You are on page 1of 7

‫نشأة علم إدارة األعمال وتطوره‬

‫علم إدارة األعمال هو علم أمريكي نشأ في أواخر القرن التاسع عشر؛ حيث نشأت أغلب مذاهبه‪ ،‬وبحوثه‪ ،‬ومدارسه‪ ،‬وتطبيقاته في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أما تطوّ ره فقد تم على يد علماء أمريكي األصل‪ ،‬ويقال أن فريدريك تايلور هو أول من دعا إلى تطبيق‬
‫هذا العلم؛ إاّل أنّ الحقيقة غير ذلك‪ ،‬فلم يكن هو أول ممّن دعا إلى تطبيقه‪ ،‬وإنما له أثر كبير وواضح في هذا المجال‪ ،‬ويرتكز علم‬
‫إدارة األعمال على عدة أسس ونظريات تجعله علما ً قائما ً بحد ذاته‪ ،‬وال تزال بعض من هذه األسس غير م ّتفق عليها؛ األمر الذي أدى‬
‫إلى عدم التوصل إلى رأي واحد خاص بمفهوم اإلدارة بالمعنى العلمي أو التقني‪ ]١[.‬ويستند علم إدارة األعمال إلى علم اإلدارة بشكل‬
‫عام لكونه فرع من فروعها‪ ،‬فبظهور المؤسسات‪ I‬والمشاريع الضخمة ظهر مفهوم اإلدارة ونما وتطوّ ر‪ ،‬وقد كانت مختلف المؤسسات‪I‬‬
‫تخضع إلدارة مالكيها‪ ،‬وقد كانوا في بعض األحيان يلجؤون إلى أقاربهم أو معارفهم لمساعدتهم في إداراتها‪ ،‬ومع ظهور الثورة‬
‫الصناعية وازدياد الحاجة إلى األموال مع نمو المشروعات واالستثمارات؛ إذ لم يكن بوسع المصادر المالية توفير الكم الهائل من‬
‫األموال‪ ،‬فقد عمدت بعض المؤسسات‪ I‬إلى بيع أجزاء من مشاريعها‪ I‬إلى أفراد آخرين على شكل أسهم‪ ،‬وبذلك تحوّ لت المُلكيّة من‬
‫فردية إلى جماعية يصعب إدارتها من قِ َبل مالكيها فقط‪ ،‬فأصبحت إداراتها ّ‬
‫تتمثل في انتخاب مجلس إدارة من قِ َبل مالكي األسهم‪،‬‬
‫وبذلك أصبحت اإلدارة مهنة مستقلّة قائمة بحد ذاتها‪ ،‬ومنها نبع مصطلح إدارة األعمال‪ ،‬وازدادت الحاجة إلى مدراء مستقلين‬
‫ومتفرّ غين لتسيير األعمال واالهتمام بها ومتابعتها‪ ] ١[.‬أما في الوقت الحالي فيسعى علم إدارة األعمال إلى المالئمة بين القيم اإلنسانية‬
‫ومتطلبات التطور التقني‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل العوامل التي تؤثر في اإلنتاج‪ ،‬كما يهدف إلى التحكم في البيئة الداخلية للمؤسسات‪ I‬في‬
‫إطار العالقة التي تربط بين البيئة والعوامل االقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والتقنية في العالم الخارجي‪ ،‬وال تقتصر اإلدارة‬
‫بمفهومها العام على مجتمع واحد‪ ،‬فهي ضرورية سواء في المجتمعات الرأسمالية أو المجتمعات االشتراكية أو الشيوعية‪ ،‬فالمشكالت‪I‬‬
‫التي تواجه المدير في الدولة االشتراكية لن تختلف عن تلك التي تواجه من يعيش في الدولة الرأسمالية أو الشيوعية‪ ،‬فعليه أن يعمل‬
‫لتقديم اإلنتاج المتو ّق ع‪ ،‬كما يجب أن يستخدم الوسائل المتاحة للوصول إلى الهدف المرجوّ ‪]١[.‬‬

‫الفرق بين القائد والمدير‬


‫عادة ما يخلط الناس بين كلمة قائد و كلمة مدير معتقدين أن الكلمتين وجهان لعملة واحدة أو أنهما‬
‫مترادفتان و يحمالن المعنى نفسه‪ ،‬لكن واقع األمر ليس كذلك ‪ ،‬فالمدير يختلف تماما ً عن القائد ‪ ،‬و‬
‫لكل واحد منهم صفاته و خصائصه و ميزاته ‪ ،‬فما الفرق بينهما؟ لخصنا لك عزيزي القارئ كالً من‬
‫القائد و المدير في نقاط إقرأها حتى تعرف الفرق المدير تتلخص صفات المدير فيما يلي ‪ -‬يتعامل مع‬
‫نظام جامد ‪ -‬قبول الوضع القائم كما هو ‪ -‬يستخدم أسلوب الرئيس والمرؤوس ‪ -‬يحافظ على عمل‬
‫األشياء بنفس الطريقة ‪ -‬يعتمد على الرقابة ‪ -‬يعمل من خالل قوانين وقواعد وسياسات واجرءات ‪-‬‬
‫يسأل كيف ومتى ‪ -‬يبتعد عن المشاكل واألخطاء ‪ -‬يركز على النظام والقوانين ‪ -‬يبحث عن التوقعات‬
‫والمتكهنات ‪ -‬يركز على الخطوات والجداول الزمنية تخطيطه قصير و يعتمد على الوقت الحاضر ينتظر‬
‫من اآلخرين اإللتزام بالقوانين ‪ -‬المدير يعمل األشياء بطريقة صحيحة ـ العنصر البشري‪ : ‬الهياكل‬
