ ،‬أما اخملتلطة فمتنح املدع اخليار بني‬
‫أن يرفع دعواه أمام حممكة موطن املدعى عليه تطبيقا للقواعد العامة أو أمام حممكة املاكن اذلي توجد فيه‬
‫العني موضوع الزناع ( الفصل ‪ 28 :‬ق م م ) ‪.‬‬
‫ب – ومن حيث االجراءات املسطرية‪ :‬ترفع ادلعوى الشخصية ضد نفس الشخص املرتبط ابلزتام جتاه‬
‫املدع ‪.‬أما ادلعوى العينية فتوجه ضد أي صخص تكون حبوةته العني موضوع الزناع‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫الدعاوى المختلطة‬ ‫اثلثا‬

‫ادلعاوى اخملتلطة يه اليت تستند اىل الزتام صخيص وحق عيين ‪ ،‬فتتكون من اجامتع حقني خمتلفني‬
‫يف طبيعهتام ‪ ،‬ولكهنام يرميان اىل غرض واحد ‪.‬‬
‫ويتحقق وجود هذا النوع من ادلعاوى عندما يكون املدع قد متكل عقارا بأحد العقود الناقةل للملكية‬
‫ويرفع دعواه بتنفيذ هذا العقد ‪ ،‬وتكون دعواه قبل املتعاقد معه خمتلطة ‪ ،‬لهنا تستند اىل الزتم‬
‫صخيص من قبل املدعى عليه ‪ ،‬واىل الق العيين اذلي اكتس به املدع مبوجب العقد‪ ،‬وتكون عينية‬
‫اذا وهجت للغري ممن ال حيتج علهيم ابلعقد ‪ ،‬لهنا تكون مستندة اىل حق عيين فقط‬
‫‪ ‬وقد درج الفقه القويق عىل التفريق بني طائفتني من ادلعاوى اخملتلطة ‪:‬‬
‫‪ ‬الوىل ‪ :‬ويه ادلعاوى اليت هتدف اىل تنفيذ عقد أو ترصف قانوين ‪ ،‬أنشأ أو نقل حقا عينيا‬
‫عقاراي وأنشأ يف ذات الوقت الزتاما صخصيا مثل ادلعوى اليت يرفعها مشرتي العقار بعقد‬
‫مسجل عىل البائع هل ‪ ،‬فهذه ادلعوى تستند اىل حق صخيص مبقتضاه يلزتم البائع بتسلمي العقار‬
‫املبيع ‪ ،‬واىل حق عيين هو ملكية العقار ‪ ،‬فهذه ادلعوى يه دعوى‬
‫‪(.....................................‬حددها أنت )‬
‫‪ ‬الثانية ‪ :‬ويه ادلعاوى اليت تريم اىل فسخ أو ابطال ترصف قانوين انقل أو منشئ لق عيين‬
‫عقاري مثل ادلعوى اليت يرفعها ابئع العقار عىل املشرتي بطلب فسخ البيع واسرتداد العقار‪.،‬‬
‫فهذه ادلعوى يه دعوى ‪(.....................................‬حددها أنت )‬
‫‪ ‬فهذه ادلعوى تستند يف الواقع اىل حق الفسخ أو االبطال ‪ ،‬وهو حق صخيص ‪ ،‬وتستند اىل‬
‫حق امللكية وهو حق عيين يسمح للبائع ابسرتداد العقار ‪.‬‬
‫‪ ‬فاذا وهجت ضد اخللف اخلاص ‪ ..‬بقصد اسرتداد العني بعد الصول عىل حمك بفسخ العقد أو‬
‫الغائه أو بطالنه اكنت عينية دامئا‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن اذا وهجت ادلعوى ابلبطالن أو الفسخ من املشرتي فهي صخصية‪ ،‬لن املقصود هبا‬
‫اسرتداد المثن‪ ،‬وال تتضمن مطالبة حبق عيين أو استبقاءه‪.‬‬
‫‪ ‬وادلعوى املتعلقة حبق رهن عقاري تكون خمتلطة اذا وهجت للمدين‪ ،‬وعينية عندما توجه‬
‫للحائز‪.‬‬
‫الدعوى املنقولة هي تلك املتعلقة مبنقول ‪ ،‬أي اليت يطلب فيها احلصول على حق متعلق مبنقول مبا فيها حق ملكيته ‪.‬‬
‫‪ 18‬املؤجر بتسليم العني املؤجر ‪ ،‬فن اتتناد املدعي إىل حق شخصي – حق اإلجيار – يف هذه الدعوى جيعل الشيء املطلوب منقوال وليس عقارا‬
‫جر على‬

