You are on page 1of 25

‫اإلشارات السلوكية في كتاب الموافقات لإلمام الشاطبي‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن وااله ‪ ..‬وبعد‬
‫فهذه جمموعة من الفوائد الرتبوية اللطيفة واإلشارات املتنوعة الفريدة ‪ ,‬خطها يراع أبو إسحاق‬
‫وسفره املفيد "املوافقات" ‪ ,‬الذي حوى مجلة من مقاصد الشريعة وكليات‬ ‫يف كتابه الفريد ِ‬
‫اإلسالم العظيمة ‪ ,‬مجعها من شتات املسائل ومتناثر اجلزئيات ‪ ,‬حىت عقدها يف سلك‬
‫واحد منظوم ‪ ,‬فكان مفرتع هذا العلم ‪ ,‬أبرزه وهلج به وأوسعه حبثا وحتليال وحتقيقا ‪.‬‬
‫وقد أشار رمحه اهلل يف مقدمة الكتاب أنه سيكون مقصد كل قارئ باختالف مرتبته و وتنوع‬
‫حق املقلد واجملتهد‬
‫اختصاصه ‪ ,‬فقال يف سياق حديثه عن الكتاب ‪ (:‬ويويف ّ‬
‫والسالك والمربي والتلميذ واألستاذ ‪ ,‬على مقاديرهم في الغباوة والذكاء والتواني‬
‫حل ‪ ,‬ويُبصره في مقامه‬
‫واالجتهاد والقصور والنفاذ ‪ ,‬وينزل كال منهم منزلته حيث ّ‬
‫وجل ) ‪.‬‬
‫الخاص به بما د ّق ّ‬
‫وقد وقفت أثناء قراءيت للكتاب على لطائف وحتقيقات يف الرتبية والسلوك ‪ ,‬فعزمت على‬
‫تقييدها ومجعها ‪ ,‬وضم النظري إىل نظريه ‪ ,‬والشبيه إىل شبيهه ‪ ,‬وقد اعتمدت على النسخة‬
‫اليت حققها الشيخ مشهور حسن آل سلمان ‪ ,‬من إصدارات دار ابن القيم ودار ابن عفان ‪,‬‬
‫الطبعة الرابعة ‪1434‬هـ ـ ‪ ,‬فأسأل اهلل أن يكتب فيها النفع وأن يرحم هذا اإلمام الف ّذ وجنم‬
‫املغرب الالمع مؤلف غرناطة إبراهيم بن موسى بن حممد الشاطيب ‪.‬‬

‫فإىل املقصود بعون اهلل ‪:‬‬


‫السالك للطريق فقد الدليل ‪ ,‬مع ذه ٍن لعدم نور الفرقان كليل ‪ ,‬وقلب‬
‫ُ‬ ‫‪ " -1‬أدهى ما يلقاه‬
‫بصدمات األضغاث عليل ‪ ,‬فيمشي على غري سبيل ‪ ,‬وينتمي إىل غري قبيل " ‪1/8 .‬‬

‫يدل على استحسانه‬


‫خوض فيما مل ّ‬
‫ٌ‬ ‫‪ " -2‬كل مسألة ال ينبين عليها عمل ‪ ,‬فاخلوض فيها‬
‫دليل شرعي ‪ ,‬وأعين بالعمل ‪ :‬عمل القلب وعمل اجلوارح ‪ ,‬من حيث هو مطلوب شرعا"‬
‫‪1/43‬‬

‫‪ " -3‬وكم من لذة وفائدة يعدها اإلنسان كذلك وليست في أحكام الشرع إال على‬
‫الضد ؛ كالزىن وشرب اخلمر ‪ ,‬وسائر وجوه الفسق واملعاصي ‪ ,‬اليت يتعلّق هبا غرض عاجل‬
‫‪ ,‬فإذاً قطع الزمان فيما ال يجني ثمرة في الدراين ‪ ,‬مع تعطيل ما يُجني الثمرة من فعل‬
‫ما ال ينبغي "‪1/53‬‬

‫‪ "-4‬عامة املشتغلني بالعلوم اليت ال تتعلق هبا مثرة تكليفية ‪ ,‬تدخل عليهم فيها الفتنة واخلروج‬
‫عن الصراط املستقيم ‪ ,‬ويثور بينهم اخلالف والنزاع املؤدي إىل التقاطع والتدابر والتعصب‪,‬‬
‫حىت تفرقوا شيعا ‪ ,‬وإذا فعلوا ذلك خرجوا عن السنة ‪ ,‬ومل يكن أصل التفرق إال هبذا السبب‬
‫‪ ,‬حيث تركوا االقتصار من العلم على ما يعني‪ ,‬وخرجوا إلى ما ال يعني؛ فذلك فتنة‬
‫على المتعلم والعالم " ‪1/53‬‬

‫‪ " -5‬كل علم شرعي فطلب الشارع له إمنا يكون من حيث هو وسيلة إلى التعبد به هلل‬
‫تعالى ‪ ,‬ال من جهة أخرى ‪ ,‬فإن ظهر فيه اعتبار جهة أخرى ؛ فبالتبع والقصد الثاين ‪ ,‬ال‬
‫بالقصد األول " ‪1/73‬‬

‫‪ " -6‬روح العلم هو العمل ‪ ,‬وإال فالعلم عارية وغري منتفع به " ‪1/75 .‬‬

‫‪ " -7‬العلم وسيلة من الوسائل ‪ ,‬ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعي ‪ ,‬وإمنا هو‬
‫وسيلة إىل العمل ‪ ,‬وكل ما ورد في فضل العلم ‪ ,‬فإنما هو ثاتب للعلم من جهة ما هو‬
‫مكلّف بالعمل به "‪1/83 .‬‬
‫‪ " -8‬قد يكون العلم فضيلة‪ ,‬وإن مل يقع العمل به على اجلملة‪ ,‬كالعلم بفروع الشريعة‬
‫والعوارض الطارئة يف التكليف‪ ,‬إذا فرض أهنا مل تقع يف اخلارج ؛ فإن العلم هبا حسن‬
‫‪ ,‬وصاحب العلم مثاب عليه وبالغ مبالغ العلماء ‪ ,‬لكن من جهة ما هو مظنة االنتفاع‬
‫عند وجود حمله " ‪1/84‬‬

‫‪ " -9‬في العلم باألشياء لذة ال توازيها لذة ؛ إذ هو نوع من االستيالء على املعلوم واحلوز‬
‫له‪ ,‬وحمبة االستيالء قد جبلت عليها النفوس وميلت إليها القلوب‪ ,‬وهو مطلب خاص‪,‬‬
‫برهانه التجربة التامة واالستقراء العام؛ فقد يطلب العلم للتفكه به‪ ,‬والتلذذ بمحادثته‪ ,‬وال‬
‫سيما العلوم التي للعقول فيها مجال‪ ,‬وللنظر في أطرافها متسع‪ ,‬والستنباط المجهول‬
‫من المعلوم فيها طريق متبع "‪1/86 .‬‬

‫‪ -10‬العلم الذي هو العلم املعترب شرعا ‪-‬أعين الذي مدح اهلل ورسوله صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أهله على اإلطالق‪ -‬هو العلم الباعث على العمل‪ ,‬الذي ال يخلي صاحبه جاريا‬
‫مع هواه كيفما كان‪ ,‬بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه‪ ,‬احلامل له على قوانينه طوعا أو‬
‫كرها " ‪1/89‬‬

‫‪ " -11‬وعلى مقدار شدة التصديق يخف ثقل التكليف " ‪1/89 .‬‬

‫‪ " -12‬املثابرة على طلب العلم ‪ ,‬والتفقه فيه ‪ ,‬وعدم االجتزاء باليسري منه ؛ يجر إلى‬
‫العمل به ويلجئ إليه‪ ,‬كما تقدم بيانه‪ ,‬وهو معىن قول احلسن‪ ( :‬كنا نطلب العلم للدنيا؛‬
‫فجرنا إىل اآلخرة ) "‪1/103 .‬‬

‫‪ " -13‬من العلم ما هو من صلب العلم ‪ ,‬ومنه ما هو ملح العلم ال من صلبه ‪ ,‬ومنه ما‬
‫ليس من صلبه وال ملحه " ‪1/107‬‬
‫‪ -14‬قال رمحه اهلل بعد أن ساق مجلة من ُملح العلم " ‪ ...‬فهذه أمثلة ترشد الناظر إىل ما‬
‫وراءها ‪ ,‬حىت يكون على بينة فيما يأيت من العلوم ويذر ؛ فإن كثيرا منها يستفز الناظر‬
‫استحسانها ببادئ الرأي‪ ,‬فيقطع فيها عمره‪ ,‬وليس وراءها ما يتخذه معتمدا في عمل‬
‫وال اعتقاد‪ ,‬فيخيب في طلب العلم سعيه‪ ,‬واهلل الواقي "‪1/120 .‬‬

‫‪ " -15‬ذكر املسائل العلمية ملن ليس من أهلها‪ ,‬أو ذكر كبار املسائل ملن ال حيتمل عقله إال‬
‫صغارها‪ ,‬على ضد التربية المشروعة‪ ,‬فمثل هذا يوقع يف مصائب " ‪1/123‬‬

‫‪ " -16‬فال يصح للعامل يف الرتبية العلمية إال احملافظة على هذه املعاين‪ ,‬وإال لم يكن مربيا‪,‬‬
‫واحتاج هو إلى عالم يربيه " ‪1/124‬‬

