You are on page 1of 23

‫رشح ‪ :‬د‪.

‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬

‫• قال ابن زيدون ‪:‬‬

‫جرح الدهر َوياسو‬


‫َ‬ ‫َي َ‬ ‫ن باس‬ ‫‪ -1‬ما َعىل َظ ِّ َ‬
‫ي‬
‫َّ َ ر َ َ‬
‫اآلمال ياس‬
‫ِ‬ ‫ِء َعىل‬ ‫َ‬
‫شف ِبالمر‬ ‫‪ -2‬ربما أ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫رديك ِ‬
‫احياس‬
‫ِ‬ ‫ٌل َوي‬ ‫‪َ -3‬ولقد ينجيك ِإغفا‬
‫المقادير ِقياس‬ ‫َو َ‬ ‫المحاذير س ٌ‬
‫هام‬ ‫‪َ -4‬و َ‬
‫ََ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ٌ‬ ‫ََ‬
‫التماس‬ ‫ولكم أ كدى ِ‬ ‫‪َ -5‬ولكم أجدى قعود‬
‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ناس ذ َّل ناس‬ ‫َع َّز‬ ‫‪َ -6‬وكذا الدهر ِإذا ما‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ف َشاة َو ِخساس‬ ‫‪َ -7‬و َبنو األ ّي ِام أخيا‬
‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اللباس‬‫متعة ذاك ِ‬ ‫‪ -8‬ن َلبس الدنيا َ‪,‬ول ِكن‬

‫****‬

‫هم ِإياس‬
‫َ ّ َ‬
‫فص َوما سا‬ ‫‪ -9‬يا َأبا َ‬
‫واك يف ٍ‬
‫ف‬ ‫ٍ‬ ‫ح‬
‫قتباس‬
‫َ‬ ‫َغ َ‬ ‫‪-10‬من َسنا َرأي َك ل فّ‬
‫طب ِا ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخ‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫َِ َ ي ي‬ ‫ِ‬
‫َِ‬ ‫َ‬
‫‪-11‬وودادي لك ن ٌّ‬ ‫َ‬
‫خالفه ِقياس‬ ‫لم ي ِ‬ ‫ص‬
‫رو ٌ‬ ‫َ َِ َ ٌ َ َ‬
‫ضوح َوِا ِلتباس‬ ‫‪ -12‬أنا حيان و ِلألمـ‬
‫َ‬ ‫ّ َ رَ‬ ‫َ‬
‫هد َوخاسوا‬ ‫َ‬
‫لوا ع ِن الع ِ‬ ‫عش حا‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫رى‬ ‫ت‬ ‫‪ -13‬ما‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫يت ِق ِمنه ِالمساس‬ ‫سام ِر ّيا‬‫ون ِ‬ ‫ي‬
‫‪َ -14‬و َرأ ّ‬
‫َف ِانت ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫هاش َوِا ِنتهاس‬ ‫ِ‬ ‫حم‬
‫هامت ِبل ي‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫‪ -15‬أذؤب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ َ َ‬
‫عتساس‬ ‫ئب ِا ِ‬ ‫لذ ِ‬ ‫يل و ِل ِ‬ ‫‪ -16‬كلهم يسأل عن حا‬

‫****‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫انبجاس‬
‫خر ِ‬‫ِء ِم َن َالص ِ‬ ‫‪ِ -17‬إن قسا الدهر ف ِللما‬
‫حتباس‬ ‫ئ َأ َ‬
‫‪َ -18‬و َل ِ ّ‬
‫يث ِا ِ‬
‫سا ف ِللغ ِ‬ ‫مسيت محبو‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫طبائع النفوس أبيات من قصيدة البن زيدون نظمها ّ يف محبسه ( أي سجنه ) وارسلها ال‬
‫ان حفص بن برد األصغر ( يشكو فيها بعض أهل زمانه‪ ،‬ويعتب عليهم سلوكهم‬ ‫صديقه ي‬
‫‪...‬نحوه‪ ،‬ويصف فيها بعض طبائع النفوس ر‬
‫البشية ) ‪.‬‬

‫تعريف بالشاعر ابن زيدون ابن زيدون ‪:‬‬


‫القرش اصال ومحتدا ‪-‬‬ ‫ر‬ ‫المخزوم ‪-‬‬ ‫هو ابو الوليد احمد بن عبد هللا ابن احمد ابن زيدون‬ ‫•‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫االندلس مولدا ونشأة ‪.‬‬
‫ي‬
‫سكنت أشته المغرب ثم انتقلت بعد ذلك ال االندلس و سكنت قرطبة وفيها ولد شاعرنا‬ ‫•‬
‫ابن زيدون ‪.‬‬
‫يعد بن زيدون شاعرا من اعظم شعراء االندلس ‪.‬‬ ‫•‬
‫ّ‬
‫وتسعئ وثالثمائة ‪.‬‬ ‫ولد ّف قرطبة سنة ارب ّ‬
‫عئ‬ ‫•‬
‫ي‬
‫توف والده و كفله جده المه ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫ولما بلغ احدى عشة سنة من عمره ي‬
‫اليف والبذخ ‪.‬‬ ‫حضنته امه وربته تربية فيها رشء من ِ‬ ‫•‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫كان والده عالما أديبا ‪ ..‬مقبال عىل الفنون والعلوم السائدة يف عرصه وكان قاضيا فاضال‬
‫‪...‬‬ ‫•‬
‫اليوة البن زيدون ‪.‬‬ ‫فيك هذه ر‬ ‫اليوة والنعيم ‪ِ ...‬‬
‫وكان عىل قسط كبيا من ر‬
‫بن مخزوم واخواله ال يقلون عن‬ ‫ّ‬ ‫•‬
‫ابن زيدون كريم الخوال وكريم االعمام ( اعمامه من ي‬
‫اعمامه رشفا و سؤددا فامه من اشه تنحدر من قيس عيالن ولهذه األشة تاري ــخ خطي ّ يف‬
‫االندلس (‬
‫تعلم ابن زيدون وتثقف بادئ االمر ّ يف قرطبة واختلف ال جامعها الكبي ّ يف حلقات الدرس‬ ‫•‬
‫فتعلم الكتابة والقراءة والحساب وشيئا من النحو والرصف ثم درس العلوم الرفيعة‬
‫كفلسفة والتاري ــخ والجغرافيا و علم تفسي القران وعلم الحديث وغيها من العلوم ‪ ,‬وقد‬
‫ظهر كل هذا واضح ّ يف قصائده‪.‬‬

‫• ابن زيدون يعد شاعرا رفيعا و بشعره كانت له الحضوه الكبية عند الملوك واالمراء‬
‫حن نال لقب ذي الوز ّ‬
‫ارتئ‪ ,‬وهو‬ ‫‪...‬ولعل اول ه قربه من ان الحزم بن جهور‪ ,‬فقربه ِ‬
‫ي‬ ‫ّي‬
‫منصب رفيع يف االندلس ‪.‬‬

‫• ايضا حاول لفرط طموحه وتهوره ان ينقلب عىل هذه الحكومة و السلطة ‪ ,‬ولكنه اكتشف‬
‫فادخل السجن‪ ,‬ومن السجن بعث برسائل كثية ال ابن جهور ‪ ,‬ولكن ابن جهور لم يقبل‬
‫فية من‬‫حن تمكن من الفرار ال خارج السجن ‪,‬وعاش ِ‬‫هذه الرسائل فضل ّف السجن ِ‬
‫ي‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫الزمن ّ يف اشبيليا عند المعتضد ابن عباد ‪ ,‬لكنه مع ذلك لم ينس ابدا قرطبة فراح يرسل‬
‫ّ‬
‫سنئ‬ ‫فعق عنه و عاد ال قرطبة بعد شهور ‪,‬ولكن ابن جهور بعد‬‫الرسائل ال ابن جهور ‪ّ ,‬‬
‫ّ‬
‫قليلة ادركته الوفاة ‪ .‬فعاش يف ظل ي‬
‫ان الوليد ابن جهور ابن حزم ولكنه لم يجد حضوه‬
‫عند هذا الملك فارتحل ال بطليوس ثم ال اشبيليا حيث المعتضد بن عباد مره اخرى ثم‬
‫عاد ال قرطبة غازيا مع جيش المعتمد ابن عباد ابن المعتضد وفتح قرطبة‪.‬‬

