Professional Documents
Culture Documents
سد( ) ّ
فرق تَ ُ
ولمبدأ اإلسالم
) واعتصموا بحبل هللا جميعا
وال تفرقوا(
وأن تعتصموا بحبل هللا جميعًا االعتصام بحبل هللا هو التم ُّسك بعهده؛ وهو اتباعُ كتابِه العزيز وحدوده والتأدُّب بأدبه ،والحبل يطلق على "العهد"
أمورهم ،ويوصلون ِ وعلى األمان وعلى الوصلة وعلى السبب ،وأصله من استعمال العرب الحبل في مثل هذه األمور الستمساكهم بالحبل عند شدائد
به المتفرق ،فاستعير اسم الحبل لهذه األمور ومن استمسك بحبل هللا فهو منصور حتى لو كان لوحده فاالعتصام بحبل هللا :يوجب له الهداية ،واتباع
الدليل .واالعتصام باهلل ،يوجب له القوة والعدة والسالح ،والمادة التي يستلئم بها [ يستلئم بها ،أي :يحتمي بها ] في طريقه .ولهذا اختلفت عبارات
السلف في االعتصام بحبل هللا ،بعد إشارتهم كلهم إلى هذا المعنى .فقال ابن عباس :تمسكوا بدين هللا وجاءت في هذه اآليه الكريمه من سورة آل
عمران استعارة تمثيلية بتشبيه حالة تمسك المسلمين بعهود هللا تعالى ووصاياه بحالة استمساك جماعة بحبل ألقي إليهم من منقذ لهم من غرق أو
سقوط وقرينة هذا التمثيل إضافة الحبل إلى هللا تعالى وهذا هو مبدأ اإلسالم القائم على التمسك بأحبال الهدايه والتقوى والرجوع إلى هللا تعالى في كل
االوقات وال تفرقوا أي ال تتفرقوا عن الحق بوقوع اإلختالف بينكم كأهل الكتاب وأن ال تذكروا ما يوجب التفرق ويزيل االلفه ومن أسباب الفرقة
واالختالف :ارتكاب الذنوب والمعاصي وال فرق في هذا السبب بين األفراد واألسر والمجتمعات والشعوب ،وقد أخبرنا نبينا -صلى هللا عليه وسلم-
ب يُحدثُه ُ أحدهما" وأما ما ينتج عن هذا فهو سخط هللا على أهل الضالل المفرقين لألمة، عن ذلك فقال" :ما توا َّد اثنان في هللا ،ثم يُفرق بينهما ،إال بذن ٍ
ُ
َب ِري ُحك ْم {األنفال} 46:هناك العديد من ْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ
وينتج عن هذا تسليطه أعداءهم عليهم وعدم التمكين لهم وذهاب شأنهم ودولتهمَ :وال تنَازَ عُوا فتفشَلوا َوتذه َ
األمثلة التي يمكن أن تقوي أواصر العالقات بين المسلمين وتقضي على التفرقة والخالف ،ومن أهمها :االلتزام بمبادئ اإلسالم وأخالقه فاإلسالم دين
يدعو إلى السالم والمحبة والتسامح ،ويحث المسلمين على التعاون والتكافل فيما بينهم نشر العلم الشرعي والثقافة اإلسالمية.
2
نفر ِمن األوس والخزرج يتحدثون ،فغاظه ما رأى ِمن تآلفهم بعد العداوة؛ فأمر شابًا
مر شاس بن قيس وكان يهوديًّا على ٍ
وسبب نزول اآليه الكريمه انه َّ
“
معه ِمن يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث ففعل ،فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجالن ِمن األوس ،وجبار بن صخر ِمن الخزرج فتقاتال،
وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال ،فبلغ ذلك رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا وأطاعوا؛ فأنزل هللا في األوس
والخزرج
”
نحن المسلمون ،لدينا مسلمة مفادها "أننا أمة ال تموت أبدا" تجرعنا ونتجرع األحزان والمآسي في كل البقاع وفي كل األزمنة ،من بداية رسالة اإلسالم
على يد قادة قريش وفي محاكم التفتيش بشتى أنواع التعذيب على يد اإلسبان ،وفي القرن الماضي على يد أعتى الجيوش الصليبية وال زلنا نتجرع من
هذا الكأس مزيدا من التقتيل والتهجير من طرفهم ،ووصل الحقد إلى البوذيين الذين شردوا مئات اآلالف من المسلمين ،وكل هذا لسبب وحيد أننا
مسلمون ،ورغم ذلك صامدون ،صابرون على هذا االبتالء الرباني الذي يحمل رسائل لكل مسلم .أؤمن أن أمتنا إذا ثارت ،فلن تتوقف ،فالمعروف عنها
عبر جميع األزمنة خالل حكم المسلمين يسود العالم سلم وطمأنينة ،لذلك علينا أن نعيد النظر في أنفسنا أوال قبل البحث عن تغيير شامل ،إصالح النفس
وتطعيمها بشتى العلوم الدينية والدنيوية وتهذيبها وتقويتها ،أؤمن أن العلم هو مفتاح نهضة األمم.
