Professional Documents
Culture Documents
ملحوظات حول قصة أخي رفيق
ملحوظات حول قصة أخي رفيق
قصة أخي رفيق قصة اجتماعية يحكيها راوي القصة بلسانه ،ويعرض من خاللها ً
جانبا من العادات التي
كانت موجودة في بيئتهم ،ومجموعة من األحداث التي حدثت معه.
فقد بدأت القصة برفض ّ
األم ذهاب سعيد مع أخيه رفيق إلى ّ
البرية ،وعرض إحدى العادات السلبية التي
كانت موجودة ،وهي الحجاب والتكبيسة ،فقد رفضت األم ذهاب سعيد بسبب قدوم الشيخة أم تحسين
والتي جاءت لعمل "حجاب" لسعيد يقيه من نزيف الدم الذي يصيبه .ويصف الكاتب هذه الشيخة
بأوصاف تظهر الجوانب املخيفة والسلبية فيها .ويظهر هناك جانب من االستغالل من ِقبل الشيخة أم
تحسين وطلبها للمال الكثير مقابل الحجاب.
وتصل الحبكة عندما جاء خبر وفاة أخيه رفيق في بركة العرقسوس ،وهنا تظهر بعض املظاهر االجتماعية
السلبية من اللطم والعويل ونفش الشعر.
عال ،وال تستطيع أن تملك نفسها ،وال ّتتصف بالصبر عندوفي القصة يظهر موقف األم التي تبكي بصوت ٍ
اضية بقضاء هللا تعالى. وقوع املصيبة ،بل وتظهر األم وهي ُ
غير ر ٍ
ّ ّ وبالقابل يظهر األب بصورة مغايرة ً
تماما ،فمع حزنه الشديد وأمله على فراق ابنه إال أنه أظهر الص َبر
ٌ ّ
بأنه راض ر ًض ى ًّ ّ ََ
ومستسلم للقدر ،وال يعترض على حكم تاما بقضاء هللا تعالى، ٍ ِ سم وات اقه،
ر ف على د ل والج
هللا تعالى.
وتقلبت نظرة الراوي سعيد للموتّ ، ّ
فمر بثالث خطوات:
اق أبدي املوت كش يء مجهول ال يعرف حقيقته ،وال ُيد ك ّأنه فر ٌ األولى :لم يفهم ما معنى املوت ،فقد أى َ
ر ٍ ر
يهتم به ،ولم يعلم ّأنهم يواسونه ّالكل ّ
ألن ّ هما ّ َ
أصبح ُم ًّ ّ
ألن ((مات أخي! ما معنى مات!)) ،وكان يشعر بأنه
أخاه فارقه ،فلم يدرك ما املوت.
ّ وأنه ٌٌ ُ ٌ ُ ٌ ّ
والحرية ،وذلك عندما رأى برميل سبب في املتعة الثانية :نظر إلى املوت على أنه ش يء مبهج ومفرح،
ّ
"البريلكريم" الخاص بأخيه ،وأنه سيبقى له وحده ،إضافة إلى ّأن أدوات الزينة الخاصة بأخيه ستصبح
ّ ّ لهّ ،
سيتغيب عن الدراسة وأن بذالته الفخمة سيأخذها ،ولن يعيد الليرة التي استعارها منه ،كما أنه
َ َ
هب القرعون.
ألسبوع وسيرتاح من الشيخ طالب وفلقته ،وسيذهب براحته لن ِ
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
ّ ّ
الثالثة :أدر َك حقيقة املوت وأنه فراق ال رجعة منه ،وأنه لن يرى أخاه بعد هذه اللحظة ،وذلك عندما رأى
َ
بدلة أخيه رفيق البنية ،ورأى ّأن جيبها منتفخ ،فأراد أن يعرف ما فيها فإذا هو القرعون الذي وعده أخوه
َ ّ
ينسه وأنه أحضر له القرعون ،وأدرك في تلك اللحظة حقيقة املوت، علم ّأن أخاه لم
رفيق به ،فعندها َ
كل النوادر التي كانت بينه وبين أخيهّ ، ّ
وتذكر ّ
ثم أغرق في البكاء عليه. وشعر بالحزن الشديد،
.1اإليمان بالحجابات
.2العويل على امليت ولطم الخدود
.3وضع امليت قبل دفنه في صدر البيت ليتم توديعه
ّ
تذكره ً
دائما .4إبقاء مالبس وآثار امليت في البيت ليتم
َ
املحكية والعامية :مثل الصندل والفيجة ّ
والدك واملناحة والفعل َ"بحلق" ً
ثانيا :توظيف ألفاظ من اللغة
وغيرها.
