You are on page 1of 105

‫ال يجوز نرش هذا الكتاب أو أي جزء منه بأي شكل من األشكال أو نسخ مادته بطريقة‬

‫االسرتجاع‪ ،‬أو نقله على أي نحو بطريقة إلكرتونية أو بالتصوير أو ترجمته إلى أية‬
‫مقدما‪.‬‬
‫ً‬ ‫لغة أخرى دون الحصول على موافقة النارش واملؤلف‬

‫‪All Rights Reserved. No part of this publication may be reproduced, stored in a‬‬
‫‪retrieval system, or transmitted, in any form or by any means, electronic,‬‬
‫‪mechanical, photocopying, recording, or otherwise, without the prior written‬‬
‫‪permission of Bibliomania Ltd.‬‬

‫الكتاب‪:‬‬

‫املؤلف‪ :‬محمد يحىي إبراهيم (محمد إبراهيم)‬ ‫❖‬


‫نوع العمل‪ :‬بحث‬ ‫❖‬
‫الطبعة األولى ‪ 1441‬هـ ‪ 2020 -‬م ‪ -‬القاهرة‬ ‫❖‬
‫النارش‪ :‬ببلومانيا للنرش والتوزيع – مص‬ ‫❖‬

‫‪2020 / 8375‬‬ ‫رقم اإليداع ‪:‬‬ ‫❖‬


‫الرتقيم الدولي (‪978- 977- 6808 - 22- 5:)ISBN‬‬ ‫❖‬
‫تنسيق وإخراج‪ :‬ببلومانيا‬ ‫❖‬
‫املدير العام‪ :‬جمال سليمان‬ ‫❖‬
‫العنوان‪ :‬عنوان (‪ 15 :)1‬شارع السباق – مول املرييالند – مرص الجديدة‬ ‫❖‬
‫‪ 38‬شارع عمر املختار – األمريية – القاهرة‬ ‫عنوان (‪:)2‬‬
‫تليفاكس‪0020226061014 :‬‬ ‫❖‬
‫محمول‪00201210826415 – 00201065534541 – 00201208868826 :‬‬ ‫❖‬
‫‪https://www.facebook.com/bibliomania.eg/‬‬ ‫صفحة الدار على موقع فيسبوك‪:‬‬ ‫❖‬
‫‪www.bbibliomania.com‬‬ ‫املوقع اإللكرتوني‪:‬‬ ‫❖‬
‫كل ما ورد في هذا الكتاب من أخبار وأحداث وآراء يعرب فقط عن رأي الكاتب‪ ،‬وال يعرب بالرضورة‬
‫عن رأي النارش‪ ،‬ودون أدنى مسؤولية على دار ببلومانيا للنرش والتوزيع‬
‫بحث‬
www.bbibliomania.com

2020
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫أشكر الله العلي القدير على إتمام الكتاب‪ ،‬وأهديه لأبنائي‬

‫خاصة‪ ،‬وإلى أهل الله وأهل الدنيا معا‪ ،‬عسى الله أن‬

‫يتقبله مني وأن يقيمه مقام الصدقة الجا رية‬

‫و العلم الذي ينتفع به بعد الموت‬

‫*****‬

‫‪---------- )5(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫تصدير‬

‫الله ِ ‪-‬صَلَّى َّ‬


‫الله عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ ‪-‬يَقول " ِإ َّنمَا الْأَ عْمَال‬ ‫ل َّ‬‫ل ر َسو َ‬
‫قَا َ‬

‫ئ م َا ن َو َى‪ ،‬فَم َنْ ك َان َْت هِ ج ْرَته ِإلَى‬ ‫َّات‪ ،‬و َِإ َّنمَا ل ِك ِ‬
‫ل امْر ِ ٍ‬ ‫ب ِالن ِي ِ‬

‫دن ْيَا يصِ يبهَا‪ ،‬أَ ْو ِإلَى امْر َأَ ة ٍ يَنْكِحه َا‪ ،‬فَه ِجْ رَته ِإلَى م َا ه َاجَر َ‬

‫ِإلَيْه ِ"‪.‬‬

‫قال بن حجر ‪ :‬قوله‪( :‬فهجرته إلى ما هاجر إليه) يحتمل أن‬

‫يكون ذكره بالضمير ليتناول ما ذكر من المرأة وغيرها‪،‬‬

‫وإنما أبرز الضمير في الجملة التي قبلها وهي المحذوفة لقصد‬

‫الالتذاذ بذكر الله ورسوله وعظم شأنهما‪ ،‬بخلاف الدنيا‬

‫والمرأة فإن السياق يشعر بالحث على الإعراض عنهما‪.‬‬

‫وقال ال كرماني‪ :‬يحتمل أن يكون قوله " إلى ما هاجر إليه "‬

‫متعلقا بالهجرة‪ ،‬فيكون الخبر محذوفا والتقدير قبيحة أو غير‬

‫‪---------- )6(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫صحيحة مثلا‪ ،‬ويحتمل أن يكون خبر فهجرته والجملة خبر‬

‫المبتدأ الذي هو من كانت‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫وهذا الثاني هو الراجح لأن الأول يقتضي أن تلك الهجرة‬

‫مذمومة مطلقا‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬إلا أن حمل على تقدير‬

‫شيء يقتضي التردد أو القصور عن الهجرة الخالصة كمن‬

‫نوى بهجرته مفارقة دار ال كفر‪ ،‬وتزوج المرأة معا فلا‬

‫تكون قبيحة ولا غير صحيحة‪ ،‬بل هي ناقصة بالنسبة إلى من‬

‫كانت هجرته خالصة‪ ،‬وإنما أَ شع َر السياق بذم من فعل ذلك‬

‫بالنسبة إلى من طلب المرأة بصورة الهجرة الخالصة‪ ،‬فأما‬

‫من طلبها مضمومة إلى الهجرة فإنه يثاب على قصد الهجرة‬

‫ل كن دون ثواب من أخلص‪ ،‬وكذا من طلب التزويج‬

‫فقط لا على صورة الهجرة إلى الله‪ ،‬لأنه من الأمر المباح‬

‫الذي قد يثاب فاعله إذا قصد به القربة كالإعفاف‪،‬ومن‬

‫أ مثلة ذلك ما وقع في قصة إسلام أبي طلحة فيما رواه‬

‫‪---------- )7(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫النسائي عن أنس قال‪ :‬تزوج أبو طلحة أم سليم‪ ،‬فكان‬

‫صداق ما بينهما الإسلام‪ ،‬أسلمت أم سليم قبل أبي‬

‫طلحةفخطبها فقالت‪ :‬إني قد أسلمت‪ ،‬فإن أسلمت‬

‫تزوجتك‪ ،‬فأسلم فتزوجته‪ ،‬وهو محمول على أنه رغب في‬

‫الإسلام ودخله من وجهة وضم إلى ذلك إرادة التزويج‬

‫المباح فصار كمن نوى بصومه العبادة والحمية‪ ،‬أو بطوافه‬

‫العبادة وملازمة الغريم‪)18 /1( .‬‬

‫واختار الغزالي فيما يتعلق بالثواب أنه إن كان القصد‬

‫الدنيوي هو الأغلب لم يكن فيه أجر‪ ،‬أو الديني أجر‬

‫بقدره‪ ،‬وإن تسا ويا فتردد القصد بين الشيئين فلا أجر‪.‬وأما‬

‫إذا نوى العبادة وخالطها بشيء مما يغاير الإخلاص‪ ،‬فقد‬

‫نقل أبو جعفر بن جرير الطبري عن جمهور السلف أن‬

‫الاعتبار بالابتداء‪ ،‬فإن كان ابتداؤه لله خالصا لم يضمره‬

‫ما عرض له بعد ذلك من إعجاب أو غيره‪،‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪---------- )8(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫مقدمة‬

‫البحث خاص بالذين يدركون المصطلحات والإحالات‬

‫الواردة‪ ،‬ذلك أني ُأشير وأختصر و ُأحيل اعتمادا على‬

‫مستوى القارئ‪ ,‬وهدف النشر التعليم والتطبيق الذاتي و‬

‫المراجعة والمناقشة حول موضوع الكتاب بالأدلة العقلية‬

‫والنقلية‬

‫*****‬

‫‪---------- )9(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫تمهيد في عقيدة التف ويض والصور الإلهية‬

‫إن الاسم الأعظم لا يدرِكه إلا مفوض تام التف ويض في‬

‫صفات الله معنا وكيفا‪ ،‬لا مثبت ولا مؤول ‪ ,‬ولن تصل‬

‫في هذا المبحث للتمام إلا بتسليم العلم له والعجز عن‬

‫معرفته وهو مقام التف ويض‪ .‬والاسم الأعظم دال على‬

‫الذات بأصل الوضع متعلق بالممكنات من حيث الأثر‪،‬‬

‫قال الإمام محيي الدين بن عربى في رسائله‪" :‬ولو بقي من‬

‫الأسماء اسم لا حكم له‪ ،‬ولا أثر له لكان ما يقتضي الحكم‬

‫له معطلا‪ ،‬وهذا محال‪ ،‬والممكنات كلها على موازنة‬

‫الأسماء المؤثرة الإلهية‪ ،‬وما عدا ذلك من الأسماء المؤثرة‬

‫من أسماء الذات فليس بأيدينا منها شيء إلا ما يرجع إلى‬

‫السلوب والنعوت وبعض أسماء ال كمال كالبصروالسمع‪،‬‬

‫‪---------- )10(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫فلاتعلق لها بالممكنات من حيث الأثر"(‪.)1‬‬

‫كما يرى أبو البركات البغدادي أن الحصول على اسم الله‬

‫الأعظم موقوف على المعرفة الحقيقية بذات الله‪ ،‬وسيأتى‬

‫كلامه بنصه‪.‬‬

‫و نص الإمام محي الدين في إجاباته على أسئلة الحكيم‬

‫الترمذي‪ :‬أنه لا يدعى لنفسه علما بالاسم الأعظم‪ ،‬على‬

‫الرغم من أنه أكثر من تحدث حوله‪!.‬‬

‫تف ويض العلم بالمراد به له معنيان‬

‫مثال الاستواء ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱹ ﱺ ﱻﱼ ﱽﱠ‬


‫ليس المعنى المستدعى قطعا للوازم وال كيفيات لقوله تعالى‪:‬‬

‫ﱒ ﱗ ﱠﭐ‬
‫ﭐﱡﭐﱐﱑ ﱓ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ابن عربي (محيييي اييي‪ :‬ن)ا ل يين ع ابيين عربيييح دحعيييلا مح يي‪ :‬ع يي‪:‬اي ر‬
‫اين ريح ط‪1‬ح دال اي تب ايعل يةح بيروتح ‪2001‬مح ص‪.310‬‬

‫‪---------- )11(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫فتعين التف ويض في أمرين‪:‬‬

‫إما المعنى المجرد عن اللوازم وال كيفيات لمخالفته لكل‬

‫الذوات ( الإنس ‪ -‬الجن ‪ -‬الملائكة‪ -‬الأرض _ السماء _‬

‫ال كون بما فيه ) فكأنك أرجعت الخفاء للذات‪ ،‬وعليه‬

‫طائفة من محققي الصوفية‪ ،‬وأجمل ما قيل في ذلك للإمام‬

‫بن عربي‪ :‬لا يمكن معرفة ما تقتضيه ذات إلا بعد معرفة‬

‫تلك الذات حتى تعرف كيف تنسب إليها‪ ،‬والكلام‬

‫موقوفا على حسب من ينسَب إليه‪.‬‬

‫وإما أن يكون المعنى شيء آخر لا يعلمه إلا الله‪ ،‬وهو المعنى‬

‫الآخر للتف ويض‪.‬‬

‫وبذلك تكون آمنت بقول الله على مراد الله ومراد رسوله‪.‬‬

‫ويفسره أصحاب مذهب التأ ويل بالمعنى المستفاد على‬

‫عادتهم‪ ،‬وهو أمر حسن‪ ،‬فيقولون ‪ :‬هو تعبير عن تمام‬

‫الأمر و انتهائه من الخلق الأول‪ ،‬و قد درج العلماء سلفا‬

‫‪---------- )12(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وخلفا على التفسير بالمعنى المستفاد من غير ما نكير‪.‬‬

‫ولا شك أن مذهب الإثبات قد شطح شطحا بعيدا من‬

‫مقاربة حديث النزول بمفارقة الروح للجسد‪ ،‬ومن مقاربة‬

‫بينية الإصبعين في الحديث إلى بينونة الشيء بين السماء‬

‫والأرض لا يمسهما‪ ،‬ومن مقاربة آيات اليدين بضرب‬

‫المثل بأن للفيل يد وللنملة يد‪ ،‬فهل يد الفيل كيد النملة؟!‬

‫ومن أيضا إثبات الجسم دون الاكتفاء بالذات‪ ،‬فهذا‬

‫تكييف وتشبيه من حيث لا يشعرون‪!.‬‬

‫وخالف الإمام محي الدين نفسه في الفتوحات‪ ،‬فنسب إلى‬

‫الله فقال‪ :‬إن الع َماء صفة لله‪ ،‬وإنه ن َفس الرحمن‪ ،‬وسبب‬

‫ذلك التفسير أن السؤال وقع بهذه ال كيفية‪ :‬أين كان الله‬

‫قبل أن يخلق الخلق؟‬

‫فأجاب صلى الله عليه وسلم‪ :‬كان في عماء فلم يدخل‬

‫العماء في جملة الخلق‪ ،‬انتهى كلام الإمام‪.‬‬

‫‪---------- )13(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ول كن لا ي َعلم نسبة خلق العماء ( المادة الأولى ) إلى الله‬

‫إلا هو‪.‬‬

‫والعماء هو أول خلق الله‪ ،‬و أشد جند الله‪ ،‬واقرأ إن‬

‫شئت قوله تعالى‪:‬ﭐﱡﭐ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ‬

‫ﳇﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﱠ‬
‫ﳈ‬ ‫ﳄ ﳅﳆ‬

‫وقوله تعالى‪ :‬ﭐ ﭐﱡﭐﱴﱵﱶﱷﱸﱹ ﱺﱻﱠ‬

‫و أخرج ابن مرد ويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله‬

‫عليه وسلم قال‪ « :‬يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يو ٍم‬

‫معلوم‪ ،‬قياما شاخصة أبصارهم إلى السماء ينظرون فصل‬

‫القضاء‪ ،‬وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى‬

‫ال كرسي‪.‬‬

‫وأخرج ابن جرير والديلمي عن ابن عباس أن النبي صلى‬

‫الله عليه وسلم قال‪ :‬إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها‬

‫‪---------- )14(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫محفوفا بالملائكة‪.‬‬

‫والترتيب في الخلق كالآتي‪:‬‬

‫(كان الله ولا شيء غيره) كما ورد في الحديث الصحيح‬

‫ولم يذكر العماء ولا غيره‪.‬‬

‫كان في عماء‪ ،‬ليس فوقه هواء ولا تحته هواء (والعماء غير‬

‫السحاب المعروف )‪.‬‬

‫ثم خلق الماء‪ ،‬وخلق عرشه على الماء‪ ،‬فالقلم ثم باقيها‪،‬‬

‫وليس هناك دليل على أن العرش مخلوق من هذا الماء‪،‬‬

‫ثم َخلقت الأزمان بنسبة حركة المخلوقات إلى بعضها‬

‫البعض‪ ،‬فالزمان والمكان مخلوقات‪،‬وكما يقول الإمام‬

‫علي جمعة دائما‪ :‬وهناك فارق بين المخلوق‬ ‫الدكتور‬

‫والخالق‪.‬‬

‫‪---------- )15(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الصور الإلهية‬