‫‪ " -17‬من أنفع طرق العلم املوصلة إىل غاية التحقق به ‪ ,‬أخذه عن أهله المتحققين به‬
‫على الكمال والتمام " ‪1/139 .‬‬

‫‪ " -18‬وقد قالوا‪ ( :‬إن العلم كان يف صدور الرجال‪ ,‬مث انتقل إىل الكتب‪ ,‬وصارت مفاحته‬
‫بأيدي الرجال ) ‪ ,‬وهذا الكالم يقضي بأن ال بد يف حتصيله من الرجال؛ إذ ليس وراء هاتني‬
‫املرتبتني مرمى عندهم‪ ,‬وأصل هذا يف الصحيح‪" :‬إن اهلل ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من‬
‫الناس‪ ,‬ولكن يقبضه بقبض العلماء" احلديث ‪ ,‬فإذا كان كذلك؛ فالرجال هم مفاتحه بال‬
‫شك " ‪1/140‬‬

‫‪ " -19‬والكتب وحدها ال تفيد الطالب منها شيئا‪ ,‬دون فتح العلماء‪ ,‬وهو مشاهد‬
‫معتاد " ‪1/148‬‬
‫‪ " -20‬وحسبك من صحة هذه القاعدة أنك ال تجد عالما اشتهر في الناس األخذ عنه‬
‫إال وله قدوة واشتهر في قرنه بمثل ذلك‪ ,‬وقلما وجدت فرقة زائغة‪ ,‬وال أحد خمالف للسنة‬
‫إال وهو مفارق هلذا الوصف‪ ,‬وهبذا الوجه وقع التشنيع على ابن حزم الظاهري ‪ ,‬وأنه مل يالزم‬
‫األخذ عن الشيوخ‪ ,‬وال تأدب بآداهبم‪ ,‬وبضد ذلك كان العلماء الراسخون كاألئمة األربعة‬
‫وأشباههم "‪1/144 .‬‬

‫‪ " -21‬فكم من مسألة يقرؤها املتعلم يف كتاب‪ ,‬وحيفظها ويرددها على قلبه فال‬
‫يفهمها‪ ,‬فإذا ألقاها إليه المعلم فهمها بغتة‪ ,‬وحصل له العلم بها بالحضرة‪ ,‬وهذا الفهم‬
‫حيصل إما بأمر عادي من قرائن أحوال‪ ,‬وإيضاح موضع إشكال مل خيطر للمتعلم ببال‪ ,‬وقد‬
‫حيصل بأمر غري معتاد‪ ,‬ولكن بأمر يهبه اهلل للمتعلم عند مثوله بني يدي املعلم‪ ,‬ظاهر الفقر‬
‫بادي احلاجة إىل ما يلقى إليه " ‪1/145‬‬

‫‪ " -22‬وهي من فوائد جمالسة العلماء؛ إذ يفتح للمتعلم بين أيديهم ما ال يفتح له‬
‫دونهم‪ ,‬ويبقى ذلك النور لهم بمقدار ما بقوا في متابعة معلمهم‪ ,‬وتأدبهم معه‪,‬‬
‫واقتدائهم به؛ فهذا الطريق نافع على كل تقدير " ‪1/146‬‬

‫‪ " -23‬كتب املتقدمني وكالمهم وسريهم ؛ أنفع ملن أراد األخذ باالحتياط يف العلم ‪ ,‬على‬
‫أي نوع كان‪ ,‬وخصوصا علم الشريعة " ‪1/153‬‬

‫‪ " -24‬وال كالم يف أن الورع شديد يف نفسه‪ ,‬كما أنه ال إشكال يف أن التزام التقوى‬
‫شديد؛ إال أن شدته ليست من جهة إيقاع ذلك بالفعل؛ ألن اهلل مل جيعل علينا يف الدين‬
‫من حرج‪ ,‬بل من جهة قطع مألوفات النفس وصدها عن هواها خاصة " ‪1/165‬‬

‫‪ " -25‬وكل أحد فقيه نفسه " ‪1/330‬‬


‫‪ -26‬قاعدة تربوية مهمة جدا ‪: 1/284‬‬
‫" اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬خلق اخللق غري عاملني بوجوه مصاحلهم‪ ,‬ال يف الدنيا وال يف اآلخرة‪ ,‬أال‬
‫ترى إىل قول اهلل تعاىل‪{ :‬واهلل أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا}‪ ,‬مث وضع فيهم‬
‫العلم بذلك على التدريج والرتبية؛ تارة باإلهلام كما يلهم الطفل التقام الثدي ومصه‪ ,‬وتارة‬
‫بالتعليم؛ فطلب الناس بالتعلم والتعليم لجميع ما يستجلب به المصالح وكافة ما تدرأ به‬
‫المفاسد؛ إنهاضا لما جبل فيهم من تلك الغرائز الفطرية‪ ,‬والمطالب اإللهامية؛ ألن‬
‫ذلك كاألصل للقيام بتفاصيل املصاحل ‪-‬كان ذلك من قبيل األفعال‪ ,‬أو األقوال‪ ,‬أو العلوم‬
‫واالعتقادات‪ ,‬أو اآلداب الشرعية أو العادية‪ -‬وفي أثناء العناية بذلك يقوى في كل واحد‬
‫من الخلق ما فطر عليه‪ ,‬وما ألهم له من تفاصيل األحوال واألعمال؛ فيظهر فيه وعليه‪,‬‬
‫ويبرز فيه على أقرانه ممن لم يهيأ تلك التهيئة؛ فال يأيت زمان التعقل إال وقد جنم على‬
‫ظاهره ما فطر عليه يف أوليته‪ ,‬فترى واحدا قد تهيأ لطلب العلم‪ ,‬وآخر لطلب الرياسة‪,‬‬
‫وآخر للتصنع ببعض المهن المحتاج إليها‪ ,‬وآخر للصراع والنطاح‪ ,‬إلى سائر األمور‪.‬‬
‫هذا وإن كان كل واحد قد غرز فيه التصرف الكلي؛ فال بد في غالب العادة من غلبة‬
‫البعض عليه؛ فريد التكليف عليه معلما مؤدبا يف حالته اليت هو عليها فعند ذلك ينتهض‬
‫الطلب على كل مكلف يف نفسه من تلك املطلوبات مبا هو ناهض فيه‪ ,‬ويتعين على‬
‫الناظرين فيهم االلتفات إلى تلك الجهات؛ فيراعونهم بحسبها ويراعونها إلى أن تخرج‬
‫في أيديهم على الصراط المستقيم‪ ,‬ويعينونهم على القيام بها‪ ,‬ويحرضونهم على الدوام‬
‫فيها؛ حتى يبرز كل واحد فيما غلب عليه ومال إليه من تلك الخطط‪ ,‬ثم يخلى بينهم‬
‫وبين أهلها‪ ,‬فيعاملونهم بما يليق بهم ليكونوا من أهلها‪ ,‬إذا صارت هلم كاألوصاف‬
‫الفطرية‪ ,‬واملدركات الضرورية؛ فعند ذلك حيصل االنتفاع‪ ,‬وتظهر نتيجة تلك التربية‪.‬‬
‫فإذا فرض ‪-‬مثال‪ -‬واحد من الصبيان ظهر عليه حسن إدراك‪ ,‬وجودة فهم‪ ,‬ووفور حفظ ملا‬
‫يسمع ‪-‬وإن كان مشاركا يف غري ذلك من األوصاف‪ -‬ميل به حنو ذلك القصد‪ ,‬وهذا‬
‫واجب على الناظر فيه من حيث اجلملة مراعاة ملا يرجى فيه من القيام مبصلحة‬
‫التعليم فطلب بالتعلم وأدب باآلداب المشتركة بجميع العلوم‪ ,‬وال بد أن يمال منها إلى‬
‫بعض فيؤخذ به‪ ,‬ويعان عليه‪ ,‬ولكن على الترتيب الذي نص عليه ربانيو العلماء‪ ,‬فإذا‬
‫دخل يف ذلك البعض فمال به طبعه إليه على اخلصوص‪ ,‬وأحبه أكثر من غريه؛ ترك وما‬
‫أحب‪ ,‬وخص بأهله؛ فوجب عليه إهناضه فيه حىت يأخذ منه ما قدر له‪ ,‬من غري إمهال له‬
‫وال ترك ملراعاته‪ ,‬مث إن وقف هنالك فحسن‪ ,‬وإن طلب األخذ يف غريه أو طلب به؛ فعل‬
‫معه فيه ما فعل فيما قبله‪ ,‬وهكذا إىل أن ينتهي‪.‬‬
‫كما لو بدأ بعلم العربية مثال ‪-‬فإنه األحق بالتقدمي‪ -‬فإنه يصرف إىل معلميها؛ فصار من‬
‫رعيتهم‪ ,‬وصاروا هم رعاة له‪ ,‬فوجب عليهم حفظه فيما طلب حبسب ما يليق به وهبم‪ ,‬فإن‬
‫انتهض عزمه بعد إىل أن صار حيذق القرآن؛ صار من رعيتهم‪ ,‬وصاروا هم رعاة له كذلك‪,‬‬
‫ومثله إن طلب احلديث أو التفقه يف الدين إىل سائر ما يتعلق بالشريعة من العلوم‪ ,‬وهكذا‬
‫الرتتيب فيمن ظهر عليه وصف اإلقدام والشجاعة وتدبري األمور‪ ,‬فيمال به حنو ذلك‪ ,‬ويعلم‬
‫آدابه املشرتكة‪ ,‬مث يصار به إىل ما هو األوىل فاألوىل من صنائع التدبري؛ كالعرافة‪ ,‬أو النقابة‪,‬‬
‫أو اجلندية‪ ,‬أو اهلداية‪ ,‬أو اإلمامة‪ ,‬أو غري ذلك مما يليق به‪ ,‬وما ظهر له فيه جنابة‬
‫وهنوض‪ ,‬وبذلك يتربى لكل فعل هو فرض كفاية قوم؛ ألنه سري أوال يف طريق مشرتك‪,‬‬
‫فحيث وقف السائر وعجز عن السري؛ فقد وقف يف مرتبة حمتاج إليها يف اجلملة‪ ,‬وإن كان به‬
‫قوة زاد يف السري إىل أن يصل إىل أقصى الغايات يف املفروضات الكفائية‪ ,‬ويف اليت يندر من‬
‫يصل إليها؛ كاالجتهاد يف الشريعة‪ ,‬واإلمارة؛ فبذلك تستقيم أحوال الدنيا وأعمال اآلخرة‪.‬‬
‫فأنت ترى أن الرتقي يف طلب الكفاية ليس على ترتيب واحد‪ ,‬وال هو على الكافة بإطالق‪,‬‬
‫وال على البعض بإطالق‪ ,‬وال هو مطلوب من حيث املقاصد دون الوسائل‪ ,‬وال‬
‫بالعكس‪ ,‬بل ال يصح أن ينظر فيه نظر واحد حتى يفصل بنحو من هذا التفصيل‪,‬‬
‫ويوزع في أهل اإلسالم بمثل هذا التوزيع ‪ ,‬وإال ؛ مل ينضبط األول فيه بوجه من الوجوه‪,‬‬
‫واهلل أعلم وأحكم "‪.‬‬

