You are on page 1of 4

‫النداهة فيلم مصري صدر عام ‪ 1975‬من إخراج حسين كمال‪ .

‬وبطولة ماجدة شكري سرحان وشويكار وإيهاب‬


‫نافع وميرفت أمين‪ .‬كتب السيناريو والحوار‪ 9‬مصطفى كمال وعاصم توفيق عن قصة يوسف إدريس باالسم نفسه‪.‬‬
‫النداهة ليوسف إدريس هى قصة لفتاة تعيش فى األرياف وتريد‪ 9‬أن تتخلص من ماعيشتها فى الريف حيث ينتشهر‬
‫الجهل و الفقر وما جعلها تزيد من إصرارها حتى تغادر القرية هى صديقتها التى تعمل فى القاهرة وترى فتحية‬
‫كيف تغيرت صديقتها فى طريقة مالبسها وتسمع من صديقتها فى كل مرة كيف أن القاهرة جميلة ورائعة حيث‬
‫تمألها األضواء والحياة أيضا ً هناك فيها رفاهية كبيرة وهنا نعتبر أن مجتمع المدينة أصبح إغواء لفتحية حيث‬
‫تريد أن تصل إليه بكل الطرق الممكنة و تصل له بالفعل عن طريق‪ 9‬زواجها من إبن عمها الذى يعمل فى القاهرة‬
‫كحارس عقار‪.‬‬

‫الشخصيات حسب الظهور‪ 9‬فى الفيلم هى كاألتى شكرى سرحان (حامد حارس العقار)‪,‬ماجدة (فتحية)‪,‬إيهاب‬
‫نافع (المهندس عالء)‪,‬منى جبر (الست علية)‪,‬سلوى محمود (فاطمة)‪,‬سهير البارونى (ست إلهام)‪,‬شويكار و‬
‫ميرفت أمين‪.‬‬

‫ملخص لفيلم النداهة يعمل الفالح حامد فى القاهرة بوابًا إلحدى العمارات وبعد استقراره في القاهرة‪ ،‬يقرر العودة‬
‫إلى بلدته من أجل زوجة تؤنسه فى وحدته‪ ،‬في البلدة توافق‪ 9‬فتحية على الزواج من حامد‪ ،‬ألنها سوف تذهب إلى‬
‫القاهرة‪ ،‬تأتى فتحية مع حامد إلى القاهرة‪ ،‬بينما تتعرف‪ 9‬على سكان العمارة‪ ،‬تحاول إحسان مساعدتها بأن تطلب‬
‫منها العمل معها فى شئون المنزل بينما يشجعها زوجها‪ 9‬على العمل فى مستشفى أو مصنع‪ ،‬وتبدأ إحسان فى تعليم‬
‫القراءة والكتابة لفتحية‪ ،‬فى الوقت الذى يقوم أحد السكان وهوعالء بمراقبة فتحية‪ ،‬ويجد‪ 9‬فيها نوعًا مختلفًا عن‬
‫النساء‪ ،‬يطلب من حامد شراء بعض االحتياجات الخاصة به‪ ،‬وعندما يغادر حامد البوابة‪ ،‬يتودد إلى فتحية‬
‫ويعتدى عليها‪ ،‬يعود حامد ليجد أمامه هذا المشهد‪ ،‬فيقرر‪ 9‬حامد غسل العار إما بقتلها أو إعادتها إلى القرية مرة‬
‫ثانية‪ ،‬ويقرر أن يعود‪ 9‬بها‪ ،‬يصطحبها وهى تودع القاهرة‪ ،‬بينما هناك هاجس آخر يدفعها‪ 9‬إلى الهرب فى المدينة‬
‫الواسعة و بالفعل تهرب فتحية من حامد في محطة القطار ‪ ,‬ليترك لنا المخرج النهاية مفتوحة وال احد يعلم‬
‫مصير فتحية‪.‬‬

‫الشخصيات يوجد ثالث شخصيات‪ 9‬رئيسة يتمحور‪ 9‬حولها العمل كله وهم فتحية فتاة تعيش فى األرياف وتريد‪9‬‬
‫أن تتخلص من ماعيشتها فى الريف وتنتقل للقاهرة وتختلط بمجتمع المدينة والناس التى تعيش فيه وتريد‪ 9‬أن‬
‫تصبح مثلهم وهذا يجعلها تقع فى الخطيئة و يقرر زوجها أن يقوم بإرجعاها إلى القرية مرة أخرى ولكنها‪ 9‬تهرب‬
‫ونراها تتحول إلى شخصية ترفض الحاضر والماضى‪ 9‬وتصبح تائهة‪.‬‬