‫أول الصور هي تلك المتكونة المتخيلة‪ ،‬ولاشك عند العوام‬

‫وأهل الإثبات‪ ،‬وذلك أنهم يثبتون( القدم ‪ -‬الرجل ‪-‬‬

‫الساق‪ -‬الوجه ‪ -‬العينين ‪ -‬النفس ‪ -‬اليدين‪ -‬الإصبعين ‪-‬‬

‫السمع‪ -‬النزول – القبضة ‪-‬الصورة ) على معانيها الظاهرة‬

‫وغير ذلك مما ورد في القرآن والحديث‪.‬‬

‫فهذه الصور وإن أنكروها فإنها آتية في أذهان بعضهم‬

‫بضرورة الخيال‪ ،‬وإن كانت غير مكتملة‪ ،‬فهذه الصور غير‬

‫صحيحة‪ ،‬وينكرها طرفي أهل الخلاف في الصفات‪ ،‬أهل‬

‫الإثبات وأهل التأ ويل‪ ،‬والفرق بينهم‪:‬‬

‫أن أهل التأ ويل دفعوا الصورة ابتداء فأولوا‪.‬‬

‫وأهل الإثبات أثبتوا‪ ،‬ثم دفعوا الصورة آخرا‪.‬‬

‫فالمتفق عليه هو دفع تلك الصورة‪.‬‬

‫أما دليلهم جميعا في دفع تلك الصورة في الدنيا هي‬

‫‪---------- )16(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ﱒﱗﱠ ‪،‬أي ليس هذا التمثل الوارد‬


‫قوله تعالى‪:‬ﭐﱡﭐﱐﱑ ﱓ‬

‫في أذهانكم صحيحا‪،‬وأن الله لا يحد ولا يحيز‪ ،‬واقرأ إن‬

‫شئت قوله تعالى‪:‬ﭐﱡﭐﲷﲸ ﲹﲺﳊﱠ‬

‫قيل تجلى بقدر إنمله‪ ،‬وقيل بنوره‪،‬وقيل بعرشه‪،‬وقال تعالى‪:‬‬


‫ﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﳊ ﱠ أي لهذا التجلي المذكور‬

‫ﲵ ﳊ ﱠ ‪،‬فعلمت إستحالته في الدنيا‪ ..‬ﭐﱡﭐ ﲉ ﲊ ﲋ‬


‫ﱡﭐ ﲴ ﲶ‬

‫ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲔ ﱠ المعنى من في النار‪ ،‬أي صوت‬

‫الله‪،‬ﱡﭐ ﱇ ﱈ ﱉ ﱒ ﱠأي الذي يكلمك من النار‪ ،‬ويسمعك‬

‫صوته لا الذات‪ ،‬لأن الجبل لم يتحمل‪.‬‬

‫أما دعوتنا لجهة السماء فليس فيها تحييز‪ ،‬بل هي مما جبلنا‬

‫عليه كإشارة إلى فوقية المكانة وإلى الغيب (الله) المباين‬

‫لهذا العالم و هذه السماوات المحيطة به وإلا فإن الأرض‬

‫دائ رية‪ ،‬فمن يرفع يده في أقصى شمال الأرض‪ ،‬ومن‬

‫يرفعها في أقصى جنوب الأرض‪ ،‬هما في جهتين‬

‫‪---------- )17(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫متعاكستين والسماء فوقهم‪ ،‬فإن الأرض مقارنة بال كون‬

‫لا شيء‪ ،‬فعن أي فوق وأي تحت تتحدث‪ ،‬وما ثم إلا هو‬

‫من جميع الجهات‪ ،‬ولا حاجة بنا للتكلف في حديث‬

‫الجا رية‪.‬‬

‫ثاني الصور في يوم القيامة يراه الجميع وعليه أحاديث‬

‫كثيرة‪ ،‬مع الخلاف في ر ؤية ال كفار‪ ،‬والراجح أنهم يرونه‪.‬‬

‫ثالث الصور هي التى تنكر‪ ،‬وهي أدنى من التي رأوه فيها‬

‫أول مرة‪ ،‬وسبب الإنكار أنها أدنى من الصورة الأولى‪،‬‬

‫ولا يتكلم يومئذ إلا النبيون‪ ،‬أنت ربنا‪ ،‬أنت ربنا‪ ،‬فإنهم لا‬

‫يغيبون عنه باختلاف صور تجلياته‪،‬كن في الآخرة مع‬

‫سيدنا محمد‪ ،‬فإنك لا تكون بإذن الله من الذين كادوا أن‬

‫ينقلبوا كما نص الحديث ( حتى أن بعضهم ليكاد أن‬

‫ينقلب ) صحيح مسلم‪.‬‬

‫‪---------- )18(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫رابع الصور هي كالثانية‪ ،‬فيأتيهم في صورته التي يعرفون‬

‫كالأولى‪ ،‬فيسجدون‪.‬‬

‫ثم صورة الرضا في الجنة‪ ،‬وصور تجليات الله في الآخرة لا‬

‫تنحصر‪.‬‬

‫ﱒ ﱗ ﱠ وليس تمثله ل كم في صور تجلياته في‬


‫ﭐﱡﭐ ﱐ ﱑ ﱓ‬

‫الآخرة كما ورد في الأحاديث المتواترة يشبه شيئا مما‬

‫يدرجونه في عالم المثال‪ ،‬أو يقاس عليه‪ ،‬فلا تقس أمر‬

‫الدنيا على أمر الآخرة‪ ،‬أو أمر النشأه الأولى كيف و هو‬

‫لا يلزمه لازم‪ ،‬ولا يقيده كيف‪ ،‬بل جميع اللوازم‬

‫وال كيفيات هي من خلقه‪،‬ولا يصح في ر ؤية الله قولك إنه‬

‫مثال إلا في الحياه الدنيا كالر ؤية المنامية‪.‬‬

‫ومع التأكيد على قول إمامنا الدكتور علي جمعة بأن‬

‫الأبجدية في الآخرة بخلاف الدنيا‪ ،‬بمعنى أن الر ؤية‬

‫وحصول العلم بها تختلف فينا اختلافا كبيرا من شدة ما‬

‫‪---------- )19(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫بينهما من المباينة في التكوين والوظائف‪.‬‬

‫وانظر إلى أحوال الآخرة من المشي على الرأس‪ ،‬ومن‬

‫تشكيل المعاني كالموت والحسنات والسيئات تعلم أنه لا‬

‫مجال القياس ولا للعقل‪.‬‬

‫أكابر المحققين على أن من كانت حقيقته تقبل التجلي‪ ،‬فلا‬

‫يبعد أن يكون الكلام بالحروف المتلفظ بها المسماه كلام‬

‫الله هي لبعض تلك الصور كما يليق بجلال الله ( عالم المثال‬

‫الدكتور عبد الفتاح قديش )‬

‫وقال مثله الإمام الخواص في الرد على سؤال مقاولة الله‬

‫للملائكه أنها تارة تكون من قبيل المكالمة الجسمانية‪ ،‬فيتجلى‬

‫الله لهم تجليا مثاليا‪ ،‬وتارة تكون من قبيل الكلام النفساني‬

‫كالنفث في الروع ( درر الغواص على فتاوي الإمام‬

‫الخواص للإمام الشعراني )‬

‫و أفضل لفظ لايبعد في القول الأول عن الجزم الوارد في‬

‫‪---------- )20(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫قول الإمام الخواص‪.‬‬

‫ولا يتقيد الله بكيف يقتضيه مظهر التجلي‪ ،‬وهذا هو معنى‬

‫رؤيته بلا كيف‪،‬أي خلوها عن الشرائط وال كيفيات‬

‫المعتبرة لر ؤية الأجسام والأعراض‪.‬‬

‫ومما سبق نستنتج أن حديث ( خلق الله آدم على صورته)‬

‫هو ليس بالمعنى المفهوم من تشابه الصورتين‪ ،‬بل ما كان‬

‫من صفة معن وية‪ ،‬فغرضها التخلق أو التعلق‪ ،‬و ما كان‬

‫ذاتيا فمن أغراضه التش ريف والإيناس والتزام حد الأدب‬

‫في وجوب التن زيه عن المشابهة‪ ،‬فذاته غير معلومة‪ ،‬وصورة‬

‫ما وصف لنا غير معلومة‪ ،‬وصور الآخرة غير معلومة‪،‬‬

‫وليس هناك دليل على أن صورة ما وصف لنا في الدنيا‬

‫هي التى تنكر في الآخرة ولا هي غيرها‪.‬‬

‫‪---------- )21(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫اسم الله الأعظم بين الاعتراف والإنكار‬

‫ذهب أهل العلم تجاه اسم الله الأعظم إلى آراء‬

‫متباينة‪:‬منهم م َنْ أنكر وجوده‪ ،‬كأبي جعفر الطبري‪ ،‬وأبي‬

‫الحسن الأشعري‪ ،‬وأبي حاتم ابن حبان‪ ،‬والقاضي أبي بكر‬

‫الباقلاني‪ ،‬ونسب بعض أهل العلم هذا الرأي إلى الإمام‬

‫مالك ل كراهيته أن تر ََّدد سورة دون غيرها‪ ،‬حتى لا يظن‬

‫أحد أن بعض القرآن أفضل من بعض‪ ،‬وحجتهم في ذلك‬

‫أن المراد بكلمة "الأعظم" العظيم‪ ،‬وأسماء الله كلها عظيمة‪،‬‬

‫ولا يجوز التفاضل بينها‪ ،‬لأنهذاالتفضيل سيبعث السامع‬

‫إلى الظن َّ‬


‫بأن المفضول ناقص عن الأفضل‪ ،‬فالطبري‬

‫يرى أن كل اسم من أسماء الله تعالى يجوز وصفه‬

‫بالأعظمية‪.‬‬

‫‪---------- )22(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ويرى ابن حبان َّ‬


‫أن الأعظمية في الأخبار الواردة عن‬

‫الداعي(‪.)1‬‬
‫اسم الله الأعظميراد بها مزيد من أجر َّ‬

‫ويرى البعض أنه الاسم الذي يناسب مطلوب الداعي‪،‬‬

‫فعندما تطلب الرحمة تقول‪ :‬يا رحمن ارحمني‪ ،‬فالرحمن هنا‬

‫هو اسم الله الأعظم‪ ،‬وإذا أردتَ العزة تقول‪:‬‬

‫يا عزيز أعزني‪ ،‬وهكذا(‪ ،)2‬وعليه فإن شرط موافقة اسم‬

‫الله الأعظم يكون بموافقة حال َّ‬


‫الداعي‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬العسقالني (أحمد بن علي بن َح َج َ‪ ):‬فتح ايبنلي بشرح صحيح اإلمنم أبي ع ي‪:‬‬
‫مح ‪ :‬بن إ نعيع ايبخنلي‪ ،‬تحقيق عبدالعزيز بن عبدهللا بن باز‪ ،‬ومحمد ف َدا‬
‫عبدالباقي‪ ،‬ومحب الدين الخطيبح ط‪ ،1‬المكتبة السلفية‪ ،‬القاه‪:‬ة‪.224/11 ،‬‬

‫ا ع ي ‪ ،‬قَ‪:‬أو وقَدلم لَ الشََي محمََد متََ‪:‬لي‬ ‫أض يءاح لييءم ا ي‬ ‫محمَد السََيد أبََ‪ََ :‬ب‬ ‫( ‪)2‬‬

‫الشع‪:‬اوي‪ ،‬مكتبة الت‪:‬اث اإل المي‪ ،‬القاه‪:‬ة‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪---------- )23(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫أن المراد بالاسم الأعظم ُ‬


‫كل اسم دعا فيه‬ ‫ويرى البعض َّ‬

‫العبد ربه مستغرقا في معرفة الله‪ ،‬فينقطع الفكر والعقل‬

‫عن كل ما سواه‪ ،‬وم َنْ كانت هذه حاله استجاب الله‬

‫له(‪ ،)1‬وهذا الرأي يرجع تحقق الأعظمية في كل أسماء‬

‫الله الحسنى بتحقق قوة إيمان العبد واعتقاده في ربه‪.‬‬

‫ويرى البعض َّ‬


‫أن الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬استأثر باسمه‬

‫الأعظم في علمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه(‪.)2‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬ال‪:‬ازي (فخ‪ :‬الدين محمَد بَن عمَ‪ :‬الخطيَب) يءامي اي ينينت حيرح‬
‫دعيينيل واي ي نتح تحقيََق السََيد محمََد بََدن الََدين أبََ‪:‬‬ ‫أ ي نح‬
‫ف‪:‬اس النعساني الحلبي‪ ،‬ط‪ ،1‬المطبعة المش‪:‬فية بمص‪1323،:‬هَ‪،‬‬
‫ص‪.62‬‬
‫(‪)2‬العسقالني فتح ايبنليح ‪.224/11‬‬

‫‪---------- )24(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وأقر البعض بإثبات اسم الله الأعظم‪ ،‬ول كنهم اختلفوا في‬

‫تعيينه؛وأورد ابن حجر أربعة عشر رأيا(‪ ،)1‬والآراء الواردة‬

‫في تحديد اسم الله الأعظم قديمها وحديثها جميعها اجتهادية‬

‫مبنية على التفكر في النصوص‪ ،‬وط ريقة تناولها‪.‬‬

‫ولسنا هنا بصدد إثبات أن لله اسم أعظم‪ ،‬فلهذا بحث آخر‬

‫كبير‪.‬‬

‫ويمكن في ذلك مراجعة الكتاب الماتع ( الاسم الأعظم )‬

‫للدكتور عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة‬

‫وأصول الدين بجامعة أم القرى‪ ،‬وإن كنا نختلف مع‬

‫النتيجة التي وصل إليها فى أن الاسم موجود ول كن لا‬

‫يفتح به على أحد‪ ،‬وإنما نختص هنا فقط بشروط وضوابط‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬العسقالني فتح ايبنليح ‪.226 -224/11‬‬

‫‪---------- )25(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫واستخدامات الا سم الأعظم والفرق بين الدعاء به وبين‬

‫الدعاء عموما‪.‬‬

‫والذي نختاره هنا أن اسم الله الأعظم لايؤدي إليه اجتهاد‬

‫مجتهد‪ ،‬ولا يقع إلا من ط ريق الفتح‪ ،‬ثم يؤيد ذلك الأدلة‬

‫وعمل المجتهد‪.‬‬

‫وليس هو يختلف باختلاف الداعين‪ ،‬بل ذلك حال أولياء‬


‫ق اللجوء إلى الله فيما يستخدمونه من أسماءٍ‬
‫صِد ِ‬

‫ومجربات‪،‬وساق الإمام البازي الروحاني في ال كنز الأعظم‬

‫خمسة عشر وجها على أن لفظه( هو ) ليست من أسماء‬

‫الله‬
‫*****‬

‫‪---------- )26(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫َّ‬
‫الماهية ُ اللغ وية لاسم الله الأعظم‬

‫الآيات القرآنية المتعلق تأ ويلها باسم الله الأعظم ‪-‬كما‬

‫ذهب بعض المفسرين والعلماء‪ -‬جاءت على سبيل القص‬

‫للاعتبار والعظة‪ ،‬والخروج عن الغفلة‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬

‫ﭐﱡﭐﲠﲡﲢﲣﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪ‬

‫ﲫﲬﲭﲮﲯﲰﱠ (‪ ،)1‬ومن هذه الآيات‪:‬‬


‫ﭐﱡﭐﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ ﲒﲓﲔ‬

‫ﲕﲖﲗ ﱠ(‪)2‬‬

‫وقوله‪ :‬ﱡﭐﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅ ﲆﲇﲈﲉﲊ‬

‫ﲋﲧﱠ(‪.)3‬‬
‫ﲌ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ءلة ء فح اآلية ‪.3‬‬
‫(‪ )2‬ءلة األعراف اآلية ‪175‬‬
‫ءلة اين عح اآلية ‪.40‬‬

‫‪---------- )27(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ومن الملاحظ َّ‬


