You are on page 1of 13

‫البطاقة التعريفية لمقياس المحضر من طرف االستاذ‪:‬طيفوري رحماني بوزينة أحمد‬

‫الطور‪ :‬ليسانس‬
‫السداسي‪2:‬‬

‫المستوى الدراسي‪ :‬السنة األولى‬


‫التخصص ‪:‬جذع مشترك ميدان علوم اجتماعية‬

‫عنوان المقياس‪ :‬مدارس و مناهج‬


‫المجموعة‪2:‬‬

‫الفوج‪19+15 :‬‬

‫طبيعة المادة‪:‬أعمال موجهة‬


‫اسم االستاذ‪ :‬طيفوري رحماني بوزينة أحمد‬
‫أهداف‪:‬‬

‫‪ -‬تزويد الطالب بالمعارف و طرق التفكير المنهجي‬


‫اطالع الطالب على التفكير الموضوعي و ما هي خصائصه و تميزه عن غيره من التفكير‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إلمام الطالب بالمعارف عن اهم المناهج المستخدمة في ميادين العلوم االجتماعية‬

‫ملخص‪:‬‬

‫أملنا في دراسة مناهج و مدارس بمختلف مكوناتها من قيم و مناهج و طرق ‪،‬أن يتمكن الطالب من‬
‫تحسين التفكير البناء عند التخطيط و االنجاز بثقة كافية في البحث ‪،‬و كذلك تساعده هذه الدروس في‬
‫السيطرة على الواقع الفعلي للموضوع بجودة والرؤية و تجنب مسببات الخطأ المنهجي و يبتعد عن‬
‫الرؤية الغير العلمية للظواهر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى توزيع مجموعة من البحوث على الطلبة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الدرس الخامس‪:‬‬
‫الموضوعية و الباحث االجتماعي‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫تعني الموضوعية في العلوم االجتماعية دراسة الظواهر و المشاكل االجتماعية كأشياء خارجة و مستقلة‬
‫عن الباحث‪،‬ألنها تمثل أحد القواعد المركزة للروح العلمية التي تتضمن استقالال فكريا ال يعترف إال‬
‫بسلطة العقل أو سلطة التجربة و الواقع‪،‬و هي بذلك منبع المعرفة العلمية‪ .‬بمعنى آخر تعني الموضوعية‬
‫العلمية تنحية كل اعتبار انفعالي أو عاطفي أو قيمي أو طائفي أو إقليمي و التحرر من سلطة العرف‬
‫االجتماعي و االبتعاد عن التأكيد السريع من تفكير الباحث في دراسته للظاهرة أو المشكلة االجتماعية‪.‬‬

‫و السبب في ذلك أن الباحث ال يرمي فقط للتعرف على الحدث االجتماعي و تقبله كما هو‪ ،‬بل يسعى‬
‫نحو الفهم العلمي ألسباب وجود هذا الحدث و عالقته بمحيطه‪،‬و يتطلع أيضا إلى سبر غوره و ادراك‬
‫كنهه‪ ،‬فهو يقوم بتشخيص المسببات األولية و الثانوية المساهمة في إحداث الحدث دون التأثر بالمجامالت‬
‫االجتماعية أو الشخصية أو التأثر بأي اتجاه فكري معين‪.‬‬

‫ما معنى الموضوعية العلمية‪:‬‬

‫فالموضوعية العلمية هي التي تخلصت من ضغوط االهواء السياسية و المذهبية و الفكرية و سلمت من‬
‫التأثيرات و الغايات و برئت من شوائب النزعات و يكون منطق الباحث الموضوعي في التحليل‬
‫خاضعا للعقل المجرد من التأثيرات و التعصب ألي نظرية أو فكر اجتماعي أو ديني أو سياسي أو‬
‫طبقي‪.‬و ال يخضع ألي اعتبار من مألوفات المحيط االجتماعي و عادات المجتمع ‪ ،‬و غير متحيز ألفراد‬
‫يمثلون مراكز النفوذ العالية في المجتمع‪.‬‬

‫و من هنا جاء التمييز بين الباحث العلمي و الفنان او الشاعر او االديب الذي يكون وصفه و تحليله‬
‫للظاهرة و الواقع االجتماعي مبنيا على الخبرة الذاتية الشخصية ألنه ينظر إلى الظواهر و الواقع‬
‫االجتماعي من خالل أحاسيسه و عواطفه و انفعاالته و أخيلته و هذا يتنافى مع الركيزة االساسية للروح‬
‫العلمية‪.‬‬

