You are on page 1of 7

‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫ملحوظات حول قصة أخي رفيق‬

‫قصة أخي رفيق قصة اجتماعية يحكيها راوي القصة بلسانه‪ ،‬ويعرض من خاللها ً‬
‫جانبا من العادات التي‬
‫كانت موجودة في بيئتهم‪ ،‬ومجموعة من األحداث التي حدثت معه‪.‬‬
‫فقد بدأت القصة برفض ّ‬
‫األم ذهاب سعيد مع أخيه رفيق إلى ّ‬
‫البرية‪ ،‬وعرض إحدى العادات السلبية التي‬
‫كانت موجودة‪ ،‬وهي الحجاب والتكبيسة‪ ،‬فقد رفضت األم ذهاب سعيد بسبب قدوم الشيخة أم تحسين‬
‫والتي جاءت لعمل "حجاب" لسعيد يقيه من نزيف الدم الذي يصيبه‪ .‬ويصف الكاتب هذه الشيخة‬
‫بأوصاف تظهر الجوانب املخيفة والسلبية فيها‪ .‬ويظهر هناك جانب من االستغالل من ِقبل الشيخة أم‬
‫تحسين وطلبها للمال الكثير مقابل الحجاب‪.‬‬

‫وتصل الحبكة عندما جاء خبر وفاة أخيه رفيق في بركة العرقسوس‪ ،‬وهنا تظهر بعض املظاهر االجتماعية‬
‫السلبية من اللطم والعويل ونفش الشعر‪.‬‬

‫عال‪ ،‬وال تستطيع أن تملك نفسها‪ ،‬وال ّتتصف بالصبر عند‬‫وفي القصة يظهر موقف األم التي تبكي بصوت ٍ‬
‫اضية بقضاء هللا تعالى‪.‬‬ ‫وقوع املصيبة‪ ،‬بل وتظهر األم وهي ُ‬
‫غير ر ٍ‬
‫ّ ّ‬ ‫وبالقابل يظهر األب بصورة مغايرة ً‬
‫تماما‪ ،‬فمع حزنه الشديد وأمله على فراق ابنه إال أنه أظهر الص َبر‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫بأنه راض ر ًض ى ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬
‫ومستسلم للقدر‪ ،‬وال يعترض على حكم‬ ‫تاما بقضاء هللا تعالى‪،‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫سم‬ ‫وات‬ ‫اقه‪،‬‬
‫ر‬ ‫ف‬ ‫على‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫والج‬
‫هللا تعالى‪.‬‬
‫وتقلبت نظرة الراوي سعيد للموت‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫فمر بثالث خطوات‪:‬‬

‫اق أبدي‬ ‫املوت كش يء مجهول ال يعرف حقيقته‪ ،‬وال ُيد ك ّأنه فر ٌ‬ ‫األولى‪ :‬لم يفهم ما معنى املوت‪ ،‬فقد أى َ‬
‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬
‫يهتم به‪ ،‬ولم يعلم ّأنهم يواسونه ّ‬‫الكل ّ‬
‫ألن ّ‬ ‫هما ّ‬ ‫َ‬
‫أصبح ُم ًّ‬ ‫ّ‬
‫ألن‬ ‫((مات أخي! ما معنى مات!))‪ ،‬وكان يشعر بأنه‬
‫أخاه فارقه‪ ،‬فلم يدرك ما املوت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأنه ٌ‬‫ٌ ُ ٌ ُ ٌ ّ‬
‫والحرية‪ ،‬وذلك عندما رأى برميل‬ ‫سبب في املتعة‬ ‫الثانية‪ :‬نظر إلى املوت على أنه ش يء مبهج ومفرح‪،‬‬
‫ّ‬
‫"البريلكريم" الخاص بأخيه‪ ،‬وأنه سيبقى له وحده‪ ،‬إضافة إلى ّأن أدوات الزينة الخاصة بأخيه ستصبح‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫له‪ّ ،‬‬
‫سيتغيب عن الدراسة‬ ‫وأن بذالته الفخمة سيأخذها‪ ،‬ولن يعيد الليرة التي استعارها منه‪ ،‬كما أنه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هب القرعون‪.‬‬
‫ألسبوع وسيرتاح من الشيخ طالب وفلقته‪ ،‬وسيذهب براحته لن ِ‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثالثة‪ :‬أدر َك حقيقة املوت وأنه فراق ال رجعة منه‪ ،‬وأنه لن يرى أخاه بعد هذه اللحظة‪ ،‬وذلك عندما رأى‬
‫َ‬
‫بدلة أخيه رفيق البنية‪ ،‬ورأى ّأن جيبها منتفخ‪ ،‬فأراد أن يعرف ما فيها فإذا هو القرعون الذي وعده أخوه‬
‫َ ّ‬
‫ينسه وأنه أحضر له القرعون‪ ،‬وأدرك في تلك اللحظة حقيقة املوت‪،‬‬ ‫علم ّأن أخاه لم‬
‫رفيق به‪ ،‬فعندها َ‬
‫كل النوادر التي كانت بينه وبين أخيه‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وتذكر ّ‬
‫ثم أغرق في البكاء عليه‪.‬‬ ‫وشعر بالحزن الشديد‪،‬‬