‫والسياسات واالجراءات ‪ -‬يحكم المجموعات ‪ -‬يبقي على األوضاع على ما هي عليه اهتماماته عادة ما‬
‫تكون الخطوات التنفيذية والبرامج مخرجاته هي النظام و الدق قراراته مبنية على الماضي و على‬
‫التجارب ‪ -‬يترأس بعض الموظفين يحاول أن يكون بطالً القائد ‪-‬كثير اإلبداع ‪-‬يكثر من التطوير و‬
‫التغيير ‪-‬يعمل أصح األشياء في أغلب األوقات ‪-‬يركز على العنصر البشري و اإلنسان ‪-‬يتميز ببعد النظر‬
‫المستقبلي و القدرة على التخطيط ‪ -‬يعتمد على الثقة ‪ - .‬يسأل ماذا ولماذا ‪ - .‬يبحث عن التغيير ‪- .‬‬
‫يتحمل األخطاء والمشاكل ‪ - .‬يعمل خارج القوانين والسياسات واإلجراءات ‪ - .‬التأثير من خالل‬
‫المشاركة ‪ - .‬يركز على النظرة والخطط االستراتيجية ‪ - .‬يكسب اتباعا ً ‪ - .‬يطبق األفكار ‪ - .‬يصنع‬
‫األبطال ‪ - .‬يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية ‪ - .‬يستخدم أسلوب زميل إلى الزميل ‪ - .‬يعمل بنفسه ‪- .‬‬
‫يتعامل بحكمه ويشرك اآلخرين في اإلدارة ‪ - .‬يقنع اتباعه ‪ - .‬التخطيط وبعد النظر المستقبلي ‪ .‬يحفز و‬
‫يلهم من يتبعه يهتم بالستراتيجيات و الرؤية المستقبلية يغير في األوضاع إلى أن يصل لما يراه مناسبا ً‬
‫يحظى بعالقات طيبة مع من يتعامل معهم يهتم بروح الفريق و معنوياته يستغل الفرص فيما يراه‬
‫مناسبا ً‬

‫أهم صفات المدير الناجح روح القائد في أي مؤسسة يجب أن يتصف المدير بمواصفات القائد الناجح‪،‬‬
‫سواء كانت صغيرة أم كبيرة‪ ،‬وذلك من‬ ‫ً‬ ‫وتتمثل في‪ :‬التخطيط والمتابعة والمراقبة لكل أمور المؤسسة‪،‬‬
‫خالل اختيار ذوي الكفاءة والخبرة والمسؤولية لكل ّ قطاع أو قسم من أقسام المؤسسة‪ ،‬وإعطاء‬
‫الصالحيات المناسبة للرؤساء‪ ،‬حيث ال يستطيع أحدهم تجاوز القوانين‪ ،‬أو اتخاذ قرارات دون االعتماد‬
‫على المراجعات والفحوص والبحث‪ .‬الرؤية من سمات المدير الناجح أن يكون لديه القدرة على امتالك‬
‫نظرة مستقبلية ورؤية صحيحة لشركته في المستقبل‪ ،‬ويكون ذلك بوضع مجموعة من األهداف‬
‫والعوامل المطلوب تحقيقها بعد فترة زمنية‪ ،‬ألنّ المدير الناجح تكون أهدافه محددة وواضحة وغير‬
‫مبهمة‪ ،‬ويتميز بامتالكه القدرة على شرح أهدافه وتبسيطها بأسلوب سليم بهدف تنفيذها من قِ َبل‬
‫العاملين لديه‪ .‬التشاور من المعروف أنّ اتخاذ أي قرار يتعلق بشؤون المؤسسة يكون للمدير بصفة‬
‫أولوية‪ ،‬ولكن من المهم أن يبتعد عن االستبداد برأيه‪ ،‬فال بدَّ من استشارة من يعمل معه‪ ،‬ويدرس‬
‫جميع المقترحات والدراسات المقدمة إليه بجدية ح ّتى يت ّم التوصل إلى القرار المناسب والصحيح‪ ،‬ألنّ‬
‫المشورة تجعل المدير ينتبه إلى أمور يغفل أو ال يدري عنها‪ .‬نقل الخبرات للعاملين من المفروض أنّ‬
‫الخبرة والكفاءة هي التي جعلت المدير يرتقي إلى منصبه ومكانته في المؤسسة أو الشركة‪ ،‬لذلك‬
‫ُي فضل أن ال يبخل المدير على العاملين معه بالمعلومات وتزويدهم بالخبرات الالزمة كي يتحسن آداؤهم‬
‫لوظائفهم‪ ،‬ويرتفع مؤشر العمل من خالل عقد بعض المحاضرات واللقاءات‪ ،‬وإعطاء مفاتيح النجاح‬
‫لهم لتنفيذ العمل بفعالية وكفاءة‪ ،‬وعلى نهج نجاح المدير دون تقصير أو بتفادي أكبر َق َدر ممكن من‬
‫األخطاء‪ .‬أن يكون قدوة المدير هو المثال الذي ُيحتذى به في المؤسسة أو الشركة‪ ،‬فليس من المعقول‬
‫أن يفرض المدير على العاملين مجموعة من التعليمات والقوانين داخل المؤسسة وهو غير ملتزم بها‬
‫ويخالفها‪ ،‬وإن كان هناك مجموعة من الصالحيات التي ُتعطى للمدير دون غيره من الموظفين فمن‬
‫األفضل أن بوضحها لهم بمنتهى الشفافية والهدوء‪.‬‬

‫خالقيات المدير الناجح ‪-:‬‬