‫حامد رجل يعمل فى القاهرة كحارس عقار والعقار الذى يعمل فيه يمثل كل طبقات المجتمع حيث يعيش فيه‬
‫األغنياء ومتوسطى الدخل إلخ‪ ..‬كل طموحه أن يجمع بعض األموال ويرجع إلى القرية مرة أخرى حتى يشترى‪9‬‬
‫قطعة أرض ألنه يرى أنه لن يكون فرد من مجتمع المدينة حيث القرية تمثل مجموعة من القيم واألخالق‪9‬‬
‫والمدينة تمثل مجموعة من القيم واألخالق مختلفة تماما ً عن القرية وهو زوج ل فتحية‪.‬‬

‫األفندى رجل يعيش فى العقار الذى يعمل فيه حامد يعتبر‪ 9‬من الطبقة العليا فى المجتمع ويعيش فى شقة تتوافر‬
‫فيها كل سبل الراحة و الرفاهية ويعتبر رمز لمجتمع المدينة حيث أن الكاتب لم يختار له إسم ولكنه إختار له دور‬
‫فى القصة وهو تمثيل مجتمع المدينة وهو يكون سبب فى دمار حياة فتحية حيث سترجع مرة أخرى إلى القرية‪.‬‬
‫الشخصيات وعالقتهم ببعضهم البعض إذا تخيلنا عالقة األفندى وحامد‪ 9‬الذى يعمل كحارس للعقار نجد أن العالقة‬
‫فيما بينهم لن تتخطى‪ 9‬أن حامد مجرد حارس يمثل الطبقة الدنيا من المجتمع المصرى‪ 9‬واألفندى يمثل الطبقة العليا‬
‫حيث يملك المال والسلطة والطبقة اإلجتماعية األفضل فى المجتمع ولكن مع تطور األحداث وتطور‪ 9‬زوجة حامد‬
‫نجد أن العالقة تتطور‪ 9‬وتتغير ألن األفندى‪ 9‬مارس الرذيلة مع فتحية وهنا أصبحت العالقة ليست مجرد حارس‬
‫عقار و رجل غنى ولكن أصبحت عالقة عداوة وكراهية غير معلنة بالنسبة لحامد ألن رأى بعيناه زوجته مع‬
‫األفندى وقرر حامد أن يحمل زوجته كل األخطاء ويعاقبها ولم يستطع أن يفعل أى شئ لألفندى ألنه يملك السلطة‬
‫والمال ويستطيع أن يفصل حامد من عمله فى أى لحظة وبكل سهولة ومن الممكن أن نعتبر حامد نموذج‬
‫للشخصية المقهورة‪.‬‬

‫عالقة فتحية ب حامد فى أول األمر نرى أن العالقة ما بين فتحية وحامد عالقة عادية مثل أى عالقة ما بين زوج‬
‫يحمل عادات وتقاليد الريف و القرية حيث عندما أخذ معه زوجته أجبرها على الجلوس فى غرفته طوال اليوم‬
‫وال تخرج منها خوفا ً عليها من مجتمع المدينة وعاداته وتقاليدة المختلفة عن عادات وتقاليد القرية ولكن بعد قترة‬
‫من الوقت وبعد أن تضع فتحية طفلها األول و نجد أن حامد يسمح لها بالخروج‪ 9‬والجلوس أمام العقار حيث تبدأ‬
‫باإلختالط مع مجتمع المدينة والناس التى تعيش به وبعد فترة نرى فتحية تعبر الشارع وتشترى‪ 9‬بعض األغراض‬
‫وهنا تختلط بشكل كامل بمجتمع المدينة وتتغير عالقة حامد بفتحية عندما يشاهدها وهى تخونه مع األفندى‪ 9‬ويرى‬
‫حامد أن زوجته خائنة من وجهة نظره وترى فتحية أنها ليست زوجة خائنة من وجهة نظرها حيث كل ما تريدة‬
‫أنها تكون واحدة من أفراد مجتمع المدينة وأدى ذلك إلى أنها تقع فى الخطيئة‪.‬‬

