You are on page 1of 8

‫‪5‬‬ ‫أختــاه‪ ..

‬ال تكوني منهن‬

‫أختاه‪ ...‬ال تكوني منهن‬


‫ق ال رس ول اهلل ‪« :‬ورأيت الن ار ف إذا أك ثر أهلها‬
‫النساء» فال تكوين منهن‪.‬‬
‫عن ج ابر‪ ،‬ق ال‪ :‬ش هدت الص الة مع النيب ‪ ‬يف ي وم‬
‫عي د‪ ،‬فب دأ بالص الة قبل اخلطبة بغري أذان وال إقام ة‪ ،‬فلما‬
‫قضى الصالة قام متوكئًا على بالل‪ ،‬فحمد اهلل وأثىن عليه‪،‬‬
‫ووعظ الن اس وذك رهم‪ ،‬وحثّهم على طاعت ه‪ ،‬مث مضى إىل‬
‫النس اء ومعه بالل‪ ،‬ف أمرهن بتق وى اهلل ووعظهن‪ ،‬ومحد اهلل‬
‫وأثىن علي ه‪ ،‬وحثهن على طاعت ه‪ ،‬مث ق ال‪« :‬تص دقن ف إن‬
‫أك ثركن حطب جهنم» فق الت ام رأة من س فلة(‪ )1‬النس اء‬
‫س عفاء(‪ )2‬اخلدين‪ ،‬مل يا رس ول اهلل؟ ق ال‪« :‬إنكن تك ثرن‬
‫الشكاة‪ ،‬وتكفرن العشير» فجعلن ينزعن حليهن وقالئدهن‪،‬‬
‫وق رطتهن‪ ،‬وخ واتيمهن يق ذفن به يف ث وب بالل‪ ،‬يتص دقن‬
‫به(‪.)3‬‬
‫أختاه‪:‬‬
‫إهنا دعوة صادقة لك أن تنجي بنفسك من هذا املصري‬
‫الس يئ‪ ،‬أن تنجي بنفسك من الن ار‪ ،‬فاهلل تع اىل نفسه قد‬
‫دع اك إىل أن تتقي حرها الش ديد‪ ،‬وع ذاهبا األليم‪ ،‬واعترب‬
‫() سفلة‪ :‬ليست ذات حسب ونسب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سعفاء‪ :‬خدها فيه سواد‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() مسند أمحد ‪.14420‬‬ ‫‪3‬‬


‫أختــاه‪ ..‬ال تكوني منهن‬ ‫‪6‬‬

‫س بحانه أن الف وز كل الف وز هو النج اة منه ا‪ ،‬فق ال‪ :‬فَ َم ْن‬


‫ِ‬
‫ْجنَّةَ َف َق ْد فَ َاز‪ ‬اآلية «آل عم ران‬ ‫ِح َع ِن النَّا ِر َوأُ ْدخ َل ال َ‬ ‫ُز ْح ز َ‬
‫‪ ،»185‬وبني س بحانه بش اعة ع ذاهبا ودوامه ليتقيها العاق ل‪،‬‬
‫ار اللَّ ِه ال ُْموقَ َدةُ * الَّتِي‬
‫ويهرب منها ذو اللب الرشيد فقال‪ :‬نَ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َدةٌ‪« ‬س ورة اهلم زة»‪،‬‬ ‫تَطَّل ُع َعلَى اأْل َفْئ َدة * إَِّن َها َعلَْي ِه ْم ُم ْؤ َ‬
‫اح ةٌ لِلْبَ َش ِر‪‬‬ ‫ِ‬
‫اك َما َس َق ُر * اَل ُت ْبقي َواَل تَ َذ ُر * لََّو َ‬ ‫وق ال‪َ  :‬و َما أَ ْد َر َ‬
‫اه ْم َس ِع ًيرا‪« ‬اإلسراء‬ ‫ت ِز ْدنَ ُ‬‫«سورة املدثر»‪ ،‬وقال‪ُ  :‬كلَّ َما َخبَ ْ‬
‫‪.»97‬‬
‫وس كان جهنم طع امهم الزق وم والغس لني‪ ،‬وش راهبم م اء‬
‫محيم يقطع أمعاءهم‪ ،‬وسرابيلهم من قطران – وهو النحاس‬
‫املذاب‪.‬‬
‫إن ش دة الن ار وع ذاهبا‪ ،‬وه ول س عريها وقس وته‪ ،‬تفقد‬
‫اإلنس ان ص وابه‪ ،‬وجتعله جيود بكل أحبابه لينجو منه ا‪ ،‬وال‬
‫اب َي ْو ِمئِ ٍذ بِبَنِي ِه *‬
‫جناة يومئذ ‪َ ‬ي َو ُّد ال ُْم ْج ِر ُم لَ ْو َي ْفتَ ِدي ِم ْن َع َذ ِ‬
‫ض َج ِم ًيعا‬ ‫يه * َو َم ْن فِي اأْل َْر ِ‬
‫ص يلَتِ ِه الَّتِي ُت ْؤ ِو ِ‬
‫َخ ِيه * وفَ ِ‬ ‫احبتِ ِه وأ ِ‬
‫و ِ‬
‫َ‬ ‫ص َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ثُ َّم ُي ْن ِجيه‪« ‬املعارج»‪.‬‬
‫أختاه‬
‫إن أك ثر أهل الن ار من النس اء‪ ،‬وهن اك فريق منهن غري‬
‫قليل يف اجلن ة‪ ،‬وه ذه دع وة لك أن جتدي يف الس عي لكي‬
‫ال تك وين مع الفئة اهلالك ة‪ ،‬وأن تك وين مع الفريق الن اجي‬
‫منهن‪ ،‬يف جنة عرض ها الس ماوات واألرض‪ ،‬جنة ق ال عنها‬
‫‪7‬‬ ‫أختــاه‪ ..‬ال تكوني منهن‬