‫إحترام المواعيد و الوقت ‪ ،‬إبتداءاً بنفسه أوالً ومن ثم اآلخرين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المرونة في إتخاذ القرارات ‪ ،‬مع التركيز على الهدف الذي يريد الوصول إليه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ا‪I‬ل‪I‬ث‪I‬ب‪I‬ا‪I‬ت‪ I‬ا‪I‬إل‪I‬ن‪I‬ف‪I‬ع‪I‬ا‪I‬ل‪I‬ي‪ I‬و‪ I‬ا‪I‬ل‪I‬ه‪I‬د‪I‬و‪I‬ء‪ I‬ع‪I‬ن‪I‬د‪ I‬م‪I‬و‪I‬ا‪I‬ج‪I‬ه‪I‬ة‪ I‬أ‪I‬ي‪ I‬أ‪I‬خ‪I‬ط‪I‬ا‪I‬ء‪ I‬ف‪I‬ي‪ I‬ا‪I‬ل‪I‬ع‪I‬م‪I‬ل‪ I، I‬ح‪I‬ت‪I‬ى‪ I‬ال‪ I‬ي‪I‬ن‪I‬ف‪I‬ر‪ I‬م‪I‬ن‪I‬ه‪ I‬ا‪I‬ل‪I‬م‪I‬و‪I‬ظ‪I‬ف‪I‬ي‪I‬ن‪I. I‬‬

‫التحلي باألمل و عدم اإلستسالم لليأس و الفشل ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الواقعية ‪ ،‬والتكيف مع الظروف الراهنة من أجل الوصول إلى الهدف المرجو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حسن التصرف ‪ ،‬و السرعة في إتخاذ القرارات إن لزم األمر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التحلي بالروح التنظيمية في العمل أو خارجه ‪ ،‬فذلك يترك أثر طيب لدى الموظفين و كذلك يساعد على إنجاز‬ ‫‪‬‬
‫المهام بسهولة و يسر ‪.‬‬
‫قبول النقد و اإلعتراف بالخطأ ‪ ،‬والتعامل معه بموضوعية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإللتزام ‪ ،‬وخاصة اإللتزام بقوانين العمل و النظام القائم ‪ ،‬ألن المدير الذي ال يسير على خطى واضحة و نظام‬ ‫‪‬‬
‫واضح يعتبر مديراً فاشالً ‪.‬‬
‫الموضوعية ‪ ،‬أي عدم اإلنحياز لموظف على حساب اآلخر في العمل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصدق في الوعود ‪ ،‬والسعي لتحقيقها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الثقة بالنفس ‪ ،‬و باآلخرين مع حسن الرقابة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القدرة على تحمل المسئولية ‪ ،‬و مواجهة الصعوبات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كذلك يجب أن يقوم المدير الناجح بما يلي ‪-:‬‬
‫توزيع المهام على العاملين بصورة منصفة ‪ ،‬حتى ال يترك مجال للضغينة بين العاملين بالمنشأة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التشجيع على العمل الجماعي ‪ ،‬وضرورة اإللتزام بذلك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خلق روح المنافسة الطيبة بين العاملين لتحفيزهم على إنجاز العمل ‪ ،‬و أثر ذلك على الترقي في المناصب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع العاملين على المبادرات التي يقومون بها سواء كانت فردية أو جماعية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعرف على البيئة المحيطة بالعمل ‪ ،‬والتكيف معها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إتاحة الفرصة للعاملين على الترقي حسب الكفاءة في العمل ‪ ،‬وليس حسب الوقت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلهتمام بإقامة برامج التدريب لنفسه و عاملي المنشأه حتي يكونوا على وعي بالتحديثات المعاصرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلستفادة من التجارب الفاشلة أو الناجحة سواء كانت للمنشأة خاصته أو غيرها ‪ ،‬و إستخالص الدروس و‬ ‫‪‬‬
‫العبر منها ‪.‬‬
‫المنظمات على اختالفها‪ ،‬أو حتى َف َشلها‪ ،‬سواء كانت‬ ‫َّ‬ ‫اإلدارة ُت َع ّد اإلدارة (باإلنجليزيّة‪ )Management :‬عامالً أساس ّيا ً لنجاح‬
‫ً‬ ‫ُّ‬
‫ُنظمات‪ I‬اقتصاديّة‪ ،‬أو تعليميّة‪ ،‬أو غيرها‪ ،‬كما أ ّنها تؤدّي إلى تق ُّدم المجتمع‪ ،‬أو تخلفه‪ ،‬وهي ُتش ِّكل مفتاحا للتقدُّم على مستوى الدُّول‬ ‫م َّ‬
‫أيضاً؛ فهي مُحرِّ ك للتنمية التي ال يمكن أن تتح َّقق بدونها حتى لو كانت العناصر األخرى جميعها مُتو ِّفرة‪ ،‬علما ً بأنّ هذه اإلدارة ال ُب ّد‬
‫من أن تكون إدارة فاعلة‪ ،‬ت َّتخذ من الوسائل العلميّة المُستخدمة في ا ّتخاذ القرارات‪ ،‬وأداء الوظائف اإلداريّة المتع ِّددة سبيالً لها‪ ،‬حيث‬
‫إ ّنها تسعى بذلك إلى تحقيق التكيُّف مع ش ّتى الظروف التي تحيط بها‪ ،‬إضافة إلى التطوُّ ر‪ ،‬واإلبداع‪ ،‬ولإلدارة المقدرة على تحريك‬
