You are on page 1of 138

‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬

‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬


‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ِّمةٌ‬
‫ُم َقد َ‬
‫احلمد هلل الذي تفرد& يف أزليته بعز كربيائ&ه‪ ،‬وتوح&&د يف ص&مديته ب&دوام بقائ&&ه‪ ،‬وأنَ& َ&ار مبعرفت&ه& قل&وب أوليائ&ه‪&،‬‬
‫العليم‬ ‫ِ‬
‫وأم َن اخلائفني بفتح ب&&اب رجائ&&ه‪ُ ،‬‬ ‫&بغ على خلق& ِ&ه جزي& َ&ل عطائ&&ه‪َّ ،‬‬
‫ب أس&&رار القاص&&دين& بطيب& ثنائ&&ه‪ ،‬وأس& َ‬
‫وطيَّ َ‬
‫الذي ال يعزب عن علمه مثقال ذرة يف أرضه وال مسائه‪ ،‬القدير& الذي ال شريك& له يف تدبريه وإنشائه ‪.‬‬
‫ك حرمةُ الْ ُقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آن‬ ‫يَا ُمْن ِز َل اآليَات َوالْ ُف ْرقَان * َبْييِن َو َبْينَ َ ُ ْ َ ْ‬
‫صم بِِه َق ْليِب ِمن الشَّيطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫َ ْ‬ ‫ص ْد ِري ل َم ْع ِرفَة اهْلَُدى * َو ْاع ْ‬ ‫ا ْشَر ْح بِه َ‬
‫ِّري ِان‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫يَ ِّس ْر بِِه أ َْم ِري َوأَقْ ِ‬
‫ض َمآ ِريِب * َوأَج ْر به َج َسدي م َن الن َ‬
‫َصلِ ْح َشايِن‬ ‫ِ‬
‫ص نيَّيِت * َوا ْش ُد ْد بِه أ َْز ِري َوأ ْ‬
‫واحطُ ْط بِِه ِو ْز ِري وأَخلِ ِ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ضِّري وحقِّق َتوبيِت * واربِح بِِه بيعِي بِالَ خسرانِ‬ ‫ف بِهِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َْ‬ ‫َوا ْكش ْ ُ َ َ ْ ْ َ َ ْ ْ َْ‬
‫ف َس ِريريِت * أَمْجِ ل بِِه ِذ ْك ِري َوأ َْع ِل َم َكايِن‬ ‫ِ‬
‫طَ ِّه ْر بِه َق ْليِب َو َ‬
‫ْ‬ ‫ص ِّ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫واقطَع بِِه طَمعِي وشر مِه‬
‫َح ِي َجنَايِن‬ ‫ف َّيِت * َكثِّْر بِه َو َرعي َوأ ْ‬ ‫َ َ َ ِّ ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ‬ ‫َسبِ ْل بَِفْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َج َفايِن‬‫ض ُد ُموع َها أ ْ‬ ‫َس ِه ْر بِه لَْيلي َوأَظْ ِم َج َوا ِرحي * أ ْ‬ ‫أْ‬
‫ِ‬
‫ان‬‫َضغَ ِ‬ ‫ا ْم ِز ْجهُ يَا َريِّب بِلَ ْح ِمي َم ْع َد ِمي * َوا ْغ ِس ْل بِِه َق ْليِب ِم َن األ ْ‬
‫أَنْت الَّ ِذي ص َّورتَيِن وخلَ ْقتَيِن * وه َديتَيِن لِ َشرائِ ِع ا ِإلميَ ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َ‬
‫اعي الْ ُقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِح‬ ‫أَنْ ِ‬
‫آن‬ ‫ص ْد ِري َو َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ت الَّذي َعلَّ ْمتَيِن َو َر ْتَيِن * َو َج َع ْل َ‬ ‫َ‬
‫ب ي ٍد والَ ُد َّك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَنْ َّ ِ‬
‫ان‬ ‫ت الذي أَطْ َع ْمتَيِن َو َس َقْيتَيِن * م ْن َغرْي َك ْس َ َ‬ ‫َ‬
‫ض ِل وا ِإلحس ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ص ْرتَيِن * َو َغ َم ْرتَيِن بالْ َف ْ َ ْ َ‬ ‫َو َجَب ْرتَيِن َو َسَتْرتَيِن َونَ َ‬
‫ت الَّ ِذي َآو ْيتَيِن َو َحَب ْوتَيِن * َو َه َد ْيتَيِن ِم ْن َحْيَر ِة اخْلِ ْذالَ ِن‬ ‫أَنْ َ‬
‫ك بِرمْح ٍة وحنَ ِ‬ ‫وب مو َّد ًة * وعطَ ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ت مْن َ َ َ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ت يِل َبنْي َ الْ ُقلُ َ َ‬ ‫َو َز َر ْع َ‬
‫اسنًا * وسَترت عن أَب ِ ِ‬ ‫ونَ َشرت يِل يف الْعالَ ِمني حَم ِ‬
‫صيَايِن‬ ‫صا ِره ْم ع ْ‬ ‫َ َ ْ َ َْ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ت مَجِ َيع ُه ْم إِ ْخوايِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫وجع ْل ِ‬
‫َ‬ ‫ت ذ ْك ِري يف الْرَبِ يَّة َشائ ًعا * َحىَّت َج َع ْل َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫اط ِري َو َجوا ِر ِحي َولِسايِن‬ ‫ك الْمح ِام ُد والْم َدائِح ُكلُّها * خِب َو ِ‬
‫َفلَ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫وصلَّى اهللُ على نبيه ومصطفاه يف عليائه‬


‫ِِ‬
‫أ َغُّر َعلَْيه للنُُّب َّوة ِ َخامَتٌ‬
‫وح ويُ ْش َه ُد‬ ‫ود َيلُ ُ‬ ‫ِم َن اللَّ ِه َم ْش ُه ٌ‬
‫وضم اإلله اسم النيب إىل ِ‬
‫امسه‬ ‫َّ ُ َ ّ‬
‫س املؤذِّ ُن أ ْش َه ُد‬ ‫إذا قَ َال يف اخلَم ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫وشق لهُ م ِن امسه ليجلهُ‬ ‫ّ‬
‫حممد‬
‫حممود وهذا ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فذو ِ‬
‫العرش‬
‫أس َو َفْتَرة ٍ‬‫يب أتَانَا َب ْع َد يَ ٍ‬
‫نَ ٌّ‬
‫تعبد‬
‫األرض ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألوثان يف‬ ‫من ِ‬
‫الرسل‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫فَ ْأم َسى ِسَراجاً ُم ْستَنرياً َو َهادياً‬
‫َّد‬
‫يل امل َهن ُ‬ ‫ُ‬ ‫الص ِق‬
‫الح ّ‬ ‫وح كما َ‬ ‫َيلُ ُ‬
‫ُ‬
‫وبشر جنة ً‬ ‫وأنذرنا ناراً‪َ ،‬‬
‫حنمد‬
‫اإلسالم فاهللَ ُ‬ ‫َ‬ ‫وعلمنا‬
‫اخللق ريب وخالقي‬ ‫وأنت إلهَ ِ‬ ‫َ‬
‫أشهد‬
‫الناس ُ‬ ‫عمرت يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫بذلك ما‬‫َ‬
‫الناس عن َق ْول َمن َدعا‬ ‫ب ِ‬ ‫ت َر َّ‬ ‫َت َعالَْي َ‬
‫أعلَى َوأجْمَ ُد‬ ‫ت ْ‬ ‫ِ‬
‫س َو َاك إهلاً أنْ َ‬
‫واألمر كلهُ‬‫اخللق والنعماءُ ُ‬ ‫لك ُ‬ ‫َ‬
‫اك َن ْعبُ ُد‬‫اك نَ ْسَت ْهدي وإيّ َ‬ ‫فإيّ َ‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫للخطب املنربية‪ ,‬ومفيدةٌ للدروس الوعظية‪ &,‬أهديها لألمة‬ ‫فهذه باقةٌ من املقدمات َّ ِ‬
‫الس ْجعيَّة‪ ,‬مناسبةٌ ُ‬
‫اإلسالمية‪ ,‬وأسأل اهلل باري الربية‪ ,‬أن يغفر يل هبا الزالت بال ُكليَّة‪ ,‬وأن يرزقين هبا رفقة ِ‬
‫سيد الربيَّة ‪ ,‬يف جنةً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الفردوس العليَّة ‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬


‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً ل ْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ُ ِ‬
‫احلمد هلل الذي أنشأَ َ‬
‫وبَرا‬
‫كل َش ْيء وذَ َرا‪ ،‬ال يَغيب عن بص ِره صغريُ الن َّْمل يف الليل‬ ‫ُ ِ‬
‫ع َّ‬ ‫وخلق املاءَ والثَّرى‪ ،‬وأبْ َد َ‬ ‫وبَرا‪َ ،‬‬ ‫احلمد هلل الذي أنشأَ َ‬
‫السمـو ِ‬
‫ض َو َما َبْيَن ُه َما‬‫ت َو َما يِف االْ ْر ِ‬ ‫َّ َ َ‬
‫السماء‪{ ،‬لَهُ َما يِف‬ ‫مثقال ذر ٍة يف األرض والَ يف َّ‬ ‫ب عن علمه ُ‬ ‫إِذَا َسرى‪ ،‬وال َي ْعُز ُ‬
‫َخ َفى * اللَّهُ ال إِلَـهَ إِالَّ ُه َو لَهُ االْمْسَآءُ احْلُ ْسىَن } ‪َ ،‬خلَ َق َ‬ ‫ت الثََّرى * َوإِن جَتْ َه ْر بِالْ َق ْو ِل فَِإنَّهُ َي ْعلَ ُم ِّ‬
‫(‪)1‬‬
‫آد َم‬ ‫السَّر َوأ ْ‬ ‫َو َما حَتْ َ‬
‫ليل من النَّا ِر فصار َحُّرها َب ْرداً‬ ‫وجَرى‪ &،‬وجَنَّى اخلَ َ‬ ‫ك بأمر اهلل َ‬ ‫ث نُوحاً فصنَع ال ُف ْل َ‬ ‫وب َع َ‬
‫وه َدى‪َ ،‬‬ ‫اجتَبَاهُ فتاب عليه َ‬ ‫فابتاله مث ْ‬
‫الورى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫رِب مِب‬
‫تسع آيات فَ َما اد َكَر فْر َع ْو ُن وما ْار َع َوى‪ ،‬وأيَّ َد عيسى بآيات َتْب َهُر َ‬ ‫وسالماً فاعتَ ُوا َا َجَرى‪ &،‬وآتَى ُموسى َ‬
‫زل الكتاب على حممد فيه البيَّنات واهل َدى‪ ،‬أمْح ُده على نعمه اليت ال َتز ُال َتْترى‪ ،‬وأصلِّي وأسلِّم على نبيِّه ٍ‬
‫حممد‬ ‫وأنْ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫فهو بِنُو ِر اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ْ ِ ِ‬
‫املبعُوث يف أُم ال ُقَرى‪ &،‬صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبِه يف الْغا ِر أيب بك ٍر بال مَرا‪ ،‬وعلى عُ َمَر الْ ُم ْل َه ِم يف رأيه ُ‬
‫وأس ِد الشَّرى‪ ،‬وعلى بَقيَ ِة آله‬ ‫ِ‬ ‫زوج ابنََتي ِه ما كان حديثاً ي ْفَترى‪ &،‬وعلى ابن ِّ ِ‬
‫علي حَبْ ِر العلوم َ‬ ‫عمه ٍّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َيَرى‪ ،‬وعلى عثما َن ِ ْ ْ‬
‫وسلَّ َم تسليماً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ى‪َ ،‬‬ ‫الو َر َ‬‫وأصحابه الذين انتَ َشَر فضلُ ُه ْم يف َ‬

‫‪[)(1‬طه‪]8 - 6 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫َّان‬ ‫ِ‬
‫الرؤوف املن ِ‬ ‫ِ‬
‫اللطيف‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫احمليط ِع ْل َماٍ مبا يكو ُن‬
‫الس ْلطَان‪ ،‬احللِي ِم ال َك ِرمي الرحيم الرمحن ‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫القوي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫اللطيف الرؤوف املَنَّان‪ ،‬الْغَيِن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫كل َي ْوم ُهو يف شان‪.‬‬ ‫وما كان‪ ،‬يُعُِّز َويُ ِذ ُل‪ ،‬ويُ ْف ِقُر ويُ ْغيِن ‪َّ ،‬‬
‫واالمتِنَان‪ ،‬وأشهد أن ال إله إالَّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الكاملة احلِ َسان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأشكره على ن َعمه وبَالشَّك ِر يزيد العطاء ْ‬ ‫ُ‬ ‫الصفات‬ ‫أمْح َ ُده على‬
‫املبعوث إىل ا ِإلنس واجلان‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى‬ ‫الديَّان‪ ،‬وأشهد َّ‬ ‫ك َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أن حممداً َعْب ُدهُ ورسولُهُ‬ ‫شريك له املل ُ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫وح َده ال‬
‫اهلل ْ‬
‫والتابعني هلم بإحسان ما توالت األزمان‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫آله وأصحابه‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الَّذي ال َ‬


‫مانع ملا َو َهب‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬
‫أعلَى‬
‫ضل ُمكْتَسب‪ ،‬وَت ْقواه للمتقني ْ‬ ‫ني أفْ ُ‬ ‫طي ملا َسلَب‪ ،‬طاعتُهُ للعامل َ‬ ‫احلمد هلل الَّذي ال َ‬
‫مانع ملا َو َهب‪ ،‬وال ُم ْع َ‬ ‫ُ‬
‫فضله‬
‫صب‪ ،‬أمحدهُ على ما َمنَ َحنَا من ْ‬ ‫وسهل هلم يف ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫جانب طاعته ُك َّل نَ َ‬ ‫قلوب ْأوليائه لإلمْي ان و َكتب‪َ َّ ،‬‬ ‫نسب‪َ ،‬هيَّأ َ‬
‫َ‬
‫اب َو َغلَب‪ ،‬وأ ْش َه ُد أن حممداً عبدهُ َو َر ُسولهُ الَّذي‬ ‫األحَز َ‬
‫هز َم ْ‬ ‫شريك لَهُ َ‬
‫َ‬ ‫وأشه ُد أن ال إِله إالَّ اهلل َو ْحدهُ ال‬
‫َو َو َهب‪َ ،‬‬
‫والرتَب‪ ،‬وعلى عُ َمَر الَّذي َّفر الشيطا ُن منهُ‬ ‫ضائِ ِل ُّ‬ ‫ِ‬
‫صاحبه أيب بكر الْفائ ِق يف ال َف َ‬
‫اصطَفاه وانتَخب‪ ،‬صلَّى اهلل علَي ِه وعلى ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫لي صهره وابن عمه يف النَّسب‪ ،‬وعلى ِبقيَّ ِة أصحابه‬ ‫ُّوريَ ِن الت ِّ‬
‫َّقي النَّقِّي احْل َسب‪َ ،‬و َعلى َع ٍّ‬ ‫وعلَى عُثْمان ذي الن ُ‬ ‫وهَرب‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ان ما أشرق النجم وغرب‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫أعلَى فَخ ٍر ومكْتسب‪ ،‬وعلى التَّابِعني هلم بإحس ٍ‬
‫َْ‬ ‫الذين ا ْكتَ َسوا يف الدِّيْ ِن ْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫السالِكة‬
‫األقدام َّ‬
‫َ‬ ‫احلمد هلل الَّ ِذي أعا َن بفضلِ ِه‬
‫ُ‬
‫ب يف‬ ‫ِ‬
‫من شاء لليسرى فرغ َ‬ ‫ُّفوس اهلالِكة‪َّ ،‬‬
‫ويسر ْ‬ ‫السالكة‪ ،‬وأنقذ برمحته الن َ‬
‫احلمد هلل الَّ ِذي أعا َن بفضلِ ِه األقدام َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫النفوس له ذليلةُ عانِيَة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فكل‬
‫شريك له ُّ‬ ‫ذيذة والشَّائكة‪ ،‬وأشهد أن ال إِله إالَّ اهلل َو َ‬
‫حدهُ ال‬ ‫أمحده على األمور اللَّ ِ‬ ‫اآلخرة‪ُ ،‬‬‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْيه‬ ‫ضْ‬ ‫القائم بأمر ربِّه سراً وعالَنية‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب ب ْك ٍر الَّذي َحَّر َ‬ ‫عبدهُ ورسولُه ُ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫وأشهد َّ‬
‫فر ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لي ُم ِّ‬
‫وعلَى َع ِّ‬
‫األموال املتكاثرة‪َ ،‬‬‫وعلَى عُثما َن ُمْنف ِق ْ‬ ‫ت َن ْف ُسه لنفسه مال َكة‪َ ،‬‬ ‫وعلَى عُ َمَر الَّذي كانَ ْ‬‫الْفرقَة اآلفكة‪َ ،‬‬
‫رعت األقدام السالِ َكة‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫بإحسان ما قَ ِ‬
‫ٍ‬ ‫الصحابة والتابعني هلم‬ ‫األبطال يف اجلُموع املتكاث َفة‪َ ،‬و َعلَى بَقيَّ ِة َّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلَ ْم ُد هلل الدَّاعي إىل بابه‬


‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين يف‬
‫شتمل على حُم كم ومتشابه‪ ،‬فأما ال َذ َ‬ ‫احلَ ْم ُد هلل الدَّاعي إىل بابه‪ ،‬املوفِّق من شاء لصوابه‪ ،‬أنعم بإنزال كتابه‪ ،‬يَ ُ‬
‫وأما الراسخون يف العلم فيقولون آمنا به‪ ،‬أمحده على اهلدى وتَيس ِري أسبابِه‪ ،‬وأشهد‬ ‫ُقلُوهبم َزيْ ٌغ فيتبعو َن ما تَ َشابَه منه‪َّ ،‬‬
‫أكم ُل النَّاس‬ ‫عبده ورسولُه َ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫ريك له شهادةً ْأرجو هبا النجاةَ ِم ْن عقابِه‪ ،‬وأشهد َّ‬ ‫وحده ال َش َ‬ ‫أ ْن ال إِله إالَّ اهلل َ‬
‫أعَّز اهلل بِِه الدِّيْ َن‬ ‫ِ‬
‫وعلَى عُمر الَّذي َ‬‫أصحابه‪َ ،‬‬ ‫َعمالً يف ذهابه وإيابه‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب بك ٍر أفْضل َ‬
‫ف نِقابه‪،‬‬ ‫علي املشهو ِر حبَ ِّل امل ْش ِك ِل من العلوم و َك ْش ِ‬
‫ٍّ‬ ‫وعلى‬‫َ‬ ‫شهيد دا ِر ِه وحِم َْرابِه‪،‬‬
‫الد ْنيا بِِه‪ ،‬وعلَى عثما َن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ُّ‬ ‫واسَت َقام ِ‬
‫ْ َ‬
‫ُ‬ ‫ِِ‬
‫ومن كان ْأوىَل بِِه‪ ،‬وسلَّ َم تسليماً‪.‬‬ ‫َو َعلَى آله وأصحابه ْ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫وحكْمةً طريقاً وسنَناً‬ ‫هلل الَّ ِذي شرع الشرائع رمحةً ِ‬ ‫احلمد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لكل‬
‫الذنوب ِّ‬
‫َ‬ ‫يغفر‬
‫بل لَنَا‪ُ ،‬‬ ‫الشرائع رمحةً وحكْمةً طريقاً وسنَناً‪ ،‬وأمرنَا بطاعته ال حلَاجته ْ‬ ‫َ‬ ‫احلمد هلل الَّذي َ‬
‫شرع‬
‫ِ‬
‫فضائله‬ ‫َّه ْم ُسُبلَنَا }(‪ , )1‬أمْح ده على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زل العطَايا ملن كان حُم سناً َّ ِ‬
‫ين َج َـه ُدواْ فينَا لََن ْهد َين ُ‬
‫{والذ َ‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ودنا‪ ،‬وجُي ُ‬ ‫تاب إىل ربَّه َ‬
‫َم ْن َ‬
‫أن حممداً‬‫وأشهد َّ‬
‫ُ‬ ‫الفوز بدا ِر النَّعي ِم واهْل نَا‪،‬‬
‫شريك له شهادةً ْأرجو هبا َ‬ ‫َ‬ ‫ِسّراً وعلَناً‪ ،‬وأشهد أ ْن ال إِله إِالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬
‫بالعنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب بكر الْقائ ِم بالعبادة راضياً َ‬ ‫فدنَا‪َ ،‬‬
‫فوق السموات َ‬ ‫عبدهُ ورسولهُ الَّ ِذي ر َف َعه َ‬
‫ُ‬
‫اجملد يف ظهور ا ِإلسالم فما ضعف وال و ‪ ،‬وعلى عثما َن الَّ ِذي رضي بالْ َقد ِر وقد حل يف ِ‬
‫الفناء الفنا‪،‬‬ ‫مر ِّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ىَن‬ ‫َ ُ‬ ‫وعلى عُ َ‬
‫األمنَاء‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫علي الْ ِ‬
‫قريب يف النَّسب وقد نال املُىن‪ ،‬وعلى سائ ِر آله وأصحابه الكرام َ‬ ‫وعلى ٍّ‬

‫‪[)(1‬العنكبوت‪]69 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل امل َتعاىل عن األنداد‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫السبع الشِّداد‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫رافع‬ ‫الد‪،‬‬ ‫واألو‬
‫ْ‬ ‫بة‬ ‫الصاح‬ ‫عن‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫تنز‬
‫ِّ‬ ‫امل‬ ‫واألضداد‪،‬‬ ‫احلمد هلل امل َتعاىل عن األنداد‪ ،‬امل َقدَّس عن النَّقائص‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫َّر ما‬ ‫َ‬ ‫د‬‫َ‬‫ق‬ ‫ؤاد‪،‬‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ومكنون‬ ‫وب‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ال‬
‫ِّ ُ‬ ‫ر‬‫س‬ ‫على‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫َّ‬
‫ط‬ ‫امل‬ ‫واد‪،‬‬‫ْ‬‫ط‬ ‫األ‬ ‫بالراسيات‬ ‫ة‬ ‫بت‬
‫َ ً‬ ‫مث‬ ‫للمهاد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األرض‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫وواض‬ ‫عاليةً بغري ِعماد‪،‬‬
‫الزاد‪ ،‬وأعطى الكثري من العاملني املخلصني يف‬ ‫فزاد ُهم من َّ‬ ‫جاد على السائلني َ‬ ‫والرشاد‪َ ،‬‬‫كان وما يكو ُن من الضَّالل َ‬
‫شريك له له‬
‫َ‬ ‫األعداد‪ ،‬وأ ْشكره على نَِعمه وكلَّما ُش ِكر َزاد‪ ،‬وأشهد أ ْن ال إِله إِالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬ ‫يفوق ْ‬
‫املراد‪ ،‬أمحَ ُده محداً ُ‬
‫كل البالد‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى‬ ‫أن حممداً عبده ورسولهُ املبعوث إىل مجي ِع اخل ْلق يف ِّ‬ ‫الرحيم بالعباد‪ ،‬وأشهد َّ‬ ‫امللك َّ‬
‫ُ‬
‫نص ِر ا ِإلسالم وأجاد‪ ،‬وعلى عثما َن الَّ ِذي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫من ن ْفسه وماله وجاد‪ ،‬وعلى عُ َمر الَّذي بالَ َغ يف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحبه أيب بك ٍر الَّذي ب َذل ْ‬
‫واألص ِ‬
‫حاب‬ ‫بالشجاعة واجلالد‪ ،‬وعلى مجيع ِ‬
‫اآلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعروف‬ ‫جيش العُ ْسر ِة فيا فخره يوم يقوم األشهاد‪ ،‬وعلى علٍّي‬
‫ْ‬ ‫جهَز َ‬ ‫َّ‬
‫والتابعني هلم بإح ٍ‬
‫سان إىل يوم التَّنَاد‪ ،‬وسلِّم تسليماً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫القوي ال َق َّهار‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الواحد العظيم اجلبَّار القدير‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫القوي ال َق َّهار‪ ،‬املُتَعايِل عن أ ْن تُدركهُ اخلواطر واألبْصار‪ُ ،‬‬
‫يسمع أنني‬ ‫َّ‬ ‫الواحد العظيم اجلبَّار القدير‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫لماء على الغَار‪ ،‬ويعلم َخ ِف َّي الضَّمائ ِر‬ ‫الليلة الظَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫السوداء يف ِ‬ ‫صر دبيب ِ‬
‫النملة‬ ‫َ‬
‫األضرار‪ ،‬ويب ِ‬
‫ُْ‬ ‫املدنف يَ ْشكو ما بِه ِم َن ْ‬‫ِ‬
‫القرآن واألخبار ‪ ,‬أمْح ُده‬ ‫ِ‬ ‫قر مبا وصف به نفسه على ما جاء يف‬ ‫األسرار‪ ،‬صفاتُه كذاته واملشبِّهةُ كفَّار‪ ،‬نُ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ومكنو َن ْ‬
‫ك خَي ْلُ ُق َما يَ َشآءُ‬
‫{و َربُّ َ‬ ‫ُ ِ‬
‫املتفرد باخْل لق والتدبري َ‬ ‫شريك لَهُ‬
‫َ‬ ‫ض ِّار‪ ،‬وأشهد أ ْن ال إِله إِالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬ ‫سبحانَه على امل َس ِّار وامل َ‬
‫األنبياء األطها ِر‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى أيب بكر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫(‪َ )1‬‬
‫رفيقه يف الْغَار‪،‬‬ ‫أفضل‬
‫ُ ُ‬ ‫ورسوله‬ ‫عبده‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫حممد‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫وأشهد‬ ‫َوخَي ْتَ ُار } ‪،‬‬
‫حابه خصوصاً‬ ‫شهيد الدَّار‪ ،‬وعلى علي القائ ِم باألسحار‪ ،‬وعلى آلِِه وأص ِ‬ ‫قامع ال ُكفَّار‪ ،‬وعلى عثما َن ِ‬ ‫وعلى عمر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ َ‬
‫املهاجرين واألنْصار‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬
‫َ‬

‫‪[)(1‬القصص‪]68 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫هلل مدبِر الليايل واأليام‪ ،‬ومصرف الشهور واألعوام‬ ‫احلمد ِ‬


‫ُ‬
‫ِ‬
‫والبقاء‬ ‫ِ‬
‫بالعظمة‬ ‫تفر ِد‬ ‫هلل مدبِر الليايل واأليام‪ ،‬ومصرف الشهور واألعوام‪ِ ،‬‬ ‫احلمد ِ‬
‫امللك القدُّوس السالم‪ ،‬امل ِّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ولطيف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الصوت‬ ‫العروق وبواط ِن العظام‪ ،‬ويسمع َخ ِف َّي‬ ‫ِ‬ ‫النقائص ومشاهبَِة األنام‪َ ،‬يَرى ما يف ِ‬
‫داخل‬ ‫ِ‬ ‫والدَّوام‪ ،‬املتَ ِّنز ِه عن‬
‫ُ‬
‫الشرائع‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫وش‬ ‫نظام‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫أحس‬ ‫على‬ ‫راها‬ ‫فأج‬ ‫األمور‬ ‫َّر‬
‫قد‬ ‫االنتقام‪،‬‬ ‫شديد‬ ‫قدير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫الكالم‪ ،‬إلهٌ ٌ ُ َ َ ٌ ٌ‬
‫ب‬ ‫ور‬ ‫ام‪،‬‬ ‫نع‬ ‫إل‬‫ا‬ ‫كثري‬ ‫رحيم‬
‫أمحدهُ على ِ‬
‫جليل‬ ‫الرياح ويسري الْغمام‪ ،‬وحبكمته ورمحته تتعاقب الليايِل واأليَّام‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫هتب‬
‫إحكام‪ ،‬بقدرته ُّ‬ ‫كمها أمَّيا ْ‬ ‫فأح َ‬‫ْ‬
‫العقول‬
‫ُ‬ ‫ط به‬ ‫املزيد َو َرام‪ ،‬وأشهد أن ال إله إالَّ اهلل الَّ ِذي ال حتي ُ‬
‫من طلب َ‬ ‫شكر ْ‬‫وأشكره َ‬
‫ُ‬ ‫الصفات ومجيل ا ِإلنعام‪،‬‬‫ِ‬
‫أفض ُل األنام‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب بك ٍر السابق إىل ا ِإلسالم‪،‬‬ ‫عبده ورسولُه َ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫واألوهام‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫ِ‬ ‫وعلى عمر الَّ ِذي إذا رآه الشيطا ُن هام‪ ،‬وعلى عثما َن الَّ ِذي َّ ِ‬
‫جيش العُ ْسر ِة وأقام‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫علي الْبَ ْح ِر اخل َ‬
‫ض ِّم‬ ‫جهَز مباله َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫حسان على الدوام‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬‫الضر َغام‪ ،‬وعلى سائر آلِِه وأصحابِه والتابعني هلم بِإ ٍ‬ ‫ِ‬
‫واألسد ِّ ْ‬‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ‬
‫مل االداب‬ ‫احلمد هلل الَّذي ْأر َش َد َ‬
‫اخللق إىل أ ْك ِ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫مل االداب‪ ،‬وفتَ َح هلم من خزائ ِن رمحته وجوده ُك َّل باب‪ ،‬أنَار َ‬
‫بصائر‬ ‫احلمد هلل الَّذي ْأر َش َد َ‬
‫اخللق إىل أ ْك ِ‬ ‫ُ‬
‫بصائر امل ْع ِرضني عن طاعتِ ِه فصار بينهم وبني نوره حجاب‪ ،‬هدى‬ ‫وأع َمى َ‬ ‫احلقائق وطلبُوا الثَّواب‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫املؤمنني فأدركوا‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫وأضل اآلخرين بعدله وحكمته‪ ،‬إن يف ذلك ِ‬
‫هد أ ْن ال إِله إِالَّ اهلل‬
‫لذ ْكرى ألوىل األلبَاب‪ ،‬وأ ْش ُ‬ ‫َّ‬ ‫أولئك بفضله ورمحته‬
‫َكم ِل اآلداب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هد َّ‬
‫بأج ِّل العبادات وأ َ‬‫املبعوث َ‬
‫ُ‬ ‫أن حممداً عبده ورسولهُ‬ ‫الو َّهاب‪ ،‬وأ ْش ُ‬‫زيز َ‬
‫امللك الْ َع ُ‬
‫شريك له‪ ،‬له ُ‬
‫َ‬ ‫وحده ال‬
‫يوم املآب‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫االل واألصحاب‪ ،‬وعلى التابعني هَل م بإحس ٍ‬
‫ان إىل‬ ‫صلَّى اهلل عليه وعلى مجيع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫مأمولِه‬
‫فوق ُ‬‫الراجي َ‬ ‫احلمد هلل مبلِّ ِغ ِ‬
‫ُ ُ‬
‫نيل اهلَُدى وحصولِه‪ ،‬وأقُِّر‬
‫أمحده على ِ‬ ‫ِ‬
‫السائل زيادةً على مسؤوله‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وم ْع ِطي‬ ‫فوق ِ‬ ‫ِ‬
‫احلمد هلل ُمبلِّ ِغ الراجي َ ُ‬
‫مأموله‪ُ &،‬‬ ‫ُ‬
‫عبده ورسولِه‪ ،‬وعلى صاحبه أيب بك ٍر املالزم‬
‫حممد ِ‬ ‫عارف بالدَّلِيل وأصوله‪ ،‬وأصلِّي وأسلِّم على نبينا ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫إقرار‬ ‫ِِ‬
‫بوحدانيَّته َ‬
‫اف من فُلولِه‪ ،‬وعلى عثما َن الصاب ِر على البالء حني نزولِه‪،‬‬ ‫الم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وحلُوله‪ ،‬وعلى عُ َمر حامي ا ِإل ْس ِ ْ‬
‫بعزم ال خُيَ ُ‬ ‫له يف ترحاله ُ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫طالب الذي أرهب األعداء بشجاعتِ ِه قبل نُ ِ‬ ‫علي بن أيب ٍ‬
‫قص َ‬
‫حازوا َ‬ ‫وأصحابه الذين ُ‬
‫ضوله‪ ،‬وعلى مجيع آله ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وعلى ٍّ‬
‫وغربِِه وقُبولِه‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫النسيم بني َجنوبِه ومشَاله ْ‬
‫ُ‬ ‫وأصولِه‪ ،‬ما َتَر َّدد‬
‫فروع الدي ِن ُ‬
‫السْبق يف ِ‬‫َّ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ور َجاه‬
‫ملن أطاعه َ‬ ‫اجلزيل ْ‬
‫َ‬ ‫احلمد هلل معطي‬
‫ُ‬
‫اجتَىَب من شاء بفضلِ ِه‬
‫أعرض عن ذكره وعصاه‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ور َجاه‪ ،‬وشديد العقاب ملن‬ ‫ملن أطاعه َ‬ ‫اجلزيل ْ‬
‫َ‬ ‫احلمد هلل معطي‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫متسك به نال منَاه‪،‬‬
‫فمن َّ‬ ‫وأب َع َد َم ْن شاء َبع ْدله فوالَّه ما تَوالَّه‪ ،‬أ ْنَزل القرآ َن رمحةً للعاملني َ‬
‫ومنَاراً للسالكني ْ‬ ‫وأدناه‪ْ ،‬‬ ‫فقربَه ْ‬
‫َّ‬
‫خسر دينَه ودنياه‪ ،‬أمْح ُده على ما تفضَّل به من ا ِإل ِ‬
‫حسان وأعطاه‪ ،‬وأ ْشكره على‬ ‫ومن تع ّدى حدوده وأضاع ح ُقوقَه ِ‬
‫ْ‬
‫الكامل يف صفاتِِه‬ ‫وأواله‪ ،‬وأشهد أ ْن ال إِله إالَّ اهلل وحده ال شريك له‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫الشاكر باملزيد ْ‬
‫َ‬ ‫أج َد َر‬
‫نعمه الدينية والدنيوية وما ْ‬
‫ِ‬ ‫املتعايل عن النُّظَ ِ‬
‫عبده ورسولُه الَّذي اختاره على البشر ْ‬
‫واصطفاه‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫راء واأل ْشباءه‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫رق ِضياه‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫الصبح وأ ْش َ‬ ‫شق‬ ‫آلِِه وأصحابه والتابعني هلم بِإ ٍ‬
‫حسان ما انْ َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ‬
‫ض ُع َم ْن ْيعبُد‬‫احلمد هلل الَّذي لشرعه خَي ْ َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫املت ْه ِّج ُد وال‬
‫يسهر َ‬‫ويسجد‪ ،‬ولطْيب مناجاته ُ‬ ‫ُ‬ ‫خيشع َم ْن َي ْركع‬
‫ض ُع َم ْن ْيعبُد‪ ،‬ول َعظَمته ُ‬ ‫احلمد هلل الَّذي لشرعه خَي ْ َ‬‫ُ‬
‫ويْبعد‪ ،‬أمحده‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫اهد َن ْف َسه وجَيْهد‪ ،‬يتَ َكلَّ ُم سبحانَه بكالم جي ُّل أ ْن يُ َشابه َكالَ َم املخلوقني َ‬ ‫يرقُد‪ ،‬ولِطَ ِ‬
‫لب ثوابِه َيْب ِذ ُل امل َج ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أخلص هلل وَت َعبَّد‪،‬‬ ‫شريك له شهادةَ َم ْن‬ ‫وح َده ال‬‫غري ُم َشَّرد‪ ،‬وأشهد أ ْن ال إِله إِالَّ اهلل ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الوقوف على بابه َ‬ ‫َ‬ ‫مَحْ َد َم ْن َي ْر ُجو‬
‫العبادة وَتَز َّو ْد‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب بك ٍر الصديق الَّ ِذي‬ ‫عبده ورسولُه الَّذي قام بواجب ِ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫وأشهد َّ‬
‫ضد‪ &،‬وعلى عثمان الَّ ِذي جاءَتْه الشهادةُ‬ ‫وي ْع ُ‬
‫سالم َ‬
‫ِ‬ ‫مأل قلَوب مبغِضي ِه قَ ٍ ِ‬
‫رحات ُتْنفد‪ ،‬وعلى عُ َمَر الَّذي َكا َن يُ َق ِّوي ا ِإل َ‬ ‫ُْ ْ َ‬
‫مرة على‬ ‫صد‪ ،‬وعلى سائ ِر آلِِه وأصحابِه صالة ُم ْستَ َّ‬ ‫ِ‬
‫ع ال ُكف ِر بسيفه وحَيْ ُ‬ ‫زر َ‬ ‫وعلي الَّذي كان يْن ُ‬
‫سف ْ‬
‫ِ‬
‫يرت َّد ْد‪ ،‬وعلى ٍّ‬ ‫فلم َ‬
‫الزمان الْ ُمؤبَّد‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬‫ِ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫األم ِر ومكنونِه‬ ‫ِ‬


‫احلمد هلل املطَّل ِع على ظاهر ْ‬‫ُ‬
‫داع ُفنُونِه‪،‬‬ ‫فر ِد بإنْ َش ِاء العامل وإبْ ِ‬
‫العبد وجهر ِه وظنونِه‪ ،‬املتَ ِّ‬‫بسر ِ‬‫األم ِر ومكنونِه‪ ،‬العامل ِّ‬ ‫ْ‬
‫احلمد هلل املطَّل ِع على ِ‬
‫ظاهر‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّج ِر‬
‫صى َع َد َد ما يف الش َ‬ ‫وأح َ‬‫وشق احلَ َدق‪ْ ،‬‬ ‫كل َش ْي ٍء َخلق‪ ،‬وفتَق األمساع َّ‬ ‫أح َس َن َّ‬ ‫ِ‬
‫وس ُك ْونه‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫منه ْم يف حركته ُ‬ ‫لكل ُ‬
‫املدبِّر ٍّ‬
‫دس اللَّ ِيل‬
‫لعها‪ ،‬يف حْن ِ‬ ‫واده وغُ ِ‬‫من ورق‪ ،‬يف أع ِ‬
‫النجوم وأطْ َ‬‫َ‬ ‫وسَّيَر‬
‫رفعها‪َ ،‬‬
‫وأو َس َع السماءَ َو َ‬
‫ووضعها ْ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫األر َ‬
‫صونه‪ ،‬مد ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫ين ِمن ُدونِِه }‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ىِن‬ ‫ود ُج ْونه‪ ،‬أنزل القطْر وبالً َرذاذاً‪ ،‬فأ ْن َق َذ به البِ ْذر من اليُْب ِ‬
‫{هـ َذا َخ ْل ُق اللَّه فَأ َُرو َماذَا َخلَ َق الذ َ‬
‫س إنْقاذاً‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫وس ْلطانِه‪ ،‬وأشهد َّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫أن حممداً‬ ‫شريك له يف أُلُوهيَّته ُ‬ ‫َ‬ ‫وإحسانه‪ ،‬وأ ْشهد أن ال إِله إِالَّ اهلل ْ‬
‫وح َده ال‬ ‫ْ‬ ‫(‪ ، )1‬أمْح ُده على جوده‬
‫مر م ْق ِلق كِ ْسرى يف إيوانِه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َّ‬
‫عبده ورسولُه املؤيَّ ُد برُب هانه‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب بكر يف مجيع شأنه‪ ،‬وعلى عُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫خي َرب ُ ِ‬ ‫علي قال ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫كل منهم‬ ‫ومَزلْزل ُحصونه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه اجملتهد ٌ‬ ‫باب ْ‬ ‫وعلى عثما َن ساه ِر ْليله يف قرآنه‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫وسلَ َم تسليماً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف طاعة ربِّه يف حركته وسكونه‪َ ،‬‬

‫‪[)(1‬لقمان‪]11 &:‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل احلكيم اخلالق‪ ،‬العظيم احلليم الصادق‬ ‫ُ‬


‫عم ٍد وال‬
‫السْبع الطرائق ‪ ,‬بدون َ‬ ‫احلمد هلل احلكيم اخلالق‪ ،‬العظيم احلليم الصادق‪ ،‬الرحيِ ِم ِ‬
‫الكرمي الرا ِزق‪َ ،‬رفَ َع َّ‬ ‫ُ‬
‫بأرزاق مجيع اخلالئق‪ ،‬خلق‬ ‫ِ‬ ‫َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ِ‬
‫ف إىل خ ْلقه بالرباهني واحلقائق‪ ،‬وتكف َ‬ ‫عر َ‬‫الشواهق‪ ،‬تَ َّ‬ ‫باجلبال‬ ‫األرض‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫الئق‪ ،‬وثبَّ َ‬
‫ِ‬
‫والنسيان فيما ال يُ َوافق‪.‬‬ ‫ا ِإلنسان من ماء دافق‪ ،‬وألزمه بالشرائع لوصل العالئق‪ ،‬وساحَمَه ع ِن اخلطأ‬
‫ص ال منافِق‪،‬‬‫شريك له شهادةَ خُم لِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ناطق‪ ،‬وأ ْش َهد أ ْن ال إِله إالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬ ‫أمْح ُده ما سكت ساكت ونطق ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ت دعوتُه النازل والشَّاهق‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب بك ٍر القائ ِم َ‬
‫يوم‬ ‫عم ْ‬‫عبده ورسولُه الذي َّ‬ ‫أن حممداً ُ‬‫وأشهد َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫استَ َح َّل ُح ْر َمتَه إالَّ ما ِرق‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫علي‬ ‫الر َّدة باحْلَزم الالئق‪ ،‬وعلى عُ َمَر قاه ِر الكفا ِر وفاتح املَْغال َق‪ ،‬وعلى عثما َن الذي َما ْ‬
‫واهم فائِق‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الذي كان لِ َش ِ‬
‫املضايق‪ ،‬وعلى آله وأصحابِه الذين ُكلٌّ منهم على من س ُ‬ ‫جاعته يَ ْسلُك َ‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ويصفح‬‫الزلَ َل ْ‬ ‫احلمد هلل الَّ ِذي ميْحو َّ‬ ‫ُ‬


