Professional Documents
Culture Documents
تحليل القصيدة:
يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر وال يعترف بالوجود الحقيقي إال هلل ،فالخلق هم
ظل للوجود الحق فال موجود إال هللا فهو الوجود الحق.
ويقول مبي ًنا وحدة الوجود ،وأن هللا يحوي في ذاته كل المخلوقات:
يا خالق األشياء في نـفسه أنـت لـمـا تـخـلـق جـامـع
تـخـلق مـا ال ينتهي كـونـه فيك فأنت الضيق الواسع
وبنا ًء على هذا التصور ،فليس ثمة خلق وال موجود من عدم ،بل مجرد فيض وتج ٍّل وم ادام األم ر ك ذلك ،فال مج ال
للحديث عن علة أو غاية ،وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة ويخض ع لحتمي ة وجبري ة ص ارمة ،وه ذا الع الم ال
يتكلم فيه عن خير وشر وال عن قضاء وق در ،وال عن حري ة أو إرادة ،ومِن َث َّم ال حس اب وال مس ئولية ،وث واب وال
عقاب ،بل الجميع في نعيم مقيم ،والفرق بين الجنة والنار إنما هو في المرتبة فقط ،ال في النوع.
وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن لتوافق مذهبه ومعتقده ،فالعذاب عنده من العذوبة ،والريح ال تي دم رت
عاد هي من الراحة؛ ألنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة ،وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة!
ومما يؤكد على قوله بالجبر الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد:
الحكم حكم الجبر واالضطرار مـا ثم حكم يقتضي االختيار
إال الـذي يـعـزى إلـينـا فـفي ظـــاهـره بأنـه عـن خــيـار
لـو فـكـر الــنـاظـر فـيه رأى بأنه المختار عن اضـطـرار
وإذا كان قد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود قوله بالجبر ،ونفي الحساب والثواب والعقاب ،فإنه ت رتب على
ضا قوله بوحدة األديان؛ فقد أ َّكد ابن عربي على أن َمن يعب د هللا و َمن يعب د األحج ار واألص نام كلهم س واء؛
مذهبه أي ً
ألنهم في الحقيقة ما عبدوا إال هللا؛ إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق!
يقول في ذلك:
1
لقد صار قلبي قاباًل كل صورة فمرعى لغزالن ودير لـرهبان
وبـيـت ألوثـان وكـعـبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة ،سواء بسواء ،وقد ترتب على ه ذا
المذهب نتائج باطلة قال بها ابن عربي وأكدها ،وهي قوله بالجبر ونفيه الثواب والعقاب ،وكذا قوله بوحدة األديان.
2
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
3
ملخص القصة:
شخصيات القصة:
أسامة عبد الهادي /العالم عبد الحميد بركاوي /ياسمين خضر زودة اسامة /شخصية مريم/رئيس الجمعية /
الميكانيكي/عبدو السائق /غلمان الفندق/الرجل البدائي/
4
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
يق ول ادوارد س عيد " فق د ك ان المستش رقون لعق ود ق د تح دثوا عن الش رق وترجم وا النص وص ،وفس روا
الحضارات واألديان والسالالت والثقاف ات والعقلي ات...وك ان المستش رق خب يراً مِـثل ساس ي ورين ان ووظيفت ه في
المجتمع أن يُفسرا الشرق ويُترجمه ألبناء قومـه؛ وكانت العالق ة بين المستش رق والش رق بص ورة أساسيـة تأويلي ة،
فإذا وقـف المستشرق والباحث أمام حضارة أو منجزة ثقافي ة نائي ة ال تك اد تفهم ،قلّص اإليه ام عن طري ق الترجم ة،
والتصور المتعاطفِ ...بيد أنَّ المستشرق بقي خارج الشرق الذي بقى نائيا عن الغرب]2[".
