Professional Documents
Culture Documents
الحصة الرابعة من مادة القضاء الإداري-converti
الحصة الرابعة من مادة القضاء الإداري-converti
يتم تطبيق أمام المحاكم اإلدارية المغربية نفس المقتضيات والقواعد المقررة في قانون
المسطرة المدنية ما لم ينص قانون على خالف ذلك (المادة 7من قانون ،)41-90مما يؤكد
خصوصية النظام القضائي عموما ببالدنا والقضاء اإلداري خصوصا حيث سمات وحدة القضاء
ال تزال تتجسد في المسطرة القضائية المطبقة أمام مختلف المحاكم العادية منها واإلدارية ،على
عكس ما هو معمول به في فرنسا التي أوجدت مساطر مستقلة عن المسطرة المدنية لعب االجتهاد
القضائي دورا طالئعيا في إنشاء معظمها ،بشكل أصبح معه النظام القضائي الفرنسي نظاما
مزدوجا.
فما هي خصائص الدعوى اإلدارية ببالدنا؟ ثم ما هي اإلجراءات الواجب اتباعها في هذه
الدعوى ؟
أوال -خصائص الدعوى اإلدارية:
يمكن إجمالها في:
-1المسطرة المدنية أساس التقاضي اإلداري:
رغم بعض اإلجراءات المسطرية التي تضمنها قانون ،41-90فإنه اعتمد فيما سواها
القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ،ال سيما تلك التي ال تتعارض ومسطرة التقاضي
اإلدارية ،منها إلزام أطراف الدعوى اإلدارية بوضع طلباتهم االفتتاحية ،ومذكراتهم التعقيبية
ومستنتجاتهم وتأويالتهم للوسائل القانونية المثارة ،كتابة باللغة العربية وال تقبل المالحظات
الشفوية إال إذا ُو ِجد نص صريح يبيحها ،كاالستماع إلى الشهود مثال (وتتم هذه المسطرة الكتابية
في مقال مكتوب موقع من لدن محام مسجل في جدول هيأة من هيآت المحامين بالمغرب) .كذلك
فإن المفوض الملكي وبموجب المادة 5من قانون 41-90ملزم بعرض استنتاجاته كتابة ،حتى
يتمكن األطراف من أخذ نسخة منها لالطالع عليها.
إلى جانب هذا فإنها مسطرة تحقيقية حيث يأمر المستشار المقرر بتقديم المستندات التي
يرى وجودها ضروريا للتحقيق في القضية ،ويستمع لألطراف ويجري معاينة وقد يستعين بتقرير
الخبراء ،والقاضي عند أمره هذا يراعي وضعية الطرف الذي يكون في منزلة غير متكافئة مع
اإلدارة بأن يجعل عبء اإلثبات يقع على عاتق هذه األخيرة أو إلزامها بتقديم األسباب التي
استندت عليها أثناء اتخاذ القرار المطعون فيه.
كذلك هي مسطرة حضورية بالنسبة لجميع األطراف فال بد للمدعي من إبداء دفوعاته
والرد على جميع المسائل القانونية التي أثيرت سواء في المقال االفتتاحي أو المذكرات التعقيبية
...وأيضا في الجانب اآلخر بعد تبليغه بنسخة المقال والوثائق المرفقة به ،يكون المدعى عليه
ملزما باإلجابة والرد عليها باإلدالء بحججه داخل األجل الممنوح ،يمكن إضافة خاصية السرية
كخاصية تميز مسطرة التقاضي أمام المحاكم اإلدارية ،فاألغيار ال يحق لهم االطالع على
وجد نص صريح يبيح
مستندات الملف ،كما الجلسات ال تكون علنية في جميع األحوال إال إذا ِ
ذلك.
-2مجانية دعوى اإللغاء:
لقد تم إعفاء طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسم القضائي )المادة 22من
قانون (41-90على خالف بعض التشريعات التي ال تعفي مثل هذا النوع من الدعاوى ،كما هو
الحال في دولة مصر حيث يشترط أداء رسوم متعددة منها ما هو قار ومنها ما هو نسبي ،أو ما
يعمل به في فرنسا حيث يتم كتابة العرائض على أوراق خاصة ذات قيمة مالية (ورقة الدمغة).