‫متطلبات الموضوعية من الباحث االجتماعي‪:‬‬

‫تتطلب الموضوعية العلمية في البحث االجتماعي من الباحث االجتماعي مايلي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫أ‪ -‬االبتعاد عن االحكام القيمية و االنفعالية و الشخصية ‪،‬و هذا يتطلب فصل الذات و الرغبات‬
‫الشخصية و قيمه و تقاليده االجتماعية في تفسيره للظواهر و الحقائق االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬االلتزام بالحياد االخالقي تجاه علم االجتماع و المجتمع االنساني‪،‬ألن ذلك سوف يوصله الى‬
‫صياغة قواعد نظرية حقيقية تعبر عن واقع المجتمع أصدق تعبير‪.‬‬
‫ت‪ -‬مراعاة الظروف المحيطة بالواقع االجتماعي ال االحكام الفردية و النظرة المطلقة‪،‬أي يجب على‬
‫الباحث االجتماعي االبتعاد عن الفكرة المسبقة أو التعصب المطلق أو االنقياد آلراء و أفكار أحد‬
‫العلماء أو الباحثين عند دراسته ألي ظاهرة أو مشكلة اجتماعية‪.‬‬

‫و كما يعلم االجتماعيون ‪ ،‬أن الحقيقة االجتماعية نسبية و ليست مطلقة ال تظهر كما هي بكل‬
‫خواصها و صفاتها و بنفس الصورة الموضوعية في المجتمع‪ .‬لذلك ال يميل علماء االجتماعي إلى‬
‫استخدام تعميمات مطلقة بل نسبية في برهنة المعلومات و الحقائق االجتماعية‪.‬‬

‫ث‪ -‬احترام آراء غيره من الناس و لو كانت متباينة كل المباينة ألن الموضوعية تعني مالحظة‬
‫الحقيقة كما هي‪،‬ال يجب أن تكون و تفسيرها علميا و الكشف عن العالئق المتداخلة بين‬
‫الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫من هنا جاءت الموضوعية كوسيلة للوصول الى الحقائق النسبية التي تقدم المبادئ المبنية على التجربة‪.‬‬
‫لذلك نجد التحاليل علم االجتماع مليئة بعبارات "غالباما"‪،‬و "قد يرجع ذلك"و " قلما"و"ربما" بدال من‬
‫"قطعا" و"حتما"و"مطلقا"‪ .‬ألن التنظيم العلمي يستدعي من الباحثين االجتماعيين أال يندفعوا في االدعاء‬
‫بالطاقات المنهجية و التطبيقية الكامنة في حقول اختصاصهم الى حد الجزم بكفاية المعارف المتوفرة‬
‫لتطمين نتائج ما يوضع من خطط علمية و ميدانية‪.‬‬

‫فالواقع الذي يعرفه الخبراء االجتماعيين عن اختصاصاتهم هو النقص الذي تعاني نتائج او احتماالت‬
‫اآلراء و المقترحات التي تتمخض عنها دراساتها لمشكالت المجتمع‪.‬و لسبب هذا النقص تميل البحوث‬
‫االجتماعية الى اتخاذ المظهر التخميني او التقريبي في تنبوأتها أو رصدها ألحداث المستقبل االمر الذي‬
‫يجعل عنصر الفشل او الخطأ في التنبؤ او التوقع قائما ال منا منه‪.‬‬

‫الموضوعية و التراث العربي االسالمي‪:‬‬

‫هذه هي فكرة الموضوعية في البحث االجتماعي‪،‬و لو رجعنا الى التراث العربي لوجدنا تمسك اعالم‬
‫العرب بالموضوعية العلمية ففي مقالة الدكتور توفيق الطويل‪":‬خصائص التفكير العلمي"قدم لنا مجموعة‬
‫من اعالم العرب و المسلمين الذين انتهجوا هذا المنهج العلمي في بحوثهم و دراساتهم امثال ‪ :‬الحسن بن‬