‫القسم الثاين الدعاوى المنقولة والدعاوى العقارية‬

‫الدعاوى المنقولة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ‬ادلعوى املنقو ة يه تكل املتعلقة مبنقول ‪ ،‬أي اليت يطلب فهيا الصول عىل حق متعلق مبنقول‬
‫مبا فهيا حق ملكيته ‪.‬‬
‫‪ ‬وكذكل ادلعاوى اليت تستند اىل حقوق صخصية متعلقة مبنقول ‪ ،‬تعترب من ادلعاوى املنقو ة ‪،‬‬
‫ومثالها دعوى املس تأجر عىل املؤجر بتسلمي العني املؤجرة ‪ ،‬فان استناد املدع اىل حق صخيص‬
‫– حق االجيار – يف هذه ادلعوى جيعل اليشء املطلوب منقوال وليس عقارا ‪.‬‬
‫‪ ‬وادلعوى تعترب منقو ة‪ ،‬ولو اكن العمل املطالب بتنفيذه متعلقا بعقار‪ ،‬فاذا تعهد مقاول ببناء‬
‫مزنل‪ ،‬فدعوى املتعاقد معه اليت يرفعها بطلب الزامه بتنفيذ العقد أي بناء املزنل‪ ،‬تعترب منقو ة‪،‬‬
‫لن االخالل ابلتعهدات اخلاصة ابجراء معل أو ابالمتناع عنه ال ينتج غري الالزتام ابلتعويض‪،‬‬
‫وهو منقول دامئا‪ .‬ولكن اذا متك بناء العقار‪ ،‬ورفع دعوى ابملطالبة به فهي عقارية تبعا ملوضوع‬
‫الطلب‪ ،‬وتتغري صفة ادلعوى بتغيري حا ة اليشء املتعلق به الق‪ .‬فاذا هدم العقار‪ ،‬أو قطعت‬
‫الجشار أو الاصالت‪ ،‬فادلعوى مبتخلفات الهدم والقطع منقو ة‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫ادلعوى العقارية‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ‬تعترب ادلعوى عقارية اذا اكنت تكفل حقا عقاراي‪ ،‬والعقارات حبسب املقهوم القانوين‬
‫احملدد يف املادة ‪ 5‬من مدونة القوق العينية‪ " :‬اما عقارات بطبيعهتا أو عقارات‬
‫ابلتخصيص‪".‬‬
‫‪ ‬فالعقار بطبيعته‪ " :‬هو لك يشء مس تقر حبزيه اثبت فيه ال ميكن نقهل من دون تلف أو‬
‫تغيري يف هيئته‪".‬‬
‫‪ ‬وأما العقار ابلتخصيص فهو ‪ ":‬املنقول اذلي يضعه مالكه يف عقار ميلكه رصدا خلدمة هذا‬
‫العقار واس تغالهل أو يلحقه به بصفة دامئة‪ - .‬أنظر املادة ‪ 6‬من مدونة القوق العينية‪.‬‬
‫‪ ‬فادلعوى العقارية تكون كذكل سواء اكنت متعلقة ابلعقار بطبيعته‪ ،‬أو اكنت متعلقة‬
‫ابملنقول اخملصص خلدمة العقار‪ ،‬وتكون ادلعوى عقارية كذكل‪ ،‬ولو اكنت املنفعة املرتتبة‬
‫علهيا منقو ة ‪ ،‬فادلعوى حبق الانتفاع ابلعقار تعترب عقارية ‪ ،‬ولو أن نتيجهتا حصول‬
‫املنتفع عىل المثرات ‪ ،‬ويه يف ذاهتا منقو ة ‪ ،‬وادلعوى حبق الرهن العقاري عقارية ‪ ،‬ولو‬
‫أن نتيجهتا حصول ادلائن عىل دينه ‪ ،‬وهو يف ذاته منقول ‪ ،‬ولكن اذا مل يتخذ ادلائن حق‬
‫الرهن موضوعا دلعواه ‪ ،‬وامنا اختصم املدين كدائن عادي ‪ ،‬اكنت ادلعوى منقو ة تبعا‬
‫ملوضوعها ‪.‬‬
‫‪ ‬وهكذا فادلعوى العقارية يه اليت حتم القوق العينية العقارية ‪ ،‬اثباات أو اناكرا‬
‫‪ ‬وقد تولت مدونة القوق العينية حتديد هذه القوق يف املادتني ‪ 9‬و‪ 10‬فراجعها عناك‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫دعوى ملكية‪ ،‬ودعاوى حياةة‪.‬‬ ‫القسم الثالث‬