‫توف ّ يف سنة ‪ 463‬ه ّ يف اشبيليا ‪.‬‬


‫ي‬
‫ّ‬ ‫•‬

‫• يعد ابن زيدون شاعرا عظيما ‪ ,‬كتب ّ يف كل االغراض الشعرية ‪:‬‬


‫ّ‬
‫وبن عباد ‪.‬‬
‫بن جهور ي‬
‫ّ‬
‫المدح وبخاصة مدح حكام ي‬ ‫• فكتب ّ يف‬
‫• وكذلك كتب ّ يف الغزل َوننيته المشهورة ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫نان َبديال ِمن تدانينا‬‫ي‬ ‫أضىح الت‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫طيب لقيانا تجافينا‬ ‫ِ‬ ‫ناب َعن‬
‫َو َ‬
‫وه من افضل شعره)‬ ‫ِ‬
‫(الن بعث بها ال والدة مشهورة ي‬ ‫ي‬
‫• كذلك لم يغفل شعر وصف الطبيعة وله قصيد مشهورة ‪:‬‬
‫واألفق طلق و وجهه األرض قد راقا‬ ‫إن ذكرتك بالزهراء مشتاقا‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫وللنسيم اعتالل ّ يف أصائله كأنما رق يل فاعتل إشفاقا‬
‫• وغيها ‪...‬‬

‫• اما رني ابن زيدون ‪ ,‬اشهر ما لديه رسالتان ‪:‬‬


‫ان حزم بن جهور‪ ....‬يستعطفه و يمدحه‬ ‫‪ -1‬الرسالة الجدية ‪ :‬هذه الرسالة بعث بها ال ي‬
‫ّ‬
‫فيها ‪...‬و هذه القصيدة ألهميتها سار عىل نهجها الكثي من االدباء وقلدوه يف طريقته‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬الرسالة الهزلية ‪ :‬وقد كتب هذه الرسالة و بعث بها ال خصمه اللدود ابن عبدوس‬
‫تكق وفيها يتهكم عىل ابن عبدوس و‬ ‫ولكنه ارسلها عىل لسان والدة بنت المس ّ‬
‫ي‬
‫يهجوه هجاءا مرا ‪ ...‬وقد تأثر ّف هذه الرسالة برسالة ِ‬
‫اليبيع والتدوير للجاحظ ‪.‬‬ ‫ي‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫• الفكرة العامة للنص ‪:‬‬
‫وبئ الملك ابن جهور عالقة صداقة‪ ,‬فقد كان الملك‬ ‫بئ الشاعر ّ‬ ‫• لم تكن العالقة ّ‬
‫حئ كان ابن زيدون معجب بنفسه متهور ومتشعا وطموحا ‪.‬‬ ‫حازما تقيا ورعنا ‪ّ ,‬ف ّ‬
‫ي‬
‫• فدب الخالف بينهما ‪ ,‬و لعما ما زاد الخالف اشتعاال هو بعض الدسائس و الوشايات‬
‫ّ‬
‫السياسيئ ‪.‬‬ ‫الن دسها خصوم ابن زيدون‬ ‫ِ‬
‫ي‬
‫• فغضب عليه الملك واودعه ّ يف السجن و ّ يف السجن بدأت تأمالت ابن زيدون ّ يف‬
‫ان حفص بن برد‬ ‫صديقه‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫وبعث‬ ‫القصيدة‬ ‫هذه‬ ‫فكتب‬ ‫‪,‬‬ ‫الناس‬ ‫وف‬‫الحياة ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫االصغر يساله عن احوال الناس وكيف تتبدل بتبدل الزمان ‪ ....‬فالقصيدة تنبثق من‬
‫رحم السجن ال خارجه ‪.‬‬

‫• اقسام القصيدة ‪:‬‬

‫يمكن تقسيم القصيدة بحسب موضوعاتها ال ‪ 4‬اقسام ‪:‬‬

‫ّ‬
‫والثان )‬ ‫القسم االول ‪ (:‬البيت االول‬ ‫•‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫وف الزمان‪.‬‬
‫العنوان ‪ :‬حسن ظن ابن زيدون بدهره و زمانه ‪ ,‬فهو يحسن الظن يف الدهر ي‬
‫القسم الثان ‪( :‬من البيت الثالث ِ‬
‫حن البيت الثامن )‬ ‫•‬
‫ي‬
‫وه نظرة عامة ‪.‬‬
‫العنوان ‪ :‬نظرة ابن زيدون ال الحياة وال الناس ي‬
‫وحن البيت السادس ر‬
‫عش )‬ ‫القسم الثالث ‪ ( :‬من البيت التاسع ِ‬ ‫•‬
‫وهو رصد احوال الناس وكيف يتغيون بتغي الدهر وتبدل األحوال‪.‬‬
‫عش)‬‫عش والبيت الثامن ر‬ ‫القسم الرابع ‪( :‬البيت السابع ر‬ ‫•‬
‫العنوان ‪ :‬تفاؤل الشاعر ‪ ,‬كانما هذا القسم يعطف عىل القسم االول فعودة ال التفاؤل‬ ‫•‬

‫• رشح االبيات ‪:‬‬

‫القسم األول ‪ ( :‬البيت األول و ي‬


‫الثان )‬
‫َ‬ ‫َي َ‬
‫جرح الدهر َوياسو‬ ‫‪ -1‬ما َعىل َظ ِ َ‬
‫ن باس‬‫ي‬
‫المعان ‪:‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫‪ -‬باس ‪ :‬بأس‬
‫‪ -‬ياسو ‪ ( :‬يأسو ) أي يداوي‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬

‫• باس ‪ :‬األصل (بأس)‬


‫فيها تسهيل للهمزة عىل ظنه بالدهر ‪.‬‬
‫داللة تسهيل الهمزة ّ يف كلمة ياس ‪( :‬من حرف اطباق ‪-‬بأس‪ , -‬ال حرف مد ‪-‬باس‪) -‬‬
‫‪ -1‬تسهيل النطق‬
‫‪ -2‬الن الهمزة حرف اطباق فكأنما هذا السجن المطبق عىل ابن زيدون ‪ ,‬فاراد ان يتخفف‬
‫ظن باس واالصل بأس –‬ ‫ّ‬
‫من وطأته الشاعر فسهل الهمزة ‪-‬هو فقال ما عىل ي‬
‫ياسو ‪ :‬األصل ( يأسو ) ‪ /‬و هنا أيضا تسهيل للهمزة ‪.‬‬
‫ياسو ‪ :‬فعل مضارع ‪.‬‬
‫ظن باس) لماذا ال يوجد بأس عىل هذا الظن بالدهر؟ يعلل ذلك ّ يف الشطر‬ ‫ّ‬
‫(ما عىل ي‬
‫الثان من البيت فقول يجرح الدهر وياسو‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫الشح ‪ :‬البأس ّ يف ظن ابن زيدون بدهره ‪ ,‬الن هذا الدهر كالطبيب الذي يجرح ثم يداوي‪,‬‬ ‫• ر‬
‫فهو يجرح اوال ثم يداوي ّ يف جرحه ‪ ,‬فكأنما هو لما بعد هذا الجرح شفاء ‪.‬‬
‫وف هذا البيت تفاؤل ‪.‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ينق البأس عن ظنه الن يحسن ظنا بدهره )‬ ‫ظن باس ‪ :‬ما النافية ( ي‬ ‫‪ -‬ما عىل ي‬
‫‪ -‬ثنائية ضدية ‪:‬يجرح ‪x‬ياسو (يجرح عكس كلمة ياسو أي يداوي)‬
‫ننته بمداواة‪-‬‬
‫ي‬ ‫ه المداواة ‪ -‬اذا بدأنا بالجراحة‬ ‫‪ -‬فالعاقبة ي‬
‫‪ -‬تشبيه (يجرح الدهر و ياسو ) ‪ :‬شبه الدهر بالطبيب الذي يجرح و يداوي ( استعارة )‪.‬‬
‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َ‬ ‫فب َ‬ ‫َّ َ ر َ َ‬
‫اآلمال ياس‬
‫ِ‬ ‫ىل‬‫ع‬ ‫ء‬‫ِ‬ ‫ر‬‫الم‬ ‫‪ -2‬ربما أش ِ‬
‫ّ‬
‫المعان ‪:‬‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• ياس ‪ :‬يأس ‪ /‬وهنا تسهيل للهمزة ‪.‬‬