‫المنظمة بعناصرها كلّها من تحقيق‬ ‫َّ‬ ‫تتمثل مهمّتها الرئيسيّة في أن تتم ّكن‬ ‫ُنظمة ب ُكفء وبما يُح ِّقق األهداف التي تسعى إليها؛ ولهذا ّ‬ ‫الم َّ‬
‫عال من اإلنجاز‪ ،‬وذلك عن طريق االستخدام األمثل للموارد البشريّة‪ ،‬والمادّية المُتو ِّفرة‪ ]١[.‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬كان ال ُب ّد لنا‬ ‫ٍ‬ ‫مستوىً‬
‫من إلقاء الضوء على مفهوم اإلدارة‪ ،‬حيث تعدّدت تعريفات اإلدارة حسب اإلداريّين‪ ،‬والمُف ِّكرين بشكل كبير جداً‪ ،‬وفي هذا المقال‬
‫بعضٌ من التعريفات التي عُرِّ فت بها اإلدارة‪ ،‬وهي على النحو اآلتي‪ ]٢[:‬وصف (‪ )Weihrich & Koontz‬اإلدارة بأ ّنها‪" :‬العمليّة‬
‫الخاصّة بتصميم‪ ،‬وصيانة بيئة مُعيَّنة يعمل فيها األفراد معا ً ‪-‬كفريق‪ -‬بكفاءة؛ وذلك إلنجاز أهداف مُختارة"‪ .‬يرى (‪ )Holt‬أنّ اإلدارة‬
‫هي‪" :‬العمليّة المُتعلِّقة بالتخطيط‪ ،‬والتظيم‪ ،‬والقيادة‪ ،‬والرقابة لك ٍّل من الموارد البشريّة‪ ،‬والمادّية‪ ،‬والماليّة‪ ،‬والمعلومات في بيئة‬
‫تنظيميّة مُعيَّنة"‪ .‬يعرِّ فها (‪ )Taylor‬على أ ّن ها‪" :‬تحديد ما هو مطلوب عمله من العاملين بشكل صحيح‪ ،‬ث ّم التأ ُّكد من أ ّنهم يُؤدّون ما هو‬
‫مطلوب منهم بأفضل الطرق‪ ،‬وأق ّل التكاليف"‪ ]١[.‬ومن خالل التعاريف السابقة يمكن القول بأنّ اإلدارة هي‪ :‬تنفيذ األعمال بوسيلة‬
‫ُنظمة‪ ،‬وذلك عن طريق االستخدام األمثل للموارد المُتاحة كلّها‪ ،‬والتي‬ ‫ف ّعالة‪ ،‬وذات كفاءة؛ لتحقيق األهداف التي تسعى إليها الم ّ‬
‫تتمثل بالعديد من‬ ‫تتضمّنها عمليّات التخطيط‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬والرقابة‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والقيادة‪ ]١[.‬أهمّية اإلدارة لإلدارة أهمّية بالغة ّ‬
‫ُنظمة‪ :‬بحيث يت ّم تنظيم‪ ،‬وتنسيق‪ ،‬وتوجيه الموارد؛ بهدف تحقيق أهداف‬ ‫النقاط التي من أهمّها‪ ]٣[:‬المساعدة على تحقيق أهداف الم َّ‬
‫ُنظ مة‪ ،‬دون إهدار للجهد‪ ،‬والوقت‪ ،‬والمال‪ .‬استغالل الموارد على النحو األمثل‪ :‬بحيث تت ّم االستفادة من المُختصِّين‪ ،‬والخبراء‪،‬‬ ‫الم َّ‬
‫واستغالل مهاراتهم بشكل صحيح‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام الموارد المادّية‪ ،‬والبشريّة على النحو األفضل‪ ،‬ممّا يؤدّي إلى تحقيق‬
‫ُنظمة‪ .‬تقليل التكاليف‪ :‬حيث إنّ التخطيط السليم في استخدام الموارد البشريّة‪ ،‬والمادّية يساعد على التقليل‬ ‫الفعاليّة‪ ،‬وتج ُّنب ال َهدر في الم َّ‬
‫ُنظمة سليمة‪ :‬وذلك عن طريق إنشاء هيكل تنظيميّ سليم يساعد على‬ ‫من التكاليف‪ ،‬وتحقيق المستوى األعلى من اإلنتاج‪ .‬تأسيس م َّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫المنظمة‪ ،‬ويضمن عدم تداخل الوظائف‪ ،‬وال َمها ّم‪ .‬تحقيق التوازن للمنظمة‪ :‬حيث تحافظ اإلدارة على تحقيق توازن‬ ‫َّ‬ ‫تحقيق أهداف‬
‫المنظمة‪ .‬تحقيق عوامل‬ ‫َّ‬ ‫المنظمة ضمن البيئة المُتغيِّرة‪ ،‬وتكيُّفها مع مُتطلَّبات المجتمع‪ ،‬باإلضافة إلى أنّ من مهامّها‪ I‬الحفاظ على ُنموّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫االزدهار للمجتمع‪ :‬حيث تهت ّم اإلدارة بتحسين اإلنتاج االقتصاديّ ‪ ،‬وتحسين مستوى المعيشة‪ ،‬وتوفير ف َرص العمل لألفراد‪ ،‬ممّا يعود‬
‫بالنفع عليهم‪ ،‬وعلى المجتمع ككلّ‪ .‬وظائف اإلدارة ُت َع ّد الوظائف اإلداريّة (باإلنجليزيّة‪ )Managerial Functions :‬مهام رئيسيّة‬
‫ُنظمة‪ ،‬بغضّ النظر عن نوع نشاطها‪ ،‬وهي تت ّم من قِبل المُدراء جميعهم‪ I‬من المستويات اإلداريّة المختلفة‪ ،‬وهي على النحو‬ ‫في أيّ م َّ‬
‫اآلتي‪ ]١[:‬التخطيط (باإلنجليزيّة‪ :)Planning :‬حيث يت ّم فيها تحديد األهداف‪ ،‬والموارد الالزمة‪ ،‬والوسائل التي سيت ّم استخدامها‪I،‬‬