‫‪ " -27‬من تأمل سائر املقامات السنّية وجدها يف ترك االلتفات إلى المسببات ‪ ,‬ورمبا‬
‫كان هذا أعظم نفع الكرامات واخلوارق " ‪1/348‬‬
‫‪ " -28‬فإذا نظر العامل فيما يتسبب عن عمله من اخلريات أو الشرور؛ اجتهد في اجتناب‬
‫المنهيات وامتثال المأمورات‪ ,‬رجاء في اهلل وخوفا منه‪ ,‬وهلذا جاء اإلخبار يف الشريعة‬
‫جبزاء األعمال‪ ,‬ومبسببات األسباب‪ ,‬واهلل أعلم مبصاحل عباده " ‪1/371‬‬

‫‪ " -29‬ومن هنا ُجعلت األعمال الظاهرة في الشرع دليال على ما في الباطن‪ ,‬فإن كان‬
‫الظاهر منخرما؛ حكم على الباطن بذلك‪ ,‬أو مستقيما؛ حكم على الباطن بذلك أيضا‪,‬‬
‫وهو أصل عام يف الفقه وسائر األحكام العاديات والتجريبيات " ‪1/367‬‬

‫‪ " -30‬املقصود يف التشريع إمنا هو جار على توسط جماري العادات‪ ,‬وكونه شاقا على‬
‫بعض الناس أو في بعض األحوال مما هو على غير المعتاد ال يخرجه عن أن يكون‬
‫مقصودا له؛ ألن األمور اجلزئية ال خترم األصول الكلية‪ ,‬وإمنا تستثىن حيث تستثىن نظرا إىل‬
‫أصل احلاجيات حبسب االجتهاد "‪505/1 .‬‬

‫‪ " -31‬الرتخص إذا أخذ به يف موارده على اإلطالق؛ كان ذريعة إىل احنالل عزائم املكلفني‬
‫يف التعبد على اإلطالق‪ ,‬فإذا أخذ بالعزمية؛ كان حريا بالثبات يف التعبد واألخذ باحلزم فيه‪.‬‬
‫بيان األول أن ( اخلري عادة‪ ,‬والشر جلاجة ) ‪ ,‬وهذا مشاهد حمسوس‪ ,‬ال حيتاج إىل إقامة‬
‫دليل‪ ,‬والمتعود ألمر يسهل عليه ذلك األمر ما ال يسهل على غيره؛ كان خفيفا في‬
‫نفسه أو شديدا‪ ,‬فإذا اعتاد الترخص؛ صارت كل عزيمة في يده كالشاقة الحرجة‪ ,‬وإذا‬
‫صارت كذلك؛ مل يقم هبا حق قيامها‪ ,‬وطلب الطريق إىل اخلروج منها‪ ,‬وهذا ظاهر "‬
‫‪1/508‬‬

‫‪ " -32‬مجلة األحوال العارضة للقوم‪ ,‬واألحوال من حيث هي أحوال ال تطلب بالقصد‪ ,‬وال‬
‫تعد من املقامات‪ ,‬وال هي معدودة يف النهايات‪ ,‬وال هي دليل على أن صاحبها بالغ مبلغ‬
‫التربية والهداية‪ ,‬واالنتصاب لإلفادة‪ ,‬كما أن املغامن يف اجلهاد ال تعد من مقاصد اجلهاد‬
‫األصلية‪ ,‬وال هي دليل على بلوغ النهاية‪ ,‬واهلل أعلم "‪1/550 .‬‬
‫‪ " -33‬الصالة مثال إذا تقدمتها الطهارة أشعرت بتأهب ألمر عظيم‪ ,‬فإذا استقبل القبلة‬
‫أشعر التوجه حبضور املتوجه إليه‪ ,‬فإذا أحضر نية التعبد‪ ,‬أمثر اخلضوع والسكون‪ ,‬مث يدخل‬
‫فيه على نسقها بزيادة السورة خدمة لفرض أم القرآن؛ ألن اجلميع كالم الرب املتوجه إليه‪,‬‬
‫وإذا كرب وسبح وتشهد‪ ,‬فذلك كله تنبيه للقلب‪ ,‬وإيقاظ له أن يغفل عما هو فيه من مناجاة‬
‫ربه والوقوف بني يديه‪ ,‬وهكذا إىل آخرها‪ ,‬فلو قدم قبلها نافلة‪ ,‬كان ذلك تدرجيا للمصلي‬
‫واستدعاء للحضور‪ ,‬ولو أتبعها نافلة أيضا‪ ,‬لكان خليقا باستصحاب احلضور يف الفريضة‪" .‬‬
‫‪2/42‬‬

‫‪ " -34‬املفاسد الدنيوية ليست مبفاسد حمضة من حيث مواقع الوجود‪ ,‬إذ ما من مفسدة‬
‫تفرض يف العادة اجلارية إال ويقرتن هبا أو يسبقها أو يتبعها من الرفق واللطف ونيل اللذات‬
‫كثري‪ ,‬ويدلك على ذلك ما هو األصل‪ ,‬وذلك أن هذه الدار وضعت على االمتزاج بني‬
‫الطرفني واالختالط بني القبيلني‪ ,‬فمن رام استخالص جهة فيها مل يقدر على ذلك‪ ,‬وبرهانه‬
‫التجربة التامة من مجيع اخلالئق‪ ,‬وأصل ذلك اإلخبار بوضعها على االبتالء واالختبار‬
‫والتمحيص " ‪2/44‬‬

‫‪ " -35‬املراتب‪ -‬وإن تفاوتت‪ -‬ال يلزم من تفاوهتا نقيض وال ضد‪ ,‬ومعىن هذا أنك إذا‬
‫قلت‪" :‬فالن عامل"‪ ,‬فقد وصفته بالعلم‪ ,‬وأطلقت ذلك عليه إطالقا حبيث ال يسرتاب يف‬
‫حصول ذلك الوصف له على كماله‪ ,‬فإذا قلت‪" :‬وفالن فوقه يف العلم"‪ ,‬فهذا الكالم‬
‫يقتضي أن الثاين حاز رتبة يف العلم فوق رتبة األول‪ ,‬وال يقتضي أن األول متصف باجلهل‬
‫ولو على وجه ما‪ ,‬فكذلك إذا قلت‪" :‬مرتبة األنبياء يف اجلنة فوق مرتبة العلماء"‪ ,‬فال يقتضي‬
‫ذلك للعلماء نقصا من النعيم وال غضا من املرتبة حبيث يداخله ضده‪ ,‬بل العلماء منعمون‬
‫نعيما ال نقص فيه‪ ,‬واألنبياء عليهم الصالة والسالم فوق ذلك يف النعيم الذي ال نقص فيه‪,‬‬
‫وكذلك القول يف العذاب بالنسبة إىل املنافقني وغريهم‪ .‬كل يف العذاب ال يداخله راحة‪,‬‬
‫ولكن بعضهم أشد عذابا من بعض ‪ ...‬وحاصل هذا أن ترتيب أشخاص النوع الواحد‬
‫بالنسبة إىل حقيقة النوع ال ميكن‪ ,‬وإمنا يكون بالنسبة إىل ما ميتاز به بعض األشخاص من‬
‫اخلواص واألوصاف اخلارجة عن حقيقة ذلك النوع‪ ,‬وهذا معنى حسن جدا‪ ,‬من تحققه‬
‫هانت عليه معضالت ومشكالت في فهم الشريعة‪ ,‬كالتفضيل بني األنبياء عليهم الصالة‬
‫والسالم‪ ,‬وزيادة اإلميان ونقصانه‪ ,‬وغري ذلك من الفروع الفقهية واملعاين الشرعية‪ ,‬اليت زلت‬
‫بسبب اجلهل هبا أقدام كثري من الناس‪ ,‬وباهلل التوفيق " ‪2/61 2/58‬‬

‫‪ " -36‬فالعادة حتيل استقالل العقول يف الدنيا بإدراك مصاحلها ومفاسدها على التفصيل "‬
‫‪2/78‬‬