ف َ ِ ّرق تَسُ ْد هو مصطلح سياسي عسكري أقتصادي األصل الالتيني له ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة
لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي
لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من االتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها وهذا يتم عادة من خالل إثارة
الفتنة الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح االنتقام بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب وإشعال
حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة األطراف .ينسب التقليد شعار (فرق تسد) إلى فيليب الثاني المقدوني
وهذا هو مبدأ الغرب الذي يسعى دائما ً الى التفريق والفرقه في المجتمعات الداخليه والخارجيه إلضعاف القوى السياسيه
وسياسة فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها السومريون والمصريون واليونانيون
القدماء لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خالل توجيهها داخليا واحدة ضد األخرى .واالستعمار في شكله
الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينات القرن التاسع عشر طبق هذا األسلوب القديم في السياسة لنفس األغراض واألهداف
ومن أجل إضفاء الشرعية على احتالله لبلد ما من خالل الظهور .ويبدو أن سياسة فرق تسد تأتي بعد مرحلة فرق تغزو،
ألن استعباد شعب ما واالستيالء على أراضيه وثرواته يتطلب أوال ً إنهاك قواها العسكرية واالقتصادية لغرض تسهيل
العملية وتقليص تكاليفها .وهذا يتم عادة من خالل إثارة الفتنة الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح االنتقام
بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب وإشعال حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة األطراف.
4
يستطيع الباحث في تاريخ اإلسالم والغرب أن يالحظ أن تاريخ العالقة
إسم الماده :النظام السياسي في اإلسالم مبكرا ج ًّدا ،مرتب ً
طا بالسنوات األولى لنشأة اإلسالم؛ وأن هذا ً بينهما قد بدأ
مر بمراحل متعددة صعودًا وهبو ً
طا ،سل ًما وحر ًبا .أما عن التاريخ قد َّ
نشأة العالقة بينهما ،فيمكن أن نسجل أنها بدأت بإرسال النبي صلى هللا
عليه وسلم كتابه إلى هرقل ،في السنة السابعة من الهجرة ،يدعوه فيه إلى
اإلسالم([ .)] 1ويرى بعض المفكرين أن العالقة بين اإلسالم والغرب قد
تأثرت بالعالقة السابقة بين الشرق والغرب؛ فقد حرص الغرب -قبل
ظهور اإلسالم -على استعمار الشرق ونهب ثرواته ،كما استطاع أن
مدرس الماده:د.برلنت سليغروفا
يفرض عليه التفسيرات الغربية للمسيحية ،والتي تتناقض في كثير من
أصولها مع شريعة المسيح عليه السالم ،التي تدعو -مثل بقية الشرائع-
إلى توحيد هللا وتنزيهه ومن التناقض المثير للدهشة أنه في الوقت الذي
ُوصف فيه اإلسالم بأنه دين الهرطقة والخرافات واألساطير“ ،كانت
هناك جهود للوصول إلى معرفة موضوعية في مجال العلوم العربية
والعلوم الطبيعية؛ ولكن هذا االتصال العميق بحضارة اإلسالم لم يكن له
تأثير في تغيير النظرة الغربية للصورة العقيدية أو اإللهية أو التاريخية
لإلسالم”
اسم الطالبة:حال وليد الربيدي
:3220207089الرقم الجامعي
5