Professional Documents
Culture Documents
الطور :ليسانس
السداسي2:
الفوج19+15 :
ملخص:
أملنا في دراسة مناهج و مدارس بمختلف مكوناتها من قيم و مناهج و طرق ،أن يتمكن الطالب من
تحسين التفكير البناء عند التخطيط و االنجاز بثقة كافية في البحث ،و كذلك تساعده هذه الدروس في
السيطرة على الواقع الفعلي للموضوع بجودة والرؤية و تجنب مسببات الخطأ المنهجي و يبتعد عن
الرؤية الغير العلمية للظواهر.
1
الدرس الخامس:
الموضوعية و الباحث االجتماعي
تمهيد:
تعني الموضوعية في العلوم االجتماعية دراسة الظواهر و المشاكل االجتماعية كأشياء خارجة و مستقلة
عن الباحث،ألنها تمثل أحد القواعد المركزة للروح العلمية التي تتضمن استقالال فكريا ال يعترف إال
بسلطة العقل أو سلطة التجربة و الواقع،و هي بذلك منبع المعرفة العلمية .بمعنى آخر تعني الموضوعية
العلمية تنحية كل اعتبار انفعالي أو عاطفي أو قيمي أو طائفي أو إقليمي و التحرر من سلطة العرف
االجتماعي و االبتعاد عن التأكيد السريع من تفكير الباحث في دراسته للظاهرة أو المشكلة االجتماعية.
و السبب في ذلك أن الباحث ال يرمي فقط للتعرف على الحدث االجتماعي و تقبله كما هو ،بل يسعى
نحو الفهم العلمي ألسباب وجود هذا الحدث و عالقته بمحيطه،و يتطلع أيضا إلى سبر غوره و ادراك
كنهه ،فهو يقوم بتشخيص المسببات األولية و الثانوية المساهمة في إحداث الحدث دون التأثر بالمجامالت
االجتماعية أو الشخصية أو التأثر بأي اتجاه فكري معين.
فالموضوعية العلمية هي التي تخلصت من ضغوط االهواء السياسية و المذهبية و الفكرية و سلمت من
التأثيرات و الغايات و برئت من شوائب النزعات و يكون منطق الباحث الموضوعي في التحليل
خاضعا للعقل المجرد من التأثيرات و التعصب ألي نظرية أو فكر اجتماعي أو ديني أو سياسي أو
طبقي.و ال يخضع ألي اعتبار من مألوفات المحيط االجتماعي و عادات المجتمع ،و غير متحيز ألفراد
يمثلون مراكز النفوذ العالية في المجتمع.
و من هنا جاء التمييز بين الباحث العلمي و الفنان او الشاعر او االديب الذي يكون وصفه و تحليله
للظاهرة و الواقع االجتماعي مبنيا على الخبرة الذاتية الشخصية ألنه ينظر إلى الظواهر و الواقع
االجتماعي من خالل أحاسيسه و عواطفه و انفعاالته و أخيلته و هذا يتنافى مع الركيزة االساسية للروح
العلمية.
2
أ -االبتعاد عن االحكام القيمية و االنفعالية و الشخصية ،و هذا يتطلب فصل الذات و الرغبات
الشخصية و قيمه و تقاليده االجتماعية في تفسيره للظواهر و الحقائق االجتماعية.
ب -االلتزام بالحياد االخالقي تجاه علم االجتماع و المجتمع االنساني،ألن ذلك سوف يوصله الى
صياغة قواعد نظرية حقيقية تعبر عن واقع المجتمع أصدق تعبير.
ت -مراعاة الظروف المحيطة بالواقع االجتماعي ال االحكام الفردية و النظرة المطلقة،أي يجب على
الباحث االجتماعي االبتعاد عن الفكرة المسبقة أو التعصب المطلق أو االنقياد آلراء و أفكار أحد
العلماء أو الباحثين عند دراسته ألي ظاهرة أو مشكلة اجتماعية.
و كما يعلم االجتماعيون ،أن الحقيقة االجتماعية نسبية و ليست مطلقة ال تظهر كما هي بكل
خواصها و صفاتها و بنفس الصورة الموضوعية في المجتمع .لذلك ال يميل علماء االجتماعي إلى
استخدام تعميمات مطلقة بل نسبية في برهنة المعلومات و الحقائق االجتماعية.
