You are on page 1of 13

»‫«الرجولة يف خطر‬

‫منظامت الحقوق الجنسية والدولة الرجولية يف لبنان‬


‫أنطوين رزق وغسان مكارم‬

‫ غسان مكارم‬:‫ترجمة‬
:‫للورقة املنشورة يف‬
Civil Society Review, Lebanon Support-Civil Society Knowledge Center, Issue One,
January 2015, available at:
http://cskc.daleel-madani.org/resource/civil-society-review-issue-1-january-2015-revisiting-inequalities-lebanon-case-syrian
‫ملخص‪:‬‬
‫حجة «الرجولة يف خطر» باعتبارها أزمة محورية متر بها الدولة القومية حالي ًا‪ ،‬انطالق ًا من األدبيات حول الرجولة املهيمنة ومسألة‬
‫تسعى هذه الورقة الستكشاف ّ‬
‫القومية وبناء الدولة‪-‬األمة «الرجولية»‪ .‬ومن خالل حتليل اخلطاب املتع ّلق بهذا املفهوم يف األدبيات السائدة التي مت استعراضها واملقابالت مع النشطاء والناشطات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى اخلبرة الشخصية يف املجال‪ ،‬يكشف املؤلفان عن السطوة الرئيسية ملفاهيم الرجولة السياسية وخطابات «الرجولة قيد التهديد» أو «الرجولة يف خطر»‬
‫على نضاالت املرأة واحلقوق اجلنسية يف لبنان اليوم‪ .‬وتناقش هذه الورقة أيض ًا مسألة انخراط الناشطني والناشطات يف خطاب الرجولة‪ ،‬وعملية االستيعاب‬
‫التوجه املضطرد نحو منط املنظمات غير احلكومية والتراجع يف التعبئة يف لبنان‪ ،‬كما تستعرض املسارات الناشئة حول «الرجولة‪-‬‬ ‫والتسويات املالزمة له‪ ،‬يف ظل ّ‬
‫املضادة»‪.‬‬

‫كلامت مفاتيح‪ :‬الرجولة‪ ،‬القومية‪/‬الوطنية‪ ،‬نضال املثليني واملثليات‪ ،‬النضال النسوي‬

