You are on page 1of 4

‫اليسع‬

‫ذكره في القرآن‬
‫ذكر اليسع عليه السالم في آيتين من القرآن الكريم ‪ ،‬في سورة األنعام في قوله تعالي ‪.‬‬
‫(وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكال فضلنا على العالمين ) وفي سورة (ص ) (واذكر‬
‫إسماعيل ‪ ،‬واليسع ‪ ،‬وذا الكفل ‪ ،‬وكل من األخيار) نسبة عليه السالم‬
‫جاء في تاريخ الطبري حول ذكر نسبة انه (اليسع بن أخطوب ) ويقال انه ابن عم الياس النبي‬
‫عليهما السالم ‪ ،‬وذكر الحافظ ابن عساكر نسبة على الوجه اآلتي ) (اسمه أسباط بن عدي بن‬
‫شوتلم بن أفرائيم بن يوسف الصديق عليه السالم )وهو من أنبياء بني إسرائيل ‪ ،‬وقد أوجز‬
‫القرآن الكريم عن حياته فلم يذكر عنها شيئاً وإنما أكتفي بعده في مجموعة الرسل الكرام‬
‫الذي يجب اإليمان بهم تفصيالً‬
‫دعوته عليه السالم ‪:‬‬
‫قام بتبليغ الدعوة بعد انتقال الياس إلى جوار اهلل فقام يدعو إلى اهلل مستمسكاً بمنهاج نبي اهلل‬
‫الياس وشريعته وقد كثرت في زمانه األحداث والخطايا وكثر الملوك الجبابرة فقتلوا األنبياء‬
‫وشردوا المؤمنين فوعظهم (اليسع) وخوفهم من عذاب اهلل ولكنهم لم يأبهوا بدعوته ثم توفاه‬
‫اهلل وسلط على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب كما قص علينا القرآن الكريم‪ .‬ويذكر‬
‫بعض المؤرخين أن دعوته في مدينة تسعى (بانياس) إحدى مدن الشام ‪ ،‬وال تزال حتى اآلن‬
‫موجودة وهي قريبة من بلدة الالذقية واهلل أعلم ‪.‬‬

‫(أيوب)‬
‫ذكره في القرآن ‪ :‬ذكر اسم (أيوب) في القرآن أربع مرات ‪ ،‬في سورة النساء ‪ ،‬واألنعام ‪،‬‬
‫واألنبياء ‪ ،‬وفي سورة (ص) وقد ذكره اهلل في عداد مجموعة الرسل الذين يجب اإليمان بهم‬
‫تفصيال وهو من ذرية إبراهيم عليه السالم على وجه التحقيق لقوله تعالى في معرض الحديث‬
‫عن إبراهيم ‪( :‬ومن ذريته داود ‪ ،‬وسليمان ‪ ،‬وأيوب ‪ ،‬ويوسف وموسى ‪ ،‬وهارون وكذلك‬
‫نجزي المحسنين ‪)..‬‬
‫نسبه عليه السالم ‪:‬‬
‫يصح في نسبه شيء ) ولكن ابن كثير رجح‬
‫يختلف العلماء في نسبه حتى قال أبو البقاء ‪( :‬لم ّ‬
‫أنه من ساللة (العيص بن اسحق) وذكر أن أمه بنت (لوط ) عليه السالم حكاه عن ابن عساكر‬
‫‪ ،‬والراجح من األقوال في نسبه ما ذكره ابن اسحق وهو كالتالي (أيوب بن أموص بن زراح بن‬
‫العيص بن اسحق بن إبراهيم الخليل ) عليه السالم ‪.‬‬
‫بالء أيوب عليه السالم ‪:‬‬
‫ابتلى أيوب عليه السالم بالء شديدا في أهله وبدنه ‪،‬وماله ‪ ،‬ولكنه كان مثاال للعبودية الحقة هلل‬
‫تعالى ‪ ،‬فصبر على ذلك حتى اصبح يضرب فيه المثل على األذى فيقولون (صبرا كصبر أيوب)‬
‫وقد أثنى تبارك وتعالى عليه بقوله (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه ّأواب ‪ )..‬وقد كان أيوب‬
‫عليه السالم من األغنياء صاحب ثروة ومال وبنين ‪ ،‬وكان يملك أراض واسعة وحقوال وبساتين‬
‫‪ ،‬وقد ابتاله اهلل بالنعمة والرخاء فآتاه الغنى والصحة وكثرة األهل والولد فكان عبدا تقيا ذاكرا‬
‫شاكرا النعم اهلل عليه لم تفتنه الدنيا ولم تخدعه ‪ ،‬ثم ابتاله اهلل بسلب النعمة ‪ ،‬ففقد المال‬
‫واألهل والولد ونشبت به األمراض المضنية المضجرة ‪ ،‬فصبر على البالء وحمد اهلل وأثنى عليه‬
‫‪ ،‬وما زال على حاله من التقوى والعبادة والرضى عن ربه ‪ ،‬فكان في حالتي الرخاء والبالء ‪،‬‬
