You are on page 1of 42

‫املجامع الفقهية‬

‫وأثرها يف تكوين الفقيه املعارص‬


‫‪4‬‬ ‫منهجيات‬

‫املجامع الفقهية‬
‫وأثرها يف تكوين الفقيه املعارص‬

‫ال�شيخ الدكتور‬
‫م�صعب �سلمان �أحمد ال�سامرائي‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪3‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫املقدمة‬
‫احلمد هلل والصالة والسالم عىل سيدنا حممد رسول اهلل وعىل آله‬
‫وصحبه و من وااله‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فإن العالقة بني املجامع الفقهية والفقيه املعارص وثيقة وقوية من‬
‫حيث التالزم بينهام كون املجامع الفقهية حمال لصناعة الفقيه املعارص‬
‫من جهة وكونه مشاركا يف انشائها وديمومتها من جهة أخرى‬
‫يف الوقت الذي تعمل فيه املجامع الفقهية بمقرراهتا وبيناهتا عىل‬
‫صناعة وصياغة احللول املناسبة والناجعة ملعاجلة املستجدات والنوازل‬
‫يف جوانب حياة الناس ومعايشهم اجتامعيا واقتصاديا وسياسيا‬
‫وال بد هلذه القرارات من عقول تعي الواقع وأقالم ختط الطريق‬
‫الصحيح مع االلتزام باملوروث املنضبط وهذه حتتاج اىل فقهاء‬
‫معارصين قد واكبوا مراحل النازلة منذ أول مراحلها اىل حتوهلا اىل‬
‫ظاهرة يف املجتمع تستدعي وجود حكم رشعي يتناوهلا من حيث احلل‬
‫أو احلرمة أو من حيث الصحة والفساد‬
‫ومن هذه املنطلقات وبناء عىل دعوة كريمة من تكوين العلم‬
‫املؤصل الستكتاب بحث عن صناعة الفقيه املعارص جال بخاطري أن‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪4‬‬

‫أتناول موضوعا يسلط الضوء عىل العالقة بني املجامع الفقهية والفقيه‬
‫املعارص من حيثية حمددة ووسمت البحث بـ‬
‫(( املجامع الفقهية وأثرها يف تكوين الفقيه املعارص ))‬
‫معاجلا هذه القضية وفق مطالب حمددة وهي كااليت‪:‬‬
‫تناولت يف املطلب األول‪ :‬بيان ما يتعلق باملجامع الفقهية من حيث‬
‫املفهوم والداللة‬
‫وخصصت املطلب الثاين‪ :‬إلبراز العالقة بني املجامع الفقهية‬
‫والفقيه املعارص‬
‫وأما املطلب الثالث‪ :‬فهو آللية تعامل املجامع الفقهية مع النوازل‬
‫وتأثريها يف التكوين‬
‫ويف املطلب الرابع‪ :‬تعدد نسخ املجامع الفقهية واهليئات االفتائية‬
‫واسهامه يف تكوين الفقه املعارص‬
‫ثم ختمت بأهم النتاج والتوصيات‬
‫واهلل اسأل أن جينبنا الزلل ويصحح اخللل وأن ينفع باآلخر و األول‬
‫وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وسلم‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪5‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫املطلب األول‪:‬‬
‫املجامع الفقهية املفهوم والداللة‬

‫لبيان معنى املجامع الفقهية اعتباران‪:‬‬


‫األول‪ :‬من حيث كونا مركب ًا إضافي ًا‬
‫فاملجمع‪ :‬لغة‪ :‬من مجع اليشء عن تفرقة جيمعه مجعا ومجعه وأمجعه‬
‫فاجتمع (((واجلامعة واجلميع واملجمع واملجمعة كاجلمع ((( َ‬
‫واجل ْم ُع‪:‬‬
‫فاج َت َم َع ‪َ (((.‬‬
‫وامل ْجمع‪،‬‬ ‫ج ْع ُته ْ‬‫ض ‪ُ .‬ي َق ُال‪َ َ :‬‬ ‫الش ِء ب َت ْق ِر ِ‬
‫يب َب ْع ِضه ِمن َب ْع ٍ‬ ‫َض ُّم َّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اسام للناس وللموضع الذي‬ ‫كم ْق َعد و َمن ِْزل‪َ :‬م ْوض ُع اجلَ ْم ِع ويكون ً‬
‫(((‬
‫َ‬
‫جيتمعون فيه((( واملجتمعون وامللتقى ومنه جممع البحرين ومؤسسة‬
‫(((‬
‫للنهوض باللغة أو العلوم أو الفنون ونحوها و( جمامع ) حمدثة‬

‫((( ينظر‪ :‬املحكم واملحيط األعظم‪ ،‬البن سيده‪ 347 /1 ،‬مادة ( مجع )‬
‫((( ينظر‪ :‬لسان العرب البن منظور‪ 53 /8 :‬مادة ( مجع)‪ ،‬تاج العروس‬
‫للزبيدي‪ 451/20 :‬مادة (مجع)‬
‫((( ينظر‪ :‬تاج العروس للزبيدي‪ 451 / 20 :‬مادة ( مجع )‬
‫((( املصدر نفسه‪ 455 / 20 :‬مادة ( مجع )‬
‫((( ينظر‪ :‬لسان العرب البن منظور‪ 53 / 8 :‬مادة ( مجع )‬
‫((( ينظر‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬إلبراهيم مصطفى وأمحد الزيات وحامد عبد القادر‬
‫و حممد النجار‪ 136 / 1 :‬مادة ( مجع )‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪6‬‬

‫ومعناه االصطالحي ال يبعد عن املعنى اللغوي ‪.‬‬


‫والفقه‪ :‬لغة‪:‬‬
‫(((‬
‫فقه اليشء‪ :‬علمه و َف َّق َهه وأ ْف َق َهه ع ًلمه و َف ِق َه عنه أي‪ :‬فهم‪.‬‬ ‫من ِ‬

‫لسيا َدتِه ورشفه و َف ْض ِله عىل سائر َأنواع العلم‬ ‫وغلب عىل ِع ْلم الدين ِ‬

‫النجم عىل الث َُّر َّيا ((( وأما اصطالحا‪ :‬فقد اختلفت العبارات‬
‫ُ‬ ‫كام غلب‬
‫يف بيان معناه‬
‫وعرفه اإلمام أبو حنيفة بأنه‪ ( :‬معرفة النفس ما هلا وما عليها) (((و‬
‫عرفه الغزايل بقوله‪( :‬عبارة عن العلم باألحكام الرشعية الثابتة ألفعال‬
‫املكلفني خاصة) (((وقال اآلمدي‪ ( :‬العلم احلاصل بجملة من األحكام‬
‫الرشعية الفروعية بالنظر واالستدالل) (((و اشتهر عند أألصوليني ‪،‬بأنه‪:‬‬
‫(((‬
‫( العلم باألحكام الرشعية العملية املكتسب من أدلتها التفصيلية)‬

‫ينظر‪ :‬خمتار الصحاح للرازي‪ 517 :‬مادة ( فقه )‪.‬‬ ‫(((‬


‫ينظر‪ :‬لسان العرب البن منظور‪ 522 / 13 :‬مادة ( فقه )‬ ‫(((‬
‫التوضيح يف حل غوامض التنقيح للمحبويب‪16 / 1 :‬‬ ‫(((‬
‫املستصفى للغزايل‪5 / 1 :‬‬ ‫(((‬
‫اإلحكام لآلمدي‪22 / 1 :‬‬ ‫(((‬
‫التمهيد لالسنوي‪ ،50 / 1 :‬اإلهباج للسبكي‪28 / 1 :‬‬ ‫(((‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪7‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫والذي يبدو أن مفهوم الفقه يف االصطالح قد أخذ أطوارا ثالثة‬


‫وهي ‪:‬‬
‫الطور األول‪ :‬أن الفقه مرادف للفظ الرشع‪ ،‬فهو معرفة كل ما جاء‬
‫عن اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬سواء ما يتصل بالعقيدة أو األخالق أو أفعال‬
‫اجلوارح‬
‫وهلذا قال الغزايل‪( :‬ولقد كان اسم الفقه يف العرص األول مطلق ًا عىل‬
‫علم طريق اآلخرة ومعرفة دقائق آفاق النفوس ومفسدات األعامل‬
‫وقوة اإلحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إىل نعيم اآلخرة واستيالء‬
‫اخلوف عىل القلب)((( والطور الثاين‪ :‬قد دخله بعض التخصيص‪،‬‬
‫إذ استبعد علم العقائد‪ ،‬وجعل علام مستقال سمي (علم التوحيد) أو‬
‫(علم الكالم) أو (علم العقائد) ‪ .‬وعرف الفقه يف هذا الطور بأنه العلم‬
‫باألحكام الفرعية الرشعية املستمدة من األدلة التفصيلية ‪.‬‬
‫واملراد بالفرعية ما سوى األصلية التي هي العقائد ؛ ألهنا هي‬
‫أصل الرشيعة‪ ،‬والتي ينبني عليها كل يشء ‪ .‬وهذا التعريف للفقه‬
‫يتناول األحكام الرشعية العملية التي تتصل بأفعال اجلوارح كام‬
‫يتناول األحكام الرشعية الفرعية القلبية كحرمة الرياء والكرب واحلسد‬