‫مالحظة‪ :‬ألغراض هذه الدراسة‪ ،‬سيتم استخدام مصطلحي «رجولة» و»رجولية» للتعبير عن البناء االجتماعي ‪ ،masculinity‬والتمييز بينها وبني الذكورية (التمييز‬
‫الذكوري) ‪.sexism‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫عن التنميط الجندري للدولة من خالل وصف الدولة الليربالية‪ ،‬يف‬ ‫شهدت أوائل األلفية نشأة حركة للحقوق الجنسية يف لبنان‪ ،‬انبثقت‬
‫الواليات املتحدة عىل األقل‪ ،‬بكونها «دولة رجولية» (‪masculinist‬‬ ‫جزئياً من تجمعات يسارية مثل «الخط املبارش» ومجلة «اليساري»‪.‬‬
‫‪ ،)state‬وتقول أن «سلطات الدولة حيادية جندرياً بقدر ما تكون‬ ‫وقد مت ّيزت بدايات الحراك يف املجال العام مبا ميكن وصفه بالنشاط‬
‫حيادية بالنسبة للطبقة والعرق‪ ،‬وهذا يشمل دعوة املؤسسات‬ ‫التقوييض (املعني باالشتباك مع املفاهيم السائدة وتقويض أسسها)‪،‬‬
‫الرجولية أن تؤمن الحامية من الرجال أنفسهم‪ 8».‬ويف سياق مامثل‪،‬‬ ‫ت ّوج بفعاليات كمهرجان األفالم «بال متييز‪ :‬الرجل هو امرأة» من‬
‫يطرح روبرت كونل «هرمية الرجوليات»‪ ،‬كمركب تاريخي يف‬ ‫تنظيم نادي السينام يف «الخط املبارش» يف أواخر ‪ ،٢٠٠١‬عىل سبيل‬
‫املجتمع أصبح أكرث نفورا ً مع ظهور املثليني إىل العلن‪ ،‬وقام بتعريف‬ ‫املثال‪ 1.‬جاءت هذه التطورات يف أعقاب الذعر األخالقي الذي‬
‫«الرجولة املهيمنة» بصفتها «منط من املامرسة (أي أمور يتم فعلها‪،‬‬ ‫خلّفته قضية «كوين بوت» يف مرص‪ ،‬والتي ظهرت لذلك الجيل كأول‬
‫وليس مجرد حزمة من التوقعات أو هوية معينة) سمح باستمرار‬ ‫حلقة يف سلسلة من عمليات االضهاد العلني‪ ،‬مبواكبة من التغطية‬
‫«تجسد أكرث وسيلة يُعتمد عليها‬
‫ّ‬ ‫استبداد الرجل عىل املرأة» حيث‬ ‫اإلعالمية املكثّفة‪ ،‬لغري املنضبطني جنسياً يف املنطقة‪ 2،‬كام ألهمت‬
‫اليوم لكيفية أن تكون رجالً ‪ ...‬وتفرض عىل كل الرجال تحديد‬ ‫مقرتح قانون عقوبات رجعي يف خريف ‪ ٢٠٠١‬يف لبنان‪ ،‬كان سيؤ ّدي‬
‫موقعهم بالعالقة معها‪ 9.‬وبينام يقوم كونل بتعيني الرجولة كسلطة‬ ‫إىل توسيع نطاق املادة التي تج ّرم اللواط (املادة ‪ .)٥٣٤‬الحملتان‬
‫مجتمعية يفرضها الرجال عىل الرجال‪ ،‬وهي «تراتبية تتحقق من‬ ‫القمعيتان‪ ،‬يف مرص ولبنان‪ ،‬تذ ّرعتا بوجود عدو جديد يف املجتمع‪،‬‬
‫خالل الثقافة واملؤسسات واالستاملة»‪ 10،‬نحاول من خالل هذه‬ ‫الشخص املثيل جنسياً‪ .‬ويف ‪ ،٢٠٠٢‬قامت مجموعة من الناشطني‬
‫الورقة مقاربة واختبار التفاعل بني االجتامعي والسيايس‪ ،‬من خالل‬ ‫يف املبادرة الحقوقية «حريات خاصة» بإنشاء تجمع غري رسمي‬
‫النظر إىل املثال الرجويل املهيمن املدفوع سياسياً واملط ّبق من قبل‬ ‫تحت اسم «حلم»‪ ،‬ثم أعلن عنه كجمعية يف العام ‪ .٢٠٠٤‬املسار‬
‫سلطة الدولة الرجولية‪.‬‬ ‫ذاته أسهم يف تسييس بعض الجمعيات النسوية يف لبنان وأدى‬
‫إىل بدايات التنظيم النسوي الراديكايل يف العام ‪ 3،٢٠٠٩‬مبواجهة‬
‫إعادة التأكيد عىل الرجولة املهيمنة بصفتها ذكورية سياسية مبني‬
‫«نخبوية الكثري من املنظامت النسوية يف لبنان» والدور الرئييس‬
‫جزئياً عىل االستقطاب بني الرجولة والقومية يف بناء الدولة لدى‬ ‫الذي يقوم به «هيكل متويل املنظامت غري الحكومية» يف تحديد‬
‫جوان ناغل‪ 12،‬حيث تكتب‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫عمل الناشطات والناشطني من اليسار‪.‬‬
‫«القومية هي سياسية‪ ،‬بحكم تعريفها‪ ،‬ووثيقة االرتباط بالدولة‬ ‫ولك ْن‪ ،‬ميكن تتبع مسار تح ّول يف اسرتاتيجية تنظيم حركة املثليني‬
‫ومؤسساتها‪ .‬وكام القوى العسكرية‪ ،‬فقد هيمن الرجال عىل معظم‬
‫واملثليات والثنائيني والثنائيات واملتحولني واملتحوالت جنسياً‬
‫مؤسسات الدولة تاريخياً التي ما تزال تحت سيطرة الرجال‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫(م‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ ،).‬من النشاط التقوييض (مهرجان أفالم «بال متييز» يف‬
‫‪5‬‬
‫فليس من املستغرب أن تسري ثقافة وإيديولوجية الرجولة املهيمنة‬
‫‪ ٢٠٠١‬وحملة «أنا شاذ»‪ 6‬يف ‪ )٢٠١٠‬نحو االحرتافية والرتاجع يف‬
‫‪13‬‬
‫يدا ً بيد مع ثقافة القومية املهيمنة‪».‬‬
‫التعبئة والتحول نحو منط املنظامت غري الحكومية‪ ،‬الذي جاء بعد‬
‫القومية‪ ،‬بالنسبة لناغل‪ ،‬شديدة االرتباط بالرجولة‪ ،‬ومتتد جذورها‬ ‫سنوات من التدمري الصامت للمساحات العامة التي يستخدمها‬
‫التاريخية إىل الثورتني الفرنسية والصناعية‪ ،‬كمك ّون من مسار‬ ‫مثليو الجنس للتالقي وإظهار االختالف‪ ،‬لصالح سياق مسترش‬
‫إعادة تركيب السياسة املحلية والكونية وخلق «اقتصاد سوق‬ ‫وعنيف من التبديل يف النسيج امل ُدين‪ ،‬مبا يف ذلك خلق املساحات‬
‫وطني وطبقة بورجوازية وطنية قابلة للحياة‪ 14».‬أما البطريركية أو‬ ‫الكويرية الوهمية‪ 7.‬وحيث كُتب الكثري حول سياسات ومؤسسات‬
‫النظام األبوي يف الكيانات السياسية اللبنانية فتقوم سعاد جوزف‬ ‫املرأة والحقوق الجنسية‪ ،‬فإن هذه الورقة ستستخدم مفاهيم‬
‫بتفسريها‪ ،‬من خالل النظر إىل األمة كـ»مجتمع مت َخ ّيل»‪ ،‬ت ُستخدم‬ ‫«الرجولة املهيمنة» و»الدولة الذكورية» لزيادة االطالع عىل النشاط‬
‫املرأة غالباً كرمز حيوي يف اخرتاعه‪ .‬وهذا يسهم يف تحويل «الدولة»‬ ‫املتعلّق باملرأة وامل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬حول مسائل الرجولة بالتحديد‪.‬‬
‫و»األمة» إىل بنيتني جندريتني‪ ،‬ذكر وأنثى عملياً‪ ،‬حيث تسعى‬ ‫يستند تحليل الخطاب التايل عىل املواد التي تم جمعها من خالل‬
‫‪15‬‬
‫الدولة الذكر لـ»حامية» األمة األنثى‪.‬‬ ‫مراجعة األدبيات واملقابالت مع الناشطني والناشطات‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل الخربة التنظيمية للمؤلفني يف مجال امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬الجزء األول من‬
‫ويتضح الرتابط بني العسكرة الدامئة للمجتمع مع عملية تعزيز‬
‫الورقة يضع اإلطار النظري ويناقش الرجولة السياسية وعالقتها‬
‫رجوليته‪ ،‬حيث ميكن مالحظة استلهام السلطة السياسية يف األحزاب‬
‫بالدولة‪-‬األمة املابعد كولونيالية يف لبنان‪ .‬وتقوم األجزاء الالحقة‬
‫القومية‪ ،‬إىل حد ما‪ ،‬املنطق الرجويل للنخبة السياسية وميليشياتها‪.‬‬
‫مبجادلة خطاب «الرجولة يف خطر» والتعبئة النسائية واملثلية‬
‫وهذا ما ميكن تبيانه من استخدام الرياضة والتدريب العسكري‬ ‫والثنائية واملتحولة مبواجهة رجولة الدولة‪ ،‬ثم يقوم الجزء األخري‬
‫والتنشئة النفسية الفاشية يف األحزاب القومية (الكتائب‪ ،‬الحزب‬ ‫باستكشاف املظاهر الناشئة «للرجولة املضادة»‪.‬‬
‫السوري القومي االجتامعي‪ ،‬وغريها) واليسارية الدولتية (الحزب‬
‫الشيوعي)‪ ،‬عىل حد سواء‪.‬‬ ‫‪ .١‬الرجولة والدولة األمة‬
‫وقد أىت تشكيل الدولة‪-‬األمة مبوازاة التحول إىل العائلة النووية‬ ‫تكشف ويندي براون يف «البحث عن الرجل يف الدولة» (‪)١٩٩١‬‬
‫وكام أشارت لينا أبو حبيب‪ ،‬منسقة حملة الجنسية‪« ،‬كأنهم يقولون‬ ‫باعتبارها املؤسسة االجتامعية املركزية‪ 16،‬إضافة للقسمة بني الذكور‬
‫أن النساء خطر جسيم عىل املصالح العليا للدولة‪ 23».‬لكن مصالح‬ ‫واإلناث يف سوق العمل ومضامينها الحامئية‪ ،‬مثالً‪ .‬فردا ً عىل خطف‬
‫الدولة العليا هنا ال تقترص عىل التوزيع الدميغرايف فحسب‪ ،‬بل هي‬ ‫جنود لبنانيني من قبل مسلحني إسالميني عىل الحدود مع سوريا يف‬
‫وثيقة االرتباط بالنوع االجتامعي لسكانها‪ ،‬حيث يشكّل تجنيس‬ ‫‪ ،٢٠١٤‬قامت مقاطع الفيديو لألغاين الداعمة للجيش بإظهار ضحايا‬
‫الرجال األجانب‪ ،‬وتحديدا ً الرجال الفلسطينيني‪ ،‬والسوريني مؤخرا ً‪،‬‬ ‫‪17‬‬
‫فقدان السلطة العسكرية كزوجات مرمالت وفتيان يافعني‪.‬‬
‫خطرا ً عىل الرتكيبة الطائفية للدولة‪-‬األمة‪.‬‬
‫‪ .٢‬املنظامت النسائية‪ :‬اإلصالحوية القانونية واالستحواذ‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬شهدت النقاشات حول قانون العنف األرسي‬ ‫عىل الرجولة‬
‫أكرب استعراض عام لخطابات «الرجولة املهددة» وتلك املضادة لها‪،‬‬
‫وطرحت قضية حقوق املرأة والرجولة عىل املستوى الوطني‪ .‬يف‬ ‫أ) اإلصالحوية القانونية وصياغة خطاب «الذكورة املهددة»‬
‫‪ ٨‬آذار‪/‬مارس ‪ ،٢٠١٤‬قامت منظمة كفى بتنظيم تظاهرة مبناسبة‬ ‫بينام تعود بدايات تنظيم النساء للمطالبة بحقوقهن يف لبنان إىل‬
‫اليوم العاملي للمرأة‪ ،‬جذبت أكرث من ‪ ٥٠٠٠‬شخص حول قضية‬ ‫التحركات الصناعية النسائية يف مصانع الحرير يف القرن التاسع‬
‫العنف املنزيل‪ 24.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن املطالبة بتدخّل الدولة يف مسألة‬ ‫عرش‪ ،‬فإن نضال املرأة ضد القمع األبوي يف بداية القرن الواحد‬
‫العنف األرسي‪ ،‬مبا يف ذلك االغتصاب الزوجي‪ ،‬من خالل مرشوع‬ ‫والعرشين «يقترص عىل متثيل وأولويات واسرتاتيجيات املنظامت‬
‫القانون‪ ،‬شكّل خطرا ً كبريا ً مبا فيه الكفاية عىل الدولة طائفية لتربير‬ ‫النسائية‪ ،‬وال سيام املنظامت غري الحكومية»‪ 18،‬التي نادرا ً ما تضطلع‬