‫مثاال لعباد اهلل الصالحين في إرضاء الرحمن ‪ ،‬وإرغام أنف الشيطان ‪ .‬قالوا ‪ :‬وكانت له امرأة‬
‫مؤمنة صالحة اسمها ( رحمة) من أحفاد يوسف عليه السالم ‪ ،‬وقد رافقت هذه المرأة حياة‬
‫نعمته وصحته ‪ ،‬وزمن بؤسه وبالئه ‪ ،‬فكانت في الحالين مع زوجها شاكرة وصابرة ‪ ..‬ثم إن‬
‫الشيطان حاول أن يدخل على (أيوب) في زمن بالئه فلم يؤثر فيه فحاول أن يدخل إليه عن‬
‫طريق امرأته فوسوس لها ‪ :‬إلى متى تصبرين ؟ فجاءت إلى أيوب وفي نفسها اليأس والضجر مما‬
‫أصابه فقالت له ‪ :‬إلى متى هذا البالء ؟ فغضب أيوب وقال لها ‪:‬كم لبثت في الرخاء ؟ قالت ‪:‬‬
‫ثمانين ‪ ،‬قال ‪ :‬كم لبثت في البالء ؟ قالت ‪ :‬سبع سنين ‪ ،‬قال ‪ :‬أما أستحيي أن أطلب من اهلل‬
‫وحرم‬
‫رفع بالئي وما قضيت فيه مدة رخائي ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬واهلل لئن برئت ألضربنك مائة سوط ‪ّ ،‬‬
‫الضر‬
‫مسني ّ‬ ‫(رب إني ّ‬
‫على نفسه أن تخدمه بعد ذلك ‪ ،‬ثم نادى ربه في حالة الوحدة والش ّدة ّ‬
‫وأنت ارحم الراحمين ‪ )..‬فأجاب اهلل دعاءه ‪ ،‬وكشف بالءه ‪ ،‬وأوحى عليه أن يضرب برجله‬
‫األرض ‪ ،‬فضرب األرض فتفجر له منها الماء البارد ‪ ،‬فأمره أن يشرب منه ويغتسل ‪ ،‬فشفاه اهلل‬
‫مسني‬
‫‪ ،‬وعاد أكمل ما كان صحة وقوة ‪ .‬وقال تعالى ‪ ( :‬واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربّه أني ّ‬
‫الشيطان بنصب وعذاب ‪ .‬أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ‪ .‬ووهبنا له أهله ومثلهم‬
‫معهم رحمة منّا وذكرى ألولي األلباب ‪ ،‬وخذ بيدك ضغثا فاضرب به وال تحنث ‪ ،‬إنا وجدناه‬
‫صابرا نعم العبد إنه ّأواب ‪ . )..‬أمر اهلل أن يبر بيمينه بأن يضربها بحزمة من قضبان خفيفة فيها‬
‫ويبر في‬
‫مئة عود ‪ ،‬أو يأخذ عذقا من النخل فيه مائة شمراخ (عود) فيضربها بها ضربة واحدة ّ‬
‫يمينه وال يحنث ‪ ،‬وقد شرع اهلل ذلك رحمة عليه وعليها لحسن خدمتها إياه ‪ ،‬وتحملها معه‬
‫وقت الشدة والبالء صنوف المحنة واالبتالء ‪ .‬قال ابن كثير ‪( :‬وهذا من الفرج والمخرج لمن‬
‫اتقى اهلل وأطاعه وال سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة ‪ ،‬المكابدة الصديقة ‪ ،‬البارة الراشدة‬
‫‪ ،‬رضى اهلل عنها ‪ ،‬ولهذا ع ّقب اهلل هذه الرخصة وعلّلها بقوله ‪ ( :‬إنا وجدناه صابرا نعم العبد‬
‫إنه ّأواب ‪ )..‬وقد ذكر بعضهم أمورا ال يجوز اعتقادها بالنسبة لبالء (أيوب عليه السالم ) وهي‬
‫تصح منها ‪ :‬أن أيوب حين أشت ّد به المرض وطال به البالء عافه‬
‫منقولة عن إسرائيليات لم ّ‬
‫الجليس ‪ ،‬وأوحش منه األنيس ‪ ،‬وانقطع عنه الناس ‪ ،‬وتع ّفن جسده حتى كان الدود يخرج منه‬
‫‪ ،‬فأخرج من البلد والقى على مزبلة خارجها ‪..‬إلى غير ما هنالك من الحكايات المنقولة عن‬
‫قرر‬
‫التوراة المحرفة أو هي من أقوال أهل الكتاب ‪ ..‬وهذا مما يتنافى مع منصب النبوة ‪ ،‬وقد ّ‬
‫علماء التوحيد أن األنبياء منزهون عن األمراض المنفرة ‪ ،‬فكيف يتفق هذا القول مع منصب‬
‫النبوة ؟ والصحيح أن المرض الذي ألم بأيوب لم يكن مرضا منفرا وليس فيه شيء من هذه‬
‫استمر به سنين عديدة تبلغ سبعا وقيل إ ّن مرضه‬
‫ّ‬ ‫األقوال العليلة ‪ ،‬وإنما هو مرض طبيعي ولكنه‬
‫استمر ثماني عشر سنة ‪ ،‬وهو ـ بال شك ـ أجل طويل ال يصبر عليه عادة اإلنسان ‪ ،‬ثم أ ّن بالءه‬
‫لم يكن في جسده فحسب بل شمل المال واألهل والولد ولهذا قال تعالى ( ووهبنا له أهله‬