‫ُخطط‪ ،‬ومهارته في‬ ‫باإلضافة إلى تحديد األعمال التي تؤ ّدي إلى تحقيقها‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أنّ التخطيط يعتمد على خبرة الم ِّ‬
‫ُنظ مة‪ ،‬واإللمام بالظروف التي تحيط بها‪ .‬التنظيم (باإلنجليزيّة‪ :)Organizing :‬وهي عمليّة تتضمّن‬ ‫اإلحاطة بالوضع الحالي للم َّ‬
‫إنشاء األقسام‪ ،‬والتنسيق في ما بينها؛ لتنفيذ األعمال بطريقة فاعلة‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد المها ّم‪ ،‬والموارد المختلفة‪ ،‬حيث تتضمّن هذه‬
‫ص ة بالعمل‪ ،‬والتنسيق بين األفراد‪ ،‬واألقسام‪ ،‬وإدارة االجتماعات‪،‬‬ ‫العمليّة ع ّد ة عناصر‪ ،‬مثل‪ :‬تصميم الوظائف‪ ،‬وإعداد الجداول الخا ّ‬
‫ُنظمة‪ ،‬وغيرها الكثير‪ .‬صُنع القرار وا ّتخاذه (باإلنجليزيّة‪ :)Dicision Making :‬وفي هذه العمليّة يت ّم‬ ‫وإعداد الهيكل التنظيميّ للم َّ‬
‫االهتمام بتحديد المشاكل‪ ،‬واختيار أفضل بديل من البدائل التي يت ّم َطرْ حها ِوفق معايير مُح َّددة‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أ ّنه ال ُب ّد من‬
‫المتابعة المُستم ّرة في هذه العمليّة؛ وذلك لمعرفة مدى صحّ ة القرار الذي ت ّم ا ّتخاذه‪ ،‬ومستوى إسهامه في ح ّل المشكلة‪ .‬القيادة‬
‫(باإلنجليزيّة‪ :)Leadership :‬حيث ُت َع ّد هذه الوظيفة من أكثر أدوات التوجيه فعاليّة‪ ،‬إذ إ ّنه تساعد على تمكين المدير من التأثير في‬
‫العاملين‪ ،‬ممّا يؤدّي إلى أدائهم لألعمال التي يُكلَّفون بها بثقة‪ ،‬كما تساعد على َجعلهم يعملون جنبا ً إلى جنب؛ لتحقيق األهداف‬
‫المرجوّ ة‪ ،‬علما ً بأنّ هذه الوظيفة تتكوّ ن من عدّة أنشطة‪ ،‬مثل‪ :‬التحفيز‪ ،‬واال ّتصال‪ ،‬وزيادة الدافعيّة‪ ،‬وتشجيع األداء‪ ،‬وغيرها من‬
‫األنشطة‪ .‬الرقابة (باإلنجليزيّة‪ :)Controlling :‬وهي ُتعت َبر المرحلة األخير في عمليّة اإلدارة؛ إذ إنّ الهدف منها هو متابعة مستوى‬
‫ُنظمة‪ ،‬حيث تتضمّن خطوات أربع‪ ،‬هي‪ :‬تحديد معايير األداء‪ ،‬ومستوياته‪ .‬قياس األداء الفعليّ ‪ ،‬وإجراء‬ ‫التق ُّدم في تحقيق أهداف الم َّ‬
‫المقارنة بينه‪ ،‬وبين ما ت ّم تحديده مُسبقا ً‪ .‬تعيين االنحرافات؛ بهدف إجراء ما هو الزم لتصحيحها‪ .‬اعتماد اإلجراءات الالزمة‪،‬‬
‫ُخطط‪ ،‬والمُن ِّف ذ‪ ،‬وتصحيح األداء‪ .‬أنواع اإلدارة يبرز النجاح الوظيفيّ ؛ تبعا ً لعدّة عوامل‪ ،‬مثل نوع العمل‪،‬‬ ‫والصحيحة؛ للتقريب بين الم ِّ‬
‫أو الراتب‪ ،‬إاّل أنّ األسلوب ال ُم َّتبع في اإلدارة ُي َع ّد عامالً مه ّماً‪ ،‬علما ً بأنّ هناك س ّتة أنواع لإلدارة ت ّم اال ّتفاق عليها‪ ،‬على الرغم ممّا لك ٍّل‬
‫منها من نقاط ضعف‪ ،‬أو قوّ ة‪ ،‬وفيما يأتي ذِك ٌر لها‪ ]٤[:‬اإلدارة األوتوقراطيّة (باإلنجليزيّة‪ :)Autocratic :‬حيث يُعنى هذا النوع من‬
‫ُنظمة من جانب واحد‪ ،‬ويُعت َبر هذا النوع جيّداً في حال ت ّم ا ّتخاذ القرارات الصحيحة‪ ،‬أو عند‬ ‫اإلدارة با ّتخاذ القرارات الخاصّة بالم َّ‬
‫حدوث األزمات التي يكون فيها الزمن محدوداً‪ ،‬إاّل أنّ الموُ َّظفين الذين يتطلّعون إلى مزيد من االستقالليّة قد ال يناسبهم هذا النوع من‬
‫الموظفون في هذا النوع‬ ‫ّ‬ ‫اإلدارة‪ ،‬ممّا يؤ ّدي إلى مغادرتهم للعمل‪ .‬اإلدارة الديمقراطيّة (باإلنجليزيّة‪ :)Democratic :‬حيث يتم ّكن‬
‫الموظفين إلى المدير‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬علما ً بأنّ هذا النوع‬ ‫َّ‬ ‫من اإلدارة من المشاركة في صُنع القرارات‪ ،‬إذ إنّ قنوات اال ّتصال تكون من‬
‫اّل‬
‫من اإلدارات ي َُع ّد مه ّما ً لدى ا ّت خاذ القرارات المتشابكة‪ ،‬والتي تحتمل العديد من النتائج‪ ،‬إ أنّ هذه الديمقراطيّة قد ال تكون فعّالة في‬
‫عمليّة ا ّتخاذ القرارات التي يكون فيها الزمن محدوداً لبطئ اتخاذ القرار فيها‪ .‬اإلدارة باإلقناع (باإلنجليزيّة‪ :)Persuasive :‬في هذا‬