‫((( إحياء علوم الدين للغزايل‪32 / 1 :‬‬


‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪8‬‬

‫والعجب‪ ،‬و كحل التواضع‪ ،‬وحب اخلري لآلخرين ‪ ،‬إىل غري ذلك من‬
‫األحكام التي تتصل باألخالق‪.‬‬
‫وأما الطور الثالث‪ :‬وهو الذي استقر عليه رأي العلامء إىل يومنا هذا‬
‫– وهو أن الفقه هو العلم باألحكام الرشعية الفرعية العملية املستمدة‬
‫من األدلة التفصيلية‪ ،‬وعىل هذا فاألحكام الرشعية الفرعية املتصلة‬
‫بأعامل القلب أفرد هلا علم خاص عرف باسم (علم التصوف) أو‬
‫(األخالق) ‪.‬‬
‫(((‬

‫االعتبار الثاين‪ :‬من حيث كونه علام ولقبا‪:‬‬


‫تفاوت عبارات املعارصين يف ايضاح معناه‬
‫‪ 1-1‬عرفه الدكتور سعد الدين الكبي بأنه‪( :‬مؤسسة علمية رشعية‬
‫معارصة‪ ،‬تضم نخبة من العلامء والباحثني واملتخصصني؛ للنظر يف‬
‫املسائل املستجدة‪ ،‬وإعطائها األحكام الرشعية املناسبة‪ ،‬وتأخذ صفة‬
‫االجتهاد اجلامعي)((( وعرفه الشيخ حممد أمحد املفتي العام للقدس‬
‫بأنه‪( :‬هيئة رشعية مكونة من جمموعة من علامء يف خمتلف التخصصات‬
‫يسعون اىل اجياد احللول والصيغ االسالمية للمسائل االقتصادية‬

‫((( ينظر‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪. 13-12 / 1 :‬‬


‫((( املجامع الفقهية وصفة اإلمجاع يف العرص احلديث لسعد الدين الكبي‪. 43 :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪9‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫يتصفون بصفات حمددة ويقوم عملهم عىل اساس االجتهاد اجلامعي‬


‫يف املسائل املطروحة والية االلتزام باحكام الرشع ويصدرون قراراهتم‬
‫(((‬
‫وفق منهجية يرتبها املجمع )‬
‫‪ 2-2‬وعرفه الدكتور حممد الزحييل بأنه‪ ( :‬مؤسسات فقهية عامة متارس‬
‫االجتهاد ملعرفة االحكام الرشعية يف القضايا املهمة املطروحة عليها‬
‫ملواكبة العرص وتلبية حاجات االمة الفقهية باصدار قرارات فيها عن‬
‫(((‬
‫طريق االجتهاد اجلامعي)‬

‫((( ينظر‪ :‬دور املجامع الفقهية يف ترشيد مسرية املؤسسات الاملية االسالمية‬
‫آليات وصيغ للشيخ حممد أمحد حسني ‪6:‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دور املجامع الفقهية مع املؤسسات الاملية االسالمية للدكتور حممد‬
‫مصطفى‪3 :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪10‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬‬
‫العالقة بني املجامع الفقهية والفقيه املعارص‬
‫علم مما سبق أن املجامع الفقهية هي عبارة عن مؤسسات‬
‫علمية رشعية معارصة‪ ،‬تضم نخبة من العلامء والباحثني يف خمتلف‬
‫التخصصات يتصفون بصفات حمددة ينظرون يف املسائل املستجدة‬
‫ويسعون اىل اجياد احللول والصيغ االسالمية ويقوم عملهم عىل اساس‬
‫االجتهاد اجلامعي يف املسائل املطروحة‪ ،‬وإعطائها األحكام الرشعية‬
‫املناسبة‪ ،‬وتأخذ صفة االجتهاد اجلامعي‬
‫ومن هنا يمكن اعتبار املجامع الفقهية البيئة املناسبة واألجواء‬
‫املالئمة التي تساعد يف تكوين الفقيه املعارص وذلك من خالل االيت‪:‬‬
‫تضم عددا من الفقهاء واألصوليني‬
‫ّ‬ ‫أوال‪ :‬إن املجامع الفقهية‬
‫واملقاصديني والباحثني يف التقعيد الفقهي والسياسة الرشعية وغريهم‬
‫من العلوم املساندة بحسب املستجدات والنوازل كاألطباء واملهندسني‬
‫والصيادلة والفلكيني منهم العضو الدائم وضيوف االستكتاب‬
‫تواجد هؤالء الكوكبة من العلامء يساعد يف اضافة خربات علمية‬
‫وتطلعات معرفية وقوة نظر يف الفروع الفقهية‬
‫ثانيا‪ :‬تدوين اجللسات وما جيري فيها من املناقشات العلمية‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪11‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫ووجهات النظر الفقهية واختالف املعارصين يف التكييفات واملخارج‬


‫بجميع التفاصيل وألدق األمور كمحارض املحاكم يرشد الفقيه‬
‫املعارص اىل االطالع عىل معرفة االشباه والنظائر يف املسائل ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نرش البحوث املقدمة والتي تناقش يف اجللسات كاملة يتيح‬
‫للفقيه املعارص الرجوع اليها والتأكد من الطروحات العلمية التي‬
‫تناولتها تلك البحوث والدراسات‬
‫رابعا‪ :‬اصدار املجامع الفقهية قرارات باملسائل املستجدة بمثابة‬
‫وثيقة أو فتوى حمدد املعامل جتيب عن التساؤالت وتصحح مسار‬
‫التعامالت ترسم للفقيه املعارص طريق االفتاء املنضبط‬
‫خامسا‪ :‬معاجلة املجامع الفقهية مستجدات متنوعة ونوازل متعددة‬
‫هلا عالقة يف الفقه االسالمي وبجميع أبوابه بدء من فقه العبادات مرورا‬
‫بفقه املعامالت وفقه االحوال الشخصية واالقضية والشهادات فضال‬
‫عن أبواب فقهية خمتلفة وهذا يساعد عىل سعة االطالع والنظر يف‬
‫أبواب كثرية والوقوف عىل مسائل منثورة‬
‫سادسا‪ :‬عقد املجامع الفقهية جلسات حمددة مسبقا وطارئة أحيانا‬
‫تعالج قضايا األمة وما ينزل بساحتها من وقائع وهذا ينمي يف الفقيه‬
‫املعارص مواكبة الزمان واملكان ومعرفة الواقع وكيفية التعامل مع املتوقع‪.‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪12‬‬

‫املطلب الثالث‪:‬‬
‫آلية تعامل املجامع الفقهية مع النوازل‬
‫وتأثريها يف التكوين‬
‫تصدر عن املجامع الفقهية اجابات عن أسئلة ترد من مؤسسات‬
‫تعنى بالطب أو االقتصاد أو السياسة أو غريها أو ترى املجامع رضورة‬
‫معاجلة واقعة حتل باملجتمع االسالمي وهذه االجابات يطلق عليها‬
‫املج َمع َّية) وهي عبارة عن اجتهاد اجلامعة يف هذا العرص‬ ‫(القرارات ْ‬
‫أخذها بعني االعتبار وعدُّ ها َمظِن َة ُحكم‬
‫يوجب عىل األمة اإلسالم َّية ُ‬
‫اهلل يف هذه الواقعة طبق ًا للتعاليم اإلسالم َّية الراشدة‪(((. ‬وطريقة إصدار‬
‫القرارات املجمعية ‪:‬‬
‫اخلطة التي تنتهجها املجامع الفقهية اإلسالمية العامة أو اخلاصة‬
‫تكون كاآليت‪:‬‬
‫‪ 1-1‬تعقد هيئة مكتب املجمع برئاسة األمني العام للمجمع عدة‬
‫اجتامعات لوضع أسامء املوضوعات التي يرتاوح عددها يف‬
‫كل دورة سنوية عادية بني مخسة أو سبعة موضوعات‪ ،‬يراعى‬

‫آليات ِ‬
‫وص َي ٌغ‬ ‫ٌ‬ ‫((( ينظر َد ْور َامل َجامع الفقهية يف ت َْرشيد َمسرية املصارف اإلسالمية‬
‫َع َملية‪ ،‬للدكتور حممد عبد اللطيف صالح الفرفور‪16 :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪13‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫يف اختيارها التنوع والتجديد‪ ،‬وتلبية الرضورات أو احلاجات‬