‫‪ " -37‬ويف احلديث‪ ( :‬اخلري عادة ) وإذا اعتادت النفس فعال من أفعال الخير حصل له‬
‫به نور في قلبه‪ ,‬وانشرح به صدره‪ ,‬فال يأتي فعل ثان إال وفي النفس له القبول؛ هذا يف‬
‫عادة اهلل يف أهل الطاعة‪ ,‬وعادة أخرى جارية يف الناس أن النفس أقرب انقيادا إىل فعل‬
‫يكون عندها فعل آخر من نوعه‪ ,‬ومن هنا كان عليه الصالة والسالم يكره أضداد هذا وحيب‬
‫ما يالئمه‪ ,‬فكان حيب الرفق ويكره العنف‪ ,‬وينهى عن التعمق والتكلف والدخول حتت ما ال‬
‫يطاق محله؛ ألن هذا كله أقرب إىل االنقياد‪ ,‬وأسهل يف التشريع للجمهور " ‪2/150 .‬‬

‫‪ " -38‬ينبغي ملن كان عاملا بعاقبة أمر‪ -‬بوجه من وجوه العلم الذي هو خارج عن معتاد‬
‫اجلمهور‪ -‬أن حيكم فيه عند العبارة عنه حبكم غري العامل‪ ,‬دخوال يف غمار العامة‪ ,‬وإن بان‬
‫عنهم خباصية ميتاز هبا وهو من التنزالت الفائقة الحسن في محاسن العادات‪ ,‬وقد كان‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يعلم بأخبار كثري من املنافقني ويطلعه ربه على أسرار كثري‬
‫منهم ولكنه كان يعاملهم يف الظاهر معاملة يشرتك معهم فيها املؤمنون ؛ الجتماعهم يف‬
‫عدم اخنرام الظاهر " ‪2/168‬‬
‫‪ " -39‬فليس كل ما اطلع عليه الولي من الغيوب يسوغ له شرعا أن يعمل عليه‪ ,‬بل هو‬
‫على ضربني‪:‬‬
‫أحدمها‪:‬‬
‫ما خالف العمل به ظواهر الشريعة من غري أن يصح رده إليها‪ ,‬فهذا ال يصح العمل عليه‬
‫البتة‪.‬‬
‫والثاين‪:‬‬
‫ما مل خيالف العمل به شيئا من الظواهر‪ ,‬أو إن ظهر منه خالف‪ ,‬فريجع بالنظر الصحيح‬
‫إليها‪ ,‬فهذا يسوغ العمل عليه‪ ,‬وقد تقدم بيانه‪ ,‬فإذا تقرر هذا الطريق‪ ,‬فهو الصواب‪ ,‬وعليه‬
‫يربي المربي‪ ,‬وبه يعلق همم السالكين تأسيا بسيد املتبوعني رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ,‬وهو أقرب إىل اخلروج عن مقتضى احلظوظ‪ ,‬وأوىل برسوخ القدم‪ ,‬وأحرى بأن يتابع‬
‫عليه صاحبه ويقتدى به فيه‪ ,‬واهلل أعلم " ‪2/508‬‬

‫‪ " -40‬األوصاف اليت طبع عليها اإلنسان كالشهوة إىل الطعام والشراب ال يطلب برفعها‪,‬‬
‫وال بإزالة ما غرز يف اجلبلة منها‪ ,‬فإنه من تكليف ما ال يطاق‪ ,‬كما ال يطلب بتحسني ما‬
‫قبح من خلقة جسمه‪ ,‬وال تكميل ما نقص منها فإن ذلك غري مقدور لإلنسان‪ ,‬ومثل هذا‬
‫ال يقصد الشارع طلبا له وال هنيا عنه‪ ,‬ولكن يطلب قهر النفس عن الجنوح إال ما ال‬
‫يحل‪ ,‬وإرسالها بمقدار االعتدال فيما يحل‪ ,‬وذلك راجع إىل ما ينشأ من األفعال من‬
‫جهة تلك األوصاف مما هو داخل حتت االكتساب " ‪2/175‬‬

‫‪ " -41‬املشقة ليس للمكلف أن يقصدها يف التكليف نظرا إىل عظم أجرها ‪ ,‬وله أن يقصد‬
‫العمل الذي يعظم أجره لعظم مشقته من حيث هو عمل "‪2/222 .‬‬

‫‪ " -42‬املكلف مطلوب بأعمال ووظائف شرعية ال بد له منها‪ ,‬وال حميص له عنها‪ ,‬يقوم‬
‫فيها حبق ربه تعاىل‪ ,‬فإذا أوغل يف عمل شاق‪ ,‬فرمبا قطعه عن غريه‪ ,‬وال سيما حقوق الغري‬
‫اليت تتعلق به‪ ,‬فيكون عبادته أو عمله الداخل فيه قاطعا عما كلفه اهلل به‪ ,‬فيقصر فيه‪,‬‬
‫فيكون بذلك ملوما غري معذور؛ إذ املراد منه القيام جبميعها على وجه ال خيل بواحدة منها‪,‬‬
‫وال حبال من أحواله فيها "‪2/247 .‬‬

‫‪ " -43‬وقطع العوائد المباحة قد يوقع في المحرمات "‪2/251 .‬‬

‫‪ " -44‬املقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه‪ ,‬حتى يكون‬
‫عبدا هلل اختيارا‪ ,‬كما هو عبد هلل اضطرارا "‪2/289 .‬‬

‫‪ " -45‬إذا نظرت يف كلية شرعية فتأملها جتدها حاملة على التوسط‪ ,‬فإن رأيت ميال إىل‬
‫جهة طرف من األطراف‪ ,‬فذلك يف مقابلة واقع أو متوقع يف الطرف اآلخر‪.‬‬
‫فطرف التشديد ‪-‬وعامة ما يكون يف التخويف والرتهيب والزجر‪ -‬يؤتى به يف مقابلة من‬
‫غلب عليه االحنالل يف الدين‪.‬‬
‫وطرف التخفيف ‪-‬وعامة ما يكون يف الرتجية والرتغيب والرتخيص‪ -‬يؤتى به يف مقابلة من‬
‫غلب عليه احلرج يف التشديد‪ ,‬فإذا مل يكن هذا وال ذاك رأيت التوسط الئحا‪ ,‬ومسلك‬
‫االعتدال واضحا‪ ,‬وهو األصل الذي يرجع إليه واملعقل الذي يلجأ إليه‪.‬‬
‫وعلى هذا إذا رأيت في النقل من المعتبرين في الدين من مال عن التوسط‪ ,‬فاعلم أن‬
‫ذلك مراعاة منه لطرف واقع أو متوقع في الجهة األخرى ‪ ,‬وعليه جيري النظر يف الورع‬
‫والزهد وأشباههما‪ ,‬وما قابلها‪.‬‬
‫والتوسط يعرف بالشرع‪ ,‬وقد يعرف بالعوائد‪ ,‬وما يشهد به معظم العقالء كما يف اإلسراف‬
‫واإلقتار يف النفقات "‪2/286 .‬‬

‫‪ " -46‬وتأمل‪ ,‬فكل موضع ذكر اهلل تعالى فيه الهوى‪ ,‬فإنما جاء به في معرض الذم له‬
‫ولمتبعيه "‪2/291 .‬‬

‫‪ " -47‬علم بالتجارب والعادات من أن المصالح الدينية والدنيوية ال تحصل مع‬


‫االسترسال في اتباع الهوى‪ ,‬والمشي مع األغراض؛ ملا يلزم يف ذلك من التهارج والتقاتل‬
‫واهلالك‪ ,‬الذي هو مضاد لتلك املصاحل‪ ,‬وهذا معروف عندهم بالتجارب والعادات املستمرة‪,‬‬
‫ولذلك اتفقوا على ذم من اتبع شهواته‪ ,‬وسار حيث سارت به‪ ,‬حىت إن من تقدم ممن ال‬
‫شريعة له يتبعها‪ ,‬أو كان له شريعة درست‪ ,‬كانوا يقتضون املصاحل الدنيوية بكف كل من اتبع‬
‫هواه يف النظر العقلي ‪ ,‬وما اتفقوا عليه إال لصحته عندهم‪ ,‬واطراد العوائد باقتضائه ما أرادوا‬
‫من إقامة صالح الدنيا‪ ,‬وهي اليت يسموهنا السياسة املدنية‪ ,‬فهذا أمر قد توارد النقل والعقل‬
‫على صحته يف اجلملة‪ ,‬وهو أظهر من أن يستدل عليه "‪2/292 .‬‬

‫‪ " -48‬فكم من صاحب هوى يود لو كان المباح الفالني ممنوعا‪ ,‬حتى إنه لو وكل إليه‬
‫مثال تشريعه لحرمه "‪2/293 .‬‬

‫‪ " -49‬وعالمة الفرق بني القسمني حتري قصد الشارع وعدم ذلك‪ ,‬فكل عمل شارك‬
‫العامل فيه هواه‪ ,‬فانظر؛ فإن كف هواه ومقتضى شهوته عند نهي الشارع‪ ,4‬فالغالب‬
‫والسابق لمثل هذا أمر الشارع‪ ,‬وهواه تبع‪ ,‬وإن لم يكف عند ورود النهي عليه‪,‬‬
‫فالغالب والسابق له الهوى والشهوة‪ ,‬وإذن الشارع تبع ال حكم له عنده‪ ,‬فواطئ زوجته‬
‫وهي طاهر حمتمل أن يكون فيه تابعا هلواه‪ ,‬أو إلذن الشارع‪ ,‬فإن حاضت فانكف‪ ,‬دل عل‬
‫أن هواه تبع‪ ,‬وإال؛ دل على أنه السابق "‪.‬‬