‫الثان ّ يف كلمات ( باس ‪ /‬ياسو ‪ /‬يأس )‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مالحظة ‪ :‬تم تسهيل الهمزة يف البيت األول و ي‬
‫كأنما الشاعر يريد ان يتخلص من سجنه‪ ,‬فتخلص عىل الصعيد القصيدة من الحروف‬
‫الهمزية ال الحروف الممتدة ‪.‬‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬

‫‪ -‬اآلمال ضد ياس ‪.‬‬


‫‪ -‬هناك ظاهرة صوتية عروضية ّ يف القصيدة ‪:‬‬
‫وه ظاهرة التدوير ‪ :‬التدوير هو انقسام الكلمة ّ‬
‫بئ الشطرين‬ ‫ي‬
‫• مثال عىل ظاهرة التدوير ‪:‬‬
‫ّ‬
‫الثان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نصف كلمة المرء يف الشطر االول ونصفها يف الشطر ي‬
‫ء َ‬ ‫فب َ‬ ‫َّ َ ر َ َ‬
‫اآلمال ياس‬
‫ِ‬ ‫ىل‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫ربما أش ِ‬
‫ّ‬
‫الثان يزيله الشاعر بظاهرة التدوير )‬ ‫ّ‬
‫( البياض الذي بئ الشطر االول والشطر ي‬
‫• فائدة ظاهرة التدوير ‪ :‬قارئ هذا البيت يضطر ال التواصل‬
‫لماذا الشاعر يريد التواصل عىل صعيد القصيدة ؟ الن واقعه السجن الذي ال تواصل‬
‫فيه ‪ ,‬السجن انفراد )‪.‬‬

‫َ‬ ‫فب َ‬ ‫ر ‪ َ َّ :‬ر َ َ‬


‫اآلمال ياس ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ىل‬‫ع‬ ‫ء‬‫ِ‬ ‫ر‬‫الم‬ ‫• الشح ربما أش ِ‬
‫اليأس يأخذ المرء من يده ‪ ..‬ويطل و ر‬
‫يشف به عىل اآلمال ‪ ,‬فكأنما اليأس انسان يأخذ هذا‬
‫المرء من يده و يعينه ‪.‬‬
‫شبه الشاعر اليأس باإلنسان الذي ّ‬
‫يعئ غيه ( استعارة مكنية)‬ ‫•‬
‫المعن قول الشافع‪ :‬يا رب ضائق ًة يضيق بها ِ‬
‫الفن ذرعا وعند هللا منها‬ ‫ّ‬ ‫و مماثال لهذا‬ ‫•‬
‫ي‬
‫المخرج ‪ ,‬ضاقت ‪ ..‬فلما استحكمت حلقاتها فرجت ‪ ,‬وكنت اظنها ال تفرج ‪.‬‬
‫ّ‬
‫المعن ‪,‬‬ ‫الشافع ّ يف هذا‬
‫ي‬ ‫ابن زيدون تفوق عىل االمام‬ ‫•‬
‫الشافع يقول اذا ضاقت المصائب عىل االنسان واحاطت به المعضالت من كل‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫•‬
‫جانب فانها سوف تفرج ‪,‬‬
‫سييل هذه المعضالت(‬ ‫المعن ‪,‬فهو يرى ان اليأس هو الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ابن زيدون زاد عىل هذا‬ ‫•‬
‫وهو السجن ) فاليأس سيأخذ بيد المرء (أي ابن زيدون) ال اآلمال‪ ,‬فاليأس هو الذي‬
‫ستطرق أبواب الرجاء ‪.‬‬
‫وهذا البيت قمة ّ يف التفاؤل ‪.‬‬ ‫•‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬

‫الثان ‪ ( :‬من البيت الثالث اىل الثامن ) ‪ :‬نظرة ابن زيدون ال الحياة والناس‪.‬‬
‫ي‬ ‫القسم‬

‫َ‬
‫رديك ِ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫احتاس‬
‫ِ‬ ‫ٌل َوي‬ ‫‪َ -3‬ولقد ينجيك ِإغفا‬

‫يحيس و يحتاط لنفسه‬‫المفيض ان الذي ِ‬ ‫يبئ منطق الحياة بالمقلوب‪ ,‬ف ِ‬ ‫الشح ‪ :‬الشاعر ّ‬ ‫ر‬
‫المفيض‪ّ , -‬ف ّ‬
‫حئ ان الشاعر يقول ان االغفال هو‬ ‫ِ‬ ‫ينجو‪ ,‬والغافل هو الذي يهلك ‪-‬هذا هو‬
‫ي‬
‫حياس و االحتياط يرديك و يهلكك‪.‬‬ ‫الذي ينجيك‪ ,‬و اال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رديك ِ‬
‫احياس‬‫ِ‬ ‫غفال ضد َوي‬
‫ٌ‬ ‫‪ ّ -‬يف هذا البيت مقابلة ‪ :‬ينجيك ِإ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬ثنائية ضدية ‪ :‬ينجيك ضد َويرديك‬
‫احياس‬ ‫إغفال ضد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َو َ‬
‫المقادير ِقياس‬ ‫المحاذير س ٌ‬
‫هام‬ ‫‪َ -4‬و َ‬
‫ِ‬
‫‪ -‬المحاذير ‪ :‬االمور الذي يحذر منها االنسان ‪ ,‬األمور المروعة ‪ ..‬المخيفة ( كالمرض ‪,‬سجن ‪,‬‬
‫القتل ‪ ,‬ابتالء ‪ ,‬خسارة ّ يف المال )‪.‬‬
‫‪ -‬المقادير ‪ :‬االقدار ‪.‬‬
‫‪ -‬المحاذير ‪ :‬جمع محذور ‪.‬‬
‫‪ -‬المقادير ‪ :‬جمع مقدور ومقدار ‪.‬‬
‫س واقواس) ‪.‬‬
‫‪ -‬القياس ‪ :‬جمع قوس ‪(....‬قوس يجمع عىل قياس وق ي‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬


‫الن تطلق من االقدار ‪ ,‬فاألقدار عىل‬‫الن يحذر منها االنسان كالسهام ي‬‫• الشح ‪ :‬األمور ي‬
‫ه السبب ّ يف إصابة االنسان بالرزايا والنكبات والنوائب ‪ .‬وهكذا‬
‫حسب زعم الشاعر انها ي‬
‫يعن ينسبون االمور السيئة ال االقدار او ال الدهر‬ ‫حن ّف العرص االسالم دائما ّ‬
‫الشعراء ِ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫او ال االيام ‪ ..‬و يتحاشون عزوها ال هللا سبحانه وتعال ‪.‬‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬

‫• يف البيت تشبيهي ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن يرشق بها‬ ‫‪ -1‬المحاذير سهام ‪:‬شبه الشاعر االمور ي‬
‫الن يحذر منها االنسان بالسهام ي‬
‫االنسان (تشبيه بليغ )‬
‫‪ -2‬المقادير قياس ‪ :‬شبه الشاعر القدر بالقوس الذي تنطلق منه السهام ( تشبيه بليغ )‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ََ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬
‫التماس‬
‫ِ‬ ‫كدى‬ ‫أ‬ ‫ولكم‬ ‫‪َ -5‬ولكم أجدى قعود‬