‫دعوى امللكية‬ ‫أوال‬

‫‪ 1‬مفهوم عدوى امللكية‬

‫‪ ‬دعاوى امللكية‪ - ،‬وتسمى كذكل دعاوى الق أو دعاوى املطالبة ابلق أو دعاوى‬
‫الاس تحقاق – يه ادلعاوى اليت هتدف اىل حامية أصل حق امللكية ‪ ،‬حيث يطالب فهيا‬
‫املدع بتثبيت حقه العيين العقاري‪ ،‬أو اس تحقاقه ‪ ،‬أو اسرتداده من غاصب‪ ،‬وهذا هو‬
‫وجه تسمية هذه ادلعاوى ابدلعاوى الاس تحقاقية‪ ،‬أو الاس تحقاق‪ ،‬لهنا تريم اىل‬
‫اس تحقاق عقار أو حق عيين عقاري‪ ،‬كحق الارتفاق أو حق اس تعامل أو كراء‪ .‬فهي‬
‫دعاوى مينحها القانون للاملكني ‪ ،‬محلاية هذه القوق ‪ ،‬تتعلق هذه ادلعاوى مجيعها جبوهر‬
‫الق ‪.‬‬
‫‪ ‬وذلكل فان املدع فهيا يكون ملزما ابثبات متلكه للعقار أو الق العيين العقاري اذلي يدع اعتداء‬
‫الغري عليه أو اغتصابه ابلجة اليت يثبت هبا املكل‪ ،‬واملتوفرة عىل سائر رشوطها‪.‬‬
‫‪ ‬وامللكية مكوضوع دلعوى امللكية نظم أحاكهما وبني ضوابطها القانون‪ 39. 08 :‬املتعلق مبدونة القوق‬
‫العينية من خالل املواد من ( ‪ 14‬اىل ‪ .)36‬ومن خالل هذه املواد ندرك أن دعوى امللكية‪ ،‬تتحدد وفقا‬
‫للحاكم املتعلقة ابمللكية‪ ،‬اس تعامال‪ ،‬وس تغالال‪ ،‬وترصفا‪ ،‬كام أن دعوى امللكية تأخذ هذا الوصف‪،‬‬
‫سواء تعلقت ابلزناع حول امللكية اخلاصة العائدة اىل صخص مبفرده‪ ،‬أو اكنت مرتبطة حبق مشرتك‪ ،‬مثل‬
‫الش ياع العائد ملكيته اىل عدة رشاكء‪ ،‬أو اكنت متعلقة ابلائط املشرتك‪ ،‬الفاصل بني عقارين‪ ،‬أو اكنت‬
‫متعلقة ابلطريق اخلاص املشرتك‪ .‬فلكام اكن الزناع مرتبطا حبق من هذه القوق‪ ،‬اكنت ادلعوى املرتبطة‬
‫به دعوى ملكية‪.‬‬
‫تتميز دعوى امللكية عاد بطول إجراءاهتا ‪ ،‬وبطئها الشديد ‪ .‬كما أ ممارتتها تعترب عال من أعمال التصرف ‪ ،‬لذلك جيب فيمن يقيمها إ مل يكن مالكا‬
‫‪24‬‬
‫كما أ دعوى امللكية جيب إقامتها طاملا أنه مل متض مد التقادم املسقطة للحق العيين العقاري‪ ،‬وهي ‪ 10‬تنوات واحلضور والسكوت بال مانع ‪ ،‬وقد تطول‬

‫مميزان دعاوى الحق ‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ ‬تمتزي دعوى امللكية عادة‪:‬‬
‫‪ -‬بطول اجراءاهتا‪ ،‬وبطهئا الشديد‪.‬‬
‫‪ -‬كام أن ممارس هتا تعترب عال من أعامل الترصف‪ ،‬ذلكل جيب فمين يقميها ان مل يكن مالاك‪ ،‬أن يتوفر عىل‬
‫الصفة يف النيابة واالذن يف التقايض ابلنس بة ملثل القارص أو انقص الهلية‪،‬‬
‫‪ -‬كام جيب أن تتوفر حا ة الرضورة اليت تقتيض اقامة هذه ادلعوى طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 11‬من قانون‬
‫ل ع ‪ ،‬واملادة ‪ 271‬من مدونة الرسة‪.‬‬
‫‪ -‬كام أن دعوى امللكية جيب اقامهتا طاملا أنه مل متض مدة التقادم املسقطة للحق العيين العقاري‪ ،‬ويه ‪10‬‬
‫س نوات والضور والسكوت بال مانع‪ ،‬وقد تطول هذه املدة اىل ‪ 40‬س نة بني القارب‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫دعاوى الحيازة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 1‬تعريف دعوى الحيازة ‪:‬‬