‫‪3‬‬
‫الهيثم‪:‬الذي قال "و نجعل غرضنا في جمع ما نستقر به و نتصفحه استعمال العدل ال اتباع الهوى‬
‫ونتحرى في سائر ما نميزه و نتفقد طلب الحق ال الميل مع اآلراء‪ ...‬أما البيروني فقد قال " ان التوصل‬
‫الى الحقيقة يقتضي تنزيه النفس عن العوارض المردية ألكثر الخلق‪،‬و االسباب المعنية لصاحبها عن‬
‫الحق‪،‬و هي كالعادة المألوفة و التعصب و التظاهر و اتباع الهوى و التغالب بالرياسة و اشباه ذلك ‪.‬‬

‫أما ابن رشد‪:‬فقد قال ان من واجبنا اذا نظرنا فيما قاله من تقدمنا من أهل األمم السالفة ان ننظر في الذي‬
‫قالوه في ذلك‪،‬و ما اثبتوه في كتبهم ‪ ،‬فما كان منه موافقا للحق قبلناه منهم و سررنا به و شكرناهم عليه‪.‬‬
‫و ما كان غير موافق للحق نبهنا عليه و حذرنا منه و عذرناهم و علينا ان نستعين على ما نحن بسبيله‬
‫مما قال من تقدمنا في ذلك ‪ ،‬مشاركا لنا في الملة او غير مشارك اذا ما كانت فيها شروط الصحة‬
‫وغيرهم من العلماء‪.‬‬

‫الدرس السادس‪:‬‬
‫مناهج البحث االجتماعي‬
‫‪ -1‬المنهج التاريخي‪:‬‬
‫المفهوم‪:‬‬
‫المنهج التاريخي هو المنهج الذي يقوم فيه الباحث بمحاولة استرداد الماضي تبعا لما تركه من‬
‫آثار أيا كان نوع هذه اآلثار سواء كانت آثارا مادية أو آثار كتابية‪،‬و هي التي تكون وصفا لحادث‬
‫تاريخي أو رواية عيانية لهذا الحادث ‪ .‬و هذا المنهج هو المستخدم في العلوم التاريخية بصفة‬
‫عامة و اللوم االجتماعية بصفة عامة‪.‬‬
‫خطوات المنهج التاريخي‪:‬‬
‫يمكن ان نحدد المنهج التاريخي بأربعة خطوات رئيسية و هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد مشكلة البحث أو ( اختيار مشكلة البحث)‬
‫‪ -2‬جمع الحقائق المتصلة بمشكلة موضع البحث أو ( جمع المادة التاريخية)‬
‫‪ -3‬تصنيف الحقائق و تحليلها و محاولة الربط بينها (و نقدها)‬
‫‪ -4‬عرض النتائج و تفسيرها أو (كتابة البحث)‬

‫أوال‪ :‬تحديد مشكلة البحث‪:‬‬

‫الموضوعات التي تهمنا في الميدان االجتماعي هي التي تتعلق بالظواهر االجتماعية والثقافية‪،‬والعالقات‬
‫التي تحدث بين االفراد و الجماعات‪،‬و ما قد يحدث في المجتمع من مشكالت نتيجة الضطراب‬
‫‪4‬‬
‫العالقات و األوضاع االجتماعية‪ .‬و لذلك كان من الضروري أن تنصب مشكلة البحث على موضوع من‬
‫الموضوعات التي تدخل في دائرة البحث االجتماعي‪،‬و يشترط في الظاهرة التي يختارها الباحث أن‬
‫تكون ممتدة عبر التاريخ‪،‬أي لها صفة االستمرار و الدوام النسبي بحيث يمكن تعقبها و تتبع مراحل‬
‫التطور التي مرت بها و اآلثار المترتبة عليها‪.‬و من أمثلة على ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬تطور وسائل االنتاج و صلتها بالعالقات و النظم االجتماعية‪.‬‬


‫‪ -‬اآلثار االجتماعية المترتبة على ظواهر التحضر و التصنيع في المجتمعات المتخلفة الى أخره‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الزواج و ما خضع له من تغيير خالل العصور‪.‬‬

‫فالباحث في أي ظاهرة من الظواهر السابقة ال غنى له عن الرجوع إلى الماضي لتتبع االتجاهات العامة‬
‫التي مرت بها الظاهرة‪ ،‬و يكشف عن القوانين العامة التي تحكمها‪.‬‬

‫و لذلك ينبغي على الباحث ان يراعي الشروط التالية ‪:‬‬

‫األهمية العلمية للمشكلة‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬قدرة الباحث على المنهج التاريخي و طريقة استخدامه‬
‫‪ -‬جدة الموضوع أو حداثته (أي أن ال يكون قد درس من قبل)‬
‫‪ -‬ضرورة مراعاة الزمن المخصص للبحث‬
‫‪ -‬توفر المصادر و المعلومات حول المشكلة – موضوع البحث‬