‫حملة واسعة وبيان صادر عن دار الفتوى يشجب مرشوع القانون‪،‬‬ ‫مبساءلة الجانب االجتامعي‪-‬االقتصادي للنظام األبوي‪ .‬املوجة األوىل‬
‫وقامت اللجان الربملانية بالتخفيف من آثاره‪ 25،26.‬وبعد عملية‬ ‫من ما ميكن تسميته حركة نسوية شاركت يف استقالل لبنان‪ ،‬ومع‬
‫مراجعة قامت بها اللجان الربملانية‪ ،‬قد تكون داللة عىل محاولة‬ ‫ذلك‪ ،‬مل يتم اعتبار املرأة كهوية بذاتها‪ ،‬بل كمكون من عملية‬
‫احتواء التعبئة النسوية‪ ،‬تم التصديق عىل القانون يف نيسان‪/‬أبريل‬ ‫‪19‬‬
‫بناء األمة ومقاومة الظلم‪ ،‬وتم التغايض متاماً عن قضايا الجسد‪.‬‬
‫‪ 27،٢٠١٤‬لكن اللجان الربملانية أفرغت القانون من أي حامية خاصة‬ ‫وشهدت املوجة الثانية يف السبعينيات عملية تسييس النساء يف‬
‫للمرأة‪ ،‬وقامت بتجريم االغتصاب فقط يف حالة األذى الجسدي‪ ،‬بل‬ ‫الحركات النقابية والطالبية وإرشاكهن يف األحزاب السياسية يف‬
‫‪28،29‬‬
‫وأقر سابقة قانونية يف تبنيها ملفهوم «الحقوق الزوجية»‪.‬‬ ‫لبنان‪ ،‬تلك األحزاب التي رسعان ما قامت بتحييدهن‪ ،‬بل وطردهن‬
‫يف بيان صدر عن دار الفتوى يف نيسان ‪ ،٢٠١١‬متحور االعرتاض‬ ‫يف بعض الحاالت‪ ،‬ملحاولتهن النهوض بالقضايا النسوية‪.‬‬
‫عىل قانون العنف األرسي حول تجنب الرصاع بني املحاكم املدنية‬ ‫ر ّدة الفعل عىل ذلك متثّلت باملوجة الثالثة للجمعيات النسائية‬
‫واملحاكم اإلسالمية‪ ،‬من أجل «املحافظة عىل ذكورة الذكر ورجولة‬ ‫والنسوية لبنان التي اعتمدت مقاربة حقوقية وشكّلت بداية تحول‪،‬‬
‫الرجل‪ 30»،‬وعىل رفض قانون يعاقب الرجال عىل اإلساءة جسدياً إىل‬ ‫يف مسار الخطاب والتنظيم النسوي‪ ،‬عن أسالفهن‪ 20.‬بيد أن سؤال‬
‫زوجاتهن أو مامرسة الجنس الالرضايئ معهن‪ 31.‬حول هذا املوضوع‪،‬‬ ‫الرجولة مل يكن محورياً‪ ،‬عىل ما يبدو‪ ،‬قبل نشوء املوجة الثالثة‪،‬‬
‫تقول «منرية»‪ ،‬وهي باحثة وناشطة حول حقوق املرأة‪:‬‬ ‫حيث بدأ التط ّرق له يف أواخر تسعينيات القرن العرشين‪ ،‬تزامناً‬
‫«هذا ألنه مس بكل من القوانني املدنية وقانون العقوبات‪ ،‬والتي‬ ‫مع تصاعد املشاركة السياسية للمرأة واالنخراط الرسمي يف قضايا‬
‫غالباً ما تتعارض يف قضايا مثل الحضانة واالغتصاب‪ .‬لقد غريوا يف‬ ‫العنف القائم عىل الجندر والعنف ضد املرأة‪ ،‬باإلضافة إىل املشاركة‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬حيث كان األمر واضحاً‪ ،‬من دون التعرض للقوانني‬ ‫املبارشة يف الحمالت السياسية الربملانية‪.‬‬
‫املدنية‪ .‬فقوانني األحوال الشخصية هي جوهر الدولة الطائفية‪،‬‬
‫التغي فيه يهدد هذا البناء؛‬ ‫عىل الرغم من اعتامد املوجة الثالثة لتكتيكات اإلصالح القانوين‪،‬‬
‫والقانون املدين هو واحد من أركانها‪ّ .‬‬
‫فهذه دولة طائفية وذكورية يف آن‪ .‬تخيّل لو أمكن للمرأة إعطاء‬ ‫مام ق ّيد النقاش ضمن الدوائر القانونية واملهنية واستبعد النساء‬
‫اسم عائلتها ألطفالها‪ ،‬كل يشء سينهار‪ ،‬وستنهار كل الدالالت‬ ‫من املشاركة السياسية‪ 21،‬أ ّدى املسار اإلصالحي إىل تحفيز النقاش‬
‫‪32‬‬
‫الطائفية معه‪».‬‬ ‫حول الجندر والرجولة عىل املستوى الوطني‪ .‬وميكن تحديد أن أهم‬
‫ما تم استفزازه يف ذلك النقاش يدخل ضمن خطاب «الرجولة يف‬
‫ميكن التقاط لعبة الرجولة السياسية من خالل هذه األمثلة‪ ،‬ودور‬ ‫خطر»‪ ،‬مع مالحظة أن تشكيله يأيت عىل شكل ر ّد مضاد ملطالب‬
‫خطابات الذكورة املهددة فيها‪ ،‬حيث تأيت معارضة اإلصالحات‬ ‫الحركة النسائية يف لبنان‪.‬‬
‫القانونية بشأن حقوق املرأة عىل أسس ذكورية ‪ -‬فيتم التأكيد‬
‫عىل أن حقوق املرأة ليست خطرا ً عىل ذكورة ورجولة الرجال‬ ‫ومع بدايات تنظيم املرأة حول الحق يف مترير جنسيتها إىل أطفالها‪،‬‬
‫أنفسهم فحسب‪ ،‬بل تشكّل تهديدا ً لألمة والدولة‪ .‬التكامل بني‬ ‫ظهر خطاب السيايس املضاد‪ ،‬الذي يضع حقوق املرأة مبواجهة‬
‫يفس هذه املقاومة‬‫الرجولة والقومية يف بناء الدولة‪-‬األمة اللبنانية ّ‬ ‫التوازن الدميغرايف والطائفي‪ .‬وتم التعامل مع هذا الحق عىل أنه‬
‫العدوانية ملطالب الحركة النسوية وخطاب «الرجولة املهددة»‪.‬‬ ‫خطر دميغرايف يهدد «املصالح العليا للدولة»‪ ،‬حيث شكّل الزواج بني‬
‫تبي ناغل‪:‬‬
‫وكام ّ‬
‫‪22‬‬
‫املرأة اللبنانية والرجل الفلسطيني مصدر القلق الرئييس‪.‬‬
‫وأضافت‪:‬‬ ‫«هذ املقاومة غري الالئقة‪ ،‬بل الهستريية أحياناً‪ ،‬للتنوع ‪ ...‬تصبح‬
‫أكرث منطقية عندما يتم استيعاب أن أولئك الرجال ال يدافعون عن‬
‫«عندما تقوم منظمة الرؤية العاملية بتنظيم حملة حول النظافة‬ ‫التقاليد فحسب‪ ،‬بل عن مفهوم عنرصي‪ ،‬جندري‪ ،‬وجنيس للذات‪:‬‬
‫مثالً‪ ،‬تقول «إذا كنت أماً‪ ،‬اربطي كيس الزبالة»‪ .‬واليوم‪ ،‬لدى‬ ‫مفهوم أبيض‪ ،‬ذكر‪ ،‬ومنمط عىل الهوية الذكورية املغايرة‪ ،‬لهوية‬
‫اليونيسف حملة موجهة للنساء تقول أنهن مسؤالت عن حامية‬ ‫الرجل‪ ،‬ومح ّمل بشتى األعباء واالمتيازات التي تأيت مع الرجولة‬
‫أطفالهن من شلل األطفال‪ .‬املجتمع املدين يتمحور حول هذه‬ ‫‪33‬‬
‫املهيمنة‪».‬‬
‫األفكار الجندرية النمطية أكرث من الناس أنفسهم ‪ ...‬كل العاملني‬
‫يف املجال االنساين مهتمون بالحساسية الثقافية‪ ،‬إىل درجة النيل‬ ‫ويتم تنظيم الرجولة عرب التمييز بني الرجل «الجيد» والرجل‬
‫من حقوق اإلنسان يف كثري من األحيان ‪ ...‬ال توجد منظامت نسوية‬ ‫«السيئ»‪ ،‬من خالل معيار رشعية يتمحور حول األدوار االجتامعية‬
‫بالفعل تقوم بالتفكيك والتحليل‪ ،‬وإذا ُوجدت لن تجد املوارد‪.‬‬ ‫والجنسية‪ :‬الرجل «الجيد» هو الذي يحمي العائلة‪ ،‬الطائفة‪ ،‬األرض‪،‬‬
‫ال أحد يهتم بدعم هذا النوع من العمل‪ ،‬ويفضلون الحمالت‬ ‫والوطن‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن أي سلوك أو هوية تهدد هذا البناء‪ ،‬تصبح‬
‫باملشاركة مع البوليس‪ ،‬وحب األمم املتحدة‪ ،‬وحب التعاون مع‬ ‫تهديدا ً للرجولة السياسية‪ ،‬وتُنعت باالنحراف وتكون مدانة أخالقياً‪.‬‬
‫الحكومات‪ .‬كام يوجد نوع من معايري النجاح‪ ،‬حيث يصبح حضور‬
‫ممثل عن الدولة يف النشاطات دليالً عىل النجاح‪ .‬لكن معيار النجاح‬ ‫انطالقاً من تجارب مشابهة لحركة حقوق املرأة يف لبنان‪ ،‬تحذّر‬
‫يعتمد عىل مؤسسات ذكورية‪ ،‬كالربملان واإلعالم ‪ ...‬وهذا ما يتم‬ ‫براون من مقاربة الدولة بصفتها «املق ّدم أو امل ُساوي أو الحامي‬
‫دعمه ‪ ...‬وعندما تتكلم األمم املتحدة عن النوع االجتامعي‪ ،‬تقول‬ ‫أو املحرر»‪ ،34‬كام تنتقد ما تسميه «سياسات الحامية والضبط»‬
‫أنها ال تريد الرجال أن يصبحوا نسا ًء وال النساء رجال‪ ،‬بل يريدون‬ ‫‪ -‬أي مناشدة النسويات الدولة لتأمني الحامية من العنف‪ ،‬من‬
‫‪39‬‬
‫الرجال رجاالً والنساء نساء‪».‬‬ ‫خالل تنظيم قائم أساساً عىل النوع االجتامعي يف الحياة الخاصة‬
‫تسلّط املقتطفات أعاله الضوء عىل دور وكاالت التمويل يف تحويل‬ ‫والعامة‪ ،‬أي أن هذه املطالب تتجه نحو دولة ذكورية قامئة بالفعل‬
‫جدول أعامل املنظامت النسائية نحو رشاكات مع مؤسسات األمم‬ ‫بصفتها «نتيجة تاريخية وتعبري عن هيمنة الرجال يف الحياة العامة‬
‫املتحدة والحكومة‪ ،‬قد تكون غري مرغوبة أحياناً‪ ،‬وهي بالتايل‬
‫‪35‬‬
‫والهيمنة الذكورية عموماً‪».‬‬
‫تقوم باحتواء الخطاب النسوي للمنظامت النسائية داخل الربنامج‬ ‫ب‪ .‬استيعاب و(غياب) مواجهة الذكورية املهيمنة‬
‫الدولتي‪ .‬أما البديل‪ ،‬أي النقد القوي واالشتباك الفعال مع الرجولة‬
‫السياسية‪ ،‬فهو غري مرغوب به‪ ،‬وال يحظى بالتمويل‪ ،‬ويتم إهامله‪.‬‬ ‫عىل الرغم من الجذور العميقة للموجة الثالثة للمنظامت النسوية‬
‫يف العمل املدين‪ ،‬وخربتها يف التعبئة السياسية‪ ،‬وقدرتها عىل حشد‬
‫وميكن مالحظة مسار آخر من «استيعاب» الرجولة يف مشاريع‬ ‫النساء حول قضايا كالعنف األرسي‪ ،‬فقد جنحت نحو منط الرشكات‬
‫«إرشاك الرجال» يف املنظامت النسائية‪ ،‬وكام ترشح «روى»‪:‬‬ ‫واالنفصال عن النشاط النضايل‪ 36.‬وقد رافق هذا التحول اعتامد‬
‫«هناك حالة رعب عند الرجال‪ ،‬تظهر يف املؤمترات والدورات‬ ‫النشطاء والناشطات لخطابات تسعى الستيعاب وإعادة تشكيل‬
‫التدريبية‪ ،‬وهي عنيفة جدا ً‪ .‬أواجه الكثري من العنف يف هذه‬ ‫الرجولة وتويجها بصورة جديدة‪ .‬أحد األمثلة الفاقعة عىل ذلك جاء‬
‫األماكن‪ ..‬الرجال يرصخون يف وجهي بشكل دفاعي‪ ،‬كام لو أن هناك‬ ‫يف حملة «نؤمن» ملنظمة «أبعاد»‪ ،‬ولوحات اإلعالنات التي تقول‬
‫شخص يحاول أخد يشء منهم ‪ ...‬التنبّه لقضايا املرأة يأيت عىل هذا‬ ‫كن رجالً‪ ،‬ال ترضب زوجتك‪ ،‬من دون تعقيد معنى أن تكون رجالً‪.‬‬
‫الشكل االنعزايل‪ ،‬وال يفسح املجال للمناقشة بني الرجال والنساء‪.‬‬ ‫هذه العملية صنفتها اثنتان من اللوايت أجرينا معهن املقابالت عىل‬
‫واملنظامت غري الحكومية تقارب الرجال والنساء بشكل منفصل‬ ‫‪37‬‬
‫أنها «إضافة معايري» إىل الرجولة املهيمنة‪ ،‬بدل إعادة تشكيلها‪،‬‬
‫وتقول لهم أنهم كذا‪ ..٤ ،٣ ،٢ ،١ ،‬الربامج مخصصة إما للرجال وإما‬ ‫وهي ال تقترص‪ ،‬بأي حال‪ ،‬عىل منظمة واحدة‪.‬‬
‫للنساء‪ ،‬وال يجود املجال لجمعهم‪/‬ن سوياً ‪ّ ...‬‬