‫‪ ‬دعوى الياةة يه ما اكن موضوعها حامية الياةة يف ذاهتا‪ ،‬برصف النظر عىل أساس الق اذلي تستند‬
‫اليه‪ ،‬أي سواء أاكن الائز مالاك‪ ،‬أم غري ماكل‪.‬‬
‫‪ ‬فرافع دعوى الياةة ال يدع فهيا أنه صاحب الق‪ ،‬موضوع الياةة‪ ،‬وامنا يدع أنه حائز للحق فقط‪،‬‬
‫وذلكل ال يشرتط للحمك هل أن يثبت أنه صاحب الق‪ ،‬وامنا يكف أن يثبت أنه حائز فقط‪.‬‬
‫‪ ‬وقد أراد املرشع حبامية الياةة أن حي امللكية من طريق غري مبارشة ابعتبار أن‬
‫الياةة قرينة علهيا‪ ،‬مفا دام مل يثبت أن الائز غري ماكل يبقى هل الق يف استيفاء‬
‫حياةته ‪ ،‬والاس تعانة بدعاوى الياةة يف حتقيق هذا الغرض ‪.‬‬
‫‪ ‬فالياةة مظهر للحق – امللكية – وهذا املظهر قد يطابق القيقة أحياان ‪ ،‬وقد ال‬
‫يطابق القيقة يف أحيان أخرى‪.‬‬
‫أنواع دعاوى الحيازة‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬أ – دعوى منع التعرض ‪:‬‬
‫ويه ادلعوى اليت ميارسها الائز القانوين‪ ،‬اذلي يس متر يف حياةة عقار أو حق عيين عقاري‪ ،‬وتسمى أيضا‬
‫دعوى اناكر الياةة‪ .‬فهذه ادلعوى ال يقع فهيا التعدي عىل الياةة مبفهوهما اذلي حددانه‪ ،‬وامنا يقع‬
‫التعرض للحائز يف حياةته‪.‬‬

‫‪ ‬والتعرض اما أن يكون ماداي ‪ ،‬مينع الائز من البناء فوق الرض اليت حيوةها ‪ ،‬أو منعه من املرور اىل‬
‫أرضه من املمر املعتاد اليت يصل الهيا ‪ ،‬أو التعدي عىل جزء من الرض ‪ ،‬ابلبناء أو ابلفر أو ابلرع‬
‫أو ابلرث ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يكون قانونيا من غري أن يكون مصحواب ابعتداء مادي ‪ ،‬اكرسال انذار اىل الائز‪ ،‬الفراغ الرض‬
‫اليت حيوةها ‪ ،‬أو يطلب منه أداء كراهئا‬
‫‪ ‬ودعوى منع التعرض يرفعها الائز القانوين للعقار املتعرض عليه ‪ -‬ال الائز العريض ‪ -‬أي اذلي حيوة‬
‫لنفسه‪ ،‬واذلي لـه صفة الادعاء ‪ ،‬أما الائز العريض اذلي حيوة للغري‪ ،‬اكملكرتي‪ ،‬وصاحب حق‬
‫الانتفاع‪ ،‬وصاحب حق الارتفاق‪ ،‬واملرهتن حياةاي‪ ،‬لكهم حائزون عرضيون‪ ،‬أي بدون نية المتكل‪ ،‬ال‬
‫حيق هلم رفع دعوى منع التعرض ‪ ،‬ولكن جيوة لصاحب حق الانتفاع‪ ،‬وحق الارتفاق‪ ،‬واملرهتن‬
‫حياةاي‪ ،‬أن يرفع دعوى منع التعرض اذا وقع التعرض عىل الق اذلي يبارش اس تعامهل لساب نفسه ‪.‬‬

‫‪ ‬ب – دعوى وقف العامل اجلديدة ‪:‬‬


‫‪ ‬دعوى وقف العامل اجلديدة‪ ،‬يقصد رافعها التوصل لوقف أعامل‪ ،‬ال تؤدي يف الوقت الارض‬
‫للتعرض هل يف حياةته‪ ،‬ولكهنا تؤدي لهذه النتيجة اذا تركت حىت تقدمت أو متت‪ .‬فهذه ادلعوى‬
‫هتدف اىل ايقاف أعامل رشع الغري يف القيام هبا يف أرضه‪ ،‬أو هو عىل وشك الرشوع فهيا‪ ،‬حبيث‬
‫يكون من شأن امتاهما أن تسبب للحائز اةعاجا يف حياةته‪.‬‬
‫ومثال هذه ادلعوى أن يرشع صخص يف بناء حائط جماور دلار‪ ،‬لو عال لجب النور والهواء عن مزنل‬
‫اجلار‪ ،‬أو أغلق عليه املمر اذلي مير منه اىل الطريق العام‪ ،‬وبذكل فهي دعوى وقائية تق الائز من‬
‫التعرض لياةته‪.‬‬