‫وكل من َع َامله َيْربح‪َ ،‬رفَ َع‬ ‫من الذَ بِِه أ ْفلَح‪ُّ ،‬‬ ‫كل ْ‬‫ويسمح‪ُّ ،‬‬ ‫طل ْ‬ ‫ويصفح‪ ،‬ويغفر اخلَ َ‬ ‫الزلَ َل ْ‬ ‫احلمد هلل الَّ ِذي ميْحو َّ‬
‫ُ‬
‫أصلَح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السماء بغري ع ٍ‬
‫ورمَّبا كا َن الْ َف ْقُر ْ‬
‫يسبح‪ ،‬أ ْغىَن وأ ْف َقر ُ‬ ‫الزرعُ يف املاء ْ‬ ‫طر فإذا َّ‬ ‫فتأم ْل والْ َمح‪ ،‬وأ ْنَز َل الْ َق َ‬
‫مد َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بالعطاء الواس ِع وأفْ َسح‪ ،‬وأ ْشهد َّ‬
‫أن‬ ‫اجلواد َم َّن‬
‫ُ‬ ‫هد أ ْن ال إِلهَ إِالَّ اهلل الْغَيِن ُّ‬
‫أصبح‪ ،‬وأ ْش ُ‬ ‫النهار وما ْ‬ ‫أمْح َ ُده ما ْأم َسى ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الز َمهُ حضراً وسفراً ومل‬ ‫ضح‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبِه أيب بك ٍر الَّذي َ‬ ‫وأو َ‬ ‫عبده ورسولُه الَّذي أبا َن احلَ َّق ْ‬ ‫حممداً ُ‬
‫علي‬
‫وأصلَ َح‪ ،‬وعلى ٍّ‬ ‫سبيل اهلل ْ‬ ‫ْد ُح‪ ،‬وعلى عثما َن الَّ ِذي أنفق الكثري يف ِ‬ ‫إعزا ِز الدِّي ِن يك َ‬ ‫ِ‬
‫َيْبَر َح‪ ،‬وعلى عُ َمرالَّذي َكا َن يف ْ‬
‫بإحسان وسلَّم تسليماً‪.‬‬‫ٍ‬ ‫الصحابة والتابعني هلم‬ ‫ِ‬ ‫اب ِن ع ِّم ِه وأَبرأ ممَّن يغلُو فيه أو ي ْقدح‪ ،‬وعلى ِ‬
‫بقية‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ‬
‫ض َع‬
‫رافع ملا َو َ‬ ‫احلمد هلل الَّذي ال َ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صل‬ ‫قاطع ملا َو َ‬
‫أعطَى وال ُم ْعطي ملا منَع‪ ،‬وال َ‬ ‫واض َع ملا رفع‪ ،‬وال مانِع ملا ْ‬ ‫ضع‪ ،‬وال ِ‬
‫احلمد هلل الَّذي ال َ‬
‫رافع ملا َو َ َ‬ ‫ُ‬
‫الضرر وبرمحته َن َفع‪.‬‬ ‫وقع‬ ‫حِب ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وال َواصل ملا قَطَ َع‪ ،‬كْمته َ‬
‫عبده ورسولُه‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫صنَع‪ ،‬وأشهد َّ‬‫ع ما َ‬ ‫ع وأبْ َد َ‬
‫أح َك َم ما َشَر َ‬
‫شريك له ْ‬‫َ‬ ‫وح َده ال‬‫وأ ْشهد أ ْن ال إِله إالَّ اهلل ْ‬
‫اجتَمع‪ ،‬صلَّى اهلل عليه‬ ‫ِ‬
‫مع‪ ،‬و َفَّر َق من َشِّره ما ْ‬‫فأهبَطَه من َع ْليائه وقَ َ‬‫واجتمع‪ْ ،‬‬ ‫وصال ْ‬ ‫ْأرسلَه والْ ُك ْفُر قد َعالَ وارتفع‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫صاحبه أيب بك ٍر الَّ ِذي جَن م جَن م شجاعتِه يوم ِّ ِ‬ ‫وعلى ِ‬
‫سالم وامتنَع‪ ،‬وعلى عثما َن‬ ‫الر َّدة وطَلَع‪ ،‬وعلى عُ َمَر الَّذي َعَّز به ا ِإل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫علي الَّ ِذي‬ ‫ِ‬
‫مع‪ ،‬وعلى مجيع آله وأصحابِه ما َس َجد ُم َ‬
‫ص ٍّل‬ ‫دحض الْ ُك ْفَر جبهاده وقَ َ‬
‫َ‬ ‫ع‪ ،‬وعلى ٍّ‬ ‫املقتول ظ ْلماً وما ْابتَ َد َ‬
‫وركع‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫َّره‬
‫كل َش ْيء َف َقد َ‬ ‫احلمد هلل الَّ ِذي خلق َّ‬
‫ُ‬
‫ت يف ِّأم الكتاب ما َأر َاده‬ ‫كل َشيء َف َقدَّره‪ ،‬وعلِم مورد ِّ ٍ‬ ‫ُ َّ ِ‬
‫ومص َد َره‪ ،‬وأ ْثبَ َ‬
‫كل خملوق ْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫احلمد هلل الذي خلق َّ ْ‬
‫ِ‬
‫والبقاء‪،‬‬ ‫تفرد بامل ْل ِ‬
‫ك‬ ‫صره‪َّ ،‬‬ ‫خاذ َل لِ َم ْن نَ‬
‫أخره‪ ،‬وال ناصر ملن خذلَه وال ِ‬ ‫ؤخر لِ َما قد‬
‫َّمه‪ ،‬وال ُم َقدِّم ملا َّ‬ ‫وسطَّره‪ ،‬فال ُم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومهَ‬
‫وم فما أقْ َ‬ ‫احلي ال َقيُّ ُ‬
‫شريك له ْفي َما أبْ َد َعه وفَطََره‪ُّ ،‬‬ ‫األح ُد فال‬
‫الواحد َ‬ ‫أح َقَره‪،‬‬
‫نازعه يف ذلك ْ‬ ‫فم ْن َ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والعزة والكربياء‪َ ،‬‬
‫وأض َمَره‪ &،‬أمْح َ ُده على ما ْأوىَل ِم ْن فضلِ ِه ويَ َّسَره‪.‬‬ ‫العبد ْ‬
‫أسَّره ُ‬ ‫العليم اخلبريُ فال خيْ َفى عليه ما َ‬
‫صَره‪ُ ،‬‬
‫ِ ِ‬
‫بش ُؤون خ ْلقه وأبْ َ‬ ‫ُ‬
‫عبده‬
‫أن حممداً ُ‬ ‫العاصي فع َفا عن ذَنْبِه و َغ َفَره‪ ،‬وأشهد َّ‬ ‫شريك لَه‪ ،‬قَبِل َتوبةَ ِ‬ ‫وأ ْشهد أ ْن ال إِله إالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬
‫َ ُ َ ْ‬
‫األصنام ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫تح عليه َم َّكةَ َ‬
‫فأزال‬ ‫سبيل اهلداية ونَ َّو َره‪ ،‬وأزال به ظلمات الش ِّْرك و َقَتَره‪ ،‬وفَ َ‬ ‫ضح به َ‬ ‫ورسولُه الَّذي ْأو َ‬
‫بدره‬ ‫ٍ‬ ‫ت وطَ َّهره‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى آلِِه وأصحابِه ِ‬ ‫ِ‬
‫بإح َسان ما َبلَ َغ ال َق َمُر َ‬ ‫التابعني هلم ْ‬
‫َ‬ ‫الكرام الَْبَر َرة‪ ،‬وعلى‬ ‫الَْبْي َ َ‬
‫وسَر َره‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل العظي ِم يف قَ ْد ِره‪ ،‬العزي ِز يف ْقه ِره‬


‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫حبال ِ ِ‬ ‫احلمد هلل العظي ِم يف قَ ْد ِره‪ ،‬العزي ِز يف قه ِره‪ ،‬العا ِمل ِ‬
‫ص ِره‪ ،‬وعلى‬ ‫وج ْه ِره‪ ،‬اجلائد على املُ َجاهد بِنَ ْ‬ ‫العْبد يف سِّره َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ومن آياتِه أ ْن تقوم‬ ‫يدب يف فيايف َق ْف ِره‪ِ ،‬‬ ‫َّمل ُّ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ص َ ِ‬ ‫واض ِع من ِ ِ ِ ِ‬ ‫املتَ ِ‬
‫ريف القلم عند خط َسطْره‪ ،‬ويرى الن َ‬ ‫يسمع َ‬
‫أجله بَرفْعه‪ُ &،‬‬ ‫ْ‬
‫شريك له إقامةً لِ ْذ ْك ِر ِه‪،‬‬ ‫السماء واألرض بأَم ِره‪ ،‬أمْح ده على ال َق ِ‬
‫َ‬ ‫وأشهد أ ْن ال إِلهَ إِالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬ ‫ُ‬ ‫ضاء ُح ْل ِوه ُ‬
‫ومِّره‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫السابق مبا‬ ‫املبعوث بالرِب ِّ إىل اخل ْل ِق يف بره وحَب ِره‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى ِ‬
‫صاحبِه أيب بك ٍر‬ ‫ُ‬ ‫عبده ورسولُه‬‫وأشهد أن حممداً ُ‬
‫ُ‬
‫ّ ْ‬
‫ُّوري ِن الصابِر من أمره على ُمِّره‪&،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ْد ِره‪ ،‬وعلى عُ َمر ُم ِّ‬ ‫ِ‬
‫عز ا ِإلسالم حَبَْزمه وقهره‪ &،‬وعلى عثما َن ذي الن َ‬ ‫َو َقَر من ا ِإلميان يف َ‬
‫السحاب بقطْ ِره‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫وصه ِره‪ ،‬وعلى آلِِه وأصحابه والتابعني هلم بِإ ٍ‬
‫حسان ما جاد‬ ‫وعلى علي ابن ِّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عمه ْ‬ ‫ٍّ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ‬
‫باجلالل والبقاء‬ ‫ِ‬
‫املتفرد‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫داناة األوهام‪ ،‬اجلليل‬‫والعز الَّ ِذي ال يرام‪ ،‬العلي عن م ِ‬ ‫ِ‬
‫والعظمة والكربياء‪ِّ ،‬‬ ‫باجلالل والبقاء‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املتفرد‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫ِّ ُ‬ ‫ُ‬
‫َّوام‪َ ،‬وفَّ َق َم ْن‬
‫مفتقر إليه على الد َ‬ ‫فكل َم ْن سواه ٌ‬ ‫الغين بذاتِه عن مجي ِع خملوقاتِه‪ُّ ،‬‬ ‫هام‪ِّ ،‬‬ ‫العقول واألفْ ُ‬‫ُ‬ ‫العظيم الَّ ِذي ال تدر ُكه‬
‫املضاجع رغبةً‬ ‫مناجاة مواله َفهجر لذي َذ املنام‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وصحب ُرفقةً تتجاىف جنوهُب م عن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫فأم َن به واستقام‪ ,‬مث َو َج َد لذة‬ ‫شاء َ‬
‫والناس نيام‪ ،‬وتبارك الَّ ِذي َغ َفَر‬
‫ُ‬ ‫دس الظَّالم‪ ،‬فسبحا َن من ْأي َقظَ ُه ْم‬ ‫سارت قوافلُهم يف َحْن ِ‬ ‫ْ‬ ‫يف املقام‪َ ،‬فلَ ْو رأيتَهم َوقَ ْد‬
‫نعمة ا ِإل ِ‬
‫سالم‪،‬‬ ‫ظ ِ‬ ‫عم ِه اجلِسام‪ ،‬وأشكرهُ وأسألُه حف َ‬ ‫ِ‬
‫الكافة مجيع ا ِإلنعام‪ ،‬أمحده على نَ ِ‬ ‫وأسبَل على‬
‫َ‬ ‫وع َفا‪ ،‬وسرَت و َك َفى‪ْ ،‬‬
‫وأشهد‬
‫ُ‬ ‫ذل َم ْن تكرَّب عن طاعتِ ِه ولَِقي االثام‪،‬‬ ‫ضام‪ ،‬و َّ‬
‫من اعتز به فال يُ َ َ‬ ‫شريك لَهُ َعَّز ْ‬
‫َ‬ ‫وحده الَ‬ ‫وأ ْش َه ُد أن ال إِله إِالَّ اهلل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمر ب ِن‬ ‫احلالل واحلرام‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب بك ٍر الصدِّيق اهلَُمام وعلى َ‬ ‫َ‬ ‫عبده ورسولُه الَّذي َبنَّي َ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫َّ‬
‫ّس ِد‬ ‫الء من العدا اللِئام‪ ،‬وعلى اب ِن َّ‬ ‫اخلطَّاب الَّ ِذي إذا تكلَّم أَنصت األنَام ‪ ،‬وعلى عثمان الصاب ِر على الْب ِ‬
‫علي األ َ‬
‫عمه ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ٍ‬
‫بإحسان وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫والتابعني هلم‬ ‫ِ‬
‫الصحابة‬ ‫الضر َغام‪ ,‬وعلى‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل عا ِمل ِّ‬


‫السر واجلهر‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السر واجلهر‪ِ ،‬‬
‫وقاص ِم اجلبابر ِة ِّ‬
‫بالعز والقهر‪ ،‬حُمْصي قطرات املاء وهو جَيْ ِري يف الن ْ‬
‫َّهر ‪ ،‬م ِوفِّر‬ ‫احلمد هلل عا ِمل ِّ‬
‫ُ‬
‫ْمتِ ِه وقوع الغِىَن وال َفقر‪ ،‬وفَضَّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومكمل األجر‪ِ ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫العامل خبَ َائنَة األعني وخافية الصدر‪ ،‬أغىن وأ ْف َقَر وحبك َ‬
‫ِّ ْ َ‬ ‫ين‬
‫الثواب للعابد َ‬
‫أوقات الدَّهر‪.‬‬ ‫املخلوقات على بعض حىت‬ ‫ِ‬ ‫بعض‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دده‪ ،‬وأشهد أ ْن ال إِلهَ إِالَّ اهلل وحده ال‬ ‫املزيد من م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َ َ‬ ‫يستجل ُ‬ ‫أمحده محداً ال ُمنتَهى َلع َدده‪ ،‬وأشكره شكراً ْ‬ ‫ُ‬
‫يده ‪ ,‬صلى اهلل عليه‬ ‫عبده ورسولُه الَّ ِذي نَبع املاء من بني أصابع ِ‬ ‫وأشهد َّ‬ ‫شريك له شهادةَ خمْلِص يف ُم ْعَت َقده‪،‬‬
‫ُ ْ َ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سالم وعض ِده‪ ،‬وعلى عثما َن ِ‬ ‫ِ‬
‫جامع‬ ‫ف ا ِإل ِ َ ُ‬ ‫كه ِ‬ ‫عمر بن اخلطاب ْ‬ ‫ٍ‬
‫وسلّم وعلى أيب بكر صاحبه يف رخائه وشدائده‪ ،‬وعلى َ‬
‫منهم يف عملِه‬
‫كل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫هِن مِب ِ‬
‫وشجعا ا ُْفَرده‪ ،‬وعلى آله وأصحابه احملس ِن ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫احلروب‬ ‫علي كايف‬
‫وحده‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫كتاب اهلل وم ِّ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ومقصده‪ &،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫الراجي فوق مأمولِة‬ ‫احلمد هلل مبلِّغ ِ‬


‫ُ‬
‫فحه وقَبولِه‪َ ،‬خلق‬ ‫َّان على التائب بص ِ‬
‫َ‬
‫الراجي فوق مأمولِة‪ ،‬ومعطي السائِل زيادةً على سؤلِه‪ ،‬املن ِ‬
‫ُ‬
‫احلمد هلل مبلِّغ ِ‬
‫ُ‬
‫رف األخرى خلُ ُم ُولِه‪ ،‬فأخ َذ منها‬ ‫فتوطَّنها َم ْن مل ْ‬
‫يعرف َش َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حِل ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسا َن وأَنشأَ داراً ُلُوله‪ ،‬وجعل الدنيا مرحلةً لنُزوله‪َ ،‬‬
‫ف غرورها فلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ينخدع‬ ‫ْ‬ ‫كسبه من مال وولد حىت اهنَْزم يف فُلوله‪َّ ،‬أما املوفَّ ُق َف َعَر َ َ‬ ‫بلوغ مأموله‪ ،‬ومل يُ ْغنه ما َ‬
‫كارهاً قبل ِ‬
‫هد أ ْن ال إِله إِالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫للذين آمنوا باهلل ورسوله‪ ،‬وأ ْش ُ‬ ‫َّت َ‬ ‫واألرض أعد ْ‬
‫ُ‬ ‫مبُثُوله‪ ،‬وسابَ َق إىل مغفر ٍة& من اهلل وجنة ُ‬
‫عرضها السماء‬
‫النسيم بني مشالِه‬ ‫عبده ورسولُه ما َتر َّدد‬ ‫هد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫وأصوله‪ ،‬وأ ْش ُ‬
‫بالدليل ُ‬ ‫عارف‬ ‫شريك له شهادةَ‬
‫َ‬ ‫وحده ال‬
‫اهلل َ‬
‫سالم ٍ‬
‫بسيف ال‬ ‫حامي ا ِإل ِ‬ ‫وجنوبِه ودبو ِره وقَبولِه‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى أيب بكر صاحبِه يف سف ِر ِه وحلولِه‪ ،‬وعلى عمر ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫بنصولِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يصول ُ‬
‫قبل أن َ‬ ‫علي املاضي بشجاعته َ‬ ‫حني نزوله‪ ،‬وعلى ٍّ‬ ‫خياف من فُلوله‪ ،‬وعلى عثما َن الصاب ِر على البالء َ‬ ‫ُ‬
‫الدهر بِطُوله‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫والتابعني هلم بإحسان ما امتَ َّد ُ‬
‫َ‬ ‫وعلى آلِه وأصحابِه‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫كمها َخ ْلقاً‬
‫وأح َ‬ ‫كو َن األشياءَ ْ‬‫احلمد هلل الَّ ِذي َّ‬
‫ُ‬
‫العباد‬ ‫ِ‬
‫وقس َم حبكمته َ‬ ‫واألرض وكانتا َرتْقاً‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وفتق السموات‬ ‫كمها َخ ْلقاً‪َ ،‬‬ ‫وأح َ‬
‫كو َن األشياءَ ْ‬ ‫احلمد هلل الَّ ِذي َّ‬
‫ُ‬
‫فاختار ما َكان ْأب َقى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العواقب‬ ‫ِ‬
‫البصرية إىل‬ ‫من كا َن أ ْت َقى‪َ ،‬فنَظَر بع ِ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫لكها ْ‬
‫فس َ‬
‫وجعل للسعادة أسباباً َ‬ ‫َ‬ ‫فأسعد وأ ْشقى‬
‫َ‬
‫شريك له‬
‫َ‬ ‫هد أ ْن ال إِلهَ إِالَّ اهلل وحده ال‬ ‫حقاً‪ ،‬وأش ُكره ومل يز ْل لِلشُّكر ِ‬
‫مستح َّقاً‪ ،‬وأ ْش ُ‬ ‫باحلمد َّ‬
‫َ‬ ‫ضي له‬ ‫أمحده وما أقْ ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫وخ ْل َقاً ‪ ,‬صلى اهلل عليه وعلى صاحبه أيب‬ ‫عبده ورسولُه أكمل البشر ُخلُقاً َ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫مالك الرقاب كلِّها ِرقَّاً‪ ،‬وأشهد َّ‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫للشهادة وما‬ ‫استسلَ َم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫مر العادل فما َحاىَب َخ ْلقاً‪ ،‬وعلى عثما َن الذي ْ‬ ‫األتباع َسْبقاً‪ ،‬وعلى عُ َ‬
‫ِ‬ ‫فضائل‬
‫َ‬ ‫بكر الصديق احلائز‬
‫الناصرين لدي ِن اهلل حقاً‪ ،‬وسلَّ َم تسليماً‪.‬‬
‫َ‬ ‫اع ما َي ْفىَن واشرتى ما ْيبقى‪ ،‬وعلى آلِِه وأصحابِه‬ ‫علي الذي بَ َ‬ ‫َت َوقَّى‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احلمد هلل احلي ِ‬
‫القيوم‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫القيوم‪ ،‬الباقِي وغيره ال يدوم‪ ،‬رفَع السماء وزيَّنَها بالنجوم‪ ،‬وأمسك األرض ٍ‬
‫جببال يف التُّخوم‪،‬‬ ‫احلمد هلل احلي ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ففريق إىل دار النعي ِم ٌ‬
‫وفريق إىل‬ ‫ت ي ُقوم‪ٌ ،‬‬ ‫الصو ِر فإذا ْ‬
‫املي ُ‬ ‫نفخ يف ُّ‬
‫الرسوم‪ ،‬مث يُ ُ‬ ‫صور بقدرتِه هذه اجلُسوم‪ ،‬مثَّ أماهتا وحما ُّ‬ ‫َّ‬
‫باب منهم جزء مقسوم‪ ،‬و ُتوص ُد عليهم يف عم ٍد ممَد ٍ‬ ‫لكل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نا ِر َّ ِ‬
‫للهموم‬
‫َّدة فيها ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌْ‬ ‫السموم‪ُ ،‬ت ْفتَ ُح أبواهُب ا يف وجوه ِهم ِّ‬
‫وأشهد أن ال إِله إِالَّ اهلل وحده ال‬ ‫هم فما منهم ْمر ُحوم‪،‬‬ ‫حتت ِ‬ ‫والغُموم‪ ،‬يوم ي ْغشاهم العذاب ِمن فوقِهم ومن ِ‬
‫ُ‬ ‫أرجل ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شريك له شهادةَ من للَ ِ‬
‫والروم‪ ،‬صلَّى اهلل عليه‬
‫س ُّ‬ ‫عبده ورسولُه‪ ،‬الَّذي فَ َ‬
‫تح اهلل بدينه الْ ُف ْر َ‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫نجاة َيُروم‪ ،‬وأشهد َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ت الغُيوم‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بإحسان ما هطَلَ ْ‬ ‫وعلى آلِِه وأصحابِه ومن تبعهم‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫القوي املتني‬
‫ِّ‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫القوي املتني‪ ،‬الظاهر القاهر املُبني‪ ،‬ال يعزب عن مسْعه أقَ ُّل األنني‪ ،‬وال خيْ َفى على بص ِره حر َك ُ‬
‫ات‬ ‫ِّ‬ ‫احلمد هلل‬
‫ُ‬
‫وسبق‬ ‫ِ‬ ‫اجلنِني‪ ،‬ذَ َّل لكربيائِه جبابرة السالطني‪ ،‬وبطل أمام قدرتِه َك ُ ِ‬
‫يد الكائدين‪ ،‬قضى قضاءه كما شاء على اخلاطئني‪َ ،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أهل اليمني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اختياره من اختاره من العاملني‪ &،‬فهؤالء أهل الش ِ‬
‫ِّمال وهؤالء ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العذاب املهني‪ ،‬وأشهد أ ْن ال إِله إِالَّ اهلل‬ ‫واستَ ِجريُ بِِه من‬
‫ْ‬ ‫محد الشاكِرين‪ ،‬وأسأله معونَة الصابِ ِرين‪،‬‬‫أمحده سبحانَه َ‬‫ُ‬
‫ُ‬
‫عبده ورسولُه املصطفى األمني‪ ،‬صلَّى اهلل عليه وعلى ِ‬
‫صاحبه أيب بك ٍر أول تاب ٍع من‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫وأشهد َّ‬
‫ُ‬ ‫احلق املبني‪،‬‬
‫امللك ُّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ونعم الق ِرين‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫علي‬ ‫ِ‬ ‫القوي يف أمر اهلل فال يَلِني‪ ،‬وعلى عثما َن ِ‬
‫زوج ابنيِت الرسول َ‬ ‫ِّ‬ ‫عمر‬
‫الرجال على الدِّين‪ ،‬وعلى َ‬
‫العلوم األنزع البطني‪ ،‬وعلى مجيع آل بيت الرسول الطاهرين‪ ،‬وعلى سائِر أصحابِه الطَّيِّبني‪ ،‬وعلى ِ‬
‫أتباعه‬ ‫حَب ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ني إىل يوم الدين‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬ ‫َّ حِلِ‬
‫الصا َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الَّ ِذي أنْ َشأَ اخلالئِ َق بقدرتِه‬


‫ُ‬
‫ثبوت وحدانيَّته‪ ،‬قضى‬‫احلمد هلل الَّ ِذي أنْ َشأَ اخلالئِق بقدرتِه‪ ،‬وأظهر في ِهم عجائب حكمتِ ِه‪ ،‬ود َّل بآياتِه على ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يغفر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫داعي اهلل وسابقوا إىل جنته‪ْ ،‬‬ ‫وم َّن عليه بقبول توبته‪ ،‬فأجيبوا َ‬ ‫على العاصي بالعقوبة ل ُم َخالفته‪ ،‬مث َد َعا إىل التوبة َ‬
‫ني من رمحتِه‪.‬‬ ‫لكم ذنوبَكم ويؤتِكم ك ْفل ِ‬
‫توفيقه وسوابغ نعمتِ ِه‪،‬‬‫جالل نعوتِه وكمال ِص َفتِ ِه‪ ،‬وأشكره على ِ‬ ‫أمحده على ِ‬
‫وأشهد أ ْن ال إِله إِالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املبعوث إىل مجيع بَريَّته‪ ،‬بشرياً للمؤمنني جبنتِه‪ ،‬ونذيراً‬
‫ُ‬ ‫عبده ورسولُه‬ ‫وأشهد أن حممداً ُ‬
‫ُ‬ ‫شريك لَهُ يف ألوهيته وربوبيتِه‪،‬‬
‫َ‬
‫الكافرين‬
‫َ‬ ‫عمر املشهو ِر بقَّوتِه على‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫للكافرين بناره وسطْوته‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى أيب بكر خليفته يف أمته‪ ،‬وعلى َ‬
‫ِ‬
‫علي ابن عمه وزوج ابنته‪ ،‬وعلى سائر آله وأصحابه ومن تبعه يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وشدَّته‪ ،‬وعلى عثما َن القاضي حنَبه يف حمنته‪ ،‬وعلى ٍّ‬
‫سنته‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫خالص بنسيم قربه‬‫روح أهل ا ِإل ِ‬


‫َ‬ ‫احلمد هلل الَّ ِذي َّ‬
‫ُ‬
‫حنو رضاه‬ ‫السالك َ‬
‫َ‬ ‫يوم احلساب جبسي ِم كربِه‪ ،‬وحفظ‬ ‫وحذر َ‬ ‫خالص بنسيم قربه‪َّ ،‬‬ ‫روح أهل ا ِإل ِ‬
‫َ‬ ‫احلمد هلل الَّ ِذي َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫لغفران ذنبه‪.‬‬ ‫يف ِسربه‪ ،‬وأكرم املؤمن إ ْذ كتب ا ِإلميا َن يف قلبِه‪ ,‬ودعا امل ْذنِب إىل ِ‬
‫التوبة‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬
‫ص‬‫شريك له شهادةَ خُم لِ ٍ‬
‫َ‬ ‫وأشهد أن ال إِلهَ إِالَّ اهلل َ‬
‫وحده ال‬ ‫ُ‬ ‫محد ٍ‬
‫عابد لربه‪ ،‬معتذ ٍر إليه من تقص ِري ِه وذنبِه‪،‬‬ ‫أمحده َ‬ ‫ُ‬
‫عمر‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫من قلبِه‪ ،‬وأشهد أن حممداً ُ‬
‫عبده ورسولُه املصطفى من حزبه‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى أيب بكر خري صحبه‪ ،‬وعلى َ‬
‫علي ُمعينِه يف َح ْربه‪ ،‬وعلى آلِِه‬
‫صف َحْربِه‪،‬وعلى ٍّ‬ ‫يسريُ الشيطا ُن يف ِس ْربِه‪ ،‬وعلى عثما َن الشهيد وما كا َن يف ِّ‬ ‫الَّ ِذي ال ِ‬
‫وأصحابِه ومن اهتدى هب ْديِه‪ ،‬وسلَّم تسليماً‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الواس ِع العظيم‬ ‫ُ‬


‫احلكيم العليم‪،‬‬ ‫الشرع َفيَ َّسره وهو‬ ‫وأنزل‬
‫كل َش ْيء فقدَّره‪َ ،‬‬ ‫خلق َّ‬ ‫احلمد هلل الواس ِع العظيم‪ِ ،‬‬
‫اجلواد البِّر َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الرحيم‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ك َت ْق ِد ُير الْ َع ِزي ِز الْ َعلِي ِم الْ َعلِي ِم }‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س جَتْ ِرى ل ُم ْسَت َقٍّر هَّلَـا ذَل َ‬
‫َّم ُ‬
‫{والش ْ‬
‫ك وأجراه‪َ ،‬‬ ‫اخللق وأهناه‪ ،‬وسرَّي ال َفلَ َ‬
‫بدأ َ‬
‫عبده ورسولُه املصطفى على املرسلني‪ ،‬صلَّى اهلل‬ ‫احلق املبني ‪ ،‬وأشهد أن حممداً ُ‬ ‫وأشهد أنه ال إِله إِالَّ هو امللك ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫املقتول ظلماً بأيدي‬ ‫بالقوة يف الدِّين‪ ،‬وعلى عثما َن‬ ‫املعروف‬ ‫عمر‬ ‫عليه وعلى صاحبِه أيب بكر أفضل ِّ‬
‫الصدِّيقني‪ ،‬وعلى َ‬
‫بإحسان إىل يوم الدين وسلَّم‬ ‫ٍ‬ ‫علي أقرهِب م نسباً على الْيقني‪ ،‬وعلى مجي ِع آلِِه وأصحابِه والتابعني هلم‬ ‫اجملرمني‪ &،‬وعلى ٍّ‬
‫تسليماً‪.‬‬

‫‪[)(1‬يس‪.] 38 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي سري بقدرته الفلك والفلَك‬


‫احلمد هلل الذي سري بقدرته الفلك والفلَك‪ ،‬ودبر بصنعته النور واحللك‪ ،‬اختار آدم فحسده الشيطان وغبطه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّماءَ َوحَنْ ُن نُ َسبِّ ُح‬ ‫امللك‪ ،‬وافتخروا بالتسبيح والتقديس فأما إبليس فهلك { قَالُوا أَجَتْ َع ُل ف َيها َم ْن يُ ْف ِس ُد ف َيها َويَ ْسف ُ‬
‫ك الد َ‬
‫ك قَ َال إِيِّن أ َْعلَ ُم َما اَل َت ْعلَ ُمو َن}(‪ ,)1‬تعاىل عن وزير‪ ،‬وتنزه عن نظري‪ ،‬قبل من خلقه اليسري‪ ،‬وأعطى‬ ‫حِب ِ‬
‫ِّس لَ َ‬
‫َ ْمد َك َونُ َقد ُ‬
‫من رزقه الكثري‪ ،‬أنشأ السحاب الغزير حيمل املاء النمري ليعم عباده باخلري وميري‪ ،‬فكلما قصر القطر يف الوقع صاح‬
‫الطيور على الوأغصان تصدح‬ ‫ُ‬ ‫الرعد بصوت األمري‪ ،‬وكلما أظلمت مسالك الغيث الح الربق يوضح وينري‪ ،‬فقامت‬
‫باملدح على جنبات الغدير‪ ،‬فاجلماد ينطق بلسان حاله‪ ،‬والنبات يتكلم حبركاته وبأشكاله‪ ،‬والكل إىل التوحيد يشري‪،‬‬
‫ليس كمثله شيء وهو السميع البصري‪.‬‬
‫أمحده وهو باحلمد جدير وأقر بأنه مالك التصوير والتصبري‪.‬‬
‫ِّيق َوعُ َمَر ذي العدل العزير‪ ،‬وعلى عثمان‬ ‫الصد ِ‬‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫وأصلي على حممد رسوله البشري النذير‪ ،‬وعلَى ص ِ‬
‫ََ َ‬
‫علي املخصوص باملواالة يوم الغدير‬ ‫جمهز جيش العسرة يف الزمان العسري‪ ،‬وعلى ّ‬

‫‪[)(1‬البقرة ‪]30 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ب ِم ْن ُك ِّل َكائِ ٍن َعلَى َو ْح َدانِيَّتِ ِه بُْر َهانًا‬ ‫ِ ِ‬


‫صَ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي نَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي نَص ِ‬
‫اختَ َار‬ ‫ف يِف َخلي َقته َك َما َشاءَ عًّزا َو ُس ْلطَانًا‪َ ,‬و ْ‬ ‫صَّر َ‬‫ب م ْن ُك ِّل َكائ ٍن َعلَى َو ْح َدانيَّته بُْر َهانًا‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫ِِ‬ ‫ني بَِرمْح َتِ ِه َع ْف ًوا َوغُ ْفَرانًا‪َ ،‬ومَلْ َي ْقطَ ْع أ َْر َز َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اق أ َْه ِل الْ َم ْعصيَة ُج ً‬
‫ودا‬ ‫ب هَلُ ْم بِن ْع َمته أ َْمنًا َوإِميَانًا‪َ ،‬ع َّم الْ ُم ْذنبِ َ‬ ‫ني َف َو َه َ‬
‫الْ ُمتَّق َ‬
‫ب عُ ْد َوانًا‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ْامتنَانًا‪َ ،‬وأ ََع َاد ُش ْؤ َم احْلَ َسد َعلَى احْلَاسد ألَنَّهُ ْارتَ َك َ‬
‫ضاهُ يِف ُسْربِِه‪،‬‬ ‫ظ َّ ِ‬ ‫اص جِب َ ِسي ِم َك ْربِِه‪َ ،‬و َح ِف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر َّوح أَهل ا ِإلخ ِ ِ‬
‫ك حَنْ َو ِر َ‬ ‫السال َ‬ ‫ص ِ‬ ‫الص بِنَسي ِم ُق ْربِه‪َ ،‬و َح َّذ َر َي ْو َم الْق َ‬ ‫َ َ َْ ْ‬
‫ظ مِب َْو ِعظَتِ ِه‬‫ف َو َو َهى‪َ ،‬وأ َْي َق َ‬ ‫ضعُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب ا ِإلميَا َن يِف َقْلبِه‪َ ،‬ح َك َم يِف بَِريَّته فَأ ََمَر َو َن َهى‪َ ،‬وأَقَ َام مِب َعُونَته َما َ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َوأَ ْكَر َم الْ ُم ْؤم َن به إ ْذ َكتَ َ‬
‫ب إِىَل َت ْوبٍَة لِغُ ْفَر ِان ذَنْبِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َم ْن َغ َف َل َو َس َها‪َ ،‬و َد َعا الْ ُم ْذن َ‬
‫ورا‪َ ،‬بنْي َ َشْرقِ ِه َو َغ ْربِِه‪.‬‬‫اجا َوالْ َق َمَر نُ ً‬
‫أَرسل مَش اال ودبورا‪ ،‬فَأَنْ َشر زرعا مَل ي ُكن مْن ُشورا‪ ،‬وجعل الشَّم ِ‬
‫س سَر ً‬ ‫َ َْ ً ْ َ ْ َ ً َ ََ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َُ ً‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫ر َّد عيو َن العقول عن صفته وأعشاها‪ ،‬وأَنْ َذر بِيوم حُم ِ ِ‬
‫َّاها مَحَلَ ْ‬ ‫آلد َم َح َّواءَ { َفلَ َّما َتغَش َ‬ ‫اها‪َ ،‬و َخلَ َق َ‬ ‫اسبَته َم ْن خَي ْ َش َ‬‫َ َ َْ َ َ‬ ‫َ ُُ‬
‫ِ ِ (‪)1‬‬
‫ت به }‬ ‫ِ‬
‫مَحْاًل َخفي ًفا فَ َمَّر ْ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسولِِه حُمَ َّم ٍد َوآلِِه‬ ‫يد ِه إِ ْقرار خُمْلِ ٍ ِ ِ‬
‫ص م ْن َقْلبِه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ََ‬
‫أَمْح ُده مَح َد عب ٍد لِربِِّه معت ِذ ٍر إِلَي ِه ِمن ذَنْبِ ِه‪ ،‬وأُقُِّر بِتو ِح ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ ُ ْ َْ َ ُ َْ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ض ِجيعِ ِه يِف تُ ْربِِه‪َ ،‬وعُ َمَر الَّذي ال يَ ِسريُ الشَّْيطَا ُن يِف َسربه؛ َوعُثْ َما َن َّ‬
‫ِ‬ ‫ص ْحبِ ِه‪ ،‬أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬
‫ف‬‫ص ِّ‬ ‫الش ِهيد ال يِف َ‬ ‫ِّيق َ‬ ‫الصد ِ‬ ‫َو َ‬
‫َحْربِِه‪َ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي ُمعِينِ ِه َو ُمغِيثِ ِه يِف َك ْربِِه‪.‬‬

‫‪[)(1‬األعراف ‪]189 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫يما َعلِيًّا‬ ‫ِ‬


‫يما َعظ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الذي مَلْ َيَز ْل َعل ً‬
‫اسَت َوى َمْبنِيًّا ‪,‬‬ ‫السم ِاء بِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي مَل يز ْل علِيما ع ِظ ِ‬
‫صْن َعته فَ ْ‬‫ف َّ َ َ‬ ‫يما َعليًّا ‪َ ,‬جبَّ ًارا َق َّه ًارا قَاد ًرا قَ ِويًّا ‪َ ,‬رفَ َع َس ْق َ‬ ‫ْ ََ َ ً َ ً‬ ‫َْ‬
‫وف النَّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ات فَ َك َسى ُك َّل نبت ِزيًّا ‪ ,‬قسم اخلالئق سعيداً‬ ‫صنُ َ َ‬ ‫َخَر َج ُ‬ ‫ش ِريًّا ‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َو َسطَ َح الْم َه َاد بُِق ْد َرته َو َس َقاهُ ُكلَّ َما َعط َ‬
‫الر ْز َق َبْيَن ُه ْم َفَتَرى فَِق ًريا َو َغنِيًّا ‪َ ,‬والْ َع ْق َل فَ َج َع َل ِمْن ُه ْم ذَكِيًّا َو َغبِيًّا ‪.‬‬‫وشقياً ‪ ,‬وقسم ِّ‬
‫ني لَهُ بِطَْر ِد ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫اهج اهْل َدى بَِف ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضله َوإِْر َشاده ‪َ ,‬و َر َمى الْ ُم َخالف َ‬ ‫َف ُه َو الَّذي َج َاد َعلَى أ َْوليَائه بِِإ ْس َعاده ‪َ ,‬و َبنَّي َ هَلُ ْم َمنَ َ ُ‬
‫ضى َعلَْي ِه‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الحهُ َوقَ َ‬
‫ص َ‬ ‫َّر َ‬ ‫َجَرى الَْبَرايَا َعلَى َمشيئَته َو ُمَراده ‪َ ,‬واطَّلَ َع َعلَى سِّر الْ َعْبد َو َق ْلبه َو ُف َؤاده ‪َ ,‬وقَد َ‬ ‫َوإِْب َعاده ‪َ ,‬وأ ْ‬
‫اهُر َف ْو َق ِعبَ ِاد ِه‪.‬‬ ‫اهر وهو الْ َق ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ب َف َساده ‪َ ,‬ف ُه َو الْبَاط ُن الظ ُ َ ُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫يك لَهُ ‪,‬‬ ‫ص َدا ِر ِه َوإِ َيراده ‪ ,‬مَحْ َد ُمعْرَتِ ف لَهُ بِِإنْ َشائِِه َوإِجيَاده ‪َ ,‬وأَ ْش َه ُد أَ ْن ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو ْح َدهُ ال َش ِر َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى إِ ْ‬
‫الد ِه‪.‬‬
‫َّاس يِف مَجِ ي ِع بِ ِ‬ ‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ الْ ُم ْر َسل إِىَل مَجِ ي ِع الن ِ‬
‫ُ‬ ‫ب قَائِلِ َها ِم ْن َريْ ِن َس َو ِاد ِه ‪َ ,‬وأَ ْش َه ُد أ َّ‬‫َش َه َادةً جَتْلُو َقْل َ‬
‫الر َّد ِة َع ِن ْارتِ َد ِاد ِه ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الَّ ِذي نَطَ َق الْ ُق ْرآ ُن مِب َُر ِاد ِه ‪,‬‬ ‫الم َي ْو َم ِّ‬‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه و َعلَى أَيِب ب ْك ٍر حا ِر ِس ا ِإل ْس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َض َد ِاد ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السه ِر بَِن ْقد رقَ ِاد ِه ‪ ,‬و َعلَى َعل ٍّي قَ ِام ِع أ َْع َدائِِه ومهل ِ‬ ‫ِ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َو َعلَى عُثْ َما َن ُم ْشرَتِ ي سلَ ِع َّ َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد هلل تُ َسبِّ ُحهُ الْبِ َح ُار الطََّوافِ ُح‬