‫ثانيا‪:‬جمع الحقائق المتعلقة بالمشكلة ‪:‬‬

‫بعد ان يستقر الباحث على موضوع من المواضيع ينبغي عليه أن يحاول يقرأ كل ما كتب عن الموضوع‬
‫(أي المصادر الثانوية)في الكتب و المجالت و غيرها‪.‬‬

‫و من األفضل للباحث أن يسجل كل ما يحصل عليه من معلومات بصورة منظمة في بطاقات مرقمة‬
‫تحمل‪ :‬اسم المؤلف –عنوان الكتاب و تاريخه‪ -‬اسم الناشر و مكان النشر‪.‬‬

‫فإذا اراد ان يق تطف شيئا تعين عليه أن ينقله كامال كما هو ثم بعد ذلك يقوم بحصر المصادر التي تفيده‬
‫في موضوع بحثه‪.‬‬

‫أنواع المصادر التاريخية‪ :‬تنقسم المصادر التاريخية الى نوعين‪:‬‬

‫أ‪ -‬المصادر األولية‬


‫ب‪ -‬المصادر الثانوية‬
‫‪5‬‬
‫أ‪ -‬المصادر األولية‪ :‬تنقسم بدورها إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ -‬اآلثار‬
‫‪ -‬الوثائق‬

‫فاآلثار مثل بقايا حضارة قديمة‪ ،‬وأحداث وقعت في الماضي ‪،‬و ذلك مثل ‪ :‬األهرامات الفرعونية التي‬
‫تدلنا على النمط االجتماعي و الديني و االقتصادي الذي كان سائدا في مصر الفرعونية‪.‬‬

‫أما الوثائق فهي سجل مقصود ألحداث أو وقائع و تشمل السجل الشفهي و الكتابي و المصور‪،‬فالسجل‬
‫الشفهي هو الكلمة المنقولة التي لم تدون كتابة مثل ‪ :‬الحكم و األمثال و األساطير المتناقلة بين الناس‪،‬وال‬
‫تعتمد دراستها على المالحظة فحسب‪،‬و لكن على التحدث مع الناس و مناقشتهم‪ .‬و أما السجل الكتابي‬
‫فيشمل المخطوطات و الرسائل و المذكرات و النوع الثالث و هو السجل المصور من نحت ورسم‬
‫وتصوير ‪،‬و طوابع بريدية و نقود مسكوكة إلى آخره‪.‬‬

‫ب‪ -‬المصادرالثانوية‪ :‬أما المصادر الثانوية فالمقصود بها هي ما نقل أو كتب عن المصادر األولية و‬
‫هي تعطينا صورة عن الظروف التي أحاطت بالمصادر األولية ‪ ،‬و ما تم من بحوث عنها أو‬
‫ماقيل من آراء فيها‪.‬و هي بذلك تلقى الكثير من الضوء على المصادر األولية فإذا أراد الباحث‬
‫دراسة التطور التاريخي لنشأة الذهب مثال في العالم فإنه يبدأ عادة بقراءة ما كتب عن الذهب و‬
‫عن تاريخه ‪،‬بمعنى أنه يبدأ بقراءة المصادر الثانوية و لكنه سوف يكتشف غالبا أنه يتعين عليه‬
‫الرجوع بعد ذلك إلى المصادر األولية لنشأة الذهب و تطوره‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬تصنيف الحقائق و تحليلها و محاولة الربط بينها‪:‬‬

‫يقصد بتصنيف الحقائق و تحليلها و محاولة الربط بينها االستفادة من الحقائق االجتماعية التي يتوصل‬
‫إليها الباحث‪ ،‬بحيث تصنف هذه الحقائق عادة على أساس المكان أو الزمان أو كليهما حتى يمكن الكشف‬
‫عن االتجاهات العامة للظاهرة موضوع الدراسة و معرفة العوامل و الظروف التي خضعت لهافي‬
‫تطورها و تغيرها و إنتقالها من حال الى حال‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عرض النتائج‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫بعد أن ينتهي الباحث من استخالص الحقائق‪،‬و ايجاد العالقات ‪،‬و تحليل النتائج‪،‬و تفسيرها‪،‬تبدأ خطوة‬
‫عرض النتائج و هي الخطوة األخيرة في البحث و تستلزم هذه الخطوة صياغة النتائج بحيث تتمشى مع‬
‫الخطوات المختلفة التي استخدمت في الوصول إليها و عرض النتائج بمنتهى الدقة مع اإلشارة إلى‬
‫مصدر كالعبارات المقتطفة في البحث و ترتيب المصادر و المراجع حسب أهميتها العلمية إلى آخره‪.‬‬