‫أن المتكرر في الآيتين الاسم الموصول‬

‫(الذي) العائد على م َنْ ُأوتي اسم الله الأعظم‪ ،‬وهو على ما‬

‫ذهب المفسرون في سورة الأعراف هو أحد علماء بني‬

‫إسرائيل(‪ ،)1‬والقول المرجح أو الشائع عندهم‪ :‬إنه (بلعام أو‬

‫بلعم بن باعوراء‪ ،‬أو ابن باعورا) من ال كنعانيين‪ ،‬وفي‬

‫سورة النمل هو الخضر أو جب ريل عليهما السلام‪ ،‬أو ملك‬

‫أيد الله به سليمان عليه السلام والقول المرجح أو الشائع أنه‬

‫(آصف بن برخيا) كاتب سليمان عليه السلام أو وزيره‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن الذي ُأوتي الاسم الأعظم ُأوتي فضلا‬

‫عظيما يعلو به شأنه‪ ،‬إلا أن الله –تبارك وتعالى‪ -‬لم يذكر ْ‬

‫اسم م َنْ حصل على الاسم‪ ،‬لأن المغزى من القص هو‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫البيضاوي أنءال ايتنز ع وأ رال ايتأو عح ‪.42/3‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪---------- )28(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الاعتبار‪ ،‬كالصمت عن الذي َّ‬


‫مر على ق رية مشككا في‬

‫قدرة الله في إحياء الموتى‪ :‬ﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﳕ ﱠ (‪.)1‬‬

‫وكما ُأرسل حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بلغة قومه‪،‬‬
‫ل ُ‬
‫كل نبي بلغة قومهﭐﱡﭐﲆﲇ ﲈﲉﲊﲋ‬ ‫ُأرْس ِ‬

‫ﲌﲍﲎﲏ ﲛﱠ (‪ ،)2‬وعليه كان نطق آصف أو‬

‫بلعام بغير العربية في لفظه اسم الله الأعظم‪ ،‬وهذا لا يعني‬

‫البحث عن اسم الله الأعظم في لغة غير العربية‪.‬‬

‫َّ‬
‫إن القص القرآني عن الأنبياء والأمم السابقة بالع ربية‬

‫ل كونها لغة التبليغ‪ ،‬وكذلك حكي القول‪ ،‬أو ما نطقه‬

‫اللسان بلفظه‪:‬ﭐﱡﭐﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅ ﲆﲇﲈﲉ‬

‫ﲋﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒ ﲓﲔ ﲕﲖﲗﲘ ﲚ‬


‫ﲙ‬ ‫ﲌ‬ ‫ﲊ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬نة ايبعرةح اآلية ‪.259‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪:‬نة إبراهي ح اآلية ‪.4‬‬

‫‪---------- )29(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ﲟﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﱠ (‪ ،)1‬وهذا يعني‬


‫ﲠ‬ ‫ﲛ ﲜﲝ ﲞ‬

‫أن الله –تعالى‪ -‬نقل المنطوق به بعد فعل القول (قال)‬

‫من اللغة المنطوق بها إلى العربية بمعناه لا يحيد عنه‪.‬‬

‫ونشير هنا إلى أ ن البعض أساء الفهم بط ريق الخطأ أو‬

‫الاستغلال‪ ،‬فذهب إلى أن الاسم الأعظم بلغات وطلاسم‬

‫غير مفهومة‪ ،‬ونسب إليه ما ليس فيه و َّ‬


‫تعدى على الاسم‬

‫وشروطه‪.‬‬

‫الاسم الأعظم باللغة العربية‪ ،‬لم يخرج عن القرآن والسنة‬

‫الصحيحة الواردة في ذلك‪ ،‬وهو جامع بينهما جميعا‪ ،‬وليس‬

‫من حروف أو ألفاظ مطلسمة غامضة تأبى على الأفهام‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬نة اين عح اآلية ‪.40‬‬

‫‪---------- )30(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫َّ‬
‫إن أعلى اللغات ما نزلت به ال كتب المقدسة‪ ،‬أو خاطب‬

‫الله به الأنبياء‪ ،‬والعربية أعلاهم وأدقهم ضبطا‪ ،‬وقد‬

‫اختارها الله لتبليغ رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين‪ ،‬ويتأتى‬

‫منها ف َهما ما لا يتأتى من أية لغةٍ غيرها‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ‬

‫فلا يجوز لك الاعتقاد بنفع طلسم أو لغة غير مفهومة ولو‬

‫كان نطقها بحروف عربية‪.‬‬

‫ذكر ابن حجر العديد من أقوال العلماء وآرائهم في الرقى‪،‬‬

‫ومنها كراهة ُ‬
‫الرقى ما لم تكن بذكر الله وأسمائه خاصة‪،‬‬

‫وباللسان العربي الذي يعرف معناه لضمان البراءة من‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة ايشعراحح اآلية ‪.195‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪---------- )31(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الشرك‪ ،‬ومنه ضرورة اجتناب ما كان يرقى به في الجاهلية‬

‫بما لا يعقل معناه‪ ،‬لئلا يكون فيه شِرْك أو يؤدي إليه(‪،)1‬‬

‫كما ذكر ابن حجر إجماع العلماء في جواز الرقى بثلاثة‬

‫شروط‪" :‬أن يكون بكلام الله تعالى‪ ،‬أو بأسمائه أو صفاته‪،‬‬

‫وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره‪ ،‬وأن يعتق َد‬

‫أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى"(‪.)2‬‬

‫وعلى جواز الرقى بغير العربية لما يفهم معناه لابدأن يؤدي‬

‫إليه اجتهاد عال ٍم مؤتمن على دينه‪ ،‬متمكن من هذه اللغة‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬العسقالني فتح ايبنليح ‪.197 ،196/10‬‬
‫(‪)2‬العسقالني فتح ايبنليح ‪.195/10‬‬

‫‪---------- )32(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫نطقا سليما صحيحا‪ ،‬يلزم صحة المعنى‪ ،‬وتمام الإحاطة به‪،‬‬

‫وينفي عدم التباس الدلالة‪.‬‬

‫"أما ُ‬
‫حدها فإنها‬ ‫من أبرز تعا ريف اللغة قول ابن جني‪َّ :‬‬

‫أصوات يعبر بها ُ‬


‫كل قو ٍم عن أغراضهم"(‪ ،)1‬وهو تع ريف‬

‫دقيق يظهر جوانب اللغة المميزة لها كوظيفتها الاجتماعية‬

‫في التعبير والتواصل ونقل الأفكار‪ ،‬واختلافها من مجتمع‬

‫إلى آخر‪ ،‬وأهم مميزات اللغة طبيعتها الصوتية‪ ،‬وعليه يكون‬

‫تأثير اللغة صوتي يحمل معنى بعينه موقوفا على النطق بلفظه‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ح تحقيََق محمََد علََا النجََانح‬ ‫ابََن ينََي (أبََ‪ :‬المََت‪ :‬ع مََا ) ايخ يين‬
‫ط‪ ،1‬ان الكتب‪ ،‬القاه‪:‬ة‪1952 ،‬مح ‪.33/1‬‬

‫‪---------- )33(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وممَّا ورد عن أبي الحسن الشاذلي أن اسم الله الأعظم هو‪:‬‬

‫ل مضمومة‪ ،‬وكذلك‬
‫(أحون قاف أدم حم هاء آمين) بِد َا ٍ‬

‫ورد عنه العديد من الطلسمات كما ورد عن غيره‪-،‬ونص‬

‫والد الإمام محمد زكي الدين إبراهيم الإمام أبو عليان بأن هذه الطلاسم‬

‫لا يجوز الذكر بها إلا للعالم بمعناها عن ط ريق الفتح ‪ -‬مطبوعات‬

‫ورسائل العشيرة المحمدية المختار من كتاب المرجع للسيد إبراهيم‬

‫الخليل بن على الشاذلى ص‪ - 25‬وممَّا يحتج به مؤيدوه في ذلك‬

‫أن هذه الطلسمات من ط ريق الفتح‪ ،‬وأنها لغة جبروتية‬

‫ملائكية‪ ،‬أوأنها أصوات وليست حروفا‪ ،‬وأن إلغاز الاسم‬

‫الأعظم تعمدي لئلا يعرفه كل أحد‪،‬وأن مثل ذلك ورد‬

‫في حديث مواثيق الهوام‪.‬‬

‫وعن الحديث‪ :‬حدثنا محمد بن أحمد بن البراء‪ ،‬قال حدثنا‬

‫المعافى بن سليمان‪ ،‬قال حدثنا موسى بن أعين‪ ،‬عن زيد‬

‫بن أبي بكر بن خنَي ْس‪ ،‬عن إسماعيل بن مسلم عن أبي‬

‫‪---------- )34(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫مَعْشر عن إبراهيم‪ .‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬ذك ِر عند َ‬

‫وسلم رقي َة م ِن الحمَة ِ فقال‪ :‬اعر ِضوهاعل َ َّي‬


‫َّبي صلَّى الله عليه َّ‬
‫الن ِ‬

‫فعر َضوها عليه‪ :‬بس ِم الله ِ شجَّة قر ََّنية ملحة بحر قفطا فقال‪:‬‬

‫الهوام‬
‫ِ‬ ‫"هذه مواثيق أخ َذها سلَيمان صلَّى الله عليه َّ‬
‫وسلم على‬

‫لا أرى بها بأسا"‪ ،‬قال فلد ِغ رجل وهو مع ع َل ْقمة َ فرقاه‬

‫بها فكأنَّما نشِط م ِن عِقالٍ"‪ ،‬ولم ينص على هذا الحديث‬

‫سوى الطبراني في المعجم الأوسط‪ ،‬وقال في حكمه "لم‬

‫يروي هذا الحديث عن أبي معشر إلا إسماعيل بن مسلم‪،‬‬

‫ولا عن إسماعيل إلا زيد بن بكر‪ ،‬تفرد به موسى عن‬

‫أعين"(‪ ،)1‬وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" بط ريق آخر‪،‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫ََليما ب ََن أحم ََد) اي عجيي األو يي ح‬ ‫الطب ا‪:‬نََي (أب ََ‪ :‬القا َ‬ ‫(‪)1‬‬

‫تحقيََق ر ََانع ب ََن ع ََ‪ ،:‬هللا ب ََن محم ََد‪ ،‬عب ََد المحس ََن ب ََن‬
‫=‬

‫‪---------- )35(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وقال عنه‪" :‬رواه الطبراني في الأوسط‪ ،‬وفيه م َنْ لم‬

‫أعرفه"(‪.)1‬‬

‫فهذا الميثاق الغامض الذي يشبه الطلسم هو من إقرار النبي‬

‫صلى الله عليه وسلم فيه اختلاف في ضبط حروفه‪ ،‬ومن‬

‫ث ََّم فإنك لن تحسن قراءته‪ ،‬والأولى لك الرقية بالقرآن كما‬

‫فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته‪.‬‬

‫والعرب بالفعل كانوا يرقون بما كان متوراث من‬

‫الرقى‪،‬والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبتدعها‪،‬ولم يتكلم بها‪،‬‬

‫وكان يأمرهم أن يعرضوها عليه لضمان براءتها من‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫=‬
‫إب َ َ َ‪:‬اسي الحس َ َ ََيني‪ ،‬ان الح َ َ ََ‪:‬مين‪ ،‬الق َ َ ََاه‪:‬ة‪1995 ،‬م‪ ،‬نقَ َ َ َ‬
‫‪.5276‬‬
‫البخاني صحيح ايبخنليح نق ‪3699‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪---------- )36(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ق النبي نفسه ولا غيره إلا بالعربية‪ ،‬بل إن‬


‫الشرك‪ ،‬ولم ير ِ‬

‫النبي خاطب الجماد بالعربية فقال‪":‬اسكن ُأحد"(‪،)1‬وخاطبه‬

‫الجماد بالعربية قبل بعثته‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم‪" :‬إنِي‬

‫ل أ ْن ُأبْع َثَ إنِي‬


‫ل َأعْر ِف حَ ج َرا بم ََّكة َكانَ يس َل ِم عَل َ َّي قَب ْ َ‬

‫ل َأعْر ِفه الآنَ" (‪ ،)2‬وكان حواره مع الملائكة بالعربية‪ ،‬كما‬

‫روى عمر بن الخطاب عن حوار جب ريل مع النبي عليهما‬

‫السلام(‪ ،)3‬و ُأسري به‪ ،‬وشقت له السموات‪ ،‬ولم يتكلم إلا‬

‫بالعربية‪،‬وكما فهم سليمان –عليه السلام‪ -‬منطق الطير‪ ،‬فهم‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫ايزوا ‪ :‬ومنبي‬ ‫الهي مي (ن‪:‬ن الدين علي بن أبي بكََ‪ ):‬مج‬ ‫(‪)1‬‬

‫اي ءا ‪:‬ح تحقيق حسام الدين القد ي‪ ،‬مكتبة القد ََي‪ ،‬القََاه‪:‬ة‪،‬‬
‫‪.111/5‬‬
‫مسل صحيح مسل ح نق ‪ ،2277‬الحك (صحي‪.):‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫األلباني صحيح نن ايترمذي‪ ،‬نق ‪ ،2610‬الحك (صحي‪.):‬‬

‫‪---------- )37(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫إلي"(‪ ،)1‬ولم يتكلم‬


‫لغة الجَمل وقال لصاحبه‪" :‬إنَّه شَكا َّ‬

‫الس ريانية ولا العب رية بل أمر زيد بن ثابت بتعلمها‬

‫قائلا‪":‬يا زَيد‪،‬ت ََّعلمْ لي كتابَ يَهود"َ(‪ ،)2‬وحيزت له ‪-‬صلى الله‬

‫عليه وسلم‪ -‬ذوات علوم الأولين والآخرين ولم يحتج إلا‬

‫بالعربية‪.‬‬

‫وأما ما ُأسند إلى أبي الحسن ففيه مخالفات كثيرة‪:‬‬


‫َّ‬

‫أنه ابتدعه كما ابتدع غيره؛أنه لم يبين ماهيته‪ ،‬كما بين النبي –‬

‫صلى الله عليه وسلم‪ -‬في الحديث السابق‪" :‬هذه مواثيق‬

‫الهوام"‪ ،‬وشتان بين رقية الم ريض وبين‬


‫ِ‬ ‫أخ َذها سلَيمان على‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫األلباني صحيح نن ايترمذي‪ ،‬نق ‪ ،2549‬الحك (صحي‪.):‬‬
‫مسيين‪ :‬أل يي‪ ،:‬نق َ ‪ ،21618‬الحك َ (إ ََنا و‬ ‫أحمََد بََن حنب َ‬ ‫(‪)2‬‬

‫حسن)‪.‬‬

‫‪---------- )38(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الاسم الأعظم الذي تتعلق به قلوب العالمين ظنا منهم‬

‫بتحقق المطالب على الفور‪!.‬‬

‫فهل الطلسم ُألقي إليه‪ ،‬وقيل له إنه الاسم الأعظم ؟ وإن‬

‫لم تكن اللغة مبتدعة من عنده فماهي قواعدها‪ ،‬وأساليبها‪،‬‬

‫وتراكيبها‪ ،‬وأصواتها؟‪.‬‬

‫على حدِ ما َّاط ْ‬


‫لعت عليه لم أجدها عند م َنْ كتب في‬

‫الأقلام الغابرة كابن وحشية الذي ع ََّد في كتابه "شوق‬

‫المستهام في معرفة رموز الأقلام" ما يربو على الخمسون‬

‫قَلَما(‪.)1‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫النبطََي ( ابََن وحشََية) حييءا اي سييتفنم فييي معرفيية لمييء‬ ‫(‪)1‬‬

‫األقالم‪ ،‬ومع منفج دحعيل اي خطءطنت إليََا لالََد الطبََا ‪،‬‬


‫ط‪ ،1‬ان المك‪ ،:‬مشق‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪---------- )39(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وسبب الإخفاء (الإلغاز) للاسم الأعظم في النصوص‬