‫‪ ‬ج ‪ -‬دعوى اسرتداد الياةة‪:‬‬


‫‪ ‬هذه ادلعوى يلجأ الهيا من سلبت حياةته‪ ،‬ليس تعيد هذه الياةة‪.‬‬
‫‪ ‬ومسيت دعوى اسرتداد الياةة‪ ،‬لن املدع يطلب رفع التعدي الواقع علهيا‪ ،‬وارجاع الياةة اليه من‬
‫املتعدي علهيا‪.‬‬
‫‪ ‬وهذه ادلعوى يشرتط ملامرس هتا أن يكون الائز قد فقد حياةته بسبب عنف أو اكراه‪ ،‬أو أي معل‬
‫من أعامل القوة والتعدي‪ ،‬طبقا ملا أشارت اليه الفقرة الثانية من الفصل‪ 166 :‬من ق م م‪ ،‬اليت‬
‫جاءت تقيض بأنه‪ " :‬جيوة رفع دعوى اسرتداد الياةة املنزتعة ابلعنف أو االكراه اذا اكنت للمدع‬
‫وقت اس تعامل العنف واالكراه‪ ،‬حياةة مادية‪ ،‬وحا ة‪ ،‬وهادئة وعلنية‪ - ".‬أمحد أبو الوفا‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.148 :‬‬
‫‪ ‬شروط دعاوى الحيازة ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫تعرض املرشع املغريب لرشوط دعوى الياةة يف الفصول من‪ 166 :‬اىل ‪170‬من ق م م‪ .‬ومن خالل‬
‫تأمل هذه الفصول يتبني لنا أن هذه ادلعوى ال متارس اال يف ظل ثالثة رشوط‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن تس متر الياةة برشوطها مدة س نة‪:‬‬


‫فقد نص الفصل‪ 166 :‬من ق م م عىل أنه‪ " :‬ال ميكن رفع دعوى الياةة اال ممن اكنت هل صخصيا أو‬
‫بواسطة الغري مدة س نة عىل القل حياةة عقار أو حق عيين‪ ،‬حياةة هادئة‪ ،‬علنية‪ ،‬متصةل‪ ،‬غري منقطعة‪،‬‬
‫وغري جمردة من املوجب القانوين‪ ،‬وخالية من الالتباس‪".‬‬
‫مفن خالل هذا النص يتضح لنا أنه ال ميكن ممارسة دعاوى الياةة اال اذا حاة الشخص عقارا أو حقا‬
‫عينيا عقاراي مدة س نة عىل القل‪ ،‬غري أن هذه الياةة جيب أن تتصف ابلصفات اليت حددها الفصل‬
‫السابق ( ‪ ) 166‬وهذه الصفات يه‪:‬‬
‫‪ – 1‬الياةة الهادئة العلنية‪:‬‬
‫أ – وتكون الياةة هادئة اذا مل تعرتضها حوادث تعرض مادي متوالية‪ ،‬جتعل الائز مضطرا ملقاومهتا‬
‫ابس مترار‪ ،‬ليحتفظ حبياةته‪ .‬ويكف الهدوء يف الياةة‪ ،‬ولو اكن أساسها اس تعامل االكراه‪ ،‬ما دام املغتصب‬
‫قد متكن من أن حيوة حياةة هادئة ملدة س نة‪ .‬وقد ذهب الفقه القويق اىل أن رشط الهدوء ينتف اذا‬
‫تكرر الاعتداء عىل الائز من غري أن يلجأ اىل القضاء‪ .‬فاذا اكن الائز قد ركن اىل القضاء طالبا رد‬
‫الاعتداء‪ ،‬ةال عيب عدم الهدوء‪.‬‬