- 1وفي أحد قرارات الغرفة اإلدارية وبالتحديد قرار 354بتاريخ 1974/12/18بأن أي جماعة عندما ترفع الدعوى الالزمة
للمحافظة على مصالحها ،عليها أن تنقل سلطاتها ألشخاص مختارين من طرفها مع إعطائهم وكالة لينوب عنها وال اعتبر
طلبها غير مقبول
-الخزينة في شخص الخازن العام.
-الجماعات المحلية في شخص العامل بالنسبة للعماالت واألقاليم ،وفي شخص رئيس
المجلس بالنسبة للجماعات.
-المؤسسات العمومية في شخص ممثلها القانوني.
-مديرية الضرائب في شخص مدير الضرائب فيما يخص النزاعات المتعلقة بالقضايا
الجبائية التي تدخل ضمن اختصاصاتها.
-3اإلجراءات الخاصة بمقال الدعوى:
يجب إيداع مقال الدعوى بكتابة ضبط المحكمة اإلدارية ،وأن يشتمل على مجموعة من
البيانات المنصوص عليها في الفصل 32من قانون المسطرة المدنية والتي يحيل عليها المادة
23من قانون ،41-90وهذه البيانات تتعلق بأسماء طرفي الدعوى ومهنتهم وصفتهم ومحل
إقامتهم ،فضال عن تضمين المقال الوقائع والوسائل المثارة مع إرفاقه بالمستندات التي ينوي
المدعي استعمالها عند االقتضاء ،كما يتعين أن يرفِق المقال بالنسخ الكافية منه بحسب عدد
المدعى عليهم لتبليغها إليهم.
وت جدر اإلشارة إلى أنه ،إذا كانت الدعوى اإلدارية دعوى إلغاء يجب أن يرفق بنسخة
من القرار المطلوب إلغاؤه ،وإذا سبقه تظلم إداري تعين إرفاق طلب اإللغاء بنسخة من قرار
رفض التظلم أو نسخة من وثيقة تشهد بإيداع التظلم ،إن كان رفضه ضمنيا (المادة 21من قانون
.)90-41
كذل ك وكما تمت اإلشارة إليه سلفا فإن طلبات اإللغاء معفاة من أداء الرسم القضائي ،أما
باقي الدعاوى فتخضع ألداء الرسوم القضائية إال ما استثني بنص قانوني مع إمكانية طلب
المساعدة القضائية بالنسبة للعاجز عن أداء الرسوم القضائية وأداء أتعاب الدفاع.
وفيما يخص طلب اإللغاء إلى المحكمة فيجب أن يرفع داخل أجل 60يوما من تاريخ
نشر أو تبليغ القرار المطلوب إلغاءه أو من تاريخ علمه اليقيني به ،ولهذا األخير إن شاء أن
يتظلم من القرار اإلداري إلى ُمصدِره أو رئيسه داخل أجل 60يوما من توصله بقرار رفض
التظلم أو انصراف أجل 60يوما عن توصل اإلدارة به وعدم جوابها عنه.
-4إجراءات القاضي المقرر:
بعد أن يحال الملف على القاضي المقرر ،هذا األخير يأمر بتبليغ نسخ من المقال للمدعى
عليهم مع إنذارهم بالجواب واستدعائهم ألول جلسة تعقدها المحكمة ،وعند إدالء الجهة المدعى
عليها بالجواب يبلغ نسخة منه للمدعي وينذره بالتعقيب داخل أجل يحدده ،وتستمر عملية تبادل
المذكرات بين الطرفين طالما أن هذه المذكرات تتضمن عناصر جديدة.
وفي ظل ذلك يحق للقاضي المقرر اتخاذ جميع اإلجراءات التي يراها ضرورية لحسن
سير المسطرة ،فله أن يكلف األطراف باإلدالء بالحجج الالزمة للفصل في النزاع ،وله أن يمنح
أجال إضافيا ألي طرف متى اعتبر ذلك ضروريا ،وله أن يقوم بأي إجراء من إجراءات التحقيق
المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية كلما ارتأى أن ذلك مفيد للحسم في النازلة .وبعد
استيفاء اإلجراءات التي تتطلبها كل قضية وصيرورة القضية جاهزة للبت فيها ،يصدر القاضي
المقرر أمرا بالتخلي ويعين الجلسة التي ستندرج بها ويش ِعر األطراف بذلك وبتاريخ الجلسة ،ثم
يحيل الملف على المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق ليحرر مستنتجاته الكتابية ،والتي
يقوم بتالوتها بالجلسة المحددة ،ولألطراف حق االطالع عليها أو أخذ نسخ منها دون إمكانية
التعقيب عليها ،ثم تضع الهيآة الملف للمداولة قصد النطق بالحكم في جلسة يتم تحديدها.