‫الدرس السابع‪:‬‬

‫منهج دراسة الحالة‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫يعني منهج دراسة الحالة‪،‬دراسة و تحليل وضعية األفراد أو الجماعات أو المؤسسات أو النظم‬
‫نهج دراسة الحالة هو " فريدريك لوبالي" في دراسة‬ ‫االجتماعية المختلفة‪.‬و أول من استخدم‬
‫االقتصاديات االسرة في المدن الفرنسي‪،‬كما استخدمت دراسة الحالة أيضا في البحث االجتماعي في‬
‫القرن التاسع عشر في انجلترا عن طريق"أندرو أورو"في دراسته على اآلثار االقتصادية و االجتماعية‬
‫الناجمة عن استخدام اآلالت الميكانيكية‪.‬غير ان هذا االسلوب ام يستخدم على نطاق واسع في الدراسات‬
‫االجتماعية ‪،‬إال بعد استخدام " توماس" وزنانيكي"في دراستهما عن الفالح البولندي ‪ .‬و منذ ذلك الحين‬
‫أصبحت دراسة الحالة من االساليب المشهورة في البحث االجتماعي ‪،‬ووسيلة فعالة لدراسة العديد من‬
‫الظواهر االجتماعية كاألسرة ‪،‬و الجريمة و البطالة و الهجرة و األعمال األدبية ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫مفهوم دراسة الحالة‪:‬‬

‫يمكن تعريف دراسة الحالة بأنها أسلوب في البحث يتمحور حول الدراسة التفصيلية و المعمقة لوحدة‬
‫معينة‪،‬قد تكون شخصا أو جماعة من األشخاص كاألسرة‪،‬أو المجتمع المحلي أو نظام اجتماعي أو‬
‫مؤسسة كالمدرسة أو المحكمة أو السجن أو المستشفى‪...‬الخ‪،‬بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من‬
‫المعلومات عن تاريخ حياة هذه الحالة و التاريخ الشخصي لها‪.‬إذا كانت الحالة شخصا أو تاريخ الحالة‬
‫وتطورها بصفة عامة‪ ،‬حيث تفيد هذه المعلومات في وصف و تشخيص الواقع الراهن للحالة و طريقة‬
‫عالجها أو التعامل مع ما تعاني منه من مشكالت‪،‬هذا فضال عن إمكانية التنبؤ بما سوف تكون عليه‬
‫الحالة في المستقبل‪،‬فعملية استرجاع الماضي تفيد في إلقاء الضوء على ما هو موجود في الحاضر‬
‫ويساعد على التنبؤ بما سوف يمكن حدوثه في المستقبل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫خصائص دراسة الحالة‪:‬‬

‫‪ -‬تفيد دراسة الحالة في الحصول على معلومات شاملة عن الحاالت موضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬تهتم هذه الطريقة في البحث عن الموقف الكلي و مختلف العوامل المؤثرة فيه‪،‬و إلقاء مزيدا من‬
‫وضوح الرؤية عن الوحدة التي تبحث كالحالة‪.‬‬
‫‪ -‬توفر للباحث مزيدا من الرؤية الكلية‪ ،‬و مزيدا من العمق بطريقة شاملة و لكن أيضا تفيد هذه‬
‫الطريقة في اختبار الفروض و القوانين و النظريات العلمية و تطويرها‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقتصر دراسة الحالة على تقرير ما هو واقع أو دراسة الحالة الراهنة ‪،‬و لكنها تعتمد أساسا‬
‫على استرجاع تاريخ الحالة وفقا لمراحل تتبعية مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬إنها طريقة للتحليل الكيفي للظواهر االجتماعية و الحاالت المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬قد تتنوع وحدات دراسة الحالة‪،‬فليس من الضروري أن تكون الحالة شخصا فكما أشرت من قبل‬
‫قد تكون الحالة جماعة أو مجتمعا محليا او نظاما اجتماعيا او مؤسسة ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬إنها أسلوب بحثي أكثر مرونة في اعتمادها على أدوات بحث متنوعة كالمقابلة والمالحظة‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف هذه الطريقة إلى الكشف عن الجوانب الثابتة و الجوانب المتغيرة سواء كانت إيجابية أم‬
‫سلبية في الحاالت المدروسة للنهوض بها‪.‬‬