‫يعب املشاركون عن‬
‫خطر يهدد هذا النوع من الرجولة‪ ،‬وهناك ردة فعل تقول‪« ،‬ملاذا‬ ‫فمسار «إرشاك الرجال» هو من أحدث املسارات التي تتبناها‬
‫تستهدفوننا كرجال وتفرتضون أننا عنفيني؟» عبارة أخرى أسمعها‬ ‫تفصله «روى»‪،‬‬
‫املوجة الثالثة من التنظيم النسوي‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫هي عىل غرار‪« :‬توقفوا عن مقارنتنا مع أوروبا‪ ،‬أوروبا ليست‬ ‫الناشطة منذ فرتة طويلة حول القضايا الكويرية والنسوية‪:‬‬
‫أفضل»‪ ،‬تأيت مبعية قومية عربية تر ّوج لإلسالم كمنقذ للمرأة‪ .‬ثم‬
‫‪40‬‬
‫يناقضون أنفسهم‪ ،‬قائلني املرأة هي «زهرة» بحاجة لحامية‪».‬‬ ‫«مطالب املنظامت هي الحقوق‪ ،‬واملساواة‪ ،‬ودعوة الرجال ملساندة‬
‫حقوق املرأة‪ .‬ولكن‪ ،‬ال توجد دعوة للتفكري النقدي حول الجندر‬
‫من جهة‪ ،‬ينظر الرجال إىل تلك الحمالت كتهديد لرجولتهم‪ ،‬وهم‪،‬‬ ‫والرجولة‪ ،‬وال يجري تفكيك الرجولة‪ .‬بعض املنظامت تطلب من‬
‫بالتايل‪ ،‬دفاعيون‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬الخطر عىل الرجولة مستورد من‬ ‫الرجال أن يكونوا «جنتلامن»‪ ،‬مثل حملة «كون رجال»‪ .‬غريها من‬
‫الغرب وهجمة عىل عاداتهم‪ .‬هذه النظرة الثاقبة إىل ديناميات‬ ‫املنظامت تعالج الرجولة من خالل تعزيزها‪ ،‬قائلة أنه من غري الالئق‬
‫الذكورة وروابطها القومية تدل عىل اضطرار النشاط القائم عىل‬ ‫أن يكون الرجل عنيفاً‪ ،‬الرجال هم أفضل من ذلك‪ ،‬وهلم جرا ً‪ .‬وهذا‬
‫الحقوق وضع اسرتاتيجيات تستجيب لدفاع الدولة وحاميتها‬ ‫يؤدي بنا إىل مكان أسوأ‪ ،‬حيث نقوم باملساومة مع الرجال أكرث من‬
‫للذكورة السياسية وإعادة ضبط الرجولة ضمن خطاب «الذكورة‬
‫‪38‬‬
‫قيامنا بأخذ حقوقنا‪».‬‬
‫املهددة» من قبل الجهات الحكومية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تكتيكات‬
‫العربية يف العام ‪ ٢٠١١‬وانتشار الحروب يف املنطقة‪ ،‬فرضت معضلة‬ ‫التقويض اختفت إىل حد بعيد‪ ،‬بالنسبة للمنظامت النسائية‪،‬‬
‫جديدة عىل حلم واملنظامت املشابهة‪ :‬االشتباك املبارش مع العسكرة‬ ‫وخاصة من املوجة الثالثة‪ ،‬ويبدو أن تكتيكات إعادة تشكيل‬
‫اإلقليمية وخطاب «الرجولة املهددة»‪.‬‬ ‫الذكورة واستيعابها قد حلّت محلّها‪.‬‬
‫تبلور هذا الخطاب عىل ما يبدو يف حادثة حظيت بتغطية إعالمية‬ ‫أما املوجة النسوية الرابعة‪ ،‬فلم يتم التطرق لها بشكل مبارش كونها‬
‫واسعة يف كانون األول‪/‬ديسمرب ‪ ،٢٠١٣‬عند قيام رئيس بلدية‬ ‫مرتبطة بشكل وثيق مع حركة امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ ،.‬التي سنطرحها يف القسم‬
‫الدكوانة‪ ،‬شاميل بريوت‪ ،‬بإصدار أوامره العتقال وإذالل أشخاص‪-‬‬ ‫التايل الذي يناقش اشتباكها مع الرجولة السياسية‪ .‬وإذا كان العمل‬
‫ترانس مع تواجد مفرط لإلعالم‪ .‬حملة رئيس البلدية سعت لشجب‬ ‫التقوييض قد حدد معامل بدايات العقد األول من التنظيم حول‬
‫«االنحراف األخالقي» كخطر داهم عىل البلدة‪ ،‬واصفة الدكوانة‬ ‫الجنسانية يف لبنان‪ ،‬فإن تراجع التعبئة والتحول نحو منط املنظامت‬
‫بـ»قلعة الصمود»‪ 46.‬ارتبطت إدانة شختورة بالرتويج لرجولة‬ ‫غري الحكومية يشكّالن معامل نهاية هذا العقد والدخول يف سياسات‬
‫معسكرة واالعتزاز الطائفي‪ .‬ويشكل هذا االنخراط العلني من قبل‬ ‫توسل االحرتام‪.‬‬
‫الالعبني السياسيني الوطنيني والطائفيني تطورا ً يف سياسات الجنس‪،‬‬
‫من خالل طرحهم لحجة «الرجولة يف خطر»‪ ،‬بينام مل يكن اضطهاد‬ ‫‪ .٣‬حركة امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ :.‬من التقويض إىل وقف التعبئة‬
‫الحقوق الجنسية من قبل القوى األمنية يحتاج لتربير يف السابق‪،‬‬ ‫أ‪ .‬وقف تعبئة امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬والرجولة املهددة‬
‫الحجة التي تكررت مؤخرا ً يف بلدة ذوق مكايل عندما عارض أحد‬
‫السياسيني مشاركة فرقة موسيقية تحايب املثلية يف مهرجان موسيقي‬ ‫يف محاولتهم‪/‬ن لتعزيز الحقوق الجنسية يف املجال العام يف لبنان‪،‬‬
‫‪47‬‬
‫يف البلدة‪.‬‬ ‫ناضل النشطاء ضد االستقطاب الثنايئ للقضايا الجنسانية بني‬
‫اإلستعارة املتنازع عليها للهوية املثلية «الغربية» والهوية املثلية‬
‫االرتباط الضمني ملسألة الرجولة املهيمنة باملشاركة والتعبئة‬ ‫«الوطنية»‪ ،‬بالرغم من مشاركتهم‪/‬ن يف الوقت ذاته يف خلق هذه‬
‫السياسية شكلّت عناوين لنقاشات حادة يف حلم منذ تأسيسها‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫الثنائية لغوياً (مثيل‪/‬مغاير) وخطابياً‪ .‬نقاش الرجولة واملثلية‬
‫ظل أساس التعبئة يف الجمعية كان وفياً للخطاب الجامع حول‬ ‫الجنسية يف لبنان يغرق يف ثنائية سياسية مثلية‪-‬مغايرة‪ ،‬تم بناؤها‪،‬‬
‫امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ ،.‬حيث بُني االستقطاب عىل السلوك الجنيس‪ ،‬ال العقيدة‬ ‫عىل حساب الحركة‪ ،‬بصفتها رصاع بني مثيل الجنس (الذكر) عىل‬
‫السياسية‪ ،‬فتع ّرضت الجمعية إىل حالة من الشلل السيايس املزمن‬ ‫النمط الغريب (الذي غالباً ما يعترب أبيضاً) ومغاير الجنس العريب‪/‬‬
‫نتيجة انقسام سيايس أ ّدى إىل تزايد االستقطاب داخلها‪ .‬الرصاع بني‬ ‫الوطني (غري األبيض)‪ .‬ما يبدو عىل املحك هنا‪ ،‬ليس السلوك‬
‫التعبئة والالتعبئة أ ّدى ألزمة يف عام ‪ ،٢٠٠٦‬أثناء الحرب اإلرسائيلية‬ ‫الجنيس بحد ذاته‪ ،‬بقدر ما هو األداء الجنيس املثيل أو املغاير‪،‬‬
‫عىل لبنان‪ ،‬دارت حول املشاركة السياسية‪ .‬ومتحور الصدع يف حركة‬ ‫‪41‬‬
‫وتحديدا ً داخل منظومة البطريركية الغريية والنظام الرأساميل‪.‬‬
‫املثليني ذلك العام حول عضوية يسارية دعت للمشاركة السياسية‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬عندما يكون السلوك الجنيس املثيل مضبوط‬
‫يف النضال الوطني وفتح أبواب املنظمة للنازحني‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫قانونياً واجتامعياً‪ ،‬يحدث ذلك عىل أساس طبقي‪ 42،‬حيث يُفرض‬
‫وعضوية أكرث هوياتية‪ ،‬دعت للرتكيز الحرصي عىل حقوق املثليني‬ ‫االنضباط باألخالق التي ترعاها الدولة عىل الفقراء واملحرومني‪،‬‬
‫كسقف للمشاركة‪ 50.‬وأ ّدت شدة الحرب يف نهاية املطاف إىل فتح‬ ‫وذلك تحت طائلة املعاقبة‪ .‬عىل نفس املنوال‪ ،‬فإن األشخاص‬
‫أبواب الجمعية عنوة للنازحني والتواصل السيايس بني حلم وأطراف‬ ‫املتحولني جنسياً (ترانس*) يعانون من نظام ضبط أكرث ح ّدة‬
‫وطنية وحركة معاداة اإلمربيالية والصهيونية‪ ،‬مبا يف ذلك حزب‬ ‫وسيطرة بوليسية أوسع يقوم بها املجتمع والدولة عىل حد سواء‪،‬‬
‫الله‪ ،‬فتعرضت الجمعية للمقاطعة من بعض األعضاء والعضوات‪،‬‬ ‫وذلك بسبب تح ّديهم‪/‬ن لطريقة األداء املفرتضة لجنسهم‪/‬ن أو‬
‫واستقطبت الكثريين‪/‬ات غريهم‪/‬ن‪.‬‬ ‫املعي بيولوجياً‪ 43.‬ورغم الدور الحيوي ملسألة العرق‬‫جندرهم‪/‬ن ّ‬
‫عىل صعيد آخر‪ ،‬وعىل غرار املنظامت النسائية‪ ،‬قامت الخالفات‬ ‫والطبقة يف القمع‪ ،‬سوف يركز هذا القسم عىل التأديب الجندري‬
‫حول مسألة تقويض الرجولة السياسية مقابل إعادة تشكيلها‪.‬‬ ‫يف ظل قوى الرجولة السياسية املهيمنة‪ ،‬حيث‪ ،‬وعىل غرار الحركة‬
‫فبدأت عملية اخرتاع الرجل «الجيد» كرجل مثيل‪ ،‬محرتم‪ ،‬من‬ ‫النسوية‪ ،‬تظهر «الرجولة املهددة» يف مكونات خطاب الدولة‪.‬‬
‫الطبقة الوسطى‪ ،‬متعلم‪ ،‬ومهني‪ .‬فالبديل‪ ،‬أي النشاط النسوي‬ ‫يف ‪ ٩‬حزيران ‪ ،٢٠١٣‬تزامنت املناسبة السنوية التي تقيمها حلم‬
‫الكويري يف جمعية حلم‪ ،‬مل يدم طويالً‪ ،‬وانتهى رسيعاً يف اشتباك مع‬ ‫حول «اليوم العاملي ملناهضة رهاب املثلية والتحول» مع االنقضاض‬
‫األجندة السائدة املعوملة ملثليي الجنس‪ .‬فقد حاول النشاط النسوي‬ ‫العسكري لحزب الله عىل بلدة القصري وإعالن انخراطه الفاعل‬
‫الكويري يف العام ‪ ٢٠١٠‬اسرتداد ملكية لفظة «شاذ» التحقريية من‬ ‫ضد الثورة السورية‪ .‬يف ذلك املساء‪ ،‬وصفت نرشة األخبار عىل قناة‬
‫خالل حملة «أنا شاذ»‪ 51،‬التي جوبهت باستياء شديد وردة فعل‬ ‫الجديد حركة امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬عىل أنها «تغني عىل ليالها» و»ال تعنيها‬
‫عنيفة من قبل جامعة الناشطني املثليني الذكور‪ ،‬الذين أمضوا عرشة‬ ‫السياسة وال الحرب»‪ 44.‬وبغض النظر عن انحيازات قناة الجديد‪،‬‬
‫سنوات تقريباً يف محاولة لدمج أنفسهم يف املجتمع الغريي األبوي‪،‬‬ ‫فإن هذا األمر يعكس تراجعاً ملحوظاً يف حركة الحقوق الجنسية‪ ،‬يف‬
‫رافضني نعتهم بـ»املنحرفني»‪ .‬ثم بدأ اعتامد اللفظ االنجليزي‬ ‫وقت تزايد تسييس قضايا الجنس عىل املستوى الوطني‪ 45.‬الثورات‬
‫من التنظيم املتعلق بامل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪« 58.‬سياسة الهوية» تسببت باألزمة‬ ‫«كويرية» (‪ )queer‬غري املسيس يف الكتابات والترصيحات‬
‫إىل حد كبري‪ ،‬حيث أصبح اإلطار املثيل‪ ،‬والذي بدا وكأنه مفروض‬ ‫‪52‬‬
‫الالحقة‪.‬‬
‫من قبل األطر العاملية لتنظيم امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ ،.‬يفضّ ل النضال املثيل‪-‬‬