‫الصالِ ِح‬
‫ص ُار اللََّو ِام ُح ‪َ ,‬واألَفْ َك ُار َوالْ َقَرائِ ُح ‪َ ,‬را ِز ُق َّ‬ ‫السحب َّ ِ‬
‫الس َواف ُح ‪َ ,‬واألَبْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احْلَ ْم ُد هلل تُ َسبِّ ُحهُ الْب َح ُار الطََّواف ُح ‪َ ,‬و ُّ ُ ُ‬
‫الص ْد ِر َو َما فِ ِيه ِم ْن ِسٍّر أ ْ‬
‫عليم خبَافِيَ ِة َّ‬
‫َض َمَرتْهُ اجْلََوانِ ُح ‪َ ,‬ت َعاىَل عن الند املماثل والضد املكادح ‪ ,‬أَْنَز َل الْ َقطَْر‬ ‫ِ‬
‫َوالطَّال ِح ‪ٌ ,‬‬
‫اح لََواقِ َح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بُِق ْدرتِِه وصب َغ لَو َن النَّب ِ‬
‫ف َبنْي َ الطُّعُوم مِب َ ِشيئَتِ ِه ‪َ ,‬وأ َْر َس َل ِّ‬
‫الريَ َ‬
‫ات حِبِك ِ ِ‬
‫ْمته ‪َ ,‬و َخالَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ْ َ‬
‫ض ِل َغ ٍاد َوخَرْيِ َرائِ ٍح ‪,‬‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أَمْح ُده علَى تَس ِه ِيل الْم ِ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد أَفْ َ‬ ‫صال ِح ‪َ ,‬وأَ ْش ُكُرهُ َعلَى َسرْتِ الْ َقبَائ ِح ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ض ِل َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ب َومَلْ يُ َسام ْح ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّذي بَايَ َع َعْنهُ‬ ‫الراج ِح ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الْ َعادل َفلَ ْم يَُراق ْ‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِذي الْ َف ْ‬
‫وعلَى ص ِ‬
‫ََ َ‬
‫ض ِّم الطَّافِ ِح ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرسول فياهلا من ِ‬
‫ص ْف َقة َرابِ ٍح ‪َ ,‬و َعلَى َعل ٍّي الْبَ ْح ِر اخْل َ‬‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الْمَنَّز ِه ع ِن األَ ْشب ِاه يِف األَمْس ِاء واألَوص ِ‬
‫اف‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّس َع ِن اجْلََوار ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الْمَنَّز ِه ع ِن األَ ْشب ِاه يِف األَمْس ِاء واألَوص ِ‬
‫اف ‪ ,‬الْ ُم َقد ِ‬
‫ض َع ْ‬‫ِح َواآلالت َواألَطَْراف ‪َ ,‬خ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫ُّر حَتْ ِو ِيه‬ ‫وب َو ِه َي يِف انِْقيَ ِاد َها خَتَ ُ‬
‫اف ‪ ,‬أَْنَز َل الْ َقطَْر فَ ِمْنهُ الد ُّ‬ ‫ت لَهُ الْ ُقلُ ُ‬
‫ٍ‬
‫ت َع ِن ْاعرِت َاف ‪َ ,‬وا ْن َق َاد ْ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫لعَّزته األَ ْك َوا ُن َوأََقَّر ْ‬
‫اف‪.‬‬‫الض َع َ‬ ‫وت الْبُ ُذو ِر يَُريِّب ِّ‬ ‫األَص َد ُ ِ‬
‫اف ‪َ ,‬ومْنهُ قُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ضوا َو َز ِه ُدوا ‪,‬‬ ‫ب ُّ‬
‫الد ْنيَا َفَرفَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬
‫ني فَ َشه ُدوا ‪َ ,‬وأَقَ َام ُه ْم اللَّْي ِل فَ َسهُروا َو َشه ُدوا ‪َ ,‬وأ ََر ُاه ْم َعْي َ‬
‫ني الْيَ ِق َ ِ‬ ‫َكش ِ ِ‬
‫ف ل ْل ُمتَّق َ‬‫َ َ‬
‫اف‪.‬‬
‫َضيَ ٌ‬ ‫َوقَالُوا حَنْ ُن أ ْ‬
‫َخا َع ٍاد إِ ْذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫{واذْ ُك ْر أ َ‬‫يق َوا ِإل ْس َع َاد ‪ ,‬فَ ُكلُّ ُه ْم َه َام يِف الضَّالل َو َما َع َاد َ‬ ‫ني بِالْبِ َعاد فَأَفَا َت ُه ُم الت َّْوف َ‬
‫ضى َعلَى الْ ُم َخالف َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫َح َقاف}‬ ‫أَنْ َذ َر َق ْو َمهُ بِاأْل ْ‬
‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر‬
‫اف ‪ ,‬وأُصلِّي علَى رسوله حممد الذي أنزل عليه قاف ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬ ‫أَمْح ُده علَى سرْتِ اخْل طَايا واالقْرِت ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َُ َ َ َ َ َ‬
‫الصابِ ِر علَى الشَّهاد ِة صبر النِّظَ ِ‬ ‫ب الْع ْد ِل وا ِإلنْ ِ‬ ‫الف ‪ ,‬وعلَى عمر ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اف ‪,‬‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫صاف ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن َّ َ‬ ‫صاح ِ َ َ َ‬ ‫الَّذي أُم َن بَِبْي َعته اخْل ُ َ َ ُ َ َ َ‬
‫السن َِّة الظِّر ِ‬ ‫ب حَمْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وب أ َْه ِل ُّ‬ ‫َو َعلَى َعل ِّي بْ ِن أَيِب طَال ٍ ُ‬

‫‪[)(1‬األحقاف ‪]21 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي م َّه َد لِطَالِبِ ِيه سبِيال و ِ‬
‫اض ًحا‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫آد َم َغ ِاديًا َعلَى بَنِ ِيه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي م َّه َد لِطَالِبِ ِيه سبِيال و ِ‬
‫ث نَبِيًّا ُم ْرش ًدا نَاص ًحا ‪ ,‬فَأ َْر َس َل َ‬‫اض ًحا ‪َ ,‬و َك ِم ْابَت َع َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫يث مُثَّ إِد ِريس ‪ ,‬وجاء نُوح نَائِحا ‪,‬وأَم &ر ه هِبِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{وإِىَل مَثُ َ‬
‫ود‬ ‫ودا َدايَة َعاد َفلَ ْم َيَز ْل ُم َكاد ًحا َ‬ ‫بِالت َّْعلي ِم ورائحا ‪ ,‬فخلفه ش َ ْ َ َ َ َ ٌ ً َ َ َ ُ ً‬
‫حِل (‪)1‬‬
‫صا ًا}‬ ‫اه ْم َ‬
‫َخ ُ‬
‫أَ‬
‫الصد ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬
‫ك ساحِب ا ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِّيق ‪,‬‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد َما َد َام الْ ُف ْل ُ َ ً َ َ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َما بَ َدا َب ْر ٌق الئ ًحا ‪َ ,‬وأ َ‬
‫ب مِبِثْ ِل َد ِم ِه طَائِ ًحا ‪,‬‬ ‫حِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الصد ِ ِ‬
‫ِّيق َماد ًحا ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الْ َف ُاروق الَّذي مَلْ َيَز ْل بنُو ِر احْلَ ِّق ال ًا ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن َو ْاع َج ْ‬ ‫َوقُ ْل يِف ِّ‬
‫صائِ ًحا ‪.‬‬ ‫وعلَى علِي وأ َْعلِن بَِف ِِ ِ‬
‫ضائله َ‬ ‫َ َ َ ٍّ َ ْ َ‬

‫‪[)(1‬األعراف ‪]73 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ك اجْلَلِ ِيل‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الْملِ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد لله الْ َملك اجْلَل ِيل ‪ ,‬الْ ُمَنَّزه َع ِن النَّظري َوالْ َعد ِيل ‪ ,‬الْ ُمْنعم ب َقبُول الْ َقل ِيل ‪ ,‬الْ ُمتَ َكِّرم بإ ْعطَاء اجْلَز ِيل ‪َ ,‬ت َقد َ‬
‫َّس‬
‫ض ُح َدلِ ٍيل ‪َ ,‬و َه َدى إِىَل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول أ َْه ُل الت َّْعط ِيل ‪َ ,‬وَت َعاىَل َع َّما َي ْعتَق ُد أ َْه ُل الت َّْمث ِيل ‪ ,‬نصب ل ْل َع ْق ِل َعلَى ُو ُجوده أ َْو َ‬ ‫َع َّما َي ُق ُ‬
‫ًّ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُو ُجوده أَبْنَيُ َسب ٍيل ‪َ ,‬و َج َع َل ل ْل َح َس ِن َحظا إىَل مثْله مَي ُ‬
‫يل ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حِب ِ ِ ِ‬
‫ُصلِّي‬
‫يل ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫يل ‪َ ,‬وأَ ْش َه ُد أَ ْن ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو ْح َدهُ ال َش ِر َ‬
‫يك لَهُ الْ ُمَنَّزهُ َع ْن َما َعْنهُ ق َ‬
‫َّ‬
‫أَمْح َ ُدهُ ُكل َما نَطَ َق َ ْمده َوق َ‬
‫ِّيق الَّ ِذي ال يبغِ ِ ِ‬ ‫َعلَى نَبِيِّ ِه حُمَ َّم ٍد النَّيِب ِّ النَّبِ ِيل ‪َ ,‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬
‫الصد ِ‬
‫ض ٌل طَ ِو ٌ‬
‫يل ‪,‬‬ ‫ض ُل عُ َمَر فَ ْ‬‫يل ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر َوفَ ْ‬ ‫ضهُ إال ثَق ٌ‬ ‫ُْ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َعلَى عُثْ َما َن َو َك ْم لعُثْ َما َن م ْن ف ْع ٍل مَج ٍيل ‪َ ,‬و َعلَى َعل ٍّي َو َج ْح ُد قَ ْدر َعل ٍّي َت ْغف ٌ‬
‫يل ‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ ِ‬
‫َح َك َم األَ ْشيَاءَ ُكلَّ َها ُ‬
‫صْن ًعا‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫اآلد ِم َّي ِم ْن قَطَْر ٍة فَِإذَا ُه َو‬ ‫ِ ِ‬
‫ف َك َما َشاءَ إِ ْعطَاءً َو َمْن ًعا ‪ ,‬أَنْ َشأَ َ‬ ‫صَّر َ‬‫صْن ًعا ‪َ ,‬وتَ َ‬ ‫َح َك َم األَ ْشيَاءَ ُكلَّ َها ُ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يَ ْس َعى ‪َ ,‬و َخلَ َق لَهُ َعْيَننْي ِ ليُْبصَر الْ َم ْس َعى ‪َ ,‬و َواىَل لَ َديْه الن َ‬
‫ِّع َم َو ْتًرا َو َش ْف ًعا ‪.‬‬
‫ض ِل نَيِب ٍّ َعلَّ َم أ َُّمتَهُ َش ْر ًعا ‪َ ,‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر‬ ‫ِِ ٍ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد أَفْ َ‬ ‫ت َز ْر ًعا ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َما أ َْر َس َل َس َحابًا َوأَْنبَ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫الم بِ َد ْعو ِة َّ ِ‬ ‫ف ا ِإل ْس ِ‬ ‫ضْي ِ‬ ‫ت َن َف َقتُهُ لِ ِإل ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫الر ُسول الْ ُم ْستَ ْد َعى‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن الذي ْارتَ َك َ‬ ‫َ‬ ‫الم َن ْف ًعا ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر َ‬ ‫الَّذي َكانَ ْ‬
‫ِمْنهُ الْ ُف َّج ُار بِ َد ًعا ‪َ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي حُيِ بُّهُ أ َْه ُل ُّ‬
‫السن َِّة طَْب ًعا‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ ِ‬
‫َسَرى‬ ‫ك األ ْ‬ ‫َسَرى لُطْ َفهُ َف َف َّ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫ني ِسْتًرا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َسبَ َل بِ َكَرمه َعلَى الْ َعاص َ‬‫َجًرا ‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َجَرى بِِإ ْن َعامه ل ْل َعامل َ‬
‫ني أ ْ‬ ‫َسَرى ‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ك األ ْ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫َسَرى لُطْ َفهُ َف َف َّ‬
‫َّب الْبَ ِسيطَةَ َع ِامًرا َو َق ْفًرا‪.‬‬ ‫ورت َ‬‫‪َ ,‬وقَ َّس َم بين آدم عبدا وحرا ‪ ,‬ودبر أحواهلم غىن وفقرا ‪َ ,‬‬
‫ُخَرى َو َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر الَّ ِذي‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسولِِه ُم َقدَِّم األَنْبِيَ ِاء يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا َواأل ْ‬
‫ِ‬
‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ ًدا يَ ُكو ُن يِل عْن َدهُ ذُ ْخًرا ‪َ ,‬وأ َ‬
‫ول ِم ْن‬‫ت هيبتُه كِسرى ‪ ,‬و َعلَى عُثْما َن الْم ْقتُ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫الم حىَّت م َال الْ َك ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ف ص ْفًرا ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الذي َك َسَر ْ َ َْ ُ ْ َ َ‬ ‫أَْن َف َق الْ َم َال َعلَى ا ِإل ْس َ َ‬
‫ٍ‬
‫ول يُعُِّزهُ بِالْعِْل ِم ِعًّزا‪.‬‬ ‫صْبًرا ‪َ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي َكا َن َّ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫َغرْيِ ُج ْرم َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه أَحس ِن اخْل الِِقني وأَ ْكرِم َّ ِ‬
‫الرا ِزق َ‬
‫ني‬ ‫َْ َ ََ َ‬ ‫َْ‬
‫ني ‪َ ,‬ح ِف َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه أَحس ِن اخْل الِِقني وأَ ْكرِم َّ ِ‬
‫ف لعلمه بعلم اليقني ‪,‬‬ ‫وس َ‬ ‫ظ يُ ُ‬ ‫ني ‪َ ,‬و ُمذ ِّل الْ ُمنَافق َ‬ ‫الرا ِزق َ‬
‫ني ‪َ ,‬وجُم ِّل الْ ُمتَّق َ‬ ‫َْ َ ََ َ‬ ‫َْ‬
‫فألبسه عند اهلم دروع لْمت َِّقني‪ ,‬وملَّ َكه إِ ْذ ملَك ِعنا َن اهْل وى مي َدا َن َّ ِ‬
‫السابِق َ‬
‫ني ‪ ,‬فَ َذ َّل لَهُ إِ ْخ َوتَهُ َي ْو َم‪َ " :‬و َما ُكنَّا سارقني "‬ ‫ُ َ َ َ ُ َ َ َ ََ َ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫{قَالُوا تَاللَّه لََق ْد آثََر َك اللَّهُ َعلَْينَا َوإِ ْن ُكنَّا خَلَاطئ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ني}‬
‫ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ف َّ ِ‬ ‫أَمْح ُده مَح َد الشَّاكِ ِرين وأُصلِّي علَى رسولِِه حُم َّم ٍد أَ ْشر ِ‬
‫ين ‪َ ,‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر َسابق الْ ُمبَك ِر َ‬
‫ين ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر‬ ‫الذاك ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َُ َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ِّ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وف والْمْن ِك ِرين ‪ ,‬وعلَى عثْما َن َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلم ِر ِ‬ ‫سيِّ ِد ِ‬
‫ين ‪َ ,‬و َعلَى َعل ٍّي إ َمام الْعُبَّاد الْ ُمَت َفك ِر َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫الشهيد بأَيْدي الْ َماك ِر َ‬ ‫ين بالْ َم ْعُر َ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪[)(1‬يوسف ‪]91 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫اب‬
‫الس َح َ‬ ‫ث بِلُطْ ِف ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّذي ْابَت َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث بِلُطْ ِف ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪َ ,‬وأَلْبَ َ‬
‫س‬ ‫َعنَ َ‬
‫َخَر َج األ ْ‬ ‫ت احْلَ َدائ َق َوأ ْ‬ ‫اب ‪َ ,‬وأَْنبَ َ‬‫ض َ‬ ‫اب ‪َ ,‬فَر َّوى األ َْوديَةَ َواهْل َ‬ ‫الس َح َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّذي ْابَت َع َ‬
‫وف َقهُ للتَّوبَِة َفتَاب ‪,‬‬‫ب مُثَّ َّ‬ ‫آد َم بِ َّ‬
‫الذنْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َنباتًا أ ْ ِ ِ ِ‬
‫ضى َعلَى َ‬ ‫اب ‪ ,‬قَ َ‬‫َج َ‬ ‫َح َس َن م ْن ثيَاب الْعُنَاب ‪َ ,‬يْبتَلي ليُ ْد َعى َوإذَا ُدع َي أ َ‬ ‫األ َْر َ َ‬
‫يل ِم ْن نَا ٍر َش ِد َ‬
‫يد ِة‬ ‫اب ‪ ,‬وجَنَّى اخْل لِ‬
‫َ‬ ‫الس ِفينَةُ كالْعج ِ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬‫اب ‪ ,‬وأَرسل الطُّوفَا َن و َكانَ ِ‬ ‫ورفع إدريس بلطفه إِىَل أَ ْكرِم جنَ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ف ِعْبرةً ألُويِل األَلْب ِ‬
‫اب ‪َ ,‬و َعضَّهُ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫وب َف َف َارقَهُ األ َْه ُل َواأل ْ‬ ‫َّد الْبَالءَ َعلَى أَيُّ َ‬ ‫اب ‪َ ,‬و َشد َ‬ ‫َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫المةُ يُ ُ‬
‫اإللتهاب ‪ ,‬وكانت َس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب}‬ ‫ك َه َذا ُم ْغتَ َس ٌل بَا ِر ٌد َو َشَر ٌ‬ ‫ض بِ ِر ْجل َ‬‫{ار ُك ْ‬ ‫اب ْ‬ ‫َّاب ‪َ ,‬فنَ َادى ُم ْستَغيثًا بالْ َم ْوىَل فَ َجاءَ اجْلََو ُ‬ ‫الْبَالءُ إىل أن كل الظُّْفَر َوالن َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ضل كِتَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫اب ‪ ,‬وعلى صاحبه أيب بكر‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله أَفْ َ‬
‫ض ِل نَيِب ٍّ َنَز َل َعلَْيه أَفْ َ ُ‬ ‫ص َوأَنَ َ‬
‫اب ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ َد َم ْن أ ْ‬
‫َخلَ َ‬
‫اب ‪ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي الْم ِه ِ‬
‫يب‬ ‫اب ‪ ,‬وعلَى عثْما َن ش ِه ِ‬
‫يد الدَّا ِر وقَتِ ِيل الْ ِم ْحر ِ‬ ‫وق عُ َمَر بْ ِن اخْلَطَّ ِ َ َ ُ َ َ‬ ‫مقدم األصحاب ‪ ,‬وعلَى الْ َفار ِ‬
‫ََ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اب‪.‬‬‫وما س َّل سْي ًفا ب ْع ُد ِمن قِر ٍ‬
‫ََ َ َ َ ْ َ‬

‫‪[)(1‬ص ‪]42 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الْ َق ِد ِمي فَال يُ َق ُ‬


‫ال مَىَت َكا َن‬
‫ال م َكا َن ‪ ,‬الْع ِظي ِم َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يس إِىَل‬ ‫ِِ‬
‫إمعا َن ‪َ ,‬و َرفَ َع إ ْدر َ‬ ‫َخَر َج ذُِّريَّتَهُ بِ َ‬ ‫الرحي ِم الرَّمْح َن‪ ,‬أَنْ َشأَ َ‬
‫آد َم َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الْ َقد ِمي فَال يُ َق ُ َىَت‬
‫اح َش ِة ِحني الْبره ِ‬ ‫ك َكْنعا َن ‪ ,‬وسلَّم اخْلَلِيل بِلُطْ ِف ِه يوم النِّري ِان ‪ ,‬ويوسف ِمن الْ َف ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان ‪,‬‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َْ َ َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وحا َوأ َْهلَ َ َ َ َ َ‬ ‫أ ََعايِل اجْل نَان ‪َ ,‬وجَنَّى نُ ً‬
‫ت اآلذَا ُن { قَ ْد َجاءَتْ ُك ْم َبِّينَةٌ ِم ْن‬ ‫س والْع ْدو ِان ‪ ,‬وينَ ِادي ِهم يِف نَ ِادي ِهم ولَ ِكن ص َّم ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ ْ ُ‬ ‫ث ُش َعْيبًا إىَل َم ْديَ َن َيْن َهى َع ِن الْبَ ْخ ِ َ ُ َ َ ُ ْ‬ ‫َو َب َع َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َربِّ ُك ْم فَأ َْوفُوا الْ َكْي َل َوالْ ِم َيزا َن }‬
‫اق ِدينُه األ َْديا َن ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬
‫احبِ ِه أبو بَ ْك ٍر أ ََّو ِل َم ْن مَجَ َع‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله الَّذي فَ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ ًدا مَيْألُ الْم َيزا َن ‪َ ,‬وأ َ‬
‫االبنََتنْي ِ عُثْ َما َن بْ ِن َعفَّا َن ‪َ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي حَبْ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الْ ُق ْرآ َن ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الْ َف ُاروق الَّذي َكا َن َي ْفَر ُق مْنهُ الشَّْيطَا ُن ‪َ ,‬و َعلَى َز ْو ِج ْ‬
‫وم وسيِّ ِد الشُّجع ِ‬
‫ان‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫الْعُلُ َ َ‬

‫‪[)(1‬األعراف ‪]85 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال نِ ٌّد لَهُ َفيُبَ َارى‬


‫ض لَهُ َفيُ َم َارى ‪,‬‬ ‫يك لَهُ َفيُ َد َارى ‪َ ,‬وال ُمعْرَتِ َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال نِ ٌّد لَهُ َفيُبَ َارى ‪ ,‬وال ِض ٌّد لَهُ َفيُ َج َارى ‪َ ,‬وال َش ِر ٌ‬
‫مِث‬ ‫ِ‬
‫َس َكنَهُ اجْلَنَّةَ َد ًارا ‪,‬‬ ‫َخَر َج َز ْر ًعا َو َ ًارا ‪َ ,‬وأَنْ َشأَ لَْيال َو َن َه ًارا ‪َ ,‬خلَ َق َ‬
‫آد َم َوأ ْ‬ ‫َجَرى ف َيها أَْن َه ًارا ‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ض َقَر ًارا َوأ ْ‬ ‫ط األ َْر َ‬‫بَ َس َ‬
‫ول َت ْوبَتِ ِه انْ ِك َس ًارا ‪َ ,‬وأَقَ َامهُ َخلِي َفةً يف‬
‫ط فَِقريا قَ ْد َع ِدم يسارا ‪َ ,‬غير أَنَّه جبر ِمْنه بَِقب ِ‬
‫َ َ َ ً ْ َ ُ َََ ُ ُ‬ ‫ِ‬
‫َّه ِي َو َما َد َارى ‪ ,‬فَأ ُْهب َ ً‬ ‫َفغَ َف َل َع ِن الن ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب‬
‫صَ‬ ‫ث األَنْبِيَاءَ م ْن ذُِّريَّته َونَ َ‬ ‫األرض َويَكْف ِيه افْتِ َخ ًارا ‪ ,‬مُثَّ ْابَت َع َ‬
‫(‪)1‬‬
‫وسى إِ ْذ َرأَى نَ ًارا }‬ ‫هَل م ِمن أ َِدلَّتِ ِه منارا ‪ ,‬وجعل إِد ِريس ونُوحا واخْل لِيل رءوسا‪{ .‬وهل أَتَ َ ِ‬
‫يث ُم َ‬‫اك َحد ُ‬ ‫ََ ً َ َ َ َ ْ َ َ ً َ َ َ ُ ُ ً َ َ ْ‬ ‫ُْ ْ‬
‫أَمْح ُده ِسًّرا و ِجهارا ‪ ,‬وأُصلِّي علَى رسولِِه حُم َّم ٍد الَّ ِذي أَصبح و ِادي النُّب َّو ِة بِ ِرسالَتِ ِه ِمعطَارا ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬
‫احبِ ِه أَيِب‬ ‫ْ ً ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ ُ َ ًَ َ َ َ َُ َ‬
‫الم مخارا ‪ ,‬وعلى عثمان الذي صرف على‬ ‫ِ‬
‫الث َع ْن َو ْج ِهه ا ِإل ْس ُ‬ ‫وق الَّ ِذي َ‬ ‫ب ْك ٍر الْمْن ِف ِق ِسًّرا و ِجهارا ‪ ,‬وعلَى عمر الْ َفار ِ‬
‫َ َ ً َ َ ُ ََ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َخ ِيه َوابْ ِن َع ِّم ِه الَّ ِذي ال َيتَ َم َارى‪.‬‬ ‫ش الْعسر ِة بِِإ ْن َفاقِ ِه إِ ْعسارا ‪ ,‬وعلَى علِي أ ِ‬
‫َ َ ٍّ‬ ‫ًَ‬ ‫َجْي ِ ُ ْ َ‬

‫‪[)(1‬طه ‪]10-9:‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه َج َع َل الْعِْل َم لِْلعُلَ َم ِاء نَ َسبًا‬


‫يس‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه جعل الْعِْلم لِْلعلَم ِاء نَسبا ‪ ,‬وأَ ْغنَاهم بِِه وإِ ْن ع ِدموا ماالً ونَ َشبا ‪ ,‬وأل ِ ِ‬
‫َجله َس َج َدت الْ َمالئ َكةُ إال إبْل َ‬ ‫َ ً َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ًَ َ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫مِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫صبًا‪.‬‬ ‫صبَا ‪ ,‬فَ َس َارا إِىَل أَ ْن لَقيَا م ْن َس َف ِر َا نَ َ‬ ‫وش ُع َوا ْنتَ َ‬ ‫يم َويُ َ‬ ‫يس يِف اجْلَنَّة َو ْ‬
‫احتَىَب ‪َ ,‬ولطَلَبه قَ َام الْ َكل ُ‬
‫ِِ‬
‫أَىَب ‪َ ,‬وبالْع ْلم اتَّ َكأَ إ ْدر ُ‬
‫ف اخْلَالئِ ِق َع َج ًما َو َعَربًا ‪َ ,‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر‬ ‫أَمْح ُده مَح ًدا ي ُدوم ما هبَّت جنُوب وصبا ‪ ,‬وأُصلِّي علَى رسولِِه أَ ْشر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ ٌ َ ََ َ َ َ َ ُ‬
‫الَّ ِذي أَْن َف َق الْ َم َال َو َما َقلَّ َل َحىَّت خَتَلَّ َل بَالْ َعبَا ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الَّ ِذي ِم ْن َهْيبَتِ ِه َوىَّل الشَّْيطَا ُن َو َهَربَا ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّ ِذي ملـَّا‬
‫اعتِ ِه قَ ُّ‬ ‫جاءتْه الشَّهادةُ َقَ َال مرحبا ‪ ,‬وعلَى علِي ب ِن أَيِب طَالِ ٍ ِ‬
‫ط َوال َنبَا‪.‬‬ ‫ف َش َج َ‬ ‫ب الَّذي َما فُ َّل َسْي ُ‬ ‫َ ْ َ ً َ َ َ ِّ ْ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي إِذَا لَطَ َ‬
‫ف أ ََعا َن‬
‫يل ِم ْن َآز َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صا َن ‪ ,‬أَ َك ْر َم َم ْن َشاءَ َك َما َشاءَ َوأ ََها َن ‪ ,‬أ ْ‬
‫َخَر َج اخْلَل َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف أ ََعا َن ‪َ ,‬وإِذَا َعطَ َ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي إِذَا لَطَ َ‬
‫ين مِب َْو ِهبَ ِة الْعِْل ِم فَِإذَا مَلْ يُ ْع َم ْل بِِه َشا َن ‪.‬‬ ‫ٍ يِف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وح َكْن َعا َن ‪ ,‬مُيِ ُ ِ‬ ‫َو ِم ْن نُ ٍ‬
‫يت َوحُيْيي َويُ ْغيِن َويُ ْشقي ُك َّل َي ْوم ُه َو َشأْن ‪ ,‬يَِز ُ‬
‫الدتِِه ا ِإل َيوا ُن ‪َ ,‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر أ ََّو ِل َم ْن‬ ‫ِِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد الَّذي انْ َش َّق لَْيلَةَ ِو َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ يِف ِّ‬
‫السِّر َوا ِإل ْعالن ‪َ ,‬وأ َ‬
‫ك َكا َن ‪َ ,‬و َعلَى الت َِّق ِّي احْلَيِ ِّي عُثْ َما َن ‪َ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي َسيِّ ِد الْعُلَ َم ِاء‬ ‫ِ‬ ‫وق الْمو ِ‬
‫صوف بِالْ َع ْد ِل َو َك َذل َ‬‫َْ ُ‬
‫مَج ع الْ ُقرآ َن ‪ ,‬وعلَى الْ َفار ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ْ‬
‫والشُّجع ِ‬
‫ان‬ ‫َ َْ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ب األَرب ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه َر ِّ ْ َ‬
‫اب ‪َ ,‬و َق َهَر‬ ‫االض ِطر ِ‬ ‫ظ األَر ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ومَنِّز ِل الْ ِكتَ ِ‬ ‫ب األ ْ ِ‬ ‫اب و ُمسبِّ ِ‬‫ِ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه َر ِّ‬
‫ض باجْل بَال م َن ْ َ‬ ‫اب ‪َ ,‬حف َ ْ َ‬ ‫َسبَ َ ُ‬ ‫ب األ َْربَ َ َ‬
‫ث فِ ِيه‬ ‫اب ‪ ,‬أَْنَز َل الْ ُق ْرآ َن حَيُ ُّ‬ ‫ِ‬
‫صَر َفلَ ْم يَ ْسُت ْر نَظََرهُ ح َج ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫وس اخْل طَاب‪َ ،‬وأَبْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب‪َ ،‬ومَس َع َخف َّي النُّطْق َو َم ْه ُم َ‬ ‫ين َوأَذَ َّل ِّ‬
‫الص َع َ‬ ‫ِ‬
‫اجْلَبَّار َ‬
‫ك مبار ٌك لِي َّدبَّروا آياتِِه ولِيتَ َذ َّكر أُولُو اأْل َلْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب الْعِ َق ِ‬‫َسب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب}‬ ‫َ‬ ‫اب أَْنَزلْنَاهُ إلَْي َ َُ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫اب ‪{ ,‬كتَ ٌ‬ ‫َعلَى ا ْكت َساب الث ََّواب ‪َ ,‬و َز َجَر َع ْن أ ْ َ‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذنُ ِ ِ‬ ‫(‪ , )1‬ابتلَى الْم ِ‬
‫ص ِم إِ ْذ‬ ‫اك َنبَأُ اخْلَ ْ‬ ‫{و َه ْل أَتَ َ‬ ‫آد َم َو َما َجَرى م ْن عتَاب َ‬ ‫ت بَِزلَّة َ‬ ‫اب ‪ ,‬أ ََما مَس ْع َ‬‫وب لُي ْعلَ َم أَنَّهُ َت َّو ٌ‬ ‫ني بِ ُّ‬
‫صطَف َ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫اب}‬ ‫ِ‬
‫تَ َس َّو ُروا الْم ْحَر َ‬
‫يد إِ ْقَر ًارا نَافِ ًعا َي ْو َم‬‫اب ‪ ,‬وأُقُِّر لَه بِالتَّو ِح ِ‬
‫َ ُ ْ‬
‫اب ‪ ,‬وأَ ْش ُكره َعلَى سرْتِ اخْلَطَايا والْع ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ‬
‫َّك واالرتِي ِ‬
‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى َرفْ ِع الش ِّ َ ْ َ‬
‫َصح ِ‬ ‫ف لِنَبِيِّ ِه حُم َّم ٍد أَنَّه لباب اللباب ‪ ,‬صلَّى اللَّه علَي ِه وسلَّم وعلَى ِ ِ‬ ‫احْلِس ِ‬
‫اب ‪َ ,‬و َعلَى‬ ‫صاحبِه أَيِب بَ ْك ٍر خَرْيِ األ ْ َ‬ ‫ُ َْ َ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫اب ‪َ ,‬وأَعْرَتِ ُ‬ ‫َ‬
‫اب ‪َ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي الْبَ ْد ِر َي ْو َم بَ ْد ٍر‬ ‫الص َو َ‬ ‫ول ظُْل ًما َو َما َت َعدَّى َّ‬ ‫س طَاب ‪ ,‬و َعلَى عُثْما َن الْم ْقتُ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫عُ َمَر الذي إذَا ذُكَر يِف جَمْل ٍ َ َ‬
‫اب‪.‬‬‫َحَز ِ‬ ‫الص ْد ِر َي ْو َم األ ْ‬
‫َو َّ‬

‫‪[)(1‬ص ‪]29 :‬‬


‫‪[)(2‬ص ‪]21 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫اج ِد الْ َع ِظي ِم‬


‫اح ِد الْم ِ‬
‫َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الْو ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫َّص ِري احْل لِي ِم ‪ ,‬الْ َق ِو ِّ ِ‬ ‫ص ِري الن ِ‬ ‫اج ِد الْع ِظي ِم ‪ ,‬الْ َق ِدي ِر الْب ِ‬ ‫اح ِد الْم ِ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الْو ِ‬
‫َس َق َم‬
‫ضى فَأ ْ‬ ‫ي الْ َعل ِّي الْغَيِن ِّ احْلَكي ِم ‪ ,‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫يم ‪َ ,‬و َج َع َل َمآهَلُ ْم إِىَل‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫الص ِحيح وعاىَف َّ ِ‬
‫َّر فأعان الضعيف وأوهى القومي ‪َ ,‬وقَ َس َم عبَ َادهُ ق ْس َمنْي ‪ :‬طَائ ٌع َوأَث ٌ‬ ‫يم ‪َ ,‬وقَد َ‬
‫السق َ‬ ‫َّ َ َ َ‬
‫مِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضى لَهُ أَ ْن َيْب َقى َعلَى‬ ‫ص َمهُ م َن اخْلَطَايَا َكأَنَّهُ يِف َحر ٍ ‪ ,‬ومنهم َم ْن قَ َ‬ ‫َد َاريْ ِن‪َ :‬د ُار النَّعي ِم َو َد ُار اجْلَحي ِم ‪ ,‬فَمْن ُه ْم َم ْن َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫ب ذو النون‬ ‫يم ‪َ ,‬وذَ َه َ‬ ‫وسى َراعيًا َو ُه َو الْ َكل ُ‬ ‫يم ‪َ ,‬ومْن ُه ْم َم ْن َيَتَر َّد ُد َبنْي َ األ َْمَريْ ِن َوالْ َع َم ُل باخْلََواتي ِم ‪َ ,‬خَر َج ُم َ‬ ‫الذنُوب َويُق َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت‬ ‫ت بَِنْي ِل الْ َم َمالك أ َْو َرأَيْ َ‬ ‫يم ‪ ,‬فَِإذَا مَس ْع َ‬ ‫وم َو َه َذا َرج ٌ‬ ‫يس َف َه َذا َم ْر ُح ٌ‬ ‫آد ُم َوإبْل ُ‬ ‫صى َ‬ ‫مغاضباً فالتقمه احلوت وهو‪َ ,‬و َع َ‬
‫الصر ِ‬ ‫مِب ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ك َت ْق ِد ُير الْ َع ِزي ِز الْ َعلِي ِم} ‪ ,‬أَْن َع َم َعلَْينَا بِالْ َف ْ‬ ‫ِ‬ ‫وع الْمهالِ ِ‬
‫ض ِل الْ َوافر الْ َعميم ‪َ ,‬و َه َدانَا َنِّه إىَل ِّ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫اط‬ ‫ك َف ُق ْل‪ { :‬ذَل َ‬ ‫ُوقُ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ْللح ْمد َو ُم ْسَت ْوج ٌ‬ ‫الْ ُم ْستَقي ِم ‪َ ,‬و َح َّذ َرنَا بلُطْفه م َن الْ َع َذاب األَلي ِم ‪َ ,‬و َم َّن َعلَْينَا بالْكتَاب الْ َع ِزي ِز الْ َقد ِمي ‪َ ,‬ف ُه َو ُم ْستَح ٌّق َ‬
‫ب‬‫اق َعلَى أَْقر ِ‬
‫َ‬ ‫َخ َذ لَهُ الْ ِميثَ َ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َر ُسولُهُ األَجْمَ ُد‪ ,‬أ َ‬ ‫ف ال حُيْ َم ُد ‪َ ,‬وأَ ْش َه ُد أَنَّهُ مَلْ يَلِ ْد َومَلْ يُولَ ْد ‪َ ,‬وأ َّ‬ ‫ِ‬
‫للت َّْعظيم ‪ ,‬أَمْح َ ُدهُ َو َكْي َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول‪َ { :‬و ُمبَشًِّرا بَِر ُسول يَأْيِت م ْن َب ْعدي امْسُهُ أَمْح َ ُد } ‪َ ,‬‬ ‫األَنْبيَاء َواأل َْب َعد ‪َ ,‬وأَقَ َام ع َ‬
‫(‪)2‬‬
‫يسى َي ُق ُ‬
‫يم ‪َ ,‬و َعلَى‬ ‫الرقِ ِيق ِحني يسافِر و ِح ِ‬ ‫الرفِ ِيق َّ‬ ‫الصد ِ‬‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫ك الطَِّريق الْ َق ِومي ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يُق ُ‬ ‫َ َُ ُ َ َ‬ ‫ِّيق احملب الشفيق َو َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُسل َ‬
‫يف الَّ ِذي‬ ‫الش ِر ِ‬
‫َح َس ِن تَ ْدبِ ٍري َوأَ ْك َم ِل َت ْق ِو ٍمي‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عُ َمَر الَّذي َع َّمَر م َن الدِّي ِن َما َع َّمَر َو َدفَ َع الْ ُك ْفَر فَ َدبََّر بِأ ْ‬
‫ان يِف َحْرهِبِ ْم َوالْ ُم ْؤ ِمنُو َن ِم ْن‬ ‫احتَسب ِعْن َد اللَّ ِه صبره علَى ما ِضيم ‪ ,‬وعلَى علِي م َدا ِر الْعلَم ِاء وقُطْبِ ِهم ‪ ,‬وم َقدَِّم الشُّجع ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ َ َ ْ َُ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ َ ٍّ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َك ْرهِبِ ْم يِف َم ْق َعد ُمقي ٍم‪.‬‬

‫‪[)(1‬يس ‪]38 :‬‬


‫‪[)(2‬الصف ‪]6 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫يما َعلِيًّا‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬


‫احْلَ ْم ُد للَّه الذي مَلْ َيَز ْل َعظ ً‬
‫اآلد ِم ُّي َخ ْل ًقا َس ِويًّا ‪ ,‬مُثَّ قَسم ُهم قِسمنْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي مَل يز ْل ع ِظ ِ‬
‫ََ ْ َْ‬ ‫صُر َوليًّا ‪ ,‬أَنْ َشأَ َ‬ ‫يما َعليًّا ‪ ,‬خَيْذ ُل َع ُد ًّوا َو َيْن ُ‬‫ْ ََ َ ً‬ ‫َْ‬
‫الس َماءَ َس ْق ًفا َمْبنِيًّا ‪َ ,‬و َسطَ َح الْ ِم َه َاد بِ َساطًا َم ْد ِحيًّا ‪َ ,‬و َر َز َق اخلالئق حبرياً وبرياً ‪ ,‬كم أجرى لعباده‬ ‫يدا َو َغ ِويًّا ‪َ ,‬رفَ َع َّ‬‫َر ِش ً‬
‫ِ‬ ‫ضعِي ًفا ما مَل يع ِط قَ ِويًّا ‪َ ,‬فبلَّغَه علَى الضَّع ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب لَهُ َعلَى‬ ‫ف الْ ُمَراد َو َو َه َ‬ ‫ف ض ْع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َخَر َج مْنهُ حَلْ ًما طَ ِريًّا ‪َ ,‬ك ْم أ َْعطَى َ َ ْ ُ ْ‬ ‫سرياً ‪ ,‬أ ْ‬
‫ك َعْب َدهُ َز َك ِريَّا} [مرمي ‪]2-1 :‬‬ ‫ت َربِّ َ‬ ‫الْ ِك ِ األَوالد {كهيعص* ِذ ْكر رمْح ِ‬
‫َُ َ‬ ‫رَب ْ َ‬
‫ض ِل َم ِن ْامتَطَى تربيا ‪َ ,‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر الَّ ِذي‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد أَفْ َ‬ ‫َّل َوأ َْعطَى شْب ًعا َو ِريًّا ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ إ ْذ فَض َ‬
‫َّما يِف اجْلِ ِّد َج ِريًّا ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّ ِذي مَلْ َيَز ْل َع ِفي ًفا‬ ‫ِ‬
‫ف ِزيًّا ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الَّذي َكا َن ُم َقد ً‬
‫ِ‬
‫أَْن َف َق َوما َقلَّ َل َحىَّت خَتَلَّ َل َويَلتَح َ‬
‫َحيِيًّا ‪َ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي أَ ْش َج ِع َم ْن مَحَ َل َخطِّيًّا‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي ال َشأْ ٌن يَ ْشغَلُهُ‬
‫ناصٌر لِ َم ْن خَي ْ ُذلُهُ ‪َ ,‬ج َّل َع ْن َمثَ ٍل‬
‫صلُه ‪ ,‬وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي ال َشأْ ٌن يَ ْشغَلُهُ ‪َ ,‬وال ن ْسيَا ٌن يُ ْذهلُهُ ‪َ ,‬وال قَاط ٌع ل َم ْن يَ ُ‬
‫يب بِالْ َع َم ِل القليل ويقبلُهُ ‪ ,‬وحيلم عن املعاصي فَال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍِ ِ‬
‫يُطَا ِولُهُ ‪ ,‬أ َْو يشاكلُهُ ‪ ,‬أو ند نَظري يُ َقابلُهُ ‪ ,‬أ َْو ُمنَاظ ٍر يُ َقا ِولُهُ ‪ ,‬يُث ُ‬
‫اسَت َوى َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫َّعي الْ َكافِر ش ِري ًكا ومُيِْهلُه ‪ ,‬مُثَّ إِذَا بطَش هلَك كِسرى و ِ‬ ‫اجلُه ‪ ,‬ويد ِ‬ ‫ِ‬
‫صُر َو َم َعاقلُهُ ‪ْ ,‬‬ ‫ب َقْي َ‬ ‫ص َواهلُهُ ‪َ ,‬وذَ َه َ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫يُ َع ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الْعر ِش وما الْعر ِ‬
‫ش حَيْملُهُ ‪ ,‬وينزل ال كاملتنقل خَت ْلُو َمنَا ِزلُهُ ‪َ ,‬هذه مُجْلَةُ ْاعت َقادنَا َو َه َذا َحاصلُهُ ‪َ ,‬م ِن َّاد َعى َعلَْينَا التَّ ْشبِيهَ‬ ‫َْ َ َ َْ ُ‬
‫يق الشافعي وقد عُلمت فضائِلُهُ ‪.‬‬ ‫ب أَمْح َ َد َو َم ْن َكا َن يُطَا ِولُهُ ‪َ ,‬وطَ ِري ُقنَا طَ ِر ُ‬ ‫ِ‬
‫فَاللَّهُ يُ َقابلُهُ ‪َ ,‬م ْذ َهُبنَا َم ْذ َه ُ‬
‫َسافِلُهُ ‪َ ,‬و َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ُوصلُه ‪ ,‬وأُصلِّي علَى رسولِِه حُم َّم ٍد الَّ ِذي ارجَتَّت لَيلَةَ ِو ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدته أ ََعايِل ا ِإل َيوان َوأ َ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ ًدا أُدميُهُ َوأ ُ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َمنَاهلُهُ ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّذي َز َارتْهُ‬ ‫الم جِبِ دِّه َو َع ُذبَ ْ‬
‫ص َفا ا ِإل ْس ُ‬ ‫اع ِرفُوا َم ْن قَائلُهُ ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الَّذي َ‬ ‫أَيِب بَ ْك ٍر ثَايِن َ ا ْثَننْي ِ فَ ْ‬
‫وم فَما ي ْدر ُك س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلُهُ‪.‬‬ ‫ت َر َواحلُهُ ‪َ ,‬و َعلَى َعل ٍّي حَبْ ِر الْعُلُ َ ُ َ َ‬ ‫َّه َادةُ َو َما تَعبَ ْ‬ ‫الش َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال َيتَأَثَُّر بِالْ َم َدى‬


