Professional Documents
Culture Documents
هذا الكتاب بعنوان المائة ويقع فى 600صفحة .والمؤلف هو عالم فلكى رياضى يعمل فى هيئة الفضاء األمريكية ومتعته األولى
هى دراسة التاريخ ..وما أنقل منه هو ترجمة لهذا الكتاب بعنوان الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
كتب مقدمته الكاتب أنيس منصور ونشر على حلقات بمجلة أكتوبروالكتاب طبع عام 1986
يقول الكاتب :لقد اخترت محمدا (ص) فى أول هذه القائمة والبد أن يندهش كثيرون لهذا األختيار .ومعهم حق فى ذلك .ولكن
محمدا عليه السالم هو اإلنسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحا مطلقا على المستوى الدينى والدنيوى
وهو قد دعا إلى اإلسالم ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا .وبعد 13قرنا من وفاته فإن أثر
محمد عليه السالم مايزال قويا متجددا
وكل من اخترتهم فى كتابى قد ولدوا ونشأوا فى مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا إال محمد (ص) فهو قد ولد
فى منطقة متخلفة من العالم القديم .وبعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن
وقد مات أبوه وهو لم يخرج بعد إلى الوجود .وأمه وهو فى السادسة من عمره .وكانت نشأته فى ظروف متواضعة وكان اليقرأ
واليكتب .ولم يتحسن وضعه المادى إال فى الخامسة والعشرين من عمره عندما تزوج أرملة غنيه
ولما قارب األربعين من عمره كانت هناك أدلة كثيرة على أنه ذو شخصية فذة بين الناس
وكان العرب فى ذلك الوقت وثنيين يعبدون األصنام وكان يسكن مكه عدد قليل من اليهود والنصارى ...وكان محمدا(ص) على
علم بهاتين الديانتين
وفى األربعين من عمره امتأل قلبه إيمانا بأن هللا واحد أحد وأن وحيا ينزل عليه من السماء .وأن هللا اصطفاه ليحمل رسالة
سامية إلى الناس
وأمضى محمد (ص) ثالث سنوات يدعو لدينه الجديد بين أهله وعدد قليل من الناس
وفى 613م أذن هللا لمحمد (ص) بأن يجاهر بالدعوة إلى الدين الجديد فتحول قليلون إلى اإلسالم
وفى 622م هاجر الرسول (ص) إلى المدينة المنورة وهى تقع على مدى 200كم من مكة المكرمة ( تصحيح 700كم تقريبا ) ..
وفى المدينة اكتسب اإلسالم مزيدا من القوة .واكتسب رسوله عددا كبيرا من األنصار
وكانت الهجرة الى المدينة المنورة نقطة تحول فى حياة الرسول (ص) ..واذا كان الذين تبعوه فى مكة قليلين .فإن الذين
ناصروه فى المدينة كانوا كثيرين
وبسرعة اكتسب الرسول واإلسالم قوة ومنعة ..وأصبح محمد(ص) أقوى وأعمق أثرا فى قلوب الناس
وفى السنوات التالية تزايد عدد المهاجرين واألنصار واشتركوا فى معارك كثيرة بين أهل مكة من الكفار وأهل المدينة من
المهاجرين واألنصار
وأنتهت كل هذه المعارك فى سنة 630م بدخول الرسول منتصرا إلى مكة ( فتح مكة )
وقبل وفاته صلى هللا عليه وسلم بسنتين ونصف شهد محمد (ص) الناس يدخلون فى دين هللا أفواجا ..ولما توفى الرسول (ص)
كان اإلسالم قد انتشر فى جنوب شبه الجزيرة العربية
وكان البدو من سكان شبه الجزيرة مشهورين بشراستهم فى القتال ..وكانوا ممزقين أيضا رغم أنهم قليلوا العدد ..ولم تكن لهم
قوة أو سطوة العرب فى الشمال الذين عاشوا على األرض المزروعة
ولكن الرسول استطاع ألول مرة فى التاريخ أن يوحد بينهم وأن يمألهم باإليمان وأن يهديهم جميعا بالدعوة إلى اإلله الواحد ..
ولذلك استطاعت جيوش المسلمين الصغيرة المؤمنة أن تقوم بأعظم غزوات عرفتها البشرية فاتسعت األرض تحت أقدام
المسلمين من شمالى شبه الجزيرة العربية وشملت اإلمبراطورية الفارسية على عهد الساسانيين وإلى الشمال الغربى واكتسحت
بيزنطة واإلمبراطورية الرومانية الشرقية
وكان العرب أقل بكثير جدا من كل هذه الدول التى غزوها وانتصروا عليها
= = ويستمر الكاتب فى إستعراض غزوات المسلمين وكيف أنها قضت على الوثنيات الموجودة والمجوسيا ت ودعت الناس
لعبادة اإلله الواحد خالق كل شئ ومرسل جميع الرسل واألنبياء .كما أنها وحدت عديد من الدول المتفرقة فى جزر صغيرة
كإندونيسيا وجعلتها دولة واحدة
ولم يستقر العرب على هذه األرض التى غزوها وتم إنفصالها وظلت على إسالمها
وبعد سبعة قرون من الحكم العربى إلسبانيا تقدمت نحوها الجيوش المسيحية فاستولت عليها وانهزم المسلمون
ويقول الكاتب ربما بدا شيئا غريبا حقا ..أن يكون الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم فى رأس هذه القائمة ..برغم أن عدد
المسيحيين ضعف عدد المسلمين ..
ولكن لذلك أسباب من بينها أن الرسول محمد(ص) قد كان دوره أخطر وأعظم فى نشر اإلسالم وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته
أكثر مما كان لعيسى عليه السالم فى الديانة المسيحية
أما الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم فهو المسؤول األول واألوحد عن إرساء قواعد اإلسالم وأصول الشريعة والسلوك
األجتماعى واألخالقى وأصول المعامالت بين الناس فى حياتهم الدينية والدنيوية ..كما أن القرآن الكريم قد نزل عليه وحده..
وفى القرآن وجد المسلمون كل مايحتاجون إليه فى دنياهم وآخرتهم
والقرآن الكريم نزل على الرسول (ص) كامال ..وسجلت آياته وهو مايزال حيا ..وكان تسجيال فى منتهى الدقة ..فلم يتغير منه
حرف واحد ..وليس فى المسيحية شئ مثل ذلك ..فال يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القرآن ..وكان أثر
القرآن الكريم على الناس بالغ العمق ..ولذلك كان أثر محمد (ص) على اإلسالم أكثر وأعمق من األثر الذى تركه عيسى عليه
السالم على الديانة المسيحية
ويستطرد الكاتب فى المقارنة بين الرسول محمد والرسول عيسى عليهما السالم ..والمقارنة بينه كقائد عسكرى وبين جنكيز
خان وسيمون بوليفار
كما يتحدث عن العرب وإتحادهم ولغتهم وأن القرآن أنقذ لغتهم العربية من عشرات اللهجات الغامضة وكذلك الخالفات بين العرب
ودلل بأمثلة وفى النهاية يقول
أن الغزوات العربية التى سادت القرن السابع مايزال دورها عميقا وأثرها بليغا قى تاريخ اإلنسانية حتى يومنا هذا
فهذا اإلمتزاج بين الدين والدنيا هو الذى جعلنى أومن بإن محمد صلى هللا عليه وسلم هو أعظم الشخصيات أثرا فى تاريخ
اإلنسانية كلها