باإلضافة إلى أنَّ الغربيين اقتنعوا بأنه لكي يكون هناك تقدما فكريا ً وحض اريا ً واقتص ادياً ،فال ب د أن يس لك نفس
الطري ق ال ذي س لكه أه ل الش رق ،حيث ب دأوا بإنش اء الم دارس والمعاهـد والمراك ز لتعلم اللغ ة العربي ة "ووص ل
اهتمامهم بعلـوم العرب أنْ قام "فريدريك الثاني" ملك صقلية في نهاية الق رن الث اني عش ر الميالدي و"الف ونس"مل ك
قشتالة في منتصف القرن الثالث عشر الميالدي بترجمة العلوم العربية ،ثم اقتدى بهم مل ك أورب ا،وانتهى األم ر بعق د
مؤتمـر في "فينا"عام 1311م برئاسة البابا"كليمان الخامس" وقرر في هذا المؤتمر تأسيس خمس مدارس خاصة في
باريس ،وبولونيان ،وأكسفورد ،وسلمكنا ،والمدينة البابوب ة ي درس فيه ا العربيـة والعبراني ة ،والكلداني ة،ح تى يمكن
تخ ريج مبش رين يستطيعـون تنص ير المس لمين واليهـود ،أو تش كيكهم في اعتق اداتهم]3[".
وعك ف ويتجلى مما قُدم أنَّ االستشراق قد اِنصبت عناي ُته على التراث ال َّشرقي ُكلّ ه– قديم ه وحديث ه بوج ه ع امَ ،
ب ُك ّل ما ُأوتي من وسائل مادية ومعنوية على دراسة ُنظـم اإلسالم بوجـه خ اصْ ،إذ ُه و المِفت اح األس اس لفهم عقلي ة
الش رق هي دراس ة اللغ ة العربي ة للتعم ق والول وج في حض ارة الع رب،كم ا ق ام الشرق وأحوالهم؛ وأيقن أنَّ حقيق ة َّ
ْ
بترجمة عدد هائل من ال ُكتب العربـية إلى اللغات المختلفة ،وعني بتحقيقها وكشف عن مخطوطاتـها ونظم فهارس ها،
والش عر واألدب َّ وهذا التحقيق والمعالج ة في ال ُّنص وص ق ام به ا أس الفُنا األق دمون في رواي ة ُكتب الح ديث واللغـة
والتاريخ في دقة وأمانة وجهد وطلب ،و َتبنى المستشرقون إحياء هذه الفنون والعل وم ،ونب غ منهم علم اء ق اموا ب َّنش ر
نفائس جليلـة من التراث العربي"ول وال عناي ة المس تعمرين بإحـياء آثارن ا ،لم ا اِنتهت إلين ا تل ك ال ُدرر الثمين ة ال تي
أخذناها من طبقات الصحابة ،وطبقات الحفاظ ،ومُعـجم البلدان ،ومُعجم األدباء ،ومُعجم م ا اُس تعجم ،وفت وح البل دان،
وفِهرست اِبن النديم ،ومفاتيـح العل وم ،وطبق ات األطب اء ،وإخب ار الحكم اء ،والمقدس ي االص طخرى ،وابن حوق ل،
والهمـدانى ،وش يخ الرب وة ،وابن جب ير ،وابن بطوطـة إلى عش رات من الكتب الجغرافي ة ،والرحـالت ال تي فتحت
أمامنا معرفة بالدنا في الماضي ،ووقفن ا على درج ة حض ارتنا ،ول وال إحي اؤهم ت اريخ اِبن جب ير واِبن األث ير وأبي
الفداء واليعقوبى وال دينوري والمس عودي وأبى ش امة وابن الطقطقى ،وحم زة األص فهاني وأمثالهـم لجهلن ا تاريخن ا
الصحيح في عماية من أمرنا]4[".
5
-1أسباب اشتغال المستشرقين باألدب العربي
يعتبر المنهج النقدي من األمور التي أحياها المستشرقون في أدبنا المعاصر ،وذلك نتيجة أثره في األدب العربي
وإثارته لبعض القضايا األدبية والفنية ،ويبدو هذا التأثير جليا ً منذ بدء القرن الحالي حتى اآلن ،ويعتبر النصف األول
من القرن العشرين بحق -العهد الذهبي -لهذا االتصال ،إذ أمد المستشـرقون األدب بمدد وافر من التعليقات
والشروحات ،وبعثوا حركة التحديث في جمـيع ميادين المعرفة والعلوم .وقد انبرى العرب إليهم وناقشوا آراءهم ...
فمثل هذه األمور ال يمكن أن تمر بدون التأثير والتأثر معاً..