‫‪ " -50‬اتباع الهوى طريق إلى المذموم وإن جاء في ضمن المحمود ‪ ...‬فإن العامل‬
‫مبقتضى االمتثال من نتائج عمله االلتذاذ مبا هو فيه‪ ,‬والنعيم مبا جيتنيه من مثرات الفهوم‪,‬‬
‫وانفتاح مغاليق العلوم‪ ,‬ورمبا أكرم ببعض الكرامات‪ ,‬أو وضع له القبول يف األرض‪ ,‬فاحناش‬
‫الناس إليه‪ ,‬وحلقوا عليه‪ ,‬وانتفعوا به‪ ,‬وأموه ألغراضهم املتعلقة بدنياهم وأخراهم‪ ,‬إىل غري‬
‫ذلك مما يدخل على السالكني طرق األعمال الصاحلة‪ ,‬من الصالة‪ ,‬والصوم‪ ,‬وطلب العلم‪,‬‬
‫واخللوة للعبادة‪ ,‬وسائر املالزمني لطرق اخلري‪ ,‬فإذا دخل عليه ذلك‪ ,‬كان للنفس به هبجة‬
‫وأنس‪ ,‬وغىن ولذة‪ ,‬ونعيم حبيث تصغر الدنيا وما فيها بالنسبة إىل حلظة من ذلك‪ ,‬كما قال‬
‫بعضهم‪ ( :‬لو علم امللوك ما حنن عليه لقاتلونا عليه بالسيوف ) ‪ ,‬أو كما قال‪ ,‬وإذا كان‬
‫كذلك‪,‬فلعل النفس تنزع إلى مقدمات تلك النتائج‪ ,‬فتكون سابقة لألعمال‪ ,‬وهو باب‬
‫السقوط عن تلك الرتبة والعياذ باهلل‪ ,‬هذا وإن كان اهلوى يف احملمود ليس مبذموم على‬
‫اجلملة‪ ,‬فقد يصري إىل املذموم على اإلطالق‪ ,‬ودليل هذا املعىن مأخوذ من استقراء أحوال‬
‫السالكني وأخبار الفضالء والصاحلني‪ ,‬فال حاجة إىل تقريره ههنا "‪2/298 .‬‬

‫‪ " -51‬اإلنسان قد يترك حظه في أمر إلى حظ هو أعلى منه ‪ ,‬كما ترى الناس يبذلون‬
‫املال يف طلب اجلاه ألن حظ النفس يف اجلاه أعلى‪ ,‬ويبذلون النفوس يف طلب الرياسة حىت‬
‫ميوتوا يف طريق ذلك‪ ,‬وهكذا الرهبان قد يرتكون لذات الدنيا للذة الرياسة والتعظيم‪ ,‬فإهنا‬
‫أعلى‪ ,‬وحظ الذكر والتعظيم والرياسة واالحرتام والجاه القائم في الناس من أعظم الحظوظ‬
‫التي يستحقر متاع الدنيا في جنبها "‪2/333 .‬‬

‫‪ " -52‬ما يكون متبدال يف العادة من حسن إىل قبح‪ ,‬وبالعكس‪ ,‬مثل كشف الرأس‪ ,‬فإنه‬
‫خيتلف حبسب البقاع يف الواقع‪ ,‬فهو لذوي المروءات قبيح في البالد المشرقية‪ ,‬وغير‬
‫قبيح في البالد المغربية‪ ,‬فاحلكم الشرعي خيتلف باختالف ذلك‪ ,‬فيكون عند أهل املشرق‬
‫قادحا يف العدالة‪ ,‬وعند أهل املغرب غري قادح "‪2/489 .‬‬

‫‪ " -53‬المفهوم من وضع الشارع أن الطاعة أو المعصية تعظم بحسب عظم المصلحة‬
‫أو المفسدة الناشئة عنها‪ ,‬وقد علم من الشريعة أن أعظم املصاحل جريان األمور الضرورية‬
‫اخلمسة املعتربة يف كل ملة‪ ,‬وأن أعظم املفاسد ما يكر باإلخالل عليها "‪2/511 .‬‬

‫‪ " -54‬المنن يأباها أرباب العقول اآلخذون بمحاسن العادات " ‪3/90‬‬

‫‪ " -55‬التكاليف إذا علم قصد املصحلة فيها؛ فللمكلف يف الدخول حتتها ثالثة أحوال‪:‬‬
‫أحدها‪:‬‬
‫أن يقصد هبا ما فهم من مقصد الشارع يف شرعها؛ فهذا ال إشكال فيه‪ ,‬ولكن ينبغي أن ال‬
‫خيليه من قصد التعبد؛ ألن مصاحل العباد إمنا جاءت من طريق التعبد؛ إذ ليست بعقلية‪,‬‬
‫حسبما تقرر يف موضعه‪ ,‬وإمنا هي تابعة ملقصود التعبد‪ ,‬فإذا اعترب صار أمكن يف التحقق‬
‫بالعبودية‪ ,‬وأبعد عن أخذ العاديات للمكلف؛ فكم ممن فهم املصلحة فلم يلو على غريها؛‬
‫فغاب عن أمر اآلمر هبا؟ وهي غفلة تفوت خيرات كثيرة‪ ,‬بخالف ما إذا لم يهمل التعبد‬
‫" ‪3/98‬‬

‫‪ " -56‬اعتياد االستدالل لمذهب واحد ربما يكسب الطالب نفورا وإنكارا لمذهب‬
‫غير مذهبه‪ ,‬من غير إطالع على مأخذه؛ فيورث ذلك حزازة يف االعتقاد يف األئمة‪ ,‬الذين‬
‫أمجع الناس على فضلهم وتقدمهم يف الدين‪ ,‬واضطالعهم مبقاصد الشارع وفهم أغراضه‪,‬‬
‫وقد وجد هذا كثريا " ‪3/132‬‬

‫‪ " -57‬االعتناء بطلب جتريد النفس واالطالع على العوايل اليت وراء احلس إمنا نقل عن‬
‫احلكماء املتقدمني والفالسفة املتعمقني يف فنون البحث‪ ,‬من املتأهلني منهم ومن غريهم‪,‬‬
‫ولذلك جتدهم يقررون لطلب هذا املعىن رياضة خاصة مل تأت هبا الشريعة احملمدية‪ ,‬من‬
‫اشرتاط التغذي بالنبات دون احليوان‪ ,‬أو ما خيرج من احليوان‪ ,‬إىل غري ذلك من شروطهم‬
‫اليت مل تنقل يف الشريعة‪ ,‬وال وجد منها يف السلف الصاحل عني وال أثر‪ ,‬كما أن ذكر التجريد‬
‫والعوامل الروحانية وما يتصل بذلك مل ينقل عن أحد منهم‪ ,‬وكفى بذلك حجة يف أنه غري‬
‫مطلوب " ‪3/152‬‬

‫‪ " -58‬يوشك أن يعتقد الجاهل بالفعل إذا رأى العالم مداوما عليه أنه واجب‬
‫" ‪3/263‬‬

‫‪ " -59‬جيب على كل ناظر يف الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه األولون‪ ,‬وما كانوا عليه يف‬
‫العمل به؛ فهو أحرى بالصواب‪ ,‬وأقوم يف العلم والعمل "‪3/289 .‬‬

‫‪ " -60‬وقوله‪{ :‬فبهداهم اقتده} يقتضي بظاهره دخول حماسن العادات؛ من الصرب على‬
‫األذى‪ ,‬والدفع باليت هي أحسن‪ ,‬وغري ذلك " ‪3/366‬‬

‫‪ " -61‬فإن املباحات إمنا وضعها الشارع لالنتفاع هبا على وفق املصاحل على‬
‫اإلطالق‪ ,‬بحيث ال تقدح في دنيا وال في دين‪ ,‬وهو االقتصاد فيها‪ ,‬ومن هذه اجلهة‬
‫جعلت نعما‪ ,‬وعدت مننا‪ ,‬ومسيت خريا وفضال‪.‬‬
‫فإذا خرج المكلف بها عن ذلك الحد إلى أن تكون ضرارا عليه في الدنيا أو في‬
‫الدين؛ كانت من هذه الجهة مذمومة ألهنا صدت عن مراعاة وجوه احلقوق السابقة‬
‫والالحقة واملقارنة أو عن بعضها؛ فدخلت املفاسد بدال عن املصاحل يف الدنيا ويف الدين‪,‬‬
‫وإمنا سبب ذلك حتمل املكلف منها ما ال حيتمله؛ فإنه إذا كان يكتفي منها بوجه ما ‪ ,‬أو‬
‫بنوع ما‪ ,‬أو بقدر ما‪ ,‬وكانت مصاحله جترى على ذلك‪ ,‬مث زاد على نفسه منها فوق ما يطيقه‬
‫تدبريه وقوته البدنية والقلبية؛ كان مسرفا‪ ,‬وضعفت قوته عن محل اجلميع؛ فوقع االختالل‬
‫وظهر الفساد؛ كالرجل يكفيه لغذائه مثال رغيف‪ ,‬وكسبه املستقيم إمنا حيمل ذلك املقدار ألن‬
‫هتيئته ال تقوى على غريه؛ فزاد على الرغيف مثله؛ فذلك إسراف منه يف جهة اكتسابه أوال‬
‫من حيث كان يتكلف كلفة ما يكفيه مع التقوى‪ ,‬فصار يتكلف كلفة اثنني وهو مما ال يسعه‬
‫ذلك إال مع املخالفة‪ ,‬ويف جهة تناوله؛ فإنه حيمل نفسه من الغذاء فوق ما تقوى عليه‬
‫الطباع فصار ذلك شاقا عليه ورمبا ضاق نفسه واشتد كربه‪ ,‬وشغله عن التفرغ للعبادة‬
‫املطلوب فيها احلضور مع اهلل تعاىل "‪.‬‬

