You are on page 1of 3

‫لكي نقوم بتحليل هذه القصة ال بد من قراءتها والتعرف على مجمل أحداثها والتي تكمن في الملخص‬

‫التالي ‪:‬‬
‫والد السيدة ايملي يمنعها من الزواج ويموت وترفض هي دفن جثة والدها وترفض أن تدفع الضرائب‬
‫لعزة نفس تكمن بداخلها ثم تعشق السيدة ايملي رجال زنجيا من الشمال ولكنه ال يتزوجها فتقتله‬
‫ايملي وتنام مع جثته أكثر من مرة إلى أن تموت فيضطر الناس إلى دخول بيتها بعد وفاتها ليعثروا‬
‫على أشياء كانت غامضة في حياتها ‪.‬‬
‫إن الراوي استطاع أن يوظف عناصر الرواية الرئيسية (الشخصيات والزمان والمكان والحبكة‬
‫والسرد) في خدمة الهدف من الرواية ‪.‬‬
‫بعد وفاة والد السيدة ايميلي وإفالس وصعوبة الحياة المعيشية اليملي وتغير الزمن التاريخي للمدينة‬
‫رغم كل ما حدث ترفض السيدة ايملي ان تخضع لظروف العصر وتظل تعيش على أنها ابنة عائلة‬
‫غريسن الرفيعة فهي لن تنزل إلى اقل من ذلك المستوى الرفيع مهما حدث ‪.‬‬
‫من خالل ذلك نرى بان الرواية في مجملها تبين لنا صراع الطبقات في المجتمع وان الطبقة‬
‫االرستقراطية ترى نفسها اعلي من جميع الطبقات حيث تحقق ذلك في نفس ايملي المشحون بالتعالي‬
‫على الناس رغم ما حدث لعائلتها ‪.‬‬
‫إذا الفكرة المهيمنة على القصة فكرة صراع اجتماعي استطاع الراوي من خالل عناصر القصة أن‬
‫يرسمها للقارئ في شكل واضح ‪.‬‬
‫أوال ‪ /‬الشخصيات ‪:‬‬
‫هناك شخصيات مسطحة وأخرى مدورة وشخصية ايملي أهم شخصية مدورة في الرواية كلها حيث‬
‫يسلط الراوي عليها معظم أحداث الرواية ‪ ,‬ويصور لنا الكاتب ايملي بطريقة اإلخبار من خالل عدة‬
‫وسائل فيصورها أحيانا من خالل مظهرها الخارجة ووصف الراوي لهذه المظاهر الخارجية فالسيدة‬
‫ايملي ‪( :‬كانت امرأة بدينة صغيرة الحجم تتلفع باللون األسود‪ ،‬حول جيدها سلسلة ذهبية تتدلى حتى‬
‫خصرها وتختفي تحت الحزام‪ ،‬تتوكأ على عصا سوداء ذات مقبض من ذهب خابي اللون‪ .‬كانت‬
‫منتفخة مثل جسد ترك غاطسا في ماء راكد زمنا‪ ،‬ذات بشرة شديدة الشحوب‪ ،‬وكانت عيناها‬
‫الضائعتان بين طيات وجهها كأنهما فحمتين صغيرتين مضغوطتين داخل قطعة عجين تتحركان من‬
‫وجه إلى آخر) فشخصية ايملي التي ظهرت أمامنا هي المرأة التي تحولت من علو منزلة العائلة إلي‬
‫ما آلت إليه بعد وفاة أبيها وسلسلتها الذهبية رمزا لعزها لذي انقضى ولكنها تظل محتفظة دليال على‬
‫أنها ما زالت تنتمي لتلك األسرة العريقة والعصا ذات المقبض الذهبي ولكن لونها الذهبي كان باهتا‬
‫مع تغير األحوال وشحوب بشرتها وبدانة جسمها يصور لنا الحالة البائسة التي تعيشها ايملي ولكنها‬
‫ومن خالل حوارها مع أعضاء المجلس بعد ذلك سنبين علو نبرتها في الحديث رغم ما أصابها ‪.‬‬
‫وكشف لنا الكاتب عن شخصية ايملي بطرق أخرى فايملي التي ترفض أن تخضع للجيل الجيد وتظل‬
‫تعتبر نفسها من الطبقة العريقة هي نفسها التي تقول ‪ - :‬أنا معفاة من الضرائب في جيفرسون‪.‬‬
‫الكولونيل سارتوريس أوضح لي هذا‪ ،‬ويمكنكم أن تعودوا إلى سجالت المدينة للتأكد من ذلك‪.‬‬
‫وتقول أيضا ‪:‬‬
‫‪ -‬نعم‪ ،‬استلمت ورقة‪ .‬قد يعتبر نفسه شريفا‪...‬ولكني معفاة من الضرائب في جيفرسون‪.‬‬
‫ويقول عنها الناس (مسكينة ايملي)‬
‫إذا من خالل الحوار الذي جرى في القصة استطاع الكاتب ان يبين لنا ان ايملي المسكينة ال تريد أن‬
‫تخضع لظروف العصر‪.‬‬
‫هذا بالنسبة لشخصية ايملي أما باقي الشخصيات في الرواية فهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬هومر بارن مراقب العمال ومعشوق ايملي وهو من الشمال وقد أخلصت ايملي له بحبها إال انه‬
‫حاول التهرب في النهاية بسبب شذوذه فقتلته ايملي واحتفظت بجثته ونامت معها بعد خروج الروح‬
‫منها ‪.‬‬
‫كان غرض الكاتب من وراء هذه الشخصية التأكيد على ان اهل الشمال ما هم إال خدم ألهل الجنوب‬
‫وان الصفة الطاغية عليهم هي الخيانة وذلك كما فعل هومر بايملي ‪.‬‬
‫‪ -2‬كبار السن في المدية والذين كانوا يراقبون تصرفات ايملي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الصيدلي وكان دوره صغير الحجم بغرض ان تشتري ايملي منه السم لقتل هومر بارن‬
‫‪ - 4‬نساء المدينة والالتي كان الشغل الشاغل لديهن بث اإلشاعات حول عالقة ايملي بهومر بارن ‪.‬‬
‫‪ -5‬ابنتا العم اللتان كانتا من أكثر بنات العائلة نقاء ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الحبكة ‪:‬‬