‫البحثية‪ ،‬والظروف املعارصة‪ ،‬واألولويات الفقهية يف حل‬
‫املشكالت وعالج املسائل واملستجدات الطارئة‪ ،‬بسبب كون‬
‫املجمع هو اجلهة العلمية األمينة واحليوية واملحققة لطموحات‬
‫املسلمني‪ ،‬من اخلاصة والعامة·‬
‫وقد يعقد املجمع ندوة أو دورة استثنائية لبحث موضوع حمدد‪ ،‬وتتم‬
‫مناقشة املوضوع‪ ،‬وبيان حماوره‪ ،‬فإن ُبحث املوضوع يف ندوة‬
‫خاصة‪ ،‬يتم عرض ما نجم عنه االجتامع عىل دورة املجمع‬
‫العادية ·‬
‫‪ 2-2‬تقدَّ م أسامء املوضوعات املقرتحة إىل رئيس املجمع‪ ،‬إلقرارها أو‬
‫تعديلها‪ ،‬أو تأجيلها لتقديم مزيد من البحث والتصور للمسألة‬
‫املطروحة وبيان اجلدوى من دراستها ‪.‬‬
‫‪ 3-3‬و بعد إقرار هيئة املجمع للموضوعات‪ ،‬ترسل قائمة هبا إىل أعضاء‬
‫املجمع الختيار بحث أحدها‪ ،‬وقد يك َّلف الباحث بموضوع‬
‫معني – وهو الغالب‬
‫‪4-4‬و تضع هيئة املكتب برئاسة أمني املجمع بعض القواعد واألصول‬
‫التي تراعى يف كتابة البحث‪ ،‬مثل رضورة االعتامد عىل األدلة‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪14‬‬

‫الرشعية املعتربة‪ ،‬ومراعاة الظروف واألحوال املعارصة‪،‬‬


‫والتوثيق وختريج اآليات واألحاديث‪ ،‬وتقديم ملخص يف هناية‬
‫كل موضوع‪ ،‬وصياغة صورة قرار جممعي·‬
‫‪ 5-5‬وإذا اكتمل إرسال البحوث وإعدادها‪ ،‬بعد إعطاء الباحث مهلة‬
‫زمنية كافية إلعداد البحث‪ ،‬فعندئذ فتعقد دورة املجمع·‬
‫‪ 6-6‬و جيتمع املجلس ويبدأ جملس املجمع أعامله يف اليوم األول بجلسة‬
‫االفتتاح التي يشرتك فيها عادة شخصيات رسمية‪ ،‬ثم تنعقد‬
‫جلسات املجمع أليام‪ ،‬ويعرض يف كل جلسة ملدة نصف يوم‬
‫أو أكثر أحد املوضوعات بحسب جدول أعامل املؤمتر‪ ،‬ويقدم‬
‫باحث ملخص ًا عن موضوعه وعن مجيع املوضوعات املتامثلة‪،‬‬
‫بعد تعيني مقرر عام للجلسات·‬
‫‪ 7-7‬ويبدأ النقاش واحلوار بعد ذلك‪ ،‬وتعطى فرصة كافية لكل متحدث‬
‫يف نقد أو إقرار لام اشتملت عليه البحوث‪ ،‬ويف هناية اجللسة‬
‫املخصصة للموضوع ُتعيَّ جلنة من أصحاب البحوث وغريهم‬
‫مقرر لكل موضوع‪ ،‬وبعد‬
‫ويسمى ِّ‬
‫َّ‬ ‫لصياغة القرار املناسب فيها‪،‬‬
‫صياغة القرارات‪ ،‬تقدَّ م ألمني املجمع‪ ،‬وتتم مناقشتها مع وجود‬
‫أمني املجمع ورئيس املجمع·‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪15‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫‪8-8‬يف اجللسة النهائية تعرض مشاريع القرارات وتتم مناقشتها وتقديم‬


‫االعرتاضات أو التحفظات واملالحظات‪ ،‬وجييب أصحاب‬
‫البحوث عن األسئلة املقدمة‪ ،‬ثم تصدر القرارات إما باإلمجاع‪،‬‬
‫وهو الغالب‪ ،‬وإما بأغلبية األصوات أحيان ًا·‬
‫عل ًام بأن حق التصويت مقصور عىل أعضاء املجمع‪ ،‬وال حيق للخرباء‬
‫التصويت‪ ،‬ألن املشاركني يف املجامع كمجمع الفقه الدويل إما‬
‫أعضاء وإما خرباء·‬
‫ويف هذه اجللسة يقرأ أمني املجمع القرارات والتوصيات الصادرة‬
‫املطبوعة عىل مجيع احلارضين يف اجتامع جملس املجمع إلقرارها‪،‬‬
‫وإذا كان ألحد املوجودين اعرتاض أو إبداء رغبة يف تعديل‬
‫قرار‪ ،‬يقدِّ م ورقة مكتوبة بام يريده إىل املقرر العام للنظر فيها‬
‫يف جلنة الصياغة العامة أو اخلاصة‪ ،‬فإما أن يؤخذ باقرتاحه أو‬
‫هيمل·‬
‫‪9-9‬تطبع القرارات املعتمدة وترسل إىل األعضاء والدول املشاركة‬
‫يف صورهتا النهائية‪ ،‬وكلام مضت دورات حمددة‪ ،‬أعيد طبع‬
‫مجيع القرارات القديمة واجلديدة‪ ،‬وتعلن يف الصحف‪ ،‬وعىل‬
‫شبكة االنرتنت ويبادر عادة إىل اقتنائها املستفيدون منها يف‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪16‬‬

‫جمال الدراسات العليا يف اجلامعات وغريها‪ ،‬وكذا يف املصارف‬


‫اإلسالمية‪ ،‬والرشكات التجارية ونحوها‪ ،‬وتلك هي الغاية‬
‫املنشودة من إصدار القرارات املجمعية‪ ،‬وتكون الفائدة منها‬
‫حمققة غالب ًا‪ ،‬وإن مل تتوافر هلا صفة اإلمجاع امللزم‪ ،‬وإنام هي بمثابة‬
‫اتفاق أكثرية العلامء· وإذا عقدت ندوة أو أكثر يف موضوع ما‪،‬‬
‫فيعاد عرض قرار املجتمعني يف الندوة عىل دورة املجمع إلقرارها‬
‫أو تعديل بعض بنودها‪ ،‬كام تقدم بيانه·(((هذه االلية إلصدار‬
‫القرارات املجمعية هلا اسهام كبري يف تكوين الفقيه املعارص من‬
‫حيثيات متعددة وهي كااليت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ترتيب األوليات البحثية والتسلسل يف مدى أمهية معاجلة‬
‫القضايا التي تقع يف املجتمع أو يتوقع وقوعها يف مجيع اجلوانب التي‬
‫تالمس حياة الناس اقتصاديا أو سياسيا أو اجتامعيا وهذا مما يساعد‬

‫((( ينظر‪ :‬دور املجامع الفقهية يف إعداد املجددين للدكتور وهبة الزحييل‪،‬‬
‫صحيفة صوت اإليامن ‪ -‬اليمن (األربعاء‪/ 22 /‬ديسمرب‪2010 /‬م )‪،‬‬
‫والصحافة االسالمية منشور عىل موقع ‪http://www.islamicpl.‬‬
‫‪ org/.html‬ومنهج املجامع الفقهية يف العامل اإلسالمي يف معاجلة القضايا‬
‫املعارصة للدكتور وهبة الزحييل ‪ 2011/11/11‬منشور عىل موقع‬
‫‪http://www.assakina.com‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪17‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫الفقيه املعارص عىل كيفية التعامل مع النوازل واملستجدات‬


‫ثانيا‪ :‬رسم آلية املسائل املراد مناقشتها من خالل حتديد منهجية‬
‫معينة ودراسة حمددة املعامل وهذا جيعل الفقيه املعارص حيدد اهلدف‬
‫املطلوب حتقيقه من غري تشتيت أو تضييع‬
‫ثالثا‪ :‬الرتكيز عىل النصوص الرشعية يف استنباط االحكام والوقوف‬
‫عىل االتفاسري والرشوح مع التوثيق وضبط النقوالت وهذا مما جيعل‬
‫الباحث يعزز الطروحات العلمية التي يراها يف املعاجلات الرشعية‬
‫للمستجدات بحيث يكون هلا مستند من نص أو امجاع ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬امهية املناقشة العلمية املستفيضة يف عرض املوضوعات‬
‫واملقارنة بني االشباه والنظائر وهذا مما يبني عقلية الفقيه املعارص‬
‫وجتعله مرنا يف التعامل مع املسائل وال يكون جامدا عىل النص أو‬
‫منغلقا عىل الفكرة‬
‫خامسا‪ :‬التدريب عىل الشفافية وقبول الرأي االخر من غري تعنيف‬
‫أو تعنت بحيث تعرض القرارات بصورة واضحة جدا من غري تدليس‬
‫او التفاف‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪18‬‬