‫احلق س بحانه وتع اىل يف حديثه القدس ي‪« :‬أع ددت لعب ادي‬
‫الص الحين ما ال عين رأت وال أذن س معت وال خطر‬
‫على قلب بشر» مث ق ال رس ول اهلل ‪« :‬اق رؤوا إن ش ئتم‬
‫فال تعلم نفس ما أخفي لهم من ق رة أعين»‪ ،‬وق ال عنها‬
‫رس ول اهلل ‪« :‬موضع س وط في الجنة خ ير من ال دنيا‬
‫وما فيها»‪.‬‬
‫فالنج اة‪ ..‬النج اة‪ ..‬أخت اه‪ ،‬وانقلي نفسك من ن ار اجلحيم‬
‫إىل جنة النعيم‪ ،‬من أكل الزق وم إىل ‪َ ‬وفَاكِ َه ٍة َكثِ َير ٍة * اَل‬
‫وع ٍة‪ ‬ومن طع ام من غس لني إىل ‪َ ‬ولَ ْح ِم‬ ‫وع ٍة َواَل َم ْمنُ َ‬
‫َم ْقطُ َ‬
‫ْس َك ا َن‬ ‫طَْي ٍر ِم َّما يَ ْش َت ُهو َن‪ ‬ومن ش راب احلميم إىل ‪َ ‬ك أ ٍ‬
‫ورا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اج َها َكافُ ً‬
‫م َز ُ‬
‫قد تسألني أختاه‪ :‬وكيف النجاة؟‬
‫واإلجاب ة‪ :‬ارجعي ف اقرئي ح ديث رس ول اهلل ‪ ‬جتدي‬
‫اإلجاب ة‪ ،‬جتدي أط واق النج اة اليت تنجيك من هليب جهنم‬
‫وعذاهبا الشديد‪ ،‬وتأخذك إىل اجلنة ونعيمها الدائم‪.‬‬
‫أطواق النجاة‬
‫‪ -1‬ال تكثري الشكاة‪:‬‬
‫أخت اه‪ ..‬جتنيب ك ثرة الش كاة‪ ،‬فقد ع دها رس ول اهلل ‪ ‬من‬
‫أسباب دخول النار‪ ،‬والشكاة ضعف يف اإلميان‪ ،‬وعدم رضا بقدر‬
‫اهلل تع اىل وقض ائه‪ ،‬وأنت عن دما تش تكني إمنا تش تكني ربك للن اس‪،‬‬
‫نفع ا‪ ،‬وك ان‬
‫تش تكني من ينفعك إىل من ال ميلك لك ض ًرا وال ً‬
‫أختــاه‪ ..‬ال تكوني منهن‬ ‫‪8‬‬