‫الموظفون إقناعه بالقرار الذي سي ّتخذه‪ ،‬إاّل أ ّنه في‬ ‫َّ‬ ‫النوع من اإلدارة يكون التح ُّكم بالقرار النهائي من قِ َبل المدير نفسه‪ ،‬حيث يحاول‬
‫الموظ فين لإلدارة‪ ،‬وعدم ثقتهم بالقرار‪ ،‬أو حتى عدم تقديمهم أليّ مداخالت‪ ،‬فإنّ هذا النوع من اإلدارة ال ُي َع ّد ذا‬ ‫َّ‬ ‫حال عدم مساندة‬
‫فائدة؛ حيث إنّ هناك بعض المدراء الذين يرغبون بمعرفة مداخالت الخبراء‪ ،‬ممّا يم ّكنهم من ا ّتخاذ القرار النهائيّ ‪ .‬اإلدارة االستشاريّة‬
‫(باإلنجليزيّة‪ :)Consultative :‬يتم ّتع هذا النوع من اإلدارة بإفساحه المجال للمناقشة‪ I‬أكثر من النوع الذي سبق ذكره‪ ،‬مع حفاظه‬
‫الموظفين الذين تشملهم عمليّة صُنع القرار‪ ،‬على العكس تماما ً‬ ‫َّ‬ ‫على أنّ القرار النهائيّ ي ّتخذه المدير وحده‪ ،‬كما أ ّنه يح ِّقق الوالء لدى‬
‫الموظفين على المدير‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫َّ‬ ‫الموظفين الذين ال تشملهم هذه العمليّة‪ ،‬علما ً بأنّ هذا النوع من اإلدارة قد يؤدّي إلى اعتماد‬ ‫َّ‬ ‫من‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫اّل‬
‫من أنها تهت ّم بالمصالح الخاصّة بهم‪ ،‬إ أنها تهت ّم أيضا بالعمل نفسه‪ .‬إدارة الحريّة االقتصاديّة (باإلنجليزيّة‪:)Laissez-faire :‬‬ ‫ّ‬
‫ُوظفون في عمليّة ا ّتخاذ غالبيّة القرارات‪ ،‬على العكس تماما ً من اإلدارة األوتوقراطيّة‪ ،‬كما أنّ المدير يكون مُوجِّ هاً‪،‬‬ ‫حيث يشارك الم ّ‬
‫علما ً بأنّ هذا النوع من اإلدارة غالبا ما يكون في الشركات‪ I‬التكنولوجيّة‪ ،‬والشركات‪ I‬التي هي في طور التكوين‪ ،‬والتي يت ّم فيها‬
‫ً‬
‫التشجيع على المخاطرة‪ ،‬إاّل أ ّنها قد تش ِّكل صعوبات في عمليّة ا ّت خاذ القرارات‪ .‬اإلدارة من خالل االستماع (باإلنجليزيّة‪:‬‬
‫الموظفين التي من شأنها‬ ‫َّ‬ ‫‪ :)Management By Walking Around‬وفي هذا النوع من اإلدارة يستمع المدراء إلى اقتراحات‬
‫ُنظمة‪ ،‬حيث ال ُب ّد من الموافقة على القرار الجيّد‪ ،‬واحترامه من قِ َبل الجميع‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أ ّنه‬ ‫الح ّد من المشكالت‪ I‬التي ُتواجه الم َّ‬ ‫َ‬
‫ُوظفون‪ .‬المستويات اإلداريّة لإلدارة ثالث مستويات تختلف األنشطة اإلداريّة‬ ‫قد تظهر المشاكل في اإلدارة إذا لم يساندها الم َّ‬
‫باختالفها‪ I،‬وهي‪ ]٥[:‬اإلدارة العُليا (باإلنجليزيّة‪ :)Top Level :‬حيث يت ّم فيها تحديد السياسات‪ I،‬واألهداف‪ ،‬وا ّتخاذ القرارات‪ ،‬ووضع‬
‫الخطط‪ ،‬والقوانين الالزمة‪ ،‬وغيرها من ال َمها ّم العديدة‪ .‬اإلدارة الوُ سطى (باإلنجليزيّة‪ :)Middle Level :‬وتهت ّم بتنظيم األعمال‬
‫الخاصّة باألقسام الرئيسيّة‪ ،‬واألقسام الفرعيّة التابعة لها‪ ،‬وغيرها من ال َمها ّم المُتع ِّددة‪ .‬اإلدارة ال ُّدنيا (باإلنجليزيّة‪:)Low Level :‬‬
‫وهي تهت ّم بال َمها ّم التشغيليّة التي ُتعنى باإلشراف على اإلنتاج‪ ،‬وتدريب العمّال‪ ،‬وتحفيزهم‪ ،‬وح ّل مشاكلهم‪ ،‬وتحديد مهامّهم‪ I،‬وما إلى‬
‫ذلك من مها ّم مُتنوِّ عة‪.‬‬
‫إلدارة واالقتصاد ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫يدرس علم االقتصاد المشكلة االقتصادية المتمثلة في مشكلة الندرة ‪ ،‬وهي ندرة الموارد المتاحة في مقابل‬
‫حاجات إنسانية واجتماعية متعددة‪ ،‬ويدرس هذا العلم االجتماعي كيفية توزيع الموارد النادرة على الحاجات‬
‫المتعددة بأقصى كفاية‪ ،‬والسمة الغالبة على هذا العلم هو تناول الموضوع‪ i‬من الناحية الكلية ‪ . macro‬وإذا ما‬
‫أن دورها مكمل لدور االقتصاد وليس مستقالً عنه أو مناقضا ً له‪ .‬فاالقتصاد عندما‬ ‫نظرنا إلى اإلدارة فنجد َّ‬
‫أن المفاهيم االقتصادية تشكل أحد‬‫فإن أداته في ذلك هي اإلدارة‪ ،‬كما َّ‬
‫يعمل على ح ّل المشكلة االقتصادية َّ‬