ً
ثالثا :ذكر مجموعة من األماكن الواقعية مثل :بستان البحصة وبركة العرقسوس
أُ .يظهر هذا النوع من الحوار ما يدور في ذهن الشخصية وما تشعر به
بُ .يبرز الصراعات الداخلية والتساؤالت الكثيرة التي تراود الشخصية وتدور في ذهنه
ُيلقي هذا الحوار على القصة عنصر التشويق ،حيث يندمج القارئ مع الشخصية املتناجية مع نفسها،
وينتظر ما الذي سيحدث معها
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
ومن أغراض توظيف هذا الضمير ما يلي :بيان األمور كما يراها الراوي ،وهذا األمر يعطي واقعية
ّ ّ للقصة ّ
املتحدث بضمير املتكلم يصدقه املتلقي باعتبار أنه رأى وعاش ما يسرد ،كما أنه يزيد من ألن
التشويق وتفاعل املتلقي مع النص.
ّ
لكن هذه الطريقة في السرد تفرض على الراوي مجموعة من القيود منها :عدم اإلحاطة بجميع
األحداث ّ
ألن الراوي يسرد األحداث من وجهة نظره هو ،فقد تكون هناك بعض األحداث التي لم يرها ،أو
قد يعرض بعض األحداث وهو لم يفهمها كما يجب.
ً
ثانيا :الكناية( :أغراضها تكررت ً
كثيرا في نصوص سابقة)
ّ
قطبت أمي جبينها :كناية عن الغضب
أنفها يلمع في وجهها املليء بالشمندري :كناية عن حمرة وجهها من شدة البكاء واللطم
ّ تضرب ًّ
ُ
كفا بكف :كناية عن الحسرة
ً
ثالثا :التشبيه:
والغرض من التشبيه تقريب الفكرة التي يريد الكاتب إيصاله للقارئ من خالل تشبيهها بأمر متبادر على
األذهان
وكذلك من أغراضه التعظيم من أمر ما أو التهويل له كما في األمثلة الثالثة األولى أعاله
ر ً
ابعا :التناص الديني :ومن األمثلة على ذلك:
ّ
" -قل لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا" فهذه آية قرآنية وظفها في القصة
ّ
"إن هللا مع الصابرين" -
-استشهاد األب بهذه اآليات من أجل إقناع املخاطبين بضرورة التحلي بالصبر في مثل هذا املوقف
حتى ال تصرفوا ّ
بتهور الصعبّ ،
ّ -إعطاء الحدث ً
شيئا من القدسية خاصة وأنه جاء في سياق الحديث عن املوت واإليمان بالقضاء
والقدر
ً
خامسا :توظيف العبارات املجازية:
واملقصود بالعبا ات املجا ية هي العبا ات التي ال نأخذها على حقيقتها ،وإنما نفهم من خاللها ً
معنى ر ز ر
مجازًّيا يقصده الكاتب ،ومن ذلك على سبيل املثال:
يقبض على قلبي :ويقصد بهذه العبا ة أنه شعر بضيق في صد ه ّ
لكنه لم ُ غامض ُ
وشعرت بش ٍيء .1
ر ٍ ر ٍ
يعرف سببه الحقيقي
ّ ّ ُ
وغرقت في ّ
الجو حولي :ويقصد بذلك أنه اندمج مع من حوله وقلدهم .2
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
ّ
يحلق في العبا ة التي أوردها ّ
حتى يستنبط الجمال ر ومن أبرز األغراض للتعابير املجازية أن يجعل القارئ
فيها من خالل معرفة املعنى من ورائها.