‫اختَ َار َم ْن‬ ‫َّخ ْذ ِ‬ ‫اح ًدا أَح ًدا ‪ ,‬مَل يت ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال يتَأَثَّر بِالْم َدى‪ ,‬وال يَتغََّير أَب ًدا ‪ ,‬مَل يز ْل و ِ‬
‫صاحبَةً َوال َولَ ًدا ‪ْ ,‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َْ‬
‫اجتَمعوا يِف الْ َك ْه ِ‬ ‫ف وأَر َش َد وه َدى ‪ ,‬وأَخرجهم بَِقلَ ٍق ر هِبِ‬ ‫َشاءَ َفنَ َّجاهُ ِم َن َّ‬
‫ف‬ ‫اح ْم َو َغ َدا ‪ ,‬فَ ْ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ َ ُ ْ‬ ‫الر َدى ‪ ,‬أَْن َق َذ أ َْه َل الْ َك ْه ِ َ ْ َ َ‬
‫ف َف َقالُوا َربَّنَا آتِنَا ِم ْن‬ ‫ب التعبد مدداً { إِ ْذ أَوى الْ ِفْتيةُ إِىَل الْ َك ْه ِ‬ ‫اح ُهم بِالن َّْوِم ِم ْن َت َع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف َحالُنَا َغ َدا ‪ ,‬فَأ ََر َ ْ‬‫َي ُقولُو َن َكْي َ‬
‫اه ْم لَِن ْعلَ َم أ ُّ‬
‫َي‬ ‫ني َع َد ًدا (‪ )11‬مُثَّ َب َع ْثنَ ُ‬
‫ك رمْح ةً وهيِّئ لَنَا ِمن أَم ِرنَا ر َش ًدا (‪ )10‬فَضربنَا علَى آذَاهِنِم يِف الْ َكه ِ ِ ِ‬
‫ف سن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫لَ ُدنْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صى لِ َما لَبِثُوا أ ََم ًدا (‪ )12‬حَنْ ُن َن ُق ُّ‬ ‫ِ‬
‫اه ْم ُه ًدى (‪.)1( } )13‬‬ ‫ك َنبَأ َُه ْم بِاحْلَ ِّق إِن َُّه ْم فْتيَةٌ َآمنُوا بَِرهِّب ْم َو ِز ْدنَ ُ‬ ‫ص َعلَْي َ‬ ‫َح َ‬‫احْل ْز َبنْي ِ أ ْ‬
‫ض ِل ُم ْقتَ َدى ‪َ ,‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر الْ ُمتَ ِّخ ِذ بِِإ ْن َفاقِ ِه‬ ‫وع َوأَفْ َ‬ ‫ف َمْتبُ ٍ‬ ‫أَمْح ُده ما ارجَت ز ح ٍاد وح َدا ‪ ,‬وأُصلِّي علَى حُم َّم ٍد أَ ْشر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ ََ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫َّه َاد ِة َعلَى َوقْ ِع‬ ‫الصابِ ِر يِف الش َ‬ ‫الم يَ ًدا ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الْ َع ِاد ِل الَّ ِذي َما َج َار يِف ِواليَتِ ِه َوال ْاعتَ َدى ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن َّ‬ ‫ِعْن َد ا ِإل ْس ِ‬
‫وب األَولِي ِاء وقَ ِ‬
‫اه ِر الْعِ َدى‪&.‬‬ ‫امل َـدى ‪ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي حَمْب ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪ )(1‬الكهف‪13-10 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫اه ِر الْ ُمتَ َجرِّبِ َو ُم ِذلِِّه‬


‫احْل م ُد للَّ ِه قَ ِ‬
‫َْ‬
‫ب إىل َعْب ِد ِه ِم ْن ِظلِّ ِه ‪َ ,‬و ُه َو ِعْن َد الْ ُمْن َك ِس ِر َح َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه قَاه ِر الْ ُمتَ َجرِّبِ َو ُمذلِّه ‪َ ,‬و َراف ِع الْ ُمَت َواض ِع َوجُمَلِّه ‪ ,‬أَْقَر ُ‬
‫ف طَلِّ ِه ‪ ,‬وال يغِيب عن بص ِر ِه يِف الدُّجى دبِ ِ ِ‬ ‫َضع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يب مَنْله ‪َ ,‬رفَ َع َم ْن َشاءَ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َْ َ َ‬ ‫ب َع ْن مَسْعه َوقْ ُع الْ َقطْ ِر يِف أ ْ َ‬ ‫ذُلِّه ‪ ,‬ال َي ْعُز ُ‬
‫{ه َو الَّ ِذي أ َْر َس َل َر ُسولَهُ بِاهْلَُدى َو ِدي ِن احْلَ ِّق‬ ‫واصطََفاهُ على اخْلَْل ِق ُكلِّه ُ‬ ‫اختَ َار حُمَ َّم ًدا ْ‬
‫ِ‬
‫ط َم ْن َشاءَ بِ ُذلِّه ‪ْ ,‬‬ ‫بِِإ ْعَزا ِز ِه َك َما َح َّ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫لِيُظْ ِهَرهُ َعلَى الدِّي ِن ُكلِّه }‬
‫ِّق َق ْولِِه بِِف ْعلِ ِه ‪َ ,‬وأ َّ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ أ َْر َسلَهُ‬
‫أمحده على أَج َّل ا ِإل ْنع ِام وأََقلِّه ‪ ,‬وأَ ْشه ُد بِوح َدانِيَّتِ ِه َشهادةَ مصد ِ‬
‫ََ َُ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫وحلِّه ‪ ,‬فقام معجزه ينادي‪ { &:‬فَأْتُوا بِس ِ ِ ِ ِ‬ ‫لنقض الكفر ِ‬
‫الصد ِ‬ ‫ور ٍة م ْن مثْله } ‪َ ,‬‬
‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫ِّيق‬ ‫ُ َ‬
‫جيش الْعُ ْسَر ِة َو َعاقِ ِد مَشْلِ ِه ‪َ ,‬و َعلَى‬ ‫اص ِل َحْبلِ ِه ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الَّ ِذي َكا َن َي ْفَر ُق الشَّْيطَا ُن ِم ْن ِظلِّ ِه ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن جُمَ ِّه ِز ِ‬ ‫و ِ‬
‫َ‬
‫َخ ِيه َوابْ ِن َع ِّم ِه َو ُم َقدَِّم أ َْهلِ ِه‪.‬‬
‫علِي أ ِ‬
‫َ ٍّ‬

‫‪[)(1‬الصف ‪]9 :‬‬


‫‪[)(2‬البقرة ‪]23 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي أَح َكم حِبِ ك ِ ِ‬
‫ْمته َما فَطََر َو َبىَن‬‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫الشكَْر ِم ْن َبِّريَّتِ ِه‬ ‫ب ِم ْن َخ ْل ِق ِه َم ْن َشاءَ بَِرمْح َتِ ِه َو َدنَا ‪َ ,‬و َر ِض َي ُّ‬ ‫ْمته َما فَطََر َو َبىَن ‪َ ,‬و َقَّر َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي أَح َكم حِبِ ك ِ ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِنِعمتِ ِه مَثَنًا ‪ ,‬وأَمرنَا بِعِبادتِِه ال حِل ِ ِ‬
‫َساءَ َو َجنَا ‪َ ,‬وجُيْ ِز ُل الْ َعطَايَا ل َم ْن َكا َن حُمْسنًا ‪َ ,‬بنَّي َ‬ ‫اجته بَ ْل لَنَا ‪َ ,‬ي ْغفُر اخْلَطَايَا ل َم ْن أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫اص ِد ِيه سبِيال وسَننًا‪ ,‬ووه ِ ِ ِ ِ‬ ‫لَِق ِ‬
‫َّه ْم‬
‫اه ُدوا فينَا لََن ْهد َين ُ‬
‫ين َج َ‬ ‫{والذ َ‬ ‫اب َحامديه أَلَ َّذ َما جُيَْتىَن َ‬ ‫ب ل َعابديه َج ِزيال يُ ْقَتىَن ‪َ ,‬وأَثَ َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُسُبلَنَا }‬
‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر‬ ‫ف من َتر َّدد ب مَجْ ٍع و ِم ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ ىًن َ َ َ‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد أَ ْشَر َ ْ َ َ َنْي َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ ُمسًّرا ل ْل َح ْمد َو ُم ْعلنًا ‪َ ,‬وأ َ‬
‫احبِ ِه اَل حَتَْز ْن‬ ‫ول لِص ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُمتَ َخلِّ ِل بِالْ َعبَا َراضيًا بالعنا ‪ ,‬وهو الذي أراد بَِق ْوله َت َعاىَل َو َعىَن { ثَايِن َ ا ْثَننْي ِ إِ ْذ مُهَا يِف الْغَا ِر إِ ْذ َي ُق ُ َ‬
‫اضي بِالْ َق َد ِر َوقَ ْد َد َخ َل بِالْ ِفنَ ِاء الْ َفنَا ‪,‬‬ ‫الر ِ‬ ‫الم فَ َما َوىَن ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن َّ‬ ‫إِ َّن اللَّهَ معنَا }(‪ )2‬و َعلَى عُمر الْم ِج ِّد يِف ِعمار ِة ا ِإل ْس ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َو َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي إِذَا بَالَ ْغنَا يِف َم ْد ِح ِه فَالْ َف ْخُر لَنَا‪.‬‬

‫‪[)(1‬العنكبوت ‪]69 :‬‬


‫‪[)(2‬التوبة ‪]40 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه خالِ ِق ُك ِّل خَمْلُ ٍ‬
‫وق‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫وج ِد الْ َمْنظُو ِر َوالْ َم ْلبُ ِ‬‫وق ‪ ,‬م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫وس‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه َخال ِق ُك ِّل خَمْلُوق ‪َ ,‬و َرا ِزق ُك ِّل َم ْر ُزوق ‪َ ,‬ساب ِق األَ ْشيَاء فَ َما ُدونَهُ َم ْسبُ ٌ ُ‬
‫وق ‪.‬‬ ‫وق ‪ ,‬ور َّكب فِ ِيه الْع ْقل ي ْدعو إِىَل مراع ِاة احْل ُق ِ‬ ‫واملذوق ‪ ,‬أَنْ َشأَ اآلد ِمي بِالْ ُق ْدر ِة ِمن م ٍاء م ْدفُ ٍ‬
‫َُ َ ُ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َّ‬
‫يد ه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وق‪َّ ,‬ا يغُ ُّم وما يش ُ ِ‬ ‫مِم‬ ‫أَمْح ُده علَى ما ي ْق ِ‬
‫وق ‪َ ,‬وأَ ْش َه ُد أ َّ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا‬ ‫وث َو َيعُ َ‬‫اجًرا َيغُ َ‬ ‫وق ‪َ ,‬وأُقُّر لَهُ بِالت َّْوح َ‬ ‫ضي َويَ ُس ُ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫وق ‪ ,‬فَ َد َم َغ حِب َق ِِّه أ َْه َل َّ‬‫اط ِل يِف أَرو ِج س ٍ‬ ‫وق الْب ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اللَّهُ‬ ‫اب الْ ُف ُسوق ‪َ ,‬‬ ‫الزيْ ِغ َوأ َْربَ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ت ُس ُ َ‬ ‫َعْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ ‪ ,‬أ َْر َسلَهُ َوقَد ْاز َدمَحَ ْ‬
‫وق‪َ .‬و َعلَى‬ ‫َّب بِالْ َفار ِ‬
‫ُ‬
‫ِّيق و َعلَى عُمر الْملَق ِ‬
‫ََ ُ‬
‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ ِ‬
‫الصد َ‬
‫وق ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ب اهْلََواءُ َولَ َم َعت الُْبُر ُ َ َ َ‬ ‫َعلَْي ِه َو َعلَى آلِِه َما َه َّ‬
‫وق‪.‬‬
‫الر ُاو ُ‬
‫ف َو َّ‬ ‫الز ْخُر ُ‬
‫الد ْنيَا فَ َما َغَّرهُ ُّ‬ ‫وق ‪َ ,‬و َعلَى َعلِ ٍّي ُمطَلِّ ِق ُّ‬‫الصابِ ِر ِمن الشَّهاد ِة علَى مِّر الْم ُذ ِ‬
‫عُثْ َما َن َّ َ َ َ َ َ ُ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي مَلْ َيَز ْل قَ ِدميًا َدائِ ًما‬


‫صائِ ًما قَائِ ًما ‪َ ,‬وطََر َد َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب َم ْن َشاءَ فَ َج َعلَهُ َ‬ ‫َسَرا ِر َعال ًما ‪َ ,‬قَّر َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي مَلْ َيَز ْل قَدميًا َدائ ًما ‪َ ,‬و َخبِ ًريا بِاأل ْ‬
‫ِ‬ ‫اغما ‪ ,‬و َي ْقبَل َت ْوبَةَ التَّائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّالل َهائِما ‪ ,‬ي ْف َعل ما ي ِر ُ ِ‬‫َشاء فَصار يِف بي َد ِاء الض ِ‬
‫ب إِذَا أ َْم َسى نَاد ًما ‪ ,‬أَمْح َ ُدهُ‬ ‫يد َوإ ْن يَأْىَب الْ َعْب ُد َر ً َ ُ‬ ‫ً َ َُ ُ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر‬ ‫مِن‬
‫اب َقوس ِ مُثَّ عاد َغا ًا ‪ ,‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِِ ٍ ِ‬ ‫مَح ًدا ِمن َّ ِ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد الَّذي َسا َفَر إِىَل قَ ِ ْ َ نْي َ َ‬ ‫الت ْقص ِري َسال ًما ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫ْ َ‬
‫وما َومَلْ يَ ُك ْن ظَالِ ًما ‪,‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫مِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الَّذي مَلْ َيَز ْل َرفي ًقا ُمالئ ًما ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر الَّذي َي ْعبُ ُد َربَّهُ ُمسًّرا َكا ًا ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّذي قُت َل َمظْلُ ً‬
‫صا ِر ًما ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت آنَاءَ اللَّْي ِل َساج ًدا َوقَائ ًما} َو َعلَى َعل ٍّي الَّذي َكا َن يِف الْعُلُوم حَبًْرا َويِف احْلُُروب َ‬ ‫َوفيه أُنْ ِز َل‪{ :‬أ ََّم ْن ُه َو قَان ٌ‬
‫(‪)1‬‬

‫اآلخَر ِة لُِقلُوبِنَا ُمال ِز ًما ‪َ ,‬و َو ِّف ْقنَا لِلت َّْوبَِة َت ْوفِي ًقا َجا ِز ًما ‪,‬‬
‫اللَّه َّم ص ِّل علَى حُم َّم ٍد وعلَى ِآل حُم َّم ٍد واجعل ِذ ْكر ِ‬
‫َ َ َْ ْ َ‬ ‫ُ َ َ َ ََ‬
‫مِث‬
‫صاحِلَنَا َوا ْغ ِف ْر لِ َم ْن َكا َن آ ًا‪.‬‬ ‫مِج‬ ‫ِ‬
‫ت َها ًا ‪َ ,‬وا ْقبَ ْل َ‬‫َوذَ ِّك ْرنَا َرحيلَنَا َقْب َل أَ ْن َنَرى الْ َم ْو َ‬

‫‪[)(1‬الزمر ‪]9 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ت لَهُ الْ ُو ُجوهُ ذَلِيلَةً َعانِيَةً‬ ‫َصبَ َح ْ‬


‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫الد ْنيَا احْلَِق َريةَ‬
‫ظ فَ َذ َّم ُّ‬ ‫وس جُمِ َّدةً َو ُمَت َوانِيَةً ‪َ ,‬و َع َ‬ ‫الن ُف ُ‬‫ت لَهُ الْ ُو ُجوهُ ذَلِيلَةً َعانِيَةً ‪َ ,‬و َح ِذ َرتْهُ ُّ‬
‫َصبَ َح ْ‬
‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫اش اهْلََوى أَ ْن يُ ْس ُقوا ِم ْن َعنْي ٍ آنِيَ ٍة ‪ ,‬أَمْح َ ُدهُ َعلَى َت ْق ِو ِمي شأنيه ‪,‬‬ ‫ف عُطَّ َ‬ ‫الْ َفانِيَةَ ‪َ ,‬و َش َّو َق إِىَل َجن ٍَّة قُطُو ُف َها َدانِيَةٌ ‪َ ,‬و َخ َّو َ‬
‫صالةً مُمَ َّه َدةً لِعَِّز ٍة بَانِيَ ٍة ‪,‬‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد َ‬ ‫ص ُل بِتَ ْحق ِيق الت َّْوحيد إِميَانيَ ْه ‪َ ,‬وأ َ‬ ‫ُح ِّ‬
‫وأستعينه من شر شاىنء َو َشانيَة‪َ .‬وأ َ‬
‫اق ويِف الدَّا ِر والْغُرب ِة يِف الْغَا ِر ‪ ,‬أَربع لِْل َفخ ِر بانِيةٌ ‪ ,‬ولَه فَ ِ‬ ‫اق و ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّيق َّ ِ ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬
‫الصد ِ‬ ‫وعلَى ص ِ‬
‫ضيلَةُ‬ ‫ْ ٌَ ْ َ َ َ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫االت َف َ‬ ‫السابق يِف الْ ِوفَ َ‬ ‫ََ َ‬
‫س َجانِيَ ٍة ‪َ ,‬و َعلَى عُثْ َما َن‬ ‫اس ِة َعلَى ُك ِّل َن ْف ٍ‬ ‫السيَ َ‬‫ت مَثَانِيَةً ‪َ ,‬و َعلَى عُ َمَر ُم ِقي ِم ِّ‬ ‫الت َقلُّ ِل و َّ ِ ِ ِ‬
‫الرأْفَة َواخْل الفَة ‪َ ,‬‬
‫وص َار ْ‬ ‫َّخلُّ ِل َو َّ َ‬ ‫الت َ‬
‫َّها ِر ِسًّرا َو َعاَل نِيَةً }‬ ‫ول بع َد ابنتِ ِه لِلثَّانِي ِة ‪ ,‬وعلَى علِي الْمنَّز ِل فِ ِيه {الَّ ِذ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين يُْنف ُقو َن أ َْم َواهَلُ ْم بِاللَّْي ِل َوالن َ‬ ‫الَّذي ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ٍّ ُ َ‬ ‫الر ُس ُ َ ْ َْ‬ ‫اختَ َارهُ َّ‬

‫‪[)(1‬البقرة ‪]274 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد هلل القدمي األحدي‪ ،‬العظيم الصمدي‬


‫ْمتِ ِه الْ َماءَ‪َ ،‬و َعلَّ َم‬ ‫حِبِ‬
‫َجَرى ك َ‬ ‫ي‪َ ،‬رفَ َع بُِق ْد َرتِِه َّ‬
‫الس َماءَ َوأ ْ‬ ‫احْلَ ْم ُد هلل القدمي األحدي‪ ،‬العظيم الصمدي‪ ،‬الدائم األَبَ ِد ِّ‬
‫اب‪ ،‬فَ َخَر َج َو َما َي ْع ِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ف بِاألَ ْك ِل َّ‬ ‫آد َم األَمْسَاءَ‪َ ،‬وأ َْم َكنَهُ ِم َن الْ َعْي ِ‬
‫ف‬ ‫الف َعْنهُ اجْل ْلبَ َ‬ ‫ف اخْلَ ُ‬ ‫اب‪ ،‬فَ َك َش َ‬ ‫الص َو َ‬ ‫ش اهْلَيِن ِّ‪ ،‬فَ َخالَ َ‬ ‫َ‬
‫الر ِ‬
‫اح ِم الْ َوىِل ِّ‪.‬‬ ‫ات َرمْح َةُ َّ‬ ‫ك الْعبر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الْ َمْن ِه ِّي‪َ ،‬ويَ ْستَ ْد ِر ُك َسال َ‬‫الْباب لِ ُش ْؤِم ارتِ َك ِ‬
‫ت َعلَى ت ْل َ ََ َ‬ ‫ف الْ َف َوات َحىَّت َعطََف ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب االلْتيَاث‪َ ،‬و َت َعلَّ ْق باملستغاث ينقذك من جهل العلماء فَإنَّهُ َس ِر ُ‬
‫يع الْ َفَر ِج‪،‬‬ ‫اح َذ ْر م َن األَ ْف َعال اخْل بَاث فَإن ََّها َسبَ ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫إِذَا ا ْشتَ َّد األ َْمر ِضي ًقا فُرِج {وما جعل َعلَْي ُكم يِف الدِّي ِن ِمن حر ٍج }(‪ِ )1‬ر ْف ًقا بِالضَّعِ ِ‬
‫يف َوالْ َق ِو ِّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ ََ َ‬ ‫ُ‬
‫اج ِر الش ِ‬
‫َّق ِّي‪ ،‬ذَ َّل‬ ‫من الذَ جِب نابِِه م ِريضا صلَح‪ ،‬من عاذَ بِبابِِه سائِال َفتح‪ ،‬سبحانَه لقد جاد ومَس ح‪ ,‬حىَّت علَى الْ َف ِ‬
‫َ َ َ ََ َ َ‬ ‫ََ َ ً َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫َّها ِر الن َِّق ِّي‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َالله َم ْن مَشَ َخ‪َ ،‬وقَ َّل ل َك َماله َم ْن بَ َذ َخ‪َ ،‬و َخَر َج اللَّْي ُل بُِق ْد َرته َوانْ َسلَ َخ َع ِن الن َ‬
‫جِل ِِ‬
‫ود األ ََزيِل ِّ‪َ ،‬سعِ َد َم ْن‬ ‫ود بِالْوج ِ‬ ‫ود‪ ،‬وَتَنَّزه عن مشابه ِة ُك ِّل موج ٍ‬ ‫اق لَه بِ ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫الس ُج َ َ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َعنَ َ ُ‬‫َت َفَّر َد بِا ِإل ْن َع ِام َواجْلُود‪َ ،‬وأَذَ َّل األ ْ‬
‫اعتِ ِه َيلُوذُ‪َ ،‬وجَنَا َم ْن حِب َ ِرميِِه َيعُوذُ‪َ ،‬وأ َْمُرهُ يِف َخ ْل ِق ِه نُ ُفوذٌ‪ ،‬فَ َما ِحيلَةُ املرمى‬ ‫بِطَ َ‬
‫غ‪ ،‬لِيْن ِذر ُكم بِِه ومن بلَ َغ بِاللِّس ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫الز َم ُن الن َّْز ُر قَ ْد َفَر َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫غ‪َ ،‬وأَْنَز َل الْ ُق ْرآ َن َو َّ‬‫ض ِاء َقْب َل َخ ْل ِق اخْلَْل ِق َو َفَر َ‬‫ضى بِالْ َق َ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف‪َ ،‬تَنَّز َه َع ِن‬ ‫ص ٌ‬ ‫وف‪َ ،‬والْ ُمتَ َكلَّ ُم بِه بِالْ َكالم َم ْو ُ‬ ‫وف‪ ،‬الْ َم ْح ُفو ُظ الْ َمْتلُُّو الْ َمأْلُ ُ‬ ‫وب الْ َم ْس ُموعُ الْ َم ْعُر ُ‬ ‫الْ َعَريِب ِّ ‪َ ،‬و ُه َو الْ َمكْتُ ُ‬
‫ول‬‫الرس ِ‬ ‫ِ‬
‫السْب ِع الطِّبَاق َعلَى َّ ُ‬ ‫ف َواأل َْو َر ِاق‪ُ ،‬مَنَّز ٌل ِم َن الْ َعلِي ِم اخْلَاَّل ِق‪ ،‬أَْنَزلَهُ ِم ْن َف ْو ِق َّ‬ ‫الصحائِ ِ‬
‫ور يِف َّ َ‬
‫ِ‬
‫اجْل ْر ِس َوالْع ِّي‪َ .‬م ْسطُ ٌ‬
‫ِ‬
‫ص َري ِة َع ِم َي الْعُ ْم ُي‪،‬‬ ‫ف نُو ِر ِه‪ُ ،‬كلَّما تَ َدار َك عن بص ِر الْب ِ‬
‫َ َ َْ َ َ َ‬
‫اب معظَّم مبار ٌك ال ي َدايِن يِف لَ ْف ِظ ِه‪ ،‬وال ي َشا ِر ُك بِ َك ْش ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األ ُِّم ِّي‪ ،‬كتَ ٌ ُ َ ٌ َُ َ‬
‫ت َه ِذ ِه األ َُّمةُ َعلَى‬ ‫ك اجْل لِ ِيل علَى النَّيِب النَّبِ ِيه النَّبِ ِيل‪ ،‬وس ِّهلَت تالوته أي تسهيل حىَّت علَى َّ ِ‬
‫الصيِب ِّ‪ ،‬بِه فَاقَ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫َنَز َل بِأ َْم ِر الْ َمل ِ َ َ‬
‫ي‪َ &،‬فر ِّك ِ‬ ‫ت بِ ِّ‬ ‫األُم ِم‪ ،‬وبِِه نُ ِشر هِل َذا الْعا ِمَل الْعِْلم‪ ،‬و ِمن ِحكْمتِ ِه هطَلَت علَى الْ ُقلُ ِ ِ‬
‫ب ف َيها أَ ْغَر ُ‬
‫اس‬ ‫الر ِّ ُ َ‬ ‫ت َو َربَ ْ‬ ‫وب دمَيٌ فَ ْاهَتَّز ْ‬ ‫ُ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَ ْغصا ُن ا ِإلي َق ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َجم ِّي‪.‬‬ ‫ص َل إِىَل َف ْه ِم األ ْ‬ ‫ات ا ِإل ْش َكال بِالَْبيَان‪َ ،‬حىَّت َو َ‬ ‫وص ُ‬ ‫ت َمعُ َ‬ ‫ان‪َ ،‬واحْنَلَّ ْ‬ ‫ا ِإلميَان‪َ ،‬وأ َْو َرقَ ْ َ‬

‫‪[)(1‬احلج ‪]78 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل خالق اجلامد واحلساس‬


‫السنَ ِة‬
‫احلمد هلل خالق اجلامد واحلساس‪ ،‬ومبدع األنواع واألجناس‪ ،‬القوي يف سلطانه الشديد الباس‪ ،‬املنزه عن ِّ‬
‫والن َع اس‪ ،‬املخرج رطب الثمار من يابس األغراس‪ ،‬نفذ قضاؤه فلم ميتنع بأحراس‪ ،‬وقهر عزه كل صعب املراس‪ ,‬ال‬ ‫ُ‬
‫يعزب عن مسعه حركات األضراس‪ ،‬وال دبيب ذر بالليل يف مطاوي قرطاس‪ ،‬نفذت مشيئته فكم من جمتهد عاد‬
‫بالياس‪ ،‬يفعل ما يريد ال مبقتضى تدبري اخللق والقياس‪ ،‬قدم نبينا حممدا صلى اهلل عليه وسلم علي كل نيب أُرسل‬
‫ك َج َع ْلنَا ُك ْم أ َُّمةً َو َسطًا‬ ‫ِ‬
‫{و َك َذل َ‬
‫وساس‪ ،‬فسبحان من أجزل له العطا‪ ،‬وجعله خري نيب حارب َو َسطَا‪ ،‬وقال ألمته‪َ :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لِتَ ُكونُوا ُش َه َداءَ َعلَى الن ِ‬
‫َّاس}‬
‫أمحده محدا يدوم بدوام اللحظات واألنفاس‪ ،‬وأصلي على رسوله حممد الذي شرعه مستقر ثابت األساس‪،‬‬
‫وعلى صاحبه أيب بكر الثابت العزم وقد ارتد الناس‪ ،‬وعلى عمر قاهر اجلبابرة األشواس‪ ،‬وعلى عثمان الصابر يوم‬
‫الشهادة على مرير الكاس‪ ،‬وعلى علي أهدى اجلماعة إىل نص أو قياس‪.‬‬

‫‪[)(1‬البقرة ‪]143 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ب‬‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي َفلَ َق الن ََّوى َواحْلَ َّ‬


‫ض َو َك ِر َه وأحب‪ ،‬وأمرض وداوى وطب‪،‬‬ ‫َب‪َ ،‬وأ َْبغَ َ‬ ‫ب‪َ ،‬و َخلَ َق الْ َفاكِ َهةَ واأل َّ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي َفلَ َق الن ََّوى َواحْلَ َّ‬
‫ب‪َ ،‬ع َّم إِْن َع ُامهُ َفلَ ْم َيْنس يِف‬
‫الر َّ‬ ‫ب‪ ،‬فَالْعجب لِمرب ٍ‬
‫وب جَيْ َح ُد َّ‬ ‫ِ‬
‫َح َس َن تَ ْدبِ َريهُ ح َ‬ ‫أنشأ احْلََي َوا َن بُِق ْد َرتِِه فَ َد َّ‬
‫َ‬ ‫ني َر َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ب‪َ ،‬و َبنَاهُ فَأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫يك لَهُ‬ ‫ب‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَ ْن ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو ْح َدهُ ال َش ِر َ‬ ‫َّب‪َ ,‬وأَ ْش ُكُرهُ َعلَى إِميَان بِه يِف الْ ُقلُوب َ‬
‫ص َّ‬ ‫وت َويِف الَْبِّر الض َّ‬ ‫الْبَ ْح ِر احْلُ َ‬
‫صغِ ًريا َو َما َش َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هِب‬
‫َع َداءَ‬ ‫ب‪ ،‬مُثَّ َق َهَر األ ْ‬ ‫ني َ‬ ‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ الْ ُم َس َّمى األَم َ‬ ‫استَتَ َّ‬
‫اجتَ َم َع َا ُمَر ُاد الت َّْوحيد َو ْ‬ ‫َش َه َادةً ْ‬
‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر الَّ ِذي‬
‫ب وتب}(‪ )1‬وعلَى ص ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ت يَ َدا أَيِب هَلَ ٍ‬ ‫ب {َتبَّ ْ‬ ‫يب َعْنهُ لِ ُك ِّل َم ْن َعابَهُ َو َس َّ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َ ,‬وأُج َ‬ ‫َّار َوالْ َق َّ‬ ‫فَأَلْبَ َس ُه ُم ُّ‬
‫الزن َ‬
‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر الَّ ِذي قَ َم َع ُك َّل َجبَّا ٍر َعلَى الْ ُك ْف ِر أَ َك َّ‬ ‫صافِيًا يِف ُّ‬
‫الص ْحبَ ِة َولَ َّ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن الْ ُمنَاجي َربَّهُ‬ ‫ب فَ َك َّ‬ ‫ُخل َق َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الم َوذَ َّ‬‫ب‪ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي أَ ْشج ِع من حامى َع ِن ا ِإل ْس ِ‬
‫َ َْ َ َ‬ ‫الص ِّ َ‬ ‫اجاةَ َّ‬ ‫ُمنَ َ‬

‫‪[)(1‬املسد ‪]1 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ب َوالن ََّوى‬‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه فَالِ ِق احْلَ ِّ‬


‫َّم ِري َو َما َح َوى‪ ،‬مِب َ ِشيئَتِ ِه َر َش َد َم ْن‬ ‫اط ِن الض ِ‬ ‫ب والنَّوى‪ ،‬وخالِ ِق الْعب ِد وما َنوى‪ ،‬الْمطَّلِ ِع علَى ب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه فَال ِق احْلَ ِّ َ َ َ َ‬
‫ف َم ْن َشاءَ إِىَل‬ ‫ِِ‬
‫ف َم ْن َشاءَ إِىَل اهْلَُدى َو َعطَ َ‬ ‫صَر َ‬‫اسَت َوى‪َ ،‬‬ ‫اسَت َوى َم ِن ْ‬ ‫َر َش َد َو َغ َوى َم ْن َغ َوى‪َ ،‬وبِِإ َر َادته فَ َس َد َما فَ َس َد َو ْ‬
‫َّس ِط َوى‪،‬‬ ‫احا َو ُه َو بِالْ َو ِاد الْ ُم َقد ِ‬ ‫ِ‬
‫الحا َو َكلَّ َمهُ ك َف ً‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وسى جَن يًّا َوقَ ْد َكا َن َمطْ ِويًّا م ْن شدَّة الطََّوى‪ ،‬فَ َمنَ َحهُ فَ ً‬
‫ِ‬
‫ب ُم َ‬ ‫اهْلََوى‪َ &،‬قَّر َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّث مِب َا َرأَى َو َر َوى‪ &،‬فَأَقْ َس َم َعلَى‬ ‫َخَبَر بُِق ْربِِه ِم ْن َربِِّه َو َحد َ‬
‫اشهُ َما انْطََوى‪ &.‬فَأ ْ‬ ‫َو َعَر َج مِب ُ َح َّمد إِلَْي ِه َفَرآهُ بِ َعْيَنْي ِه مُثَّ َع َاد َوفَر ُ‬
‫احبُ ُك ْم وما غوى}(‪. )1‬‬ ‫تَص ِد ِيق ِه من حرسه بَِتوفِ ِيق ِه عن ُقوى {والنَّج ِم إِذَا هوى ما ض َّل ص ِ‬
‫ََ َ َ َ‬ ‫َْ ً َ ْ‬ ‫َ ْ ََ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫أَمْح ُده علَى ِ‬
‫يما نَ َشَر‬ ‫يك لَهُ ف َ‬ ‫ص ْرف اهْلَ ِّم َواجْلََوى‪ &،‬مَحْ َد َم ْن أناب وارعوى‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَ ْن ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو ْح َدهُ ال َش ِر َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه‬ ‫َن حُم َّم ًدا عب ُده ورسولُه أَرسلَه وعود اهْل َدى قَ ْد ذَوى‪ &،‬فَس َقاه ماء الْمج ِ‬
‫اه َدة َحىَّت ْارَت َوى‪َ ،‬‬ ‫َ ََُ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َوطََوى‪َ ،‬وأ َّ َ َْ ُ َ َ ُ ُ ْ َ ُ َ ُ ُ ُ‬
‫وعلَى ِذي‬ ‫جِبِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِّيق ِ ِ‬
‫ني ُك ِّل َجبَّا ٍر َو َك َوى‪َ ،‬‬ ‫صاحبِه إِ ْن َر َح َل أ َْو َث َوى‪َ ،‬و َعلَى الْ َف ُاروق الَّذي َو َس َم دِّه َجبِ َ‬ ‫الصد ِ َ‬ ‫َو َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬
‫احَت َوى‪.‬‬ ‫اع َها َو َما ْ‬ ‫َّه َاد ِة َساكِنًا َما الَْت َوى‪َ &،‬و َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي َز ِه َد يِف ُّ‬
‫الدنَْيا َفبَ َ‬ ‫الصابِ ِر َعلَى الش َ‬ ‫ُّوريْ ِن َّ‬ ‫الن َ‬

‫‪[)(1‬النجم ‪]2-1 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫َح ُّق َم ْن ُش ِكَر َوأ َْوىَل َم ْن مُحِ َد‬ ‫ِ‬


‫احْلَ ْم ُد للَّه أ َ‬
‫وف بِالدَّلِ ِيل َوبِالدَّلِ ِيل عُبِ َد‪،‬‬ ‫ص َد‪ ،‬الْ َم ْعُر ُ‬ ‫َّل َوأ َْر َح ُم َم ْن قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُّق َم ْن ُشكَر َوأ َْوىَل َم ْن مُح َد‪َ ،‬وأَ ْكَر ُم َم ْن َت َفض َ‬
‫ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه أ َ‬
‫ِ‬ ‫الْ َق ِدمي مَل يولَ ْد ومَل يلِ ْد‪ ،‬أَحا َط ِع ْلما بِالْمعلُ ِ‬
‫اها‪َ ،‬وأَظْ َهر احْلُكْم يِف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومات َو َح َو َاها‪َ ،‬وأَنْ َشأَ الْ َم ْخلُوقَات بِالْ ُق ْد َر ِة َو َبنَ َ‬ ‫ً َْ َ‬ ‫ُ ُْ َ َْ َ‬
‫اهَر ِة‪َ ،‬وأَظْ َهَر‬ ‫ني الظَّ ِ‬ ‫ف إِىَل َخ ْل ِق ِه بِالَْبر ِاه ِ‬ ‫آها َف ْلَيْنظُْر بِالْ َف ْه ِم َولَْي َفَت َّق ْد‪َ ،‬ت َعَّر ْ‬ ‫الْموج َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْم َها لَ َّما َر َ‬
‫ودات إ ْذ َبَر َاها‪َ ،‬و َم ْن يتيح ُحك َ‬ ‫َْ ُ‬
‫اآلخر ِة‪ ،‬فَالْب ْشرى لِْلموع ِ‬ ‫اهر ِة‪ &،‬ووع َد الْمت َِّقني الْ َفوز يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف مصنُ ِِ‬
‫ود‬ ‫َ ُ َ َْ ُ‬ ‫ب الْبَاهَرةَ‪َ ،‬وَت َفَّر َد يِف ُم ْلكه بِالْ ُق ْد َر ِة الْ َق َ َ َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫وعاته الْ َع َجائ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫وسى لَْيلَةَ الطُّو ِر‬ ‫يك َم َعهُ‪ &،‬نَ َادى ُم َ‬ ‫اس مِب َا مَجَ َعهُ‪ُ &،‬سْب َحانَهُ ال َو ِز َير لَهُ َوال َش ِر َ‬ ‫صَن َعهُ َوأَ ْن يُ َق َ‬‫مبا وعد‪ ,‬تعاىل أن يشبه ما َ‬
‫ك‬‫السن َِّة َوال مَتِ ْل َعْن ُه َما َو َسلِّ ْم إِلَْي ِه َما َوتَ َسلَّ ِم الْعِْل َم ِمْن ُه َما وال َتْن ِط ْق بَِرأْيِ َ‬ ‫اب َو ُّ‬ ‫ك بِالْ ِكتَ ِ‬ ‫اعلَ ْم َه َذا َو ْاعتَ ِق ْد َومَتَ َّس ْ‬
‫فَأَمْسَ َعهُ‪ ،‬فَ ْ‬
‫ُصلِّي َعلَى ر ُسولِِه حُمَ َّم ٍد خَرْيِ‬ ‫صع َد‪َ ،‬وأ َ‬
‫السن َِّة ال ُتْن ِقص وال تَ ِز ْد‪ ,‬أَمْح ُده مَحْ ًدا إِذَا قِيل ِ‬ ‫ب أ َْه ِل ُّ‬ ‫وظَن َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّك فيه َما‪َ ،‬ه َذا َم ْذ َه ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫مولُ ٍ‬
‫ود ُول َد‪.‬‬ ‫َْ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال نَاقِ ِ‬
‫ض ل َما َبنَاهُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ضاهُ‪َ ،‬وال ُمظْ ِهَر لِ َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ظ ل َما أَْفنَاهُ‪َ ،‬وال َمان َع ل َما أ َْعطَاهُ‪َ ،‬وال َر َّاد ل َما قَ َ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال نَاقِض لِما بناه‪ ،‬وال حافِ َ ِ‬
‫َ َ ََ ُ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ي لِ َم ْن أ َْع َماهُ‪ ،‬أَنْ َشأَ الْ َك ْو َن بُِق ْد َرتِِه َو َما َح َواهُ‪َ ،‬و َر َز َق الن َّْم َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخ َفاهُ‪َ ،‬وال َساتَر ل َما أَبْ َداهُ‪َ ،‬وال ُمض َّل ل َم ْن َه َداهُ‪َ ،‬وال َهاد َ‬ ‫أْ‬
‫ك أَاَّل َت ْعبُ ُدوا إال إياه} ‪.‬‬ ‫مِبِ ِ ِ‬
‫ضى َربُّ َ‬ ‫نَّته َوَت َواَّل ه‪َ ،‬‬
‫{وقَ َ‬
‫ِ ِ مِح‬ ‫ِِ‬
‫َجَرى القضاء مبوافقته هواه‪،‬‬ ‫َس َكنَهُ يِف َحَرم ُقْربِه َو َاهُ‪َ ،‬وأ ََمَرهُ َك َما َشاءَ َو َن َهاهُ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫آد َم بِيَده َو َس َّواهُ َوأ ْ‬‫َخلَ َق َ‬
‫يط ما َكساه‪ ،‬مُثَّ تَاب علَي ِه َفرمِح ه واجتَباه وحالَه يْن ِذر من يسعى فِيما ا ْشَتهاه‪ ،‬وطَرد إِبلِيس و َكانَ ِ‬ ‫فنزعت ي ُد َّ ِ‬
‫ت‬ ‫َ َ ْ َ َُ َ ْ َ ُ َ َ ُ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫الت ْف ِر َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ان وأَ ْش َقاه ويِف قِ َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫السموات مأْواه‪ ،‬فَأَص َّمه مِب ُخالََفتِ ِه َكما َشاء وأ َْعماه‪ ،‬وأَبع َده عن بابِِه لِْلعِ ِ‬
‫صته نَذ ٌير ل َم ْن َخالََفهُ‬ ‫صيَ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َْ ُ َ ْ َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ ُ َ ُ َ‬
‫وعصاه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ع َِ ِ‬
‫صان َعهُ ب َس ْه ِم قَ ْد ٍر أَلْ َقاهُ‪َ ،‬فلَ َّما تَ َس َّو َر الْم ْحَر َ‬
‫اب‬ ‫صَر َ‬ ‫أالن احلديد لداود كما متناه‪ ،‬يأمن البسه َم ْن َي ْل َقاهُ‪ ،‬مُثَّ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ود أَمَّنَا َفَتنَّاهُ}‬ ‫ص َماهُ أَظْ َهَر جدال التوبيخ فخصماه َ‬
‫{وظَ َّن َد ُاو ُ‬ ‫َخ ْ‬
‫ت ي َداه‪َ ،‬فلَ َّما أَْقلَ َقهُ َكرب ظَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الم‬ ‫ْ ُ‬ ‫َت َعْينَاهُ َما َجنَ ْ َ ُ‬ ‫َخ َفاهُ‪َ ،‬فنَد َم إِ ْذ َرأ ْ‬ ‫وت َوأ ْ‬‫ب ذُو النُّون ُمغَاضبًا فَالَْت َق َمهُ احْلُ ُ‬ ‫َوذَ َه َ‬
‫ِِ‬ ‫َتغَشَّاه تَضَّرع مستَغِيثًا ينادي مواله‪ { :‬إِيِّن ُكْن ِ‬
‫ت م َن الظَّالم َ‬
‫(‪)2‬‬
‫فنجاه‬‫َّ‬ ‫ني}‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َُْ‬
‫اعاهُ‪َ ،‬و َساقَهُ إِىَل‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى م ْن أ ُِّمه ط ْفال َو َر َ‬ ‫َخ َذ ُم َ‬ ‫ب َراجيَهُ َو َيْن َسى َم ْن ال َيْن َساهُ‪ ،‬أ َ‬ ‫اشاهُ أَ ْن خُيَيِّ َ‬
‫َت َعاىَل َربُّنَا ُسْب َحانَهُ َو َح َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت قَ َد َماهُ‪َ ،‬وتَبِ َعهُ العدو فأدركه الغرق‬ ‫صى َوأ َْعطَاهُ‪ ،‬فَ َم َشى يِف الْبَ ْح ِر َو َما ْابَتلَّ ْ‬ ‫ح ْج ِر َع ُد ِّوه َفَربَّاهُ‪َ ،‬و َج َاد َعلَْيه بِن َع ٍم ال حُتْ َ‬
‫ِ‬
‫وسى‬ ‫ب نَ ًارا فناداه‪{ :‬يَا ُم َ‬ ‫وسى َو ُمْنَت َهاهُ ‪,‬أَنَّهُ َخَر َج يَطْلُ ُ‬ ‫وواراه‪ ،‬فقال آمنت فإذا جربيل يَ ُس ُّد فَاه‪ ،‬وكان من َشَرف ُم َ‬
‫(‪)3‬‬
‫إِيِّن أَنَا اللَّهُ }‬
‫اب َق ْو َسنْي ِ َفَرآهُ‪َ &،‬وأ َْو َحى إِلَْي ِه ِم ْن ِسِّر ِه‬ ‫اب عْن َد قَ َ‬
‫خلَق حُم َّم ًدا واختَاره علَى الْ ُك ِّل واصطََفاه‪ ،‬و َك َشف لَه احْلِج ِ‬
‫َ ْ ُ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َُ َ‬
‫ِ‬
‫ود َو َسيُْبلغُهُ ُمنَاهُ‪.‬‬ ‫الْ َم ْستُو ِر َما أ َْو َحاهُ‪َ ،‬و َو َع َدهُ الْ َم َق َام الْ َم ْح ُم َ‬
‫آن الْ َع ِظي ِم الْ َق ِد ِمي َو َعلَّ َمنَاهُ‪َ ،‬و َه َدانَا إِىَل بَابِِه بَِت ْوفِ ٍيق‬
‫فَاحْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي دلَّنَا بِنَبِيِّ ِه علَي ِه وعَّر َفنَاه‪ ،‬وأَجلَّنَا بِالْ ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ ََ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ُخَراهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أ َْو َد َعنَاهُ‪ ،‬مَحْ ًدا ال َيْن َقضي أُوالهُ َوال َيْن َف ُد أ ْ‬
‫ك اللَّ ِه‪.‬‬‫الش َفاه‪ ،‬و َعلَى آلِِه وصحبِ ِه صال ًة َدائِمةً تَ ُدوم بِ َدو ِام م ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَى حُمَ َّمد َما حَتََّر َكت األَلْ ُس ُن َو ِّ ُ َ‬ ‫َو َ‬