‫املطلب الرابع‪:‬‬
‫اسهام تعدد نسخ املجامع الفقهية‬
‫واهليئات االفتائية يف التكوين‬
‫إن نشأة املجامع الفقهية جاءت استجابة لدعوات وتلبية لنداءات‬
‫العلامء والفقهاء واملتخصصني يف الوقت الذي اشتكى فيه الناس من‬
‫سوء الزمان‪ ،‬وكثرة مشكالت احلياة‪ ،‬و غياب االجتهاد الشخيص‪،‬‬
‫ومن أوائل أولئك اإلمام بديع الزمان النوريس الذي عايش فرتة اهنيار‬
‫آخر معقل للخالفة اإلسالمية يف استطنبول‪ ،‬حني دعا إىل رضورة إنشاء‬
‫جملس شورى لالجتهاد يتحاور فيه أهل العلم للوصول إىل احلكم‬
‫املراد هلل‬
‫(((‬

‫‪ 1-1‬يقول الشيخ حممد الطاهر بن عاشور‪ ( :‬وان أقل ما جيب عىل‬


‫العلامء يف هذا العرص أن يبتدوأ به من هذا الغرض العلمي أن‬
‫يسعوا إىل مجع جممع علمي حيرضه أكرب العلامء بالعلوم الرشعية‬
‫يف كل قطر إسالمي عىل اختالف مذاهب املسلمني يف األقطار‪،‬‬
‫ويبسطوا بينهم حاجات األمة‪ ،‬ويصدروا فيها عن وفاق فيام‬

‫((( ينظر‪ :‬يف فكرة االجتهاد اجلامعي تارخي ًا وواقع ًا‪ ،‬د‪ .‬قطب سانو منشور عىل‬
‫موقع ‪www.drsano.net/papers/aa‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪19‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫يتعني عىل األمة عليه‪ ،‬ويعلموا أقطار اإلسالم بمقرراهتم‪ ،‬فال‬


‫احسب أحدا ينرصف عن إتباعهم‪ ،‬ويعينوا يومئذ أسامء العلامء‬
‫الذين جيدوهنم قد بلغوا مرتبة االجتهاد او قاربوا‪ ،‬وعىل العلامء‬
‫أن يقيموا من بينهم أوسعهم علام‪ ،‬وأصدقهم نظرا يف فهم‬
‫الرشيعة‪ ،‬فيشهدوا هلم بالتأهل لالجتهاد يف الرشيعة‪ ،‬ويتعني أن‬
‫يكونوا قد مجعوا إىل العلم العدالة‪ ،‬وإتباع الرشيعة لتكون أمانة‬
‫(((‬
‫العلم فيهم مستوفاة‪ ،‬وال تتطرق إليهم الريبة يف النصح لألمة)‬
‫‪ 2-2‬وقال الدكتور مصطفى الزرقا‪ ( :‬اذا أردنا أن نعيد للرشيعة‬
‫وفقهها روحها وحيويتها باالجتهاد الذي هو واجب كفائي ال بد‬
‫من استمراره يف األمة رشعا والذي هو السبيل الوحيد ملواجهة‬
‫املشكالت الزمنية الكثرية بحلول رشعية جزئية عميقة البحث‬
‫متينة الدليل بعيدة عن الشبهات والريب واملطاعن‪ ،‬قادرة عىل‬
‫أن هتزم اآلراء والعقول اجلامدة واجلاحدة عىل السواء‪ ،‬فان‬
‫حتقيق ذلك املطلب يتطلب ركيزتني مهمتني‪ :‬أحدمها تنظيمية‪،‬‬
‫واألخرى تعليمية‪ ،‬فالركيزة التنظيمية االجتهاد اجلامعي وجممع‬
‫فقهي وطريقة ذلك اآلن أن يؤسس جممع للفقه اإلسالمي عاملي‬

‫((( مقاصد الرشيعة االسالمية ملحمد الطاهر بن عاشور‪409-408 :‬‬


‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪20‬‬

‫(((‬
‫التكوين عىل طريقة املجامع العلمية واللغوية)‬
‫‪ 3-3‬وقال الشيخ مناع القطان‪ ( :‬دعا كثري من العلامء إىل إنشاء جممع‬
‫فقهي عىل نسق املجامع العلمية األخرى‪ ،‬حتقيق ًا للهدف العام‬
‫الذي يشعر املسلمون باحلاجة إليه يف جتديد الفقه اإلسالمي‬
‫وتطوره‪ ،‬وحتى يكون هذا املجمع وسيلة لإلستنارة برأي‬
‫(((‬
‫اجلامعة يف االستنباط بام يغني عن االجتهاد الفردي)‬
‫فنجد أن هذه الدعوات كانت هي اللبنة للمجامع الفقهية قبل‬
‫ظهورها عىل أرض الواقع‪ ،‬وبعد ذلك بادرت الدول‪ ،‬واهليئات العامة‬
‫واخلاصة لالستجابة هلذه النداءات‪ ،‬بإنشاء املجامع الفقهية وغريها‪.‬‬
‫و عىل الرتتيب اآليت‪:‬‬
‫األول‪( :‬الرابطة املحمدية للعلامء) مؤمتر علامء املغرب بفندق‬
‫(باليام)‪ ،‬بالعاصمة الرباط استغرقت جلساته يومي األحد و االثنني‬
‫‪ 26-27‬ربيع األول‬
‫( ‪1380‬هـ ) موافق ‪ 18-19‬سبتمرب ( ‪1960‬م) أجريت فيه بعض‬
‫املباحثات يف املسائل الفقهية وغريها‪ ،‬وقد ضم أكثر من (‪) 300‬‬

‫((( االجتهاد اجلامعي ودور الفقه يف حل املشكالت ‪50-49:‬‬


‫((( الترشيع والفقه يف اإلسالم تارخي ًا وفقه ًا ومنهج ًا‪339 :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪21‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫عال ًام من علامء املغرب‪ ،‬وتوالت اجتامعات هذا املؤمتر حتى تاريخ ‪15‬‬
‫من حمرم ( ‪1427‬هـ ) املوافق لـ ‪ 14‬فرباير(‪ 2006‬م)‪ ،‬فسميت الرابطة‬
‫(((‬
‫املحمدية للعلامء كمؤسسة ذات نفع عام‪.‬‬
‫و الثاين‪( :‬جممع البحوث اإلسالمية باألزهر) هو اهليئة العليا‬
‫للبحوث اإلسالمية‪ ،‬وجممع البحوث اإلسالمية يؤدي رسالته يف إطار‬
‫الرسالة الشاملة لألزهر الرشيف من خالل جملسه‪ ،‬وجلانه‪ ،‬وإداراته‬
‫املتعددة((( ومقره مرص وجيتمع املجمع يف كل شهر مرة‬
‫(((‬

‫ويتألف املجمع من (مخسني) عضو ًا كام يشرتط يف عضو املجمع‬


‫أن ال يقل عمره عن أربعني سنة قال الدكتور وهبة الزحييل‪( :‬وهو أقدم‬
‫املجامع اإلسالمية‪ ،‬حيث أنشأ يف عام ‪1382‬هـ‪1962 /‬م‪ ،‬وصدرت‬
‫الئحته التنفيذية عام ‪1395‬هـ‪1975 /‬م)‬
‫(((‬

‫((( ينظر‪ :‬موقع الرابطة املحمدية العلامء ‪ttp://arrabita.ma/Article.‬‬


‫‪aspx‬‬
‫((( ينظر موقع‪http://ar.wikipedia.org/wiki :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬االجتهاد اجلامعي ودور املجامع يف تطبيقه للدكتور شعبان حممد‬
‫اسامعيل‪ ،138: ،‬االجتهاد اجلامعي يف الفقه االسالمي للدكتور خالد حسني‪:‬‬
‫‪290‬‬
‫((( ينظر‪ :‬مقال للدكتور وهبة الزحييل املوقع السكينة للحوار برابط ‪http://‬‬
‫‪www.assakina.com‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪22‬‬