‫الذكر بشكل عضوي‪ ،‬عدا عن استسخافه مبسألة امتيازات الرجل‬ ‫عىل كل حال‪ ،‬يبدو أن نشاط امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬فشل باإلجابة عن سؤال‬
‫‪59‬‬
‫ومساواته لنضاالت الرجل بنضاالت املرأة‪ ،‬وأ ّدى لنفور النساء منه‪.‬‬ ‫الرجولة السياسية ومح ّركها القومي‪ ،‬عالوة عىل تبني مسار تعبئة‬
‫تراجعي ومنط املنظامت غري الحكومية‪ ،‬والقطيعة مع املشاركة‬
‫تشكيل املنظامت غري الحكومية حول الجنسانية والجندر لديه‬ ‫السياسية‪ ،‬وتوطيد العالقات مع حركات املثليني العاملية‪ ،‬خاصة يف‬
‫«إرث مضطرب» بالفعل‪ 60،‬بالرغم من لعبه الدور املحوري يف‬ ‫الواليات املتحدة‪ .‬ويظهر االهتامم بحامية الرجولة السياسية من‬
‫مقارعة وإعادة تشكيل الرجولة ‪ -‬بأشكالها املهيمنة وغري املهيمنة‪.‬‬ ‫االنحراف‪ ،‬يف ظل تزايد وترية العسكرة يف املنطقة‪ ،‬والبلد واملدينة‪.‬‬
‫القسم الثاين سيتع ّمق مبسألة إعادة التشكيل هذه‪ ،‬عىل صورة‬
‫«رجولة مضادة» تنعم باالحرتافية واالحرتام‪ ،‬وتتحدى املفاهيم‬ ‫يسود يف النشاطية حول العامل اليوم منط الرشكات واملنظامت‬
‫املهيمنة للرجل «الجيد» والرجل «اليسء»‪.‬‬ ‫غري الحكومية‪ ،‬املرتبط بشكل وثيق بوكاالت التمويل األجنبية‬
‫والدولية‪ 53.‬مثال عىل ذلك هو التحول البطيء والتدريجي لحلم‪،‬‬
‫‪ .٤‬منط املنظامت غري الحكومية‪ :‬نشوء هوية الرجولة‪-‬‬ ‫من جمعية مبنية عىل التنظيم والعضوية حول القضايا االجتامعية‪،‬‬
‫املضادة‬ ‫إىل منظمة غري حكومية قامئة عىل املوظفني لتوفري الخدمات خالل‬
‫فرتة عرشة أعوام‪ .‬هذا التحول هو ما نقصده بـ»الالتعبئة» أو‬
‫أمن االضطراب السيايس يف الدولة اللبنانية الرشوط للمنظامت‬ ‫املسار الرتاجعي لها‪ ،‬حيث يتم خنق املشاركة السياسية من خالل‬
‫الرسمية للخوض يف الرجولة السياسية‪ .‬وبالرغم من تراوح االشتباك‬ ‫ترسيخ النهج القائم عىل املوظفني من أعىل إىل أسفل‪ ،‬والذي قد‬
‫ما بني تقويض الرجولة إىل استيعابها‪ ،‬واحتضانها يف بعض األحيان‪،‬‬ ‫يدور حول أجندات املانحني وتقديم الخدمات (الصحية‪ ،‬القانونية‪،‬‬
‫يبدو إن نشأة املنظامت غري الحكومية املعنية بالجندر والجنسانية‬ ‫االجتامعية‪ ،‬وما إىل ذلك)‪ 54،‬وميكن أن يؤ ّدي إىل إعطاء األولوية‬
‫أمثرت تحوالً يف خطاب الجنسانية واملعايري الجديدة التي تفصل ما‬ ‫لسياسات استجداء االحرتام‪ ،‬ورفع قيمة االحرتاف الشامل للقيادة‬
‫بني «الرجل اليسء» و»الرجل الجيد»‪ .‬وكام يلحظ روبرت كونل‪،‬‬ ‫والعضوية‪ ،‬وأخريا ً‪ ،‬خلق مساحات نشاط ذات طابع طبقة وسطى‬
‫فإن الرجولة املهيمنة هي بناء متحرك‪ ،‬مثلها مثل أي مركّب جندري‬ ‫بشكل حرصي‪.‬‬
‫آخر‪ ،‬حيث ميكن للنضال من أجل الهيمنة أن يؤ ّدي الستبدال‬
‫الرجولة بشكل آخر منها‪ 61.‬وبقدر ما تعظّم الرجولة السياسية‬ ‫ج‪ .‬إشكالية الجندر يف التنظيم املثيل‬
‫مسألة العسكرة‪ ،‬تأيت الرجولة «الجديدة» لرت ّوج‪ ،‬من ناحية‪،‬‬ ‫املجال الثاين للجدل األكرث حدة يف تنظيم امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬كان يف فك‬
‫لسياسات الهوية الجنسية‪ ،‬كمعيار رشعي‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪،‬‬ ‫االرتباك التدريجي بني حلم والنسوية‪ ،‬والذي أدى إىل أزمتني‬
‫لسياسات االحرتافية وتوسل االحرتام‪ ،‬وتتم الدعاية للمسألتني من‬ ‫داخليتني يف ‪ ٢٠٠٥‬و‪ ،٢٠١١‬أفضت كالهام البتعاد معظم النساء‬
‫ضمن حدود طبقية‪.‬‬ ‫‪55‬‬
‫العضوات آنذاك عن الجمعية‪.‬‬
‫«فوزي»‪ ،‬ناشط وباحث حول قضايا امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ ،.‬يركّز عىل خطاب‬ ‫ففي ‪ ،٢٠٠٥‬أدى إعطاء األولوية لقضايا الرجال املثليني‪ ،‬عىل حساب‬
‫الدولة وتأثريه من خالل املنظامت الدولية‪:‬‬ ‫النساء‪ ،‬إىل تشكيل حلم‪-‬بنات‪ ،‬التي رسعان ما انفصلت عن حلم‪،‬‬
‫«مؤخرا ً‪ ،‬قامت املفوضية العليا لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‬ ‫تزامناً مع االنخراط يف جهود اإلغاثة خالل االجتياح اإلرسائييل يف‬
‫(‪ )UNHCR‬بتحديد ما يعنيه أن تكون مثلياً‪/‬ة أو ثنائياً‪/‬ة أو‬ ‫‪ ٢٠٠٦‬وظهور «التجمع النسوي»‪ .‬تصف نابر وزعرتي (‪ )٢٠١٤‬هذا‬
‫منسقة وموحدة‪ .‬فعندما يأتون للمساعدة‬ ‫متحول‪/‬ة بطريقة ّ‬ ‫املوقف بالتأكيد عىل أنه «كانت الحركة النسوية وامل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬تقاتل‬
‫اليوم‪ ،‬تقوم منظامت كاملفوضية أو مؤسسة مخزومي [منظمة غري‬ ‫من أجل الخيار يف الحياة وإمكانية املستقبل‪ .‬كان الكفاح مع ومن‬
‫حكومية محلية]‪ ،‬التي تؤمن املأوى والدعم املايل‪ ،‬بفحص األشخاص‬ ‫أجل العائالت واألطفال جزءا ً من النضال لبقاء الناس ‪ -‬كل الناس ‪-‬‬
‫بناء عىل فهمها ملا هو مثيل الجنس‪ .‬إذا ظهروا كمخنثني‪ ،‬فهم‬ ‫عىل قيد الحياة‪ »،‬من خالل املشاركة يف الحركة املناهضة لإلمربيالية‬
‫يتلقون الخدمات بناء عىل سلوكيات تؤهلهم ألن يكونوا م‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬‬ ‫و»مواجهة العنف العسكري والبطريركية الغريية‪ 56».‬وقامت‬
‫وإذا كان مظهرهم رجولياً‪ ،‬يُطلب منهم البوح لفظياً بأنهم مثليني‬ ‫العضوات األساسيات يف حلم‪-‬بنات بتشكيل منصتني‪ :‬مجموعة‬
‫لتلقي الخدمات‪ .‬هذا باإلضافة إىل وضعهم يف مسكن مع بعض‪،‬‬ ‫«ميم»‪ ،‬التي تعمل تحت األرض‪ ،‬و»التجمع النسوي» العلني‪ ،‬أحد‬
‫كام لو أنهم سريتاحون لبعضهم البعض تلقائياً‪ .‬ويسألونهم أسئلة‬
‫أصول منظمة «نسوية» التي تشكلت يف ‪ .٢٠٠٩‬أطلق هذا األمر‬
‫متطفلة‪َ :‬من هو صاحبك؟ منذ متى؟ يريدون التأكد من أنهم‬
‫‪62‬‬
‫مثليون «دامئاً»؛ العالقة الطويلة األمد هي املعيار‪».‬‬ ‫مسارا ً ملوجة رابعة من الحركة النسوية‪ ،‬النسوية الراديكالية‪ ،‬التي‬
‫ميزت نفسها بشكل واضح عن طريقة التنظيم النسوي السابق‬
‫تكشف هذه املقتطفات الدور الحاسم للذكورة واألنوثة يف‬ ‫‪57‬‬
‫بالعالقة مع الرجولة‪.‬‬
‫السلوكيات والهويات والتوجه نحو سياسات الهوية‪ ،‬الذي يظهر‬
‫أيضاً كنوع آخر من الرجولة‪ ،‬نوع ال ينتمي لنمط املهنيني وال‬ ‫وبينام يشكل االنقسام األول يف ‪ ٢٠٠٥‬جزءا ً من الرسد املتعلق‬
‫يحظى باالحرتام بعد‪ ،‬ولكنه مستضعف‪ .‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬ال ينفصل‬ ‫بالتنظيم السيايس الكويري النسوي‪ ،‬متحور االنشقاق الثاين يف‬
‫‪ ٢٠١١‬حول قضية تحرش جنيس‪ ،‬أدى إىل انسحاب يساري شامل‬
‫خامتة‬ ‫هذا التعيني عن الرتاجع يف التعبئة املوضّ ح أعاله‪ :‬فموضوع النضال‪،‬‬
‫الذي كان يف السابق عضوا ً فاعالً (يف الجمعية)‪ ،‬تحول إىل متلقي‬
‫كام توضّ ح هذه الورقة‪ ،‬يأيت خطاب الرجولة املهددة كرد سيايس‬
‫خدمات‪.‬‬
‫عىل نضال امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬والنضال النسوي‪ ،‬يف ظل استمرار تح ّدي‬
‫املوجة الثالثة للتميز عىل أساس الجنس أو النوع االجتامعي‪،‬‬ ‫يؤ ّدي هذا إىل وسم «الرجل املثيل»‪ ،‬بناء عىل السلوكيات فقط‪،‬‬
‫وللعنف ضد املرأة‪ ،‬وغياب حقوقها السياسية واالجتامعية‪ .‬ظلت‬ ‫بالرجل «الجيد»‪ ،‬وهي عملية يعاد انتاجها من خالل داللة أخرى‪،‬‬
‫استجابة الدولة اللبنانية‪ ،‬كام طرحنا‪ ،‬تتمحور حول «الرجولة‬ ‫«الرجل الناشط»‪ ،‬وهو منط سائد من الرجولة يف تنظيامت املرأة‬
‫املهددة»‪ ،‬حيث يتم اعتبار املطالب النسائية كتهديد للدولة‪-‬‬ ‫وامل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬ويبدو أن هذه الرتكيبات‪ ،‬يف تعميمها المتيازات الذكور‪،‬‬
‫األمة‪ .‬حركة امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬واجهت خطاب الدولة ذاته‪ ،‬الذي استعر يف‬ ‫قد أسهمت يف انهيار «حلم» ثم «نسوية» يف ‪ ٢٠١١‬و‪ ٢٠١٢‬عىل‬
‫ظل العسكرة املتزايدة يف املنطقة‪ .‬ويتم اعتامد خطابات الذكورة‬ ‫التوايل‪ 63.‬وحسب تعبري «روى»‪ ،‬يأيت مفهوم الرجل الناشط «الجيد»‬
‫املهددة لتربير السياسات القمعية تجاه املرأة واألشخاص غري‬ ‫مع اخرتاع شخصية «البطل الناشط» الذكر‪:‬‬
‫املنضبطني جندرياً أو جنسانياً‪.‬‬
‫«ذكورية بعض الناشطني يف املنظامت غري الحكومية أسوأ من تلك‬
‫حالياً‪ ،‬تشهد املنظامت النسائية تبدالً يف الرتكيز‪ ،‬باتجاه استيعاب‬ ‫التي أراها يف ورشات العمل‪ .‬لكن بعض الجمعيات قررت تحويلهم‬
‫الرجولة‪ ،‬وقد بدأت بعملية التمييز بني رجل «جيد» وآخر «سيئ»‬ ‫إىل «أبطال» ‪ ...‬ال يتم االحتفاء بأي يشء أنثوي‪ ،‬الذكر هو املثل‬
‫وفقاً ملعايري جديدة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يبدو وضحاً مدى التشكيك‬ ‫األعىل دوماً‪ .‬كل الجهد هو نساء يحاولن اكتساب هذه الصفات‬
‫باالمناط الذكورية املهيمنة والسياسية‪ ،‬من خالل إعادة تشكيل‬ ‫الذكورية‪ .‬إذا أرادت املرأة حقوقها‪ ،‬عليها الترصف كالرجال لتحصل‬
‫عىل مطالبها‪ .‬ما نراه يف كل هذا النضال هو أن األنثى عليها أن‬
‫الرجولة‪ .‬فاضطراب تاريخ حركة امل‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬كان نتيجة‪ ،‬ولو جزئية‪،‬‬