‫ويالحظ أن عيب عدم الهدوء نس يب‪ ،‬مبعىن أنه ال يمتسك به اال الشخص اذلي مل يتوافر الهدوء ابلنس بة‬
‫هل ‪ :‬ويكف أن يتوافر ابلنس بة للشخص أذلى يمتسك الائز قبهل حبقه‪ ،‬برصف النظر عن عدم توفره‬
‫ابلنس بة لغريه من الشخاص‪.‬‬
‫ب – وتكون علنية‪ :‬بأن تكون ظاهرة ابدية للعيان‪ ،‬وأن حيوة الشخص العقار عىل مرأى ومسمع من‬
‫الناس‪ ،‬ال بصورة متسرتة متخفية‪ .‬وال يشرتط أن تكون الياةة ظاهرة لاكفة الناس‪ .‬بل يكف أن يكون‬
‫حبيث ميكن أن يراها أو يعمل هبا من هل شأن فهيا ‪ ،‬وذلكل فعيب اخلفاء نس يب‪ ،‬أي ال يمتسك به اال من‬
‫اكن خفاء الياةة حاصال ابلنس بة هل ‪،‬واكن هل شأن فهيا‪.‬‬

‫‪ – 2‬الحيازة المتصلة ‪:‬‬


‫يقصد ابلياةة املتصةل أن تكون متصفة ابالس مترار ‪ ،‬وعدم حصول انقطاع فهيا ‪ ،‬وذكل بأن يقوم الائز‬
‫بأعامل متكررة عىل العقار مبا يطابق طبيعته ‪ ،‬وبصورة منتظمة ‪ ،‬دون أن تتوسط أعامهل مدة تنقطع فهيا‬
‫الياةة انقطاعا غري عادي ‪.‬‬
‫‪ – 3‬عدم التجرد من الموجب القانوني‪ ،‬والخلو من االلتباس‪:‬‬
‫يقصد هبذا الرشط أن يرتكز الائز يف حياةته للعقار أو الق العيين العقاري عىل س ند قانوين يربر‬
‫حياةته‪ ،‬حىت ولو اكن هذا الس ند معيبا‪ ،‬وأن يترصف يف العقار كام يترصف املاكل يف ملكه‪.‬‬
‫وعيب الالتباس كعيب عدم الاس مترار‪ ،‬هو عيب مطلق جيوة للاكفة المتسك به ضد من يدع الياةة‬

‫‪ ‬الثاين‪ :‬اقامة دعوى الياةة داخل أجل س نة من اترخي الفعل اخملل ابلياةة ‪:‬‬
‫‪ ‬اشرتط املرشع – خالفا للقواعد العامة – رفع دعاوى الياةة يف خالل س نة‪ ،‬تبدأ من اترخي حدوث‬
‫السبب اذلي يربر رفع ادلعوى‪ ،‬واال اكنت غري مقبو ة‪ ،‬يف حني أن دعوى امللكية مطلقة من هذا‬
‫القيد‪.‬‬
‫‪ - ‬الفصل ‪ 167 :‬من ق م م ‪.‬‬
‫‪ ‬الثالث‪ :‬عدم الجمع بين دعوى الحيازة ودعوى الملكية‪:‬‬
‫‪ ‬من القواعد الساس ية اليت حتمك دعاوى الياةة‪ :‬قاعدة عدم جواة امجلع بني دعوى الياةة ودعوى‬
‫الق‪ .‬وتريم هذه القاعدة اىل ابراة رغبة املرشع يف حامية الياةة ابعتبارها مركزا قانونيا مس تقال عن‬
‫الق املوضوع ‪ ،‬فال جيوة اخللط بني امحلاية املقررة للحياةة‪ ،‬وامحلاية املقررة للحق‪ ،‬وال جيوة أن تؤدي‬
‫هذه امحلاية اىل عدم الانتفاع من حامية الياةة‬
‫‪ ‬ويرتتب عىل قاعدة عدم امجلع بني دعوى الياةة‪ ،‬ودعوى امللكية أآاثر قانونية ابلنس بة للك من‬
‫املدع واملدعى عليه‪ ،‬وكذا احملمكة‪:‬‬

‫أ – فاملدع يف دعوى الياةة ال ميكنه املطالبة بدفع تعرض الغري لياةته للعقار ابدعاء ملكيته لهذا العقار‬
‫‪ ،‬وامنا جيب عليه أن يستند يف دعواه الياةة اىل توافر رشوط الياةة دليه‪ ،‬دون ااثرة مسأ ة ملكيته لهذا‬
‫العقار ‪.‬‬
‫ب – أما اذا اكن قد اختار رفع دعوى امللكية‪ ،‬فانه يعترب متناةال عن دعوى الياةة‪ ،‬فيسقط حقه يف‬
‫ممارس هتا‪ ،‬وقد نبه املرشع عىل ذكل يف املادة ‪ 169 :‬من ق م م ‪ ،‬عندما نص عىل أن ‪ " :‬من قدم دعوى‬
‫امللكية ‪ ،‬ال تقبل منه بعد ذكل دعوى الياةة ‪".‬‬