‫الثالث‪ ( :‬هيئة كبار العلامء باململكة العربية السعودية) ‪ :‬وهي هيئة‬


‫دينية إسالمية حكومية‪ ،‬تأسست عام( ‪1971‬م )‪ ،‬وتضم جلنة حمدودة‬
‫من الشخصيات الدينية يف البالد ورئيسها هو مفتي الديار السعودية‪،‬‬
‫تنعقد هيئة‬ ‫(((‬
‫واهليئة خمولة بإصدار الفتاوى‪ ،‬وإبداء آرائها يف عدة أمور‬
‫(((‬
‫كبار العلامء يف دورات كل ستة أشهر مرة‪ ،‬يف مقر الرئاسة يف الرياض‬
‫الرابع‪( :‬جممع الفقهي اإلسالمي لرابطة العامل اإلسالمي) وهو‬
‫عبارة عن هيئة علمية إسالمية‪ ،‬ذات شخصية اعتبارية مستقلة‪ ،‬داخل‬
‫إطار رابطة العامل اإلسالمي‪ ،‬مكونة من جمموعة خمتارة من فقهاء األمة‬
‫اإلسالمية وعلامئها‬
‫((((((‬

‫اخلامس‪( :‬جممع الفقه اإلسالمي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي)‬


‫والذي تبنى فكرته امللك خالد بن عبد العزيز_رمحه اهلل_‪ ،‬وهو‬
‫فرع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي ‪ ،‬و لكل دولة من دول منظمة املؤمتر‬
‫اإلسالمي عضو عامل يف املجمع ويتم تعيينه من قبل دولته وينتظم‬

‫((( ينظر‪ :‬موقع اإلسالم اليوم ‪.‬‬


‫((( ينظر موقع ‪http://ar.wikipedia.org/wiki :‬‬
‫((( ينظر موقع‪http://www.themwl.org :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬ندوة االجتهاد اجلامعي يف العامل اإلسالمي لقاء مع األمني العام‬
‫للمجمع د‪ .‬صالح املرزوقي ‪33:‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪23‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫أعضاء املجمع يف‪ :‬جملس ‪ُ ،‬‬


‫وشعب املجمع املتخصصة‪ ،‬وهيئة املكتب‪،‬‬
‫وأمانة املجمع((( وقد انعقد املؤمتر التأسييس ملجمع الفقه اإلسالمي يف‬
‫مكة املكرمة من ‪ 26‬إىل ‪ 28‬شعبان ‪1403‬هـ‪.‬وبانعقاد املؤمتر التأسييس‬
‫أصبح جممع الفقه اإلسالمي حقيقة واقعة باعتباره إحدى اهليئات‬
‫(((‬
‫املنبثقة عن منظمة املؤمتر اإلسالمي‪.‬‬
‫السادس‪( :‬جممع الفقه اإلسالمي باهلند ) يف هناية سنة ( ‪1988‬م )‪،‬‬
‫لسدّ هذه احلاجة إىل تأسيس منهجية التفكري اجلامعي ملناقشة القضية‪،‬‬
‫والتوصل إىل حكمها الرشعي يف ضوء األصول والقواعد الرشعية‪،‬‬
‫باجتام ِع وتعاون العلامء والفقهاء واخلرباء وأهل االختصاص يف علوم‬
‫ومعارف العرص ‪ ،‬وتم اختيار أعضاء هذا املجمع من كبار العلامء‬
‫والفقهاء البارزين مع أصحاب االختصاص‪ ،‬والكوادر يف الطب‬
‫احلديث‪ ،‬وعلوم االجتامع والقانون‪ ،‬وعلم النفس واالقتصاد‪ ،‬بغية‬
‫حتقيق األهداف املنشودة واملقررة له‪ ،‬وبغرض إجياد احللول واألحكام‬
‫الرشعية للمشكالت والقضايا املطروحة‪ ،‬إسهام ًا يف املسرية اإلسالمية‬
‫(((‬
‫العامة داخل اهلند وخارجه‬

‫((( ينظر‪ :‬فقه النوازل للجيزاين ‪93 :‬‬


‫((( املصدر نفسه‪28 / 1 :‬‬
‫((( ينظر موقع‪http://www.ifa-india.org/arabic.php :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪24‬‬

‫السابع‪ ( :‬املجلس األوريب لإلفتاء والبحوث ) تلبية لدعوة احتاد‬


‫املنظامت اإلسالمية يف أوربا‪ ،‬أنشئ كهيئة علمية إسالمية متخصصة‬
‫مستقلة‪ ،‬والذي انعقد يف ‪ 22-21‬من ذي القعدة عام( ‪1417‬هـ)‬
‫املوافق ‪ 30-29‬مارس( ‪1997‬م) ‪ ،‬ويف هذا اللقاء تم إقرار مسودة‬
‫الدستور هلذا املجلس‪ 2‬و بحضور ما يزيد عن مخسة عرش عال ًام تلبية‬
‫لدعوة احتاد املنظامت اإلسالمية يف أوربا ونطاق عمله اجلغرايف هو‬
‫األقليات املسلمة التي تعيش خارج البالد اإلسالمية وهي الدول‬
‫(((‬
‫األوربية‬
‫الثامن‪( :‬جممع الفقه اإلسالمي بالسودان) مؤسسة علمية بحثية‪،‬‬
‫تتبع لرئاسة اجلمهورية‪ ،‬وقد أنشئت وفق ًا ألحكام قانون جممع الفقه‬
‫اإلسالمي لسنة ( ‪1998‬م)‪.‬‬
‫(((‬

‫التاسع‪( :‬جممع فقهاء الرشيعة يف أمريكا ) جاءت فكرة املجمع بعد‬


‫أحداث احلادي عرش من أيلول (سبتمرب)‪ ،‬حني شعرت نخبة من علامء‬
‫األمة بعظم املسؤولية‪ ،‬وثقل التبعات التي انيطت هبم نحو املسلمني يف‬
‫بالد املهجر‪ ،‬ومن ثم ولدت هذه الفكرة التي تقوم أساس ًا عىل إجياد آلية‬

‫((( ينظر‪ :‬املجلس االوريب لالفتاء والبحوث واملعامالت الاملية للمسلمني يف‬
‫اوربا‪ ،‬للدكتور أمحد مهدي بلوايف‪4 :‬‬
‫((( ينظر موقع‪http://www.aoif.gov.sd/ao/index.php :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪25‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫رشعية متخصصة هتتم بقضايا اجلاليات اإلسالمية املقيمة يف الغرب ال‬


‫سيام يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫وجممع فقهاء الرشيعة بأمريكا هو مؤسسة علمية غري ربحية تتكون‬
‫من جمموعة خمتارة من فقهاء األمة اإلسالمية وعلامئها‪ ،‬تسعى إىل بيان‬
‫أحكام الرشيعة فيام يعرض للمقيمني يف أمريكا من النوازل‪.‬‬
‫(((‬

‫العارش‪( :‬املجمع الفقهي لكبار علامء العراق للدعوة واألفتاء)‬


‫مؤسسة إسالمية سنية فقهية مستقلة‪ ،‬ال يمثل حزب ًا وال حركة سياسية‬
‫بل هو إلرشاد املسلمني ومجع كلمتهم و أن هذا املجمع قد حظي بتأييد‬
‫ومباركة من أهل العلم‪ ،‬والعمل‪ ،‬والغرية عىل البالد والعباد‪ ،‬جاء ذلك‬
‫من خالل لقاءات مبارشة أو مراسالت‪ ،‬مبينني استعدادهم لدعمه‬
‫واملسامهة فيه باملشورة ونحوها من أنواع اإلسناد‪ ،‬ما جيعل الفرد املسلم‬
‫يف العراق ينظر إىل هذا املجمع بعني التقدير‪ ،‬وحيمل ُه عىل االهتداء ببيانه‬
‫وإتباع توجيهاته ‪ .‬وقد عقد املؤمتر التأسييس للمجمع الفقهي لكبار‬
‫(((‬
‫علامء العراق (‪/ 21‬شعبان ‪1433/‬هـ) املوافق ( ‪2012/7/11‬م)‪.‬‬
‫يقول الشيخ حممود عبد العزيز العاين‪( :‬إن هذا التجمع هيدف اىل توحيد‬

‫((( ينظر موقع‪ http://www.iico.org/al-alamyiah :‬وموقع‬


‫‪http://www.hadielislam.com‬‬
‫((( ينظر موقع‪http://daraleftaa.blogspot.com :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪26‬‬