حُكمه على منهج البحث األدبي Franz Rosenthal فقد أصدر المستشرق فرنتز روزنتال والنقد لدى العرب
قائال" :غير أن هذا النقد الذي يستهدف إظهار الحسـن الجيد والقبيح الرديئ ال عالقة له بالنقد العلمي الذي يستهدف
التمييز بين الصواب والخطأ فهـذا النوع من النقد هو وحده الذي يـدل على وجود روح النقد الحق]5[".
ومن هنا يجب أن نعترف أن ما ناقشه االستشراق في أدبنا ولغتنا وفكرنا لشيء يستحق الرجوع إليه وقراءته
ومراجعته،
على كل ميادين الفكر اإلنساني وقد وضع Renee Descartesفقد سيطر منهج ديكارت
ديكارت أربع قواعـد رئيسية للمنهج هي :اليقين ،التحليل ،التركيب ،التحقيق..
*اليقين" :أال أقبل شيئا على أنه حق ما لم أعرف يقينا ً أنه كذلك "مبدأ الشـك الذي يؤدي إلى اليقين.
*التحليلُ :تقسم المعضلة التي تدرس إلى أجزاء بسيطة على قدر ما تدعو الحاجة إلى حلـها على خير الوجـوه بحيث
يجب على المرء أن يرتب وينظم األشياء التي يريد استكشافها وينـفذ إلى ماهيتها".
*التركيب ":أن أسير في أفكاري بنظام بادئا ً بأبسط األمور وأسهلها معرفة كي أتدرج قليالً حتى أصل إلى معرفة
أكثرها تركيباً ،بل أن أفـرض ترتيبا ً بين األمور التي ال يسبق بعضها األخـر بالطبع".
*التحقيق ":أن أعمـل في كل األحوال من اإلحصاءات الكاملة والمراجـعات الشاملة ما يجعلني على ثقة من أني لم
أغفل شيئا مما يجعل المرء أن يحاول اإلحاطة بكل مل يتعلق معـرفته به]6[".
ومن أثار هذا الفكر الفلسفي النقدي على بعض المستشرقين ما نجده عن بعضهم أمثال:
6
في كتابه "تاريخ اآلداب العربـية" Carlo Alfoso Nallinoالعربي"وعند االيطالي كارل نللينو.
رأيه في شعر حسان أنه مبتذل وألفاظه بسيطة وسهلة ويـقول إن سبب انتشار شعر حسان يعود إلى مدح الرسول
صلى هللا عليه و سلم"وأكثر شعر حسان قريب األلفـاظ إلى حد االبتذال،وال يصل إلى مستوى جد رفيع ،وإنما يرجع
فضل انتشاره والـتعلق به في األزمنة المتأخرة إلى غرضه العظيم األهمية وهو مد النبي"[]7
يخالف نللينو موقف ابن سالم و ابن خلدون وغيره من الطرح القاضـي بضعف القريحة الشعرية واإلبداعية في
صـدر اإلسالم ألنهم اخرصوا ببيان وبالغـة القرآن الكريم وانشغالهم بالفتوحات اإلسالمية ،ويرجع بعض ذلك ـ
فيما يرى ابن سالم ـ إلى انشـغال العرب بعد مجيء اإلسالم بالجهـاد ،وقد هلك كثير من الناس مما أدى إلى ضياع
كثير من الشعر يقول ابن سالم » :فجاء اإلسالم فتشاغلت عنه العرب ،وتشاغلوا بالجهاد ،وغزو فارس والـروم
ولهت عن الشعر وروايته ،فلما كثر اإلسالم ،وجاءت الفتوح ،واطمأنت العرب باألمصار راجـعوا رواية الشعر فلم
يؤولوا إلى ديوان مدون وال كتاب مكتوب وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل فحفظوا أقل ذلك،
وذهب عليهم كثير «[ ]8ويقول"إن اآلداب العربيـة في ذلك العصر زاهية ،وأن الشعراء لم ينصرفوا عن أنواع
قريضهم وال الخطباء عن سجـع نثرهم"[ ]9وكان يعترض على قول األصمعي" إن الشعر نكد بابه الشر فإذا دخلـه
الخير آلن وضعف "ويبرر ذلك بأن البيئة اإلسالمـية شجعت قول الشعر في الفتوحـات اإلسالميـة والحماسة..
7