‫إن الحبكة التي نسجها المؤلف من تتابع األحداث تكشف عن الصراع الطبقي فبوفاة والد ايملي‬
‫تدهورت أوضاع ايملي وخاصة أن أقاربها لم يشاركوها مأساة وفاة والدها وبالتالي جعل الكاتب‬
‫ايملي وحيدة يمكن أن تعيش على الصدقات ولكنها ال تنزل إلى ذلك المستوى ألنها من عائلة غريسن‬
‫‪.‬‬
‫وقد جاءت هذه األوضاع كلها بسبب حرمان ايملي من العاطفة والحنان بداية من والدها الذي حرمها‬
‫من ان تكون مثلها مثل أي فتاة وبع وفاة والد ايملي وجدنا كيف تخلى أقاربها عنها وهومر الذي‬
‫يخدع ايملي وتقوم ايملي بسمه حتى ال يتزوج غيرها فايملي التي ال تنزل إلى مستوى اقل منها‬
‫غامرت هذه المرة ونزلت لترضى بذلك الزنجي القذر ولكن ال يعني ذلك أن يتالعب بها ذلك الزنجي‬
‫وبالتالي فقتله كان متوقعا ‪.‬‬
‫ومن خالل قراءتي ألنواع الحبكة استطيع أن أقول انه يمكن تصنيف هذه الحبكة تحت الحبكة النازلة‬
‫الن ايملي لم تحقق أي نجاح في حياتها وبالتالي اندحار تلك الشخصية في نهايتها مشحونة بالبؤس‬
‫والشقاء ‪.‬‬
‫لقد صنف الكاتب الرواية تبعا لألحداث وليس تبعا للزمن التاريخي فهو يعرض أحداثا الحقة ويعود‬
‫للحديث عن أحداث سابقة دون مراعاة للزمن التاريخي ويجد القارئ صعوبة بعض الشيء في فهم‬
‫أحداث الرواية ألنها لم تكن مرتبة زمنيا ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬الزمان والمكان ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المكان ‪ :‬استطاع الكاتب من خالل المكان أن يصور لنا حياة اآلنسة ايملي العريقة سابقا‬
‫والممسوحة الحقا فقد كانت ايملي تعيش في بيت كبير مربع الشكل‪ ،‬ذو طراز كان شائعا في‬
‫السبعينات‪ ،‬سبق أن طلي باللون األبيض‪ ،‬تعتليه قباب وأبراج وتحيط به شرفات دائرية‪ ،‬يقع على ما‬
‫كان يعرف في يوم ما بشارعنا المفضل‪ .‬لكن الكراجات ومحالج القطن التي زحفت عليه طمست فيه‬
‫كل مالمح الوقار‪ ،‬باستثناء بيت اآلنسة أميلي الذي ظل رافعا هيكله المتداعي بعناد وغنج‪ ،‬شامخا‬
‫وسط عربات القطن ومضخات الغاز ‪.‬‬
‫ولكن بعد ذلك تغير الحال ليصور لنا سوء حال معيشة ايملي في بيتها فعندما ذهب أعضاء مجلس‬
‫البلدية إلى بيت السيدة ايملي و عندما أزاح الزنجي الستارة عن أحد النوافذ‪ ،‬كشف الضوء لهم‬
‫التشققات المنتشرة في الجلد‪ ،‬وعندما جلسوا تصاعد غبار خفيف حول أفخاذهم راحت جزيئاته‬
‫تتمطى داخل خطوط أشعة الشمس المنسدلة من النافذة ‪.‬‬
‫وعندما فتحوا الغرفة التي بمنزلها والتي لم تفتح منذ أعوام نجد الوصف الدقيق من قبل الراوي في‬
‫بيان سوء حال المعيشة فاالقتحام العنيف لباب الغرفة جعلها تمتلئ بالغبار المتطاير‪ .‬وكان هنالك‬
‫حجاب من القتامة‪ ،‬كما لو في القبر‪ ،‬يبعث على الكآبة‪ ،‬يغلف أرجاء الغرفة المعدة لليلة عرس‪،‬‬
‫وينتشر فوق الستائر ذات اللون الزهري الحائل والمصابيح وطاولة الزينة وأدوات زينة رجالية‬
‫مغلفة بطبقة من الفضة الصدئة‪ ،‬وقد أخفى الصدأ حروفا حفرت عليها‪ ،‬وإلى جانب تلك األدوات كانت‬
‫هنالك ربطة عنق وياقة كأنهما خلعا للتو‪ ،‬عندما رفعناهما من موضعهما‪ ،‬تركا هالال شاحبا من‬
‫الغبار‪ .‬وفوق كرسي وضعت بدلة طويت بعناية‪ ،‬وتحت الكرسي حذاء وجوربين‪.‬‬
‫فاآلنسة ايملي كانت متعفنة من الداخل متباهية بنفسها من الخارج ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الزمان ‪:‬‬