ث -احترام آراء غيره من الناس و لو كانت متباينة كل المباينة ألن الموضوعية تعني مالحظة
الحقيقة كما هي،ال يجب أن تكون و تفسيرها علميا و الكشف عن العالئق المتداخلة بين
الظواهر االجتماعية.
من هنا جاءت الموضوعية كوسيلة للوصول الى الحقائق النسبية التي تقدم المبادئ المبنية على التجربة.
لذلك نجد التحاليل علم االجتماع مليئة بعبارات "غالباما"،و "قد يرجع ذلك"و " قلما"و"ربما" بدال من
"قطعا" و"حتما"و"مطلقا" .ألن التنظيم العلمي يستدعي من الباحثين االجتماعيين أال يندفعوا في االدعاء
بالطاقات المنهجية و التطبيقية الكامنة في حقول اختصاصهم الى حد الجزم بكفاية المعارف المتوفرة
لتطمين نتائج ما يوضع من خطط علمية و ميدانية.
فالواقع الذي يعرفه الخبراء االجتماعيين عن اختصاصاتهم هو النقص الذي تعاني نتائج او احتماالت
اآلراء و المقترحات التي تتمخض عنها دراساتها لمشكالت المجتمع.و لسبب هذا النقص تميل البحوث
االجتماعية الى اتخاذ المظهر التخميني او التقريبي في تنبوأتها أو رصدها ألحداث المستقبل االمر الذي
يجعل عنصر الفشل او الخطأ في التنبؤ او التوقع قائما ال منا منه.
هذه هي فكرة الموضوعية في البحث االجتماعي،و لو رجعنا الى التراث العربي لوجدنا تمسك اعالم
العرب بالموضوعية العلمية ففي مقالة الدكتور توفيق الطويل":خصائص التفكير العلمي"قدم لنا مجموعة
من اعالم العرب و المسلمين الذين انتهجوا هذا المنهج العلمي في بحوثهم و دراساتهم امثال :الحسن بن
3
الهيثم:الذي قال "و نجعل غرضنا في جمع ما نستقر به و نتصفحه استعمال العدل ال اتباع الهوى
ونتحرى في سائر ما نميزه و نتفقد طلب الحق ال الميل مع اآلراء ...أما البيروني فقد قال " ان التوصل
الى الحقيقة يقتضي تنزيه النفس عن العوارض المردية ألكثر الخلق،و االسباب المعنية لصاحبها عن
الحق،و هي كالعادة المألوفة و التعصب و التظاهر و اتباع الهوى و التغالب بالرياسة و اشباه ذلك .
أما ابن رشد:فقد قال ان من واجبنا اذا نظرنا فيما قاله من تقدمنا من أهل األمم السالفة ان ننظر في الذي
قالوه في ذلك،و ما اثبتوه في كتبهم ،فما كان منه موافقا للحق قبلناه منهم و سررنا به و شكرناهم عليه.
و ما كان غير موافق للحق نبهنا عليه و حذرنا منه و عذرناهم و علينا ان نستعين على ما نحن بسبيله
مما قال من تقدمنا في ذلك ،مشاركا لنا في الملة او غير مشارك اذا ما كانت فيها شروط الصحة
وغيرهم من العلماء.
الدرس السادس:
مناهج البحث االجتماعي
-1المنهج التاريخي:
المفهوم:
المنهج التاريخي هو المنهج الذي يقوم فيه الباحث بمحاولة استرداد الماضي تبعا لما تركه من
آثار أيا كان نوع هذه اآلثار سواء كانت آثارا مادية أو آثار كتابية،و هي التي تكون وصفا لحادث
تاريخي أو رواية عيانية لهذا الحادث .و هذا المنهج هو المستخدم في العلوم التاريخية بصفة
عامة و اللوم االجتماعية بصفة عامة.