‫‪[)(1‬ص ‪]24 :‬‬


‫‪[)(2‬األنبياء ‪]87 :‬‬
‫‪[)(3‬القصص ‪]30 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫احلمد هلل اللطيف الرؤوف الْع ِظي ِم الْمن ِ‬
‫َّان‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان‪ ،‬احْلَلِي ِم الْ َك ِر ِمي‬
‫الس ْلطَ ِ‬ ‫ي ُّ‬ ‫العلى الْغَيِن ِّ الْ َق ِو ِّ‬
‫الديَّان‪ِّ ،‬‬
‫َّان‪ ،‬العلي ِم الْ َكبِ ِري الْ َق ِدي ِر َّ ِ‬ ‫احلمد هلل اللطيف الرؤوف الْمن ِ‬
‫َ‬
‫ف الْ َمنَائِ ِح‬ ‫ضلِ ِه َعلَى مَجِ ي ِع َخ ْل ِق ِه بِ َشرائِ ِ‬ ‫السْب ُق لِ َسْب ِق ِه‪ ،‬الْ ُمْنعِ ُم فَ َما قَ َام خَمْلُ ٌ‬
‫وق حِب َق ِِّه‪ ،‬الْ ُم َوايِل بَِف ْ‬ ‫الر ِحي ِم الرَّمْح َ ِن‪ ،‬األ ََّو ِل فَ َّ‬‫َّ‬
‫َ‬
‫َّس َع ْن نَ ِظ ٍري َوا ْن َفَر َد‪َ &،‬و َعلِ َم َما يَ ُكو ُن َو َما‬ ‫َحد‪َ ،‬و َت َقد َ‬
‫اج إِىَل أ ٍ‬
‫َ‬ ‫االحتِيَ ِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫الز َمان‪َ ،‬ج َّل َع ْن َش ِريك َو َولَد‪َ ،‬و َعَّز َع ِن ْ‬
‫علَى َتوايِل َّ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ات حِبِك ِ ِ‬ ‫َكا َن‪ .‬أَنْ َشأَ الْمخلُوقَ ِ‬
‫الس َماءَ‬‫{و َّ‬ ‫ض َعلَى الْ َماء وأوسعها َ‬ ‫صَن َع َها‪َ ،‬و َفَّر َق األَ ْشيَاءَ بُِق ْد َرته َومَجَ َع َها‪َ ،‬و َد َحا األ َْر َ‬ ‫ْمته َو َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ض َع الْ ِم َيزا َن}‬
‫َر َف َع َها َو َو َ‬
‫ت‪ ،‬وإِذَا بطَش {انْ َشق ِ‬ ‫الصع ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِل ِ ِ‬ ‫سالَ ِ‬
‫ت َو ْر َدةً‬ ‫الس َماءُ فَ َكانَ ْ‬
‫َّت َّ‬ ‫اب ل َسطْ َوته َو َهانَ ْ َ َ َ‬ ‫ت‪َ ،‬وذَلَّت ِّ َ ُ‬ ‫ت اجْلََوام ُد َْيبَته َوالنَ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫ِّهان}‬ ‫َكالد َ‬
‫يُعُِّز َويُ ِذ ُّل‪َ ،‬ويُ ْف ِقُر َويُ ْغيِن ‪َ ،‬ويُ ْسعِ ُد َويُ ْش ِقي‪َ ،‬ويُْب ِقي ويفين‪{ ،‬كل يوم هو يف شأن} ‪.‬‬
‫ض ُع إِاَّل بِعِْل ِم ِه }(‪َ ، )3‬وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫الت ْق ِدير فَال ر َّاد حِل ك ِ ِ ِ ِ‬
‫ْمه‪َ ,‬و َعل َم سَّر الْ َعْبد َوبَاط َن َع ْزم &ه { َو َما حَتْ ِم ُل م ْن أُْنثَى َواَل تَ َ‬ ‫َّر َّ َ َ ُ‬ ‫قَد َ‬
‫ان‪.‬‬‫يْنتَ ِقل قَ َدم ِمن م َك ٍ‬
‫َ ُ ٌ َْ‬
‫صْب ِغ‬ ‫ِ‬ ‫هِت‬ ‫ِ‬
‫م َّد األَرض فَأَوسعها بُِق ْدرتِِه‪ ،‬وأَجرى فيها أَْنهارها بِصْنعتِ ِه‪ ،‬وصب َغ أَلْوا َن نَبا َا حِبِ ك ِ ِ‬
‫ْمته‪ ،‬فَ َم ْن َي ْقد ُر َعلَى َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ََ َ َ‬
‫ِ‬
‫ضى بِالْ َفنَاء َعلَى مَجِ ي ِع َساكِنِ َيها‬ ‫السح مِبِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك األَلْو ِان‪َ .‬ثبََّتها بِاجْلِب ِال َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب يَاه حُتْيِ َيها‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫الر َواسي يِف نَ َواح َيها‪َ ،‬وأ َْر َس َل َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت ْل َ َ‬
‫ٍ (‪)4‬‬
‫{ ُك ُّل َم ْن َعلَْي َها فَان}‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من خ َدمه طَ ِامعا يِف فَ ْ ِ ِ‬
‫{ه ْل َجَزاءُ‬ ‫ضله نَ َال‪َ ،‬و َم ْن جَلَأَ إِلَْيه يِف َرفْ ِع َك ْربِه َز َال‪َ ،‬و َم ْن َع َاملَهُ أ َْرحَبَهُ َوقَ ْد قَ َال‪َ :‬‬ ‫َ ْ َ َُ ً‬
‫(‪)5‬‬
‫ان إِاَّل اإْلِ ْح َسا ُن}‬‫اإْلِ حس ِ‬
‫َْ‬
‫اف م َقام ربِّهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{ول َم ْن َخ َ َ َ َ‬ ‫ب‪ ،‬فَالْ َف ْو ُز ل ْل ُمتَّقي َوالْعُّز ل ْل ُمَراقب َ‬ ‫ضائ َل َومَيْنَ ُح الْ َمنَاق َ‬‫ب الْ َف َ‬ ‫ب‪َ ،‬و َي َه ُ‬ ‫يب عبَ َادهُ َويُ َعاق ُ‬ ‫إلَهٌ يُث ُ‬
‫(‪)6‬‬
‫ان}‬‫جنَّتَ ِ‬
‫َ‬
‫َن حُم َّم ًدا أَفْضل خ ْل ِقهِ‬ ‫ط بِه الْعُ ُق ُ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغ ا ِإل ْن َع ِام‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَنَّهُ الَّذي ال حُت ي ُ‬ ‫اآلم ِال َو ُسبُ ِ‬
‫َُ َ‬ ‫ول َواألَ ْذ َها ُن‪َ ،‬وأ َّ َ‬ ‫وغ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى بُلُ ِ‬
‫الصد ِ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫وب ِريَّتِ ِه‪ ،‬الْم َقدَّم علَى األَنْبِي ِاء بِب َق ِاء مع ِجزتِِه‪ ،‬الَّ ِذي انْ َش َّق لَيلَةَ ِو ِِ‬
‫ِّيق‬ ‫الدته ا ِإل َيوا ُن‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُْ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫ُّج َعان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاح األ َْمصا ِر‪ ،‬و َعلَى عُثْما َن َش ِهيد الدَّا ِر ‪ ،‬و َعلَى َعل ٍّي َكاش ِ‬ ‫َرفِيقه يِف الْغَا ِر‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر َفت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َغ ِّمه َسيِّد الش ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫‪[)(1‬الرمحن ‪]7 :‬‬


‫‪[)(2‬الرمحن ‪]37 :‬‬
‫‪[)(3‬فاطر ‪]11 :‬‬
‫‪[)(4‬الرمحن ‪]26 :‬‬
‫‪[)(5‬الرمحن ‪]60 :‬‬
‫‪6‬‬
‫()[الرمحن ‪]46 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ات اجْل لِي اآلي ِ‬
‫ات‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الْ َعلِ ِّي ِّ‬
‫الص َف ِ‬
‫َ ِّ َ‬
‫ات وحُمْيِي األَمو ِ‬
‫ات‪،‬‬ ‫ات ‪ ،‬رافِ ِع السماوات وس ِام ِع األ ِ مِلِ ِ ِ‬ ‫ات اجْل لِي اآلي ِ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الْ َعلِ ِّي ِّ‬
‫الص َف ِ‬
‫َْ‬ ‫َص َوات‪َ ،‬عا اخْلَفيَّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫َّس َع ِن الْ َكْيفيَّات‪َ ،‬وَت َعظَّ َم َع ْن ُم َش َاب َهة الْ َم ْخلُوقَات‪َ ،‬ج َّل َع ِن اآلبَاء َواأل َُّم َهات َوالَْبنَات‪ ،‬ثَبَّ َ‬ ‫َتَنَّز َه َع ِن اآلالت َو َت َقد َ‬
‫ض َب ْع َد َم ْوهِتَا قَ ْد َبَّينَّا‬ ‫َن اللَّهَ حُيْيِي اأْل َْر َ‬
‫{اعلَ ُموا أ َّ‬
‫ات‪ْ ،‬‬ ‫اطر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اها َب ْع َد َم ْوهِتَا بِ ُّ ِ‬
‫الس ُحب الْ َم َ‬ ‫َحيَ َ‬
‫األَرض بِاألَطْو ِاد َّ ِ ِ‬
‫الراسيَات‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫لَ ُك ُم اآْل يَات}‬
‫{و ُه َو الَّ ِذي‬ ‫ِ‬
‫وب الْ ُموبَِقات‪َ ،‬‬ ‫الذنُ َ‬‫ض ِل َغ َمر ُّ‬
‫َ‬ ‫ات‪َ ،‬وإِذَا نَ َشَر ِر َداءُ الْ َف ْ‬ ‫ط بِسا َط الْع ْد ِل َتزلْزلَت أَقْ َدام أَه ِل الثَّب ِ‬
‫إذَا بَ َس َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫السيِّئ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َي ْقبَ ُل الت َّْوبَةَ َع ْن ِعبَاده َو َي ْع ُفو َع ِن َّ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ات }‬
‫اح َد ٍة َعلَى مَجِ ي ِع‬ ‫ات‪ ،‬قَ ِادر بُِق ْدر ٍة و ِ‬ ‫اح ٍد مَجِ يع الْمعلُوم ِ‬ ‫ات‪ ،‬عامِل بِعِْل ٍم و ِ‬ ‫حي حِب ي ٍاة َتَنَّزهت عن طَا ِر ِق الْمم ِ‬
‫ٌ َ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ ٌّ ََ‬
‫صر َسو َاد الْ َعنْي ِ يِف‬ ‫ات‪ ،‬ومَسِ ع َفلَم يعزب عن مَسْعِ ِه خ ِفي األ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل‬
‫ات‪ ،‬أَراد فَالنَ ْ ِ ِ ِ‬ ‫الْم ْق ُدور ِ‬
‫َص َوات‪َ ،‬وأَبْ َ َ َ‬ ‫َ ُّ ْ‬ ‫اب الْ ُمَر َاد َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ‬ ‫ت َْيبَته ص َع ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫الد ْنيا كما جاء ع ِن ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪ ،‬استَوى علَى الْعر ِش ال َك ِ‬ ‫َش ِّد الظُّلُم ِ‬
‫الث َقات‪َ ،‬و َيَراهُ‬ ‫است َواء الْ َم ْخلُوقَات‪َ ،‬و َيْن ِز ُل إِىَل مَسَاء ُّ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫يف يِف األَوص ِ‬ ‫ات‪ِ ،‬من َغرْيِ تَ ْكيِ ٍ‬ ‫ص َّحتِ ِه لس ِقي ِم الشُّبه ِ‬ ‫الن ْق ِل الْمباي ِن بِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اف َوال‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫الْ ُم ْؤمنُو َن يِف اجْلَنَّة بالْعُيُون النَّاظَرات‪ ،‬نَص ُفهُ ب َّ ُ َ َ‬
‫الذو ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫تَ ْشبيه يِف َّ َ‬
‫ات‪ ،‬وأُقُِّر بِوح َدانِيَّتِ ِه َكافِرا بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن حممدا عبده‬ ‫الالت‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أ َّ‬ ‫ً‬ ‫وم بِ َد َو ِام األ َْوقَ َ َ ْ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى مَج ي ِع احْلَاالت ‪ ,‬مَحْ ًدا يَ ُد ُ‬
‫ات‪ ،‬الْ َقائِ ِم‬ ‫الر َّد ِة علَى أَقْ َد ِام الثَّب ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب ب ْك ٍر الن ِ‬ ‫ات‪ ،‬صلَّى اللَّه علَي ِه وعلَى ص ِ‬ ‫اضح ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َ‬ ‫ض َي ْو َم ِّ َ‬ ‫َّاه ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َو َر ُسولُهُ أ َْر َسلَهُ باألَدلَّة الْ َو َ‬
‫ات‪َ ،‬كا َن إِذَا َم َشى َفَر َق الشَّْيطَا ُن ِم ْن تِْل َ‬ ‫ضيَّ ِ‬ ‫ات‪ ،‬وعلَى عمر الْع ِاد ِل يِف الْ َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ص ِر ا ِإل ْسالم َوقَ ْد َق َع َد أ َْه ُل الْ َعَز َم َ َ ُ َ َ َ‬ ‫بِنَ ْ‬
‫ات‪ ،‬وعلَى عثْما َن الْمَته ِّج ِد بِالْ ُقر ِ‬
‫آن‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫اخْلَطََو َ َ ُ َ ُ َ‬
‫ُخ َّو ِة‬ ‫الصابِ ِر علَى الشَّهاد ِة بِأَي ِدي الْعِ َد ِاة‪ ،‬وعلَى علِي ِذي الْمنَاقِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وص بِأ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ب الْ َعاليَات‪ ،‬الْ َم ْخ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ٍّ‬ ‫ََ ْ‬ ‫يِف الظُّلُ َمات‪َ َّ ،‬‬
‫ول دو َن َذ ِوي الْ َقراب ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫الر ُس ِ ُ‬‫َّ‬

‫‪[)(1‬احلديد ‪]17 :‬‬


‫‪[)(2‬الشورى& ‪]25 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه عامل ِّ‬


‫السَّر َواجْلَ ْهَر‬
‫ِ‬ ‫ِ يِف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫السَّر واجْل هر‪ ،‬وقَ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّل‬
‫اصم اجْلَبَابَرةَ بالْعِّز َوالْ َق ْهر‪ ،‬حُمْصي قَطََرات الْ َماء َو ُه َو جَيْري الن َّْهر‪ ،‬فَض َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه عامل ِّ َ َ ْ َ َ َ‬
‫السْب ُق لِ َسْب ِق ِه‪،‬‬‫َّه ِر‪ .‬فهو املتفرد بِِإجيَ ِاد َخ ْل ِق ِه الْ ُمَت َو ِّح ُد بِِإ ْد َرا ِر ِر ْزقِ ِه‪ ،‬الْ َق ِدميُ فَ َّ‬ ‫ات الد ْ‬
‫ض َحىَّت أ َْوقَ َ‬
‫بعض الْمخلُوقَ ِ‬
‫ات َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫ِّر ِع ْل َمهُ َو َع َملَهُ َوعُ ْمَرهُ َوفِ ْعلَهُ َو َخ ْل َقهُ‪َ ،‬وجُمَا ِز ِيه َعلَى َعْيبِ ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫مِل‬ ‫الْ َك ِرمي فَما قَام خَمْلُ ٌ حِب ِ‬
‫وق َقِّه‪َ ،‬عا ٌ بسِّر الْ َعْبد َو َسام ٌع نُطْ َقهُ‪َ ،‬و ُم َقدٌ‬ ‫ُ َ َ‬
‫اف‬
‫اب خُتَ ُ‬ ‫الس َح َ‬ ‫َّار فَاخْلَْل ُق يِف ِظ ِّل ِرفْ ِق ِه‪ ،‬أ َْر َس َل َّ‬ ‫الست ُ‬
‫يم َّ‬ ‫وذَنْبِ ِه و َك ِذبِِه و ِص ْدقِ ِه‪ ،‬الْمالِك الْ َق َّهار فَالْ ُك ُّل يِف أ ِ ِ ِ ِ‬
‫َسر رقِّه‪ ،‬احْلَل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ورا َبنْي َ َغ ْربِِه‬ ‫اع ُده وي َكاد سنَا برقِ ِه‪ ،‬جعل الشَّم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اجا َوالْ َق َمَر نُ ً‬ ‫س سَر ً‬ ‫وب َر َو ُ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ص َواع ُقهُ َويُطْ َم ُع يِف َو ْدقه‪ ،‬يُْزع ُج الْ ُقلُ َ‬ ‫َ‬
‫َو َش ْرقِ ِه‪.‬‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُدهُ‬ ‫يك لَهُ يِف َرتْ ِق ِه َو َفْت ِق ِه‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ِ‬
‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى اهْلَُدى َوتَ ْس ِه ِيل طُُرق ِه‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَ ْن ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو ْح َدهُ ال َش ِر َ‬
‫ص ْدقِ ِه‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر َّ‬
‫السابِ ِق بِ ِ‬ ‫َّالل عامٌّ فَمحاه مِب َح ِق ِه‪ &،‬صلَّى اهلل عليه وسلم وعلَى آلِِه وص ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َو َر ُسولُهُ أ َْر َسلَهُ َوالض ُ َ َ َ ُ ْ‬
‫يد ِه يِف ِرقِِّه‪َ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي َو ْاع ُذ ُرونَا يِف ِع ْش ِق ِه‪.‬‬ ‫آن بع َد َتب ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عُ َمَر َكاس ِر ك ْسَرى بِتَ ْدبِ ِريه َوح ْذقه‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن َجام ِع الْ ُق ْر َ ْ ْ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫َج ِر‬ ‫ِ‬ ‫َحب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫اب َو ُمكْم ِل األ ْ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه ُم َوفِّ ِر الث ََّواب لأل ْ َ‬
‫يط ِع ْل ًما خِب َائِنَ ِة‬‫الم اللَّي ِل يْنسخه نُور الْ َفج ِر‪ ،‬الْم ِح ِ‬ ‫ث ظَ ِ‬ ‫ْم ِل األَج ِر‪ ،‬وب ِ‬
‫اع ِ‬ ‫اب ومك ِ‬ ‫اب لِأل ْ ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه موفِّ ِر الثَّو ِ‬
‫ْ َ َ ُُ ُ ْ ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َحبَ َ ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َْ‬
‫س الْ ِف ْك ِر‪َ ،‬ت َواىَل‬ ‫س َو َه َو ِاج ِ‬ ‫اط ِر َّ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫ان ما مَل يعلَم به ومل يدر‪ ،‬املتعايل عن در ِك خو ِ‬
‫َ ْ ََ َ َ‬
‫ِ‬
‫الص ْد ِر‪َ ،‬و ُم َعلِّ ِم ا ِإلنْ َس َ ْ َ ْ ْ‬ ‫َعنُي ِ َو َخافِيَ ِة َّ‬ ‫األ ْ‬
‫َّس أَ ْن خَي ْ َفى‬ ‫ث َعلَى ُمرو ِر الد ْ ِ‬ ‫الرم ِل والْ َفرخ يِف الْو ْك ِر‪ ،‬ج َّل أَ ْن َتنَالَه أَي ِدي احْل و ِاد ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ‬
‫َّهر‪َ ،‬وَت َقد َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫س الن َّْم َل َّ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ر ْزقُهُ َفلَ ْم َيْن َ‬
‫الر ْم ِل يِف الْ َفيَايِف َوالن َّْم َل يِف الْ َق ْف ِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صى َع َد َد َّ‬ ‫َح َ‬‫َّح ِر ‪ ,‬أ ْ‬
‫وظاهر اجلَ ْه ِر‪ ،‬مَننُهُ تيجا ُن الرؤوس َوقَالئ ُد الن ْ‬ ‫ُ‬ ‫الس ِر‬
‫باطن ِّ‬ ‫َعلَْيه ُ‬
‫َص َّم َوأَمْسَ َع فَبِ َم ِشيئَتِ ِه أ َْد َر َك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َجَرى َك َما َشاءَ َت ْقد َير ا ِإلميَان والكفر‪ ،‬أغىن وأفقر فبإرادته ُوقُوعُ الْغنَاء َوالْ َف ْق ِر‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َو َشاءَ فَأ ْ‬
‫السِّر‪َ ،‬وقَ َد َر‬ ‫ضطَِّر يِف ِّ‬ ‫ب َع ْن مَسْعِ ِه ُد َعاءُ الْ ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف َعلَْي ِه َدبِيب َّ‬
‫الذ ِّر يِف الَْبِّر‪َ ،‬ومَس َع َفلَ ْم َي ْعُز ْ‬ ‫ُ‬ ‫صَر َفلَ ْم خَي ْ َ‬
‫ِ‬
‫الس ْم َع َو ُمن َع الْ َو ْقُر‪ ،‬أَبْ َ‬
‫َّ‬
‫اض ِح الدَّلِ ِيل‬ ‫ات الْعص ِر‪َ &،‬فهو الَّ ِذي ه َدانَا إِلَي ِه بِو ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫ني مَيُدُّه بِالنَّص ِر‪ ،‬وأَجرى األَقْ َدار َكما َشاء يِف ساع ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫ِ ٍِ‬
‫َفلَ ْم حَيْتَ ْج إىَل ُمع & ُ ْ َ ْ َ‬
‫َو َسلِي ِم ِّ‬
‫السِّر‪.‬‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ الذي‬ ‫ص يِف ُم ْعَت َق ِد ِه‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أ َّ‬ ‫يد ِه َش َه َادةَ خُمْلِ ٍ‬
‫أَمْح ُده مَح ًدا ال مْنتهى لِع َد ِد ِه‪ ,‬وأَ ْشه ُد بِتو ِح ِ‬
‫َ َ َْ‬ ‫ُ ََ َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫ِّيق رفيق ِه يِف َش َدائِد ِه‪ ،‬و َعلَى عُمر َك ْه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫نبع املاء ِمن ب ِ أَصابِ ِع يد ِه‪ ،‬صلَّى اللَّه علَي ِه وعلَى ص ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫الصد َ‬ ‫ُ َْ ََ َ‬ ‫ُ ْ َنْي َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِن‬ ‫ِ‬
‫عسا ل ُمبِدِّده‪َ ،‬و َعلَى َعل ٍّي كايف احلروب َو ُش ْج َعا َا مِب ُْفَرده ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم وع ِ ِ‬
‫ضده‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن َجام ِع الْ ُق ْرآن فتَ ً‬ ‫ا ِإل ْس ِ َ َ ُ‬
‫وج النَّيِب ِّ َعلَى َم ْرقَ ِد ِه‪.‬‬
‫ضطَ ِج ِع لَْيلَةَ ُخُر ِ‬ ‫َوالْ ُم ْ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫مِل‬
‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الْ َعا ِ بِ َع َد ِد َّ‬
‫الر ْم ِل َوالن َّْم ِل َوالْ َقطْ ِر‬
‫السِّر َو َس ِام ِع اجْلَ ْه ِر‪،‬‬
‫َّه ِر‪ ،‬اخْلَبِ ِري خِب َايِف ِّ‬ ‫ف الْوقْ ِ‬ ‫الرم ِل والنَّم ِل والْ َقطْ ِر‪ ،‬وم ِ‬ ‫ِ مِلِ ِ ِ‬
‫الز َم ِن َوالد ْ‬ ‫ت َو َّ‬ ‫صِّر َ‬ ‫َُ َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الْ َعا ب َع َدد َّ ْ َ ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫الْ َق ِدي ِر َعلَى ما ي َشاء بِالْعِِّز والْ َق ْه ِر‪ ،‬أَْقر ِ‬
‫ب إِىَل الْ َعْبد م َن الْعُنُ ِق إِىَل الن ْ‬
‫َّح ِر ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ ْخَر َج‬ ‫آد َم بِيَده َو َس َّواهُ َو ْ‬
‫صاهُ‪َ ،‬خلَ َق َ‬ ‫األول فَال إِلَهَ س َواهُ‪ ،‬الْ َك ِر ِمي يِف َمْنحه َو َعطَايَاهُ‪ ،‬الْ َقاه ِر ل َم ْن َخالََفهُ َو َع َ‬
‫ذُِّريَّتَهُ َك َّ‬
‫الذ ِّر‪.‬‬
‫ضى الْ َق َد َر بِ َشِّر ِه َوخَرْيِ ِه‪ ،‬فَ َح َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَْنعم فَال فَ ْ ِ ِ‬
‫الصرْبِ ‪.‬‬
‫الش ْك ِر َو َّ‬ ‫ث َعلَى ُّ‬ ‫ضى بَِن ْف ِع الْ َعْبد َوضَرْيِ ه َوأ َْم َ‬ ‫ض َل لغَرْيِ ه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ََ‬
‫ات فَس َّو َاها بِال ُمعِ ٍ‬ ‫أحاط علما باألشياء وحواها‪ .‬كيف ال وهو الَّ ِذي بنَاها‪ ،‬و َقهر الْمض َّاد ِ‬
‫ني مَيُدُّهُ بِالن ْ‬
‫َّص ِر‪&.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ ُ َ‬
‫ِِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِن‬
‫ت لَهُ‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد الَّذي َما ُر َّد ْ‬ ‫ت َعلَْيه آيَةٌ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫س لَهُ َايَةٌ‪َ ،‬وأُقُّر لَهُ بِالت َّْوحيد فَ َك ْم َدلَّ ْ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ ًدا لَيَ ْ‬
‫يد يِف احْلَ ِّق الْ َوثِ ِيق‪َ ,‬وعُثْ َما َن الْ ُم ِح ِّ‬ ‫َّد ِ‬
‫ِّيق ‪ ,‬وعمر الش ِ‬ ‫ض ِجيعِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ ِ‬ ‫رايةٌ‪ ،‬صالةً تَ ِ ِ‬
‫ب‬ ‫الصد َ ُ َ َ‬ ‫ص ُل إِلَْيه يِف الْ َقرْبِ ‪َ .‬و َعلَى َ‬ ‫ََ َ‬
‫الرفِي ِع الْ َق ْد ِر‪.‬‬
‫َّف ِيق‪َ ,‬و َعلَى َّ‬ ‫الش ِ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي هِلَْيبَ ِة َعظَ َمتِ ِه حَتََّر َك َّ‬


‫الساكِ ُن َو ْارتَ َّج‬
‫اج الْبَ ْح ِر َوثَ َّج‪َ ،‬و ِم ْن يَ ِس ِري بَالئِِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي هِل يب ِة عظَمتِ ِه حَت َّر َك َّ ِ‬
‫ت أ َْم َو ُ‬ ‫الساك ُن َو ْارتَ َّج‪َ ،‬ول َعظي ِم قُ ْد َرته ْارتَطَ َم ْ‬ ‫ََْ َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ُّعاءَ َوأَحَلَّ َوجَلَّ‪ ،‬الَّ ِذي‬ ‫ب َم ْن أَ ْكَثَر الد َ‬ ‫َح َّ‬
‫يق الْ َف َّج‪َ ،‬أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ض َّج‪َ ،‬وإِىَل َكث ِري َعطَائه قَطَ َع قَاص ُدوهُ الْ َعم َ‬ ‫الصرْبِ َو َ‬ ‫يد َّ‬ ‫اث الش ِ‬
‫َّد ُ‬ ‫اسَتغَ َ‬ ‫ْ‬
‫ني إِىَل َحَر ِم ِه ُم ْسَت ْو َعَر‬ ‫اص ِد وأَعانَه بِالتَّوفِ ِيق‪ ،‬وس َّهل لِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لسالك َ‬ ‫ََ َ‬ ‫استَ ْد َعى َم ْن َشاءَ إىَل ِزيَ َارة َبْيته الْ َعت ِيق‪َ ،‬و َحَّر َك َع ْز َم الْ َق َ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫َخَر َج ُه ْم ِم ْن أ ََماكِنِ ِه ْم‬ ‫ِِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يق‪َ ،‬وأ َْز َع َج قَاصديه َع ْن َم َساكن ِه ْم َوأ ْ‬ ‫ول َو ُه َو بِِإجْنَا ِز الْ َو ْعد َخل ٌ‬ ‫ني الْ َقبُ َ‬‫الطَِّر ِيق‪َ ،‬و َو َع َد الطَّائع َ‬
‫ب ِم ْن‬ ‫الرب ِع األَنِ ِيق‪ ،‬وجدَّت هِبِم الن ِ‬
‫َّجائ ُ‬ ‫ََ ْ ُ َ‬
‫الت ْف ِر ِيق‪ ،‬وسار هِبِ‬
‫ت ُم األ َْينُ ُق َع ِن َّ ْ‬ ‫َََ ْ‬ ‫ضوا ِم ْن أ َْهلِ ِه ْم َوفَ ِر ِيق ِه ْم بِالْبِ َع ِاد َو َّ‬‫بِالتَّ ْش ِو ِيق‪َ ،‬فَر ُ‬
‫ني ِم ْن ُك ِّل فَ ٍّج‬ ‫ِّيق { ِرجااًل وعلَى ُك ِّل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُك ِّل َبلَ ٍد َس ِح ٍيق‪ ،‬فَأَ ْقَبلُوا َبنْي َ َم ٍ‬
‫ضام ٍر يَأْت َ‬‫َ‬ ‫الصد ِ َ َ َ‬ ‫ني ِّ‬ ‫استَ ْس َعاهُ يَق ُ‬ ‫اش َعلَى قَ َد َمْيه ْ‬
‫ِ ٍ (‪)1‬‬
‫َعميق}‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ أ َْر َسلَهُ‬‫الص َف ِة‪َ ،‬وأ َّ‬
‫ات َو ِّ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ َد ُموقِ ٍن ِآم ٍن بِِه َو َعرفَهُ‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد لَهُ بَِن ْف ِي الْ َمثَ ِل يِف َّ‬
‫الذ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫الصد ِ ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫الرأْفَ ِة وص َفه‪ &،‬صلَّى اللَّه علَي ِه وعلَى ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّيق الَّذي َحالََفهُ َو َما َخالََفهُ‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر الَّذي َرفَ َ‬
‫ض‬ ‫ُ َْ ََ َ‬ ‫بِالرَّمْح َة َوبِ َّ َ َ ُ َ‬
‫َس َع َفهُ‪َ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي َما أَ ْش َك َل ِع ْل ٌم إِال َو َك َش َفهُ‪.‬‬ ‫ش الْعُ ْسَر ِة َوأ ْ‬
‫ِ‬
‫الد ْنيَا أَنَ َفةً‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّذي َج َّهَز َجْي َ‬ ‫ُّ‬

‫‪[)(1‬احلج ‪]27 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ب َو َد َر َج‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه اخْلَالِ ِق بُِق ْد َرتِِه َما َد َّ‬


‫ْمتِ ِه َما ا ْفَتر َق َوا ْن َفر َج‪ ،‬الد ِّ‬ ‫ب ودرج‪ ،‬الْ َفاتِِق بِصْنعتِ ِه ما الْتَأَم وار َتتَج‪ ِ ِ َّ ،‬حِبِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫َّال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الراتق ك َ‬ ‫ََ َ ََْ َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه اخْلَال ِق ب ُق ْد َرته َما َد َّ َ َ َ َ‬
‫َح َس َن يِف َت ْركِيبِ َها‬ ‫ف وح ِف َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَى و ْح َدانِيَّتِ ِه بِالَْبر ِاه ِ‬
‫ظ ف َيها الْ ُم َه َج‪َ ،‬و َن َّو َر الْعُيُو َن فَأ ْ‬ ‫ني َواحْلُ َج ِج‪ ،‬أَنْ َشأَ األَبْ َدا َن م َن النُّطَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اص َم َفلَ َج‪ ،‬بُِق ْد َرتِِه َس َّك َن الْ ُمتَ َحِّر َك فَ َما‬ ‫ِ‬
‫َّع َج‪َ ،‬وأَنْطَ َق اللِّ َسا َن فَأَبَا َن ُسبُ َل الْ ُمَراد َو َن َه َج‪َ ،‬و َعلَّ َم ا ِإلنْ َسا َن الَْبيَا َن فَِإذَا َخ َ‬ ‫الد َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ز َال وال اخَتلَج‪ ،‬وهِل يبتِ ِه حَت َّر َك َّ ِ‬
‫{و َما َج َع َل َعلَْي ُك ْم‬ ‫ف يِف تَ َكاليف اخْلَالئق َو َد َر َج ‪َ ,‬‬ ‫الساك ُن َفَتغََّيَر َوا ْنَز َع َج‪ ،‬طََوى اللُّطْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ََْ َ‬
‫اط ِن‬‫يِف الدِّي ِن ِمن حر ٍج }(‪ )1‬خلَق الْبحري ِن ه َذا ع ْذب ُفرات وه َذا ِم ْلح أُجاج ومرج‪ ،‬واستَخرج ب َدائِع الْودائِ ِع ِمن بو ِ‬
‫ٌ َ ٌ َ ََ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ََ‬ ‫َ َ َ َْ ْ َ َ ٌ َ ٌ َ َ‬ ‫ْ ََ‬
‫يع يُ ْد ِر ُك بِ َس ْمعِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صري يرى جريا َن الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللُّ َج ِج‪َ ،‬و َعلِ َم َما ظَ َهَر يِف األ َْر ِ‬
‫ِّماء يِف بَاط ِن الْ َو َد ِج‪ ،‬مَس ٌ‬ ‫َ‬ ‫ض َو َرأَى َما ف َيها َوجَلَ‪ ،‬بَ ٌ ََ َ َ َ‬
‫ني الْم ْدنِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َي ْر ُجو‬ ‫ب َع ْن مَس ْعه أَن ُ ُ‬ ‫ص ِر ِه يِف َس َواد اللَّْي ِل َس َو ُاد الثَّبَ ِج ‪َ ,‬وال َي ْعُز ُ‬ ‫ت الْبَاكي إِذَا نَ َش َج‪ ،‬ال خَي ْ َفى َعلَى بَ َ‬ ‫ص ْو َ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫الما قَ ِدميًا َم ْن َو َر َد حَبَْرهُ ْارَت َوى َو ْابَت َه َج‪ُ { ،‬قْرآنًا َعَربِيًّا َغْيَر ِذي ِع َو ٍج }‬ ‫الْ َفَر َج‪ ،‬أَْنَز َل َك ً‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسولِِه‬ ‫َّر ِج‪َ ،‬وأ َ‬ ‫يع الد َ‬
‫أَمْح ُده مَح َد من مَج ع الْمح ِام َد يِف مَح ِد ِه ودرج‪ ،‬وأَ ْشه ُد أَنَّه الْع ِظيم الْ َق ْد ِر َّ ِ‬
‫الرف ُ‬ ‫ْ َ ََ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ ْ ََ َ َ‬
‫ِ‬
‫الر َعاعُ اهْلََم ُج‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر الَّذي‬ ‫ضهُ إِال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫حُم َّم ٍد الَّ ِذي إِىَل قَاب َقوس ِ عرج‪ ،‬وعلَى ص ِ‬
‫ِّيق الَّذي ال َيْبغَ ُ‬ ‫الصد ِ‬ ‫َ ْ َ نْي َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الص ْه ِر فَ ْاز َد َو َج‪َ ،‬و َعلَى َعل ٍّي الْ ُم ْج َم ِع َعلَى ُحبِّ ِه فَِإ ْن‬ ‫اق إِىَل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وح ِم ْن ذ ْك ِر ِه أَذْ َكى األ ََر ِج‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّذي مَجَ َع ا ِإل ْن َف َ‬ ‫َي ُف ُ‬
‫اع َخَر َج‪.‬‬ ‫ص ِم َن ا ِإلمْج َ ِ‬ ‫َخَر َج َش ْخ ٌ‬

‫‪[)(1‬احلج ‪]78 :‬‬


‫‪[)(2‬الزمر ‪]28 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ات مزيَّنة بِ ِزين ِة النُّج ِ‬


‫وم‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي رفَع َّ ِ‬
‫الس َم َو ُ َ َ ً َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫وم‪َ ،‬عامِلِ األَ ْشيَ ِاء بِعِْل ٍم‬ ‫اصي التُّخ ِ‬
‫ُ‬
‫ض جِبِ ب ٍال يِف أَقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّجوم‪َ ،‬و ُمثَبِّت األ َْر ِ َ‬
‫ات مزيَّنة بِ ِزين ِة الن ِ‬
‫الس َم َو ُ َ َ ً َ ُ‬
‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي رفَع َّ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫وم‪ ،‬ال َيْن َف ُع َم َع َمْنعِ ِه َس ْع ٌي فَ َك ْم جُمْتَ ِه ٍد‬ ‫ود والْم ْذم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫وم‪َ ،‬و ُم َق ِّد ِر الْ َم ْحبُوب َوالْ َمكُْروه َوالْ َم ْح ُم َ َ ُ‬ ‫َواحد َوإِ ْن َت َعد َ‬
‫َّد الْ َم ْعلُ ُ‬
‫وم‪َ ،‬ومَسِ َع‬ ‫اط ِن األَسرا ِر وعلِم خ َفايا الْمكْت ِ‬ ‫وم‪ ،‬اطَّلَع علَى بو ِ‬ ‫اج ٍز وافِ ِر الْم ْقس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬
‫َْ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ضُّر َم َع إ ْعطَائه َع ْجٌز فَ َك ْم َع َ َ ُ‬ ‫حَمْ ُروم‪َ ،‬وال يَ ُ‬
‫ٍ (‪)1‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫{و َما نَُنِّزلُهُ إِاَّل بَِق َد ٍر َم ْعلُوم}‬
‫صَر َوقْ َع الْ َقطْ ِر يِف َس َحاب َم ْر ُكوم َ‬ ‫يض الْ ُم ْدنف الْ َم ْحُروم‪َ ،‬وأَبْ َ‬ ‫ت الْ َم ِر ِ‬ ‫ص ْو َ‬‫َ‬
‫ج َّل أَ ْن حُتِي َ ِ‬
‫ضى َف َق َ ِ‬
‫ض ُاؤهُ إذَا َشاءَ‬ ‫وم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫المهُ َم ْس ُموعٌ َم ْقُروءٌ َم ْرقُ ٌ‬ ‫وم‪َ ،‬وتَ َكلَّ َم فَ َك ُ‬ ‫ط بِه األَفْ َك ُار أ َْو َتتَ َخَّيلَهُ الْ ُو ُه ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صوم‪{ ،‬اللَّهُ اَل إِلَهَ إِاَّل ُه َو احْلَ ُّي الْ َقيُّ ُ‬ ‫وم‪َ ،‬وبَِت ْقدي ِر ِه َم ْعصيَةُ الْ َعاصي َوع ْ‬ ‫إِْن َفاذَهُ حَمْتُ ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫وم }‬ ‫ص َمةُ الْ َم ْع ُ‬
‫اآلد ِم ُّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَضى علَى األ ِ‬
‫وم‪َ ،‬ونُق َل َ‬ ‫وب الْ َمُر ُ‬‫ود الْ ُمَر ُام َو َعَّز الْ َمطْلُ ُ‬ ‫ص ُ&‬ ‫ات الْ َم ْق ُ‬ ‫وم ‪..‬فَ َ‬ ‫َحيَاء بِالْ َم َمات‪ ،‬فَِإذَا َبلَغَت احْلُْل ُق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫وم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود إِىَل حيِّ ِز الْمع ُدوم ‪ ,‬وب ِقي أ َِسري أَر ِض ِه إِىَل يوم عر ِض ِه والْ ُق ُدوم‪ ،‬فَِإذَا ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن مُج لَ ِة الْوج ِ‬
‫ضَر ح َسابُهُ نُشَر كتَابُهُ الْ َم ْختُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َْ َ‬ ‫ََ َ َ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ ْ ُ ُ‬
‫ِ (‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ,‬وجو ِزي علَى ما حواه الْمكْتُوب ومَجْعه الْمرقُوم {وعنَ ِ‬
‫ت الْ ُو ُجوهُ ل ْل َح ِّي الْ َقيُّوم}‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ُُ َْ ُ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالةً َتْبلُغُهُ َعلَى‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد َ‬ ‫الر ُسوم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ان َو ُّ‬ ‫وم‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَنَّهُ َخال ُق األ ْ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ ًدا َيتَّص ُل َويَ ُد ُ‬
‫ف ب الظَّامِلِ والْمظْلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب ب ْك ٍر املْن ِف ِق علَى َّ ِ‬ ‫وم‪ ،‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِ‬
‫وم‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫َ َ‬ ‫السائ ِل َوالْ َم ْحُروم‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر الْ ُمْنتَص ِ َنْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْ َمُر َ َ َ‬
‫وم‪.‬‬
‫ف َوالْعُلُ َ‬ ‫عُثْ َما َن الْ ُمَت َه ِّج ِد إِذَا رقد النؤوم‪َ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي َح َاز الشََّر َ‬