‫الصراع الذى يدور‪ 9‬فى الشخصيات هو كاألتى حامد يوجد بداخله صراع داخلى حيث نرى أن حامد يريد أن‬
‫ينتقم من األفندى‪ 9‬أو يأخذ ضده أى إجراء نظير ما فعله مع زوجته ولكن نرى حامد ال يفعل أى شئ لألفندى‪9‬‬
‫نتيجة خوفه منه ويحمل كل الخطأ لزوجته حيث يعاقبها‪ 9‬ويقرر أن يرجعها‪ 9‬مرة أخرى إلى القرية وهذا القرار‬
‫نتيجة أن حامد لم يعرف أن يفعل أى شئ مع األفندى و هنا يكون حامد قد خان مبادئه ونفسه‪.‬‬

‫األفندى بعد ممارسة الرذيلة مع فتحية نجد أن األفندى يواجه صراع‪ 9‬داخلى حيث يتسائل هل ما فعله صحيح؟ و‬
‫إذا كان صحيح لماذا فعل ذلك ؟ هل كان ذلك نتيجة لرغبة جنسية أو أنه فعل ذلك ألنه يحبها فعالً ؟‪.‬‬

‫فتحية من داخلها تريد أن تثبت لزوجها أنها كانت ال تقصد أن تخونه مع األفندى وهى التعرف‪ 9‬لماذا فعلت ذلك‬
‫بل كان كل غرضها فقط أنها تريد أن تصبح فرد من أفراد مجتمع المدينة ولكن كل الظروف‪ 9‬تقف ضدها ونجد‬
‫أن التهمة مثبتة عليها وال يمكن تغيير ما حدث‪.‬‬
‫الزمان و المكان فى النداهة هم من العناصر األساسية فى العمل ولهم تأثير كبير فى سير األحداث و الشخصيات‪9‬‬
‫وينقسم الزمان فى النداهة إلى الماضى‪ 9‬والحاضر‪.‬‬

‫الزمان و المكان فى الماضى مرتبط بالقرية التى تعيش فيها فتحية حيث ينتشر فيها الفقر و الجهل و هنا تريد‬
‫فتحية أن تنهى عالقتها بهذا الزمان و المكان حيث أنها رافضة و متمردة على كل شئ‪.‬‬

‫الزمان و المكان فى الحاضر عند فتحية فى النداهة مرتبط بالمدينة حيث أن المدينة هى مجتمع األضواء و‬
‫األحالم المستحيلة وفى الحاضر‪ 9‬أصبحت فتحية جزء من المجتمع و القاهرة بالنسبة لفتحية كانت بمثابة هدف‬
‫تريد أن تصل إليه بأى شكل من األشكال‪.‬‬

‫يوجد منطقة وسطى فى حياة فتحية حيث أن فتحية لم تختلط مرة واحدة بمجتمع المدينة حيث عند وصولها‪ 9‬كان‬
‫زوجها ال يسمح لها بالخروج ولكن بعد فترة سمح لها تخرج و تجلس على باب العمارة وهنا نتخيل فتحية أنها‬
‫جلست على أبواب المدينة بعد فترة سمح حامد ل فتحية أن تعبر الشارع وكان هذا العبور‪ 9‬بمثابة عبور فى حياة‬
‫الشخصية حيث شخصية فتحية تطورت كثيراً ألنها أصبحت تجادل وتناقش‪ 9‬و أصبحت تريد أيضا ً أن يكون لها‬
‫دور مثل الرجل فى المجتمع حيث كانت تريد أن تعمل‪.‬‬

‫إلتقاء القرية بالمدينة إلتقاء محرم ألن القرية تمثل منظومة من القيم و المدينة تمثل منظومة مختلفة تماما ً من القيم‬
‫لهذا السبب نعتبر أن إلتقاء القرية بالمدينة إلتقاء محرم حيث جعل فتحية تجادل وتناقش و أصبحت تريد أيضا ً أن‬
‫يكون لها دور مثل الرجل فى المجتمع وهذا أدى إلى وقعها فى الخطيئة مع األفندى‪.‬‬

‫بعد كل هذا نرى فتحية أن عالقتها بالماضى‪ 9‬أصبحت عالقة رفض و الحاضر‪ 9‬يمثل إنهيار كبير فى شخصيتها‪ 9‬و‬
‫أصبحت تريد أن تجعل الحاضر‪ 9‬الخاص بها وهو العيش فى مجتمع المدينة أن تجعله جزء من الماضى ألها‬
‫وقعت كفريسة لألفندى و فى النهاية نرى أنها وصلت إلى أنها رافضة للماضى و الحاضر و أصبحت شخصية‬
‫تعيش كجسد فقط بين الناس و أدى ذلك إلى أنها فقدت و ضلت الطريق‪.‬‬