‫األسس في العمل اإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫* اإلدارة والمحاسبة‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫المحاسبة نظام معلومات يهدف بالدرجة األولى إلى تجميع ثم إعداد ثم تزويد متخذي القرارات بالمعلومات‬
‫ق جمعية المحاسبة األمريكية‪American Accounting ‬‬ ‫األساسية الالزمة لتلك القرارات‪ ،‬ووف َ‬
‫فإن المحاسبة هي ‪ :‬عملية تحديد وقياس وإيصال المعلومات االقتصادية‬ ‫)‪َّ  )Association) (AAA‬‬
‫ت‪:‬‬‫مستخدم المعلوما ِ‬
‫ِ‬ ‫قبل‬
‫س علمي ٍة من ِ‬
‫حكم مبني على أس ٍ‬‫الستخدامها في تقرير ٍ‬
‫" ‪The process of identifying, measuring and communicating economic information‬‬
‫‪to permit informed judgements and decisions by users of the information"7‬‬
‫" ‪The provision of information in financial terms that will help in decisions‬‬
‫‪concerning resource allocation, and the preparation of reports in financial terms‬‬
‫‪describing the effects of past resource allocation decisions"8‬‬
‫ب من جوانبِها إحدى األدوات ‪ /‬المناهج ‪ /‬الطرق التي تستخدمها اإلدارة في تزوي ِدها‬ ‫فالمحاسبة تُعتب ُر في جان ٍ‬
‫ك المتعلقةُ بالمنشأ ِة‪ ،‬وغالبا ً ما تكون هذه المعلومات كمية مالية‪ ،‬تساع ُد على إدار ِة‬ ‫ت‪ ،‬خاصةً تل َ‬ ‫بمعلوما ٍ‬
‫ت ال ُمسيّرة لها ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫المنظم ِة واتخاذ القرارا ِ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫وتتع َّدد المجاالت التي يت ُّم فيها استخدام المحاسبة؛ لذلك يُمكنُ تصنيفها إلى تصنيفات متعدِّدة حسب المعيار‬
‫بين هذه التصنيفات‪ i‬ما يلي ‪ :‬‬ ‫المستخدم‪ ،‬ومن ِ‬

‫‪   .1‬محاسبة إدارية ‪ ،management accounting / managerial accounting‬ومحاسبة مالية‬


‫‪ ،financial accounting‬ومحاسبة تكاليف ‪.cost accounting‬‬
‫‪   .2‬محاسبة في المؤسسات العامة (محاسبة حكومية وقومية)‪ ،‬ومحاسبة في المؤسسات الخاصة‪ ،‬ومحاسبة‬
‫في المؤسسات غير الحكومية ‪.NGOs‬‬
‫‪  .3‬محاسبة في المؤسسات التجارية‪ ،‬ومحاسبة في المؤسسات الصناعية‪ ،‬ومحاسبة في المؤسسات الخدمية‪.‬‬
‫وهكذا تصنيفات مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫* اإلدارة وعلم النفس واالجتماع ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫أ‪ .‬اإلدارة وعلم النفس‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫يقوم علم النفس بدراسة اإلنسان كفرد من حيث سلوكه ورغباته ودوافعه وحوافزه ومثبطاته وطموحاته‬
‫وشخصيته وما إلى ذلك من الخصائص الَّتي تعود إليه‪ ،‬فالجوانب غير المادية في الفرد هي بوجه العموم‬
‫محور دراسات علم النفس‪.‬‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫وهذا يجعل علم النفس أداة هامة جدا لإلدارة في عمليه اختيار األفراد ألداء الوظائف المختلفة ‪ ،‬وفي عملية‬
‫تدريبهم وتوجيههم وحفزهم نحو تحقيق أهداف المنشأة بكفاءة وفعالية‪ .‬فاإلدارة حسب بعض التعريفات هي‬
‫أن علم النفس أداة ها َّمة جداً للتعامل مع األفراد كزبائن‬
‫إنجاز األعمال المطلوبة عن طريق اآلخرين‪ .‬كما ّ‬
‫يشترون منتجات المنشأة الَّتي يشعرون بأنها تشبع حاجاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ب‪ .‬اإلدارة وعلم االجتماع‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫يقوم علم االجتماع‪ sociology ‬بدراسة المجتمع من حيث مكوناته وخصائصه وتنظيمه ونم ّوه وتطوره‪،‬‬
‫والعوامل المؤثرة فيه‪ .‬‬
‫‪.Sociology is the science of the nature and growth of society and social behaviour‬‬
‫وتدخل المنشأة في عالقات متبادلة مع المجتمع ‪ :‬فالمنشأة جز ٌء من المجتمع‪.‬‬
‫تستمد المنشأة مدخالتها من المجتمع بما في ذلك الموارد البشرية الَّتي يشكل المجتمع أقوى العوامل تأثيراً على‬
‫سلوكها وأهدافها وحوافزها وقيمها وكيفية التعامل معها‪ .‬واإلدارة تتعامل مع الموارد البشرية بصفتها أهم‬