‫تصبح ذكرا ً لتكون صالحة‪ .‬عيل إثبات نفيس بأدوات الرجال ألحصل‬
‫للتوترات حول امتيازات الرجال وسياسات النوع االجتامعي‪ ،‬حيث‬ ‫‪64‬‬
‫عىل حقوقي أو ألنجح يف أي يشء‪».‬‬
‫استبدل تح ّدي تكوين الذكورة السياسية بسياسة توسل االحرتام‪،‬‬
‫االحرتاف الشامل‪ ،‬وتوفري الخدمات‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬هذا االتجاه‬ ‫وحول عالقة العسكرة بالرجولة‪ ،‬تكمل «روى»‪:‬‬
‫نفسه يسهم يف الظهور املحتمل لرجولة «جديدة» أو «مضادة»‪.‬‬ ‫«السالح رجويل وليست بنسوي‪ .‬هذا مهم جدا ً‪ .‬هناك توجه للهوس‬
‫عىل عكس االسخدام التبسيطي ملفهوم الدولة الرجولية يف هذه‬ ‫باملرأة التي «تدافع عن األرض» بالطريقة التي يدافع بها الرجال‪.‬‬
‫الورقة‪ ،‬تجدر اإلشارة‪ ،‬كام توضح براون (‪ ،)١٩٩١‬أن الدولة الرجولية‬ ‫تقوم النساء بآالف املبادرات التي ال تحظى باالعرتاف‪ .‬ملاذا؟ ألنهن‬
‫غري متجانسة‪ ،‬فهي ليست «شيئاً أو نظاماً أو موضوعاً بحد ذاته‪ ،‬بل‬
‫‪65‬‬
‫مل يحملن البنادق؟ األسلحة فقط هي املهمة‪».‬‬
‫تخضع لكامل أرضية السلطات والتقنيات‪ ،‬أي مجموع الخطابات‬ ‫املالحظات أعاله تلفت النظر إىل املفاهيم املتنازع عليها حول‬
‫والقواعد واملامرسات‪ ،‬املتعايشة ضمن عالقة محدودة‪ ،‬ومتوترة‪،‬‬ ‫الرجولة ضمن حركة الحقوق الجنسية‪ ،‬والهاجس املتعلّق باألنثوية‪.‬‬
‫وغالباً ما تتعارض مع بعضها البعض‪ 66».‬وميكن ألبحاث مستقبلية‬ ‫وبالرغم من نضال منظامت حقوق املرأة ضد دولة بطريركية‪ ،‬قد‬
‫اإلضاءة عن تلك األبعاد املتنوعة وغالباً املتناقضة‪.‬‬ ‫يكون (غياب) التحدي النقدي للرجولة املهيمنة‪ ،‬بالنسبة لواحدة‬
‫يف الختام‪ ،‬فإن الح ّجة التي طرحتها الورقة تبقى ناقصة‪ ،‬بالرغم‬ ‫من املقابالت عىل األقل‪ ،‬سبباً يف التوجه الستيعاب أدوات الذكورة‪،‬‬
‫من رسمها للخطوط العريضة للرجولة وانخراط أو فك ارتباط‬ ‫بدالً من تقويضها‪.‬‬
‫الناشطني‪/‬ات معها‪ ،‬من دون مناقشة القوى العاملية واإلقليمية‬ ‫ميكن القول أن تبني منط املنظامت غري الحكومية يأيت ضمن إطار‬
‫الفاعلة يف هذه املسارات‪ ،‬حيث يلعب الرصاع الجيوسيايس املتعلق‬ ‫وطني للنضال من أجل لبنان أفضل وعلامين‪ ،‬عوضاً عن الدور‬
‫بالحرب عىل اإلرهاب الدور املحوري‪.‬‬ ‫السيايس واالقتصادي لهذا الخيار‪ ،‬واحتوائه للنشاط السيايس ضمن‬
‫إطار قائم عىل النشاط حول قضية اجتامعية معينة‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫تأمينه الوظائف لخريجي الجامعات‪ .‬ويأيت اخرتاع هوية «الرجولة‬
‫املضادة»‪ ،‬الرجل املثيل املهني من الطبقة الوسطى أو الذكر‬
‫«البطل» يف املنظامت النسائية‪ ،‬كجزء ال يتجزأ من هذا التحول‪.‬‬
‫هذا االنتقال من التنظيم العابر للطبقات نحو منوذج الطبقة‬
‫الوسطى املديني صاحب الوظيفة اإلدارية مل يكن نتيجة للتدخل‬
‫الخارجي فحسب‪ ،‬بل‪ ،‬مثله مثل مرشوع بناء الدولة الوطنية‬
‫الحديث‪ ،‬لقد أىت مصاحباً لعملية الخصخصة وانسحاب الدولة‪،‬‬
‫ومعها معظم القوى السياسية‪ ،‬من القضايا االجتامعية‪ ،‬ومكرساً‬
‫خطاب حرية السوق‪.‬‬
:‫املراجع األصلية‬
Marie-Noëlle AbiYaghi, L’altermondialisme au Liban : un militantisme de passage. Logiques
d’engagement et reconfiguration de l’espace militant (de gauche) au Liban, PhD thesis,
Université Paris I Panthéon-Sorbonne, 2013.
Olivia Alabaster, “Activist: Rejection of nationality law sets dangerous precedent”, Daily Star,
English, January 16th 2014.
Jean Aziz, “Islamic clerics Oppose Lebanese Law Protecting Women”, Al-Monitor, 2013.
Briand Bedford, “Beirut and Lebanon: The gay paradise of the Arab world”, Gay Star News, June 8,
2012.
Chloe Benoist, “Lebanese gay rights organization Helem marks 10 years with a mixed legacy”, Al-
Akhbar, September 30, 2014.
Chloe Benoist, “Lebanese gay rights organization Helem marks 10 years with a mixed legacy, Part
II”, Al-Akhbar English, October 2, 2014.
Azza Sharara Beydoun, “‫( العنف ضد النساء وواجبات الدولة اللبنانية‬Violence against women and the
duties of the Lebanese State)”, Legal Agenda, 2012.
Wendy Brown, “Finding the Man in the State”, Feminist Studies, Vol. 18, No. 1, 1992.
Judith Butler, “Gender as performance: An interview with Judith Butler,” Radical Philosophy, Vol.
67, No.1, 1994.
Aziz Choudry, “Global justice? Contesting NGOization: Knowledge politics and containment in
anti-globalization networks”, in Dip Kapoor and Aziz Choudry, Learning from the
ground up: Global perspectives on knowledge production in social movements, Palgrave
Macmillan, 2010.
Robert W. Connell and James W. Messerschmidt, “Hegemonic masculinity rethinking the
concept”, Gender & Society, Vol. 19, No. 6, 2005.
Lara Damaghi, Alena Mack and Doris Jaalouk, “A case study of the first legal, above-ground
LGBT organization in the MENA region”, Helem, 2009.
Bernadette Daou, “Feminisms in Lebanon: after proving loyalty to the “Nation”, will the “Body”
rise within the “Arab Spring”?”, Civil Society Knowledge Center, Lebanon Support,
Forthcoming, 2015.
Human Rights Watch, “In a Time of Torture: The assault on justice in Egypt’s crackdown on
homosexual conduct”, Human Rights Watch, 2004.
Islah Jad, “The NGO-ization of Arab women’s movements”, Feminisms in development:
contradictions, contestations and challenges, Zed Books, 2007.
Suad Joseph, “Gender and Citizenship in the Arab world”, Concept Paper, University of
California, Davis, 2002.
Akram Fouad Khater, Inventing Home: Emigration, Gender, and the Middle Class in Lebanon, 1870-
1920, University of California Press, 2001.
Ghassan Makarem, “The story of Helem”, Journal of Middle East Women’s Studies, Vol. 7, No. 3,
2011.
Maya Mikdashi, “Moral Panics, Sex Panics and the Production of a Lebanese Nation”, Jadaliyya,
February 22, 2014.
Nadine Naber and Zeina Zaatari, “Reframing the war on terror: Feminist and lesbian, gay,
bisexual, transgender, and queer (LGBTQ) activism in the context of the 2006 Israeli
invasion of Lebanon”, Cultural Dynamics, Vol. 26, No. 1, 2014.
Joane Nagel, “Masculinity and nationalism: gender and sexuality in the making of nations”, Ethnic
and Racial Studies, Vol. 21, No. 2, 1998.
Karim Nammour, “Dekwaneh’s ‘No Gay Land’ triggers debate on homophobia”, The Legal Agenda,
December 2, 2013.
Tamara Qiblawi, “Women decry Lebanon’s domestic violence law”, Al-Jazeera, English, April 15th
2014.
Nizar Saghieh, “Interpreting Lebanon’s Law Against Domestic Violence: Jurisprudence as Legal
Reform”, The Legal Agenda, June 30, 2014.
Riwa Salameh, “Gender politics in Lebanon and the limits of legal reformism”, Civil Society
Knowledge Center, Lebanon Support, 2014.
Ahmad J. Saleh and Adriana A. Qubaia, “Transwomen’s Navigation of Arrest and Detention In
Beirut: A Case Study”, Lebanon Support, Civil Society Knowledge Center, Gender
Equity and Information Network, 2015.
Sarah Wansa, “Torture at Every Stage: The Unofficial Narrative of the Hammam al-Agha Raid”,
The Legal Agenda, November 12, 2014.
“Feminism and self-criticism: notes from my personal experience”, Farfahinne Blog, September,
2014.
“Mashrou’ Leila’s Zouk Festival ‘gay’ performance goes ahead despite pre-concert homophobia
controversy”, Daily Star, Beirut, August 4, 2014.
“Where do we stand?” Nfasharte Blog, 2011.
“‫( ”أنا شاذ‬Am I Queer)? IDAHO 2010”, Helem, 2010.
Al Jadeed Evening News, 9 June 2013.
‫هوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬غسان مكارم‪« ،‬قصة حلم» (باإلنكليزية)‪ ،‬مجلة دراسات املرأة يف الرشق األوسط‪ ،‬املجلد ‪ ،٧‬العدد ‪ ،٢٠١١ ،٣‬ص ‪١١٢-٩٨‬؛ ماري نويل أيب ياغي‪،‬‬
‫العوملة البديلة يف لبنان‪ :‬نضال عبور‪ .‬منطق االشتباك وإعادة تركيب الفضاء الناشط (لليسار) يف لبنان‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة باريس ‪ ١‬بانثيون‪-‬‬
‫سوربون‪.٢٠١٣ ،‬‬
‫‪ 2‬هيومن رايتس ووتش‪« ،‬يف زمن التعذيب‪ :‬إهذار العدالة يف الحملة املرصية ضد السلوك املثيل»‪ ،‬هيومن رايتس ووتش‪( ،٢٠٠٤ ،‬آخر زيارة‪ ٢٢ ،‬ترشين‬
‫الثاين ‪ .)٢٠١٤‬متوفر باللغة العربية‪.http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/egypt0304arabic.pdf :‬‬