‫العناصرالو اقعية في القصة‪:‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬إيراد مجموعة من العادات املجتمعية ومنها‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليمان بالحجابات‬
‫‪ .2‬العويل على امليت ولطم الخدود‬
‫‪ .3‬وضع امليت قبل دفنه في صدر البيت ليتم توديعه‬
‫ّ‬
‫تذكره ً‬
‫دائما‬ ‫‪ .4‬إبقاء مالبس وآثار امليت في البيت ليتم‬
‫َ‬
‫املحكية والعامية‪ :‬مثل الصندل والفيجة ّ‬
‫والدك واملناحة والفعل َ"بحلق"‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬توظيف ألفاظ من اللغة‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬ذكر مجموعة من األماكن الواقعية مثل‪ :‬بستان البحصة وبركة العرقسوس‬

‫والغرض من توظيف العناصر الواقعية هو‪:‬‬


‫ّ‬
‫وكأنه ٌ‬ ‫‪ -‬إضفاء واقعية على األحداث مما يجعل املتلقي ً‬
‫جزء منه‬ ‫قريبا من الحدث‬
‫‪ -‬تصوير الواقع وطبيعة الشخصيات‬
‫‪ -‬إضفاء مصداقية على القصة‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫التنويع في املستويات اللغوية‬


‫ُ َ‬ ‫إذا نظرنا إلى اللغة في القصة ُ‬
‫نجد ّأنها كانت تأتي بالفصحى املط ّعمة بالعامية‪ ،‬كما جاء على لسان سعيد أو‬
‫األب أو األم أو اإلخوة‪.‬‬
‫ً‬
‫توظيفا للنصوص القرآنية أو األحاديث النبوية خاصة عند حديث األب مع األم‬ ‫كما ّأننا نجد ً‬
‫أحيانا‬
‫واألبناء‪.‬‬

‫والغرض من هذا التنوع ما يلي‪:‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬يعكس هذا التنوع في املستويات اللغوية مستوى الشخصية الثقافية واالجتماعية‪ ،‬فاألب‬
‫ليبين ألبنائه وزوجته ّأن ما حدث هو قضاء هللا وقدره‪ ،‬بخالف األم‪ .‬فاألب‬
‫يقتبس من القرآن الكريم ّ‬
‫ّ‬
‫ألنه ينظر إلى الحدث نظرة عقالنية‪ّ ،‬أما األم فقد غلب عليها العامية ّ‬
‫ألنها ّ‬ ‫ّ‬
‫تعبر‬ ‫وظف النصوص الدينية‬
‫عن مشاعرها بشكل عشوائي ينطلق من فطرتها وأحاسيسها‪ ،‬وأما سعيد الطفل الذي ال يفهم معنى‬
‫املوت‪ ،‬عندما كان يريد ْأن ّ‬
‫يعبر عن مشاعره كانت اللغة تأتي بالعامية حتى تعكس شخصية هذا الطفل‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التنوع في املستويات اللغوية يساهم في جعل القصة واقعية‪ ،‬فاألب هو الصبور فلذا جاءت‬
‫اللغة تعكس حقيقته‪ ،‬واألم هي التي تغلبها العاطفة فجاء السرد يبرز هذا الواقع من خالل لغة خطابها‪.‬‬
‫ألنها ُت ّ‬
‫عبر عن املشاعر التي يشعر بها هذا الطفل‪ ،‬وهي‬ ‫والطفل سعيد جاءت اللغة في حوا ه ً‬
‫أحيانا عامية ّ‬ ‫ر‬
‫متناسبة مع شخصيته‪.‬‬
‫متمكنا من اللغة بجميع مستوياتها‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬هذا التنوع ُي ُ‬
‫وأن لديه القدرة على التنقل‬ ‫الكاتب‬ ‫ظهر‬
‫بلغة السرد بحسب السياق وما يقتضيه الحال‪.‬‬

‫نوع الراوي‪ /‬زاوية اإلشراف في القصة‬


‫الراوي في هذه القصة هو مشرف داخلي مشارك‪ ،‬ومن خصائص هذا النوع من السرد‪ّ :‬أن الراوي هو جزء‬
‫ٌ‬
‫ومتفاعل معه‪ ،‬فسعيد هو إحدى الشخصيات الرئيسية في القصة والتي تفاعلت‬ ‫من الحدث مشارك فيه‬
‫مع حدث مع رفيق بشكل واضح‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫توظيف الحوارالخارجي والداخلي‬