‫الموارد‪ .‬‬
‫َّ‬
‫تضخ المنشأة مخرجاتها في المجتمع بما في ذلك المنتجات التي ببيعها تستطيع المنشأة العيش واالستمرار‪،‬‬
‫وإال فستموت وتندثر‪.‬‬
‫فإن المنشأة تؤثر وتتأثر بالمجتمع ‪ ،‬وهذا يجعل اإلدارة في حاجة مستمرة لمعرفة خصائص المجتمع‬ ‫وبالتالي َّ‬
‫المحيط بها ‪ ،‬والعوامل المؤثرة فيه ‪ ،‬والتطورات الَّتي تحصل فيه‪ ،‬والتغيرات في أنماط السلوك والذوق‬
‫ومستوى المعيشة‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫وعلى هذا يعتبر علم النفس وعلم االجتماع علمان مكمالن لبعضهما البعض في حاجة اإلدارة لمعرفة السلوك‬
‫البشري وتفسيره والتأثير عليه وتوجيهه بما يخدم تحقيق أهداف المنشأة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫* اإلدارة والقانون ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫يصدر القانون من مؤسسات الدولة التي تنظم سلطتها عن طريقه‪ ،‬وهي المسئولة عن تطبيقه في المجتمع‪،‬‬
‫والقانون هو الَّذي يضع القواعد التي تنظم سلوك األفراد والمجتمع‪ ،‬وهو الذي يخبرنا أي األعمال مسموح بها‬
‫وأيها غير مسموح به‪ ،‬كما أنه ينظم فض الخالفات بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪Law is the rule made by authority for the proper regulation of a community or‬‬
‫‪.society or for the correct conduct in life‬‬
‫أن هناك الكثير من القواعد القانونية (التشريعات) المنظمة‬‫وما يجعل القانون مرتبطا ً ارتباطا ً وثيقا ً باإلدارة هو َّ‬
‫لمنشآت األعمال من حيث نشأتها وعملها وعالقاتها الداخلية والخارجية وموتها (افالسها)‪ .‬ومن األمثلة على‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫جـ ‪ -‬علم السياسه ‪:‬‬
‫‪ ‬يبحث علم السياسه\ة في وضع السياسات العامة للدولة وبشكل‪ ‬الحكم والمعتقدات الفكرية السائدة ‪.‬‬
‫واإلدارة تتأثر باأليديولوجية السياسية التي‪ ‬تسير عليها الدولة ‪ .‬ففي ظل النظام الديمقراطي يأخذ النظام‬
‫الرأسمالي‪ I‬مجاالً أوسع‪ ‬منه في ظل األنظمة اإلشتراكية أو األنظمة التي تعتمد االقتصاد‪ I‬المختلط ‪ .‬ويسود‬
‫في‪ ‬ظل الفكر الديمقراطي التخطيط‪ I‬الالمركزي او التخطيط‪ I‬المركزي والتنفيذ الالمركزي‪ I‬بينما يسود في‬
‫ظل النظام االشتراكي التخطيط المركزي‪ . I‬واإلدارة العليا في أجهزة‪ ‬الدولة وفي المشروعات العامة‬
‫تتأثر بدرجة الغموض السياسي‪ . I‬ويالحظ‪ I‬ان االتجاه‪ ‬الفكري الذي يدعو الى فصل السياسة عن اإلدارة قد‬
‫تعرض للكثير من النقد نظراً لتعذر‪ ‬مثل هذا الفصل في الواقع العمل‬
‫علم القانون‪ :‬مجموعة من القواعد واألسس التي تنظم عالقات‬ ‫‪.4‬‬
‫األفراد وعالقات الجماعات من أجل تحقيق تناسق اجتماعي لضمان بقاء‬
‫المجتمع ونموه و استمراره‪.‬‬
‫القانون‪:‬قواعد السلوك المدني كما تصفه السلطة العليا في الدولة‬

‫‪.‬‬
‫لمدير العام يُعرفُ المدي ُر العام‬ ‫فتبين السلوك الصحيح وتحرم السلوك غير الصحيح‬
‫ّ‬
‫والموظفين واألهداف الخاصّة بها؛ أل ّنه‬ ‫شخص الذي يُش ّكل حلقة الوصل بين المُنشأة‬ ‫(اإلنجليزيّة‪ )General Manager :‬أ ّنه ال ّ‬
‫ُ‬
‫المسؤول عن العديد من ال َمهام الخاصّة ِبمُجريات العمل لخبرت ِه الكافية في أصول ومبادئ اإلدارة الصّحيحة‪ .‬ومن ال ّتعريفات األخرى‬
‫شركة أو المُؤسّسة من خالل السّلطة التي يمتلكها‪ ،‬ويحرصُ على‬ ‫بشكل مُباشر في كا ّف ِ‪I‬ة أقسام ال ّ‬
‫ٍ‬ ‫شخص الذي يتح ّك ُم‬
‫للمدير العام أ ّنه ال ّ‬
‫وتتناسب مع السّياسة العامّة لألعمال‪ ،‬وال ُتخالفُ أيّة تعليما ٍ‬
‫ت وظيفيّة‪ .‬يقو ُم المدي ُر العام بمُتابعة تطبيق‬ ‫ُ‪I‬‬ ‫تطبيقها بطريق ٍة صحيحة‪،‬‬
‫الطرق المُمكنة‪]١[.‬‬ ‫العمليّات اإلداريّة الرئيسيّة في المُنشأة التي يُديرها بأفضل وأنجح ُّ‬
‫ِ‬

You might also like