‫مجاالت دراسة الحالة‪:‬‬

‫يمكن تحديد مجاالت دراسة الحالة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬مجال األشخاص ‪ :‬يعتبر مجال الفرد"الشخص"من أكثر المجاالت دراسة الحالة انتشارا‪،‬فمحور‬
‫الدراسة هنا ينصب على الشخص ذاته سواء كان هذا الشخص يشغل وظيفة جماهيرية (شيخ‬
‫قبيلة)و قد يكون شخص كاتبا او روائيا او شخصية تاريخية او اقتصادية ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2‬مجال الجماعة‪ :‬قد تكون الجماعة أسرة نواة او اسرة ممتدة او عائلة او جماعة الجوار او‬
‫جماعة العمل ‪..‬الخ‪.‬‬

‫و يستخدم منهج دراسة الحالة في إلقاء الضوء على هذه الجماعات من حيث النشأة و التطور‬
‫والمشكالت و أسبابها و طرق التصدي لها‪..‬الخ‪،‬و كما اشرت من قبل أن البدايات األولى فيفي‬
‫استخدام دراسة الحالة كانت على يد " لوبالي"في دراسة عن اقتصاديات األسرة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -3‬مجال النظم االجتماعية‪ :‬هناك العديد من النظم االجتماعية مثل نظام الزواج‪،‬نظام التعليم‪،‬النظام‬
‫السياسي‪،‬النظام االقتصادي‪،‬النظام الديني و النظام االعالمي ‪..‬الخ‪،‬و لقد استخدمت دراسة الحالة‬
‫في البحث مثل هذه النظم االجتماعية في المجتمعات المعاصرة‪.‬‬
‫القت دراسة الحالة قبوال كبيرا لدى الباحثين السوسيولوجيين‬ ‫‪ -4‬مجاالت المجتمعات المحلية‪:‬‬
‫واألنتربولوجيين في دراساتهم عن المجتمعات المحلية سواء كانت هذه المجتمعات ريفية أو‬
‫حضرية أو بدوية أو بدائية أو أحد األحياء في مدينة من المدن أو ضاحية من الضواحي‬
‫المدن‪...‬الخ‪.‬‬
‫و هنا لإلشارة عندم ا نقوم بدراسة الحالة على القرية او مدينة فإننا نركز على دراسة التغير‬
‫االجتماعي في القرية من حيث التغيرات التي حدثت في النسق العائلة من نسق االقتصادي‬
‫ونسق الثقافي ‪.‬‬
‫‪ -5‬مجال األعمال األدبية‪ :‬استخدمت طريقة دراسة الحالة في العديد من المجاالت األدبية كاألساطير‬
‫و القصص و الروايات منذ زمن بعيد‪.‬و لقد استخدمت "جانيت وولف"أسلوب دراسة الحالة في‬
‫تفسير العالقة بين األدب و المجتمع ‪،‬حيث استعانت ببعض األعمال األدبية و من ابرز النتائج‬
‫التي توصلت اليها أن األدب مرآة صادقة في التعبير عن واقع الحياة االجتماعية بكافة ابعادها‪.‬‬