‫الشرعية كما سنبين هو عدم التحمل للاسم الأعظم‬

‫بشروطه‪ ،‬وأما الإ لغاز فيما نشره أتباع أبي الحسن للعامة في‬
‫(‪)1‬‬
‫الدائرة واتل الاسم‬ ‫صيغة المنقول عنه في حزب‬

‫الأ عظم (أحون قاف أدم حم هاء آمين) سبعين مرة‬

‫وسل ما تريد"(‪ ،)2‬فأي فائدة في إلغاز مدلوله والتصريح‬

‫بلفظه! وأي بعْدٍ هذا عن مقصد الش ريعة!‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫الحزب عند الصَ‪:‬فية االَ‪:‬ن الَ‪:‬ان المعمَ‪ :‬بَ تعب وَدا ونحَ‪:‬و‪ ،‬وهَ‪:‬‬
‫فََي اطصََطالم مجمََ‪ :‬أأدََان وأ هيََة وت‪:‬يهََاك‪ ،‬و ََع لل َ د‪:‬‬
‫والتَ د‪ :‬والتعََ‪:‬أ مََن الشََ‪ :‬ورلََب الخيََ‪ :‬وا ََتنتام المعََان ‪...‬ول‬
‫تكن في الصدن األو وط من بعده بقلي ‪ ،‬ولكن ي‪:‬ك علا أيدي‬
‫مشَاي الصََ‪:‬فية وصََالحي األمََة بحكَ التصََ‪ :‬والناََ‪ :‬السََديدا‪.‬‬
‫ايعلية في اي آثر ايشنذييةح ص‪.181‬‬
‫ابن هبا اي نخر َّ‬
‫ايعلية في اي آثر ايشنذييةح ص‪.243‬‬
‫ابن هبا اي نخر َّ‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪---------- )40(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وإن زعم أنها بط ريق الفتح فقد خالف إشارة النبي صلى‬

‫الله عليه وسلم‪ ،‬ذلك َّأنا أشرنا في أول البحث أن النبي‬

‫صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن اسم الله الأعظم مذكور‬

‫يات معينة بلغه عربية فصحى‪ ،‬مفهوم‬


‫في أحاديث وآ ٍ‬

‫معناها‪ ،‬وليس لأحد أن يخرج عن قول رسول الله‪،‬فالفتح‬

‫إن طابق النصوص الشرعية (الآيات والأحاديث) فبها‬

‫ونعمت‪،‬وإن خالف ما نصت عليه الأحاديث فلا بد أن‬

‫يؤدي إليه وحيًّا يقينيا‪ ،‬وهذا لا يكون إلا للنبي صلى الله‬

‫عليه وسلم‪،‬وأما غيره فلا يعتد بوحيه يقظة ولا مناما عند‬

‫المخالفة‪.‬‬

‫و على تقدير آخر قد تكون أصواتا لا تكت َب من اللغة‬

‫الس ريانية كما نص الإمام عبد العزيز الدباغ‪ ،‬وأن كل‬

‫حرف بالضم أو ال كسر أو الفتح يختلف معناه‪ ،‬وتوجد‬


‫ٍ‬

‫‪---------- )41(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫نسخه من الأصوات التي نص عليها الإمام لمن أراد‬

‫الاستزادة في كتاب الإبريز ومنها مثلا‪ :‬أن الدال‬

‫المضمومة(دو) هي إشارة إلى القليل المستقبح وفيها‬

‫ل مضمومة في هذا‬
‫غضب‪،‬فانظر رحمك الله فإن الدا َ‬

‫الطلسم كذا‪ ،‬فالظاهر أنها ملفوظ كت ِب بالحروف العربية‬

‫للغة مكتوبة بحروف غير حروف العربية‪.‬‬

‫ولا يلزمنا نطقها ولا التعبد بها‪ ،‬بل الغالب تحريم ذلك‬

‫ولا يت َع َبد بقراءة حروف غير معروف معناها‪ ،‬إلا الحروف‬

‫المقطعة في القرآن‪.‬‬

‫ويؤيد هذا التحريم أن هذا الطلسم وغيره ذكر في كتب‬

‫كما ذكرة الساحر ال كبير عبد الفتاح السيد الطوخى فى كتابه النور‬ ‫السحر‬
‫الربانى فى العلم الروحانى الم كتبه الفل كيه بيروت لبنان ص ‪9‬وكذلك ذكره‬

‫وتبين أنها من علم الأوفاق والحروف‪،‬‬ ‫فى كتابه الاسم الاعظم‬

‫وتكسير الأسماء وإجراء عمليات حسابية عليها لاستخراج‬

‫جملة أخرى‪ ،‬وهي كأمثال علوم الجفر وال كواكب ‪....‬إلخ‬

‫‪---------- )42(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫غير مأمون فيها من تلبيس الجن بال كفر‪.‬‬

‫وأقل من طلسم أبي الحسن رتبة في الغموض –وإن كنَّا لا‬

‫نر َ ِ‬
‫جح القول به ولا بمثله كذلك‪ -‬ما ورد في مخطوطة قديمة‬

‫لمحمد صالح السباعي الحفناوي‪ ،‬وحروفه مشكولة‪ ،‬ونصه‪:‬‬

‫سق َك ح َل َع يَص)‪ ،‬ولم يذكر له معنى‪ ،‬وذكر أنه‬


‫(أَ ه َم َ‬

‫باللسان اليوناني القديم‪،‬وأنه كثر استعماله في بعض ألسنة‬

‫العارفين به‪ ،‬وأن العلماء أخفوه كي لا يطلع عليه أحد من‬

‫غير أهله(‪،)1‬وقال عنه بعض المحدثين َّ‬


‫إن حروفه لم تخرج‬

‫عن الأربعة عشر حرفا في أوائل سور القرآن‪ ،‬وعدد‬

‫الطلسم أحد عشر حرفا‪ ،‬وينقصه ثلاثة حروف لتكملة‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫الحمنََاوي (محمََد صََال‪ :‬السََباعي) ايسيير اي مييت علييل ا ي‬ ‫(‪)1‬‬

‫األع ح مخط‪:‬رة‪ ،‬ان الكتب المص‪:‬ية‪ ،‬ص‪.3 ،2‬‬

‫‪---------- )43(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫العدد أربعة عشر‪ ،‬فجمعوها في كلمة (طنر)‪ ،‬وبمقابلة عدد‬

‫كل حرف أنتجت (‪ )259‬مائتي وتسع وخمسون حرفا‪،‬‬

‫وهو عدد الحروف نفسه لكلمة (الله) إذا وزنت بالعدد‬

‫ُ‬
‫كل حرف على حدة‪ ،‬أي (ألف‪ ،‬لام‪ ،‬لام‪ ،‬هاء)‪ ،‬وأن‬

‫الحروف الأربعة عشر أسموها حروف نورانية‪ ،‬وبقية‬

‫الحروف ظلمانية‪ ،‬لأن العلماء السابقين بالتجارب والتفكر‬

‫صاغوا من الحروف جملة‪( :‬نص حكيم قاطع له سر)‪،‬‬

‫وذكر َّ‬
‫أن تكرار الطلسم –ولم يذكر أنه الاسم الأعظم‪ -‬ألف‬

‫و مائة وأحد عشر مرة‪ ،‬ثم طلب الحاجة فتقضى‪ ،‬وهو‬

‫مجرَّب‪ ،‬وليس من الشرع أو الدين‪ ،‬ول كنه من المجربات‬

‫وأثبت فاعليته كتجارب وصفات الطب وأدويته الناجحة‬

‫مع بعض المرضى دون غيرهم‪ ،‬وممَّا ذكره أن الموازنة بين‬

‫الحرف والعدد أو القياس العددي لكل حرف يقوم على‬

‫‪---------- )44(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫حروف (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت)(‪،)1‬‬

‫ول كنه لم يذكر أن هذه الحروف عبرانية على ترتيب‬

‫العب رية‪ ،‬وينطق الألف‪( :‬آَل ِف)‪ ،‬والباء (بِي ْت)‪ ،‬والجيم‬

‫جيم َل) إلى آخر الحروف(‪ ،)2‬وعليه فإنه َّ‬


‫رجح التجريب‬ ‫( ِ‬

‫بالحروف العربية النورانية في أوائل السور‪ ،‬وعند القياس‬

‫العددي لم يذكر أن الاستناد فيها على غير الع ربية وهي‬

‫العب رية أو العبرانية‪.‬‬

‫وأقل من هذا رتبة في الخفاء ما كتبوا له معنا بالعربية كما‬

‫فعلوا في أهيا شراهيا‪ ،‬أو أحمى حميثا‪ ،‬أو بدعق ‪ ..‬إلخ وفي‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪https://youtu.be/56ULosQJru0)1‬‬
‫قءاع‪ :‬ايلغة ايع ر ة‪ ،‬الهيئة العامََة للكتََب‬ ‫ع‪:‬ني عبدال‪:‬ؤو‬ ‫(‪)2‬‬

‫واأليه َ َزة العلميَ ََة‪ ،‬مطبعَ ََة عَ ََين َ ََم ‪ ،‬القَ ََاه‪:‬ة‪1971 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.21‬‬

‫‪---------- )45(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫اللغة العربية كل الغنى عنه‪.‬‬

‫في السؤال الخامس والثلاثين ومائة من أجوبة ابن عربي‬

‫على أسئلة الحكيم الترمذي‪ ،‬ونصه‪" :‬ماذا َّاطلع من الاسم‬

‫على حروفه أو معناه؟ وفيه ذكر ابن عربي أن م َنْ وقف‬

‫على الاسم من الأمم الخالية وقف على حروفه دون معناه‬

‫عدا الرسل والأنبياء‪ ،‬فقد وقفوا على حروفه ومعناه‪ ،‬أ َّما‬

‫الأمة المحمدية فقد جم ِ َع لبعضهم بين حروفه ومعناه‪،‬‬

‫ولبعضهم أعلى معناه دون حروفه‪ ،‬وليس في هذه الأمة‬

‫م َنْ ُأعط ِ َ‬
‫ي حروفه دون معناه"(‪ ،)1‬تعقيب على النص‪:‬‬

‫والمعنى أي أن الاسم باللغة العربية يفهم معناه لكل‬

‫متحدث من هذه الأمة‪ ،‬و لايكون الحرف دون المعنى‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫ابََن ع‪ََ :‬ي ( محيََي الََدين) أجءبيية ابيين عربييي علييل أ ي لة‬ ‫(‪)1‬‬

‫ايحمييي ايترمييذي ‪ ،‬تحقيََق أحمََد عبََد الََ‪:‬حي السََاي‪ ،:‬ت‪:‬فيََق‬


‫علي وسبة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة ال قافة الديني‪ ،‬القاه‪:‬ة‪2006 ،‬م‪،‬ص‪211‬‬

‫‪---------- )46(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫إلا حالة أن يكون شبيها بالحروف المقطعة في تركيبها‪،‬‬

‫فاحذر ممَّا ي َّروج حول اسم الله الأعظم‪ ،‬وتيقن بأن الأمر‬

‫كانت لفت ِح عليك به ِ دون عناء‪!.‬‬


‫ْ‬ ‫مرهون بإرادة الله‪ ،‬ولو‬

‫*****‬

‫‪---------- )47(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الفروق المحتملة بين الدعاء بالاسم الأعظم‬

‫والدعاءبغيره‬

‫الفروق المحتملة بين الدعاء بالاسم الأعظم والدعاء بصفة‬

‫عامة‪:‬‬

‫سبب الفرق بين الدعاء باسم الله الأعظم والدعاء‬

‫بغيره‪:‬‬

‫هوتخصيصه بالذكر في الأحاديث‪ ،‬وإجابة الدعوة‪،‬وإعطاء‬

‫السئل به‪ ،‬و أن الاسم لم يرد في النص بدلالة صريحة‬

‫قاطعة‪ ،‬فوقع غموضه على متلقيه ممَّا ألجأ إلى التفكر فيه‪.‬‬

‫ونفصل الفروق فيما يلي‪:‬‬

‫‪---------- )48(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الفو رية‬

‫أولا‪ :‬أن يكون الفرق هو الاستجابة على الفور‬

‫والقول بالاستجابة الفو رية ناتج عمَّا ورد في الأحاديث‬

‫الواردة عن الاسم الأعظم بأن الله‪( :‬إذا دعي به‬

‫أجاب)‪( ،‬إذا سئل به أَ عطَى)‪ ،‬والتركيب ُ‬


‫اللغوي في‬

‫العبارتين المفتت َحتي ْن ب (إذا الشرطية) جعل شرط الإجابة‬

‫معلَّقا على مجردالنطق ب ُ‬


‫الدعاء‪،‬وشرط العطاء مع َلَّقا على‬

‫مجردالنطق بالسؤال‪ ،‬وتحقق الاستجابة على الفور‪.‬‬

‫وسيأتي تفصيل القول فيه في شروط الدعاء بالاسم‬

‫الأعظم‪ ،‬وبيان أن ذلك ليس بالفرق‪ ،‬و يمكن تسميته‬

‫أيضا ب (مانع التعجل) كما ورد في الحديث‪ ،‬روى أبو‬

‫هريرة رضي الله عنه‪ :‬أَ َّن ر َسول الله ِ ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬

‫‪---------- )49(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫قَال‪" :‬يسْت َجاب لأحَدِكمْ مالَمْ يَعْج َلْ ‪ ،‬يقول‪ :‬دَعَوْت فَلَمْ‬

‫َب ل ِي"(‪ ،)1‬وفي روايةٍ مسلم‪" :‬لايَز َال يسْتَج َاب لِلْعَبْدِ‪،‬‬
‫يسْتَج ْ‬

‫حمٍ‪ ،‬ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ‪ :‬يا‬


‫ما لَمْ يَدْع بإ ْثمٍ‪ ،‬أَ ْو قَط ِيعَة ِ ر َ ِ‬

‫ل اللهِ‪ ،‬ما الاسْ تِعْج َال؟ قالَ‪ :‬يقول‪ :‬ق ْد دَعَوْت و َق َ ْد‬
‫ر َسو َ‬

‫ك وَيَد َع‬
‫دَعَوْت‪ ،‬فَلَمْ أَ ر َ يَسْتَجِيب ل ِي‪ ،‬فَيَسْت َحْ س ِر عِنْد َ ذل َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬
‫الدعَاءَ"‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬البخََاني (أبََ‪ :‬عبََدهللا محمََد بََن إ ََماعي ) صييحيح ايبخيينليح‬
‫ط‪ ،1‬ان ابن د ي‪ ،:‬مشق‪2002 ،‬م‪ ،‬نق ‪6340‬‬
‫(‪)2‬مس ََل (أب ََ‪ :‬الحس ََين مس ََل ب ََن الحج ََام القش ََي‪:‬ي النيس ََاب‪:‬ني)‬
‫صحيح مسل نق ‪2735‬‬

‫‪---------- )50(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫مزيد الإجابة‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون اسم الله الأعظم أرجى للإجابة‪،‬ومع التسليم‬

‫بأن اسم الله الأعظم أرجى أسمائه للإجابة‪ ،‬إلا أن هذا‬

‫يقابله في الدعاء بصفة عامة زيادة الرجاء باختلاف‬

‫الأحوال والأمكنة والأزمنة‪.‬‬

‫فمن الأحوال التي يرجَى فيها مزيد من إجابة الدعاء حال‬

‫رقه القلب‪،‬أو استجماع الهمة‪ ،‬أو حال الاضطرار‪.‬‬

‫ومن الأمكنة التي يرجَى فيها مزيد من إجابةالدعاء داخل‬

‫المسجد الحرام‪ ،‬أو عند الرقى على الصفا والمروة‪،‬أو في‬

‫الروضة الش ريفة‪.‬‬

‫‪---------- )51(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ومن الأزمنة التي يرجَى فيها مزيد من إجابة الدعاء "الثلث‬