خطوات المنهج التاريخي:
يمكن ان نحدد المنهج التاريخي بأربعة خطوات رئيسية و هي :
-1تحديد مشكلة البحث أو ( اختيار مشكلة البحث)
-2جمع الحقائق المتصلة بمشكلة موضع البحث أو ( جمع المادة التاريخية)
-3تصنيف الحقائق و تحليلها و محاولة الربط بينها (و نقدها)
-4عرض النتائج و تفسيرها أو (كتابة البحث)
الموضوعات التي تهمنا في الميدان االجتماعي هي التي تتعلق بالظواهر االجتماعية والثقافية،والعالقات
التي تحدث بين االفراد و الجماعات،و ما قد يحدث في المجتمع من مشكالت نتيجة الضطراب
4
العالقات و األوضاع االجتماعية .و لذلك كان من الضروري أن تنصب مشكلة البحث على موضوع من
الموضوعات التي تدخل في دائرة البحث االجتماعي،و يشترط في الظاهرة التي يختارها الباحث أن
تكون ممتدة عبر التاريخ،أي لها صفة االستمرار و الدوام النسبي بحيث يمكن تعقبها و تتبع مراحل
التطور التي مرت بها و اآلثار المترتبة عليها.و من أمثلة على ذلك:
فالباحث في أي ظاهرة من الظواهر السابقة ال غنى له عن الرجوع إلى الماضي لتتبع االتجاهات العامة
التي مرت بها الظاهرة ،و يكشف عن القوانين العامة التي تحكمها.
بعد ان يستقر الباحث على موضوع من المواضيع ينبغي عليه أن يحاول يقرأ كل ما كتب عن الموضوع
(أي المصادر الثانوية)في الكتب و المجالت و غيرها.
و من األفضل للباحث أن يسجل كل ما يحصل عليه من معلومات بصورة منظمة في بطاقات مرقمة
تحمل :اسم المؤلف –عنوان الكتاب و تاريخه -اسم الناشر و مكان النشر.
فإذا اراد ان يق تطف شيئا تعين عليه أن ينقله كامال كما هو ثم بعد ذلك يقوم بحصر المصادر التي تفيده
في موضوع بحثه.
فاآلثار مثل بقايا حضارة قديمة ،وأحداث وقعت في الماضي ،و ذلك مثل :األهرامات الفرعونية التي
تدلنا على النمط االجتماعي و الديني و االقتصادي الذي كان سائدا في مصر الفرعونية.
أما الوثائق فهي سجل مقصود ألحداث أو وقائع و تشمل السجل الشفهي و الكتابي و المصور،فالسجل
الشفهي هو الكلمة المنقولة التي لم تدون كتابة مثل :الحكم و األمثال و األساطير المتناقلة بين الناس،وال
تعتمد دراستها على المالحظة فحسب،و لكن على التحدث مع الناس و مناقشتهم .و أما السجل الكتابي
فيشمل المخطوطات و الرسائل و المذكرات و النوع الثالث و هو السجل المصور من نحت ورسم
وتصوير ،و طوابع بريدية و نقود مسكوكة إلى آخره.
ب -المصادرالثانوية :أما المصادر الثانوية فالمقصود بها هي ما نقل أو كتب عن المصادر األولية و
هي تعطينا صورة عن الظروف التي أحاطت بالمصادر األولية ،و ما تم من بحوث عنها أو
ماقيل من آراء فيها.و هي بذلك تلقى الكثير من الضوء على المصادر األولية فإذا أراد الباحث
دراسة التطور التاريخي لنشأة الذهب مثال في العالم فإنه يبدأ عادة بقراءة ما كتب عن الذهب و
عن تاريخه ،بمعنى أنه يبدأ بقراءة المصادر الثانوية و لكنه سوف يكتشف غالبا أنه يتعين عليه
الرجوع بعد ذلك إلى المصادر األولية لنشأة الذهب و تطوره.
يقصد بتصنيف الحقائق و تحليلها و محاولة الربط بينها االستفادة من الحقائق االجتماعية التي يتوصل
إليها الباحث ،بحيث تصنف هذه الحقائق عادة على أساس المكان أو الزمان أو كليهما حتى يمكن الكشف
عن االتجاهات العامة للظاهرة موضوع الدراسة و معرفة العوامل و الظروف التي خضعت لهافي
تطورها و تغيرها و إنتقالها من حال الى حال.
6
بعد أن ينتهي الباحث من استخالص الحقائق،و ايجاد العالقات ،و تحليل النتائج،و تفسيرها،تبدأ خطوة
عرض النتائج و هي الخطوة األخيرة في البحث و تستلزم هذه الخطوة صياغة النتائج بحيث تتمشى مع
الخطوات المختلفة التي استخدمت في الوصول إليها و عرض النتائج بمنتهى الدقة مع اإلشارة إلى
مصدر كالعبارات المقتطفة في البحث و ترتيب المصادر و المراجع حسب أهميتها العلمية إلى آخره.