‫‪[)(1‬احلجر ‪]21 :‬‬


‫‪[)(2‬البقرة ‪]255 :‬‬
‫‪[)(3‬طه ‪]111 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الْ َق ِد ِمي يِف جَمْ ِد ِه‪ ،‬الْ َك ِر ِمي يِف ِرفْ ِد ِه‬
‫ٍ ِِ‬ ‫الر ِحي ِم فَ ُك ُّل خَرْيٍ ِمن ِعْن ِد ِه‪ ،‬اللَّ ِط ِ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه الْ َق ِد ِمي يِف جَمْ ِد ِه‪ ،‬الْ َك ِر ِمي يِف ِرفْ ِد ِه‪َّ ،‬‬
‫ض‬‫يف يِف ُك ِّل َحال بِ َعْبده‪َ ،‬م َّد األ َْر َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫هِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ص ِن‬ ‫س الْ َقطْ ِر بَِواسطَة َبْرقه َو َر ْعده‪َ ،‬ومَجَ َع يِف الْغُ ْ‬ ‫اها َكأْ َ‬ ‫ب يِف َمدِّه‪َ ،‬و َزيََّن َها بِنَبَا َا َوأَلْ َوان َو ْرده‪َ ،‬و َس َق َ‬ ‫ب ُق ْد َرته َوالْ َع َج ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫س وبر ِد ِه‪ ،‬إِلَه خ َّو َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫اح ِد ب الش ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّر‬
‫ف ب َوعيده َو َش َّو َق ب َو ْعده‪َ ،‬وقَد َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َّم ِ َ َ ْ‬ ‫َّيء َوضدِّه‪َ ،‬و َق َّو َم الث َِّم َار بالْ َماء م ْن َحِّر الش ْ‬ ‫الْ َو َنْي َ ْ‬
‫صَر َفَرأَى َجَريَا َن َدِم‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ضطَِّر َب ْع َد َج ْهده‪َ ،‬وأَبْ َ‬ ‫ت الْ ُم ْ‬ ‫ص ْو ُ‬‫ب َع ْن مَسْعه َ‬ ‫ض َّل َم ْن مَلْ َي ْهده‪َ ،‬ومَس َع َفلَ ْم َي ْعُز ْ‬ ‫فَ ْاهتَ َدى َم ْن َه َداهُ َو َ‬
‫ض ِه َو ُو ِّد ِه‪َ ،‬و َغ ِّم ِه َوفِ ْك ِر ِه‪َ ،‬و ِع ْل ِم ِه‬
‫اط ِن ِسِّر ِه ِمن بِِّر ِه و ِح ْق ِد ِه‪ ،‬وعز ِم ِه وحز ِم ِه‪ ،‬وب ْغ ِ‬
‫َ َْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫الْعب ِد يِف ِعرقِ ِه و ِج ْل ِد ِه‪ ،‬وعلِم ما يِف ب ِ‬
‫ََ ََ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬
‫َّر أ َْع َمالَهُ يِف َحيَاتِِه َو َحالَهُ يِف حَلْ ِد ِه‪.‬‬ ‫ض ِه‪ ،‬وأ ِ ِ ِ‬
‫َخذه َو َر ِّده‪َ ،‬وقَد َ‬
‫وقَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫صده‪َ ،‬وح ْلمه َو ُحبِّه َو ُز ْهده‪َ ،‬ولَفِّه َو َن ْق َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِّيق الَّ ِذي َكا َن‬ ‫الصد ِ‬‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫ِّه‪ ،‬وأُصلِّي علَى رسولِِه وعب ِد ِه‪ ،‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَمْح َ ُدهُ مَحْ ًدا ال َي ْقد ُر اخْلَالئ ُق َعلَى َعد َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ‬
‫اس ِة َو َف ْر ِد ِه‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن قَائِ ِم اللَّْي ِل َوالد َّْم ُع جَيْ ِري َعلَى‬ ‫يد التَّ ْدبِ ِري يِف ِّ‬ ‫ِّه‪ ،‬وعلَى عمر و ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫السيَ َ‬ ‫الم ُمْن َحال لَ ْوال ُق َّوةُ َشد َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ا ِإل ْس ُ‬
‫وغ ُر ْش ِد ِه‪.‬‬ ‫ول َقْب َل بُلُ ِ‬‫الرس ِ‬
‫صلِّي َم َع َّ ُ‬
‫ِ‬
‫َخدِّه‪َ ،‬و َعلَى َعل ٍّي الْ ُم َ‬
‫ِ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫اد َوا ِإلنْ َشاءُ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي بِيَده ا ِإلجيَ ُ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫ص‬‫الر ْخ ُ‬ ‫اد َوا ِإلنْ َشاءُ‪َ ،‬وا ِإل َماتَةُ َوا ِإل ْحيَاءُ‪َ ،‬وا ِإل َع َادةُ َوا ِإلبْ َداءُ‪َ ،‬وا ِإل ْن َع ُام َواآلالءُ‪َ ،‬و ُّ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي بِيَده ا ِإلجيَ ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ظ والْعالء‪ ،‬والْعافِيةُ والْبالء‪ ،‬والدَّاء والدَّواء‪ ،‬خلَق آدم وخلِ َقت أل ِ ِ‬
‫ض‬‫َجله األَ ْشيَاءُ‪ ،‬ومبشيئته َكانَت األ َْر ُ‬ ‫َوالْغَالءُ‪َ ،‬واحْلَ ُّ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ ْ‬
‫ت َعْنهُ الظَّْل َماءُ‪َ ،‬و َعَّرفَهُ َخ َّ‬ ‫ِ‬
‫ط‬ ‫يح َوالْ َماءُ‪َ ،‬و َعلَّ َمهُ الْع ْل َم فَاجْنَلَ ْ‬
‫الر ُ‬ ‫اح َوالْ َم َساءُ‪َ ،‬و ِّ‬ ‫الصبَ ُ‬
‫َض َواءُ‪َ ،‬و َّ‬ ‫ات َواأل ْ‬ ‫الس َماءُ‪َ ،‬والظُّلُ َم ُ‬ ‫َو َّ‬
‫ِّني‬ ‫َّال َو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخْلَ ِّ‬
‫ني َوالش ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫اي َو ِّ‬ ‫الز ُ‬ ‫الراءُ‪َ ،‬و َّ‬ ‫الذ ُال َو َّ‬ ‫يم َواحْلَاءُ‪َ ،‬واخْلَاءُ َوالد ُ‬ ‫ف َوالْبَاءُ‪َ ،‬والتَّاءُ َوالثَّاءُ‪َ ،‬واجْل ُ‬ ‫ط فَ َجاءَ اهْل َجاءُ‪ :‬األَل ُ‬
‫اف والالم والْ ِميم والنُّو ُن واهْلَاء‪ ،‬والْواو والم األَلِ ِ‬
‫ف‬ ‫َّاد َوالطَّاءُ‪َ ،‬والظَّاءُ َوالْ َعنْي ُ َوالْغَنْي ُ َوالْ َفاءُ‪َ ،‬والْ َق ُ‬
‫َ ُ َ ََُ ُ‬ ‫اف َوالْ َك ُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫اد َوالض ُ‬ ‫الص ُ‬
‫َو َّ‬
‫َوالْيَاءُ‪.‬‬
‫َّساءُ‪َ ،‬وأَ ْكَثُر ُه ُم الْغَافِلُو َن َوأََقلُّ ُه ُم األَلِبَّاءُ‪،‬‬ ‫الذاكِر و ِمْنهم اجْل ِ‬ ‫مِل‬
‫اه ُل الن َّ‬ ‫ِّساءَ‪ ،‬فَمْن ُه ُم الْ َعا ُ َّ ُ َ ُ ُ َ‬
‫ِ‬
‫الر َج َال َوالن َ‬ ‫ث ِم ْن نَ ْسلِ ِه ِّ‬ ‫َوبَ َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫َّه ُار َكاللَّْي ِل إِذَا َي ْغ َشى‪{ ،‬إِمَّنَا خَيْ َشى اللَّهَ ِم ْن ِعبَ ِاد ِه الْعُلَ َماءُ }‬ ‫َع َشى‪َ ،‬وال الن َ‬ ‫ت َز ْرقَاءُ الْيَ َم َام ِة َكاأل ْ‬ ‫َولَْي َس ْ‬
‫ك مِم َّْن يَ َشاءُ‪،‬‬ ‫ك َم ْن يَ َشاءُ ‪َ ,‬و َيْنزِعُ الْ ُم ْل َ‬ ‫ك يُ ْؤيِت الْ ُم ْل َ‬ ‫ك الْم ْل ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ حِل ِ ِ‬
‫أَمْح َ ُدهُ لَهُ بَت ْوفيقي َ ْمده اآلالءَ‪َ ،‬وأُقُّر بأَنَّهُ َمال ُ ُ‬
‫احبِ ِه يف الش َّ‬ ‫ِّيق مص ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫ب حوتْه الْبي َداء‪ ،‬وعلَى ص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ٍ‬
‫والر َخاءُ‪،‬‬
‫ِّدةُ َّ‬ ‫الصد ِ ُ َ‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد أَ ْشَرف َراك ٍ َ َ ُ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َوأ َ‬
‫الصابِ ِر َوقَ ِد ا ْشتَ َّد بِِه الْبَالءُ‪َ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي‬ ‫َع َداءُ‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن َّ‬ ‫ت لَهُ األ ْ‬
‫وعلَى عمر الْ َفار ِ ِ‬
‫وق الَّذي َد َّو َخ الْ ُك ْفَر فَ َذلَّ ْ‬ ‫َ َ ُ ََ ُ‬
‫ص َل لَهُ ُدو َن الْ ُك ِّل ا ِإل َخاءُ‪.‬‬ ‫َح َ‬

‫‪[)(1‬فاطر ‪.]28 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫وق َو ُمْت ِق ِن َّ‬


‫الصْن َع ِة‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه حُمْ ِك ِم الْمخلُ ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫الر ْج َف ِة‪ ،‬الْ ُم َق ِّد ِر َما َشاءَ فَ َم ْن ذَا الَّ ِذي‬ ‫ك َي ْوِم احْلَ ْش ِر َواجْلََز ِاء َو َّ‬ ‫الصْنع ِة‪ ،‬ومالِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه حُمْك ِم الْ َم ْخلُوق َو ُمْتق ِن َّ َ َ َ‬
‫الس ْم َع ِة‪َ ،‬ومَسِ َع َفلَ ْم مَيْنَ ِع‬ ‫النيَّ ِة ِمن م ْقص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود ُّ‬ ‫الص ِّ ْ َ ُ‬ ‫يع َد ْف َعهُ‪ &،‬أ ََر َاد َفلَ ْم َيْنتَف ِع الْ َعْب ُد إ ْن بَ َذ َل ُج ْه َدهُ َو ِو ْس َعهُ‪َ ،‬و َعل َم إ ْخ َ‬‫يَ ْستَط ُ‬
‫ص َّح ِة الش ِّْر َع ِة‪َ ،‬و َمنَ َع فَ َم ْن‬ ‫ول بِ ِ‬ ‫ف وجريا َن الدَّمع ِة‪ ،‬و َشَّرع فَ َش ِه َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اختِ ُ‬
‫ت الْعُ ُق ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ف اجْلَ ْو َ َ َ َ‬ ‫صَر َحىَّت َج ْو َ‬ ‫الف اللُّغَات مَسْ َعهُ‪َ ،‬وأَبْ َ‬ ‫ْ‬
‫ول‪َ ،‬وا ِإلميَا ُن بِِه‬ ‫الصانِع صْنعه‪ِ ،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ف جَمْ ُه ٌ‬
‫وم َوالْ َكْي ُ‬ ‫َّر َمْن َعهُ‪ ،‬ص َفاتُهُ َك َذاته َوما يُ ْشبِهُ َّ ُ ُ َ ُ ْ‬
‫االست َواءُ َم ْعلُ ٌ‬ ‫ذَا الذي يُ ْعطي َما قَد َ‬
‫الس َؤ ُال َعْنهُ بِ ْد َعةٌ‪.‬‬
‫ب َو ُّ‬ ‫ِ‬
‫َواج ٌ‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسولِِه حُمَ َّم ٍد‬ ‫ِ‬
‫ب َع ِن الطَّْل َعة‪َ ،‬وأ َ‬ ‫السْب َعةُ‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَنَّهُ فَالِ ُق احْلَ ِّ‬
‫ت األَيَّ ُام َّ‬‫أَمْح ُده مَحْ ًدا ي ُدوم ما دام ِ‬
‫َ ُ َ ََ‬ ‫َ ُ‬
‫صا ِر فَ َك ْم َقلَ َع َق ْل َعةً‪َ ،‬و َعلَى‬‫َّاح األ َْم َ‬ ‫الر ْب َعةَ‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر َفت ِ‬ ‫ض ِل ِشْر َع ٍة‪َ ،‬و َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر أ ََّو ِل َم ْن مَجَ َع َه ِذ ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫الْ َمْبعُوث بِأَفْ َ‬
‫الص ْر َع ِة‪َ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي الَّ ِذي َم َدائِ ُحهُ أَْن َف ُق ِم ْن ُك ِّل ِس ْل َع ٍة‪.‬‬ ‫ك َّ‬ ‫يض تِْل َ‬‫ض ِ‬ ‫الصابِ ِر علَى م ِ‬
‫عُثْ َما َن َّ َ َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫اب ِواليَتِ ِه َوأ َْب َه َج‬‫ضح سبِيل ِه َدايتِ ِه ألَرب ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ َْو َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي أَوضح سبِيل ِه َدايتِ ِه ألَرب ِ ِ ِ‬
‫اب ِواليَته َوأ َْب َه َج‪َ ,‬و َحَّر َك أ َْه َل عبَ َادته إِىَل ُم َع َاملَته َوأ َْز َع َج‪َ ،‬وأَبْ َد َ‬
‫ع‬ ‫ْ َ َ َ َ َ َْ‬ ‫َْ‬
‫ف لُطْ َفهُ َثىَن َعطْ َفهُ إِلَْي ِه َوأ َْدجَلَ‪،‬‬ ‫َج َج‪َ ،‬م ْن َعَر َ‬ ‫ب َدائِع قُ ْدرتِِه يِف حُمْ َك ِم صْنعِ ِه وأَخرج‪ ،‬وأَوقَ َد نِريا َن حَم بَّتِ ِه يِف أَفْئِ َد ِة أ ِ‬
‫َحبَّتِ ِه َوأ َّ‬ ‫ُ َ َْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب َم َكَر بِالْ َعْب ِد‬ ‫َعم ِال وال خَي ْ َفى علَي ِه الْبهرج‪ ،‬حلِ ِ ِ‬
‫يم فَإ ْن َغض َ‬ ‫َ ْ َ َْ ُ َ ٌ‬ ‫الص يِف األ ْ َ َ‬ ‫ب ا ِإل ْخ َ‬ ‫اف َعْتبَهُ َتَر َك ذَ ْنبَهُ َوحَتََّر َج‪ ،‬حُيِ ُّ‬
‫َو َم ْن َخ َ‬
‫ب‪َ ،‬وإِ ْن َتلَ َّوى اللِّ َسا ُن َوجَمْ َم َج‪َ ،‬وال‬ ‫ض ِمري الْ َق ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ يِف ِ ِ‬ ‫حِبِ ِ ِ‬
‫استَ ْد َر َج‪ ،‬ال يُ ْغَتُّر ْلمه فَ َك ْم من ع َقاب احْل ْلم أ َْد َر َج‪ ،‬ال خَي ْ َفى َعلَْيه َ ُ‬ ‫َو ْ‬
‫الس َم ِاء‬
‫وق حَنْ َو الْ َم ْخَر ِج‪َ ،‬و َيْن ِز ُل إِىَل َّ‬ ‫صر جري اللَّ ِ يس ِري يِف الْعر ِ‬
‫ُُ‬
‫ِ‬
‫ف أ َْد َع ُج‪ ،‬يُْب ُ َ ْ َ نَب َ ْ‬ ‫ص ِر ِه يِف َس َو ِاد اللَّْي ِل طََر ٌ‬ ‫يب َع ْن بَ َ‬
‫ِ‬
‫يَغ ُ‬
‫وح الْ َف ْجُر َو َيتََبلَّ َج ‪َ ,‬و َما ا ْنَت َق َل َو َم ْن َع ِق َل َرأَى احْلَ َّق‬ ‫ِ ِ‬
‫ض احْلََوائ َج إىَل أَ ْن َيلُ َ‬
‫الد ْنيا فَأَين الَّ ِذي بِالْمنَ ِ‬
‫اجاة َيْل َه ُج‪َ ،‬فيَ ْسَت ْع ِر ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُّ َ ْ َ‬
‫يم فَال َت ْعُر ْج َع ِن الْ َمْن َه ِج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن ْق ُل الْ َق ِوميُ ُم ْستَ ْخَر ٌج‪َ ،‬و ُه َو الْمْن َه ُ‬
‫اج الْ َعظ ُ‬ ‫آن الْ َق ِد ِمي َو َّ‬
‫أَبلَج‪ ،‬ه َذا م ْذهب ِمن الْ ُقر ِ‬
‫ْ َ َ َ َ ٌ َ ْ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى َما َسَّر َو َما أ َْز َع َج‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد بَِو ْح َدانِيَّتِ ِه بِغَرْيِ َتلَ ْجلُ ٍج‪َ ،‬ش َه َادةَ ُموقِ ٍن َما جَلْلَ َج‪َ ،‬وأ َّ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَر َج‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر أ ََّو ِل َم ْن أَْن َف َق م ْن َماله َوأ ْ‬ ‫الَّذي حَمَاس ُن الشََّرائ ِع يِف َش ِر َيعته تُ ْد َر ُج‪َ ،‬‬
‫وم وقَ ْد ع َذ َل وما ع َد َل وال عَّرج‪ ،‬وعلَى علِي مبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يد الطُّغَ ِاة‬ ‫َح َو َج‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن الْ َمظْلُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ٍّ ُ‬ ‫ب َوأ ْ‬ ‫اضطََّر كِسرى إِىَل اهْلَر ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫الَّ ِذي ْ‬
‫وِ‬
‫آخُر ُه ُم الْ ُم ْخ َد ُج‪.‬‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫اض َع لِ َما َرفَ َع‪،‬‬


‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال و ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫اص َل لِ َما قَطَ َع َوال ُم َفِّر َق لِ َما مَجَ َع‪ُ ،‬سْب َحانَهُ ِم ْن‬ ‫ضع‪ ،‬وال و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احْلَ ْم ُد للَّه الذي ال َواض َع ل َما َرفَ َع‪َ ،‬وال َراف َع ل َما َو َ َ َ َ‬
‫ِ َّ ِ‬

‫اص َل َم ْن َشاءَ َو َم ْن َشاءَ‬ ‫ض َحىَّت أَلْ َقى َعلَى َش َفا مُثَّ َش َفى الْ َو َج َع‪َ ،‬و َو َ‬ ‫ْمهُ قد َوقَ َع‪ ،‬أ َْمَر َ‬ ‫وحك ُ‬ ‫ضٍّر َو َن ْف ٍع‪َ ،‬و َح َك َم ُ‬‫ُم َق ِّد ِر ُ‬
‫ص َو ِام ُع‬ ‫ض ُه ْم بَِب ْع ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬ ‫ِّم ْ‬
‫ض هَلُد َ‬ ‫َّاس َب ْع َ‬ ‫ني َويِف َكنَف الْ َق ْوم َوس َع‪َ ،‬‬
‫{ولَ ْواَل َدفْ ُع الله الن َ‬ ‫صاةَ يِف خ َف َار ِة الطَّائع َ‬ ‫قَطَ َع‪َ ،‬ج َع َل الْعُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َوبِيَ ٌع َع ِز ٌيز}‬
‫ِ‬ ‫أَمْح ُده علَى ما أ َْعطَى ومنَع‪ ،‬وأَ ْش ُكره إِ ْذ َك َشف لِْلب ِ ِ ِ‬
‫صنَ َع‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َن‬ ‫َح َك َم َما َ‬ ‫صائ ِر سَّر اخْل َد ِع‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد بِأَنَّهُ َواح ٌد أ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ َ َ ُُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫احبِ ِه‬‫حُم َّم ًدا عب ُده ورسولُه أَرسلَه والْ ُك ْفر قَ ْد عال وار َت َفع‪َ ،‬ف َفَّر َق مِب ُجاه َدتِِه من َشُّره ما اجتَمع‪ ،‬صلَّى اللَّه علَي ِه وعلَى ص ِ‬
‫ُ َْ ََ َ‬ ‫َ َ َْ ُ َ ْ ََ َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ ُ ُ ْ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ‬
‫وعلَى عُثْما َن الْم ْقتُ ِ‬ ‫الر َّد ِة وطَلَع‪ ،‬وعلَى عمر الَّ ِذي عَّز ا ِإلس ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ َّ ِ‬
‫ول ظُْل ًما‬ ‫َ َ‬ ‫الم بِه َو ْامَتنَ َع‪َ ،‬‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫أَيِب بَ ْكر الذي جَنَ َم جَنْ ُم َس َع َادته َي ْو َم ِّ َ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ض الْ ُك ْفَر جِبِ َه ِاد ِه َوقَ َم َع‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ع‪َ ،‬و َعلَى َعل ٍّي الَّذي َد َح َ‬ ‫َو َما ْابتَ َد َ‬
‫اح َفظْنَا ِم ْن ُم َوا َف َق ِة الطَّْب ِع َوالطَّ َمع‪ِ ,‬‬ ‫ِِ‬ ‫مِم‬ ‫اللَّه َّم يا من إِىَل بابِِه ُك ُّل ر ِ‬
‫اج َع ْلنَا َّْن بِالْ َم َواعظ ا ْنَت َف َع‪َ ،‬و ْ‬‫ب َر َج َع‪ْ ،‬‬ ‫اغ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َْ َ‬
‫َوا ْن َف ْعيِن مِب َا أَقُ ُ‬
‫ول َو ُك َّل َم ِن ْ‬
‫استَ َم َع‪.‬‬

‫‪[)(1‬احلج ‪]40 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫اح و ُمسبِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الح‬
‫الص ِ‬ ‫ب اهْلَُدى َو َّ‬ ‫الصبَ ِ َ َ‬ ‫ُّجى َو َّ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه َخال ِق الد َ‬
‫الزائِ ِد‬ ‫الح‪ ،‬وم َق ِّد ِر الْغم ِ‬
‫اح‪ ،‬اجْلَائِ ِد بِالْ َف ْ‬ ‫اح‪ ,‬و ُمسبِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ِل َّ‬ ‫وم َواألَ ْفَر ِ‬ ‫ُُ‬ ‫الص ِ َ ُ‬ ‫ب اهْلَُدى َو َّ‬ ‫الصبَ ِ َ َ‬ ‫ُّجى َو َّ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه َخال ِق الد َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫السم ِ ِ ِ‬
‫ص َل‬ ‫اإلصبَاح‪َ ،‬عَّز فَ ْار َت َف َع‪َ ،‬و َفَّر َق َومَجَ َع‪َ ،‬و َو َ‬ ‫اح‪َ ،‬مالك الْ ُم ْلك الْ ُمْنجي م َن اهْلَلَك َو ُم َسرِّيِ الْ ُف ْلك َوالْ َفلَك فال ِق ْ‬ ‫َو َّ َ‬
‫الس َماءَ َوأَْنَز َل الْ َماءَ َو َعلَّ َم َ‬
‫آد َم‬ ‫اح‪َ ،‬رفَ َع َّ‬ ‫ك َوقَ َد َر‪َ ،‬وطََوى َونَ َشَر‪َ ،‬و َخلَ َق الْبَ َشَر َوفَطََر األَ ْشبَ َ‬ ‫اح‪َ ،‬ملَ َ‬ ‫َوقَطَ َع‪َ ،‬و َحَّر َم َوأَبَ َ‬
‫اح‪َ ،‬علِ َم َما َكا َن َويَ ُكو ُن‪َ ،‬و َخلَ َق‬ ‫ِ‬
‫اجَتَر َح َو َد َاوى اجْل َر َ‬ ‫اح‪ ،‬أ َْعطَى َو َمنَ َح‪َ ،‬وأَْن َع َم َو َم َد َح َو َع َفا َع َّم ِن ْ‬ ‫الريَ َ‬
‫األَمْسَاءَ َوذَ َرى ِّ‬
‫ب ِم َيزا َن العدل يوم‬ ‫ِ‬
‫ض‪َ ،‬و َيْنص ُ‬ ‫ول َوالْ َع ْر ِ‬ ‫ف يِف الطُّ ِ‬ ‫صَّر ُ‬ ‫اح‪َ ،‬يتَ َ‬ ‫الر َو ِ‬
‫الر ُجوعُ والركون يف الغد َو َّ‬ ‫الس ُكو َن‪َ ،‬وإِلَْي ِه ُّ‬‫احْلََر َكةَ َو ُّ‬
‫ِ ٍِ ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫ض َمثَ ُل نُو ِر ِه َكم ْش َكاة ف َيها م ْ‬ ‫ات َواأْل َْر ِ‬ ‫العرض {اللَّهُ نُ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫اح}‬‫صبَ ٌ‬ ‫ور َّ َ َ‬
‫ب إِلَْي ِه‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد بَِو ْح َدانِيَّتِ ِه َع ْن أ َِدلٍَّة ِص َح ٍ‬ ‫أَمْح ُده وأَستعِينه‪ ،‬وأََتو َّكل علَي ِه وأَسأَلُه التَّوفِ ِ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا‬‫اح‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫يق ل َع َم ٍل يُ َقِّر ُ‬
‫َ ُ َ َْ ُُ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ ْ َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َعلَى أَيِب بَ ْك ٍر َرفِ ِيق ِه يِف الْغَا ِر‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫اح‪َ ،‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َو َر ُسولُهُ الْ ُم َعظَّ ُم‪َ ،‬و َحبيبُهُ الْ ُم َكَّر ُم‪َ ،‬ت ْفديه األ َْر َو ُ‬
‫َعْب ُدهُ الْ ُم َقد ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الح‪.‬‬
‫الس ِ‬‫س ِّ‬ ‫ك ُر ْعبُهُ َقْبل لُْب ِ‬
‫َ‬ ‫صا ِر‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن َش ِهيد الدَّا ِر َو َعلَى َعل ٍّي الَّذي َي ْفتِ ُ‬ ‫َّاح األ َْم َ‬‫عُ َمَر َفت ِ‬

‫‪[)(1‬النور ‪.]35 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫الذاكِ ِر َومَحْ ِد احْلَ ِام ِد‬


‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه َس ِام ِع ِذ ْك ِر َّ‬
‫الراكِ ُع َوذَ َّل‬ ‫يد ونِيَّ ِة الْ َق ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذاكِ ِر ومَحْ ِد احْلَ ِام ِد ‪ ,‬و َعامِلِ َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ض َع َّ‬ ‫اصد‪ ،‬ل َعظَ َمته َخ َ‬ ‫ضمري الْ ُم ِر َ‬ ‫َ‬ ‫احْلَ ْم ُد للَّه َسام ِع ذ ْك ِر َّ َ‬
‫ض َر َو ِاس َي‬ ‫اع ٍد‪َ ،‬وأَلْ َقى يِف األ َْر ِ‬‫السماء َفعالها ومَل حَي تَج إِىَل مس ِ‬
‫ب َوأ َْد َر َك الْ َواج ُد‪َ ،‬رفَ َع َّ َ َ َ َ َ ْ ْ ْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ هِب‬
‫الساج ُد‪َ ،‬و ُ َداهُ ْاهتَ َدى الطَّال ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ ِ ٍِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َسَرا ِر‬‫َحا َط ع ْل ًما بِاأل ْ‬‫َراس َخات الْ َق َواعد‪َ ،‬تَنَّز َه َع ْن َش ِريك ُم َشاق ٍق أ َْو ن ٍّد ُم َعاند‪َ ،‬و َعَّز َع ْن َولَد َو َج َّل َع ْن َوالد‪َ ،‬وأ َ‬
‫ول يِف اللَّْي ِل‪َ " :‬ه ْل ِم ْن َسائِ ٍل‬ ‫اب اجْلََو ِام ِد‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫الم ِد‪ ،‬وسطَا فَسالَ ْ هِل ِ ِ ِ‬ ‫والْع َقائِ ِد‪ ،‬وأَبصر حىَّت دبِيب النَّم ِل يِف اجْل ِ‬
‫ت َْيبَته ص َع ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫" فَا ْنتَبِه يا راقِ ُد ‪ ,‬ب بيتًا أَمر بَِقص ِد ِه و َتلَقَّى الْوافِ َد‪ ،‬وأَقْسم علَى وح َدانِيَّتِ ِه وما يْن ِكر إِال معانِ ٌد {و َّ ِ‬
‫صفًّا‬‫الصافَّات َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َُ‬ ‫َ َ ََ َ َ ْ‬ ‫َىَن َْ َ َ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ات ذكرا إن إهلكم لواحد} ‪.‬‬ ‫ات زجرا فَالتَّالِي ِ‬ ‫فَ َّ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫الزاجَر َ ْ ً‬
‫السائِ َل‬ ‫ِِ َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الرخ ِاء والش َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ب َّ‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله الذي َكا َن ال خُيَيِّ ُ‬ ‫َّدائد‪َ ،‬وأُقُّر بَِت ْوحيده إِ ْقَر َار َعابِد‪َ ،‬وأ َ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى َّ َ َ‬
‫ب الْ َولَ َد َوال الْ َوالِ َد‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الزاهد‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر الْ َعادل فَال يَُراق ُ‬
‫احبِ ِه أَيِب ب ْك ٍر الت َِّقي الن َِّقي َّ ِ ِ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫َ‬
‫اص َد‪ ،‬وعلَى ص ِ‬
‫ََ َ‬
‫الْ َق ِ‬
‫اه ِد‪.‬‬
‫اس ِد‪ ،‬وعلَى علِي الْبح ِر اخْلِض ِّم والْبطَ ِل الْمج ِ‬
‫َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ ٍّ َ ْ‬
‫ف احْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َم ْقتُول ظُْل ًما ب َك ِّ َ‬

‫‪ )(1‬الصافات‪4-1 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ف بِالَْبَرايَا إِ ْذ َبَر ُاه ْم َو َبَّر‬ ‫ِ ِ‬


‫احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي لَطَ َ‬
‫ض ِم ِري‬‫الح َو َسَّر‪َ ،‬واطَّلَ َع َعلَى َ‬ ‫اح الْ َف ِ‬ ‫الح بَِر ِ‬‫الص ِ‬ ‫اح أ َْه ِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الَّ ِذي لَطَ َ ِ‬
‫ف بالَْبَرايَا إ ْذ َبَر ُاه ْم َو َبَّر‪َ ،‬و َر َّو َح أ َْر َو َ‬ ‫َْ‬
‫ف الْ َقلَ ُم‬ ‫َحيَا َوأَْف َقَر َوأَ ْغىَن َو َن َف َع َو َ‬
‫ضَّر‪َ &،‬ج َّ‬ ‫ات َوأ ْ‬ ‫ضى الشََّّر‪َ ،‬وأ ََم َ‬ ‫ضى اخْلَْيَر َوقَ َ‬ ‫َّر األَ ْشيَاءَ َف َق َ‬ ‫َسَّر‪َ ،‬وقَد َ‬
‫َم ْن َن َوى َو َسَّر َم ْن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ودهُ َعميِ ٌم قَد ْ‬
‫استَ َمَّر "‬ ‫يم َو ُج ُ‬ ‫وب الَْبَّر‪ ،‬لُطْ ُفهُ َعظ ٌ‬ ‫ب الْبَ ْحَر َوالْ َم ْر ُك ُ‬ ‫اسَت َقَّر‪ ،‬ب ُق ْد َرته َت ْقطَ ُع الْ َمَراك ُ‬
‫ضى األ َْمُر َو ْ‬ ‫بَِت ْقدي ِر ِه فَ َم َ‬
‫صري يرى يِف دجى اللَّي ِل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‬
‫الذ َّر‪َ ،‬عل ٌ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ضطََّر‪ ،‬بَ ٌ ََ‬ ‫ف الْ ُم ْ‬ ‫يع يَ ْس َم ُع الْ ُم ْدن َ‬ ‫ث أَ ْغَبَر لَ ْو أَقْ َس َم َعلَى اللَّه أل ََبَّر " مَس ٌ‬ ‫ب أَ ْش َع َ‬‫ُر َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت األ َْمَر األ ََمَّر‪َ ،‬ما أَلْطََفهُ بعبده يدعوه لرفع الضُِّّر‪.. .‬‬ ‫يم فَِإ ْن َسطَا َرأَيْ َ‬ ‫َصَّر‪َ ،‬حل ٌ‬ ‫بِانْك َسا ِر َم ْن نَد َم َوإِ ْ‬
‫صَرا ِر َم ْن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‬
‫َّم ُ‬‫ضى َع َاد اللَّْي ُل َو َكَّر‪ ،‬فَالْ َق َمُر آيَةُ اللَّْي ِل َوالش ْ‬ ‫َّه َار فَِإذَا ا ْن َق َ‬
‫اح َفَّر‪َ ،‬ويُنريُ الن َ‬‫الصبَ ُ‬‫الح َّ‬ ‫اق الظَّالم فَإذَا َ‬ ‫مَيُُّد ُر َو َ‬
‫جَتْ ِري لِ ُم ْسَت َقٍّر "‪.‬‬
‫ِِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫احتُلِ َّ‬
‫ت‬ ‫ُصلِّي َعلَى َر ُسوله حُمَ َّمد الَّذي َع َّم ْ‬ ‫اسَت َقَّر‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ب َد َّر‪َ ،‬وأُقُّر بَِو ْح َدانيَّته َع ْن َدل ٍيل قَد ْ‬ ‫أَمْح َ ُدهُ َعلَى إِْن َع ٍام ُكلَّ َما ْ‬
‫الز ِاه ِد فَ َما َغَّرهُ َما َغَّر‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن‬ ‫احبِ ِه أَيِب بَ ْك ٍر الْ ُمْن ِف ِق َحىَّت خَتَلَّ َل َو َز َّر‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر َّ‬ ‫ِرسالَتُه الْبحر والْبَّر‪ ،‬وعلَى ص ِ‬
‫َ ُ َ َْ َ َ َ َ َ‬
‫ط َف َفَّر‪.‬‬‫الَّ ِذي ْارَت َف َع بِالْ َكرِم َفَبَّر َوأ ََبَّر‪َ ،‬و َعلَى َعل ٍّي الَّذي َما أَقْ َد َم قَ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫اح ِد الْ َق ِد ِمي اجْلَبَّا ِر‬


‫احْل م ُد للَّ ِه الْو ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫اح ِد الْ َق ِد ِمي اجْل بَّا ِر‪ ،‬الْ َق ِاد ِر الْع ِظي ِم الْ َق َّها ِر‪ ،‬والْمَتعايِل عن در ِك اخْلَو ِ‬
‫اط ِر َواألَفْ َكا ِر‪ ،‬الْ ُمْن َف ِر ِد بِالْعِِّز‬ ‫احْل م ُد للَّ ِه الْو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫وق بِ ِسم ِة االفْتِ َقا ِر‪ ،‬فَأَظْهر آثَار قُ ْدرتِِه بِت ِ‬ ‫والْ َقه ِر واالقْتِ َدا ِر‪ ،‬الَّ ِذي وسم ُك َّل خَمْلُ ٍ‬
‫يع يَ ْس َم ُع ال‬ ‫َّها ِر‪ ،‬مَس ٌ‬ ‫صُّرف اللَّْي ِل َوالن َ‬ ‫ََ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ْ َ‬
‫الس ْو َد ِاء يِف اللَّْيلَ ِة الظَّْل َم ِاء‬
‫يب الن َّْملَ ِة َّ‬ ‫صا ِر‪ ،‬قَ ِادر م ِري ٌد ح ِكيم َعلِيم بِاأل ْ ِ ِ ِ‬
‫َسَرار‪ ،‬يُْبصُر َدب َ‬ ‫ٌُ َ ٌ ٌ‬
‫ِ‬ ‫َكاألَمْس ِ ِ‬
‫اع‪ ،‬بَصريٌ يُْبصُر ال َكاألَبْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ف يَ ْش ُكو َما بِِه ِم ْن أ ْ‬ ‫ني الْم ْدنِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َل َو َس َار ‪َ ،‬و َيَراهُ‬ ‫ضى األ َ‬ ‫احا لَ َّما قَ َ‬
‫وسى ك َف ً‬ ‫َضَرا ٍر‪َ ،‬كلَّ َم ُم َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى الْ َقار‪َ ،‬ويَ ْس َم ُع أَن َ ُ‬
‫الْ ُم ْؤ ِمنُو َن إِذَا َنَزلُوا َد َار القرار‪. .‬‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسولِِه حُمَ َّم ٍد َسيِّ ِد األَنْبِيَ ِاء األَطْ َها ِر‪،‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫أَمْح َ ُدهُ يِف ا ِإل ْعالن َوا ِإل ْسَرا ِر‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد بَِو ْح َدانيَّته بِأ َ‬
‫َص ِّح إِ ْقَرا ٍر‪َ ،‬وأ َ‬
‫يد الدَّا ِر‪َ ،‬و َعلَى َعلِ ٍّي املِْغ َوار‪.‬‬ ‫وعلَى أَيِب ب ْك ٍر رفِ ِيق ِه يِف الدَّا ِر والْغَا ِر‪ ،‬وعلَى عمر قَ ِام ِع الْ ُكفَّا ِر‪ ،‬وعلَى عثْما َن ش ِه ِ‬
‫ََ َُ َ‬ ‫َ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احْلَ ْم ُد للَّ ِه ُم َدبِِّر اللَّيَايِل َواألَيَّ ِام‬


‫الس ِ‬
‫الم‪،‬‬ ‫ُّوس َّ‬ ‫ك الْ ُقد ِ‬ ‫َعو ِام‪ ،‬الْمْن َف ِر ِد بِالْ َكم ِال والتَّم ِام‪ ،‬الْملِ ِ‬ ‫ف الش ُ ِ‬ ‫حْل م ُد للَّ ِه م َدبِِّر اللَّيايِل واألَيَّ ِام‪ ،‬ومصِّر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّهور َواأل ْ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫َج َس َام ‪ ،‬لَهُ ِ ِر َداءُ الْ ِكرْبِ يَ ِاء‬‫س ْس ٍم َفيُ ْشبِهُ األ ْ‬
‫َتَنَّزه جاللُه عن َدر ِك األَ ْفه ِام‪ ،‬و َتعاىَل َكمالُه عن إِحاطَِة األَوه ِام‪ ،‬لَي جِبِ‬
‫َْ ْ َ‬ ‫َ ُ َْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َْ َ‬
‫ب َع ْن مَسْعِ ِه‬ ‫ِ‬
‫ف الْ َكالم‪ ،‬ال َي ْعُز ُ‬ ‫َخ َفى الْ َق ْو ِل َوأَلْطَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَر َما يِف َب َواط ِن الْعُُروق َو َد َواخ ِل الْعظَ ِام‪َ ،‬ومَس َع أ ْ‬ ‫ِ‬
‫َوا ِإل ْعظَام‪َ ،‬وأَبْ َ‬
‫ب قَ ِد ٌير َش ِد ُ‬
‫يد‬ ‫يم ا ِإل ْن َع ِام‪َ ،‬و َر ٌّ‬ ‫الم‪ ،‬إِلَه ر ِح ِ‬
‫يم َعظ ُ‬ ‫ٌَ ٌ‬
‫ف الظَّ ِ‬ ‫ت ِس ْج ِ‬ ‫يب الن َّْم ِل حَتْ َ‬ ‫الم‪ ،‬وال خَي ْ َفى َعلَى ب َ ِ ِ‬
‫ص ِره َدب ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يف األَقْ َ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫َ‬
‫الر ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ف احْل كْم يِف ُفنُ ِ‬ ‫َحسن إِ ْح َكام األ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يح َوتَ ْسيريُ‬ ‫وب ِّ‬ ‫ض َوا ِإل ْبَرام‪ ،‬ب ُق ْد َرته ُهبُ ُ‬ ‫الن ْق ِ‬ ‫ون َّ‬ ‫صَّر َ ُ َ‬ ‫َح َكام‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫ور فَأ ْ َ َ‬ ‫َّر األ ُُم َ‬‫االنْت َقام‪ ،‬قَد َ‬
‫{و ِم ْن آيَاتِِه اجْلََوا ِر يِف الْبَ ْح ِر َكاأْل ْ‬
‫ِ (‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫َعاَل م}‬ ‫الْغَ َمام‪َ ،‬‬
‫ُصلِّي َعلَى َر ُسولِِه حُمَ َّم ٍد َش ِفي ِع األَنَ ِام‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫أَمْح َ ُده مَحْ ًدا يْب َقى َعلَى الدَّو ِام‪ ،‬وأُقُِّر بِو ْح َدانِيَّتِ ِه َكافِرا بِاأل ْ ِ‬
‫َصنَام‪َ .‬وأ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احبِ ِه أَيِب ب ْك ٍر أ ََّو ِل سابِ ٍق إِىَل ا ِإل ْس ِ‬
‫صِ‬
‫ش‬
‫ض َجْي َ‬ ‫الم‪َ ،‬و َعلَى عُ َمَر الَّذي َكا َن إِذَا َرآهُ الشَّْيطَا ُن َه َام‪َ ،‬و َعلَى عُثْ َما َن الَّذي أَْن َه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪.)2‬‬
‫َس ِد ِّ‬
‫الض ْر َغام‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الْعُ ْسَر ِة بَن َف َقته َوأَقَ َام‪َ ،‬و َعلَى َعل ٍّي األ َ‬