‫‪ "-62‬فمن اشتغل بتقوى اهلل تعالى؛ فاهلل كافيه‪ ,‬واآليات يف هذا املعىن كثرية "‪3/552 .‬‬

‫‪ " -63‬العامل إذا أخرب عن إجياب العبادة الفالنية أو الفعل الفالين‪ ,‬مث فعله هو ومل خيل به‬
‫يف مقتضى ما قال فيه؛ قوي اعتقاد إجيابه‪ ,‬وانتهض العمل به عند كل من مسعه خيرب عنه‬
‫ورآه يفعله‪ ,‬وإذا أخرب عن حترميه مثال‪ ,‬مث تركه فلم ير فاعال له وال دائرا حواليه؛ قوي عند‬
‫متبعه ما أخرب به عنه‪ ,‬خبالف ما إذا أخرب عن إجيابه مث قعد عن فعله‪ ,‬أو أخرب عن حترميه مث‬
‫فعله؛ فإن نفوس األتباع ال تطمئن إلى ذلك القول منه طمأنينتها إذا ائتمر وانتهى‪ ,‬بل‬
‫يعود من الفعل إىل القول ما يقدح فيه على اجلملة؛ إما من تطريق‪ 4‬احتمال إىل القول‪ ,‬وإما‬
‫من تطريق‪ 4‬تكذيب إىل القائل‪ ,‬أو اسرتابة يف بعض مآخذ القول‪ ,‬مع أن التأسي في‬
‫األفعال والتروك بالنسبة إلى من يعظم في دين أو دنيا كالمغروز في الجبلة‪ ,‬كما هو‬
‫معلوم بالعيان؛ فيصري القول بالنسبة إىل القائل كالتبع للفعل؛ فعلى حسب ما يكون القائل‬
‫في موافقة فعله لقوله يكون اتباعه والتأسي به‪ ,‬أو عدم ذلك "‪4/85 .‬‬
‫‪ " -64‬فاحلاصل أن األفعال أقوى يف التأسي والبيان إذا جامعت األقوال من انفراد األقوال‪,‬‬
‫فاعتبارها يف نفسها ملن قام يف مقام االقتداء أكيد الزم‪ ,‬بل يقال‪ :‬إذا اعتبر هذا المعنى في‬
‫كل من هو في مظنة االقتداء ومنزلة التبيين؛ ففرض عليه تفقد جميع أقواله وأعماله "‪.‬‬
‫‪4/91‬‬

‫‪ " -65‬ال ينبغي ملن التزم عبادة من العبادات البدنية الندبية أن يواظب عليها مواظبة يفهم‬
‫اجلاهل منها الوجوب‪ ,‬إذا كان منظورا إليه مرموقا‪ ,‬أو مظنة لذلك‪ ,‬بل الذي ينبغي له أن‬
‫يدعها في بعض األوقات حتى يعلم أنها غير واجبة؛ ألن خاصية الواجب املكرر االلتزام‬
‫والدوام عليه يف أوقاته‪ ,‬حبيث ال يتخلف عنه‪ ,‬كما أن خاصية املندوب عدم االلتزام‪ ,‬فإذا‬
‫التزمه فهم الناظر منه نفس اخلاصية اليت للواجب؛ فحمله على الوجوب‪ ,‬مث استمر على‬
‫ذلك؛ فضل‪.‬‬
‫وكذلك إذا كانت العبادة تتأتى على كيفيات يفهم من بعضها يف تلك العبادة ما ال يفهم‬
‫منها على الكيفية األخرى‪ ,‬أو ضمت عبادة أو غري عبادة إىل العبادة قد يفهم بسبب‬
‫االقرتان ما ال يفهم دونه‪ ,‬أو كان المباح يتأتى فعله على وجوه؛ فيثابر فيه على وجه‬
‫واحد تحريا له ويترك ما سواه‪ ,‬أو يترك بعض المباحات جملة من غير سبب ظاهر‪,‬‬
‫بحيث يفهم منه في الترك أنه مشروع " ‪4/118‬‬

‫‪ " -66‬تستعظم شرعا زلة العامل‪ ,‬وتصري صغريته كبرية‪ ,‬من حيث كانت أقواله وأفعاله جارية‬
‫يف العادة على جمرى االقتداء‪ ,‬فإذا زل؛ محلت زلته عنه قوال كانت أو فعال ألنه موضوع منارا‬
‫يهتدى به‪ ,‬فإن علم كون زلته زلة؛ صغرت في أعين الناس وجسر عليها الناس تأسيا به‪,‬‬
‫وتوهموا فيها رخصة علم بها ولم يعلموها هم تحسينا للظن به‪ ,‬وإن جهل كوهنا زلة ‪,‬‬
‫فأحرى أن حتمل عنه حممل املشروع‪ ,‬وذلك كله راجع عليه "‪4/88 .‬‬

‫‪ " -67‬وعلى اجلملة؛ فكل من زاغ ومال عن الصراط المستقيم؛ فبمقدار ما فاته من‬
‫باطن القرآن فهما وعلما‪ ,‬وكل من أصاب احلق وصادف الصواب؛ فعلى مقدار ما حصل‬
‫له من فهم باطنه "‪4/223 .‬‬
‫‪ " -68‬الرفيع املنصب مطالب مبا يقتضي منصبه‪ ,‬حبيث يعد خالفه منهيا عنه وغري الئق‬
‫به‪ ,‬وإن مل يكن كذلك يف حقيقة األمر‪ ,‬حسبما جرت به العبارة عندهم يف قوهلم‪( :‬‬
‫حسنات األبرار سيئات املقربني ) ‪ ,‬إمنا يريدون يف اعتبارهم ال يف حقيقة اخلطاب الشرعي‬
‫‪ ...‬والمناصب تقتضي في االعتبار الكمالي العتب على ما دون الالئق بها "‪4/431 .‬‬

‫‪ " -69‬وعلى اجلملة‪ ,‬فتحقيق املناط اخلاص نظر يف كل مكلف بالنسبة إىل ما وقع عليه‬
‫من الدالئل التكليفية‪ ,‬بحيث يتعرف منه مداخل الشيطان‪ ,‬ومداخل الهوى والحظوظ‬
‫العاجلة‪ ,‬حتى يلقيها هذا المجتهد على ذلك المكلف مقيدة بقيود التحرز من تلك‬
‫المداخل‪ ,‬هذا بالنسبة إىل التكليف املنحتم وغريه‪.‬‬
‫وخيتص غري املنحتم بوجه آخر وهو النظر فيما يصلح بكل مكلف يف نفسه‪ ,‬حبسب وقت‬
‫دون وقت‪ ,‬وحال دون حال‪ ,‬وشخص دون شخص ‪ ,‬إذ النفوس ليست في قبول‬
‫األعمال الخاصة على وزان واحد‪ ,‬كما أنها في العلوم والصنائع كذلك‪ ,‬فرب عمل‬
‫صالح يدخل بسببه على رجل ضرر أو فترة‪ ,‬وال يكون كذلك بالنسبة إلى آخر‪ ,‬ورب‬
‫عمل يكون حظ النفس والشيطان فيه بالنسبة إلى العامل أقوى منه في عمل آخر‪,‬‬
‫ويكون بريئا من ذلك في بعض األعمال دون بعض‪ ,‬فصاحب هذا التحقيق اخلاص هو‬
‫الذي رزق نورا يعرف به النفوس ومراميها وتفاوت إدراكها‪ ,‬وقوة حتملها للتكاليف‪ ,‬وصربها‬
‫على محل أعبائها أو ضعفها‪ ,‬ويعرف التفاهتا إىل احلظوظ العاجلة أو عدم التفاهتا‪ ,‬فهو‬
‫يحمل على كل نفس من أحكام النصوص ما يليق بها‪ ,‬بناء على أن ذلك هو المقصود‬
‫الشرعي في تلقي التكاليف‪ ,‬فكأنه يخص عموم المكلفين والتكاليف بهذا التحقيق‪,‬‬
‫لكن مما ثبت عمومه يف التحقيق األول العام‪ ,‬ويقيد به ما ثبت إطالقه يف األول‪ ,‬أو يضم‬
‫قيدا أو قيودا ملا ثبت له يف األول بعض القيود " ‪5/24‬‬

‫‪ " -70‬احلذر من زلة العامل ‪ ,‬وأكثر ما تكون عند الغفلة عن اعتبار مقاصد الشارع في‬
‫ذلك المعنى الذى اجتهد فيه‪ ,‬والوقوف دون أقصى املبالغة يف البحث عن النصوص فيها‪,‬‬
‫وهو وإن كان على غري قصد وال تعمد وصاحبه معذور ومأجور‪ ,‬لكن مما ينبين عليه يف‬
‫االتباع لقوله فيه خطر عظيم "‪5/135 .‬‬
‫‪ " -71‬اإلسالم يدعو إىل األلفة والتحاب والرتاحم والتعاطف‪ ,‬فكل رأي أدى إىل خالف‬
‫ذلك‪ ,‬فخارج عن الدين "‪5/164 .‬‬