‫المكان هو القاهرة و تدور األحداث فى عام ‪.١٩٥٠‬‬

‫نقد للفيلم أثبت صناع الفيلم عجزهم عن فهم فكر يوسف إدريس‪ ،‬فالنداهة قصة تحكى عن القرية فى مواجهة‬
‫إغراءات وغوايات المدينة‪ ،‬وما فتحية إال رمز‪ ،‬لكن الفيلم اختار أن يقتصر على تتبع طريقها للسقوط‪ ،‬وبدالً من‬
‫أن يقبح األفندى الذى يغوى فتحية ‪ -‬كما فعلت القصة ‪ -‬راح يصوره جذابا وسيما‪ ،‬مهندس كمبيوتر ناجح وثري‪9‬‬
‫وتحبه الجميالت‪ .‬ولم يفلح الفيلم فى إظهار ما تريده فتحية‪ ،‬فهل هى تريد أن تكون امرأة عاملة ذات دور؟ أم‬
‫تريد عالم المجون فى شقة المهندس؟ وحتى‪ 9‬فى مشهد االغتصاب فشل المخرج والممثلة (ماجدة) فى إقناعنا بأنها‬
‫مغتصبة بل بدت وكأنها سعت إلى ذلك بدت وكأنها سعت إلى ذلك‪ .‬هذا عكس رؤية يوسف‪ 9‬إدريس في الرواية‬
‫حيث كانت تقاوم االفندي‪ 9‬و كان االغتصاب في غرفة فتحية و حامد وليس بشقة االفندي‪.9‬‬
‫الفرق بين الرواية و الفيلم هو أن في الفيلم تبدأ االحداث بالتسلسل‪ 9‬الطبيعي حيث يأتي حامد الي القرية و يتزوج‬
‫فتحية ثم يعود بها الي القاهرة ولكن في الرواية تبدأ االحداث من الذروة حيث يدخل حامد الغرفة ليكتشف‬
‫االفندي وهو يغتصب فتحية ثم تبدأ كل شخصية بإخبارنا‪ 9‬من البداية ما حدث من خالل األسترجاع‪ 9‬الخارجي (‬
‫‪.)Flash back‬‬
‫حامد في الفيلم كان متزوج من قبل و زوجتة توفها‪ 9‬هللا وتعتبر فتحية الزوجة الثانية بالنسبة له ولكن في الرواية‬
‫حامد لم يكن متزوج وفي الرواية كان لفتحية و حامد طفل بينما لم يذكر الفيلم هذا ويوجد إختالف هام أيضا ً وهو‬
‫أن الرواية يوجد فيها شخصية تسمى األفندى وهذة الشخصية نجدها أيضا ً فى فيلم النداهة ولكن المخرج وضع‬
‫لها بعض المالمح حيث نجد إسمه عالء ونعرف ايضا ً إنه يعمل مهندس حاسب ألى بينما من الممكن فى الرواية‬
‫أن نعتبره كان مجرد رمز حتى يقوم بدفع األحداث إلى األمام حيث الكاتب لم يضع له أى مالمح‪.‬‬
‫بعض اللمسات التى جعلت من الفيلم رائعة من روائع األفالم المصرية هى أن المخرج استطاع من خالل‬
‫الكادرات و الموسيقي والمؤثرات ان يرسم لوحة فنية جميلة ونرى‪ 9‬ذلك في المشاهد الخاصة بشقة المهندس‬
‫حيث استعمل المخرج زواية ال ‪ wide shot‬لكي يوضح للمشاهدين التكنولوجيا‪ 9‬الكثيرة الموجودة بالشقة‬
‫واألثاث الفخم‪ .‬بينما في مشهد االغتصاب لعبت اإلضاءة الضعيفة والخافتة ‪,‬الموسيقى‪ 9‬الغامضة و المخيفة دور‬
‫هام في جعل المشاهدين مستعدين نفسيا لمشهد اإلغتصاب‪ .‬وفى مشهد النهاية استخدم المخرج زواية ال ‪bird‬‬
‫‪ angle‬ليوضح ان فتحية نجحت في الهروب واالختفاء‪.‬‬

You might also like