‫المنطق المقلوب لهذه الحياة يستمر ّ يف البيت الخامس ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫عن الكثية ( أي كثيا ما يحدث ذلك ) ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫و لكم ‪ :‬كم الخيية ‪ :‬ت ي‬ ‫‪-‬‬
‫اجدى ‪ :‬نفع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكدى ‪ :‬أي الكدية ( الفقر ‪ ,‬االفتقار )‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثنائية ضدية ‪ :‬التماس ضد قعود ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫• ر‬
‫الشح ‪:‬‬
‫‪ -‬القعود عن طلب الرزق قد رييي المرء ‪ ...‬فيحصل عىل العطاء و الجدى و الهبات ‪,‬اما‬
‫طلب الرزق والتماسه قد يفقر المرء (أي يفتقر االنسان عندما يطلب الرزق) ‪.‬‬
‫‪ -‬هذا عكس منطق ‪-‬من جد وجد ومن زرع حصد ‪ -‬فابن زيدون منطقه هو منطق السجن ‪,‬‬
‫أي ان رؤيته لألمور متأثرة بقسوة السجن و تجربته القاسية ‪ ,‬فهو ال يرى ما يراه االنسان و‬
‫ّ‬
‫قوانئ الحياة ‪.‬‬ ‫كثيا ما يرى األمور تشي عكس‬

‫• هكذا الشاعر يرى االشياء ّ يف سجنه ‪ ,‬فييز لنا المفارقات ّ يف البيت ‪ 3‬و ‪: 4‬‬
‫‪ -1‬ولقد ينجيك اغفال ويرديك ِ‬
‫احياس‬
‫‪ -2‬والمفارقة االعظم ‪ :‬ولكم اجدى قعود ولكم اكدى التماس ‪.‬‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫ٌ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ناس ذ َّل ناس‬ ‫عز‬ ‫‪َ -6‬وكذا الدهر ِإذا ما‬
‫• ر‬
‫الشح ‪:‬‬
‫‪ -‬الدهر هكذا ‪ ,‬قد اعزه ردحا من الزمن (عندما نال لقب بذي الوز ّ‬
‫ارتئ وهو من اعظم‬
‫األلقاب) ‪ ,‬واالن هو ّ يف السجن ‪ ,‬فهذا الدهر يرفع ناس ويخفض اخرين ‪-‬هذه حقيقة‬
‫صارخة ‪,‬كثيا ما نراها ّ يف واقعنا ‪,‬ال مراء فيها ابدا‪-‬‬

‫‪ -‬الشاعر يضع هذه الحقيقة ّف صيغة ر‬


‫الشط ‪ (:‬الدهر اذا ما عز ناس ذل ناس )‬ ‫ي‬
‫الشط ‪.‬‬ ‫اذا ‪ :‬اسم رشط او اداة ر‬
‫‪ -‬ثنائية ضدية ‪ :‬عز ضد ذل ‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َّ َ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ف َشاة َو ِخساس‬ ‫‪َ -7‬وبنو األي ِام أخيا‬

‫بنو االيام ‪ :‬أي الناس ‪-‬فنحن نولد ّ يف األيام ‪-‬‬ ‫‪-‬‬


‫اخياف ‪ :‬مختلفون ‪ ( .‬يقال هؤالء اخوه اخياف‪ ,‬اذا كانوا من ام واحدة و اباء ِ‬
‫شن )‬ ‫‪-‬‬
‫الشيف) ‪ ,‬ويجوز ان تقول الشاة او َ‬
‫الشاة (ضم الس ّ‬
‫ئ‬ ‫الشاة ‪ :‬جمع شي (وهو الماجد ر‬ ‫‪-‬‬
‫قياسا وفتحها لغة)‪.‬‬
‫الدنء ‪ ,‬الوغد ‪ ,‬اللئيم ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الخساس‪ :‬جمع خسيس وهو ي‬ ‫‪-‬‬
‫ثنائية ضدية ‪:‬شاة ضد خساس ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اخياف ‪ :‬جمع خيف‬ ‫‪-‬‬
‫وهنا تدوير أيضا‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ف َشاة َو ِخساس‬ ‫َو َبنو األ ّي ِام أخيا‬
‫الشح 😊 ‪:‬‬ ‫• ر‬
‫قسمئ للناس ّ يف هذه الحياة ‪ ,‬فناس مختلفون‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الشاعر ّ‬
‫يبئ‬
‫الشيف )‬‫‪ -1‬الشاة (الماجد ر‬
‫ّ‬
‫الدنء ‪ ,‬الوغد ‪ ,‬اللئيم )‬
‫‪ -2‬الخساس ( ي‬

‫تكي المفارقات ّف القصيدة خصوصا القسم ّ‬


‫الثان ‪,‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تبئ المفارقات ّ يف هذه الحياة ‪.‬‬
‫وه ّ‬
‫ي‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اللباس‬
‫ِ‬ ‫ذاك‬ ‫متعة‬ ‫‪ -8‬نلبس الدنيا َ‪,‬ول ِكن‬

‫ّ‬ ‫ر‬
‫‪ -‬الشح ‪ :‬الدنيا متعة زائلة او يف زوال ‪ ,‬فرمز بالدنيا ال النعمة و المال والرخاء ي‬
‫وه كاللباس‬
‫حئ و يخلعها ّ‬
‫حئ اخر ‪.‬‬ ‫يلبسها ّ‬
‫‪ -‬تشبيه ‪ :‬يشبه الشاعر الدنيا باللباس ‪ ,‬نلبسه جديدا ولكنه يبىل ‪.‬‬
‫‪ -‬لكن ‪ :‬أسلوب استدراك ‪.‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫القسم الثالث ‪ ( :‬من البيت ‪ 9‬اىل ‪) 16‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫هم ِإياس‬
‫ساواك يف ٍ‬
‫ف‬ ‫فص وما‬
‫‪ -9‬يا أبا ح ٍ‬
‫ّ يف هذه االبيات ينادي فيها المسجون ابن زيدون صديقه ابا حفص ابن برد من ظلمات‬
‫السجن ‪ ,‬وكأنما ترصف اصدقائه ومعاملتهم له وهو مسجون افقدته صوابه ‪ ,‬فراح يتوسل‬
‫يحرص ابا حفص عنده‬‫بنور رأي ابا حفص و يستطيل بهذه االبيات ال خارج السجن او ّ‬
‫ليونس وحشته ‪.‬‬

‫‪ -‬أسلوب نداء ‪:‬‬


‫يا ابا حفص ‪ :‬غرضه المشاركة‬
‫يحرص أبا حفص عنده ّ يف‬
‫اوال ‪ :‬يريد ان يشاركه ويحاوره ويساله ويريد منه اإلجابة ‪ ,‬فكأنما ّ‬
‫السجن‪ ,‬او يبلغ أبا حفص وهو خارج الحسن فيتواصل معه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ان حفص ليكون ال صفه وال يكون يف صف اعدائه ‪ ,‬فهو بهذا‬ ‫ثانيا ‪ :‬هو يريد ان يستدرج ي‬
‫ر‬
‫يتحاش ان يكون مثل‬ ‫النداء والسؤال ووصف الناس يريد ان يحذر ا ين حفص بن برد ل‬
‫هؤالء االصحاب الذين نكثوا العهد و خانوا الود (يحذره بصورة خفية غي ر‬
‫مباشة فهو‬
‫ان حفص )‬ ‫يوح ال ي‬
‫ي‬