‫فكثيرا ما كان الحوار خار ًّ‬
‫جيا وهو ما يكون بين الشخصيات املتحاورة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ظهر في القصة تنوع في الحوار‪،‬‬
‫كالحوار بين األب واألم‪ ،‬أو األب واإلخوة‪ ،‬أو الطفل سعيد وأمه‪ ،‬أو الطفل سعيد وأخيه رفيق‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫داخليا‪ ،‬بمعنى أنه حوار يدور في ذهن الشخصية نفسها‪ ،‬ومن ذلك على سبيل‬ ‫وأحيانا كان يأتي الحوار‬
‫املثال‪:‬‬

‫شك أنني لن أذهب إليها‬ ‫ُ‬


‫وفكرت في املد سة‪ ،‬ال ّ‬ ‫"وبذالته الفخمة سأصغرها وأفصلها جميعها لي‪....‬‬
‫ر‬
‫البرّية‪"..‬‬
‫إال بعد أسبوع‪ ...‬وسأقض ي هذه العطلة في ّ‬
‫ُ‬
‫ورفعت رأس ي وأنا أتصوره قد كبر حتى مأل الغرفة‪ ..‬هل مات‬ ‫"إذن لقد تذكرني أخي قبل أن يموت‪...‬‬
‫ًّ‬
‫حقا؟ هل ذهب إلى األبد؟ ما هو املوت؟ هل هو عصفور في الجنة كما قالت أمي؟"‬

‫ومن أغراض الحوارالخارجي ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬يكشف عن طريقة تفكير كل شخصية من الشخصيات وموقفها من األحداث‪ ،‬وهذا‬


‫يجعل القارئ ً‬
‫فاهما للشخصية وكل ما يتعلق بتفكيرها‪.‬‬
‫ً‬
‫فشيئا حتى يصل بنا إلى‬ ‫ب‪ .‬يكسر الرتابة أثناء السرد ويساهم في تطوير األحداث ً‬
‫شيئا‬
‫النهاية التي يرديها‬
‫ت‪ .‬يزيد الحوار الخارجي من درامية األحداث ّ‬
‫وتطورها‬
‫ث‪ُ .‬يلقي الحوار الخارجي على القصة اللمسة ّ‬
‫الحية التي تجعلها أكثر واقعية في نظر القارئ‬

‫وأما الحوارالداخلي فمن أغراضه ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ُ .‬يظهر هذا النوع من الحوار ما يدور في ذهن الشخصية وما تشعر به‬
‫ب‪ُ .‬يبرز الصراعات الداخلية والتساؤالت الكثيرة التي تراود الشخصية وتدور في ذهنه‬

‫ُيلقي هذا الحوار على القصة عنصر التشويق‪ ،‬حيث يندمج القارئ مع الشخصية املتناجية مع نفسها‪،‬‬
‫وينتظر ما الذي سيحدث معها‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫سرد األحداث بضميراملتكلم‪:‬‬


‫هذه القصة عبارة عن سيرة ذاتية‪ ،‬بمعنى ّأن الراوي يسرد وقائع حقيقية حدثت معه في طفولته‪،‬‬
‫فلذا جاء السرد في غالبه بضمير املتكلم ألنه يتحدث عن نفسه‪.‬‬

‫ومن أغراض توظيف هذا الضمير ما يلي‪ :‬بيان األمور كما يراها الراوي‪ ،‬وهذا األمر يعطي واقعية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للقصة ّ‬
‫املتحدث بضمير املتكلم يصدقه املتلقي باعتبار أنه رأى وعاش ما يسرد‪ ،‬كما أنه يزيد من‬ ‫ألن‬
‫التشويق وتفاعل املتلقي مع النص‪.‬‬
‫ّ‬
‫لكن هذه الطريقة في السرد تفرض على الراوي مجموعة من القيود منها‪ :‬عدم اإلحاطة بجميع‬
‫األحداث ّ‬
‫ألن الراوي يسرد األحداث من وجهة نظره هو‪ ،‬فقد تكون هناك بعض األحداث التي لم يرها‪ ،‬أو‬
‫قد يعرض بعض األحداث وهو لم يفهمها كما يجب‪.‬‬

‫بعض الخصائص األسلوبية والبالغية في القصة‪:‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬أسلوب االستفهام مثل‪" :‬هل تريد أن تذهب معي؟" "هل َ‬
‫أنت شجاع؟" "هل هو عصفور في الجنة‬
‫اآلن؟"‬