‫‪ " -72‬ومن هذا يعلم أنه ليس كل ما يعلم مما هو حق يطلب نشره وإن كان من علم‬
‫الشريعة ومما يفيد علما باألحكام‪ ,‬بل ذلك ينقسم‪ ,‬فمنه ما هو مطلوب النشر‪ ,‬وهو‬
‫غالب علم الشريعة‪ ,‬ومنه ما ال يطلب نشره بإطالق‪ ,‬أو ال يطلب نشره بالنسبة إىل حال أو‬
‫وقت أو شخص "‪5/167 .‬‬

‫‪ " -73‬ال يذكر للمبتدئ من العلم ما هو حظ المنتهي‪ ,‬بل يربي بصغار العلم قبل‬
‫كباره "‪5/170 .‬‬

‫‪ " -74‬وضابطه أنك تعرض مسألتك على الشريعة‪ ,‬فإن صحت يف ميزاهنا‪ ,‬فانظر يف مآهلا‬
‫بالنسبة إىل حال الزمان وأهله‪ ,‬فإن مل يؤد ذكرها إىل مفسدة‪ ,‬فاعرضها يف ذهنك على‬
‫العقول‪ ,‬فإن قبلتها‪ ,‬فلك أن تتكلم فيها إما على العموم إن كانت مما تقبلها العقول على‬
‫العموم‪ ,‬وإما على اخلصوص إن كانت غري الئقة بالعموم‪ ,‬وإن مل يكن ملسألتك هذا املساغ‪,‬‬
‫فالسكوت عنها هو اجلاري على وفق املصلحة الشرعية والعقلية "‪5/172 .‬‬

‫‪ " -75‬ومن هنا يظهر وجه املواالة والتحاب والتعاطف فيما بني املختلفني يف مسائل‬
‫االجتهاد ‪ ,‬حىت مل يصريوا شيعا وال تفرقوا فرقا؛ ألهنم جمتمعون على طلب قصد‬
‫الشارع‪ ,‬فاختالف الطرق غير مؤثر‪ ,‬كما ال اختالف بين المتعبدين هلل بالعبادات‬
‫المختلفة‪ ,‬كرجل تقربه الصالة‪ ,‬وآخر تقربه الصيام‪ ,‬وآخر تقربه الصدقة إلى غير ذلك‬
‫من العبادات‪ ,‬فهم متفقون في أصل التوجه هلل المعبود وإن اختلفوا في أصناف التوجه‪,‬‬
‫فكذلك المجتهدون لما كان قصدهم إصابة مقصد الشارع صارت كلمتهم واحدة‬
‫وقولهم واحدا " ‪5/220‬‬

‫‪ " -76‬الخالف ‪-‬الذي هو في الحقيقة خالف ‪ -‬ناشئ عن الهوى المضل‪ ,‬ال عن‬
‫تحري قصد الشارع باتباع األدلة على الجملة والتفصيل‪ ,‬وهو الصادر عن أهل‬
‫األهواء‪ ,‬وإذا دخل الهوى أدى إلى اتباع المتشابه حرصا على الغلبة والظهور بإقامة‬
‫العذر في الخالف‪ ,‬وأدى إىل الفرقة والتقاطع والعداوة والبغضاء‪ ,‬الختالف األهواء وعدم‬
‫اتفاقها‪ ,‬وإمنا جاء الشرع حبسم مادة اهلوى بإطالق‪ ,‬وإذا صار الهوى بعض مقدمات‬
‫الدليل لم ينتج إال ما فيه اتباع الهوى‪ ,‬وذلك خمالفة الشرع‪ ,‬وخمالفة الشرع ليست من‬
‫الشرع يف شيء‪ ,‬فاتباع اهلوى من حيث يظن أنه اتباع للشرع‪ ,‬ضالل يف الشرع ولذلك‬
‫مسيت البدع ضالالت‪ ,‬وجاء‪" :‬إن كل بدعة ضاللة" ؛ ألن صاحبها خمطئ من حيث توهم‬
‫أنه مصيب‪,‬ودخول األهواء في األعمال خفي ‪ ,‬فأقوال أهل األهواء غري معتد هبا يف‬
‫اخلالف املقرر يف الشرع "‪5/221 .‬‬

‫‪ " -77‬ويسمى صاحب هذه املرتبة‪ :‬الرباين‪ ,‬واحلكيم‪ ,‬والراسخ يف العلم والعامل‪ ,‬والفقيه‪,‬‬
‫والعاقل؛ ألنه يرىب بصغار العلم قبل كباره‪ ,‬ويويف كل أحد حقه حسبما يليق به‪ ,‬وقد حتقق‬
‫بالعلم وصار له كالوصف اجملبول عليه‪ ,‬وفهم عن اهلل مراده كم شريعته ‪.‬‬
‫ومن خاصيته أمران‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬أنه جييب السائل على ما يليق به يف حالته على اخلصوص إن كان له يف املسألة‬
‫حكم خاص‪ ,‬خبالف صاحب الرتبة الثانية‪ ,‬فإنه إمنا جييب من رأس الكلية من غري اعتبار‬
‫خباص‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أنه ناظر يف املآالت قبل اجلواب عن السؤاالت‪ ,‬وصاحب الثانية ال ينظر يف ذلك‪,‬‬
‫وال يبايل باملآل إذا ورد عليه أمر أو هني أو غريمها‪ ,‬وكان يف مساقه كليا "‪5/233 .‬‬

‫‪ " -78‬ولم تزل األصول يندرس العمل بمقتضاها لكثرة االشتغال بالدنيا والتفريع فيها؛‬
‫حتى صارت كالنسي المنسي‪ ,‬وصار طالب العمل بها كالغريب المقصى عن أهله‪ ,‬وهو‬
‫داخل حتت معىن قوله عليه الصالة والسالم‪ ( :‬بدأ هذا الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ؛‬
‫فطوىب للغرباء ) "‪5/240 .‬‬

‫‪ " -79‬التأسي باألفعال ‪-‬بالنسبة إلى من يعظم في الناس‪ -‬سر مبثوث في طباع‬
‫البشر‪ ,‬ال يقدرون على االنفكاك عنه بوجه وال بحال‪ ,‬ال سيما عند االعتياد والتكرار‪,‬‬
‫وإذا صادف محبة وميال إلى المتأسى به‪ ,‬ومىت وجدت التأسي مبن هذا شأنه مفقودا يف‬
‫بعض الناس؛ فاعلم أنه إمنا ترك لتأس آخر‪ ,‬وقد ظهر ذلك يف زمان رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم يف حملني‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬حني دعاهم عليه الصالة والسالم إىل اخلروج من الكفر إىل اإلميان‪ ,‬ومن عبادة‬
‫األصنام إىل عبادة اهلل؛ فكان من آكد متمسكاهتم التأسي باآلباء كقوله‪{ :‬وإذا قيل هلم‬
‫اتبعوا ما أنزل اهلل قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا}‬
‫وما أشبهه من اآليات‪.‬‬
‫وقالوا‪{ :‬أجعل اآلهلة إهلا واحدا إن هذا لشيء عجاب} ‪.‬‬
‫مث كرر عليهم التحذير من ذلك؛ فكانوا عاكفني على ما عليه آباؤهم‪ ,‬إىل أن نوصبوا‬
‫باحلرب وهم راضون بذلك؛ حىت كان من مجلة ما دعوا به التأسي بأبيهم إبراهيم‪ ,‬وأضيفت‬
‫امللة احملمدية إليه؛ فقال تعاىل‪{ :‬ملة أبيكم إبراهيم} ؛ فكان ذلك بابا للدعاء إلى التأسي‬
‫بأكبر آبائهم عندهم‪ ,‬وبين لهم مع ذلك ما في اإلسالم من مكارم األخالق ومحاسن‬
‫الشيم التي كانت آباؤهم تستحسنها وتعمل بكثير منها؛ فكان التأسي داعيا إلى‬
‫الخروج عن التأسي‪ ,‬وهو من أبلغ ما دعوا به من جهة التلطف بالرفق ومقتضى‬
‫الحكمة‪ ,‬وبذلك جاء يف القرآن بعد قوله‪{ :‬مث أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا} ‪.‬‬
‫وقوله ‪{ :‬ادع إىل سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احلسنة }‬
‫فكان هذا الوجه من التلطف في الدعاء إلى اهلل نوعا من الحكمة التي كان عليه‬
‫الصالة والسالم يدعو بها‪.‬‬
‫وأيضا؛ فإن ما ذكر يف القرآن من مكارم األخالق كان خلق رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ,‬فصدق الفعل القول بالنسبة إليهم‪ ,‬فكان ذلك مما دعا إىل اتباعه والتأسي به ؛‬
‫فانقادوا ورجعوا إىل احلق ‪ ...‬فحق على المفتي أن ينتصب للفتوى بفعله وقوله‪ ,‬بمعنى‬
‫أنه ال بد له من المحافظة على أفعاله حتى تجري على قانون الشرع؛ ليتخذ فيها أسوة‬
‫"‪5/262 .‬‬

‫‪" -80‬ما تقدم يف موضعه من أن من هذا حاله؛ فوعظه أبلغ‪ ,‬وقوله أنفع‪ ,‬وفتواه أوقع يف‬
‫القلوب ممن ليس كذلك؛ ألنه الذي ظهرت ينابيع العلم عليه‪ ,‬واستنارت كليته به‪ ,‬وصار‬
‫كالمه خارجا من صميم القلب‪ ,‬والكالم إذا خرج من القلب وقع في القلب‪ ,‬ومن كان‬
‫هبذه الصفة؛ فهو من الذين قال اهلل فيهم‪{ :‬إمنا خيشى اهلل من عباده العلماء}‪ ,‬خبالف من‬
‫مل يكن كذلك؛ فإنه وإن كان عدال وصادقا وفاضال ال يبلغ كالمه من القلوب هذه املبالغ‪,‬‬
‫حسبما حققته التجربة العادية "‪5/299 .‬‬