‫رس ول اهلل ‪ ‬إذا رأى ما حيب ق ال‪« :‬الحمد هلل ال ذي بنعمته تتم‬
‫الص الحات» وإذا رأى ما يك ره ق ال‪« :‬الحمد هلل على كل‬
‫ح ال»(‪ .)1‬وق ال لقم ان البن ه‪ :‬أوص يك خبص ال تقربك من اهلل‬
‫وتباع دك عن س خطه‪ :‬أن تعبد اهلل ال تش رك به ش يئًا وأن ترضى‬
‫بقدر اهلل فيما أحببت وكرهت(‪ .)2‬واعلمي أختاه‪ :‬أن يف الصرب على‬
‫ما تك رهني خ ًريا كث ًريا‪ ،‬وأن النصر مع الص رب‪ ،‬وأن الف رج مع‬
‫الكرب‪ ،‬وأن مع العسر يسرا‪.‬‬
‫‪ -2‬إياك وكفران العشير‬
‫وطوق النجاة الثاين هو أن تتجنيب نكران العشري – أي نكران‬
‫أفضال زوجك عليك – فذلك ليس من الدين‪ ،‬وال من املروءة‪ ،‬بل‬
‫اعت ربه اإلم ام ال ذهيب من الكب ائر‪ ،‬ألن كل من ُوعد فاعله بع ذاب‬
‫النار يعترب من الكبائر‪ ،‬قال النيب ‪« :‬ورأيت النار فإذا أكثر أهلها‬
‫النس اء يكف رن» قي ل‪ :‬أيكف رن باهلل؟ ق ال‪« :‬يكف رن العش ير‪،‬‬
‫ويكفرن اإلحسان‪ ،‬لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك‬
‫ش يئًا ق الت‪ :‬ما رأيت منك خ ًيرا قط»(‪ .)3‬وكف ران النعمة من أي‬
‫إنس ان س يئة كب رية‪ ،‬ولكن نك ران العشري أكرب لق ول رس ول اهلل ‪:‬‬
‫«لو أم رت أح ًدا أن يس جد ألحد ألم رت الزوجة أن تس جد‬
‫لزوجها»‪ ،‬واملرأة العاقلة تش كر لزوجها كل مع روف –حىت وإن‬
‫صغريا– ألن ذلك حيببها إليه‪ ،‬كما أنه يدفعه لعطاء املزيد وهو‬
‫كان ً‬
‫() ابن ماجه ‪.3803‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مدارج السالكني ‪.2/229‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البخاري ‪.29‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪9‬‬ ‫أختــاه‪ ..‬ال تكوني منهن‬

‫منشرح الصدر‪ ،‬فاهلل نفسه يقول‪ :‬لَئِ ْن َش َك ْرتُ ْم أَل َ ِزي َدنَّ ُك ْم‪ ،‬فأقل‬
‫ج زاء من الزوجة لزوجها أن تثين عليه وتش كره على كل عطي ة‪،‬‬
‫ق ال النيب ‪« :‬من ص نع إليه مع روف فليج زه‪ ،‬ف إن لم يجد ما‬
‫يجزه‪ ،‬فليثن عليه‪ ،‬فإنه إذا أثنى عليه فقد ش كره‪ ،‬وإن كتمه فقد‬
‫كف ره» احلديث(‪ .)1‬ونك ران النعمة من الل ؤم‪ ،‬كما أنه نك ران لنعمة‬
‫اهلل تع اىل ألن كل نعمة وإن ك انت يف ظاهرها من بشر فهي يف‬
‫حقيقتها من اهلل تع اىل‪ ،‬ق ال رس ول اهلل ‪« :‬ال يش كر اهلل من ال‬
‫يشكر الناس»(‪.)2‬‬
‫أختاه‪:‬‬
‫إن كنت ح ًقا تري دين النج اة من الن ار‪ ،‬وختافني غضب اجلب ار‪،‬‬
‫فاحذري كفران العشري‪ .‬قال رسول اهلل ‪« :‬ال ينظر اهلل إلى امرأة‬
‫ال تشكر لزوجها‪ ،‬وهي ال تستغني عنه»(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬تصدقي‬
‫وه ذا هو ط وق النج اة الث الث‪ ،‬وقد أمر رس ول اهلل ‪ ‬النس اء‬
‫بالتص دق اتق اء الن ار حيث ق ال‪« :‬تص دقن ف إن أك ثركن حطب‬
‫جهنم»‪ ،‬وقد أمر اهلل تع اىل بالص دقة فق ال‪َ  :‬وأَنِْف ُق وا ِم ْن َما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب لَ ْواَل‬
‫ول َر ِّ‬
‫ت َفَي ُق َ‬ ‫َر َزقْنَ ا ُك ْم م ْن َق ْب ِل أَ ْن يَ أْت َي أ َ‬
‫َح َد ُك ُم ال َْم ْو ُ‬
‫َص َّد َق وأَ ُكن ِمن َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‪[ ‬املنافقون‬ ‫الص الح َ‬ ‫يب فَأ َّ َ ْ َ‬ ‫َج ٍل قَ ِر ٍ‬ ‫أَخ َّْرتَني إِلَى أ َ‬
‫‪ ]10‬وقد ذكر رس ول اهلل ‪ ‬من الس بعة ال ذين يظلهم اهلل بظله ي وم‬
‫() األدب املفرد ‪.157‬‬ ‫‪1‬‬