الدرس السابع:
يمكن تعريف دراسة الحالة بأنها أسلوب في البحث يتمحور حول الدراسة التفصيلية و المعمقة لوحدة
معينة،قد تكون شخصا أو جماعة من األشخاص كاألسرة،أو المجتمع المحلي أو نظام اجتماعي أو
مؤسسة كالمدرسة أو المحكمة أو السجن أو المستشفى...الخ،بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من
المعلومات عن تاريخ حياة هذه الحالة و التاريخ الشخصي لها.إذا كانت الحالة شخصا أو تاريخ الحالة
وتطورها بصفة عامة ،حيث تفيد هذه المعلومات في وصف و تشخيص الواقع الراهن للحالة و طريقة
عالجها أو التعامل مع ما تعاني منه من مشكالت،هذا فضال عن إمكانية التنبؤ بما سوف تكون عليه
الحالة في المستقبل،فعملية استرجاع الماضي تفيد في إلقاء الضوء على ما هو موجود في الحاضر
ويساعد على التنبؤ بما سوف يمكن حدوثه في المستقبل.
7
خصائص دراسة الحالة:
-تفيد دراسة الحالة في الحصول على معلومات شاملة عن الحاالت موضوع الدراسة.
-تهتم هذه الطريقة في البحث عن الموقف الكلي و مختلف العوامل المؤثرة فيه،و إلقاء مزيدا من
وضوح الرؤية عن الوحدة التي تبحث كالحالة.
-توفر للباحث مزيدا من الرؤية الكلية ،و مزيدا من العمق بطريقة شاملة و لكن أيضا تفيد هذه
الطريقة في اختبار الفروض و القوانين و النظريات العلمية و تطويرها.
-ال تقتصر دراسة الحالة على تقرير ما هو واقع أو دراسة الحالة الراهنة ،و لكنها تعتمد أساسا
على استرجاع تاريخ الحالة وفقا لمراحل تتبعية مختلفة.
-إنها طريقة للتحليل الكيفي للظواهر االجتماعية و الحاالت المختلفة.
-قد تتنوع وحدات دراسة الحالة،فليس من الضروري أن تكون الحالة شخصا فكما أشرت من قبل
قد تكون الحالة جماعة أو مجتمعا محليا او نظاما اجتماعيا او مؤسسة ...الخ.
-إنها أسلوب بحثي أكثر مرونة في اعتمادها على أدوات بحث متنوعة كالمقابلة والمالحظة...الخ.
-تهدف هذه الطريقة إلى الكشف عن الجوانب الثابتة و الجوانب المتغيرة سواء كانت إيجابية أم
سلبية في الحاالت المدروسة للنهوض بها.
-1مجال األشخاص :يعتبر مجال الفرد"الشخص"من أكثر المجاالت دراسة الحالة انتشارا،فمحور
الدراسة هنا ينصب على الشخص ذاته سواء كان هذا الشخص يشغل وظيفة جماهيرية (شيخ
قبيلة)و قد يكون شخص كاتبا او روائيا او شخصية تاريخية او اقتصادية ...الخ.
-2مجال الجماعة :قد تكون الجماعة أسرة نواة او اسرة ممتدة او عائلة او جماعة الجوار او
جماعة العمل ..الخ.
و يستخدم منهج دراسة الحالة في إلقاء الضوء على هذه الجماعات من حيث النشأة و التطور
والمشكالت و أسبابها و طرق التصدي لها..الخ،و كما اشرت من قبل أن البدايات األولى فيفي
استخدام دراسة الحالة كانت على يد " لوبالي"في دراسة عن اقتصاديات األسرة.
8
-3مجال النظم االجتماعية :هناك العديد من النظم االجتماعية مثل نظام الزواج،نظام التعليم،النظام
السياسي،النظام االقتصادي،النظام الديني و النظام االعالمي ..الخ،و لقد استخدمت دراسة الحالة
في البحث مثل هذه النظم االجتماعية في المجتمعات المعاصرة.