‫الفتوى الرشعية‪ ،‬السيام وان ما جرى من أحداث يف الساحة العراقية‬


‫يستدعي ان يكون مثل هذا التجمع حارضا إلهناء كثرة الفتاوى التي‬
‫خلقت االرتباك بني الناس ) (((‪.‬‬
‫وتظهر أمهية هذه املجامع يف تكوين الفقيه املعارص يف االيت‪:‬‬
‫‪ 1-1‬حتقيق املنهج الترشيعي الذي سنه الرسول صىل اهلل عليه وسلم‬
‫يف مواجهة النوازل‪ ،‬قال اآلمدي‪ ( :‬إن املشاورة إنام تكون فيام حيكم فيه‬
‫بطريق االجتهاد ال فيام حيكم فيه بطريق الوحي)((( العمل عىل مواجهة‬
‫تأثري ظروف الزمان واملكان عىل إجياد املجتهد املطلق ك ًام‪ ،‬وكيف ًا‪ ،‬ودفع ًا‬
‫لآلثار اخلطرية والنامجة عن ندرة‪ ،‬وانحسار أعداد الفقهاء املجتهدين‬
‫عىل اإلطالق‪ ،‬يف الوقت الذي يعاين العامل اإلسالمي من مشكلة قديمة‬
‫ومتجددة أال وهي تقاعس اهلمم‪ ،‬وفتور العزائم عن اكتساب الصفات‪،‬‬
‫والعلوم الرشعية واللغوية التي تؤهل صاحبها لبلوغ درجة االجتهاد‪.‬‬
‫ومم ال شك فيه أن اضطراب األحوال االجتامعية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬
‫والسياسية كان هلام بالغ األثر يف هذا الفتور والذي محل بعض العلامء عىل‬
‫القول بتعذر بل بغياب املجتهد املطلق عن الساحة الترشيعية اليوم‬
‫(((‬

‫((( ينظر موقع‪http://www.shafaqna.com :‬‬


‫((( اإلحكام‪ ،‬لالمدي‪173 / 4 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬جملة املسلم املعارص رأي يف تكوين املجتهد يف عرصنا د‪ /‬حممد فاضل‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪27‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫تعد املجامع الفقهية خطوة أساسية يف طريق حتديد الوحدة اإلسالمية‪،‬‬


‫وإرساء األسس فيها‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬إِ َّن ه ِذ ِه ُأم ُت ُكم ُأم ًة و ِ‬
‫احدَ ًة َو َأنَا َر ُّب ُك ْم‬ ‫َ َّ ْ َّ َ‬
‫ون)((( فباجتهاد اجلامعة الترشيعية املتوافرة يف أفرادها رشائط‬ ‫َفا ْعبدُ ِ‬
‫ُ‬
‫االجتهاد تنتفي الفوىض الترشيعية وتشعب االختالفات‪ ،‬وباستخدام‬
‫الطرق والوسائل التي مهدها الرشع اإلسالمي لالجتهاد يؤمن الشطط‪،‬‬
‫(((‬
‫ويسار عىل سنن الشارع يف ترشيعه وتقنينه‬
‫‪ -2‬والتصدي للتحديات الفكرية‪ ،‬واالقتصادية املعارصة‪ ،‬ورد‬
‫الشبهات الباطلة التي تستهدف البناء القيمي الترشيعي اإلسالمي لن‬
‫يكون مقدور ًا عليها إال بتشكيل العقل العام‪ ،‬والضمري اجلامعي املتشبع‬
‫بالروح العقدية‪ ،‬والفكرية األصيلة‪ ،‬والروح املعنوية والوجدانية‬
‫العالية‪ ،‬والنفس اإلصالحية والتعمريية‪ ،‬والرغبة يف الشهادة عىل العامل‪،‬‬
‫وإحياء اخلريية والرمحة لكافة الناس؛ فاألمة لن تقدر عىل التحرك لكياهنا‬
‫العام ودورها العاملي يف القوامة واخلريية والشهادة عىل العاملني إال إذا‬
‫كان هلا عقل مجاعي يدرك هذه األبعاد العاملية واإلنسانية واحلضارية‬
‫ويميز بني سلبيات اإلنغالق عىل الذات والتعصب للمذهب أو التفتح‬

‫اجلاميل عدد ‪.136 :10‬‬


‫((( سورة االنبياء اآلية‪92 :‬‬
‫((( ينظر‪ :‬واالجتهاد واملجتهدون باألندلس واملغرب للكتاين‪52 :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪28‬‬

‫(((‬
‫املهزوم والتقليد األعمى وبني التكتل األصيل واالنتفاع املعمر‬
‫‪ -3‬متهد الطريق إىل تطبيق الرشيعة اإلسالمية واالحتكام إىل رشع‬
‫اهلل يف الوقت الذي نعاين يف من ضعف وقصور يف التطبيق األمثل‬
‫للرشيعة الغراء‪ ،‬و لتقديم احللول الرشعية لام يواجهنا من مستجدات‬
‫وهي أحوج ما تكون كذلك للجانب التطبيقي والعميل لام تسفر عنه‬
‫من توصيات وتصدره من قرارات ((( فهي تعنى ببحث القضايا الفقهية‬
‫مع االستعانة بذوي التخصصات املختلفة كاألطباء‪ ،‬واالقتصاديني‬
‫وغريهم من اجل تشخيص القضايا املستجدة وإلباسها اللبوس‬
‫الرشعي من حيث اإلفتاء فيها بحسب احلكم الرشعي ‪ ،‬وال ريب‬
‫أن هذه املؤسسات كلها ذات عطاء عظيم ألهنا تعنى ببحث القضايا‬
‫التي مل تبحث من قبل‪ ،‬او التي بحثت ولكن طرأ عليها ما طرأ من‬
‫املستجدات التي اقتىض جتديد البحث فيها‪ ،‬فنحن بحاجة اىل املزيد‬
‫من هذه البحوث من اجل استبانة احلكم الرشعي ووضع كل يشء‬

‫((( ينظر‪ :‬جملة األمة‪.83 :‬‬


‫((( ينظر‪ :‬مقال‪ :‬الدكتور يشار‪ ‬رشيف داماد أوغلو‪ ‬نائب املفتي باليونان منشور‬
‫عىل موقع‬
‫‪/http://www.rohama.org/ar/content‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪29‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫احليلولة دون توقف االجتهاد‪ ،‬وتفعيل أثره يف مواجهة‬ ‫(((‬


‫موضعه‬
‫التحديات املعارصة يف الوقت الذي كثر فيه املتاجرون بالدين‪ ،‬ولعل‬
‫كثري ًا منهم أغزر عل ًام‪ ،‬وأقوى بيان ًا من العلامء الصاحلني االتقياء‪ ،‬وقد‬
‫وجد اليوم من خرجيي الدراسات الرشعية من أصدروا كتب ًا وفتاوى‬
‫تدل عىل أن أصحاهبا قد وضعوا علمهم حتت ترصف أعداء اإلسالم‬
‫يف الداخل واخلارج ليهدموا دعائم اإلسالم هتدي ًام ال يستطيعه أعداؤه‪.‬‬
‫حتت ستار االجتهاد وحرية التفكري‪ ،...‬فإذا أردنا أن نعيد للرشيعة‬
‫فقهها‪ ،‬وروحها‪ ،‬وحيويتها باالجتهاد ال بد من استمراره يف األمة ‪ ،‬فإن‬
‫حتقيق ذلك يتطلب ركيزتني‪ ،‬إحدامها‪ :‬تنظيمية‪ ،.‬واآلخرى تعليمية‪ ،‬و‬
‫الركيزة التنظيمية هي‪ :‬االجتهاد اجلامعي عن طريق جممع فقهي عاملي‪.‬‬
‫(((‬
‫و الركيزة التعليمية هي‪ :‬التعليم الرشعي املؤهل لالجتهاد‬
‫‪ -4‬تسهل األخذ باملنهج اجلامعي يف الترشيع ملواجهة املستجدات‬
‫والنوازل‪ ،‬فمام ال شك فيه أن وقائع احلياة تتجدد‪ ،‬ونوازل األيام ختتلف‬
‫أشكاهلا باختالف الزمان واملكان‪ ،‬فلكل عرص مشكالته وواقعه‪،‬‬

‫((( ينظر‪ :‬جريدة عامن الثالثاء ‪/12‬ذي احلجة ‪1433‬هـ‪/6 ،‬نوفمرب‪2012 /‬م‬
‫‪/http://main.omandaily.om/node‬منشور عىل موقع‬
‫((( ينظر‪ :‬جملة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬إسالم أباد باكستان عدد أكتوبر ديسمرب‬
‫‪.1985‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪30‬‬