‫‪ 3‬برناديت ضو‪« ،‬النسوية يف لبنان‪ :‬موقعها مبواجهة البطريركية وتجددها خالل «الربيع العريب»»‪ ،‬دعم لبنان‪ ،‬مجلة املجتمع املدين‪ ،‬العدد ‪.٢٠١٥ ،١‬‬
‫‪ 4‬نادين نابر وزينة زعرتي‪« ،‬إعادة تأطري الحرب عىل اإلرهاب‪ :‬النسوية والنشاط املثيل واملزدوج واملتحول والكويري يف سياق االجتياح اإلرسائييل للبنان‬
‫يف ‪ ،»٢٠٠٦‬مجلة ‪ ،Cultural Dynamics‬املجلد ‪ ،٢٦‬العدد ‪ ،٢٠١٤ ،١‬ص ‪١١١-٩١‬؛ بالرغم من مواجهة التوجات «اليسارية» ملفاوضات دامئة داخل حلم‪ ،‬كام توضّ ح‬
‫أيب ياغي‪ ،٢٠١٣ ،‬مصدر مذكور سابقاً‪.‬‬

‫‪ 5‬مكارم‪ ،٢٠١١ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬


‫‪“ 6‬أنا شاذ؟»‪ ،‬اليوم العاملي ملكافحة رهاب املثلية والتحول الجنيس‪ ،‬حلم‪ ،٢٠١٠ ،‬متوفر عىل‪( ،http://www.helem.net/?q=node/110 :‬آخر زيارة ‪٢٢‬‬
‫ترشين الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 7‬استمرت الحمالت ضد أماكن التالقي كدور السينام والحاممات العمومية منذ الدعاية اإلعالمية املتعلقة بـ»كوين بوت»‪ ،‬كام حصل مؤخرا يف حامم‬
‫اآلغا يف بريوت يف ‪ ١٣‬آب ‪ ،٢٠١٤‬وخطاب الدولة الذي رافقه حول حامية الرجولة؛ أنظر مثالً‪« ،‬سارة ونسا‪ ،‬الرواية غري الرسمية ملداهمة حامم اآلغا‪:‬‬
‫التعذيب يف كل محطة»‪ ،‬املفكرة القانونية‪ ١٢ ،‬ترشين الثاين ‪http://www.legal-agenda.com/article.php?id=902&folder=articles&lang= :٢٠١٤‬‬
‫‪( ar‬آخر زيارة‪ ٥ ،‬كانون الثاين ‪ .)٢٠١٥‬وميكن مقارنة هذا التعامل مع الدعاية النقيضة حول الحياة الليلية املعوملة يف بريوت يف التقارير حول املثلية‬
‫يف الصحافة األجنبية؛ مثالً‪ ،‬بريان بدفورد‪« ،‬بريوت ولبنان‪ :‬جنة للمثليني يف العامل العريب» (باالنكليزية)‪ ٨ ،Gay Star News ،‬حزيران ‪http://www. :٢٠١٢‬‬
‫‪( gaystarnews.com/article/beirut-and-lebanon-gay-paradise-arab-world080612‬آخر زيارة‪ ٥ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٥‬‬

‫‪ 8‬وندي براون‪« ،‬البحث عن الرجل يف الدولة» (باالنكليزية)‪ ،‬مجلة الدراسات النسوية‪ ،‬املجلد ‪ ،١٨‬الرقم ‪ ،١٩٩٢ ،١‬ص ‪http://www.jstor.org/ ،٣٤-٧‬‬
‫‪( stable/3178212‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون األول ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 9‬روبرت و‪ .‬كونل وجيمس و‪ .‬مرسشمدت‪« ،‬الرجولة املهيمنة‪ :‬إعادة التفكري يف املصطلح»‪ ،‬مجلة الجندر واملجتمع‪ ،‬املجلد ‪ ،١٩‬العدد ‪ ،٢٠٠٥ ،٦‬ص‬
‫‪( http://gas.sagepub.com/content/19/6/829.short ،٨٥٩-٨٢٩‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون األول ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 10‬املصدر أعاله‪ ،‬ص ‪.٨٣٢‬‬
‫‪ 11١‬دلييل ستار‪ ،‬بريوت‪ ،‬كاريكاتري‪ ٢٧ ،‬كانون األول ‪http://www.dailystar.com.lb/dailystar/Com� ،٢٠١٤‬‬
‫‪.ics/27-12-2014/376715_635552371698007174_img300x200_img300x200_crop.jpg‬‬

‫‪ 12‬جوان ناغل‪« ،‬الرجولة والقومية‪ :‬الجندر والجنسانية يف بناء الدولة»‪ ،‬مجلة الدراسات االثنية والعرقية‪ ،‬املجلد ‪ ،٢١‬العدد ‪ ،١٩٩٨ ،٢‬ص ‪،٢٦٩-٢٤٢‬‬
‫‪( http://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/014198798330007‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون األول ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 13‬املصدر أعاله‪ ،‬ص ‪.٢٤٩‬‬
‫‪ 14‬توم نرين‪ ،‬تفكك بريطانيا‪ :‬أزمة وقومية متجددة‪ ،‬لندن‪ ،New Left Books ،‬ص ‪٣٣٣‬؛ يف ناغل‪ ،١٩٩٨ ،‬مصدر مذكور سابقاً‪ ،‬ص ‪.٢٤٨‬‬

‫‪ 15٥‬سعاد جوزف‪« ،‬الجندر والجنسية يف العامل العريب» (باالنكليزية)‪ ،‬ورقة مفهومية‪ ،‬جامعة كاليفورنيا‪ ،‬ديفيس‪http://www.euromedgen� ،٢٠٠٢ ،‬‬
‫‪( derequality.org/image.php?id=487‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون األول ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 16‬أكرم فؤاد خاطر‪ ،‬اخرتاع الوطن‪ :‬الهجرة‪ ،‬النوع االجتامعي‪ ،‬والطبقة الوسطى يف لبنان ‪ ،١٩٢٠-١٨٧٠‬مطبعة جامعة كاليفورنيا‪.٢٠٠١ ،‬‬
‫‪ 17‬مثالً‪ ،‬محمد اسكندر‪« ،‬إيد من حديد» (يد حديدية)‪ ،https://www.youtube.com/watch?v=7gCdTzGrqsY ،‬أو هبة طوجي‪« ،‬متل الشجر‬
‫مزروعني»‪.https://www.youtube.com/watch?v=cGHWJdC1UXE ،‬‬

‫‪ 18‬روى سالمة‪« ،‬السياسات الجندرية يف لبنان وحدود اإلصالح القانوين» (باإلنجليزية)‪ ،‬مجلة املجتمع املدين‪ ،‬دعم لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،٢٠١٥ ،‬متوفر عىل االنرتنت‪http:// :‬‬
‫‪( cskc.daleel-madani.org/paper/gender-politics-lebanon-and-limits-legal-reformism‬آخر زيارة يف ‪ ٢٠‬كانون األول ‪.)٢٠١٤‬‬