‫‪ ‬ج – يشرتط لتطبيق قاعدة عدم قبول دعوى الياةة لس بق رفع دعوى امللكية أن تكون دعوى‬
‫الياةة قد نشأ الق فهيا قبل اقامة دعوى امللكية‪ .‬أما دعوى الياةة اليت تستند اىل تعرض أو اعتداء‬
‫واقع بعد رفع دعوى امللكية‪ ،‬فهي دعوى مقبو ة‪ ،‬وتنتج اكفة أآاثرها القانونية‪.‬‬

‫‪ ‬د – أما املدعى عليه يف دعوى الياةة‪ ،‬أي املعتدي أو املتعرض‪ ،‬فانه ال يس تطيع أن يرفع دعوى‬
‫الياةة ابدعاء ملكية العقار‪ ،‬لن مثل هذه ادلفوع خترج دعوى الياةة عن اطارها املتعلق بواقعة‬
‫الياةة وحدها‪.‬‬
‫الحكمة من حماية الحيازة في ذاتها‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬ترجع العةل يف حامية الياةة‪ ،‬اىل افرتاض أن الائز هو املاكل‪ ،‬حفامية الائز امنا يه يف الواقع‬
‫حامية لصاحب الق‪ ،‬وهذا يعين أن دعوى الياةة ال حتم الق العيين الصيل يف ذاته‪ ،‬أي ال‬
‫حتم امللكية‪ ،‬وامنا حتم فقط الياةة املادية‪ ،‬أي وضع اليد‪ ،‬لن الائز يف الغالب هو املاكل‬
‫لليشء احملوة فالياةة العلنية الهادئة قرينة عىل امللكية‪ ،‬اال أهنا قرينة بس يطة قابةل الثبات‬
‫العكس‪.‬‬
‫‪ ‬وقد أجاة املرشع لصاحب الق رفع دعاوى الياةة‪ ،‬ليدفع هبا الاعتداء عىل ملكيته‪ ،‬ويه‬
‫دعاوى يسرية النفقات واالجراءات‪ ،‬فضال عن أهنا سهةل االثبات‪.‬‬
‫‪ ‬وذلكل فان هذا النوع من ادلعاوى يقبل عليه املواطنون والس امي يف الرايف والبوادي‪.‬‬

‫كام ترجع عةل هذه امحلاية اىل أن حامية الياةة من املقومات الوىل للمحافظة عىل النظام والمن‬
‫العام‪ ،‬اذ ال جيوة اغتصاب القوق‪ ،‬ولو اكن من يغتصهبا هو حقيقة صاحهبا‪ ،‬واال أدى ذكل اىل‬
‫الفوىض والاضطراب‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫األحكام الخاصة بدعاوى الحيازة ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ‬خصص املرشع املغريب دلعاوى الياةة‪ ،‬نصوصا خاصة ابعتبارها من املساطر اخلاصة – نظرا لمهيهتا‬
‫– ونظمها بقواعد خاصة ختالف القواعد العامة‪ ،‬مما جيعل هذه ادلعاوى تمتزي مبا ييل‪:‬‬