القت دراسة الحالة قبوال كبيرا لدى الباحثين السوسيولوجيين -4مجاالت المجتمعات المحلية:
واألنتربولوجيين في دراساتهم عن المجتمعات المحلية سواء كانت هذه المجتمعات ريفية أو
حضرية أو بدوية أو بدائية أو أحد األحياء في مدينة من المدن أو ضاحية من الضواحي
المدن...الخ.
و هنا لإلشارة عندم ا نقوم بدراسة الحالة على القرية او مدينة فإننا نركز على دراسة التغير
االجتماعي في القرية من حيث التغيرات التي حدثت في النسق العائلة من نسق االقتصادي
ونسق الثقافي .
-5مجال األعمال األدبية :استخدمت طريقة دراسة الحالة في العديد من المجاالت األدبية كاألساطير
و القصص و الروايات منذ زمن بعيد.و لقد استخدمت "جانيت وولف"أسلوب دراسة الحالة في
تفسير العالقة بين األدب و المجتمع ،حيث استعانت ببعض األعمال األدبية و من ابرز النتائج
التي توصلت اليها أن األدب مرآة صادقة في التعبير عن واقع الحياة االجتماعية بكافة ابعادها.
-1أسلوب دراسة تاريخ الحالة ( الماكرو) :يقوم على دراسة كل المسائل التي تقع داخل المجال
المراد دراسته( دراسة حالة المبحوث +المحيط) و يرى البعض أن دراسة الحالة قد تقوم على
دراسة فترة من حياة المبحوث أو دراسة الحياة كلها سواء كانت فردا او جماعة او مؤسسة .
و يمكن استخدام مصادر أخرى في مجال دراسة الحالة مثل سجالت تاريخية مختلفة ،وثائق
لالستكمال البيانات التي يمكن الحصول عليها عن طريق المقابلة مثال.
أما بالنسبة للوثائق ،الوثائق الشخصية ،اليوميات ،سير الذاتية.
مالحظة:هذه الوثائق ال بد أن تخضع لتدقيق و تمحيص ألنها تخضع لألهواء الذاتية في كثير من
األحيان.
-2أسلوب تاريخ الشخصي للحالة(الميكرو) :إن تاريخ شخصي هو صورة من تاريخ حالة يعرض
الفرد فيها (المبحوث) الوقائع التي مرت به و اهتماماته حسب وجة نظره ،و في هذا األسلوب
يكتفي الباحث بما يدليه المبحوث.و من هنا نرى هذا االسلوب ال يرتبط إال بكون الحالة
فرداواحدا.
9
مالحظة:االسلوب األول يستخدم في كل مجاالت سواء كانت فردا او مجتمعا او مؤسسة
(الماكرو).
األسلوب الثاني يستخدم إال في موضوع الدراسة – شخصا – لكي يمكن له التعبير على نفسه
(الميكرو).
ال تختلف خطوات دراسة الحالة عن خطوات البحث العلمي االجتماعي و إن كان كل موضوع بحث
خصوصيته التي تفرض على الباحث إعطاء إجراءات معينة و التأكيد عليها دون غيرها.و بصفة عامة
يمكن تحديد خطوات دراسة الحالة إذا كانت نظاما اجتماعيا أو مؤسسة اقتصادية أو مجتمع محلي مايلي:
أ -تحديد مشكلة البحث تحديد دقيق لمختلف أبعادها و تحديد الفروض التي يرغب في اختيارها.
ب -تحديد المجتمع موضوع الحالة،و تحديد الجانب او الجوانب االجتماعية التي يهدف إلى
دراستها،و كلما كان موضوع الدراسة محددا في جوانب بعينها كلما أمكن للباحث دراسته بشكل
دقيق.
ج -تحديد إمكانيات البحث المادية (ميزانية البحث)و المكانية و هو مكان إجراء الدراسة سواء كان
قرية أو مدينة أو مؤسسة ...الخ،و البشرية و المقصود بها هو عينة الدراسة و خصائصها.
د -تحديد أدوات جمع البيانات أو المعلومات مثل المالحظة و المقابلة واالستمارة.
ه -كتابة تقرير البحث و الذي يشمل على الهدف من البحث ووصف دقيق للحاالت المدروسة
واإلجراءات التي اتبعت في الدراسة،و أهم الصعوبات التي واجهت الباحث في عمليات جمع
البيانات،و كيف تغلب عليها .و اهم النتائج التي توصل إليها،و مدى إمكانية تعميمها على الحاالت
المشابهة.