‫الأخيرمن الليل‪ ،‬وبين الأذان والإقامة‪ ،‬وفي آخر الصلاة‬

‫قبل السلام‪ ،‬وفي السجود‪ ،‬وعند جلوس الخطيب على‬

‫المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة‪ ،‬وبعد صلاة العصر‬

‫يوم الجمعة إلى غروب الشمس في حق م َنْ جلس متطهرا‬

‫ينتظر صلاة المغرب"(‪.)1‬‬

‫إذن ليس مزيد الرجاء بالإجابة هو الفرق‪!.‬‬

‫*****‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪ )1‬ابََن بََاز (عبََد العزيََز بََن عبََدهللا بََن عبََدال‪:‬حمن) مج ييءف فتيينو‬
‫محمََد بََن ََعد الشََ‪:‬يع‪ ،:‬ط‪،1‬‬ ‫ومعيين ت متنءعييةح يمَ ور َ ا‪:‬‬
‫ان القا ‪ ،‬ال‪:‬يا‪1420 ،،‬هَ‪.305 /5 ،‬‬

‫‪---------- )52(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫التأثير بالخاصية (سقوط الشروط والموانع)‬

‫ثالثا‪:‬أن يكون الفرق هو سقوط الشروط والموانع المطلوبة‬

‫في الدعاء عامة (بمعنى التأثير بالخاصية ) ويعني أنه حيثما‬

‫دعي باسم الله الأعظم وقع المدعو به بدون شرط أو مع‬

‫قيام مانع‪.‬‬

‫يرى أبو البركات البغدادي أن الحصول على اسم الله‬

‫الأعظم موقوف على المعرفة الحقيقية بذات الله‪،‬وعلى هذا‬

‫التقدير يكون ذلك الاسم أخص الأسماء وأشرفها‬

‫وأعلاها‪ ،‬وهو الاسم الأعظم الذي لا يبعد أن ينطاع به‬

‫كل ما في السموات وما في الأرض"(‪.)1‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬ال‪:‬ازي يءام اي يننتح ص‪.73 ،72‬‬

‫‪---------- )53(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫كذا نص على تأثيره بالخاصية الإمام محي الدين في‬

‫الفتوحات في إجابة السؤال الحادي والثلاثون ومائة‪.‬‬

‫وقد يكون من أسباب ذلك شدة خفائه‪ ،‬فنسبوا إليه‬

‫ماليس فيه‪،‬أو تواتر العقل الجمعي لذوي المهتمين بهذا‬

‫الشأن على ذلك كما سبق‪ ،‬أو أن بلعام لما اندلق لسانه قبل‬

‫الدعاء على موسى كان ذلك على سبيل المنع من الدعاء‬

‫على اعتبار أنه لو دعا لأستجيب له بخاصية الاسم‪،‬ومع‬

‫الأخذ في الاعتبار بأن الروا ريات في قصة بلعام متضاربة‬

‫كذا مطعون فيها سندا‪،‬وقد قال في إحدى رواياته‪ :‬ولو‬

‫جيبَ لي!‬
‫دعوت ما ا ِست ِ‬

‫َّأما عن التأثير بخاصية الاسم الأعظم وحصوله دون شرط‬

‫أو ضابط فإن ذلك لايصح‪ ،‬فكيف يجاب الدعاء بالاسم‬

‫الأعظم مع قيام موانع الاستجابة‪ ،‬أو عدم استيفاء‬

‫الشروط الواردة في الدعاء عامة‪ ،‬كما لو وقع من قلب لاه‬

‫‪---------- )54(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫غافل‪ ،‬أو ممن مطعمه ومشربه وملبسه حرام‪،‬وغ ِذي من‬

‫حرام‪ ،‬أو داع بالإثم‪،‬أو مخطئ‪ ،‬أو نائم‪ ،‬أو مغمى عليه‪ ،‬أو‬

‫به عارض سكر ونحوه‪ ،‬أو ممن يعبد غير الله!أو من دعا به‬

‫وهو متكبرا مغرورا معجبا بنفسه قائما على الذنوب‪ ،‬فإنه‬

‫يخش َى عليه الهلاك‪ ،‬لأن لسان حاله كأنه يجب ِر الله على‬

‫الاستجابة والله خير الماكرين‪ ،‬و قد قال عبد الله بن الثامر‬

‫لما ُأوتي بالهدايا‪ :‬أنا لا أشفي‪ ،‬إنما يشفي الله‪ ،‬هذا حال‬

‫المؤمنين بربهم‪ ،‬فأهل الله حينما يدعون الله به حالهم‬

‫شبيه بحال من قال رسول الله فيهم‪ :‬منهم من لو أقسم على‬

‫الله لأبره‪ ،‬فهؤلاء لهم الإجابة من قبل حالهم‪ ،‬وأولئك‬

‫لهم الإجابة من قبل اللفظ‪.‬‬

‫والقول بالتأثير بالخاصية دون ضابط يتنافى مع مقاصد‬

‫الش ريعة ‪ -‬كما بين الحديث أن المخطىء في الدعاء لا يع َاق َب‬

‫‪---------- )55(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫به‪ ،‬ولا يستجاب دعائه ‪ -‬ويجعل من الدعاء بالاسم‬

‫الأعظم أمرا خطير ا إذا وقع النطق به لسبب ما على غير‬

‫المراد‪،‬أو لقصد سوء الاستخدام‪ ،‬كما أن إطلاق القول‬

‫بالتأثير بالخاصية يشبه القول بالتأثير بالذات وبطلانه ظاهر‪،‬‬

‫والذي يبدو لي أن استيفاء شروط الدعاء وموانعه مطلوبة‬

‫في الدعاء بالاسم الأعظم كما في غيره من الأسماء‪.‬‬

‫كذا أقول أنه ليس هناك ما يمنع أن تستجاب دعوة لمن‬

‫دعا بالاسم الأعظم‪ ،‬أوحتى بغيره من الأسماء غير‬

‫مستوف للشروط والموانع لقصد هداية‪ ،‬أو لإقامة حجة‪ ،‬أو‬


‫ٍ‬

‫أنه يمكر به إلى آخر الحكم الإلهية التي لاتتناهى‪ ،‬ولله فى‬

‫خلقه شئون‪!.‬‬

‫‪---------- )56(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وهناك م َنْ ذهب إلى التأثير بهمة الداعي دون ربط الدعاء‬

‫بالاسم‪ ،‬وقال ابن عربي فيه‪" :‬التأثير بالهمة لا يع َ َّول عليه‬

‫إلا إن صحبه (بسم الله) الذي هو بمنزلة كن منه"(‪،)1‬وقال‬

‫بعض الفضلاء العارفين‪ :‬اعلم أن أسرار الأولياء على‬

‫جن مؤمن‪ ،‬فهذه الدرجة‬


‫ٍ‬ ‫ضربين‪ :‬إما انفعال بواسطةٍ من‬

‫للعوام‪َّ ،‬‬
‫وإما انفعال من الله –تعالى‪ -‬بغير واسطة‪ ،‬وهذه‬

‫الدرجة للخواص‪ ،‬وهي كقوله تعالى للشيء كن‬

‫فيكون"(‪،)2‬كذا من دعاء الراسخين( اللهم اصرف عنا‬

‫ن بخيرهم وشرهم ) هذا ولا يخلو التعامل مع طائفة‬


‫الج ِ َ‬

‫الجن من أضرار في الدين والدنيا‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬ابن ع‪ :‬ي ل ن ع ابن عربيح ص‪.202‬‬
‫ح ط‪،8‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫بخ يين‬ ‫(‪)2‬البََازي (محمََد م‪ََ :‬ا) فييتح‬
‫إ انة التصنيف واأل ب‪ ،‬باكستا ‪2020 ،‬م‪.378/2 ،‬‬

‫‪---------- )57(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫و لاتنفعل الأشياء للإرادة المجردة إلا لله‪ ،‬واقرأ إن شئت‬

‫قول اللهﱡتعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ‬

‫(‪)1‬فالتأثير بالهمة فرع من فروع الاسم الأعظم شَب ِيه‬

‫ﭐ‬ ‫بقانون الجذب للعقل الباطن ‪.‬‬

‫*****‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪:‬نة األن ينح‪ ،‬اآلية ‪.69‬‬

‫‪---------- )58(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫إضاءة حول موانع استجابة الدعاء‬

‫مانع من غ َّ َّ‬
‫ُذي بالحرام‪:‬‬

‫أولا‪:‬فرق بين الوقوع في شبهات عصر الفتن الذي نحن فيه‬

‫الشخص غبار الربا وفساد المعاملات دون‬


‫َ‬ ‫كأن يَم َس‬

‫عمد‪ ،‬أو وقوع في المشبهات‪ ،‬أو قصور النظر عن التحري‪،‬‬

‫وبين أن يكون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬‬

‫م َ ْطع َمه ح َرام‪ ،‬ومَش ْرَبه ح َرام‪ ،‬وم َل ْب َسه ح َرام‪ ،‬وغذِيَ‬

‫بالحَرا ِم‪ ،‬فأنَّى يسْت َجاب لذلكَ؟"(‪)1‬والفرق بينهما واضح‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫صحيح مسل ح نق ‪.1015‬‬ ‫(‪)1‬مسل‬

‫‪---------- )59(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫مانع الدعاء مع الغفلة‪:‬‬

‫ثانيا ‪ :‬فرق بين الدعاء من قلب لاه غافل كما ورد في‬

‫الحديث ( لا يستجاب الدعاء من قلب لاه غافل ) وهو‬

‫الذاهل عن معاني ما يقول والغير مستحضر لما يتريب عليه‬

‫غير محتسبا ولا متعقلا‪ ،‬وبين أن يكون الدعاء س ريعا‬

‫لسبب ما مع تعقله‪.‬‬

‫*****‬

‫‪---------- )60(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫مانع الدعاء بالإثم‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬فرق بين الدعاء بالإثم وبين الدعاء بما ظاهره إثم مع‬

‫شبهة المل كية والأحقية‪،‬ك دعاء المظلوم على ظالمه بما‬

‫ظاهره إثم ‪ ،‬وممَّا روي كذلك‪" :‬دعْوة المظلو ِم مستجابة‬


‫(‪)1‬‬
‫فلم يشترط شرطا‬ ‫سه ِ"‬
‫وإ ْن كان فاجِرا ففجوره على نف ِ‬

‫َّ‬
‫وعزتي وَج َلال ِي لأنصرنَّكِ‬ ‫ويقول الر ُ‬
‫َّب تبارك وتعالى‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ولوبعد َ حينٍ"‬

‫ومنه دعاء سعيد بن زيد كما ورد فى البخارى أَ ن أَ رْو َىَ‬

‫شي ْئا م ِنْ‬


‫ن زَيْدٍ أَ نه أَ خَذ َ َ‬
‫َت عَلَى َ سَع ِيدِ ب ْ ِ‬ ‫بِن ْتَ ُأ وَي ٍ‬
‫ْس ادع ْ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫األلبََاني صييحيح ايجيينم اي ييغير و نددي (اي ييتح اي ييير)ح ط‪،3‬‬
‫المكتب اإل المي‪ ،‬بي‪:‬وك‪1988 ،‬م‪ ،‬نق ‪ ،3382‬الحك (حسن)‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫األلباني صيحيح ينن ايترميذيح نقَ ‪ ،2526‬الحك (صَحي‪ :‬و‬
‫ام للق الخلقا‪ ،‬ول ن‪:‬ن ها في ه ا النص)‪.‬‬ ‫ق‪:‬ل‬

‫‪---------- )61(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ن الْحَكَمِ ‪ ،‬فَق َال سَع ِيد ‪ :‬أَ نَا‬


‫أَ رْضِه َا ‪ ،‬فَخا َصَمَت ْه ِإلَى َ مَرْو َانَ ب ْ ِ‬

‫ل‬
‫شي ْئا بَعْد َ الذ ِي سَمِعْت م ِنْ ر َسو ِ‬
‫كن ْت آخذ م ِنْ أَ رْضِه َا َ‬

‫ن‬ ‫الله ِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقول‪ :‬م َنْ أَ خَذ َ ِ‬
‫شب ْرا م ِ َ‬

‫سب ِْع أَ رضِينَ فَق َال سعيد ‪ :‬اللهم‬


‫ض ظل ْما طَوق َه ِإلَى َ َ‬
‫ال َأرْ ِ‬

‫ِإ ْن ك َان َْت ك َاذِب َة فَع َم ب َصَر َه َا ‪ ،‬و َاق ْتلْه َا فِي أَ رْضِه َا ‪ .‬قَال ‪:‬‬

‫فَم َاـ م َات َْت حَتى َ ذ َه َبَ ب َص َره َا ثم بَي ْنَا هِي َ تَمْش ِي فِي أَ رْضِه َا‬

‫َت فِي حفْرَة ٍ فَمَات َْت ‪.‬‬


‫ِإ ْذ و َقَع ْ‬

‫"أن الن َّ‬


‫َّبي صلَّى الله عليْه ِ‬ ‫أو دعاؤك على نفسك‪،‬ودليله َّ‬

‫ل لَه‬ ‫ٍ‬
‫فرخ‪ ،‬فقا َ‬ ‫ل‬ ‫َّ‬
‫وسلم َ عاد َ رجلا قد جهِد َ حتَّى صار َ مث َ‬

‫ل‪:‬كنت‬
‫ك العافية َ قا َ‬ ‫أما كنتَ تدعو أما كنتَ تسأل َّ‬
‫رب َ‬

‫أقول الل َّ‬


‫َّهم ماكنتَ معاقبي بِه ِ في الآخرة ِ فعجِل ْه لي في‬

‫وسلم َ‪ :‬سبحانَ الله ِ َّإن َ‬


‫ك لا‬ ‫ل الن ُ‬
‫َّبي صلَّى الله عليْه ِ َّ‬ ‫ُ‬
‫الدنيا‪ ،‬فقا َ‬

‫‪---------- )62(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ُ‬
‫فيالدنيا‬ ‫تطيقه أو لا تستطيعه‪ ،‬أفلا كنتَ تقول‪:‬الل َّ‬
‫َّهم آتِنا‬

‫حسَنة وفي الآخرة ِ حسَنة وق ِنا عذابَ النَّارِ"(‪.)1‬‬

‫أو دعائك على ولدك وقصص استجابة دعاء الآباء على‬

‫الأبناء كثيرة (أنت ومالك لأبيك ) ‪.‬‬

‫أو دعائك على خدمك‪ ،‬أو مالك لأحقيتك في الولاية ِ‪ ،‬أو‬

‫الامتلاك‪،‬ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم لم َِنْ لعن‬

‫ل اللهِ‪،‬‬ ‫ب َعِيْر َه‪":،‬م َن هذا َّ‬


‫اللاعِن ب َع ِير َه؟ قالَ‪ :‬أَ نَا‪ ،‬يا ر َسو َ‬

‫ن"‪،‬واسْ تَطْرَد َ النبي‬


‫بمَل ْعو ٍ‬ ‫حب ْنَا‬
‫ت َصْ َ‬ ‫عن ْه‪،‬فلا‬ ‫قالَ‪:‬انْز ِلْ‬

‫قائلا‪":‬لاتَدْعواعلَى أَ ن ْفسِكمْ‪ ،‬و َلا تَدْعواعلَى أَ وْلادِكمْ‪ ،‬و َلا‬

‫ن الله ِ سَاع َة يسْأَ ل ف ِيهَا‬


‫تَدْعواعلَى أَ مْو َال ِكمْ‪ ،‬لا تو َاف ِقوا م ِ َ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪ )1‬األلباني (محمد ناصَ‪ :‬الَدين) صيحيح ينن ايترميذيح ط‪ ،1‬مكتبَة‬
‫المعان ‪ ،‬ال‪:‬يا‪2000 ،،‬م‪ ،‬نق ‪ ،3487‬الحك (صحي‪.):‬‬