‫َ‬ ‫‪ -‬ظاهرة التدوير‪:‬‬


‫َ ّ َ‬
‫هم ِإياس‬
‫واك يف ف ٍ‬ ‫فص َوما سا‬ ‫َ‬
‫يا أبا ح ٍ‬
‫الغرض من التدوير ‪ :‬كأنما يريد الشاعر ان يخلخل بنيان البيت الشعري ‪-‬الذي يتكون من‬
‫ّ‬
‫قسمئ ‪ ,‬فيضطر القارئ ال التواصل ‪,‬و قراءة ستكون‬ ‫صدع وعجز‪ -‬فهنا يقسم الكلمة ال‬
‫ّ‬
‫المعن بدون المواصلة ‪.‬‬ ‫غي واضحة‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫قاض ّ يف‬
‫ي‬
‫يرصب به المثل ّف الذكاء و الدهاء ‪...‬كان ّ‬
‫ي‬
‫اياس ‪ :‬هو اياس ابن معاوية ‪ ..‬رجل ّ‬
‫البرصة ّ يف زمن عمر بن عبد العزيز ‪.‬‬
‫‪ -‬وهو الذي ذكره ابو تمام ّ يف قصيدة له يمدح المعتصم قال ‪ :‬اقدام عمر ّ يف سماحه حاتم‬
‫ّ يف حلم احنف ّ يف ذكاء اياس ( ّ يف اخر يذكر اياس بن معاوية وقد وصفه بالذكاء)‬
‫ذك كإياس بن معاوية ‪-‬النه لو قال كذلك‬ ‫تمام فهو لم يقول انت ي‬ ‫ان‬
‫‪ -‬ابن زيدون زاد عىل ي‬
‫ّ‬
‫لكانت صورة وجه الشبه يف المشبه به اقوى من المشبه ‪-‬هو قال ان ذكائك تجاوز ذكاء‬
‫اياس بن معاوية‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫قتباس‬ ‫ا‬‫ِ‬ ‫طب‬
‫َ‬
‫الخ‬ ‫ق‬ ‫َغ َ‬
‫س‬ ‫ف‬ ‫ىل‬ ‫ك‬
‫َ َ َ‬
‫‪ِ -10‬من سنا ر ِأي‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المعان ‪:‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫سنا ‪ :‬السناء أي الضوء و النور ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غسق ‪ :‬الظلمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تيل عىل االنسان ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ِ‬
‫الخطب ‪ :‬االمر العظيم ‪,‬المصائب العظيمة ‪ ,‬النوازل ي‬ ‫‪-‬‬
‫اقتباس ‪ :‬اتخاذ قبس يني له ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يشق و يني عتمة السجن فيبرص الشاعر األشياء بوضوح‬ ‫الشح ‪ :‬كأنما رأي ان حفص نور ر‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫ي‬
‫‪ ,‬فيتخذ ابن زيدون من راي صاحبه قبسا يستني به اذا ادلهمت األمور و حلكت الخطوب‬
‫و اظلمت ‪.‬‬
‫و الشاعر بحاجة ال النور الن الشاعر ّ يف غياهب و ظلمات السجن ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واحيانا اذا حلت الخطوب والنوائب باإلنسان تفقده الصواب ‪,‬فكانه ّ يف ظالم دامس‬ ‫‪-‬‬
‫‪,‬فيفتقر ال النور ليبرص االشياء ببصيته ال ببرصه ‪-‬النه ّ يف السجن‪.-‬‬
‫الصور البالغية ‪:‬‬ ‫•‬
‫يشق‪.‬‬ ‫( سنا رأيك )‪ :‬شبه الشاعر الرأي بالنجم او الكوكب او المصباح الذي له نور ر‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫خالفه ِقياس‬
‫َ‬ ‫‪َ - 11‬وودادي َل َك َن ٌّ‬
‫لم ي ِ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ودادي ‪ :‬ي‬
‫حن‬
‫ه مصطلحات فقهية وهذا يدل عىل ثقافة الشاعر الدينية الفقية ‪.‬‬
‫‪ -‬النص و القياس‪ :‬ي‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫القياس (العقل) ‪ :‬أداة فقهية ثانية‬ ‫النص (النقل)‬
‫تختلف عن النص او عن النقل‬
‫هو ضد العقل ( لفظ ال يحتمل اال معن يعتمد عىل العقل‬
‫واحد )‬
‫حاضة ليس لها نص‬ ‫اذا وجدت مشكلة ّ‬ ‫فقه يعتمد عىل النقل من‬ ‫مذهب‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫مصدرين عظيمي ‪ :‬هما القران الكريم و ضي ــح‪ ..‬محكم‪ ..‬واضح يف القران او السنة‬
‫‪ ,‬فنقيسها عىل مسألة أخرى فيها نص‪ -‬أي‬ ‫السنة المطهرة ‪.‬‬
‫ّ‬
‫مسألة أخرى ذكرت يف القران و السنة ‪-‬‬
‫ّ‬
‫ان او حديث يذكر‬ ‫الفقه حكم قويا من مثال ‪ :‬ال يوجد نص قر ي‬
‫ي‬ ‫يكون هذا الحكم‬
‫تحريم المخدرات ‪ ,‬فما الدليل عىل‬ ‫اقوى االحكام ‪.‬‬
‫تحريمها ؟‬
‫الدليل عىل تحريم المخدرات القياس عىل‬
‫تحريم الخمر ّ يف علة السكر وافساد العقل‬
‫الشياكهما ّ يف العلة‬
‫ِ‬ ‫( أي الحاق فرع بأصل‬
‫)‬
‫مالحظة ‪ :‬الخمر ذكر تحريمه ّف نص قرانّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ضي ــح‪ ,‬اما المخدرات لم يذكر ‪,‬فنقيس‬
‫وه افساد‬ ‫هذا عىل ذاك الن العلة واحدة ي‬
‫العقل ‪.‬‬

‫الفقه اقوى و ارسخ ّ يف المسألة ‪.‬‬


‫ي‬ ‫‪ -‬فإذا اجتمع ّ يف النص النقل و العقل معا ‪,‬كان الحكم‬
‫َ َ َ ٌّ َ‬ ‫َ‬ ‫• ر‬
‫الشح ‪ :‬و ِودادي لك نص لم ي ِ‬
‫خالفه ِقياس‬
‫ان حفص‪ ,‬فكأنما يريد ان يقول‬ ‫لصديقه‬ ‫الشاعر‬ ‫وداد‬ ‫ف‬ ‫‪ -‬اجتمع العقل و النص و القياس ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حن لك ثابت راسخ كرسوخ اجتماع األدلة العقلية باألدلة النقلية" ‪.‬‬ ‫" ي‬
‫ان حفص‪ ,‬بانها كالنص الذي ال يتجرأ‬ ‫ّ‬
‫‪ ( -‬شبه الشاعر عمق المحبة بينه و بئ صاحبه ي‬
‫القياس مخالفته )‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ ٌ َ َ‬
‫ر وضوح وِا ِلتباس‬ ‫‪ - 12‬أنا حتان و ِلألمـ‬
‫‪ -‬هذا البيت يقع ّ يف منتصف القصيدة ( القصيدة يف االصل تتكون من ‪ 25‬بيتا )‬
‫ّ‬
‫‪ -‬فكأنما تزداد حية الشاعر ّ يف منتصف القصيدة ‪,‬وكل ما سبق من منطق مقلوب للحقائق‬
‫سببه هذه الحية بسبب تغي الناس بتغي االحوال ‪,‬‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫أن حفص ووقوفه ّ يف صف الشاعر‪ ,‬فسيقتبس من نور عقله‬ ‫‪ -‬فاألمر له وضوح بمعونة ي‬
‫الذي سيضن له ظلمة السجن ‪,‬فسيبرص االشياء برصه وبصيته أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬اما اذا غاب ابو حفص وصار ّ يف الطرف االخر مع اعدائه فسوف يلتبس عليه االمر ‪.‬‬