‫‪ -1 ‬تعترب دعاوى الياةة من ادلعاوى اليت تتصف ابالس تعجال‪.‬‬


‫‪ -2 ‬ختضع الحاكم الصادرة يف دعاوى الياةة دامئا لالس تئناف همام اكن ريع العقار موضوع الياةة‪،‬‬
‫وابملثل دعاوى امللكية معال ابملبدأ العام املنصوص يف الفصل‪ 134 :‬من قانون املسطرة املدنية اجلديد‪،‬‬
‫خالفا ملا جرى عليه قانون املسطرة املدنية القدمي‪ ،‬ابلنس بة دلعاوى امللكية‪.‬‬
‫‪ – ‬أصبح الاختصاص بنظر دعاوى الياةة‪ ،‬ودعاوى امللكية‪ ،‬معقودا للمحمكة الابتدائية‪ ،‬بعد‬
‫أن اكن قد امتنع عىل حمامك امجلاعات وحمامك املقاطعات النظر يف ادلعاوى املتعلقة ابلعقارات‬
‫وادلعاوى العينية‪ ،‬وبعد الغاهئا أصبح قضاء القرب اذلي حل حملها ممنوعا هو الآخر من النظر يف‬
‫هذه ادلعاوى عىل حنو ما سرناه الحقا عند دراستنا لقضاء القرب‪.‬‬
‫‪ – 4 ‬أن احملمكة اذا ظهر لها من خالل حبهثا عىل ضوء ما جاء ابلفصل‪ 168 :‬صاحب الق يف‬
‫الياةة قضت هبا هل‪.‬‬
‫‪ – 5 ‬اذا ادعى الياةة لك من املدع واملدعى عليه‪ ،‬وتقدم لك مهنام بأد ة عىل تكل الياةة‪ ،‬ومل‬
‫يكن يف االماكن الرتجيح بيهنام‪ ،‬اكن للقايض أن خيتار أحد اللول الثالثة املنصوص علهيا يف‬
‫الفصل‪ 170 :‬من ق م م ‪ ،‬ويه‪:‬‬
‫‪ ‬أ – أن يأمر القايض اببقاء الياةة للطرفني معا‪.‬‬
‫‪ ‬ب – أن يأمر القايض ابجراء حراسة قضائية عىل العقار املتناةع عىل حياةته‪ ،‬تس ند اىل‬
‫صخص اثلث من الغري‪.‬‬
‫‪ ‬ج – اس ناد الراسة عىل اليشء املتناةع فيه اىل أحد الطرفني مع الزتامه بتقدمي حساب عن‬
‫مثاره اذا اقتىض الال ذكل ‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫وختاما فانه اذا اكن التقس مي السابق يسري وفق الفقه التقليدي فان الفقه الديث‪ ،‬يرى أن‬
‫التقس مي املفيد يف دراسة ادلعوى‪ ،‬هو تقس ميها‪ ،‬اىل دعاوى الزام‪ ،‬ودعاوى تقريرية‪ ،‬ودعاوى‬
‫منش ئة‪ ،‬وذكل ابلنظر اىل نوع امحلاية القضائية اليت هتدف الهيا هذه ادلعاوى‪ ،‬وهو ما يتجه اليه‬
‫خاصة الفقه الملاين وااليطايل‪ .‬ومبا أن هذا التقس مي مبناه المك الصادر يف ادلعوى‪ ،‬أي يتخذ‬
‫الغاية اليت هيدف املدع اىل حتقيقها من رفع دعواه معيارا لتقس مي ادلعاوى عامة‪ ،‬وهو ما يتصل‬
‫– مهنجيا – بدراسة نظرية الحاكم‪ ،‬فاننا سرنجئ الديث عن هذا التقس مي اىل حني الديث‬
‫عن نظرية الحاكم‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقات حول أقسام الدعوى من خالل جدول‪:‬‬
‫العدوى العقارية‬ ‫الدعوى المنقولة‬ ‫الدعوى المختلطة‬ ‫العدوى العينية‬ ‫الدعوى الشخية‬ ‫الواقعة المرفوعة‬
‫إلى القضاء‬
‫المطالبة بالتعويض‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫على كل من ألحق‬
‫أضرارا بعقار معين‬
‫‪x‬‬ ‫باستحقاق‬ ‫المطالبة‬
‫‪x‬‬ ‫عقار‬
‫المطالبة ببطالت عقد‬
‫‪x‬‬ ‫على بيع عقار‬
‫‪x‬‬ ‫المطالبة بأنقاض بناء‬

‫المقاول‬ ‫مطالبة‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫بإنجاز البناء المتفق‬
‫عليه‬
‫بقسمة‬ ‫المطالبة‬
‫‪x‬‬ ‫األموال العقارية‬
‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫المطالبة بتسليم كمية‬
‫من خشب النجارة‬
‫‪ -‬بين في أي قسم من أقسام الدعوى تندرج أو ال تندرج‬
‫الوقائع التالية‪:‬‬
‫دعوى أخرى مختلفة‬ ‫العدوى العقارية‬ ‫الدعوى المختلطة‬ ‫العدوى العينية‬ ‫الدعوى الشخصية‬ ‫الواقعة المرفوعة‬
‫إلى القضاء‬

‫‪x‬‬ ‫‪ -‬المطالبة بفسخ‬


‫عقد بيع عقار من‬
‫قبل البائع‬
‫‪x‬‬ ‫‪ -‬مطالبة شخص‬
‫معنوي من آخر‬
‫بفسخ عقد تجاري‬
‫‪x‬‬ ‫‪ -‬مطالبة الوارث‬
‫عقارات‬ ‫بقسمة‬
‫موروثة‬
‫‪x‬‬ ‫‪ -‬مطالبة المحامي‬
‫بأتعاب المرافعة‬
‫‪x‬‬ ‫‪ -‬مطالبة الزوجة‬
‫بالنفقة‬

You might also like