‫‪---------- )63(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫عَطَاء‪ ،‬فَيَسْتَجِيب ل َك ْم"(‪.)1‬وفي رد الرجل‪" :‬أنا يا رسول‬

‫الله" عند سؤال النبي‪" :‬م َنْ اللاعن" دليل على أن الغضب‬

‫مالم يصل إلى حد الذهول فصاحبه مؤاخذ به‪.‬‬

‫والرأي الذي نميل إليه َّ‬


‫أن عموم الدعاء بالإثم لا يستجاب‬

‫ولو بالاسم الأعظم‪.‬‬

‫َّ‬
‫إن الدافع فى نهي رسول الله عن أن يدعو الإنسان على‬

‫نفسه‪ ،‬أو ولده‪ ،‬أوماله هو الحيطة من أن يوافق الدعاء‬

‫ساعة إجابة‪ ،‬والمقصود إعطاء الله المدعو به‪،‬لا أن يصرف‬

‫عن َّ‬
‫الداعي من السوء مثلها‪،‬أو يدخرها له‪،‬وهذا ينقلنا إلى‬

‫الفرق بين الدعاء بالاسم الأعظم والدعاء بغيره‪ ،‬ألا وهو‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬مسل صحيح مسل ح نق ‪ ،3009‬لالصة الحك (صحي‪.):‬‬

‫‪---------- )64(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫إعطاء المدعو به دون حصر الإجابة بين ثلاثة أمور‬

‫محتملة‪ ،‬فحيثما وقع الدعاء بالاسم الأعظم فهي ساعة‬

‫إجابة محققة‪ ،‬وهذه هي خاصيته –ديمومه إستصحابه دون‬

‫التعليق على زمن أو على حال ‪ -‬كما قصد إليها البعض على‬

‫نحو ما بيَّنَّا فيما سبق‪.‬‬

‫*****‬

‫‪---------- )65(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫إضاءة حول الدعاء باسم الله الأعظم حسب‬

‫الضرورة‪:‬‬

‫ثم يتفاوت حصول الاستجابة مع الدعاء باسم الله‬

‫الأعظم ق ربا وبعدا‪ ،‬أي في الوقت على حسب الضرورة‬

‫أوالحاجة إليه غير متأخر عن وقته من جهة‪ ،‬ومن جهة‬

‫أخرى حسب استحضار المعنى القائم وما يحيط به من‬

‫كمالات‪ ،‬وإن لم تكن شروطا كوضوءٍ وسكينةٍ ونحوه‪،‬فإن‬

‫ذلك مما يسرع بتحقق المدعو به‪.‬‬

‫ويجوز الدعاء بالاسم الأعظم فيما لم يبلغ مبلغ الضرورة َّمما‬

‫خرجت أسبابه عن يدك‪ ،‬فإنه يكون معين وميسر لاسيما‬

‫في الرقية‪،‬والاستشفاء به‪ ،‬و قد يأخذ الشفاء وقته بسبب ما‬

‫كالتوفيق لعلاج ونحوه‪.‬‬

‫‪---------- )66(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وإذا نظرت في ال كرامات المعروفة في التاريخ الإسلامي‬

‫ستجد أنها تعالت على قانون السببية‪ ،‬ول كن كانت عند‬

‫حال الضرورة سواء كانت ضرورة دينية أو دني وية‪ ،‬ومن‬

‫أمثلة ذلك‪ :‬تقدم عامر بن عبدالله (ابن عبد قيس)‪-‬رضي‬

‫الله عنه‪-‬للأسد الذي حبس القافلة(‪)1‬كانت ضرورة‬

‫دني وية‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫العسََقالني (أحمََد بََن علََي بََن حجََ‪ ):‬اإلصيينبة فييي د ييييز‬ ‫(‪)1‬‬

‫أحمَ ََد عبَ ََد الجَ َ‪:‬ا ‪ ،‬علَ ََي محمَ ََد‬ ‫اي ييييحنبةح تحقيَ ََق عَ ََا‬
‫مع َ َ َ ََ‪ ،،:‬ط‪ ،1‬ان الكت َ َ َ ََب العلمي َ َ َ ََة‪ ،‬بي َ َ َ ََ‪:‬وك‪1995 ،‬مح‬
‫‪.60/5‬‬
‫ابََن الجََ‪:‬زي (يمََا الََدين أبََي المََ‪:‬م) ص ي ة اي َّ يي ءةح تحقيََق‬
‫لالَ َ ََد ر‪:‬ر‪ََ َ َ :‬ي‪ ،‬ان الكتَ َ ََاب الع‪ََ َ َ :‬ي‪ ،‬بيَ َ ََ‪:‬وك‪2012 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.610‬‬

‫‪---------- )67(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وأحيا الله بعض الموتى حديثي الوفاة لدعوة أحد الأولياء‬

‫أما من ا ندثر من زمن فلا كما نص عليه الإمام السبكي‬

‫رحمه الله في باب أنواع ال كرامات في طبقاته‪ ،‬نقله الإمام‬

‫يوسف النبهاني في كتاب كرامات الأولياء‪.‬‬

‫وم َنْ توضأ وأحسن الوضوء وصلى ركعتين‪ ،‬ودعا فأحيا‬

‫الله له حماره كانت ضرورة دني وية؛ لأنه كان في الط ريق‬

‫وأبى أن يوزع متاعه على رحال أصحابه(‪.)1‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫ابَن تيميََة (أحمََد بََن عبََدالحلي ) مج ييءف فتيينو حيييم اإل ييالم‬ ‫(‪)1‬‬

‫أل يي‪ :‬بيين دي ييية‪ ،‬تحقيََق عب ََدال‪:‬حمن بََن محمََد بََن قا َ ‪،‬‬
‫وابن َ َ محم َ ََد ب َ ََن عب َ ََدال‪:‬حمنح مجم َ َ المل َ ََع فه َ ََد لطباع َ ََة‬
‫و ازنة الش َ َ َ ََئ‪ :‬اإل َ َ َ ََالمية‬ ‫الش َ َ َ َ‪:‬يف‪ ،‬إ َ َ َ ََ ا‪:‬‬ ‫المص َ َ َ ََح‬
‫والَ َ ََدع‪:‬ة واإلن َ َ ََا ‪ ،‬المملكَ َ ََة الع‪ :‬يَ َ ََة السَ َ ََع‪ :‬ية‪،‬‬ ‫واألوقَ َ ََا‬
‫‪2004‬مح ‪.281/11‬‬

‫‪---------- )68(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫خالد بن الوليد لما شرب السم كان في الحرب‪ ،‬وكان من‬

‫تمام التوكل لإظهار القوة للعدو‪،‬فقد روى أبو يعلي‪ ،‬وغيره‬

‫عن أبي السفر قال‪ :‬لما قدم خالد بن الوليد الحيرة‪ ،‬أتى‬

‫بسمٍ‪ ،‬فوضعه في راحته‪ ،‬ثم سمَّى وشربه‪ ،‬فلم يضره‪.‬‬

‫وعندما تغيَّب الحسن البصري عن الحجاج أرسل جنده‬

‫إليه‪ ،‬فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله –عز وجل‪ -‬فلم‬


‫(‪)1‬‬
‫يروه كانت ضرورة دني وية‬

‫وعلى هذا فقس‪،‬وعليه فكرامة من فعل العبد ابتداء لا‬

‫يطلبها إلا في ضرورة‪ ،‬وكرامة يظهرها الله عليه‪ ،‬فهذه لا‬

‫دخل له بها‪.‬‬
‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ابن تيميَة اي رقنن بين أوييينح اييرل ن وأوييينح ايشييطننح تحقيَق‬
‫عبد ال‪:‬حمن عبدالك‪:‬ي اليحيا‪ ،‬ان المضيلة‪ ،‬ال‪:‬يا‪ ،،‬ص‪.314‬‬

‫‪---------- )69(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫حال الضرورة يستجاب بالاسم الأعظم على الفو رية ولو‬

‫من غير سبب لإرادة الله في إظهار كرامة َ عبده‪،‬وقد يقول‬

‫قائل‪ :‬إن حالة الضرورة مجاب فيها الدعاء ولو بغير الاسم‬

‫الأعظم‪،‬أقول ‪:‬ليس على العموم لأن الألف واللام في‬

‫كلمة"المضطر" "للجنس لا للاستغراق كما نص عليه الرازى‬

‫والبيضاوى في تفسيرهما‪ ،‬فلا يلزم منه إجابة كل‬

‫مضطر‪،‬وهذا أمر مشاهد ومعروف‪،‬ول كن بالاسم الأعظم‬

‫أو ما يسا ويه من الولاية يجاب العبد‪..‬وكانت معجزات‬

‫سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبركاته أكثر من أن‬

‫تحص َى‪،‬وكان الله يخرق له قانون السببية وذلك لتمام التأييد‬

‫وظهور الرسالة‪ ،‬ولا يوجد م ِثل ذلك فيمن بعده‪ ،‬ولا‬

‫ُأحب لولىي أن يظهر ال كرامة تعليما إن كان يقدر على‬

‫ذلك‪،‬أما أن تظهر عليه من غير ت َُعمد منه فنعم ‪.‬‬

‫‪---------- )70(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫والاسم الأعظم لم يوضع لخرق العوائد والأسباب في غير‬

‫حال الضرورة‪ ,‬وليس هناك أي دليل يخالف ذلك‪.‬‬

‫والضرورة نوعان؛ ضرورة فجائية يغيب معها العقل‪ ،‬فلا‬

‫ت َعْق ِل أن تقول معها شيئا من دعاء‪،‬وربما لا ت َت َذكر كغرق‬

‫وح ريق ونحوه‪ ،‬وضرورةيحسن معها التعقل واستحضار‬

‫حال اللجوء والقول‪ ،‬كقول م َنْ تفوق على عفريت الجن‪:‬‬

‫ﱡﭐﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅ ﲆ ﲇﲈﲉﲊ‬

‫ﲋﲧﱠ (‪.)1‬‬
‫ﲌ‬

‫وهناك من يعلم الاسم الأعظم وينساه عند الضرورة إذا‬

‫َّ‬
‫قدر الله ذلك لحكمه وحكمته‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة اين ع‪ ،‬اآلية ‪.40‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪---------- )71(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫قال تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﱠ (‪)1‬أي سَن ْقرِئ َ‬


‫كﱠ يا‬

‫محمدفَلا تَن ْس َىﱠ‪،‬وهذا وعد من الله –تبارك وتعالى‪ -‬بأنه‬

‫ﲫ ﲲﱠ (‪)2‬وقال قتادة‪:‬‬
‫سيقرئه قراءة لا ينساها‪ :‬ﱡﭐﲨﲩﲪ ﲬ‬

‫"كان رسول الله لا ينسى شيئا إلا ما شاء الله"(‪.)3‬هذا‬

‫فيما يخص الوحي‪ ،‬وممَّا أخبر الله به نبيه رفع ليلة القدر‪،‬‬

‫قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬خَر َجْ ت ل ُأخْبِرَكمْ‬

‫َت وع َس َى أ ْن ي َكونَ‬
‫بلَيْلَة ِالقَ ْدرِ‪ ،‬فَتَلاحَى فلان وفلان‪ ،‬ف َرفِع ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫خَي ْرا ل َك ْم"‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة األعلل‪ ،‬اآلية ‪.6‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪:‬نة األعلل‪ ،‬اآلية ‪.7‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابن د ي‪ :‬د سير ايعرآن ايع ي ح ‪.379 /8‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫البخاني صحيح ايبخنليح نق ‪ ،2023‬الحك (صحي‪.):‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪---------- )72(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وأخفيت ليلة القدْر وساعة الإجابة يوم الجمعة‪ ،‬و ُأخفي‬

‫معهم الاسم الأعظم‪،‬وليس معنى الإشارة والإخفاء‬

‫انعدام الوجود على وجه القطع واليقين‪.‬‬

‫******‬

‫‪---------- )73(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫حكمة إخفاء الاسم الأعظم‬

‫ل‬
‫في قول النبي عن الأسماء الحسنى‪" :‬م َن أحْ صاها دَخ َ َ‬

‫الجنََّة َ"(‪)1‬قيل الإحصاء‪ :‬الحفظ‪ ،‬وقيل‪ :‬الإحاطة بها لفظا‬

‫ومعنى‪ ،‬وقال الخطابي في معاني الإحصاء‪" :‬أحدها لا‬

‫يقتصر على بعضها‪،‬ل كن يدعو الله بها كلها‪ ،‬وثانيها المراد‬

‫بالإحصاء الإطاقة‪ ،‬وعلى هذا كان إخفاء الأعظم ل كونه‬

‫بعض أسماء الله‪ ،‬وكما َّ‬


‫تقدم كان إخفاء اسم الله الأعظم‬

‫تحفيزا للعباد‪ ،‬واجتهادهم في التقرب إلى الله بجميع أسمائه‪،‬‬

‫وكذلك كان إخفاؤه لأنه َّ‬


‫قل م َنْ يتحمله بشروطه‪.‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫البخاني صحيح ايبخنليح نق ‪ ،7392‬الحك (صحي‪.):‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪---------- )74(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫والدعاء بالاسم الأعظم على نوعين‪ :‬طلب (جلب)‪ ،‬ودفع؛‬

‫وللطلب به شروط‪ ،‬وللدفع به شرط واحد‪ ،‬وقد يت َ َّلفظ به‬

‫ثناء‪ ،‬وهو أعلى الأسماء أثرا‪.‬‬

‫******‬

‫‪---------- )75(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫شروط الطلب بالاسم الأعظم‬

‫أولا‪ :‬أن توقن بالإجابة معتقدا في قدرة الله الذي يؤول‬


‫إليه الأمر ُ‬
‫كله‪ ،‬وهو مترتب على نفي التأثير بخاصية‬

‫به‪ .‬كما يترتب‬ ‫الاسم الأعظم دون صدق اللجوء للداعي‬


‫عليه شرط إيقان المرقى به بالشفاء إما لإعتقاده بصلاح الراقي‪ ،‬أو‬

‫بعلمه‪ ،‬أو ألجأته الضرورة كقصة لديغ سيد الحي ‪ ,‬وأما الضرورات‬

‫العامه فلا لأنها تستلزم إجتماع الامه محل الضرورة على الداعى به ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدعاء بالممكنات‪،‬فلا يجوز الدعاء بالمحال‪ ،‬كأن تطلب‬

‫الانتقال إلى القمر في حينك‪ ،‬أو أن تتحرك الأشياء‬

‫وتنفعل على الفو رية طبقا لإرادتك؛ فهذا كله ضرب من‬

‫السفه الموجب للفسوق‪.‬‬

‫‪---------- )76(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ثالثا‪ :‬أن تَتَخِذ َ سببا للطلب ‪ -‬لو وجد ذلك‪ -‬لأنه لا يجوز‬

‫لك في غير حال الضرورة الدينية أو الدني وية أن تقفز على‬

‫قانون السببية الذي أوجده الله في الأرض من أجل‬

‫اجتهاد العباد في العمل واختبارهم في طرق الحصول على‬

‫الرزق والرضا به‪.‬‬

‫ولك ُأسوة فيم َنْ َّ‬


‫ألح على رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪-‬‬

‫ليدعوا له برزق المال وحمَّل نفسه ما لا يطيق‪،‬فنمت له‬

‫الشياه حتى سدت ما بين جبلين رزِقَ على سبب ظاهر فلم‬

‫يرزق على غير سبب‪.‬‬

‫ضعف الطالب والمطلوب ‪ ,‬ضعف الطالب عن أن يدرك‬

‫ن وتيسير من الله ‪ ,‬وضعف‬


‫طلبه بإرادته وأسباب ِه دون إذ ٍ‬

‫المطلوب عن أن ي َرد َ طلب َه عن نفسه إذا شاء الله ‪.‬‬

‫‪---------- )77(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫رابعا‪ :‬الوقت إن إتيح حتى يقع الطلب سالما من الأذى‪،‬‬