‫‪ 19‬ضو‪ ،٢٠١٥ ،‬مصدر مذكور سابقاً‪.‬‬


‫‪ 20‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 21‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 22‬أوليفيا أالباسرت‪« ،‬ناشطة‪ :‬رفض قانون الجنسية سابقة قانونية خطرية» (باالنكليزية)‪ ،‬داييل ستار‪ ،‬بريوت‪ ١٦ ،‬كانون الثاين ‪http://www. ،٢٠١٤‬‬
‫‪( dailystar.com.lb/News/Local-News/2013/Jan-16/202419-activist-rejection-of-nationality-law-sets-dangerous-precedent.ashx‬آخر زيارة‪٤ ،‬‬
‫كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 23‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 24‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 25٥‬متارا قبالوي‪« ،‬النساء يعارضن قانون العنف املنزيل» (باالنكليزية)‪ ،‬الجزيرة‪ ١٥ ،‬نيسان ‪http://www.aljazeera.com/indepth/fea� ،٢٠١٤‬‬
‫‪( tures/2014/03/women-decry-lebanon-domestic-violence-law-2014327115352486894.html‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 26‬عزة رشارة بيضون‪« ،‬العنف ضد النساء وواجبات الدولة اللبنانية»‪ ،‬املفكرة القانونية‪http://legal-agenda.com/article. ،٢٠١٢ ،‬‬
‫‪( php?id=156&lang=ar‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 27‬نزار صاغية‪« ،‬أول تطبيق لقانون حامية املرأة من العنف األرسي يف لبنان‪ :‬أو حني اجتهد القايض تصحيحا لقانون مبتور»‪ ،‬املفكرة القانونية‪٣٠ ،‬‬
‫حزيران ‪ ،٢٠١٤‬باللغة العربية‪( http://www.legal-agenda.com/article.php?id=771&lang=ar :‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 28‬رشارة بيضون‪ ،٢٠١٢ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 29‬سالمة‪ ،٢٠١٤ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫مسموح رضبها واغتصابها وقتلها دينياً؟؟»‪ ،‬املونيتور‪،٢٠١٣ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ 30‬ترصيح للشيخ محمد بن درويش أبو القطع النقشبندي‪ ،‬يف جان عزيز‪« ،‬املرأة يف لبنان‪..‬‬
‫‪#http://www.al-monitor.com/pulse/ar/contents/articles/originals/2013/07/womens-rights-activists-lebanon-domestic-violence-law.html‬‬
‫(آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬

‫‪ 31‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 32‬مقابلة مع «منرية»‪ ١٩ ،‬كانون الثاين ‪ ،٢٠١٤‬بريوت‪ .‬تم تغيري أسامء األشخاص يف املقابالت احرتاماً لرسيتهم‪.‬‬
‫‪ 33‬ناغل‪ ،١٩٩٨ ،‬مصدر مذكور سابقاً‪ ،‬ص ‪.٢٥٤‬‬
‫‪ 34‬براون ‪ ،١٩٩٢‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 35‬املصدر أعاله‪ ،‬ص ‪.١٢‬‬
‫‪ 36‬سالمة‪ ،٢٠١٤ ،‬مذكور سابقاً؛ ضو‪ ،٢٠١٥ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 37‬مقابالت مع روى ومنرية‪ ،‬بريوت‪ ١٩ ،‬كانون الثاين ‪.٢٠١٤‬‬
‫‪ 38‬مقابلة مع روى‪ ،‬بريوت‪ ١٩ ،‬كانون األول ‪.٢٠١٤‬‬
‫‪ 39‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 40‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 41‬جوديث باتلر‪« ،‬الجندر كأداء‪ :‬مقابلة مع جوديث باتلر»‪ ،‬مجلة الفلسفة الراديكالية‪ ،‬املجلد ‪ ،٦٧‬العدد ‪ ،١٩٩٤ ،١‬ص ‪.٣٩-٣٢‬‬
‫‪ 42‬الرا دمغي‪ ،‬ألينا ماك‪ ،‬ودوريس جعلوك‪« ،‬دراسة حالة حول أول منظمة م‪.‬م‪.‬م‪.‬م‪ .‬قانونية وعلنية يف منطقة مينا» (باالنكليزية)‪ ،‬حلم ‪http:// ،٢٠٠٩‬‬
‫‪( helem.net/?q=node/55‬آخر زيارة ‪ ٢٢‬ترشين الثاين ‪)٢٠١٤‬؛ ونسا‪ ،٢٠١٤ ،‬مصدر مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 43‬أحمد صالح وأدريانا قبيعة‪“ ،‬تجربة النساء الرتانس مع االعتقال واالحتجاز يف بريوت‪ :‬دراسة ميدانية”‪ ،‬دعم لبنان‪ ،‬مجلة املجتمع املدين‪ ،‬العدد ‪،١‬‬
‫‪( http://cskc.daleel-madani.org/paper/transwomen%E2%80%99s-navigation-arrest-and-detention-beirut-case-study ،٢٠١٥‬آخر زيارة ‪٢٢‬‬
‫ترشين الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 44‬تلفزيون الجديد‪ ،‬نرشة األخبار املسائية‪ ٩ ،‬حزيران ‪( https://www.youtube.com/watch?v=Q4R7gk2HWOw ،٢٠١٣‬آخر زيارة ‪ ٢٩‬ترشين الثاين‬
‫‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 45‬مايا مكدايش‪« ،‬الذعر األخالقي‪ ،‬الذعر الجنيس‪ ،‬وإنتاج األمة اللبنانية»‪ ،‬جدلية‪ ٢٢ ،‬شباط ‪http://www.jadaliyya.com/pages/index/16570/ ،٢٠١٤‬‬
‫‪( moral-panics-sex-panics-and-the-production-of-a-le‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 46‬كريم منور‪ no gay land« ،‬يف الدكوانة تطلق نقاشا ً عاما ً بشأن الهوموفوبيا»‪ ،‬املفكرة القانونية‪ ٢ ،‬كانون األول ‪http://www.legal-agenda. ،٢٠١٣‬‬
‫‪( com/article.php?id=389&folder=articles&lang=ar‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪“ 477‬أداء مرشوع ليىل «املثيل» يف مهرجان الذوق لن يلغى رغم الجدل الرهايب» (باالنكليزية)‪ ،‬داييل ستار‪ ،‬بريوت‪ ٤ ،‬آب ‪http://www.albawa� ،٢٠١٤‬‬
‫‪( ba.com/entertainment/mashrou%27-leila-594287‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 48‬عن مدونة «بلوغ بلدي»‪.http://blogbaladi.com/on-dekwanehs-incident-and-antoine-chakhtouras-wrongdoings ،٢٠١٣ ،‬‬

‫‪ 49‬من تجربة املؤلفني السابقة يف مجلس إدارة حلم‪.‬‬


‫‪ 50‬تجربة املؤلف (غ‪.‬م‪ ).‬كعضو يف مجلس إدارة حلم‪.‬‬
‫‪ 51‬من تجربة املؤلفني السابقة يف مجلس إدارة حلم؛ أيب ياغي‪ ،٢٠١٣ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 52‬حلم‪ ،٢٠١٠ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 53‬عزيز شودري‪« ،‬عدالة عاملية؟ مجابهة منط املنظامت غري الحكومية‪ :‬سياسات املعرفة واالحتواء يف شبكات مناهضة العوملة»‪ ،‬يف‪ ،‬ديب كابور وعزيز‬
‫شودري‪ ،‬التعلم من األرض إىل األعىل‪ :‬وجهات نظر عاملية حول صناعة املعرفة يف الحركات االجتامعية»‪ ،٢٠١٠ ،‬ص ‪٣٤-١٧‬؛ إصالح جاد‪ ،‬إصالح جاد‪،‬‬
‫«تحول الحركة النسائية إىل طابع املنظامت غري الحكومية يف العامل العريب» (باإلنجليزية)‪ ،‬النسويات يف التنمية‪ :‬تناقضات وتعارضات وتحديات‪ ،‬منشورات زد‪،٢٠٠٧ ،‬‬
‫ص ‪.١٩٠-١٧٧‬‬

‫‪ 54‬أيب ياغي‪ ،٢٠١٣ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬


‫‪ 55‬تجربة املؤلفني السابقة يف مجلس إدارة الجمعية‪.‬‬
‫‪ 56‬نابر وزعرتي‪ ،٢٠١٤ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 57‬ضو‪ ،٢٠١٥ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 58‬كلوي بينوا‪« ،‬جمعية حقوق املثليني اللبنانية حلم تحتفل بعيدها العارش بإرث مضطرب»‪ ،‬األخبار باالنكليزية‪ ٣٠ ،‬أيلول ‪http://english. ،٢٠١٤‬‬
‫‪( al-akhbar.com/node/21786‬آخر زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪)٢٠١٤‬؛ «ما هو موقفنا؟»‪ ،‬مدونة انفرشيت‪( http://nfasharte.wordpress.org ،٢٠١١ ،‬آخر‬
‫زيارة‪ ٤ ،‬كانون الثاين ‪.)٢٠١٤‬‬
‫‪ 59‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 60‬مكارم‪٢٠١١ ،‬؛ سالمة‪٢٠١٤ ،‬؛ ضو‪٢٠١٥ ،‬؛ بنوا‪ ،٢٠١٤ ،‬مراجع مذكورة سابقاً‪ ،‬باإلضافة إىل بنوا‪ ،٢٠١٤ ،‬الجزء الثاين‪ ،‬األخبار باالنجليزية‪ ٢ ،‬ترشين‬
‫األول ‪( http://english.al-akhbar.com/content/lebanese-gay-rights-organization-helem-marks-10-years-mixed-legacy-part-ii ،٢٠١٤‬آخر زيارة‪،‬‬
‫‪ ٥‬كانون األول ‪.)٢٠١٥‬‬
‫‪ 61‬كونل ومسريشميدت‪ ،٢٠٠٥ ،‬ص ‪ ،٨٣٣‬مذكور سابقاً‪.‬‬
‫‪ 62‬مقابلة مع «فوزي»‪ ،‬بريوت‪ ٢١ ،‬ترشين الثاين ‪.٢٠١٤‬‬
‫‪ 63‬واجهت الجمعيتان انهيارا ً بسبب ادعاءات تحرش جنيس‪ ،‬حيث تم التكتم عىل الرجل املتحرش‪ ،‬حول حلم‪ ،‬مراجعة مدونة «انفرشيت» ‪،٢٠١٠‬‬
‫مذكور سابقا ً‪ ،‬وحول «نسوية»‪ ،‬مراجعة مدونة فرفحني‪« ،‬النسوية والنقد الذايت‪ :‬مالحظات حول تجربتي الشخصية»‪ ،‬أيلول ‪http://farfahinne. ،٢٠١٤‬‬
‫‪( blogspot.com/2014/09/feminism-and-self-criticism-notes-from.html‬آخر زيارة‪ ٥ ،‬كانون األول ‪.)٢٠١٥‬‬
‫‪ 64‬مقابلة مع روى‪ ،‬بريوت‪ ١٩ ،‬كانون األول ‪.٢٠١٤‬‬
‫‪ 65‬املصدر أعاله‪.‬‬
‫‪ 66‬براون‪ ،١٩٩١ ،‬مذكور سابقاً‪.‬‬

You might also like