‫‪ " -81‬املطابقة الفعل القول شاهد لصدق ذلك القول‪ ,‬كما تقدم بيانه أيضا؛ فمن طابق‬
‫فعله قوله صدقته القلوب‪ ,‬وانقادت له بالطواعية النفوس‪ ,‬بخالف من لم يبلغ ذلك‬
‫المقام وإن كان فضله ودينه معلوما‪ ,‬ولكن التفاوت احلاصل يف هذه املراتب مفيد زيادة؛‬
‫الفائدة أو عدم زيادهتا فمن زهد الناس يف الفضول اليت ال تقدح يف العدالة وهو زاهد فيها‬
‫وتارك لطلبها؛ فتزهيده أنفع من تزهيد من زهد فيها وليس بتارك هلا‪ ,‬فإن ذلك خمالفة وإن‬
‫كانت جائزة‪ ,‬ويف خمالفة القول الفعل هنا ما مينع من بلوغ مرتبة من طابق قوله فعله‪.‬‬
‫"‪5/299 .‬‬

‫‪ " -82‬إذا وقف املقتدى به وقفة‪ ,‬أو تناول ثوبه على وجه‪ ,‬أو قبض على حليته يف وقت‬
‫ما‪ ,‬أو ما أشبه ذلك؛ فأخذ هذا املقتدي يفعل مثل فعله بناء على أنه قصد به العبادة مع‬
‫احتمال أن يفعل ذلك ملعىن دنيوي أو غافال؛ كان هذا المقتدي معدودا من الحمقى‬
‫والمغفلين "‪5/309 .‬‬

‫‪ " -83‬املفيت البالغ ذروة الدرجة هو الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق‬
‫بالجمهور؛ فال يذهب بهم مذهب الشدة‪ ,‬وال يميل بهم إلى طرف االنحالل‬
‫"‪5/276 .‬‬

‫‪ " -84‬قد يسوغ للمجتهد أن حيمل نفسه من التكليف ما هو فوق الوسط؛ بناء على ما‬
‫تقدم يف أحكام الرخص‪ ,‬ولما كان مفتيا بقوله وفعله كان له أن يخفي ما لعله يقتدى به‬
‫فيه فربما اقتدى به فيه من ال طاقة له بذلك العمل فينقطع ‪ ,‬وإن اتفق ظهوره للناس نبه‬
‫عليه‪ ,‬كما كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يفعل؛ إذ كان قد فاق الناس عبادة وخلقا‪,‬‬
‫وكان عليه الصالة والسالم قدوة؛ فرمبا اتبع لظهور عمله؛ فكان ينهى عنه يف مواضع "‪.‬‬
‫‪5/279‬‬

‫‪ " -85‬كثريا من الناس جتاوزوا الرتجيح بالوجوه اخلالصة إىل الرتجيح ببعض الطعن على‬
‫املذاهب املرجوحة عندهم‪ ,‬أو على أهلها القائلني هبا‪ ,‬مع أهنم يثبتون مذاهبهم ويعتدون هبا‬
‫ويراعوهنا‪ ,‬ويفتون بصحة االستناد إليهم يف الفتوى‪ ,‬وهو غري الئق مبناصب املرجحني‪ ,‬وأكثر‬
‫ما وقع ذلك يف الرتجيح بني املذاهب األربعة وما يليها من مذهب داود وحنوه"‪5/286 .‬‬

‫‪ " -86‬اخلروج يف ترجيح بعض املذاهب على بعض إىل القدح يف أصل الوصف بالنسبة إىل‬
‫أحد املتصفني خروج عن منط‪ 5‬إىل منط آخر خمالف له‪ ,‬وهذا ليس من شأن العلماء‪ ,‬وإمنا‬
‫الذي يليق بذلك الطعن والقدح يف حصول ذلك الوصف ملن تعاطاه وليس من أهله‪,‬‬
‫واألئمة املذكورون برآء من ذلك؛ فهذا النمط ال يليق هبم "‪5/286 .‬‬

‫‪ " -87‬الطعن يف مساق الرتجيح يبني العناد من أهل املذهب املطعون عليه‪ ,‬ويزيد يف‬
‫دواعي التمادي واإلصرار على ما هم عليه؛ ألن الذي غض من جانبه مع اعتقاده خالف‬
‫ذلك حقيق بأن يتعصب ملا هو عليه ويظهر حماسنه؛ فال يكون للرتجيح املسوق هذا املساق‬
‫فائدة زائدة على اإلغراء بالتزام املذهب ‪ ,‬وإن كان مرجوحا؛ فكأن الرتجيح مل حيصل "‪.‬‬
‫‪5/287‬‬

‫‪ " -88‬النفوس مجبولة على االنتصار ألنفسها ومذاهبها وسائر ما يتعلق بها؛ فمن‬
‫غض من جانب صاحبه غض صاحبه من جانبه؛ فكأن املرجح ملذهبه على هذا الوجه‬
‫غاض من جانب مذهبه "‪5/287 .‬‬

‫‪ " -89‬الرتجيح مبا يؤدي إىل افرتاق الكلمة وحدوث العداوة والبغضاء ممنوع "‪5/288 .‬‬

‫‪ " -90‬ورمبا انتهت الغفلة أو التغافل بقوم ممن يشار إليهم يف أهل العلم أن صريوا الرتجيح‬
‫بالتنقيص تصرحيا أو تعريضا دأهبم‪ ,‬وعمروا بذلك دواوينهم‪ ,‬وسودوا به قراطيسهم؛ حىت‬
‫صار هذا النوع ترمجة من تراجم الكتب املصنفة يف أصول الفقه أو كالرتمجة‪ ,‬وفيه ما فيه مما‬
‫أشري إىل بعضه‪ ,‬بل تطرق األمر إىل السلف الصاحل من الصحابة فمن دوهنم؛ فرأيت بعض‬
‫التآليف املؤلفة يف تفضيل بعض الصحابة على بعض على منحى التنقيص مبن جعله مرجوحا‬
‫وتنزيه الراجح عنده مما نسب إىل املرجوح عنده‪ ,‬بل أتى الوادي فطم على القرى؛ فصار هذا‬
‫النحو مستعمال فيما بني األنبياء‪ ,‬وتطرق ذلك إىل شرذمة من اجلهال؛ فنظموا فيه ونثروا‪,‬‬
‫وأخذوا يف ترفيع حممد عليه الصالة والسالم وتعظيم شأنه بالتخفيض من شأن سائر األنبياء‪,‬‬
‫ولكن مستندين إىل منقوالت أخذوها على غري وجهها‪ ,‬وهو خروج عن احلق‪ ,‬وقد علمت‬
‫السبب يف قوله عليه الصالة والسالم‪ ( :‬تفضلوا بني األنبياء ) ‪ ,‬وما قال الناس فيه؛ فإياك‬
‫والدخول يف هذه املضايق؛ ففيها اخلروج عن الصراط املستقيم " ‪5/298‬‬

‫‪ " -91‬ليس الفقر أفضل من الغنى بإطالق‪ ,‬وال الغنى أفضل بإطالق‪ ,‬بل األمر يف ذلك‬
‫يتفصل؛ فإن الغىن إذا أمال إىل إيثار العاجلة كان بالنسبة إىل صاحبه مذموما‪ ,‬وكان الفقر‬
‫أفضل منه‪ ,‬وإن أمال إىل إيثار اآلجلة؛ فإنفاقه يف وجهه‪ ,‬واالستعانة به على التزود للمعاد؛‬
‫فهو أفضل من الفقر "‪5/366 .‬‬

‫‪ " -92‬اإلكثار من األسئلة مذموم‪ ,‬والدليل عليه النقل املستفيض من الكتاب والسنة وكالم‬
‫السلف الصاحل ‪...‬ويتبني من هذا أن لكراهية السؤال مواضع‪ ,‬نذكر منها عشرة مواضع ‪..‬‬
‫أنظر ‪" 5/387‬‬

‫‪ " -93‬ترك االعرتاض على الكرباء حممود‪ ,‬كان املعرتض فيه مما يفهم أوال يفهم‪.‬‬
‫والدليل على ذلك أمور‪ ... :‬أنظر ‪." 5/393‬‬

‫‪ " -94‬عهد بالتجربة من أن االعتراض على الكبراء قاض بامتناع الفائدة مبعد بين‬
‫الشيخ والتلميذ " ‪5/399‬‬

‫‪ " -95‬العامل املعلوم باألمانة والصدق واجلري على سنن أهل الفضل والدين والورع إذا سئل‬
‫عن نازلة فأجاب‪ ,‬أو عرضت له حالة يبعد العهد مبثلها‪ ,‬أو ال تقع من فهم السامع موقعها‬
‫أن ال يواجه باالعرتاض والنقد‪ ,‬فإن عرض إشكال فالتوقف أوىل بالنجاح‪ ,‬وأحرى بإدراك‬
‫البغية إن شاء اهلل تعاىل "‪5/400 .‬‬

‫متت‬
‫كتبه ‪ :‬عبيد بن أمحد الظاهري‬
‫تويرت ‪@obaidDH :‬‬
‫انستجرام‪: obaid39‬‬

You might also like