‫وقعت الإجابة وصدر الإذن‬


‫ْ‬ ‫ومن المعارضة المقاومة‪،‬‬

‫وتتم الآن الترتيبات في نفسك وفي محيطك‪ ،‬فاصبر فإن‬

‫الأمر ليس على الفو رية كما أفهمتك‪ ،‬ألا ترى أن دعاء‬

‫النبي –صلى الله عليه وسلم‪ -‬لثعلبة وقع في ساعته ول كن‬

‫التحقق خضع للوقت حتى نمت له الشياه‪ ،‬ومعلوم أن‬

‫النماء فيه حمل وولادة ووضع وكل ذلك وتكراره يكون‬

‫بالوقت ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الإجمال في الطلب من الله‪ ،‬أي لا تعيِن قدرا‬

‫ولا سببا ولا وقتا‪،‬فيرزق الله كيف يشاء‪ ،‬وم َنْ‬

‫يتعدى ذلك بتحديد قدر أو سبب أو وقت فقد ت َّحكم‬


‫َّ‬

‫‪---------- )78(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وأحاطت الغفلة بقلبه(‪ ،)1‬بل ادع على‬


‫ْ‬ ‫على ربه‬

‫العموم إن أمكن وإلا ُألزمت الشروط المذكورة‬

‫جميعها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬التعليق بالخي رية‪ ،‬وهو من أهم أسباب خفاء‬

‫الاسم الأعظم‪ ،‬فمن دعا به لشيء في الدنيا فقد خرج عن‬

‫اختيار الله له إلى اختياره هو‪ ،‬وذلك أن الله يجيب دعوة‬

‫الداعي بإحدى ثلاث‪ ،‬إما أن يعطيه سؤله‪ ،‬وإما أن يدفع‬

‫عنه من السوء مثله‪ ،‬وإما أن يدخرها له في الآخرة‪ ،‬فقد‬

‫ـــــ ـــ ـ‬

‫(‪ )1‬السََكندني (أحمََد بََن عطََا هللا) ايتنييء ر فييي إ ييعنط‬


‫ايت‪:‬بير‪ ،‬تحقيق محمد عبد الََ‪:‬حمن الشََا ‪ ، :‬ط‪ ،1‬المكتبََة‬
‫األزه‪:‬ية‪ ،‬القاه‪:‬ة‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.133‬‬

‫‪---------- )79(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫يختار الداعي باسم الله الأعظم أن يجاب في الدنيا‪ ،‬وقد لا‬

‫يكون له فيها خير وذلك لعدم علمه بالغيب‪.‬‬

‫لقد وقع ثعلبة بن حاطب الأنصاري فيما حذر العارفون‬

‫منه‪ ،‬حيث قال ثعلبة لرسول الله‪" :‬ادع الله أن يرزقني‬

‫مالا"‪ ،‬وحذره رسول الله مكررا‪" :‬ويحك يا ثعلبة قليل‬

‫تؤدي شكره خير من كثيرٍ لا تطيقه" ول كن ثعلبة َّ‬


‫أصر‬

‫وأقسم وقطع على نفسه وعدا‪" :‬والذي بعثك بالحق لئن‬

‫ق حقه"‪،‬‬ ‫دعوتَ الله فرزقني مالا لأعطين َّ‬


‫كل ذي ح ٍ‬

‫فدعا له رسول الله‪ ،‬ونمت أمواله وانشغل بها ثعلبة وأهمل‬

‫في عبادته ومنع الصدقة‪،‬فأنزل الله فيه قرآنا‪:‬‬

‫ﱡﭐﲃﲄﲅﲆﲇ ﲈﲉﲊﲋ‬

‫ﲌﲍﲎﲏ ﭐﲐﲑﲒ ﲓﲔ‬

‫‪---------- )80(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﭐ ﲚﲛ ﲜ ﲝﲞ ﲟ‬

‫ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤ ﲥ ﲦ ﲧﲨ ﲩ ﱠ‬

‫(‪ ،)1‬ولمَّا فاق ثعلبة من غفلته أسرع إلى رسول الله طالبا‬

‫المسامحة وقبول الصدقة‪ ،‬فلم يقبل منه وقال له‪" :‬إن الله‬

‫ِض رسول الله ولم‬


‫منعني أن أقبل منك صدقتك"‪ ،‬وقب َ‬

‫يقبل منه الصدقة‪ ،‬وكذلك لم يقبلها أبو بكر‪ ،‬وعمر‪،‬‬

‫وعثمان‪ ،‬وهلك ثعلبة في خلافة عثمان(‪.)2‬‬

‫لقد طلب ثعلبة الدنيا‪ ،‬ولم يكن في طلبه خير له‪ ،‬ول كنه‬

‫أصر واختار سبيله بدعوة ٍ لا ت ُ‬


‫رد من رسول الله‪ ،‬كم َنْ‬ ‫َّ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة ايتءبةح اآلياك‪77- 76 -75‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ابن د ي‪( :‬أب‪ :‬المدا إ ماعي عم‪ :‬بن د ي‪ ):‬د سير ايعيرآن‬ ‫(‪)2‬‬

‫ََامي بََن محمََد السََالمة‪ ،‬ط‪ ،2‬ان ريبََة‪،‬‬ ‫ايع ييي ح تحقيََق‬
‫ال‪:‬يا‪1999 ،،‬مح ‪.185 -183/4‬‬

‫‪---------- )81(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫يرجو أن يحصل على اسم الله الأعظم ليدعو به من أجل‬


‫ٍ‬
‫متاع دنيوي قد ينقلب عليه ًّ‬
‫شرا‪.‬‬

‫ح عليك باسم الله الأعظم‪،‬‬


‫سابعا‪:‬ألا تتكبر ولا تغتر إ ْن فت ِ َ‬

‫ﱡﭐﱏﱐ ﱑﱒﱠ(‪،)1‬ومن كتاب قصص الاسم‬

‫كان أحد الصالحين َّممن ُأوتي الاسم الأعظم أنه لم يدع‬

‫لأحد أصدقائه بالشفاء‪ ،‬ف َعوق ِب بمثله على ظنه بأنه يملك‬

‫ن "اسْ تَطَاعَ م ِنكم أَ ْن يَنْف َ َع أَ خ َاه فَل ْي َ ْفع َلْ "(‪.)2‬‬


‫الشفاء‪ .‬فم َ ِ‬

‫ثامنا‪:‬لا تختبر ربك في دعائك باسمه الأعظم‪ ،‬ونذكر هنا‬

‫مرويا‪ ،‬وتجربة علمية محي ِرة للعلماء حتى يومنا هذا‪:‬‬


‫ًّ‬ ‫خبرا‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة آم ع ران‪ ،‬اآلية ‪54‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬مسل صحيح مسل ح نق ‪ ،2199‬لالصة الحك (صحي‪.):‬‬

‫‪---------- )82(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫والخبر في قول أبي بكر بن أبي الدنيا‪ :‬حدثنا شريح بن يونس‬

‫حدثنا علي بن ثابت عن الخطاب بن القاسم عن أبي عثمان‬

‫كان عيسى ‪-‬عليه السلام‪ -‬يصلي على رأس جبل فأتاه‬

‫إبليس فقال‪ :‬أنت الذي ت َزْعم أن كل شيء بقضاء وقدر؟‬

‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ألق نفسك من هذا الجبل وقل‪ :‬ق َد َر ع َل َ َّي‪،‬‬

‫فقال‪ :‬يالعين‪ ،‬الله يختبر العباد‪ ،‬وليس العباد يختبرون الله‬

‫عز وجل(‪.)1‬‬

‫َّأما عن التجربة العلمية‪ ،‬فهي تجربة في زيائية‪ ،‬ت َّ‬


‫سمى تجربة‬

‫الشق المزدوج لاختبار سلوك الإل كترونات‪ ،‬ولوحظ من‬

‫خلالها َّ‬
‫أن الإل كترون يتخذ مسارا محددا كجسيم عند‬
‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪) 1‬‬
‫اب ََن د ي ََ‪ :‬اي ‪:‬ايييية واينفنييييةح تحقي ََق عب ََدهللا ب ََن عبدالمحس ََن الت‪:‬د ََيح ‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬ان هج‪ ،:‬القاه‪:‬ة‪1997 ،‬مح ‪.477/2‬‬

‫‪---------- )83(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫موجات‬
‫ٍ‬ ‫مراقبته‪ ،‬وعند عدم مراقبته يتحول في مساره إلى‬

‫متداخلة(‪)1‬وهو أمر محير جدا حتى الآن‪ ،‬وإ ْن كان‬

‫الإل كترون –المخلوق‪ -‬يتأبى على ال كشف عن أسرار‬

‫مساره عند مراقبته فكيف يتجرَّأ الإنسان –وهو أحد‬

‫المخلوقات‪ -‬على اختبار الخالق ومراقبته فيما يفعل!!‬

‫فالعبد الصالح يراقب مراقبة َ الله ِ له باتباع أوامره والانتهاء‬

‫عن نواهيه‪،‬وليس لمخلوق أن يراقب أفعال الخالق في‬

‫كون ِه‪ ،‬والعلماء أشدالعباد خشية لله‪ :‬ﱡﭐﲭ ﲮﲯﲰ‬

‫ﲲ ﲸﱠ (‪)2‬فالعلماء المتقون والعارفون بالله لا‬


‫ﲳ‬ ‫ﲱ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=n2td1lTYcbk‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=jklqd‬‬
‫‪y4Tw2Q‬‬

‫‪:‬نة فنطر‪ ،‬اآلية ‪.28‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪---------- )84(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫يختبرون الله باسمه الأعظم‪ ،‬وإنما يتحرجون من استخدامه‬

‫تأدبا على نحو ما بينا مسبقا‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬لا يجوز خرق وعدٍ إلهي أو أمرٍ من أمور الآخرة‪،‬‬

‫ل الله ِ‬
‫ودليله ما روي عن عبدالله ابن عمر أنَّه سَم ِ َع ر َسو َ‬

‫ن الرَّكْ عَة ِ‬ ‫الرك ِ‬


‫وع م ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫صَلَّى الله عليه َّ‬
‫وسلم َ إذ َا ر َف َ َع ر َأْ سَه م ِ َ‬

‫ن الف َجْ رِ يقول‪:‬اللَّه َّم الع َنْ فلانا وفلانا وفلانا بَعْد َ‬
‫خرَة ِ م ِ َ‬
‫الآ ِ‬

‫ل الله‪:‬‬ ‫ما يقول سَم ِ َع الله لم َِن حَمِد َه‪ ،‬ر ََّبن َا ول َ َ‬
‫ك الحم َ ْد فأنْز َ َ‬

‫ﭐﱡﭐﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ‬

‫ﲢ ﲣﱠ(‪)1‬فهذا من تعليم رسول الله لنا فيما بلغه عن‬

‫الله بأن أمر الآخرة متروك لله‪ ،‬وقد يتوب الله على‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬البخ َ ََاني صيييييحيح ايبخيي يينليح نق َ َ ‪ ،4069‬لالص َ ََة الحكَ َ َ‬
‫(صحي‪ ،):‬واآلية من ‪:‬نة آم ع ران‪ ،‬نق ‪.128‬‬

‫‪---------- )85(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫المشركين به ويهديهم طالما أنهم ما زالوا أحياء يرز َقون‪،‬‬

‫وقد يعذبهم‪ ،‬ول كن إن دعوت فليكن بالهلاك في الدنيا‪،‬‬

‫أو النصرة عليهم دون التطرق إلى أمر الآخرة‪ ،‬وفي المقابل‬

‫من مات منهم على ال كفر فلا يجوز الاستغفار له‪ ،‬ولو من‬

‫النبي ولايقبل فيهم دعاء ولا شفاعة ولا استغفار‪ ،‬فهذا‬

‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ‬ ‫من الأمورالقد رية‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫ﱏ ﱑ ﱒ ﱓﱔ‬
‫ﱈﱉﱊﱋ ﱌﱍﱎ ﱐ‬

‫ﱕ ﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱠ (‪)1‬وقال تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐ ﱓ‬


‫ﱖ‬

‫ﱔﱕﱖﱗﱘ ﱙﱚﱛﱜ‬
‫(‪2‬‬
‫ﱝﱞﱟﱠ ﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ ﱠ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة ايتءبةح اآلية ‪.80‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪:‬نة ايتءبةح اآلية ‪.113‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪---------- )86(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وممَّا َّ‬
‫صح عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله‪" :‬اسْ ت َأْ ذَن ْت رَبِي‬

‫أَ ْن أَ سْ تَغْف ِر َ ل ُأمِي فَلَمْ يَأْ ذ َ ْن ل ِي‪ ،‬و َاسْ ت َأْ ذَن ْته أَ ْن أَ زور َ قَبْر َه َا‬

‫ف َأَ ذِنَ ل ِي"(‪ ،)1‬ومنه سؤال نوح في ابنه‪ ،‬وسؤال إبراهيم في‬

‫أبيه‪ ،‬لأنها من الأمور القد رية ال كونية المقررة سلفا التي لا‬

‫تتغير ‪ .‬فالاسم الأعظم لا يخرق الأمور القد رية الم كتوبة‬

‫كل‬
‫سلفا في حكم الله‪ ،‬ووجه الدليل أن الأنبياء أعظم من ِ‬

‫م َنْ هو دونهم‪،‬فالاسم الأعظم قطرة من بحر علم سيدنا‬

‫محمد صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وانظر إلى فعله في ال كسوف‬

‫والخسوف من الهرولة إلى الصلاة تعرف قدرك أيها الولي‬

‫‪-‬ألا فالزموا أماكنكم يا من تدعون الولاية‪ ،‬ولذا لا ينبغي‬

‫لمن ي َسَّر َ الله له معرفة الاسم الأعظم أن يترك الذكر بباقي‬

‫أسماء الله الحسنى‪ ،‬أو يهمل في العبادات‪ ،‬أو يهجر القرآن‪،‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬مسل صحيح مسل ح نق ‪967‬‬

‫‪---------- )87(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫أو يترك أوراده‪،‬فلا توجد منزلة عند الله بغير عمل إلا في‬

‫أهل الجنة‪.‬‬

‫وأما من قال لماذا لم يدع به النبى في غزواته كغزوة بدر‬

‫مثلا فإنه استدلال ضعيف‪ ،‬لأن النبي مجاب الدعاء في‬

‫الحال بالاسم وبغيره‪ ،‬وقد أجيب بالفعل في هذه الغزوة‪،‬‬

‫ومد بالمدد إضافة إلى عدم تغيير الأمور القد رية المقررة‬

‫سلفا‪ ،‬أو لحكمة التش ريع‪ ،‬وكذلك لايجوز به إحالة نظام‬

‫ال كون والأفلاك‪ ،‬وقد شق القمر لنبينا‪ ،‬وردت الشمس‬

‫خر ِقَ النظام وبين‬


‫لعلي بن أبى طالب‪ ،‬ول كن فرق بين ْ‬

‫إحالة النظام ‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬لا يجوز الدعاء بالاسم لطلب عدم العقوبة على‬

‫المعصية قبل فعلها‪ ،‬فإن ذلك لا يكون أبدا من‬

‫استخدامات الاسم‪،‬فصاحب الإثم مؤاخذ به سواء علم‬

‫الاسم أم لم يعلم‪ ،‬فالاسم الأعظم أمان لك في الآخرة‪ ،‬غير‬

‫‪---------- )88(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫أنه لا يعني جواز المعصية‪ ،‬فإن تجويز المعصية كفر‪،‬‬

‫وبال كفر انحل ع َقْد كل شي ء‪ ،‬وكذلك لا يعني التساهل‬

‫في ارتكاب المعصية‪،‬فإنه يخشى عليه أيضا‪ ،‬فاحذر من‬

‫ذلك كحذرك من الدعاء به في معصية‪ ،‬وإلا آل بك الحال‬

‫إلى مثل بلعام بن باعوراء‪.‬‬

‫*****‬

‫‪---------- )89(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫شروط الدفع بالاسم الأعظم‬