‫ومثلهم معهم )‪ .‬وقد عاش أيوب عليه السالم (‪ 93‬سنة) ورزقه اهلل المال والبنين وقد ولد له‬
‫‪ 26‬ولدا ذكرا منهم واحد يسمى (بشرا) الذي يقول بعض المؤرخين إنه (ذو الكفل) الذي‬
‫ذكره القرآن في ضمن الرسل الكرام وقد كانت رسالة أيوب إلى أمة الروم ولهذا يقولون من‬
‫أمة الروم ‪ ،‬وكان مقامه في دمشق وأطرافها على ما ذكره بعض المؤرخين ‪..‬‬
‫إدريس‬
‫إدريس عليه السالم هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر اهلل تعالي عنهم في كتابة العزيز ‪ ،‬وذكره‬
‫في بضعة مواطن من سور القرآن ‪،‬وهو ممن يجب اإليمان بهم تفصيالً أي يجب اعتقاد نبوته‬
‫ورسالته على سبيل القطع والجزم ألن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه‬
‫بالنبوة والصديقية‪ .‬نسبة هو إدريس بن يارد بن مهالئيل وينهي نسبة إلى شيث بن آدم عليه‬
‫السالم واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه‬
‫السالم ‪ .‬مولده ونشأته‬
‫إدريس عليه السالم هو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و(شيث) عليهما السالم ‪ ،‬وذكر‬
‫ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم ‪ ،‬وقد أدرك من حياة آدم عليه السالم ‪ 308‬سنوات ألن‬
‫آدم عمر طويالً زهاء ‪ 1000‬ألف سنة كما مر في قصته عليه السالم ‪.‬‬
‫وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته ‪ ،‬فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل ‪،‬وقال آخرون إنه‬
‫ولد بمصر والصحيح االول ‪ ،‬وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم ‪ ،‬ولما كبر آتاه اهلل‬
‫النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) وشيث) فأطاعه نفر قليل ‪،‬‬
‫وخالفه جمع خفير ‪ ،‬فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن‬
‫أوطانهم فقالوا له ‪ ،‬وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا اهلل رزقنا غيره ‪ ،‬فخرج‬
‫وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح اهلل ‪ ،‬وأرقام إدريس‬
‫ومن معه بمصر يدعو الناس إلى اهلل وإلى مكارم األخالق ‪.‬‬
‫وقد كانت مدة إقامة (إدريس) عليه السالم في األرض (‪ )82‬سنة ثم رفعه اهلل إليه كما قال‬
‫تعالي (ورفعناه مكاناً عليا) وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين اهلل ‪ ،‬وإلى عبادة الخالق‬
‫جل وعال ‪،‬وتخليص النفوس من العذاب في اآلخرة ‪،‬بالعمل الصالح في الدنيا وحض على‬
‫الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة ‪ ،‬وأمرهم بالصالة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة‬
‫من الجنابة ‪ ،‬وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان‬
‫في زمانه ‪ 72‬لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه اهلل تعالي منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم‬
‫بلسانهم ‪ .‬وهو أول من علم السياسة المدنية ‪ ،‬ورسم لقومه قواعد تمدين المدن ‪ ،‬فبنت كل‬
‫فرقة من األمم مدناً في أرضها وانشئت في زمانه ‪ 188‬مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة‬
‫قوله ‪( ،‬خير الدنيا حسرة ‪ ،‬وشرها ندم ) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه‬
‫أعماله الصالحة ) وقوله الصبر مع اإليمان يورث الظفر ‪.‬‬

You might also like