- 2بموجب الظهير الشريف رقم ،1-06-07منشور بالجريدة الرسمية عدد 5398بتاريخ 24محرم 23( 1427فبراير
)2006المحدث للمحاكم االستئناف اإلدارية ص.490 :
كما تمت اإلشارة إلى ذلك في السابق ،فإنه يتم تعيين مفوض ملكي أو أكثر – بموجب
الفقرة الثالثة من المادة الثانية من القانون -80-03للدفاع عن القانون والحق من طرف الرئيس
األول لمحكمة االستئناف اإلدارية من بين المستشارين العاملين بها ،باقتراح من الجمعية العمومية
لمدة سنتين قابلة للتجديد ،ومن مهامه اإلدالء بآرائه ومستنتجاته في الملفات المسلمة إليه كتابة،
على أن يعمل على شرحها وبسطها وتوضيحها شفهيا لهيأة الحكم بالجلسة العامة بكامل االستقالل
سواء فيما يخص الوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها ،ويعتبر حضوره ضمن تشكيلة الهيأة
إلزاميا إال أنه ال يشارك في المداوالت .ويحق لألطراف الحصول على نسخة من مستنتجات
المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق التي تتضمن اقتراحا للحل الواقعي والقانوني للنزاع
المعروض على هيأة الحكم.
ثالثا -المستشارون:
يعين بمحاكم االستئناف اإلدارية مستشارون مرتبون في الدرجات االستثنائية واألولى
والثانية ،ويكلف كل واحد منهم بالتقرير في القضايا المكلف بها ،ويشارك في إصدار األحكام
طبقا للقواعد المنظمة للنصاب القانوني.
ويتولى المستشار المقرر تجهيز القضية باتخاذه لجميع اإلجراءات المسطرية الالزمة،
من أمر بتبليغ المقال االستئنافي والمذكرات الجوابية والردود وسلوك إجراءات تحقيق الدعوى
عن طريق القيام باألبحاث واألمر بالخبرات والمعاينات التي يراها ضرورية لسير المسطرة
طبقا ألحكام الفصول 329إلى 334من قانون المسطرة المدنية.
- 3وقد حالف المشرع الصواب حينما جعل استئناف األحكام حول االختصاص النوعي اختصاص منعقدا لمحكمة النقض وليس
محاكم استئناف إدارية ،وذلك لضرورة وجود جهة قضائية واحدة تحسم في نقطة االختصاص النوعي وتو ِ ّحد العمل القضائي
بخصوصه ومرحليا المجلس األعلى في انتظار إحداث محكمة التنازع بعد إحداث مجلس الدولة مستقبال ،بحيث لو ُمنح هذا
االختصاص لمحاكم االستئناف اإلدارية ،فإنه سيُفضي حتما إلى تعارض االتجاهات فيما بينها ،بما يؤدي إلى المساس بمصداقية
ونجاعة القضاء اإلداري من جهة واألوضاع والمراكز القانونية للمتقاضين من جهة أخرى.
كما تجدر اإلشارة إلى أن استئناف المنازعات االنتخابية ،أو ما أحيل على المحاكم اإلدارية من
أجل تقدير شرعية القرارات اإلدارية ،فإنه يعود إلى الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض وليس محاكم
االستئناف اإلدارية ،هذا األمر كان قبل تعديل المادة 16من القانون 80-03التي تم تعديلها سنة
2008بموجب القانون ،46-08أما بعده فقد أضحت إمكانية استئناف تقدير شرعية القرارات
أمام الغرفة اإلدارية بشكل نهائي لوحدها ،وعودة المحاكم االستئناف اإلدارية لتختص بالنظر في
المنازعات االنتخابية استئنافا ونقضها أمام -المجلس األعلى سابقا -محكمة النقض.