‫أساليب دراسة الحالة‪ :‬هناك أسلوبان واضحان يستخدمان في دراسة الحالة‬

‫‪ -1‬أسلوب دراسة تاريخ الحالة ( الماكرو)‪ :‬يقوم على دراسة كل المسائل التي تقع داخل المجال‬
‫المراد دراسته( دراسة حالة المبحوث ‪ +‬المحيط) و يرى البعض أن دراسة الحالة قد تقوم على‬
‫دراسة فترة من حياة المبحوث أو دراسة الحياة كلها سواء كانت فردا او جماعة او مؤسسة ‪.‬‬
‫و يمكن استخدام مصادر أخرى في مجال دراسة الحالة مثل سجالت تاريخية مختلفة‪ ،‬وثائق‬
‫لالستكمال البيانات التي يمكن الحصول عليها عن طريق المقابلة مثال‪.‬‬
‫أما بالنسبة للوثائق‪ ،‬الوثائق الشخصية‪ ،‬اليوميات‪ ،‬سير الذاتية‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬هذه الوثائق ال بد أن تخضع لتدقيق و تمحيص ألنها تخضع لألهواء الذاتية في كثير من‬
‫األحيان‪.‬‬
‫‪ -2‬أسلوب تاريخ الشخصي للحالة(الميكرو)‪ :‬إن تاريخ شخصي هو صورة من تاريخ حالة يعرض‬
‫الفرد فيها (المبحوث) الوقائع التي مرت به و اهتماماته حسب وجة نظره‪ ،‬و في هذا األسلوب‬
‫يكتفي الباحث بما يدليه المبحوث‪.‬و من هنا نرى هذا االسلوب ال يرتبط إال بكون الحالة‬
‫فرداواحدا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مالحظة‪:‬االسلوب األول يستخدم في كل مجاالت سواء كانت فردا او مجتمعا او مؤسسة‬
‫(الماكرو)‪.‬‬
‫األسلوب الثاني يستخدم إال في موضوع الدراسة – شخصا – لكي يمكن له التعبير على نفسه‬
‫(الميكرو)‪.‬‬

‫خطوات دراسة الحالة‪:‬‬

‫ال تختلف خطوات دراسة الحالة عن خطوات البحث العلمي االجتماعي و إن كان كل موضوع بحث‬
‫خصوصيته التي تفرض على الباحث إعطاء إجراءات معينة و التأكيد عليها دون غيرها‪.‬و بصفة عامة‬
‫يمكن تحديد خطوات دراسة الحالة إذا كانت نظاما اجتماعيا أو مؤسسة اقتصادية أو مجتمع محلي مايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد مشكلة البحث تحديد دقيق لمختلف أبعادها و تحديد الفروض التي يرغب في اختيارها‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد المجتمع موضوع الحالة‪،‬و تحديد الجانب او الجوانب االجتماعية التي يهدف إلى‬
‫دراستها‪،‬و كلما كان موضوع الدراسة محددا في جوانب بعينها كلما أمكن للباحث دراسته بشكل‬
‫دقيق‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحديد إمكانيات البحث المادية (ميزانية البحث)و المكانية و هو مكان إجراء الدراسة سواء كان‬
‫قرية أو مدينة أو مؤسسة ‪...‬الخ‪،‬و البشرية و المقصود بها هو عينة الدراسة و خصائصها‪.‬‬

‫د‪ -‬تحديد أدوات جمع البيانات أو المعلومات مثل المالحظة و المقابلة واالستمارة‪.‬‬

‫ه‪ -‬كتابة تقرير البحث و الذي يشمل على الهدف من البحث ووصف دقيق للحاالت المدروسة‬
‫واإلجراءات التي اتبعت في الدراسة‪،‬و أهم الصعوبات التي واجهت الباحث في عمليات جمع‬
‫البيانات‪،‬و كيف تغلب عليها‪ .‬و اهم النتائج التي توصل إليها‪،‬و مدى إمكانية تعميمها على الحاالت‬
‫المشابهة‪.‬‬

‫و أخيرا ال توصيات التي يوصي بها الباحث بخصوص الدراسات المستقبلية في هذا المجال‪.‬‬

‫الدرس الثامن‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫المنهج المقارن‬

‫المفهوم‪ :‬إن المنهج المقارن هو أسلوب في التحليل السوسيولوجي ‪ ،‬حيث اعتمد عليه الباحثون مثل‬
‫دوركايم كمدخل في تحليل الظواهر االجتماعية مثل ظاهرة االنتحار‪.‬‬

‫خصائص المنهج المقارن‪:‬‬

‫ال يتميز بطرق فنية خاصة ‪،‬و يمكن استخدامه في جميع العلوم االجتماعية مثل علم االجتماع و علم‬
‫الماكرو‬ ‫النفس و التاريخ و األنتربولوجي ‪.‬و يمكن إجراء دراسة مقارنة على مستويين‬
‫سوسيولوجي‪ -‬التحليل الكلي‪ -‬في تحليل الشامل مثل مقارنة دراسة اقتصاديات األسرة في الجزائر‬
‫و أخرى في إيطاليا‪ .‬و الميكرو سوسيولوجي ‪ -‬التحليل الجزئي‪ -‬مثل مقارنة اقتصاديات األسرة في‬
‫والية مع والية أخرى‪.‬‬