‫‪[)(1‬الشورى& ‪]32 :‬‬


‫‪)(2‬ملخصاً من ُمقدمات كتاب التبصرة البن اجلوزي‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل سامع السر والنجوى‬


‫احلمد هلل سامع السر والنجوى‪ ،‬وكاشف الضر والبلوى‪ ،‬ومغيث املتلهف قبل الشكوى‪ ،‬ومبلغ املؤمل غاية‬
‫أمله القصوى‪ ،‬يسوق الرزق يف الرب إىل الذر واألروى‪ ،‬كم أعطش عدله وكم أغبق فضله وأروى‪ ،‬من تفكر يف ذاته‬
‫وقع بعيد املهوى‪ ،‬ومن خالفه باتباع هواه ضره ما يهوى‪ ،‬ال ينظر إىل صور األعمال وإمنا يناله التقوى‪ ،‬مد أمد احللم‬
‫عن فرعون وقد أضل وأغوى‪ ،‬إىل أن غرق يوم اليم أين املنقلب واملثوى‪ ،‬كم آية صرحت وكم زاجرة لوحت فلم‬
‫ينتفع بالصريح وال الفحوى‪ ،‬بليت جوارحه وبقيت مقاحبه تروى‪ ،‬ويبس زرعه فخال ربعه وأقوى‪ ،‬وكم أهلكت‬
‫وح ِمن قَ ِبل إن َُّهم كانُوا ُهم أظلَ َم َوأَطغَى‪ ،‬واملؤتِف َكة أهوى) ‪.‬‬
‫وم نُ ٍ‬
‫الذنوب من كان أكثر منه وأقوى‪( ،‬وقَ َ‬
‫ُ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل ريب عقائد املوحدين فعرفوه ربا‬


‫احلمد هلل ريب عقائد املوحدين فعرفوه ربا‪ ،‬وصفى قلوب احملبني فصب معرفته يف قلوهبم صبا‪ ،‬وابتعث حممداً‬
‫فجعله خري من أقلته الغرباء وأظلته اجلربا‪ ،‬وحفظ دينه خبلفائه األربعة فكم ردوا إليه من تأىب‪ ،‬مث شرحه بأربعة أئمة‬
‫بثوه شرقاً وغرباً‪ ،‬أبو حنيفة ومالك والشافعي وقد أرىب‪ ،‬وأمحد الذي عز ضريبه ملا مُح ل لنصر القرآن ضربا‪ ،‬ورفعوا‬
‫الظُّلمة ونفعوا األمة ودفعوا الغمة وكفوا حربا ‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي أنشأ اآلدمي من ماء مهني ضعيف وقوى‬


‫احلمد هلل الذي أنشأ اآلدمي من ماء مهني ضعيف وقوى‪ ،‬وفتق أمعاءه للقوت فتقوى‪ ،‬بصنعته استدار املصري‬
‫وحتوى‪ ،‬وبشكر نعمته سجد املصلي وخوى‪ ،‬يصوركم يف األرحام وال يدرى آدم وال حواء‪ ،‬ال ينسى رزق احلمل‬
‫وال يهمل قوت النمل وال احليات يف الرمل تطوى‪ ،‬أجل فكرك يف أركانك وتدبر بناء بنانك ويكفي يف العرب نطق‬
‫ك األعلى‪ ،‬الّ ِذي َخلَ َق‬ ‫ِ‬
‫سم َربِّ َ‬
‫(سبِّح ا َ‬
‫لسانك كلما تلوى‪ ،‬فإذا عرفت ما أنعم به وأبلى‪ ،‬وتيقنت ما أسدى وأوىل‪َ ،‬‬
‫فَ َس ّوى)(‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬األعلى‪2-1 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي جل وجلى‬


‫احلمد هلل الذي جل وجلى‪ ،‬ودفع عمن لطف به كال‪ ،‬وتقدس عن مثل وشبه كال‪ ،‬يراه املؤمنون يف اجلنة إذا‬
‫ُصلِّي على نبيه املصطفى وعلى مجيع أصحابه وأيب بكر قبالً‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫جتلى‪( ،‬قد أفلَح من تَز َّكى‪ ،‬وذَ ِ‬
‫صلّى) ‪،‬وأ َ‬
‫سم َربِّه فَ َ‬
‫كر ا َ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫وعلى عمر الذي مل تدع هيبته لكسرى عقالً‪ ،‬وعلى عثمان الذي فضله يف اإلسالم جتلَّى‪ ،‬وعلى علي الذي ما أقدم‬
‫قط فتوىَّل‬

‫‪)(1‬األعلى‪15-14 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي بت الفكر عن عرفان جالل ذاته بتا‬


‫احلمد هلل الذي بت الفكر عن عرفان جالل ذاته بتا‪ ،‬وبث القدر يف األحوال فكم مصيف ما شتا‪ ،‬بطش ففت‬
‫اجلبال الشم الصم بقهره فتا‪ ،‬وأنعش فلم ينته عفوه حىت اخلطايا حتا‪ ،‬أخرج يوسف من السجن بفضله وحبس بفضله‬
‫لشىَّت ) (‪.)1‬‬ ‫هار إذا جَتَلَّى‪ ،‬وما َخ َ‬
‫لق ال َذ َكَر واألُنثَى‪ ،‬إن َسعيَ ُكم َ‬ ‫غشى‪ ،‬والنَ ُ‬
‫الليل إذا يَ َ‬
‫(و ُ‬ ‫يونس بن مىت‪َ ،‬‬

‫‪ )(1‬الليل‪4-1 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي ميهل وال خياف فواتا‬


‫احلمد هلل الذي ميهل وال خياف فواتا‪ ،‬الذي قال للكون كن فواتى‪ ،‬مجع بقدرته من املختلفات أشتاتاً‪ ،‬وفرق‬
‫بني اإللفني وكم باتا‪ ،‬وقسر بقهره من تكرب وتعاتى‪ ،‬كم مطمئن يف عزته أخذه بعزته َبيَاتا‪ ،‬يعلم ضمائر القلوب‬
‫ويسمع أصواتا‪ ،‬ال ينقصه من ملكه ما وهب وآتى‪ ،‬جعل مهر األخرى طالق الدنيا بتاتا‪ ،‬وأعلم الزاهدين أهنا ال‬
‫تستطيع ثباتا‪ ،‬مد األرض وأثبتها باجلبال إثباتا‪ ،‬وأخرج منهاجاً وأباً جعله أقواتا‪ ،‬وصريها مساكن اخللق تُربِّيهم صغاراً‬
‫األرض‬
‫َ‬ ‫ض ُّم ُه ْم ُرفاتا‪ ،‬وكتب لفناء ساكنيها عمراً مقدراً وميقاتا‪ ،‬فقضى هلم حياة وقضى عليهم مماتا‪( ،‬أمل جَن َع ُل‬
‫وتَ ُ‬
‫كِفاتا‪ ،‬أحياءً وأمواتا)(‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬املرسالت‪26-25 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي يكشف الكرب يغيث‬


‫احلمد هلل الذي يكشف الكرب يغيث‪ ،‬ويروح بالفرج قلب اللهيث‪ ،‬وعيده بطيء ووعده حثيث‪ ،‬أنزل القرآن‬
‫فجحده الوليد وكم تبع اخلبيث‪ ،‬وادعى مسيلمة معارضته فإذا يف الرجل ختنيث‪ ،‬وافتضح ذو اخلمار فسقطت النقطة‬
‫من امسه وميث‪ ،‬هؤالء ملا هلكوا وأخذ املبتدعة املواريث‪ ،‬ما يرضى هلم طوفان نوح وريح ٍ‬
‫عاد فاصرب يا مسرتيث‪،‬‬
‫ِ ِ (‪.)1‬‬
‫ب هِبَذا احلَديث)‬ ‫انتدب احلق بنفسه جلاحد كالمه مبن يستغيث‪( ،‬فَ َذريِن َ‬
‫ومن يُ َك ِّذ ُ‬

‫‪ )(1‬القلم‪44 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي أجزل النعم وبثها بثا‬


‫احلمد هلل الذي أجزل النعم وبثها بثا‪ ،‬فكم كشف كرباً وكم رفع بثا‪ ،‬وكم قوى أمالً كان قد رثا‪ ،‬أنزل من‬
‫السماء ماء فسقى حرثا‪ ،‬وأخرج لبناً قد جاور دماً وفرثا‪ ،‬فردى به نفوساً كانت عطشى غرثى‪ ،‬أنشأ اجلبال صماً مث‬
‫يعيدها هباء منبثا‪ ،‬وكم توىَّف طفالً وما بلغ حنثا‪ ،‬وجازى باألعمال فيها يثىن ويثىن‪ ،‬أقام العابدين يبعثون نوق اجلد‬
‫عامل ِمن ُكم ِمن ذَك ٍر‬
‫يع َع َم َل ٍ‬ ‫ِ‬
‫جاب هَلُم َربُّ ُهم أيِّن ال أُض ُ‬
‫وحيذرون بعثا‪ ،‬فكلما حركهم اخلوف زادوا املطي حثا‪( ،‬فاستَ َ‬
‫أو أُنثى)(‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬آل عمران‪195 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي أنشأ بقدرته األبدان واملهج‬


‫احلمد هلل الذي أنشأ بقدرته األبدان واملهج‪ ،‬على غري مثال يكفي يف الدليل واحلجج‪ ،‬مجع يف األجساد الضد‬
‫والضد فازدوج‪ ،‬وبث العظام الصغار ونسج‪ ،‬وخلق العيون وأحسن يف تركيبها الدعج‪ ،‬وصاهنا يف مستقر يشبه‬
‫األزج‪ ،‬وحجز بني ماء العني وماء األذن وماء الفم فما امتزج‪ ،‬وأقام اهلدب تذب عنها ما دب ودرج‪ ،‬وجعل للقدم‬
‫أمخصاً عليه أنني مكروب يرجو الفرج‪ ،‬ويبصر يف سواد الليل سواد السبج‪ ،‬وسواء عند علمه ما على وجه األرض‬
‫(وما َج َع َل َعلي ُكم يِف الدِّي ِن ِمن َحَر ِج)(‪ ، )1‬ويقول يف الدجى هل من سائل فيقضي‬
‫وما يف اللجج‪ ،‬لطف بعباده َ‬
‫احلوج‪ ،‬أوقد نريان حمبته فلها يف قلوب أحبته وهج‪ ،‬فالقلب باحلب حمرتق والصدر بالرضا قد ثلج‪ ،‬فهم يرتمنون‬
‫بكالمه حىت يرون الفجر قد انبلج‪ ،‬كالمه قدمي فمن خرج إىل دعوى حدثه خرج‪ ،‬به نزل جربيل وألجله عرج‪،‬‬
‫(قُرآناً َعَربيّاً َغ َري ِذي ِع ٍ‬
‫وج)(‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬احلج‪78 :‬‬

‫‪ )(2‬الزمر‪28 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي بيده اخلسر والربح‬


‫احلمد هلل الذي بيده اخلسر والربح‪ ،‬والصرب والنجح‪ ،‬والغضب والصلح‪ ،‬والدجى والصبح‪ ،‬له احلمد والثناء‬
‫واملدح‪ ،‬ومنه يرجى العفو ويطلب الصفح‪ ،‬قضاءه ينيل األغراض ال الكدح‪ ،‬فهم سليمان احلكم إذ نفش السرح‪،‬‬
‫فغلب اخللق ومن قهره الصرح‪ ،‬أسعد وأشقى وأفقر وأغىن ويطول الشرح‪ ،‬والناس كاألرض فمنها احلزن والسهل‬
‫العذب وامللح‪ ،‬والطباع خمتلفة ففيها الكرم والشح‪ ،‬واأليدي متفاوتة فمنها الشح والسمح‪ ،‬علق القصاص باحلد فسهل‬
‫القتل واجلرح‪ ،‬وأثاب اخلليل بالتسليم وما جرى الذبح‪ ،‬فمن أراج حلاق الفاضلني صرب وآيس ذا باإللزام والطرح‪،‬‬
‫رح)(‪. )1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(الَّ ِذ ِ‬
‫أصاب ُهم ال َق ُ‬
‫والر ُسول من بَعد ما َ‬
‫ين استَجابوا هلل َ‬
‫َ‬

‫‪ )(1‬آل عمران‪172 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي تسبحه األعيان املائعة واجلامده‬


‫احلمد هلل الذي تسبحه األعيان املائعة واجلامده‪ ،‬والعيون اجلارية والراكدة‪ ،‬والعيون املتيقظة والراقده‪ ،‬والقلوب‬
‫القلقة والبارده‪ ،‬أسجد املالئكة آلدم ال إهنا عائده‪ ،‬وجنى نوحاً وأغرق األمم اجلاحده‪ ،‬وسلم اخلليل يوم النار‬
‫فأصبحت خامدة‪ ،‬وكلم موسى كفاحاً وأعظم هبا فائدة‪ ،‬وأحيا املوتى لعيسى وأنزل املائدة‪ ،‬وقدم حممداً فما ولدت‬
‫مثله والده‪ ،‬ودحر الشياطني ملبعثه فذلت املارده‪ ،‬وأطلق سيوفه يف أعدائه فأصبحت حاصده‪ ،‬وجعل أمته على األمم‬
‫فس ِ‬
‫واح َدة)(‪. )1‬‬ ‫الناس اِتَّقوا َربَّ ُكم الَّ ِذي َخلَ َق ُكم ِمن نَ ٍ‬
‫قبلها شاهده‪( ،‬يا أيُها ُ‬

‫‪ )(1‬النساء ‪1 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي فطر األشياء ال على مثال فيقال احتذى‬


‫احلمد هلل الذي فطر األشياء ال على مثال فيقال احتذى‪ ،‬وتقدس عن مشاهبة األجناس فال يقال هو كذا‪ ،‬قدمي‬
‫األوصاف وقد تنزه وجودها عن إذا وإذا‪ ،‬من وصفه بغري ما وصف به نفسه َه َذا ‪ ,‬كلم موسى كفاحاً وإمنا خرج‬
‫للجذا‪ ،‬فقربه جنيا وأمره بالبقاء احلذا‪ ،‬ساق األزراق إىل اخلالئق ودبر جماري الغذا‪ ،‬وأحب مكارم األخالق وكره‬
‫ص َدقاتِ ُكم بِ ِّ‬
‫املن‬ ‫ِ‬
‫ذين َآمنوا ال تُبطلوا َ‬‫َّ‬
‫الفحش والبذا‪ ،‬هنى عن املن يف العطاء لتسلم عيون الصدقات من قذا‪( ،‬يا أيُّها ال َ‬
‫(‪)1‬‬
‫واألذَى)&‬

‫‪ )(1‬البقرة‪264 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي أظهر الدليل على وجوده وأبرزه‬


‫احلمد هلل الذي أظهر الدليل على وجوده وأبرزه‪ ،‬وأقام علم اهلدى على منار النظر وركزه‪ &،‬وأزعج الغافل عنه‬
‫باملوعظة ووكزه‪ ،‬قسم األرزاق فكم ذي قوة قد حترزه‪ ،‬حمصور عن مراده وإن طلبه أعوزه‪ ،‬وكم موسع عليه قد‬
‫فضل عنه ما أحرزه‪ ،‬فسبحان من جعل هذا فتنة ألرباب املعجزة‪ ،‬واخلامل يغيب املذكور وينسى من أنشزه‪ ،‬واجلاهل‬
‫لكل مُهَز ٍة لُ َمَزه)(‪. )1‬‬
‫يل ّ‬‫(و َ‬
‫يغمز العامل وما يفيء العقاب بالنزه َ‬

‫‪ )(1‬اهلمزة‪1 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي خلق اليوم وأمسه‬


‫احلمد هلل الذي خلق اليوم وأمسه‪ ،‬وقمر الكون ومشسه‪ ،‬وآدم بيده وما مسه‪ ،‬عرفه املوحد فنزه قدسه‪ ،‬وجهله‬
‫املشبه فاستفىت حسه‪ ،‬فقاس اخلالق باألشياء احملسه ‪ ،‬وجحد املعطل صفاته فما أخسه‪ ،‬ادفع املعطل بيديك واحلق‬
‫باملشبه رفسه‪ ،‬فالنصر للموحدين يف الدين حبفظ اهلل صاحب الشمسه‪ ،‬كم عثر مبتدع والسنة تصيح به تعسه‪،‬‬
‫فس ما َع ِملَت ِمن‬ ‫(يوم جَتِ ُد ُّ‬
‫كل نَ ٍ‬ ‫وسيحضر يوم احلساب ويرى جزاء ما انتحل وافرتى‪ ،‬إذا ذهب عن عينيه الكرى َ‬
‫(‪)1‬‬
‫فسهُ)‬ ‫ِّ‬ ‫ود لو َّ‬ ‫خ ٍري حُم ضراً‪ ،‬وما ع ِملَت ِمن س ٍ‬
‫أن بَينَها وبَينهُ َأمداً بَعيداً وحُيَذ ُر ُكم اهللُ نَ َ‬ ‫وء تَ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪ )(1‬آل عمران‪30 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي صور الصور وما باشر وال مس‬


‫احلمد هلل الذي صور الصور وما باشر وال مس‪ &،‬وعلم البواطن وما ملس وال جس‪ ،‬مسع ورأى وال يقال أحس‪،‬‬
‫جل عن صاحبة وولد وكذب القس‪ ،‬افرتت اليهود والنصارى وجاحد القرآن أخس‪ ،‬هو منهم بال شك غري أنه يف‬
‫املسلمني يندس‪ ،‬أخيال يعرتي املبتدع أو جنون أو مس‪ ،‬أيعلم جاحد القرآن أنه قد عادى من أهلك (عاداً ومَثُوداً‬
‫(‪)1‬‬
‫س)‬
‫الر ِّ‬
‫وأصحاب َ‬
‫ُ‬

‫‪ )(1‬الفرقان‪38 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي رفع السقف وبسط الفراش‬


‫احلمد هلل الذي رفع السقف وبسط الفراش‪ ،‬وقسم الرزق فنال األسد والفراش‪ ،‬والطري الكاسب والضعيف‬
‫اخلفاش‪ ،‬والفرخ يف الوكر على ضيق األعشاش‪ ،‬كل دبر له ما قدر له من املعاش‪ ،‬فال ينقص بضعف الضعيف وال‬
‫يزيد بقوة البطاش‪ ،‬شكى إليه القفر الفقر وبالغ يف اإلجهاش‪ ،‬فساق إليه السحاب فسقى األراضي العطاش‪ ،‬وأنعشه‬
‫رش) ال كما يف النفوس من جلوس وافرتاش‪ ،‬عظيم إذا سار العقل إىل‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫ست َوى َعلى َ‬
‫بغرضه من مرضه أي إنعاش‪( ،‬ا َ‬
‫عظمته حار وطاش‪.‬‬
‫راض بقضائه إذا جاش اجلاش‪ ،‬وأصلي على رسوله الذي عرج به وجربيل الفراش‪ ،‬وعلى صاحبه‬ ‫أمحده محد ٍ‬
‫أيب بكر الذي قوى اإلسالم جبده وانتاش‪ ،‬وعلى عثمان جمهز جيش العسرة باجليش والرياش‪ ،‬وعلى علي الراقد ليلة‬
‫اهلجرة على الفراش‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي رفع بقدرته مساء وسطح بصنعته أرضا‬


‫احلمد هلل الذي رفع بقدرته مساء وسطح بصنعته أرضا‪ ،‬وأجرى القدر مبشيئته فاسخط وأرضى‪ ،‬ودبر األمور‬
‫بإرادته إبراماً ونقضا‪ ،‬وتصرف يف األكوان حبكمته طوالً وعرضا‪ ،‬ووعد املكلفني بعدل أقضيته حساباً وعرضا‪ &،‬وهنى‬
‫املسلم أن يستلب من إخوانه ماالً أو عرضا‪ ،‬فإذا رأيتم من زل هبفوة فلريحم املعاىف املرضى‪( ،‬اِجتَنِبوا َكثِرياً ِمن الظَ ِّن‬
‫(‪)1‬‬
‫عض ُكم بَعضاً)‬
‫عض الظَ ِّن إمثُ وال جَتَ َّسسوا وال يَغتَب بَ ُ‬ ‫َّ‬
‫إن بَ َ‬

‫‪ )(1‬احلجرات‪12 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي أنشأ النفوس مريضة وممروضه&‬


‫احلمد هلل الذي أنشأ النفوس مريضة وممروضه‪ ،‬وملتزمة فعل اخلري وأخرى حمضوضه‪ &،‬خلق األموال وسيلة إىل‬
‫احملبوبات املعروضة‪ ،‬فاحفظوها وما أظن نصيحيت مبغوضة‪ ،‬كم من معامل خيانته تقرض أمانته قرض البعوضة‪ ،‬فقد‬
‫عشنا حىت رأينا األمانات املفروضة مرفوضة‪ ،‬فاشهدوا فرب عزمية على األداء باتت منقوضه (وإن ُكنتُم َعلى َسف ٍر ومل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جَت دوا كاتباً فَ ِرها ُن َمقبُ َ‬
‫وضه)&(‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬البقرة‪283 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي أجرى القضاء كما شاء ضراً ونفعا‬


‫احلمد هلل الذي أجرى القضاء كما شاء ضراً ونفعا‪ ،‬وبث القدر على ما أراد إعطاء ومنعا‪ ،‬ال مثل له وال شبه‬
‫فاعلم قطعا‪ ،‬ال إله إال هو يسأل ويدعى‪ ،‬خلق اإلنسان من نطفة إىل علقة فاعدد سبعا‪ ،‬بينا يرى قطرات ماء إذا هو‬
‫يبطش ويعسى‪ ،‬وإذا حركات لسانه تعرب خفضاً ورفعا‪ ،‬مث قضى باملمات فإذا األقدار تدفعه دفعا‪ ،‬ويرى منجل‬
‫وج يِف بَ ٍ‬
‫عض‬ ‫اهلالك حيصد من األبدان زرعا‪ ،‬مث جاءت صيحة القيامة فقام كل الصرعى‪( ،‬وتركنا بعضهم ي ٍ‬
‫ومئذ مَي ُ‬
‫َ َُ َ َ‬
‫الصو ِر فَ‬ ‫ِ‬
‫جمعناهم مَج عا)(‪. )1‬‬
‫ُ‬ ‫ونُف َخ يِف ُ‬

‫‪ )(1‬الكهف‪99 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الغين يف إجياده عن التكلف‬


‫احلمد هلل الغين يف إجياده عن التكلف‪ ،‬العادل يف أفعاله والتصرف‪ ،‬اجلائد باألنعام الزائد والتعطف‪ ،‬القائل للشيء كن‬
‫بأدلة تشفي أهل التعرف ‪ ,‬أوصافه مأخوذة عن األنبياء ال عن أهل التفلسف‪،‬جل‬ ‫فيكون بال توقف‪ ،‬تعرف إىل خلقه ٍ‬
‫من كرمي يغيث املستغيث ويرحم التلهف‪ ،‬وحيب التواضع ويكره التعجرف‪ ،‬ويبغض التلطخ باخلطايا وحيب التنظف‪،‬‬
‫ويؤثر سهل األخالق ال شراسها يف التقشف‪ ،‬أغىن وأفقر فليحد الواجد للسؤال وأهل التشوف‪( ،‬لل ُف َق ِ‬
‫راء الَّ ِذين‬
‫التعف ِ‬
‫ُّف)& (‪.)1‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضرباً يِف‬ ‫ُحصروا يِف س ِ ِ‬
‫أ ِ‬
‫األرض حَي َسُب ُهم اجلاه ُل أغنياءَ من َ َ‬ ‫بيل اهلل ال يَستَطيعُون َ‬ ‫َ‬

‫‪ )(1‬البقرة‪273 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫ك‬‫لك وال َفلَ ُ‬‫احلمد هلل الذي يسبحه ال ُف ُ‬


‫عبد هلك‪ ،‬وإذا‬ ‫والفَلك‪ ،‬والنور واحللك‪ ،‬والسبيل ومن سلك‪ ،‬إذا أعرض عن ٍ‬ ‫لك َ‬ ‫احلمد هلل الذي يسبحه الفُ ُ‬
‫أعان فقرياً ملك‪ ،‬توحد باألقضية فما فيها مشرتك‪ ،‬خصك بالتقدمي على املالئكة وأمرك‪ ،‬وأعطاك سالح اجلهاد وأقام‬
‫املعرتك‪ ،‬فقبلت نفسك باخلطايا فعلى من الدرك‪ ،‬وبارزته بالذنوب كأنه مل يرك‪ ،‬وأقدمت على خالفه فما أجسرك‪،‬‬
‫ومسعت وصف عذابه فما أصربك‪ ،‬ولقد كنت صغرياً مطيعاً فماذا غريك‪ ،‬إن اختطفت قوياً وإال قاسيت كربك‪ ,‬فامسع‬
‫وق اِثنَت ِ‬
‫ني َفلَ ُهن ثُلُثا‬ ‫ني فإن ُك َّن نِساءً فَ َ‬
‫ظ األُنثَي ِ‬ ‫أوالد ُكم لِ َّ‬
‫لذ َك ِر ِمثل َح َّ‬ ‫ِ‬ ‫قسمة ما لك يا من قد أنفرك‪( ،‬ي ِ‬
‫وصي ُكم اهللُ يِف‬‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ما تَرك)(‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬النساء ‪11 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي قسم الزروع الناشيه بني الناطق واملاشية‬


‫احلمد هلل الذي قسم الزروع الناشيه بني الناطق واملاشية‪ ،‬وأحصى خطوات األقدام املاشية إىل األغراض‬
‫املتناشيه‪ ،‬األسرار عند علمه ظاهرة فاشيه‪ ،‬واألشياء عند أمره ب ُكن متالشية‪ ،‬يبصر األلباب وقد كانت من قبل غاشيه‪،‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫يث ِ‬
‫الغاشيَة)‬ ‫وأزعج القلوب بتخويفه فأصبحت خاشيه‪( ،‬هل َ ِ‬
‫أتاك َحد ُ‬

‫‪ )(1‬الغاشية ‪1 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي عزته قاهرة ساطية‬


‫احلمد هلل الذي عزته قاهرة ساطية‪ ،‬أخذ قوم نوح فما أبقى منهم باقية‪ ،‬وأراح الريح على ٍ‬
‫عاد فعادت هلم‬
‫صرصراً عاتية ‪ ،‬وأهلك مثوداً إذ أصبحت لعقر الناقة متعاطية‪ ،‬ورحم أمة كانت على فاحش الوطء متواطيه‪ ،‬وأغرق‬
‫فرعون فما ردت عنه داره الشاطيه‪ ،‬وخسف بقارون فإذا منازله العاليه دانية‪ ،‬وهتك سرت بلعام فإذا يف باطنه باطية‪،‬‬
‫وبني سبب هالكهم ففهم األبله‪( ،‬وجاء فِرعو ُن ومن قَبلَه واملؤتَِفكات بِ ِ‬
‫اخلاطئة) (‪.)1‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ ُ‬ ‫ََ‬

‫‪ )(1‬احلاقة‪9 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل املقدس عن األبوة املنزه عن البنوه‬


‫احلمد هلل املقدس عن األبوة املنزه عن البنوه‪ ،‬العزيز ذي البطش والقوة‪ &،‬الكرمي ورمحته مرجوه‪ ،‬نقش النطفة‬
‫وهي يف القرار خمبوة‪ ،‬ورقى الطفل باللطف إىل مرتبة الصبوة‪ ،‬مث نقله إىل الكهولة يهوي يف هوه‪ ،‬وفاوت يف املعاين‬
‫عف مُثَّ جعل ِمن ب ِ‬
‫ض ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عد‬ ‫ََ َ َ‬ ‫بني أهل النبوة والبنوة‪ ،‬وقد شرحت حالة اإلنشاء يف اآلية املقروة‪( &.‬اهللُ الَّذي َخلَ َق ُكم من َ‬
‫ض ٍ‬
‫عف ُق َّوة)(‪. )1‬‬ ‫َ‬

‫‪ )(1‬الروم‪54 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي حرك ضروب العزائم يف أرض اجملاهدة فضربن‬


‫احلمد هلل الذي حرك ضروب العزائم يف أرض اجملاهدة فضربن‪ ،‬وأهنض مهم العاملني فنصنب وانتصنب فأثنب ملا‬
‫وثنب‪ ،‬وأزعج بالوعيد نفوس اخلائفني فانتدبن لذكر الزلل ملا بدين‪ ،‬ونثر العطايا على املؤمنني واملؤمنات فأصابوا‬
‫وأصنب‪ ،‬وفضل الرجال يف اجلملة على النساء وإن فهمن وتأدبن‪ ،‬ورب ناقصة متت وقد يصعدن وإن رسنب‪ ،‬فلريض‬
‫يب مِم َّا‬ ‫ض ُكم علَى بع ٍ ِ ِ ِ‬
‫ض ل ِّلر َجال نَص ٌ‬
‫ِ‬
‫َّل اللَّهُ بِه َب ْع َ ْ َ َ ْ‬
‫{واَل َتتَ َمن َّْوا َما فَض َ‬
‫كل بالقضاء فباآلفات ال بالذوات ترى الغنب‪َ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يب مِم َّا ا ْكتَ َسنْب َ }‬ ‫ا ْكتَسبوا ولِلن ِ ِ‬
‫ِّساء نَص ٌ‬
‫َُ َ َ‬

‫‪[)(1‬النساء ‪]32 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي ال تأخذه سنة وال نوم‬


‫باق يفىن وله وحده الدوم‪ ،‬ومن أجله‬‫احلمد هلل الذي ال تأخذه سنة وال نوم‪ ،‬وال تغريه سنة وال يوم‪ ،‬وكل ٍ‬
‫الصالة والزكاة واحلج والصوم‪ &،‬يغضب على قوم ويرضى عن قوم‪ ،‬اشرتى من املؤمنني أنفسهم فانعقد البيع بال سوم‪،‬‬
‫أورد األحباب مشرع اهلدى من غري حبث منهم وال حوم‪ ،‬وغمسهم يف حبر التكاليف ومنه تعلموا العوم‪ ،‬كما بلغ‬
‫أهل الكهف أقصى األمل ومنتهى الروم‪ ،‬ناموا على سدة السيادة واملالئكة تقلب القوم‪ ،‬فلما استيقظوا فأنكروا من‬
‫هم‪ِ ِ َ ،‬‬
‫(قال قائل م ُنهم َكم لَبِثتُم قالوا لبِثنا يَوماً أو بَ َ‬
‫عض يَوم)(‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬الكهف‪19 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل خالق النظر والكمه‬


‫احلمد هلل خالق النظر والكمه‪ ،‬ورازق احلرة واألمة‪ ،‬مقدر الرشاد والعمة‪ ،‬الذي أنشأ اآلدمي وقومه‪ ،‬وشق‬
‫مسعه وبصره وفمه‪ ،‬وكلفه ما شاء وألزمه‪ ،‬وفرض عليه ما أراد وحتمه‪ ،‬وأخره إذا شاء وقدمه‪ ،‬وأنعم على الغين‬
‫وابتلى الفقري وما ظلمه‪ ،‬فليصرب على مقاساة األغنياء فإن القوم ظلمه‪ ،‬أمل تسمع كيف احتجوا للمدافعة لقلة املرمحة‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أطع َمه)&‬ ‫ِ‬
‫(أنُطعم َمن لو يَشاءُ اهللُ َ‬

‫‪ )(1‬يس‪47 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫أعز من جلأ إليه حيتمي‬


‫احلمد هلل الذي ّ‬
‫ينتمي‪,‬جل عن نظري وشبيه ومسي‪ ،‬أقر‬
‫َّ‬ ‫أعز من جلأ إليه حيتمي‪ ،‬وشرف من إىل طاعته‬
‫احلمد هلل الذي ّ‬
‫بوحدانيته حلمي ودمي‪ ،‬وأعلمين وجودي أنه أخرجين من عدمي‪ ،‬وعجز عن اإلحاطة بصفاته ذهين وفهمي‪ ،‬يستغيث‬
‫املريد صائحاً‪ :‬أيقظ مهي‪ ،‬واملنيب إىل بابه ‪ :‬ثبت قدمي‪ ،‬والسالك يف طريق مرضاته ‪ :‬قوي عزمي‪ ،‬أجيحد‬ ‫بعونه ُ‬
‫(عصاي أتَوكأ‬‫العاقل احلق وسيفي يف يدي وحتيت أدمهي‪ ، ،‬سوط السنة بيدي أضرب به من إىل البدع ينتمي‪ ،‬هذه َ‬
‫ش هِب ا َعلى َغنَ ِمي)(‪. )1‬‬
‫وأه ُّ‬
‫َعليها ُ‬

‫‪ )(1‬طه‪18 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي أخرج البذر وريب طفيله‬


‫احلمد هلل الذي أخرج البذر وريب طفيله‪ ،‬وشق النواة عن طافة خضراء فصارت خنيلة‪ ،‬فإذا اشتكى الزرع قلة‬
‫املاء أرسل سيله‪ ،‬فعم بالنعم اخلالئق وأغىن العيله‪ ،‬تاب على قوم يونس وأهلك أهل أيلة ‪ ,‬قدم نبينا فأطال يف الفضل‬
‫ذيله‪ ،‬واختار لنصرته األنصار بين قيله‪ ،‬وكسر كسرى وملكهم رجله وخيله‪ ،‬كالمه مسموع فويل للمنكر ويله‪ ,‬أتى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(وواعدنا ُموسى ثالثني لَيلةً وأمتمناها بِ َعش ٍر فتَم م ُ‬
‫يقات‬ ‫َ‬ ‫موسى ناراً يطلب منها شعيله‪ ،‬فكلم ربه وأمره أن خيلع نعيله‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َربِِّه أربعِني لَيلة)‬

‫‪ )(1‬األعراف‪142 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي ينفق ويرفق‬


‫احلمد هلل الذي ينفق ويرفق‪ ،‬ويسوق األقوات إىل املخلوقات ويرزق‪ ،‬يبعث السحاب وفيه الربق يربق‪ ،‬فينزل‬
‫القطر فيورق الغصن وينسق‪ ،‬ويفتح أكمام النبات بقدرته ويفتق‪ ،‬وجيمع بني األضداد إذا شاء ويفرق‪ ،‬ويعلم بالنهار‬
‫ما حيدث وبالليل ما يطرق‪ ،‬بإرادته تصري البيضة فرخاً ومبشيئته مترق‪ ،‬يعلم خائنة الطرف حني يسارق ويرمق‪ ،‬يثيب‬
‫املخلص والرياء عنده ال ينفق ‪ ،‬حيب املطيع ويبغض من يفسق‪ ،‬يرمي بنبل هجره من أعرض عنه ويرشق‪ ،‬له كتاب‬
‫وسنة وخمالفهما ميرق‪ ،‬جيهل من يشبهه مبصنوعاته وخيمن (أفَ َمن خَي لُ ُق كمن ال خَي لُق) (‪.)1‬‬

‫‪ )(1‬النحل‪17 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل املالك والكل مملوك‬


‫احلمد هلل املالك والكل مملوك‪ ،‬الرازق فرزقه يعم الغين والصعلوك‪ ،‬اختار حممداً من اخللق فهو كالذهب‬
‫املسبوك‪ ،‬وأوضح دالئله كإيضاح الطريق املسلوك‪َّ ،‬‬
‫وأذل به اجلبابرة الشم امللوك‪ ,‬وأنزل عليه كالماً إذا قرأته افتخر‬
‫فوك‪ ،‬وما دمت تقرؤه فالوقار يعلوك‪ ،‬فهو يتلى يف الصلوات من الغسق إىل الدلوك‪ ،‬فيا من حيب األخرى ويهجر‬
‫الدنيا الفروك‪ ،‬ال ميل حادي تالوته السري وال خيتار الربوك‪ ،‬عارضه مسيلمة بقرآن قرأه على ابن مرتوك‪ ،‬فلو سكت‬
‫ورمحتُهُ هلََّمت طائِفةُ‬
‫ليك َ‬
‫كان مستوراً غري أن اهلل يفضح املعتوك‪ ،‬ونسج األعداء ثوب معاداته‪( ،‬ولوال فَضل ِ‬
‫اهلل َع َ‬ ‫ُ‬
‫ِمنهم أن ي ِ‬
‫ضلُّ َ‬
‫وك)(‪. )1‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪ )(1‬النساء‪113 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل القاسم املرزق واجلالب للقوت‬


‫احلمد هلل القاسم املرزق واجلالب للقوت‪ ،‬القادر فال يعجزه شيء وال يفوت‪ ،‬املوصوف بالقدم وبالكرم‬
‫منعوت‪ ،‬العامل مبا فوق الفوق وحتت التحوت‪ ،‬له العز والكربياء وامللكوت‪ ،‬وإليه املرجع والرغبوت‪ ،‬ومنه اخلوف‬
‫واحلذر والرهبوت‪ ،‬إذا حدق الفكر حنو عظمته رجع وهو مبهوت‪ ،‬صرعت أقداره العتاة فهلك إبليس وماروت‪&،‬‬
‫ورفع إنعامه احملتقرين فملك على ضعفه& طالوت‪ ،‬وقوت إعانته املنكسرين فقتل داود جالوت‪ ،‬ينفخ يف الصور فيقوم‬
‫من القبور األموات اخلفوت‪ ،‬ويناقش يف السؤال فإذا الفصيح صموت‪ ،‬واعجباً هلذا العظيم يعبد معه صنم منحوت‪،‬‬
‫موصوف بالكالم وقد جل عن وصف السكوت‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل القدمي فال يقال مىت‬


‫احلمد هلل القدمي فال يقال مىت‪ ،‬القاهر بعز سلطانه كل جبار عتا‪ ،‬احملمود على أي قضاء منه أتى‪ ،‬قرب موسى‬
‫جنيا فقرت عني الفىت‪ ،‬وأرسله مبعجز العصا إىل من عصى فنسخ حبقه باطلهم نسخ الصيف الشتا‪ ،‬فلو رأيت أعداءه‬
‫ف ما صَنعوا إِمَّنَا صَنعوا َكي ُد س ِ‬
‫اح ٍر‬ ‫{وأَلْ ِق َما يِف مَيِينِ َ‬
‫َُ ْ َ‬ ‫ك َتْل َق ْ َ َ ُ‬ ‫قد مجعوا واجتمعوا‪ ،‬فنادى لسان النصر ولكن ما مسعوا‪َ ،‬‬
‫ث أَتَى} (‪.)1‬‬
‫احُر َحْي ُ‬ ‫َواَل يُ ْفلِ ُح َّ‬
‫الس ِ‬

‫‪ )(1‬طه‪69 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل اخلالق فال شريك يف خلقه وصنعه‬


‫احلمد هلل اخلالق فال شريك يف خلقه وصنعه‪ ،‬الرازق املانع فال معطي ملنعه‪ ،‬صرف العبد كما شاء بني ضره‬
‫ونفعه‪ ،‬وقضى له وعليه مبا ال وجه لدفعه‪ ،‬أخرج البذر بقدرته فهو املتوىل زرعه‪ &،‬وساق العنان إىل حضرته فبذل يف‬
‫خدمته قدر وسعه‪ &،‬فالرعد يزجمر بصوته والربق خيوف بلمعه‪ ،‬والقطر مغربل بنزيل وقعه‪ ،‬وعني السحاب تبكي صب‬
‫الصب لدمعه‪ ،‬واألرض تضحك إىل الغمام إذا واصلها بعد قطعه‪ ،‬فطفل البذر ميتص امتصاص الفصيل من ضرعه‪،‬‬
‫وكف القدرة للحب يصف وقد وكل احلب بطلعه‪ &،‬وعروس الثرى تزف يف الربيع خدر كانون إىل ربعه‪ ،‬فتجلى على‬
‫بعل البصر حتريكاً لطبعه‪ ،‬واحلمام يشكر ويشكو فقد اإللف بسجعه‪ ،‬فيأخذ حنينه إذا حن ببصر احملب ومسعه‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل سامع اهلمس والضجيج‬


‫احلمد هلل سامع اهلمس والضجيج‪ ،‬له ذل املصلون وقصد احلجيج‪ ،‬األمور جتري على قانون حكمه ال زيغ فيه‬
‫وال تعويج‪ ،‬أللطافه إىل من عصاه تطلع وتعريج‪ ،‬يعلم قطرات البحر وما جيري منه يف خليج‪ ،‬ويبغض املزمار وحيب‬
‫البكاء على األوزار والنشيج‪ ،‬أقرت العقول بوجوده فأما اإلحساس ففي أمر مريج‪ ،‬خرج النور بقدرته ونبت‪ ،‬فنبت‬
‫وج هبِيج)(‪. )1‬‬
‫(و َربَت وأنبَتت ِمن ُك ِّل َز ٍ‬
‫عنه األرض َ‬

‫‪[ )(1‬احلج ‪]5 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل اخلالق ومل ميس ومل يعاجل‬


‫احلمد هلل اخلالق ومل ميس ومل يعاجل‪ ،‬أنشأ اآلدمي من طني واجلان من مارج‪ ،‬وأضحك الباكي من خوفه وأفرح‬
‫الناشج‪ ،‬يبصر دبيب النمل يف ظلمات الداجي يف أظلم املناهج‪ ،‬ويسمع وطأ اإلبل على الرمل وعليها اهلوادج‪ ،‬رازق‬
‫الذر يف الرب كما يرزق الطري يف املبارج‪ ،‬كاشف الغم إذا عم ونعم الفارج‪َ ،‬م ْن غريه لكربات احلوائج‪ ،‬بائن عن خلقه‬
‫ال خيتلط هبم وال ميازج‪ ،‬خارج عن الند والضد واملشبه خارج‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي مد سقف السماء وأحكم برجه‬