و أخيرا ال توصيات التي يوصي بها الباحث بخصوص الدراسات المستقبلية في هذا المجال.
الدرس الثامن:
10
المنهج المقارن
المفهوم :إن المنهج المقارن هو أسلوب في التحليل السوسيولوجي ،حيث اعتمد عليه الباحثون مثل
دوركايم كمدخل في تحليل الظواهر االجتماعية مثل ظاهرة االنتحار.
ال يتميز بطرق فنية خاصة ،و يمكن استخدامه في جميع العلوم االجتماعية مثل علم االجتماع و علم
الماكرو النفس و التاريخ و األنتربولوجي .و يمكن إجراء دراسة مقارنة على مستويين
سوسيولوجي -التحليل الكلي -في تحليل الشامل مثل مقارنة دراسة اقتصاديات األسرة في الجزائر
و أخرى في إيطاليا .و الميكرو سوسيولوجي -التحليل الجزئي -مثل مقارنة اقتصاديات األسرة في
والية مع والية أخرى.
و هنا نعتمد على أسلوب الوصفي و الكمي ،حيث نعتمد على االحصائيات في الكم،و لهذا ال يمكن
دراسة المجتمع بمعزل عن بعضه اآلخر،بل بالضرورة القيام بالمقارنات.كما ال تقوم دراسة على
المقارنة السطحية بل يجب دراسة الظاهرة بالعمق.
-عدم دراسة الماضي بوجهة النظر الحاضرسواء كان على مستوى المجتمع او الفرد،و من
الضروري التعمق في الماضي.
-عدم النظر إلى المجال البحث من الخارج ،ألن الباحث ال يستطيع فهم الواقع االجتماعي إذا لم
يتعمق في البحث.
-ضرورة تصنيف الحقائق االجتماعية تصنيفا دقيقا.
-ضرورة اجراء المقارنة بين النظائر ( دراسة الظواهر ذات األبنية المتماثلة) مقارنة النظم
األسرية ،مقارنة تقييم االنتاج المؤسسات.
-ضرورة صياغة الفروض التي توجه المشاهدة
-المقارنة هي عملية إكتشاف أوجه التشابه و االختالف بين الظواهر ،و هي عملية رئيسية في
اإلدراك.
-يجب ان تكون على مستوى البسيط عندما تتم على مستوى الوحدات الجزئية،و قد تكون أكثر
تعقيداو إما تتم على مستوى المجتمع بأكمله.
11
و من الباحثين الذين استخدموا المنهج المقارن نجد "ماكس فيبر"في دراسة الظواهر
البيروقراطية في اوروبا.
بما أن المنهج المقارن يقوم بدراسة أوجه التشابه و االختالف بين األنماط الرئيسية للسلوك
االجتماعي.ويمكن أن يشمل دراسة السلوك السياسي،كالتصويت،أو ظاهرة االجرام مثل مقارنة بين
المعدالت الجرائم و أنماطها في المجتمعات المختلفة .و يمكن أن نعطي امثلة عن هذا المنهج مثل
مقارنة المجتمع المحلي منطقة تلمسان في ظل الخالفة العثمانية ثم في مرحلة الكولونيالية(االستعمارية)
حيث نجد في الخالفة األولى يسود االتجاه االسالمي و تطبيق الزكاة و تكثر االحتفاالت باألعياد
والمناسبات الدينية ،أما في المرحلة الثانية يسود النظام " الرأسمالي" و يزداد االهتمام بتوطين
المعمرين.
يعتبر التنميط كأساس ضروري إلجراء مقارنة في العينات الكبرى و نقصد به جمع الخصائص والسمات
المتشابهة في نمط واحد.
مثال :لدينا 4050قرية دراساتها أمر صعب و إنما بالتنميط يمكن إجراء المقارنة إذن نأخذ نماذج مماثلة
للقرية في منطقة جغرافيا معينة ( 20قرية تمثل نموذج معين) استخدام هذا االسلوب لتوفير الجهد
والوقت و المال .و لكن قبل التنميط ال بد من تحديد المقاييس مثال تختار أربع مقاييس:
خالصة:
في المقارنة يجب االعتماد على أكثر من معيار ألن ذلك ال يعكس الفروق القائمة بين المقارنات ،إذن
اإلكثار من المعايير يعد ضرورة لعملية التنميط.
12
13