‫و هنا نعتمد على أسلوب الوصفي و الكمي ‪ ،‬حيث نعتمد على االحصائيات في الكم‪،‬و لهذا ال يمكن‬
‫دراسة المجتمع بمعزل عن بعضه اآلخر‪،‬بل بالضرورة القيام بالمقارنات‪.‬كما ال تقوم دراسة على‬
‫المقارنة السطحية بل يجب دراسة الظاهرة بالعمق‪.‬‬

‫أسس المنهج المقارن‪:‬‬

‫‪ -‬عدم دراسة الماضي بوجهة النظر الحاضرسواء كان على مستوى المجتمع او الفرد‪،‬و من‬
‫الضروري التعمق في الماضي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم النظر إلى المجال البحث من الخارج ‪،‬ألن الباحث ال يستطيع فهم الواقع االجتماعي إذا لم‬
‫يتعمق في البحث‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تصنيف الحقائق االجتماعية تصنيفا دقيقا‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة اجراء المقارنة بين النظائر ( دراسة الظواهر ذات األبنية المتماثلة) مقارنة النظم‬
‫األسرية ‪ ،‬مقارنة تقييم االنتاج المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة صياغة الفروض التي توجه المشاهدة‬
‫‪ -‬المقارنة هي عملية إكتشاف أوجه التشابه و االختالف بين الظواهر ‪،‬و هي عملية رئيسية في‬
‫اإلدراك‪.‬‬
‫‪ -‬يجب ان تكون على مستوى البسيط عندما تتم على مستوى الوحدات الجزئية‪،‬و قد تكون أكثر‬
‫تعقيداو إما تتم على مستوى المجتمع بأكمله‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫و من الباحثين الذين استخدموا المنهج المقارن نجد "ماكس فيبر"في دراسة الظواهر‬
‫البيروقراطية في اوروبا‪.‬‬

‫مجاالت المنهج المقارن ‪:‬‬

‫بما أن المنهج المقارن يقوم بدراسة أوجه التشابه و االختالف بين األنماط الرئيسية للسلوك‬
‫االجتماعي‪.‬ويمكن أن يشمل دراسة السلوك السياسي‪،‬كالتصويت‪،‬أو ظاهرة االجرام مثل مقارنة بين‬
‫المعدالت الجرائم و أنماطها في المجتمعات المختلفة‪ .‬و يمكن أن نعطي امثلة عن هذا المنهج مثل‬
‫مقارنة المجتمع المحلي منطقة تلمسان في ظل الخالفة العثمانية ثم في مرحلة الكولونيالية(االستعمارية)‬
‫حيث نجد في الخالفة األولى يسود االتجاه االسالمي و تطبيق الزكاة و تكثر االحتفاالت باألعياد‬
‫والمناسبات الدينية ‪ ،‬أما في المرحلة الثانية يسود النظام " الرأسمالي" و يزداد االهتمام بتوطين‬
‫المعمرين‪.‬‬

‫المنهج المقارن و عملية التنميط ‪: typologie‬‬

‫يعتبر التنميط كأساس ضروري إلجراء مقارنة في العينات الكبرى و نقصد به جمع الخصائص والسمات‬
‫المتشابهة في نمط واحد‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬لدينا ‪ 4050‬قرية دراساتها أمر صعب و إنما بالتنميط يمكن إجراء المقارنة إذن نأخذ نماذج مماثلة‬
‫للقرية في منطقة جغرافيا معينة (‪ 20‬قرية تمثل نموذج معين) استخدام هذا االسلوب لتوفير الجهد‬
‫والوقت و المال ‪.‬و لكن قبل التنميط ال بد من تحديد المقاييس مثال تختار أربع مقاييس‪:‬‬

‫‪ -‬حجم القرية أو عدد السكان ‪.‬‬


‫‪ -‬النشاط االقتصادي‬
‫‪ -‬الطابع الزراعي الذي يميز القرية عن األخرى‬
‫‪ -‬مستوى التعليم و هو مؤشر هام يعكس القدرة على تنظيم حياتهم و نمط تفكيرهم‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫في المقارنة يجب االعتماد على أكثر من معيار ألن ذلك ال يعكس الفروق القائمة بين المقارنات‪ ،‬إذن‬
‫اإلكثار من المعايير يعد ضرورة لعملية التنميط‪.‬‬

‫‪12‬‬
13

You might also like