‫ان حفص ‪.‬‬ ‫‪ ّ -‬يف هذا البيت تدوير ‪.‬‬


‫‪ -‬الوضوح ‪ :‬بوجود و معونة ي‬
‫ان حفص ‪.‬‬ ‫‪ -‬ثنائية ضدية ‪:‬‬
‫‪ -‬االلتباس ‪ :‬فبغياب ي‬
‫الوضوح ضد االلتباس‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫عش حا لوا َعن َ‬‫َ رَ‬ ‫َ‬
‫هد َوخاسوا‬
‫ِ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫رى‬‫ت‬ ‫‪ - 13‬ما‬
‫معش ‪ :‬اناس‬‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫حالوا ‪ :‬تبدلوا و تغيوا‬ ‫‪-‬‬
‫خاسوا ‪ :‬نقضوا و خانوا و نكثوا وغدروا‬ ‫‪-‬‬
‫ما ترى ‪ :‬ما استفهامية‬ ‫‪-‬‬
‫ّ يف هذا البيت ظاهرة التدوير‬ ‫‪-‬‬
‫الشح ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫ان حفص فيقول له( ما ترى ّ يف أناس تغيت االحوال ‪ ,‬فتبدلوا عن‬ ‫يسأل الشاعر صديقه ي‬ ‫‪-‬‬
‫عهودهم و خانوا ؟)‬
‫وكأنما عهد الشاعر بهم خارج السجن يختلف تماما عن عهده بهم داخل السجن ‪,‬فقد‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫محبئ ‪,‬ثم‬ ‫ّ‬
‫مخلصئ‬ ‫تغيوا وتبدلوا تماما وتحولوا من النقيض ال النقيض ‪...‬فقد كانوا‬
‫مبغضئ له يحاولون الوقيعة به والدس عليه عند الملك ابن‬‫ّ‬ ‫تغيوا بعد سجنه فصاروا‬
‫ّ‬
‫ان عامر بن عبدوس ‪-‬وهو خصمه يف السياسة النه وزير نفسه‬ ‫جهور ‪,‬ولعله يخص ّ يف ذلك‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫المستكق (حبيبة ابن زيدون) ‪.‬‬ ‫وف حبه لوالدة بنت‬
‫السياش ي‬
‫ي‬ ‫وكان ينفس عليه ّ يف منصبه‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َََ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫يتق ِمنه ِالمساس‬ ‫سام ِريا‬
‫ون ِ‬
‫‪ -14‬ورأ ي‬

‫‪ -‬يستلهم الشاعر ابن زيدون القران الكريم ‪,‬وبالتحديد يستلهم قصة سامري (وهو احد‬
‫بن اشائيل ‪ ,‬انتهز فرصة غياب موش عليه السالم عندما ذهب للقاء ربه ليكلمه‬‫ّ‬
‫ً‬ ‫زعماء ي‬
‫بن اشائيل وصنع لهم عجال يصدر صوت الخوار( صوت البقر ) ‪ ,‬فصاروا‬ ‫ّ‬
‫حىل ي‬
‫‪,‬فجمع ي‬
‫ر‬
‫يعبدون هذا العجل و يشكون باهلل سبحانه وتعال ‪ ,‬فعندما رجع موش ال قومه‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫ووجدهم عىل هذا الحال ‪ ..‬دعا عىل هذا السامري‪ ,‬فانتقم هللا سبحانه وتعال من‬
‫السامري‬
‫ّ‬
‫‪ -‬يقول هللا تعال عىل لسان موش وجهها خطابه ال السامري ‪ ":‬فذهب فان لك يف الحياة‬
‫يلق شخصا كان‬ ‫ان تقول ال مساس ‪ ,‬ان لك موعدا لن َتخلفه" – فاصبح السامري عندما ِ‬
‫لك ال احس باألذى فبمجرد ان يمسه شخص يرصخ من‬ ‫ّ‬
‫تمسن ي‬
‫ي‬ ‫يقول له ال مساس ( أي ال‬
‫خس الناس )‬ ‫االلم ‪ ,‬فعاقبه هللا تعال بالوحشة فصار ي ر‬
‫حن الذي يمسه يصاب بحم شديدة ‪ ,‬في ِتق من مسه و هو‬ ‫وف بعض التفاسي يقال ان ِ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ي‬
‫لك ال يمسه احد )‬
‫أيضا يرصخ ال مساس ال مساس ي‬
‫• ر‬
‫الشح ‪:‬‬
‫هكذا حال الشاعر ّ يف قومه ‪ ,‬صار الشاعر وهو ّ يف سجنه يتحاشاه الناس ‪ ,‬فال يزوره احد‬
‫ّ يف سجنه ‪ ,‬تخىل عنه اخالئه و أصدقائه ‪ ,‬فصار حاله كحال السامري ‪.‬‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َف ِانت ٌ‬
‫هاش َوِا ِنتهاس‬ ‫حم‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫‪َ -15‬أ ْذؤ ٌب َ‬
‫هام‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫أذوب ‪ :‬جمع قلة لذئب‬
‫ذئاب ‪ :‬جمع ر‬
‫كية لذئب‬ ‫‪ -‬أذؤب‪ :‬جمع قلة لذئب ‪.‬‬
‫هامت ‪ :‬شغفت به حبا ‪.‬‬
‫الس بكل الفك‪ /‬بكل االسنان‬ ‫ر‬
‫‪ -‬انتهاش ‪ :‬اخذ ي‬
‫مثال ‪ :‬لو قضمت التفاحة بكل فمك فانت‬ ‫ر‬
‫‪ -‬انتهاس ‪ :‬اخذ ي‬
‫السء بطرف االسنان االمامية‬
‫تنهشها ‪ ,‬اما اذا اخذتها بطرف اسنانك‬
‫األمامية فانت ّ يف هذه الحال تنتهسها ‪.‬‬

‫بلحم ‪ :‬كناية عن الغيبة ‪-‬ذكر اخيك ّ يف غيبته بما يكره‪ ( -‬استلهام آلية ‪ :‬أيحب‬
‫ي‬ ‫‪ -‬هامت‬
‫احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه) ‪( -‬اذا كنت صادقا فقد اغتبته ‪,‬و اذا قلت كذبا‬
‫فقد بهته)‬
‫• ر‬
‫الشح ‪:‬‬
‫هؤالء االعداء الذين كانوا يحابونه عندما كان عىل راس السلطة وكانوا ايضا يتوددون اليه ‪,‬‬
‫االفياس فمره ينتهشونه ومره ينتهسونه‬‫افيست لحمه بكل أنواع ِ‬ ‫تحولوا ال ذئاب ضارية ِ‬
‫‪ ,‬فصاروا يغتابونه ويطعنون ّ يف عرضه‪.‬‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬

‫ّ‬
‫المعان تتغي دائما بتغي سياقاتها أي بتغيي الجمل‬ ‫مالحظة ‪:‬‬
‫ي‬

‫خمشت المرأة وجهها عند المصيبة ‪:‬اذا جرحت وجهها بأظافرها‬


‫خمشه الجوع ‪:‬اذا عضه الجوع او اصابه الجوع‪.‬‬

‫ّ‬
‫بمعن خمشته وجرحته بأظافرها‬ ‫نهشت المرأة وجهها‪:‬‬
‫ّ‬
‫بمعن اغتابه‬ ‫نهش فالن عرض فالن ‪:‬‬
‫نهشته الحية ‪:‬اذا عضته الحية‬

‫نهسته الحية ‪ :‬اذا عضته الحية‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُّ َ َ َ‬
‫عتساس‬
‫ئب ِا ِ‬
‫لذ ِ‬
‫يىل و ِل ِ‬ ‫‪ -16‬كلهم يسأل عن حا‬
‫المعان ‪:‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫‪ -‬االعتساس ‪ :‬الطوفان ليال او التسلل ليال‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬الذئب يعتفس ‪ ,‬ومنها جاءت كلمة العسس أي الحرس الذي يطوف يف االحياء ليال‪.‬‬