‫وفي الدعاء بالاسم الأعظم لدفع السوء شرط واحد‪:‬‬

‫وهو ألا يكون ما تريد دفعه من سوء مبني على سبب أنت‬

‫قائم عليه‪،‬فمثلا أن تكون مدخنا وتطلب بالاسم سلامة‬

‫رئتيك‪،‬أوأن تسير بالسيارة بسرعة جنونية بلا مبرر‪ ،‬وتدعو‬

‫ألا يحدث لك حادث‪،‬فقد أوجد الله أسبابا في الأرض‪،‬‬

‫ووجب علينا الأخذ بها لا مخالفتها‪ ،‬وبعد الأخذ بها نتوجه‬

‫إلى الله بالدعاء‪ ،‬كما أنه ليس من المعقول أن تصر على‬

‫فعلك بما يوجب عليك هلاك نفسك ومعصية رب ِك ثم‬

‫تدعوه باسمه الأعظم أن يعافيك ممَّا أنت مصر على ارتكابه‪،‬‬

‫فإن هذا ليس من دواعي الأدب أو التعقل‪.‬‬

‫*****‬

‫‪---------- )90(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ويدفع الله عنك السوء ببركة أمان الاسم الأعظم ت َف َ ُضلا‬

‫لا وجوبا‪،‬فإن المحرم الفعلي والقلبي وترك الواجب الفعلي‬

‫والقلبي لا ينقطع منك‪ ،‬وعليه فقد يصيبك أي شيء‬

‫عقوبة على ذلك‪ ،‬وإذا شاء الله أهلكنا‪ ،‬ولا معقب لحكمه‪،‬‬

‫لأننا مل كه‪ ،‬والمالك يتصرف كما يشاء‪ ،‬وليس لأحد أن‬

‫يزن مع الله‪،‬ﭐﱡﭐﳆﳇﳈﳉﳊﳋ ﳏﱠ (‪،)1‬ماضٍ‬

‫ف َّيَّ حكمك‪ ،‬ع َدل ف َّي قضائك‪ ،‬ول كن عافيتك لي أوسع ‪.‬‬

‫وعند وقوع العقوبة أو الابتلاء وجب عليك أن تدع‬

‫برفعه‪،‬فإن وجدتَ سببا في يدك لما أنت به مبت َلى َ فالواجب‬

‫الامتناع عنه أولا قبل الدعاء ما لم تبلغ حال الضرورة‪،‬‬

‫وإ ْن عجزت عن الانصراف عن السبب فادع الله طالبا‬

‫العون والقوة‪،‬وتدع الله طالبا سلامة العواقب‪.‬‬


‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة ايرع‪:‬ح اآلية ‪.41‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪---------- )91(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫سقوط شروط الدعاء بالاسم الأعظم مع‬

‫الضرو ريات الخمس‬

‫انتهى العلماء إلى أن مقاصد الش ريعة والمصالح ال كبرى التي‬

‫تدور حولها الأحكام تصب في ضرو ريات خمس‪ ،‬أو‬

‫كليات خمس‪ ،‬أو أصول خمس(‪)1‬ونص عليها الإمام‬

‫الغزالي صريحة في قوله‪" :‬ومقصود الشرع من الخلق أن‬

‫يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم‪ ،‬فكل‬

‫َّ‬
‫يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة‪ ،‬وكل‬ ‫ما‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬أل ‪ :‬اير سييءنيا ميي‪:‬خع إيييل معنصيي‪ :‬ايشيير عةح ط‪1‬ح دال اي ل ييةح ايعيين رةح‬
‫‪2010‬مح ص‪.85‬‬

‫‪---------- )92(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة"(‪،)1‬وزاد ابن السبكي‬

‫ضرورة سادسة‪ ،‬وهي العِر ْض‪ ،‬ودافع الشوكاني عن هذه‬

‫ال زيادة معللا بأن عادة العقلاء أنهم يبذلون نفوسهم‬

‫وأموالهم دون أعراضهم(‪ ،)2‬وقالوا‪ :‬إنها مراعاة في كل‬

‫ملة(‪.)3‬‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫(‪)1‬ايغزايي (أبء لنم‪ :‬مح ‪ :‬بن مح ‪):‬ا اي ست ي ل ميين عل ي األصييءمح ط‪1‬ح‬
‫دال اي تب ايعل يةح بيروتح ‪1993‬ح ص‪.174‬‬
‫(‪)2‬أحمد ال‪:‬يس‪:‬ني ن ر يية اي عنصيي‪ :‬عنيي‪ :‬اإلميينم ايشيينط ي‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫المعه ََد الع ََالي للمك ََ‪ :‬اإل ََالمي‪ ،‬في‪:‬ييني ََا‪ ،‬ال‪:‬طي ََاك المتح ََدة‬
‫األم‪:‬يكية‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.63 ،62‬‬
‫(‪)3‬الشَ ََاربي (أبَ ََ‪ :‬إ َ ََحاع إبَ َ‪:‬اسي بَ ََن م‪ََ َ :‬ا) اي ءافعيييينت فييييي‬
‫أصييءم ايشيير عةح تحقيََقا عبََدهللا ناز‪ ،‬ومحمََد عبََدهللا ناز‪،‬‬
‫وعبدالسَ َ ََالم عبدالشَ َ ََافي محمَ َ ََد‪ ،‬ط‪ ،1‬ان الكتَ َ ََب العلميَ َ ََة‪،‬‬
‫بي‪:‬وك‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.222‬‬

‫‪---------- )93(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ولمَّا كان في هذه الضرو ريات جميع مقاصد الش ريعة كانت‬

‫إجازة الدعاء بكافة الأسماء المعروفة من أجل إيجادها في‬

‫حال الافتقار إليها‪،‬أو حفظها‪ ،‬أو نمائها في حال وجودها‪،‬‬

‫وإذا كانت حال ضرورة الداعي تحكي خطورة ضياع أو‬

‫أي من هذه الضرو ريات الشرعية‪ ،‬وكان الأمر كله‬


‫تلف ٍ‬

‫سقطت جميع‬
‫ْ‬ ‫مرهون بضيق الوقت الذي يقتضيه الإنقاذ‪،‬‬

‫شروط الدعاء بالاسم الأعظم‪ ،‬وتحققت الاستجابة على‬

‫الفو رية لما اقتضته حال الداعي من الافتقار الشديد مع‬

‫ضيق الوقت‪ ،‬وقد أشرنا إلى هذا المعنى سابقا‪.‬‬

‫فإن قلت ‪ :‬كيف تسقط جميع الشروط‪ ،‬وسقوط بعضها‬

‫يتحقق به مفسدة للأدب مع الله‪ ،‬كأن يكون َّ‬


‫الداعي‬

‫مناف للتأدب يسقط‬


‫ٍ‬ ‫مدفوع بالغرور‪ ،‬أقول‪َّ :‬‬
‫إن كل ما هو‬

‫‪---------- )94(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الداعي الذي لا ملجأ ولا ملاذ له إلا الله‪،‬وكذا ُ‬


‫كل‬ ‫بحال َّ‬

‫شرط متعلق بالخي رية وسلامة القصد م َّحقق بطلب الحفاظ‬

‫ُ‬
‫كل‬ ‫على الأصول أو الضرو ريات التي دارت حولَها‬

‫مقاصد الش ريعة كما َّ‬


‫تقدم‪ ،‬فإن قلتَ ‪ :‬وإن وافق الداعي في‬

‫حاله أنه يدع لإنقاذ نفس‪،‬أو نفسه من الهلاك وقد جرى‬

‫عليها القلم وحانت ساعتها‪،‬أقول‪ :‬لو حانت لحظة الموت فلا‬

‫َّ‬
‫راد له‪.‬‬

‫فإن قلتَ ‪ :‬فاتك شرط دفع الضرر‪ ،‬وهو إن كان الداعي‬

‫مسبب للحظة هلاكه وصانعها بيديه في إصراره على معصية‬

‫ربه منذ زمن‪،‬فشرط دفع الضرر هنا كما ذكرتَ ‪،‬أن‬

‫يتراجع عن فعله المتكرر الذي آل به إلى سوء حاله‪ ،‬والآن‬

‫ليس لديه القدرة في العودة بالزمن إلى الوقت الموجب‬

‫‪---------- )95(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫َّ‬
‫أصر على التدخين حتى‬ ‫لسلامته بالامتناع عن فعله‪ ،‬كمن‬

‫نام على فراش اليأس من السلامة‪.‬‬

‫أقول‪ :‬لو أنه تاب إلى الله في لحظته توبة صادقة توجب‬

‫الامتناع عن الفعل السيء لكانت استجابة الله له في دعائه‬

‫بخاص اسمه‪ ،‬ولو كان غير ذلك لصرفه الله عن التذكر‪،‬‬

‫وهذا شبيه بساعة الموت التي لا َّ‬


‫راد لها‪ :‬ﱡﭐﲎﲏﲐ‬

‫ﲝ‬ ‫ﲜ‬ ‫ﲑ ﲒ ﲓﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘﲙﲚﲛ‬


‫(‪)1‬‬
‫ﲞﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤﲥ ﲦﱠ‬

‫ـــــ ـــ ـ‬
‫‪:‬نة اينحعح اآلية ‪.61‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪---------- )96(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫نصائح معقبة حول استخدامات الاسم‬

‫الأعظم‬

‫أغلب من أظهر الاسم الأعظم تعليما وتأثيرا فهو والمتعلم‬

‫بين الفسق أو ال كفر أو القتل أو السعادة ‪.‬‬

‫أما الفسق فمن طرقه‪ :‬الظن بعدم الإجابة‪ ،‬أو الدعاء‬

‫بمعصية‪ ،‬ويكون الظن بعدم الإجابة لسوء فهم قول النبي‬

‫ل به أعطى) على الفو رية‪،‬‬


‫صلى الله عليه وسلم‪( :‬إذا سئ ِ َ‬

‫وانعدام فهم باقي الشروط أو إهمالها مع العلم بها‪.‬‬

‫و إما ال كفر كما فعل بلعام بن باعوراء‪.‬‬

‫وإما أن يقتل دونه كعبد الله بن الثامر‪.‬‬

‫وإما أن يسعد به كصاحب سليمان عليه السلام إذ قال ‪:‬‬

‫‪---------- )97(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫ﲋ ﲧﱠ‪ ،٠‬أي عندي‬


‫ﲌ‬ ‫ﱡﭐ ﲄﲅ ﲆﲇﲈﲉﲊ‬
‫علم‪ ،‬وهو من الضرورات الدينية‪ ،‬واستجابةلأمر نبي‪،‬‬

‫ووضوح أن مراد نبيه مطابق لمراد الله ولاشك‪.‬‬

‫وحيثما ذكر الا سم الأعظم وقع الدعاء به ولو من غير علم‬

‫الداعي‪.‬‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬لقد سألت الله باسمه‬

‫الأعظم‪ ،‬قد أجبت‪ ،‬قد أجبت‪ ،‬ولم يكن الداعي يعلمه‪،‬‬

‫وطلب الأمان في‬ ‫غير أنه يفرق به بين دعاء المغفرة‬

‫الآخرة‪ ،‬وهذا ما وقع في الدعاء في الحديث وبين طلب‬

‫دنيوي‪ ،‬وقد بينت لك ما فيه من شروط‪.‬‬

‫في جواهر‬ ‫وخالف التيجاني فيما نقله عنه بن حرازم‬

‫المعاني في وقوع الثواب به أو الإجابة إذا كان التالي لا‬

‫يعلمه‪ ،‬وقال هو على النصف من الثواب‪،‬و قال إن الاسم‬

‫لا يؤتاه إلا قطب الوجوده‪ ،‬وبالغ في تعديد ثوابه‪ ،‬وقد‬

‫‪---------- )98(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫بينت لك كذلك ما فيه من مغالطة‪ ،‬وبالقطع ثواب الاسم‬

‫الأعظم غير منصوص عليه‪.‬‬

‫وورد في الضعيف أنه لا يصلح للنساء‪.‬‬

‫اسم الله الأعظم أمان لك من ضرورات الدنيا‪ ،‬وليس‬

‫هناك م ِثله في الرقية من المرض‪ ،‬أو أذى الجن‬

‫والشياطين‪.‬‬

‫الاسم له صيغ‪ ،‬وصَي َغه مقصورة عليه‪,‬فاعلم أن الاسم بقدر‬

‫ما تكون عظمته وقوته بقدْر ما تكون فتنته‪ ،‬واعلم َّ‬


‫أن الله‬

‫لو أراد الفتح عليك به ستوافقه دون عناء‪،‬فاحمد الله على‬

‫ما َّ‬
‫من عليك به‪ ،‬واجتهد في عبادته‪ ،‬والدعاء بجميع أسمائه‪،‬‬

‫وهو خير الرازقين‪ ،‬وملاذ اللاجئين‪.‬‬

‫‪---------- )99(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫وقد يصل العالمون بالله وأصحاب صدق اللجوء إلى منزلة‬

‫أكبر عند الله من منزلة صاحب الاسم‪ ،‬ذلك أن الاسم‬

‫يتضمن معنى يقوم بالقلب‪ ،‬وقد يؤتى المعنى من لم يؤته‬

‫لفظه‪.‬‬

‫*****‬

‫‪---------- )100(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫يصدر للكاتب قريبا إن شاء الله‬

‫بحث في الأصول والقواعد الفقهية‬

‫بحث المال والعقل الباطن‬

‫*****‬

‫‪---------- )101(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫الفهرس‬

‫‪5 ......................... ................................‬‬

‫تصدير ‪6 ....................................... ................................‬‬

‫مقدمة ‪9 ....................................... ................................‬‬

‫تمهيد في عقيدة التف ويض والصور الإلهية ‪10............................‬‬

‫الصور الإلهية ‪16............................. ................................‬‬

‫اسم الله الأعظم بين الاعتراف والإنكار ‪22.............................‬‬

‫الماهيَّة ُ اللغ وية لاسم الله الأعظم ‪27......................................‬‬

‫الفروق المحتملة بين الدعاء بالاسم الأعظم والدعاءبغيره ‪48............‬‬

‫‪---------- )102(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫سبب الفرق بين الدعاء باسم الله الأعظم والدعاء بغيره ‪48............‬‬

‫الفو رية ‪49.................................... ................................‬‬

‫مزيد الإجابة ‪51............................. ................................‬‬

‫التأثير بالخاصية (سقوط الشروط والموانع) ‪53..........................‬‬

‫إضاءة حول موانع استجابة الدعاء ‪59....................................‬‬

‫مانع من غ َّ َّ‬
‫ُذي بالحرام ‪59.................. ................................‬‬

‫مانع الدعاء مع الغفلة ‪60................... ................................‬‬

‫مانع الدعاء بالإثم ‪61........................ ................................‬‬

‫إضاءة حول الدعاء باسم الله الأعظم حسب الضرورة ‪66............‬‬

‫حكمة إخفاء الاسم الأعظم ‪74........... ................................‬‬

‫‪---------- )103(----------‬‬
‫شروطه وضوابطه‬ ‫االسم األعظم‬

‫شروط الطلب بالاسم الأعظم ‪76.........................................‬‬

‫شروط الدفع بالاسم الأعظم ‪90.......... ................................‬‬

‫سقوط شروط الدعاء بالاسم الأعظم مع الضرو ريات الخمس ‪92....‬‬

‫نصائح معقبة حول استخدامات الاسم الأعظم ‪97.....................‬‬

‫الفهرس ‪102................................. ................................‬‬

‫‪---------- )104(----------‬‬
‫حقوق النشر والتوزيع محفوظة‬

‫ببلومانيا للنشر والتوزيع‬

You might also like