‫احلمد هلل الذي مد سقف السماء وأحكم برجه‪ ،‬وزينه مبصابيح ونور سرجه‪ ،‬وبسط مهاد األرض وهيأ احملجه‪،‬‬
‫وأمسكها باجلبال وزلزهلا برجه‪ ،‬وأنشأ اآلدمي من أمشاج وأحسن نسجه‪ ،‬ونور العني وحسن فيها الدعجه‪ ،‬وأنطق‬
‫األلسن فإذا للمختصني ضجه‪ ،‬وأجرى األهنار وأخرج الثمار نضيجة وفجه‪ ،‬فأنبتنا حدائق ذات هبجه‪ ،‬ودل على‬
‫وجوده لئال يكون للناس على اهلل حجة‪ ،‬وبىن البيت ال للسكىن وفرض يف العمر حجه‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي بسط األرض األريضة الفسيحة‬


‫احلمد هلل الذي بسط األرض األريضة الفسيحة‪ ،‬وقدر األعمال واألقوال الفصيحة‪ ،‬احلسنة والقبيحة‪ ،‬وخاطب‬
‫فتكاليفه حُم للةٌ ومبيحة‪ ،‬ومحل عبء التعب فما نفس عاقل مسرتحية‪ ،‬حرم امليتة واملخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة‪،‬‬
‫وتدارك جسد اآلدمي لئال ينحل فأحل له الذبيحة‪ ،‬أنعم فكم أسدى نعمة وكم أعطى منيحة‪ ،‬وزجر فرد مبواعظه إىل‬
‫الصواب القلوب املشيحه‪ ،‬وعرض العباد ملعاملته فمتاجرته مليحه‪ ،‬أعطي جزيل العطا فرمبا وهب اجلنة بتسبيحه‪ ،‬قضى‬
‫الديون وفك الرهون فأقر العيون القرحية‪ ،‬أقام الرباهني على وحدانيته فالدالالت مرحية‪ ،‬ظاهرة األبصار بادية لألفكار‬
‫صرحية‪ ،‬لقد جتلى خللقه خبلقه فجحد وجوده فضيحة‪ ،‬الصامت يدل حباالته والناطق مبقاالته الفصيحة‪ ،‬كم أبرز‬
‫غروساً وعروشاً مليحة‪ ،‬وكم أخرج وجوها من النبات على اختالف األلوان صبيحة‪ ،‬وكم أقام الورق على الورق‬
‫كل خملوق يف األرض‬ ‫تصدح ومتدح فامسع متدحيه‪ ،‬وما من منذر إال ويصيح على باب دار اهلوى بنصيحه‪ ،‬ويُسبِّ ُح له ُّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫السماو ِ‬
‫صاَل تَهُ َوتَ ْسبِ َ‬
‫يحهُ }‬ ‫ض َوالطَّْيُر َ‬
‫صافَّات ُكلٌّ قَ ْد َعل َم َ‬ ‫ات َواأْل َْر ِ‬ ‫َن اللَّهَ يُ َسبِّ ُح لَهُ َم ْن يِف َّ َ َ‬
‫والطول والعرض‪{ ،‬أَمَلْ َتَر أ َّ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪[ )(1‬النور ‪]41 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل العليم الشاهد‪ ،‬العظيم الواحد‬


‫احلمد هلل العليم الشاهد‪ ،‬العظيم الواحد‪ ،‬أمر بالصيام مث أحلق بالكافرين اجلاحد‪ ،‬وفرض احلج ليلني القلب بتلك‬
‫املشاهد‪ ،‬وفرض الصيام ليعرف ما يالقي الفقري ويكابد‪ ،‬وأوجب الزكاة فاملانع للزكاة معاند‪ ،‬وأوعد بلفظ يوم حيمى‬
‫فهل يساوي املال يف تلك الشدائد‪ ،‬فأحذر من أثره يا مريض البخل فكم من مريض بال عائد‪ ،‬لوال دفع العذاب عن‬
‫ِّمت‬ ‫عض ُهم بِبَ ٍ‬
‫عض هلُد َ‬ ‫الناس بَ َ‬
‫فع اهللُ َ‬
‫(ولوال َد ُ‬
‫البخالء بالكرماء لزلزلت األرض للواحد‪ ،‬وكم من نيب ما تبعه إال واحد‪َ ،‬‬
‫وامع وبِيع وصلوات وم ِ‬
‫ساج ُد) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص ُ َ َُ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي ال جيد اهلارب منه وزراً وال معاذا‬


‫احلمد هلل الذي ال جيد اهلارب منه وزراً وال معاذا‪ ،‬وال يرى امللتجي إىل غريه مالذا‪ ،‬أبرم القضاء قبل خلقه‬
‫إنفاذا‪ ،‬وأنفذ العصاة بالتوبة من اخلطايا إنقاذا‪ ،‬كل املخلوقات دليل عليه فال يقال هذا دون هذا‪ ،‬واحذر التشبيه عياذا‬
‫باهلل عياذا‪ ،‬وخف التعطيل فإنه إذا اعتقد آذى‪ .‬املشبهة عبدة األصنام وإبراهيم جيعلهم جذاذا‪ .‬واملعطلة يدخلون بينكم‬
‫ويتخللون مث يتسللون منكم لواذا‪ ،‬دعوين من البدع فما ترون هلذا عندي نفاذا‪ ،‬وعليكم هبدي السلف ُّ‬
‫والتذوا به‬
‫التذاذا‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي جعل الدنيا على احلقيقة معرب اعتبار‬


‫جذف واصطبار‪ ،‬ومل يرضها‬ ‫احلمد هلل الذي جعل الدنيا على احلقيقة معرب اعتبار‪ ،‬يغتفر مالح سفينتها إىل ٍ‬
‫ألوليائه فبىن هلم غري هذه الدار‪ ،‬وبالغ يف ذمها ويكفي ما فيها من األكدار‪ ،‬غري أنه زينها وطفل اهلوى ذو اغرتار‪،‬‬
‫زين للناس حب الشهوات من النساء والبنني فللشهوات حيلة غيار‪ ،‬والنساء حبائل الشيطان املكار‪ ،‬خترب إحداهن‬
‫الدين بعد أن خترب الدار‪ ،‬فالعريب يقول من معاشرهتن ويلي واألعجمي يصيح زهنار ‪ ,‬وكم قاسى األب ألجل‬
‫الصغار‪ ،‬فلما ترقوا فعقوا والعقوق من الذنوب الكبار‪ ،‬والقناطري املقنطرة وما اجتمعت إال بأوزار‪ ،‬واخليل املسومة‬
‫جيول هبا يف حلبة العجب املغوار‪ ،‬بينا جتري براكبها عثرت به أي عثار‪ ،‬واألنعام وهي معجبة للمالك والنظار‪ ،‬بينا‬
‫هي يف صعود الزيادة إذا صاحبها إىل القرب يف احندار‪ ،‬واحلرث خمضراً ومصفراً خمتلف األلوان واألزهار‪ ،‬تبدلت أوراقه‬
‫عن الورق غربان البني فقامت تندب اآلثار (ذَلِك متاع احل ِ‬
‫ياة الدُّنِيا)(‪ )1‬وهل املتاع إال عارية تعار‪{ ،‬قُل أ َُؤنَبِّئُ ُك ْم خِب َرْيٍ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫َّات جَتْ ِري ِم ْن حَتْتِ َها اأْل َْن َه ُار }‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫م ْن ذَل ُك ْم للَّذ َ‬
‫ين َّات َق ْوا عْن َد َرهِّب ْم َجن ٌ‬
‫(‪)2‬‬

‫‪[)(1‬آل عمران ‪]14 :‬‬


‫‪[)(2‬آل عمران ‪]15 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي يسبحه الغصن الرطيب والعود اليبيس‬


‫احلمد هلل الذي يسبحه الغصن الرطيب والعود اليبيس‪ ،‬ال ينفق عنده النفاق وال حيب التدليس ‪ ,‬فرق اخلالئق‬
‫بني مرؤوس ورئيس‪ ،‬وباين بني العزائم فمنطلق وحبيس‪ ،‬وسرت العواقب فكم مطرود يف حلل التعبد مييس‪ ،‬اختار آدم‬
‫فغلبت القلوب باحلسد وكان تأثري التنفيس‪ ،‬إذ قالت املالئكة حنن أهل التسبيح والتقديس‪ ،‬وقال إبليس هذا طني‬
‫وأصل الطني خسيس‪ ،‬وأنا خلقت من نا ٍر وجوهر النار نفيس‪ ،‬فقاس مع النص والفقيه إذا جاء نص ال يقيس‪ ،‬فلما‬
‫قيل اسجد واضرب الشرس اخللق إال شريس‪ ،‬فالومه اخلزي واللعن سجيس عجيس‪ ،‬فاختار اإلنظار على الغفران‬
‫وكذا اختيار املناحيس‪ ،‬فهو يبغض األذان من جهله وحيب النواقيس‪ ،‬وما أمهله إال لريى صرب نوح وذكاء إدريس‪،‬‬
‫وجماهدات اخلليل يوم حرقوه وقد محي الوطيس‪ ،‬ومالقاة الكليم فرعون وقد اقتسما كلميت نعم وبيس‪ ،‬وزهد عيسى‬
‫وفضائل أمحد وهو أمحد من سارت به العيس‪ ،‬ويرى من األتباع له َم ْن له مبرتبة أنا جليس‪ ،‬ومن الكامالت مع نقص‬
‫إبليس) (‪.)1‬‬
‫األنوثة كآسية وبلقيس‪ ،‬فلما أحس األمالك بفضل آدم (فَ َس َجدوا إالّ ُ‬

‫‪[)(1‬البقرة ‪]34 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي مهد األرض متهيد الفروش‬


‫احلمد هلل الذي مهد األرض متهيد الفروش‪ &،‬ومدها مد البساط املفروش‪ &،‬وجعل الكواكب زينة للسماء الدنيا‬
‫كالنقوش‪ ،‬فحسنها هبا كما حيسن املنقوش‪ ،‬ومحل على اآلدمي بعد انقضاء أجله على النعوش‪ ،‬حيب اإلخالص وال‬
‫يرضى العمل املغشوش‪ ،‬يفقر الغين ويغين الفقري الدريوش ‪ ,‬يُنفخ يف الصور فيحشر اجلن واإلنس والوجوش‪ ،‬فإذا كل‬
‫جبا ٍر ضئيل بالقهر خمشوش‪ ،‬فإذا املتكرب للصغر كالصغار قد ذك الزوش‪ ،‬وإذا العصاة كل منهم متحري مدهوش‪&،‬‬
‫فحينئذ يبصر األكمة ويسمع األطروش‪ &،‬وينصب الصراط فكم مكدوس يف النار وكم خمدوش‪ ،‬وال تؤخذ فدية والكل‬ ‫ٍ‬
‫بال كالعِه ِن املن ُف ِ‬
‫وش) ‪.‬‬ ‫راش املبثُ ِ‬
‫وث‪ ،‬وتكو ُن اجلِ ُ‬ ‫الناس كال َف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫(يوم يَكو ُن ُ‬
‫مدهوش َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي قرب من شاء كما شاء وأقصى‬


‫احلمد هلل الذي قرب من شاء كما شاء وأقصى‪ ،‬ومتت كلماته فال ترى هلا نقضاً وال نقصا‪ ،‬وأحاط علمه‬
‫بالكائنات كلها وأحصى‪ ،‬وتكاتف جوده فنعمه ال تعد وال حتصى‪ ،‬وتواىل حلمه عن الذنوب فكم حيلم وكم يُعصى‪،‬‬
‫صا‪ ،‬واستخدم املتعبد وجعل العرف به خمتصا‪ ،‬أسرى‬ ‫أدب اخلالئق بشرعه وعلم ووصى‪ ،‬وجعل العلم خامتاً والزهد فَ ًّ‬
‫بعبده ليالً وأنزل به نصا‪ ،‬وأدى أمانة التصديق فقد أصبح املعتزيل لصا‪ ،‬كلما اضطربت مسكة إنكاره يف حبر جحده‬
‫فوجدت شصا‪ ،‬ولقد كان الصديق يسحب بالتصديق ذيال‪ ،‬وعمر جيري يف حلبة القبول خيال‪ ،‬ودموع عثمان جتري‬
‫إمياناً به سيال‪ ،‬وعلي من اليقني كقيس من ليلى‪ ،‬وأبو جهل قد حصل بالتكذيب ويال‪( ،‬سبحا َن الّذي أسرى بِع ِ‬
‫بد ِه‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫األقصى)‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لَيالً من املسجد احلَرام إىل املسجد َ‬

‫‪[)(1‬اإلسراء ‪]1 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي تسبحه النجوم والغزاله‬


‫احلمد هلل الذي تسبحه النجوم والغزاله‪ ،‬والقمر واهلاله‪ ،‬والطبع واخللق واحلاله‪ ،‬أنشأ اآلدمي من نطفه وأباه من‬
‫سالله‪ ،‬يفعل ما يشاء وجل اإلله عن آله‪ ،‬القلب يف قبضته إن شاء أقامه وإن شاء أماله‪ ،‬والفلك يف قسر قهره ومىت‬
‫أراد أزاله‪ ،‬ال يعرتيه سهو وال تطرقه مالله‪ ،‬القرآن كالمه وكم أحدثوا مقالة‪ ،‬على نبيه أحيلكم ويلزمكم قبول‬
‫احلواله‪ ،‬مث على أئمة الفقهاء ال على املبتدعة الرذاله‪ ،‬التشبيه كفر والتعطيل ضاللة‪ ،‬املعطل يتعامى واملشبه يتباله‪ ،‬ال‬
‫مثل له وال شبه فنزهوا جالله‪ ،‬ما سأله متضرع فرد عليه سؤاله‪ ،‬استقرضهم فبخلوا وإمنا يطلب ماله‪ ،‬من رام غفرانه‬
‫للذنوب أدركه وناله‪ ،‬ومن سأل عفوه ساحمه وأقاله‪ ،‬ومن أصر على عصيانه خبا له خباله‪ ،‬ومن عانده أفسد معه‬
‫ٍ (‪)1‬‬
‫السوءَ جِب َ َهالَة }‬ ‫ِِِ‬ ‫ِمَّن‬
‫حاله‪{ ،‬إ َا الت َّْوبَةُ َعلَى اللَّه للَّذ َ‬
‫ين َي ْع َملُو َن ُّ‬

‫‪[)(1‬النساء ‪]17 :‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي ال شأن يشغله‬


‫احلمد هلل الذي ال شأن يشغله‪ ،‬وال نسيان يذهله‪ ،‬وال نافع ملن خيذله‪ ،‬جل عن مثل يطاوله‪ ،‬أو ند يشاكله‪ ،‬أو‬
‫نظري يقابله‪ ،‬أو مناظر يقاوله‪ ،‬حيلم عن العاصي وال يعاجله‪ ،‬ويدعي الكافر له شريكاً وميهله‪ ،‬إذا بطش أُهلك كسرى‬
‫وصواهلُه‪ ،‬وذهب قيصر ومعاقله‪ ،‬استوى على العرش فال شبيه له مياثله‪ ،‬هذا مجلة اعتقادنا وهذا حاصله‪ ،‬من ادعى‬
‫علينا التشبيه فاهلل يقابله‪ ،‬مذهبنا مذهب أمحد ومن كان يطاوله‪ ،‬وطريقنا طريق الشافعي وقد عُلمت فضائلُه‪ ،‬ويُرفض‬
‫وصحت رؤية احلق ومىت خاب آمله(‪.)1‬‬‫قول جهم وقد عُرف باطلُه‪َّ ،‬‬

‫‪ )(1‬خمتصر من مقدمات كتاب اللآلىلء& البن اجلوزي‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الباقي وكل خملوق يفىن‬


‫احلمد هلل الباقي وكل خملوق يفىن‪ ،‬الواقي ولو أعرض عن عبده ملا استغىن‪ ،‬سبحانه له الصفات العلى واألمساء‬
‫احلسىن‪ ،‬قدر األحوال خوفاً وأمناً‪ ،‬وقد أحاط علماً بالكل أقصى وأدىن‪ ،‬أمحده وأستعينه وحق لعبده أنه مبحامده يعىن‪،‬‬
‫وال حيصى الثناء ولو أثىن العبد ما أثىن‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له شهادة ترفع قائلها إىل املقام‬
‫األسىن‪ ،‬وأشهد أن حممداً عبده ورسوله املبعوث إىل الثقلني إنساً وجناً‪ ،‬املرتقى إىل املراتب العلية حىت كان قاب‬
‫قوسني أو أدىن‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين هاجروا وهجروا وآووا ونصروا فسبق اآلباء وتالهم‬
‫األبنا‪ ،‬صالةً وسالماً يتالزمان فيلتزمان ملدميهما باحلسىن‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي سلم ميزان العدل إىل أكف ذوي األلباب‬
‫احلمد هلل الذي سلم ميزان العدل إىل أكف ذوي األلباب‪ ,‬وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين بالثواب‬
‫والعقاب ‪,‬وأنزل عليهم الكتب مبينة للخطأ والصواب‪ ,‬وجعل الشرائع كاملة ال نقص فيها وال عاب‪ ,‬أمحده محد من‬
‫يعلم أنه مسبب األسباب ‪ ,‬وأشهد بوحدانيته شهادة خملص يف نيته غري مرتاب ‪ ,‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‬
‫أرسله وقد سدل الكفر على وجه اإلميان واحلجاب‪ ,‬فنسخ الظالم بنور اهلدى وكشف النقاب‪ ,‬وبني للناس ما أنزل‬
‫إليهم وأوضح مشكالت الكتاب‪ ,‬وتركهم على احملجة البيضاء ال سرب فيها وال سراب ‪ ,‬فصلى اهلل عليه وعلى مجيع‬
‫اآلل وكل األصحاب‪ ,‬وعلى التابعني هلم بإحسان إىل يوم احلشر واحلساب ‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل وسالم على عباده الذين اصطفى‬


‫احلمد هلل وسالم على عباده الذين اصطفى‪ ,‬محدا إذا قابل النعم وىف ‪ ,‬وسالما إذا بلغ املصطفني شفى ‪ ,‬وخص‬
‫اهلل خباصة ذلك نبينا املصطفى ‪ ,‬ومن احتذى حذوه من أصحابه وأتباعه واقتفى ‪ ,‬وفقنا لسلوك طريقهم فانه إذا وفق‬
‫كفى ‪.‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل الذي َخلَ َق آدم من تراب‬


‫العشائر بالقرابة واألنساب‪،‬‬
‫َ‬ ‫وعضد‬
‫احلمد هلل الذي َخلَ َق آدم من تراب‪ ،‬وأخرج ذريته من الرتائب واألصالب‪ّ ،‬‬
‫وفور الثواب‪.‬‬
‫أحسن الرتبية يف الصغر وحفظ يف الشباب‪ ،‬ورزقنا ذريةً نرجو هبم َ‬ ‫َ‬ ‫وأنعم علينا بالعلم وعرفان الصواب‪،‬‬
‫ولوالدي وللمؤمنني يوم يقوم‬
‫ّ‬ ‫مقيم الصالة ومن ذرييت ربَنا وتقبل دعاء ‪ .‬ربنا اغفر يل‬
‫{رب اجعلين َ‬
‫(‪)1‬‬
‫احلساب }‬

‫‪[)(1‬إبراهيم‪.]41-40:‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫عظيما عليّا‬
‫احلمد هلل مل يزل ً‬
‫ض&اهُ‬‫عظيما عليّا‪ ،‬ومل يزل يف عاله محي&&داً وليًّا‪ ،‬قط&&رة من حبر ج&&وده متأل األرض ريّ&&ا‪ ،‬ل&&و أح& ًّ&ل ِر َ‬ ‫احلمد هلل مل يزل ً‬
‫عبدا حبشيًا‪ ,‬والنار ملن عصاه ولو ك&&ا َن ش&&ري ًفا قُرش&&يًا‪ ،‬أن&&زل على نبي&&ه‬ ‫جعل اجلنة ملن أطاعه ولو كان ً‬ ‫جلعل الكافر تقيّا‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ (‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك اجْلَنَّةُ الَّيِت نُو ِر ُ‬
‫ث م ْن عبَادنَا َمن َكا َن تَقيّاً"‬ ‫ومصطفاه قوالً هبيًا "ت ْل َ‬

‫‪[)(1‬مرمي‪]63 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫احلمد هلل اجمليب لكل سائل‬


‫احلمد هلل اجمليب لكل سائل‪ ،‬التائب على عباده فليس بينهم وبني التوبة& حائل‪ ,‬جع&&ل م&&ا على األرض زين&&ة‬
‫هلا وك &&ل نعيم الحمال &&ة زائ &&ل‪ ,‬ح &&ذر الن &&اس من الش &&يطان وللش &&يطان مناف &&ذ وحبائ &&ل‪ ,‬فمن أس &&لم وجه &&ه هلل ف &&ذاك‬
‫س العاق&&ل‪ ،‬ومن استس&&لم هلواه ف&&ذاك الض&&ال الغاف&&ل‪ ,‬ونش&&هد أن ال إل&&ه إال اهلل وح&&ده ال ش&&ريك ل&&ه ت&&نزه عن‬ ‫الكيّ ُ‬
‫الشريك وعن الشبيه وعن املشاكل‪.‬‬
‫املع& ّ&و َّج ومن يع&&دل املائ&&ل؟ من نفخ يف األرح&&ام ورعى اجلنني يف بطن احلوام&&ل؟ من جييب املض&&طر إذا‬
‫َم ْن ًي َق& ِّ&و ُم ْ‬
‫دعاه ومن استعصت& على قدرته املسائل؟ من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت& بنا األسباب والوسائل؟‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫َوأ َِخ ًريا‬


‫«م ْن َد َّل َعلَى خَرْيٍ َفلَهُ ِمثْ ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ ْن أَردت أَ ْن حَت ظَى مِب ُض ِ ِ ِ‬
‫البِّريَّات‪َ :‬‬ ‫ُجو ِر َواحلَ َسنَات َفتَ َذ َّك ْر َق ْو َل َسيِّد َ‬ ‫اع َفة َهذه األ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ ِ ِ (‪)1‬‬
‫َج ِر فَاعله»‬‫أْ‬
‫اهلل‪َ ،‬ك َذا ِم ْن‬ ‫وات َقى مواَل ه‪ ،‬سواء بِ َكلِم ٍة أَو مو ِعظٍَة اِبَتغَى هِب ا وجه ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫فَطُويَب ل ُك ِّل َم ْن َدل َعلَى َه َذا اخلَرْيِ َّ َ ْ ُ َ َ ً َ ْ َ ْ‬
‫العالَ ِميَّ ِة‪َ ،‬و ِم ْن‬ ‫ِ رِت ِ‬ ‫ات ال َف ِ ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬ومن بثَّها عبر ال َقَنو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ضائيَّة‪ ،‬أ َْو َشبَ َكة ا ِإلنْ ْ نت َ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َّع َها َعلَى عبَاد َ َ ْ َ َ َْ َ َ‬ ‫طَْب َع َها َر َجاءَ ثواهبا َو َوز َ‬
‫البِّريَِّة‪« ::‬نَضََّر اللَّهُ ْامَرأً مَسِ َع ِمنَّا َح ِديثًا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات األ ِ ِ ِ هِب‬
‫َجنَبِيَّة‪ ،‬لَتْنتَف َع َا األ َُّمةُ ا ِإل ْساَل ميَّةُ‪َ ،‬ويَكْفيهُ َو ْع ُد َسيِّد َ‬ ‫ْ‬
‫َترمَج ها إِىَل اللُّغَ ِ‬
‫ْ ََ‬
‫ِ ِ ٍ (‪)3‬‬ ‫ب ح ِام ِل فِ ْق ٍه إِىَل من هو أَْف َقه ِمْنه‪ ،‬ور َّ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫س ب َفقيه»‬ ‫ب َحامل ف ْقه لَْي َ‬ ‫َ ْ َُ ُ ُ َ ُ‬ ‫فَ َحفظَهُ َحىَّت يَُبلِّغَهُ‪َ ،‬فُر َّ َ‬
‫ت َم ْن َقَرأَ َد َعا لَيَا‬‫وت َو َيْب َقى ُك ُّل َما َكتَْبتُه فيَالَْي َ‬ ‫أ َُم ُ‬
‫َو َي ْغ ِفَر ِيل ُسوءَ َف َعالِيا‬ ‫َع َسى ا ِإللَـ ـ ــهُ أَ ْن َي ْع ُف َو َعىَن‬
‫الرمْح َ ِن‬ ‫ِ‬
‫أَبُو َعْبد َ‬
‫صطََفى‬
‫َح َم ُد ُم ْ‬
‫أْ‬
‫‪dr_ahmedmostafa_CP@yahoo.com‬‬
‫اض جِت َا ِريٍَّة)‬
‫استَ ْخ َد َمهُ يِف أَ ْغَر ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وق الطَّْب ِع ل ُك ِّل ُم ْسل ٍم َع َدا َم ْن َغَّيَر فيه أ َْو ْ‬
‫(ح ُق ُ‬
‫ُ‬

‫‪1‬‬
‫() رواه مسلم‪133&:‬‬
‫‪2‬‬
‫() أى هذه الرسالة‬
‫‪3‬‬
‫() رواه الرتمذى وصححه األلباين يف صحيح اجلامع ‪6764 :‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬

‫س‬ ‫ِ ِ‬
‫الف ْهر ُ‬
‫ِّمةٌ‪2..........................................................................................................................................‬‬
‫ُم َقد َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة ‪4.................................................................................................‬‬
‫وس َ‬‫ُّر ِ‬ ‫‪ 125‬م َقدِّمةً سج ِعيَّةً لِ ْل ُخطَ ِ ِ ِ‬
‫ب الم ْنبَ ِريَّة َوالد ُ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫َّان‪5..........................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫الرؤوف المن ِ‬ ‫ِ‬
‫اللطيف‬ ‫الحم ُد هلل‬
‫َ‬

‫الحم ُد هلل الَّذي ال َ‬


‫مانع لما َو َهب ‪6..........................................................................................................................‬‬

‫السالِكة ‪7..............................................................................................................‬‬
‫األقدام َّ‬
‫َ‬ ‫الحم ُد هلل الَّ ِذي أعا َن بفضلِ ِه‬

‫الح ْم ُد هلل الدَّاعي إلى بابه‪8...................................................................................................................................‬‬


‫َ‬
‫هلل الَّ ِذي شرع الشرائع رحمةً ِ‬
‫وحكْمةً طريقاً وسنَناً‪9................................................................................................‬‬ ‫الحمد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الم َتعالى عن األنداد‪10............................................................................................................................‬‬
‫الحمد هلل ُ‬
‫القوي ال َقهَّار ‪11....................................................................................................‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الواحد العظيم الجبَّار القدير‬ ‫الحم ُد هلل‬
‫الحم ُد ِ‬
‫هلل مدبِر الليالي واأليام‪ ،‬ومصرف الشهور واألعوام‪12..............................................................................................‬‬
‫الخلق إلى أ ْك ِ‬
‫مل االداب‪13..........................................................................................................‬‬ ‫َ‪R‬‬ ‫الحم ُد هلل الَّ ِذي ْأر َش َد‬

‫مأمولِه ‪14......................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬


‫الحم ُد هلل ُمبلِّ ِغ الراجي فو َق ُ‬
‫ور َجاه ‪15..............................................................................................................‬‬
‫لمن أطاعه َ‬
‫الجزيل ْ‬
‫َ‬ ‫الحم ُد هلل معطي‬

‫الحم ُد هلل الَّ ِذي لشرعه يَ ْخ َ‬


‫ض ُع َم ْن ْيعبُد‪16..................................................................................................................‬‬

‫األم ِر ومكنونِه‪17..............................................................................................................‬‬ ‫ِ‬


‫الحم ُد هلل المطَّل ِع على ظاهر ْ‬
‫الحم ُد هلل الحكيم الخالق‪ ،‬العظيم الحليم الصادق‪18.......................................................................................................‬‬

‫ويصفح ‪19.....................................................................................................................‬‬
‫َل ْ‬ ‫الحم ُد هلل الَّ ِذي ْيمحو َّ‬
‫الزل َ‬
‫ِ‬
‫ض َع ‪20........................................................................................................................‬‬ ‫الحم ُد هلل الَّذي ال َ‬
‫رافع لما َو َ‬
‫َّره ‪21...................................................................................................................‬‬ ‫الحم ُد هلل الَّ ِذي خلق َّ‬
‫كل َش ْيء َف َقد َ‬
‫العظيم في قَ ْد ِره‪ ،‬العزي ِز في ْ‬
‫قه ِره‪22..............................................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الحم ُد هلل‬
‫ِ‬
‫بالجالل والبقاء‪23........................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫المتفرد‬ ‫الحم ُد هلل‬

‫السر والجهر ‪24.............................................................................................................................‬‬ ‫الحم ُد هلل ِ‬


‫عالم ِّ‬
‫الراجي فوق مأمولِة ‪25......................................................................................................................‬‬
‫الحم ُد هلل مبلِّغ ِ‬

‫كمها َخلْقاً ‪26............................................................................................................‬‬


‫وأح َ‬
‫األشياء ْ‬
‫َ‬ ‫الحم ُد هلل الَّ ِذي َّ‬
‫كو َن‬
‫الحمد هلل الحي ِ‬
‫القيوم‪27....................................................................................................................................‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫القوي المتين‪28...................................................................................................................................‬‬
‫ِّ‬ ‫الحم ُد هلل‬

‫الحم ُد هلل الَّ ِذي أنْ َشأَ الخالئِ َ‪R‬ق بقدرتِه‪29.....................................................................................................................‬‬


‫أهل ا ِإل ِ‬
‫خالص بنسيم قربه‪30.........................................................................................................‬‬ ‫الحم ُد هلل الَّ ِذي َّ‬
‫روح َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫الحم ُد هلل الواس ِع العظيم‪31..................................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي سير بقدرته الفلك والفلَك ‪32..............................................................................................................‬‬

‫ب ِم ْن ُك ِّل َكائِ ٍن َعلَى َو ْح َدانِيَّتِ ِه ُب ْر َهانًا‪33..............................................................................................‬‬


‫صَ‬
‫ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي نَ َ‬
‫ال َ‬
‫يما َعلِيًّا‪34...............................................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫يما َعظ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي ل ْ‬
‫َم َي َز ْل َعل ً‬ ‫ال َ‬
‫ار الطََّوافِ ُح‪35.........................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ْح ْم ُد هلل تُ َسبِّ ُحهُ الْب َح ُ‬
‫ال َ‬
‫الْحم ُد للَّ ِه الْمَن َّز ِه َع ِن األَ ْشب ِاه ِفي األَسم ِاء واألَوص ِ‬
‫اف ‪36...................................................................................................‬‬ ‫َْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫الْحم ُد للَّ ِه الَّ ِذي م َّه َد لِطَالِبِ ِيه سبِيال و ِ‬
‫اض ًحا‪37...............................................................................................................‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ْجلِ ِ‬
‫يل ‪38.................................................................................................................................‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه ال َْملك ال َ‬
‫ال َ‬
‫ِ ِ‬
‫اء ُكلَّ َها ُ‬
‫ص ْن ًعا‪39...............................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫َح َك َم األَ ْشيَ َ‬ ‫ال َ‬
‫ِ ِ‬
‫َس َرى‪40..............................................................................................................‬‬
‫ك األ ْ‬ ‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫َس َرى لُطْ َفهُ َف َف َّ‬ ‫ال َ‬
‫الْحم ُد للَّ ِه أَحس ِن الْ َخالِ ِقين وأَ ْكرِم َّ ِ‬
‫الرا ِزق َ‬
‫ين ‪41..............................................................................................................‬‬ ‫ََ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫اب‪42..................................................................................................................‬‬ ‫ث بِلُط ِْف ِه َّ‬
‫الس َح َ‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ْابَت َع َ‬
‫ال َ‬
‫ْح ْم ُد للَّ ِه الْ َق ِد ِيم فَال ُي َق ُ‬
‫ال َمتَى َكا َن ‪43.....................................................................................................................‬‬ ‫ال َ‬
‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال نِ ٌّد لَهُ َفيُبَ َارى ‪44.........................................................................................................................‬‬
‫ال َ‬
‫ْم لِل ُْعلَ َم ِ‪R‬اء نَ َسبًا‪45.......................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ْح ْم ُد لله َج َع َل الْعل َ‬
‫ال َ‬
‫َعا َن‪46...........................................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي إِ َذا لَطَ َ‬
‫ف أَ‬ ‫ال َ‬
‫اب‪47...................................................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه َر ِّ‬
‫ب األ َْربَ ِ‬ ‫ال َ‬
‫يما َعلِيًّا‪49......................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي ل ْ‬
‫َم َي َز ْل َعظ ً‬ ‫ال َ‬
‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال َشأْ ٌن يَ ْشغَلُهُ ‪50...........................................................................................................................‬‬
‫ال َ‬
‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال َيتَأ ََّث ُر بِال َْم َدى ‪51.........................................................................................................................‬‬
‫ال َ‬
‫الْحم ُد للَّ ِه قَ ِ‬
‫اه ِر ال ُْمتَ َجبِّ ِر َو ُم ِذلِّ ِه ‪52...........................................................................................................................‬‬ ‫َْ‬
‫ْمتِ ِه َما فَطََر َو َبنَى‪53............................................................................................................‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫َح َك َم بحك َ‬ ‫ال َ‬
‫الْحم ُد للَّ ِه َخالِ ِق ُك ِّل م ْخلُ ٍ‬
‫وق ‪54.............................................................................................................................‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫يما َدائِ ًما ‪55.....................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي ل ْ‬
‫َم َي َز ْل قَد ً‬ ‫ال َ‬
‫ت لَهُ ال ُْو ُجوهُ َذلِيلَةً َعانِيَةً ‪56.........................................................................................................‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫َصبَ َح ْ‬ ‫ال َ‬
‫ْح ْم ُد هلل القديم األحدي‪ ،‬العظيم الصمدي ‪57.............................................................................................................‬‬
‫ال َ‬
‫الحمد هلل خالق الجامد والحساس ‪58.......................................................................................................................‬‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ب ‪59.....................................................................................................................‬‬
‫ْح َّ‬ ‫ْح ْم ُد للَّه الذي َفلَ َق الن َ‬
‫َّوى َوال َ‬ ‫ال َ‬
‫ِ ِ‬
‫َّوى ‪60...........................................................................................................................‬‬
‫ب َوالن َ‬ ‫ْح ْم ُد للَّه فَال ِق ال َ‬
‫ْح ِّ‬ ‫ال َ‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫َح ُّق َم ْن ُش ِك َر َوأ َْولَى َم ْن ُح ِم َد‪61................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه أ َ‬
‫ال َ‬
‫ض لِ َما َبنَاهُ ‪62........................................................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي ال نَاق َ‬
‫ال َ‬
‫يم الْمن ِ‬ ‫ِ‬
‫َّان‪63................................................................................................................‬‬ ‫الحمد هلل اللطيف الرؤوف ال َْعظ ِ َ‬
‫ات الْجلِ ِّي اآلي ِ‬
‫ات ‪64.................................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه ال َْعلِ ِّي ِّ‬
‫الص َف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َ‬
‫ْج ْه َر‪65.............................................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه عالم ِّ‬
‫الس َّر َوال َ‬ ‫ال َ‬
‫اب ومك ِ‬ ‫الْحم ُد للَّ ِه موفِّ ِر الثَّو ِ ِ‬
‫َج ِر ‪66........................................................................................................‬‬
‫ْم ِل األ ْ‬ ‫َحبَ ِ َ ُ‬
‫اب لأل ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬
‫ْح ْم ُد للَّ ِه ال َْعالِ ِم بِ َع َد ِد َّ‬
‫الر ْم ِل َوالن َّْم ِل َوالْ َقطْ ِر‪67.............................................................................................................‬‬ ‫ال َ‬
‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي لِ َه ْيبَ ِة َعظَ َمتِ ِه تَ َح َّر َك َّ‬
‫الساكِ ُن َو ْارتَ َّج ‪68.....................................................................................................‬‬ ‫ال َ‬
‫ْخالِ ِق بِ ُق ْد َرتِ ِه َما َد َّ‬
‫ب َو َد َر َج‪69..................................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه ال َ‬
‫ال َ‬
‫ْد ِه ‪71...........................................................................................................‬‬
‫الْحم ُد للَّ ِه الْ َق ِد ِيم ِفي مج ِد ِه‪ ،‬الْ َك ِر ِيم ِفي ِرف ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫اد َوا ِإلنْ َشاءُ‪72...................................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّه الَّذي بِيَده ا ِإل َ‬
‫يج ُ‬ ‫ال َ‬
‫الص ْن َع ِة‪73...............................................................................................................‬‬
‫وق َو ُم ْت ِق ِن َّ‬
‫الْحم ُد للَّ ِه م ْح ِك ِم الْم ْخلُ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ض َح َسبِيل ِه َدايَتِ ِه أل َْربَ ِ‬
‫اب ِواليَتِ ِه َوأ َْب َه َج‪74..............................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي أ َْو َ‬
‫ال َ‬
‫َ‬
‫اض َع لِ َما َرفَ َع‪75...................................................................................................................... ،‬‬
‫الْحم ُد للَّ ِه الَّ ِذي ال و ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ ِ‬
‫الح ‪76............................................................................................‬‬
‫الص ِ‬ ‫اح َو ُم َسبِّ ِ‬
‫ب ال ُْه َدى َو َّ‬ ‫الصبَ ِ‬ ‫ْح ْم ُد للَّه َخال ِق الد َ‬
‫ُّجى َو َّ‬ ‫ال َ‬
‫ْح ِام ِد ‪77.............................................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الْحم ُد للَّ ِه س ِام ِع ِذ ْك ِر َّ ِ‬
‫الذاك ِر َو َح ْمد ال َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اه ْم َو َب َّر‪78.............................................................................................................‬‬ ‫ْح ْم ُد للَّ ِه الَّ ِذي لَطَ َ‬
‫ف بِالَْب َرايَا إِ ْذ َب َر ُ‬ ‫ال َ‬
‫ِ ِِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه ال َْواحد الْ َقد ِيم ال َ‬
‫ْجبَّا ِر‪79..........................................................................................................................‬‬ ‫ال َ‬
‫ْح ْم ُد للَّ ِه ُم َدبِّ ِر اللَّيَالِي َواألَيَّ ِام‪80............................................................................................................................‬‬
‫ال َ‬
‫الحمد هلل سامع السر والنجوى ‪81..........................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل ربي عقائد الموحدين فعرفوه ربا‪82..............................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي أنشأ اآلدمي من ماء مهين ضعيف وقوى‪83................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي جل وجلى ‪84...............................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي بت الفكر عن عرفان جالل ذاته بتا‪85.....................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي يمهل وال يخاف فواتا ‪86...................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي يكشف الكرب يغيث‪87....................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي أجزل النعم وبثها بثا‪88.....................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي أنشأ بقدرته األبدان والمهج‪89.............................................................................................................R‬‬

‫الحمد هلل الذي بيده الخسر والربح‪90......................................................................................................................‬‬


‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫الحمد هلل الذي تسبحه األعيان المائعة والجامده‪91........................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي فطر األشياء ال على مثال فيقال احتذى‪92.................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي أظهر الدليل على وجوده وأبرزه ‪93........................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي خلق اليوم وأمسه‪94........................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي صور الصور وما باشر وال مس ‪95.........................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي رفع السقف وبسط الفراش ‪96.............................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي رفع بقدرته سماء وسطح بصنعته أرضا‪97.................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي أنشأ النفوس مريضة وممروضه‪98..........................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي أجرى القضاء كما شاء ضراً ونفعا‪99......................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الغني في إيجاده عن التكلف‪100................................................................................................................‬‬

‫لك وال َفلَك‪101.................................................................................................................‬‬


‫الحمد هلل الذي يسبحه ال ُف ُ‬
‫الحمد هلل الذي قسم الزروع الناشيه بين الناطق والماشية ‪102............................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي عزته قاهرة ساطية ‪103.....................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل المقدس عن األبوة المنزه عن البنوه‪104.........................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي حرك ضروب العزائم في أرض المجاهدة‪ R‬فضربن‪105....................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي ال تأخذه سنة وال نوم‪106..................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل خالق النظر والكمه‪107...........................................................................................................................‬‬

‫أعز من لجأ إليه يحتمي‪108................................................................................................................‬‬


‫الحمد هلل الذي ّ‬
‫الحمد هلل الذي ينفق ويرفق ‪110............................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل المالك والكل مملوك‪111........................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل القاسم المرزق والجالب للقوت ‪112............................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل القديم فال يقال متى‪113..........................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الخالق فال شريك في خلقه وصنعه ‪114.........................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل سامع الهمس والضجيج ‪115.....................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الخالق ولم يمس ولم يعالج ‪116.................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي مد سقف السماء وأحكم برجه ‪117.......................................................................................................‬‬

‫‪118...................................................................................................‬‬ ‫الحمد هلل الذي بسط األرض األريضة الفسيحة‬

‫الحمد هلل العليم الشاهد‪ ،‬العظيم الواحد‪119...............................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي ال يجد الهارب منه وزراً وال معاذا ‪120................................................................................................‬‬
‫الو ْع ِظيَّ ِة‬ ‫ُّر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِِ‬
‫وس َ‬ ‫ِّمةً َس ْجعيَّةً لْل ُخطَب املْنرَب يَّة َوالد ُ‬
‫‪ُ 125‬م َقد َ‬
‫الحمد هلل الذي جعل الدنيا على الحقيقة معبر اعتبار‪121..................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي يسبحه الغصن الرطيب والعود اليبيس ‪122................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي مهد األرض تمهيد الفروش‪123............................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي قرب من شاء كما شاء وأقصى ‪124.......................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي تسبحه النجوم والغزاله‪125................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي ال شأن يشغله‪126..........................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الباقي وكل مخلوق يفنى‪127....................................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي سلم ميزان العدل إلى أكف ذوي األلباب ‪128............................................................................................‬‬

‫الحمد هلل وسالم على عباده الذين اصطفى ‪129............................................................................................................‬‬

‫الحمد هلل الذي َخلَ َق آدم من تراب ‪130....................................................................................................................‬‬

‫عظيما عليّا‪131...........................................................................................................................‬‬
‫الحمد هلل لم يزل ً‬
‫الحمد هلل المجيب لكل سائل ‪132..........................................................................................................................‬‬
‫وأ ِ‬
‫َخ ًيرا‪133....................................................................................................................................................‬‬ ‫َ‬
‫س ‪134..................................................................................................................................................‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الف ْهر ُ‬

You might also like