‫• ر‬
‫الشح ‪:‬‬
‫‪ -‬الكل يسأل عن احوال هذا الشاعر ‪,‬ولكن ال النهم يحبونه او يتوددون اليه او يمدون له يد‬
‫المساعدة والعون ‪,‬بل يسالون عن حاله ليتسللوا اليه كما يتسلل الذئب ّ يف الظالم ال‬
‫فريسه فهم يريدون الوقعة به ‪..‬ودس عليه ‪ ..‬والمكيدة فيه‪ ,‬و يريدونه ان يب ِق ّ يف السجن‬
‫ال موته ‪.‬‬
‫‪ -‬بصورة مخترصة‪ :‬هؤالء األعداء يسالون عنه ليوقعوا به ‪ ,‬فيتسللون اليه ِ‬
‫ليفيسوه كما‬
‫يتسلل الذئب ال فريسته ّ يف الظالم ‪.‬‬

‫‪ -‬الصورة البالغية ‪ :‬شبه الشاعر اعدائه الذين يسالون عنه بالذئاب ‪.‬‬
‫‪ ّ -‬يف هذا البيت ظاهرة التدوير ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫عش) وفيهما يكون الشاعر ّ يف قمة التفاؤل‪.‬‬
‫عش والثامن ر‬
‫• القسم الرابع ‪( :‬البيتان السابع ر‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫انبجاس‬
‫خر ِ‬‫ِء ِمن الص ِ‬ ‫‪ِ -17‬إن قسا الدهر ف ِللما‬

‫ّ يف هذا البيت ظاهرة التدوير ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ه تجربة السجن القاسية ‪,‬‬ ‫ِ‬


‫الن مر بها الشاعر و ي‬
‫موضوع لالزمات ي‬
‫ي‬ ‫‪ -‬الصخرة معادل‬
‫فقساوة هذه التجربة ال تقل صالدة و صالبة عن الصخرة‪.‬‬
‫موضوع للحرية ‪ ,‬لالنطالق ‪,‬للخي‪ ,‬للنعيم ‪,‬للخصب ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬الماء مقابل‬

‫ّ‬
‫‪ -‬ان قسا الدهر ‪( :‬وهنا عودة ال البيت االول ‪-‬ما عىل ي‬
‫ظن باس يجرح الدهر وياسو ‪-‬هذه‬
‫القسوة كقسوة طبيب عىل المريض فيجرحه ويداويه‪) -‬‬
‫القاش الصلب ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬فللماء من الصخر انبجاس ‪ :‬أي يتفجر الماء من داخل الصخر‬

‫ّ‬
‫الضمن ‪.‬‬ ‫‪ -‬صورة بالغية ‪ :‬التشبيه‬
‫ي‬
‫انبجاس)‬ ‫خر‬ ‫الدهر َفللماء م َن َ‬
‫الص‬
‫َ‬
‫سا‬‫ق‬
‫َ‬
‫أسلوب رشط ( ِإن‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشط‬‫جواب ر‬ ‫الشط‬ ‫فعل ر‬ ‫الشط‬ ‫اداة ر‬ ‫الشط‬‫اقسام ر‬
‫فللماء من الصخر‬ ‫قسا‬ ‫ِإن‬ ‫تحديدها‬
‫انبجاس‬
‫جملة اسمية‬ ‫ماض‬‫فعل ّ‬ ‫حرف جزم‬ ‫نوعها‬
‫ي‬
‫ض‪ :‬الجملة االسمية ال‬ ‫ّ‬
‫ه أداة تفيد داللة الفعل الما ي‬ ‫‪ِ -‬إن ‪ :‬ي‬ ‫داللتها‬
‫ه ثابتة‬ ‫ّ‬
‫زمن فيها ف ي‬ ‫يدل عىل الثبات‪,‬‬ ‫اليقئ‬ ‫القوة و‬
‫والثبات و الجزم فكأنما الشاعر يخاف راسخه ال تتغي ‪,‬‬
‫فتفجر الماء من‬ ‫ان تطول هذه‬ ‫‪ ,‬و الخروج من‬
‫الصخر ظاهرة ثابتة‬ ‫اليدد و الحية ‪ .‬القسوة ‪ ,‬ولكن‬ ‫ِ‬
‫و حقيقة كونية‬ ‫الماض قد‬‫ّ‬ ‫الفعل‬ ‫يكون‬ ‫حئ‬‫‪ّ -‬ف ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫فييائية ال ينكرها‬ ‫الشك و التذبذب يتحول بعدها ال‬
‫احد‪.‬‬ ‫الشط اذا المضارع و ال‬ ‫ّف اداة ر‬
‫ي‬
‫‪ِ -‬إن اقوى من اذا ‪ .‬المستقبل فهو متغي‬
‫ال محاله‪.‬‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫الشح ‪:‬‬‫• ر‬
‫فق الشطر األول يوضح الشاعر حاله فحاله ف السجن ال يختلف عن حال الصخرة‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ي‬
‫القاسية فأيامه قاسية صلبة و صعبة ‪ّ .‬ف ّ‬
‫حئ أيام الحرية ستتفجر من داخل هذا السجن‬ ‫ي‬
‫ه رمز لهذا الماء و الخصب و النعيم ‪.‬‬
‫‪ -‬الحرية ي‬

‫ظاهرة تفجر الماء ‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪ -‬الماء العذب قد يخرج من جوف الماء المالح يف جوف البحر ‪-‬‬
‫ه عيون عذبة تنبع‬ ‫الكواكب و ي‬ ‫مثال ‪ ّ :‬يف البحرين لدينا ظاهرة‬
‫من النقيض ‪ ,‬أي من الماء المالح ّ يف اعماق البحر ‪.‬‬
‫‪ -‬تفجر ماء من الصخر ‪,‬كتفجر زمزم من اعماق األرض الجبلية‬
‫الصلبة ّ يف مكة ‪.‬‬

‫‪ -‬فتفجر الماء من الصخر ظاهرة ثابتة ال ينكرها احد اال معاند ‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا دليل عىل ان الشاعر متفائل بحدوث هذه الظاهرة (يقصد خروجه من السجن )‬
‫فهذه الحقيقة ال تختلف عن حقيقة تفجر الماء من الصخر النها حقيقية بديهية‬

‫ّ‬
‫منبعئ و موردين ‪:‬‬ ‫• جزم الشاعر و اتفاؤله ينبع من‬
‫‪ -1‬قوه ايمان الشاعر باهلل واسالمه (فالشاعر مؤمن بربه ‪,‬و مؤمن بان الفرج البد ان يانِ‬
‫ي‬
‫(عندما ذكر ان اليأس قد يأخذ بالمرء ال ابواب الرجاء و االمل )‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬تجربة الشاعر ( فالشاعر سجن من قبل و فر منه ‪,‬ثم دخل السجن مره اخرى يف عهد‬
‫ان الوليد ابن حزم وفعال اطلق شاحه ‪,‬وذهب منطلقا ال اشبيليا‪ ,‬فمن تجربته عرف‬ ‫ي‬
‫ِ‬
‫ان األمور ال تبق عىل حالها و ال بد من التغيي )‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حتباس‬ ‫يث ِا ِ‬
‫‪ -18‬ول ِي أمسيت محبو سا ف ِللغ ِ‬
‫‪ -‬الغيث ‪ :‬المطر‬
‫أسلوب رشط‬
‫جواب ر‬
‫الشط‬ ‫الشط‬ ‫فعل ر‬ ‫اداة ر‬
‫الشط‬ ‫اقسام ر‬
‫الشط‬
‫حتباس‬ ‫ا‬ ‫يث‬
‫َ َ‬ ‫َأ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِل ِ‬
‫لغ‬ ‫مسيت‬ ‫ِإن‬ ‫تحديدها‬
‫جملة اسمية تجسد‬ ‫ماض ناقص‬‫فعل ّ‬ ‫اداة جازمة‬ ‫نوعها‬
‫ي‬
‫الحقيقة ّ‬
‫الفييائية‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫يبق‬ ‫للطبيعة ( لن ِ‬
‫الغيث محتبس ّ يف‬
‫الغيم ‪ ,‬فالبد من‬
‫الهطول)‬