‫يعبر عن االرتباك أو االضراب خاصة إذا‬ ‫ً‬


‫فأحيانا ّ‬ ‫وتوظيف االستفهام له عدة أغراض بحسب السياق‪،‬‬
‫ً‬
‫وأحيانا يأتي بهدف االستنكار‪ ،‬أي استنكار أمر ما من‬ ‫كان هناك الكثير من األسئلة على لسان شخصية ما‪.‬‬
‫ً‬
‫خالل السؤال‪ ،‬أو يأتي للتحفيز مثال‪ ،‬أو للتعجب من أمر ما‪ ،‬وغيرها من األغراض‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الكناية‪( :‬أغراضها تكررت ً‬
‫كثيرا في نصوص سابقة)‬
‫ّ‬
‫قطبت أمي جبينها‪ :‬كناية عن الغضب‬

‫أنفها يلمع في وجهها املليء بالشمندري‪ :‬كناية عن حمرة وجهها من شدة البكاء واللطم‬
‫ّ‬ ‫تضرب ًّ‬
‫ُ‬
‫كفا بكف‪ :‬كناية عن الحسرة‬

‫أبكي بصدق حتى انطفأت النجوم‪ :‬كناية عن بزوغ الفجر‬


‫ّ‬
‫عذبني ً‬
‫كثيرا امللك األحمر‪ :‬كناية عن الجان‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬التشبيه‪:‬‬

‫صفراء تبدو كالشيطان‬

‫يدها الخشنة تشبه ليف الحمام‬

‫صوت البكاء يمأل البيت كعويل الشياطين‬

‫دغدغة ناعمة كشعر الحسناء‬

‫والغرض من التشبيه تقريب الفكرة التي يريد الكاتب إيصاله للقارئ من خالل تشبيهها بأمر متبادر على‬
‫األذهان‬

‫وكذلك من أغراضه التعظيم من أمر ما أو التهويل له كما في األمثلة الثالثة األولى أعاله‬

‫ر ً‬
‫ابعا‪ :‬التناص الديني‪ :‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪" -‬قل لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا" فهذه آية قرآنية وظفها في القصة‬
‫ّ‬
‫"إن هللا مع الصابرين"‬ ‫‪-‬‬

‫والغرض منه هنا ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬استشهاد األب بهذه اآليات من أجل إقناع املخاطبين بضرورة التحلي بالصبر في مثل هذا املوقف‬
‫حتى ال تصرفوا ّ‬
‫بتهور‬ ‫الصعب‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬إعطاء الحدث ً‬
‫شيئا من القدسية خاصة وأنه جاء في سياق الحديث عن املوت واإليمان بالقضاء‬
‫والقدر‬

‫ً‬
‫خامسا‪ :‬توظيف العبارات املجازية‪:‬‬
‫واملقصود بالعبا ات املجا ية هي العبا ات التي ال نأخذها على حقيقتها‪ ،‬وإنما نفهم من خاللها ً‬
‫معنى‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫مجازًّيا يقصده الكاتب‪ ،‬ومن ذلك على سبيل املثال‪:‬‬
‫يقبض على قلبي‪ :‬ويقصد بهذه العبا ة أنه شعر بضيق في صد ه ّ‬
‫لكنه لم‬ ‫ُ‬ ‫غامض‬ ‫ُ‬
‫وشعرت بش ٍيء‬ ‫‪.1‬‬
‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬
‫يعرف سببه الحقيقي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وغرقت في ّ‬
‫الجو حولي‪ :‬ويقصد بذلك أنه اندمج مع من حوله وقلدهم‬ ‫‪.2‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بهوة ُتحفر بين ر ّ‬ ‫ُ‬


‫شعرت ّ‬
‫بضعف شديد حتى أنه ال يستطيع الوقوف على‬
‫ٍ‬ ‫جلي‪ :‬ويقصد أنه شعر‬ ‫‪.3‬‬
‫قدميه والثبات‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بدوار غامض يهوي على رأس ي بمطارق قوية ولكنها ناعمة‪ :‬ويقصد أنه شعر بنوبات من‬ ‫‪ .4‬شعرت ٍ‬
‫ولكنها كانت محتملة ويستطيع ّ‬
‫تحمل هذا األلم‪.‬‬ ‫الصداع وألم الرأس‪ّ ،‬‬
‫ظل يبكي حتى نهاية الليل وبزوغ الفجر‪،‬‬ ‫وعنف حتى انطفأت النجوم‪ :‬يقصد ّ‬ ‫بصدق‬ ‫ُ‬
‫وأخذت أبكي‬ ‫‪.5‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أو يمكن حملها على ّأنه ّ‬
‫ظل يبكي حتى انطفأت عيناه من شدة البكاء ونام‪.‬‬

‫ّ‬
‫يحلق في العبا ة التي أوردها ّ‬
‫حتى يستنبط الجمال‬ ‫ر‬ ‫ومن أبرز األغراض للتعابير املجازية أن يجعل القارئ‬
‫فيها من خالل معرفة املعنى من ورائها‪.‬‬

You might also like