‫() األدب املفرد ‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫() املستدرك ‪.2771‬‬ ‫‪3‬‬


‫أختــاه‪ ..‬ال تكوني منهن‬ ‫‪10‬‬

‫ال ظل إال ظل ه‪« :‬ورجل تص دق بص دقة فأخفاها ح تى ال تعلم‬


‫ش ماله ما تنفق يمينه» ‪ -‬وهو يش مل النس اء ً‬
‫أيض ا – وال شك أن‬
‫من أظلّه اهلل بظله فقد جنا من النار‪ ،‬وجاء يف حديث رسول اهلل ‪:‬‬
‫«والص دقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الم اء الن ار»(‪ .)1‬وق ال ‪:‬‬
‫«اتقوا النار ولو بشق تمرة»(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬احذري اللعن‬
‫وط وق النج اة الرابع أخت اه‪ :‬اجتنيب اللعن‪ ،‬فإنه يك ثر عند‬
‫النس اء‪ ،‬وهو ذنب عظيم‪ ،‬وطريق ي ؤدي إىل الن ار‪ ،‬عن أيب س عيد‬
‫اخلدري ق ال‪ :‬خ رج رس ول اهلل ‪ ‬يف أض حى أو فطر إىل املص لى‪،‬‬
‫فمر على النس اء فق ال‪« :‬يا معشر النس اء تص دقن ف إني أريتكن‬
‫أك ثر أهل الن ار» فقلن‪ :‬ومب يا رس ول اهلل؟ ق ال‪« :‬تك ثرن اللعن‪،‬‬
‫وتكفرن العشير» احلديث(‪.)3‬‬
‫فاح ذري أخت اه من اللعن فقد ُت َع َّو ُد كثري من النس اء لعن‬
‫أوالدهن‪ ،‬وحي اهتن‪ ،‬وخادم اهتن‪ ،‬وكل ش يء‪ ،‬فاح ذري ذلك فهو‬
‫ذنب عظيم‪ ،‬وقد أخرب النيب ‪ ‬أن اللعنة ترجع إىل ص احبها إذا ك ان‬
‫ال ذي لعن ال يس تحقها‪ ،‬واللعنة قد تقع على الش يء ال ذي لعنتيه‬
‫فيك ون وب ال لعنته عليك أنت‪ ،‬عن عم ران بن احلصني ق ال‪ :‬بينما‬
‫رس ول اهلل ‪ ‬يف بعض أس فاره‪ ،‬وام رأة من األنص ار على ناق ة‪،‬‬
‫فضجرت فلعنتها‪ ،‬فسمع ذلك رسول اهلل ‪ ‬فقال‪« :‬خذوا ما عليها‬
‫() الرتمذي ‪.614‬‬ ‫‪1‬‬

‫() متفق عليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البخاري ‪.304‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪11‬‬ ‫أختــاه‪ ..‬ال تكوني منهن‬

‫ودعوه ا‪ ،‬فإنها ملعونة»‪ ،‬ق ال عم ران‪" :‬فك أين اآلن أراها متشي يف‬
‫الن اس ما يع رض هلا أح د"(‪ – .)1‬أي مل يعد أحد حياول االس تفادة‬
‫منها خوف اللعنة اليت نزلت هبا‪.‬‬
‫واح ذري أخت اه أن تلعين نفسك أو أبن اءك‪ ،‬فقد يوافق ذلك‬
‫حلظة إجابة فتقع اللعنة‪ ،‬وقد منع النيب ‪ ‬عن ذلك فقال‪« :‬ال تدعوا‬
‫على أنفس كم‪ ،‬وال ت دعوا على أوالدكم‪ ،‬وال ت دعوا على‬
‫أم والكم‪ ،‬ال توافق وا من اهلل س اعة يس أل فيها عط اء فيس تجيب‬
‫لكم»(‪ .)2‬فاح ذري أخت اه اللعن فإنه مض رة يف ال دنيا مهلكة يف‬
‫اآلخرة‪.‬‬

‫() مسلم ‪.2595‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مسلم ‪.3009‬‬ ‫‪2‬‬

You might also like