‫الشح ‪:‬‬‫• ر‬
‫يبق عىل حاله هكذا محتبس ّ يف الغمام ال بد‬
‫ظاهرة الغيث ظاهرة طبيعية ‪ ,‬فالغيث لن ِ‬
‫ان يهطل و يروي األرض ‪ ,‬وكذلك سجن الشاعر لن يدوم ابدا ‪ ,‬بل عىل العكس فهو عىل‬
‫ّ‬
‫يقئ من انه سيتجاوز هذه المحنة‪.‬‬

‫يىل لتسهيل الفهم ‪:‬‬


‫ويمكن إعادة البناء النص كما ي‬
‫إن قسا الصخر فللماء من الصخر انبجاس‬ ‫إن قسا الده ـ ــر فسوف يلي ـن‬
‫إن كان للغيث احتباس‪ ..‬فسوف ين ـزل الغيث‬ ‫ّ‬
‫ولئ أمسيت محبوس فسوف أخرج من الحبـ ـس‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫اعراب بعض من القصيدة‬
‫َ‬ ‫َ رَ‬ ‫َ‬
‫هد َوخاسوا‬ ‫َ‬
‫عش حالوا ع ِن الع ِ‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫رى‬‫ت‬ ‫ما‬
‫‪ -‬حالوا ‪ /‬خاسوا ‪ :‬فعالن ماضيان مبنيان عىل الضم التصالهما بواو الجماعة ‪.‬‬

‫ىل َ‬ ‫ُ ُّ َ َ َ‬
‫عتساس‬‫ِ‬ ‫ا‬‫ِ‬ ‫ئب‬ ‫لذ‬ ‫ل‬
‫ي ِ ِ ِ‬‫و‬ ‫حا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪ -‬كلهم يسأل‬
‫‪ -‬اعتساس ‪ :‬مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬للذئب ‪ :‬شبه جملة ّ يف محل رفع خي مقدم ‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫انبجاس‬
‫خر ِ‬‫ِء ِمن الص ِ‬ ‫‪ِ -‬إن قسا الدهر ف ِللما‬
‫‪ -‬انبجاس‪ :‬مبتدأ مؤخر‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬فللماء ‪ :‬شبه الجملة من الجار والمجرور يف محل رفع خي مقدم ‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫حتباس‬
‫يث ِا ِ‬
‫‪ -‬ول ِي أمسيت محبوسا ف ِللغ ِ‬
‫مبن عىل السكون التصاله بتاء الفاعل ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬امسيت ‪ :‬فعل ماض ي‬
‫ٌ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ناس ذ َّل ناس‬ ‫عز‬ ‫‪َ -‬وكذا الدهر ِإذا ما‬
‫‪ -‬عز ‪ /‬ذل ‪ :‬فعالن ماضيان مبنيان عىل الفتح الظاهر ‪.‬‬
‫ََ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ َ‬
‫التماس‬ ‫ولكم أ كدى ِ‬ ‫‪ -‬ولكم أجدى قعود‬
‫مبن عىل الفتح المقدر النه معتل االخر ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجدى ‪ /‬اكدى ‪ :‬فعل‬
‫ماض ي‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ر َ َ‬
‫اآلمال ياس‬
‫ِ‬ ‫ِء عىل‬ ‫‪ -‬ربما أشف ِبالمر‬
‫مبن عىل الفتح الظاهر ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬فعل ّ‬
‫ماض ي‬‫ي‬
‫َ َ َ ٌّ َ‬
‫خالفه ِقياس‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪َ -‬و ِودادي لك نص‬
‫‪-‬فعل مضارع مجزوم‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬

‫حل أسئلة الكتاب‬


‫الفهم واالستيعاب‬

‫‪1.‬ليبي الشاعر ان الدهر دائما يفتح ابواب الرجاء‬

‫‪3.‬من شيمة الدهر ان يذل اقوام ويعز اقوام‬

‫‪4.‬اياس ‪:‬هو اياس بن معاوية توىل قضاء البرصة يف زمن عمر بن عبد العزيز وكان مرصب‬
‫المثل يف الذكاء ‪( .‬ذكره ليبي ان صديقه اذىك من اياس)‬
‫بن اشائيل ‪ ،‬لما ذهب موىس عليه السالم لمناجاة ربه اضل‬ ‫السامري ‪:‬هو احد زعماء ي‬
‫السامري بن اشائيل ودعاهم اىل ر‬
‫الشك باهلل فعاقبه هللا بالوحشه واالنفراد فال يمس‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬
‫انسانا اال ادركتهما الحم معا فكان يتحاىس الناس ويناديهم اذا رآهم (ال مساس)‪.‬‬

‫‪5.‬العربية ‪ :‬يف ذكر اياس‬


‫الفقهية ‪:‬النص والقياس‬
‫الدينية‪ :‬قصة السامري‬

‫‪6.‬الصديق النصوح والصديق الغادر‬


‫الصديق الذي يحافظ عىل العهد والصديق الذي ينقض العهد‬
‫الصديق الذي يحافظ عىل صديقه وهناك الذي يطعن من الخلف‬

‫‪7.‬بيت رقم ‪4‬‬


‫بيت رقم ‪18+ 17+6+ 5‬‬

‫المفردات‪:‬‬
‫‪8.‬أ‪ .‬عذبه الدهر‬
‫ب‪ .‬لطمت‬
‫ج‪.‬اغتابته‬
‫د‪ .‬لذغته‬

‫‪9.‬خساس ‪ :‬خسيس‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫شاة ‪:‬شى‬
‫اخياف‪ :‬خيف‬

‫التطبيقات اللغوية‬

‫‪10.‬‬
‫ر‬
‫الناس اشافا وخساسا‬ ‫أ‪ .‬ان من‬
‫ِ‬
‫ب‪ .‬ساوا ابا حفص يف ِ‬
‫فهم اياس‬
‫ج‪ .‬كلهم لم يسألوا عن ي‬
‫حاىل‬

‫‪11.‬‬
‫بالوحشة واالنفر ِاد‪ ،‬فال‬ ‫الش ِك باهلل; فعاقبه هللا‬ ‫َ‬
‫أ‪ .‬اضل السامري بن اشائيل‪،‬ودعاهم اىل ر‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫يمس انسانا اال ادركتهما الحم معا‪.‬‬

‫ب‪ .‬بنو اشائيل اظلهم السامري‪.‬‬

‫‪12 .‬الحياة رحلة قصتة مهما طالت فلن يخلد االنسان ‪...‬‬

‫‪13.‬لالستدراك‬
‫وظيفته لم تعمل ألنها خففت‬

‫‪14.‬‬
‫أ‪ .‬النافيه تعمل عمل ليس‬
‫ب‪.‬ربما ‪ :‬ما زائدة‬
‫ج‪ .‬ي‬
‫نق‬
‫د‪.‬االستفهام الغرض منه االنكار‬

‫تنته بألف ونون‬


‫ي‬ ‫‪15.‬ألنها‬

‫‪16.‬‬
‫‪1.‬صح‬
‫_خطا‬
‫رشح ‪ :‬د‪.‬غازي عاشي‪2020‬‬ ‫طبائع النفوس‬
‫‪2.‬صح‬
‫_خطأ‬

‫‪3.‬خطأ‬
‫_صح‬

‫التطبيقات االسلوبية‬

‫‪17.‬االمال ‪ :‬التخصيص والتحديد‬


‫ِ‬
‫واحتاس‪ :‬االطالق والشمولية والعمومية‬ ‫اغفال‬

‫‪18.‬االهتمام بخاصية النغم‬


‫ِ‬
‫الموسيق الجمالية وشد االنتباه‬ ‫اثارة‬
‫وقع جمال الكلمات عىل االوزان‬

‫‪19.‬االستنكار‬

‫‪20‬‬
‫أ‪ .‬يجرح وياسو‬
‫عز وذل‬
‫سنا وغسق‬
‫ب‪ .‬ليبي متناقضات الحياة وتباين صفات الناس‬

‫‪21.‬العطاء والتفاؤل والحرية والحياة‬

You might also like