‫ولكل جيل قضاياه ومستجداته‪ ،‬ولكل نازلة اجتهادها املستلهم‪،‬‬


‫والناتج من روح ذلك العرص‪ .‬وعرصنا احلارض يف أمس ما تكون‬
‫حاجته إىل اجتهاد جاد وبناء‪ ،‬اجتهاد عرصي قائم عىل أسس رشعية‬
‫وعلمية وثقافية؛ ملواجهة التغريات االجتامعية‪ ،‬والطفرات الصناعية‪،‬‬
‫واملستجدات االقتصادية‪ ،‬واملشكالت السياسية والتطور العسكري‪،‬‬
‫واالنقالب التكنولوجي‪ ،‬اجتهاد مجاعي يقوم عىل العقل القاصد الناقد‬
‫القادر عىل التحليل‪ ،‬واالجتهاد‪ ،‬واالستقراء‪ ،‬واالستنتاج‪ ،‬والتقويم‪،‬‬
‫واملراجعة يف ضوء معايري الوحي املعصومة‪ ،‬واختالف القدرة عىل‬
‫التعامل مع املتغريات الدولية املتسارعة‪ ،‬والتقنيات االعالمية املتوفرة‪،‬‬
‫واملعلومات الكبرية املتدفقة‪ ،‬واملعارف اإلنسانية املتيرسة من خالل‬
‫القيم اإلسالمية اخلالدة‪.‬‬
‫وهذا ما أكدت عليه الندوة الدولية التي نظمها مركز البحوث‬
‫والدراسات السياسية بجامعة القاهرة بالتعاون مع جامعة العلوم‬
‫اإلسالمية واالجتامعية بواشنطن‪ :‬أن هيكل النظام العاملي اجلديد‬
‫يفرض عىل املسلمني العمل عىل بناء إدارة مجاعية إسالمية من أجل‬
‫إجياد تضامن إسالمي يزيد من قوة الدول اإلسالمية وقدرهتا عىل‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪31‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫التأثري يف هيكل النظام العاملي اجلديد‬


‫(((‬

‫‪ -5‬عرض الرشيعة اإلسالمية عرض ًا صحيح ًا‪ ،‬وإبراز مزاياها‪،‬‬


‫وبيان قدرهتا عىل معاجلة املشكالت اإلنسانية املعارصة‪ ،‬وعىل حتقيق‬
‫سعادة اإلنسان يف الدنيا واآلخرة وفق تصور شامل لإلسالم بأصوله‬
‫ومصادره وقواعده وأحكامه‪ ،‬عىل أساس أن الفقه اإلسالمي هو‬
‫للنظر يف‬ ‫(((‬
‫ثمرة حتكيم رشيعة اهلل يف الواقع اإلنساين بكل أبعاده‬
‫األحداث الطارئة والقضايا املستجدة وما أكثرها يف عرصنا‪ ،‬يعني يف‬
‫العصور الامضية كان التغيري فيها كان بطيئ ًا‪ ،‬احلياة كانت رتيبة‪ ،‬قلام‬
‫حيدث تغيري ((( و صياغة أنظمة تتوافق مع تعاليم الرشيعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ووفق الضوابط الرشعية حيث ّ‬
‫إن هذه املجامع الفقهية صاغت الفقه‬

‫((( ينظر‪ :‬جملة املنار اجلديد عدد يناير (‪134 :) 1998‬‬


‫((( ينظر‪ :‬مقال‪ :‬الدكتور يشار‪ ‬رشيف داماد أوغلو‪ ‬نائب املفتي باليونان منشور‬
‫عىل موقع‬
‫‪http://www.rohama.org/ar/content‬‬
‫((( ينظر‪ :‬برنامج ( الرشيعة واحلياة ) املقدم ماهر عبد اهلل والضيف الدكتور‬
‫يوسف القرضاوي عن حلقة ( الفقه االسالمي يف مواجهة التطور ) بتاريخ‬
‫‪2003/1/12‬م ‪lka،v ugn l،ru http://www.altaghrib.‬‬
‫‪index.htm/03/text/003/net‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪32‬‬

‫اإلسالمي صياغ ًة جديدةً‪ (((.‬تقريب وجهات نظر العلامء واجتهاداهتم‪،‬‬


‫ومع توافر وتقدم وسائل االنتقال واالتصال‪ ،‬ووسائل الكشف‬
‫والربجمة‪ ،‬ووسائل الطباعة واإلرسال‪ ،‬أصبح من املفيد جد ًا الرتكيز‬
‫عىل االجتهاد اجلامعي لعلامء املسلمني‪ ،‬وهذا االجتهاد اجلامعي يتمثل‬
‫يف املجامع الفقهية واملؤمترات الدورية أو اخلاصة أو يف دور اإلفتاء‬
‫سهلت هلا احلضارة املعارصة أسباب‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬وهي جهات َّ‬
‫االنعقاد واالجتامع يف أرسع وقت مع كل التسهيالت واخلدمات‬
‫الالزمة‪ ،‬فأصبحت هذه املجامع واملؤمترات سمة االجتهاد املعارص‪،‬‬
‫وميزة من ميزاته‪ ،‬وباب ًا مه ًام للوصول إىل الرأي األصوب‪(((.‬مراعاة فقه‬
‫األولويات‪ ،‬ومتيزت بالسامحة وعدم التعصب ملذهب معني‪ ،‬وبالتزام‬
‫مطلق احلرية يف النقاش‪ ،‬والعمل بمبدأ االجتهاد اجلامعي‪ ،‬ومناقشة‬
‫األمور احلديثة واستخالص النتائج‪ ،‬والتصويت عىل القرارات إذا مل‬
‫يكن هناك اتفاق‪ ،‬مع بحث القضايا العاملية والدولية‪ ،‬وتلبية مطالب‬
‫وطموحات األمة اإلسالمية يف التجديد واالجتهاد‪ ،‬إىل آخر ما هنالك‬

‫آليات‬
‫ٌ‬ ‫((( ينظر‪َ :‬د ْور َامل َجامع الفقهية يف ت َْرشيد َمسرية املصارف اإلسالمية‬
‫وص َي ٌغ َع َملية‪ ،‬للدكتور حممد عبد اللطيف صالح الفرفور‪16 :‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫السالح احلقيقي الدكتور‬ ‫سالح ال ُّ‬
‫يقل شأن ًا عن‬ ‫ٌ‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫((( ينظر‪ :‬اإلعال ُم‬
‫سامر مظهر موقع‪www.kantakji.org :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪33‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫من اإلفادة من خمتلف ألوان الثقافة واملعرفة واالختصاصات العلمية‬


‫املتنوعة‪ ،‬دون تقيد بفقه مذهب معني‪ ،‬أو التعصب لرأي معني‪ ،‬من غري‬
‫مراعاة لسياسة دولة يف قضايا االقتصاد واالجتامع والعالقات الدولية‪،‬‬
‫مما أكسب هذه املجامع سمعة عالية‪ ،‬وثقة واضحة‪ ،‬واحرتام ًا لقراراهتا‬
‫ومناهجها وأعامهلا اجلانبية األخرى و املتعلقة بالقضايا املصريية للعامل‬
‫اإلسالمي يف بالده التي تعرضت لالحتالل مثل فلسطني والعراق‬
‫وأفغانستان ودول البلقان اإلسالمية·‬
‫عل ًام بأن هذه املجامع تلتزم أصول الرشيعة وفقه املجتهدين‪ ،‬وال‬
‫تتساهل يف بيان األحكام الرشعية غالبا‪ ،‬إال بقدر نادر من الفتاوى التي‬
‫(((‬
‫ربام تكون حمل نظر وانتقاد·‬

‫((( ينظر‪ :‬منهج املجامع الفقهية يف العامل اإلسالمي يف معاجلة القضايا املعارصة‪،‬‬
‫للدكتور وهبة الزحييل ‪ 2011/11/11‬منشور عىل موقع ‪http://‬‬
‫‪www.assakina.com‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪34‬‬

‫اخلامتة‬
‫‪1-1‬استمرار احلاجة اىل العمل الدؤوب يف صناعة فقهاء معارصين‬
‫‪ 2-2‬رضورة تكثيف املجامع الفقهية جهودها يف املجال العلمي‬
‫واالبتعاد عن العوائق والعوالق التي ترصفها عن االهداف‬
‫الرئيسة لعملها والتي من ضمنها تكوين الفقيه املعارص‬
‫‪ 3-3‬التأكيد عىل أمهية القرارات والبيانات الفقهية وإمعان النظر فيها‬
‫وإعادة قارءهتا‬
‫‪ 4-4‬لتعدد نسخ املجامع الفقهية حمليا وأقليميا أثر بارز يف توجيه‬
‫الباحثني اىل مواكبة املستجدات يف خمتلف البالد العربية‬
‫واالسالمية‬
‫‪ 5-5‬عدم اغفال العالقة بني املجامع الفقهية وتكوين فقهاء معارصين‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪35‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫املصادر‬
‫‪ 1-1‬اإلهباج يف رشح املنهاج ( منهاج الوصول إيل علم األصول ) لتقي‬
‫السبكي‪ ،‬دار الكتب العلمية –بريوت ‪1416‬هـ ‪ 1995 -‬م‬
‫‪ 2-2‬االجتهاد اجلامعي يف الفقه االسالمي للدكتور خالد حسني‬
‫اطروحة دكتوره دمشق – سوريا ‪.‬‬
‫‪3-3‬االجتهاد اجلامعي ودور الفقه يف حل املشكالت‪ ،‬مصطفى أمحد‬
‫الزرقا‪ ،‬مجعية الدراسات والبحوث اإلسالمية – األردن‬
‫‪ 4-4‬االجتهاد اجلامعي ودور املجامع الفقهية يف تطبيقه‪ ،‬األستاذ‬
‫الدكتور شعبان إسامعيل‪ ،‬دار البشائر – بريوت‬
‫‪5-5‬االجتهاد واملجتهدون باألندلس واملغرب للكتانيدار الكتب‬
‫العلمية ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبنان‬
‫‪ 6-6‬اإلحكام يف أصول األحكام البن حزم األندليس ت‪456 :‬هـ‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬الشيخ أمحد حممد شاكر‪ ،‬قدم له‪ :‬األستاذ الدكتور إحسان‬
‫عباس‪ ،‬دار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‬
‫‪7-7‬إحياء علوم الدين لالمام الغزايل الطويس ت‪505 :‬هـ‪ ،‬دار املعرفة‬
‫– بريوت‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪36‬‬