‫يتبلور الزمان في القصة في التناقض ما بين الماضي والحاضر ماضي ايملي العريق وحاضرها‬
‫التعيس ومن ثم ترفض السيدة ايملي أن تعترف بالحاضر لذا فقد بقيت ايملي عزيزة وكتومة وهادئة‬
‫وال تستطيع التميز بين الماضي والحاضر فترفض االعتراف بوفاة والدها وبالتالي فهي ال تميز بين‬
‫الحياة والموت وال بين الواقع والخيال فهي التي لم تعترف بوفاة الكولونيل سارتورس ألنها رفضت‬
‫االعتراف بالزمن التاريخي وتشبثت بالزمن العضوي ‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬السرد ‪ :‬بدأ الراوي روايته بذكر الخاتمة التي بدأت بها الرواية وهي وفاة السيدة ايملي ليعود‬
‫بعد ذلك ألحداث الرواية التي تسبق وفاة السيدة ايملي تشويقا للقارئ لمعرفة حياة ايملي ومعاناتها‬
‫قبل وفاتها ‪.‬‬
‫ثم يبدأ الكاتب بتصوير حياة ايملي بشيء من الدقة والتفصيل ليطلع القارئ على حياتها متعاطفا معها‬
‫لتنتهي الرواية بوفاة ايملي التي نقلت على نعش مليء بالورود ‪.‬‬
‫اغلب الرواية كانت تعتمد على سرد الكاتب أما الحوار فكان قليال ينحصر في بعض المواضع مثل‬
‫حوار ايملي مع أعضاء مجلس البلدية وحوارها مع الصيدلي عندما اشترت الزرنيخ لقتل حبيبها ‪.‬‬

‫المزيد على دنيا‬


‫الوطن ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/09/18/209639.html#ixzz‬‬
‫‪3aeUIv5jv‬‬
‫‪Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook‬‬

You might also like