‫ِ‬
‫السالح احلقيقي‬ ‫سالح ال ُّ‬
‫يقل شأن ًا عن‬ ‫ٌ‬ ‫االقتصادي‬
‫ّ‬ ‫‪ 8-8‬اإلعال ُم‬
‫الدكتور سامر مظهر موقع‪www.kantakji.org :‬‬
‫‪9-9‬برنامج ( الرشيعة واحلياة ) املقدم ماهر عبد اهلل والضيف الدكتور‬
‫يوسف القرضاوي عن حلقة ( الفقه االسالمي يف مواجهة التطور)‬
‫بتاريخ ‪2003/1/12‬م‬
‫‪ 1010‬تاج العروس من جواهر القاموس‪َّ ،‬‬
‫للزبيدي ت‪1205 :‬هـ‪ ،‬دار‬
‫اهلداية‬
‫‪ 1111‬الترشيع والفقه يف اإلسالم تارخي ًا وفقه ًا ومنهج ًا ملناع القطان‪،‬‬
‫مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ 1422 ،5‬هـ ‪ 2001 /‬م‪ ‬‬
‫‪ 1212‬التمهيد يف ختريج الفروع عىل األصول لإلسنوي ت‪772 :‬هـ‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬د‪ .‬حممد حسن هيتو‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بريوت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪1400 ،‬‬
‫‪1313‬جريدة عامن الثالثاء ‪/12‬ذي احلجة ‪1433‬هـ‪/6 ،‬نوفمرب‪/‬‬
‫‪2012‬م ‪/http://main.omandaily.om/node‬منشور عىل‬
‫موقع‬
‫آليات‬
‫ٌ‬ ‫‪َ 1414‬د ْور امل ََجامع الفقهية يف ت َْرشيد َمسرية املصارف اإلسالمية‬
‫وص َي ٌغ َع َملية‪ ،‬للدكتور حممد عبد اللطيف صالح الفرفور بحث يف جملة‬ ‫ِ‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪37‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫املجمع‬
‫‪ 1515‬دور املجامع الفقهية يف إعداد املجددين للدكتور وهبة الزحييل‪،‬‬
‫صحيفة صوت اإليامن ‪ -‬اليمن (األربعاء‪/ 22 /‬ديسمرب‪2010 /‬م)‪ ،‬و‬
‫الصحافة االسالمية منشور عىل موقع ‪http://www.islamicpl.‬‬
‫‪org/.html‬‬
‫‪1616‬دور املجامع الفقهية يف ترشيد مسرية املؤسسات الاملية االسالمية‬
‫آليات وصيغ للشيخ حممد أمحد حسني بحث يف جملة املجمع‬
‫‪1717‬دور املجامع الفقهية مع املؤسسات الاملية االسالمية للدكتور‬
‫حممد مصطفى بحث يف جملة املجمع‬
‫‪ 1818‬رشح التلويح عىل التوضيح ملتن التنقيح يف أصول الفقه‬
‫‪.‬للمحبويب ت‪719 :‬هـ‪ ،‬حتقيق‪ :‬زكريا عمريات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1416‬هـ ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪1919‬فقه النوازل ‪ ‬حممد بن حسني اجليزاين ‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬دار ابن‬
‫اجلوزي‪ 1426 ،‬هـ ‪ 2006 /‬م‬
‫‪ 2020‬يف فكرة االجتهاد اجلامعي تارخي ًا وواقع ًا‪ ،‬د‪ .‬قطب سانو منشور‬
‫عىل موقع ‪www.drsano.net/papers/aa‬‬
‫‪ 2121‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور ت‪711 :‬هـ‪ ،‬دار صادر – بريوت‪،‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪38‬‬

‫الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ‬


‫‪2222‬املجامع الفقهية وصفة اإلمجاع يف العرص احلديث لسعد الدين‬
‫الكبي من بحوث جملة املجمع‬
‫‪2323‬جملة األمة ‪.‬‬
‫‪2424‬جملة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬إسالم أباد باكستان عدد أكتوبر‬
‫ديسمرب ‪.1985‬‬
‫‪2525‬جملة املسلم املعارص رأي يف تكوين املجتهد يف عرصنا د‪ /‬حممد‬
‫فاضل اجلاميل‬
‫‪2626‬جملة املنار اجلديد عدد يناير (‪134 :) 1998‬‬
‫‪2727‬املجلس االوريب لالفتاء والبحوث واملعامالت الاملية للمسلمني‬
‫يف اوربا‪ ،‬للدكتور أمحد مهدي بلوايف‬
‫‪ 2828‬املحكم واملحيط األعظم‪ ،‬البن سيده املريس ت‪458 :‬هـ‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬عبد احلميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪ 1421 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م‬
‫‪2929‬خمتار الصحاح‪ ،‬للرازي ت‪666 :‬هـ‪ ،‬املحقق‪ :‬يوسف الشيخ‬
‫حممد‪ ،‬املكتبة العرصية ‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بريوت – صيدا‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫اخلامسة‪1420 ،‬هـ ‪1999 /‬م‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫‪39‬‬ ‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬

‫‪3030‬املستصفى يف علم األصول‪ ،‬للغزايل ت‪505 :‬هـ‪ ،‬املحقق‪:‬‬


‫حممد بن سليامن األشقر‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬األوىل‪،‬‬
‫‪1417‬هـ‪1997/‬م‬
‫‪ 3131‬املعجم الوسيط‪ ،‬إلبراهيم مصطفى وأمحد الزيات وحامد عبد‬
‫القادر و حممد النجار‪ ،‬دار الدعوة‬
‫‪3232‬مقاصد الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬حممد الطاهر بن عاشور‪ ،‬حتقيق‪:‬حممد‬
‫الطاهر امليساوي‪ ،‬دار النفائس – األردن‬
‫‪ 3333‬مقال‪ :‬الدكتور يشار رشيف داماد أوغلو نائب املفتي باليونان‬
‫منشور عىل موقع ‪/http://www.rohama.org/ar/content‬‬
‫‪3434‬مقال للدكتور وهبة الزحييل املوقع السكينة للحوار برابط‬
‫‪http://www.assakina.com‬‬
‫‪ 3535‬منهج املجامع الفقهية يف العامل اإلسالمي يف معاجلة القضايا‬
‫املعارصة للدكتور وهبة الزحييل ‪ 2011/11/11‬منشور عىل موقع‬
‫‪http://www.assakina.com‬‬
‫‪3636‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬صادر عن‪ :‬وزارة األوقاف والشئون‬
‫اإلسالمية ‪ -‬الكويت‬
‫‪3737‬موقع ‪http://ar.wikipedia.org/wiki :‬‬
‫�سل�سلة منهجيات (‪)4‬‬

‫املجامع الفقهية و�أثرها يف تكوين الفقيه املعا�صر‬ ‫‪40‬‬

‫‪3838‬موقع ‪http://www.hadielislam.com‬‬
‫‪3939‬موقع‪http://www.ifa-india.org/arabic.php :‬‬
‫‪4040‬موقع‪http://www.shafaqna.com :‬‬
‫‪4141‬موقع‪http://daraleftaa.blogspot.com :‬‬
‫‪4242‬موقع‪http://www.aoif.gov.sd/ao/index.php :‬‬
‫‪4343‬موقع‪http://www.iico.org/al-alamyiah :‬‬
‫‪4444‬موقع‪http://www.themwl.org :‬‬
‫‪ttp://arrabita.ma/‬‬ ‫‪4545‬موقع الرابطة املحمدية العلامء‬
‫‪Article.aspx‬‬
‫‪4646‬ندوة االجتهاد اجلامعي يف العامل اإلسالمي لقاء مع األمني العام‬
‫للمجمع د‪ .‬صالح املرزوقي بحث يف جملة املجمع‬

You might also like